رواية دكتور نسا الفصل الحادى وعشرون 21بقلم فريده الحلواني
رواية دكتور نسا الفصل الحادى وعشرون 21بقلم فريده الحلواني
الفصل الحادي والعشرون
اعظم ما يعطينا الله هو الحكمه....و العفو عند المقدره
لما لا نتنازل عن بعض حقوقنا المشروعه ...كي نريح قلب و بال من نحب
ليس دائما التنازل ضعف...بل هو قمه القوه حينما تعفو و تتنازل...و انت قادر علي اشعال العالم بأثره
و هذا ما فعله الطبيب...لن يفكر في قدرته علي الانتقام التي لا شك فيها
بل فضل ان ينهي كل هذا بيده حتي يريح صفيرته اولا ...و يجعل الجميع يعيش في سلام
جلس مع الرجل الذي كان يضاهيه في حكمته و قال بتعقل يليق به كثيرا : بكفايه لحدت اكده يا حاج
اني مرايدش نضل في عداوه باجي عمرنا....بتك عندي ...و ربنا يرزجني منيها بالخلف الصالح
مهجبلش يطلعو مجاطعين خوالهم
و لا هي تحس انها مجطوعه من شجره برغم ان ليها عيله و عزوه
عبدالحكيم بفرحه و اعجاب من حديثه : عين العجل يا ولدي...و ادام جولت كلت ديه يبجي اكيد مرتب شي في دماغك
عثمان : مرتب الي هيجوله العجل يا حاج
عبدالحكيم : جولي و انا وياك
عثمان : بتكم الي مرميه فالمخزن من يوميتها...تلزمكم....كان ممكن اجتلها من غير ما حدي يدري ....بس اني جبتهالكم لحدت عنديكم
انتم احرار فيها...تجتلوها تخلوها...اني اتحليت من ذنبها..لكن ليا عنديها شي واحد
عبدالحكيم : عداك العيب يا ولدي...جول رايد منيها ايه و اني متكفل بيه
عثمان : هي برغم كل الي عملته مهنجدرش ننكر انها ارمله خوي الله يرحمه...و ام ولده
كل الي رايده منيها انها تتنازل عن حجها في ورثها لولدها...و الوصايه عليه هتكون ليه
و تنسي انها ليها ولد من الاساس ...ولد اخوي امه ماتت وهي بتولده
غير اكده معاوزش منيها حاجه
عبد الحكيم : حديتك زين يا ولدي ...و اني مكتش هجبل واصل انها تاخد جرش منيكم ...بكفايه الي عملته
عثمان برجوله : ديه حج ربنا ...هتسال عليه يوم الدين ...معما يكون العداوه بينك و بين حدي...لازمن تديه حجه
عبدالحكيم : طب يا ولدي ...انت اكده هتغير شهاده الميلاد ...و الواد مسيره هيكبر و هيعرف انها امه
عثمان بهم : اني دورت و فكرت كتير في الحكايه دي ...ملجيتش غير حل واحد و ربنا يسامحني عليه
نظر له عبدالحكيم باهتمام فاكمل : دلوك لو الواد انكتب باسمها السر هينكشف مهما طال الزمن
و هيبجي عار عليكم ...اني لجيت واحده ميته ...طبجي اخت تمرجي عندي
جولتله هديله جرشين و يوافج ان الواد ينكتب علي اسم خيته....الشهاده لله
الراجل رفض ياخد جرش ...شايل جميل ليا و لابوي الله يرحمه...و اني واثج فيه...حتي هو مسالش واد مين و لا ليه
عبد الحكيم : طب و الله يشكر
اكمل عثمان : هنجول فالبلد ان اخوي كان متحوز وحده من مصر و ماتت و هي بتولد الواد
و بت الاصول كتمت جواتها لجل ما متكونش السبب في فتح التار
و انتم عرفتم بالصدفه ان الواد مش ولدها عشان اكده حوصل الي حوصل من كام يوم
و يبجي اكده حليناها من غير فضايح و سر اخوي يندفن وياه...ديه من ناحيتي ...الباجي عليك انت فالي يخصك
عبدالحكيم : و اني اضمنلك ان مفيش حدي واصل من عندي هيجول غير الي اتفجنا عليه
اما الكلبه دي مهوسخش يدي بدمها....هتعيش خدامه جوه الدار ....و نوميتها هتكون فالبدروم و يبجي اكده اكرمتها كماني
عثمان : تمام ...الي يريحك...ناجي بجي لولد اخوك
ديه بالذات مهجدرش اسامح فالي عيمله
نظر له بقوه و اكمل بامر مبطن : مهينفعش يعيش اهنيه بعد الي عيمله
اني مش ضامن حالي لو جابلته في طريج ممكن اطخه عيارين و اخلوص منيه
وجتها مهيكونش هو الي جدامي...جز علي اسنانه ثم اكمل بغل : كل الي هشوفه وجتها ...مرتي الي كانت بين ايديا و دمها سايح
عبدالحكيم : حجك يا ولدي ...اني ملجيش حديت اجوله بعد جولك...انت حليتها بالعجل...و اني عليا الباجي
نظر له و اكمل بخبث مازح بعد ان ارتاح باله : اني هبعده عن البلد بحالها و احرمه يخطيها برجليه...حتي عشان بتي تاجي تزور ابوها و اهلها براحتها
انطلق لهيب الغيره من عيناه البنيه و قال بوقاحه جديده عليه : بيتها مفتوح للكل
الي رايد يطمن عليها ياجي و هنحطو فوج روسنا من فوج...لكن مرتي مهتضلش رايحه جايه في وسط الخلج
انطلقت ضحكات صاخبه من ذلك الشيخ الوقور...حقا لم يستطع تمالك حاله
قال له من بينهم : وااااه...غيرتك واعره جوي يا دكتور...اني اجده اخاف علي بتي منيك
رد عليه برجوله : تخاف عليه لما تبجي كيفها كيف الحربم الي راجلها ماسألش فيها....انما اني....لمعت عيناه بالعشق و هو يكمل : حاططها تاج فوج راسي
مرتي ملكه...عمرك شوفت ملكه بتمشي وسط الخلج....و لا ساكنه برج عالي محدش يجدر يهوب ناحيته
لم يجد ما يقوله ....يكفي لمعه عينه فرحا و فخرا بهذا الرجل الذي انعم الله علي ابنته به
لم يعوضها فقط عما عانته....بل جعلها ملكه علي عرش قلبه ...هنيئا لكي صغيرتي المدلله
ستصبحين من الان تتنعيم بعيشه رغده مثل اسمك ....بل ستنالين من الدلال ما يجعلك اكثر اشراقا و اقبالا علي الحياه...تستحقي كل ذلك و اكثر
داخل جناحه كانت تجلس شاديه مع اختها بمصاحبه عائشه و نرجس
كان الجو يسوده المرح بجانب بعض الاحاديث النسائيه....
شاديه : كنك اتخبلتي يا بت ...هتجومي وين...رايده الدكتور يطخنا عيارين و ملناش ديه عنديه
رغد بعناد: وااااه ....ليه عاد ..كلت ديه اكمني رايده اشوف ابوي
عائشه بتعقل : جرحك لساته جديد يا خيتي الحركه غلط عليكي....اكيد عثمان هيطلع ابوكي لحدت عندك...معجول ياجي و يمشي من غير ما يشوفك و يطمن عليكي
نرجس : باين عليها اتوحشت النجار وياه ...خليه يجيب الطين و يحط عليكي يا حزينه
ارتعبت بداخلها حينما تخيلت ردت فعله اذا ما تحركت من فراشها
و لكنها ابت ان تظهر ذلك
قالت بتكبر ذائف : خلاص ...اني مالاساس كتفي وجعني دلوك ....يعني اني من حالي مهجدرش اتحرك مش لجل ماني خايفه منيه
ضحكو ثلاثتهم عليها ...و لكنهم صمتو فجأه حينما نظرت لعائشه التي تضحك بنيه صافيه لها
قالت بحب و اسف علي شيء لم يكن لها يدا فيه : عيشه....نظرت لها باهتمام ظنا منها انها تريد شيئا ما
و لكنها تفاجأت حينما سمعتها تقول بعيون لامعه بالدموع : اني محجوجالك يا خيتي
عائشه بطيبه : ليه يا ضنايا...مفيش حاجه حوصلت بيناتنا
رغد : لااااه.....واجب علي احب علي راسك جدام الكل....اني مكانش ابيدي اتجوز عثمان و لا ابجالك ضره
و لا كان بيدي كل الي حوصل...و بدال ما احس علي دمي و اعاملك اكويس ...لااااه كت عم اكايد فيكي
بكت بندم و هي تكمل : بس اني كت كيه الي مضروب علي راسه....من كتر الي حصلي بجيت اشوط في الكل
ببجي خايفه حدي ياجي علي تاني....او اتوجع تاني....الي شوفته و عيشته مكانش هين
و انتي جصاد ديه كلاته عيملتي ايه
اول ما لاجتيني مرضانه ..جعتي معاي كيف خيتي تمام
و الله يا عيشه اني عمري ما جولت في حجك كلمه شينه وياه و لا فكرت اجويه عليكي
بالعكس كان يجيب سيرتك بكل خير ....مخبراش افهمك الي جواتي ....او اعبر عنيه صوح
بكت بقوه و هي تكمل بخجل : اني لو اجدر ابعد عنيه كت هملتهولك و خرجت من حياتكم
بس ...غصب عني مهجدرش
ضمتها عائشه بحنو و قالت بحكمه رغم بكائها تأثرا بما سمعت
قبلت اعلي راسها و قالت : بكفياكي بكي....خابره زين انه مش بيدك....مين تعريف عثمان و لا تعشجهوش....
يعلم ربي اني مفيش جواتي ليكي حاجه شينه ...ابعدتها ثم اكملت : كت لاول هغير منيكي
كت رايده اجطعك بسناني جطيع....بس لما تعبتي ....جلبي وجعني عليكي
فكرت بعجل ...غير انها عوايدنا ...جولت لحالي يا بت يعني هتكوني انتي احسن من زوجات الرسول عليه افضل الصلاه و السلام
ديه نصيب ...و ادام ربنا كتبلها النصيب وياه ايش اكون اني لجل ما اعارض اراده ربنا
عاهدت حالي اعاملك بما يرضي الله ...و هكبر نفوخي من حركات لصغار الي كتي هتعمليها
لكن بعد الي عريفته ...و الي حوصلك....و ختمت بانك فديتي راجلي بروحك
خلاني احس انك خيتي صوح و مهما حوصل منيكي عمري ما ازعل واصل ...كبرتي في نظري و نظر الكل يا بت العبايده
و اني اها بجولك جدامهم و ربنا شهيد وكيل عليا ...انتي خيتي الي اتمنالها كل خير ...و مفيش جواتي ليكي ذره كره و لا حجد
و لا حتي حساكي ضرتي ...خلينا نعيش في هدوان سر ...الدنيا مش مستاهله نكد و غم ...و كل واحد يرضي بنصيبه لجل ما ربنا يراضيه
داخل سرايا العبايده ....اجتمع بافراد عائلته بعدما عاد من تلك الزياره التي اتت بثمارها المرجوه و اكثر
قص لهم اتفاقه مع طبيب قلب ابنته و بعد ان انتهي نظر لاخيه و قال : اظن اكده جلبك ارتاح من يمت بتك
كت شايف الجهره جوات عنيك ياخوي و انت مستني تجتلها
خابر انها اغلي عيالك عنديك...بس جلعك الماسخ ليها هو الي وصلنا للي احنا فيه دلوك
نحمد ربنا ان عثمان طلع راجل و ولد اصول ...و ساعدنا نداري علي عارنا الي كان هيكسر رجبتنا العمر كله
نظر للجميع و اكمل : اما الكلب التاني ...تحرم عليه بلدنا و اهله و ناسه
ياخد حجه من ورثه ...حدي فيكم يحسب نصيبه يسوي كام و ياخد جرشناته و يغور من اهنيه
الزرعه الشيطاني لازمن تنخلع مالارض جبل ما تخرب باجبتها
هل يترك الطبيب ذلك النزل بسهوله قبل ان ينتقم منه و لو قليلا
لا و الله لن يقدر
بينما اصطحب عبدالحكيم و ولده يونس و معهم اثنان اخران الي مكان احتجازه
بمجرد ان راه يجلس ارضا في احد الاركان...لن يتمالك حاله
اتجه اليه سريعا ثم سحبه من ثيابه المتسخه...و بكل ما يحمله من غل و غيره ظل يلكم فيه دون شفقه او رحمه
كاد احد الرجال ان يقترب كي يخلص ذلك الذي يصرخ الما منه...الا ان عصي الشيخ التي امتدت امامه
منعته من التقدم و قال بعدها : لو حدي منينا مكانه كان جتله...سيبوه يفش غله
انتظرو قليلا ...و لكن الطبيب العاشق لم يكتفي و لم يشعر بحاله ان سمير فقد الوعي بين يديه
تقدم يونس و معه الرجلان ....امسكو به من الخلف بقوه مع قول الاول : بكفايه يا واد عمي ...اكده روحه هتطلع في يدك
رد عليه من بين لهاثه الغاضب : لو بيدي كت جبط روحه و خلصت من وساخته...بس اني اديت وعد لابوك
غوروه من جدامي بدال ماجتلهو اخلص
حمله الرجلان ثم اتجها به الي الخارج و وضعوه داخل السياره الخاصه بهم
امرهم عبد الحكيم حينما قال : اطلعو بيه عالسرايا....
لجحوه في الجاعه الي بره ....و اجفلو عليه لحدت ما نعاود
اتجه عثمان بمصاحبه الاثنان الي مكان احتجاز تلك الحقيره
و التي وجدوها في حال يرثي لها
نظرو لها باحتقار لم تكترث به بل قالت برعب : خلاص ...هتجتلوني
تحركت زحفا علي ركبتيها تجاه عمها في مشهد غايه في الزل و المهانه
امسكت قدمه و كادت ان تقبلها الا انه رفسها بغل
لم تهتم بل قالت بتوسل : احب علي رجلك يا عمي ...بلاش تجتلني
هعيش خدامه ليكم كلياتكم بس مريداش اموت
بثق عليها يونس ثم قال بغضب : هي دي جيمتك يا فاجره...تبوسي الرجلين
و هو ديه مكانك ...هتعيشي خدامه ...لكن مش لينا....للبهايم
هتضلي الي باجي من عمرك تحت البهايم....ملكيش مكان بين البنيادمين
نظرت له بعدم فهم فاكمل : ولد الاصول عفي عنيكي
و احنا مهنوسخش يدنا بدمك النجس
كادت ان تشكره بفرحه الا انه اكمل : هتمضي علي تنازل عن ورثك في جوزك....و تنازل عن ولدك الي مالاساس هملتيه لغيرك
مال عليها ساحبا اياها من شعرها المشعث ثم اكمل بوعيد : فكري بس تجيبي سيرتهم ....و لا حدي يعريف انه ولدك
وجتها هخليكي تتمني الموت و لا تطولهوش يا هامله...اعقب قوله بالقائها بعنف فارطمت راسها بالارض الصلبه
لم يهمها كل هذا ....بل ظنت ان كل ما قيل مجرد عقاب واهي سياخذ وقته و ينتهي
وافقت فورا علي كل ما قيل ...بل وقعت علي كل الاوراق الذي وضعت بين يديها دون ذره رفض
تنقذ حياتها من براثن الموت...و بعدها تفعل ما تريد....هكذا ظنت
انهي كل شيء ....عاد الي السرايا في وقتا متاخر من الليل
اتجه لها بقلبا لهيف ...محمل بهموم الدنيا...لن يرتاح الا داخل احضانها الدافئه
دلف الي الغرفه بهدوء....اغلق الباب بتمهل
اتجه اليها وهو ينظر لها بعيون تتوسل لها ان تفهمه دون حديث
رغم استغرابها من هدوءه المريب الا انها احترمت صمته و فضلت الانتظار كي يتحدث بما يريد وقتما يشاء
تمدد قبالتها....وضع راسه فوق صدرها....لف زراعيه حول خصرها باحكام
ثم قال بهمس يملأه العشق و الاحتياج : ضميني يا رغد ...طبطبي علي وجعي ...اخوي مات انهارده.....و فقط
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا