رواية ملكة على عرش الشيطان الفصل السابع والثامن 7-8بقلم اسراء على (جميع الفصول كامله)
رواية ملكة على عرش الشيطان الفصل السابع والثامن 7-8بقلم اسراء على (جميع الفصول كامله)
الفصل_السابع
ملكة_على_عرش_الشيطان
الشعرة التي تفصل الحق عن الباطل...
كلمة...
أخذت سُمية عدة ثوان حتى تستوعب ما تفوه به الآن..إلا أنها أعادت سؤالها وحاجبيها معقودين بـ غرابة
-هتعمل إيه يا سي قُصي!...
نظر إلى سديم عدة لحظات قبل أن يعود بـ نظره إلى الأُخرى وتشدق بـ جدية وغريزة حماية تتمكن منه
-دا الحل الوحيد اللي قدامي..يا أسيبها زي الغزالة بين فك أسد..يا أكون صياد رحيم وأخدها أحميها
-وكدا هتعرف تحميها؟..أنت كدا بتأذي نفسك بـ تأذيها
-رمقها بـ غموض قبل أن يتشدق:وليه مكنش بدي نفسي فُرصة تانية؟!...
كانت عبارته مُبهمة..رغم السنوات الطوال التي عايشتها معه ولكن قُصي غامض وحياته الخاصة تُحيط بها العديد من الخطوط الحمراء
وعندما همت بـ سؤاله..أوقفها بـ أمره وهو ينحني إلى سديم
-هاتي أي برفان من أوضتها عشان أفوقها
-تنهدت سُمية بـ شفقة تجاهها وقالت:البنية مش حِمل اللي بيعمله دا...
و رُغمًا عنه عيناه تغيم بـ تعبير قاس..بشرتها الشاحبة ، إزرقاق شفتيها وكأن الحياة تُغادرها جعلت حدقيته ترتعش بـ غضب..منه ومنها ومن نفسه قبلًا..بجواره وطالها الأذى..يُريد لها الرحيل عن هُنا ولكنه لا يُريد رحيلها عنه
إلتفت على صوت سُمية الذي أتاه عند أعتاب الغُرفة
-ملقتش غير دا يا سي قُصي!
-أشار دون إهتمام:هاتيه...
تقدمت منه وأعطته إياه..قربه أولًا إلى أنفه وليته لم يفعل..فـ رائحة العطر توازي عيناها فتنة..بل يُشبهها إلى حدٍ كبير
أفاق من جموح أفكاره لينثر القليل فوق باطن يده وقربها من أنفها..ثم همسة دافئة لا تليق سوى به ولا يختصها سوى بها
-سديم!!!...
كل ما حصل عليه كان تململ بسيط..عاد ينثر العطر وعاد يهمس ليكون الرد هذه المرة شهقة مع إنتفاضة جسدها مُبتعدة عن ذلك الظل الذي أمامها
إبتعد قُصي حتى لا يُثير هلعها لتقترب سُمية منها وتحضتنها ثم تشدقت بـ لهفة
-ألف حمد لله ع السلامة يا ست سديم..وقعتي قلوبنا عليكِ...
كانت لا تزال بـ نصف وعي وقد داهمتها مُقتطفات من أحداث ما قبل قليل..ليرتجف جسدها رُغمًا عنها..ولكن نبرة سُمية وعناقها الدافئ جعلها توقن أنها بخيرٍ الآن.."وقعتي قلوبنا عليكِ"..إسترعى إنتباهها عبارتها الأخيرة لترفع أنظارها المذهولة تجاه قُصي والذي يرمقها بـ حنان ودفئ تتخلله بعض القسوة والغضب
إزدردت ريقها بـ توتر ثم إعتدلت جالسة تجذب طرف ثوبها قائلة بـ شبه همس
-أنا كويسة الحمد لله...
وكانت تنوي الصمت ولكنها تراجعت فجأة عندما وجدت قُصي يجثو أمام رُكبتيها ثم نظر إلى سُمية وقال بـ جدية
-معلش يا سُمية تقدري تسيبينا لوحدنا شوية
-نهضت سُمية وقالت بـ إبتسامة صادقة:أنا هقوم أعمل شوربة لست سديم ترم عضمها
-ضحك قُصي وقال:عضم إيه اللي ترمه!..إحنا محتاجين ترم لحم...
رغم أن المزحة ليست بوقتها ولكنها إبتسمت مُتناسية نظرات الآخر الجائعة لجسدها..لمح إبتسامتها بـ طرف عينيه ليبتسم هو الآخر بـ راحة..لتقول سُمية بـ أكبر إبتسامة تمتلكها
-حيث كدا..يبقى العشا النهاردة عند الست سديم...
ولم تزد..رحلت وتركتهم..ليعود بـ نظره إتجاهها ودون مقدمات نهض و مدّ يده إليها لتنهض ثم تشدق بـ إبتسامته الرائعة
-تعالي نشم هوا فـ البلكونة..أنتِ محتاجة هوا فريش...
ترددت بـ وضع يدها لتحسم أمرها بـ النهوض دون الحاجة ليده..ليبتسم ويُبعد يده..ولكنه أستوقفها ينظر إلى ساقيها العاريتين
-معندكيش مُشكلة تخرجي كدا!
-كدا إزاي؟!...
كانت نبرتها مبحوحة فـ إستحوذت شفتيها على نظراته ورغم ذلك لم يفقد تركيزه ليعود بـ نظره إلى ساقيها مُشيرًا إليها..لتنظر إلى إتجاه أنظاره..لتجده يقصد ساقيها
عادت تنظر إليه رافعة أحد حاجبيها بـ حركة لا تتناسب مع الموقف كله ولكنها قالت بـ إستنكار
-لأ معنديش...
ثم إستدارت تُتابع خُطاها ناحية الشُرفة..وبقى هو يُحدق بـ رحيلها..حالتها لا تسمح لها بـ إظهار القوة ولكن تلك سديم..وسديم لا تعرف الخوف ما بعد الصدمة..فـ هي وقعت تحت ضغط وإنتهى الأمر
تكون كـ العصفور المُبتل أمام أرسلان..لأنه الشيطان
وتكون "شمشون الجبار" أمام قُصي..لأنه و بـ بساطة قُصي
حرك رأسه بـ يأس وتبعها بـ صمت يُحلل تلك الفتاة وبـ داخله يقول
-أكيد برج القوس
-إستدارت وتساءلت بـ عقدة حاجب:بتقول إيه!
-أعاد سؤاله بـ مُشاكسة:بقول أنتِ أكيد برج القوس
-إشمعنا؟!
-غمزها وقال:يمكن عشان مش فاهمك مثلًا؟!...
وإنفرجت عقدة الحاجب ليحل مكانهما إرتفاع الحاجب بـ تيه ثم تشدقت وقد تمكنت منها السُخرية بعد يومٍ عصيب
-وأنت أكيد برج الكلب...
وإرتفع هو الآخر حاجبه بـ دهشة وكـ حالها تساءل بـ ذهول
-أشمعنا!
-وإنفجرت بـ غيظ طفولي:عشان مفيش أدنى إحساس بـ الدم للموقف اللي مريت به من شوية...
************************************
ما بين وعده بـ الإنتقا والحياة..هو يحيا الآن
ملهى ليلي فاخر والعاهرات يتسارعن بـ إظهار عهرهن..وهو غيرُ مُهتم إلا بـ تلك التي تتمايل بـ رقص شرقي بـ ثياب فاحشة..تخدش الحياء وليس حياءه أو حياءها
وضع لُفافة التبغ البُنية الرفيعة بين شفتيه ولتبدأ سحابته الرمادية بـ الإلتفاف حوله فـ تُعيق رؤيته الكاملة لها
وهي من بعيد تتمايل وتراه..وتقصد إغواءه..إغواء حواء لا يقدر عليه آدم..ولكنه ليس أي آدم..الرجال تلهث وهو لا يُبالي..تُريده بـ قدر ما يُريد الإنتقام
تتمايل بـ شدة وتزداد جُرأة إهتزاز جسدها ولكنه لا يهتم..جموده جعل اليأس يتخلل قلبها وعزيمتها التي فترت..لتُقرر التوقف والهبوط عن المسرح
توجهت إلى مئزر حريري إلتقطته من يد عاملها وإرتدته ثم إتجهت إليه..تنظر إليه بـ إبتسامة رائعة ، مغوية لأي رجل عاداه
هو جالس يُحدق بها دون تعبير مُحدد لملامحه..إقتربت منه ثم قبلت جانب شِفاه وتساءلت بـ نعومة مُمررة يدها على فخذه
-عامل إيه!..تعرف إنك وحشتني!!...
إرتفع حاجبه بـ سُخرية هازئة قبل أن تمتد يده وتعقد رابطة المئزر وعبارة قاسية وغيرُ مُبالية
-بلاش العرض الرخيص بتاع كل مرة وأنتِ عارفة إنك مش هتقتدري تغويني...
ثقتها كـ أُنثى مُتفجرة الأنوثة تتبدد ما أن يرمقها هكذا..أو يُلقي كلماته كـ تلك ولكن إبتسامتها لم تهتز لثانية لتردف بعدها
-مش جايز فـ يوم تميل...
إلتوى فمه بـ إبتسامة هازئة ليُدير رأسه بعيدًا عنها..لتتأفف بـ ضيق وتسكب لها بعضًا من الشراب الرخيص ثم تشدقت بـ فتور أصابها بسبب جفاءه
-بعد أما خلصت من الوزير دا..الدور على مين!
-وقتامة نبرته و هديرها أرعبها:هتعرفي دلوقتي...
نظر إلى ساعة يده الفضية ليجدها تُشير إلى الواحدة بعد مُنصف الليل..و بـ ميعاده المُحدد..لم يتأخر ثانية أو يستقدم أُخرى
كانت الراقصة تُتابع ملامحه التي إسودت بـ كره ظهر جليًا بـ عروق نحره و وجهه التي بدت نافرة و غاضبة إلى حد مُرعب..كانت عيناه درجة من الجحيم بـ قسوتها..لذلك إلتزمت الصمت..هي تعلم كل ما أصابه..هى جزء من خطته..هى حواء التي أحتوته وعلى الرغم لم يُحبها
نظرت إلى شفتيه التي هرست اللُفافة بين أسنانه وكأنه يُخرج بعضًا من غضبه ولكنها لا توازي عيناه
بـ نبرة جعلت مشروبها ينسكب فوقها وعيناها تهتز بـ شدة
-دورك جه يا جميلة...
نظرت إلى ذلك الرجل المُتخطي حاجز الأربعين وقد ظهر عليه أنه شخصية هامة ولكن نظارته التي تأكل نصف وجهه وقُبعة كلاسيكية قد عملت على إخفاء ملامحه تمامًا..ولكنها لن تخفى عنه
عادت تنظر إلى أرسلان وهمست بـ إنشداه
-قصدك أغريه!
-لأ عاوزه فـ أوضة فوق مع بنت من بناتك
-إبتلعت ريقها وتساءلت:وهتعمل إيه؟!..أنا مش عاوزة مشاكل فـ الكباريه
-نظر إليها نظرة نارية وهدر:سمعتي قولت إيه؟!...
أومأت مُنتفضة ونظرته تلك تعرف أن ما بعدها لن يكون بـ الخير أبدًا فـ كم طالها الأذى عقب تلك النظرة !
تنهدت جميلة ورحلت قاصدة أكثر فتياتها عهرًا وحنكة ثم تشدقت بـ صرامة
-الزبون اللي على ترابيزة تلاتة..عاوزاكِ تعملي معاه الصح وتطلعيه على الأوضة فوق
-أوامرك يا أبلتي...
وكادت أن ترحل ولكنها عادت على يد جميلة التي جذبتها وبـ نبرة صارمة
-خشي ألبسي بدلة الرقص وإدلعي عليه..بلاش اللبس بتاع العساكر دا...
نظرت الفتاة إلى ثيابها والتي لا تدع شيئًا للمُخيلة ولكن بـ عُرفها هذه أكثر الثياب حشمة..لكن أومأت بـ طاعة ورحلت
تنفست صباح بـ راحة ونظرت إلى حيث أرسلان تُشير له بـ أن كُل شيئًا على ما يُرام وحين لمح هو إشارتها..لم يتنظر لحظة كان قد نهض وإختفى
*************************************
ضحك قُصي كما لم يضحك من قبل ولكنها لم تضحك بل ظلت على تجهمها..كادت أن تموت حرفيًا ولكنه أمامها يضحك وهى تسخر منه
عادت لرفع حاجبها الرفيع بـ تحذير وعندما هدأ قال بـ مرح لا يتناسب مع غضبها وتجهمها
-لا يا ستي أنا مش برج الكلب..أنا برج التور
-قوست شفتيها وهي تتهكم:مش فارقة كتير
-على فكرة أنا سايبك تسوقي فـ الشتيمة براحتك عشان بس اللي حصل...
إبتلعت ريقها ولم ترد..ليطير كل المُزاح أدراج الرياح..والجدية تتمكن من نبرته وهو يتشدق
-وبـ مُناسبة اللي حصل..مينفعش تقعدي لوحدك هنا بعد كدا
-إستدارت بـ إستنكار وشراسة:والمفروض أروح فين!..المفروض أستخبى وأكش!..لمجرد إن واحد معدوم الضمير إتهجم عليا
-هنا وزعق قُصي:يا غبية أفهمي..حتى لو سافرتي سابع سما هيجيبك..فـ الحالة دي برضو مطلوب منكِ تخافي...
كادت أن تتحدث ولكنه وضع سبابته على شفتيه وأكمل بـ غضب
-أنا كنت فـ الشقة اللي جنبك و وصلك..وكل غرضه يرهبك..هيفضل ينطلك كل شوية لمجرد إن الخوف ظهر بـ عينيكِ ولو صدفة
-وصرخت بـحدة:وأنا مش ههرب..مش ههرب إلا لما أخربها على دماغه...
فقد قُصي تعقله بـ ثوان..تلك المرأه تُصيبه بـ الجنون..قُصي العاقل والهادئ تفقده فتاة لا تتعدى كتفه أعصابه
أغمض قُصي عيناه بـ نفاذ صبر وهو يستمع إلى ثرثرتها
-مش أنا اللي أخاف من واحد زي دا..مش هسيبه يخوفني كل شوية وأسكت لمجرد إني ست
-يا مجنونة..وعشان أنتِ ست لازم تخافي..إسمعي الكلام يا سديم
-ليه؟!
-عشان أنتِ مسؤوليتي...
سؤالها كان أحمق ورده الأكثر حماقة..رغم حماقة الإجابة إلا أنها صمتت نهائيًا
وجد يده لا إراديًا تُحيط ذراعيها ويُكمل بـ هدوء شحذ به أعصابه
-وعشان كدا..لازم نتجوز...
فغرت فاها بـ صدمة..رفت بـ جفنيها عدة مرات علها تستوعب ما قاله لتتساءل
-أفندم!
-وبـ همس ناعم أعاد:نتجوز
-وبـ غباء أردفت مرةً أُخرى:أفندم؟!
-إنتفخت أوداجه غيظًا:بطلي أم الكلمة دي من أول أما عرفتك وأنتِ مبتقوليش غيرها...
تعلثم الأُنثى وخجلها شيئين طبعيين عندما تتلقى عرضًا كـ هذا..ولكن سديم كان الغباء هو جل ما سيطر عليها..ولكن تلعثم حروفها أكد له أنها أُنثى تخجل
-أنا مش فاهمة إيه علاقة جوزاك مني بـ الحماية!
-بـ حنو أردف وكأنه يتحدث مع طفلة:عشان تكوني ديمًا تحت عيني..أقدر أحميكِ..كنتِ جنبي يا سديم ومعرفتش اللي حصل...
توردت وجنتيها كـ أُنثى تخجل ثم أكملت بـ تلعثم
-مـ مينفعش..أنا مش هقبل تتجوزني لمجرد إنك حاسس ناحيتي بـ الذنب أو المسؤولية..ثم إني خلاص همشي من هنا..وكمان بابا مش هيوافق..وأنا أصلًا يعني مش موافقة..هكون بظلمك يا قُصي...
من بين تلك المُخلفات التي خرجت من بين شفتيها..لك تلتقط أُذنه سوى اسمه الذي يسمعه منها ولأول مرة بـ تلك الدرجة من الخجل والرقة..وهو إبتسم دون حديث..بقى يُحدق بها وبـخجلها وتلعثمها..وجمال أصابعها الصغيرة ، الخرقاء وهي تُعيد خُصلاتها خلف أُذنها ليظهر إحمرار عُنقها أيضًا
أخفضت سديم رأسها وهي تُتمتم بـ سباب إلتقطته أُذنه ولكنه كان سباب خجِل..تقف أمامه كـ طالبة مُذنبة تنتظر عقاب مُعلمها لتقصريها وكم راقته تلك الصورة
وعندما هبطت سوداويه إلى قدميها وأصابعها التي تعتصرها أسفلها رأف بها..ليعود وينظر إليها بـ نظرة أربكتها بعدما رفع رأسها بـ أنامله التي لامست نعومة ذقنها ثم همس بـ نبرةٍ رجولية ساحرة
-يبقى متحسيش بـ الذنب...
عقدت حاجبيها بـ عدم فهم لعبارته المُبهمة وظلت تنظر إلى عينيه اللامعة بـ تساؤل تركه يأكلها قليلًا قبل أن يقول بـ مُشاكسة
-تعالي ندخل..سُمية جهزت العشا وبتنادي...
تركها ودلف..تركها وترك حيرتها..وإجابة سؤال لن تحصل عليها بـ التأكيد وقلب أحمق هربت منه نبضة فـ إثنين..ضربت جبهتها بـ يأس قائلة
-يا غبية دا بيلعب بيكِ مش أكتر...
تنفست بـ عُمق ثم رفعت أنفها بـ شموخ ودلفت جالسة فوق مقعدها أمامه مُباشرةً وعيناها تتحداه بـ صمت وترفع..وهو يلوك الطعام بـ فمه وعيناه تتُابع إنفعالاتها الغاضبة والطفولية بـ طريقة مُحببة
************************************
كان بين يدي الفتاة شبه ثمل..ولكن ذلك لم يمنعه من مُلامسة خصر الفتاة..أو ما أسفل خصر الفتاة..أهو حتى نهد الفتاة..وكلماته الفاحشة
تعرقلت به أمام باب الغُرفة ولكنها تماسكت وأدخلته..ألقت به فوق الفراش وقبل أن تبتعد كان قد جذبها فوقه وأردف بـ ثمالة
-رايحة فين!..مش هنبدأ السهرة؟!..أنا دافع فيكِ كتير أوي...
تلاعبت الفتاة بـ حاجبه بـ نبرة بها من الدلال ما يُذيب الرجال أردفت
-هتبدأ..بس أدلعك الأول يا زيزو
-الله على زيزو وحلاوة زيزو...
نهضت الفتاة وهى ضحكاتها الرنانة ، والغانجة تصدح فـ تشتعل عيناه بـ مفاتنها..أخرجت الفتاة هاتف من مخبأه وأرسلت رسالة نصية تُفيد بـ وصول "الزبون" إلى الفخ
ثم عادت إليه وقامت بـ تشغيل المُسجل وصدحت بعض الأغاني التُراثية وتمايلت بـ غنج جعلت "زيزو" يلهث
دقيقة وأُخرى مرت قبل أن يدلف هو بـ خطوات رتيبة وهادئة..غاضبة ولها لحن يُذيب العظام
توقفت الفتاة عن الرقص و "زيزو" يرقص هو الآخر دون أن يعي دلوف الآخر..ليتشدق وهو يستدير بـ ثمالة
-عارفة يا قمر..لـ...
وبتر عبارته وهو يرى أرسلان يقف أمامه بـ نظرات جعلته يصرخ كـ النسوة ويقع أرضًا..وبـ نبرة مُتلعثمة
-مـ..مش..أنا دا..دا..دا نزار..هو هو صاا..صاحب الفكرة...
هبط أرسلان إلى مستواه ثم صفعة تبعها بصقة قاسية قبل أن يقبض على تلابيبه ليجعله ينهض
والآخر بـ خنوع مُذل نهض..ليعود أرسلان ويصفعه وسقط وهذه المرة أمر بـ نبرة مُميتة
-قوم...
ولم يحتج الآخر لأن يُعيد أمره فـ نهض..الجميع يظنون أنهم أقوياء ولكن عند المواجهه "بيقلب سوسن" "البُرص هيفكر نفسه تمساح طول ما هو مش شايف الشبشب"
وضع أرسلان يديه بـ جيب بنطاله يُراقب إرتجاف الآخر قبل أن يتشدق بـ نبرة حادة كـ نصل السيف
-إقلع...
وإتسعت عيني عزت الدمنهوري بـ إنشداه وهو يستمع إلى أمره الصارم والواجب النفاذ..تعلثمت حروفه قائلًا
-بتهزر!
-أعاد أرسلان كلمته بـ غلظة:إقلع..كدا كدا كنت هتقلع بـ مزاجك يا زيزو..أنا بقى هقلعك غصب عنك
-بس آآ...
و دوت صفعة ثالثة وعينا أرسلان تشتد قتامة وقسوة..الذل والهوان تمكنا من عزت وهو ينزع سُترته ثم بنطاله و قميصه ثم ثيابه الداخلية وبقى كما ولدته أمه
طرقعة من إصبعيه ودلفت فتاتين..أشار لهما أرسلان بـ غموض فـ نفذا على الفور..قيدا عزت والذي كان يقاوم كـ طير مذبوح ولكن ثمالته لم تُساعده
كانت نظرات أرسلان قاسية ومُرعبة كـ هوة جحيم..ثم أردف بـ نبرة كـ فحيح الأفعى
-have fun
وكانت الإشارة من يده لتنزع الفتيات مئزريهما وتظهر ثياب جعلت الآخر يفهم بما وقع به من فخ..زعق بملئ فٍيه
-أنت عارف أنا مين؟!
-وبلا مُبالاة وتهكم:طظ...
أشار بـ عينيه لتبدأ الفتيات بـ عملهن..تجلدن بـ السياط فـ يصرخ ألمًا والعقاب كان قاسي حقًا..وعيني أرسلان تلمعان نشوة وظَفر..المقطع تم تسجيله عن آخره وفضيحة كبيرة ستهتز لها البلاد لأيامٍ طوال
وقبل أن يخرج سمع صوته الواهن
-متفكرش إني هسيبك...
عاد إليه أرسلان وضغط على جرحه بـ غل فـ صرخ عزت بـ تألم قبل أن يردف بـ نبرة قاطعة تحمل من الوعد ما ترتجف له نفسه
-وأنا حسابي معاك لسه مخلصش...
نهض راحلًا دون الإهتمام لجميلة التي حاولت الحديث معه ولكنه أشار بـ يده أن تبتعد فـ إبتعدت
************************************
وذلك الصباح لم يكن بـ اليسير أبدًا..مر يومان مُنذ ذلك اليوم الأسود ..أخفت وجهها بين يديها وقلبها يرتعد وبـ داخلها يُردد "لم يكن عليها التدخل".. هي مِغناطيس جاذب للمُشكلات..همست بـ هلع
-إيه يا ربي اللي عملته فـ دنيتي عشان يحصل فيا كدا!...
ودقت الساعة بـ ميعاد المحتوم..ولا يجب عليها التأخير وإلا وعيده لها سيُنفذه..بـ الرغم أنها أثبتت أمامه أنها لا تخشاه ولكن تهديده لم يكن هينًا
لذلك وضعت حقيبتها فوق كتفها ونهضت..خرجت من المشفى الفارغة تمامًا وذلك الحدث المُميز سيُذاع لأول مرة
عندما وصلت لأكبر ميدان بـ المدينة..كان التجمهر على أشده..وحينما لمحها أحدهم..إبتعد عن طريقها فـ هي صاحبة الصفوف الأولى بـ دعوة من صاحب الحفل
والآخر وأخرون يبتعدون حتى وصلت إلى الصف المُميز..وهو بـ المُنتصف جوار ذلك الطبيب الخثيث..يجلده بلا رحمة أو رأفة وهي لا تُشفق عليه أبدًا بل ظهرت النشوة بـ عينيها
رمى السوط ونظر إليها ولكنها أبدت ثباتًا يُرفع له القُبعة..إبتسم إبتسامته الشيطانية وزعق بـ صوتهِ كله وكان كـ الإعصار المُدمر
-الغلطة بـ حساب..وغلطة زي الـ*** مش هتعدي بالساهل..طول ما أنا هنا..مفيش قانون..قانوني بس هو اللي هيمشي...
أشار إلى سديم التي أجفلت ثم أكمل بـ خُبث
-وبما إن ضيفة الحفلة وصلت..فـ العرض هيبدأ...
أشار إلى حارسيه اللذين ظهرا بـ أربعة كلاب شرسة تظهر أنيابها القوية والمُخيفة..شهقات و صُراخ أخفى صوت نُباح الكلاب
والطبيب يصرخ طالبًا الرحمة..ولكنها كلمة ليس بها وجود بـ قاموسه..طرقعة أصابعه المُعتادة ليترك الحارسين الكلاب والتي تعرف فريستها جيدًا لتنقض على الطبيب مُمزقة ما تبقى من ثيابه ثم بدأت تنهش جسده المُندس..وصرخاته تصم الآذان ولكن لم يجرؤ أحد على التدخل أو الدفاع عنه..بـ بساطة خوفًا وشماتة فـ هو يستحق
عيناه لا تُصدق ما تراه..لم تظن أنه بـ تلك الشيطانية ليفعل بـ بشر ذلك..الدماء تنبثق من جسد الطبيب الذي خفتت صرخاته..هي جراحة لا تخشى الدماء..ولكن ذلك المشهد جعل عظامها ترتعد
لم تتحمل قساوة المشهد المعروض كـ عرض حصري من أجلها فقط..وكأنه يُخبرها أن المُخطئ لا تهاون معه..إبتلعت ريقها و قررت الإنسحاب بـ خفة قبل أن تتقيأ
وهو من بعيد يُراقب خلف سحابته الرمادية التي تحجب صفاء عينيها عنه..هو ليس بـ قيس يتغزل بـ فتاة ولكنها تحمل ما يُثيره..هو عابث..النساء كُن بـ الماضي لُعبة مُسلية وإغواء ثم فراش..كـ تلك التي أوقعها بـ شباكه ومالت مع أهواءه
قذف لُفافة التبغ دون أن يدهسها بـ قدميه وتبعها ولكن ليس خلسة بل على مرآى ومسمع الجميع
وقبل أن تصعد أول درجة..وجدت من يسحبها ويُدخلها القبو..المكان ضيق والحرارة مُرتفعة..وجسده يكاد يسحق جسدها
تنفسها الهلع وإهتزاز حدقيتها مع إرتجاف شفتيها وجسدها أسفل جسده يُذكره أن المرأة جسد..والفتنة شفتيها
-هه...
ساخرة خرجت من بين شفتيه وهو يدنو بـ رأسها ثم بـ همسٍ حار لفح عُنقها البض
-مفيش حد بيهرب من العقاب..عقابه أهو أخده تالت ومتلت..أما أنتِ!!...
صمت وهو يزفر نفسًا حاد مُحمل بـ عبق التبغ ليلفح وجهها عن قصد ثم أردف بـ خُبث وهو يلعق شِفاه
-ليكِ مُكافأة...
أغمضت عيناها تتحاشى نظراته وكل قوتها ذهبت أدراج الرياح..ولأول مرة تهمس داخلها
-قُصي...
دنى أرسلان أكثر يهمس بـ أُذنها بـ مكر
-زي ما هو إتعاقب..أنتِ لازم تتكافئ..برضو ليكِ دور عظيم فـ اللي حصل
-تحدثت بـ نبرة مُتقطعة:إبـ..إبعد
-هبعد..بس تاخدي جايزتك...
وتعلم خُبث نبرته وتعلم أن المُكافأة لن تسر عدوًا كان أو حبيب..لذلك بـ فطرة أنثوية..رفعت رُكبتيها تضرب معدته ليتراجع بـ قصد فـ هربت وظنت حواء أنها آلمت آدم..ولكنها لا تعلم أن نصف المُتعة مُلاحقة فريسة يائسة من الهرب
وهو تركها مع إبتسامة مع الوعد بـ مُكافأتها
الفصل_الثامن
ملكة_على_عرش_الشيطان
كل الشكر للأنسة Nada Aglan لأنها فكرتني بـ الفصل وأنا كنت ناسية أصلًا وعمالة بـذاكر تحية يا جماعة 😂😁
المرأة كالغصن الرطب . . تميل الى كل جانب مع الرياح، ولكنها لا تنكسر في العاصفة . . .
صعدت سديم درجات السُلم بـ أقصى ما تمتلك من طاقة حتى وصلت إلى شقتها..دلفت إلى الداخل بعد مُحاولات مُضنية لفتح الباب
أغلقته خلفها بـ قوة وإتكأت عليه..أخذت تتنفس بسرعة وأسنانها تصطك بـ بعضها..وضعت يدها على صدرها تستشعر ضرباته القاسية
نزعت حقيبتها و ألقتها فوق الأريكة ثم إتجهت إلى المطبخ لترتشف كوبٍ من الماء
توجهت بعدها إلى الشُرفة لتجلس وتُنظم أفكارها..ليأخذها عقلها إلى ذلك اليوم..حين رأت وجهًا آخر أشد قسوة لـ أرسلان
"عودة إلى وقتٍ سابق"
كانت بـ طريقها إلى العمل صباحًا دون أن يُرافقها قُصي فـ قد أخبرها أنه سيُسافر إلى الإسماعيلية ليُحادث والدها بـ شأن الخطبة ولم يدع لها مجالًا للرفض..إذ أنه سافر بـ الصباح الباكر وهاتفها ليأخذ عنوان منزلهم
ضحكت بـ خجل أُنثى مرغوبة لزواج ثم همست وهى تتحس وجنتيها
-مجنون...
وصلت إلى المشفى وكانت سعيدة لسبب تجهله أو تعلمه لا يُشكل لها فارق المهم أنها سعيدة ولأول مرة مُنذ أن خطت تلك المدينة المشؤومة
قبل أن تجلس بـ مكتبها أتت مُمرضة تقول على عجالة
-يا دكتورة سديم!..في جراحة زايدة مستعجلة ولازم نعملها..مفيش حد موجود من الدكاترة غيرك...
إردت سديم مئزرها الطبي ثم قالت وهى تتبع المُمرضة
-يلا بسرعة..جهزوا أوضة العمليات
-جاهزة ومستنين حضرتك...
توجهت سديم معها لإجراء الجراحة والتي لم تستغرق وقتًا طويلًا
بعد إنتهاءها من تلك الجراحة البسيطة توجهت إلى الحديقة الخلفية تستنشق الهواء المُنعش..ولكنها لم تكن تعلم أن وراء كل هدوء عاصفة..عاصفة لن تبقي ولن تذر
إلتفتت أنظارها فجأة إلى ذلك المبنى المهجور بـ الحديقة الخلفية..والتي لم تقربه لأنه من الأصل تم إيقاف العمل به..ولكن رأت مُمرضة تدلف خلسة وهي تتلفت حولها ولم تلحظ سديم
تبعتها إلى حيثُ إختفت فـ دلفت لتجحظ عينيها بـ صدمة وهى تجد عدد لا بأس به من النساء وبجوراهن فتيات لا تتخطى حاجز العشر سنوات
إلتفتت على يد السيدة التي تبلغ من العمر ثلاثين عامًا..تقول بـ رجاء
-يا ست الدكتورة..شوفي بنتي إتأخرت فـ العملية ليه!..دي داخلة بقالها ساعة ونص
-عقدت سديم حاجبيها وتساءلت بـ عدم فهم:عملية إيه؟!...
وكان الرد صاعقة والتي جمدت سديم أرضًا
-ختان...
الجواب لا يحتمل سؤال أحمق عما يدور هُنا..المبنى المهجور يدور به العمليات الغير مشروعة..المخالفة للقانون والسؤال القادم كان عن هوية الطبيب والرد أيضًا لا يُحتمل..فـ الطبيب المذكور ذو سُمعة سيئة..الأسوء
جاهدت سديم لتبتسم وقالت
-طيب أنا هروح أطمن...
وشكرتها السيدة بـ إمتنان..وبداخل سديم مراجل تشتعل..آتون يُهدد بـ حرق الأخضر دون اليابس
دلفت الغُرفة كـ الإعصار..ليهوى قلبها إلى أخمص قدميها..جحظت عيناها بـ شدة..تجمعت شُعيرات دموية حول حدقيتها حتى كادت أن تبكي لذلك المشهد الذي مزق قلبها شر تمزيق
كان الطبيب يجثو فوق الطفلة الفاقدة للوعي..ويستبيح جسدها ويذبح برائتها..إلا أن دلوفها المُفاجئ جعله ينهض عن الطفلة قبل أن يُكمل إعتداءه عليها
مسح على وجهه بـ توتر يُزيل حبات العرق ثم تشدق بـ تلعثم
-دكـ..دكتورة..سـ..سديم
-وصرخت بـ صوتٍ لا يتنمي إليها:دا أنت نهارك أسود...
وركض يُكمم فاها عن الحديث وأغلق الباب خلفها..ألصقها بـ الحائط ويده الأُخرى تُقيد ذراعيها فوق رأسها ضاغطًا عليها بـ قوة حتى تتحول إلى الإزرقاق..وبـ نبرة متوترة همس
-بلاش فضايح..أنا..أنا بس..بعمل
-وصرخت وهي تتلوى صارخة:عملك أسود..بتعمل عمليات ختان لأ وبتغتصب البنات..أنت عارف نهايتك هتكون إيه!..دا أنا هفضحك
-صرخ هو بـ جزع وشراسة:إخرسي..مش هسمحلك...
نظرت إلى جسد الفتاة المسجي وجزءها العلوي يظهر أسفل ثوبها الأزرق المُمزق..ثم عادت بنظرها إليها لتزعق
-سبني يا قذر بدل أما أصوت وألم عليك الناس اللي بره دي...
ضحك ولكن ضحكته لم تكتمل..فـ بُترت على إثر دفعة الباب القاسية ويظهر هو من خلف الباب وعيناه الشرسة تُحدق بـ جسد الفتاة ثم إلى تلك المُقيدة بـ جسد المُغتصب
إتسعت عينا سديم وهي تراه أمامها بـ نظراته التي تُرسل إلى الجحيم مُباشرةً..لم تكن تعي عند خروجها من مبنى المشفى كان هو يجلس بـ سيارته يُتابعها حتى إختفت فـ ترجل وأكمل مُلاحقته لها..حتى دلفت ذلك المبنى وهو من خلفها..وعلم ما يحدث..وليته لم يعلم..القيامة ستقوم..وسيُنصب نفسه الحاكم
تحول بـ نظراته إلى الفتاة ليتجه إليها ينزع قميصه ويضعه على جسدها ثم عاد إلى الطبيب الذي إبتعد عن سديم فـ سقطت أرضًا فـ ألم معصمها وعمودها الفِقري قد ظهر لتجلس غيرُ قادرة على الحراك
تلعثم الطبيب وهو يرى أرسلان يتقدم منه وقد هربت الدماء وكأن أوعيته أصبحت فارغة تمامًا وتُشارف روحه على المُغادرة
همس أرسلان بـ فحيح أفعى ونبرته تشي بـ مدى غضبه والطوفان القادم
-لو رجعت وملقتكش موجود..صدقني نهايتك هتكون أصعب من أي نهاية تتخيلها...
ثم إتجه إلى سديم الساقطة أرضًا..ليحملها..قاومت قدر الإمكان ولكنه هدر مُخرسًا إياها
-بطلي حركة...
وسكنت بين يديه..يضع يده أسفل ظهرها المُتألم..والأُخرى أسفل رُكبتيها..بين أحضانه شبه جالسة وأنفاسه الهادرة تلفح وجهها..وهمست دون أن تنظر إليه
-عرفت منين!...
طال صمته لترفع أنظارها إليه فـ صُدمت..نظرة عيناه كانت بـ ذلك الوقت نذير شر..بل هي الشر نفسه..والعقاب الذي تخيلته على أقل تقدير هو الرمي بـ الرصاص ولكن الواقع كان أسوء من نظرته..الأسوء على الإطلاق
إتجه بها إلى سيارته ولم تجرؤ على الرفض..فـ نظرته أخرستها
وضعها بـ السيارة وإتجه هو إلى مقعده وإنطلق بسرعة معقولة حتى وصلا إلى أطراف المدينة..إنكمشت سديم على نفسها خوفًا..هما ب. مفردهما وهي لا تخشى أكثر من كونهما معًا وبـ مفردهما
توقفت السيارة وترجل منها دون أن يأبه بها..لتزفر هي بـ ضيق وتترجل غاضبة
توجهت إليه وقبل أن تتشدق بـ غضب سمعت صوته الجاف
-عمل فيها حاجة!...
لم تعي سؤاله لتتقدم وتسأله دون النظر إليه
-مش فاهمة!
-إستدار إليها بـ شراسة وهدر:لأ فاهمة..ولو خايفة على عمرك دلوقتي ردي أحسنلك
-تملصت من بين يديه وقالت:معرفش..بس تقريبًا ملحقش لأني جيت..بس أنت سبتها لوحدها معاه
-مش شُغلك...
ولم يكن بـ الطبع ليترك فتاة غائبة عن الوعي مع ذلك الحقير..لذلك كلف رجلين بـ الإهتمام بـ ذلك المبنى وما يحويه
زفرت سديم بـ نفاذ صبر لطول صمته وإجابته المُقتضبة ونبرته الفظة..لتقف أمامه قائلة بـ قنوط
-لو مفيش حاجة نعملها هنا..عاوزة أمشي ...
نظر إليها أرسلان بـ شبه نظرة قاتلة قبل أن يتشدق بـ صلابة
-تفتكري واحد غلط غلطة زي دي!..يتعاقب إزاي؟...
كان ردها عفويًا وغاضبًا لما رأته..لذلك صرخت بـ جنون
-المفروض يتسيب عليه كلاب سعرانة تنهش لحمه...
وليتها لم تقترح..عيناه أظلمت وبـ شدة بـ بريق شيطاني مُرعب..تراجعت خطوة إلى الخلف وهو يقول بـ نبرة مُميتة
-أنتِ صح..وبما إنك صاحبة الفكرة فـ هتشرفيني فـ الصفوف الأولى للعرض الحصري ليكِ وبس
-أنت أكيد مجنون...
هدرت بها بـ ذهول ليبتسم بـ إبتسامة مُظلمة قبل أن يدنو منها هامسًا
-هستناكِ يا دكتورة تيجي
-رفعت حاجبها بـ تحدي وقالت:ولو مجتش...
جذب خُصلة من خُصلاتها ليجعلها تتدنو أكثر منه فـشهقت بـ ألم و خوف ليُكمل همسه بـ مكر
-يبقى هكمل اللي ناقص من اللقاء اللي فات...
عنياه أرسلت إليها تحذير صامت و وعيد بـ عدم القدوم..وأرسلان إذا وعد لا يُخلف ولن يُخلف لأجلها..ترك الخُصلة وإتجه إلى سيارته ثم تشدق وهو يصعد
-يلا عشان أوصلك...
نظرت إليه سديم بـ إحتقان رغم خوفها..إلا أنها رفعت ذقنها بـ إباء ورحلت دون أن تصعد سيارته..ضحك أرسلان ثم أدار المُحرك وإنطلق بـ قوة حتى خَلَفَ وراءه عاصفة تُرابية جعلتها تسعل هادرة بـ غضب
-حيواااااان...
"عودة إلى الوقت الحالي"
عادت سديم لوقتها الحالي واضعة وجهها بين يديها فـ اليوم لم يكن أكثر سوءًا من سابقيه..تنهدت ثم نهضت على صوت هاتفها لتجده قُصي..إبتسمت مُتناسية ما كانت تُفكر به وما حدث لتُقرر الإجابة على إتصاله
************************************
ترجل من سيارته بعدما وصل إلى وجهته..توجه إلى ذلك الملهى الليلي ليجد جميلة تؤدي رقصتها المُعتادة..أشار إليها لتتفهم وتُنهي الرقصة
صعد إلى الغُرفة الخاصة بها وتمدد فوق الفراش بعدما نزع سترته يليها القميص ذو اللون الأزرق الداكن..ليظهر ذلك الحرق القاسي بـ ظهره
وضع يده فوق عينيه وذهنه مع تلك الغبية كما أسماها..تعتقد أنها تستطيع أن تهرب بـ تصنعها القوة..تظن أنه سيمل مُلاحقتها وسيزهدها..ولكنها لا تعلم أنها تُزيد من إصراره
دلفت جميلة بعدما أغلقت الباب بـ المُفتاح..نزعت المئزر الحريري وإتجهت إلى غُرفة تبديل الثياب..لترتدي ثوب أسود قصير يصل بـ الكاد إلى مُنتصف فخذها وفتحة جانبية..ومن الأعلى حمالتين رفعتين مُتبادلتين بـ وضع مُتعاكس..ومُزين من الصدر بـ شريط من الدانتيل
صففت خُصلاتها الشقراء وتركتها حُرة..نثرت عطرها الأنثوي بـ غزارة ثم توجهت إليه
نظر إليها أرسلان بعدما أحس بها..لتقسو عيناه بـ إنفعال قبل أن يهدر بـ جمود
-غيري القرف اللي لابساه دا...
تجمدت جميلة مكانها قليلًا ولكنها أردفت بـ نعومة
-إيه مش عاجبك!
-لأ
-زفرت بـ يأس وقالت:بس أنا مش هغيره...
نظر إليها بـ نارية ولكنها لم تأبه وتقدمت منه..جلست فوق طرف الفراش وملست على خُصلاته السوداء الناعمة وأردفت
-طالما جيتلي هنا..يبقى فيك حاجة
-عزت جه هنا تاني؟!
-أكملت ما تفعله وأردفت:ميقدرش يهوي هنا تاني..أنت علمت عليه
-زفر بـ إختناق وقال:كويس...
نظرت إليه جميلة بـ شفقة قبل أن تقترب وتُلثم جبينه بـ قوة..لم يهتز أرسلان ولم يفتح عيناه بل لم يهتم على الإطلاق
إبتعدت جميلة وتنهدت بـ قوة ثم همست وهي تتحسس شفاه و وجنته
-قولي إيه اللي حصل!...
نظر إليها أرسلان نظرة مطولة ، جامدة ثم أغلق عينيه مرةً أُخرى..أغمضت جميلة عينيها عندما عادت تتحسس شفاه القاسية قبل أن تتجرأ وتميل إليه مُقبلة شفتيه بـ رقة مُتناهية وهو لا يُبالي لم تتحرك خاصته ليُبادلها وهي لا تهتم يكفي أنه لم يدفعها كـ كل مرة
عندها تجرأت يدها لتتحسس صدره المُعضل ولكنه أمسك يدها وفتح عيناه على حين غُرة لتبتعد مُجفلة..هدر أرسلان بـ غلظة وهو ينهض
-إيه اللي أنتِ بتعمليه دا!...
لم ترد جميلة وهي تراه بـ حالة من الغضب ليهزهت بين يديه بـ شراسة
-رُدي!
-همست بـ تهدج:أسفة...
اللعنة على قلبٍ أحب شيطان لا يُبالي..لم يعد يكترث..فقد كل المشاعر عدا الغضب والحقد..عيناه السوداء القاسية تزجرها بـ لا رحمة وهو يعلم أنها تعشقه..ولكنه وبـ بساطة لا يُحب
أعادت وضع يدها المُرتجفة على وجنته وهمست بـ نشيج
-أسفة..مكنش قصدي...
وضع يده بـ خُصلاته مُمررًا إياها بـ قسوة قبل أن يردف بـ إنفعال
-جميلة..اللي بتفكري فيه مُستحيل يحصل..سامعة!...
أومأت بـ رأسها بـ تردد ليعود ويقول
-ياريت متتكررش تاني..عشان متزعليش مني
-خلاص أسفة..تعالى نام على رجلي تاني...
أعادت رأسه بـ القوة إلى ساقيها العاريتين ولم تُبالي..أعادت يدها إلى خُصلاته وحبست عبرة كانت على وشك الفرار..تعلم أنه لن يُبادلها العشق ولكن ماذا تفعل!..هي عشقته وإنتهى الأمر
-مش هتقولي مالك؟!...
رفع أرسلان كف يده ثم نظر إليه قائلًا
-إفتكرت اللي حصل
-توقفت يدها لثوان وتساءلت قبل أن تُعاد التمليس:وإيه اللي فكرك!..حصل حاجة؟
-وإجابته لا تتعلق بـ السؤال:من يومين...
حاولت سؤاله عما حدث ولكنه إستدار وترك ساقيها لتحل محلها الوسادة ثم أردف بـ جمود
-أنا جيت عشان أرتاح مش عشان أفتح فـ اللي فات...
أغلق عيناه وترك يدها مُعلقة بـ الهواء..أنزلت يدها وتنهدت بـ حزن..تمددت هى الأُخرى ولكنها إتكأت بـ مرفقها فوق الوسادة والأُخرى كانت تجد طريقها إلى خُصلاته من الخلف
ذلك الحرق الذي يتوسد جزء لا بأس به بـ ظهره تعشقه..وتعشق أدق تفاصيله وهو لا يعلم..بل يعلم ولا يُبالي ولن يُبالي..حتى وإن كان يُبالي هو لا يستطيع أن يعشق..لأنه تخلى عن قلبه مُنذ زمن ليبدأ طريق لا ندم به ولا عشق
وهو على الجانب الآخر ذكرته تلك الطفلة بـ أُخرى تُشبهها ولكن الفارق أن سديم أنقذتها قبل أن تُنتهك ولكن الأُخرى لم تستطع إنقاذها
قبض على الملاءة بـ قسوة و وضع وجهه بـ الوسادة ليجأر بـ صوته بـ غضب ، بـ كره ، بـ قسوة تمكنت منه ومن قلبه فـ لم يعد كما كان
إنتفضت جميلة لصراخه لتضع يدها على منكبه ونادته بـ خوفٍ
-أنت كويس!..أرسلان؟!...
ولم يرد..نهض وإحتجزها بين ذراعيه..توسعت عينا جميلة وهى تراه يعتليها ونظرة عينيه الشيطانية جمدتها..حاولت الهمس بـ توتر
-أرسـ...
همسها ضاع بين شفتيه القاسية و حقق لها ما كانت تتمناه..هو يُريد أن ينسى وهي ستمنحه النسيان
**********************************
-بقى أنا يتعمل فيا كدا!..الـ ***ماسك عليا فيديو...
هدر بها عزت وهو مُمدد بـ فراشه يُعاني أثار التعذيب..وأمامه آخر يرتشف من كأس الخمر بـ تلذذ قبل أن يضعه وينظر إلى الأول ثم تشدق بـ برود
-وإيه يعني؟!
-إتسعت عينا عزت بـ غضب وتشدق:يعني إيه اللي بتقوله دا!..الفيديو دا كفيل إنه يهدم حياتي وإتعزل من الوزارة
-ولما أنت جبان كدا بتروح الأماكن دي ليه يا سيادة الوزير!...
تأفف عزت دون أن يرد مُديرًا وجهه إلى النافذة..تنهد الآخر ثم نهض ليقول وهو يضع يديه بـ جيبي بنطاله
-عمومًا متخافش
-نظر إليه عزت بـ عدم فهم وقال:قصدك إيه؟!
-تشدق الآخر بـ بساطة:لو كان عاوز يفضحك كان عملها..بس هو لحد دلوقتي محتفظ بـ الفيديو لسبب فـ دماغه...
صر عزت على أسنانه ثم مسح على وجهه بـ عنف هامسًا بـ حدة
-وأنا لسه هستنى لحد أما أعرف هو فيه إيه فـ دماغه؟!
-وليه تستنى!..خلص عليه...
ضحك عزت بـ قوة وهو ينظر إلى مُحدثه بـ سخرية وأردف
-أنت فاكرها سهلة!!
-حك الآخر ذقنه وقال:زي ما وقعناه قبل كدا..هنقدر نوقعه دلوقتي..المهم نعرف نقطة ضعفه
-تشدق عزت بـ غل:الشيطان ملوش نقطة ضعف
-حرك الآخر منكبيه بـ بساطة وقال:يبقى نخلقله واحدة...
عقد عزت حاجبيه بـ تساؤل ولكن الآخر تقدم منه رابتًا على منكبه وقال بـ هدوء ما قبل العاصفة
-سيب الموضوع دا عليا يا عزت..لولا أنك ماتستهلش بس أنا هخلص منه عشانك
-ليرد عزت بـ نبرةٍ ذات مغزى:وعشانك..أنت ناسي إن زيك زينا متورط
-دنى منه وهمس بـ مكر:بس أنا مش فـالصورة..أنتوا اللي كنتوا فـ الصورة..خاف يا عزت منه ومني لو فكرت تلعب بـ ديلك...
إبتعد ينظر إلى عيني عزت التي قست بـ تعابير مُجعدة قبل أن يُكمل الآخر حديثه وهو يتجه إلى باب الغُرفة
-لأني هقتلك قبل ما هو يوصلك...
ثم تركه وأغلق الباب خلفه..ضرب عزت على الفراش وصرخ بـ غضب
-كلوا بيقول يلا نفسي..بس ورحمة الغاليين لأتغدا بيكوا قبل ما تتعشوا بيا...
*************************************
بـ مساء اليوم توجهت سديم إلى طابق سُمية تطرق بابها بـ خفة وإبتسامة تُزين شفتيها..لتفتح الثانية الباب بعد لحظات فـ إتسعت إبتسامتها وهى ترى الأولى أمامها
عانقتها سديم وقالت
-بصي يا سوما..أنا هنزل الإسماعيلية وعاوزاكي معايا
-خير يا ست سديم؟!
-إبتسمت بـ خجل وقالت:خير متقلقيش..بس أنا محتجاكِ معايا أوي...
ضيقت سُمية عيناها بـ تفكير قبل أن تقول بـ إبتسامة واسعة
-يبقى اللي بفكر فيه صح
-حمحمت سديم بـ إرتباك وقالت:أحم..هتيجي معايا ولا لأ!...
عانقتها سُمية مرةً أُخرى وهى تُطلق صوتها لتبتعد سديم سريعًا مُكممة فاها وقالت بـ تحذير
-بلاش كدا يا سُمية..أحنا مش عاوزين حد يعرف عشان ميوصلوش خبر
-وضعت يدها على فاها وقالت:يووه يقطعني..أنا هروح ألبس فُريره وأجيلك..تعالي إتفضلي...
دلفت سديم وإتجهت سُمية إلى الداخل لتنتقي أجمل ثيابها
بعد مرور الوقت
كانت كِلتاهما تجلس بـ حافلة تتجه إلى مدينة الإسماعيلية وقد حرصتا على توخي الحذر حتى لا يكتشفهما أحد
مالت سُمية وقالت بـ مكر
-إيه اللي حصل!..أخدتني كدا على ملا وشي وملحقتش أسأل...
إبتسمت سديم وهي تضع يدها خلف عُنقها الأحمر بـ خجل وقالت
-مفيش..قُصي راح لبابا من يومين عشان يكلمه فـ موضوع جوازنا لكن بابا موافقش غير على خطوبة..ودلوقتي أنا رايحة عشان نقرأ الفاتحة ومحتاجكِ معايا
-ربتت سُمية على كفها بـ سعادة وقالت:ربنا يتمملك على خير..سي قُصي شهم وجدع وإبن حلال كمان..يستاهلك..أنتوا أصلًا لايقين على بعض
-تساءلت سديم بـ شرود:تفتكري!
-إبتسمت سُمية قائلة:أفتكر جدًا..سي قُصي مفيش منه فـ طيبته وجدعنته..وأنتِ مفيش منك فـ جمالك وأدبك..عليتي فـ نظري لما كشفتي الدكتور الله يجحمه مطرح ما راح وخليتيه ياخد جزاءه...
شردت سديم أكثر بـ ذلك اليوم وتلك النظرة المُبهمة التي ظنت لولهة أنها رأتها تعتلي تعابير وجهه القاسية..الألم ولكن هل يتألم الشيطان!..سخرت من تفكيرها وهمست
-واللي زي دا يعرف الوجع...
************************************
وضعت الغطاء حول جسدها ثم إستدارت تنظر إليه وهو يرتدي ثيابه بـ صمتٍ..رغم أنها حصلت على ما تُريد ولكن لِما ذلك الإحساس بـ النقص..كانت تبغي العاطفة بما جرى بينهما ولكن ما حدث كان بـ دافع النسيان..وهي لم تعترض بل تركته طالما أنها بين يديه
خرجت من شرودها على صوته الجامد وهو ينظر إليها بـ نظرة جعلتها تنكمش على نفسها
-اللي حصل النهاردة دا تنسيه تمامًا..فاهمة!
-فاهمة...
أجابت بـخفوت وألم..ضربة ثلجية قاسية أصابت جسدها وهو يُخبرها بـ قسوة أن تنسى ليلة حلقت بها بـ السماء
رغم أمره القاسي والذي لا جدال به..إلا أنها تأبى النسيان..ستظل تُمني نفسها بـ تلك الليلة كل يوم..ستظل تتذكر تلك اللحظات أثمن ما عاشته معه
إنتفضت على صوت صفعه للباب بـ قوة لتجهش بـ البُكاء واضعة يدها على وجهها
بعدما أنهت وصلة بُكاءها الحار..نهضت لتتعثر بـ سُترته الرمادية..لتلتقطها وتُقربها من أنفها ثم إشتمت عطره الرجولي بـ قوة حتى تخلل رئتيها
جلست فوق الأرضية الباردة ولكنها لم تهتم..ثم إحتضنت السُترة هامسة بـ نشيج حزين
-أمتى هتحس بيا!..دا أنا سلمتك نفسي..سلمتك كل حاجة ومأخدتش منك حاجة..مع إني كنت راضية والله كنت راضية..بس أنت رفعتني لسابع سما حرام تنزلني لسابع أرض..حرام...
وعادت تبكي الراقصة مرةً أُخرى على قلبٍ أحبته وأحيته ولكنه طعنها بـ خنجر مسموم
وهو على الجانب الآخر
صفع باب سيارته بـ قسوة وهو يُريح رأسه إلى المقعد..أخذ يلعن غضبه الذي أوصله إلى تلك المرحلة من اللاوعي ليفعل كل هذا
جسده لم ينصع إليه بل إنتهج نهج آخر كان يعلم أنه سيندم عليه فينا بعد ولكنه إحتاج لأن ينسى ، ينأى ، يبتعد ، يهرب حتى للحظات قليلة..وكانت جميلة ضحيته
زفر بـ غضب على صوت هاتفه ليُخرجه من جيب بنطاله وأجاب دون النظر
-أيوة
-أتاه صوت أحد رجاله يقول:الدكتورة سافرت لـ الإسماعيلية ومعاها صاحبة البيت اللي قاعدة فيه
-تساءل أرسلان بـ جمود:والظابط!
-هو مُختفي بقاله يومين
-خلاص إقفل...
أغلق الهاتف وألقاه بـ قوة فوق المقعد جواره..ثم أدار المُحرك وإنطلق بـ سيارته إلى الإسماعيلية يلحق بها ولا بأس من مناورة خفيفة يعلم هو خباياها..همس أرسلان وعيناه يرتسم بها المكر
-جه وقت اللعب على أصوله...
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا