القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثامن عشر 18بقلم هنا عادل

 

رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثامن عشر 18بقلم هنا عادل 







رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثامن عشر 18بقلم هنا عادل 


حضور الجن 2


الفصل الثامن عشر


فى البيت اياه قاعدة ريهام مع رحيم بيتكلموا بسرية، اتكلمت ريهام وهي فى حالة ذهول:

- مش قادرة اتخطى اللى حصل يا ريس، مش قادرة اصدق اني كنت مع الاموات خلاص.

رد رحيم ب حيرة:

- مش متخيل اللى حصل هناك، محدش كان يتوقع ابدا اللى حصل ده، ازاي مقدرتش اعرف بوجود الرصد ده كله هناك؟ لكن اللى مستغربه اكتر من كل اللى حصل ده هو البنت رانيا دي، ازاي قدرت تعرف تخلصك من مصيرك؟ ازاي قدرت تنقذك وعرفت منين اللي كان ممكن تنجي نفسك بيه؟ اللى قالتلك تنفذيه ده محدش يعرفه الا اللى عاش فى زمن قديم وعارف تاريخ السحر والرصد كويس جدا وعاشه، معقول تكون رجعت تاني لعقلها وافتكرت هي مين؟

ردت ريهام بنفي:

- معتقدش يا ريس، دى بعد ما خرجت ابتديت تصرخ وتقول انا ليه مش بموووت؟، وبعدين صح سيادتك معرفتش مين يوسف ده اللى هي مجنونة بيه؟

رحيم بقلق:

- مش عارف، لحد دلوقتي مش قادر اسيطر على افكارها ولا عقلها، ومش هينفع اخمن هو ممكن يكون مين، يمكن يكون من زمن تاني مش فى الزمن اللى احنا فيه.

ريهام بأندهاش:

- هتجنن واعرف مين اللى هي عايزة تموت بسببه ده؟ نفسي اعرف شكله ايه ومين اللى يخلي واحدة مش بتدور غير على الموت كل ساعة.

سكوت للحظات لكن رجعت ريهام اتكلمت:

- وسيادتك قررت فعلا تنفذ من غير الصندوق؟

رحيم:

- هنفذ، الوقت سرقنا، ضيعنا وقت كبير وده مش هيساعدنا، النهاردة لازم اجمعهم واعرف ايه اللى عملوه من سنين، قدرت اوصل لأخر شخص منهم ومش هتصدقي هو مين الشخص ده، لكن فى البداية وقبل اجتماعي بيهم لازم اقعد مع رانيا لواحدنا واتكلم معاها، لازم اعرف هي قدرت تفتكر هي مين ولا لاء؟

ريهام بصدمة:

- هتقابلها يا ريس؟ قصدك انها هتموت؟

رحيم بيبتسم:

- لاء، دي اللى هقابلها وهسمحلها تشوفني من غير ما اخلص منها، انا محتاج اعرف حل اللغز بتاعها، وبعدين لازم اتأكد ان اللي بدور عليه مش معاها، كملنا تقديم القرابين ولازم نكسب الوقت، المكان ده قرب يكون مدفن عن قريب.

ردت ريهام وقالت:

- كيب هي لو كانت رانيا دي فعلا هي اللى انت قاصدها واحنا اتأكدنا من ده، اومال مين بقى المقصود؟ انا مش قادرة افكر.

مسك رحيم تليفونه وهو بيتصل برانيا وبيقول قبل ما ترد عليه:

- الغريب ان الوقت اللى احنا فيه ده بتحصل حاجة غريبة جدا فى ممالك الجن، فيه استعداد لحدث كبير ومهم لكن محدش بيتكلم عنه...

سكت رحيم ورد على رانيا اللى فتحت الخط:

- معاكي..

رانيا:

- فيه مكان جديد؟

رحيم:

- عايز اشوفك النهاردة الساعه 6

استغربت رانيا:

- حضرتك عايز تقابلني بنفسك؟ هو فيه حاجة حصلت مني ولا ايه؟

رحيم:

- لما اقابلك هتعرفي، هبعتلك العنوان.

قفل رحيم المكالمة وبص لريهام وقالها:

- الورقة دي فيها كل اللى هيتنفذ الليلة، ركزي فيها كويس واخر اسم فيهم خلي بالك منهم، بعد نص الليل هيكون الاجتماع، وانا هروح اجهز علشان مقابلة رانيا.

فتحت ريهام الورقة وابتديت تقرأ اللى فيها وشهقت بذهول وهي بتقرأ اخر اسم:

- مش ممكن، لالا مستحيييييييييييل.


في منطقة شعبية راح هناك ظابط لكن واضح انه كان بيعيش فى المنطقة دي من سنين، معاه مفتاح قديم وقصد مبنى متهالك طلع السلالم بتاعته و هو بيفتكر كل حاجة فى المكان ده، وقف قصاد باب شقة وفتح وهو بيقول:

- اكيد يا مجيدة سرك هنا، البيت اللى اتربيتي فيه وكبرتي فيه، وياما ضحكنا فيه سوا، قولت مش هسيب حقك واكيد هعرف الحقيقة من هنا.

دخل الظابط اللى كان صديق قريب جدا لمجيدة ومتربيين سوا، ابتدا يدور فى الشقة على السر وعلى الرسالة اللى اميرة كلمته عنها، ماهو الظابط ده زار اميرة فى بيتها بعد الحادثة بتاعت المقابر وعرف منها الاحداث اللى حصلت بينها وبين مجيدة، وابتدا يدور على الرسالة اللى فى الظرف اياه بنفسه وافتكر البيت القديم، لكن كان بيحاول يوصل للمفتاح بتاعه اللى وصل له بصعوبة من شقة مجيدة اللى حصلت فيها الحادثة ومكانش سهل يروح يدور فيها تاني بعد انتهاء التحقيق، فعلا ابتدا يدور وهو عارف مكان كل حاجة فى البيت ده، كل حاجة فى مكانها ومفيش حاجة اتغيرت عن زمان وعلشان كده هو عارف مخابيء صديقة طفولته كويس، دخل اوضة مكتب بسيطة وشاف فيها صندوق خشب كبير، قرب من الصندوق بسرعة وفتحه وجوة الصندوق شاف الظرف وهو بيقول بحماس:

- هو ده، هو ده اللى بدور عليه.

استغرب انه قدر يوصله بسهولة كده، لكن فتح الظرف بسرعه وطلع الجواب اللى فيه، لكن اللى كان غريب اكتر من سهولة الوصول هي الرسومات والعزايم اللى فى الجواب، قعد على الكرسي بتاع المكتب وابتدا يقرأ اللى مكتوب بعيد عن الرموز والحاجات الغريبة دي، وكانت مجيدة كاتبة:

- الرسالة دي وقت ما توصل هكون انا مش موجودة فى الدنيا، اتمنى انها متوصلش غير لأتنين بس، اميرة طالبتي، او انت يا صديقي الصدوق، شكرا جدا على ان انتم ساعدتوني، انا عارفة اني غلطت لكن رجعت لعقلي، اه طريق الاسحار والطلاسم والكلام ده كله كان ضلال واذيت بيه نفسي، لكن رجعت لعقلي فى اخر وقت وده كان بعد ما قابلت رانيا، من وقت ما سألتني عن الطلسم القديم وانا كل حاجة فى حياتي تغيرت، مكنتش مصدقة ان بنت فى السن ده وفى الجيل بتاع زماننا ده ممكن تكون شافت طلسم زي ده، ولأني مش بحب افشل فى حاجة ابتديت ادورعلى معنى الطلسم ده، اكتشفت حاجات اكبر بكتير من ان حد ممكن يوصلها، عرفت ان الباشا وسعيد مجرد لعبة صغيرة، الكارثة كانت فى بداية الاحداث اللى حصلت من قروووون مش من سنين، حصلت فى مقبرة قديمة، حصلت لما تمت ممارسة طقوس كانت سبب فى مجازر مش مجزرة واحدة، لكن مفيش اي تفاصيل قدرت اوصلها خاصة باللي حصل فى الوقت ده، لكن مع اهتمامي بالموضوع قدرت اوصل لخبر فات عليه اكتر من 25 سنة، الخبر كان عن موت اربع اشخاص منهم اتنين رجالة واتنين ستات، اللى استغربته كانت الصورة الخاصة بيهم مع الخبر بسبب الطلسم اللى موجود على اجسام تلاتة منهم، لكن كان فيه واحدة منهم جسمها مفيش عليه اي حاجة خالص، كانت اساميهم عز..عزيز..سميحة...سعيدة.

- عرفت لما دورت ورا الخبر ده ان القضية اتقفلت بعد ما المباحث حاولت توصل للجاني لكن للأسف مكانش فيه اي دليل يوصلهم للجاني، وعلشان كده القضية اتقفلت، دورت كتير ورا القضية بشكل طبيعي لكن موصلتي لحاجة، وصلت من خلال لجوئي للعزايم والطلاسم اللى انت عرفت بسهولة بعد تدريب طويل اني اتعامل معاها واستخدمها، عرفت اللى مستحيل يخطر على بال بشر، قدرت اعرف ايه هي حقيقة رانيا، عرفت ان البنت دي مش زينا، عرفت انها حتى مش عارفة هي مين، مش فاكرة حاجة عن نفسها، هتعرفوا الحقيقة لكن خليكم فاكرين انهم دايما موجودين معاكم، حواليكم، حتى دلوقتي واقفين وراكم.

فى اللحظة دي ارتجف جسم الظابط وبص وراه لكن هدا لما شاف ان الوضع طبيعي، ورجع تاني يفكر فى ايه السر ورا الجواب ده؟


فى مكان تاني وصلت رانيا للعنوان اللى بعتهولها رحيم، انتظرت شوية وقت لحد ما شافت واحد بيقرب منها، واضح عليه شاب فى كامل لياقته واناقته، قرب منها لحد ما وقف قصادها بالظبط، الاتنين ساكتين تماما وكل حد منهم مركز مع التاني وباصص له بس من غير كلام، كل حد منهم فى دماغه افكار، رانيا بتتفحص الشخص اللى قدامها اللى الكل بيخاف منه وبيعمله مليون حساب من غير حتى ما يقابلوه، اما رحيم كان واقف مركز وهو عايز يوصل لحقيقة رانيا دي، هل هي انسانة فعلا ولا....؟ وقت قصير يعدي لكن مأنه زمن، اخيرا اتكلم رحيم وقال:

- اخيرا اتقابلنا يا انسة رانيا؟

ردت رانيا:

- اللى اعرفه ان حضرتك مش بتقابل حد.

رحيم بأبتسامة:

- اللى بيقابلني وبيشوفني ويعرف انا مين بتكون نهايته الموت، لكن انتي الاختلاف الوحيد للقاعدة دي، انا النهاردة مش مقابلك بصفتي الريس رحيم، النهاردة مجرد صديق لفترة وجيزة جدا، مستحيل تشوفي وشي مرة تانية بعد المقابلة دي، خليكي واثقة اننا لو اتقابلنا مرة تانية هتكون هي فعلا النهاية.

رانيا بثبات كعادتها من فترة:

- وليه النهاية دي مش النهاردة؟ انا على اتم استعداد ليها على فكرة.

اتحرك رحيم خطوات قدام رانيا وهو بيقول:

- كويس جدا ان دي بداية كلامك، من وقت ما سألتيني عن طبيعة الشغل وهل يوصل للموت ولا لاء وانا مستغرب، محتار، ايه سبب ان بنت زيك يكون جواها كم الاحباط واليأس ده؟ 

رانيا:

- وايه الاستفادة من ورا معرفتك بحاجة زي دي؟ اللى حصل مالهوش حاجة توصفه، وانا مش عايزة اتكلم فيه، ماصدقت الاصوات سكتت شوية ومش مستعدة لسماعها من تاني.

رحيم وهو بيبص لرانيا:

- وتفتكري ان انتي كده بتوصلي للحل؟ لازم تعرفي ان اللى انا وصلت له ده قبله كان ليا حياة تانية، وكنت اعرف فى الدين اللى انتي لسه ممكن متعرفيهوش فيه، غير ان الاصوات اللى ساكتة دلوقتي ممكن تكون بتتحوش جواكي مراحتش ولا سابتك، لو خرجت كلها فى وقت واحد مش هتقدري ترجعي تاني، وعلشان كده اعتبري النهاردة استثناء زى ما انا استثنيتك من اهم قاعدة فى قواعدي، قوليلي ايه هو السر اللى وراكي...وفى المقابل هحكيلك سر عني محدش غيرك هيعرفه.

سكتت رانيا شوية وكأنها بتفكر فى كلام رحيم، لكن اتكلمت بعد لحظات وقالت:

- حاضر، هحكيلك، هحكيلك كل حاجة حتى لو هتقول عليا مجنونة ومش هتصدقني.

ابتسم رحيم وهز رأسه، وابتديت رانيا تحكي...بتحكي كل اللى حصل، كل حاجة كبيرة وصغيرة، يوسف، واحلامها، والرعب، والتماثيل، الاصوات، الانتحار، اليأس، موت اصحابهان بتحكي بتحكي بتحكي ساعات تقريبا مش ساعة ولا اتنين، كان رحيم بيسمعها بتركيز ومش متخيل ان بنت زي رانيا وفى سنها ده ممكن تكون عاشت كل اللى بتحكيه ده وقادرة لسه تكمل وتفضل عايشة وبتقاوم، ولأول مرة من زمن فات يحس رحيم بقلبه بيدق بصوت عالي وكأنه افتكر...افتكر حد غالي عليه اكتفى بأنه يدفنه فى قلبه ويخبيه عن العالم كله.


وقت فات طويل ورانيا بتتكلم لحد ما خلص الكلام كله من على لسانها، حسيت بتعب وجسمها كله تعب من كل الحاجات اللى افتكرتها واتكلمت فيها ووشها لونه اتغير وحسيت ان الاصوات رجعت تاني لعقلها، لكن رحيم اتكلم وقال:

- هتكلم معاكي كلام انا مرددتهوش من زمن بعيد يا رانيا، عارفة قلبك اللى واجعك ده واللى وصلك لحالة الدمار اللى انتي فيها دي؟ هو نفسه اللى باليقين اللى فيه هيكون سبب انقاذك، قلبك لو سليم وجواه يقين بالله هو اللى هينجيكي، علشان كده خلي عندك يقين فى ربنا، ربنا اختبرك لما حطك فى كل اللى انتي مريتي بيه ده، خلاكي تشوفي لأسباب اكيد انا معرفهاش ان الراجل الوحيد اللى حبتيه فى امل انه يرجعلك تاني وقلبك اتعلق من جديد بأمل رجوعه وفى النهاية مرجعش، ربنا له حكمة فى كده  بيختبر صبرك ومدى تحملك لألم زى ده، ربنا بيحطك فى اختبار علشان يشوفك هتعملي ايه، يقينك هيفضل متعلق بيه ولا تبدأي تلجأي للسحرة والدجالين هما اللى يوصلوكي لطلبك اللى هو صعبه عليكي؟ البشر كده يا رانيا، يلجأوا لربنا فى مطالبهم ولما يحسوا ان اللى عايزينه ربنا رفض يقربه منهم يدوروا بقى على السحرة والجن يساعدوهم، وبكده يبقوا فقدوا ثقتهم فى الواحد القهار، ودول بقى اللى انا هقضي عليهم قريب، الجن ميقدرش يدخل الجسم ويزاحم الروح يا رانيا، الجن بيمس الروح بطرق مختلفة، واللى بيأذي الانسان دول مردة وبيحاولوا يعطلوا طريقك ويبعدوكي عن ايمانك بطرق كتير ومنها الاحلام اللى ممكن تشوفي اثارها على جسمك زي ما بتقولي، الجن اللى ممكن يزاحم روحك فى جسمك ده من عشيرة واحدة بس، جن واحد بس، احنا اقوياء جدا يا رانيا وعلشان كده صعب على الجن السيطرة علينا بسهولة، ضعيف النفس والايمان بس هو اللى بيستسلم، لكن لو قاوم مفيش جان ممكن يغلبه، قربتي كتير من ربنا وصليتي ودعيتي لكن لسه بتتألمي، ده طبيعي، ده اختبار قوتك وايمانك وصبرك، ويقينك كمان، قدرتي تتحملي وتصبري صدقيني هتخرجي من كل ده بخير، استسلمتي بقى لليأس وفقدتي ايمانك يبقى انتي كده ضيعتي بجد، الشيوخ والسحرة مش معالجين يا رانيا، الشاب اللى انتي بتحبيه ده هو اللى اذاكي، هو حتى ميعرفش انه ماشي فى الطريق الغلط.

كانت رانيا بتسمع رحيم وهي مش قادرة تصدق ان كل الكلام ده خارج من واحد بيتعامل مع عشائر من الجن اصلا، معقول للدرجة دي هو على دراية بالدين؟ معقول قلبه مؤمن لدرجة انه يقولها كل اللى قاله ده؟ طيب ايه اللى وصله لكده؟ ليه بيعمل كل ده؟ كانت بتفكر رانيا وحاسة بكلام رحيم ان قلبها بيهدا وجسمها بيرتاجح والاصوات بتختفي، حسيت ان الصديق المؤقت ده قدر يساعدها ويطمنها بأن اللى هي فيه ده مجرد اختبار، اختبار او ابتلاء ربنا بيفتكر بيه عباده، وان ربنا فاكر عباده فأبتلاهم ده معناه انه بيحبهم وعايز يختبر حبهم ويقينهم وايمانهم بيه، سألته رانيا بسرعة:

- طيب ايه هي الاصوات اللى جوايا دي؟ كل ما باجي اصلي بسمعهم بيمنعوني، بيحذروني من الصلاة، ومش ده بس، لكن حاجات كتير جدا من صعوبتها مش عايزة اتكلم فيها.

رد رحيم بهدوء:

- علشان يسيطروا على عقلك، يخلوكي تدخلي فى مرحلة الالحاد وتنكري وجوده وانتي فاكرة انك بتلومي نفسك انتي.

استغربت رانيا من قدرة رحيم على تفسير اللى بيحصل معاها وكأنه عاشه فعلا، اتكلمت وهي بتبص للأرض مكسوفة من نفسها:

- مع كل مرة ده بيحصل فيها بحس اني كده خلاص انتهيت، مش عارفة ازاي واحدة مالهاش قيمة ضعيفة زيي متقدرش تمنع اصوات زي دي من اللى بتردده وبتقوله؟

رد رحيم وقال:

- انا واثق من ان الخير فى طريقك يا رانيا، لكن انتي السحر او المردة او الشيطان بيحاول يغويكي، والاصوات دي بتحاول تكرهك فى نفسك، مش لاقي سبب لكل اللى بيحصل فيكي ده ولا سبب احلامك حتى، لكن عارف انك هتلاقي خير كتير.

كلام رحيم كان سبب فى ان رانيا تحس من جواها ان قلبها لسه سليم، رجعها او عرفها معلومات وقال كلام كانت هي غايبة عنه، بقى يعدي الوقت وكلام كتير من رحيم بيريح قلب رانيا اكتر لحد ما حسيت انها وصلت لقمة السلام النفسي بعد رجوعها لعقلها ورجوعها لتمسكها بيقينها فى قدرة ربنا، لكن سألت رحيم مع خوفها ان المقابلة دي تخلص:

- ازاي حد بيتكلم فى الدين بالطريقة دي ويعمل كل اللى انت بتعمله ده؟ ازاي انت بتتعامل مع الجان اصلا؟ وايه السر ورا كل الشغل اللى بتعمله ده؟

رحيم:

- انا وصلت لمكان مش هقدر ارجع منه تاني يا رانيا، مش هقولك النهاردة، لكن متقلقيش انا هخلص منهم، عايزك بس تشيلي فكرة الموت دي من دماغك خالص، لكن بعيد عن كل اللى دار بيني وبينك ده انا مستغرب جدا اصلا من انك لسه موجعة ومتأثرة بسبب يوسف اللى سابك بالطريقة دي.

سكتت رانيا، بصيت بعيد عن رحيم اللى اتكلم بسرعة وهو بيقول:

- لالا استني استني كده، هو انا مش مصدق، معقول لسه بتحبي يوسف يا رانيا؟

الكلام ده رجع رانيا لحالة كانت بتحاول تخرج منها من شهور فاتت، حسيت بهزة فى كيانها وهي بتقول بغضب وصوت عالي:

- مش بحبه، انا بكرهه، وبلاش سيرته تيجي، انا فعلا فرق معايا كلامك جدا، لكن بلاش نتكلم فى الموضوع ده بالذات.

اتكلم رحيم وقال:

- انتي كدابة، انا عرفت دلوقتي انك حاسة بالذنب ناحية نفسك بسبب انك سيبتيه من غير ما تحاولي من البداية، احساسك بالذنب بسبب سيطرة السحر عليكي بعد ما حلفتي ووعدتي انك هتكوني جنبه ومعاه وتساعديه، عقلك مش قادر يستوعب انك خلفتي عهدك معاه، لسه عايزة فرصة تانية يا رانيا، عايشة على امل ان الوقت يرجع بيكي علشان تصلحي الغلط، لسه مصدقة ان اللى حلمتي بيه هيحصل.

فى الوقت ده قدر رحيم يضغط على جرح رانيا اللى ابتديت تتكلمل بأندفاع وغضب وكأن كل الاحداث رجعت تحصل من اول وجديد قدام عنيها:

- مش هتحس ابدا باللي جوايا، مهما حكيتلك مش هتحس، يوسف ده كان غير اي حد فى الدنيا، عارف يعني ايه تحس ان ربنا اختارلك الانسان اللى تحبه وتفضل معاه؟ عارف يعني ايه تكره الانسان الوحيد اللى انت حبيته بجد؟ لاء ومكرهتهوش بسبب حاجة عملها معاك، ده انت كرهته بسبب حاجات انت لاشايفها وعارف عنها حاجة، ويرجع ويقولي ابعدي، وافكر فى الانتحار، واشوف عفاريت، ارجع اتكلم معاه واذل نفسي له وهو يرفضني، انا لحد دلوقتي بحاول اقنع نفسي ان اللى عمل فيا كده مش يوسف، كل يوم ارجع اقرأ الكلام البشع اللى قاله ليا اخر مرة، كل يوم اراجعه لدرجة اني حفظته يمكن اقدر اكرهه فعلا، وانت جاي دلوقتي بمنتهى البساطة ترجعني تاني لأحساسي ناحيته وتنسيني اللى بعاني منه بسبب اني بعمله كل يوم علشان انساه، دمرني وكمل هو حياته وسابني، انت مش متخيل انا حاسة بأيه وانا شايفة امي مقهورة عليا ومش قادرة اطمنها، دموعها اللى بتحرقني وانا ماليش حُكم على قلبي، بعد كل ده وانا لسه اه بحبه، ومش هتجوز غيره، بس لاء، مش عايزاه، انا هفضل عايشة عايزة اموت، انا  ماشية وانهي المقابلة دي بقى، من دلوقتي انت الريس وانا رانيا اللى بتشتغل عندك، انا اللى كل يوم بنزل شغلي علشان اقابل الموت، بهرب منه  ومن كل اللى بيفكرني بيه ورافض يفارقني، هقرب من ربنا وبس وافضل عايشة اتمنى الموت.

دموع رانيا نزلت وكأنها شلال مقدرتش تمنعها، بقالها كتير بتحاول تكون باردة واحساسها ميت، قدامها رحيم اللى وجه وشه للبحر وهو مصدوم من الحالة اللى وصلت ليها البنت دي، قلبه صوت دقاته بتعلى وهو بيفتكر البنت الوحيدة اللى حبها، افتكر سعاد اللى اتفق معاها على الجواز والكارثة اللى حصلت غيرت حياته للابد، افتكر هو اتجوز كام مرة علشان يقدر ينسى سعاد لكن برضو مقدرش وفشل برغم كل اللى وصله واللى هو فيه ده، كلام رانيا فكره بكل حاجة هو بيحاول ينساها، وبعد كل السنين دي واقف رحيم قصاد البحر عينه مليانة دموع وبيفتكر اول مقابلة كانت بينه وبين سعاد واول مرة مسك ايديها واحساسه بيها ساعتها كان عامل ازاي علشان يصرخ بصوت عالي وهو بيقول:

- انتي السبب يا رااااانيا.

يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزءالاول من هناااااااااا

الرواية الجزءالثانى من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع