القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية لتطيب نفسي (روحى تعانى الجزء 4) الفصل الحادي عشر 11بقلم إيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 

رواية لتطيب نفسي (روحى تعانى الجزء 4) الفصل الحادي عشر 11بقلم إيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





رواية لتطيب نفسي (روحى تعانى الجزء 4) الفصل الحادي عشر 11بقلم إيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



(١١) 

#لتطيب_نفسي (#روحي_تعاني٤)

-إيمان!!!

كان صوته، ظننت أنني أهذي مجددًا، ولكن حين رفعت رأسى قليلًا رأيته يمسك بدفتر المرضى، ويُطالعني بقلق وصدمة...


دنا مني أكثر، وسألني بارتباك:

-إنتِ هنا من امته؟ وازاي محدش قالي؟


أردت أن أسأله متى عاد من سفره، لكنني تمهلت فلم أرى وجهه بعد وقد تكون تهيئات ليس إلا! لذا أغلقت عيني...

نادي حاتم التمريض وأخذ يفحصني، وكنت أظن أنني إما أتخيل ما يحدث أو ربما هو طبيب أخر وأنا أتخيل أيضًا صوته.

-حرارتها عالية أوي...

-أنا حطيتلها كمادات وكمان علقتلها خافض الحراره شويه وهتنزل ان شاء الله.


قالتها وانصرفت فتنهد حاتم بحرارة وقال:

-ربنا يعافيها هي وكل المرضى يارب...


                    ********

ظل حاتم واقفًا مكانه للحظات، وهي تأن بخفوت، وتهذي باسمه بين أسماء أهلها، رمقها بنظرة خاطفة وهي راقدة في فراشها ووجهها شاحب كحال بقية المرضى، وحين نادت اسمه مرة أخرى، انحنى وهمس لها:

-أنا هنا يا إيمان.


ثم استقام واقفًا وسحب مقعد ليجلس قبالتها، دقيقة كامله يتابعها، قبل أن يناديه باقي الطاقم لحالة أخرى تحتضر، فأشار للممرضه أن تتابع إيمان وركض يباشر عمله...


وبعد إنعاش قلب أحد المرضى وعودته يتنفس وبعد توص

يله على الأجهزة مرة أخرى تنهد حاتم بارتياح تزامنًا مع ارتطام جسد إحدى طاقم التمريض بالأرض...

اندفع حاتم نحوه، وحين رفع القناع عن وجهه، قال بصدمة:

-ميسره!!!


تفحصه جيدًا وصاح يطلب المساعدة قبل أن يضعوه على الفراش وبعدما اطمأن أنه اغماءه، سقطت ممرضة أخرى فركض إليها الممرضات، صاحت إحداهن:

-مفيش تنفس ولا نبض يا دكتور...


ركض باقي الطاقم يلتفون حولها حاولوا وجاهدوا ليعود تنفسها إلى أن انتهى الأمر بتوصيلها على جهاز التنفس الصناعي...


-سكته قلبيه! كل زمايلنا اللي اتوصلوا على الجهاز ده ماتوا...


قالتها ممرضة تُطالع ميسره بشفقة، وقالت أخرى بنبرة متحشرجة:

-دي صديقة تسنيم دي لو عرفت هتروح فيها.


كان حاتم يستمع إليهما، نظر لميسره الذي يحاوط رأسه بيديه بعدما أفاق، أقبل نحوه وقال:

-أنا مقدر الضغط النفسي العنيـ ـف اللي بنتعرضله لكن وإنت بتراعي المرضى متنساش نفسك يا ميسره.


رمقه ميسره بطرف عينه ولم يعقب، فحاتم يعلم أنه لا يطيق وجوده لذا لم يُطيل الوقوف جواره وعاد يقف قبالة فراش إيمان ثم رمق الممرضة التي سقطت قبل قليل بنظرة خاطفة وبقلة حيله نظر لأعلى وقال بصوتٍ مختنق وهامس:

-يارب انجدنا يارب.


خرج من غرفة المرضى يسير بخطواتٍ مهزومة، توضأ ولكن قبل أن يصلي طلب أخيه ليطمأن على والدته وأخته، وطمئنه باستقرار حالتهما...


وبعد تكبيرة الإحرام وحين شرع بقراءة الفاتحة تأمل كل كلمة ينطقها لسانه ولأول مرة يخشع قلبه وهو يقول:

-الرحمان الرحيم...

فبكي وتعالت شهقاته، وهو يُكمل قراءة، وحين سجد دعى قائلًا:

-ربنا يا رحمان يا رحيم ارحمنا، أسألك باسمك الرحمن أن ترحمنا...


مرت عليهم فترة عصيبة، أسبوع كامل وتلك الممرضة بلا تحسن.


وقف ميسره جوار أخته التي وقفت قبالة فراش الممرضة وقال بانفعال:

-إنتِ إيه اللي رجعك العزل تاني يا تسنيم؟


رمقته بنظرة استعادتها سريعًا وقالت بدموع:

-رجعت عشانها.

-مينفعش اللي إنتِ عملاه في نفسك ده... إنتِ بقالك أسبوع على الوضع ده؟


تجاهلته وملست على وجه صديقتها بحنان،  وقالت:

-بالله عليكِ فوقي... عشان خاطري.


أرسل ميسره تنهيدة طويله وقال:

-كفايه يا تسنيم، عشان خاطري ادخلي أي أوضه ريحي شويه.


لم تعقب تسنيم فهدر بها:

-اللي بتعمليه ده مش هيغير حاجه... اهتمي بنفسك شويه 


قالت بصوت متحشرج:

-كل اللي اتوصل على الجهاز ده مخرجش تاني يا ميسره سيبني أشبع منها.


قال ميسره بهدوء يخالطه حزن:

-خليكِ مؤمنه بالله وثقي فيه... ادعيلها، لا يرد القدر إلا الدعاء، ادعيلها يا تسنيم.


-والله بدعيلها... ومش هبطل أدعيلها.

قالتها تسنيم بحشرجة وكان غيث يستمع لحديثهما ويرمقهما خلسة، لكنه لم يتدخل...

استغفروا ❤️ 

بقلم آيه شاكر 

                      ★★★★★

لم يأتي ذلك الوباء إلا ليخبرنا أننا لاشيء! فالبشرية أجمع كنقطةٍ سوداء صغيرة في لوحة كبيرة بيضاء، سُلط عليها نقطة أخرى لا تُرى بالعين لشدة ضئالتها لكنها أهلكتها، لكن اللوحة بأكملها لملكٍ واحدٍ قريب مجيب إذا قرعت بابه.

                      «إيمان»


تحسنت حالتي ورأيت حاتم لكن كلامنا كان مقتضب يسألني عن حالي فأجيبه على قدر سؤاله ولا أزيد بكلمة...


حتى أتى يوم خروجي من المستشفى أوصاني أن أعزل نفسي فترة عن أهلى، فرددت أيضًا باقتضاب، قال دون أن ينظر إلي:

-خلي بالك من نفسك.

-وإنت كمان.

قلتها دون أن أنظر إليه، ثم أضفت سؤال أخر:

-هو إنت جيت من السفر امته؟


صمت هنيهة، ثم قال:

-أنا، أنا كنت عند خالتي في الأقصر ونسيت موبايلي لما حازم رد عليكِ.

لم أقتنع بكلامه ولكنه صدمني حين أضاف بهدوء مختلط بالسخرية:

-كنت بتقدم لبنت خالتي على الأقل مش هتكون خايفه من أختي ولا من مرات أخويا... عقبالك.

-آآ... أنا...

حاولت أن أبرر له ولكن تلجم لساني حين أدركت أنه لا فائدة، أطرقت رأسي وقلت:

-مبارك ربنا يتمملك بخير.


وقبل أن يجيب قاطعنا صرخة مدوية وأصوات بكاء، فعلمت بوفاة الممرضة، كنت أعرفها جيدًا أخبروني أنها سقطت منذ فترة، ركض حاتم للغرفة، ورأيت ميسره يُهدئ أخته وهي تقول:

-أنا كنت لسه بدعيلها يا ميسره... ماتت!! 

قالت أخر كلمة بصرخة، فأطبق ميسره يده على فم أخته وهدر بها:

-اسكتي بقا متنسيش إننا في مستشفى!

طالعته تسنيم لبرهة والصدمة تقبع بين عينيها اللتان تجوسان في حيرة، سألته بهدوء:

-هي ماتت بجد؟!


-ادعيلها بالرحمه.

وما أن نطق جملته همى الدمع من عينيها، وارتفع نشيجها فضمها وبكى هو الأخر،  وبالخلف كان غيث يجلس أرضًا ينكس رأسه بارهاق وحزن وقلة حيلة...


*******

انصرفت دون أن ألتفت، وقابلني والداي وأخذوا يسالوني عن حالتي وأنا أراهما لكنني لا أسمع سوى صوت صراخ، كنت اومئ برأسي فقط على أي كلمة أو سؤال، سرت جوارهما حتى وقفت أمام المستشفى تأملتها للحظة قبل أن أركب السيارة وبحلقي غصة تتلوى، لا أعلم ألأجل تلك الممرضة التي فارقت الحياة أم لأجل حاتم الذي أخبرني بكل صراحه أنه سيرتبط بفتاة أخرى.

هل انتهى؟ نعم لقد انتهى الأمر الذي تعجلت انتهاءه وها هو الندم يفتك بقلبي، بعدما فقدت رجلًا سعي كثيرًا ليصل لي، لكنني لم أقابله إلا بالخذلان، نعم خذلته.


بقلم آيه شاكر 

صلوا على خير الأنام ❤️ 


               ★★★★★★

«كنت أمقته وكان يركض خلفي فاتحًا ذراعيه وحين التفتُ إليه وقبل أن أُرحب به عقد ذراعيه ثم ولى مدبرًا»


بعد مرور فترة لم تكن يسيره لكنها كانت كافية للتأقلم مع ذلك الوباء الصامت، استيقظت من نومي على صوت والدتي:

-يا إيمان اصحي أبوكي هيتأخر...

-يا ماما سيبيني بقا خليه يروح مواصلات.

-مواصلات! إنتِ عايزاه يقعد جنب واحد يكح ولا يعطس في وشه يقوم يجيله كرونا!


هزتني والدتي بقـ ـوة، فنهضت بقلة حيلة، قلت بضجر:

-كل يوم تصحوني من النجمه عشان نزق بابا! إيه ده؟!

-انجزي يا بت ابوكي بيزعق تحت... وبعدين احنا مخلفينكم ليه ما هو عشان كده.


وقفت أفرك عيني وأنا أردد:

-مخلفينا عشان نزوق سوسو؟! 

-لأ عشان تساعدونا يا ظريفه!

قالتها والدتي وخرجت، فارتديت نقابي وخرجت من غرفتي لأتقابل مع أخي أيمن الذي يقف متجهم هو الأخر، وأثر النوم باديًا على وجهه، نظرنا لبعضنا للحظة فنادتنا أمي من الأسفل:

-يا ايمان... يا أيمن يلا...


نزلنا جميعًا ندفع السيارة مع باقي أولاد الشارع في مشهد يتكرر غالبًا كل صباح وجملة يسمعها كل بيت صباحًا:

-يلا يلا زوق سوسو...


انطلق والدي بالسيارة، فتنهدت والدتي بارتياح ورفعت يدها تلوح له وهي تلهج بالدعاء:

-ربنا يكفيك شرها ويحميك من العين ويبعد عنك الكورونا نستودعك الله في حفظ الله ورعايته.


ابتسمت وأنا أطالعها بزهو، فهي تحب والدي وهو يغرقها بحبه، تنهدت بارتياح، وحمدت الله على أسرتي الهاظئة،فحدجتني والدتي بنظرة متفحصة من أعلى لأسفل وقالت:

-إيه اللي إنتِ لبساه ده؟!


نظرت لإسدال الصلاة خاصتي الذي انكمش فجأة منذ غسلته أمي فأصبح يتجاوز ركبتي بسنتي واحد، ويُظهر باقي عبائتي التي أنام بها، قلت:

-دا إسدالي اللي قولتلك متغسلهوش وإنتِ صممتِ تغسليه.


جذبتني من يدي للداخل وهي تقول:

-ادخلي قبل ما حد يشوفك بالمنظر ده.

-ماله منظري عادي...


قلت تلك الجملة وأنا أمر أمام باب الشقة التي كان يسكنها حاتم لفترة، شعرت بحنين جارف، انتشلني منه قول والدتي:

-بيقولوا الشقه دي اتباعت...

-بجد؟!

-بس مش شايفه حد ساكن فيها يعني.


قلبت والدتي فمها وقالت:

-معرفش.


وحين دخلنا شقتنا قالت والدتي وهي تنظر للجدار بأعين جاحظة:

-نمل! تاني!!


نظرت محل نظرها وقلت:

-طيب أسيبك بقا تتكلمي معاهم وأدخل أكمل نوم...

-نوم تاني! هو إنتِ مبتشبعيش؟

-أنا ممكن أشبع من أي حاجه إلا النوم.


قلتها وأغلقت باب غرفتي، استلقيت على فراشي وأغلقت جفوني وبعد فترة قصيره تناهى لسمعي صوت والدتي:

-أهلًا يا حاتم اتفضل عاش من شافك... إيمان نايمه جوه ادخل صحيها.


انتفضت جالسة، وأنا أردد اسمه، فلم أره منذ أخر مرة بالمستشفى؟!


لكن ما بها أمي؟ ما معنى أن يدخل علي ليوقظني...


وثبت من فراشي وارتديت ملابسي ونقابي وأنا أسمع صوت والدتي تخاطب حاتم وتصر عليه أن يدخل ليوقظني فأُسرع باللبس...


فتحت الباب بحرص لتقابلني قهقهات والدتي وهي تخاطب نفسها ساخرة:

-ادخل يا حاتم صحيها.


قلت:

-والله يا ماما إنتِ بتهزري، وعلى فكره د*مك مش خفيف خالص.


تأففت وخلعت نقابي وقلت:

-برده هدخل أنام يا ماما... يلا بقا... ومتصحنيش إلا العصر عشان اروح أزور تيته وخالو وبالمره أحضر خطوبة تسنيم.


قالت بصوت مرتفع:

-بزمتك مش مكسوفه وإنتِ بتقوليها يا بايره يا أم مناخير؟


عدت أقف قبالتها وقلت:

-يــــــــوه، يا ماما يا حبيبتي الجواز ده رزق ﴿وفي السماء رزقكم وما توعدون﴾ و...


قاطعتني والدتي وصكت صدرها وهي تقول بصدمة:

-يعني إنت مش ناويه تتجوزي إلا في الأخره... ليه؟!


توقفت عن الحديث أتأمل والدتي التي أخذت تردد ببكاء زائف:

-وأنا ذنبي إيه دا أنا نفسي أفرح زي كل الأمهات! مكتوب عليا الحزن وبس...

-ماما! كفايه ابوس إيدك ومش ده قصدي خالص! أنا قصدي إن كل واحد ربنا كاتبله رزقه وأنا نصيبي لسه مجاش... وأوعدك هاخد الموضوع بجديه وأول عريس هيتقدملي لو كان مناسب هوافق بيه وأفرحك.

تنهدت أمي بحسرة، وقالت:

-انا عارفه معدش حد بيخبك على بابك ليه؟ يا حسرة قلبي عليك يا حاتم... منك لله يا شيخه ضيعتيه مننا بغباءك.


قالتها والدتي وتوجهت للمطبخ، وتركتني أتأمل كلماتها بندمٍ شديد.


عدت لغرفتي بعدما هرب النوم من جفوني، فتحت دفتري لأكتب تحت عنوان «سأكتب إليك مجهولي حتى أراك...» 


لا أدري لمَ لا أتخيل مجهولي إلا حاتم! زفرت بقـ ـوة وأغلقت دفتري بعنـ ـف وقلت:

-أنا تعبت بقا والله تعبت... 

مسحت وجهي بيدي قبل أن أرتب غرفتي وبيتي وأخر شيء نظفت شرفتي، ووقفت بها قليلًا نظرتُ نحو شرفته السابقة تذكرت حين سقطت الهدية بين يديه فابتسمت ودخلت أبحث عن تلك الهدية التي كانت ساعة أنيقة ومعها وردة حمراء معطرة، عبس وجهي وتشنج فمي وبكيت، وانا أُقنع نفسي وقلبي أن الأمر قد مضى ولا مجال لعودته.


تذكرت جملة قالها حازم مسبقًا وكنت كتبتها؛ لم يسبق أن تزوج أحد الشعراء بمن يحب، قيس لم يتزوج ليلى وعنتر لم يتزوج عبله وحازم لم يتزوج نجمه وأنا... ما بي أنا! فلم أحب حاتم أليس كذلك؟ من يحب شخص يتقبل عيوبه قبل ميزاته، وأنا لا أستحقه هو يستحق أخرى، حقًا...

استغفروا❤️

بقلم آيه شاكر 

                   ★★★★★

وفي مكان أخر جلست أسماء بين عائلة زوجها يتناولون طعام الإفطار، وحاتم يتحاشى النظر إليها وكلما تحدثت كان يصر على أسنانه بغيظ، قالت:

-أنا كلمت أكرم وقال إنه هيحاول ينزل قريب يا شوشو عشان فرحكوا.


رفعت شروق بصرها وقالت:

-براحته عادي أنا مش مستعجله.

-بس هو مستعجل.

قالتها أسماء بضحك، فابتلعت شروق لعابها بوجل، نهضت واقفة وقالت:

-أنا شبعت... حد هيشرب قهوه معايا؟


وافق حاتم ونهضت أسماء وهي تنظر لحازم بابتسامة وتقول:

-اعملي لأخوكي وأنا هعمل لجوزي بإيديا.


بادلها حازم لكن بابتسامة فاترة أدركها حاتم، بينما حاولت شروق أن تتهرب منها فقالت:

-طيب اعملي لجوزك يا ستي على ما أدخل الحمام وأجي.


أومأت أسماء ودخلت المطبخ ونظرت شروق لمكانها الفارغ باشمئزاز قبل أن تدخل المرحاض...

نهضت والدتهم وهي تقول:

-هلم أنا بقا الأكل.


وبعدما قامت، نظر حاتم لوجه أخيه المتجهم وسأله:

-إنت كويس؟


هز حازم رأسه نافيًا، فسأله حاتم: 

-مالك؟

-أسماء حامل تاني!

صُدم حاتم لكنه تظاهر بالثبات والتعجب من أمر أخيه وهو يقول:

-ودي حاجه تزعل يابني؟

-ايوه تزعل لما تكون علاقتنا مش مستقره يبقا تزعل يا حاتم.


لم يُعقب حاتم فرغم أنه لم يحكي لأخيه أي شيء عرفه عن زوجته، لكن علاقتهما على المحك.


وبعد فترة 

وضعت أسماء القهوة أمام زوجها، وبعدها أعطت شروق القهوة لأخيها، وجلست أسماء جوارهما ومعها ابنها الذي يعبث بهاتفها وحاولت أخذه منه بالحسنى فلم تفلح إلا بسحبه عنوة، وحين أخذته منه انفـ ـجر باكيًا، كادت أن تعطيه الهاتف مجددًا لكن أثار انتباهها رسالة على تطبيق للتواصل الإجتماعي «ماسنجر»...


وحين فتحتها جحظت عيناها بصدمة وشهقت ولم ينتبه أحد لصدمتها بسبب الطفل الذي يبكي بصوت مرتفع ويشد ملابسها، فهدرت به بانفعال شديد وأمامهم جميعًا:

-اسكت شويه زهقتني يخربيتك.


نهض حازم واقفًا وحمل الطفل ثم خاطبها وهو يصر على أسنانه:

-يخربيتك! إيه الكلمه دي يا أسماء؟


لم ترد عليه بل رشقته بنظرة حادة وكأن معها الحق، وغادرت تهملج بعصبيه وتركته يُطالع أثرها بغيظ، نظر حازم لأسرته وقال:

-شفتوا طريقتها؟! 


نهضت والدته وربتت على ظهره وقالت:

-معلش يابني روحلها يمكن من الحمل.


نفخ حازم بضجر وقال:

-لأ يا أمي هي كده من قبل الحمل... تصدقوا بالله أنا بتمنى من ربنا الحمل ده ميكملش.

-بس يا حازم متقولش كده.

قالها حاتم، ثم تنهد ونظر لشروق التي هزت راسها مستنكرة....


خاطبت شروق حاتم:

-وانت مش ناوي تفتح شقتك بقا يا حاتم؟

-إن شاء الله قريب يا شوشو.

-ربنا يجعل نصيبك أحسن من نصيبي يا حاتم.

ربت حازم على كتف أخيه وهو يقولها، وكان يقصد زوجته، فقال حاتم:

-ربنا يهديهالك يارب عشان خاطر إبنكم.


ومن ناحية أخرى

دخلت أسماء شقتها ثم إلى المرحاض أغلقت بابه عليها وأخذت تتأمل الصور التي أُرسلت إليها وهي تردد بصدمة مغلفة بالبكاء:

-إيه ده! إيه الصور دي! مين باعت الصور دي... دي فضـ ـيحه.


أطبقت يدها على فمها تكتم شهقاتها، فقد كانت في قمة سعادتها بعدما علمت بخبر حملها والآن تكاد تختنق بسبب الحزن الذي جثم على صدرها على حين غرة.

بقلم آيه شاكر 

استغفروا♥️


                    ★★★★★

                   «إيمان»

وفي عصر اليوم 

دخلتُ بيت جدتي فوجدت خالتي وبودي عندها، وكانت خالتي تُقنع خالي بعروس أعجبتها وأخيرًا وافق خالي أن يقابلها، نظرت خالتي لي وقالت:

-الدور عليك بقا...


نهضت واقفة وقلت:

-إن شاء الله وألف ألف مبروك... أنا رايحه عند واحده صاحبتي في البلد هنا.


قالت جدتي:

-ربنا يهديكِ يا إيمان.

-يارب ادعيلي يا تيته.


انطلقت لأذهب فمسك بودي بملابسي وقال:

-أجي معاكِ.

-مينفعش خليك، أنا راجعه علطول.

-لأ أجي معاكِ...

قالها بفم متشنج فنظرت لخالتي التي أومأت بالموافقة، فبسطت يدي له ليقبض على يدي وانطلقنا وهو يهز يدي بحمـ ـاس انتقل إليّ فابتسمت...


هاتفت تسنيم لتستقبلني ودخلت بيتها، لم يكن احتفالًا ضخمًا، كان البيت هادئ نوعًا ما، جلست قبالتها وهي تتجهز بعدما ارتدت فستانها، وجواري بودي، قلت بابتسامة:

-كنت متوقعه إنك هتتخطبي لغيث.

-اشمعنا بقا؟

-انا عندي موهبه في تحليل الحركات والنظرات والأفعال ومن أول يوم اتقابلتوا فيه حسيت إنكم هتكونوا لبعض.


ابتسمت تسنيم في صمت وحياء وهي تتذكر اول لقاء بينهما، ثم قالت:

-التعفف، والتوكل ثم الدعاء هما سر جلب الحبيب.

-معنى كده إنك كنتِ بتحبيه؟

-مش بالظبط بس بصراحه أنا أول ما شوفته اتخطفت كده رغم إنه كان رخم أوي إلا إني كنت معجبه برخامته... وانا أصلًا مبيعجبنيش حد بس إني أُعجب بعيوب الشخص قبل مميزاته دا كان غريب.

قالتها وضحكت، فابتسمت وقلت:

-ربنا يسعدك يارب يا توتو.


انشغلت بالحديث معها وغفلت عن ابن خالتي وحين انتبهت لم أجده جواري فقلت بلهفة:

-بودي راح فين؟

-متقلقيش هتلاقيه بيلعب مع العيال بره.

-طيب هروح أشوفه.


خرجت من الغرفة أتحسس المكان بحثًا عن بودي، حتى سمعت صوت ضحكاته منبعثة من مجلس الرجال، وقفت مكاني مترددة أن أنادي عليه حياءً...


أثار انتباهي صوت حوار يأتي من المطبخ...

-يا ماما إحنا اتنين بس... حاطه اربع كوبايات ليه؟!

-خبط على أختك وإديها كوبايتين معاها صاحبتها.

-صاحبتها مين؟

-إيمان.

-إيمان هنا!


كان صوت ميسره، كدت اتحرك من مكاني لكنه سبقني بالخروج من المطبخ والقى السلام علي بابتسامة خفيفة، قال:

-معلش بقا خدي كوبايتين مني.


فعلت ما قال وأنا أنظر لانامله لأرى هل عقد خطبته أم لا، لفت نظري خاتم الخطبه بيده اليمنى، فابتسمت، وقبل أن يدخل قلت:

-معلش ممكن تنادي لإبن خالتي من جوه.

-حاضر.


وقفت أمام غرفة تسنيم فخرج بودي من الغرفة ودخلنا لتسنيم وضعت الكوبين على الطاولة وجلست أتأمل السعادة المرسومة على وجهها وعقلي شارد في ايام مضت ولم يبقى لي منها سوى الذكريات.

بقلم آيه شاكر 

ردد: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.🌸

                      ★★★★★

وبداخل الغرفة وضع ميسره الكوبين ثم جلس قبالة حاتم وقال:

-حضرتك منورنا والله يا دكتور، مين كان يصدق إن أنا وحضرتك نقعد القعده دي بعدما كنت مش بطيقك.


-قال أنا يعني اللي كنت بطيقك... بس عارف قلبي كان حاسس إننا هيبقى بينا معروف في يوم من الأيام.


ارتشف ميسره من العصير وقال:

-أيوه صحيح احكيلي بقا أنا حصلي ايه اليوم يوم ما أغمى عليا.


-لأ طبعًا مش هحكي هو أنا كل ما اشوفك هقعد احكي نفس الحكايه؟

ضحكا ثم قال ميسره بمكر:

-عارف مين هنا؟!

-مين؟

-يعني الطفل اللي كان هنا ده معرفكش مين؟


أطرق حاتم ولم يعقب، فقال ميسره:

-انا لسه فاكر يوم ما قطعت طريقي وثبتني وقلتلي ولا ابعد عن إيمان وشيلها من دماغك بما يرضي الله عشان مزعلكش.

قال ميسره أخر جملة وهو يقلد صوت حاتم الحاد آنذاك، فضحك حاتم وقال:

-طيب ما إنت فعلًا خوفت وبعدت عنها.

-لأ لو سمحت أنا بعدت بمزاجي مش بسبب تهديدك... يعني الصراحه إنت صعبت عليا.


تنهد حاتم بعمق وقال:

-محدش عارف نصيبه فين! 

-فعلًا.

قالها ميسره فنهض حاتم وقال:

-طيب أنا هستأذن بقا ودي حاجه بسيطه، بارك بقا للعروسه والعريس.


قالها حاتم وهو يعطي ميسره مظروف مغلق به بعض الأموال، فقال ميسره:

-عقبال ما أرجعهالك في فرحك يا دكتور.


خرج حاتم من البيت ووقف يرتدي حذاءه أمام الباب تزامنًا مع قول والدة تسنيم:

-مستعجله ليه يا ايمان؟! 

-هلحق أمشي بقا قبل ما الكورونا ياخد باله مني.


وحين سمع حاتم صوتها وضحكاتها وهي تقبل نحو الباب لوح لميسره وغادر مسرعًا قبل أن تراه...


وقف ميسره جوار أخته وسألته:

-تفتكر دكتور حاتم هيستناها ويتكلم معاها؟!


 هز ميسره رأسه نافيًا وقال:

-لأ حاتم بقا رزين وتقيل عن الأول ومعتقدش إنه هيعمل كده... وحتى لو شافها مش هيكلمها.


من ناحية أخرى

توقف حاتم ليشتري زجاجة مياه من إحدى المحلات وكانت تمر جواره تتحدث مع بودي وتبتسم، رفعت بصرها وزالت ابتسامتها حين راته، لكنه تجاهلها تمامًا وأشاح بصره سريعًا وكانه لم يتعرف عليها، ومرت هي صامتة دون أن تنظر نحوه مرة أخرى ودون أن تنتبه لبودي الذي التفت ولوح له بابتسامة...


تذكرت جملته حين أخبرها أنه يستطيع معرفتها من بين آلاف المنتقبات، وشعرت بطعنة مباغتة في قلبها كانت تؤلمها مهما حاولت التغاضي عنها...


وحين دخلتُ بيت جدتي، جلست قبالتها صامته وبينما انشغلت خالتي بالحديث مع بودي، خاطبتني جدتي:

-مش هتكمليلي القصه بتاعت البت اللي مكنتش عايزه تتجوز الواد بسبب أخته وسلفتها.


-نهايتها حزينه يا تيته، هي فضلت تكابر وتبعد عنه وهو يجري وراها ويطلب فرصه ولما اقتنعت وقررت تديله فرصه كان الوقت انتهى وهو خطب واحده تانيه.

-تستاهل لأنها غبـ ـيه... وسلفتها  الحرباية حصلها ايه؟

-مش عارفه.

-مش عارفه؟! 


انتبهت لجملتي تلك وقلت:

-قصدي لسه مش عارفه أكتب ايه!

-ربنا يا بنتي اسمه العدل ومهما طال الزمن مسيرها هتدوق من نفس الكاس اللي شربت منه غيرها.

-عندك حق يا تيته.


نظرت لجدتي وقلت برجاء:

-بالله عليكِ ادعيلي يا تيته.

أخذت جدتي تلهج بالدعاء لي ولأبنائها جميعًا فابتسمت وأنا أُطالعها بحب...


                ***********

وفي اليوم التالي

استيقظت أثر نداء والدتي لدفع سيارتنا، ففعلت ثم عدت لغرفتي مجددًا لانام وسرعان ما جذبني النعاس، واستيقظت على صوت أمي تقول:

-إزيك يا دكتور حاتم؟ معقوله الغياب دا كله عاش من شافك.


وثبتُ من فراشي وأنا في قمة غيظي من أمي، فتحت الباب وقلت بصوت مرتفع:

-نسيتِ تقولي له ادخل صحي إيمان يا حاتم... دخليه بقا يصحيني... أهو أي إزعاج وخلاص المهم اصحى من النوم.


نفخت بضجر وكدت أغلق باب غرفتي لولا أخي الذي كان واقفًا امامي يصك وجهه بخفة، وهو يقول:

-إنتِ قولتِ إيه ده!! الراجل بره بجد.

-إمشي ياد...


قلتها بعدم تصديق لكلامه، وقبل أن أغلق الباب تناهى لسمعي، صوت أمي المُحرج:

-لأ مؤاخذه يابني هي إيمان كده بتحب الهزار.


ثم صوت ضحكات حاتم، وحمحمته ونبرته الظاهر من خلالها أنه يكبح ضحكاته:

-أنا اللي اشتريت الشقه اللي تحت وهقعد فيها من النهارده لأني هبدأ أجهزها عشان هتجوز فيها ان شاء الله.


لم يرهقني إحراجي مما قلته بقدر ما أتعبتني جملة أنه سيتزوج!


سيتزوج ويسكن جواري ليقتـ ـلني الندم؟! 


سألته والدتي بصدمة وبتلعثم:

-هـ... هتتجوز! مين بقا صاحبة النصيب؟


شعرت بالحسرة في صوت والدتي، فتنحنح هو وقال:

-هو عمي مقالش لحضرتك؟

-هو عمك يعرفها؟! مين؟ بنت صاحب عمك صح؟

-لأ مش صح.

قالها زافرًا بابتسامة، فقلت بهمس:

-أكيد بنت خالته.


سمعته يُغير الحوار ويقول:

-لسه عندكم نعناع يا طنط؟ 

-أكيد دا إيمان بتراعيه بنفسها.


وكأن والدتي ألقت باسمي لتخبره أنني لازلت هنا! فقال:

-طيب بعد إذنك ممكن تنزلي السبت بعودين هاخدهم من البلكونه أصل المايه على النار.

-بس كده! من عنيا...


قالتها والدتي ودخلت، وقفت هنيهه تطالعني وهي تُصر على أسنانها بغيظ مني، فعدت للخلف بتوجس، قالت:

-لو مش عايزاني أمد إيدي عليكِ اطلعي اديله النعناع بنفسك.


ازدردت لعابي وقلت بتلعثم:

-مـ... مينفعش... دا...

-لو معملتيش اللي بقولك عليه والله يا إيمان لأكون ضـ ـرباكِ ومش بس كده... هكون غضبانه عليكِ ليوم الدين.

قالتها أمي بانفعال، فاضطررت أن أوافق على مضض...


#يتبع

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

1-رواية روحى تعاني الجزء الاول1 كامله هناااااا

2-رواية روحى تعاني الجزء الثانى 2كامله هناااااا

3-رواية روحى تعاني الجزء الثالث3 كامله هناااااا





تعليقات

التنقل السريع