رواية وكأنها عذراء..لم يلمسها أحد من قبل للكبار فقط الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم أسما السيد (جميع الفصول كامله)
رواية وكأنها عذراء..لم يلمسها أحد من قبل للكبار فقط الفصل الحادي والثلاثون 31بقلم أسما السيد (جميع الفصول كامله)
٣١
وكأنها عذراء...
________
"إنني أفتقد النّسخة القديمة من نفسي، رغم أنها كانت أغبى وأجهل، لكنني كنت سعيدًا معها"
تركها ورحل..بينما ظلت ترتجف هي بعدها لساعات حتي تشجعت أخيرا، ودفعها الرعب لمشاهده السي دي..
جلست علي فراشها تنتظر أن يبدأ لتري ما يريدها ان تراه، تهكمت عليه وهي تطمأن نفسها ان لا شيء بعد الان تخشي منه، لكن ما أن فتح السي دي، وظهر محتواه، شرعت بلطم خديها ، والندب والبكاء، وهي ترى نفسها بطلة أحدي افلام الاباحية…وعليها آلاف المشاهدات..
_ يامصيبتي..يا مصيبتي…انا انتهيت ..انتهيت..
جسدها يرتجف، عينيها تحجرت علي جدار الغرفه التي تفوح منها رائحة الرذيله والخمور غاليه الثمن كما تعتقد ، رائحة الفجور والفسق
الان علمت انها بثمن بخس تاجرت بنفسها، وبالأخص جسدها الذي سيواريه الثري ذات يوم..
عجيب امر بني ادم ينسي من اي اصل خُلق، ولاي مكان سينتهي به الامر، نحن منها، واليها من طين، والي ذات الطين سنرحل، زينة الدنيا تلهينا وتصور لنا ما قد يكون بداية لعنتنا
الشيطان هييء لها الرذيله مباحه، والخمر راحه من كل ما قد يعكر صفو الحياه
نست الأهل والاحباب، وسارت بطريق لعين يبدو وأنه ليس باخر المطاف..
انتفضت بذعر تدور حولها نفسها كمن جُنت..فجأة تهيأت لها صورة والدتها امامها
والدتها التي تركتها بكل خسه تلتقط انفاسها الاخيره علي يديها، وهربت، اي ماضي لعين صنعته لنفسها ، نظرات والدتها لها كانت نظرات اشبه بنظرات الخيبة الكبيرة
نظرة خذلان لوهله اخترقت قلبها لو تشعر حقا لادمته، تري هل حقا تشعر بها وهي تحت الثرى، ام انه خيالها المريض ام شيء آخر جاء لها من العوالم الخفية لينتقم منها..
انهارت ولأول مره منذ رحيلها تسيل دموعها، ليس ندما ولا حنين ليدين كانت تجيد احتوائها وقت الضعف
ان شعورها الآن أبعد ما يكون عن المشاعر الانسانيه التي طالما كفرت بها ولم تصدقها يوم، انها أقرب ما يكون للذعر وشيء من الخوف ..
وقفت فجأة تسأل نفسها بجديه..
ماذا بعد؟؟
فجأة صمت كل شيء حولها، واتسعت عيناها وصوت ضحكات نائل الساخره ترن بالغرفه ..
هتفت وكأنها لم تعي ما يدور حولها بعد؛
_ انت اكيد مش هتعمل فيا كده يا نايل..صح ..
ارتفعت مجددا ضحكاته عليها، غبيه هي وتستحق ما خططه لها من البداية، رخيصة مثلها لا تستحق الشفقه، ولم تخلق بعد من تتحداه، وتعصي أوامره
_ نايل..
_ لقد أخبرتك من البدايه، هنا تحت ظل مملكتي كل فعل له رد فعل، الجزاء من جنس العمل، ألم تتعلمي ذلك ياحلوتي في المدرسه..الم يعلموكي تعاليم الدين الإسلامي، أم أن ذلك العقل اللعين المملوء بالمكر والخداع نشأ علي الزيف ولم يتعلم شيء .
عادت خطوتين للخلف، الان يذكرها بدينها، الان يذكرها بمن جردها منه..
هل كانت تعيش الوهم، كذبه لعينه
أم مؤامره عليها..ولكن لما؟؟..ماذا فعلت له؟
تدور كمن جنت بالغرفه، عقلهاا مشتت، فقط ما استطاعت لفظه:
_ يعني ايه..تقصد ايه..انت ؟؟
لم تكمل نظرت له وهو يتقدم منها بريبه، حتي اقترب منها ومال بجزعه يحاول الوصول لرأسها الذي ابعدته للخلف بذعر ..
_ ما فهمتهِ تماماً..هذا هو عملك الجديد، ما تستحقه عاهره رخيصه مثلك
_ انت بتقول ايه..انا لا يمكن اعمل كده..انا..مش
الاعتراض أكثر ما يكرهه في حياته، لقد اعتاد الطاعه..ومن لم يطعه يلقي عقابه بلا شك..
جسدها ازداد ارتجافا من الخوف، كادت تقضي بحاجاتها علي ذاتها حينما تبدلت ملامحه لآخري شيطانيه لا تبشر بالخير..وكان لها كما توقعت..
فُتح باب الجحيم الاولي..وانتهت لحظات الجنة التي حلمت بدوام العيش بها على الأرض.
صفعه قويه تقسم انها استمعت لصوت كسر فكها بسببها..
لم تستطع الحديث بعدها، فقط سقطت أرضا تتلوي وكأنها تحارب الموت..
عيناه اشتعلت بالنصر، وهو يضحك بشماته..
وصوته يشق سكون المكان.. مردفاً بغضب وحرقة:
_ انها البداية ايها الاصدقاء الثلاث…سأجر احبائكم جميعا للوحل، حتي يصبحوا سبايا لامير الركش الاعظم..انتظروا لم ننتهي بعد..
صاح علي أحدهم فاتي مهرولا، وبكل برود ازاحها بقدمه
_ خذوها لأرض الجهاد..لقد انتهي تدريبها وانتهي الامر، اخبرهم أن يعدو العده لتباع بسوق السبايا غدا..
اتسعت عيناها، تريد الصراخ لكن بالنهاية انتهي الأمر..
أنه قضاء الرب، لأولئك الباغيين علي الأرض، القانطون علي حياتهم ومن غرتهم الحياه ومتاعها، ونسوا أن الله فوق كل شيء
عِقاب عادل من رب عادل لهؤلاء الذين لم يسلم من أذيتهم أحد على وجة الأرض، دعوة مظلوم، مكلوم بقيام الليل، أجابها رب العباد الذي لا يخفي عليه شيء..فلتتحمل !
********
لكنك لن تعرف أبدًا معنى أن يقاوم المرء رغبته حين تشدّه إلى مكان لم يعد مكانه.
_ سلوي انتي اتجننتي، سيبيني
لم تترك يده تحط علي وجه تلك البريئه رغم معاملتها الجافة لها الا أنها تعذرها تلتمس لها كل العذر، لقد استمعت بالصدفه لتلك الحكايه البائسه التي سردها عمران عليها..
بقلب موجوع علي فلذة كبدها شعرت بالشفقة عليها
انها تشبه ابنتها بالبراءة، لوهله شعرت وانها ابنتها، ورغم أنها لم تكترث لامرها من قبل فلم تستطع إقصاء تفكيرها عنها..
نظرة سلوي المعاتبه له جعلته يشعر بالخزي، لاول مره بحياته يتهور ويفلت زمام الأمر من يده علي احداهن..حتي راجيه وشقيقتها بجبروتهم لم يفعل ما قد يهينهن يوم..
حتي تلك التي تبدلت حياته من اجلها وما فعلته به قديما من اهانات، وسباب، حتى وقعت بعشقه لم يستطع القسوة عليها..
الان يفعل ومع احب الناس لقلبه ابنته
استدار ليواجه ابنته التي تنظر له بنظرة لم يتحملها..نظرة علم بها مدى خيبتها فيه..
هرول للخارج، ووقفت كلتاهما أمام بعضهن لثواني يتأملن بعضهن، كلتاهما بداخل صدورهن الف سؤال
نظرة العداء التي طلت من عين بيلا لم تؤثر بسلوي التي ابتسمت بتهكم علي حالهن..وجلست بهدوء علي الفراش
وهتفت بنبره خلت منها الحياه:
_ اقعدي يابيلا انا مش عدوتك ولا هكون، معلوماتي عنك انك ارق من كده، أو بالأصح اللي سمعته عنك من حكاوي عمران انك استحاله تكرهي وتصدري أحكام علي حد من غير ما تسمعي منه.
ضربتها بمقتل، أو ربما انها تجيد التلاعب ، لكن تلك النبره الفاقده للشغف اثارت فيها شعور الفضول
لقد علمت من ابراهيم بعض الاشياء عن حياتها، وارادت بشده من قبل لو تعرف حكايتها
شردت قليلا،
ولكن اعادتها سلوي للواقع ..وهي تنظر لها بشغف جعلها تشعر بأن تلك المراه تعاني اضطراباً ما..
_ تعرفي هي تقريبا قدك بالظبط؟
_ هي مين؟
_ بنتي..روح..
_ روح..انتي عندك بنت كبيره..
_ ايوه..
قالتها بكسره ، وجع لا يغفل عنه..
ودا لو تسألها ما بها ، لكنها كانت الاسرع، وهي تخبرها؛
_ بما أن مفيش غيرنا هنا، وشكلك مطوله معانا اوي ..ايه رأيك تسمعي حكايتي؟
كيف تفرض عرضها، وهي تشعر بأنها بأمس الحاجة لذلك، هذا الكم من التعب النابع من حنجرتها وصل لها حرفيا وكأنها هي ما تشعر به، كيف تغض النظر عن تلك الدموع التي تجمعت بعيونها
بل والأدهي كيف لم تنتبه لذلك الذبول بوجهها، وتلك الملابس السوداء التي تتلحف بها، كادت تجيبها، لكن سلوي هتفت بما اوجع قلب بيلا ودفعها لترك جمودها والتخلي عن ذلك البرود اللعين واحتضانها..
_ احكي..ارجوكي..
_ ماتت..بيقولوا ماتت..بس صدقيني قلبي حسسها انها لسه علي قيد الحيا..انا نفسي اشوفها، نفسي اقولها اني كان غصب عني، والله ما بايديا فارقتها..
*******
دثرها جيداً ووضع قبله حنونه علي رأسها، لمح تلك الدمعه التي سالت علي خدها فمد يده ومحاها بذات الحنو..
اليوم لم يكن بالسهل عليهم جميعاً، صدمه عودت الذاكره لها، وصدمه ماحدث لها، وموت محمد كفيلة بانتكاستها
خرج مجد بهدوء، يبحث عن سويلم الذي اندفع تجاهه
_ ايه اخبارها طمني؟
ابتسم مجد ساخراً وهو يقيمه من اعلي لاسفل بنظره زعزعت ثباته
_ مالك يا مجد، بتبصلي ليه كده؟
زفر مجد انفاسه ببطيء، واقترب من المقعد وبهدوء جلس عليه
عاود سويلم سؤاله تلك المره بارتياب..
_ مجد في ايه؟؟
_ قلقان عليها؟
نبره مجد المبهمه كانت كفيله بدب الرعب به
_ طبعا اختك، هي اختي يا مجد..
صمت مجد لثواني، واجابه بذات النبره
_ اطمن هي كويسه، مادام في حضن اخوها لازم تبقي كويسه ولا انت ايه رايك؟
_ طبعا ياصاحبي ربنا يخليك لها.
_تعرف يا سويلم اني حاولت كتير اتجاهلهم، اتعلم من عنجهيه واقسي، بس كان في شيء غريب جوايا بيحنلهم، عارف ايه؟
_ ايه يا صاحبي…
_ الدم..الدم يا سويلم..الدم للدم بيحن..مهما حصل وهيحصل اخواتي لحمي ودمي ..مش هعرف اغمض عيني واعدي واسيبهم..
ابتلع سويلم ريقه، وهتف سريعاً:
_ طبعا..معاك حق..
_ تعرف يا سويلم..انا ساعات بفكر في ايه؟
_ ايه..؟
_ أقولك..
********
«الوداعات الناقصة، تخلق إنسانًا يلوّح إلى الأبد»
حاول يزيد بكل الطرق الوصول لها، هاتفها مغلق وقلبه يؤلمه هكذا عليها بلا سبب
قبل قليل كان يتهكم علي حديث فارس لكنه كان يشعر المثل..
القي الهاتف بتأفف، واستدار يكمل ارتداء زيه العسكري..
اقترب منه فارس ووقف أمام خزانته المجاوره يرتدي ثيابه بتعب واضح..
_ انا مش عارف محكم دماغك ليه، انت تعبان يا بني
هكذا هتف يزيد به بحنق وغضب من عناده للرحيل معهم…ينفذ أمر القائد العسكري الذي استثناه حتي يكتمل شفاؤه لكنه لم يهتم
خصيصاً مع تلك الرساله التي وصلت له علي هاتفه..والتي لم تكن إلا من ذلك الملثم والذي اتضح أنه شقيقها شقيقها كما أخبره بنص الرساله..
( انسي أمر شقيقتي وكأنها لم تكن..اشكرك لاعتنائك بها، وما بعد ذلك باطلا..وانت خير من تعلم أن لا عقد لفاقد الذاكره وبالنهايه أيضا شقيقتي قاصرا..)
لم يكن ليصدق لولا تلك الصورة التي ارفقها مع الرساله، كانت له ولها وكان واضح له وجهها هي السعيد..وهي بأحضان شقيقها..تعبر له عن مدي سعادتها بعودته…
**لقد نسيته وكأنه لم يكن..أغلقت عينيها وغلفت القلب بأسوار من حديد، ألقت علي قلبه لعنتها ودعسته وكأنه مشهد عابر في أحدي الروايات ، أو ربما زاد وتفضلت عليه ليصبح فصلا كاملاً كتبته كاتبه تعاني من سوء المزاج .. بالبدء سطرته بالحب، وبالنهاية محته بكل تعنت وكبرياء..واللعنة..علي عقول النساء..
**"********
"إن رأيتني معك فكن معي، وإن رأيتني أتجاهلك فكن أيضًا معي فربما هنالك حزنٌ منك ولا علاج منه إلا بك"
عادت بذعر للخلف، تريد الفرار قبل أن يلمحها احدهم، لكن ولسوء حظها كانت أم السعد قد عادت لنسيانها أمر مهم ، واستمعت لصوتها العالي وهي تعنف ليليا..
لم تترك لها الفرصه لتهرب صرخت ام السعد حتي تجمع عمال القصر حولها..
والذي تكفل أحدهم بالاتصال بيزيد الذي لم يجيبهم..
وقفت ام السعد تولول علي باب غرفة المشفي التي نقلوها لها، تبكي وتتضرع الي الله، حتي اتي الجد مهرولا..يلتقط انفاسه بصعوبه..بعدما علم بالخبر
_ ايه اللي حصل فينها ليلي
هنا خرج الطبيب يزفر براحه
_ خبرني ياولدي..بنتنا كيف حالها
_ اهدي ياحج هي الحمدلله بخير..
هي نزفت كتير بس لان الجرح كان عميق فعلا، بس الحمدلله معملش إصابات داخليه..هتفضل معانا للصبح وتقدر تروح بعد كده
_ الحمدلله ياولدي.. الحمدلله
*******
الذي بيننا لا يُنسى إن أثره أكبر من أن أدفنه في صدري، ولا تفوح رائحته
_ انت مخبله ياك، تنزلي ايه ؟
بكت روح بحرقه أمام طبيبه المزرعه والتي تفاجأت بها ساجده ولم تكن إلا فريده التي أتت بزياره للمزرعه مع العائله..
_ ممكن بقي تفهميني في ايه يا ساجده، والمجنونه دي عاوزه تنزل الجنين ليه؟
وضعت فريده نظارتها الطبيه جانبا، وجلست بهدوء، تستمع لهن، وسرعان ما شردت بالماضي..وابتسمت
زفرت روح بهم، واردفت:
_ يادي النيله عليا، شوفولي حل هو دا وقت توهان يا دكتوره
عادت فريده من شرودها علي صوت روح المختنق نوعا ما، و تأففت هي الأخرى وأردفت بحنق..
_ ما قلنا قولي فريده ياست انتي ما انتي طلعتي مننا وفينا
_ بس انا معرفكوش
_ غشيمه بس يجي منها
هكذا هتفت احداهن من الخلف، وهي تمضغ قطع الخيار بتلذذ
_ بس عادي هتتعلم كلنا مرينا بذات الشيء
_ وانتي مين بقي انتي كمان
_ اقولك ياستي انا ابقي سلمي..اخت فريده الدكتورة دي.
_
*******
جلس الجد جوار فراش ابنة ابنه، حزينا علي ما آلت إليه الامور، ينتظر أن تفتح عيناها لتخبره حقيقة ما جري، لقد أمر ام السعد بالصمت أمام رفيع الذي كاد يقتل زوجته حينما شك بأمرها..
الهمود تزداد عليه، ولا يريد ظلم أحدهم…كان يريد حياه مثاليه لها، لكن يبدو أن الحياة لم تضحك للصغيره بعد..
أغمض عيناه قليلا، وفجاءه فتحها مذعورا، حينما دلف أحدهم كالاعصار ووقف امامه.
_ انت مين ياولدي..
_ مجد أحمد السباعي..
_ ايه…
وفي النهاية قد أدرتُ وجهي عنك، وأنا والله لم أُرد شيئًا في حياتي بقدرِ ما أردتُ البقاء معك
**********
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا