رواية أشواك الورد الفصل الثاني عشر 12بقلم رشا روميه (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
رواية أشواك الورد الفصل الثاني عشر 12بقلم رشا روميه (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
•• الفصل الثاني عشر ••
•• من النظرة الأولى ••
المطعم ...
دفع "يوسف" رفيقه بخفه ليتقدما نحو الطاوله التى يجلس عليها "عبد المقصود" بعدما أشار إليه بالإقتراب داعياً إياه بوجه مبتسم ...
ألقى "يوسف" التحيه عليهم وهو يرحب بـ"عبد المقصود" الذى تفاجئ بوجوده بهذا المطعم ...
يوسف: السلام عليكم ... أخبارك إيه يا أبو "محمد" ...
تغاضى "عبد المقصود" عن نعته بهذا الإسم فلا داعى الآن لإثقال الأمر على "ورد" أكثر من ذلك ليرحب بهذا الشاب الخلوق بحفاوة ...
ابو ورد: الحمد لله .. إنت عامل إيه يا "يوسف" يا إبنى ... تعالوا إتفضلوا نتغدى سوا أنا عازمكم ...
لم يشأ "يوسف" الإثقال على هذا الرجل الطيب ليرفض بشده عرضه السخى ...
يوسف: لا والله مش عايزين نزعج حضرتك ...
لكن "عبد المقصود" أصر وبشدة على مرافقتهم لهم ليردف بإصرار ...
ابو ورد: وده كلام برضه .. أقعد يا إبنى أقعد ... إتفضل إنت كمان ...
أشار "عبد المقصود" لـ"شريف" لمشاركتهم أيضاً ليومئ له "شريف" بإمتنان ...
شريف: شكراً يا فندم ..
أردف "عبد المقصود" معرفاً إياهم بـ"ورد" ...
ابو ورد: دى "ورد" بنتى .. أعرفك يا "ورد" ده "يوسف" ساكن فى آخر الشارع عندنا بس إنتوا عمركم ما شفتوا بعض قبل كده ..
للحظه كان يتركز إنتباه "يوسف" بـ"عبد المقصود " فقط لكنه حين إستمع إليه يقدم إبنته إليه إتجه بنظره نحوها راسماً إبتسامه رسميه للغايه ...
رفعت "ورد" رأسها بعدما تركت قائمه الطعام الخاصه بالمطعم من يدها واضعه إياها فوق الطاوله لترحب بـ"يوسف" ..
تلاقت عيناهما بنفس الوقت لتتلاشى تدريجياً تلك الإبتسامه الرسميه التى رسمها "يوسف" على ثغره ليشعر بإضطراب غريب تجاه تلك الفتاه جعله يطيل النظر بها على غير عادته مع جميع الفتيات ...
نظرت "ورد" لهذا الشاب مطولاً رغماً عنها وكأنها تعرفه ويعرفها منذ زمن بعيد ...
ألفه غريبه إجتاحتها تجاه هذا الشخص الغريب عنها جعلها تشعر بإضطراب لا داعى له ، إضطراب غير معتاد لكنه ممتع .. مبهج لقلبها الذى دق بقوة حتى أنها ظنت أنه يدق بصوت مسموع للجميع ...
وجدت نفسها تنجذب لمظهره الجذاب و القوه والفراسه التى تنبع من عينيه اللامعتين ...
بينما شعر "يوسف" بتوقف الوقت وخلو المكان إلا منهما بلحظه تلاقى لعيونهم فقط ...
سحرته بملائكيتها وبحور عينيها الزرقاء الصافيه ... شعر بأن روحه سحبت فجأه وكأنه يعرفها من قبل حق المعرفه ...
لم يستطع فهم ما هذا الشعور الغريب برؤيته لها ، حاول قطع تلك الحاله العجيبه التى إجتاحته بالتحدث لكنه أخفق تماماً وشعر بالتلعثم للحظه ...
أغمض عيناه لوهله ليخرج من هذا الإحساس الجارف المسيطر عليه فجأه ثم أردف بترحاب ..
يوسف : أهلاً .. وسهلاً ...
ضاعت كل كلماتها لحظه سماعه لكلماته البسيطه لتكتفى بإبتسامه هادئه وإيمائه لطيفه كرد لتحيته ...
جلس "يوسف" بهدوء إلى جوار "شريف" دون أن ينحى عيناه عن "ورد" .. لكنه تدارك نفسه ليعدل نظرته تجاه "عبد المقصود" وهو يكبح جماح قلبه المنفعل بالحديث معه ...
يوسف: أول مره أشوف حضرتك هنا يعنى ...؟!!
ابو ورد: لا قلنا بس نتغدى هنا .. و أهى صدفه جميله جمعتنا كلنا .. مش تعرفنى بالأستاذ ..!!!
أشار "عبد المقصود" نحو "شريف" الذى نسيه "يوسف" تماماً ، ليتنحنح بحرج شديد معتذراً بشده ...
يوسف : أه صح !!!! .. آسف .. ده "شريف" زميلى فى المكتب ... إحنا أصلنا بنتغدى هنا كل يوم .. ما هو زى ما حضرتك عارف الشركه قريبه أوى من هنا ...
ابو ورد: أنا كمان بحب المطعم ده جداً ... يلا إختاروا بقى تاكلوا إيه وميهمكوش ... إللى نفسكم فيه حجيبه كله عشان وردتى الحلوة النهارده ...
أنهى عبارته ناظراً نحو إبنته بحنان بالغ لتنكس "ورد" رأسها بخجل من طريقه حديث والدها عنها أمام هذان الشابان ..
ابو ورد: ها يا "ورد" ... تأكلى إيه ...؟؟
بدون أى تفكير طرأ بتفكيرها ما تشتهيه حقاً لتردف بتلقائية ...
ورد: كشرى ....
فغر "شريف" فاه ليردف مازحاً بإسلوبه الساخر المرح للغايه معقباً على إختيار "ورد" لذلك الطبق خصيصاً ...
شريف : لا إله إلا الله ... أنتى منهم ....؟!!!!
نظرت له "ورد" متعجبه فهى لا تفهم مقصده إطلاقاً خاصه وهى لا تعرفه جيداً بعد حتى يمزح معها ..
ضيقت بين حاجبيها بقوة مستفهمه ماذا يقصد بالضبط حين لحقها شريف بتوضيح على الفور ...
شريف: أسف معلش ... بس أصل معانا الأستاذ فقرى .. مبيطلبش إلا الكشرى لما معدتى باظت ...
أنهى عبارته مشيراً تجاه "يوسف" وهو يضع كفه خلف ظهره ، مما جعل أنظارهم جميعاً تتجه إليه ليردف "عبد المقصود" مندهشاً ...
ابو ورد: هو أنت كمان يا "يوسف" بتحب الكشرى ؟!!! .. دى "ورد" بتحبه جداً لدرجه إن كل ما نيجى نطلب أكل تقول عايزة كشرى ...
إبتسم "يوسف" لهذه المصادفه التى أسعدته للغايه دون أن يعلم ولم يسعد لتلك الصدفه الغريبه ...
يوسف : الصراحه يا أبو "محمد" أنا بحبه جداً وعندى إستعداد أكله كل يوم .. مش بزهق منه ...
إبتسمت "ورد" لتخفى إبتسامتها وهى تنظر للأسفل قليلاً بهدوء ...
ابو ورد: وأنت يا "شريف" عايز كشرى برضه ...؟؟
إنتفض "شريف" رافضاً بقوة وقد لاحت بوجهه علامات الإمتعاض المازح فهو لم يرتاح بعد من إصرار "يوسف" على تناوله يومياً ليهتف متصنعاً قله الحيله ...
شريف: لأ يا أبو "محمد" لأ !!! ... أنا تعبت ... عايز حاجه كده ترم البدن ...
ضحكوا جميعاً لخفه ظل "شريف" صاحب الجو المبهج ليطلب "عبد المقصود" الطعام للجميع ...
بعد تناول وجبتهم بهدوء تام إستأذن كل من "يوسف" و"شريف" فمازال لديهم عمل يقومان به ...
إتجه "عبد المقصود " بأنظاره تجاه غاليته متسائلاً ...
ابو ورد: مبسوطه حبيبتى ...؟؟!!
ورد: جداً يا بابا ....
ابو ورد: طب يلا بينا نروح ...
أسند "عبد المقصود" إبنته وصولاً إلى السياره أولاً للعودة بعد ذلك إلى البيت ...
____________________________________
شركه الأقصى ....
تحرك "يوسف" بآليه وذهن شارد وهو يتجه لمكتبه فى صمت ليثير صمته هذا فضول "شريف" فهو لم ينطق حرفاً منذ ترك "عبد المقصود" وإبنته بالمطعم ليهتف بصديقه مخرجاً إياه من تلك الحاله الهائمه التى سيطرت عليه ...
شريف: إيييييه .. إنت رحت فين ...؟!!!
إنتبه إليه "يوسف" ليفيق من شروده قائلاً ...
يوسف: هاه .. بتقول حاجه ...؟؟؟
إبتسم "شريف" إبتسامة جانبيه ذات مغزى بداخل نفسه قائلاً ...
شريف: بقول حاجات ... سرحان فى إيه ... ولااااااا ... أقولك أنا ...؟؟
يوسف: قصدك إيه ...؟؟
شريف: القمر المدغدغ إللى شفناه تحت ... إللى من ساعه ما شفتها و إنت مش على بعضك ..!!
هتف به "يوسف" بحده فقد شعر بالإرتباك الشديد ربما لكشف ما يفكر به حقاً وربما لظنه بشئ لم يحدث من الأساس ...
يوسف: "شريف" .. إتلم ...!!!!!!!
رفع "شريف" حاجباه كاشفاً ما يعتمل من إضطراب بداخل نفس صديقه ربما هو بنفسه لا يدرى سببه حتى الآن ...
شريف: متزعلش أوى كده .. إنت بس مش شايف إنت كنت بتبص لها إزاى .... ولا عامل إزاى دلوقتى ... عشان أقولك إن الحب بيجى خبط لازق كده من أول نظره مش بتصدقنى ...
تهدجت أنفاس "يوسف" رافضاً بالمرة ما يتفوه به صديقه فلا شئ يسمى بالحب من النظرة الأولى ، إنه وهم يظنه البعض ، العشق لابد وأن يتوغل بالعقل أولاً حتى يتملك القلب وليس العكس ...
يوسف: حب إيه وهبل إيه !!!!!! .. هو أنا أعرفها أصلاً ... متتخيلش حاجات لايمكن تحصل ...
شريف: يا سلام ..!! ... لايمكن ليه بقى....؟؟ وحشه ؟!!! .. أبداااا ...دى بدر منور .. دى ولا الــ...
ثارت نفسه وهو يعدد مزاياها أمامه ليهتف به بغضب حاد مقاطعاً إياه ...
يوسف: وبعدين معاك يا "شريف" ...!!!
شريف: الله ... وأنت زعلت ليه كده بس ؟!!! .. أنا بهزر معاك .. خلاص خلاص متزعلش حسكت خالص أهو ...
زاغت عينا "يوسف" قليلاً بعد حديث "شريف" الغير صحيح بالمرة ، فهو متأكد أنه ليس هناك شئ من هذا القبيل ليستطرد موضحاً ما يظنه بالفعل ولا شئ آخر مما يعتمل بعقل صديقه هذا ...
يوسف: الراجل ده بعزه زى أبويا بالضبط وليه أفضال عليا وعلى عيلتى وجميل فى رقبتى مش حقدر أوفيه ... ده بعد وفاة أبويا كان هو إللى متكفل بينا من غير ما يعرفنا ولا نعرفه ... عرف بحالنا من الجيران وإن أبويا كان على باب الله ولا ليه مرتب ولا معاش ...
زاد إعجاب "شريف" بهذا الرجل الوقور بالفعل ...
شريف: يااه ... ربنا يجازيه خير ..
يوسف: مش بس كده .. ده هو إللى إتوسط لى هنا فى الشركه عشان يعينونى بعد ما إتخرجت من الجامعه .. لأن المدير يعرفه كويس ...
شريف: ليه هو الراجل ده يبقى مين ...؟؟
يوسف: إسمه "عبد المقصود العالى" ...
بإندهاش شديد أبدى "شريف" إعجابه بتلك العائله العريقه ...
شريف: العالى ..العالى .. !!!! دى عيله كبيره أوى وغنيه أوى ...
يوسف: أيوة هم ...
إستطرد "شريف" غامزاً ما بين الجد والمزاح يعدد مزايا تلك الجميله أمام "يوسف" مرة أخرى ...
شريف: طيب إيه المشكله .. لما يبقى الراجل كويس أوى كده .... وعيله محترمه ..... وبنته ما شاء الله عليها مشفتش فى جمالها وشكلها هادى وخجول ... زيك كده .. زعلان ليه لما بقولك تحبها ..؟!!
زفر "يوسف" مستكملاً الإيضاح لصديقه ربما يفهمه هذه المرة ...
يوسف: أولاً .. أنا مش بعترف بالحب والنظره الأولى والكلام الفارغ بتاعك ده ... ثانياً الأسباب كتيــييييـر جداً ... تقف بينى وبين واحده زى دى ...
شعر "شريف" بأن هناك أسباب حقيقيه تدفعه لرفضه هذا ليتسائل بجديه ...
شريف: ليه ....؟؟ ...ممكن تفهمنى ...!!!
يوسف: البنت دى إتجوزت من أسبوعين .. و ..... إتطلقت تانى يوم ....
شريف مندهشا: إيه ....؟؟ ليه ....؟؟
يوسف: معرفش .. أبوها مقالش .. وده سبب كبير يخلينى مفكرش حتى فيها ..
شريف: عشان إتجوزت !!! ... ولا عشان إتطلقت بسرعه ...؟؟!!!
يوسف: الإتنين ... أنا عايز البنت إللى أختارها تكون أول واحده فى حياتى ... وأنا أول واحد فى حياتها ...
بتهكم واضح من تفكير "يوسف" المحدود أردف "شريف" ...
شريف: وهى لو إتطلقت عيبها إيه ...؟!!! .. ميبقاش تفكيرك راجعى ..!!!
يوسف: الموضوع ده جوايا مسأله تقبل .. مش حقدر أتقبل فكره إنها كانت مع غيرى قبلى ...
شريف: ده إنت مُعقد يا أخى ... وفيه أسباب تانيه ولا خلاص كده ..؟!!!
يوسف: إنها غنيه ... وأنا على قد حالى ... مينفعش أتجوز واحده فى مستوى أعلى منى ...
شريف: مش بقولك مُعقد .. بس بس .. أسكت بقى متعصبنيش بأفكارك دى !!!! ... حكمت على البنت إنها لو عدت تجربه فاشله تفضل عايشه فيها طول عمرها لأنها بقت معيوبه !!!! ... وحكمت على ظروفها الماديه إنها لا ينفع تحب وتتحب من واحد من طبقه أأقل شويه ..!!!!
يوسف : إنت مش فاهمنى !!!! ... أنا عايز واحده تفهمنى .... تفهم عيشتى وتكون هاديه .. واحدة زى دى أنا مقدرش أعيشها فى نفس المستوى إللى هى عايشه فيه ...!!!
ضرب "شريف" بكل أعذار "يوسف" عرض الحائط رافضاً تفكيره بالمجمل ...
شريف: الحب مبيعترفش بإللى إنت بتقول عليه ده ....!!!
يوسف: قلتلك كل حاجه بتيجى بالإختيار الصح والعقل والتفكير .. الجواز ملهوش دعوة بالحب ...
بنظرة ساخره تطلع "شريف" نحو صديقه قبل أن يردف بتحدى لما سوف يحدث ...
شريف: تفتكر ؟!! ... بكره نشوف ...!!
وأكمل فى نفسه ... " ده إنت وقعت وأنا شفتك ... مكنتش قادر تبعد عنيك عنها ... بكره نشوف مين إللى حيغير مين ... ؟!!! "
____________________________________
ورد ...
ويعود الورد لمنبته وتعود الحياه إليه ...
دلفت "ورد" لداخل بيتها تشعر بالأمان والراحه الذى إفتقدتهما بشده ...
جلست قليلاً برفقه والدها ملتزمه الصمت لبعض الوقت لتتخذ القرار بسؤالها لوالدها هذا السؤال الذى شغل تفكيرها منذ لقائها به لتردف بنبره مرتبكه خفق لها قلبها الصغير بقوة ...
ورد: بابا ... هو مين "يوسف" ده ...؟؟
ابو ورد: جارنا هنا أعرفه من زمان من سنين و هو صغير ... بشوفه كل يوم فى صلاة الفجر ..
مجرد ذكره بحرصه على الصلاة وخاصه صلاة الفجر التى لا يداومها منافق مطلقاً أطلقت دهشتها وإعجابها معاً فلم يعد هناك من يلتزم بذلك إلا نادراً ...
ورد : كل يوم ..!! .. بيصلى الفجر فى المسجد كل يوم ...؟!!
ابو ورد: أيوة يا بنتى .. راجل بجد .. شال مسؤوليه أمه وأخته بعد وفاة أبوه ... وإشتغل .. عزيز النفس بصراحه ...
زادت إعجاباً به وفخراً بما فعله منذ صغره لكنها تعجبت من عدم ذكر والدها عنه من قبل ...
ورد: بس أنت عمرك ما إتكلمت عنه ..؟!!!
ابو ورد: مجتش فرصه بس ... يلا إدخلى إنتى إرتاحى ... أنا خليت "نجاح" تنقل حاجتك فى الأوضه إللى تحت عشان رجلك .. عارف إن السلم حيبقى صعب عليكى ...
ورد: تسلملى يا أحن أب فى الدنيا ... أنا داخله أرتاح شويه ..
ابو ورد: وأنا كمان حاسس إنى تعبت من السواقه حطلع أنام شويه ...
مع شعوره بالإعياء الشديد وإزدياد الالم الملم به جعله منهك غير قادر على الوقوف لكنه أخفى ذلك عن غاليته ولم يشأ أن يسبب لها القلق ...
حاول أن يستريح قليلاً على فراشه بعدما تناول من تلك تلك الأقراص المسكنه التى وصفها له الطبيب ، معلقاً عيناه بتعب لينال قسطاً من النوم فربما يرتاح قليلاً ...
____________________________________
ورد...
دلقفت لغرفتها الجديده بالدور السفلى ومازالت متعجبه بإستراب من حالها بتفكيرها الزائد بهذا الشاب الغريب عنها وكأن بينهما ألفه غريبه دون أن تعرفه من قبل ...
والأكثر غرابه هو كيف تميل بهذا الشكل له بعدما تصورت أنه بعد ما حدث مع "حسام" إنها لن تستطيع مجرد التفكير بأحدهم مطلقاً ...
كانت تشعر بالسعاده فقط لمجرد رؤيته لمرة واحده .. إبتسمت بمفردها تتذكر نظراته لها وإبتسامته الساحره ..
لتحرك رأسها نفياً رافضه ما شعرت به لأول مرة ...
ورد: هو إيه ده ...؟؟!!! لا لا طبعا مينفعش .... أنا لسه طالعه من المستشفى بعد إللى عمله "حسام" معايا ... أكيد مينفعش أفكر فى حد بالصوره دى .. ما يمكن يطلع زيه وأنا أعرف منين هو أنا كنت أعرف "حسام" ... زى برضه ما أنا مش عارفه "يوسف" ده !!!! .. بلاش هبل ...كلهم زى بعض ...
تذكرت حديثها مع "سماح" تكراراً وتكراراً .. بأن ليس كل البشر مثل بعضهم البعض وربما تقابل شخص يحبها ويصونها وينسيها الماضى كله ..
ورد: معقول !!!! .. ممكن ده ؟!! ... لالا .. مش وقته الكلام ده خالص .. أنا أنام و أرتاح أحسن ....
إستلقت "ورد" محاوله النوم .. فيكفيها تفكير حتى الآن ويكفى أنها ببيتها وبعيداً عن "حسام" إلى الأبد ...
____________________________________
شقه يوسف ....
بصوتها العال وقبل أن تصل لغرفتها أردفت "دعاء" على عجاله ...
دعاء: ماما أنا خلاص عملت الأكل ... حدخل أنام شويه لحد ما ييجى "يوسف" ...
ام يوسف: طيب يا "دعاء" ...
أغلقت "دعاء" باب غرفتها وأطفات الأنوار تحاول النوم لبعض الوقت لتستعد للسهر الليله للمذاكره قليلا قبل الإختبارات ...
دق هاتفها برقم غريب لتنظر لشاشته بإستراب وهى تقلب شفتيها ثم أجابت هذا الإتصال بحرص شديد كما علمها "يوسف" ...
دعاء: السلام عليكم ..
مرزوق: وعليكم السلام ... "دعاء" ..!!
دعاء بتعجب: مين معايا ...؟؟؟
مرزوق: أنا "مرزوق" ...
إعتلتها مشاعر مزيج بين الدهشه والغضب لتهتف به بحده ..
دعاء : مين ....؟؟!!! إنت جبت رقمى منين وإزاى تتصل بيا كده ...؟؟
مرزوق: إهدى بس يا "دعاء" ... أنا جبت رقمك من "مريم" بالعافيه بس أنا كنت عايز أتكلم معاكى ضرورى ...
دعاء: لو سمحت أنا مبحبش كده ويا ريت متتصلش بيا تانى فاهم ...
أنهت "دعاء" المكالمه بغضب واضعه الهاتف إلى جانبها مره أخرى ...
حين عاد "مرزوق" بالإتصال مره تلو المره فقررت "دعاء" الرد لتوبخه بشده تلك المرة حتى لا يتجرأ ويتصل بها مرة أخرى ...
دعاء: لو سمحت قلت لك متتصلش بيا تانى أنا مش من النوع ده من البنات و"مريم" أنا حعرف أحاسبها كويس إنها إدتك رقمى ...
مرزوق: إسمعينى بس حقولك إيه وبعدها إللى إنتى عايزاه حعمله .. أنا بجد معجب بيكى وبأخلاقك جداً وخصوصاً رفضك للكلام معايا ومع أى حد وعجبتينى أوى لما رفضتى أنى أقعد جنبك فى الباص ونفسى أتعرف عليكى أكتر وتعرفينى أكتر عشان أول ما أخلص السنه دى أتقدم لك رسمى ... لأنى مينفعش أتقدم لك وأنا لسه بدرس ... أنا لا بتسلى ولا بلعب ولا عايز أضايقك بمكالمتى بس قلت دى طريقه كويسه نتكلم مع بعض ونتعرف على بعض من غير أى مشاكل ... يا ريت تفهمى قصدى صح ...
صمتت "دعاء" مستمعه لتبرير مرزوق لها وسبب محاولته الإتصال بها ... نعم جذبها هذا الشاب بطريقته وخفه دمه وصراحته معها ...
إحساسها بأن هناك من يحبها و يهتم بها وبالتحدث معها أمر أحبته ولطالما احتاجته جداً ..
لكنها كانت دوماً خائفه من كذب الشباب وخداعهم للفتيات مثلما تسمع عنهم وعن لعبهم بعقول الفتايات ...
لكنه لا يطلب شئ سوى التحدث عبر الهاتف فقط ليعرفوا بعضهم البعض ...
ماذا سيحدث لو أعطته هذه الفرصه .. وأعطت نفسها فرصه لخوض هذه التجربه ...
دعاء: والمطلوب منى .... ؟؟
مرزوق: ولا حاجه بس نتكلم سوا وتردى عليا لما أتصل بيكى .. لحد ما أنتى تحبى تتصلى بيا ...
دعاء: بس ...!!
مرزوق: لا بس ولا حاجه لو فى يوم ضايقتك لأى سبب أنا مش حتصل تانى أو أفرض نفسى عليكى .. تمام ..
دعاء: تمام ....
سعد "مرزوق" بإستجابه "دعاء" له وبدأ بالحديث معها عن نفسه وعائلته وهى أيضاً تحدثت عن "يوسف" أخيها ووالدتها ووالدها الراحل كبدايه تعارف ثم أنهت المكالمه محاوله النوم الذى جافاها ...
فقد إنشغل ذهنها بـ"مرزوق" وحديثه اللبق عن عائلته الثريه ووضعهم المالى الجيد الذى سيتيح له خطبتها بعد إنتهاء دراسته هذا العام دون أى مشاكل تعترضه سواء فى الإمكانيات الماديه أو موافقه والديه ..كما أن فرصته للعمل بعد دراسته مضمونه جداً ....
____________________________________
يوسف...
عاد "يوسف" فى المساء إلى المنزل .. وبعد تناوله للطعام مع أمه وأخته فى صمت من جميع الأطراف إستأذن "يوسف" للذهاب إلى غرفته ...
تطرق لذهنه حديث "شريف" اليوم ليهمس متهكماً ...
يوسف: قال حب من أول نظره قال .... هو فيه كده غير فى الحواديت والأفلام ...
لاحت "ورد" الناعمه بعينيها الصافيتان كأنه محلق فى سمائهما ...
إبتسامتها الخجوله ورقتها الحالمه وكأنها من الأميرات بالقصص الخياليه ...
تسائل بداخله ترى ما سبب تلك الجبيرة التى وضعت بقدمها وهذا الجرح الغائر بوجهها ...
يوسف: شكلها عملت حادثه ولا حاجه ... بس ليه إتطلقت تانى يوم فرحها ... ليه ....؟؟
نهر نفسه عن تفكيره به قائلاً ...
( .... أنا بفكر فى إيه بس ... مينفعش أفكر فيها ... مش حتناسبنى أبداً .. لا ... مش حرتاح وأنا عارف أنى مش أول واحد فى حياتها ...)
ليعود موبخاً نفسه مرة أخرى ...
( ... هو أنا مالى شاغل نفسى بيها ليه ... ده أنا يا دوب شفتها النهارده ... أنا معرفش عنها أى حاجه ...)
نفض "يوسف" "ورد" عن أفكاره فإنشغاله بها غير صحيح من كل الجوانب .. وعليه التركيز فى سفره الأسبوع القادم إلى إيطاليا فعمله ومستقبله أهم ...
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا