رواية الدلالة الفصل 22-23-24-25بقلم هنا عادل (جديده وحصريه وكامله)
رواية الدلالة الفصل 22-23-24-25بقلم هنا عادل (جديده وحصريه وكامله)
الفصل الثاني والعشرون
الدلاّلة
رفيقة الشيطان
كانت سميرة بالنسبة لعمرو هى الحاجة الوحيدة اللى بيفكر فيها، للدرجة اللى خليته مبيعملش حاجة غير اننه يا بيكلمها فى التليفون يا سرحان فيها، كانت مها ومي ملاحظين ده واوقات يسمعوه لما بيتكلم فى التليفون، الوضع بالنسبالهم كان مضايقهم جدا، مش مبسوطين ان عمرو اتاخد منهم وحاصة لما عرفوا ان البنت دى بالذات اللى قدرت تخطفه منهم.
مي:
- خلاص كده يعني؟، جت اللى قدرت تسيطر عليه وتاخده لصفها؟
مها:
- تاخد مين من مين يا مي؟، اخوكي ده لينا فيه اكتر ما اي حد تانه له فيه، غير ان احنا عنده اهم من اي حد، لكن لو على البت السودة دي، امرها سهل، تلاقيه بيتسلى شوية بس.
مي:
- لاء يا ماما، عمرو مش من النوع ده، وبعدين اول مرة اشوفه كده..ده مش بينزل التليفون من على ودنه، دهه بقى بيغلط في اسمي وبيناديني بأسمها..متخيلة وصل لأيه؟!
مها:
- لو اتكلمنا معاه هيفكر اننا بنتدخل فى خصوصياته، خلينا نتفرج لحد ما نشوف هيوصل لحد ايه، بس انا عارفة ان اللهفة اللى هو فيها دى هتقل مع الوقت، وبكرة يزهق، الرجالة كلهم كده، بيزهقوا بسرعة.
مي:
- طيب وافرضي مزهقش؟
مها:
- ايه أقصى حاجة ممكن تحصل؟، هيخطبها يعني؟
مي:
- أو يتجوزها.
مها:
- لالالالا، يتجوز مين؟، بقى انا اجوز ابني الدكتور عمرو للسودة المفشولة دي؟، تبقى بتحلم، وامها داعية عليها.
مي:
- ماما، انا مش مرتاحة للي بيحصل.
مها:
- لاء يابنتي مش عمرو اللى سافر ولف وراح وجه وصاحب وعرف بنات كتير هتيجي عيلة فى الثانوي وحالها بالبلا الازرق هى اللى توقعه.
مي:
- شوفى عمرو كان له زمايل واصحاب قد ايه ايام الكلية؟، الا اني اول مرة اقلق من ناس زى الناس دي، وحاسة ان دول اللى اخويا هيقع تحت ايديهم.
مها:
- متسبقيش الاحداث، وبعدين يا ميوش ده انا وانتى نطفّش العفريت.
- " قالتها مجازا، ومتعرفش ان العفريت هو اللى هيمشيهم"
الغريب ان ناجية كانت مش بتبطل تزرع إبر فى العرايس اللى عندها فى الاوضة،حرفيا مفاتش اسبوع الا وكانت سميرة وعمرو مش حاسين بحاجة حواليهم غير بعض، مروة كانت هتتجنن من السرعة اللى وصلت بيها سميرة لقلب عمرو، برغم ان عارفة كويس ان اللى حصل ده بسبب الجلب االلى امها عملته، لكن كانت مش متخيلة ان الموضوع ممكن يوصل للمرحلة دى، وكأنهم مع بعض من سنين، وبعد عشر ايام بالظبط من استمرار ناجية على التعاويذ ورش الحاجات اللى بترشّها فى الاكل لسميرة او اي عصير لعمرو لو جه يزورهم كان عمرو بيفاتح امه فى موضوع جوازه من سميرة.
مها بصدمة:
- تتجوز مين ياعمرو؟
عمرو بثقة:
- سميرة ياماما، البنت اللى حضرتك ومي بتقولوا عليها وحشة، وتخينة، ومش مؤدبة، بحبها وقررت اتجوزها.
مها ساكتة ومصدومة.
مي:
- جواز!..بالسرعة دى ياعمرو بتتكلم فى جواز؟، دى ابوها مبقالهوش اسبوعين بس ميت!، انت ازاى وصلت معاها للمرحلة دى؟
عمرو بحدة:
- وانتي مالك يامي؟، انا حر على فكرة، انتم مش عاملين عقد احتكار بأمتلاكي، اختار اللى احبها، واتجوز اللى انا اختارها، واضح انى علشان دلعتك وكنت صاحبك قبل ما اكون اخوكي الكبير، نسيتي ان فيه اسلوب معين المفروض تتعاملي بيه معايا...ماما انا بحب سميرة، وعايز اتجوزها، وبلغت بابا انى هخطبها لحد ما يرجع نتمم الجواز، لكن هو قاللى انه لسه قدامه تسع شهور لحد م يوصل.
مها ساكتة ومش مقتنعة باللي بيحصل.
مي بغيرة على اخوها ودموع من اسلوبه الجديد معاها:
- أنت..أنا..اولا يا عمرو انا اسفة على طريقتي فى الكلام، ثانيا بقى معلش لو هضايقك بس سؤال صغير، هو انت مش عايز تستنى لحد بابا ما يرجع من السفر علشان تتجوز؟
عمرو:
- ايه اللى يخليني استنى 9 شهور يا مي؟، انا فهمت بابا وضع سميرة واهلها، ومش اصول انى اخطبها وافضل داخل خارج على بيتهم وهما معندهمش راجل فى البيت، الناس ممكن تتكلم.
مي بذهول:
- فتتجوزها بالسرعة دى؟!، ده انت ملحقتش تعرفها ولا تعرف اهلها، طيب اخطبها ولما تروح تزورها نيجي معاك، لحد ما تقتنع بالخطوة دى، على الاقل علشان بابا يكون موجود.
عمرو:
- بابا مش معترض يا مي، غير انى مش عيل صغير علشان فى الرايحة والجاية تيجوا توصلوني، انا خدت قرار انى اتجوز البنت اللى حبيتها، وحبيت ابلغكم علشان تفرحوا معايا.
مها:
- يعنى حتى مش علشان بتاخد رأيي؟، مش علشان تشوف هيناسبنا امتى؟، حتى مش كتب كتاب وتأجل الدخلة لحد ما ابوك يرجع؟، ايه الانانية دى ياعمرو؟!، هان عليك ابوك تحرمه من فرحته بأبنه الوحيد وفرحة عمره؟
عمرو باللمعة الغريبة اللى فى عنيه بص لأمه بطريقة حسستها انها ارتجفت:
- أنا كلمته وهو مقتنع بكلامي، غير ان فرحته بيا مش بجوازى وبس، بابا طول عمره فخور بيا وهو حابب انى اعمل اللى يسعدني، وواثق فى اختياري.
بغير ارادة منها رديت مها وهى حاسة بخوف من ابنها:
- انا مش موافقة ولا مقتنعة خالص بالموضوع ده، لكن اللى انت عايزه اعمله يا عمرو، بس انا مش راضية وزعلانة.
"مها عارفة ان عمرو مش بيتحمل زعلها"
عمرو:
- تمام، هشوف ظروفهم تسمح امتى علشان نروح نتفق، ومش هيبقى فيه فرح علشان والدها والظروف اللى عندهم، ياريت تتعاملوا مع الناس كويس، انا خارج.
مي ومها كانوا حرفيا فى حالة صدمة مش طبيعية، البنت مش حابينها ولا حابين فكرة وجودها فى حياة عمرو من الاساس، كل اللى مي كانت قلقانة منه حصل، السرعة والجدية فى طرح الموضوع كانت مريبة جدا، فكرة اصراره نفسها على دى بالذات كانت صادمة بالنسبالهم، خاصة ان هما ميعرفوش بعض لسه.
مي:
- مش قولتلك يا ماما؟
مها:
- أخوكي عنيه خوفتني يا مي، حسيته مش ابني.
مي:
- قصدك ايه يا ماما؟، انتى هتبرري اللى عمله بتخاريف؟
مها:
- والله ابدا يا مي، اخوكي عنيه لما جت فى عنيا حسيت ان جسمي كله قشعر مش عارفة ليه، كأنه حد تاني، كان بيبصلي فى عنيا وهو عارف انه هيخوفني بالبصة دى.
مي:
- لا عنيه ولا رجليه يا ماما، هى عرفت تسحبه ووصلت للي هى عايزاه، انتي شوفتي اتكلم معايا ازاى؟
مها بتفكير:
- شكلها سحرتله يا مي.
مي بأستهزاء:
- سحرتله؟!، يا امي انتى بتتكلمي كلام مستفز الصراحة، هو احنا مش لاقيين سبب لدلقة ابنك وتغفيله فنقول ان ده اتسحر، ده خاب يا ماما، خاب والبت جرته من رقبته وراها زى الكلب.
مي:
- لاء انا مش هسكت على اللى بيحصل ده، انا هعرف فى ايه بالظبط!!!
مي بأستياء:
- طيب لما تعرفي بقى قوليلي، علشان الحق احضّر الفستان اللى هحضر بيه.
عمرو وسميرة نفسهم كانوا مستغربين السرعة، لكن لأن الموضوع عاجبهم ومبسوطين بيه محاولوش يفكروا فى حاجة، عمرو برغم انه اول مرة يتعامل مع مامته واخته بالطريقة دى الا انه مشغلش باله عن سر التغيير ده، وسميرة وفرحة ناجية باللى بيحصل بينها وبين عمرو كانت مخلياها حاسة بأن فيه حاجة غريبة، لكن كانت فرحانة اخيرا لقيت اللى عوضها عن غياب ابوها، حتى الكوابيس بقيت اقل كتير ان لم تكن اختفيت خالص...وده في حد ذاته كان كافي ان سميرة متشغلش بالها بحاجة غير انها مبسوطة مع عمرو..حتى هند ومامتها كانوا مستغربين للسرعة دى لكن فرحوا لأن عمرو وسميرة طيبين زى بعض.
مروة:
- انتى ازاى قدرتي توصلي الموضوع للدرجة دى؟
ايه السرعة دى اصلا؟، وازاى عرفتي تخلي الموضوع يوصل للجواز مرة واحدة؟
ناجية:
- اسكتى بقى بلاش فقرك ده، ياريت بس الموضوع كله يحصل بالسهولة دى، هو الواد كانت اختك عجباه وفى دماغه، يعنى مأخدش مني تحضيرات ولا شغل كتير، لكن هى التانية دى اللى بتتعبني.
مروة بغيظ:
- كانت عاجباه؟!
ناجية:
- اه ياختي، ذوقه معفن.
مروة:
- يلا مش خسارة فيهم اللى انتى ناويالهم عليه.
ناجية:
- ناويالهم!، لاء ياختي انا مش عايزة غير اللى هيجيلي م البت وخلاص، لكن هو لا هيقدم ولا هيأخر معايا فى حاجة.
مروة:
- طيب وانا!
ناجية:
- مالك انتي؟
مروة:
- هستفاد ايه من كل ده؟
ناجية:
- يابت استني عليا بس، لو تم المراد زى ما هو فى بالي من سنين، هتبقى ملكة عارفة يعني ايه ملكة، بكرة الرجالة تتحدف تحت رجليكي كده وانتى تشاوري وتختاري، لا تقوليلي عمرو بقى ولا مش عارفة مين، خليكي ورايا بس.
مروة بطمع:
- ماهو انا وراكي اهو، ومستنية اشوف بقى ايه اللى هيحصل، عايزة عربية وشقة فى مكان عالمي.
ناجية:
- شقة ياهبلة!، هقول ايه؟، بكرة تفهمي.
يتبع
الفصل الثالث والعشرون
الدلاّلة
رفيقة الشيطان
بسرعة البرق تمت كل حاجة، مها برغم عدم اقتناعها وعدم موافقتها الا انها كانت بتلاقى كل حاجة بتحصل وبتكون موجودة فيها، لكن هى مش عارفة ايه سبب سكوتها برغم رفضها، حتى مي مكانتش قادرة تعمل حاجة قصاد رغبة اخوها وسكوت امها على غير العادة، الايام بتمر وكل حاجة تقريبا جهزت، سميرة وعمرو مش مصدقين ان خلال اقل من شهر كل حاجة بقيت جاهزة، شقتهم، تجهيزات كتب الكتاب، كان الوضع غريب بالنسبة لكل اللى حواليهم، برغم عن كده مقدرتش سميرة تقول لحد خالص من اهل ابوها بسبب وفاة ابوها اللى لسه مكملتش شهر بالتمام والكمال، كان الوضع محرج بالنسبالها انها تبلغهم بحاجة زى دي، وفكرة انهم بعيد كانت مش محسساها ان هيفرق معاهم خبر جوازها من عدمه، الكوابيس اختفت، فكرة احساسها بالذنب قدرت تتناساها وسط كل اللى بيحصل، مروة جواها نار محدش حاسس بيها، لكن مجبرة ومضطرة تستنى تشوف النتيجة، اما ناجية كانت كل الحاجات اللى بتعملها خاصة بعمرو واهله علشان تفضل ربطاهم والامور تمشى حسب رغبتها.
مها:
- مي أنا حاسة انى بتشل قصاد الناس دي.
مي بحزن:
- خلاص يا ماما، مفيش فايدة من الكلام.
مها:
- يابنتي سيبك من رفضنا والحاجات دى كلها، بس انا مش عارفة افهم ايه السر ورا الناس دي، يامي انا بيكون جوايا كلام عايزة اقوله، بلاقى لساني اتربط قبل ما اقوله.
مي:
- هتقولي اسحار تاني يا ماما والكلام الفارغ ده؟
مها:
- انتى عارفة يامي انى مش بصدق الكلام ده، بس اللى بيحصل مستحيل يكون له معنى تانى غير كده، عارفة لو انا كارهة البنت بس ورافضة الموضوع، هقولك اللى بينه وبينها ده بتاع ربنا وهو له ارادة فى كده...لكن اللى بيحصل غير كده يا مي.
مي:
- ماما انتى بتتكلمي جدا ولا ايه؟
مها:
- يا بنتي بقولك بحس ان الكلام على طرف لساني ومش عارفة انطقه، بمجرد ما بتجمع معاهم فى مكان بحس ان جسمي متكتف وكأن حد بيمشينى فى الاتجاه اللى عما عايزينه، علشان كده متأكدة ان فيه حاجة.
مي:
- طيب انتى شايفة ايه دلوقتى؟، ايه اللى المفروض يحصل؟
مها:
- أنا قولت لابوكي، بس هو شايف ان ده من غيرتي على ابني الوحيد، فاكر انى بهول الموضوع.
مي:
- طيب ماهى دى دماغ بابا من زمان، واي حد هيسمع كلامك او كلامي هيرد زى بابا بالظبط.
مها:
- كنت فاكراه هيفهمني، بس اقولك على حاجة؟
مي:
- استر يارب!
مها:
- انا وصلت لواحدة من بتوع الاعمال وبيقروا الطالع.
مي بذهول:
- دجالين يا ماما؟!
مها:
- ايوة.. مش هأذي حد ولا حاجة بس عايزة اعرف احساسي صح ولا لاء.
مي بخبث:
- وحتى لو اذيتي...ما هما يستاهلوا الخطافين اللمامة.
مها:
- خلينا بس الاول نشوف الموضوع ده بجد واحساسي صح ولا لاء، وبعدين نبقى نشوف هنتصرف ازاى.
مي:
- يا خبر يا ماما لو الموضوع ده حقيقي، دى تبقى وقعتها سودة.
مها:
- هنشوف..بس انتى المهم خليكي طبيعية، اتعاملى بالطريقة بتاعتك العادية يعنى متحسسيش اخوكي اننا بندور وراها.
مي:
- ماما ده خلاص كتب الكتاب بعد بكرة.
مها:
- حتى لو ملحقناش نبوظ كتب الكتاب، هنبوظ عيشتها ونكرهها فى نفسها لحد ما تطلب الطلاق.
مي:
- كان نفسي متبقاش دى اول جوازة له، نسب يعر بصراحة لا شكل ولا مستوى،ولا حتى شاطرة فى دراستها، غير انها هبلة كمان.
مها:
- بكرة هنروح للست اللى وصلتلها دي، ونشوف هتقول ايه.
مي:
- جيبتيها منين دي؟
مها:
- هى طلعت قدامي كده صدفة، واحدة فى السنتر وانا بشوف الفستان كانت بتتكلم عن شيخة رجعتلها جوزها بعد ما كان هيطلقها خلاص..الكلام جاب بعضه وعرفت مكانها وعنوانها بيقولوا انها شاطرة.
مي:
- خلاص نروحلها.
مها:
- لاء انتى مش هتيجي معايا، انتى هتبقى مكاني وهما بيخلصوا باقى الحاجة فى الشقة، متنزليش من الشقة غير لما تنزل هى واهلها، عينك عليهم احسن يحطوله حاجة فى وسط حاجته ماهما شكلهم ميريحش.
مي:
- خلاص حاضر، مع انى مش بطيق اقعد معاهم خمس دقايق، بس طمنينى فى التليفون، وانا هخلي البت هند تيجي تقعد معايا علشان مبقاش لواحدى معاهم.
مها:
- احسن، علشان محدش يفكر يروح يقول لاخوكي اختك عملت ولا سّوت.
سميرة تقريبا كانت مش بتتعامل مع ناجية، غير لو عمرو موجود او بيتكلموا فى حاجات تخص التجهيزات، غير كده كانت بتكون سميرة يا بتتكلم فى التليفون يا بتذاكر يا قاعدة لواحدها فى اوضتها، سميرة كانت بتدور على حاجات اقوى من اللى هى اتعلمتها من زمان علشان تقدر تسيطر على سميرة، هى اه هتوصل لدم عذريتها لكن لازم تقدر تسيطر عليها هى كمان لأن قبول سميرة كقربان ليهم، هيكون هو السبب فى وصولها للكنز، أما الدم ده هيكون بس علشان تقدر توصل انها تحضّر عمر من تاني...مروة مش محسسة سميرة انها فرحانة، بالعكس بتعمل كل حاجة علشان تنكد عليها بيها، مش محسساها ابدا انها فرحانة لأختها العروسة، فكرة انها الكبيرة وانها الصغيرة هتتجوز الاول بالسرعة دى ومن عريس لُقطة على حسب نظرتها له، كانت سبب فى انها متعرفش تدار الغل اللى جواها، وعلشان كده كانت سميرة بتفرح بكل خطوة مع عمرو وبس اللى كل يوم تعلقه بيها بيزيد، الاستغراب بالنسبالهم مقدرش يمنع قربهم من بعض بالسرعة والقوة دى.
ناجية:
- خلاص هانت يا دلاّلة..كل حاجة مشيت زى ما اتطلب مني.
الدلاّلة:
- بس أمه مش ساكتة.. وبتدور على اللى يعرفها ايه السر ورا اللى حصل.
ناجية:
- مش فاهمة، يعني ايه؟
الدلاّلة:
- يعنى مش مصدقة ان السرعة دى مفيش وراها عمل ولا سحر معمول، دورت على واحدة ورايحالها تكشف على الطالع.
ناجية:
- بنت الك.... هو انا ناقصة قلبان مخ، مش كفايا عليا انى بلف حوالين نفسي علشان الحق اخلص.
الدلاّلة:
- أنا واقفالها..هوصلها أنها تساعدك فى اللى أنتي عايزاه..بس اعملي طقوسك بأسرع طريقة، مش هينفع تطلع حاجة تعطلنا.
ناجية:
- انتي عارفة هى رايحة لمين يعني؟
الدلاّلة:
- هو أنا محاوطاهم ليه؟، أنتى عارفة انا ميخفاش عليا خافية، خلصي أنتي بس، واعملي التحويطة علشان تحطّيها تحت مرتبة سميرة.
ناجية:
- الليلة هعملها.
وكالعادة سميرة فى اوضتها خلصت مكالمتها مع عمرو وطلعت الصور بتاعت ابوها تتفرج عليها وتتكلم معاه.
اما مروة كانت فى اوضتها بتجرب حاجات من اللى بتقرأها على الانترنت فى محاولة منها للوصول لخبرة ناجية فى السحر والحاجات اللى بتعملها..لكن طبيعي مش اللى بيكون مكتوب على صفحات الانترنت اللى ممكن يعلم حد ازاى يقدر يسخّر او يستحضر..ده عالم محتاج كتير اوى علشان يتفتح اول باب، كانت بتحاول مروة تدور على حاجة تحميها من امها لانها مش قادرة تثق فيها..لكن للأسف هى فشلت فى انها تعمل اي حاجة من اللى عايزة تعملها، ومبقيتش اكتر من تابع برغم تطفلها وفضولها اللى مالهوش اخر.
ناجية فى اوضتها..النور فيها مطفي كالعادة..العروستين اللى عملتهم من بداية دخول عمرو بيتهم لحد قبل الفرح بليلتين بس كانوا مليانين إبر بشكل يخوف..لكن هى المرة دى مكانتش بتغرز إبر فيهم..كانت بتعمل حاجة اقذر من كده بكتير.
كانت جايبة هدوم ملوثة بدم الطمث..كانت بتحط الهدوم دى على العرايس لحد ما الدم يتنقل للعرايس اللى قصادها.. الغريب ان العروسة اللى عليها صورة سميرة الدم كان مش بيطلع فيها..ولا حتى ساب مجرد علامة..حاولت اكتر من مرة لدرجة انها حطيت الصورة نفسها فى بقع الدم دى علشان لون الدم يتنقل للصورة، لكن مفيش فايدة..كانت حاسة انها هتتجنن، تعمل ايه اكتر من كده علشان تقدر تسيطر على سميرة بشكل كامل.
سميرة فى اوضتها..طافية النور وكل اللى منور فى الاوضة هو ضوء كشاف التليفون بتاعها، البوم الصور قدامها وبتعيط بصمت ودموع، دموع رهيبة، لحد ما حصل اللى غير كل حاجة.
طق
طق
طق
ده الصوت اللى سميرة سمعته فى الاوضة..بقيت تبص حواليها بس مفيش حد ولا اى حاجة..رجعت بصيت مرة تانية للصورة ودموعها مش بتقف، لكن صدمها اللى حصل.
ظهر قدامها من المرايا..وش اسود وجلده مجعد بشكل مرعب حرفيا..عيونه من كتر ما لونها دموي كانت كأنها بتنزف له قرون طويلة بلون النار، باصص لسميرة من المرايا وكأنه صنم عنيه مش بتتحرك من مكانها..المنظر كان مخيف لدرجة الجنون، حاولت سميرة تصرخ لكن صوتها مطلعش.
- متحاوليش تصرخي.
سميرة دموعها مش بتقف وقلبها بيدق بسرعة رهيبة..وبتحاول تقفل عنيها علشان المنظر المرعب ده يختفى من قدامها، على امل انها تفتح عنيها وتلاقيه مش موجود او مجرد وهم، لكن ولا قادرة تغمض عنيها، ولا حتى عارفة تصرخ..ساكتة ودموعها هى اللى بتتكلم.
- قولتلك متصرخيش.. علشان تجاوبيني
سميرة بصوت مبحوح يكاد يكون همس:
- ب..با..بابا وحشني اوي.
- ده اللى بتعيطي علشانه؟
سميرة:
- مات من غير ما يسامحني..كان زعلان مني.
بنظرته المخيفة من جوة المرايا ابتدا يخرج ويظهر قدامها فى هيئة بني ادم لكن بملامح وشكل مخيف جدا..وقف قصادها بالظبط ونظراته كلها رعب وشر..وبهدوء مد ايديه لوش سميرة، ايديه السخنة اللى كانت بتطلع فى وشها بخار من شدة حرارتها تخيلت ان وشها اتحرق، لكن اللى حصل كان غير كده...ايديه كانت غرقانة بالدم،
وطبع الدم على وشها للدرجة اللى كان بيسيل بيها على هدومها..ومن صدمتها وخوفها وريحة الدم البشعة اللى على وشها وفى ايديه، مقدرتش تقاوم،فقدت وعيها ومحستش بالدنيا.
يتبع
الفصل الرابع والعشرون
الدلاّلة
رفيقة الشيطان
فى عالم موازي كانت سميرة ماشية بين مقابر كتير، هى مش عارفة مكانها فين وقلبها مقبوض، وكان هو ماشى معاها من غير كلام شكله المخيف المرعب كان لا يوحي بأي حاجة تطمن، سميرة ماشية جنبه وحاسة أنها رايحة للهلاك برجليها.. وفى وسط الطريق شافت سميرة تعبان كبير جدا، ضخم بطريقة مرعبة، لونه اسود وعنيه حمرا، بيتحرك مابين المقابر بسرعة وطريقة مخيفة جدا..سميرة مفيش اى رد فعل من ناحيتها غير انها عيطت وبس..خايفة ودموعها نازلة ومش قادرة تتكلم..لكن اللى فاجئها شخص طالع من حواليه هالة ضوء تخطف النظر، وشه نفسه فيه صفاء غريب لا يدل على انه يظهر فى مكان ولا اجواء زى اللى هى فيها قرب منها وكان الكائن المخيف والتعبان واقفين ثابتين فى مكانهم بمجرد ظهوره..عنيه كانت بلون السما..عنده لحية طويلة لكن شكله مريح راحة غريبة..قرب منها بهدوء وابتسامة صافية مد ايديه لها ومشى بيها وهي مشيت معاه بأطمئنان..فى وجود الكائنات المخيفة لأول لحظة تحس انها مرتاحة وهادية شوية عن وقت طويل فات.
- فتحي عنيكي يا سميرة، شوفي اللى بيحصل حواليكي، لأن دورك جه، وأن الاوان اللى تاخدى حقك وحق امك فيه.
سميرة بتبص حواليها وبترجع بنظرها للشخص اللى جنبها.
- انا عارف ان كل حاجة حصلت معاكي الفترة اللى فاتت اذيتك وتعبتك، لكن احنا صدقينى مسبناكيش، كنا معاكي وحواليكي كل الوقت.
سميرة:
- أنتم مين؟، وأنا فين؟، وايه اللى بيحصل؟
الشخص:
- يا سميرة، أنتى هتفهمي كل حاجة، بس عايزك الاول تشوفى اللى بيحصل من حواليكي علشان تعرفي ايه اللى انتى هتعملى الايام اللى جاية، مفيش وقت ولازم تلحقي نفسك وتنتقمي.
سميرة بذهول:
- مش فاهمة حاجة، بس انا معاك فى اللى عايز توريهولي.
فجأة كل حاجة بتحصل ظهرت قصاد سميرة، فى البداية ظهر مجرى مياه عذبة قدامها، ومن وراه ظهرت كل المصايب اللى بتحصل وهى متعرفش عنها حاجة، أوضة ناجية والعرايس اللى فيها وانفعال ناجية بسبب رفض العروسة اللى عليها صورة سميرة انها تتلوث بالدم، شافت بعنيها الإبر الكتير اللى فى عروستين شكلهم غريب وصورة عمرو اللى على واحدة منهم، بتتفرج وهى مش فاهمة حاجة، لكن سامعة ناجية وهى عمالة تسب وتلعن فيها، شافت مروة فى اوضتها عمالة تتكلم مع شاشة الكمبيوتر وهى بتقرأ عن السحر والغل كله فى كلامها فى غيرتها من سميرة وجوازها اللى مكانتش تحلم بيه، واخيرا شافت مها وهى بتتكلم مع مي فى موضوع الدجالة اللى قررت تروح وتشوف حل يطفّش سميرة من حياة ابنها.
سميرة بانهيار:
- مين دول؟، ايه اللى بيحصل منهم ناحيتي ده؟، ليه؟، أنا اذيتهم فى ايه؟، أمي وأختي!!
- طيب حماتي وبنتها علشان مش بيحبونى من اول ما شافوني، غيرانين على عمرو مني ويمكن يبقى معاهم عذرهم، لكن اللى اختى بتقوله ده، للدرجة دى عايزة تخلص مني؟، وايه اللى امى بتعمله وبتقوله عني ده؟، أنا عملت ايه؟، والله عمرى ما زعلت حد مني.
الشخص:
- تعالي بقى احكيلك الحكاية يا زهوة.
سميرة بأستغراب:
- زهوة!
- أنا أسمي سميرة.
الشخص:
- ده الاسم اللى بني البشر اطلقوه عليكي، لكن جدك أطلق عليكي زهوة.
سميرة:
- لكن جدي كان ميت لما انا اتولدت.
الشخص:
- "ألملك الأبيض"، أنتى من ذريته، من نسل عشيرته.
سميرة بذهول:
- هو انا بحلم زى كل يوم ولا ايه اللى بيحصل معايا بالظبط؟
الشخص:
- زهوة الموضوع قديم من سنين طويلة، اللى رباكي أسمه عمر لكن هو مش أبوكي، انتي ابوكي ملك من اقوى ملوك الجن المسلمين، سابك عايشة وسط البشر لأنك أنتى اللى هتقدرى تنتقمي لأبوكي وأمك.
سميرة فاتحة عنيها وساكتة.
مسك ايديها واتحرك بيها ناحية مجرى الماء وقعد بيها على حافة المجرى.
- عايزك تشوفى كل اللى حصل وانتى باصة فى قاع المياه دى يا زهوة.
بالفعل ركّزت زهوة فى المياه وشافت اللى ميخطرش على بال.
- شوفتي يا بت يا ناجية بت عمك العقربة، عرفت توقع عريس لُقطة ازاى؟
ناجية:
- أومال انا اللى هقع على عريس زيه يعنى، هى أتعلمت وأتربيت كويس وأمها وأبوها واخدين بالهم منها، لكن انا على يدك من يوم ما ابويا مات وامي طفشت وانا عايشة معاهم فى بيتهم بلقمتي.
فايقة:
- يعني ايه بلقمتك يا موكوسة، انتى فاكرة نفسك خدامة عندهم ولا ايه؟، ده بيتك زى ماهو بيتها، عمك زى ماله فى الورث بوكي كمان له فيه، انتى اللى خايبة سيبتي العلام مبصتيش ليها ولا لعوجانها.
ناجية:
- وأنا يعني كنت اعرف انا فى يوم وليلة هبقى لواحدى كده؟، ولا كنت اصدق ان امي ممكن تسيبني وتطفش؟، وبعدين انا مكنتش غاوية علام.
فايقة:
- بس يا خايبة، دى خالتي بتقولى ان الجوازة دى وراها مصلحة كبيرة اوي، ومفيش حد يعرف عنها حاجة، بس أنتى عارفة خالتي مكشوف عنها الحجاب، واللى عليها قالها حكاية الجوازة.
ناجية:
- مصلحة ايه يابت؟، أنتى تعرفي ايه قوليلي؟
فايقة:
- الراجل ده باين كده وراه ورث كبير اوي، فلوس مالهاش عدد ولا حد أبوه و عمك عايزين الذرية من نسل الاتنين علشان يقدروا يوصلوا للورث الكبير ده، وطبعا لما بنت عمك تخلّف هتكون هى صاحبة العز والهنا كله، وساعتها انتى مش هتبقى غير تابعة ليها ده لو بصيتلك من الاساس.
ناجية:
- وياريتها حلوة ولا فيها حاجة عدلة غير علامها، دى حتى مش بتناول نفسها كوباية المياه.
فايقة:
- قوليلى يابت يا ناجية، هما بيعاملوكي ازاى؟
ناجية:
- لاء البت وامها بيعاملوني كويس، دى حتى مرات عمي طلبت مني انى اكمل علامي، مع انها مجاتش من عماتي ولا خلاني.
فايقة:
- أه عايزين يحسسوكي أنك اقل منهم طبعا، علشان عارفين انك هتتكسفي تخليهم يصرفوا على علامك ماهو ابوكي لو كان قسّم الورث بتاع ابوه من زمان، كان زمانك خدتي حقك وشايلة نفسك بنفسك.
ناجية:
- ياختي انا دماغي مقفلة، لو كملت علامي مش همشي فيه وهسقط وهبقى لبانة بقى على لسانهم كلهم، وبعدين هو ابويا كان سايب عمي مدّور الشغل وكان مستكفي بالدكانة اللى قاعد فيها، حتى أمى لما قررت تطفش خدت معاها عيالها من جوزها الاولاني وسابتني انا له.
فايقة:
- بقولك ايه يابت يا ناجية، ماتيجي ندور على طريقة تاخدي بيها العريس ده.
ناجية:
- عريس ايه اللى اخده يا منيلة انتي؟، أنتي عارفة ان العريس ده متعلم علام عالي زى بنت عمي، وبعدين مش هيوافق اني اخد عريس بنت عمي ويرضى؟
فايقة:
- وهما يفرقوا معاكي فى ايه؟ شوفي أحنا لو عرفنا نوصل أن الراجل ده عينه تزوغ عليكي ساعتها طظ فى اهلك كلهم هما عمالين يحدفوكي لبعض كل واحد منهم يشيلك فى بيته شوية، بدل ما يدولك ورثك وتعيشي على راحتك بفلوسك، مخليينك تحت رحمتهم.
ناجية:
- بس يا فايقة انتى بتلعبي فى دماغي، وانا من غير حاجة لا طايقة اهلي ولا طايقة عيشتي، مش عايزة اوقع نفسي فى مصايب معاهم بعد ما بقاش ليا حد غيرهم.
فايقة:
- يا بت بقولك خالتي قالتلي العريس ده فاتحة خير كبيررررررة اوى على عيلتك، أنتى اولى وكده كده هتكوني أنتى من نفس النسل بتاع بنت عمك، ماهو دمك هو نفس دمهم والخير بدل ما يبقالهم هما، تبقى انتى صاحبته، وانا ينوبني من الحب جانب، مش انا صاحبة الفكرة؟
ناجية:
- مش عارفة يا فايقة، انا اصلا مش مصدقة الموضوع بتاع النسل والكلام ده، وبعدين مش عارفة ازاى ممكن اخليه يبصلي انا، ولا ضامنة رد فعل اهلي هيكون ايه؟
فايقة:
- وافقي انتي بس، وانا هعرف الاقيلك حل لكل حاجة، المهم فكرى وشوفى اللى فى مصلحتك، وخليكي ورايا هتشوفى اللى متحلميش بيه.
ناجية:
- هتعملي ايه طيب فهميني؟
فايقة:
- لما تقوليلي انك موافقة، هقولك ايه اللى هيتم.
ناجية:
- خلاص ماشى، اعتبريني موافقة.
فايقة:
- لاء مش دلوقتى، فكرى من دلوقتى لحد بكرة بليل، ولما تتأكدى من ردك تعالي قوليلي، وساعتها هقولك انا ناوية على ايه.
يتبع
الفصل الخامس والعشرون
الدلاّلة
رفيقة الشيطان
بصيت سميرة حواليها بعد اللى شافته ده، محتاجة الشخص اللى ظهرلها فجأة يفهما ايه اللى سمعته وشافته ده، لكن اتفاجئت لما شافت نفسها فى اوضتها مرة تانية، على سريرها، قصاد البوم الصور، وكأن اللى شافته كان خيال..
غمغمت سميرة بهمس:
- لكن لاء المرة دى مكانش الحلم مجرد حاجات مخيفة او رسايل بتوصلي بطريقة غير مباشرة تقول ان بابا زعلان مني، او ان فيه حد عايز ياخدني، المرة دى انا شوفت امي ومعاها واحدة تانية بيتكلموا فى حاجات اول مرة فى حياتي اسمعها، معقول يكون ده حقيقي!؟
- معقول أنا فعلا مش بنتها؟!
- نعقول كل الاذى اللى حواليا ده وانا مش عارفة عنه حاجة؟!
سميرة مقدرتش تنام الليلة كلها..وناجية فى اوضتها بتحاول بكل الطرق توصل لطريقة تتملك فيها من سميرة وروحها..لكن مفيش فايدة.
فى مكان تاني خالص ووقت تاني بعد الليلة الصعبة اللى فاتت على سميرة بسبب اللى شافته وسمعته، وعلى ناجية بسبب فشلها فى محاولاتها المستمرة..راحت مها للدجالة..وحواليها الدلاّلة.
مها:
- انا مش عايزة اعرف هى فعلا ساحرة لابني ولا لاء، لكن كل اللى عايزاه انها تمشى تكلم نفسها، مش عايزاها تشوف يوم عدل فى حياتها معاه، عايزاه يطلقها قبل ما يدخل عليها وتعيش زي البيت الوقف بفضيحة.
الدجالة:
- كل ده سهل، لكن هى عملتلك ايه يخليكي عايزة تعملي ده كله؟
مها:
- خدت أبني غصب عني، مش عجباني ولا قابلاها، خطفته مني ومن اخته وقلبته علينا، خليته مش شايف ولا سامع غيرها فى اقل من شهر.
الدجالة:
- ههههههه..وكل ما ابنك هيختار واحدة هتيجي تطفشيها وتوقفي حالها؟
مها:
- لاء، أنا عايزة اختارله على مزاجي، مش عايزاه يكون حاببها، مش عايزاها تبقى واخدة جزء منه.
الدجالة:
- هتدفعي كتير.
مها:
- زى ما تحبي، ده الفرح بكرة دخلتهم.
الدجالة:
- مش هتتم، متقلقيش.
مها:
- بجد؟، ازاي؟، ايدي على كتفك.
الدجالة:
- أطلعي بس ادفعي الفلوس للبت نجاة برة، وبكرة بالنهار هاتيلي حاجة من قطرها، ولو تمت الدخلة ابقى تعالي خدي فلوسك تاني.
مها:
- بتتكلمي جد يا ست الشيخة؟
الدجالة:
- بقولك لو محصلش تعالي خدي فلوسك، أنا عارفة هعمل ايه حطى فى بطنك بطيخة صيفى.
فعلا مها خرجت من عندها دفعت مبلغ كبير ولأن الفلوس اللى معاها مكملتش المبلغ المطلوب كله، استأذنت من نجاة تجيب الباقى وهى جاية الصبح تجيب اللى طلبته ست الشيخة..رجعت مها وهى مبسوطة وكانت لسه سميرة فى الشقة بتاعتها وكلهم موجودين الا عمرو طبعا، كملوا كل حاجة فى الشقة ومها حاولت تتعامل بطبيعية، لكن هى طلعت مخصوص علشان تقدر تاخد اى حاجة خاصة بسميرة.
مها:
- وهتلبسي أيه بقى يا سميرة فى الصباحية؟
سميرة بخوف من كل اللى حواليها بعد اللى شافته:
- مش عارفة يا طنط، الهدوم كتير.
مها بخبث:
- لاء يا مرات ابني، ده انا هختارلك على ذوقى بقى.
سميرة باستغراب:
- حضرتك هتختاريلي انا؟
مها بتطلع كيس صغير من شنطتها:
- أتفرجي بقى، ده حماكي كان جايبهولى هدية من رحلة له فى البرازيل.
طلعت لانجيري فى منتهى الشياكة والجمال، فعلا كان مستورد ومختلف عن العادي، وده خلاهم كلهم يبصوا للانجيري بأعجاب..لكن ناجية مش مرتاحة لمها وعارفة هى راجعة منين، وسميرة خايفة منها بعد اللى شافته.
مها:
- ايه رأيك بقى؟، طبعا روعة.
سميرة بأحراج:
- اه فعلا، حلو اوووى أنا مشوفتش زيه هنا خالص.
مها:
- طيب أدخلى بقى قيسيه عايزة اشوفه عليكي؟
سميرة بذهول:
- نعم!
- لاء يا طنط انا اسفة والله، بس انا بتكسف جدا.
مها:
- طيب بصي، بلاش توريهولي عليكي، لكن ادخلي قيسيه علشان تشوفي مقاسه، لو مش هيناسبك هشوفلك حاجة تانية، متقلقيش انا عندى لانجيري بالتيكت بتاعه حاجات شايلاها لمي وكلها مش من مصر، بس المهم اتأكدى انه مقاسك.
سميرة ابتسمت واخدت منها اللانجيري ودخلت تقيسه، كانت مي متفاجئة من اللى بيحصل لكن ساكتة مستنية تعرف ايه اللى حصل مع مها، ومروة كانت متغاظة جدا متخيلة ان مها رضيت عن سميرة اخيرا، أما هند فكانت مبسوطة جدا لصاحبتها.
سميرة:
- جميل اوى يا طنط، بس الكب بتاعه صغير.
مها:
- متأكدة، ولا انتى معرفتيش تقفليها؟
سمرة:
- لاء والله صغير فعلا.
مها بتحط اللانجيري على وشها:
- حلو اوى البرفان اللى انتى حاطاه ده يا سميرة، اسمه ايه؟
سميرة مستغربة جدا:
- لاء يا طنط ده مش برفان، ده مسك جاي من السعودية.
مها بخبث:
- أه علشان كده ريحته مختلفة، طيب عموما هنزل اشوفلك حاجة تانية بس يارب الاقى مقاس اكبر بقى، لو لقيت هطلعهولك.
سميرة:
- شكرا يا طنط تعبتي نفسك.
مها ابتسمت ابتسامة صفرا وسابتهم ونزلت بعد ما خدت اللانجيرى اللى فيه ريحة سميرة معاها، وصلت للحاجة اللى فيها ريحتها وبكده تقدر توديها للشيخة بتاعتها، فى الشقة خلصت سميرة كل اللى بتعمله ورجعت على البيت، ولا ناجية ولا مروة نطقوا بكلمة واحدة من وقت ما نزلوا، كل واحدة منهم بتفكر ازاى توصل للي هى عايزاه، وسميرة كانت هى كمان سرحانة فى اللى شافته امبارح، واللى حصل من مها معاها النهاردة والطريقة اللى اتعاملت بيها على غير العادة، اما هند حاولت تتكلم مع سميرة اكتر من مرة لكن فى كل مرة بتلاقيها سرحانة فقررت انها تسكت هى كمان طول الطريق، وكأن اللى كانت بتتعمل فيها اللمسات الاخيرة من شوية مش شقة عروسة.
ناجية:
- أنا داخلة اوضتي، محدش يخبط عليا علشان هنام.
مروة:
- بس اانا جعانة، ومفيش حاجة فى البيت تتاكل، اليوم كله برة علشان الكونتيسة.
سميرة:
- خلاص يا مروة هنزل اجيبلك حاجة تاكليها.
مروة بغيظ:
- مش عارفة انا لما تغورى من هنا مين هيجيب الطلبات؟
سميرة:
- لاء انا هنزل لأنك كنتى معايا فى شقتي وانا السبب فى أن ميبقاش فيه اكل جاهز فى البيت بسبب انشغالكم معايا، لكن أنا مش شغالة عندك على فكرة انا بعمل الحاجة بمزاجي.
ناجية:
- ما تخلصي انتي وهي، عايزة تطفحي يا مروة هتنزل تشتريلك وخلصنا، انا دماغي وجعاني ومش عايزة صداع جاتكم القرف.
سابتهم ناجية ودخلت اوضتها، ودخلت مروة هى كمان بعد ما طلبت من سميرة العشا اللى هتجيبهولها، وفعلا راحت سميرة تجيب اللى اتطلب منها بعد ما استأذنت عمرو.
ناجية دخلت اوضتها وطلعت كيس من تحت السرير مليان اسياخ حديد قصيرة شبه اللى بتتشوي فيها الكفته، طلعتهم من الكيس وقعدت على سريرها بعد ما غيرت هدومها ولبست عباية حمرا شكلها غريب، ولعت شمع فى الاوضة على هيئة نجمة وطفيت النور ووزعت الاسياخ على عدد الشموع، وفى نص الشموع والاسياخ حطيت صورة سميرة.
وأبتديت تقرأ فى وسط النجمة بعض التعاويذ.
وظهر الشيطان المخيف:
- الموضوع صعب عليكي، طلعت اقوى منهم، طلعت محمية من عشائر مختلفة.
ناجية بغيظ:
- عملت كل حاجة، اللى اتعلمتها زمان، وجربت كمان حاجات جديدة، وبرضه مفيش فايدة.
الشيطان:
- مش نسل ضعيف هي، دى من نسل اقوى ملوك الجان المسلمين، غير ان مش عشيرتها بس اللى بتحميها، دول كمان عمّار البيت اللى رافضين وجودنا فيه، بسبب جهلك جيبتينا هنا قبل ما تحاولى تخرجيهم من البيت، وده مصّعب قبولها وتقديمها، وحتى التانية، دمها وروحها مش مطلوبين، ومش هتتقبل ولا هي ممكن فى يوم تكون قادرة على تنفيذ اوامرنا.
ناجية:
- مش مهم هي، مش مهم اى حد، أنا عايزة اوصل للكنز، أنا مقتلتش وزنيت، وخطفت، علشان فى الاخر موصلش للي حاربت كل السنين دى علشانه، البت دى لازم تتقبل بأى شكل، رجوع عمر مش هيفيدنى من غير هى ما تتقبل.
الشيطان:
- هى المفتاح، وهى اللى عليها الحماية مش عمر، وقرينه مش هيفيدك، المهم هي.
ناجية بعيون جاحظة:
- يعني دم عذريتها مش هيفيدني، اومال انا جوزتها ليه؟
الشيطان:
- دم عذريتها فى حالة تقديم روحها وعمل كل الطقوس هو اللى هيساعد على الوصول للكنز، لكن لو وصلتي للدم من غير ما تتنفذ الطقوس، مش هتقدرى توصلي للي انتى عايزاه، وخلي بالك الوقت بيهرب، ولو عرفت الحقيقة هتخلص منك زى ما خلصتي من امها زمان.
ناجية بانفعال:
- انتم ليه بتخوفوني من الانتقام، هتعمل ايه هي ماتت وخلصت منها من سنين؟، انا بتعامل مع ملوك الشياطين، هخاف منها هي؟، لو كانت تقدر تعمل حاجة كانت عملت من زمان، مش هتستنى لحد دلوقتى.
الشيطان بصوت مخيف:
- ده هو ده الوقت اللى الانتقام فيه هيكون له لذة تانية، بعد السنين دى كلها وبعد ما قربتي للخطوة الاخيرة تحرمك هى من الوصول، علشان تبقى عملتي كل اللى عملتيه دى على الفاضي وتبقى انتى الخسرانة الوحيدة، فى الدنيا...والاخرة.
قال الجملة دى وضحك ضحكة مريبة واختفى من قدامها، وهى هتتجنن من اللى سمعته ومن التهديدات اللى سمعتها منه ومن الدلاّلة، وفكرة انها محمية من عشيرتها ومن عمّار البيت كمان صعبّت عليها كل حاجة فى دماغها، حتى الجوازة اللى ممكن ميبقاش فيه اى فايدة منها لو الطقوش مش هتتم، تعتبر مكسب لسميرة، وخسارة لناجية، ولمروة كمان اللى كانت هتموت على عمرو من البداية.
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هنااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا