القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية رحماكِ الفصل الأول 1بقلم اسما السيد( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)

 رواية رحماكِ الفصل الأول 1بقلم اسما السيد( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)




رواية رحماكِ الفصل الأول 1بقلم اسما السيد( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)



انتي ياهانم... 

انتي لسه نايمه... لدلوقت.. قومي ولا مستنيه لما أمي تعمل كل حاجه... 

التفت... له... بقله حيله وانتشلت يدها بهدوء من تحت رأس طفلها النائم بأحضانها أخيرا بعد بكاء طال لساعات.. 

استقامت بضعف.. قائله له بهدوء.. 

في ايه بس ياأحمد الساعه لسه خمسه ونص.. 

سيبني شويه بس وبعدين هنزل.. الولاد لسه نايمين.. 

نظر لها بتلك النظره المشمئزه التي ينظر لها بها منذ ولدت طفلتها سيليا.. 

لقد ازداد وزنها قليلا قليلا فقط ولكنه يقرف منها ومن منظرها... كما يخبرها دائما... 

حتي وجودها بجانبه ليلا لم يعد يطيقه أبدا انكشعت الغمه من علي عينيها وفهمت أنه لم يكن يريدها يوما وأن زواجه منها كان لينساها هي.. 

حبيبته التي عادت لتستعيده وباستماته... 

رفعت رأسها له تستجدي منه الرأفه..

تبحث بين خبايا عينيه تسأل نفسها..

ياقلب زوجي أين ذهبت تلك الرحمه...؟


انتفضت علي صوته.. 

يخبرها.. بتوتر من نظره عينيها التي ترمقه بها..

...اخلصي وقومي..

ردت بصوت مختنق..من كبت دموعها..

حاضر ياأحمد..حاضر..

رفع نظره ينظر باتجاهها وهي ترتدي ثيابها لبدء رحله عذابها اليومي.....تفتح باب خزانتها بيد مرتعشه  من شده التعب...

لم تأخذ وقتا بانتقاء ما سترتديه هي لا تملك غيرهم أساسا كما تخبرها والدته..

خرق باليه..لم ولن تليق بابنها وعائلته الثريه..

نعم هي تلك الفقيره الغنيه التي انتشلوها من عالمها الوردي ونزعوها دراستها التي تعشق..

واصدقائها التي لا تملك مؤنس غيرهم..

وأهلها التي يمنعوها عنهم ولا تزورهم الا في نوبات غضبها والتي لا تستمر أكثر من ساعتين...

ويعيدوها بيديهم..

ارتدت عباءتها البيتيه لتبدأ يومها..

رجعت بنظرها لاطفالها النائمون بسلام أخيرا..

فوجدته ينظر لها بنظره لا تعرف ماهيتها..نظره لامباليه ام شفقه لحالها..ولكنها تجاهلتها كما تجاهلت العديد من امور حياتها..

ورفعت صوتها تحدثه..بتوتر من رده التي تتوقعه..

طب ممكن بس تخلي بالك من سليم وسيليا علي مايصحوا...بلاش أنزلهم معايا دلوقت الجو برد وهيتعبو..

رد برده التي تعلمه..جيدا...

أحمد بلامبالاه..وانتي لزمتك ايه اومال انا متجوزك ليه..خدي عيالك معاكي نيميهم تحت مش عايز صداع...وباستهزاء اكمل..وبعدين مايتعبو ياست الدكتوره اومال ايه ست سنين طب اللي ختيهم..وعشانهم عاملالنا فيها دكتوره...

وضعت يديها علي اذنها تكتمها حتي لا تسمعه فتذكرها بخيبتها وضياع حلمها ووأده بمكانه...لا تريده ليذكرها وهل نست ليذكروها كل دقيقه...

اقتربت مسرعه غير عابئه لنظرته التي تحولت من السخريه الي أخري لا تعلمها وهو يراها تحمل اطفالها الصغار كل علي ذراع.....ودموعها غلبتها لتغرق وجهها..بقهر...

وصلت للطابق الارضي بهم أخيرا...وجدته موصدا مازالو نائمون...نظرت لصغارها  النائمون بمراره ولم تجد غير قدمها لتدق به الباب..

انفتح الباب بغل..وصراخ...

انتي ياغبيه في حد يصحي حد دلوقت نزله من دلوقت ليه....

صراخها ايقظ النائمون علي ذراعيها..فاستيقظوا صارخون من صياح عمتهم العالي..

فريده...بحزن معلش ياأمل مكنتش أعرف انكو نايمين اخوكي اللي صمم انزل دلوقت..

أمل بصراخ..ماطبعا تلاقيه قرف منك ومن منظرك العكر دا..حاجه تقرف كل يوم عالموال دا..

اندفع أخيها عابد باتجاه الصوت بلهفه..

في ايه بتشخطي كدا ليه قلتلك ميت مره متعليش صوتك علي مرات اخوكي..

وقعت عينه علي فريده الواقفه تخبئ عينيها الباكيه بحضن ابنها الباكي..

نظر لاخته بتوعد واقترب حاملا سيليا من بين يديها...

قائلا بحزن..معلش يافريده حقك عليا...هاتي سليم معايا انا هنيمهم جنبي..

ابتسمت بحزن تعلم أنه احن عليهم من والدهم نفسه..واعطتهم له بهدوء وتسللت للمطبخ لتمارس عاداتها اليوميه تمني نفسها أن غدا اجمل..تكتم آهاتها  بداخلها تنفذ وصايا والدتها....اتحملي ومسيرها تتعدل..الست ملهاش غير بيت جوزها...

back..

جففت يدها واقتربت حامله طفلها النائم بوجهه متسخ من شده البكاء والتعب...

تقبله بحزن...هامسه بأذنه...أسفه يا حبيبي معرفتش أختارلك اب صالح..مكنش بايدي..والله ماكان بايدي..

التفت لطفلتها التي تمسك بقدمها..ونزلت بصعوبه لتحملها هي الاخري..

لقد أنهت الغذاء أخيرا.....

وضعتهم علي سرير عمهم عابد فهو الوحيد الذي يسمح لها باستعمال غرفته الجميع يعاملوها كأنها حشره معديه لا يصح لها أن تستعمل حاجياتهم..

وأه لو يعلمو...

وضعتهم واستندت أخيرا علي جانبها منذ الصباح..

دقائق...واندفعت حماتها صارخه بها...

قومي انتي هتنامي يالا الرجاله جم عاوزين يتغدو ولا مستنياني انا اللي أحط الاكل....

قامت من مكانها بصمت تنفذ بآليه..

انتهت واقترب الجميع من المائده لتناول الطعام....

سليم الاب...يالا يافريده يابنتي تعالي عشان تتغدي معانا...

اندفعت حماتها.. بقرف..لا غيري هدومك الاول لو عاوزه تقعدي معانا عالسفره..هتوسخي الكرسي..

علت الصدمه  وجوههم وانتظرت ان يخلف ظنها ويرد عنها..ولكنه كالعاده ينظر لها بخجل من منظرها ويصمت...

وحده عابد كعادته من اندفع مدافعا عنها..

عابد بحده..ايه اللي بتقوليه دا..مالها هدومها مش شايف فيها حاجه عشان تغيرها..تعالي ياام سليم اقعدي..

نظرت له بامتنان وشكرته بهدوء..

قائله.شكرا ياعابد أنا سبقتكو بالهنا والشفا عن اذنكو..

سليم الجد..ليه كدا يام احمد من امتا وانتي كدا..استغفر الله العظيم..

دي البنت من صباحيه ربنا واقفه علي حيلها...

انتبهو لجرس المنزل فاندفعت والدته...

قائله..أكيد دي روان اصلي عزمتها عالغدا..

ارتعشت يده من ذكر اسمها حبيبته ابنه صديقه والدته  التي رفضت الزواج منه لانه لم يكمل دراسته وتزوجت بغيره

.... وتزوج بفريده عندا بها ولكي يخبرها ان غيرها وبمكانه أعلي ارتضت به.. 

فريده التي تفوقها جمالا وعلما... ولكنه كما جرت العاده... الانسان يبحث دائما عما يرفضه..لقد تطلقت بعدما تزوج  بسته اشهر وعادت حره من جديد ومن يومها عاد الامل لقلبه من جديد...وهي من أعادته

رفع راسه باتجاهها بعدما...ألقت السلام عليهم..

ورمقته بتلك النظره التي يفهمها جيدا نظره تخبره بها أنها حره وله..

صاحت والدته..

فريده..انتي يابت..

أتت فريده بهدوء كعادتها  بعدما استمعت لترحيبهم بها وبيدها ما تريده قبل أن تطلبه طبقا لها.  بعدما رمقت روان بنظره سخريه...ولا مبالاه..

فريده..اتفضلي ياماما...

رفعت نظرها له وجدته ينظر لها بنظره خجل..

اندفعت للداخل بغصه بحلقها...

وهل هناك أوجع علي المرأه من أن تعلم أن زوجها عاشقا لاخري..

اهناك أوجع وأصعب من أن يقترن اسمك بأخر يسخر منك ويقلل منها..

يعيب بفقرك ويهينك به...

يقتل روحك ويعنفك..

فيجعلك تنسي روحك ونفسك..وتدفنها بخجل وضعف من قله حيلتك..

أهناك أصعب من ان ترتضي بالذل والمهان من اجل قطعه منك...

هذا حالها...

هذه حياتها..

تنهدت بتعب وعيناها تغيم من شده الارهاق والتعب وغصبا عنها شعرت بالجوع لم تذق الطعام منذ هبطت..للاسفل..

وضعت بضع معالق من الطعام  المتبقي ولم تجد مكانا تجلس به بالمطبخ...

فتنهدت  بحزن وجلست أرضا...

ـــــــــــــــــــــــــــــ

كان اندفع واقفا بعدما جلست روان غير راضيا عما يحدث يعلم تماما ماتريده والدته لتكسر انف تلك الجميله الهادئه.. 

ليتها كانت زوجته لحارب الدنيا من أجلها..ولكنها الدنيا لا تريح احدا...تعطي لغيرك ما تتمناه انت فتقف متعجبا من غيرك التي لا يقدر قيمه مايملكه..

ولكنها اقدارنا وهل نغيرها..

روان بسخريه..ايه ياعابد انا جيت قومتك ولا ايه..

عابد بسخريه..ابدا شبعت عن اذنكو..

اندفع للداخل باحثا بعينيه عنها...

وجدها تجلس ارضا تبتلع طعامها بغصه وبجانبها ابنتها تطعمها بيدها بهدوء..

رفعت راسها فوجدته هو فنظرت له بخجل وحزن..

اقترب منها يمنع حرجها...قائلا بابتسامه...

تصدقي الاكل عالارض أحسن..اناكمان هاكل معاكو...

فريده باستغراب..مكلتش معاهم ليه...

عابد...بصراحه نفسي انسدت بس لما لقيتكو قعدين كدا انفتحت تاني....

فريده..بابتسامه طيب هحطلك طبق... بس معلش بقي الاكل اللي هنا مش شكل اللي برا 

و مش مقامك الارض..

ضحك قائلا..يابنتي احنا طول عمرنا ناكل عالارض..

مبدأناش ناكل عالسفره الا من قريب...

تنهد وهو يجلس بجانب سيليا الصغيره...

لما انتقلنا. 

هنا بعد ما ربنا وسعها علينا فالتجاره ماما اللي اصرت ان احنا نعمل اوضه للسفره وناكل عليها زي ولاد البشوات بس احنا اساسا عمرنا مااكلنا عليها...

اومات بهدوء وهي تعطيه طبقه... متذكره تلك المثل التي تقوله والدتها دوما..وينطبق علي حماتها..

(شبعه بعد جوعه)

مد يده وأخذه منها...وتناولو طعامهم مع تبادل الحديث بينهم...

استمع لتمتمه كلمات من الداخل وهو يتناول طعامه...

تحت نظراتها اللعوب..

فباغتته أخته ببرود..غامزه لصديقتها روان

متستغربش دي تلاقي اسمها ايه اللي انت جبتهالنا دي بتتكلم

هي وعابد بصراحه عابد أخويا دا نفسه حلوه مش عارفه بيجيله نفس ازاي يتكلم معاها..بمنظرها دا....

ارتعشت يده...ونظر لها بتوتر...فأكملت بوقاحه...

والله انت ليك الجنه ياأحمد انا عارفه بتنام جمبك كدا ازاي.. ولا انت نفسك بتجيها ازاي..

صراخ والدها من اسكتها..أااااامل...اخرسي...

مش هسمحلك..

ايه قله الحيا دي.. 

اللي بتتريقي عليها دي 

لولا تحكمات اخوكي اللي ملهاش لازمه

كان زمانها دكتوره محدش زيها.. وكانت وصلت لمكانه عمرك ماكنتي تحلمي توصليلها... 

اول وأخر مره اسمعك بتكلمي عنها كدا...فاهمه..

ابتلعت ريقها بخوف فوالدها كأخيها عابد لا يسمح لها ابدا باهانتها..

لاتعلم ماذا فعلت بهم اهو سحر ام ماذا..؟

رفع والدها نظره لاخيها الجالس باحراج ناظرا له بخيبه..وغيظ..من ضعفه وخجله من زوجته..لكم من المرات نصحه ولكن لا حياه لمن تنادي..

نظره والده له كشفته امام نفسه..فحمدالله وقام من مكانه...

سمع صوت ضحكاتها التي تناساه منذ شهور فاقترب بهدوء من باب المطبخ وجدها تجلس بأريحيه مع اخيه يتجاذبا أطراف الحديث بسلاسه يتناولون طعامهم علي ارضيه المطبخ..

جميله هي كما رأها اول مره...ليس بها غلطه حتي وزنها الذي ازداد وما يعايرها به مازادها الا جمالا...

لقد وصل أخيه معها لمرحله من الالفه لم يصل له هو بحياته معها...

لقد اجبرها علي ترك كل شئ تحبه..لم تؤثر به توسلاتها ولا دموعها الحزينه..لم يشفق قلبه لها يوما..

ألانها بسيطه من عائلة فقيره كما يخبره والده

يتجبر عليها..

لمح ابنته بحضن اخيه تناديه بابا 

انه حتي لايذكر انه حملها يوما هكذا...زوجته وأبنائه..لم يعلم من الاساس انها بدأت بالكلام وتنادي أخيه بابا...

هل بالفعل لا يستحقها كما يخبره والده واخيه...

لما دائما لا يري غير انه يريد قهرها وذلها

هو لا يكرهها لقد احبها وارتاح معها...من أول مره جلس بها معها..

ولكنه لا يعلم ما يحدث له...يسخرون من ملبسها وهيئتها...وهل هو اشتري لها يوما ثيابا لتصبح اجمل..هل يعطيها اموالا من الاساس..

كما يخبره اخيه..

هل يجعلها تري الخارج.....هو يخجل منها وفقط..

رفعت نظرها فوجدته ينظر لها بصمت مريب..

فخافت غصب عنها وارتعشت متذكره ما حذرها منه مجالسه اخيه والشكوي وهل تشتكي..

لم ولن تشتكي يوما...

ارتعشت يدها ووقعت منها الملعقه..بخوف..

خوفا من ان يمد يده عليها كما فعل مسبقا..

لاحظ عابد فعلتها..فاستدار ناظرا لما تنظر له وجده أخيه..

همت بان تستقيم فسحبها عابد بعنف لتجلس مكانها..قائلا...اقعدي يافريده كملي اكلك..رامقا اخيه بنظره استحقار وخجل منه ومن رجولته المنعدمه..

فريده بتوتر..شبعت الحمدلله هعملكو الشاي...

تنهد وهو يستقيم حاملا سيليا قائلا...

خلاص يافريده انا كمان شبعت..شكرا..متعمليش حسابي معاكي..

هاخد سيليا أنيمها معايا..ابقي اطلعي انتي لما الولاد تصحي هبقي اطلعهم لك..

رمق اخيه بغيظ ورحل باتجاه غرفته..

اقترب منها بهدوء ناظرا ليدها التي ارتعشت واوقعت   الاطباق..من شده الخوف..

رفعت نظرها له مبرره بتلعثم..

والله ياأحمد هو اللي قعد معايا

انا كنت قاعده في المطبخ بتغدا لوحدي والله..

أحمد بهدوء..ششش اسكتي..خلاص..

مد يده يمسك يدها المرتعشه...

فازدادت رعشتها 

لمح جرح يدها التي سببه لها يوما من ضربه لها باحدي الجوانب..

فأغمض عينيه بخجل من نفسه..لما اوصلها له...

ترك يدها التي لم يستطع بيده طمأنت رعشتها فوقعت عينه علي ماكانت تاكله بضع من الارز المحروق وفقط...

استدار لها فلمح جلبابها  المتسخ من الجوانب..

المهترئ من كثره الغسيل...

فصرخ بها غصبا عنه رؤيتها هكذا تعريه هو أمام نفسه..

لم ينقصه أموال لتكون زوجته بهكذا منظر..

..اطلعي علي فوق مش عاوز اشوفك قدامي..

فريده...بس لسه هغسل مواعين الغدا وألمه ياأحمد.

وهعملكو الشاي..

صرخ مجددا..قلت اطلعي..

دخلت والدته له..تخبره بحده..تطلع فين وتسيب المطبخ يضرب يقلب كدا ومين يلم السفره..

اطلع انت ياحبيبي اقعد مع روان وامل ميصحش تسيبها لوحدها 

وهي تخلص شغلها وتغور تطلع مش عاوزينها...

نظر لها فوجد عينيها غامت بدموع القهر...

والتفتت مسرعه تعد الشاي فاندفع للخارج ومنه للاعلي..غير عابئا بنداء أخته..

انتهت اخيرا..وصعدت للاعلي...دخلت للغرفه فوجدته نائما واضعا يده علي عينيه...

ذلك الرجل زوجها..

غامت عيناها بذكري حلمها الوردي..رجل آخر بمكان آخر...

كان حلمها الوحيد وخذلها كما خذلته هو حبيبته 

لقد تزوجها لينسي بها من رفضته..

وتزوجته جبرا آمله أن تنساه  وليتها نسته...

رجعت للخلف بهدوء...مكانها ليس هنا...لن تزعجه  بالاساس لا يرحب بها بجانبه مكانها كما يخبرها بالارض..

ذهبت لغرفه أبنائها...

واعتلت الفراش متقوقعه علي نفسها تحتضن جسدها المتعب كطفله صغيره.. غير عابئه بملابسها المبتله المتسخه..ظهرها يؤلمها لن تستطيع بتعبها النوم عالارض..

رفع يده من علي عينه بعدما خرجت بهدوء كما دخلت...

استقام باحثا عنها..

فوجدها متقوقعه علي نفسها علي سرير الاطفال..

بملابسها تلك...

تنهد مقتربا منها الي أن وقف قبالتها...لاحظ دموع عينيها التي تنزل بهدوء كهدوء صاحبتها

لما يرتضي بها..ماذا ينقصها هي وهو يعلم ان زوجته كانت حلما لجميع شباب قريتهم ومن يراها..

لقد فاز بها هو..اذن لما لا يرضي ويرضيها لما يعنفها هكذا...

ماذا ينقصها لتستحق معاملته تلك..

يده امتدت لا اراديا تمسحها فانتفضت ناظره له بخوف بعينيها النجلاوتين التي اوقعته بهما يوما..

فريده...وهي تمسح دموعها بخوف..ايه في حاجه..

أحمد..بغصه..لا مفيش بس..

فريده بخوف من أن يعنفها لنومها علي الفراش بمنظرها هذا...

لملمت ثيابها واستقامت مسرعه..تخبره بأنها أسفه..

أسفه معلش مخدتش بالي..

اخر مره أنا بس كنت تعبانه ونمت بس افرد ظهري..

والتفت بغصه..تخبره..اللي زي مكانه في الارض عارفه... 

عن اذنك..

لما لم تنسي...لما مازالت تتذكر...لقد قالها بلحظه غضب...

لما..ولما....

ضرب بيده علي الحائط...

شاردا  بتلك الليله..وماحدث بها...


انتي ياهانم... 

انتي لسه نايمه... لدلوقت.. قومي ولا مستنيه لما أمي تعمل كل حاجه... 

التفت... له... بقله حيله وانتشلت يدها بهدوء من تحت رأس طفلها النائم بأحضانها أخيرا بعد بكاء طال لساعات.. 

استقامت بضعف.. قائله له بهدوء.. 

في ايه بس ياأحمد الساعه لسه خمسه ونص.. 

سيبني شويه بس وبعدين هنزل.. الولاد لسه نايمين.. 

نظر لها بتلك النظره المشمئزه التي ينظر لها بها منذ ولدت طفلتها سيليا.. 

لقد ازداد وزنها قليلا قليلا فقط ولكنه يقرف منها ومن منظرها... كما يخبرها دائما... 

حتي وجودها بجانبه ليلا لم يعد يطيقه أبدا انكشعت الغمه من علي عينيها وفهمت أنه لم يكن يريدها يوما وأن زواجه منها كان لينساها هي.. 

حبيبته التي عادت لتستعيده وباستماته... 

رفعت رأسها له تستجدي منه الرأفه..

تبحث بين خبايا عينيه تسأل نفسها..

ياقلب زوجي أين ذهبت تلك الرحمه...؟


انتفضت علي صوته.. 

يخبرها.. بتوتر من نظره عينيها التي ترمقه بها..

...اخلصي وقومي..

ردت بصوت مختنق..من كبت دموعها..

حاضر ياأحمد..حاضر..

رفع نظره ينظر باتجاهها وهي ترتدي ثيابها لبدء رحله عذابها اليومي.....تفتح باب خزانتها بيد مرتعشه  من شده التعب...

لم تأخذ وقتا بانتقاء ما سترتديه هي لا تملك غيرهم أساسا كما تخبرها والدته..

خرق باليه..لم ولن تليق بابنها وعائلته الثريه..

نعم هي تلك الفقيره الغنيه التي انتشلوها من عالمها الوردي ونزعوها دراستها التي تعشق..

واصدقائها التي لا تملك مؤنس غيرهم..

وأهلها التي يمنعوها عنهم ولا تزورهم الا في نوبات غضبها والتي لا تستمر أكثر من ساعتين...

ويعيدوها بيديهم..

ارتدت عباءتها البيتيه لتبدأ يومها..

رجعت بنظرها لاطفالها النائمون بسلام أخيرا..

فوجدته ينظر لها بنظره لا تعرف ماهيتها..نظره لامباليه ام شفقه لحالها..ولكنها تجاهلتها كما تجاهلت العديد من امور حياتها..

ورفعت صوتها تحدثه..بتوتر من رده التي تتوقعه..

طب ممكن بس تخلي بالك من سليم وسيليا علي مايصحوا...بلاش أنزلهم معايا دلوقت الجو برد وهيتعبو..

رد برده التي تعلمه..جيدا...

أحمد بلامبالاه..وانتي لزمتك ايه اومال انا متجوزك ليه..خدي عيالك معاكي نيميهم تحت مش عايز صداع...وباستهزاء اكمل..وبعدين مايتعبو ياست الدكتوره اومال ايه ست سنين طب اللي ختيهم..وعشانهم عاملالنا فيها دكتوره...

وضعت يديها علي اذنها تكتمها حتي لا تسمعه فتذكرها بخيبتها وضياع حلمها ووأده بمكانه...لا تريده ليذكرها وهل نست ليذكروها كل دقيقه...

اقتربت مسرعه غير عابئه لنظرته التي تحولت من السخريه الي أخري لا تعلمها وهو يراها تحمل اطفالها الصغار كل علي ذراع.....ودموعها غلبتها لتغرق وجهها..بقهر...

وصلت للطابق الارضي بهم أخيرا...وجدته موصدا مازالو نائمون...نظرت لصغارها  النائمون بمراره ولم تجد غير قدمها لتدق به الباب..

انفتح الباب بغل..وصراخ...

انتي ياغبيه في حد يصحي حد دلوقت نزله من دلوقت ليه....

صراخها ايقظ النائمون علي ذراعيها..فاستيقظوا صارخون من صياح عمتهم العالي..

فريده...بحزن معلش ياأمل مكنتش أعرف انكو نايمين اخوكي اللي صمم انزل دلوقت..

أمل بصراخ..ماطبعا تلاقيه قرف منك ومن منظرك العكر دا..حاجه تقرف كل يوم عالموال دا..

اندفع أخيها عابد باتجاه الصوت بلهفه..

في ايه بتشخطي كدا ليه قلتلك ميت مره متعليش صوتك علي مرات اخوكي..

وقعت عينه علي فريده الواقفه تخبئ عينيها الباكيه بحضن ابنها الباكي..

نظر لاخته بتوعد واقترب حاملا سيليا من بين يديها...

قائلا بحزن..معلش يافريده حقك عليا...هاتي سليم معايا انا هنيمهم جنبي..

ابتسمت بحزن تعلم أنه احن عليهم من والدهم نفسه..واعطتهم له بهدوء وتسللت للمطبخ لتمارس عاداتها اليوميه تمني نفسها أن غدا اجمل..تكتم آهاتها  بداخلها تنفذ وصايا والدتها....اتحملي ومسيرها تتعدل..الست ملهاش غير بيت جوزها...

back..

جففت يدها واقتربت حامله طفلها النائم بوجهه متسخ من شده البكاء والتعب...

تقبله بحزن...هامسه بأذنه...أسفه يا حبيبي معرفتش أختارلك اب صالح..مكنش بايدي..والله ماكان بايدي..

التفت لطفلتها التي تمسك بقدمها..ونزلت بصعوبه لتحملها هي الاخري..

لقد أنهت الغذاء أخيرا.....

وضعتهم علي سرير عمهم عابد فهو الوحيد الذي يسمح لها باستعمال غرفته الجميع يعاملوها كأنها حشره معديه لا يصح لها أن تستعمل حاجياتهم..

وأه لو يعلمو...

وضعتهم واستندت أخيرا علي جانبها منذ الصباح..

دقائق...واندفعت حماتها صارخه بها...

قومي انتي هتنامي يالا الرجاله جم عاوزين يتغدو ولا مستنياني انا اللي أحط الاكل....

قامت من مكانها بصمت تنفذ بآليه..

انتهت واقترب الجميع من المائده لتناول الطعام....

سليم الاب...يالا يافريده يابنتي تعالي عشان تتغدي معانا...

اندفعت حماتها.. بقرف..لا غيري هدومك الاول لو عاوزه تقعدي معانا عالسفره..هتوسخي الكرسي..

علت الصدمه  وجوههم وانتظرت ان يخلف ظنها ويرد عنها..ولكنه كالعاده ينظر لها بخجل من منظرها ويصمت...

وحده عابد كعادته من اندفع مدافعا عنها..

عابد بحده..ايه اللي بتقوليه دا..مالها هدومها مش شايف فيها حاجه عشان تغيرها..تعالي ياام سليم اقعدي..

نظرت له بامتنان وشكرته بهدوء..

قائله.شكرا ياعابد أنا سبقتكو بالهنا والشفا عن اذنكو..

سليم الجد..ليه كدا يام احمد من امتا وانتي كدا..استغفر الله العظيم..

دي البنت من صباحيه ربنا واقفه علي حيلها...

انتبهو لجرس المنزل فاندفعت والدته...

قائله..أكيد دي روان اصلي عزمتها عالغدا..

ارتعشت يده من ذكر اسمها حبيبته ابنه صديقه والدته  التي رفضت الزواج منه لانه لم يكمل دراسته وتزوجت بغيره

.... وتزوج بفريده عندا بها ولكي يخبرها ان غيرها وبمكانه أعلي ارتضت به.. 

فريده التي تفوقها جمالا وعلما... ولكنه كما جرت العاده... الانسان يبحث دائما عما يرفضه..لقد تطلقت بعدما تزوج  بسته اشهر وعادت حره من جديد ومن يومها عاد الامل لقلبه من جديد...وهي من أعادته

رفع راسه باتجاهها بعدما...ألقت السلام عليهم..

ورمقته بتلك النظره التي يفهمها جيدا نظره تخبره بها أنها حره وله..

صاحت والدته..

فريده..انتي يابت..

أتت فريده بهدوء كعادتها  بعدما استمعت لترحيبهم بها وبيدها ما تريده قبل أن تطلبه طبقا لها.  بعدما رمقت روان بنظره سخريه...ولا مبالاه..

فريده..اتفضلي ياماما...

رفعت نظرها له وجدته ينظر لها بنظره خجل..

اندفعت للداخل بغصه بحلقها...

وهل هناك أوجع علي المرأه من أن تعلم أن زوجها عاشقا لاخري..

اهناك أوجع وأصعب من أن يقترن اسمك بأخر يسخر منك ويقلل منها..

يعيب بفقرك ويهينك به...

يقتل روحك ويعنفك..

فيجعلك تنسي روحك ونفسك..وتدفنها بخجل وضعف من قله حيلتك..

أهناك أصعب من ان ترتضي بالذل والمهان من اجل قطعه منك...

هذا حالها...

هذه حياتها..

تنهدت بتعب وعيناها تغيم من شده الارهاق والتعب وغصبا عنها شعرت بالجوع لم تذق الطعام منذ هبطت..للاسفل..

وضعت بضع معالق من الطعام  المتبقي ولم تجد مكانا تجلس به بالمطبخ...

فتنهدت  بحزن وجلست أرضا...

ـــــــــــــــــــــــــــــ

كان اندفع واقفا بعدما جلست روان غير راضيا عما يحدث يعلم تماما ماتريده والدته لتكسر انف تلك الجميله الهادئه.. 

ليتها كانت زوجته لحارب الدنيا من أجلها..ولكنها الدنيا لا تريح احدا...تعطي لغيرك ما تتمناه انت فتقف متعجبا من غيرك التي لا يقدر قيمه مايملكه..

ولكنها اقدارنا وهل نغيرها..

روان بسخريه..ايه ياعابد انا جيت قومتك ولا ايه..

عابد بسخريه..ابدا شبعت عن اذنكو..

اندفع للداخل باحثا بعينيه عنها...

وجدها تجلس ارضا تبتلع طعامها بغصه وبجانبها ابنتها تطعمها بيدها بهدوء..

رفعت راسها فوجدته هو فنظرت له بخجل وحزن..

اقترب منها يمنع حرجها...قائلا بابتسامه...

تصدقي الاكل عالارض أحسن..اناكمان هاكل معاكو...

فريده باستغراب..مكلتش معاهم ليه...

عابد...بصراحه نفسي انسدت بس لما لقيتكو قعدين كدا انفتحت تاني....

فريده..بابتسامه طيب هحطلك طبق... بس معلش بقي الاكل اللي هنا مش شكل اللي برا 

و مش مقامك الارض..

ضحك قائلا..يابنتي احنا طول عمرنا ناكل عالارض..

مبدأناش ناكل عالسفره الا من قريب...

تنهد وهو يجلس بجانب سيليا الصغيره...

لما انتقلنا. 

هنا بعد ما ربنا وسعها علينا فالتجاره ماما اللي اصرت ان احنا نعمل اوضه للسفره وناكل عليها زي ولاد البشوات بس احنا اساسا عمرنا مااكلنا عليها...

اومات بهدوء وهي تعطيه طبقه... متذكره تلك المثل التي تقوله والدتها دوما..وينطبق علي حماتها..

(شبعه بعد جوعه)

مد يده وأخذه منها...وتناولو طعامهم مع تبادل الحديث بينهم...

استمع لتمتمه كلمات من الداخل وهو يتناول طعامه...

تحت نظراتها اللعوب..

فباغتته أخته ببرود..غامزه لصديقتها روان

متستغربش دي تلاقي اسمها ايه اللي انت جبتهالنا دي بتتكلم

هي وعابد بصراحه عابد أخويا دا نفسه حلوه مش عارفه بيجيله نفس ازاي يتكلم معاها..بمنظرها دا....

ارتعشت يده...ونظر لها بتوتر...فأكملت بوقاحه...

والله انت ليك الجنه ياأحمد انا عارفه بتنام جمبك كدا ازاي.. ولا انت نفسك بتجيها ازاي..

صراخ والدها من اسكتها..أااااامل...اخرسي...

مش هسمحلك..

ايه قله الحيا دي.. 

اللي بتتريقي عليها دي 

لولا تحكمات اخوكي اللي ملهاش لازمه

كان زمانها دكتوره محدش زيها.. وكانت وصلت لمكانه عمرك ماكنتي تحلمي توصليلها... 

اول وأخر مره اسمعك بتكلمي عنها كدا...فاهمه..

ابتلعت ريقها بخوف فوالدها كأخيها عابد لا يسمح لها ابدا باهانتها..

لاتعلم ماذا فعلت بهم اهو سحر ام ماذا..؟

رفع والدها نظره لاخيها الجالس باحراج ناظرا له بخيبه..وغيظ..من ضعفه وخجله من زوجته..لكم من المرات نصحه ولكن لا حياه لمن تنادي..

نظره والده له كشفته امام نفسه..فحمدالله وقام من مكانه...

سمع صوت ضحكاتها التي تناساه منذ شهور فاقترب بهدوء من باب المطبخ وجدها تجلس بأريحيه مع اخيه يتجاذبا أطراف الحديث بسلاسه يتناولون طعامهم علي ارضيه المطبخ..

جميله هي كما رأها اول مره...ليس بها غلطه حتي وزنها الذي ازداد وما يعايرها به مازادها الا جمالا...

لقد وصل أخيه معها لمرحله من الالفه لم يصل له هو بحياته معها...

لقد اجبرها علي ترك كل شئ تحبه..لم تؤثر به توسلاتها ولا دموعها الحزينه..لم يشفق قلبه لها يوما..

ألانها بسيطه من عائلة فقيره كما يخبره والده

يتجبر عليها..

لمح ابنته بحضن اخيه تناديه بابا 

انه حتي لايذكر انه حملها يوما هكذا...زوجته وأبنائه..لم يعلم من الاساس انها بدأت بالكلام وتنادي أخيه بابا...

هل بالفعل لا يستحقها كما يخبره والده واخيه...

لما دائما لا يري غير انه يريد قهرها وذلها

هو لا يكرهها لقد احبها وارتاح معها...من أول مره جلس بها معها..

ولكنه لا يعلم ما يحدث له...يسخرون من ملبسها وهيئتها...وهل هو اشتري لها يوما ثيابا لتصبح اجمل..هل يعطيها اموالا من الاساس..

كما يخبره اخيه..

هل يجعلها تري الخارج.....هو يخجل منها وفقط..

رفعت نظرها فوجدته ينظر لها بصمت مريب..

فخافت غصب عنها وارتعشت متذكره ما حذرها منه مجالسه اخيه والشكوي وهل تشتكي..

لم ولن تشتكي يوما...

ارتعشت يدها ووقعت منها الملعقه..بخوف..

خوفا من ان يمد يده عليها كما فعل مسبقا..

لاحظ عابد فعلتها..فاستدار ناظرا لما تنظر له وجده أخيه..

همت بان تستقيم فسحبها عابد بعنف لتجلس مكانها..قائلا...اقعدي يافريده كملي اكلك..رامقا اخيه بنظره استحقار وخجل منه ومن رجولته المنعدمه..

فريده بتوتر..شبعت الحمدلله هعملكو الشاي...

تنهد وهو يستقيم حاملا سيليا قائلا...

خلاص يافريده انا كمان شبعت..شكرا..متعمليش حسابي معاكي..

هاخد سيليا أنيمها معايا..ابقي اطلعي انتي لما الولاد تصحي هبقي اطلعهم لك..

رمق اخيه بغيظ ورحل باتجاه غرفته..

اقترب منها بهدوء ناظرا ليدها التي ارتعشت واوقعت   الاطباق..من شده الخوف..

رفعت نظرها له مبرره بتلعثم..

والله ياأحمد هو اللي قعد معايا

انا كنت قاعده في المطبخ بتغدا لوحدي والله..

أحمد بهدوء..ششش اسكتي..خلاص..

مد يده يمسك يدها المرتعشه...

فازدادت رعشتها 

لمح جرح يدها التي سببه لها يوما من ضربه لها باحدي الجوانب..

فأغمض عينيه بخجل من نفسه..لما اوصلها له...

ترك يدها التي لم يستطع بيده طمأنت رعشتها فوقعت عينه علي ماكانت تاكله بضع من الارز المحروق وفقط...

استدار لها فلمح جلبابها  المتسخ من الجوانب..

المهترئ من كثره الغسيل...

فصرخ بها غصبا عنه رؤيتها هكذا تعريه هو أمام نفسه..

لم ينقصه أموال لتكون زوجته بهكذا منظر..

..اطلعي علي فوق مش عاوز اشوفك قدامي..

فريده...بس لسه هغسل مواعين الغدا وألمه ياأحمد.

وهعملكو الشاي..

صرخ مجددا..قلت اطلعي..

دخلت والدته له..تخبره بحده..تطلع فين وتسيب المطبخ يضرب يقلب كدا ومين يلم السفره..

اطلع انت ياحبيبي اقعد مع روان وامل ميصحش تسيبها لوحدها 

وهي تخلص شغلها وتغور تطلع مش عاوزينها...

نظر لها فوجد عينيها غامت بدموع القهر...

والتفتت مسرعه تعد الشاي فاندفع للخارج ومنه للاعلي..غير عابئا بنداء أخته..

انتهت اخيرا..وصعدت للاعلي...دخلت للغرفه فوجدته نائما واضعا يده علي عينيه...

ذلك الرجل زوجها..

غامت عيناها بذكري حلمها الوردي..رجل آخر بمكان آخر...

كان حلمها الوحيد وخذلها كما خذلته هو حبيبته 

لقد تزوجها لينسي بها من رفضته..

وتزوجته جبرا آمله أن تنساه  وليتها نسته...

رجعت للخلف بهدوء...مكانها ليس هنا...لن تزعجه  بالاساس لا يرحب بها بجانبه مكانها كما يخبرها بالارض..

ذهبت لغرفه أبنائها...

واعتلت الفراش متقوقعه علي نفسها تحتضن جسدها المتعب كطفله صغيره.. غير عابئه بملابسها المبتله المتسخه..ظهرها يؤلمها لن تستطيع بتعبها النوم عالارض..

رفع يده من علي عينه بعدما خرجت بهدوء كما دخلت...

استقام باحثا عنها..

فوجدها متقوقعه علي نفسها علي سرير الاطفال..

بملابسها تلك...

تنهد مقتربا منها الي أن وقف قبالتها...لاحظ دموع عينيها التي تنزل بهدوء كهدوء صاحبتها

لما يرتضي بها..ماذا ينقصها هي وهو يعلم ان زوجته كانت حلما لجميع شباب قريتهم ومن يراها..

لقد فاز بها هو..اذن لما لا يرضي ويرضيها لما يعنفها هكذا...

ماذا ينقصها لتستحق معاملته تلك..

يده امتدت لا اراديا تمسحها فانتفضت ناظره له بخوف بعينيها النجلاوتين التي اوقعته بهما يوما..

فريده...وهي تمسح دموعها بخوف..ايه في حاجه..

أحمد..بغصه..لا مفيش بس..

فريده بخوف من أن يعنفها لنومها علي الفراش بمنظرها هذا...

لملمت ثيابها واستقامت مسرعه..تخبره بأنها أسفه..

أسفه معلش مخدتش بالي..

اخر مره أنا بس كنت تعبانه ونمت بس افرد ظهري..

والتفت بغصه..تخبره..اللي زي مكانه في الارض عارفه... 

عن اذنك..

لما لم تنسي...لما مازالت تتذكر...لقد قالها بلحظه غضب...

لما..ولما...

ضر.ب بيده علي الحائط...


شاردا  بتلك الليله..وماحدث بها...

تكملة الرواية من هناااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا



تعليقات

التنقل السريع