رواية لتطيب نفسي (روحى تعانى الجزء 4) الفصل الثاني عشر 12بقلم إيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية لتطيب نفسي (روحى تعانى الجزء 4) الفصل الثاني عشر 12بقلم إيه شاكر (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
(١٢)
#لتطيب_نفسي ( #روحي_تعاني٤ )
-لو معملتيش اللي بقولك عليه والله يا إيمان لأكون ضـ ـرباكِ ومش بس كده... هكون غضبانه عليكِ ليوم الدين.
قالتها أمي بانفعال، فاضطررت أن أوافق على مضض، ارتديت إسدال للصلاة ونقابي وأخفيت عيني كي أراه ولا يراني...
قطفت النعناع وأسقطته بالوعاء وانتظرت ليظهر حاتم بشرفته وقلبي يخفق بشدة، وما أن سمعت باب الشرفة يُفتح تواثبت دقات قلبي أكثر حتى ظهر، رمقني بنظرة جامدة وخاطفة ثم أخذ النعناع مرددًا باقتضاب أزعجني:
-شكرًا.
-عفوًا.
قلتها بنفس نبرته، وانتظرته أن يرفع رأسه ثانية لينظر لي أو يتحدث بشيء لكنه دخل مسرعًا فوقفت لبرهة أستوعب أنه تجاهلني ولم يحيني ولو بابتسامة! فسحبت الوعاء وأنا أغمغم بغيظ إنه قليل ذوق!
-ها قالك ايه؟
اجفلت حين التفتت فرأيت أمي خلفي تقول هكذا، وضعت يدي على قلبي وقلت:
-ايه يا ماما فزعتيني والله.
-اخلصي قولتوا ايه؟
-ولا حاجه يا ماما، شكرًا عفوًا.
قلتها ودلفت للغرفة ومن خلفي أمي وصيحاتها وتأنيبها لي على رفضي لعريس مثل حاتم، فدخلت المرحاض وصفعت بابه خلفي، عله يصد سهام كلماتها تلك! وغسلت وجهي وأنا أسمع صوتها الهادر:
-منك لله يا إيمان! حد يرفض عريس زي ده! دكتور ملو هدومه، يا خساره... اه يا حسرة قلبي على شاب زي القمر راجل ولا كل الرجاله...
وكلمات أخرى لم أسمعها بعدما شردت وأنا أُطالع وجهي بالمرآة وملامحي الباهتة وخاصةً أنفي وأضغط عليه عدة مرات عله يصغر قليلًا كي لا أُعير به!
كتمت عبراتي، وبدلت تشنج فمي بابتسامة واسعة متصنعة ثم ضحكت بخفوت...
يُقال تصنع الضحك ليقتنع عقلك أنك سعيد، لم أنتبه لصخب ضحكاتي إلا حين قالت والدتي بسخرية:
-بتضحكي على إيه في الحمام يا باردة؟ عندك شيطان بيقول نكت ولا إيه؟ يا حسرة قلبي على بنتي بـ ـايره وملبوسه ومجنـ ـونه.
تجهمت وصمتت هنيهة وكلمات والدتي تتردد في أذني وكدت أبكي لكنني نظرت لأرجاء المرحاض حولي، وأخذت أتخيل أنه ربما هناك شيطان يقف خلفي الآن وأنا لا أراه! أو ينظر إلي من أعلى أو ربما يقف أمامي، وفي تلك اللحظة سقطت فرشة أسنان من مكانها فأجفلت وخرجت مسرعة وأنا أصرخ، وأصيح:
-الحمام ده فيه حاجه والله...
رشقتني والدتي بنظرة ثاقبة، وتأففت بضجر وهي تقول:
-عوض عليا عوض الصابرين يارب.
-يارب يا ماما يارب.
قلتها ودخلت غرفتي لأُكمل تمارين الضحك، ضحكات مصطنعه تبعها ضحكات أخرى لم أتصنعها، قطعها قول أمي بنبرة مرتفعة:
-ضحكيني معاكي يا ست الحُسن والمناخير...
ضحكت على كلمات أمي الساخرة، وقلت من خلف ضحكاتي:
-يا ماما دا تمارين، جربي كده تضحكي هتلاقي نفسك بتضحكي بجد.
أطل أيمن برأسه من باب الغرفة وقال:
-الأستاذ قالنا في المدرسة إن كثرة الضحك تُميت القلب.
تجهمت فجأة وقلت:
-كثرة الضحك تميت القلب!! ازاي يعني؟
رفع كتفيه لأعلى وهو يقول:
-مش فاكر بقا! اسألي الشيخ جوجل هيقولك.
قالها وخرج فاندفعت نحو هاتفي أبحث عن قوله وصدمتُ...
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة الضحك بقوله:
«إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه.»
رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني.
والضحك المذموم الإكثار منه ما كان مصحوبًا بصوت ويسمى القهقهة...
لذا بدلت الضحك بالتبسم ولا مانع أيضًا من القليل من الضحكات...
بقلم آيه شاكر
استغفروا❤️
★★★★★★
«حاتم»
«أوصدتِ جميع أبوابك وكنت أطرق أحدهم كل حين عساكِ تشعرين بقلبي فترقين لحاله، والآن سأفعل لأخر مرة وإن لم تستجيبي لي فأقسم ألا أعود وسأسحق ذلك الحب الذي أهدر كرامتي.»
وقفت خلف باب الشرفة أُطالع وعائها الذي ظل في مكانه للحظات قبل أن تجذبه لأعلى، فأدركت أنها تفكر في تجاهلي الذي تعمدته؛ لإثارة حفيظتها، وابتسمت لكن انتشلني من شرودي تربيت أخي «حازم» على كتفي، فأجفلت، قال:
-واقف كدا ليه يا غالي؟
تنفست بعمق وقلت بتلعثم:
-آآ... أبدًا... هشربك بقا كوباية شاي مش هتنساها...
وضعت النعناع أمام أنفه وقلت:
-شم ريحة النعناع ده...
-الله... النعناع دا شكله بلدي.
قالها حازم فابتسمت ودخلت المطبخ، وقفت أعد الشاي بينما ظل أخي يتجول بالشقة ويخاطبني بنبرة مرتفعة:
-بس حلوه الشقه دي.
-لما عرفت إنها بتتباع مترددتش لحظه أشتريها...
قلتها وأقبلت إليه بالشاي وأنا أضيف بامتنان:
-مش هنسالك الجميل ده أبدًا يا حازم.
-جميل ايه! هو أنا دفعتلك فلوس لله ما هو ورثك من بابا الله يرحمه... بس يكون في علمك دي شقتك بس بيتك هيفضل بيتك برده.
ابتسمت بحزن، فقد تنازلت عن نصيبي بالبيت لحازم كما بعت من نصيبي في الأرض الزراعية لأشتري تلك الشقة...
كم خفت وكنت أخشى تسرعي في أخذ ذلك القرار، لكني أرغب أن أستقر بعيدًا فلم أعد أطيق بيتنا، قررت أن أتحرر من قيودي تلك لعل إيمان تطمئن فترضى بي، كما أني لن أقبل أن تختلط زوجتي أيًا كانت بزوجة أخي «أسماء»، فلن أنسى أنها كانت سببًا لوفاة والدي، رغم أنني أكتم بقلبي ما عرفته من جدة إيمان ولكني في كل مرة أوشك أن أفصح لأختي أو لأمي أو لحازم عما يختلج به صدري، يخرسني صورة ابن أخي الصغير حين تحضر لمخيلتي، قلقًا عليه من انفصال والديه...
جلست قبالة أخي، شاردًا، وكان هو يرمقني بين لحظة وأخرى وهو يحتسي الشاي، قال:
-سرحان في إيه؟
تنهدت بعمق وقلت:
-كنت متأكد إن مامتها هتخليها تناولني النعناع بنفسها.
-قصدك إيمان؟ واشمعنا بقا؟!
وضعت كوب الشاي على الطاولة وقلت:
-أنا قلت كل اللي قولتلي عليه بالحرف ولما مامتها عرفت إني هتجوز وشها اتغير، وزعلت، الست دي حاولت بكل الطرق إن إيمان توافق عليا.
-طيب يعني إنت دلوقتي هتسمع كلامي وتتقدم لإيمان تاني ولا هتتقدم لبنت خالتك؟
قالها حازم، فزفرت بقـ ـوة، وقلت:
-مش عارف يا حازم أنا محتار، كرامتي منعاني إني أتقدم لإيمان تاني وفي نفس الوقت مش قادر أتقبل بنت خالتك.
صمت أخي هنيهة ثم سألني:
-طيب إنت قلت لوالد إيمان إيه؟
-قولتله زي ما إنت قولتلي إني هتجوز في الشقه ولما سألني على العروسه قولتله لسه بدور...
سند حازم ذقنه بسبابته وإبهامه وقال بعد تفكير:
-إيمان دي غريبه! أنا مش فاهم هي رفضاك ليه؟
سعلت بعد شرقتي وأنا ارتشف الشاي، وبعدما هدأت قلت:
-عـ... عشان... يمكن تقريبًا عشان هي وشروق مش بيستلطفوا بعض.
-دا سبب مش مقنع أبدًا، اعتقد إنها ممكن تكون بتحب حد تاني يا حاتم.
-لأ لا معتقدش.
قلتها بثقة وأنا أهز عنقي برفضٍ تام لجملته، فقال حازم:
-طيب عايز رأيي؟
-أكيد.
-تتكلم معاها تاني قبل ما تتقدملها رسمي واعتبرها أخر محاوله.
-بس أنا مش هينفع أقابلها بره بيتها يا حازم.
-يبقا قابلها في بيتها... اتقدملها يا حاتم لأخر مره وإن رفضتك المره دي يبقا تشيلها من دماغك خالص ولازم تنساها، إنت مش هتضيع عمرك بتجري ورا واحده كل ما توصلها تضـ ـربك على دماغك.
فكرت في كلماته ثم قلت:
-عندك حق... بس أنا مش هتقدملها دلوقتي، خليني أراقب الجو كم يوم وأتأكد إني جاهز أخد الخطوه دي تاني عشان متصدمش لما ترفضني.
قلتها وتنهدت بعمق، وابتسم أخي وهو يومئ رأسه، قال حازم بعد رشفة من الكوب:
-بس النعناع دا حلو اوي؟
-إيمان اللي زرعاه.
قلتها بابتسامة، فتبسم أخي ضاحكًا وقال:
-ربنا يهديكِ يا إيمان وتزرعي النعناع في البلكونه دي.
ابتسمت وقلت:
-يارب لو خير ليا وليها يحصل عاجلًا غير آجل.
أردت ألا أتقدم لخطبتها إلا بعدما أصلي قيام بعدما انقطعت لفترة بعد يأس أصابني، ونفس قد أثقلها غمها وذنبها...
وها أنا أعود على عقبي بعدما شعرت بلذة افتقدتها وشوقي لدعوة كنت ألهج بها لكنني قررت تبديلها، فلن أُلح في طلب إيمان بل سأدعو الله بالزوجة الصالحه وألا يعلق قلبي بما ليس لي...
مرت الأيام ولم أرها لأنني انشغلت بعملي وكنت أعود مرهقًا فأنام وأستيقظ قبل الفجر بفترة وجيزة لأصلي القيام ثم الفجر وأعود للنوم.
وذات ليلة بعدما ألقى الليل بعتمته ليغطي الأفق، وزينت النجوم اللامعة صفحة السماء، أخذت أتأمل مظهرها الخلاب الذي أحبه...
فجميع النجوم متشابهة لكن أثارت انتباهي واحدة فقط، كما فعلت بي إيمان من بين كل النساء.
نظرت لأعلى صوب شرفتها فلم أجد لها أثر لذا عدت وأغلقت الباب واستلقيت خلفه مباشرة، شاردًا حتى سمعت صوت باب شرفتها يُفتح فاعتدلت جالسًا ثم واقفًا وترددت أن أفتح الباب فجلست لفترة وما أن سمعت صوتها وأيمن، عقدت قراري وفتحت الباب وخرجت، لم أرفع رأسي وأنظر لها ولكني أنوي أن أتحدث معها ولو بالقليل...
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ❤️
بقلم آيه شاكر
*********
في شقة أسماء كانت تحوم بارجائها غاضبة مما يحدث معها، صرخت بعصبية عارمة ثم انفـ ـجرت باكية وهي تتذكر ما فعلته بنجمه وما حدث معها بسبب فعلتها تلك، فقد كانت تصنع لها صورًا بأوضاع لا تليق وتنشرها بكل مكان، والآن يهددها مجهول إما أن ينشر صور لها بأوضاع مخلة ويرفقها بحقيقتها التي أخفتها عن الجميع أو تعترف لزوجها بما فعلته لنجمه وهو يقرر مصيرها.
صاحت:
-مين ده؟ ممكن تكون نجمه! أو إيمان...
أجابت نفسها وهزت عنقها نافية وقالت:
-لا هما ميعملوش كده... يا ترى مين؟ كريم!! ممكن يكون كريم وعايز ينتقم لنجمه!
ارتفع نشيجها وقالت:
-بس أنا مقدرش أعترف لحازم بحاجه زي دي! دا كان يطلقني.
وضعت يدها على بطنها وقالت:
-وهعيش ازاي أنا وعيالي؟! يارب أنا عملت كل حاجه عشان حازم... مينفعش أخسره.
فتح حازم باب الشقة فنهضت واقفة وولته ظهرها وجففت دموعها في سرعة، فناداها ولما لم ترد وقف قبالتها وحين أبصر تورم عيناها واحمرارها سألها بلهفة:
-مالك يا أسماء؟
-آآ... مفيش دا بطني كانت وجعاني شويه.
قالتها وهربت من أمامه بعدما رن هاتفها، ووقف حازم يُطالع مكانها الفارغ بحيرة من حالها المتقلب، يجزم أن هناك ما أصابها...
من ناحية أخرى أجابت هاتفها، بصوت خافت، ليقول صوت لم تعرفه دفعة واحدة:
-قدامك اسبوع لا أقولك خليه شهر على ما تقولي لحازم على اللي عملتيه وإلا العواقب مش هتعجبك.
لم ينتظر تعليقها وأغلق الهاتف، فجلست تبكي بقلة حيلة، ولم تشعر بوجود حازم إلا حين قال:
-مين اللي كان بيرن؟
انتفضت وقالت بتوتر:
-دي الرقم غلط.
-طيب لو تعبانه أوي نروح نكشف.
مسحت دموعها وقالت بتلعثم:
-هبقا كويسه...
وقفت قبالته تتأمله للحظة ثم ألقت بنفسها بين أحضانه وقالت:
-سامحني يا حازم بالله عليك.
ربت حازم على ظهرها وقال:
-مالك يا أسماء؟!
قالت دون أن تفك عناقه:
-تعبانه أوي وحاسه إني مقصره معاك وحاسه إنك زعلان مني عشان اللي عملته الفتره اللي فاتت...
-أنا فعلًا زعلان منك عشان مكنتش متعود عليكِ كده، أرجوكِ ارجعي أسماء الطيبه الحنونه اللي أنا اختارتها زوجتي بكامل إرادتي.
-حاضر هرجع بس سامحني.
-مسامحك.
قالها فبكت وتخيلت أنها تحكي له عما تخفيه فينطق بتلك الكلمة ليزول همها، لكن هيهات!
بقلم آيه شاكر
صلوا على خير الأنام ♥️
★★★★★
«إيمان»
وفي تلك الليلة الصاخبة حيث تملأ أصوات إخوتي الصغار وأبناء خالتي الشقة، دخلت شرفتي هربًا من حديث والدتي وخالتي اللاذع وتأنيبهما الدائم لي، لذا قررت الإنعزال هنا بعدما أغلقت ضوئها...
نظرت لأسفل وانتظرت أن يخرج حاتم لكنه لم يظهر، فتنهدت بحسرة، وسحبت مقعدي وجلست شاردة في ما يحدث معي، وانتشلني من أفكاري صوت أخي:
-ممكن تحلي معايا الواجب.
-نفسي أقولك لأ بس ضميري بيأنبني بعدها... هات كرسي وتعالى.
جلس قبالتي وفتحت كتاب اللغة العربية وقلت بابتسامة:
-طبعًا إنت ممتاز في الإعراب والنحو والكلام ده لأني بشرحلك بطريقه مبسطه جدًا...
قال بزهو:
-أنا أشطر واحد في الفصل.
ابتسمت بعذوبة وقلت:
-طيب يلا وريني... اعرب ذاكر الطالب الدرس.
-سهله أوي دي... ذاكر مبتدأ ماضي مرفوع بالـ... بالفتح؟!
تحولت ابتسامتي العذبة إلى أخرى ساخرة وأنا أحثه بإشارة من يدي ليكمل فقال:
-الطالب بقا فاعل المبتدأ مـ... مجرور بالألف عشان الكلمه فيها ألف.
قالها وهو يشير لراسه بفراسة، صمت هنيه يفكر ثم أضاف:
-الدرس بقا هتكون... خبر مـ... مـ... مـ...
تلعثم حين رأى الصدمة متجلية على وجهي وترقب تعليقي، وحين طال صمتي قال:
-هـ... هو هيبقا خبر مبني ولا منصوب؟!
-لا دا ولا ده... هيبقا مضروب... مضروب بالجزمة.
-إيه!! لا لسه مأخدتهاش دي!
-لا والله؟!
قلتها وأنا أخلع حذائي وأقذفه بوجهه فتفاداه ودخل أسفل الطاولة، وهو يقول:
-ايه بس أنا غلطت في ايه؟
هدرت به:
-الدرس اعرابها خبر لايه هنا ياابو دماغ تخين؟
قال وهو أسفل الطاولة:
-أيوه صح! الدرس اسم مش خبر.
-ياربي... هصوت... هتخليني أصوت يا أيمن، هو ده درس الفعل والفاعل والمفعول اللي قعدت يومين أشرحلك فيه؟
-الصراحه مش فاكر!
كشرت عن أسناني وكنت أضغط فكيّ غيظًا، فلو لم أكن أنا من يذاكر له اللغة العربية لالتمست له العذر ووبخت معلمه، لكن لا عذر له.
خرج هو من أسفل الطاولة وقال:
-بهدوء خدي نفس عميق واهدي وحلي معايا وأنا هجيبلك اندومي والله.
قررت أن أهدأ حين سمعت صوت باب شرفة حاتم يُفتح، فحمحمت وهدأت وقلت:
-بالخضروات؟
-حاضر... اتفقنا.
طفقت أشرح لأخي متعمدة إظهار صوتي ليدرك حاتم وجودي!
لا أعلم متى أصبحت مراهقة وتافهة لتلك الدرجة!
***★★★****
كان حاتم يبتسم لسماعه كل ما قالته لأخيها، وكان مستمتعًا لسماع صوتها يبتسم ويستنشق الهواء بعمق ويزفره بابتسامة زاعمًا أنهما الآن يتنفسان هواء واحد...
وحين انتهت إيمان من الشرح لأيمن، جلست تعبث بهاتفها بعد رنينه بمكالمة جماعية من «جروب م» وكانت افتقدتهن فلم يتحدثن لأكثر من إسبوع...
بينما وقف أيمن ونظر نحو حاتم، قال:
-على فكره حضرتك وحشتني يا دكتور.
-طيب ما تجيب نعناع وتنزل نشرب سوا وندردش.
-ما إنت عارف أنا مش بخاف إلا من النعناع والسكر.
ضحك حاتم وقال:
-والله وحشتني...
-طيب أنا نازل... افتحلي.
ابتسم حاتم لكن حين نظر أمامه لتلك السيارة التي توقفت أمام المبني اعترته الدهشة والصدمة، فتوقف مكانه وتلجم لسانه...
كانت إيمان تلقي سمعها معهما ولا تركز مع أصدقائها، إلا بعدما انصرف أيمن من أمامها، فقالت لهن:
-احنا متقابلناش بقالنا اكتر من سنتين يا جماعه! إيه هل تُرنا نلتقي أم أنها...
-إنتِ في البيت صح؟
قالتها سمر، فردت إيمان:
-طبعًا هو أنا ليا غيره.
وقالت نجمه:
-جرس الباب بيرن يا ايمان افتحي وارجعيلنا.
سمعت جرس الباب لكنها لم تكترث وقالت:
-ماما هتفتح أنا أصلًا قاعده في البلكونه.
وانقطع الإتصال، فلم تكترث إيمان ونظرت لأسفل حيث نادى حاتم وهو يشير بصوت مرتفع:
-كــــريــــــم...
نظرت محل نظر حاتم ولكن قبل أن تفكر، باغتها صوت أنثوي تعرفه جيدًا:
-وحشتيني.
التفتت في سرعه واخذت تبدل نظرها بين الوقفتان أمامها، قالت بدهشة:
-نجمه! سمر!
عانقتهما بشوق وفي نفس اللحظة عانق حاتم كريم وقبل ابنته الصغيرة ثم عانق ياسين وقبل طفله ودخلوا لشقة حاتم، نظر كريم لأرجاء الشقة وقال:
-إنت بتعمل إيه هنا يا حاتم؟
قال حاتم:
-دي شقتي... اشتريتها...
قال ياسين:
-إنتِ اشتريت الشقه دي عشانها صح؟!
لم تكن هناك علاقة بين حاتم وياسين إلا أنه رآه مراتٍ قليله، بدل حاتم نظراته بين ياسين وكريم وصمت، فقال كريم:
-دا إنت مشهور أوي... هفهمك ايمان في جروب مع اربع بنات منهم مراتي ومراته وكانت بتحكيلهم عنك وهما يحكولنا فاحنا كنا بنحكي مع بعض عنك...
-مش فاهم حاجه!
قالها حاتم، فقال ياسين:
-مش مهم تفهم المهم نفهم احنا أخر الأخبار اتخطبتوا ولا لسه؟!
بدل حاتم نظره بينهما بريب فقال ياسين وكأنه يعرف حاتم بحق:
-ما تحكي يابني الله يرضى علينا وعليك.
ضحك كريم وقال:
-معلش هو ياسين فضولي بزيادة... احكي يا حبيبي افتح قلبك مفيش حد غريب.
صمت حاتم وهو يطالعهما بدهشة، وهما ينظران إليه بترقب، سرعان ما فارقه ذهوله وقال:
-تشربوا ايه؟!
-قهوه بريحة الحب.
قالها ياسين مبتسمًا بمرح، فخاطب حاتم كريم بنفس نبرة ياسين:
-هعملك زيه قهوه بريحة الحب.
ضحكوا وسرعان ما تأقلم حاتم عليهما وأخذ يحكي لهما عما بقلبه.
***********
وبعد فترة دخلت إيمان غرفتها مبتسمة وهي تضع الشاي أمامهما وتقول:
-أحلى شاي بالنعناع اشربوا وادعولي.
حملت سمر الكوب واستنشقت رائحته وقالت:
-بيفكرني بأمي الله يرحمها.
-الله يرحمها.
نطقن بها جميعًا في آن واحد، سألت نجمه:
-إيه أخبار حاتم؟
-اشترى الشقه اللي تحتنا وسمعت إنه هيتجوز.
قالتها إيمان بنبرة حزينة، فقالت سمر:
-إنتِ بتفكريني بنفسي زمان، كنت بحب ياسين لكن خوفي مقيدني... إنتِ برده خايفه من أخت حاتم ومرات أخوه... بس الفرق بينا إن ياسين ميأسش وأنا لحقت نفسي ووافقت عليه، فعلًا مش كل قصص الحب بتنجح.
أومأت إيمان بحسرة، وقلت:
-كل حاجه نصيب... الحمد لله.
-بس معقول حاتم يشتري الشقه اللي تحت منك عشان يتجوز فيها واحده تانيه!! معتقدش.
قالتها نجمه، فقلت:
-تلاقيه عاوز يحسسني بالندم... سمعت إنه هيتجوز بنت خالته.
قالت سمر:
-لو بيفكر بالطريقه دي يبقا ربنا نجدك منه...
أومأت إيمان وصمتن، وترددت إيمان أن تخبرهما بمعرفة حاتم بسر أسماء، وتراجعت بالفعل عن القول.
كانت نجمه شاردة، نظرت لإيمان وابتسمت قائلة:
-حاتم مش هيجوز حد غيرك صدقيني.
-ما خلاص بقا أنا رفضته ولو اتقدملي تاني هرفضه أصلًا.
قالت نجمه:
-إوعي تعملي كده... لو حاتم قرب منك خطوه تاني اجري عليه ومتخافيش... حاتم دا ابن خالي اللي أنا متربيه في بيتهم، يا ايمان دا بيحبك بجد... عشان خاطري متكسـ ـريش ايد واحد ماسك ايدك بكل قوته متخذلهوش وتخذلي نفسك عشان إنتِ كمان بتحبيه واضح أوي من نظراتك لما إسمه يتذكر، متبقيش عنديه دا ساب بيته وجه لحد عندك وكأنه بيقولك أنا مستعد أسيب الدنيا كلها عشانك.
كانت إيمان تنظر لصديقتيها وتنتبه لكلامهما جيدًا، وهما ينصحانها أن توافق عليه ولا تفلت يديه.
وبعد انتهاء الزيارة نزلت إيمان معهما لتسلم على طفليهما في حين خرج حاتم مع كريم وياسين، وقف كريم أمام سيارته وقال:
-اوعدني متقولش لحازم حاجه.
-مش هقول يا كريم متقلقش.
كان ياسين يبدل نظره بينهما، ثم هدر بهما:
-أنا بقا مش مقتنع بجو الكتمان والستر والكلام ده لأن حازم لازم يعرف حقيقة مراته... والنهارده معاه عيل واحد بكره هيعرف برده لكن هيكون معاه تلاته أربعه!
تجاهل كريم قول ياسين الذي شوح يده متضجرًا ودخل السيارة، بينما صافح كريم ابن عمه حاتم وقال:
-أنا هجيلك تاني ونقعد نتكلم سوا عشان تحكيلي عرفت إزاي إنها أسماء!
-مش مهم عرفت إزاي! المهم إني عرفت.
قالها حاتم تزامنًا مع وصول سمر ونجمه...
ألقت نجمه السلام عليه وسألته عن أحوال عائلته فأجابها أنهم بخير، وكان يتابع إيمان خلسة وهي تضم ابنة نجمه وكريم ثم ابن سمر وياسين وتلوح لهما بعدما استقلوا سيارتهم وانصرفوا...
رمقها حاتم بنظرة سريعة وكاد أن ينصرف بلا كلام لكنها ابتلعت لعابها واستجمعت قوتها وقالت:
-ازيك يا دكتور.
رد باقتضاب، وسار خطوتين للبيت فتبعته وسالته:
-هـ... هو فـ... فرحك امته ان شاء الله؟
وقف مكانه وقال:
-لما ألاقي العروسه هنحدده إن شاء الله.
قالت ببهجة تجلت في نبرتها:
-هو إنت متخطبتش؟
أطلق ضحكة خافتة وقال:
-لأ لسه متخطبتش... ادعيلي.
قالها ودخل البناية ثم فتح باب شقته بينما كانت هي تهرول لتلحق به، فقال:
-عايز أقولك اتفضلي بس طبعًا مينفعش لأني راجل أعزب لوحدي.
ابتسمت ثم زمت شفتيها وقالت:
-أممممم... آآ... أنا كنت عايزه أديك حاجه معايا من سنه بالظبط، ممكن تخرج البلكونه لحظه هنزلهالك في السبت.
صمت هنيه ثم قال:
-هكون في انتظارك.
أسرعت إيمان تصعد السلم، بينما أغلق حاتم بابه مبتسمًا.
استقبلتها والدتها بتأنيب اعتادته لكنها لم تكترث بل لم تستمع وكانت منشغلة البال بما قالته لحاتم فأقحمت حالها به بسبب اندفاعها.
وحين دخلت إيمان غرفتها، قرضت أظافرها ودبدبت بقدميها في الأرض وقالت:
-ايه اللي أنا عملته ده؟! أنا متهوره أوي... أو يمكن اتجننت...
فتحت درج مكتبها وأخرجت الهدية التي كانت تقصد أنها ستعطيها له، ثم قالت:
-أنا كده كأني بقوله أنا بحبك... أو موافقه ويلا نتجوز! يا نهار أزرق.
خطر لها فكرة أخرى فابتسمت ونهضت واقفة في حمـ ـاس لتكتب عدة كلمات على ورقة صغيرة، ثم قراتها وقالت بابتسامة:
-صح هو دا الحل المناسب للورطه اللي حطيت نفسي فيها دي... أيوه إن شاء الله حل مناسب جدًا.
#يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
1-رواية روحى تعاني الجزء الاول1 كامله هناااااا
2-رواية روحى تعاني الجزء الثانى 2كامله هناااااا
3-رواية روحى تعاني الجزء الثالث3 كامله هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا