رواية دكتور نسا الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم فريده الحلواني
رواية دكتور نسا الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم فريده الحلواني
عائله السوهاجي
عثمان محمد السوهاجي ....يبلغ من العمر خمس و ثلاثون عاما...يعمل طبيب نساء و توليد....يملك مشفي تخصصي فالقاهره يذهب اليها يومان فالاسبوع
اما باقي الايام يكون متواجد في بلده سوهاج احدي محافظات مصر ...فهو يمتلك ايضا مشفي خاص بها....غير الاراضي الزراعيه الشاسعه و مصنع للطوب الاسمنتي غير مزرعه كبيره لتسمين العجول
يعتز باصوله الصعيديه كثيرا
كبير عائلته ....رغم تعليمه و مكانته المرموقه الا انه رجلا صعيدي من الدرجه الاولي ...عصبي حد الجنون...يمتلك من العقل و الرجاحه ما يجعل كلمته يخضع لها الجميع
متزوج من ابنه عمه و انجب منها ولدان
يعشق عائلته ...وهو من قرر انهاء الثأر الذي امتد لاعوام كثيره بين اكبر عائلتين ...و هما ...عائله السوهاجي و عائله العبايده
و رضخ الجميع لرغبته حتي يوقف حمام الدم الذي سال لعده اعوام
فهد محمد السوهاجي : يبلغ من العمر ثلاثون عاما ...برغم انه رجل الا انه لا يتحمل المسؤوليه ...و قراراته كلها متهوره ...و بسبب هذا التهور خسر حياته بعد ان قرر الانتحار
متزوج و له ولدا يبلغ من العمر عامان
نرجس محمد السوهاجي : الاخت الوسطي لهما ...تبلغ من العمر ثلاث و ثلاثون عاما...طيبه و حنونه ...تعشق اخواتها
متزوجه من ابن عمها الذي تحبه كثيرا
انجبت منه ولدان و فتاه
عائشه عبدالعظيم السوهاجي ؛ زوجه عثمان و ابنه عمه ....تزوجته حبا به منذ عشر سنوات و انجبت منه ولدان في سن الثماني و السادسه
عفت الهواري : ام عثمان : امراه قويه ...تعيش من اجل اولادها بعدما قتل زوجها علي يد احدي افرادعائله العبايده...و برغم قهرها ...الا انها تتمتع بالحكمه و رجاحه العقل
عبد العظيم السوهاجي : عم عثمان ....رجل طيب و حنون للغايه ...يحب اولاد اخيه و لا يفرق بينهم و بين اولاده
انجب ابنه واحده و هي عائشه ...و ولد واحد زوج نرجس
تحيه السوهاجي : زوجه عبدالعظيم ...امراه طيبه و لكن كثيره الحديث و لا تفكر فيما تقوله
حمزه عبدالعظيم السوهاجي : يبلغ من اربعه و ثلاثون عاما...طيب القلب و يتسم بالهدوء....يعشق زوجته و عائلنه
الاطفال
اولاد عثمان
فهد ذو الثماني سنوات
محمد ذو الست سنوات
اولاد حمزه و نرجس
عثمان ذو الثماني سنوات
شهاب ذو الست سنوات
و اخيرا تالين ذو الثلاث سنوات
عائله العبايده
رغد عبدالحكبم العبايده ...تبلغ من العمر ثمانيه عشر عاما
اخر ابناء العائله و اصغرهم سنا...كانت مدلله ابيها ...طيبه القلب ...ذو كبرياء عالي...لم يمس طرفها احدا ...و لن تهان من احد طيله عمرها...الي ان تبدل حالها حينما تم زواجها من فهد السوهاجي بعدما اتمت السادسه عشر من عمرها
ارغموها علي ترك تعليمها كي تصبح كبش فداء للعائلتان حتي ينتهي صراع الثأر بينهما
رفض ابيها بشده حتي انه كاد ان ينهي الصلح المزعوم فهي غاليته ...الا انها بحكمتها رغم صغر سنها اقنعته بموافقتها كي تنقذ اخيها الذي كان سياتي دوره و يقتل مثل البقيه
انجبت طفلا واحد عمره عام اسمه رحيم
عبدالحكيم العبايده : كبير عائلته رجل حكيم ...صارم في معاملته لابناءه و احفاده...الجمبع يعمل له الف حساب
لديه من الابناء ثلاث ذكور و ابنتان
يونس عبدالحكيم العبايده : يبلغ من العمر اربعون عاما...رجل صارم حاد الطباع ...متزوج من ابنه عمه و تدعي سهير و لديه منها ثلاث صبيه
وهدان العبايدي : يبلغ من العمر ست و ثلاثون عاما متزوج من ابنه خاله و انجب منها ولدان و فتاتان
صبري العبايدي : يبلغ من العمر خمس و ثلاثون عاما متزوج من ابنه عمه و انجب منها ثلاث فتيات
شاديه العبايده : الاخت الكبري لرغد ....قويه و صارمه و لكنها حنونه للغايه معها ...هي من ربتها بعد وفات امها و هي بعمر العامان...و بطلتنا لا تخفي عنها شيئا
متزوجه من ابن عمها و لديها ولدان و فتاه
انصاف العبايده : الاخت الوسطي ...تغار من رغد كثيرا رغم فارق السن بينهما
متزوجه من ابن عمتها و انجبت منه اربع اولاد
حميده العبايدي : الاخ الاوحد الذي تبقي بعد ان قتل البقيه جراء الثأر
لديه ولدان و فتاه
بسنت العبايدي : تبلغ من العمر عشرون عاما....رفضت الزواج من ابناء عمومتها ...و لان ابيها يدللها كي لا تغار من رغد رفض ان يرغمها علي احدهم
تكن حقد و كره لرغد و لا احد بعرف سبب ذلك
دي الشخصيات الاساسيه ....هتظهر معانه شخصيات جديده مع الاحداث
الفصل الاول
لا تحكم علي الكتاب من عنوانه...فربما يكون محتواه مغاير تماما لذلك الغلاف المبهج و العنوان الملفت للانتباه
هكذا يكون الانسان...يرتدي اغلي الثياب...و علي وجهه اجمل ابتسامه يمكنك ان تراها يوما
و لكن بداخله خراب
داخل احدي الشقق الفاخره التي يملكها فهد السوهاجي و يقيم بها هو و زوجته و ابنه الوحيد
وقفت رغد تبكي بحرقه و هي عاجزه تماما ان تفعل شيئا لزوجها الذي يحتضر
صرخت به بقهر و رعب : جوم معاي ...تعالي نروح اي مستشفي ...ليه أكده ...هانت عليك روحك
رد عليها بشق الانفس و هو يقول برجاء : ادفني سري معاي يا رغد ...امانه في رجبتك ...معايزش اهلي يدعو علي و اني ميت
نظرت له بقهر ثم هرولت نحو هاتفها و امسكته بيد مرتعشه ثم قامت بطلب رقما ما و حينما جائها رده و قبل ان يسال عن هويه المتصل وجدها تصرخ بزعر : الحجني يا دكتور...الحج اخوك
انتفض من خلف مكتبه و قال بعدم فهم : مين....رغد
ردت عليه بانفاث لاهثه من بين دموعها : ايوه اني رغد...الحج فهد بيموت
ارتعش جسده رعبا علي اخيه بعد سماع تلك الكلمه التي طعنته في قلبه ...فهو اخاه الوحيد الذي يحبه كثيرا رغم عيوبه
هرول الي الخارج بعد ان التقط مفاتيح سيارته و قال لها بغضب : ماله خوي يا واكله ناسك....عيملتي فيه ايه ...انطجي
بكت بقهر و هي تقول : معملتش حاجه جسما بالله ....هو الي شرب سم ...و عم ينازع الحجه الله لا يسيأك
لا يعلم كيف التقط حقيبه اساعافات من احدي غرف الطواريء ...و لا كيف وصل الي سيارته التي انطلق بها بسرعه جنونيه تجاه البنايه التي يقطن بها اخيه...يحمد الله ان اليوم كان ميعاد تواجده في مشفاه فالقاهره
وصل في وقت قياسي و هرول الي الداخل
طرق الباب بجنون
فتحت له و قبل ان تتفوه بحرف ...هرول الي الداخل ليحاول انقاذ اخيه
وقف امام الفراش الممدد عليه ...نظر برعب الي السائل الابيض الذي يخرج من فم اخيه و علم انها النهايه
دمعت عيناه وهو يخرج من الحقيبه احدي الادويه المضاده للسموم كي يحقنها في زراعه وهو يقول : اخدت ايه يا ولد ابوي ...جولي لجل مالحجك....ليه أكده ليييبه
امسكه فهد بوهن ثم قال و دموعه تسيل بجانب وجنتيه : سامحني يا خوي....جول لامي تسامحني...اني عشجتها ...مهجدرش اعيش من غيرها ...هملتني لحالي يا اخوي ...معيزانيش
نظر لرغد بشر و قال : هتعيش ...و هخليها تجعد تحت رجليك ...بس سيبني الحجك يا ...برقت عيناه حينما وجد يد اخيه ترتمي بحانبه و قد فارق الحياه
سحب جسده الهامد بيداه و ظل يهز فيه وهو يصرخ بهستيريا : لااااااه ....مهتموتش..اصحي يا فهد....اني مليش غيرك....ضمه لصدره بجنون و هو يبكي لاول مره في حياته و يقول : اخوووووي
ظل لبعض الوقت محتضنا اخيه ....ثم تركه فجاه و اتجه الي تلك الباكيه بحرقه...جذب شعرها بيده ثم قال بشر : انتي الي جتلتي خوي ....ااااني هخليكي تعيشي في جهنم ....ان ما خليتك تموتي فاليوم الف مره مبجاش اني عثمان السوهاجي
صرخت برعب و قهر : اني معميلتش حاجه ...اني ملياش صالح
شد علي خصلاتها بغباء و هو يقول : جتل حاله عشان بيعشجك...كنتي رايده تهمليه و تروحي فين يا فاجره
ده كان حاطط الدنيا تحت رجليك....عايشك عيشه متحلميش بيها....كل النعيم الي عيشتي فيه هجلبو عليكي جحيم....مهرحمكيش كيه مرحمتيش خوي و جتل حاله عشانك
القاها بعنف حتي وقعت ارضا و قال امرا بتجبر : الي حوصل ديه محدش هيعرف بيه سااااامعه
نظرت له بعدم فهم فاكمل : خوي مات بسكته جلبيه ....حسك عينك حدي يعرف انه انتحر ...هجتلك ...جسما بالله هجطع من لحمك و ارميه لديابه الجبل سااااامعه
هزت راسه بهستيريا علامه الموافقه و هي تبكي بقهر و رعب علي ما ستراه علي يد هذا المتجبر
انقلب كفر السوهاجي راسا عاي عقب و اتشح بالسواد بمجرد ان تلقو خبر وفاه فهد السوهاجي
اوشكت عفت ان تصاب بالجنون و هي تصرخ قهرا علي فقد صغيرها الغالي الذي نال من الدلال ما لم يناله احد...كيف ستتحمل فراقه
الكل حزين ....و الجميع يسال كيف لشاب مثله يتمتع بكامل صحته انه يموت فجاه
عاد بجسمان اخيه و ترافقه تلك الحزينه ...تحتضن ولدها الصغير و كأنها تحرتمي به من قسوه الدنيا عليها
وجدت عائلتها تقف جنبا الي جنب مع عائلته كي تؤازرها في ذكلك المصاب الأليم....اول من تلقفتها داخل احضانها باحتواء هي اختها الحبيبه شاديه
ضمتها بحتواء و لما لا فهي من قامت بتربيتها و الوقوف بجانبها في اصعب لحظات حياتها
شاديه بحب : شدي حيلك يا بت ابوي ...طول عمرك جويه و شديده....
همست لها بحزن : اني خايفه
فهمت شادبه ان اختها ليست علي ما يرام ...ليس بسبب وفاه زوجها فحسب ...و انما تشعر ان بها شيئا اخر
ردت عليها بحنو : متخافيش طول ماني معاكي يا بت ابوي ...نخلوص من العزا و نجعد ويا بعضنا و تجوليلي كل الي حوصل ....تعالي لجل ما حدي ياخد باله منينا ...اني واعيه لعيشه عم تطلع علينا
تمت مراسم الدفن سريعا بعد ان استخرج تصريح دفن لاخيه
و قد كتب سبب الوفاه ازمه قلبيه مفاجاه....لم يكن ابدا يستطع اخبار احد ان اخيه الغالي انهي حياته بيده
سيعلم ما حدث و سينتقم منها أشد انتقام ....سأخذ ثأر أخيه منها ...أهلا بكي في جحيمي
وقف بشموخ مرتديا جلبابا اسود فوقه عبائه سوداء ...قام بلف عمامه بيضاء حول راسه ....بدأ يتلقي كلمات المواساه و العزاء في فقيده و معه عمه و ابنه و باقي العائله
اما عائله العبايدي فلم تتركه الي ان انقضي اليوم و انتهو من تلقي العزاء
جلست وسط النساء المتشحه بالسواد و العويل يملأ اركان السرايا...كادت تصرخ بكل ما اوتيت من قوه ....تشعر بقبضه حديدية تعتصر قلبها المنهك
و قد شعرت بها اختها الحبيبه ...شدت علي يدها بقوه كي تتمالك حالها
نظرت لها من بين دموعها و صمتها يشي بكل شيء
مالت عائشه علي امها و قالت بخبث : شوفي ياما البت جاعده مطلعتش صوت علي جوزها.....نرجس و مرت عمي حسهم اتنبح و هي جاعده بارده ازاي
ردت تحيه بحزن : همليها يا بتي بكفايه خراب بيتها و هي لساتها عيله صغيره
عائشه بتوجس : اني خايفه ياما
نظرت لها الام بعدم فهم فاكملت بوجل : انتي خابره عوايدنا زين ....اليت لساتها صغيره علي جولك ...و مخلفه واد منيه....فكرك هيهملوها تطلع بيه من السرايا.....و لا هتجعد عازبه باجي عمرها
فهمت تحيه ما تعنيه ابنته وقامت بوضع يدها فوق فمها كي تكتم شهقتها ثم قالت : واااه يا حزينه....عندك حق....عفت تعميلها ....عمرها ما هتهمل ولد ولدها يطلع بره السرايا واصل....يا حزنك يابت فتحيه ....هيجيلك ضره ....
بعد انتهاء اليوم العصيب ...و ذهاب الجميع ...لم يبقي الا عائله السوهاجي و العبايده معا بالداخل
يعلم الله كم تمالك حاله كي لا يدق عنقها و تحمل وجودها امامه داخل أحضان ابيها الذي يواليها
ركز معهم كي يعلم ما يدور بينهم همسا ....و لم يطل الامر حينما التمعت عينه بشرار الغضب بعدما سمع كبير العبايده يقول
عبد الحكيم : هجولك يا ولدي
نظر له عثمان باهتمام و قد استنتج ما يريده و لكنه أثر الصبر
أكده بتي ملهاش أجعاد حداكم....بيت ابوها اولي بيها....اول ما العزا يخلص تاجي حدانا
تحكم في غضبه باعجوبه ...ظن أن تلك الخبيثه هي من حرضت ابيها علي هذا الحديث
انتفض بغضب مكتوم ثم قال بحسم : لا عوايدنا و لا شرع ربنا يجول أكده يا حاج
عده الارمله فالشرع اربع شهور و عشر أيام ...متطلعش من دارها واصل ....هتخالف شرع ربنا أياك
عبد الحكيم : حاشا لله يا دكتور.....نظر لابنته التي تتوسله بعيناها الا يتركها ثم قال : يبجي تاني يوم عدتها هتكون في دار ابوها ....أكده عداني الغيب
عثمان بتجبر و تسويف : يحلها الحلال يا حاج.....الحديت ديه لا وجته و لا مكانه ...و لايه
تمددت الام المكلومه فوق فراشها تبكي بحرقه علي صغيرها الغالي....احتضنت ابنه بقوه حانيه و أخذت تشم رائحته عله يعوضها عن فقدان ابيه
نظرت لها رغد و نرجس و معهم عائشه بشفقه و قالت الاخيره : بكفياكي بكي ياما ....انت مرضانه لحالك
نرجس بوهن : ادعيلو ياما ...و اهو ولده معاكي ...الي خلف ماماتش يام الدكتور
لم تستطع الرد علي احدهم....و لكنها انتفضت بزعر حينما وجدت رغد تميل عليها كي تاخذ الطفل الغافي و هي تقول : هاتي عنيكي ياما لجل ما ترتاحي هباله
ضمته بقوه و هي تقول من بين دموعها : لاااااه ولد الغالي هيضل معاي....بكت بقوه و هي تكمل : خليني اشم ريحته ....ده عوض ربنا ليا .....اااااه يا وليدي.....ااااه يا ضنايا....سلامتك مالموت يا نضري
بعد ان ذهب الجميع في نوم عميق نظرا لارهاقهم طيله اليوم
ظل هو جالسا وحده في مكتبه ....يشعر بالحزن و الوجع علي رحيل اخيه الوحيد ....بكي ...بكي بقهر ...هطلت منه اخيرا تلك الدموع الحارقه التي كتمها منذ ان توفي اخيه
لم يسمح لحاله ان يظهر ضعفه امام احد ايا كان.....مسحها بقوه وهو يقول بغل : هنتجملك منيها يا اخوي....هاخد أبارك.....هخليها تتمني الموت و لا تطلهوش...
بس جبل كلت ديه ...لازمن اعرف كانت رايده تهملك و تروح فين .....قام من مجلسه بعد آخر ما قاله
اتجه الي الخارج و منه الي الاعلي و هو يهرول فوق الدرج متجها نحو جناحها
فتح الباب بقوه دون ان يكلف حاله عناء الاستئذان
صرخت هي بزعر و تركت عبائتها تنسدل علي جسدها مره اخري بعدما كانت توشك ان تخلعها
تصنم مكانه للحظه ثم فاق علي حاله و هي تنهره قائله بغضب : في حدي يدخل أكده من غير استأذان ....مش تراعي حرمه مرت أخوك يا دكتور
معها كل الحق ....و لكن هل يعترف بذلك.....بالطبع لا
نظر لها باستهزاء و عيون يملأها الغضب ثم قال : جصدق الي جتلت خوي
نظرت له بقوه و قالت : جولتلك أني ملياش صالح ....هو ألي جتل حاله
عثمان بجنون : لجل ما كتي رايده تهمليه...أني دلوك رايد أعرف ....كتي ناويه تغوري فين.....مرافجه غيره
انتفضت كل خليه في جسدها غضبا ...لم تصمت علي هذا الاتهام البشع
ردت عليه بصوت أقرب للصراخ : جطع لسان الي يجول عليا كلمه بالباطل ....نظرت له بتحدي و اكملت بكبرياء : أني رغد العبايدي.....بت عبدالحكيم العبايدي الي الكل بيحلف بيه.....حسك عينك تفكر تتهمني بالشين حتي بينك و بين حالك يا دكتور
صفق بكفيه تحيه لهذا المشهد الذي اعتقد انها اجادت تمثيله ثم قال : عفارم عليكي يا بت العبايده.....طب لما هو أكده كتي رايده تهمليه ليه.....
كان مخليكي ملكه.....عايشك في مصر كيف ما طلبتي....كل يوم و التاني تطلبي دهب و خلجات جديده و مكانش هيجول لااااه
ليه معشجتوش....ليه وصلتيه بيدك للموت.....في سر و اني لازمن اعرفه.....
زاغت ببصرها ثم قالت بتسويف : اخوك راح للي خلجه يا دكتور .....همل سره يندفن وياه.....و اني بعد العده كيف ما جولت لابوي هاخد ولدي و اعاود دار بوي....كأني مدخلتش داركم واصل
خرجت منه ضحكه شيطانيه مليئه بالغل ثم قطعها فجأه وهو يقول : بالساهل أكده....كنك متعرفيش مين هو عثمان السوهاجي يا حزينه
اقترب منها ....وضع أصبعه السبابه بجانب راسها وهو يقول : عجلك الصغير ديه صورلك انك هتطلعي بالساهل أكده......
نظر لها بغل و اكمل : لو رايده تخلصي مني جولي ايه الي وصل خوي لاكده
يا اما ....و رحمه اخوي الي لسات دمه مبردش في تربته لاخليكي تتمني الموت و لا تلاجيهوش
و لو عجلك الصغير ديه صورلك انك لما توزي ابوكي لجل ما ياخدك من اهنيه....يبجي لساتك متعرفنيش زين
لسه جدامك وجت كتير فكري في حديتي زين....و ااااني هصبر للاخر ...بس لو نشفتي راسك متلوميش غير حالك....ساااامعه
و....فقط تركها و غادر كالاعصار دون ان ينتظر ردا منها
جلست بهم فوق الاريكه و هي تقول بدموع منهمره : يا حزنك يا رغد ....يا مرارك الطافح يابت العبايده.....نظرت للاعلي ثم اكملت بتضرع : يارب ...انت عالم بحالي و غني عن سؤالي يا رب
انقضي شهرا علي ما حدث و قد بدأت الحياه تعود الي طبيعتها قليلا ...و لكن الحزن هو السمه السائده بين ارجاء سرايه السوهاجي
ما زالت الحاجه عفت طريحه الفراش ....و برغم تحسن حالتها الصحيه قليلا الا انها فقدت الشغف في الحياه....فضلت الانطواء داخل جناحها بصحبه حفيدها الغالي الذي رفضت ابتعاده عنها
ظلت رغد ترافقها طيله اليوم و تقوم بخدمتها...فهي تكن لها كل الحب و الاحترام
تبقي معها طيله اليوم و تذهب فقط لجناحها وقت النوم و قد اصبحت تغلق عليها بالمفتاح خوفا من تهور هذا المتجبر الذي كان يرمقها دائما بنظرات التهديد التي ترعبها
دلف الي امه و في يده الحقيبه الخاصه به
جلس علي حافه الفراش ثم امسك كفها و قبله باجلال
رمق تلك المنكمشه بنظره جانبيه حاده ثم قال لأمه بحنو : كيفك ياما دلوك....
ابتسمت له بوهن ثم قالت : نحمده و نشكر فضله يا ولدي
اخرج الجهاز الخاص بقياس الضغط....وضعه حول زراعها ثم قال بعد عده لحظات : لاااه داحنا بجينا عال العال اها.....يبجي لازمتها ايه الرجده دي يام الدكتور.....الجاعه تحت مضلمه من غيرك ياما
ملست علي كفه و قالت بحزن : الدنيا كلاتها ضلمت يا ولدي من بعد الغالي ....من رحمت ربنا بيا انه سابلي حته منيه....و الا كان زماني حصلته
رد بوجل : بعيد الشر ياما اوعاكي تجولي أكده دانتي نواره عيله السوهاجي كلياتها
نظر لرغد بتحدي ثم اكمل : رحيم السوهاجي هيضل فحضنك يام الدكتور ...مفيش جوه علي ضهر الارض تجدر تاخده منيكي.....اطمني
اغمضت عيناها بهم ...فهي تعلم ما يعنيه ولدها ...و لكن تلك الصغيره المسكينه التي تحبها كثيرا ....ما ذنبها ان تقضي ما بقي من عمرها لتربي صغيرا عمره عاما واحدا.....ناهيك عن احساسها دائما بحزنها وقت ما كانت برفقه ولدها الراحل
اخذوها صغيره و قد اتمت السادسه عشر من عمرها....لم تري الفرحه داخل عيناها يوما ...و برغم انها حاولت معها لتعرف سبب حزنها و لكنها دائما كانت تقسم انها بخير
انسحبت رغد بهدوء كي تفسح لهم المجال للتحدث بحريه
نظرت عفت لولدها و قالت بحكمه : متجساش عليها يا ولدي ...البنيه زينه و غلبانه ...مشافتش يوم فرح ...بلاش تخوفها بولدها ....ده الي طلعت بيه من الدنيا
عثمان بعدم فهم و غضب بداخله من مدافعه امه عنها دائما : واااه ياما....أني عيملت ايه دلوك
عفت : معنات حديتك مفهوم يا ولدي
عثمان : كنك لادد عليكي حديت ابوها....هتجدري تهملي رحيم يا حاجه....هتهمليه يروح وياها سرايه العبايده
احتضنت الطفل بقوه و قالت : لااااه...داني اروح فيها يا ولدي
عثمان بحنو : بعيد الشر عنك ياماي ...ماهو ديه الي بجوله طيب
عفت بتعقل : هتجعد كيف ويانا و هي عازبه يا ولدي ....البيت فيه اتنين رجاله ...و البت اسمالله عليها زينه و يتبصلها......
عثمان بتجبر رغم استنتاجه لما ترمي اليه امه : تغووور بيت ابوها و ولدنا يضل حدانا ....ولاد السوهاجيه ماهيتربوش بره
عفت : و هتحرم ام من ضناها كيف يا ولدي ....اني مرضاش واصل
نظر لها بتمعن ثم قال دون مواربه : رايده تجولي ايه يام الدكتور.....مش متعود منيكي عاللف و الدوران فالحديد
نظرت له بقوه حانيه ثم قالت : ولد أخوك انت اولي بيه ....ربيه يا ولدي و أحسبه عيل من ولدك
عثمان بمكر : ماهو ديه الي هعمله ياما ...اياكي تكوني فاكره اني ههمله
عفت : لااااه ....عارفه انك هتحطه جوه حباب عنيك.....صمتت للحظات ثم اكملت بوجل : هو و امه
انتفض بغضب وهو يقول : وااااه ....ريداني اتجوزها.....اتجوز مرت اخوي
عفت بحزن : ارملته يا ولدي و انت احج بيها لجل عوينات ولده
عثمان بجنون : اني مجدرش المس وحده لمسها حدي غيري ياما ...ما بالك اخوووي.....انا مجدرش اتجوز تاني
عفت بقوه : و اني مهزلمش البنيه الي شيلاني من يوم ما دخلت دار السوهاجيه.....مع انها لساتها صغيره بس كانت وياي كيف ضلي و شيلاني من عالارض شيل......حرام يا ولدي لساتها متمتش تمنتاشر سنه و نجعدها أكده من غير راجل
عثمان : تغووور تتجوز واحد من ولد عمامها ...بس تهمل ولدنا
عفت : لاااااه ..مجدرش احرم ام من ضناها جولتلك ميت مره أكده....اني مش ظالمه و لا هكون
عثمان : و اني مهتجوزش عازبه ياما
عفت بقوه و حسم : ......
يتبع
الفصل الثاني
جلس داخل مكتبه يراجع بعض الحسابات الخاصه باعمال العائله و يرافقه حمزه ابن عمه و زوج اخته
بعد ان راجع بعض الاوراق باستغراب نظر له و قال : مين سحب عشرين مليون ....الحساب ناجص من شهرين يا حمزه
حمزه : انا اتفاجات بيهم يا عثمان ...و لما سألت جالولي فهد الي سحبهم
عثمان : كيف ديه....عيمل بيهم ايه....كان محتاجهم في شغل يعني و لا ايه....و ليه محدش خبرني
حمزه : لاه ...مدخلوش في شغل ...و اني فكرتك خابر
اني سألته وجتها و جالي محتاجهم و لما لحيت عليه...زعج و جالي ماليكش صالح دي فلوسي اني و اخوي و احنا حرين ويا بعض
جز علي اسنانه بغضب و قال بداخله : اكيد ليها ....خرب بيته و كان رايد يبيع ورثه لجل عويناتها.....طيييب يا بت الكلب
وقف بانتفاضه استغرب منها حمزه فوجده يقول و هو يتحرك من خلف مكتبه : خلي الحديت ديه بيناتنا ...اني هغطيهم من عندي ....بلاها ابوك و لا حدي ياخد خبر لحدت ماعرف راحو فين يا واد عمي
حمزه : من ميته الي بيناتنا بيطلع لحدي ياخوي ....اطمن ...
اتجه الي الخارج منتويا الصعود لها كي يعلم منها أين ذهب كل هذا المال
و لكنه تفاجأ بجلوس امه الغاليه في مكانها المعتاد منذ ما حدث
اتجه اليها بابتسامه برع في رسمها....مال عليها مقبلا راسها ثم قال : نورتي موطرحك يا حاجه....الجاعه كانت مضلمه من غيرك ....تناول منها الصغير الذي لا تتركه ابدا....احتضنه بحنو ثم قبل وجنته و اكمل : واااه يا رحيم بيه....كنك عاجبك جلع ستك ....اكبر يا واد و خليك راجل شديد ...الجلع للبنته
ابتسمت امه لاول مره و قالت بمغزي : انا هجلعه صوح ....لكن خابره زين انك هتربيه كيه ولدك
امتعض وجه عائشه بعد سماع تلك الكلمات و كادت ان ترد الا ان امها ضغطت علي يدها كي تصمت
نرجس بحزن : يا جلبي متعلج بسته ...حتي امه بتاخده سواعي منيها بالعافيه
تحيه : كل الولد متشعلجين بالحاجة يا نرجس ...امال ايه مش ستهم
عثمان : وينها امه
عائشه بغل مكتوم : مطلعتش من جاعتها ....من وجت ما الحاجه نزلت و هي جاعده لحالها فوج
وضع الطفل فوق قدم امه ثم اتجه الي الدرج دون ان يتفوه بحرف
لحقته زوجته و هي تقول باهتمام مبالغ فيه : اني جايه وياك تلاجيك رايد تغير خلجاتك
اوقفها بكف يده قائلا بامر : لو رايد حاجه حجولك.....ارجعي موطرحك ملكيش صالح بيا ....و فقط ...تركها تغلي من الغضب و رده الوقح عليها ثم صعد الي الاعلي وهو كله عزم علي معرفه مكان المال
وقف امام غرفتها و بعد ان وضع يده فوق المقبض كي يفتحه سمعها تقول بنبره تقطر حزنا و من الواضح انها تتحدث مع اختها
رغد : أكده موته و أكده موته يا بت ابوي....من ميته و اني عايشه ..ماهو علي يدك كل حاجه مالاول
..............
رغد : لاااااه ...و لا عشت و لا كنت يوم ماحرم الحاجه من ولد ولدها ابدا ...دي روحها فيه يا بت ابوي ...كنها شايفه المرحوم جدامها
..............
رغد : معرفاش يا خيتي ...اني مهملاها علي ربنا ...الي هون علي الي راح. ....يسترها فالي جاي
سحب يده و وقف يفكر بعمق ....حديثها لا يدل علي انها انسانه سيئه ....تفكر في امه و تعلقها بابن اخيه.....و لكن ماذا كانت تحرضها اختها كي ترد عليها بتلك الكلمات
هز راسه ثم قال : هعرف ايه الي وراكي ....هعرف
وجد حاله يطرق الباب و قبل ان يسمع صوتها فتحه فورا
قلبت عيناها بنفاذ صبر ثم قالت : اجفلي دلوك و هكلمك تاني ...سلام
انهت الحديث مع اختها سريعا ثم نظرت له بغضب و قالت : خبر ايه عاد يا دكتور ....مناويش تراعي حرمتي ...لو ضليت أكده انا هعاود حدي بوي
ابتسم لها باستهزاء كي يداري غضبه من قوتها امامه ثم قال : حرمت ايه الي اراعيها ....يكش تكوني فاكره انك ست و يتبصلها ...فووووجي انتي مرت اخوي ....لو عريانه جدامي مهشوفكيش واصل ....
قبل ان ترد عليه اكمل قائلا : فضينا من الحديت الماسخ ديه و جوليلي....فهد الله يرحمه جبل ما يموت سحب عشرين مليون اجنيه .....وينهم
ارتعش جسدها رعبا و قالت بتلجلح لاحظه بسهوله : و اني ايش دراني ....المرحوم مكانش بيجولي علي حاجه تخص الشغل
عثمان : وينهم يا رغد.....جبل منيهم كان اخد مني نص مليون لجل ما يجيبلك الطجم الألماس الي كتي هتموتي عليه.....طلبتي منيه ايه تاني لجل ما يسحب ديه كلاته
اغمضت عيناها بقهر ثم تمالكت حالها و قالت : معريفش عنيهم حاجه جولتلك.....رايد تصدجني او لااااه ...براحتك يا دكتور
اقترب منها بغضب ثم امسك زراعها و قام بثنيه خلف ظهرها....اصبحت ملتصقه به مما جعل عطرها الهاديء يتغلغل داخل اوردته و يصيبه بهزه قويه لم يشعر بها من قبل
تمالك حاله ثم ضغط عليها و قال : حسابك عم يتجل معاي يا واكله ناسك.....انطجي احسنلك.....عثمان السوهاجي مفيش حدي يجدر يضحك عليه
كتمت المها و قالت : و غلاوت بوي عيندي ماعرف وينهم ....و لا نضرتهم بعيوني حتي
فهد مكانش بيجولي حاجه واصل تخص شغله
استشعر الصدق بين حروفها و لكن شيطانه رفض ان يصدقها ....قرب فمه من اذنها و قال بفحيح : ايامك الجايه لون السواد الي متلفحه بيه يا رغد .....فقط ....قال هذا فقط ثم ترك يدها و انطلق للخارج سريعا
وقف بعيدا عن جناحها الذي اغلقه عليها بقوه ...ظل يتنفس بسرعه و كأنه خارج من سباق.....اغمض عينه و قال بهمس : ايه ديه....مجادرش اخد نفسي ليه ...خبر ايه يا دكتور....اوعاك تهملها تصيبك بلعنتها كيف ما عيملت فاخوك....اوعاك تنسي تارك عنديها
داخل سرايا العبايده و التي لا تقل فخامه عن خاصه عائله السوهاجي
جلست شاديه بجانب ابيها الذي يبدو عليه الحزن
و برغم علمها بما يحزنه الا انها فضلت سؤاله حتي يخرج ما بداخله
شاديه : مالك يابوي ...حساك مهموم
نظر لها عبدالحكيم و قال بوهن : جلبي واكلني علي خيتك يا بتي.....لساتها صغيره علي كلت ديه
العده جربت توخلص و السوهاجيه مهيهملوش ولد ولدهم ....و خيتك مهتهملش ولدها ....يبجي ايه الحل
شاديه بحكمه : وااااه هيحرموها من ضناها و لايه.......هي تاجي حدانا معززه مكرمه ...و الواد يبجي بناتهم اشويه اهنيه و اشويه حداهم
عبدالحكيم : مخابرش يا بتي .....غير ان خيتك لساتها مكملتش تمنتاشر سنه ....هتجعد من غير راجل
شاديه : بكره يجيلها نصيبها يا بوي ....الحمد لله ربنا سترها ويانا و جدرنا نداري علي عمله الفاجره الي كانت هتجيبلنا العار منيها لله
انتفض بغضب من مجلسه و قال : مش جولنا مفيش حدا يجيب سيرتها الشينه اهنيه
دلف عليهم اخيه و قد سمع ما قيل فرد بخزي : اني اعتبرتها ماتت ياخوي ...حجك علي
عبدالحكيم : انت السبب ...جلعتها و خليتها فوج الكل ....يامين يلايمني عليها و انا اشرب من دمها
نظر للامام و قال باصرار : هلاجيها....جسما بالله هلاجيها و هجطع لحمها و ارميه للديابه
ارتعبت شاديه بداخلها من مظهر ابيها الغاضب و ما ينتويه و لكنها تمالكت حالها كي لا يظهر عليها شيء و يفتضح امرها
دلفت رغد الي جناح الحاجه كي تطمأن عليها و تعطيها جرعه الدواء قبل ان تخلد الي النوم
ابتسمت لها ببشاشه و قالت : تعالي يا غاليه ...لساتك منعستيش
اقتربت منها رغد ثم جلست علي حافه الفراش و قالت : واااه .انعس كيف جبل ما اطمن عالكبيره و اديها علاجها بيدي
ربتت عفت علي كفها بحنو ثم قالت : يخليكي ليا يا بتي .....من يومك و انتي مفيتانيش كيف نرجس بالتمام
رغد بصدق : ربنا العالم يا حاجه اني معتبرتك كيه امي الي موعيتش عليها ربنا يبارك في عمرك و تضلي كبيرتنا
استغلت عفت هذا الحديث و قررت ان تجس نضبها فيما يخص عودتها الي منزل ابيها فلم يتبقي الكثير علي انقضاء عدتها
عفت بحزن : المره دي مهصدجش حديتك يا رغد
رغد بوجل : ليه يا حاجه و الله ربنا يعلم غلاوتك فجلبي
عفت : مانتي رايده تهمليني اهه ....لولاش الدكتور جال لابوكي مهينفعش تهملي دارك جبل العده كان زمناتك عاودتي معاه و اني مهجدرش يفوت يوم منضركيش بيه بعيني يا بتي ....بكت و هي تكمل : و ولد الغالي الي ربنا عوضني بيه هنعس كيف و هو بايت بعيد عن حضني
رغد : يا حاجه بالله ما تبكي ....اني مجدرش احزنك واصل....و لا عيشت و لا كونت لما احرمك من حفيدك....اني هشيعهولك كل يوم ....بس بردك اني مبجاش ليا مطرح اهنيه.....و لو اني جبيلت بوي عمره ما هيجبلها....و انتي خابره عوايدنا زين
عفت : يعني خلاص أكده يا بتي .....اعقبت قولها بالدخول في نوبه بكاء مرير مما جعل رغد تحضنها بحنو و تبكي هي الاخري
دلفت عليهم في تلك الاثناء نرجس و حينما راتهم علي تلك الحال قالت بوجل : وااااه ...خبر ايه ياما ...حوصل ايه يا رغد عم تبكو ليه
فصلت عفت هذا العناق الدافيء و هي تقول من بين بكائها : جلبي واجعني يا بتي ....رغد هتعاود دار العبايده خلاص
نرجس : ليه يا رغد احنا حاسبينك واحده منينا
رغد : ميجاش ليا مكان ياخيتي مانتي خابره زين
نرجس بعفويه : خلاص الدكتور يتجوزك و تضلي معانا .
ابتسمت عفت انا رغد انتفضت بزعر و هي تقول بغضب : ايه الحديت الماسخ ديه يا نرجس ....كيف يعني
نرجس : ياخيتي دي عوايدنا هو جديد علينا يعني
لمعت عين رغد بدموع حارقه الا انها كتمتها ة قالت بقهر : لااااه خبراها زين ....بس هو اني انكتب علي اتجوز تخليص حج يا ناااس.....مره لحل ما توجبفو التار الي بيناتنا ....و مره لجل ما تحافظو علي ولد ولدكم ...ده ميرضيش ربنا
اعقبت قولها بالاسراع نحو باب الغرفه و بمجرد ان قامت بفتحه بعصبيه مفرطه ....وجدت عثمان يقف امامها بملامح متجهمه و شرارات الغضب تنطلق من عينيه التي نظرت داخلها بتحدي و من الواضح انه استمع لما حدث
دون ان تتفوه بحرف مرت بجانبه و هرولت تجاه جناحها و قد سمحت اخيرا لدموعها ان تنهار بمجرد ان ارتمت فوق فراشها الوثير
اما هو فقد قال لأمه كلمه واحده : تاني يوم العده هكون كاتب عليها يام الدكتور.....طمني جلبك.....و....فقط التف بجسده متجها الي الخارج و بداخله غضب لم يشعر به من قبل
لطمت نرجس خديها و قالت بوجل : يا حزني ياما يجطعني يا رتني ما نطجت ....عثمان هيولع فالبنيه
عفت بتعقل : لااااه مهاتهونش عليه
نرجس بحيره : كيف ديه ياما....ديه سمعنا و انتي خابره ولدك هياخد رفضها ليه بالعند و هيطلع عينها ...يا حزني
نظرت عفت للامام و هي تقول بحكمه : جلبي هيجولي انه ربنا هيجبرهم ويا بعضهم.....ولدي عمره ما داج العشج و لا انكوي بنبره.....و البت يا جلبي اتاخدت صغيره مخبراش حاجه و المرحوم مكانش أمهنيها خيك ربنا يجعله عوض ليها لجل ما اريح ضميري الي عم ينهش فيا بسببها
نرجس بحيره : كيف ديه ياما ...فهد الله يرحمه كان مجلعها و معيشها فمصر
عفت بتسويف : ده الظاهر يا بتي ....انما لو تطلعي جوه عنيها هتلاجي الحزن ماليها....ربك يدبرها من عنديه
انقضت الفتره المتبقيه ...غدا موعد انتهاء العده ...
لم يتحدث احد في اي شيء و مر الوقت في هدوء حزر علي جميع الأطراف
جلست شاديه مع اختها داخل جناحها تساعدها في جمع ثيابها و أغراضها الخاصه ...ظنا منهما ان غدا موعد مغادرته
طرقت عفت الباب ثم دخلت و علي ملامحها حزن العالم ....نظرت لتلك الحقائب و قالت بدموع : خلاص يا بتي ....لميتي حاجتك و هتهمليني ....اعقبت قولها ببكاء مرير مما جعل الاثنان يتقدمن منها كي يواليها
و لكن قبل ان تتفوه احداهما بحرف ....دخل عليهم عثمان بملامح إجراميه
نظر لما حوله بغيظ ثم ثبت نظراته علي رغد التي ارتعش جسدها رعبا و لكنها مثلت القوه امامه
قال بنبره تقطر شرا : سيبونا لحالنا
شاديه باستغراب : وااااه كيف ديه
لم يبعد عينه عنها و هو يقول : جولت سيبونا لحالنا ....رايد اتحددت وياها كلمتين .....كادت ان تعترض الا انه اكمل بغضب : ااااااني عثمان السوهاجي ....مهتعداش علي حرمت بيتي ....يلاااا
خرج الاثنان بزعر ....اما تلك العنيده ....ربعت يداها امام صدرها و قالت : خير
عثمان ببرود غاضب : بكره كتب كتابي عليكي....برقت عيناها من شده الزهول و لكنه لم يهتم و اكمل : مبخوديش رايك....اني ببلغك للعلم بالشيء و لا الجهل بيه
انتفضت كل خليه في جسدها غضبا من جبروته و صرخت به بقوه : لييييه مفكرني جاريه عنديك ايااااك.....و لا واحده لاجيها فالشارع ملهاش اهل.....فوج يا دكتووووور ....اني رغد العبايده فاااااهم
هل تشعرون بتلك النار التي تلتهم احشائه من تحديها السافر له .....في خطوه واحده كان يقف امامها ساحبا اياها من زراعها ....ضغط عليه حتي صرخت بالم و دموع
قال بتجبر : ااااني هعرف اربيكي علي بجاحتك امعاي.....اسمعي الحديت زين و حطيه فراسك الي هكسرها عن جريب
ضغط اكثر وهو يكمل : لو رفضتي جوازك مني الي مالاساس مكوتيش تحلمي بيه يبجي هتفتحي باب التار الي جفلته بيدي من سنتين......و بيدي دي اول واحد هيوجع من عيلتك اخوكي الكبير .....ايه جولك
نظرت له برعب و قد فشلت في كتم دموعها التي انهارت كالشلال علي وجنتيها الحمراء ....هزت راسها بهستيريا علامه الرفض و هو تقول : لاااااااه خوي لااااه احب علي يدك
اعتصر قلبه الما علي مظهرها الذي آثار شفقته و لكنه لم يهتم و اكمل : يبجي بلاش منيه العند و وافجي....ولد اخوي مهيطلعش برأت السرايا ....و اني مهجبلش احرم ام من ضناها
رغد بقهر : يعني انكتب علي افادي الكل علي حسابي ....ااااااه يا رب خدني و ريحني مالمرار ديه
ترك زراعها ثم قال ببرود ظاهري : ايه جولك
نظرت له بقهر و غل ثم قالت : و انت خلتلي جول ....حسبي الله و نعم الوكيل
رد عليها بغضب انتقاما لغروره الذي يأبي ان ترفضه انثي : هتوافجي ....و هتضلي اهنيه لحدت ماعرف ايه الي عيملتيه في اخوي لجل ما يجتل روحه.....أياك فكرتي نسيت
نظر لها بشر و اكمل بوعيد : ايامك الجايه كلاتها سواد معاي
ردت عليه بتحدي رغم رعبها الداخلي : جولتلك مليش صالح بموت اخوك.....و إياك تكون امفكر اني هستكت و لا هخاف منيك .....انا وافجت عليك لجل ما انجد اخوي من ظلمك.....كيف ما وافجت علي خوك لجل ما اوجف بحور الدم.....لكن ابدااااا ما هسمح تدوس علي كرامتي و لا تفكرني جاريه عنديك
جز علي اسنانه كي يكتم غضبه ....من اي تأتي بكلتلك القوه ....حسنا ...يوما فقط و ستعرفين من تحديتي ....
تركها مغادرا قبل ان يكسر عظامها ....وقف قبل ان يخرج و قال دون ان يلتفت لها : كسر نفوخك اليابس ديه ...علي يدي يا رغد
وقف داخل غرفه مكتبه بعد ان استدعي عمه و ولده
كي يخبرهم علي ما انتباه
حمزه : خير يا خوي
سحب نفسا عميقا ثم زفره بحنق و قال : اني هتجوز رغد ....ولد اخوي مهيطلعش من السرايا....و لا هجدر احرم ام من ولدها
هز عمه راسه بتفهم رغم حزنه علي ابنته و قال : حجك يا ولدي و دي عوايدنا......كل الي هطلبه منيك متظلمش بتي
حمزه بحيره : عيشه هتحرج الدنيا يابوي ...مفيش وحده تجبل بضره مهمن كان....و الله ما عارف اجولك ايه ياخوي ...انت حطينا بسن المطرجه و السودان
عثمان : خبر ايه يا حمزه ....دي عوايدنا مش جديد علينا .....و عيشه جبل ما تبجي مرتي هي بت عمي ....عمري ما هبدي الغريبه عنيها ....و ربنا يجدرني و مظليمش وحده فيهم
جلست داخل أحضان اختها تبكي بقهر و هي تقول : هددني ياخيتي ....اني هموووت ....ديه هيسود عيشتي ....ماهيسكتش غير لما يعرف سر اخوه
ابعدتها شاديه و قالت بزعر : ايااااكي ....لو جطع منيكي بالحته اوعاكي تنطجي بحرف.....الدم هيبجي بحور يا بت ابوي لو السر انكشف
يا مري ...يا حزني
رغد بجنون : طب و اااني ....اني هعمل ايه وياه ...انكتب علي احمي الكل علي حساب حالي و شبابي الي محسيتش بيه.....بكت بقوه و هي تكمل : هتجوزه كيف ياخيتي كيف بس جوليلي
نظرت لها شاديه بحيره ثم قالت : و الله ماخابره اجولك ايه يا بت ابوي....الحكايه معجربه ....
انتفضت رغد من مجلسها بعنف ثم قالت بتحدي و تصميم : مش هو رايد يتجوزني لجل ولد اخوووه.....مااااشي....انما اني مش هتسماله مره و لا هخليه يلمس شعره مني
شاديه بحزن : يا جهره جلبي عليكي يا ضنايا....هتضيعي شبابك من غير راجل و انتي زينه و الف مين يتمناك......بس فكرك الدكتور. هيجبل بكده ...و لا هيهملك.....ده جليل لو ما خدك بالغصب لجل ما يكسر مناخيرك كيف ما رفضتي
نظرت لها برعب و حيره ثم قالت : .......
يتبع
الفصل الثالث
خرج من غرفه المكتب هو و عمه و ابنه وجد الجميع يجلسون سويا
نظر لهم ثم قال ببرود و هو يلقي عليهم الخبر و كأنه يطلعهم علي حاله الطقس
عثمان : اما....جولي للبنيته تطلع تنضف الجاعه الي فوج و بعديها تنجل حاجه رغد فيها
فهمت الام معني الحديث فابتسمت برضي و قالت : حاضر يا ولدي
اما زوجته انقبض قلبها و سالته بوجل : واااه ليه عاد ....عدتها خلصت و راح تعاود بيت ابوها بكره
وقف الجميع ينظر له في ترقب منتظرين الانفجار المحتوم الذي سيحدث بعد رده عليها
اما هو ذلك المتجبر رد عليها و كانه يطلعها علي حاله الطقس : لااااه مش هتعاود...نظر لها بتحدي ان تعارضه ثم اكمل : انا هكتب عليها بكره
صراخ ....كل ما حدث هو صراخ ملأ الاركان خرج من عائشه و امها
هل يتقبل صدمتها ....بالطبع لا
بصوت يشبه ذئير الاسد : اجفلي خاشمك بدال ما المأذون الي هيكتب عليها يكون مطلجك....اتجنيتي اياك
عائشه بقهر : يا مرك يا عيشه...يا حزنك يا عيشه هتجوز علي يا واد عمي....نظرت لامها و اكملت : مش جولتلك ياما
نظرت لابيها و قالت : و انت يابوي ...اموافجه يعمل في بتك اكده
عبدالعظيم ؛ دي عوايدنا يا بتي ...ولدنا مهيترباش بعيد عنينا
قطع حديثهم بتجبر : عمي ....مفاضيينش احنا لرط الحريم الماسخ ديه ....هم بينا لحل ما نروح نخبر ابوها
ردت تحيه بغل : مالك طايح فالكل ليه يا دكتور ....عم ترتب و تخطط كنك مالي يدك من موافجتهم مش يمكن ياخدوها لحدي من ولد عمها ....رايد تفرش ليك وياها جاعه جبل حتي ما تخبرهم بالي ناويته
نظر لها بتكبر و قال : مفيش حدي يجدر يجول لعثمان السوهاجي لااااه
التف بجسده و تحرك نحو الخارج و هو يقول : همو يلا خالينا نوخلص....و فقط ...ترك النار تاكل في احشاء زوجته المسكينه و انطلق نحو هدفه الذي لن يسمح لاحد ان يحيده عنه ...لحق به عمه و حمزه دون ان يبالو بمن تصرخ قهرا علي زوجها و غدره بها
عائشه بغل : لاااااا....ديه متفج مالاول و الله ...هيجهز حاله جبل ما يعرف اهلها هيوافجه و لا لااااه....التفت لتهرول الي الاعلي و هي تكمل و بوعيد : الله فسماه لاجتلها جبل ما تاخد راجلي
انطلقت الي الاعلي و لم تهتم بصرخات النساء خلفها و الذين لحقو بها سريعا قبل ان تحدث كارثه
وصلت الي جناح تلك الباكيه في حضن اختها ...فتحت الباب بقوه مما جعلهم ينتفضون ثم اتجهت اليها ناويه الفتك بها و هي تقول بجنون : هجتلك يا خطافه الرجاله
سحبت شاديه اختها لتقف خلفها كي تحميها من بطش تلك المجنونه و هي تقول بصراخ : لو يدك مست خيتي هجطعهالك ساااامعه
امسكتها نرجس بقوه لتمنعها من الاقتراب و هي تقول : كنك اتخبلتي و لايه.....بعدي عنيهم يا عيشه متخربيش علي حالك
كادت ان ترد عليها و هي تحاول الافلات الا ان عفت قالت بحسم : عيشه....وقفت متصنمه بعد سماع تلك النبره التي تعرف ان الاتي بعدها ليس بهين
اكملت بامر : خدي بعضك و روحي جاعتك...كل الي هتعمليه ديه مهيغيرش حاجه...رغد هتبجي مرت الدكتور و ولد الغالي مهيطلعش من سرايت ابوه
تحيه بغل : لادد عليكي انتي عمايل ولدك صوح....كل الي همك ولد ولدك لاكن بتي و جهرتها عادي صوووح
تدخلت شاديه بقوه كي تدافع عن اختها و تحفظ لها ماء وجهها : خيتي ما هتجوزش لجل حاجه واصل....خيتي ست البنيته و الف مين يتمناها ...و لو الدكتور محطهاش تاج فوج راسه يبجي بيت ابوها اولي بيها ....ابوها الي عاملها ملكه عالكل....دي رغد العباااايده .....اصغر واحده في العيله و الجعل كله راح ليها....نظرت الي عفت و اكملت : يا حاجه....اني خابره زين انك حجانيه
و عاملتي خيتي من يوم ما دخلت عنديكم كيف نرجس بالتمام ...و يعلم ربنا انها كد ايه بتحبك ....اتجوزت المرحوم لحل ما نوجف بحور الدم و كان النصيب
انما لو انتي خابره ان الدكتور واخدها بس عشان عوايدنا و مهيحطهاش جوه حباب اعنيه يبجي بناجصها بدال ما تبجي لسه في عز شبابها و اترملت مره و اطلجت التانيه
وصل ثلاثتهم الي سراي العبايده بعد ان اتصل بكبيرهم و اخبره بقدومه هو و رجال العائله
و قد اصطحب معه عددا لا بأس به من ابناء عمومته
جلس الجميع في قاعه مخصصه للضيوف تسمي المندره ....و بعد ان قدم لهم واجب الضيافه علي اكمل وجه
بدأ عثمان الحديث قائلا بطريقه مباشره : اني جاي اطلب يد بتك يا حاج عبد الحكيم....ايه جولك
تعالت الهمهمات بين الجميع و برغم ان هذا ما كان المتوقع الا ان الرفض كان ظاهرا بوضوح
صمت منتظر رده و لكن عيناه الثاقبه اطلقت شرارات التحدي ان يرفض طلبه
عبدالحكيم : يا ولدي طلبك علي راسي ...بس انت مش مجبور تتجوزها لجل خاطر ولدك خوك الله يرحمه....احنا ناس تيعرف الاصول زين ...و الواد هيضل بيناتنا
فهم عثمان مخذي حديثه فقال بحكمه يتسم بها : بتك هتبجي مرتي مش لجل ولد خوي و بس ....لجل ماهي بت العبايده و اتشرف اي حدي تبجي مرته....بتك هتضل متصانه و متشاله فوج الراس يا حاج
قبل ان يرد عليه وجدو شابا في اواخر العشرينات ينتفص من مجلسه و بقول برعونه : لاااااه....ميلزمناش يا دكتور ...انا ولد عمها و اولي بيها و ولدكم عنديكم اشبعو بيه
وقف جميع الرجال بغضب بعد تلك الاهانه ...صرخ يونس بقوه كي ينقذ الموقف : وااااه ايه الي هتجوله ديه يا حزين اجفل خاشمك
صرخ الشاب و بدعي اسامه : لاااااه ...علي جثتي لو ديه حوصل ااااني رايدها
كل ما سمعوه بعدها ....صوت زر امان السلاح الناري خاصه عثمان الذي اخرجه من جيب جلبابه موجها اياه الي ذلك الارعن
في نفس التوقيت كانت تهبط علي وجه اسامه صفعه قويه من يد عبدالحكيم وهو يقول : ما عاش و لا كان الي يعلي صوته علي ضيوف عبدالحكيم العبايده و لا يجلل منيهم...اني الي اجتلك بيدي مش هما....اطلع برا غوووور ...مليكش مكان وسط الرجاله ....بتتحددت علي بت عمك يا حزين
بالطبع هو يعلم طريقه تفكير من حوله فمنهم من سيظنون ان بينه و بينها شيئا ما ...و اخرين سيعتقدون انه كان ينظر لها و يشتهبها حينما كانت علي زمه رجل اخر و لم يراعي حرمت فهد
خرج مسرعا و هو يكاد ان يبكي بعد اهانته المستحقه امام الجميع....اما الرجل الحكيم وقف وسط الجميع و قال : حجكم علي راسي يا سوهاجيه.....عيل ماداريش بالي هيجوله...نظر لعثمان الذي اخفض سلاحه و لكنه يغلي غضبا ثم اكمل : مبارك عليك يا ولدي ....و هجولك كيف ما جولتلك جبل سابج ....بتي كانت نوارت دار ابوها ....مطفيهاش يا ولدي
قال كلمته الاخير بحنو حزين شعر به عثمان الذي رد برجوله : فوج الراس و جوه العين يا حاج
فاليوم التالي كان كل شيء قد اكتمل ....تم تحضير جناح جديد كي يقيما فيه معا....اتفق مع ابيها ان يتم عقد القران في سرايا العبايده مساءا و قد عادت هي مع اختها كي تبيت تلك الليله معها و تخرج مع عثمان من بيت ابيها بعد ان تصبح زوجته
جلست عائشه داخل جناحها تبكي بحرقه و هي تعصب راسها بوشاح ...رغم صعوبه الموقف الا ان مظهرها حقا مثير للضحك
جلست امها بجانبها لتواسيها قائله : بكفياكي عويل يا عيشه مش هيغير حاجه يا بتي
ردت عليها بغل : الباكس ...الفاجر...رجع بالليل جبل مانطج و لا اجول كلمه هب فيا كيف بابور الجاز لجل ما اجفل خاشمي ....عينه جويه و لا هيهمه حدي
تحبه بتعقل : يبجي بكفياكي عمايلك الشينه دي و فكري يا حزينه كيف تكسبي جوزك و تاخديه منيها
مسحت انفها بمنديل ثم قالت بانتباه ؛ كيف دبه ياما ....دي هتبجي مرته هو اني كت ملاحجه علي نسوان مصر لما تطلعلي الفاجره دي كماني
نظرت لها الام بمكر ثم قالت : البت زي فلجه الجمر و شعرها حرير كيف سواد الليل....وضعت عائشه يدها علي شعرها الخشن بقهر و هي تسمع باقي الحديث ....شوفي الحريم بتعمل في حالها ايه لجل ما تتزين لجوزها....و غيري من حالك و بلاش تبجي كيف البجره الي بتنطح....خالي حديتك زين يابتي لجل ما تكسبي جوزك
تم عقد القران دون اي مظاهر للاحتفال
في ظل جلوس رغد داخل غرفتها القديمه مع اختيها شاديه و انصاف التي قالت لها بغيره : و الله و بيضالك في الجفص يابت ابوي ....اجوزتي زينه شباب النجع
رغد بغيظ : علي دره....خابره يا خيتي معناته ايه ...هتحسديني علي ايه بس
انصاف بغيظ ؛ و اني احسدك ليه ...مفكره حالك احسن مني في ايه
قلبت شاديه عيناها بملل ثم قالت : بكفياكي يا انصاف هملي خيتك بالي هيا فيه
انصاف : ايوه ايوه دافعي عنيها زي عوايدك
لم تلقي لها بالا بل نظرت لاختها الحبيبه و قالت بحنو : مبارك عليكي يا خيتي ...اكملت بمغزي : هجولك كلمتين حطيهم حلجه في ودانك
ربك له حكمه في كل حاجه بتوحصل لينا....ارضي يا ضنايا عشان يراضيكي....اعتبري حياتك كراسه رسم...و في يدك علبه الوان....
يا هتختاري الغامج و تلوني حباتك بيه...يا هتنجي الابيض و تفرحي بيه....نظرت لها بحنان يملأه القوه و اكملت : لونيها بيدك المرادي يا بت جلبي ...خليها زاهيه اني خابره ان علي جد طيبه جلبك بس ذكيه و هتعرفي زين تختاري الي فيه الصالح
وقفت تحتضن ابيها كي تودعه ....و المتجبر لم يهتم بتلك المشاعر التي تثير غثيانه ....كل ما يهمه الان البحث عن ابن عمها الذي اقسم ان راه في المحيط سيقتله و لا يبالي....زفر بارتباح لا يعرف مصدره حينما لم يجد له اثر
وجد حاله دون شعور يسحبها من كف يدها الذي شعر بنعومته و صغر حجمه داخل كفه الكبير الخشن مما ادي الي رعشه قويه اصابته من الداخل
اخفي هذا الشعور ببراعه وهو يقول ببرود ظاهري : يلا يا ...لا يعلم لما سكت لسانه عن نطق اسمها...هل يغار ان ينطقه امام الجميع ...ام شعر بحلاوته بقرر الا يسمعه احد او بنطقه غيره
نظرت له بتيه و خوف فاكمل : يلا يام رحيم عوجنا عالحاجه....و فقط....سحبها معه الي ان فتح لها باب سيارته في حركه لاول مره في حياته يفعلها مع احدهم
صعدت جانبه و قبل ان يغلق الباب نظر لها بغيظ و هو يقول بامر : دخلي شعرك الي باين مالطرحه ...ليه ملبستيش ملس يا واكله ناسك
نظرت له بزهول يشوبه القلق ثم قالت : وااااه ملس ....اني شعري ناعم و عم يطلع مالطرحه لحاله
ما زادته كلماتها الا غليانا ....اغلق الباب بقوه و هو يجز علي اسنانه و يقول بوعيد : فكريني اجصهولك لجل ما نرتاح.....
وصل الجميع الي السرايا ...وقفت عفت لتحتضنها بفرحه يشوبها الحزن و هي تقول : جلبي توه ارتاح دلوك نورتي دارك يا بتي
نظر لها ببرود ثم قال : اطلعي جاعتك....الجديده و اني هشوف كانو بيتصلو بيا من مصر ليه و هحصلك....اعقب قوله بالتوجه داخل غرفه مكتبه سريعا ثم اغلق الباب خلفه و اخيرااااا....استطاع ان يتنفس
قد افتعل تلك الحجه الذي وضعتها في موقف مخجل امام الجميع كي يلملم شتات نفسه .....ما الذي حدث له ...هكذا سال حاله ثم اكمل بهمس : خبر ايه يا دكتور ...ايه الي جرالك ...من جلت الحريم الي عرفيتهم تاجي هي بلمسه ايدها تحركك...اوعاك تنسي تارك عنديها....و لا انك عمرك ما هتلمس واحده داجها حدي جبلك
اما هي فبعد ان صعدت برعب داخلي الي جناحها الجديد و قبل ان تخلع عنها عبائتها ....و بعد ان حلت وشاحها وجدت عائشه تقتحم عليها خلوتها و هي تقول بغيره عمياء : اوعاكي تكوني مفكره حالك هتملي عين الدكتور ....خالي فبالك انه اتجوزك مخلاص حج لجل عوينات ولد اخوه و بس
نظرت لها رغد بقوه ثم ضحكت بدلال و قالت بكيد اشعلها ....في الحقيقه لم يشعلها وحدها ...بل اشعل الذي يقف منتظرا ردها و قد اطرب قلبه بتلك الضحكه التي لم يسمع مثلها من قبل
رغد : و اني مش رايده املا عينه....اكملت بدهاء انثي لن تسمح لاحد ان يقلل من قدرها : اني هملا عينه و جلبه و عجله كماني ....امسكت خصله من شعرها الطويل ثم لفتها حول اصبعيها و هي تكمل بصوت يملأه الدلال : روحي شوفي حالك لجل ما الحج اتجهز....لجوزي
ليست عائشه من صدمت من ذلك الحديث ....بل الذي برقت عيناه و ارتعش جسده و هو يتخيل ما هي تلك التجهيزات ....تحرك سريعا كي يتواري خلف احد الاعمده
اما عائشه فصرخت : بوووووووه
ثم خرجت سريعا و هي تشتعل غيره و غضب بعد ان خسرت اول معركه امام غريمتها
تنفست الصعداء ثم قالت لحالها : داه باينه هيبجي مرار طافح
لملم شتات حاله...تنحنح بخشونه ثم اتجه الي الحناح الذي من الواضح ان الجنون سيصيبه بداخله...فلنري
اغلق الباب خلفه و قبل ان يلتف تفاجا بها تقول بقوه : عود حالك تخبط جبل ما تدخل
زوي بين حاجبيه ثم التف لها و قال بزهول : اخبط كيف يعني ....اكمل بغيظ و قوه : ده موطرحي خلاص ...انتي الي عودي حالك ان بجالك راجل ....
رغد بتحدي الهبه : لاااااه
نظر لها بغضب صارخ لم تهتم له و اكملت : انسي انك تبجالي راجل كيف الخلج.....اجبرتني عالجواز و وافجت لحل عوينات خوي و ابوي....انما تفكر اني هتسمالك مره ....لااااااه فوج يا دكتور
نظرت له بتحدي يملاه القوه ثم قالت : اني رغد العبايده ......خالي ديه في بالك....اتنازل اااااه....لكن بمزاجي.....لكن ابداااا ما هسمح انك تفكرني جاريه عنديك....و لا انك تستجوي علي او حتي تفكر اني هخاف منيك
لا يعلم حقا مدي قوه النار التي تلتهم احشائها ....كل ما يعلمه هو رؤيه تلك المشاهد الدمويه التي يصورها له عقله كي يفعلها معها انتقاما لكرامته و غروره
تمالك حاله بشق الانفس ثم قال بهدوء خطر : معناته ايه حديتك ديه
ارتعش جسدها من نبرته المليئه بالغضب و لكنها اكملت تحديها له قائله : معناته ان مش هتسمالك مره.....جدام الناس انت راجلي و ليك احترامك.....لكن بيناتنا مليكش صالح بيا ....انت في حالك و اني فحالي يا دكتور
او اجولك عنديك مرتك ابجي ضلك وياها هي اولي بيك
كل ما يسمع في تلك الغرفه التي من الواضح انها ستصبح عنبرا لاكثر اثنان جنونا علي وجه الأرض....غير انفاسها اللاهثه بعد ما انتهت من حديثها
و انفاثه التي تخرج معها لهبا سيحرقها لا محاله
تحرك بتمهل جعلها تموت رعبا فعادت الي الخلف وهي تقول بتحزير واهي : بعد عني اوعاك تفكر هسمحلك ...اااااااه....هكذا .....قطعت حديثها و صرخت حينما.....
يتبع
الفصل الرابع
اجمل ما فالانثي ضعفها حتي لو مثلت القوه ...و هنا يكمن سلاحها الفتاك الذي لا يستطع رجل ان يتصدي له
و لكن....اذا اتقنت استخدامه فالوقت الصحيح
رعب ...خوف....سب لحالها بداخلها
كل تلك المشاعر كانت ثائره داخل جسد رغد المرتعش بعد ان مثلت القوه و تفوهت بما لا يحمد عقباه
و مع من ...مع من طمع في غرور العالم اجمع و احتفظ به لنفسه
ظلت تعود للخلف الي ان ارتطمت بالحائط الذي لعنته الف لعنه
و هو يتقدم منها بتمهل رغم غليانه ...وقف قبالتها ثم رفع يداه حتي يستند بهم علي الحائط ليحبسها بينهم
اعتقدت هي انه سيضربها فاهتزت رغما عنها...كان مظهرها مثل الطفل المزعور مما جعله يريد ان يطلق ضحكاتا صاخبه ...الا انه تمالك حاله ثم ثبت عيناه الثاقبه داخل خاصتها اللامعه
ظل هكذا لبعض الوقت كي يبث الرغب داخلها اكثر حتي نطقت هي بقوه واهيه كذبها صوتها المرتعش : واجف اكديه ليه ...اااا...اني مهخافش ...و اني حزرتك ...اوعاك تلمسني ...اني بجولك اهاااا
هل يفصل عنقها ...ام يقطع لسانها باسنانه ....لا يعلم...و لكن كل ما هو متاكد منه ....لن يسمح بسحق كبريائه علي يد تلك الطفله ذات الراس اليابس و التي لا تعلم مع من تتحدث
خرجت نبىته ببرود اشبه ببركان ثائر و هو يقول : انتي خابره هتحولي حديتك ديه لمين
كادت ان ترد عليها الا انه صرخ بها : اجفلي خاشمك الي عم يطلع روبه يا واكله ناسك ....بلاش تتجلي حسابك وياي
لن تصمت و لن تظهر خوفها ...ردت عليه بتحدي : اني مجولتش حاجه
جز علي اسنانه بغضب جم ثم قال : اوعاك تفكري حالك مره يتبصلها....اااااني عثمان السوهاجي ...شوفت و عرفت نسوان بعدد شعر راسك الي عايز يدج ديه....احب اجولك انتي متسويش ضوفر وحده فبهم
و حتي لو .....لو فكرت ...هتجبلك كيف و انتي جاتله خوي....ليا عنديكي تار و هاخده ...و وجتها هرميكي مش بره السرايا لااااه بره النجع كلاته ....
طعنه قويه انشق علي اثرها قلبها الصغير نصفين....سترد له الصاع صاعين حتي لو قتلها لن تهتم ...لن تسمح له ان يدهس كرامتها بكل تلك القسوه
اشتد جسدها علامه القوه و التحدي و هي تقول : مش رايك فيه هو الي هيهمني....اني عارفه جيمه حالي زين...و لولا اني رغد بت الشيخ عبدالحكيم ...كت عرفت اردلك حديتك ديه ....اجولك ...لا انت طايجني...و لا اني جبلاك و لا حتي طايجه اشم الهوا الي بيجمعنا
اما تارك الواهي ديه ...خاليك تاكل حالك طول عمرك ...لو جطعتني حتت مهطلعش كلمه من خاشمي....و في ربنا مطلع و عارف مين الظالم ...و مين المظلوم
انت مفكر حال....اممممم
استفزه حديثها....شفتاها الورديه التي تتحداه ان يلمسها ....شعرها الغزير الناعم الذي يتطاير حول وجهها البهي من شده غضبها
كل هذا جعله يريد الانتقام من ذلك اللسان السليط...و كسر تلك الفاتنه التي دلف عرين الاسد و هي تعتقد انها قادره علي تحديه
حبست بين جسده و الحائط ...يدان قويان تحكما في وجهها كي يثبتانه جيدا....فم غليظ ينتقم من خاصتها الصغير
حاله زهول انتابتها...الصدمه جعلت عقلها يتوقف عن التفكير حتي في منعه.....خبرته انستها ما حدث و تاهت معه في قبله لن تختبر مثلها من قبل
اما هو ....تحول العقاب الي متعه تجبره علي التعمق اكثر ....اذا كان هذا طعم قبلتها ...فماذا سيكون شعوره اذا اكمل
هنا فاق ...بعد ان اسقطه عقله من فوق سحابه حلقت به الي الاعلي
فصل قبلته بتمهل مميت ...نظر لها وجدها ما زالت مغمضه عيناها و لا تقوه علي فتحها...اصطبخ وجهها بحمره قانيه خجلا و رهبه و مشاعر لم تختبرها من قبل
حتي انه ابتعد دون ان ينطق حرفا واحد و كأنه لم يفعل شيء ....ظلت واقفه كما هي لبعض الوقت الي ان صرخ بها بكل تجبر : تعالي اتخمدي ....يلااااا
فاقت اخيرا من تلك الغيبوبه المؤقته ...و تحمد الله انه صرخ بها كي تداري علي استسلامها المشين بلسانها السليط الذي سيؤدي بها الي التهلكه
رغد بغل : خاااابر لو جربت مني تاني ....اااااا.....انت مفكر اني ممكن انام جنبيك ...بتحلم ....سااامع
لااااا هذا كثير حقا لن يستطع تحمل كل هذا التحدي
في لحظه كان امامها يحملها فوق كتفه و يلقي بها فوق الفراش بمنتهي القوه مما جعلها تصرخ الما ...و قبل ان تتفوه بالمذيد قال بتهديد صريح : لو عايزه الليله تعدي ...اجفلي خاشمك و بذيداكي عناااااد
اغمضت عيناه بقوه علام النوم في مظهر حقا....مضحك
هز راسه بياس ثم تحرك تجاه المرحاض و بداخله غيظ العالم من تلك الطفله الحمقاء
في غرفه عائشه ...حقا كان مظهرها مثيرا للشفقه...هي امراه ...برغم بساطتها و برغم انها تعلم تمام العلم ان ماحدث هو نابع من عادات تربو عليها
الا انها حقا ترفض هذا الوضع ...كان لها زوجا ملكا لها وحدها ...و الان اصبحت تشاركها فيه اخري
و اي اخري...فتاه صغيره ...جميله...هل سينفر منها ...هل سيميل لها و يبغضها هي
و في وسط بكائها و كل تلك الافكار التي كادت ان تفتك بها وجدت نرجس تدخل عليها
نظرت لها من بين دموعها و لم تستطع النطق
اقتربت نرجس ناحبتها ثم جلست و قالت بشفقه : كت خابره انك هتضلي تبكي طول الليل ...جولت لازمن اجي اطمن عليكي
عائشه بحزن : مبجاش حيلتي غير البكي علي حالي يا بت عمي ...اني شايله الروب و هو زمناته ممتع حاله وياها...ضربت فوق صدرها بقوه و اكملت : جلبي جايد ناااار
مجدراش اتحمل ...نفسي اصرخ و اجول بوووووه يا ولاد
نرجس بحنو : هوني علي حالك يا خبتي ...انتي خابره زين ان دي عوايدنا ...و الي حوصل ديه امر طبيعي
عائشه : خابره...و كت متوكده ان ديه هيحصل بس غصب عني يا نرجس....الواحده منينا تجبل العمي و لا يبجالها ضره....اني خابره اني مليجش بيه ...و ان بيشوف حريم تحل من علي حبل المشنجه كيف ما بيجولو....بس كت بصبر حالي و اجول ...اني مرته و ام عياله
انما دلوك بحاله مره تانبه و بكره يخلف منيها ...
نرجس : حتي لو ديه حوصل هتضلي اول بخته و بت عمه الي لا يمكن يستغني عنيها ...دانتو عشره سنين يا بت
نظرت لها بقهر و قالت : بس مش حبيبته يا نرجس
بعد ان اخذ وقتا طويلا تحت مرش المياه يحاول ان يرتب افكاره و ينسي تلك الدقائق التي عاشها معها ....و في كل مره يتذكر شعوره يرتعش جسده بهزه قويه لم يختبرها من قبل
بمجرد ان تمدد بجوارها فتحت عيناها بوجل ....تلاقت النظرات في حديث صامت ...صارخ...تائه...و كلا من هما يشعر انه لم يمس من اخر
لم تتحدث و لم يفصل تواصلهم البصري الي ان اغمضت عيناها براحه لا تعلم من اين اتت و في غضون لحظات كانت تذهب في نوم عميق
اما هو ظل يتطلع لها لفتره الي ان نام هو الاخر و بداخله حربا دروس لا يعلم متي ستنتهي ....و لمن سيكون الانتصار ...العقل ...او الخافق بقوه
صباحا داخل سراي العبايده ...كانو يقومون بتجهيز ما يسمي ب...فطور الصباحيه
و كانت شاديه تتابع ما تفعله العاملات باهتمام
دلفت اليها انصاف و بعد ان نظرت لكل ما يحدث بغيره قالت : وااااه ...ايه كلت ديه يا شاديه...هي بت بنوت اياك
نظرت لها بغيظ و قالت : دي عوايدنا يا بت ابوي ...و لا عايزانا نصغر باختك جدام السوهاجبه
انصاف بغل : و هي جديده عليهم اياك...ماهي كانت مرت ولدهم جبل سابج ....و روحتم كلياتكم محملين بشي و شويات ....غير الدهب الي غرجتهوها بيه ....هتعملوها تاني...هو مفيش غير رغد الحيله الي الكل بيجلعها
شاديه بغضب : ميته هتصفي جلبك لخيتك ....سيبيها لحالها ....الكل شايفها متجلعه بس محدش شاف الي عايشه فيه...بلاش غيرتك منيها تعمي جلبك و تنسيكي انها خيتك لصغيره
تغاضت عن كل ما قيل و سالت باهتمام خبيث : و ايه الي عاشته بجي
شاديه بمواربه : بكفايه انها كانت تمن التار و هي عنديها ستاشر سنه...و يادوبها تمت التمنتاشر و اترملت...كلت ديه مش اكفايه و لايه
انصاف بحقد : و اهي اتجوزت الدكتور بذات نفسه ....زينه شباب سوهاج كلياتها و الف مين كانت تتمناه
شاديه بغيظ : علي ضره ....اتجوزته علي ضره و معاه جوز اعيال ...يعني مش خالي يابت ابوي
نفضت حزنها سريعا و قد قررت الا تستسلم لهذا الوضع ...ستحارب حتي تحتفظ بمكانها في حيات طبيبها المتجبر
تذينت عائشه بشكل مبالغ فيه ...ارتدت الكثير من الحلي ...هبطت للاسفل و لاول مره تفرض حالها علي عاملات المنزل و تامرهم بما يجب فعله
راتها عفت من بعيد فاتجهت لها ثم تطلعت الي هيئاتها و قالت : وااااه ايه الي عملاه في حالك ديه يا عيشه..هي صبحيتك انتي و لايه
و من ميته بتدخلي المطبخ و لا بتجولي ايه الي بنعمل
كتمت غيظها و قالت : لاااه يا مرت عمي ...دي صبحيت جوزي و جولت لحالي اعمله فطوره بيدي و اطلعهولو كماني....فيها حاجه دي
نظرت لها عفت بعدم ارتياح ثم قالت : لاه يابتي ...مافيهاشي....ربنا يكملك بعجلك و يهدي سركم
بعد قليل اتجهت الي الاعلي و معها الخادمه تحمل معها صينيه كبيره فوقها الكثير من الطعام الشهي
طرقت الباب بغل متعمد مما جعل رغد تنتفض من نومها....نظرت جانبها لم تجده ...سمعت صوت المياه فعلمت انه داخل المرحاض
طرق الباب مره اخري فردت بتحشرج : مين
عائشه بغل متواري : اني يا عروسه جيبالك فطور الصباحيه انتي و الدكتور بنفسي
هنا فاقت سريعا و عمل عقلها بشكلا كامل
تحركت من فوق الفراش...وضعت اذنها فوق باب المرحاض و حينما تاكدت ان مرش المياه ما زال يعمل
قالت سريعا و هي تضم ملائه الفراش كي يصبح مظهرهه مشعث ثم اتجهت الي خزانت ملابسها لتخرج شيئا ما : اصبري هبابه هستر حالي و افتحلك
انقاضت النار داخل الواقفه بالخارج و لكنها كتمتها بداخلها كمدا
و لكن....حينما فتح الباب و رات تلك الماكره ترتدي روب تعمدت الا تغلقه جيدا و عبثت في شعرها كي يصبح مظهرها اكثر اثاره توشي لمن يراها بالكثير
ابتسمت بتشفي حينما وجدتها تطالها بغيره ثم قالت : واااه جيبالي الفطور بنفسك يا ابله عيشه
عائشه بجنون : ابله ....ليه شيفاني شغاله فمدرسه اياك
رغد بكيد : الاحترام واجيب بردك
تفحصت عائشه الغرفه بعين يملاها شرار الغضب و الغير ثم قالت : وينه الدكتور
رغد بدلال : بيتسبح....ريداه في حاجه
و الدكتور يقف خلف الباب من اول لحظه ليستمع و يستمتع بمكرها الذي ستدفع ثمنه غاليا
ارتدي ثيابه سريعا بعد ان فكر بشيطانيه
خرج بطريقه طبيعيه و هي يجفف خصلاته بمنشفه صغيره و يقول : وينك يا رغد
تصنع المفاجاه و قال بابتسامه : واااه عيشه بذات نفسها جيبالي فطوري ....اقترب منها ثم قبل جبهتها و قال : تسلم يدك
و الماكره كانت في موقف لا تحسد عليه ...كيف ستستر ما يظهر منها امامه ....و غريمتها تراقب كل نفس
اقترب منها ثم ضمها من كتفها بزراعه و قال ممثلا المزاح : شايفه يا رغوده ....اني اكده جلبي ارتاح ...واضح مهتبجوش ضرار ...هتبجو اخوات ...و لايه
مع ارتعاشه جسدها من هذا القرب خرج صوتها مرتعشا و هي تقول : ايوه امال ايه
اما عائشه فقد ارضاها بتلك القبله البسيطه و لكن غيرتها لم تسمح لها ان تبقي اكثر من ذلك قالت سريعا : اسيبكم تاخدو راحتكم....لو احتجت حاجه رن عليا يا عثمان....و فقط ...غادرت سريعا مغلقه الباب خلفها بغل
بمجرد ان اغلق الباب دفعته سريعا ليبتعد عنها ثم صمت الروب بيدها كي تداري ما ظهر منها و قالت بغضب : مش جولتلك اوعاك تلمسني
لم يهتم لغضبها بل ظهر عليه الاستمتاع و هو ينظر الي الفراش و يقول بوقاحه : باينها كانت سهره صباحي و لايه
لم تجد ردا عليه بعد ان احمرت خجلا
قررت الهروب من امامه لتتواري خلف باب المرحاض و هي تقول بصراخ : يا جليل الحيا
اما هو دون اراده منه خرجت منه ضحكات صاخبه جعلت قلبها ينبض بحنون و هي تقف مستنده علي الباب من الداخل
جلس ياكل بشهيه لم يشعر بها من قبل و هو يفكر ان ايامه القادمه ستكون اكثر صخبا
قال لحاله : اني مخابرش ...انتي عيله صغيره هتخاف مالهوا...و لا حيه هتتلون بميت لون....بس الاكيد اني مهنساش الي عملتيه في اخوي يا رغد
حضر اهلها كعادتهم محملين بالكثير من الهدايا و قد صعدت الخادمه كي تخبرهم
رد عليها من الداخل بخشونه : عشر دجايج و نازل
نظر تجاه المرحاض التي ما زالت تحبس حالها داخله ثم زفر بحنق و قال : اهلك تحت...هتباتي عنديكي و لايه
ردت عليه بخجل تملك منها : طب روح انت و اني هحصلك
عثمان بغيظ : مهينفعش ....لازمن ننزل ويا بعض ...انتي مش بت بنوت لجل ما يطلعو يطمنو عليكي ...و لا نسيتي
جرحها بتلك الكلمات و كان زواجها بغيره وصمه عار يشعر بها و بحتقرها
ردت لحزن استشعره : مخدتش امعاي خلجات ...و مهجدرش اطلع جدامك اكديه
عض شفته السفلي بغل ثم اتجه الي عبائتها التي وجدها ملقاه في احد الاركان ....مال بجسده و التقتها سريعا ثم اتجه اليها و قال : افتحي خدي عبايتك يا يت الحسن و الجمال ...و اخلصي ...رايد اجلك كلمتين جبل ما ندلو لتحت
خرجت له بعد لحظات ...وقفت تنتظر حديثه دون ان تتفوه بحرف
نظر لها بتحذير ثم قال : الي بيناتنا مفيش حدي بعرفه واصل سامعه
نظرت له بعدم فهم فاكمل : محدش يعرف اننا مش طايجين بعضنا ....احنا جدام الناس عايشين عادي ....فاهمه و لا اوضح اكتر
احمرت وجنتها خجلا من مغزي حديثه و قالت : فاهمه زين ...
نظر لها بقوه و قال : و لا حتي خيتك الي تعرف عنيكي كل شي....اني بحزرك...لو حسيت انك جولتيلها حسابك وياي هيذيد ...و انتي الي هتشيلي الروبه مش حدي تاني
هزت راسها بتفهم ثم قالت : حاضر مهاجولش ...اطمن
رد بغيظ : هو اني جلجان عشان اطمن ....لو حدي لازمن يجلج هيكون انتي
بعد ان انتهت الذياره و التي لم يعطها فيها الفرصه للاختلاء باختها....يعلم تمام العلم انها ستقص لها كل ما حدث...و هذا ما لم يقبله علي رجولته
قبل ان يصعد معها وجد امه تهتف باسمه ....اتجه لها و قال : ايوه ياما
ربتت علي صدره بحنو و قالت : اتجي ربنا يا ولدي
نظر لها بعدم فهم فابتسمت و اكملت : انت خابر جصدي زين يا ولدي ...لو كان الطلاج حاجه شينه مكانش ربنا حلله ...و لا الي بتترمل ليها يد في عمر جوزها يا ولدي
ربنا بعتلك هديه ...حافظ عليها و متضيعهاش من يدك ...مفيش حدي وجتها هيندم غيرك يا ضنايا
كاد ان يرد عليها الا انها منعته بكف يدها و هي تقول بحسم : اني جولت الي عيندي ....عجلك في راسك تعرف خلاصك يا دكتور يا متعلم
و فقط تركته و غادرت تاركه اياه يغرق في بحر افكاره و بعد فتره قال بغل : لو تعرفي يام الدكتور انها جاتله ولدك ...اااااخ ياما ...اني كاتم جهرت جلبي علي خوي ...سيبيني فحالي و فمراري الطافح لحد ما اجيب حجه منيها ياما
بالاعلي ....بعد ان راته يقف مع امه ...ذهبت سريعا كي تهاتف اختها قبل صعوده ....و اثناء ذلك كانت تراقب السلم من الاعلي حتي تراه و هو يصعد ...و بالفعل ...راته ...اغلقت الهاتف معها و كادت ان تتحرك الا انها رات عائشه تقف في الطابق الاسفل و من الواضح انها تنتظره
وقف معها قليلا و هو بحادثها بهمس لم تسمعه...رات اقترابها منه حد الالتصاق....و ما هي الا بضع لحظات و كان يتحرك معها تجاه جناحهما الخاص
لا تعلم لما شعرت بوخذه داخل صدرها ..دمعت عيناها و قالت : كلهم كلاب ...يجرو وري اي حرمه تلمسهم....حسبي الله و نعم الوكيل
يتبع
الفصل الخامس
بين الضعف و الكبرياء حربا ضروس
تاكل احشائنا ...ترهقنا...لا نحن نعترف بضعفنا....و لا نتحمل كبريائنا
انقضي شهرا بعد زواج طبيبنا المغرور و فاتنته العنيده
كلا منهما يعاند الاخر لمجرد العناد
هذا ظاهريا....و لكن بداخل الاثنان ...يعلمان جيدا ان كل ما يفعلاه هو محاوله قد تكون فاشله كي يغطون علي انجذاب كلا منهما للاخر
تري ....من منهم سيرفع الرايه البيضاء اولا....لا اعلم
الجميع لاحظ اعتناء عائشه بهيئتها كثيرا عن زي قبل ...و الحق يقال طبيبنا رغم غروره و تسلطه الا انه تفهم موقفها بل حاول الا يشعرها بوجود اخري في حياته...و برغم انه وضع قواعد المبيت لديهما الا انه في اليوم الذي يكون فيه لدي رغد ...يمر عليها اولا كي يطمأن عليها ثم يذهب للاخري
و هذا ما جعلها تطير فرحا ...ولكن كيد الانثي جعلها تاخذ هذا الامر سلاحا كي تحارب به غريمتها
بعد ان ارتدت عبائه فاخره ذات لونا وردي ...وقفت تمشط شعرها امام المراه ...و تنتقي بعض الحلي كي تتذين به ....
خرج من المرحاض و حينما وجدها علي هذا الحال عقد بين حاجبيه و سال باستغراب : ليه كلت ديه ...من ميته بتجعدي فالدار بخلجات الخروج دي
نظرت له بتحدي ان يرفض : لاني طالعه
اشتد جسده غضبا مما سمع ..نظر لها بعيون ضيقها علامه الاستعجاب ثم قال بهدوء خطر : طالعه....اكده لحالك ...من غير ماعريف ...
ردت بغرور سيهلكها مع هذا الوحش الذي ينتظر الفرصه كي يخرج غيظه منها : كت هخبرك ....اني رايده ازور بوي و اهلي
هنا قد خرج الوحش...ناهيك عن فعلتها التي ستحاسب عليها حسابا عسير ...الا انه لم يري امامه الا هذا الارعن الذي وقف يجهر امامه باحقيته بها
لم تستطع الهروب ...بل وجدت حالها مكبله ...بعدما لف زراع حول خصرها اما الاخر لف حوله خصلاتها الطويله ثم قال بغضب جم : انتي فجرتي ....فكرتي سكوتي علي لسانك الي عايز جطعه و راسك اليابسه ..رضي عنيكي
فوجي يا رغد ...اني صبرت عليكي كتير
ردت عليه بارتعاش اثر خوفها من هجومه : اني معميلتس حاجه ...انا رايده اشوف ابوي و خواتي
عثمان بغيظ : لحالك اكديه...ملكيش راحل تاخدي الاذن منيه
ردت عليه ببرود ظاهري كي تعانده : لاااه...ماني كت هجولك لجل ما تعرف
سيجن ...حقا سيجن من تلك البلهاء التي لا تعلم بماذا اوقعت حالها ...شد علي خصلاتها مما جعلها تصرخ و هو يقول : هتعرفيني ...كتر خيرك ....صرخ و هو يكمل : اجعلي يا رغد ...اني لحدت دلوك مجيتش يمك ...و بعاملك بما يرضي الله يكش تعجلي و تجولي عالسر الي مدارياه
خلينا نوخلص من بعض بالمعروف يا بت الناس ...
لما راي سحابه حزن مرت داخل عيناها اللامعه بدموع بعد نطقه لتلك الكلمه
و لما شعر بقبضه غليظه تعتصر صدره هو الاخر ...لم يهتم كثيرا
اكمل بغل : انتي مكتويه علي راجل ...خابره يعني ايه...النفس الي هتاخديه يكون باذن مني ...جتلك من وين الجراه تعملي اكده يا واكله ناسك
رغد بتحدي : ليييه ...مفكرني عبده عنديك ...فوووج يا دكتور اني رغ...اااااه
قطعت تفاخرها بنفسها الذي يصيبه بالجنون حينما اطبق علي فمها الذي اشتاقه حد اللعنه ...فمنذ ان ذاق حلاوه قبلتها التي اقتنصها في اول ليله لهما معا ....كلما تذكرها تصيبه رعشه تهز جسده بقوه
ما لها تلك الشفتان ملمسهما مثل الحرير…..مال قلبي بشتهي الغرق بها...مال روحي تحلق في فضاء شهدها
اما الاخري ...التي ما زالت تحتفظ ببكاره مشاعرها ...لم تشعر بحالها بين يديه ..بل اصبح جسدها هلاميا رغم امتلائه ....لما لا تقوي علي ردعه....بل لما يصبح عقلها فارغا بمجرد ان يخطفها تهدم دفاعتها بل تصبح هبائا مندثرا
بمنتهي التمهل القاتل ...الجامح ....كان يفصل قبلته التي لم يرد ان تنتهي ....تطلع الي عيناها المغلقه ....ملس علي وجنتها الناعمه لاول مره.....ثم قال حديثا منافيا لم يحدث
عثمان بصوت متحشرج جاهد لاخراجه طبيعيا : حطي فراسك اليابس ديه الي في يوم هكسرهولك ...ان عثمان السوهاجي ...متخلجش الي يعلي حسو عليه ...خصوصي لو كانت حرمه ...سامعه
اخرجها من تلك الدوامه التي عصفت بها ....اعاد لها تمردها و كبريائها
ابعدته عنها بقوه واهيه و هي تقول بغيظ : و اني متخلجش لساته الي يتحكم فيه
عثمان : ليه مش جوزك اياك
ضربته بقبضتها فوق صدره و هي تقول بغيره لم تستطع التحكم بها : لااااه روح احكم علي عيشه يا جوز التنين....و فقط....هرولت تجاه المرحاض الذي اصبح ملجأها الوحيد للاختباء منه
اما هو ابتسم بحلاوه وهو يملس علي شفتيه دون ان يهتم لهرائها
و بعدما خرجت بعد الكثبر من الوقت ...وحدت قلبها ينبض بعنف كاد ان يخنقها بعدما وجدته يرتدي حله رماضيه اللون اسفلها قميصا كحلي ...تاهت في وسامته التي ستهلكها لا محاله...فاذا كان ذو هيبه في جلبابه الصعيدي ...فهو الان اميرا من احد الاساطير
لاحظ تلك النظرات من خلال المراه التي يقف امامها كي يمشط خصلاته البنيه ....ثم ابتسم بكيد و هو يقول : خاتيلك كام صوره
عضت شفتها السفلي غيظا من هذا الغليظ ثم قالت : مهردش عليك ....دلوقك اني لازمن اروح حدي اهلي
التف لها و سال باهتمام : ليه حدي منيهم عيان
رغد : لاااه الحمد لله كلياتهم بخير ....بت اختي هيطاهروها الليله و رايدني وياهم
عيثمان : لساتكم هتعملو الجهل ديه ....مسمعتوش ان ختان البنات غلط
رغد : دي عوايدنا ...مهنغيرهاش ...
عثمان : يا بجره انتي الموضوع ديه غلط كبير عالبنيته اني بكلمك كدكتور ...البت بتتبع في جوازها لما تكبر ...حرام عليكم تدمروها
رغد بعدم فهم : يعني ايه ...ايه دخل الحواز في طهور البت
رد عليها بهدوء و تعقل لاول مره : دي حاجه ربنا خلجها بيها ...مسؤوله عن الاثاره الجنسيه ...لما تجطعوها البت هتبجي بارده ويا جوزها ...و طبعا الراجل مهبحبش اكده ....هينفر منيها....و هي هتفكر انها معيوبه و لا مش مرغوب فبها ..نفسيا هتتعب ...يبجي ليه من اساسه ...ما تسيبو خلجت ربنا لحالها
رغد بحيره رغم خجلها : اني مخبراش كلت ديه ...اااا ...يعني كل البنته اكده
عثمان : لاه ...هفهمك ...كل مكان ليه طبيعته ...بمعني ان الي عايشين في المناطق الصحراويه حراره الجز بتبجي عاليه بطبيعتها ...هنا ختان البنات واجب ...عشان يحللو من شهوتها الي بطبيعه الجو الي عايشه فيه بتبجي عاليه
انما في بلادنا الجو عادي و طبيعه الحياه غير ...يبجي ملوش داعي لاكديه ....فاهمه حاجه
هزت راسها بعدم فهم فضحك بهدوء و اكمل : عشان بجره
نظرت له بغيظ فاكمل بجديه : خلاصه الجول اتصلي بخيتك و جوليلها بلاها العمله الشينه دي حرام عليكم
قطبت حاجبيها بتعجب ثم تقدمت منه و هي تقولي : واااه اتصل بيها ليه هو اني مش هروح
رد بحزم : لاه رجلك مهتخطيش دار ابوكي ...الي رايدك يجيلك اهنيه السرايا مفتوحه للكل
ردت بغضب : ليه بجي هتحبسني اياااك
تطلع لها بتفحص ثم قال بصوتا عذب و بنبره حانيه لم يختبرها من قبل ....هجفل عليكي بالضبه و المفتاح كماني
و قبل ان تستوعب ما قيل كان يميل عليها و يلثمها بقبله سطحيه و برغم بساطتها ....كانت رائعه حقا
اعتدل و هو يتحول مائه و ثمانون درجه وهو يقول بغلظه : غيري خلجاتك الماسخه دي و حصليني....و فقط
انطلق متجها الي الخارج دون ان بعطها حق الرد ...او الفهم
اما هي ....وقفت مسدوهه من تحوله و اخذ عقلها بحاول فهم تلك الحروف التي خرحت منه علي هيئه طلاسم بالنسبه لها
توقف عقلها عن العمل و لم يصور لها معني حديثه في تغيير ثيابها الا انه يقلل منها ....قررت التمرد و الهبوط كما هي و ليفعل ما يفعل ...فلنري ايها المغرور
و المغرور اشتعلت النار داخل صدره حينما وجدها تهبط فوق الدرج دون ان تنفذ ما قاله او بمعني اصح امرها به....هل سيراها الجميع بتلك الفتنه ...برغم احتشامها الا ان مظهرها كان مهلك لرجولته التي اصبحت تشتهيها ....حتي انه قال ....بهائك يتحدي اللون الوردي ...من منكما سيكون اكثر زهوا
القت عليه نظره متحديه مع ابتسامه شامته لعلمها انه لن يستطع الاعتراض امام الجميع
قطع هذه الحرب المتواريه حديث عفت التي قالت بحنو : بسم الله الله اكبر تعالي يا بتي ...
مالت عليها لتقبل كفها بحب كما اعتادت ثم قالت : اصباح الخير يا حاجه ...وجهت حديثها للجميع : اصباح الخير عليكم
ردو عليها فمالت لتاخذ ولدها من جدته ....احتضنته باشتياق وهي تقول : كيفك يا جلب امك ....انستني و جاعد ويا ستك.....اعقبت قولها بتقبيل وجنته الممتلأه
مما جعل الذي يحترق بداخله يركز مع ثغرها الذي كان يتنعم به منذ قليل و يريد ان يقتل ولدها كي لا يمسه
ارادت عائشه لفت الانتباه لها و مكايده تلك الفاتنه ....مالت علي زوجها و قالت : هتسافر دلوك يا عثمان
من نظرات رغد المستغربه علمت انه لم يطلعها علي وجهته طار قلبها فرحا لذلك
و هذا الماكر استغل كيد النساء فالاخذ بثاره منها فقال بحنو متعمد : بامر الله مانتي خابره مواعيدي يا عيشه ...رايده حاجه اجبهالك و اني راجع
ابتسمت باتساع و قالت : رايداك طيب و ترحعلنا بالف سلامه يا غالي
مالت نرجس علي امها و قالت بمزاح : ولدك واجع بين تنين كيادين ياما ....يا مرارك الطافح ياخوي
كتمت عفت ضحكتها و قالت : خلينا نتسلي يابتي ..التلافزيون مبجاش فيه حاجه عدله....اطلعي ...رغد هترد الصاع صاغين دلوك
و رغد لم تخيب املها حينما قالت بصوت عذب تعمدته : متنساشي الي جولتلك عليه يا حبيبي
اهتز....حقا اصابته هزه قويه بعد سماع تلك الكلمه و التي يعلم انها تقولها مكايده في غريمتها ....الا ان تاثيرها عليه كان قويا لدرجه انه عجز عن الرد
اخرجه من تلك الحاله سؤال عيشه : يجبلك ايه يا رغد هو انتي حداكي شويه
نظرت لها بدلال مفرط ثم قالت وهي تضم ولدها بقصد : هو مالاساس مش منجصني حاجه ...من غير ماطلب بلاجيه جايبلي الحلو كلاته ...كل الي رايده لعبه شوفت اعلانها و حولت يحبها لرحيم ....في مانع
قطعت عفت تلك الحرب خينما قالت ؛ ديه الغالي يجيبله الحلو كلاته ...ديه رحيم بيه السوهاجي
وقف سريعا بعدما شعر انه لن يستطع الجلوس امامها اكثر ...بداخله غضب ...غيره ...حزن تملك منه و لا يعرف سببه
القي عليها نظره معاتبه جعلتها تسبح في بحر الحيره ...ثم ودع امه بقبله فوق حبينها و غادر سريعا
داخل صرحا كبيرا يعد من اكبر المشافي في مصر ....تقدم بكل هيبه و وقار داخل اروقه مشفاه الخاص يتابع الحالات التي تنتظره منذ ايام ...يتحدث مع الاطباء ليطلع علي اخر المستجدات
و هناك ...في اخر الرواق ...تقف فتاه في اواخر العشرينات تنظر له من بعيد بنظرات يملاها الحب الميؤوس منه
وجدت يدا حانيه تربت علي كتفها و تقول : مش اتفقني تنسيه يا لمياء ....
نظرت لها بحزن و قالت : يا ريت كان بايدي يا ولاء ....مانتي عارفه انا بحبه من ايام ما كنت طالبه و بتدرب معاه هنا
ولاء بحكمه : يا حببتي عارفه ...و من وقتها و انا حزرتك متسبيش مشاعرك تكبر لانه واحد متجوز ....انتي مسمعتيش مني و كنتي متخيله انه هيحس بيكي ....لا و الادهي ان مكنش عندك مانع ابدا تكوني زوجه تانيه
دمعت عيناها و قالت : و يا رتني عرفت و لا اقدرت احسيه بيا ...و اهو بدل الزوجه بقي اتنين يعني الموضوع بقي اصعب كمان
نظرت لها ولاء بغيظ ثم قالت : لا انتي جري لعقلك حاجه ....استحاله تكوني لسه حاطه امل عليه ....فيكي ايه تناقص عشان تاخدي واحد مشاركك فيه اتنين
فوقي يا لميا ...انتي دكتوره و جميله و من عيله اي حد يتمني يناسبها ....مترخصيش نفسك.....نظرت لبعيد و هي تري ذلك العاشق الصامت ثم اكملت : شوفي الي شاريكي و هيبقي ملكك لوحدك ....
مر يومان دون اي شيئا يذكر غير حزن رغد التي حاولت ان تداريه
فقد انتظرته ان يتصل بها كما يفعل حينما يغادر الي القاهره بحجه الاطمأنان علي ولد اخيه و لكنه لم يفعل
لم تجد ملجأ لها غير اختها الحبيبه و التي دائما ترشدها للصواب
امسكت هاتفها و قامت بالاتصال بها و حينما جائها الرد قالت : كيفك يا خيتي
شعرت شاديه بتغيير نبره ابنتها الروحيه فقالت باهتمام : زينه الحمد لله....مالك يابت ...فيكي ايه صوتك متغير
زفرت بحنق ثم قالت : مفيش حاجه ....البيه الدكتور ....ليل نهار يتحددت ويا عيشه او ولادها و مفكرش يسال علي ولد اخوه الي اتحوزني لجل خاطره
اكملت بغيره : و هي بجي مهتكدبش خبر تاجي جدامي و تتحدت بمياعه حاجه تجرف...تجوليش لساتهم عرسان
ضحكت شاديه بقوه علي غيرت صغيرتها الواضحه و التي ستنكرها لا محاله ...قررت ان تذيدها لتشعلها اكثر فقالت : و انتي شاغلك ايه ...مرته و بتجلع عليه حجها
رغد بجنون : يكش تولع جال تجلع جال ...و مكانش بيوحصل كلت ديه جبل سابج ليه ...ايش عجب دلوك
شاديه بجديه : دلوك بجي ليها شريك فيه ...و ديه راجلها و ابو ولادها ....حجها تعمل كل الي تجدر عليه لجل ما تكسبه و تخافظ عليه....و الله و طلعتي عاجله يا عيشه
انتفضت من مجلسها و هي تصرخ في اختها بجنون : واااااه ...يعني اني الي مجنونه دلوك.....تشبع بيه ...و لا يشغلني ...مانتي خابره اتفاجي وياه و عيشتنا كيف ماشيه
شاديه بحكمه : بس هي متعريفش يابت ابوي ....محدش يعرف غيري....و خالي بالك ....هي اكده مره صوح
رغد بحيره : كيف يعني ...هي احسن مني فايه
شاديه : في عجلها
رغد : بجيت مجنونه دلوك
شاديه : لما بيمسك فيكي الكبر و المعانده بتبجي احن المجانين ....يابتي افهمي انا عم بجولك الحديت ديه من جبل ما يكتب عليكي ....افتحي جلبك ليه ...احكيله يا بتي عالمرار الي عيشتيه
ابدئي وياه حياه جديده يكون هو عوضك و جبرك من ربنا عن كل الي اتحملتيه
رغد بحزن ؛ مهجدرش ...هيفكر اني خايفه منيه ...و لا حبيته
شاديه بقوه : و ديه محصولش يا بت العبايده
ارتعش جسدها بقوه و قالت بمكابره : لااااه و لا عمره هيوحصل ....لو عايز يعرف الحجيجه يدور عليها ...مش هنطج حرف يا شاديه ...اكملت بغيره : و يشبع بست الشحروره ...جبر يلمهم هما التنين
شاديه : عيملتي ايه يا رغد لحل ما يهملك من غير سؤال
تلجلحت لعلمها بخطأها ثم قصت عليها ما حدث قبل ان يغادر
صرخت بها الاخت بغضب : عارفه...اني الي هاجي ادج نفوخك اليابس ديه ....بتجلي من راجلك يا رغد ...دي تربايتي ليكي ...تلبسي لجل ما تطلعي مالدار من غير اذنه ...لاه و بتذيدي الطينه بله و متسمعيش حديته.....كتر خيره انه مجطعش خبرك
رغد بخوف : انا مجصودش
شاديه بامر لا يقبل النقاش : هنشوف بعدين تجصدي و لا لاه....هي كلمه وحده ...اجفلي معاي و اتصلي بجوزك ....سامعه
رغد بعند : وااااه ...اتصل اجوله ايه ...اني عمري ما عيملتها
شاديه بغضب : دي مشكلتك ....اتصلي بيه احسنلك و اني متوكده انه هيفهم سبب اتصالك ...يلاااااا
انتفضت من صرخت اختها التي اعقبتها باغلاق الهاتف في وجهها ...قالت بغلب : يا مرك يا رغد ...هيجول عليكي ايه دلوك ...الله يسامحك يا خيتي
زفرت بحنق و لم تجد بدا من مهاتفته فهي لا تعصي امرا لاختها
اول مره لم تجد ردا ...و الثانيه كذلك حتي تمكن منها الغضب ....انهت الاتصال الثالث ثم اتصلت باختها و خينما ردت عليها قالت بغل : كلمته تلت مرات مهانش عليه يرد ...عاجيبك اكديه
شاديه : تلاجيه عنديه شغل و لا حاجه و اول ما يفضي هيرن اني متوكده
رغد بعناد : مهردش عليه هو مش احسن مني في حاجه.....هااااا الحجي ده هيرن اها
شاديه سريعا : هجفل و افتحي بسرعه ...اعقبت قولها باغلاق الهاتف
اغمضت رغد عيناها بوجل ثم فتحت الخط....و قبل ان تتفوه بحرف....برقت عيناها حينما سمعت.......
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا