القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

 

قصة 10دقائق كامله بقلم محمد عبد القوي 






قصة 10دقائق كامله بقلم محمد عبد القوي 




وأنا بتقلب على السرير لقيت المشهد ده بالظبط في وشي! ست شكلها غريب، لأ.. مر..عب! عيون شبه عيون القطط، ابتسامة كفيلة توقف قلب الواحد، و.. وهى مين دي أصلًا! اتعدلت بسرعة في مكاني ودوست على كبس النور اللي كان جنبي بالظبط عشان ملاقيش أي حاجة! 


ازاي! أنا متأكد إني شوفتها، جنب السرير بالظبط! أنا قولت بيتهيألي ولا حاجة بسبب ضغط الشغل وخلافه، بس أصلا الفندق ده شكله غريب فعلا! معرفش أنا بس اللي شايف كده ولا ايه بالظبط، بس أساس الفندق وتصميمه غير أي أساس شوفته قبل كده، مقصدش قديم، بالعكس، يمكن حاجة جديدة مشوفتش زيها! 


الفندق اللي اضطريت أقعد فيه كام يوم عشان المشروع الجديد اللي شغالين فيه هنا، أصل أنا شغال مهندس زراعي، زراعة، الكلية اللي عمري ما حبيتها، لإني عارف إني أستحق كلية أفضل منها، بس المشكلة كانت في الوقت، امتحان الفيزيا، ثانوية عامة، مقدرتش أنظم وقتي، المدرس شد الورقة قبل ما أحل سؤال كامل! أنا عارف إني بطيء، وللأسف معملتش حساب الوقت، كان زماني.. لو بس كان استنى عليا ١٠ دقايق!


الغريب إني خلصت كلية، واشتغلت، ولسه مش قادر اتعافى من الموضوع، ع العموم يعني أنا جيت هنا  لإن فيه أرض في المكان ده شبه صحراوية و المفروض نستصلحها، مدينة جديدة، بس مدينة خضراء، مشروع ذكي، حاجة زي القرى بتاعة زمان قبل ما تتمدن، مدينة بنكهة الريف، وكل الأنظمة اللي هتشتغل فيها هتبقى صديقة للبيئة، غير ضارة، فكرة المشروع عجبتني وكنت مبسوط إني جزء منه.


ولقيت الفندق ده اللي موقعه كان غريب، كإنه في وسط الصحرا! كان اسمه " الغصن الأخضر "، المهم اضطريت أخد أوضة فيه، كانت أوضة ٣٦، لبس الناس كان غريب، أساسه غريب، كل حاجة فيه غريبة! ده غريب لدرجة إن ميعاد الفطار كان ٧ واخره ٧ و ربع، وأنا نزلت على ٧ وخمسة على ساعتي، لسه بحط الأكل في بوقي لقيتهم بيلموه، فقولتلهم لسه ٧:٠٥ ! لقيت راجل عجوز شغال في ال service بيشاورلي على ساعة الفندق، اللي كانت ٧:١٥! 


شاورت على ساعتي وأنا مستغرب فلقيته بيقولي..


- مقدمين ساعة الفندق عشر دقايق، عشان نعرف الناس أهمية الوقت، ابقى أنزل بعد كده عشر دقايق بدري.


هم قاصدين يقلبوا عليا المواجع! الأغرب أصلا إن أنا كمان كنت مقدم قبل كده في شركة قبل دي، أحسن بكتير، international ورفضوا يدخلوني الانترڤيو عشان اتأخرت برضو، مع إني كنت مذاكر الموضوع متهيألي أحسن من أي حد قدم، كان زماني.. يلا، كنت مضطر أجي الفندق ده لإني محبتش السكن اللي كان مخصص لينا سواء مهندسين أو عمال، على العموم يعني بعد الموقف اللي حصل ده مقدرتش أنام تاني، فضلت صاحي، لحد الصبح، روحت شغلي ورجعت تاني، بليل، كنت مهدود من التعب فنمت مفكرتش.


بس صحيت بعد شوية على صوت، لحن، أو.. همهمة، صادر عن.. واحدة ست! فتحت عيني، ل.. لقيتها! واقفة في ركن الأوضة، مدياني ضهرها، قلبي كان بينبض بسرعة من الر..عب! اللي شايفه ده حقيقي؟! مستحيل، كانت كإنها بتعزف لحن ببقها، و.. ماسكة حاجة في إيدها، أيوه كنت شايف كل التفاصيل دي، لإني بطبعي ببقى سايب أباچورة من الاتنين اللي على الكوميدينو شغالة..


كانت عمالة تلعب وهى بتبص على الحاجة اللي في إيديها! هو ايه ده؟! حاسس إني مشلول ومش عارف أعمل ايه، وانا باخد نفسي صدر صوت من بوقي غصب عني، فلقيتها اتلفتت بسرعة رهيبة! ساعتها غمضت عيني، بس سمعت صوت خطوات، لرجول حافية، بتقرب ناحيتي، بقيت في وشي بالظبط، عرفت ده من صوت نفسها، غير إني حاسس بسخونته! 


كنت بترعش، مش عارف أعمل ايه! ساعتها مديت إيدي بسرعة، بالتخيل لإني مش شايف ناحية كبس النور، حسيت بإيد باردة بتمسك إيدي فصر..خت قبل ما أسمع صوت تكة المفتاح، فتحت عيني، اختفت! بس المرادي أنا متأكد من اللي شوفته، مستحيل يبقى كل ده كان تهيؤات! 


سيبت الفندق، وفضلت قاعد في السكن اللي الشركة كانت موفراه، قعدت فيه مدة كويسة، لحد اليوم اللي قومنا فيه كلنا على صر..يخ عامل، واللي اكتشفنا إنه قرصه تعبان! وللعلم أنا بخاف من التعابين والزواحف بشكل مر..عب أكتر من أي حاجة في الدنيا، ساعتها قررت أرجع الفندق، مش هقول قلبي جمد ولا مش هاممني، بس عارف لما حدث يمر عليه وقت فتحس إنه محصلش أصلا، أو كان مخك بيهيألك ساعتها؟! أهوه ده اللي حسيته فرجعت، ولنفس الأوضة للأسف لأنها الوحيدة اللي كانت فاضية.


فضلت طبعا متخوف أول يوم ومقلق أنام، بس محصلش حاجة، أول يوم في تاني يوم، مكنش فيه حاجة، لحد.. اليوم اللي سمعت فيه اللحن، اللي خلى جسمي نشف بعد ما سمعته، أول ما فتحت عيني شوفتها، قاعدة جنب السرير، على الأرض، مدياني ضهرها برضو، لسه بتبص في الحاجة اللي في إيديها، أنا خا..يف! لقيتها رفعتها فجأة لفوق، كإنها بتشوف حاجة فيها من بعيد، عشان أشوف الحاجة، واللي طلعت سكي..نة! 


ساعتها لفت راسها براحة، ببطئ شديد خلاني مغمضتش عيني! لإني متوقعتش إنها تبص ناحيتي، كانت بتبتسم نفس الإبتسامة، المر..عبة، وشها مخي..ف! كنت لسه بمد إيدي ناحية الكبس بس.. لقيتني متكتف! إيدي ورجلي متكتفين في السرير، مش عارف أتحرك، وقفت في مكانها براحة، عمالة تحرك صوابعها على السكي..نة وهى بتبتسم، مش قادر أفك إيدي! بتقرب، نبضات قلبي كانت سريعة لدرجة إني صدري كان عمال يتحرك من مكانه.


حطت السكي..نة على رقبتي، عايز أتحرك! بدأت.. بدأت تحركها يمين وشمال، بحاول أصر..خ مش عارف، الصر..خة مكتومة، حاسس بالسكي..نة وهى بتق..طع في جلد رقبتي، أل..م رهيب، بدأت تضغط أكتر، صر..خت، مفيش صوت، نافورة د..م طالعة من رقبتي، حرام عليكي، حرام؟ بتضغط أكتر وهى مبتسمة، مش قادر، بمو..ت، مش عارف أخد نفسي، حاسس برقبتي بتنف..صل عن جسمي، صر..خت بقوة أكبر، صوتي طلع! 


حسيت بتحرر بسيط في إيدي، اللي حركتها ناحية الكبس على طول، النور نور، اختفت، شهقت شهقة شديدة وأنا بطمن على رقبتي اللي طلعت سليمة! ساعتها جريت على تحت، نفس الراجل العجوز اللي شغال في ال service بتاع يوم الفطار وقفني..


- أنت كويس؟! 


- لأ.. لأ مش كويس خالص، والأوضة دي مش طبيعية، أنا.. أنا في واحدة كانت بتحاول تق..تلني من شوية! 


عقد حاجبه وقالي..


- أنت في أوضة كام؟! 


- ٣٦!

ساعتها حرك رقبته والدهشة اختفت من ملامحه وبعدين بص حواليه قبل ما يقول: 


- قولتلهم يا ابني يقفلوا الأوضة دي بس هم مش راضيين.


- مالها الأوضة دي؟! 


خد نفس قبل ما يقول: 


- بص هو الكلام ده بيني وبينك، الفندق ده والأوضة دي بالذات حصل فيها حاجة بش..عة من ٣٠ سنة..


- حاجة ايه؟! 


- كان فيه اتنين عرسان جداد، جم يقضوا شهر العسل هنا، بعيد عن المدينة وزحمتها، وبيقال إن العروسة راحت ترسم وشم بالحنة.. عند ست مجنونة كده بتسرح هنا في الشوارع، ومن بعدها، البنت دي بدأت تعمل تصرفات غريبة، تفضل كل يوم تعيط في الحمام، تكلم نفسها قدام المراية بليل، تقعد في ركن الأوضة، كنا بنسمع خناقتها مع عريسها كل يوم بسبب الموضوع ده، لحد ما في يوم، فاكره زي امبارح، كان يومهم ال ١٤.. الست كتفت جوزها معرفش بقى وهو نايم ولا صاحي، ومسكت سكي..نة ودبح..ته! ومن ساعتها ساعة الفندق اتحركت، لسه صورتها مرسومة في خيالي، كانت ١:١٠ بعد نص الليل.


حطيت إيدي على رقبتي تلقائي بعد جملته وسيبت الفندق باللي فيه، الغريب وأنا بحكي للناس اللي معايا في السكن على موضوع الفندق قالولي " فندق ايه! " وبعدين قالولي مفيش فنادق هنا! بس.. ازاي! أخدت كام واحد منهم عشان أثبتله بس.. مفيش فندق، تلاشى! ك.. كإنه مكنش موجود أصلا! مجرد صحرا، ازاي؟! حتى لما عملت سيرش عليه، مفيش فعلا فندق بالاسم ده في المكان ده! أمال اللي أنا عيشته ده كان ايه؟! وهم! ولا أنا.. اتجننت؟! 


مستحملتش أكمل في المكان ثانية واحدة، كلمت مديري قولتله مش هقدر أكمل في المشروع ده، كان متفهم جدا وقبل طلبي وجاب مهندس غيري، " شهاب"، كان صديقي في الشركة، بس مرضتش أقوله حاجة عشان مخوفوش، وتعدي كام سنة عشان المشروع يكمل، وفعلا المدينة كملت، مشروع خرافي ومتضايق إني مكنتش جزء منه، اللي فكرني بالموضوع ده إني كنت رايح أحضر فرح " شهاب " صاحبي، المهندس اللي كمل المشروع مكاني.


لما بصيت لوش عروسته بنظرة غير متعمدة حسيت إنه مألوف، معانا في الشركة ممكن؟! أو ممكن في مكان تاني متعاقدين معاه ولا حاجة، ع العموم ربنا يتممله على خير، بس لقيته بيرن عليا بعد جوازه بإسبوعين بالظبط، متضايق..


- مالك يا شهاب؟! 


- ميرنا مراتي يا أكرم.


- مالها؟! 


- مش عارف، بقالها كام يوم مش طبيعية أبدًا، وراحت رسمتلي وشوم شكلها غريب بالحنة، مش عارف مالها؟! أنا تعبت.


- مش طبيعية ازاي؟! أنتوا فين؟! 


- والله أنا قولت اعمل شهر عسل غير تقليدي وجيبتها هنا في فندق في المدينة الجديدة، وسط الخضرة وكده..


جملته خلت جسمي يقشعر تلقائي..


- فندق! هى.. المدينة الجديدة اتعمل فيها فندق؟! 


- أيوه.. لسه مبني مبقالوش شهرين تلاتة..


- اسمه ايه الفندق ده! 


كان بيقول الاسم وهو مندهش عشان أسيرش عليه في نفس اللحظة اللي كان بيقوله فيها..


- فندق " الغصن الأخضر "..


لقيته، المرادي لقيته، بقى كيان موجود، طب.. ازاي! أنا مش فاهم حاجة! افتكرت حاجة ساعتها، عريس، عروسة، وشم و.. 

سألته بسرعة..


- انت ده اليوم الكام ليكوا يا شهاب..


- ده ال.. ١٤ تقريبًا! 


قلبي اتقبض، كنت لسه هصرخ فيه..


- شهاب.. سيب الفندق بسرعة، لازم تبعد عنها، شهاب..


كان سايب موبايله، وسامع صوته بيتخا..نق معاها، وبعدها الخط قطع، حاولت اتصل بيه مية مرة مبيردش، الساعة ١١ بليل، قعدت أفكر هعمل ايه، الطريق بعيد! اتصل بالبوليس، أقولهم ايه؟! أروح أنا؟! أيوه الطريق ساعتين، يعني هبقى هناك ١:٠٠ بالظبط، قررت، ركبت عربيتي، جريت بأقصى سرعتي، زي المجنو..ن، لازم ألحقه، لازم.. وصلت، الساعة كانت ١:٠٠ إلا دقيقة أو اتنين تقريبًا، لسه قدامي حوالي عشر دقايق، جريت، بقيت قدام باب الفندق، دخلت، بس.. شوفت ناس كتير، واقفين، أكيد لأ..


- لا حول ولا قوة إلا بالله..


لقيت شاب صغير شغال في الservice بيقولها، وشه مألوف! سألته..


- هو.. هو في ايه؟! 


- الراجل اللي في أوضة ٣٦ اتد..بح، من مراته! 


وقعت على ركبي من الصدمة، ازاي، م.. مستحيل..


- ده كان صاحبي، أنا كنت جي ألحقه.. 


بصلي بدهشة.. 


- وأنت عرفت منين إن ده هيحصل!


- أصل.. أصله كلمني وقالي ألحقه.. 


مش عارف ده حصل ازاي، هو.. هو قالي إن الواقعة حصلت ١:١٠، يعني أنا وصلت قبل الميعاد، ازاي ده حصل! 


- يمكن كنت محتاج اجي كمان عشر دقايق بدري، يمكن ساعتها كان زماني.. لحقته!


- بالعكس.. أنت جيت في ميعادك، وهو.. مشي في ميعاده، عملت اللي عليك وسعيت، واجتهدت عشان تلحقه، بس..أنت فاكر إنك كنت ممكن تلحقه فعلًا؟! هتغير القدر؟! المكتوب.. مكتوب، حتى لو الزمن رجع لورا أو طلع لقدام هتوصل في ميعادك اللي ربنا كتبهولك.. ميعادك وبس.


لقيته بيقرب من ساعة الفندق اللي كانت بتشير لواحدة، حرك العقرب وخلاها ١ و.. عشر دقايق.


#محمد_عبد_القوي

#١٠_دقائق

#غير_مألوف

تعليقات

التنقل السريع