رواية روحى تعانى الجزء الثاني الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم إيه شاكر
رواية روحى تعانى الجزء الثاني الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم إيه شاكر
(٦)
-الأمانه معايا وكله تمام يا باشا.
قلبي دق بخوف، خوفت إنه يكون هيخطفني! فاتعدلت في قعدتي وقولتله:
-نزلني على جنب لو سمحت.
مردش عليا فكررت جملتي أكتر من مره وكل مره كنت بعلي صوتي عن اللي قبلها وهو مش بيرد عليا، تسارعت دقات قلبي وأنفاسي وأنا بخبط على باب التاكسي وبقول بصوت عالي:
-بقولك نزلني هنا...
🌸🌸🌸🌸
الحلقة السابعة
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸
ساق أسرع وهو بيقول بارتباك:
-معلش مكنتش سامعك أ... أصل السماعه في وداني...
-بقولك نزلني...
قال ببعض الحدة:
-حاضر يا ست الكل هركن وأنزلك... بس من غير صوت عالي!
صلوا على خير الأنام ♥️
★★★★
-ليه كده يا هيثم جايبها معاك ليه؟!
قالتها همسه لهيثم بعتاب فرد هيثم:
-أنا ما جبتهاش أنا لقيتها على الباب والله.
بصت آلاء ناحية البوابه فلقت ياسر راجع، قالت بقلق:
-مروحتش وراها ليه يا ياسر عشان تفهمها.
-ملحقتهاش... متقلقيش نفسك أنا هتصرف... محصلش حاجه.
قالت آلاء بحزن:
-أنا آسفه يا ياسر على الموقف ده... سامحني.
رد ياسر بابتسامة:
-آسفه على إيه محصلش حاجه أصلًا... أنا هتصرف مع سمر.
زفر هيثم بعمق وقال:
-طيب روح وراها أصل تروح تحكي لمراتك ولا حاجه.
قال ياسر:
-لأ متقلقش مش هتعمل كده.
قالت همسه:
-هي قالت انها كانت عارفه من زمان أصلًا... معنى كده إنها سابت ياسين عشان كده؟!
هز ياسر رأسه بالإيجاب كان واضح في عنيه الحزن اللي لاحظته آلاء، فقالت:
-روح يا ياسر حل الموضوع ده ومتقلقش علينا احنا هنقعد هنا يومين...
قعد ياسر ومد إيده بالأكل قدام فم آلاء وهو بيقول:
-مش قبل ما تأكلي الأول... مش همشي إلا لما تاكلي.
قالت آلاء بقلق:
-لكن يا ياسر...
قاطعها وقال وهو بيضغط على كلمات جملته:
-أنا مش هتحرك من هنا إلا لما تاكلي.
بدلت آلاء نظرها بين هيثم وهمسه ورجعت بصت لإيد ياسر الممدوده بالأكل وفتحت بوقها وبدأت تاكل عشان تريحه ويمشي، ولما كانت بتبص في وشه غصب عنها كان بتتخيله زوجها المتوفى فتبتسم ويبتسملها...
سبحان الله وبحمده ❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★
لما رجع ياسر لبيته، كان قلقان تكون سمر اتهورت وقالت لنسمه أي حاجه ولكن استقبلته نسمه زي كل يوم فاطمن ومر اليوم بهدوء...
وتاني يوم في الشركة سمر مراحتش الشغل، فرنت عليها همسه كتير لأنها كانت عايزه توضحلها الموضوع لكن موبايلها مغلق...
ولما ياسر عرف قلق عليها فاتصل على نسمه وبعد ما سألها عن أحوالها والأولاد سأل بنبرة مرتعشة:
-إنتِ مشوفتيش سمر النهارده ولا ايه؟!
شهقت نسمه وقالت بهدوء:
-تصدق فكرتني دي كانت بتقول هتروح لبابا امبارح... تلاقيها عند بابا هرن عليها كده.
-طيب رني عليها وارجعي كلميني وطمنيني.
قفل معاها ولما اتأخرت نسمه عليه رن عليها فكنسلت عليه أكتر من مره وبعد شويه رن عليه ياسين قال بقلق:
-أيوه يا ياسر... سمر يا ياسر مش عارفين راحت فين...
بص ياسر لشاشة التلفون، لقى نسمه بترن فقال بتوتر:
-يعني ايه مش عارفين راحت فين؟!
-نسمه بتقول إنها مش عند والدها ولا عند أي حد من قرايبها.
بلع ياسر ريقه بارتباك وهو بيبص على شاشة تلفونه ونسمه اللي بترن عليه، وقال:
-طيب خليك معايا لحظه يا ياسين... هرد على نسمه وأرجعلك.
مجرد ما رد على نسمه قالت بصوت مخنوق من البكاء:
-الحقنا يا ياسر سمر مش لقينها.
وقف ياسر لما سمع صوت نسمه وقال بقلق:
-هتروح فين يعني يا نسمه ممكن تكون عند عمتك أو خالك أو خالتك متقلقيش.
قالت ببكاء:
-كلمتهم كلهم محدش يعرف عنها حاجه.
مسح ياسر على شعره بارتباك وقال:
-ربنا يستر... طيب اهدي يا نسمه إن شاء الله خير.
قفل معاها وكلم ياسين وهو طالع من شركته وبعدين كلم هيثم وحكاله وبدأوا يلفوا عليها في كل مكان لحد بالليل وبرده ملهاش أثر.
وبعد لفت على أقسام الشرطه والمستشفيات وغيرها اتجمعوا كلهم قدام بيت ياسر، قال ياسين بنفاذ صبر:
-يعني راحت فين اختفت؟!
رد والدها بسخرية:
-في الأخر هنلاقيها عند حد من أصحابها وسيبانا كلنا نلف حوالين نفسنا
قال كريم:
-يارب يا بابا أهم حاجه تكون بخير.
تنهد هيثم بعمق وقال:
-طيب هنعمل ايه دلوقتي؟
قال والدها بنبرة ظهرت فيها اللامبالاة:
-أنا رأيي كل واحد يرجع بيته احنا بلغنا الشرطه وهما يتصرفوا.
كلهم بصوا لوالدها بتسائل عن حالة البرود والامبالاه اللي هو فيها فقال بنفاذ صبر:
-متبصوليش كده! بنتي وأنا حافظها وعارف إنها متعبه ومتأكد إنها كويسه...
قال كده ومشي، فنفخ ياسين بضيق ومشي، ناداه ياسر وسأله:
-رايح فين يا ياسين؟
قال بملامح حزينه:
-هدور عليها.
مستناش ياسين حد وكمل مشي ورجع كريم مع والد سمر، فبص ياسر لهيثم وقال:
-أخر مكان سمر كانت فيه كان في البيت عندكم!
-إحنا ممكن نفرغ كاميرات البيت ونشوف أرقام التاكسي اللي ركبته.
قال ياسر بأمل:
-أيوه صحيح إحنا ازاي مجاش في بالنا الحوار ده!
-يلا بينا مش عايزين نضيع وقت...
واتجهوا لبيت هيثم....
من ناحيه تانيه كان ياسين بيلف في الشوارع وبيبص على اللي ماشين، وبعد كثير من اللف كانت الساعه ٢بعد منتصف الليل ولما حس باليأس بص للسماء وقال:
-يارب.
وفجأه انتبه ياسين على صوت شاب واقف وراه قال:
-اتفضل معانا يا باشا...
بص يمينه وشماله وقبل ما يتكلم ضـ ـربه واحد على دماغه وفقد الوعي...
استغفروا❤️
★★★★
-هااا كلمتوه واتفاوضتوا معاه؟!
-يا غبي مطلعتش أخته... وأصلًا ملهوش أخوات بنات!
-يا عم أنا سألت وقالولي أخته.
-مش أخته دي أخت مراته.
-طيب كويس يعني أخت ألاء!
-ألاء مين يا عم ركز شويه... أخت مراته الأولى.
-يا نهار مش فايت طيب هنعمل إيه دلوقتي هنرجعها ولا ايه!
-لأ نرجعها فين! إحنا هنسيبها زي ما هي وأخوه جاي في الطريق...
-جاي ازاي؟!
- الرجاله راحوا يجيبوه.
«سمر»
سمعت حوارهم ده ومفهمتش منه أي حاجه افتكرت امبارح بمجرد ما وقف التاكسي عشان أنزل ركب شاب على يميني وشاب على شمالي وكتم نفسي بمنديل، حاولت كتير أقاوم لكن في النهايه غبت عن الوعي...
قضيت يوم صعب مش عارفه أنا فين! الأوضه اللي أنا فيها اضائتها خافته ومفيش فيها أي منفذ، صرخت كتير وبكيت كتير ومحدش رد عليا، كانو رابطين إيدي ورجلي في كرسي، واحد.منهم دخل يأكلني في بوقي لكن رفضت وصرخت فخرج وسابني...
في النهاية لما لقيت مفيش فايده سكتت وبكيت بقلة حيله، يمكن تكون نهايتي قربت ومخرجش من هنا تاني، بصيت لفوق وقلت بتذلل:
-يارب.
بكيت لما افتكرت وعدي لربنا إني هرجعله، وعدي اللي منفذتهوش! وعدي اللي قطعته الأزمه اللي فاتت لما كنت بهرب من الشقه وكنت بقول خلاص هي دي نهايتي ولكن ربنا نجاني وكانت النتيجه إني نسيت نفسي ونسيت وعدي! حتى دلوقتي بقيت أصلي كل الفروض لكن مش بخشوع، بصلي بجسمي وبس، أنا خايفه لأ خايفه ايه أنا مرعوبه من الموت! بكيت جامد ما أنا مبقتش أعمل حاجه غير البكاء...
انتبهت على صوت فتح باب الأوضه، قلت يمكن جايبنلي أكل! لكن لقيت إتنين ملثمين بيرموا شخص على الأرض، وقبل ما يخرجوا قال واحد منهم وهي بيضحك بسخرية:
-إحنا قولنا مينفعش نسيبك لوحدك... جيبنالك رفيق...
ضحكوا وقفلوا الباب تاني، حاولت أتأمل مين الشخص ده لكن الإضاءه كانت خافته جدًا وبتترعش وكأنها إضاءه لشمعه بيعاندها الهوا، قلت بصوت مبحوح من كثرة الصريخ والبكاء:
-إنت مين! فوق... فوق بقا... فتح عينك... إنت مين؟
حاولت أهز الكرسي اللي مربوطه فيه يمكن أشوف وشه لكن وقعت بالكرسي لوره، تأوهت بألم وارتفع صوت بكائي حاولت أتعدل معرفتش فصرخت...
مش عارفه مر وقت أد إيه وأنا على الحاله دي، لحد ما سمعت صوت آهات الشخص الملقى على الأرض، كنت وقعت بعيد عنه ومش شيفاه خالص، قلت برجاء:
-اصحى بقا فكني... يا أستاذ بالله عليك... اصحى بقا...
استغفروا❤️
★★★★★★★
«ياسين»
سمعت صوتها لكن مردتش كنت حاسس بألم في راسي وحسيت إني بتخيل أو نايم على سريري بحلم، لما انتبهت أكتر سمعت بكاءها وهي بتقول:
-فكني بقا أنا تعبت والله تعبت... عاوزين مني إيه بقا!!
قومت بسرعه كنت عارف إنها سمر عمري ما أتوه عن صوتها أبدًا، قلت:
-سمر!
جريت عليها وأول ما شوفت وشها قلت:
-إيه اللي بيحصل!! مين عمل فيكِ كده؟
ابتسمت وقالت:
-ياسين! الحمد لله... الحمد لله إنك هنا...
عدلت الكرسي وفكيتها بسرعه وهي بتبصلي وتبتسم وكأنها لقت طوق نجاة الظاهر مش واخده بالها إننا في الهوا سوا، ولما فكيتها وقفت وقالت:
-مين دول؟ إنت جاي تنقذني صح؟!
فركت ذقني وانا بقول:
-كان نفسي أطمنك والله بس أنا معرفش احنا فين ولا مين دول ولا سبب وجودنا هنا أصلًا!
بان عليها الزعل وقالت:
-يعني ايه؟
قالتها بارتباك ولما لاحظت حالتها ووشها المرهق حاولت أتصرف بهدوء وحكمة، قعدت على الأرض ومسكت راسي بألم وأنا بقول:
-يعني أنا حد ضـ ـربني على دماغي وجابني هنا! إنتِ بقا جيتِ هنا ازاي؟
ولما حكتلي بالتفصيل وصلت هنا ازاي قلت:
-إحنا باين كده والله أعلم مخطوفين يا سمر!
-واشمعنا أنا وإنت؟! يعني لا معانا فلوس مثلًا ولا لينا أعداء...
شهقت بقـ ـوة وقالت بذعر:
-تفتكر هياخدوا اعضائنا يا ياسين؟!
قلت بتفكير:
-لا لا معتقدش إن الموضوع كده!
سندت رأسها للحيطه وقالت:
-ياسين أنا مش عاوزه أموت دلوقتي؟
حاولت أخفف من حدة الموقف بصيت لها بنظرة جانبية وقلت:
-ولا أنا... أنا مينفعش أمـ ـوت قبل ما أخد الدفتر اللي معاكي وأولـ ـع فيه! عشان أطمن إن محدش هيقراه.
ابتسمت وقالت:
-نفسي أعرف الدفتر ده فيه إيه؟!
ضحكت بخفوت وقلت:
-أقولك ومتقوليش لحد!
-متقلقش أنا كتومه جدًا.
-خلاص لما نخرج من هنا بالسلامة فكريني أقولك.
قالت بارتباك:
-هو... تفتكر إن احنا هنخرج؟
-إن شاء الله ربنا هينجينا... خلي عندك ثقة فيه.
قولتها وأنا رافع سبابتي بشاور لفوق، فبصت لفوق وقالت:
-يارب...
سكتنا شويه وقعدت أقلب بصري في المكان وأتفحصه يمكن ألاقي مخرج! وأول ما بصيت لسمر لقيتها مركزه معايا وبتبصلي بعمق وهي مبتسمة، لفت رأسها الناحية التانيه وقالت:
-بما إنك موجود بقا أنام وأنا مطمنه، أنا منمتش امبارح خالص...
-ماشي نامي... نامي ومتقلقيش هتتعدل ان شاء الله.
الأوضه كانت ضيقه يعني اتنين متر طول وعرض، والنور كان بيرتعش زي ما نكون في فيلم رعب فغمضت عينيها وهي قاعده جنبي عشان تنام قلت:
-هتنامي وإنتِ قاعده؟
-اه هنام وأنا قاعده جنبك عشان خايفه.
-طيب افردي ظهرك ونامي.
بصتلي وسكتت فكملت:
-يلا يا سمر بتفكري في ايه!!
نفذت اللي قلته ومن الواضح إنها كانت جعانه نوم أول ما غمضت عينها سحبها النوم...
غضيت بصري عنها وقعدت أستغفر وأسبح وأدعي تذكرت تسبيح سيدنا يونس وهو في بطن الحوت ورددت طول الليل:
-لأ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين...
وكلي يقين أن الله سيستجيب لي وينجينا من الغم....
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 🌹
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين
★★★★★
وبعد ما فرغ هيثم الكاميرات موصلش لأي حاجه، لأن سمر ركبت التاكسي من الاتجاه التاني للطريق وأرقامه مش ظاهره...
قعدوا يائسين ومش عارفين يعملوا ايه فرن موبايل ياسر ولما رد، قال صوت أنثوي:
-اللي بتدور عليه عندنا بس الأول تروح زي الشاطر تتنازل عن المحضر اللي عملته في الشرطه...
-إنتِ مين؟!
-مش مهم أنا مين المهم إن أي حركة ذكاء هبعتلك حد فيهم متقطع في أكياس إنما لو نفذت اللي هنطلبه هرجعلك أخوك والحلوه اللي معايا لكن لما تنفذلنا شويه طلبات كده أولهم تتنازل عن المحضر...
-أخويا!!! ياسين!!
-أيوه أخوك مشرفنا هنا... هبعتلك ورق بكره عشان تتنازل عن المحضر ولما ترجع بالسلامه هنتفاهم...
وقبل ما يتكلم ياسر قفل الخط، فردد ياسر بصدمه:
-ياسين كمان!
هيثم ومراد كانوا بيبصوله بترقب وبيسالوه حصل ايه وهو مش بيرد، كان بيحاول يرن على ياسين لكن موبايله مغلق، حط إيده على جبهته بحسره فسأله هيثم بقلق:
-إيه رد علينا؟!
قال ياسر بقلة حيلة:
-سمر وياسين اتخطـ ـفوا...
مراد بصدمة:
-اتخـ ـطفوا! مين عمل كده؟
هز ياسر رأسه بالنفي وهو بيقول:
-مش عارف... ومش عارف ورق ايه اللي بتقول هتبعته!
سكت هيثم شويه، كان بيبص لياسر بس بيفكر في حل وبعدين، قال:
-متقلقش صدقني هتتحل...
قال مراد:
- قوم روح ناملك شويه لحد الصبح... عشان نقدر نفكر.
وقف ياسر وهو بيقول بحسرة:
-أنام إزاي وأخويا مش في سريره!
كمل:
-والله لو كانت سمر السبب في اللي بيحصل ده عمري ما هسامحها! دي بنت متعبه و....
نفخ بضيق ولما هدى شويه قال:
-يارب يرجعوا بالسلامه يارب... هسامحها بس يرجعوا بالسلامة.... يارب لطفك يارب.
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★★
وتاني يوم فتحت سمر عنيها لقت نفسها متغطيه، مكنتش عارفه الوقت لأن الأوضه على اضائتها وكأنها تحت الأرض، بصت جنبها لقت ياسين نايم وهو قاعد على الكرسي، وقفت ونفضت هدومها وقربت منه براحه...
وقفت تتأمله وهو محاوط نفسه بإيده من الرطوبه والبرد وساند رأسه على الحيطه، أخذت الغطاء وحطته عليه فاتنفض وهو بيردد بفزع:
-سمر.
-اهدي يا ياسين أنا كويسه.
ولما شافها قدامه اتنفس بارتياح، كان قاعد يحرسها طول الليل خايف عليها لكن غـ ـصـ ـب عنه عينه غفلت، مسح وشه من أثر النوم وبص في ساعته اللي كانت ٩ صباحًا، وقف يبص للمكان وقال:
-وبعدين؟! هنعمل إيه يا سمر!!
قالت بخوف:
-مش عارفه!
اتجه ياسين ناحية الباب فنادته سمر بتوتر:
-رايح فين؟
مردش عليها وبدأ يخبط على الباب جامد وهو بيقول:
-افتحوا... افتحوا... عايزين الحمام...
قعد يخبط أكتر من مره لحد ما فتح راجل باين عليه شاب متخطاش الثلاثين، وكان معاه سلاح فرجع ياسين بسرعه يقف قدام سمر وهو بيبلع ريقه بارتباك وبيندم أنه خبط على الباب.
قال الشاب الملثم:
-خير؟ عامل دوشه ليه؟!
قال ياسين بارتباك:
-عـ... عايزين ندخل الحمام... عشان نتوضى ونصلي
شاور الشاب على حيطه ورانا وقال:
-الحمام وراكوا أهوه.
بصوا الاتنين للحيطه وقال ياسين:
-دا جدار!!
نفخ الشاب بزهق وزق الحيطه اللي اتفتحت وكأنها باب وظهر حمام فعلًا، قال الشاب:
-أدي الحمام والأكل هيجيلكم دلوقتي.
لما حس ياسين بهدوء الشاب سأله:
-انتوا مين؟ وعاوزين مننا ايه؟
-ولا حاجه! موضوع كده بنحله وهنسيبكم.
-موضوع ايه؟
دخل راجل تاني ملثم بس لما بصيت لعنيه حسيت إني أعرفه! حط الأكل قدامنا، قال:
-كنا محتاجين حضرتك وحضرتها تكتبوا رسالتين حلوين بخط ايديكم بعد ما تفطروا.
انتفض قلب ياسين وهو بيسأل:
-رسالتين ايه!!
قال الشاب بابتسامة ضهرت في عنيه:
-هتكتبوا انكوا اتجوزتوا وبتقضوا شهر العسل.
سأل ياسين بصدمة:
-إتجوزنا إزاي يعني؟!
ضحك الراجل وقال بسخرية:
-اخص عليا هو أنا مقولتلكش! ما انتوا هتتجوزوا النهارده...
عقدت الصدمه لسان ياسين فسكت، شاور الراجل للشاب وخرجوا وقفلوا الباب، وسابوهم مذهولين من اللي بيحصل وكأنه حلم غريب! يمكن حلو لياسين ومرعب لسمر التفت ياسين وبصلها كانت واقفه وراه بتبصله بذعر، قالت:
-جواز ايه! دول مجانين!!!
تنهد ياسين بقـ ـوة وقال:
-متخافيش...
#يتبع
(٧)
-اخص عليا هو أنا مقولتلكش! ما انتوا هتتجوزوا النهارده...
عقدت الصدمه لسان ياسين فسكت، شاور الراجل للشاب وخرجوا وقفلوا الباب، وسابوهم مذهولين من اللي بيحصل وكأنه حلم غريب! يمكن حلو لياسين ومرعب لسمر التفت ياسين وبصلها كانت واقفه وراه بتبصله بذعر، قالت:
-جواز ايه! دول مجانين!!!
تنهد ياسين بقـ ـوة وقال:
-متخافيش دا أكيد حلم وهصحى منه... أصل أنا علطول كده بحلم إننا بنتجوز باختلاف الأحداث وبقوم قبل كتب الكتاب.
🌸🌸🌸🌸🌸
الحلقة الثامنة
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸🌸
بصتله سمر بذهول، وبص هو للأرض وهو بيفرك ذقنه بتوتر، فسمعوا أصوات زغاريد بصوت الرجاله من بره وتصفيقات وهما بيغنوا، بصوا لبعض للحظة مصدومين من اللي بيحصل، وانفـ ـجر ياسين بالضحك، فقالت سمر بضيق:
-والله شكلهم مجانين بجد! يعني خاطفينا عشان يجوزونا؟! دا إيه الهبل ده؟!
مبطلش ياسين ضحك فقالت بزهق:
-إنت بتضحك على إيه إنت كمان!
شاورلها بايده إنه هيسكت وضغط شفايفه ووقف يبص لمنظر الأوضه والنور بتاعها اللي بيترعش والحمام اللي بابه على شكل جدار واتجه ليه يحركه يمين وشمال وانفـ ـجر بالضحك تاني وهو بيقول:
-إنتِ متأكده إن دا واقع ومش بنحلم... أصل مفيش أي حاجه منطقيه.
بصتله بنظرة جانبية وقالت:
-يعني إحنا الاتنين بنحلم؟!
-لأ ممكن أكون أنا اللي بحلم وإنتِ ضيفة شرف في الحلم! أو ممكن تكوني إنتِ اللي بتحلمي....
ضحك بهسترية وهو بيشاور على نفسه وكمل:
-وأنا اللي ضيف شرف...
نفخت سمر وزعقتله:
-فيه إيه يا ياسين؟ هو ده وقت ضحك!!
قعد ياسين على الأرض وحمحم وحاول يتظاهر بالجدية، فبصتله سمر وهو باصص للأرض وحاطط إيده على بوقه، وقالت بجدية زائفة:
-بس إنت كده بطل من أبطال الحلم مش مجرد ضيف شرف!
ضحك ياسين مره تانيه وكأن سمر فتحت باب السجن لضحكته، قال من ورا ضحكاته:
-أيوه صح أنا كده بطل دول بيقولولك هيجوزونا.
ضحكت سمر هي كمان لحد ما بدأت تكح وقالت وهي بتحاول تتنفس:
-إحنا بنضحك على إيه! إحنا في ورطه يا ياسين.
قال ياسين بابتسامة:
-ورطة إيه يا بنتي دول هيحققولي أمنيتي... الحمد لله إنهم اختاروني أنا عشان أكون العريس وإلا كنت أروح فيها لو حد تاني اتجوزك.
ابتسمت سمر ابتسامة صغيره وسكتت، فشاور على الحمام وقال:
-قومي ادخلي الحمام اتوضي عشان نصلي...
-أنا أخاف أدخل الحمام ده وأقفل الجدار ميتفتحش تاني!
ضحكوا مره تانيه بهسترية وكأنهم ما صدقوا لقوا أي حاجه تضحكهم وبعدين قام ياسين وقال:
-متخافيش تعالي بس دا باب أصلًا.
قالها وبدأ يحرك الباب عشان يطمنها فدخلت...
وبعد فترة كانت منتظراه يخلص وضوء ويخرج، سألته:
-القبله ازاي؟!
-مش عارف...
التفت ياسين حوليه وبعدين شاور قدامه وقال:
-خلينا نصلي كده... فأينما تولوا فثم وجه الله.
أكملت سمر:
-إن الله واسع عليم.
قال بابتسامة:
-اللهم بارك حافظه سورة البقرة؟
هزت راسها بالنفي وقالت:
-لا بس حافظه آيات منها...
-ربنا يرزقك ويرزقني حفظ القرآن ولذة تلاوته أناء الليل وأطراف النهار... تصدقي حلوه الدعوه يلا ندعي بيها احنا الاثنين في السجود...
هزت راسها توافقه بابتسامة، فقال وهو بيستوي واقف:
-يلا نبدأ صلاة...
وبعدما كبر ياسين تكبيرة الإحرام بدأ يقرأ بهمس فظنت سمر إن الصلاة سر، فبدأت تقرا الفاتحه لكنه شرع في القراءة جهرًا فسكتت، كان هو إمامها ولأول مره تصلي وراه وتسمع تلاوته الهادئة المرتلة للقرآن...
كان بيطول في السجود فكانت بتقول في كل سجدة:
-ربنا يرزقنا حفظ القرآن وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار... يارب ونجينا من المأزق ده...
وبعد ما خلصوا الصلاة قعدوا قصاد الأكل يبصوا لبعض، سمر كانت جعانه مأكلتش من يوم كامل، قال ياسين:
-أنا هاكل الأول زيادة أمان ونستنى نص ساعه لو محصلش حاجه إنتِ كمان تأكلي.
هزت سمر راسها بالنفي وقالت وهي بتمد إيديها تاخد ساندوتش:
-أنا جعانه فهاكل أنا الأول ولو حصل حاجه إنت هنا...
مستنتش تسمع قبوله أو اعتراضه وبدأت تأكل السندوتشات بشراهة فقال بسخرية:
-يعني إيه إنت هنا!
قالت بابتسامة وهي بتمضغ الطعام:
-يعني مطمنه حتى لو حصلي حاجه هلاقي حد يدفـ ـنني.
قال:
-ألف بعيد الشر عليكِ.
ابتسمت بحياء وسكتوا وبعد ما خلصت قالت:
-ربنا يستر بقا.
قال:
-يارب
سكتوا شويه وبعد فترة من الصمت سألته سمر بفضول:
-هو إنت قبل ما تصلي كنت بتقول إيه! يعني بعد ما كبرت ودخلت الصلاة قلت حاجه؟ أنا افتكرتك بتقرأ الفاتحه في سرك.
-أيوه... قصدك دعاء الإستفتاح... سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك.
-أول مره أسمع عنه.
مسح ذقنه وبدأ يشرح لها:
-دعاء الاستفتاح سنه مندوبه يعني لو عملتيها عليها ثواب ولو تركتيها صلاتك صحيحه ولا إثم عليكِ... وليه أكتر من صيغه بيكون بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة.
ردد الدعاء مرة تانيه:
-أنا غالبًا بقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك... وأحيانًا بقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلنى من خطاياي بالثلج والماء والبرد.
كررته سمر وراه أكتر من مره وحفظته...
وبعد دقيقة من صمت سمر وتلاوة ياسين لأيات من سورة الأنبياء اللي بيُطلق عليها سورة الإستجابة لأن ذُكر بها لفظ استجبنا في عدد كبير من المواضع، كانت بتسمع ترتيله وساكته لحد ما سكت وبدأ ياكل وبعد لحظات فتح حد باب الاوضه ودخل سبعة رجال ملثمين...
وقفت سمر بفزع ووقف ياسين قدام سمر وهو بيبلع أخر جزء من الأكل في بوقه وقال بقلق:
-عاوزين ايه؟
قال واحد منهم:
-هتكتبوا ورقتين كده... يلا هاتوا الورق عشان يكتبوه.
قرب واحد من سمر فصرخت ومسكت ذراع ياسين اللي زعق:
-محدش يقربلها...
أعطاه واحد منهم ورقه وقال:
-عشان منقربلهاش تكتب اللي هنقولك عليه...
هز ياسين رأسه بالموافقة، وبص لسمر وقال بخفوت:
-متخافيش لو انا اللي بحلم فهصحى دلوقتي أكيد...
قال واحد تاني لياسين بنبرة ساخرة:
-يلا يا عريس أقعد المأذون مستني.
شاور على واحد من السبعه ملثم برده، فبص ياسين لسمر وسكت، صفق الخمسه وزغرد واحد من الرجاله فطلع صوت بنت، ميل ياسين على سمر وقال:
-سمر لو إنتِ اللي بتحلمي اصحي بقا أنا تعبت.
استغفروا🥀
بقلم آيه شاكر
★★★★★★★
وبعد الظهر وصل الورق لياسر اللي مبقاش فاهم حاجه ولا عارف إيه اللي بيحصل! سمر وياسين اتجوزوا! وباعتين ورق بخط ايديهم مكتوب فيه كده!
اتنازل والد سمر عن البلاغ اللي قدموه وقدموا الأوراق دي وتم حفظ المحضر على كده.
وبعد ما خرجوا قال والد سمر بسخرية:
-قولتلكوا هتتعبوا نفسكوا وتلفوا وفي الأخر هتطلع كويسه... أهي اتجوزت الأستاذ أخوك...
قالها وهو بيشاور على ياسر، فقال كريم:
-أنا مش فاهم حاجه! حاسس إن فيه حاجه غلط! سمر متعملش كده! وبعدين عقد الزواج ده باطل... ازاي هتتجوز بدون إذن والدها! كده يعتبر جواز عرفي يعني مش جواز أصلًا!
قال والدها بنرفزه:
-بلا غلط بلا صح هي حره يلا يا كريم...
قالها ومشي، بدل كريم نظره بينهم واستأذنهم ومشي ورا زوج والدته وبعد ما مشيوا، قال ياسر:
-أنا مبقتش فاهم حاجه!
بص هيثم لياسر وقال:
-يمكن جوزوهم عشان المحضر يتقفل ويتقال هربت مع شاب! وبعدين يطلبوا اللي هما عاوزينه.
-أنا برده مش فاهم مين دول وعاوزين ايه!
زفر هيثم وقال:
-ممكن يكونوا عاوزين فلوس!
مسح ياسر وشه وقال:
-على العموم أنا هرجع البيت عشان أطمن نسمه وإنت كمان ارجع وطمن آلاء ولو فيه جديد هكلمك.
طبطب هيثم على كتفه وقال:
-ماشي هسيبك تريح شويه وبعدين تجيلي البيت عشان نشوف هنعمل ايه...
صلوا على خير الأنام ❤️
★★★★
وبالليل صحى ياسر من النوم وبص في موبايله لكن محدش رن عليه مره تانيه لبس هدومه وخرج من الأوضه لقى نسمه لوحدها في البيت حس إنها متغيره، سألها:
-أومال فين الأولاد؟
قالت بجمود:
-وديتهم عند بابا.
سألها:
-مالك؟
قالت وهي مكشرة:
-مفيش حاجه.
قعد جتبها ومسك ايديها وقال بحنان:
-إنتِ زعلانه عشان سمر؟
سحبت ايديها منه وقالت بضيق:
-مش قادره أستوعب اللي هي عملته وياسين كمان! أكيد فيه حاجه غلط.
قام وقف وقال:
-يومين وهيرجعوا وهنفهم كل حاجه بس اصبري...
بصتله نسمه للحظه وهزت رأسها بتأييد، قال:
-أنا عندي شغل كده هخلصه وأرجعلك.
-شغل ايه ده؟!
باس راسها وقال:
-مشوار كده تبع الشركه هخلص وأرجعلك...
قالت بجمود:
-ماشي يا ياسر...
خرج ياسر وهو مش مطمن، أول مره يشوف نسمه كده! ملامحها جافه ومش على طبيعتها!
ركب عربيته ومشي وهو بيفكر في ياسين وسمر واللي بيحصل معاه ومعاهم...
اتجه ناحية بيت هيثم، ولما وصل كان عايز يطمن على آلاء الاول لأنه قصر معاها بسبب اللي بيمر بيه، استأءنهم ودخل لاوضتها وكانت نايمه، غطاها كويس وقبل ما يخرج حست بيه فاتعدلت وقالت:
-ياسر!
رجعلها تاني وقال:
-أيوه... مـ... محتاجه حاجه؟
-طمني على أخوك وعلى سمر!
قال بقلة حيلة بعد تنهيدة:
-ادعيليهم أنا معرفش عنهم أي حاجه... غير أنهم اتجوزوا ومعرفش ازاي!!
-ربنا يطمنك عليهم يارب.
كان شكلها مرهق جدًا فمسح ياسر على شعرها بحنان وقال:
-طمنيني عليكِ إنتِ؟
لما كانت بتشوفه كانت بتحس بوجود جوزها الأول من حنانه عليها، ابتسمت وقالت:
-أنا بخير يا أشرف.
اتلغبطت في اسمه وكانت بتبصله وهي سرحانه فقال:
-أنا ياسر يا ألاء مش أشرف.
ابتسمت بانكـ ـسار وقالت بدموع:
-غصب عني يا ياسر مش بشوفك إلا أشرف... امته بقا أروحله وحشني أوي...
قرب منها ياسر وحضنها كان بيحس إنها مسؤليته، مقاومتش آلاء ولا ولا بعدت عنه وازدادت دموعها وبعد فترة وهي على الوضع ده قالت:
-ياسر... ممكن تساعدني أدخل الحمام...
خرجها من حضنه بلطف وقال:
-حاضر يلا...
خرجت تستند على الباب فمسحلها وشها بالفوطه كان ملاحظ إن حالتها بتتدهور يوم بعد يوم، وقلقان عليها! بصت في عنيه وقالت:
-بالله عليك يا ياسر تسامحني...
-أسامحك على إيه؟
-سامحني لو كنت عبئ عليك وحملتك فوق طاقتك... سامحني على كل حاجه... وخلي بالك من مروان ومصطفى وكمان قول لنسمه تسامحني...
سكت ياسر وبص للأرض لثواني دائمًا تقوله الكلام ده وتوصيه نفس الوصايا لما تحس بزيادة التعب عليها، قال:
-أنا عايزك تأكلي.
قالت برجاء:
-قولي الأول إنك مسامحني...
طبطب على ظهرها وقال:
-مسامحك طبعًا..
هزت راسها بابتسامة وقعدت على كرسي تتنفس بارتياح وجاب الأكل من جنبها عشان تأكل، وفجأة حست بالغثيان وتقيأت على الأرض، وبعدين بكت على حالتها، خانتها صحتها مبقتش تعرف تخدم اولادها ولا حتى نفسها وقاعده في بيت همسه، مسح ياسر وشها بحنان وقال بشفقة:
-متشليش هم أنا هنضفه.
كان بيشفق على حالتها ومن يوم ما اتجوزها وهو بيتعامل معاها كأنها أخته أو بنته! المهم إنها حد مسؤول منه وميقدرش يتخلى عنه، قالت آلاء بعد تنهيدة وكأنها بتواسي نفسها:
-لو أبصَر المؤمن ما خَفي من لُطف ربه، لاستلَذ البلاء كما يستلِذ العافية.
خلص ياسر تنظيف الأرض وقال بابتسامة:
-عارفه يا آلاء إنتِ علمتيني حاجات كتير أوي... وأهم حاجه اتعلمتها منك الصبر....
رفعت عينها بصتله وابتسمت وقالت برضا:
-إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب... أنا نفسي أدخل الجنه يا ياسر ومشتاقه ليها... يارب ارزقني بيها أنا وأشرف وإنت وأولادنا وكل اللي نحبهم...
قال:
-يارب.
قاطعهم صوت رنة موبايل ياسر برقم نسمه فرد عليها علطول سألته بدون مقدمات:
-إنت فين؟!
-أ... أنا في شغل يا حبيبتي عايزه حاجه؟!
قالت بنرفزة بتحاول تخفيها:
-أيوه يعني فين الشغل ده؟
-عند هيثم في بيته... ليه بتسألي؟!
قالت بجمود:
-مفيش حاجه... تيجي بالسلامة.
-الله يسلمك.
قفلت الخط فاستغرب ياسر من تغيرها وقلق تكون عرفت بجوازه عليها! مسح ذقنه وبص لآلاء اللي كانت بتسمع كلامهم، فقالت له:
-أنا هنام قوم إنت شوف هتعمل ايه...
ساعدها ياسر تطلع على السرير وخرج من الأوضه، اتكلم مع هيثم شويه وبرده محدش رن عليه ولا وصله أي أخبار عن سمر وياسين فرجع للبيت.
لما دخل البيت لقى هدوء غير طبيعي، نسمه كانت نايمه على السرير مفتحه عينيها ومديره ظهرها عشان ميشوفهاش وهي بتبكي.
غير ياسر هدومه وقرب منها يحضنها من ظهرها فشالت ايديه من عليها وبعدت عنه، استغرب من تغيرها معاه فباسها من كتفها وقالها:
-مالك؟!
-مفيش عايزه أنام.
-طيب تصبحي على خير.
-وإنت من أهله.
بعد عنها ونام على طرف السرير الثاني كان عقله مشغول بغياب أخوه ومركزش مع اللي بتعيط على طرف السرير التاني...
سبحان الله وبحمده 🌹
★★★★★
«سمر»
-هو إنت مش بتجاوب عليا ليه! من الصبح بسألك إحنا كده اتجوزنا؟!
سألته بنرفزة، فقال بنفاذ صبر وكأنه مكنش عايز بجاوبني:
-لأ... لا يُعتبر جواز حتى لو فيه شهود لأن نكاح المرأه بدون إذن وليها باطل...
-بجد! طيب كويس لأني مش عايزه أتجوز...
قلتها بنبرة مرتعشه ومن جوايا كان نفسي نكون اتجوزنا، نفسي حد يحطني قدام الأمر الواقع ويجوزني ياسين، قعدت أتأمله للحظه وهو مرفعش عينه عن الأرض، قال:
-وبعدين يا سمر؟! هو اللي بيحصل ده بجد!!
-مقدرش أقولك اه ومقدرش أقولك لأ.
افتكرت الظهر بمجرد ما كتبنا الورق اللي قالوا لنا عليه فشغلوا أغاني وقعدوا يرقصوا ويصقفوا ويزغردوا...
وفي الوقت ده عرفت إن معاهم بنات لكن كلهم لابسين زي بعض تيشيرت أبيض مخطط بالأسود شبه جلد الحمار الوحشي وعليه بنطلون إسود ومغطين وشهم ما عدا عنيهم بقماش أسود أيوه هو بعينه اليونيفورم بتاع الحرامي زمان! ودا بيأكد إني يإما بهلوس يإما بحلم!
وكان فيه واحد بيصورني أنا وياسين واحنا قاعدين جنب بعض كان ياسين كل شويه يبصلي باستغراب من اللي بيحصل قدامنا...
وفي هدوء الليل ده لقيتني بضحك مره واحده لأن الموقف كان مضحك أكتر من إنه مرعب وكل ما أفتكر الموقف أضحك تاني، شاركني ياسين الضحك وقال:
-هو الحلم ده طويل كده ليه يا سمر؟
قلت وأنا بضحك:
-مش عارفه بس دا الأكيد أكيد إن يا اما ده حلم يا اما حد فينا بيهلوس والتاني ضيف شرف!
ضحكنا شوية وبعدين وقف وقال بجدية:
-طيب يلا نقوم نصلي القيام وندعي ربنا إننا نصحى من الحلم الغريب ده.
نفذت اللي قاله، فبرغم غرابة اليوم ده إلا إني كنت فرحانه عشان موجوده مع ياسين وقضيت أجمل ساعات معاه.
وكان ياسين عند كل أذان بيتوضأ ونصلي جماعة كان بيذكرني كل شويه بالإستغفار والدعاء، حسيت إني مرتاحه ومطمنه مش عشان وجود ياسين، لكن لأن قلبي اطمن أن ربنا معانا ومطلع على كل حاجه وبقدرته قادر ينجينا وحتى لو مكتوبلي أمـ ـوت فأنا النهارده أقدر أقول أنا رجعت يارب وعرفت إن كل الحيرة والمعاناة اللي في حياتي بسبب تقصيري في صلاتي وأذكاري ودعائي.
وبعد الصلاة قعدت أبص على ياسين وهو بيذكر الله، سرحت فيه...
المأزق ده عرفني على ياسين أكتر، وعرفت إني ظلمت نفسي وظلمته لما بعدت عنه، كنت ممكن أشرحله مخاوفي! دلوقتي بعترف إن أنا اتصرفت غلط...
-ياسين...
قولتها وبصيت في الأرض فالتفت ليا، كملت بنبرة مرتبكة:
-أنا... لما سيبتك كنت...
اتعدل في قعدته لما حس إني هتكلم في موضوع هو مستنيه، قال بترقب:
-كملي...
بلعت ريقي وقلت:
-يوم ما سيبتك كان عشان... عشان...
سكتت وحطيت إيدي على بوقي بتوتر، فقال ياسين:
-عشان خايفه إني أتجوز عليكِ؟
هزيت راسي بالإيجاب فقال:
-بس لو كنتِ قولتيلي كنت هقولك إن عمري ما هعمل كده يا سمر ويا ستي كنت هكتبلك تعهد على نفسي بكده... وبعدين عندك ياسر أخويا وقدوتي في الحياة مكتفي بنسمه وبيحبها وأنا....
قاطعته وقلت بنرفزه:
-ياسر! ياسر دا شخص خاين و....
ضغطت على أسناني لما افتكرت أخر مره شوفته فيها مع مراته الثانيه وقبل ما يتكلم تاني كملت بغيظ:
-ياسر متجوز على نسمه يا ياسين...
كرمش ياسين جبهته وهز رأسه بالنفي وهو بيقول بعدم تصديق:
-مش ممكن!
قلت وأنا بحرك ايدي:
-والله العظيم أخوك متجوز على أختي ومخبي عليها وعلينا... ولما أنا عرفت اتلغبطت واتوترت واللي طلع معايا إني متجوزش خالص... فسيبتك من غير ما أقولكوا أي حاجه...
سكت ياسين وبص للأرض وهو بيفكر، فقلتله بسخرية:
-أومال إنت متخيل إنه مسك مدير شركه مره واحده ازاي! ما هو اتجوز صاحبة الشركه.
بصلي ياسين وسألني بأعين متسعة وبصدمة وذهول:
-ياسر اتجوز مرات أشرف! اتجوز آلاء؟!
(٨)
-والله العظيم أخوك متجوز على أختي ومخبي عليها وعلينا... ولما أنا عرفت اتلغبطت واتوترت واللي طلع معايا إني متجوزش خالص... فسيبتك من غير ما أقولكوا أي حاجه...
سكت ياسين وبص للأرض وهو بيفكر، فقلتله بسخرية:
-أومال إنت متخيل إنه مسك مدير شركه مره واحده ازاي! ما هو اتجوز صاحبة الشركه.
بصلي ياسين وسألني بأعين متسعة وبصدمة وذهول:
-ياسر اتجوز مرات أشرف! اتجوز آلاء؟!
🌸🌸🌸🌸🌸
الحلقة التاسعة
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸🌸
قلت:
-إنت تعرفها؟! ست بتلبس دائما عباية سوده وطرحه سوده برده.
فرك ذقنه بتفكير وبصلي وقال:
-أكيد إنتِ فاهمه غلط... ياسر بيحب نسمه أكتر من نفسه ومستحيل يتجوز عليها...
ضحكت بسخرية وقلت:
-اسكت عشان أنا متأكده... أخوك متجوز على أختي وبيروح شقة مراته التانيه كل يوم وبيخرج معاها وهو ماسك إيديها وبيضحك معاها وعايش حياته وأختي نايمه على ودانها...
-يا بت يا سمر لا... إنتِ أكيد فاهمه غلط... آلاء دي كانت بتحب جوزها وهو كمان كان بيعشقها بس توفى من حوالي سنتين فجأة وهي أصلًا مريضة كانسر فأكيد ياسر بيساعدها...
قلت بانفعال:
-بقولك بيمسك ايديها وبيدخل شقتها لوحده يعني أكيد جوزها... أقولك الكبيره... دا مخلف منها ولدين...
هز رأسه بالنفي وقال:
-لو قصدك على مروان ومصطفى دول ولاد أشرف...
بصيت له شويه وأنا ساكته وبقلب الكلام في دماغي وبعدين قلت:
-كل الرجاله خاينين...
بصلي بطرف عينه وقال بمرح:
-لاحظي إن كلامك جارح...
بصتله بقرف وسكتنا فتره وكل واحد فينا بيفكر في الكلام، اتنهد ياسين بعمق وقال:
-يعني فرضنا إن أخويا اتجوز على أختك تسيبيني أنا ليه... الله! وأنا مالي! أنا أصلًا مكنتش أعرف... تعاقبيني أنا ليه!!
قلت بنبرة مهزوزة:
-مش عارفه بقا كنت متلغبطه ومحتاره و... وكده...
قال بسخرية:
-وكده!! روحي يا شيخه الله يسامحك...
سكتنا تاني كنت بفكر في كلامه وهو ماله فعلًا! أسيبه ليه! بصيتله لقيته بيبصلي بتركيز فقلت بضيق:
-إنت بتبصلي كدا ليه؟!
قال بابتسامة:
-بحاول أفهمك يا ست سمر...
بصيت له بطرف عيني اكتر من مره وبعدين قلت:
-لو سمحت متبصليش كده!
دير وشه للناحية التانيه وقال وهو بيضحك:
-حاضر أهوه...
بصيت له أنا بتركيز ولما حس إني ببص عليه لف راسه ناحيتي تاني ببطئ وهو مبتسم، ولما اتقابلت نظراتنا ضحكنا احنا الاتنين، كنا ما بنصدق نلاقي اي حاجه نضحك عليها وأي سبب حتى لو مش مضحك!
بص ياسين للأرض حمحم وقال بابتسامة:
-يعني لو كتبتلك تعهد على نفسي إني مبصش لغيرك طول ما أنا عايش توافقي؟
حمحمت وقلت:
-من غير تعهد يا ياسين أنا...
وقبل ما أكمل فتح حد باب الأوضه فوقفنا بسرعه وكنت همسك ذراعه من الخوف، لكنه رفع إيده وقال بخفوت:
-لأ يا ست الكل من غير لمس... كفايه المره اللي فاتت سكتلك...
مفهمتش قصده، ووقفت وراه نبص احنا الاتنين للي دخل الأوضه بقلق فرمى شنطتي على الأرض وحط صنيه على الكرسي وقال:
-شنطتك... والأكل...
قال كده وخرج تاني ووقف ياسين يلعن ويسب فيهم بهمس...
جريت وأخدت شنطتي لأن كان فيها الدفتر بتاع ياسين اللي قررت أقراه وأتسلى فيه بدل الملل ده...
ضحكت بحماس وطلعته من الشنطة، قلت:
-أخيرًا لقيت حاجه أتسلى فيها...
ولما شافه ياسين ورفع سبابته وقال بأعين متسعة:
-إياكِ تفكري تعملي كده.
ضحكت وقلت بتصميم:
-بص بقا ما أنا هقرأه يعني هقرأه...
قال وهو بيحرك ايديه:
-وأنا مش هسيبك تقرأيه يعني مش هسيبك تقرأيه.
حاول ياخده مني فخبيته ورا ظهري قال بنفاذ صبر:
-سمر... يا سمر متخلنيش أعمل حاجه تزعلك مني... أنا صحيح قولت مفيش لمس بس لو اضطريت هلمسك.
-مش فاهمه! خايف تلمسني ليه هو حد قالك إني جربانه
قال بسخرية:
-جربانه!!! هو إنتِ حلالي عشان ألمسك!
اتنفس بعمق وكمل:
-أنا ضعفت مره ومسكت ايدك وبعدها إنتِ سيبتيني... حسيت إن دا عقاب من ربنا... عشان كده مش هتجاوز حدودي تاني لحد ما تبقي حلالي.
هزيت راسي بتفهم، وغيرت الموضوع وقلت وأنا باصه للدفتر:
-هو إنت مش عايزني أقرأه ليه! فيه ايه مخوفك كده؟!
رد بسرعه:
-بلاوي فيه بلاوي زرقه...
قعدت على الأرض وفتحته أقراه، تخيلت إنه هيهجم عليا عشان ياخده مني لكنه قعد على الأرض وقال بابتسامة:
-يلا سمعينا بقا بما إنك مُصره... بس افتكري إني قولتلك بلاش...
صلوا على خير الأنام ❤️
★★★★★★★
فتح ياسر عنيه على رنة موبايله، بص على نسمه اللي كانت نايمه وخرج من الأوضه يمشي براحه ويرد، سمع صوت بنت:
-هالووو ياسر باشا بما انك شطور ومطيع ونفذت الكلام بالحرف واتنازلت عن المحضر فهقولك طلباتي...
-إنتِ مين؟!
قالت بسخرية:
-إنت شاغل نفسك بأنا مين ليه!! يا سيدي أنا اللي معايا سمر وياسين...
نفخ وقال بضيق:
-عايزة إيه؟!
قالت بدلع:
-٢مليون جنيه... واحد عشان أسيب سمر والتاني عشان أسيب ياسين.
قال بانفعال:
-هجيب المبلغ ده منين؟!
قالت باستخفاف:
-معرفش إتصرف وعلى فكره ممنوع الفصال... يلا يا حبيبي أسيبك لبكره تجهز المبلغ ده وإلا هيوصلك الاتنين حتت متعبين في أكياس...
قال ياسر بلجلجة:
-بس صعب أجهز المبلغ ده بكره!
-ليه! دا إنت عندك شركه وبرج وڤيلتين مأجرهم وفلوس في البنك وأكيد فلوس في الخزنه...
-والله ما هي فلوسي إنتِ فاهمه غلط...
ضحكت وقالت بسخرية:
-فلوس مراتك! طيب قولها أكيد هتساعدك... وابقى افتح الواتساب بعتلك فيديو هيعجبك أوي.
قفلت الخط وقعد يزعق وبقول:
-الو... ألو... يا ولا ال***
قعد على الكرسي مهموم مش عارف يعمل ايه! ملقاش قدامه غير إنه يكلم هيثم اللي طمنه وقاله:
-متقلقش أنا هتصرف.
قام ياسر عشان يدخل الحمام فلقى نسمه واقفه قدام باب أوضتها مكنتش سمعت المكالمه لكن كان باين في عينيها أثر البكاء، قرب منها وقال بلهفة:
-مالك يا حبيبتي؟!
ردت باقتضاب:
-مفيش...
-مفيش ازاي دا إنتِ عنيكِ حمرا من العياط...
انفـ ـجرت في البكاء فحضنها وسألها بحنان:
-إيه بس يا روحي؟!
قالت ببكاء:
-ليه كده يا ياسر ليه؟
-فيه إيه يا نسمه متقلقنيش؟!
قالت بضعف وهي في حضنه:
-شوفت مني إيه وحش! عملتلك إيه عشان تكسرني كده! هو أنا مش مكفياك يا ياسر؟
خرجها من حضنه لما حس إنه اتكشف، قال:
-يا حبيبتي أنا عمري ما اقدر أكـ ـسرك... إنتِ جزء مني يا ألاء...
سكت لما انتبه لإسم ألاء اللي خرج من بين شفايفه بالغلط واللي هي سمعته.
شهقت نسمه بالبكاء وصرخت فيه بانفعال:
-أنا نسمه... مش آلاء... أنا نسمه يا ياسر... للدرجة دي مأثره عليك؟!
بلع ريقه بخجل أول مره يغلط في اسمها، مكنش عارف يرد يقول ايه، مسحت نسمه دموعها وقالت بقـ ـوة زائفة:
-طلقني وروحلها يا ياسر...
حس ياسر ان الأرض اتهزت من تحته، مش متخيل إنها ممكن تبعد عنه، هز رأسه يمين وشمال وقال برجاء:
-لأ يا نسمه اوعي تسيبيني... اوعي تفكري كده...
قرب منها وحاول يحضنها فزقته بعنـ ـف وقالت بانهيار:
-يا خساره يا ياسر... يا خساره...
ديرت ضهرها عشان تمشي، فوقف ياسر قدامها وقال:
-استني هفهمك كل حاجه...
مستنش وتخطته ودخلت الاوضه وقفلت الباب فوقف ياسر قدام الباب يخبط عليها ويقول:
-يا نسمه ألاء دي تبقى مراتي لكن والله ما لمستها دي كانت مرات أشرف صاحبي ما إنتِ عارفاها... مريضة كانسر وتعتبر في أيامها الأخيره وأشرف وصاني أتجوزها عشان أولاده...
قالت ببكاء وانهيار من ورا الباب:
-أنا اللي قاهرني إني كنت واثقه فيك زي الهطله...
كملت بعد شهقة طويلة:
-ليه خبيت عليا وسيبتني أعرف من حد غيرك... كنت تعالى قولي وأنا أول واحده هقف جنبها.
قعد ياسر قدام الباب وسند ظهره وهو بيردد:
-مكنتش عايز أكسرك... مكنتش عايز اوجعك يا نسمه...
قالت بحسرة ونبرة مرتفعة:
-وإنت كده مكسرتنيش! كده موجعتنيش!
حاول يبرر:
-يمكن حسبتها غلط بس والله ما كان قصدي.
سكتت فتره فخبط ياسر على الباب وقال:
-طيب افتحي نتكلم...
قالت نسمه ببكاء:
-سيبني يا ياسر دلوقتي بالله عليك سيبني...
-حاضر يا حبيبتي بس قبل ما أمشي عايز أقولك إن إنتِ مكفياني مش بس عن أي ست إنتِ مكفياني عن الدنيا كلها... أنا بحبك يا نسمه ومقدرش أعيش يوم واحد من غيرك...
وقف ياسر ينتظر ردها لكنها مردتش فمشي بقلة حيلة، وقعدت نسمه تبكي بحرقة، ولما سمعت باب الشقه بيتقفل عرفت إنه خرج فخرجت من الأوضه تتوضى وتصلي عشان تهدى ومتاخدش أي قرار وهي غضبانه...
استغفروا♥️
★★★★
«ياسين»
-يلا اقري بصوت عالي أول كام صفحه من ذكريات الطفوله سمعيني...
قلت كده وأنا مغمض عيني وساند راسي للحيطه مكنتش عايز أجادلها لأني مطمن إن أول كام صفحه ذكريات عاديه، وبدأت هي تقرأ:
-العنوان ذكريات طفولتي المهببه...
بصتلي وقالت بابتسامة:
-مهببه!!!
-وبلاوي زرقه كمان...
ضحكت وبدأت تقرأ بصوت:
-بابا كان دائمًا لما نكون نايمين ينادي ويقول يا أهل الكهف اصحوا بقا... كان عمري وقتها اربع أو خمس سنين وفي يوم صحيت من النوم بدري وماما وبابا لسه نايمين فخبطت على أوضتهم وأنا بقول يا أهل الكلب اصحوا بقا...
قالتها سمر وانفـ ـجرت بالضحك وضحكت أنا كمان على ذكريات كتبتها لكن مش فاكرها ياسر اللي كان بيحكيلي عنها، بصتلي سمر وقالت:
-أهل الكلب!!! بتشتم أبوك وأمك!
قلت بضحك:
-مكنتش فاهم فاكر نفسي كده بقلد بابا... بيقولولي إني كنت شقي أوي.
بصتلي سمر وقالت:
-بس ميبانش عليك...
شاورت على الدفتر وقلت:
-كملي... كملي...
-العنوان الثاني ذكرى ملونه...
ابتسمت سمر وكملت:
-أمي كانت بتكلم خالتي في التلفون بيتفقوا إنها هتروح تكشف على الشريط... كانوا بيقولوا على لولب منع الحمل شريط ودائما كنت أسمع أمي تشتكي من الشريط... في اليوم ده كنت زعلان ومتأثر عشان مش هتاخدني معاها نزلت قعدت عند جدتي وكان فيه رجاله قاعدين ولما سألوني مالي؟ قلت أصل ماما تعبانه... ولما سألوني مالها قلت المسجل تاعبها أوي ورايحه تكشف عليه...
قفلت سمر الدفتر وقعدت تضحك وأنا كمان ضحكت، قالت سمر من ورا ضحكاتها:
-لأ مش قادره بجد... هو الدفتر ده كله كده؟
قلت بضحك:
-حاجه زي كده!
قمت من مكاني وجبت الأكل حطيته قدامنا وقلت:
-يلا ناكل وبعدين نكمل قرايه...
هزت سمر راسها موافقة وبدأنا ناكل، وفي نص الأكل حسيت دماغي تقلت وجسمي كله نمل، حاولت أفتح عيني مقدرتش وأخر حاجه شوفتها سمر لما غابت عن الوعي ووقعت لورا، ومقدرتش أنا كمان أقاوم واستسلمت للنوم، قبلها قلت في نفسي إن غالبًا كده دي آخرة الضحك الكثير، وتقريبًا حاطين لنا منوم والله أعلم ناوين لنا على إيه!!!
متنسوش التفاعل عارفه إن الحلقه صغيره بس ملحقتش والله
#يتبع
(٩)
حاولت أفتح عيني مقدرتش وأخر حاجه شوفتها سمر لما غابت عن الوعي ووقعت لورا، ومقدرتش أنا كمان أقاوم واستسلمت للنوم، قبلها قلت في نفسي إن غالبًا كده دي آخرة الضحك الكثير، وتقريبًا حاطين لنا منوم والله أعلم ناوين لنا على إيه!!
🌸🌸🌸🌸
الحلقة (١٠)
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸
فتح شاب الباب بهدوء عشان يتأكد إنهم ناموا، قرب منهم وهزهم فسأله واحد تاني:
-ناموا؟
-أيوه ناموا.
-طيب يلا روح جهز العربيه واحنا هنصور الفيديو ونجيبهم.
صلوا على خير الأنام ❤️
★★★★★
قعدت نسمه على سجادة الصلاة تعيط، افتكرت والدتها وافتكرت لما كانت بتسخر من رد فعلها على جواز والدها للمره التانيه ودائما تقول إنها مكبره الموضوع!
ربنا كتبها تتذوق طعم الوجع ده وتعرف إن والدتها مكنتش مكبره الموضوع ولا حاجه، قالت:
-مكنش قصدي... الله يرحمك يا أمي... سامحيني... يارب تسامحيني...
اتنفست بعمق ومسحت دموعها وهي مقرره تتطلق مش عايزه تعيش معاناة والدتها! بكت مره تانيه لفترة...
افتكرت والدتها اللي كانت قبل أي قرار بتصلي استخاره...
مسحت دموعها ووقفت عشان تصلي وكبرت لتُقبل على الله عز وجل مكـ ـسورة ليجبرها.
وبعد ما خلصت صلاة قعدت مكانها تفتكر ياسر وأخلاقه واحترامه وتدينه، وإن عمره ما زعلها، بل هو اللي علمها تواظب على صلاتها، وكان بيصحيها كل ليلة قبل الفجر بنص ساعه عشان يصلوا ركعتين قيام ودائمًا يقول:
-الركعتين دول فرض سادس مش هنسيبهم أبدًا.
افتكرت كلامه وهو بيقول:
-الدنيا دار ابتلاء ومش مكان للراحة كما يظن البعض، ولازم الأيام تتقلب بين سعادة وحزن، وكـ ـسر وجبر، وراحة وتعب...
بصت نسمه لفوق وقالت ببكاء:
-يارب...
كانت بتحبه ومش عايزه تبعد عنه وفي نفس الوقت كرامتها! وإنه خبى عليها جوازه عليها مهما كان السبب!
من وهي صغيره ومش بتحب أي حد يقرب من حاجه خاصه بيها مهما كانت بتحب الشخص ده.
قامت ورقدت على سريرها ودموعها بتسيل افتكرت الفيديو اللي اتبعتلها من رقم مجهول واللي عرفها إنه متجوز عليها...
الفيديو كان لياسر وهو ماشي جنب ألاء مره وهو ماسك ايديها وأحيانًا وهو محاوط كتفها ومره أخيره وهو ساندها، ومع الفيديو رساله محتواها:
-جوزك متجوزها يا قطه.
حطت ايديها على صدرها وشهقت بالبكاء، كانت مخنوقه وغيرانه جدًا إن فيه واحده تانيه مها كانت حالتها أخدت جزء من وقت جوزها ويمكن من قلبه!
وبمجرد ما سحبها النوم شافت نفسها في مكان جميل كله خضره وورد وأنهار صافية ووالدتها كانت وراها بتغرف بايديها من ماء النهر وتشرب، انتبهت نسمه على صوت والدتها:
-تعالي اشربي... شايفه بيتي حلو ازاي؟!
بصت نسمه حوليها بإعجاب وقالت:
-هو إنتِ عايشه هنا يا أمي؟
ابتسمت والدتها وقالت:
-﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾.
وفجأة ظهر أشرف زوج آلاء وأعطاها بنطالونين وتاج وقال:
-دي هديه إديها لياسر عشان نفذ وصيتي.
وعلى أذان الفجر فتحت نسمه عينيها وصوت والدتها بيتردد في أذنها:
-﴿وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾
قامت تتوضى وتصلي الفجر ودموعها بتسيل وبعد.ما خلصت صلاة أخيرًا قررت هتعمل ايه!...
فتحت الباب لقت ياسر داخل الشقة وباين على ملامحه الحزن والهم، تخطته ودخلت المطبخ من غير ما تكلمه، بصلها بطرف عينه وسكت شويه وبعدين مشي وراها، قال:
-أنا في ورطه كبيره أوي يا نسمه.
مردتش عليه وخرجت من المطبخ فمسك ذراعها وبكى بصوت عالي، اتخضت متعودتش تشوفه بالضعف ده حاولت تتجاهله وتمشى لكن قلبها مطاوعهاش، وقفت تبص عليه في صمت وهو بيبكي زي طفل صغير، وفجأة حس ياسر بدوخه فسند جامد على ذراعها فسندته وصرخت بفزع:
-ياسر ايه يا ياسر!!!
قعدته على الأرض وجابتله كوباية عصير بسرعه، وبعد ما شربها اتزن شويه لكن ملامحه كانت مرهقه، سند رأسه عليها وقال بأنفاس عاليه وبانهيار:
-كل حاجه جايه في وقت واحد! إنتِ تعرفي بموضوع ألاء... وياسين وسمر في ورطه كبيره... وأنا كمان المفروض أوفر ٧ مليون الصبح!
بصلها وقال بصوت باكي:
-أنا هعمل ايه يا نسمه؟!
حط إيده على وشه وانفـ ـجر بالبكاء فبصتله وقالت بقلق:
-أنا مش فاهمه اي حاجه يا ياسر أهدى كده واحكيلي في ايه!
فتح موبايله على الفيديو اللي اتبعتله، صورة ياسين وحد ماسكه من شعره ومرجع رأسه لورا وحاطط سكينه على رقبته، وبعدين سمر وهي متكتفه على كرسي وواضح انها مغمى عليها وبعديهم واحد ملثم بيقول:
-الاتفاق اتغير من اتنين مليون لـ ٧ مليون ولو اتأخرت عن الساعه ١٠ هبعتهملك في أكياس...
صرخت نسمه وحطت إيديها على بوقها وهي بتقول بصدمة وانهيار:
-يعني هما مخطوفين! أنا كنت متأكده إن فيه حاجه غلط... هنعمل ايه!... عايزين فلوس!
وقفت تلف حول نفسها وهي بتقول:
-بص انت ممكن تبيع الدهب بتاعي وبتاع ياسين وسمر وممكن نقول لبابا أكيد هيتصرف و.... وفين الشرطه هي سايبه! لازم نبلغ الشرطه.
قاطعها صوت بكائه فهزته وزعقتله:
-مش وقت عياط ياسر... احنا لازم نتصرف.
ولما شافت انهيار ياسر بكت هي كمان وقعدت جنبه بقلة حيلة، وبعد فتره مسح ياسر دموعه وقال:
-اهدي يا نسمه أنا هتصرف...
وقف عشان يخرج تاني فقالت:
-استنى هلبس وأجي معاك... أنا مش ممكن أسيبك لوحدك وإنت في الحاله دي.
استغفروا❤️
★★★★★★
والساعه ٩ الصبح كانت نسمه قاعده في الجنينه وهيثم وياسر بيتكلموا في تلفوناتهم قصادها على تربيزه تانيه...
جذب انتباهها الولدين اللي بيلعبوا قصادها واللي هي عارفاهم كويس ولاد أشرف وألاء! كانت بتحاول تسيطر على الغيرة جواها، قربت منهم وطبطبت على واحد فيهم وقالت:
-إنت اسمك إيه يا سكر؟
-أنا مروان وإنتِ؟
-أنا نسمه.
قال الطفل بابتسامة وعفوية:
-اسمك جميل أوي.
ايتسمت وبصت للتاني وقالت:
-وإنت بقا إسمك إيه؟
-أنا مصطفى.
حضنتهم وتخيلت نفسها مكان آلاء! وتسائلت هل كانت هتطلب تتجوز من حد عشان أولادها! أكيد كانت هتكون خايفه على أولادها!
ومن ناحية تانيه خرجت آلاء لما حكتلها همسه على اللي حصل مع ياسر فلقت نسمه موجوده وبتتكلم مع أولادها وحضنتهم فابتسمت واطمنت، مكنش حد يعرف لسه إن نسمه عرفت بجواز ياسر.
بلعت آلاء ريقها وقربت منهم وألقت السلام، بصتلها نسمه من غير ما ترد، مكنتش شافتها من فتره طويله، بقت هزيله وملامحها باهته وبتاخد نفسها بصعوبه! وواقفه سانده على همسه، بصلهم ياسر بقلق! لكن انشغل مع هيثم مره تانيه...
سلمت آلاء عليها وقالت:
-وحشتيني يا نسمه متقابلناش من زمان.
قالت همسه بمرح:
-نسمه أصلًا مش بتزور حد خالص...
تنحت نسمه وبصتلهم بسرحان وتوهان، فسلمت همسه عليها، وكانت نسمه بتتصرف بجمود وجفاء استغربوه! قالوا يمكن من اللي بيحصل مع أختها! فقالت آلاء بتوتر:
-أ... أنا عرفت بموضوع سمر وياسين متقلقوش الفلوس موجوده.
مردتش نسمه فنادت آلاء على ياسر، وقربت منه بدلت نسمه نظراتها بينهم وبصت للأرض وسكتت، فسألتها همسه وهي بتطبطب على ذراعها:
-مالك يا نسمه؟ أكيد قلقانه على سمر وياسين... إن شاء الله هتتحل.
هزت نسمه رأسها وقالت بخفوت:
-إن شاء الله.
انتبهت نسمه على صوت ياسر:
-لأ لا يا آلاء أنا عمري ما أقبل بكده... دي فلوسك...
قال هيثم:
-معدش وقت يا ياسر خد الفلوس وبعدين ابقى رجعهم لها.
بص ياسر في ساعته اللي قربت على ١٠ وقرر ياخد الفلوس، وقعدوا كلهم يستنوا مكالمه....
الساعه ١٠ بالظبط رن موبايل ياسر برقم مجهول، وبمجرد ما رد سمعوصوت:
-جهزت الفلوس؟
-أيوه هنتقابل فين؟
-لأ إحنا مش هنتقابل... أنا هقولك المكان اللي تسيب فيه الفلوس والمكان التاني اللي هتلاقي فيه أخوك والحلوه اللي معاه بعد ما ناخد الفلوس...
قاله على المكان اللي يحط فيه الفلوس وحذره من إنه يطلب الشرطه أو يتصرف أي تصرف...
وقفت نسمه وقالت:
-أنا هاجي معاك.
-تيجي فين يا نسمه استنيني هنا...
مشي ياسر خطوتين ورجع تاني بص لـ ألاء وقال:
-نسمه عرفت... عرفت بجوازنا.
بصت ألاء لنسمه اللي كانت واقفه جنبها وبعدين بصت للأرض بحرج وقالت بنبرة مرتعشة:
-سامحيني...
سابتها نسمه وراحت قعدت على تربيزه في الجنينه، وبصت آلاء لهمسه وقالت بقلق:
-أعمل إيه!
خدتها همسه من ايديها وقالت:
-تعالي هنتكلم معاها.
استغفروا❤️
لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين.
★★★★★★★
«سمر»
فتحت عيني بكسل وقعدت لحظات أستوعب أنا فين! المكان مش غريب عليا! دي نفسها أوضتي في الشقه اللي كنت مأجراها مع الطلبه!
مسكت دماغي وأنا بقول باستغراب:
-كان حلم!
ولما بصيت جنبي لقيت ياسين نايم، فتحت عيني على وسعها وقلت:
-لأ مكنش حلم...
ناديت ياسين مردش عليا فقومت احاول أفتح باب الأوضه لكنه كان مقفول من بره، قلت بعصبيه:
-افتحوا... انتوا عايزين مننا ايه!! افتحي يا إيناس...
محدش رد فرجعت لياسين أناديه ولما مردش خوفت يكون مـ ـيت! قربت من وشه عشان أشوفه بيتنفس ولا لأ، وفي اللحظه دي فتح عنيه، فبعدت بسرعه، كنت متأكده إنه فهمني غلط!
اتعدل وقعد لحظات يبصلي وبعدين يبص للاوضه لحد ما فهم احنا فين! قال:
-يعني هما اللي ورا كل اللي بيحصل!
جري يبص من الشباك لكنه كان عليه حديد! فخبط على باب الأوضه وضـ ـربه برجله وهو بيزعق:
-انتوا عايزين ايه!!
محدش رد علينا فقعدنا ساكتين شويه، ياسين كان متعصب جدًا وكل شويه ينفخ ويخبط إيده على المكتب بغضب، كنت خايفه منه وأول مره أشوفه كده!
-بس بقا يا ياسين اللي بتعمله ده ملوش لزمه.
بصلي بنظرات حاده فسرتها إنه شايف إن أنا السبب في اللي بيحصل ومتضايق مني! فاتضايقت منه، هو ده قانوني هتتضايق مني هتضايق منك!
قعد يبص للأرض بعد شويه هدى، بصلي وقال:
-شكله كده مش حلم!
مردتش عليه فقال ياسين:
-كانوا حاطين لنا منوم في الأكل!
هزيت راسي بصمت وزهق وضيق منه، فقال بسخرية:
-إنتِ ازاي عيشتِ معاهم شهور ومحستيش إنهم مش تمام!
وقفت فجأة وقلت بحدة:
-تقصد إن أنا هطله؟!
قال بنبرة مهزوزة:
-أنا مقولتش كده!
نفخت بضيق وسكتت وقعدت مكاني فقال:
-الظاهر إنهم بينتقموا مننا بسبب اللي عملتيه.
وقفت تاني وقلت:
-قصدك إن أنا السبب في اللي بيحصل ده يعني!
وقف هو كمان وقال بنرفزة:
-فيه ايه يا سمر إنتِ عايزه تتخانقي وخلاص!
-إنت اللي كلامك مستفز بصراحه!
-أنا! هو أنا قولت حاجه؟
قعدت وعيطت وأنا بقول:
-أيوه إنت متضايق مني ونظراتك بتقول إن أنا السبب.
قعد بهدوء وقال:
-دي أكيد هرمونات صح؟
وقف يبصلي شويه وأنا بعيط لحد ما بصيتله ومسحت دموعي وقلت بحسرة:
-أنا متعبه فعلًا زي ما بابا قال... لما أخرج من هنا أول عريس هيتقدملي هتجوزه...
وقف ياسين وعدل من لياقة قميصه بابتسامة وقال بمرح:
-معقوله تستني عريس وأنا موجود... أنا عريس أهوه... ها موافقه؟
هزيت راسي بالموافقه، فقال:
-مترجعيش في كلامك بقا... اتفقنا؟
قلت بابتسامة صغيرة:
-اتفقنا.
ابتسم ياسين وهو بيبصلي وبعدين بص حوليه وقال:
-بت يا سمر هو فين الدفتر؟!
هزيت راسي يمين وشمال وقلت:
-مش عارفه!
دورنا عليه في الأوضه لكن ملقناهوش فقال ياسين:
-شكلهم طمعوا فيه! يلا أحسن خد الشر وراح...
ضحكنا وفجأة فتح واحد ملثم الباب ودخل وراه تلاته، وقف ياسين قدامي، لكني خرجت راسي من وراه وقلت بسخريه وانفعال:
-هو إنتوا يعني فاكرينا مش عارفينكوا اخلعوا اللي لابسينه على وشكوا ده ملهوش لزمه و....
وقبل ما أكمل كلامي كشفوا عن وشهم كان أول واحد شوفته هو صاحب التاكسي اللي كنت فاكراه عريس! ايه ده مطلعش عريس!
قلت بصدمه:
-إنت!!
ابتسملي زي الأهبـ ـل، وبعديه شوفت إيناس اللي كانت ساكنه معايا في الشقه واتنين شاب كنت ضـ ربتهم وأنا بهرب من الشقه...
قالت إيناس بسخرية:
-براڤو عليكِ ما إنتِ ذكيه أهوه أومال بيقولوا عنك غبيه ليه!
قلت:
-احترمي نفسك يا بت...
ضحكت ايناس وقالت:
-بت!! أنا بتقوليلي بت!
قربت مني فوقفت ورا ياسين بخوف وهو اعترض طريقها وقالها:
-رايحه فين؟!
وقفت ايناس وبصت للشباب وشاورتلهم قرب اتنين من ياسين ومسكوه من إيديه وحاول يفلت منهم فحطوا آلة حاده في جنبه فزعق شويه لحد ما قعدوه على الكرسي وكتفوه وكمموا بوقه عشان ميطلعش صوت...
وقرب مني اتنين والتالت واقف جنب ياسين وفي أيده أله حادة وبيبتسملي زي العـ ـبيط، وإيناس واقفه تمضغ اللبانه وتبصلي بسخرية...
قرب مني الاتنين وافتكرتهم هيتغرغروا بيا، فبلعت ريقي بخوف ورجعت لورا لحد ما اصطدمت بالجدار اتمنيت لو معايا السـ ـاطور والخشبه زي المره اللي فاتت عشان أضـ ـربهم.
بصولي من فوق لتحت وفتح واحد منهم الكاميرا بتاعت موبايله والتاني قال:
-يلا بقا قولي أنا عبيطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
بصيت على ياسين اللي سواق التاكسي المبتسم زي الـ.... حط سكينه جنب رقبته بيهددني فقلت وأنا بحرك ايدي:
-هقول... هقول بس سيبه...
قلت بصوت واطي وبكسوف:
-أ... أنا عبيـ ـطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
-لأ أنا مسمعتش...
بص لكل اللي في الأوضه وسألهم:
-انتوا سمعتوا؟!
قالوا في نفس واحد وهما بيضحكوا: لأ.
رجع الشاب حط السكينه على رقبة ياسين فقلت بصوت عالي:
-أنا عبيـ ـطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
جابت ايناس طبله وبدأت تطبل وشاولي شاب منهم أكمل وكل ما أبص لياسين ألاقي السكينه على رقبته الحن وأغني على مقرات الطبله:
-أنا عبيـ ـطه وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله.
-سقفي بقا وابتسمي وقوليها تاني...
نفذت اللي قاله وأنا بسقف وأغني وهما بيرقصوا، لحد ما شاورلي واحد منهم أسكت وقال بزهق:
-أعوذ بالله صوتك وحش...
وخرجوا من الاوضه وهما بيضحكوا، جريت فكيت ياسين بسرعه فوقف يبص قدامه في صمت زي ما يكون مش مستوعب اللي بيحصل!
مكنتش عارفه أتلم على أعصابي، بصلي ولما تلاقت نظراتنا ضحك جامد، قلت بزهق:
-إنت بتضحك على إيه!!! ممكن ينزلوه على النت!... لا دول أكيد هينزلوه على النت!
-متقلقيش هقفلهم الصفح زي ما عملت في الفيديو اللي فات دا لو خرجنا من هنا يعني...
قلت:
-يارب يكون حلم! أصل اللي بيحصل ده مش منطقي!
لما افتكر ياسين شكلي وأنا بسقف وأغني انفـ ـجر بالضحك، وقال:
-آسف بس كان شكلك يضحك يا سمر! وصوتك يضحك أكتر.
نفخت بضيق وقلت:
-إنت بتضحك! دا أنا أعصابي سايبه!
قعد ياسين يسكت شويه ويضحك شويه وأنا بنفخ بزهق وبعد فتره، دخل الثلاث شباب تاني، سحبوه لبره وكان بيصرخ:
-اوعي يا عم موديني فين؟!
قفلوا الباب فقلتله بصوت عالي:
-تستاهل عشان تبقى تضحك عليا... خلوه بقا يرقصلكوا بره.
وبعد شويه اختفى صوت ياسين بس كنت سامعه صرخاته المكتومه فأكيد كتفوه تاني! خوفت لأن وجوده بيحسسني بالأمان.
ولقيت واحد من الشباب فتح الباب ودخل وقفله وراه، كان هو نفسه سواق التاكسي المبتسم ببلاهه، تسارعت أنفاسي وحسيت رجلي مش شيلاني، قلت بنبرة مرتعشة:
-إنت عاوز مني إيه؟!
شاور للسرير وقال:
-ولا حاجه... اقعدي نتكلم...
مسمعتش كلامه وفضلت واقفه مكاني متنحه فقعد هو وقال:
-إنتِ مش فاكراني يا سمر؟!
مردتش عليه ولا بصيتله لأن مش فاكره إني شوفته قبل كده طول حياتي، ابتسم وقال:
-افتكري كده كان فيه واحد بتحبيه أوي زمان.
عقدت بين حاجبي وقلت بخوف:
-أنا مش فاكره حاجه! إنت عاوز مني إيه!
ضحك زي العبـ ـط وقال:
-مش فاكره الواد العبيـ ـط اللي كان بيقعد في أخر دسك في ابتدائي وكله بيقرف منه... اللي كنتِ بترشي عليه مايه!
بصيتله كويس وافتكرته، هي نفس الابتسامه الهطـ ـله... هو بعينه بغباءه وشكله الغلس، وشاورت عليه وقلت بذهول وصدمه:
-سعيد سبانخ... يا نهااار أزرق... هو إيه اللي بيحصل ده!! إيه اللي جابك هنا؟! وعايز مني إيه!!
الشخص ده كان معايا في ابتدائي، ودايمًا يجيب معاه سندوتشات سبانخ ويبتسملي نفس الابتسامه دي! عشان كده سميته «سعيد سبانخ» والمدرسه كلها عرفته بالإسم ده.
قال بابتسامة وهو بيشاور على نفسه بفخر:
-دلوقتي كبرت ومحسوبك بقا سعيد كفته... أصل أنا بحب الكفته أوي.
قلت بندم:
-طيب أنا آسفه لو في يوم من الأيام قولت كلمه تزعلك أو... أو تجرحك... ممكن تساعدني؟!
ابتسم وسكت وهو بيبصلي زي المعتوه، قلت برجاء:
-بالله عليك يا سبانخ قصدي يا سعيد طلعني من هنا... وأنا مستعده أصورلك فيديو وأقول إن أنا اللي سبانخ...
قام وقف وقرب مني فصرخت:
-الحقني يا ياسين... إلحقني يا ياسين...
#يتبع
(١٠)
-بالله عليك يا سبانخ قصدي يا سعيد طلعني من هنا... وأنا مستعده أصورلك فيديو وأقول إن أنا اللي سبانخ...
قام وقف وقرب مني فصرخت:
-الحقني يا ياسين... إلحقني يا ياسين...
🌸🌸🌸🌸🌸
الحلقه (١١)
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸🌸
جريت من قدامه وأنا بنادي ياسين، وبعدين طلعت على السرير ووقفت أتنطط زي الفشار وأنا بصرخ.
سمعت صوت همهمات ياسين المكتومه يعني مفيش أمل إنه ينقذني!
مد سعيد ايده وحاول يسحبني من رجلي وأنا على السرير فصرخت ورجعت لورا بسرعه، ووقف يضحك وهو بيبص عليا وبيرفع أيده لفوق ويغني:
-علي علي الصرخه فوق... يلا...
صرخت وأنا ببصله بخوف وقلت بقلة حيلة:
-الحقني يا ياسين.
فضحك سعيد وسقف وهو بيرقص وبيغني:
-أعلى شويه... وبروح حيويه... قوليها بحنيه.
كنت مستغربه اللي بيعمله وبسأل نفسي هو هربان من السرايه الصفرا ولا ايه! بطل ضحك فجأة ووقف مكانه للحظه مبتسم وهو بيبصلي وبيبل شفايفه وكأنه جعان وقال:
-أنا شايفك قدامي صباع كفته!
صرخت بفزع وقلت:
-كفته ازاي يعني!
قعد يخبط سنانه ببعضها كأنه عاوز يأكلني! وبعدين وقف فجأه كأنه بيفكر في الخطوه الجايه، بدأ يقرب مني بخطوات بطيئة، فعملت نفسي قـ ـوية رفعت صوباعي وقلت بتحذير:
-متفكرش إني ضعيفه يا سبانخ... دا أنا ممكن أدفـ ـنك هنا دلوقتي! خاف على نفسك ومتقربش!
وقف مكانه وضحك، فبلعت ريقي وقلت ببكاء مصطنع:
-طيب والله أنا آسفه يا سعيد متزعلش مني...
شاور عليا وضحك بجـ ـنون وهو بيقول:
-شكلك يضحك أوي... قولي تاني كده أنا آسفه...
كنت هعيط مش عارفه الواد ده مجنـ ـون ولا فيه ايه! إيه اللي بيحصل ده! قررت أستغل الموقف وهو بيضحك زي العبـ ـيط كده وأهجـ ـم عليه وزي ما تيجي، نطيت من على السرير بحـ ـماس عشان أضـ ـربه فانتبه لي ولما قربت منه مسك إيديا الإتنين، مكنتش عارفه أعمل إيه! فاستخدمت سلاحي الحر قربت من كتفه وعضيته جامد، فصرخ بصوت عالي وساب ايدي ووقف يتألم، جريت على باب الأوضه فتحته وخرجت لقيت ياسين بيحاول يفك نفسه وبيهز الكرسي لكن لما شافني بصلي بأعين واسعه، وهما واقفين جنبه مذهولين قلت بانفعال:
-اللي هيقرب مني هعضه زي ما عضيت سبانخ ولا كفته ده....
طلع واحد منهم آله حاده وحطها على رقبة ياسين، عرفوا نقطة ضعفي ولاد الـ...
طلع الشاب التاني موبايله وإيناس بدأت تطبل وسعيد كان بيتألم من عضتي، قال الشاب التاني:
-يلا سقفي ولحني أنا عبيطه وبرياله حرمت عض الرجاله.
ومش محتاجه اقولكم إني نفذت، كانت ملامحي بتعيط وأنا بغني، وبدأ سعيد يرقص وهو بيدلك مكان العضه...
لحد ما شاورولي أسكت وهما بيضحكوا، وواحد فيهم بدأ يحضر حقنه وهو مبتسم، فقلت في نفسي أكيد هيدوها لسعيد عشان عضيته! بس لقيته بيبصلي ويقولي:
-يلا...
قلت بصدمة وأعين متسعة وأنا بشاور على سعيد:
-يلا إيه! لأ دا أنا اللي عضيته مش هو اللي عضني... ما تقول حاجه يا سبانخ...
سعيد كان في حته تانيه خالص! وبيضحك وكأنه حد بيزغزغه، بصيت لياسين المتكتف وقلت بخوف:
-الحقني.
قربوا مني ورجعت لورا لحد ما اصطدمت بإيناس، بصتلها وقلت بملامح مكرمشه:
-الحقنه دي وريد ولا عضل!
مردتش عليا وكتفوني ومدوا ذراعي فاطمنت أنها وريد مش عضل لأن مبحبش حد يشوف عضلاتي...
وبمجرد ما حسيت بشكة الإبرة نطقت الشهادة كنت سامعه همهمات ياسين، عصبي أوي ياسين وحمش بس واضح كده إنه راجل في بيته وبس! مأخدتش وقت طويل وغبت عن الوعي...
استغفروا ♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★★★★
-يا نسمه أنا مـ ـريضه ومبعرفش أخد بالي من نفسي... دا أنا قاعده عند همسه عشان تاخد بالها مني... يا حبيبتي أنا مش عايزه من جوزك أي حاجه صدقيني...
قالتها آلاء فقالت نسمه بعتاب:
-إنتِ كنتِ عارفه يا ألاء إنه مخبي عليا ويمكن متفقه معاه كمان!
-والله قولتله يقولك لكن هو خاف يخسرك أو يزعلك... أصلًا دا جواز قانوني يعني على ورق عشان الشركه والأولاد...
كانت ملامح نسمه جامده، محتاره ومتلغبطه، اترسمت ملامح البكاء على وجه ألاء وكملت:
-يا نسمه أنا مش عارفه هعيش أد إيه! وعايزه حد أمين أسيبله أولادي وفلوسهم...
بصتلها نسمه وسكتت، فدمعت ألاء وقالت:
-أنا مكنش ليا حد غير أشرف ودلوقتي أولاد عمه بيحاولوا ياخدوا الشركه بأي طريقه... لدرجة إنهم قالولي اختاري واحد مننا واتجوزيه... لكن أنا مش هحب إلا أشرف... مقدرش أثق في أي حد فيهم! طلبت من ياسر يتجوزني على ورق عشان يحمي أولادي منهم لما أمـ ـوت.... ياسر بيحبك إنتِ ولازم تكوني واثقه من كده.
بكت ألاء فطبطبت همسه عليها وقالت:
-أنا مقدره صدمتك يا نسمه لكني متأكده إنك عاقله ومفيش حد في حنيتك...
قالت نسمه لهمسه:
-حطي نفسك مكاني... لو جوزك اتجوز عليكِ ومقالكيش ايًا كان السبب هتعملي إيه!
بصت همسه للأرض وسكتت هي فعلًا مقدره صدمتها...
قالت آلاء:
-بالله عليكِ سامحيني.
أشفقت نسمه عليها، لأن شكلها كان مرهق جدًا، حست إنها لو ضغطت عليها شويه كمان هتقع من طولها، فاتنفست بعمق وبصت لأولاد آلاء اللي بيلعبوا وبيضحكوا مش حاسين باللي مامتهم بتمر بيه، رجعت بصت لآلاء وطبطبت على ايديها وقالت بحنان:
-مسمحاكِ بس مش قادره أسامحه....
صلوا على خير الأنام ♥️
★★★★★★
وصل ياسر للمكان اللي قالوا عليه واللي كان شبه مهجور ولما موبايله رن، رد قال الطالب:
-سيب الفلوس على الأرض وامشي...
-فين ياسين وسمر؟
-هيوصلك رساله بمكانهم.
-أنا مش هتحرك من هنا قبل ما أعرف هما فين!!
-إنت حر خليك واقف وضيع في الوقت كمان... لو أنا اتأخرت عن نص ساعه الرجاله هيبدؤا تقطيع فيهم...
بص ياسر حوليه وقال بقلة حيلة:
-طيب هسيب الفلوس وهستنى منك رساله.
-أحبك أنا وإنت شطور ومطيع كده...
قالها وقفل الخط فحط ياسر الفلوس على الأرض ومشي وهو بيلتفت وراه ييص على الشنطة اللي فيها ٧ مليون جنيه، وبعدين خرج وركب عربيته ومشي مسافه لحد.ما وصل لهيثم في العربية...
-ايه طمني لقيتهم؟!
قالها هيثم، فقال ياسر بتعب:
-قالي هبعتلك رساله بمكانهم...
استنوا كتير لكن محدش بعتله حاجه فزاد قلقهم، قال هيثم:
-المفروض كنا نبلغ البوليس... أنا خايف يكونوا عملوا فيهم حاجه!
ياسر:
-بوليس ايه!! أنا مقدرش أخاطر بحياتهم!
اتنهد هيثم وبص لموبايل ياسر وقال:
-هما لسه مبعتوش الرساله!
هز ياسر رأسه بالنفي، وبعد فتره رجعوا لبيت هيثم، وراحوا كلهم لبيت ياسر _آلاء وأولادها ونسمه وهمسه وهيثم_ نسمه كانت قاعده لوحدها بتتجنب الكلام أو النظرات لياسر وملامحها حزينه قعدوا كتير لحد أذان المغرب، فبكت نسمه من شدة خوفها على أختها وقالت ببكاء:
-هما اتأخروا كده ليه!! مفيش أي رساله وصلت لحد دلوقتي!
قربت منها آلاء وطبطبت عليها وقالت:
-اهدي أن شاء الله هيكونوا بخير.
وقف ياسر وقال بقلق:
-أنا هروح أبلغ الشرطه...
وبمجرد ما خلص جملته رن موبايله برساله فيها عنوان، ولما قالهم قالت نسمه:
-أنا هاجي معاكم...
قالت همسه:
-وأنا كمان.
-محدش جاي معانا هو احنا عارفين احنا رايحين فين! خليكوا هنا زلو اتأخرنا بلغوا الشرطه...
قالها هيثم وبعت ياسر العنوان لنسمه قبل ما يخرجوا.
ازداد بكاء نسمه وقعدت آلاء جنبها بتحاول تطمنها ووقفت همسه تبص على جوزها من البلكونه وتدعي ربنا يرجعهم بالسلامه...
اذكروا الله ♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
«ياسين»
فتحت عيني وبصيت حوليا بصدمة، مش عارف رجعنا امته للمكان ده! كانت الإضاءه بتترعش، وسمر قاعده في جنب حاطه إيديها الإتنين على خدها بقلة حيله، وشوفت باقي الأكل الي نمنا وإحنا بناكل منه في الطبق زي ما هو! قولت يمكن كنت بحلم إننا روحنا شقة تانيه! ولا كنت بهلوس، ولا يمكن كانوا حاطين لنا حبوب منومه! سألت سمر:
-هو فيه ايه!
افتكرت الحقنه وبصيت لذراعي مكان ما إدوهالي قبل ما أفقد الوعي ورجعت بصيت لسمر اللي قالت بابتسامة شبه بتاعت سبانخ وعينها كانت ناعسه، وصوت شبه السكـ ـران وهي بتهز رأسها بتأكيد:
-عارفه... عارفه إنت بتفكر في ايه.
هزت راسها بالنفي وكملت:
-لا مكنش حلم.
ضحكت سمر بطريقة غريبة بصتلها بطرف عيني كنت خايف عليها ليكون جرى لعقلها حاجه ما احنا اللي بيحصلنا مش منطقي، ومع إني مستغرب طريقتها إلا إني قلت:
-عارفه لو طلع كل ده حلم أول ما أصحى من النوم هد**بح أرنب وأوزعه على منطقتنا كلها...
قالت بنفس الابتسامة البلهاء ونبرة الصوت:
-أرنب! صحيح يا ياسين هو إنت بتحب الأرانب؟
قلت:
-طبعًا... وهو في حد مبيحبش الأرانب!
هزت راسها بالإيجاب وهي بتشاور على نفسها وبتقول بضحك:
-أنا...
بصتلها بقلق على حالتها وسكتت فسألتني:
-سكتت ليه!
قلت:
-بفكر إيه أول حاجه أعملها لما أطلع من هنا.
ضحكت سمر جامد وقالت:
-انا لو مكانك أول حاجه أعملها إني اقطع علاقتي بيا.
ضحكت تاني كنت مستغربها كانت شبه المسطوله! قامت من مكانها وقربت مني، فرجعت براسي لورا قالت بهمس جنب ودني:
-بما إننا فاضين تيجي نختار اسماء أولادنا!
-أولادنا!!
قلتها بنفس همسها، فهزت راسها بالإيجاب وقالت بنفس الهمس:
-هسمي بكار!
كانت بتضغط على كل حرف من كلمة بكار، قامت تلف في المكان وهي فاتحه ذراعها وبتقول:
-أنا عبيطه وبرياله...
كررتها كتير وبعدين وقفت فجأة ومسكت إزازه كانت على الأرض وشربت، وبعدين إديتني الإزازه وبلعت ريقها وقالت:
-ريقي نافش أوي...
-نافش!!
قلتها باستغراب وهزيت راسي باستنكار وشربت، كنت عطشان أوي فخلصت الإزازه كلها، ضحكت سمر وقالت وهي بتشاور على الإزازه:
-دا عصير مايه بس من ساعة ما شربته وأنا طايره شبه العصفوره.
قالتها وهي بتحرك ايديها وكأنها جناحات،
قربت مني وأخدت الإزازه، كررت كلامها بضحك:
-دي عصير مايه بس طعمه حلو أوي... من ساعة ما شربتها وأنا حاسه إني طايره من الفرحه.
شهقت وحطيت إيدي على بطني وأنا بقول بشك:
-يبقا أكيد المايه دي فيها حاجه...
وفجأة ضحكت سمر وشاوت عليا وهي بتقول:
-شعرك شبه بكار... ابننا هيبقى شبهك... يا أبو بكار.
قعدت تسقف وتغني:
-بكار بكار... من قربه ولوحه حصري... بكار بكار ياابو كف جصيل ومغير...
هزت راسها بالنفي وقالت بتوهان:
-لأ لا يا ابو كف جمير ومدور... يوووه لا... يا ابو كف سميك ومسير... لا لا يا ابو كف حمير ومصور..
ضحكت على اللغبطه اللي هي فيها، فضحكت هي كمان، وفاجئتني لما نطت بسرعه ووقفت على الكرسي وفتحت ذراعتها الإثنين وقالت:
-سيداتي سعادتي... سـ... سعاداتي سادتي والآن... مع راقصة مصر الأولى الفنانه... سمر...
شاورت على نفسها بفخر وقالت بتوهان:
-أم بكار أبو كف كبير ومفور....
كانت واقفه تتطوح على الكرسي فخوفت تقع قربت منها وقلت بزهق من اللي هي بتعمله:
-انزلي يا سمر من على الكرسي بدل ما تقعي...
غمزتلي وقالت قبل ما تنزل:
-حاضر يا أبو بكار...
قعدت على الأرض تهز نفسها يمين وشمال وتقول:
-سبانخ بقا كفته... أنا عبيطه وبرياله... بكار بكار...
ضـ ـربت كف بكف وقلت بحسرة:
-لأ حول ولا قوة إلا بالله البت دي حصلها ايه! أكيد مش المايه! ما أنا شربت منها وأهوه مفيش حاجه...
____________
وقف ياسين يبص عليها بشفقة لفترة لحد ما حس بالسعادة فابتسم فجأه وبعدين ضحك بصوت عالي وهو بيقول:
-أنا فرحان أوي... فرحان أوي.
ضحك أكتر وقعد يتأمل المكان اللي هو فيه وكأنه أول مره يشوفه، فلفت نظره صنية أكل متغطيه في ركن بعيد، ولما كشفها ظهرت فرخه مشويه، خدها وقعد على الأرض جنب سمر وقدامهم الفرخه بصوا للفرخه بصمت، ورجعوا بصوا لبعض وضحكوا وبدأ ياسين ياكل بشراهه ويأكل سمر بإيده وهي مش عارفه تاكل من الضحك، غنى ياسين وهو بيمضغ الأكل:
-الفرخه اللي أنا باكل فيها لا أنا قادر أسيبها ولا أرميها...
كرر الأغنيه اكتر من مره وسمر كانت بتفرقع صوابعها وتتهز يمين وشمال بانسجام وهي بتاكل...
مسك ياسين ورك الفرخه وحركه وهو بيغنى:
-فرختي الطعمه وتنتنتنان لبطني بإيدي هوديها...
وبعدين أخد قطمه وهو بيقول بلذة:
-ااااااه....
متنسوش التفاعل❤️
#يتبع
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا