رواية مالا تبوح به النساء الفصل الثانى 2بقلم عبير حبيب (جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)
رواية مالا تبوح به النساء الفصل الثانى 2بقلم عبير حبيب (جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)
الفصل الثاني
"أهتمام"
سلمى: أنا محتاجة أتكلم وبس مش بفكر في أي حاجة تانية محتاجة حد يسمعني،
حد يسمع أكتر ما ينصح.
جنى: أنا هنا عشان أسمعك.
سجلت سلمى مقطع صوتي،
التسجيل: السلام عليكم.، أنا هحكيلك حكايتي ولكني أفضل التعبير باللغة العربية الفصحى حاسة إني هقدر اطلع إللي جوايا بالطريقة دي، ودا راجع لحبي للقراءة.
جنى: أحكي بالطريقة إللي تريحك في جميع الأحوال أنا هنا وهسمعك للأخر..
تنهدت سلمى تنهيدة قوية وكأنها تحاول استنشاق أكبر قدر ممكن من الهواء لتزيل ما على قلبها من تراكمات.
شردت وكأنها تسترسل الكلمات من عالم آخر، أصبحت تتذكر كل شيء دفعة واحدة تحاول ترتيب الجمل واحدة تلو الآخرى،
إلى أن قاطعتها جنى: ساكتة ليه يا حبيبتي؟
سلمى: حاضر..
بدأت قصتي منذ عام فأنا أم لطفلين توأم يبلغون من العمر سبع سنوات، أما أنا أبلغ ثلاثين عاما، تزوجت وأنا أبلغ الأثنين وعشرين من عمري، زوجي رجل وسيم فيه الكثير من الصفات الجميلة لن أنكر في بداية زواجنا كان رجلًا حنونا جدًا، كريمًا في مشاعره وبماله.
تابعت سلمى حديثها بحزن على الماضي.
كان يسير خلفي في المنزل يقبل يداي ويعانقني بحب
ينظر في عيناي ويقول أحبك بقدر كل شيء لا ينفذ في الحياة.
مرت السنوات وأصبح يتغير شيئًا فشيئا ما زال يحبني ولكن من دون ذاك الدلال والأهتمام، لم يعد كالسابق أصبح يفر خارج البيت من ضجيج الطفلين وإذا جلس تفرغ لهاتفه فقط.
أصبح يجلس مع أصدقائه أكثر من جلوسه معي
مع الوقت اعتدت ذلك الحال لم أعد أهتم، إلى أن حال بيننا الفتور، فتور في المشاعر والتعامل وفي الإنصات والحديث كل شيء، لقد فقدنا الشغف
بل إني أصبحت أبرار غيابه بذكرياتنا الجميلة سويًا كانت تشفع له، أجل كان الماضي من يشفع له.
استمرينا على هذا الحال سنتين إلى أن سافر لخارج مصر لتحسين مستوى المعيشة كما كان يقول.
كنت أرفض هذا، ولكنه أصر ليؤمن مستقبل أولاده حينها رضيت بالأمر الواقع، سافر وتحملت المسؤولية وحدي اعتدت هذا من قبل.
اعتقدت أن البعد سيزيد الأهتمام، سيعيد شغف الماضي،
ما حدث كان عكس ذلك، كان يرن على هاتفي يحدثني أنا وأطفاله لا يزيد عن عشر دقائق، بين كيف حالك؟ وكيف الأولاد؟ هل أنتم بخير؟ هل تحتاجون إلى شيء؟ أقاطع حديثه،
اشتقت إليك، اشتقت إلى عناق يشعرني بالأمن، يقاطعني وأنا أيضًا حبيبتي اشتقت إليكِ كثيرًا، اعتني بنفسك وبالأولاد لدى عمل عليا إنجازه كونو بخير إلى اللقاء.
يغلق الهاتف.. لأدخل غرفتي أقف أمام مرآتي أبكي على شبابي وجمالي إلى متى؟
قلبي يعتصر أنا أنثى أحتاج إلى حنانك وأمانك، سريعًا ما استعيذ
بالله من الشيطان الرجيم، وأعود إلى عائلتي الصغيرة نكمل ما كنا نفعله،
بقينا على هذا الحال شهورًا عديدة بل سنوات بين غربته في الخارج وإجازته في مصر، التي لا تتعدى الثلاثين يوما، أصبح أطفالي في الصف الأول الأبتدائي، الأيام كلها كنت تشبه بعضها البعض؛ إلى أن أتى ذلك اليوم الذي اصطحبت أولادي لتلقي درس اللغة العربية عند معلمة صديقة ليّ تسكن بالقرب من شارعنا بمسافة لا تزيد عن عشر دقائق سيرًا على الأقدام، بعد أن
قمت بإيصالهم ودعتهم بحب وحنان العالم
من ثم توجهت إلى الشارع العام
أذكر ذلك اليوم جيدًا
وكأنه حفر في ذاكرتي منذ يوم ولادتي
أخشى أن أقول ولدت في ذلك اليوم
الموافق الثلاثاء بتاريخ ٣/٧/٢٠٢٢
كان المساء قد عم وذهبت أتجول في الشارع المقابل لشراء بعض الأغراض الخاصة من متجر البقالة المجاور، بعد أن أنتهيت هممت لخروج، وإذ بصوت يسري إلى أذني
شاب يغازل كباقي الشباب الحمقى لم تكن هذه المرة الأولى التي أسمع فيه الصوت نفسه لذلك
إلتفت يمينا لأوبخه
في هذه اللحظة..
أتت عيني في عينيه ١٠ ثوانً مضت وكأنها حروب قامت للتو بين ممالك الفرس والروم؛
لحظات كانت قادرة على احتلال قلبي وبناء حصونه أمام عيني فلا أرى بعدها إلا هو،
هل هذا ما يسمى الحب من النظرة الأولى؟
ويح قلبي كيف وأنا بعصمة رجل آخر؟ كيف وأنا أسجد لله كل يوم طالبه الرحمة والمغفرة على ما تقدم وما تأخر من ذنبي؟
أعظم ذنوبي كذبة خرقاء؛
هذا الشعور خطيئة..!
أتجهت إلى أطفالي مغادرة بهم إلى منزلنا، قمت بما نقوم به كل يوم إلى أن خلدا إلى النوم.
هاتفي يرن أنه زوجي.
أنا: حبيبي كيف حالك؟
زوجي: بخير الحمد لله، كيف تسير أمورك؟ وكيف الأولاد؟
أنا: الحمد لله جميعًا بخير.
زوجي: اشتقت أليكِ.
سلمى: وأنا كذلك اشتقت إليك أكثر ليقاطعني بتلك الجملة الباردة "بعد أن أنتهى من العمل سنتحدث".
إلى أن ينتهي وينام ويعيد الكرة مجددًا.
تابعت سلمى الحديث بغضب قائلة:
كلماته دفنت أنوثتي.. قتلت اشتياقي..كأنها..كأنها رياح جامحة تطفئ نيران الحب، تنزع أوراق الحنين من غصن قلبي.. .
هذا هو الحال منذ سنوات.
هل تعتقدين يا جنى أنه يراني مضمونه إلى هذا الحد؟
جنى قائلة بعد قليل من الصمت.
جنى: كملي.
سلمى: في هذا اليوم ألقيت هاتفي بجانبي أغمضت عيناي. بإرهاق شديد، وبقلب مفطور، وبفتات أنثى..
لم يمر الوقت سريعًا حتى استيقظت فزعة؛
تبًا إنه هو أمامي في حلمي،
هل سكن مخيلتي؟
كلما أغمضت عيناي أره!!
سحقًا ما هذا؟ ماذا يحدث؟ وكيف؟
هناك الكثيرون يتطفلون في ذهابي وإيابي لماذا هذا؟
لماذا عيناه؟
لو بيدي لقضيته على تلك النظرة.
جنى: كل دا من نظرة يا سلمى معقول.
حتمًا أؤمن بلغة العيون
فالعيون فاضحة، عندها القدرة على رواية ألف بيت من الشعر وهي صامتة.
صمتها صارخ يقتحم حرمات القلوب،
صمت كانت تتوق له روحي،
وصفها كاظم الساهر عندما قال:
ماتَتْ بمحرابِ عينيْكِ ابتهَالَاتي
واستَسلمتْ لرياحِ اليأسِ راياتي
جفّت على بابك الموصود أزمنتي ليلى
وما أثمرتْ شيئًا نداءاتي.
***
الأهتمام هو أساس العلاقات، أساس الرباط بين زوجين أو صديقين، وكذلك الأهل، الاهتمام بداية كل جميل؛ وإن قل اعلم أنه بداية الجفا، عليك أن تخاف من الصمت فهو ناقوس خطر.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا