القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثالث وعشرون 23الاخيربقلم هنا عادل

 

رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثالث وعشرون 23الاخيربقلم هنا عادل 







رواية حضور الجن الجزء الثاني البارت الثالث وعشرون 23الاخيربقلم هنا عادل 


حضور الجن 2


الفصل الثالث والعشرون


الاخير


الملكة جينار


اتحول المكان اللى هما موجودين فيه لصرح مساحته بمساحة الكون، وانتقل هشام ومجيدة للعالم ده وهما فى حالة ثبات ولا وعي خليتهم ميشوفوش اللى رانيا...اللى الملكة جينار شايفاه، اتحولت جينار من البنت النحيفة اللى الحزن والبؤس حولوها لشبح، لنجمة نازلة من السما بتلمع، كانت ملكة اكتر من الملكات اللى بنشوفهم فعلا فى التليفزيون، او حتى فى افلام الكارتون، او اللى ياما صورولنا شكلهم فى الحواديت بتاعت زمان، حاجة كده ضخمة ولها هيبة وحضور طاغي عكس شخصيتها فى عالم البشر، جمالها اللى مستحيل يكون له مثيل فى عالمهم او حتى عالمنا كان ساحر لدرجة الابهار وسرقة العقول، انتقلت للصرح الخيالي ده وحضرت بين افراد عالمها، اللى كان استقبالهم ليها يدل على مدى هيبتها، الاف مؤلفة من افراد الجان واقفين كلهم منحنيين مبتسمين فى تبجيل لحضور الملكة جينار، اتحركت فى خطوات ثابتة بنظرات ثابتة ورازينة جدا على عكس كل اللى عرفنا عنها فى كل الكلام اللى فات قبل كده، وبرغم مرورها من قدام افراد الجان فى المملكة الا انهم لسه منحنيين فاردين ايديهم قدامهم كنوع من انواع التبجيل والترحيب، كملت جينار حركة لحد ما وصلت قدام منصة اعلى من مستوى الارض شوية، الارض عندهم كانت تشبه موج البحر لكن هي ارض صلبة واقفة عليها بمنتهى الثبات، اعلى المنصة موجود اربع افراد لكن يبدو عليهم انهم كبار افراد الجان، اتكلمت جينار فى حضرتهم وهي بنفس هيبتها ومن غير حتى ما تفكر تنحني وقالت اخيرا:

- ما سر استدعائكم لي اليوم؟ 

علشان يرد حد من الاربعه ويقول:

- ملكة ممالك الجان، لقد اجتمع المجلس واتخذنا قرار بأستدعائك لأبلاغك بأن المقصود قد ظهر، وحان الان موعد انتهاء الحرب، سيقوم بتسليم الامانة وننتهى من ظلام الابالسة.

ردت جينار وهي بتبتسم:

- الخبر ده مفرح جدا، اخيرا ساعود لعالمي مرة اخرى.

رد فرد تاني وقال:

- لقد امر الملك شاون بأن تنهي امر منزل اللعنات، ولتنهي امره وبداخله كل من حاول استخدام طقس القيقعان بنية الاستحواذ على الشر الاعظم.

رد جينار وقالت:

- جلالة الملك شاون، اعضاء المجلس الملكي لعشائر الجان، لقد كان هذا العصر من اصعب العصور التي انتقلت اليها، فلقد تجسدت فى شخص فتاة مستسلمة بائسة ذاقت ويلات لم تذقها، ورغم اننا جسد واحد وبداخله روح الملكة جينار، الا انني كبشرية كان حالي من اسواء الاحوال.

رد هنا الملك بنفسه وده كان واضح انه هو من انتصافه للمجلس وللتاج اللى فوق رأسه، بغض النظر عن هيبته لأن كل اعضاء المجلس كانوا ذوا هيبة:

- جينار، ضعفك كان مُتعمد، رغم ضعفك الا ان الابالسة لم تستطع اختراقك او السيطرة عليكي، ولكن ضعفك استطاع ان يكون هو الدليل لجميع من يستحقون الانتقام، نعم لم تكوني انتي المقصود، ولكن ما حدث لكي من تدخلات من الابالسة على استطاعتنا حمايتك جعلت منكِ لغز محير لهم، فكادوا يبحثون خلفك لكي يحصلوا على ما يريدون، ارسلنا لك من يساعدك، واستطعنا ان نوقع بهم اخيرا.

جينار:

- وماهي الخطوات الاتية؟

رد عليها الملك شاون وقال:

- ستعودي مرة اخرى لعالم البشر، سنمحوا من ذاكرتك ما حدث الان كي لا يستطيع احد اختراق عقلك، سنجعل رحيم وافراد عشيرتنا من اعوانه يقوم بتجميع المذنبون فى المكان المقصود، وهناك ستجتمعين بهم وبالمقصود، ومن هناك ومع اكتمال عدد القرابين سيتم فتح الطابق المغلق، حينها سينهار جميع من قاموا باللهو مع عالمنا، ومن رغبوا فى نشر الشر.

جينار:

- مجيدة بما سأجيبها عند عودتنا الى عالم البشر؟

الملك شاون:

- سوف لا تحتاجين الى الرد على اجابتها، فهي الان فى حالة من حالات الثبات، لا تعلم ما يدور حولها هي ومن معها، فهي كان لها دور كبير فى الوصول الي سر من اسرار هؤلاء الابالسة، وبفضل ذكائها واستخدامها بعض طقوس التجسد بطريقتنا المعهودة استطاعت ان تنقذ نفسها وهي تقنع الجميع بأن من مات هي وليس جن تجسد فى صورتها.

ابتسمت جينار، كانت لسه هتسأل سؤال تاني، لكن فجأة رجعت تاني لعالم البشر، سمعت صوت مجيدة وهي بتقول وكأنها مكانتش فى عالم تاني ولا شافت اللى حصل من دقايق من جينار:

- انا بس عايزة البنت تفوق يا هشام، عايزين نشوف ايه اللى هتقدر عليه بعد ما تعرف حقيقتها؟

هشام بيبص لرانيا اللى رجعت لمكانها وطبيعتها:

- اهي بتتحرك يا مجيدة، البت بتتحرك.

بصيت مجيدة بسرعة وشافت رانيا بتتألم وهي بتحاول تتحرك، اتكلمت مجيدة وهي بتقول:

- رانيا، انتي كويسة، متقلقيش انتي فى امان.

رانيا لما فاقت كانت ناسية تماما كل اللى حصل لما انتقلت للمملكة اللى هي اصلا منها، كل اللى فاكراه ضياء وزيارته لقبره، الست العجوزة اللى حاولت تقتلها، مقابلتها مع رحيم وكلامها معاه، يوسف...يوسف اللى اعترفت انها لسه بتحبه لدرجة انه بتقنع نفسها انها بتكرهه وبتتمنى الموت علشان تنساه، فجأة اتكلمت بذهول رانيا وهي بتقول:

- دكتورة مجيدة؟ هو انا ميتة دلوقتي؟ هو احنا اتقابلنا فى الاخرة؟

ابتسمت مجيدة وهي بتقول لهشام:

- البنت فاكرة انها ماتت واتقابلنا كمان، هي للأسف لسه معرفتش اني مش ميتة.

وجهت مجيدة كلامها لرانيا وهي بتقول:

- انتي لسه عايشة فى الدنيا يا رانيا، وانا كمان ممُتش، واحنا هنا فى مكان بعيد عن اي خطر ممكن يقابلك، متقلقيش السكينة اصابتك بس لكن كان مجرد جرح بسيط.

كانت رانيا فى حالة ذهول ومش مصدقة اللى بيتقال، وفى نفس الوقت حاسة ان فيه حاجة جواها منزلة على قلبها هدوء غريب على عكس طبيعتها، ابتديت تتكلم مع نفسها وهي بتبص لمجيدة وهشام:

- هو انا بجد مش ميتة؟ ازاي طيب؟ دي السكينة غرست فى امعائي؟ وبعدين ازاي الدكتورة مجيدة هنا؟ مش هي ماتت؟ هو ده حلم من الاحلام ولا.... لالالا انا فعلا افتكرت، انا شوفتها قبل ما اغمض عيني واغيب عن الوعي وهي بتقولي(جاية اقولك حقيقتك، جاية اقولك انتي مين)، هو ايه ياترى اللى انا معرفهوش؟

خلصت رانيا كلامها مع نفسها ووجهت كلامها لمجيدة:

- دكتورة مجيدة، ازاي انتي هنا؟ ازاي لسة عايشة؟ انا فرحانة اني شوفتك، لكن مش قادرة اصدق ان انتي اللى عايشة مش انا اللى ميتة.

مجيدة:

- ومين بيصدق اي حاجة يارانيا؟ الاموات بيرجعوا تاني للحياة، واللى عايشين مش بيعيشوا كام سنة وتنتهي حياتهم، لاء دول عايشين عصور مختلفة، الاسماء بس بتتغير، انا هحكي كل حاجة ليكي دلوقتي، اشربي بس العصير ده علشان تعوضي الدم اللى نزفتيه.

كان هشام بيتفرج على كل اللى بيحصل وهو ساكت، يكفي انه عرف من مجيدة ان رانيا دي مش مجرد بنت عادية وطبيعتها هو اللى بتعكسه هيئتها الغلبانة دي، لكن بعد ما رانيا شربت العصير ابتديت مجيدة تتكلم وتحكي لرانيا كل حاجة، من اول ما راحت سألتها عن اللوحة الغريبة اللى شافتها فى الكلية مع دكتور سعيد، لحد ما قررت مجيدة تعمل نفسها ميتة وازاي هي قدرت تساعدها وتنقلها للمكان اللى هما فيه دلوقتي وطبيعة جسم رانيا اللى قدرت تقاوم ضربة سكينة راجية، وازاي دلوقتي رانيا ومجيدة فى احسن احوالهم البدنية والصحية:

- بس حضرتك يادكتورة طلعتي جبارة، تفكيرك مستحيل حد يقدر يتوقعه، انا مش قادرة اوصف لحضرتك مدى الامان اللى حسيت بيه مجرد ما بقيتي معايا من تاني، انا عيشت ايام واحداث من اصعب ما يكون خلتني حد تاني خالص غير اللى حضرتك كنتي تعرفيه.

مجيدة:

- ايه اللى حصل معاكي؟ احكيلي؟ ليه الحزن ده كله؟

ابتديت رانيا تتكلم وتحكي كل اللى حصل معاها، كانت بتتكلم وهي ناسية تماما حقيقتها، بتتكلم وهشام مش مستوعب ان دي ممكن تكون عاشت كل الصعوبات الغريبة دي فى حياتها بسنها الصغير ده وحالتها البسيطة دي، كانت صعبانة عليه ومش شاغل باله بقى سواء هى من الجن او الانس، حالها بس هو اللى صعب عليه ومش مستوعب ان حد يعيش كل الاحداث الصعبة دي ويفضل بيحاول، لكن مجيدة كانت بتسمع كل اللى رانيا عاشته وهي قلقانة، قلقانة ان كل الضغوط اللى عاشتها والكوابيس ومحاولات سيطرة الشر عليها يكون قدر يضعف شخصيتها كحارس من ممالك الجان، سابت رانيا تكمل كلامها بعد ما كل الحزن رجع لملامحها تاني والزعل سيطر عليها لحد ما تخلص وترد عليها مجيدة بجدية وتقول:

- رانيا، فيه حاجة مهمة لازم تعرفيها، لكن فى البداية لازم توعديني انك تهدي، ومينفعش الشر والغضب يسيطروا عليكي.

حاولت رانيا تتخلص من الحزن اللى خيم عليها ده وقالت بتركيز:

- خير يا دكتورة؟ هو في ايه تاني؟ هو الموضوع يخوف اوي كده؟

ردت مجيدة وقالت:

- فوقتي ورددتي اسامي غريبة بعيد عن اسامي عصرنا الحالي، وكنتي بتتكلمي وكأنك فى زمن تاني، فاكرة الكلام اللى قولتيه؟

هنا اتكلمت رانيا بأستخفاف:

- حضرتك عايزة تهوني عليا اللى حكيتهولك يا دكتورة؟ لا متقلقيش انا جسمي خلاص بقى تلم من كُتر اللى عيشته.

ترد مجيدة بجدية اكبر وتقول:

- رانيا، انتي فوقتي من شوية وقت قبل ما تفوقي دلوقتي، رددتي اسامي غريبة فعلا، اسامي ناس انتي عايزة تقابليهم او قابلتيهم، انا مش فاكرة الاسامي، لكن تقدري انتي تفتكري مين الناس اللى انتي افتكرتيهم دول؟ 

كانت رانيا مش قادرة تفتكر حاجة، ومش عارفة اللى مجيدة بتقوله ده حقيقي ولا لاء؟ دي حتى مش عارفة هي صاحية ولا نايمة وعلشان كده اتكلمت مجيدة وقالت:

- انتي مش بتحلمي دلوقتي يا رانيا، حاولي تفتكري بس علشان نقدر نوصل لكل الحقايق.

رانيا:

- ازاي عايزاني افتكر حاجة محصلتش يا دكتورة؟ هو انا للدرجة دي باين عليا اني اتجننت؟

هنا تتكلم مجيدة بحزم:

- غمضي عنيكي، ركزي وافتكري يا رانيا، افتكري مين الناس اللى انتي عايزة تقابليهم، مين الناس اللى ذكرتي اساميهم؟ انتي اللى هتساعدي نفسك بس، مش هتفضلي محبوسة فى العالم ده كتير لو قدرتي تفتكري.

غمضت رانيا عنيها مع سيطرة كلام مجيدة على تفكيرها، ابتديت تضغط على اعصابها وحاولت تفتكر لدرجة انها ابتديت تحس بألم فى رأسها، وفجأة اتكلمت وقالت:

- راغب..فرحة، كفر الشيخ.

مجيدة:

- صح، دي الاسامي اللى انتي رددتيها، مين بقى اصحاب الاسامي دي؟

رانيا:

- مش عارفة، لا عارفة مين دول ولا عارفة ازاي قولت اساميهم، مش عارفة ايه علاقتي حتى بيهم ولا ليه اساميهم جت على بالي ونطق بيها لساني؟!

اتكلمت مجيدة وقالت:

- انتي قولتي كفر الشيخ، وقولتي كمان تاريخ فات من سنين طويلة مالهاش عدد، وعلشان كده لازم ندور على اسرار الاسامي دي.

ردت رانيا:

- وهندور فين وازاي؟ هنسافر كفر الشيخ؟!.... ايه ده؟

ردت مجيدة بسرعة على رانيا اللى واضح انها افتكرت حاجة:

- فى ايه؟ افتكرتي حاجة؟

ردت رانيا وقالت:

- يوسف..يوسف من كفر الشيخ.

اتكلمت مجيدة:

- يوسف؟! طيب وايه علاقة يوسف بالأسامي دي؟ وايه علاقته بالزمن اللى انتي ذكرتيه فى غيابك عن الوعي؟ 

رانيا:

- مش عارفة.

مجيدة:

- تعرفي لقب عيلته ايه؟

رانيا:

- مامته اسمها راوية، وباباه اسمه الحاج عبد المجيد.

جابت مجيدة مجلد كبير جدا وواضح انه كتاب تاريخ، وقعدت برضو قدام لاب توب وابتديت تفتح مواقع تعمل بحث عن حاجة معينة، كانت راكنة مجيدة المجلد جنبها ومركزة فى اللاب توب، فجأة اتكلمت فى وسط صمت هشام ورانيا وقالت:

- يوسف عبد المجيد السيد حميدة راغب، ده اسمه يا رانيا؟

رانيا استغربت وهي بتقول:

- مش عارفة هو ولا لاء؟ بس انا فاكرة يوم ما روحت المستشفى هناك بسببه وانا خارجة كان والده بيشكر الدكتور وبيقوله( لو احتاجت اي حاجة فى البلد يا دكتور اسأل بس عن الحاج عبد المجيد السيد).

هنا ابتسمت مجيدة وهي بتمسك المجلد وبتفتحه، سألها هشام اللى مش فاهم اي حاجة بتحصل:

- ايه اللى الكتاب ده يا مجيدة؟

ردت قالتله:

- ده خاص بالتاريخ بين الجان والبشر يا هشام، فى الكتاب ده علاقة البشر بالجان مدونة بدقة من وقت سيدنا ادم لحد دلوقتي، بالتواريخ والاحداث.

طبعا رانيا وهشام استغربوا من رد مجيدة اللى كانت بتتكلم وهي باصة فى المجلد ومتحمسة تلاقي الصفحة اللى هي عايزاها، وقالت لرانيا من غير ما تبص ليها حتى:

- انا بسببك يا رانيا عيشت حاجات كان ممكن تضيع حياتي فعلا، من وقت ما سألتيني عن الطلسم وانا عارفة ان فيه حاجة غريبة، دورت واستدعين وحضرت عشائر مالهاش عدد من الجان علشان اوصل ايه الغريب فيكي وفى الطلسم، كنت متأكدة ان وراكي سر ولغز لازم نوصل لتفسيره، قدرت اعرف ازاي الجان بيقدروا يسيطروا على العالم زي البشر، لكن اللى مكنتش متخيلاه هو اننا منصدقش ده لدرجة اننا نموت فى سبيل اثبات نظرياتنا بعدم وجودهم.

كانت بتركز مجيدة فى المجلد وفى بال هشام ان الاسامي دي اترددت لمجرد ان رانيا بتحب يوسف فأكيد جابت اسمه هو واهله كمان، لكن رانيا كانت مقتنعة ان الاسامي دي هي عارفاها، مش بس كده، دي كمان عاشت معاهم، لكن لا فاكرة امتى ولا فين ولا ازاي حتى.

هشام:

- ياجماعة اكيد دي تخاريف بسبب الدم اللى نزفته، عادي يعني بتحصل.

فى اللحظة دي ابتسمت مجيدة وهي بتشاور على اسم فى الكتاب وبتبص لرانيا وهشام اللى قربوا منها فجأة، بصوا فى الكتاب واتكلمت مجيدة:

- راغب، الاسم اهو، ومكتوب انه كان بيمثل المشيخة فى عهد من العهود القديمة لكن هو كان مخاوى للجان وعلى دراية بأمور الدجل والاسحار، ومكتوب كمان انه فى وقت من الاوقات اختفى فجأة هو ومجموعة من تلامذته ومحدش قدر يوصله، ولا حتى حد من نسله قدر يعرف طريقه، وكان موكل من الجان بأنه يخلص على المقصود.

رانيا:

- لالالا انا مبقيتش فاهمة حاجة.

اتكلمت مجيدة وقالت:

- انا هحكيلك كل حاجة، انتي يارانيا مش البنت اللى انتي فاكراها، انتي مش من دنيتنا ولا عالمنا، انتي مش من العصر بتاعنا، انتي مجرد حارس، حارس على لعنة لو اتفتح بابها مش هتنتهي، حارس للعنة دي لحد ما يظهر المقصود المسؤول عن مساعدتك فى الخلاص من اتمام الطقس.


فى اوضة مروان وبعد ما سافروا اهله فى رحلة قصيرة قاعد سرحان فى كل اللى بيحصل معاه، بيكلم نفسه بغرور وحزن وهو بيقول:

- بقى انا اللى كل البنات كانت بتترمى تحت رجلي، ييجى عليا وقت مفيش واحدة قابلاني بالشكل ده؟ لاء وكمان كل ما واحدة تقبل يا تعمل حادثة يا تحصلها كارثة تخليها ترفضني رفض قاطع؟! هو فى ايه؟ كل الدنيا واقفة قصادي مش البنات بس ولا الجواز بس! حياتي مالها اتلغبطت كده؟ مين باصص ليا فى حياتي بالشكل ده؟ يعني نخلص من دوامة رانيا وموت رنا وضياء وبوسي ومجرد ما نفوق الاقى كل حاجة واقفة ضدي كده؟

فى الوقت اللى كان بيكلم نفسه وهو هيتجنن سمع صوت رسالة وصلت على تليفونه، مسك التليفون شاف رسلة برقم غريب وصلت على الواتس اب، فتح الرسالة وكان فيها:

- لسه فاكرني؟

استغرب مروان الرسالة، فتح البروفايل الخاص بالرقم لكن مكانش فيه حاجة تدل على شخصية صاحب الرسالة، الفضول انتصر وقرر مروان يبعت:

- مين؟

ولأن صاحب الرسالة كان لسه اون لاين، جه الرد بسرعة:

- معقول؟ للدرجة دي الايام قدرت تخليك تنساني بالسرعة دي؟

رد مروان بتكبر كعادته واستياء:

- اه، ده فراغ بقى، يلا بلوك علشان مش طالبة مزاولة هي.

وفعلا كان ابتدا مروان يدخل على اعدادات الواتس اب علشان يعمل بلوك، لكن لفت انتباهه اخر رسالة وصلتله كانت سبب فى انه يصرخ بذوهول وهو بيقول:

- مش ممكن!

وقع التليفون من ايديه لكن رجع مسكه تاني وهو بيبص فى الرسالة اللى كانت بتقول:

- انا رنا، حبيبتك، نسيتني؟

طبعا عقل مروان مستوعبش ان دي ممكن تكون حقيقة، وده خلاه يرد وهو مش عارف يفكر:

- ايه الهطل ده؟ انتي عبيطة ولا ايه؟ جاية تهزري بسيرة واحدة ماتت؟ 

جه الرد بسرعة وكأن رنا عارفة الرد اللى هيجيلها فكانت مجهزة ردها على الكلام وقالت:

- طيب لو مش مصدقني قوم دلوقتي افتح باب شقتك، يمكن ساعتها تتأكد من كلامي.

حس مروان بتوتر، دقات قلبه زادت، ساب التليفون من ايديه وهو بيقول:

- ايه السخافة دي؟

فى البداية طنش الكلام وقرر ميتحركش، لكن مع عدم اقتناعه باللي اتقال ده قال لنفسه بصوت مسموع:

- اصل مش معقول يعني حد من اصحابي يكون عامل مقلب اهبل زي ده، انا هقوم واشوف علشان لما احط على اللى بيبعت يبقى يستاهلها بحق.

وفعلا قام مروان من مكانه وراح ناحية الباب، فتح بسرعة وهو عارف انه مستحيل يلاقي حاجة خاصة برنا، لكن يتصدم وهو واقف قدام بنت بتقوله:

- وحشتك؟

فى الوقت ده يحس مروان بالصدمة وهو بينطق اسمها:

- رنا!

كانت ملامح الرعب على وش مروان مرسومة بمنتهى الدقة، هنا اتكلمت رنا بهدوء وابتسامة وقالت:

- ايه الخوف ده كله؟

مروان وهو مش مستوعب حقيقى اللى شايفه:

- ازاااااي؟! مستحيل تكون دي حقيقة، رنا ماتت، انتي مين؟ انا بخرف ولا انتي عفريت ولا ايه؟ ارجوكي انا مش عايز اموت، خدي اللى انتي عايزاه وامشي من هنا.

ضحكت رنا وهي بتقول بأستهزاء:

- ايه اللى انت فيه ده يامروان؟ للدرجة دي بتحب الحياة؟ وبعدين هاخد منك ايه لو انا ميتة فعلا؟ هستفاد ايه باللي هاخده منك؟ انا رنا يا مروان، رنا بنفسها، كفاياك غرور بقى وتباهي باللى عندك، ومفيش داعي لكل الرعب اللى انت فيه ده، انا ممتش، ده موضوع كان لازم يحصل لهدف معين، واعتقد مفيش دليل اكيد يقول اني ميتة، لا حد منكم شاف جثتي، ولا حد وقف على غُسل، كل اللى حصل ان جالكم الخبر مش اكتر، صح ولا لاء؟

مروان فى حالة مستمرة من الذهول:

- ازاي؟ انتي عايزة تقولي ان كل الناس اللى قالت انك ميتة دي بتكدب؟!

ردت رنا وقالت:

- ناس مين؟ هو مجرد مكالمة من اميرة لتليفوني، رد عليها ابويا وبلغها، حد منكم اتأكد؟ حد منكم يعرف ابويا اصلا ولا عمره شافه؟ انا ابويا مات من سنين بعيدة يا مروان، كفايا تكذيب لحقيقة لازم تصدقها.

مروان:

- انا مش فاهم انتي ليه بتعملي كده؟ وبتتكلمي كده ليه؟ وليه كل اللى حصل ده؟ انتي جاية عايزة ايه؟ عايزة تموتيني ولا ايه؟

ردت رنا:

- ما خلاص بقى يا مروان فى ايه؟ هتفضل مصدوم كده كتير؟ مش جاية اموتك ولا حاجة، لكن متقلقش ده يمكن يحصل، بس مش دلوقتي.

يرد مروان:

- رنا انتي عايشة بجد؟ طيب ليه ممكن ييج وقت وتبقى عايزة تموتيني فيه؟ عملتلك ايه انا؟ 

ترد رنا:

- مقابلتش حد فى غرورك، مش بتهتم ولا تفكر غير فى نفسك، ومجرد ما بعدت انا وانت عرفت اني ميتة جريت تفتح صفحات جديدة وتدور على غيري، للدرجة دي كنت رخيصة عندك؟ للدرجة دي مستاهلش تحزن عليا وتفضل فاكرني؟ قررت بمنتهى السرعة تبدأ دنيا جديدة مع حد غيري، لكن اهو هتفضل تدفع تمن استهتارك بيا وعدم اهتمامك بفراقك لواحدة كانت فى حياتك اسمها رنا، محدش هيقبل بيك، كل اللى هيعرفك هيبعد عنك وعن غرورك، كنت فاكراك بقيت بني ادم، لكن صدقني مش هترتاح ابدا يا مروان.

رد مروان بكبرياء كعادته:

- انتي نسيتي نفسك ولا ايه؟ انتي اللى كنتي هتموتي عليا على فكرة، اوعي تكوني فاكرة اني خايف منك، اللى انا فيه ده بس صدمة الموقف مش اكتر، لكن فوقي يا ماما وشوفي انتي مين وانا مين، انا مروان اللي اي بنت تتمنى بس تبقى تحت رجليه.

هنا ابتسمت رنا بثقة وهي بتقول:

- كنت متوقعة كلامك السمج ده طبعا، لكن احب ازود صدمتك من الموقف باللى جاي كمان، انا يا مروان سبب كل اللى بيحصل معاك ده، انا متابعاك من وقت ما وصلكم خبر موتي، شوفتك وانت بتنساني وبتقفل صفحتي وكأني مكنتش، وعلشان كده كنت انا سبب ان اي واحدة تحاول تقرب منها تبعد عنك وترفضك، هخليك كده عايش محدش يقبل قربك منه ولا وجودك فى حياته، عايش من غير ما يكون لك لازمة، ع ايزة غرورك وكبريائك ينفعوك واستنى اللى هعمله فيك قريب.

مروان ابتدا يتكلم تاني بهدوء اكتر وقال:

- انتي السبب؟ مش مصدق اللى بسمعه! طيب ليه؟ وبعدين ما انتي موتي يا رنا! كنتي مستنية مني ايه؟ زعلت عليكي، لكن الحزن مش بيدوم، اكيد هبقى عايز ابدأ صفحة جديدة واعيش من تاني، بلاش اللى بتعمليه ده يا رنا، انتي احسن من كده بكتير وتستاهلي اللى يكون احسن مني ليكي بكتير كمان...

قاطعته رنا وهي بتقول:

- بتحاول تريح نفسك باللي انت بتقوله ده؟ هو انتم كده تحبوا تبرروا ظلمكم بأى كلام وخلاص، لالا يا مروان، مش هسمح انا بكده، الغرور اللى فيك ده انا هخليك تلعنه كل يوم وتلعن نفسك اللى قدرت تستهون بغيابي ولو لساعة واحدة، انا المقصود اللى هكون السبب فى حرق قلوب اي ظالم، صدقني مش هتعيش فى سلام من دلوقتي واللى جاي هيكون عليك اصعب من كل اللى فات.

سابت رنا مروان فى حالة صدمة وذهول من الموقف والكلام وتقريبا غاب عن الوعي برغم ان عنيه مفتوحة، اختفيت رنا من قدامه وهو فى حالة تشبه الشلل المؤقت، من غير تفكير دور على تليفونه وطلع رقم ميدو اتصل عليه، لكن ميدو مردش، طلع رقم اميرة واتصل بيها، رنة واتنين ورديت اميرة:

- الو، مروان عامل ايه؟

مفيش رد وصل اميرة من مروان، فأتكلمت تاني اميرة وقالت:

- مروان، سامعني؟ الشبكة فيها حاجة ولا ايه؟

جه الرد لأميرة:

- رنا عايشة يا اميرة.

ارتجفت اميرة وقعدت على اقرب كرسي ليها وهي بتقول بصوت متوتر:

- رنا مين يا مروان؟ لالالا مش ممكن، يعني اللى اتصلت بيا دى كانت رنا مش حد بيزاول؟!

استغرب مروان وهو بيقول:

- اتصلت بيكي انتي كمان؟ لالالا هي رنا، رنا بنفسها يا اميرة، كانت قدامي ومعايا من دقايق، رنا راجعة ومقررة الانتقام ومش عارف ليه؟!

ردت اميرة وبتحاول تصدق اللى بيحصل:

- انتقام؟! ليه؟ وازاي؟ وبعدين انت فاهم انت بتقول ايه؟ اصلا يا مروان فكرة ان رنا عايشة دي حاجة تفرحنا مش تخوفك كده، رنا صاحبتنا وحبيبتك، انا اصلا مش قادرة اقتنع باللي بنقوله ده، ولا قادرة اصدق انها عايشة فعلا، لكن اكيدي مستحيل يكون ده تفكير رنا.

رد مروان بأنفعال:

- بقولك كانت قدامي وهددتني، قالتلي انها سبب كل اللى بيحصل معايا، بتنتقم مني علشان نسيتها وقررت اعيش حياتي بعد موتها، انا مش فاهم ايه اللى بيحصل ده فى البداية رانيا ودلوقتي هي؟ انا ندمان على اني عرفتهم...

قاطعته اميرة وقالت:

- اهدا بس يا مروان، رغم ان اللى بيحصل ده مستحيل يتصدق لكن انا هحاول اصدقك، انا هتصل بيها وهعرف منها مالها بالظبط وهي عايزة ايه منك، اكيد انا هعرف اتفاهم معاها اكتر منك، اقفل هكلمها وارجعلك تاني.


فى مكان تاني حياة يوسف ومراته ماشية كويس جدا، لكن وبعد سهرة حلوة يصحى يوسف علشان يروح شغله فيصحي مراته علشان تقوم تحضرله الفطار زي كل يوم، مرة واتنين وتلاتة لكن مفيش رد، استغرب وقلق، قرب من قلبها سمع صوت نبضاته فتأكد انها عايشة، لكن سبب عدم صحيانها ده مش عارفه، ابتدا يحاول يفوقها لكن هي مفيش حس ولا خبر، اتصل بالأسعاف بسرعة ونقلوها على المستشفى والغريبة ان حالتها كانت تستدعي الدخول للعناية المركزة رغم كلام الدكتور اللى صدم يوسف:

- الحقيقة يا دكتور يوسف انا مش عارف اللى هقوله ده هيتصدق اازاي؟ لكن المدام مش بتعاني من اي سبب عضوي يدخلها فى الغيبوبة دي، كل المؤشرات الحيوية كويسة جدا، مفيش سبب نقدر نحدده لللحالة اللى هي فيها دي.

كان لسه يوسف هيرد لكن شاف رقم ابوه بيتصل بيه، فهم ان اكيد حماه بلغه ان مرات ابنه فى المستشفى وبيتصل علشان يطمن، استأذن يوسف من الدكتور علشان يرد على ابوه ويرجع يناقشه من تاني فى حالة مراته، فتح الخط ورد:

- ايوة يا بابا، احنا....

قاطعه الصوت اللى وصله:

- لاء يا يوسف يابني انا مش الحاج عبد المجيد، انا عمك عبدالله جاركم، الحاج وقع من طوله هو والست والدتك قصاد بيتكم.

هنا اتصدم يوسف وقال بخوف:

- ازاي يا عم عبدالله؟ طيب هما فين؟

عبدالله:

- الناس ملمومين ح...

قاطعه يوسف بسرعة وهو بيقول:

- احنا فى مستشفى الوحدة يا عم عبدالله، مراتي فى العناية المركزة، هبعتلكم اسعاف حالا ينقلوهم على نفس المستشفى.

عبدالله:

- لا يابني احنا هنوصلهم بأى عربية من عربيات الجيران متقلقش، مش هنستنى اسعاف، انا بس كنت ببلغك علشان تبقى موجود معاهم، اقفل دلوقتي وانا هتصرف.

كان يوسف فى حالة صدمة، ومع وصول ابوه وامه للمستشفى، وكلام الدكتور اللى قاله فى تشخيص حالتهم وكان نفسه كلامه عن حالة مرات يوسف، ابتدا يوسف يدخل فى حالة من حالات الصمت والصدمة، مش عارف يفكر ولا قادر يتكلم، لكن فجأة افتكر رانيا، افتكر اخر حلم حلمه بيها قريب، وفجأة اتكلم بعد فترة سكوت طويلة وهو بيتوعد:

- انا هقتلك يا رانيا، انتي السبب، اكيد انتي السبب، مش عارف ازاي قدرت ادخل واحدة زيك فى حياتي فى وقت من الاوقات، انتي شيطان زى ما الشيخ قال.


بعد اللى رجاجية عملته مع رانيا، قررت تحبس نفسها فى مكانها وهي مستنية ظهور مردوخ من تاني، مستنية تسمع القرار الاخير للعشائر بعد انجازها لمهمة قتل رانيا اللى بقالها سنين بتحاول تخلص منها ومش عارفة، كل يوم بيفوت بتحس بقلق من تأخيره حضوره، كل اللي مشغولة بيه هو رجوعها لعهدها وقوتها وسيطرتها من تاني، لا مشغولة برانيان ولا ايه اللى ممكن يكون حصل فيها بعد ما سابتها، ولا اي حاجة غير انها ابتديت تحقق اول خطوات المكاسب اللى اولها قتل رانيا، غياب مردوخ كان سبب فى خوفها وقلقها، قلقها على نفسها وبس، كل يوم فى كوابيس، حاجات كتير بترجعها لزمان فات، لكن ذكرياتها دي مش بتصحي فيها اي حاجة ترجع ضميرها ليها من تاني، تصحى كل يوم غضبانة وحاقدة على كل البشر ومستنية وصول الجن وتقريرهم لمصيرها، لحد ما صحيت فى يوم وهي بنفس الحال فسمعت صوته بيقول:

- اتأخرت عليكي شوية؟

ردت راجية بصوت كله حماس وعيون كانت دبلت:

- مردوووخ! ده انت؟ اخيرا جيت؟

رد مردوخ:

- ايوة جيت يا راجية، اتأخرت عليكي، كان مانعني عن الحضور حاجات كتير...

قاطعته راجية بعدم اهتمام للي منعه وقالت:

- قولي بس المهم، ايه قرار مجلس الجان على رجوع الخُدام ليا من تاني؟ اانا خلاص قتلت رانيا.

سكت مردوخ لحظات لكن رد عليها وقال:

- متقلقيش يا راجية، وافقوا بالرجوع.

مصدقتش راجية نفسها من الفرحة وهي بتقول:

- بجد؟! بجد وافقوا ولا بتقول كده وبتلعب بيا؟

رد مردوخ بجدية:

- وافقوا يا راجيةنط ولكن لهم شروط.

راجية:

- موافقة، موافقة على اي شروط، انا على اتم استعداد لأى حاجة ممكن تتعمل علشان ارجع لقوتي من تاني.

رد مردوخ بأبتسامة سخرية:

- الشرط الاول، اعترافك بأن مملكة الابالسة هي الجنة المعهودة..

راجية:

- موافقة.

مردوخ:

- الشرط التاني، اعترافك بأن ابليس هو صاحب السلطان الاعظم، هو الأله الاوحد والصلاة له وحده.

راجية بمنتهى الجحود:

- موافقة.

مردوخ:

- الشرط الثالث، هو اني هكون المستشار ليكي فى اي قرار، مستحيل تعقدي اي صفقات او عهود مع اي فرد من افراد الجان بدون معرفتي وموافقت....

راجية:

- موافقة طبعا.

مرود بهدوء:

- يبقى نفذي الشرط الاول والثاني فى الحال، واعتبري نفسك رجعتي لقوتك من تاني.

راجية:

- طيب اعمل ايه دلوقتي؟ انا فرحانة فرحة الدنيا، معقول هرجع لقوتي من تاني؟ لالا ده انا هرجع اقوى ما الاول...

مردوخ:

- لكن فى البداية لازم تقدمي عهد الدم علشان نوثق الأتفاق.

راجية:

- طبعا موافقة...بس، بس انت مالك يا مردوخ؟ حاسة فيك حاجة متغيرة!

مردوخ:

- الوقت مش مناسب للكلام عن اللى انا فيه يا راجية، انتي فرحانة دلوقتي وبلاش نضيع فرحتك دي بالكلام عني.

راجية بقلق:

- ايه اللى بتقوله ده يا مردوخ؟ اتكلم انا سامعاك، واحنا سوا هنقدر نخلص من اي حاجة، احنا دلوقتي اقوى من اي وقت فات واحنا مع بعض، هنقدر على اي حاجة مهما كانت.

اتكلم مردوخ وقال:

- اللى كان مأخرني عنك يا راجية هو اني كنت مع مجلس المملكة بنبحث فى امر رحيم، كنا بنراقب المكان اللى عايش فيه من وقت رجوعه من السفر، ومع تسخير قوة مهولة من افراد الجان من عشائرنا قدرنا نجمع عنه معلومات اتسببت فى قلق للمملكة، بعيد عن قدراته وقوته اللى مالهاش حدود، لكن هو كمان مش بيشتغل لواحده، ده شغال تحت تعليمات مجلس قوي جدا من اقوى مجالس الجان.

راجية بخوف:

- يعني ايه؟ معقول هنبقى بنواجه حاجة مش قادرين نحدد مدى قوتها؟

مردوخ:

-  فعلا رغم اني حاولت ابعد نفسي عن مواجهة الخطر ده، الا اني انا كمان فى نفس الورطة اللى مملكتي فيها، بنواجه خطر بيهدد عرش الابالسة والمردة على مدار التاريخ، لازم نواجه الخطر ده لأن بوصوله لرحيم وقوته هو كمان هيقدروا مع بعض على محو عرش الابالسة، وعلشان كده قوتك كبشر مع قدرات الجان اللى هيكونوا مسخرين لخدمتك هتكون قادرة تساعدنا فى المواجهة.

راجية:

- اكيد هنقدر عليهم، انتم مش ضعفاء، واحنا مع بعض قوة لا يستهان بها...

مردوخ:

- وفيه امر تاني مهم حصل، لكن بنحاول نوصل لحقيقته.

راجية:

- ايه تاني؟ هو اليوم النهاردة مليان بالخير العظيم.

مردوخ:

- جثة رانيا مالهاش اثر.


مجيدة:

- قدرت اعرف من الطلسم اللى دورت وراه كتير ان انتي مالكيش علاقة بعالم البشر، انتي ملكة من ملوك الجان، وقدرتي على مر عصور تنهي على كتير من محاربين ممالك الاسلام سواء فى عالم الجن او عالم البشر.

رانيا بتضحك:

- ههههههههه، والله ضحكتيني بجد يا دكتورة، عارفة بقالي مدة قد ايه مضحكتش؟ واضح ان الطلاسم والعزايم اللى بتدوري عليها سيطرتك على تركيزك، انا رانيا، رانيا مصدر السخرية لكل اللى يعرفني، ملكة ايه بس وجن ايه وحروب ايه؟

يتكلم هشام ويقول بجدية:

- مجيدة بتتكلم صح يا رانيا، اه انا مكنتش مصدق، لكن بعد كل حاجة حصلت انا اتأكدت ان مجيدة معملتش كل الفيلم ده الا علشان تثبت اللى بتقوله دلوقتي، وهي قدرت تثبته فعلا وعرفت قدراتك الحقيقية، وعرفت انك فى عالم البشر لرسالة.

مجيدة:

- رانيا، ركزي فى كل حاجة حصلت، شوفي ايه فيها منطقي؟ اللوحة اللى عرفتيها مجرد ما شوفتيها معايا؟! كوابيسك واحلامك؟! الاسامي اللى رددتيها والمكان اللى عاشوا فيه رغم انه من عهود مكانش لسه بقى فيه محافظة اسمها كفر الشيخ؟! حقيقة وجودهم اللى مش موجودة غير فى الكتاب ده بس واللى هو اصلا متعرفيش عنه كرانيا اي حاجة؟ حتى انتي، انتي من جواكي عارفة ومتأكدة ان انتي مش مننا، انت من عالم تاني ودنيا تانية، وزمن تاني خالص.

وفجاة تسرح رانيا فى كلام مجيدة وتبدأ تقول كلام غريب:

- راغب، المملكة، المقبرة، عهد القيقعااان، الطلسم القوي، انهيار مملكة ابليس.....

كانت بتقول رانيا كده وجسمها بيتنفض، مجيدة وهشام مصدومين، اتكلم هشام بخوف:

- هو فيه ايه؟ البنت هتموت يا مجيدة، انا خايف، المكان بقى سخن وكأن النار قادت فيه، جسمها بيتنفخ.

تجاهلت مجيدة كلام هشام وهي واقفة مرعوبة ومصدومة من حالة رانيا، اللى اتكلمت قبل ما مجيدة تنطق وقالت:

- انا اللى هكون فى مواجهة الكيان الاعظم، انا اللى هقدر اخلص الكون منه.

فى الوقت ده كانت رانيا بترتجف بشكل غريب وحاطة ايديها على ودنها وبتصرخ بطريقة مريبة وفى لمح البصر ثباااااات وسكووووت وكأن صوتها راح.


كانت مجيدة واقفة منتظرة هجوم او اي حركة غير متوقعة ومعاها هشام اللى متخيل انه في فيلم سنيما مش حقيقة بتحصل قدام عنيه، لكن رجعت رانيا اتكلمت تاني:

- صح كده، صح يا مجيدة، انا مش البنت اللى كل الناس بتستخف بيها، انا مش التافهة مصدر السخرية، انا مش صاحبة الجسم الضعيف ده، انا مش الانسانة اللى متشبهنيش، انا جيناااااار ملكة كل العصور.

عيون مجيدة كانت بتخرج من مكانها وهي بتسمع الاسم وردت من غير تفكير وقالت:

- ناوية تعملي ايه؟

جينار بشموخ:

- هكمل كل اللى كنت موجودة فى العالم بتاعكم علشانه، كل حاجة لازم تنتهي.

مجيدة:

- هتعملي ايه؟

جينار:

- لازم اخلص من الجسم اللى مش مناسب للملكة جينار فى البداية، اما بعد الخلاص منه هيكون دورهم يا مجيدة، دور كل فرد من افراد جن النار، لازم يرجعوا لمكانهم الطبيعي، لازم يعرفوا ايه معنى النار اللى ويحسوا بالعذاب منها برغم انها طبيعة تكوينهم.

مجيدة:

- وبعدين؟

جينار:

- مش قادرة افتكر كل اللى فات ولا كل تفاصيل خطة وجودى فى العالم ده، لكن متقلقيش كل حاجة هفتكرها واكيد هنتقابل تاني.


ترجع رانيا من بعد ما تسيب مجيدة للبيت اللى فيه رحيم، رن الجرس وفتح الباب الراجلل الضخم كالعادة، دخلت رانيا بثبات علشان يبتسم رحيم وتستغرب ريهام لكلام رانيا:

- انا عرفت كل حاجة، واللى قدامك دلوقتي مش رانيا، وانت اكيد عارف انا مين.

رحيم بحماس ولمعة:

- طبعا عارف، انتي القوة الخفية على الارض فى عالم البشر،  انتي اللى هتقدري تحافظي على الامانة لحد نهاية اللعنة.

ردت رانيا وقالت بثقة:

- عايزة انهي على اكبر عدد من عشائر المردة والابالسة، وعايزة اوصل لخادم الست اللى ضربتني بالسكينة، سمعتها بتقوله يا ابن ابليس.

رد رحيم وقال:

- مردوخ، وعرفت انه بيجهز جيش لمواجهتك بمساعدة راجية الساحرة اللى مسخر اعوانه لخدمتها وتنفيذ اوامرها.

رانيا:

- وانت معايا بقوة حراسك هنقدر عليها، وعليهم كلهم، عايزة انهي عليهم تماما، لازم مهمتي تخلص فى العالم ده.

فرحة رحيم كانت مالهاش وصف وهو بيقول:

- اخيرا هيتم العهد...

قاطعته راجية وقالت:

- انتهى تسليم القربان؟ اكتمل العدد؟

رد رحيم وقال:

- باقي اخر 3، وهما تحت عنينا.

رانيا:

- ومين هما؟

رحيم:

- عز، عزيز، سميحة.

رانيا:

- وسعيدة؟

رحيم:

- مش من ضمن القرابين، سعيدة حافظت على وجودك فى عالم البشر، كانت هي الحارس ليكي بداية من انتقالك من العصر السابق لعصرنا الحالي، بمعاهدة مع الملك العظيم لهدم استخدامها طلسم الاستحضار.

رانيا بأبتسامة واثقة:

- هي فعلا لا تستحق القتل، كانت مناسبة للعهد بالفعل.

مع اتفاقات كتير على الخطوات اللى جاية مع رحيم ورانيا، كانت ريهام بتتفرج بس، ابتدى رحيم فى التنفيذ فورا وهو ورانيا بقوا بيقدروا يواجهوا كل رصد المقابر والمردة من الجن لواحدهم وبيقدروا عليهم فعلا، وبعد ما قدروا يخلصوا على عدد كبير منهم قررت رانيا تزور حد قديم تعرفه كرانيا، قالت لرحيم:

- هغيب شوية وقت مش كبير، عندي حد افتكرت مكانه كان سرق مني حاجة زمان ولازم يرجعلي من تاني.

رحيم:

- سرق ايه؟

رانيا:

- مش مهم، هرجع تاني.

فعلا خرجت رانيا، وسابت رحيم فى حالة الذهول اللى عايشها من وقت حضورها، شخصيتها الجديدة كانت تماما عكس البنت اللى قابلها من فترة بتعيط وحزينة وموجوعة، كانت مبهرة بالنسباله ومش عارف يتوقع ايه اللى هيحصل منها، ينقل توتره وتفكيره لريهام ويستنى الجديد، بقى كل يوم يلاقى جديد من اول ما ظهرت رانيا بشخصيتها الجديدة.


فعلا قررت رانيا ترجع الحاجة اللى سرقها منها ميدو من زمان، وبمنتهى السرعة كانت وصلت عند البيت بعد ما قدرت بسهولة تتأكد ان اميرة مش موجودة، وعلشان منتكلمش كتير فى الموضوع ده وياخد وقت على الفاضي، قوة رانيا وشخصيتها الجديدة كانت عكس تماما رانيا اللى ميدو يعرفها، حاول يستهزاء بزيارتها لبيتهم، وحاول يقلل منها كعادته، لكن هي مقبلتش ده، وحدتها معاه قدرت تخوفه فعلا، لكن اللى رعبه اكتر قدرتها على انها توصل للحاجة اللى سرقها منها زمان، وبمنتهى السيطرة اجبرته رانيا على انه يسلمها الامانة الخاصة بيها وهي بتحاول تفتكر كان ايه فايدتها معاها اصلا، خلصت رانيا مهمتها وسابت ميدو فى حالة صدمة، نزلت من بيته وسمعت صوت حد بيقولها:

- رانيا، تعالي.

بصيت قدامها وشافت شيماء صاحبتها قدامها، نزلت رانيا وهي مستغربة وجود شيماء اللى ابتديت تتكلم معاها فى انها قدرت تعرف حاجات خطيرة عن البيت اللى رحيم عايش فيه، حاجات كتير رانيا كانت تعرف عنها اكتر، لكن فيه اجزاء كانت رانيا مش قادرة تفتكرها، ورحيم كمان كمان مصرحش بيها لرانيا، لكن لأن شيماء قدرت تعرف الكتير عن رحيم بفضل العشائر اللى سخرهم لخدمتها علشان تكمل مهماتها على اكمل وجه قدرت تحكي لرانيا حاجات تانية كتير كانت بتحاول تفتكرها، وبعد ما سمعت كل كلام شيماء ردت بكلام تاني خالص وهي بتقول:

- حلمت بيه تاني يا شيماء، مش قادرة استوعب ازاي انسى حقيقتي واحلم بشخص ضعيف زيه؟

شيماء:

- بعد كل الفترة دي؟

رانيا:

- ايوة، مش فاهمة ليه؟ ولا فاهمة علاقتي بيه؟ ولا فاهمة حقيقته حتى.

شيماء:

- طيب يا رانيا، خلينا نخلص من المكان الاول وبعدين نشوف حكاية يوسف ده.

فعلا ترجع رانيا للبيت لكن تتصدم لما تشوف قدامها رنا، فتحت رانيا عنيها بذهول، وهي بتقول:

- رنا؟ ازاي؟

رنا:

- ازاي ايه؟ ازاي عايشة؟

رانيا اللى لسه كجينار فاقدة جزء كبير من الخطة بتاعت وجودها فى عالمنا:

- انا شوفتك بتموتي.

رنا:

- شوفتي اللى الجن قدر يصورهولك كرانيا، اللى ماتت قدامك كانت قرينتي، وده علشان تعدي بكل اللى عديتي بيه وتوصلي للحظة دي، كان لازم كل ده يحصل.

رانيا بأستغراب:

- انا عايشة ما بين الحاضر والماضي، مش قادرة اسيطر على عصر محدد ولا افتكر كل اللى فات، ذكرياتي كلها ما بين مملكتي..وبين العالم اللى عيشت فيه وسطكم.

رنا:

- انا المقصود يا رانيا، انا اللى استحق الامانة، انا اللى بوجودي جنبك ووجود رحيم معانا هنقدر ندمر المكان ده، لازم نفتح اخر دور علشان يحضروا كلهم، هنقدم القرابين وننهي كل ده، ترجعي للعالم بتاعك واكون انا خلصت رسالتي.


في نفس الوقت ده كان يوسف يأس من حالة مراته وابوه وامه اللى مالهمش تفسير، كل حاجة حواليه صعبة وبائسة، لحد ما في مرة بيتكلم مع خالد صاحبه بتاع اسكندرية اللى كان عارف حوار رانيا، ابتدا يطمن على حالة مرات يوسف ووالده ووالدته وجابوا سيرة رانيا اللى قال خالد فجأة:

- هو انت يوم ما قولت انك رايح لقرايبك وانا جيت معاك، كنت رايح تشوف رانيا دي يا يوسف؟

يوسف:

- ايوة.

خالد:

- طيب اقولك حاجة غريبة؟

يوسف:

- اغرب من اللى انا فيه؟ قول.

خالد:

- رانيا دي انا شوفتها يوم ما روحنا وانت بتحاسب السواق لما وصلنا، ورجعت شوفتها تاني مع الشيخ اللى روحناله المسجد.

اتفاجئ يوسف بالكلام واستغربه، لكن خالد قال:

- دور كده يا يوسف ورا الحكاية دي، اكيد فيه حاجة تايهة عنك.

قفل خالد وساب يوسف لأفكاره، ايه اللى هيوصل رانيا للشيخ عبد الصمد؟ معقول يعرفوا بعض؟ معقول عبد الصمد عمل اللى عمله ده عن قصد؟ مستحيل؟ افكار كتير فى دماغ يوسف خليته علشان يخرج منها يمسك تليفونه يقلب فيه من ابليكيشن لأبليكيشن، لحد ما فجأة فتح ابليكيشن كان مش على تليفونه اصلا، ومجرد ما فتحه وصلتله اكتر من 350 رسالة، وكلهم كانوا من رانيا، في البداية حاول يوسف ميطاوعش فضوله ويقرأ لأعتقاده ان رانيا سبب فى اللى هو بيعانيه ده كله، لكن قلبه غلبه وابتدا يقرأ كل حاجة بعتاها رانيا لحد ما اتصدم من الحالة والحزن اللى هي عاشتهم، وفى الوقت ده الشك زاد فى قلبه ناحية عبد الصمد.


 

ابتدا يوسف يفكر ويفكر، اتصل بالشيخ عبد الصمد لكن الشيخ مش بيرد على تليفونه، اخد قرار نهائي برغم كل اللى هو فيه، لكن مش قادر يقتنع بأنه ممكن يكون اتسبب فى ظلم لرانيا، ولأن يوسف من وقت اللى حصل وهو فى اجازة وحالته كمان صعبة اتسرع وقرر انه يسافر اسكندرية فى الوقت ده، من غير اي تجهيزات وصل اسكندرية بأقصى سرعة، كانت مسافة الطريق مش اكتر، وصل عند بيت رانيا اللى يعرفه لكن البيت فاضي، محدش يعرف حاجة، فى الوقت ده حسيت رانيا بحاجة غريبة، ابتسمت رنا اللى كانت واقفة معاها وقالتلها:

- جالك زائر يا رانيا.

غمضت رانيا عنيها لحظات وكأنها بتنتقل لعالم تاني، مش قادرة تفتكر التفاصيل ولا هي بتعمل ده ازاي، لكن شافت نفسها قدام بيتها ويوسف ماشي قصادها، ندهت بصوت مسموع:

- يوسف.

التفت وراه وقلبه بيدق، رجع ليها ووقف قصادها ومش عارف يتكلم، اتكلمت هي وقالت:

- انت جاي ليا؟ دلوقتي؟ وبعد كل ده؟

يوسف ساكت وبيبص لرانيا اللى حاسس ان فيها حاجة متغيرة لكن مش عارف ايه هي، اتكلم وقال:

- رانيا، تعرفي الشيخ عبد الصمد؟

رانيا:

- اعرفه، اه اعرفه طبعا.

يوسف:

- ازاي؟ ومنين؟

حسيت بصوت همس، وعلشان كده قالت ليوسف:

- تعالى معايا، فيه مشوار لازم نروحله.

اتحرك يوسف مع رانيا وهو حاسس انه عنده كلام كتير، قلبه بيدق بسرعة وهي حاسة بأحساس غريب مش فاهماه، بقيت حاسة انه مش مقتنعة بأنها جينار فى نفس الوقت اللى بتتمنى انها مترجعش فيه لرانيا من تاني، وصلت رانيا بشكل غريبة وسرعة مريبة بالنسبة ليوسف عند البيت اياه، واول ما اتفتح الباب ودخلت كان فى استقبالهم رنا ورحيم وريهام، قبل ما تتكلم رانيا، اتكلمت رنا وقالت:

- الشيخ عبد الصمد فى انتظاركم.

وفجأة ظهر قدامهم من ورا رحيم عزيز.. كانت رانيا لسه مقابلتهوش كعزيز لكن عارفة انه الشيخ اللى حاول يساعدها، هتتكلم رانيا لكن سبقها رحيم وقالها:

- اعرفك، القربان الاول، عزيز.

اتصدمت رانيا، لكن يوسف اللى مش فاهم حاجة قال:

- هو مين دول؟ وايه اللى بيحصل هنا؟ مين دول يا شيخ عبد الصمد؟

كان واقف ساكت، لكن رحيم اتكلم وقال:

- ده يا يوسف يبقى عزيز، واحد من اللى قرروا يعيدوا محاولات جدك فى استخدام طقس القيقعان.

يوسف بأندهاش:

- مش فاهم حاجة.

رنا:

- جدك راغب ومراته كانوا ليهم فى امور الدجل والسحر، حاولوا كتير يستخدموا طلسم معين لاستحضار قوة ابدية لكن فشلوا فيها، ومع الفشل ده اختفى جدك، لكن من نسله كنت انت اللى قادر تعيد تجربة استدام الطلسم، وده اللى قدر يعرفه عزيز وهو بيدور على حاجة توصله لتنفيذ خطته مع ابليس، ماهو ابليس تعاهد معاه على انه ينقذه لحد ما يتمم طقس القيقعان، وده كان هيحصل بأكتمال خطوات مجهولة تمت من عصر قديم محدش يعرف عنها حاجة غير من نسل راغب واللى يكون جسمه مفتوح للجن زيك، لكن لاننا كنا بنحاول نمنعهم بكل الطرق قدرنا نسيطر على احلامك، قربناك بصعوبة لرانيا اللى كانت فى مكان وانت فى مكان، وده طبعا كان هيبوظ كل المهمة اللى محتاج ينفذها عزيز...عبد الصمد، علشان كده قدر لما عرف حقيقة رانيا يقنعك بثقتك فيه انها مسحورة وانها سبب فى اذى كبير ليك وبسيطرته على المردة قدر يسيطر على افكارك ويلوثها ويقنعك بأن قربها منك شر كبير ليك، وللأسف انت ضعفت قدام وسوسته.

الكلام كان صادم ليوسف اللى قال:

- يعني كلامه عن رانيا كان كدب؟

رنا:

- كدب، انت وجودك بسلالتك القوية بسبب تعاملها مع اعتى ملوك الجان فى العصر القديم جنب رانيا اللى فى الاصل لها شخصية تانية مش هتقدر تعرفها دلوقتي كانوا بيشكلوا درع قوي جدا لمواجهة رغبة عزيز وشيطانه وباقي اعوانه، وعلشان كده كان لازم يحارب كل حد منكم لواحده.

رحيم:

- فهمتم اللى حصلكم كان ليه؟

رنا:

- متقلقش يا يوسف، مراتك واهلك هيكونوا بخير، لكن ده كان لازم يحصل علشان تعرف حقيقة كل حاجة.

دمعت عين يوسف وهو بيبص لرانيا، لكن رنا اتكلمت وقالت:

- هو ده الوقت اللى كان لازم هنتجمع فيه، متقلقيش يارانيا، كل اللى شوفتيه كرانيا من اذى لاى اشخاص تعرفيهم مكانش حقيقي، زى ما انا موجودة، بوسي وضياء موجودين، لكن هما تحت حراسة عشيرة من عشائرنا، رجوعهم تاني هيترتب بشكل معين، وزي ما اقتنعوا بوجودي هيقدروا يصدقوا وجود بوسي وضياء، فيه حاجات كتير هترجع احسن مما كانت مجرد ما الحرب على قوى الشر الاعظم تنتهي.

يوسف بذهول:

- برضو مش فاهم حاجة.

اتكلم رحيم وقال:

- رانيا..جينار هتقدم عزيز كقربان، اما يوسف فهيقدم عز كقربان، وانا هقدم القربان الاخير سميحة، وبكده هيسلم المقصود الامانة عند فتح الطابق الاخير من البيت، ومن بعد قفله كل حاجة هتنتهي.

يوسف بصدمة:

- قربان ايه؟

رنا:

- هتقتل، قربان الدم.

يوسف برفض:

- لاء طبعا، انا مستحيل اعمل كده.

رحيم:

- هتعمل كده، لأن ده قدرك، ودي رسالتك، ولو ده مش هيتم يبقى انت بتنهي حياة مراتك واسرتك.

مع محاولات كتير جدا، وحالة غريبة من الرهبة والرعب، وبحضور شيماء اللى بقيت عضو مهم من اعضاء المجموعة دي وريهام اللى كانت شاهدة على اتمام المراسم ابتدا يوسف يحاول يسمع كلامهم بعد تهديدات منهم، الوضع مرعب، الثلاثة قدام رانيا ويوسف ورحيم على الارض، عنيهم للأرض وصوتهم مكتوم، دموعهم نازلة ويأسهم من مساعدة الابالسة اللى اتعاونوا معاهم زمان غلب عليهم لما قدر رحيم ورنا ورانيا ينتصروا عليهم فى كل محاولات الهجوم، فى كل ايد من ايدي الموكلين بالحماية سكينة، ومع ترديد رنا لكلام مش مفهوم بلغة غريبة بيها ابتديت رانيا تفتكر حاجات كتير فاتتها وشافت يوسف فى هيئة مختلفة ومعاها فى عالم تاني، ابتديت تحرك السكين من غير ارادة على رقبة عزيز  وكأنها لا شايفاه ولا سامعة تاوهاته المكتومة، فى نفس اللحظة كان رحيم شايف فى اللحظة دي سعاد وهي بتبتسم وبتمد ايديها له علشان ينفذ نفس اللى رانيا نفذته بأبتسامة رضا وكأنه مش حاسس انه بيقتل، مع ترديد اخر كلمة فى الترنيمة اللى بترددها رنا، كان يوسف بينحر قربانه وهو شايف نفسه قاعد على منصة عالية وجنبه رانيا فى ابهى صورة ممكن يتخيلها فيها، ومجرد ما سال الدم على الارض للتلاتة ابتديت شيماء وريهام بجمع كمية من دمائهم دي فى كؤوس صغيرة وبعد ما عملوا ده قربوا الكؤوس من رنا اللى وقف جنبها رحيم ورانيا ويوسف ومن غير تحضير ابتدوا كلهم يرددوا نفس الكلام من غير ما يبقوا متفقين عليه، وكأنهم حافظينه وعارفن  ان ده وقته ومكانه، مع ترديد العزايم ابتديت تطلع اصوات غريبة من الدور المقفول، فى الوقت ده ظهر الصندوق قدامهم ومديت رنا ايديها عليه بأبتسامة، مسكتته بهدوء واتحركت ناحية السلم، ومع خطوات ثابتة كانت اصوات غريبة بتطلع وحركة مريبة مشافش مين سببها غير رنا وهي طالعه، كانت التماثيل اللى على الممر بتتحرك حركات غريبة وكأنها بتتحرر من سجن، ومع وصول رنا للدور اللى كان مفتوح وقفت وقالت:

- وبوجود النسل المقصود بالحماية، وبوجود النسل الاقوى لحماية الامانة، جئنا اليوم لننهي تماما جميع ما سبق من طقوس لأنتصار الشر الاعظم على ممالك الجان بأكملها، فاليوم سننهي مسيرة الظلام، سينتهي وجود الشر فى عالمنا وعالم الجان، اليوم هو تحقيق العهد، يقوم بتنفيذه كل من له صلة قديمة بعالم السحر والعهود، انس وجان معا للخلاص من قوى الشر الاعظم.

صوت رج البيت كله، سلالم ابتديت تظهر، صراخ وهوا غريب وكأن عاصفة قامت فى البيت، فى الوقت ده ظهرت سعيدة قدام البيت وجنبها رامي ابنها وهي بتقوله:

- ابوك مات لأنه حاول يرجع يا رامي، والنهاردة هناخد بتاره.

رامي من غير ما يفهم:

- يعني ايه يا ماما؟

نورا، سعيدة:

- يعني مماتش فعلا غير لما اخد قراره بأنه يرجع تاني لينا بعد ما غاب سنين طويلة، انا بقولك دلوقتي علشان تفضل فاكر ده عمرك كله، انا كنت عايزة انتقم منه فعلا، لكن انتقمت بأني اخليه يتغرب ويبعد، رجوعه وصل للي مكانوش عايزينه يرجعلنا من تاني، وعلشان كده خلصوا عليه قبل ما يبقى فى وسطنا ونقدر نساعده، الشر اللى حاوطه سيطر عليه.

رامي سمع الكلام ومفهمش منه حاجة، لكن سعيدة كانت فاكرة انها هتموت فى الوقت ده علشان كده قررت تقول اللى قالته لرامي، متفهمش اوي لكن يمكن حبيت تعترف بأنها مش هي اللي ورا قتل جوزها ووارد مدام شر يبقى راجية، هي اللي كانت لها علاقه بيه واكيد بسبب اعونها قدرت تعرف برجوعه، وصلت مجيدة ومعاها هشام قدام البيت اللى اتحولت كل حاجة فيه لسلسة احداث مرعبة قدام عنيهم مش اي انسان يقدر يشوفها، فى نفس الوقت اللى المكان ده بينهار فيه، شاف مروان طيف رنا قدامه فى المرايا بتاعت اوضته وهو قاعد مرعوب من اللى حصل، ظهرت وقالتله فيها وكأنها بتوجهله رسالة اخيرة:

- هسيبك تعيش يا مروان، لكن اتخلى عن غرورك لأني مرقباك، ومش هسمح بيه من تاني، هسيبك تبدأ صفحة جديدة.

ونفس اللحظة قدرت رانيا تكشف لأميرة حقيقة ميدو واللى عمله يوم ما سرقها وسابها مرمية بين الحياة والموت عن طريق مشهد خلاها تحس انه مجرد فيديو بتشوفه لكن رانيا كانت مسيطرة على تفكيره وعقلها وهي تخليها تشوف المشهد ده، ومن بعد اللى شافته اميرة طلبت الطلاق من ميدو اللى كان مش مستوعب كل اللى بيحصل وكأن ده انتقام منه على كل اللى عمله، ابتديت بوسي وضياء يرجعوا تاني لوعيهم وكأن فترة الغياب دي مكانتش موجودة ولا هما ولا اللى حواليهم حاسين بحاجة ولا فاكرين حاجة، ومع رجوع كل حاجة لطبيعتها، كان فى اللحظة دي مردوخ حس بالخطر اللى قرب هو واعوانه، ابتدوا يسيبوا راجية ويحاولوا يهربوا خوف من تنفيذ اي اوامر تتسبب فى تدميرهم، كانوا مش عارفين ان دمارهم هيحصل هيحصل، راجية بقيت لواحدها، والشر اللى عملته كله بعد ما بقيت لواحدها دفعت تمنه لما انتقمت منها رانيا برميها فى شعلة النار اللى قادتها فى نص المكان اللى عايشة فيه واستمتعت بيها وهي بتتحرق بعد ما كانت سبب فى اذى كبير ليها كرانيا، بعد كل ده ابتدا البيت يقع، بيقع وسط صرخات مرعبة، خيالات عريبة بتظهر وكأنها بتهرب من الدور اللى كان مقفول لكن مش بيلحقوا يخرجوا منه، مع شدة الصرخات كانت رنا بتردد الكلام بشكل اسرع ورغم ان المكان كله بينهار الا انها هي ويوسف ورحيم ورنا وشيماء ورانيا لسه محتفظين بثباتهم قصاد جثث القرابين، فى اللحظة دي قال رحيم:

- قررت انهي انتقامي، قررت اسمح للكل بأنه يشوفني ويعرفني.

وكأنه فى اللحظة دي قرر مينفذش تهديده لاى حد كان وعده انه مش هيسيبه واولهم الصحفي صاحب سلمان، انهار الدور تماما ونزلت رنا ليهم وبنظرة انتصار ليهم كلهم خرجوا من البيت، وقفوا كلهم برة البيت بثبات يتفرجوا على انهياره، بقى على الارض تماما لما اتكلمت رانيا وقالت:

- انتهت المهمة، لازم نرجع.

يوسف:

- نرجع فين؟

رنا:

- للعالم بتاعنا.

رحيم:

- اللى زينا اتخلقوا علشان يعيشوا بين عالمين.

مجيدة قربت منهم وهي بتقول:

- لكن مش هقدر افارق هشام.

يوسف:

- عالم ايه؟ انا من العالم ده؟ انت رايحين فين؟

رانيا:

- دمراس، هقابلك فى العالم بتاعنا، لكن انت دلوقتي هتنساني وهترجع لمراتك واهلك اللى ابتدوا يفوقوا، قوى الشر الاعظم انتهت، مستحيل حاجة تهدد العالم تاني.

رحيم:

- يوسف، رانيا بالنسبالك كانت حلم، حلم لأن الجن المتشبه بيك هو عشيقها وحبيبها من مملكتها، ولان انت كنت سبيل للنهاية فكان لازم كل اللى حصل ده يحصل، مش انت اللى حبيت رانيا، ولا رانيا لها وجود، انت حبيت مراتك، وجينار حبيبها دمراس.

بصيت رنا لمجيدة وقالت:

- مجهودك هيسمحلك بزيارة العالم بتاعنا فى اي وقت، كنتى رمز من رموز المساعدة، شكرا ليكي ولوصولك.

رحيم:

- وجودى فى عالمكم بالنسبالي اهون بكتير عليا من الوجود فى عالم البشر، انا مش عايز انتقم تاني.

قربت رانيا من سعيدة اللى كانت واقفة بتتفرج:

- هترجعي معايا؟

سعيدة:

- ورامي؟

ردت رانيا بأبتسامة وقالت:

- من نسلنا، وانتي عارفة ان رامي من نسلنا من يوم حضور دمراس ليكي فى هيئة اللى خانك وراح لراجية.

سعيدة حسيت برجفة فى جسمها وهي بتقول:

- حسيت، كدبت نفسي كتير، لكن كنت حاسة انه مش هو، حسيت ان اللى جوايا مش ابنه، حسيت انه مختلف لكن طول عمري كنت بكدب نفسي، قولت مستحيل ميصارحنيش بوجوده زى ما صارحني بوجودك من البداية.

رانيا:

- قرارك ايه؟

سعيدة:

- خليني اربيه هنا، وسط الناس اللى اتعود عليهم، وقت ما هيأس من العيشة معاهم عارفة اني هلاقيكم معايا وجنبي.

رانيا:

- استدعيني، جينار هتحضر لحظة احتياجك ليها، نسلنا باقي لأبد الدهر، الشر مالهوش وجود.

سعيدة ابتسمت وهي بتقول:

- شكرا انك كنتي موجودة فى حياتي.

ابتسمت جينار وهي بتقرب لرامي وبتهمس بأسم ابتسم لما سمعه لكن محدش منهم قال كلمة تاني:

- انت وريث دمراس.

وفجأة اختفيت، اختفيت جينار، اختفيت رنا، واختفى رحيم، اختفيت ريهام، لكن شيماء ابتسمت وهي بتودعهم بعد ما وعدتها جينار انها هتقابلها تاني، يوسف واقف حاسس انه فى حلم وفجأة حس قلبه بيدق وهو بيفتكر مراته اللى ساب كل اللى حصل ده ورجعلها تاني، نسى كل اللى فات وراح لقاها فاقت هي وامه وابوه وكانت فرحة نسيته رانيا تماما، رجعت جينار الملكة العظمى لمملكة من اقوى ممالك  الجان ومعاها رنا المقصودة بحراسة الامانة واللى قدرت تنفذ رسالتها على اكمل وجه، رجعت ومعاها رحيم اللى استعان بالجان لمساعدته فى الانتقام من اللى قتل حبيبته الوحيدة وقرر انه يتوب على تسليم روحه للشيطان، رجع ومعاه ريهام اللى برغم حبها وعشقها له الا انها وافقت تفضل معاه وجنبه وتطيعه فى كل طلباته حتى من غير ما تطلب منه اي طلب، رجعت جينار علشان تقابل يوسف...دمراس.


ومع رجوعهم لعالمهم، ومع نهاية البيت المقصود، انتهيت سرقة المقابر والاثار، انتهي وجود السحرة والدجالين، انتهى عصر الشر، رجعت جينار لحبيبها وجوزها اللى كانت هي بديل لنسله فى عالم البشر، مع حضوره وقت استدعائه رفض يعاشر انسية وقرر انه يعين جينار حارسة على الامانة لحد ما ييجي المقصود يتمم العهد، وعلشان كده بقيت تنتقل بين كل العصور لحد ما انهيت اللى كانت موكلة بيه، وكل حاجة رجعت من تاني لطبيعتها، قدر يوسف كأنسان ينسى رانيا، لكن هي منسيتش دمراس، اللى شافته بصورة يوسف وعاشرته فى عالمها بنفس الصورة، كانت ضعيفة لكن مكانتش حقيقتها، كل اللى حصل حصل لسبب، وفى النهاية قدروا ينهوا على الشر الموجود، وكل اللى جواه ذرة خبث اخد درس مش هيقدر ينساه لو لسه عايش على وش الدنيا.

تمت

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزءالاول من هناااااااااا

الرواية الجزءالثانى من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع