القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية روحى تعاني الجزء الثالث الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم إيه شاكر

 

رواية روحى تعاني الجزء الثالث الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم إيه شاكر 



رواية روحى تعاني الجزء الثالث الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم إيه شاكر 

-دا فرح ده ولا تأنيـ ـب ضمير! أنا غلطانة إني جيت...

-إنتِ عايزه إيه يابنتي!

-فين المهرجانات والأغاني والرقص... مش اللي بيغنيلنا أنا آسف أنا ندمان!!... حتى الفرْح صعـ ـبتوه علينا!


قالتها وكانت تقصد هيثم اللي بيغني، فمسك الشاب اللي واقف جنبها ايديها وهمس في ودنها:

-ما أنا قايلك إنه فرح اسلامي! وإنتِ اللي مسكتِ فيا وقولتِ عايزه تغيري جو من ضغط الثانوية ...


شوحت ايديها بزهق وقالت:

-يا عم دا أنا كنت قعدت وسط كتبي أحسن... دا فرح غريب وناس غريبة ... 


🌸🌸🌸🌸

الحلقه(١)

#روحي_تعاني٣

بقلم آيه شاكر

🌸🌸🌸🌸🌸


قالتها «شروق» انحنى أخوها اللي واقف جنبها ناحيتها وقال بضحك استفزها:

-طيب والله فرح لذيذ...


دورت شروق وشها الناحية التانية بضيق وسكتت ولما شافت بنت بتشاورلها اتضايقت أكتر قالت بزهق:

-يوووه دي نجمة ! إيه اللي جابها دي كمان!


بص أخوها «حازم» حواليه وهو بيقول بلهفة :

-نجمة! نجمة بنت عمتك... هي فين؟ 


شاورت «شروق» ناحيتها وقالت:

-أهيه هناك!


ولما شاف «حازم» «نجمة » سلط عينه عليها كانت مبتسمة بحياء وواضح عليها الارتباك وهي داخلة للڤيلا مع والدتها ووالدها قال بإعجاب:

-ما شاء الله فعلًا نجمة ! بتقدر تخطف الأنظار بمجرد ما تدخل أي مكان...


بصت شروق لـ «حازم» المبتسم وهو بيبص ناحية نجمة وعينه بتطلع قلوب وقـ ـرصته في إيده وقالت بضيق وغيره:

-بطل تبصلها كده! 


همست لنفسها:

-أنا مش عارفة والله الولاد بيعجبوا بيها على إيه!


ولما لاحظت أن أخوها لسه بيبص عليها قالت بغيرة:

-طب على فكرة بقا أنا أحلى منها...


بص حازم لأخته وغمز لها بعينه وقال: 

-طبعًا إنتِ زي القمر مفيهاش جدال...


سابته شروق وقربت من نجمة ووقف حازم يتابع بتركيز حركات نجمة المرتبكة وهو مبتسم...


حضنتها «نجمة» وكأنها لقت حد ينقذها، فقالت شروق بضيق حاولت تخفيه ورا ابتسامة صفرا:

-مقولتليش يعني إنك جاية؟!


قالت نجمة بتلقائية:

-أنا مكنتش عايزة أجي بس بابا أصر عليا... وماما كمان...


ابتسمت شروق وقالت من تحت ضرسها:

-كويس إنك جيتِ دا أنا فرحت أوي...


نجمة كانت متجاهلة حازم ونظراته ليها وعاملة نفسها مش واخده بالها منه، لكنها واخدة بالها كويس جدًا، قالت شروق:

-تعالي نتمشى في المكان...


أخدتها شروق بعيد عن حازم لحاجة في نفسها، ممكن غيرة على أخوها أو غيرة من نجمة نفسها...

استغفروا ❤️ 


              ★★★★★

               «نجمة»

-الفرح ده لطيف أوي كويس إن أنا جيت.

-لطيف ايه يا شيخة ! اه ما إنتِ معقدة زيهم!

قالتها شروق وهي بتبص لفستاني الواسع وطرحتي الطويلة، فقلت بابتسامة:

-الله يسامحك.


ضحكت شروق فضحكت أنا كمان، بصيت ناحية حازم اللي قاعد مع والدي ووالدتي، دايمًا يقولي إن أحلى حاجة فيا ضحكتي وإن عيني بتقفل شوية لما أضحك ودي حاجة بتعجبه...


أنا بشوف إن حازم شخص محترم جداً مخلص كليه طب بيطري وأكبر مني بـ ٨ سنين، بيهتم بيا جدًا ودي حاجة بتخليني طايرة من الفرحة ، وأكتر حاجة بتعجبني فيه التزامه بالصلاة، مجرد ما يسمع الآذان بيجري على المسجد...


مشيت مع شروق واتكلمنا عن خوفنا من الثانوية العامة ، احنا الاتنين علمي علوم واحنا الاتنين عايزين كلية قمة بمعنى كلية طبية...


رغم إني مش بحب المجال الطبي لكن المجتمع اللي حولينا والعرف السيء أقنعونا إن عشان تبقى ناجح لازم تكون دكتور! مينفعش مدرس طيب؟ لأ دكتور! طيب ممرض؟ ما قولنا دكتور إبن مين إنت عشان تجادل!


كنت بدعي ربنا أجيب أي مجموع أتشعبط بيه في ديل أي كلية طبية عشان أرفع راس أهلي ويقولوا بنتنا الدكتورة نجمة راحت بنتنا الدكتورة نجمة جت...


بصيت ناحية حازم مرة تانية كان بينا نظرات كتير ومشاعر مستخبية جوا قلوبنا لكن محدش فينا قال للتاني أي حاجة ، ولا عمري هقول لأني خايفة يكون شايفني زي أخته وأنا اللي فاهمه غلط!


انتبهت على صوت «شروق» اللي قربت من شاب وقالت:

-كريم! عاش من شافك يا راجل... مبقتش تسأل على عيال عمك!


قال كريم باحترام:

-إزيك يا شروق... والله يابنتي مشاغل... بس منورين الحفلة...


قالت شروق بسخرية:

-حفلة ايه يا جدع هي دي حفلة!! دول كانوا قالبين القاعة مسجد من شوية !


ضحك وقال:

-ايوا بقا إنتِ طبعًا عايزة رقص واغاني وتقـ ـطعي إيدك من التسقيف!


-عليك نور... أنا فعلًا جاية أسقف...

ضحكوا وكنت واقفة على بُعد خطوتين مبتسمة ومتابعة كلامهم، ولما بص كريم ناحيتي، قال:

-نجمة! ازيك عاملة إيه؟


قربت منهم وقلت:

-تمام الحمد لله... إنت إيه الأخبار؟ وطنط فريال عامله ايه و... وفين! عشان أسلم عليها...


قولتها مرة واحدة وبسرعة ، كعادتي لما بتوتر، مش عارفه ليه لما يكلمني أي حد من الجنس الأخر وأكون مشوفتهوش من فترة بتوتر وبحس إن أعصابي كلها بترتعش...


ابتسم كريم وشاور على والدته وهو بيقول بابتسامة: 

-ماما هناك...


سابنا كريم ومشي يسلم على شاب تاني وروحت أنا وشروق نسلم على والدته...


كريم ابن خالي وابن عم شروق أكبر مننا بـ ٦ سنين مش بشوفه إلا مرة كل سنة تقريبًا لأن خالي متوفى ووالدته اتجوزت واحد تاني وكمان ساكن في بلد غير بلدنا باختلاف حازم وشروق وباقي عيلة والدتي ساكنين في نفس البلد...


ميلت شروق على ودني وهمست:

-مش بحب طنط فريال دي! عشان راحت اتجوزت بعد ما عمو توفى!


-وهي كانت عملت حاجه غلط!

قلتها باستنكار فرفعت شروق كتفها وسكتت...


سلمنا عليها وحضنتها جامد لأني بحبها أوي...


شروق سلمت عليها بجمود وراحت تتمشى في القاعه لوحدها...


وقفت لوحدي أبص على العروسة بابتسامة، كنت معجبة بيها حتى اسمها جميل «سمر» مش «نجمة »! حد يسمي بنته نجمة! 


فستانها كان رقيق وراقي وملامحها نقية من غير أي مكياج، كان نفسي أتعرف عليها... وكنت مقررة أعمل فرحي بالطريقة دي ان شاء الله! 


لما بفكر في الزواج تلقائي صورة حازم وهو لابس بدلة بتيجي في خيالي، حازم حب طفولتي ومراهقتي! رغم إني كنت معجبه باتنين تلاتة كده في فتره من الفترات لكن هو الحب الحقيقي طبعًا....


حاولت كتير مفكرش فيه لكن فشـ ـلت، وخصوصاً إنه قدامي طول الوقت لأننا من  نفس البلد وكمان أخته «شروق» صاحبتي وبنت خالي...


كان بينا كلام عادي جدًا لكن كل كلمة بيقولها بتتحفر في عقلي وقلبي ومش بنساها...


-النجمة واقفة لوحدها ليه؟

التفتت على صوته، وابتسمت بحياء ومردتش فقال بإعجاب:

-الدريس ده حلو أوي عليكِ.


قلت بحياء:

-دا أنا شارياه جديد... مع إني مش بحب الألوان الفاتحة زي ما انت عارف لكن ماما أصرت عليا...


-كل الألوان بتليق عليكِ... إنتِ بتنوريهم يا نجمة... 

قالها بصوت ناعم ونظرات اعجاب بحب أشوفها، فبصيت للأرض بحياء، قال:

-تعرفي أن إنتِ شبه سعاد حسني أوي! سندريلا كده في نفسك...


رفعت راسي وقلت بابتسامة وخجل:

-إنت الوحيد اللي بتقولي كده!


بصيت للأرض بإحراج، مع إن حازم شخص محترم جدًا إلا إن كلامه معايا أحيانًا مش بيعجبني لكن لأني واخده عليه اعتبرته عادي ومعلقتش على كلامه! 

فقال وهو بيبصلي:

-دا حتى ضحكتك لما عينك بتقفل شويه كده... وصوتك كمان شبهها أوي... 


قلت:

-إنت كده هتخليني أجرب ألبس لبسها أشوف نفسي...


قال وهو باصص قدامه:

-وفي يوم من الأيام ممكن أشوف برده...


ارتبكت وبعدت عنه بتوتر، لكنه وقف جنبي تاني، دائمًا يلمح إنه هيتجوزني لكن بطريقه غير مباشره، أو يمكن أنا اللي بفهم غلط! 

كنت لازم أغير الموضوع فبصيت على العروسه والعريس وقلت:

-حلوين أوي اللهم بارك...

-فعلًا ما شاء الله...


قال:

-عاوزك بقا تشدي حيلك... السنه دي هي اللي هتحدد مصيرك في الحياة... مع إني مش فارق معايا بس نفسي أشوفك إنتِ وشروق دكاترة كده ونتفشخر بيكوا...


قلت بابتسامة:

-إن شاء الله...


قضيت الحفلة وأنا بتفرج على الأجواء الدينيه إلى حد كبير إلا من الإختلاط اللي عرفت بعد كده إنه بسبب ضيق المكان...


طنط فريال «والدة كريم» خدتني سلمت على العروسة وعرفتني عليها كنت فرحانة اوي إني قدرت أعرف أكونت الفيسبوك بتاعها وقررت إني أتخذها قدوتي وصاحبتي...


**يا زين ما اختارتي يا بنتي**


انتهت الحفلة وركبت مع والدي ووالدتي العربية، وحازم بصلي وشاورلي قبل ما يمشي فابتسمت وشاورتله...


لاحظت إن والدتي مركزه معانا شويه! فاتوترت وحاولت أعمل نفسي مشغولة بموبايلي...


تاني يوم الصبح وقفت في أوضتي أرتب كتبي عشان أذاكر فدخلت والدتي وقعدت على طرف السرير تبص عليا شوية وبعدين قالت بابتسامة:

-محدش قالك حاجه على الفستان امبارح؟


قلت بكذب:

-اه عجب شروق وطنط فريال...


قالت بابتسامة ومكر:

-وحازم! 

-اه فعلًا قالي حلو...

-هو... هو حازم كان بيقولك ايه لما كان واقف معاكي!

قلت بنبرة مهزوزة:

-عادي كان بيسألني عن الدراسة وكده...


قامت والدتي وهي بتقول:

-أصلي شوفته بيشاولك وهو ماشي! 

-اه عادي كان بيشاورلنا كلنا فـ... فشاورتله...


قالت بعد تنهيدة وهي بتقف:

-ماشي... يلا عشان نفطر.


وقفت أبص على أمي وهي ماشية وكنت متأكدة إنها شاكة فيا! دائمًا بتحاول تفتح معايا كلام عن حازم لكني بقـ ـطعه... أنا حاسة إنها فاهمة! بس أنا عمري ما أروح اقول.


مرت الأيام

 وكنت مستنية سمر تقبل الإضافه على الفيسبوك أو ترد على رسايلي لكن فضلت الرسائل متعلقة! ومرت الأيام وبدأت دائرة امتحانات الثانوية العامة ...


حازم كان بيوصلني أنا وشروق كل يوم ويجي ياخدنا بعد الامتحان، كان أجمل حاجة يوم الامتحان إني بشوفه، حاسة إننا هنكون ثنائي مميز...


******

خلصت امتحانات في أول رمضان وخالي «والد شروق وحازم» عمل عزومة كل سنة...


أمي كانت بتتعمد تلبسني لبس ملفت، يمكن عايزة تلفت نظر حازم ليا! 

كنا بنروح يوم العزومة من الصبح عشان نساعد مرات خالي...


           وفي بيت خالي


كنت واقفه في البلكونه...


-منورة يا نجمة النجوم.

قالتها خالتو دلال اللي دخلت وقفت جنبي فابتسمت وقلت وأنا بشاور على السما: 

-دا نور ربنا...


سكتت شوية وهي بتبصلي بطرف عينها وبعدين سألتني:

-إيه الواد حازم اعترفلك بحبه ولا لسه؟

قالتها بهمس وهي بتغمز بعنيها فقلت بنفس الهمس:

-تاني حازم يا خالتو! مش اتفقنا منتكلمش في الموضوع ده مرة تانية !


-أصل مرات خالك كانت بتلمح قدام أمك إنهم بيدوروله على عروسة ... وشكل العروسة إنتِ.

قالتها وغمزت، ابتسمت لكن حاولت تصنع الجمود قلت بعد زفرة متأففة:

-اللهم إني صايمة...


«دلال» مش بس خالتي دي كمان صاحبتي وبئر أسراري، عندها ٣٥سنه لكن لسة متجوزتش لأنها كانت بتحب واحد شغال معاها وكان بيلمح إنه بيحبها فاتعلقت بيه وانتظرته كتير وفي الأخر اتجوز واحدة تانية ، ومن ساعتها كرهت كل الرجالة ومش راضية تتجوز...


قالت دلال بحزن:

-نفسي تتجوزوا... مش عايزاكِ تدوقي اللي أنا دوقته... طلما بتحبيه....


بصيت لها بشفقة من وأنا عندي ١١ سنه وهي بتقولي إن أنا وحازم لايقين على بعض ودايمًا تسألني بحبه ولا لأ، هي اللي لفتت نظري لحازم وفتحت عنيا على الحب وعـ ـذابه...


لما طال سكوتي قالت خالتو الجمله اللي متعوده أسمعها:

-إنتِ وحازم لايقين على بعض... وأنا متأكدة إن حازم بيحبك زي ما إنتِ بتحبيه...


قلت بعد تنهيده:

-تاني بتتكلمي في الحب! الحب ده عـ ـذاب يا خالتو... المفروض إنتِ أكتر واحدة عارفة !


قالت بألم:

-وأصعب عـ  ـذاب بيصيب القلب...


سمعت أمي بتنادي عليا من المطبخ، فبصيت ورايا واتصدمت لما لقيت «حازم» واقف ومبتسم خوفت يكون سمع حوارنا فيفهم غلط أو صح! أو يفهم اللي أنا مش عايزة أقوله لحد! خصوصًا هو! لأني عندي قناعة إن مشاعري دي نقطة ضعفي اللي مينفعش حد يتطلع عليها بغض النظر إن خالتي دلال عارفة لأنها مش هتقول لحد...

بس يا ترى فعلًا هتحفظ السر ومش هتقول لحد؟

مستنيه رأيكم❤️

#يتبع



(٢)

-تاني بتتكلمي في الحب! الحب ده عـ ـذاب يا خالتو... المفروض إنتِ أكتر واحده عارفه!


قالت بألم:

-وأصعب عـ ـذاب بيصيب القلب...


سمعت أمي بتنادي عليا من المطبخ، فبصيت ورايا واتصدمت لما لقيت حازم واقف ومبتسم خوفت يكون سمع حوارنا فيفهم غلط أو صح! أو يفهم اللي أنا مش عايزه أقوله لحد! خصوصًا هو! لأني عندي قناعه إن مشاعري دي نقطة ضعفي اللي مينفعش حد يتطلع عليها بغض النظر إن خالتي دلال عارفه لكنها مش هتقول لحد!....

بس يا ترى فعلًا هتحفظ السر ومش هتقول لحد؟


🌸🌸🌸🌸

الحلقه(٢)

#روحي_تعاني٣

بقلم آيه شاكر 

🌸🌸🌸🌸🌸


وقفت متنحه ببص لحازم بصدمه وأمي بتناديني، فقالي بابتسامة وهو بيشاور وراه:

-اجري عمتو بتنادي عليكِ...


هزيت راسي باقتناع ودخلت من البلكونه، وأنا باصه ورايا لخالتي بحذرها بنظراتي إنها تقوله حاجه فقفلت عينيها وفتحتها إنها فاهمه لكني مطمنتش!


وقفت ورا الباب أتجسس عليهم كنت خايفه أوي من خالتي! كنت بقول جوايا دي خاله دي ولا ابتلاء! فسمعته بيقول لخالتو:

-مش قولتلك متفتحيش عين العيال الصغيره على الحب والحاجات دي!


قالت بمكر:

-عيال! وهي نجمه عيله! دي بقت عروسه...


كانت بتلمحله إني عروسه وكده! عشان يتلحلح ويتقدملي...

ابتسم وبص قدامه وهو بيقول:

-فعلًا نجمه كبرت وبقت عروسه.

-طب ايه مش ناوي تتجوز بقا؟

-خطوه محتاجه دراسه...

-يعني مفيش حد في قلبك... يعني مش بتحب حد؟

-من ناحية بحب فأنا بحب...

-وحد بقا من العيله ولا من بره؟


قال حازم بعد تنهيدة:

-من العيله.


ابتسمت وحسيته يقصدني بكلامه، ولما أمي نادت عليا تاني، جريت أرد عليها وأنا في غاية السعاده في اللحظه دي لو كان ليا جناحين كنت هطير...


وقفت قدام المطبخ فقالت مرات خالي:

-بيقولوا نتيجتكم هتظهر الاسبوع الجاي يا نوجه.


بتدلعني بنوجه! يعني مش كفايه اسم نجمه! انا اسمي ده أول ابتلاء في حياتي يليه خالتي دلال....


حطيت ايدي على بطني وقلت بخوف:

-لزومه إيه الكلام اللي بيوجع البطن ده!


ردت شروق اللي بتعمل السلطه في ركن قريب وقالت:

-احنا عملنا اللي علينا... 


قالت مرات خالي:

-خلي بالك أنا مش هقبل بأقل من ٩٨ يا شروق.


غمزتلي شروق وقالت:

-هنجيب ٩٩ أنا وانتِ يا بت... بكره تقولي شوشو قالت...


-يارب يا شوشو...

قولتها وأنا ببص لفوق....

عمري ما طلبت من ربنا كلية معينه أد ما دعيت إن محدش يشمت في أهلي بسببي، مش عايزه أجيب أعلى من شروق لكن برده مش عايزه أجيب أقل منها لأن مرات خالي أم شروق كانت دايمًا تتريق عليا ولو بهزار لكن كلامها كان بيجـ ـرحني...


مر الوقت وكان باقي على أذان المغرب ساعه...

بدأ الكل يتجمع والعيال الصغيره اللي في العيله كانوا بيلعبوا في البيت وصوتهم عالي...


لما افتكرت إني مصلتش العصر دخلت اتوضيت ودورت على شروق كتير عشان أسألها أصلي فين! وفي الأخر قررت أدخل أصلي في أوضه قدامي...

ولما فتحت الباب اتسمرت مكاني بصدمه لما لقيت تلت شباب منهم حازم نايم على السرير بتعب يا كبد أمه واتنين قاموا وقفوا، ودا كان «كريم» ابن خالي، و«حاتم» أخو حازم الأصغر منه.


قلت بارتباك:

-آسفه كان لازم أخبط على الباب...


جيت أخرج فقال حاتم بمرح:

-إيه يا نجمه مفيش ازيك عامل ايه؟!


قلت بتوتر حاولت أخفيه ورا ابتسامة:

-ما أنا قلت مره ولا كل ما أشوفك هقولك... على العموم ا... إزيك عامل ايه؟ 


-مش حلو خالص ومتسحرتش امبارح...

قال نفس الجمله اللي كررها كتير النهارده فضحكت، كل ما حد يسأله عامل ايه يرد بكده.


بص كريم لحاتم بحده وهو بيكلمني:

-سيبك منه يا نجمه...


كنت بعتبر ولاد خالي كلهم زي أخواتي وأهلنا عودونا على كده، بس أحيانًا بحس إني مكسوفه منهم وخصوصاً إني مقابلتش كريم من فتره طويله يمكن سنه!

وعشان أخفي توتري قلت وأنا ببص لحاتم:

-عارف لولا إني صايمه كنت رديت عليك بحاجه مش هتعجبك! 


قال كريم بضحك:

-نعمل ايه يا نجمه معلش بقا أخونا ومضطرين نستحمله...


فتح حازم عينه بنعاس ولما لقاني واقفه قال بنعاس:

-في ايه صوتكوا عالي! صحيتوني من النوم!


قلت:

-ناس تنام وناس ليها بهدله وعمايل أكل وشرب وغسيل مواعين...


ديرت ظهري ومشيت وأنا بقول:

-يا بخت الرجاله... صحيح مجتمع ذكوري...

سمعت صوت ضحكهم لكن موقفتش، كنت عايزه أسأل كريم عن سمر لكن محبتش ألتفت تاني وقلبي كان بيدق بسرعه...

بقلم آيه شاكر 

                 ★★★★★★

                  «حازم»

-نجمه كانت عايزه ايه!

قلتها بنعاس فرد عليا حاتم:

-دخلت بالغلط! بس البت دي بقت صاروخ يا معلم وبتحلو كل يوم عن اليوم اللي قبله... اللهم إني صايم...


ضـ ربه كريم في ذراعه وقال:

-احترم نفسك عيب كده دي زي أختك...


ضحك حاتم وهو بيقول:

-ما أنا بقول على أختي صاروخ عادي...


نزلت من على السرير وأنا بقول بضحك:

-هو الواد قال ايه غلط يا كيمو! ما هي حقيقه فعلًا... اللهم إني صايم بالنهار قائم بالليل.


قال كريم:

-دا انتوا!!... أعوذ بالله منكم...


قمت دخلت الحمام وسيبتهم يتكلموا ويضحكوا...


كنت بفكر في نجمه اللي مشاعري ليها مش قادر أفهمها يا ترى أنا بحبها ولا عايزها زوجه! طبعًا فيه فرق بين الحب والجواز...

طيب ما أنا كنت بحب زميلتي في الكليه وكنت بحب رنا بنت خالتي بس الاتنين اتجوزوا ودلوقتي بحب أمينه بنت عمي بس طبعًا كلهم مش زي نجمه لأنها واخده الكوم الكبير أوي...


وفي الأخر مش هتجوز إلا واحده بس! ياريت كنت اقدر أتجوزهم الأربعه وتبقى نجمه الأولى طبعًا خرجني من شرودي صوت «حاتم» اللي بيخبط على الباب:

-حازم إنت هتقعد في الحمام كتير؟!

-طالع يا حاتم... اتكى على الصبر شويه...

-اتكيت بس الزرار باظ أنجز واخرج.


ابتسمت ومردتش، حاتم أخويا في طب بشري أخر سنه، وعقبال شروق ونجمه، قلتها لنفسي فخبط على الباب وهو بيقول:

-يا حــــازم...

-حاضر يا عم...


اتوضيت بسرعه وخرجت من الحمام ودخل حاتم...


كريم ابن عمي كان قاعد بيقرأ قرآن، شاب محترم، متدين، وموظف، خريج كلية تمريض وأصغر مني بسنتين لكن اتوظف حكومي وأنا اللي شغال في شركة خاصة وأكيد بيقبض وأحسن مني، بيقولوا التمريض بيقبضوا بالدولار! 


مش عارف ليه دائمًا بحس بشوية غيره منه! يمكن لأن والدتي دائمًا تقارني بيه مع أنه أصغر مني! يعني المفروض هو اللي يتقارن بيا! 


حسيت بالغيره منه ففتحت مصحفي على الجزء اللي واقف عنده وبدأت أقرأ لكن مش بتركيز لأن كل فتره أبص على كريم بطرف عيني، وسيم جدًا بشعره الناعم المموج اللي بيسرحه لورا واللي الهوا بينزله على عينه فبيرفعه لورا بطريقه عجبتني...


أما أنا فشعري مجعد ودايمًا بسرحه لورا برده لكني أسمراني شويه عن كريم الأحمراني، شبه والدته بالظبط...

******

أذن المغرب وخرجنا نفطر...

العيله كلها كانت متجمعه في نفس المكان لكن فيه ستاره هننزلها هتفصل بين الرجاله والستات...


وقبل ما الستاره تنزل شوفت نجمه واقفه جنب أمينه، قولت في نفسي اللي هتبص ناحيتي منهم هتبقى هي اللي بتحبني، في الوقت ده خوفت على نفسي حاسس إني اعاني من مراهقه متأخره!


التفتت أمينه وبصت عليا ولما لقتني ببص عليها اتوترت ونزلت عينيها بسرعه، فابتسمت، وأنا بقول بتحبني البت دي لكن برده نجمه ليها الكوم الكبير...


وبعد الفطار

عملت نفسي بساعد في لم السفره ووقفت قدام المطبخ أبص لأمينه شويه ولنجمه شويه، واحده بتغسل مواعين وواحده بتعمل شاي...


جت والدة أمينه من ورايا وهي بتقول:

-واقف كدا ليه يا حازم؟


اتوترت والصنيه كانت هتقع من ايدي لولا هي سندتها، ودخلتها أنا المطبخ، ونجمه وأمينه بيضحكوا...


من صُغري نفسي أتجوز اتنين أما لو يوافقوا يبقوا ضراير! وأهو واحده تغسل مواعين وواحده تعمل شاي...


أخدت الشاي من أمينه بعد نظرتين وابتسامتين وروحت قعدت مع الرجاله، لأن مينفعش الصراحه اللي بعمله ده! والله أنا متربي وابن ناس لكن مش عارف مالي! يمكن محتاج أتجوز والموضوع ده ميتسكتش عليه!


سمعت عمي والد أمينه بيقول لوالدي:

-فيه عريس جاي لـ أمينه والبنت مبدأيًا مرتاحه... كنا عاوزينك تيجي تقعد معاه...

قال والدي:

-ومالو يا حبيبي ربنا يتمم بخير يارب.


-عقبالك يا حازم.

قالها عمي فرديت بنبرة مرتعشة:

-وإنت طيب يا عمي.


كنت حزين جدًا من جوايا! يعني ايه أمينه مرتاحه طيب والنظرات اللي بينا! والابتسامات والحب والأشواق! دا أنا كنت لسه بتخيل إني بتجوز نجمه وأمينه في نفس اليوم وبفكر هقنعهم ازاي...


حسيت إني لازم أفوق لنفسي بقا ولو ملحقتش أمينه عادي! إنما نجمه مينفعش تروح من ايدي!


وفجأة سمعنا صوت حاجه بتنفـ ـجر من المطبخ وصوت صرخة خلاني اتنفضت وجريت وأنا بقول:

-دا صوت نجمه!


وصلت أول واحد للمطبخ وكانت أمينه حاضنه نجمه بتحاول تهديها وشروق بتضحك، قالت والدتي:

-إيه اللي حصل يا بنات؟


قالت شروق بضحك:

-أصل أنا حطيت غطا الحله سخن على الولاعه ففرقعت ونجمه اتخضت.


اتنفست أنا بارتياح وقلت:

-مش أول مره تعمليها! كل ولاعه نشتريها نهايتها بتكون بنفس الطريقه!


الولاعه بيكون فيها سائل نفاثلين أو بوتان مضغوط فلما حطت شروق عليها الغطاء سخن أكيد لازم تنفـ ـجر، وما شاء الله أختي ذكيه جدًا يعني دي خامس مره تعملها!


قالت شروق:

-ما انتوا اللي غلطانين بصراحه... المفروض تجيبوا ولاعات بتطش مش بتطلع نار! عشان الأخطاء غير المقصوده دي!


اتريقنا على شروق شويه وبعدين مشيوا كلهم ووقفت نجمه لوحدها تشرب مايه، مكنتش بقدر أمنع نفسي أبص عليها وأتخيلها زوجتي، وخصوصًا إنها شبه سعاد حسني حتى صوتها وضحكتها، والأكيد إن هي الحب الحقيقي والباقين مجرد نزوه!


بصيت حوليا ليكون حد شايف نظراتي دي وخرجت بسرعه، وأنا متأكد إني لازم أستعجل وأتجوز عشان اللي بعمله ده ميصحش أبدًا.

استغفروا ♥️ 

لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين 

                           ★★★★

                  «نجمه»

زعلت من نظرات حازم لأمينه بنت خالي خوفت يكون بيعاملني أنا وهي زي أخواته! لكن اطمنت شويه  لما عرفت إنها هتتخطب...


وبعد ما خلصنا شغل في المطبخ خرجت قعدت معاهم بره، قالولي إن الرجاله كلهم راحوا المسجد عشان صلاة التراويح، وقعدنا نتكلم عن عريس أمينه في حين بصت والدة شروق حوليها وقالتلي:

-هي شروق راحت فين يا نجمه؟

-مش عارفه!

-طيب قومي شوفيها كده وناديهالي...


دخلت بسرعه أدور عليها، وبما إني متطمنه إن مفيش حد في البيت خبطت على باب الحمام قصدي طبلت على الباب وأنا متأكده إنها جوه لأن كلهم في المسجد، ففتح كريم، قال بابتسامة وهو بيمسح وشه:

-معلش بقا كنت بتوضى.

-لأ أنا... أنا مش عايزه أدخل... كنت بحسب شروق اللي جوه.

قال بابتسامة:

-شروق طلعت فوق...


هزبت راسي بتفهم وأنا في قمة احراجي، وكنت همشي فقال كريم:

-نجمه! النتيجه هتظهر قريب؟!


بصيت له وقلت:

-أ... أيوه الأسبوع الجاي.


قال بابتسامة وتفاؤل:

-عارفه أنا متفائلك خير يا نجمه... ربنا يوفقك يارب.


ابتسمت وقلت:

-يارب...


في الوقت ده خرج حازم من أوضته وحسيت من نظراته إنه متضايق قال ببعض السخرية:

-مش يلا يا أستاذ كريم ولا مطول...


قرب منه كريم وهو بيقول:

-يلا... يلا يا غالي.


بصلي حازم بحدة وخرج معاه ووقفت أكلم نفسي وأقول:

-هما هنا ازاي! مش المفروض كلهم راحوا يصلوا!!


هزيت راسي يمين وشمال باستنكار وطلعت فوق أنادي شروق...

              

وبعد التروايح 

اتجمعنا وقررنا نلعب الإزازه الراعي الرسمي للعزومات والتجمعات العائلية...


قال حاتم:

-شروق هتسأل نجمه...


قالت شروق بتفكير:

-طيب هسألها.... إنتِ بتحبي في قصة حب؟


ضحكت وقلت بكذب: 

-أكيد لأ... حب إيه وكلام فاضي ايه أنا مركزه في دراستي...


بصتلي خالتي دلال بنظرة أنا فاهماها وهي مبتسمة فاتوترت ولفيت الازازه، قال حاتم:

-عمتو هتسأل كريم؟


-أ... هو إنت... مش عارفه أسأل ايه!


ضحكت خالتو فضحكنا كلنا وسألته:

-أ... بتحب شغلك ولا نفسك تغير المجال؟


قال كريم بابتسامة:

-أكيد لازم أحبه أصل هو ده نصيبي... عمري ما تخيلت إني أكون ممرض لكن التنسيق رماني ولا حدش لقاني...


ضحكنا كلنا، فلف كريم الازازه، قالت شروق:

-كريم هيسال حازم...


قال كريم:

-مش ناوي تتجوز بقا وتفك نحس العيله دي؟


-والله أنا نفسي أتجوز بس العروسه بقا...

قالها حازم وهو بيبصلي، فكله بص عليا واتوترت جدًا...




(٣)

-مش ناوي تتجوز بقا وتفك نحس العيلة دي؟


-والله أنا نفسي أتجوز بس العروسة بقا...

قالها حازم وهو بيبصلي، فكله بص عليا واتوترت جدًا...

شال عينه من عليا وهو بيحمحم بحرج واتوتر هو كمان لما حس إن الكل بيبص علينا، فرك ودانه وقال بارتباك:

-قصدي يعني لما الاقي بنت الحلال اللي تستحق تكون زوجة الدكتور حازم...


🌸🌸🌸🌸

الحلقه (٣)

#روحي_تعاني٣

بقلم آيه شاكر 

🌸🌸🌸🌸


ضحكت خالتي دلال بتفهم، فلف حازم الإزازة وكان هو هيسأل كريم، فقال:

-قولي بقا يا كريم... إيه سر الدبلة اللي في ايدك؟


ارتبك كريم لكن جاوب بابتسامة:

-لا سر ولا حاجة... اتعودت عليها لقيت شكلها حلو وماشية مع الساعة!


وقف كريم فجأة وظهر عليه الارتباك قال:

-أنا همشي بقا لأن عندي شغل الصبح بدري...


وقف حازم وقال وهو ماسك موبايله:

-وأنا هعمل مكالمة وآجي.


نادى والدي هو كمان عشان نمشي فقومت أسلم على الموجودين، ولما وصلت لدلال همست في ودني:

-بيحبك يا بت...

قلبي دق بسرعة وبعدت عنها وأنا ببصلها بحدة! مش هتتغير أبدًا هي السبب في زراعة حبه جوة قلبي من صغرى ورعرع وكبر مع الأيام لأنها كانت بترويه بكلامها وتصميمها إنه بيحبني وإننا لايقين على بعض! 


سألت نفسي كتير ليه مختارتش حاتم أو كريم! ليه حازم بالذات! لكني مرسيتش يوم على بر.


مرت الأيام بعد اليوم ده وكل ليلة بفكر في حازم وبتخيل اليوم اللي هيتقدملي فيه، وبفكر هلبس ايه وهحط مكياج ولا لأ!


كنت بفكر فيه بالنهار واحلم بيه بالليل، مرة في الحلم يقولي: 

-بحبك...


ومرة يمسك ايدي، ومرة يحضنني، ومرة يجيبلي وردة ومرة يجيبلي ساعة...


وفي حلم من الأحلام الكتير دي قالي جملة عمري ما هنساها، بص في عيني وقال:

-الشمس نجمة بتضيء وتدفي حياة الناس وإنتِ النجمة اللي منورة ومدفية قلبي...


كنت بستنى وقت النوم بفارغ الصبر عشان أشوفه، وكل يوم حبه يزيد جوة قلبي ومشاعري تتحرك أكتر رغم إني مشوفتهوش في الحقيقة لإسبوع كامل لكنه مفارقش أحلامي...


وفي يوم صحيت من النوم وأنا في غاية السعادة والنشاط بعد الحلم اللي شوفته امبارح إن حازم اتقدملي وصحيت من النوم بعد ما زغردت وكنت واقفة وسط زغاريد كتير والفرحة مالية الحلم... 


فسرت المنام على جوجل وطلع إنه هيتقدملي قريب وفيه سعادة هتدخل حياتي، تفسير جوجل ده غريب جدًا كل ما أبحث عن تفسير منام يقولي هتتجوزي قريب!


قومت عشان أنضف الشقة لو إحنا مش في رمضان كنت هسمع أغاني رومانسية زي ما كنت بعمل وأتخيله في كل أغنية، رغم إني يبان عليا ملتزمة ومش بغلط إلا إني بغلط عادي لكن ربنا ساترني...


شغلت أنشودة مشاري ورددت معاه وهو بينشد وكأن حازم اللي بيقولي:

-اوعديني... اوعديني تعلميهم كل حاجة حلوة فيكِ ولو في يوم قصرت فيكم كمليني بالرضا... اوعديني ياخدوا اخلاقك عشان بتباهى بيكِ ويطلعوا ذرية صالحة يزرعوا الخير في الحياة.


أيوه كنت وصلت لمرحلة الذرية الصالحة! 


ومر اليوم وأنا برفرف بالسعادة...

لحد ساعة الفطار كنا قاعدين على السفرة فرن تلفون والدتي برقم خالي، قلت في نفسي أكيد الحلم هيتحقق وهيكونوا جايين يتقدمولي، ولما أمي قالت:

-أيوه يا حازم...


ابتسمت لما سمعت اسمه فتحت وداني كويس لكن اختفت ابتسامتي لما قالت أمي:

-النتيجة ظهرت؟ وشروق عملت ايه! لا حول ولا قوة إلا بالله...


لما أمي قالت كده قومت من على الأكل ودخلت أوضتي مستنتش أسمع حاجة تانية، أصل لو رد فعلهم على شروق لا حول ولا قوة إلا بالله، فأنا نفس مستواها ومجاوبين زي بعض ومراجعين مع بعض!


قعدت أعيط، وأمي بتنادي عليا، وجت تخبط عليا وتقول: 

-هاتي رقم جلوسك يا نجمة!


قلت بعياط:

-لأ مش عايزة أعرفها.


قعدت أعيط، ومحستش بنفسي إلا وأنا بصلي ركعتين وبدعي ربنا في كل سجدة:

-يارب محدش يشمت فيا ولا في أهلي...


وبعد شوية خبطت أمي عليا وهي بتقول بفرحة :

-افتحي يا دكتوره نجمة... نتيجتك ظهرت ورفعتي راسنا...


فتحت بسرعة وأنا بسأل:

-كام؟ جبت كام؟


ورغم إن مجموعي مكنش زي ما بتمنى إلا إني كنت زيادة عن شروق حاجة بسيطة ...


سجدت شكر لله مش عشان أنا فرحانة بالمجموع على قد ما فرحت إن محدش هيشمت فينا وكنت أقصد بده مرات خالي!


قال والدي بزعل:

-إنتِ فرحانة عشان جبتِ أعلا من شروق! بس الله أعلم هتلحقي كلية ايه!


-لـ... لأ أنا مش فرحانة... بس أنا عملت اللي عليا!

-الله المستعان.

قالها والدي ودخل أوضته، فحسيت بوخزة في قلبي، يعني أنا ممكن ملحقش أي كليه أهلي عاوزينها! أيوه أهلي! ما أنا مكنش عندي أي هدف إلا إني أرضيهم...


مرت الأيام والتنسيق جابلي انا وشروق مرحلة تانية...


كنت محتارة أدخل كلية ايه، التنسيق جابلي طب بيطري أو علوم أو تربية...


روحت مع أمي عند خالي، ومقابلتهم مكانتش لطيفة أبدًا مش عارفة هل دي غيرة! ولا فيه حاجة تانية حتى حازم ونظراته ليا! كان متغير لحد كبير...


قعدنا نتكلم مع خالي ومراته اللي مصممين إني أدخل تربية مع شروق، لأن بيطري وعلوم ملهمش مستقبل على كلامهم! 


حازم كان واقف في البلكونة فوقفت جنبه وقلت:

-محتارة أوي أدخل ايه!


مردش ولا التفت، فقولت:

-بفكر أدخل بيطري زيك! ولا ايه رأيك أعمل ايه؟!


قال بعصبية:

-اعملي اللي تعمليه... أنا مش عايز حد زيي...


قالها ودخل من البلكونة، فوقفت لوحدي شوية وحسيت إني عايزة أعيط، عيني دمعت لأنه أول مرة يكلمني بالطريقة دي! 

مسحت دموعي بسرعة ودخلت من البلكونة قلت لأمي:

-يلا يا ماما نروح...


قامت أمي ومشينا كنت ساكتة طول الطريق، وهي مصممة وبتقنعني إني أدخل تربية ووالدي وخالي مدرسين وهيساعدونا نتوظف، كانت بتتكلم بثقة وكأن خالي المحافظ ووالدي وزير التربية والتعليم! 


وطبعًا رفضت وكتبت الرغبات على مزاجي وقولت اللي يجي هتوكل على الله وأدخله وهيبقى نصيبي.


شروق جالها كلية تربية وأنا ربنا رزقني بكلية علوم ورضيت بنصيبي...


وفي يوم لقيت الباب بيخبط، ولما فتحت لقيت كريم قدامي، عدلت حجابي بسرعة، فقال:

-إزيك يا نجمة؟

عمتو هنا ولا أنا جاي في وقت مش مناسب ولا إيه؟


شاورت لجوة وقولت:

-لأ هنا... اتفضل ادخل...


دخل كريم وسلمني علبة جاتوه، وسقف وقال بمرح:

-يارب يا ستير اللي خالع راسه يغطيها...


ابتسمت وكنت مستغربه جدًا لأن كريم مش بيجي عندنا أصلًا! 

وبعد شوية قعدنا معاه كلنا فبصلي كريم وقال:

-أنا قولت أجي أبارك لنجمة... 

-الله يبارك فيك يابني...

قالها والدي، وقال كريم:

-وكمان عشان أقولها مميزات وعيوب كل كلية... أنا عارف إني اتأخرت بس لسة فيه فرصة وتقدر تحول لأي كلية!


شرح لي كريم مميزات وعيوب كل كليه وبعدين قال:

-لو عايزة رأيي أنا... فأنا أرشحلك تمريض...


فكرت للحظه! أنا إزاي مجاش في بالي كلية تمريض خالص! قلتله بتركيز:

-ايه مميزات الكليه دي؟!

-كتير أوي أولهم إنك لو شديتِ حيلك ممكن تتعيني دكتورة فيها هي دراستها صعبة بس مش أصعب من علوم! وفي أسوأ الحالات هتكوني موظفة حكومي دا لو بتدوري على وظيفة وشغل...


لما مشي كريم صليت استخارة وقررت أدخل كلية تمريض، ولما عرفت شروق قررت هي كمان تحول لكلية تمريض مع إن أهلها كانوا رافضين لكنها صممت وأصرت...


وبدأت الدراسة وشروق عملتلها صحاب جداد، ولأني مكنتش برتاح لأصحابها أخدت جنب عنها والعلاقة بينا بقت مهزوزة جدًا وكنت لوحدي مليش أي أصحاب، بمشي لوحدي وبقعد لوحدي وبذاكر لوحدي وفي البريك باكل لوحدي...


حازم كان بيجي أحيانًا الجامعة ياخدها فبيوصلني معاها، وكان بيركب معانا أصحابها الجداد اللي أنا مش حباهم اطلاقًا...


نظرات حازم ليا اتغيرت أوي، مكنتش عارفة ليه وهل هو بيحبني ولا أنا كنت فاهمة غلط!

المشكله إني كنت راسمة لحازم صورة في خيالي وأحلامي غير الواقع خالص وبحب الصورة دي ولما أشوفه قلبي بيدق...


وفي يوم بعد ما وصلني حازم للبيت والدتي كانت واقفة في البلكونة، وبمجرد ما دخلت للبيت قالتلي:

-واخدة جنب عن شروق بنت خالك ليه؟ بتشتكي منك!

-شروق مصاحبة بنات مش برتاحلهم عشان كده بحب أكون لوحدي...

-وإنتِ مالك ومال البنات! قربي من بنت خالك وامشي معاها.


سكتت شوية وقولت:

-حاضر يا ماما.


قولت كده عشان مجادلش لكني مقررة إني مش هكلمها، العلاقات السطحية دي مريحة جدًا...


تاني يوم وأنا راجعة من الكلية وراكبة عربية الأُجرة ركب جنبي شاب معانا في الكلية بس أكبر مني بسنتين ومن نفس بلدي، بدأ يتكلم معايا ويعرفني حاجات عن الكلية انتهت بـ:

-خدي رقمي ولو احتاجتِ أي حاجة كلميني في أي وقت.


ولما فتحت تطبيق الفيسبوك لقيته باعتلي أدد كان اسمه «ميسره» فقبلته وبدأنا نتكلم...


وكنت ببص على الأكونت بتاع سمر وزعلانة أوي لأنها مقبلتش الأدد ولا ردت عليا...


مرت الأيام وعلاقتي بميسره اتطورت بقينا نهزر مع بعض واحكيله تفاصيل يومي وهو كمان يحكيلي لكن مكنش في قلبي أي حاجة ناحيته كنا أصحاب وبس زي أخويا! لكننا كنا بنتكلم في أي حاجه إلا المذاكرة...


كنت لسة بفكر فيه وأنا قاعدة على مكتبي فلقيت رساله منه:

-صاحيه!!!

-أيوا...

-كنت عايز أحكي وأتكلم معاكِ شوية.

-قول...

-لو فيه واحد بيحب بنت وهي شايفاه صديق وبس أو مش شيفاه أصلًا يعمل ايه؟

كتبت بدون تردد:

-يتقدملها... يبذل كل جهده ويروح يتقدملها أنا كـ نجمة شايفه إن البنت اللي ترتبط بشاب لا تستحق تكون زوجة... دي خانت أهلها مش معقول هتصون زوجها.

-لا فيه بنات محترمين بس الحب بقا!


افتكرت حازم وكتبت:

-فعلًا الحب ده عـ ـذاب...

-جربتيه؟!

-لأ بس أعرف حد جربه...


سكتت فترة طويلة كنت بفكر في حازم وتغيره معايا اللي مش عارفة نهايته ده! خرجني من تفكيري رسالة ميسره:

-خايف يتقدملها ترفضه وعاوز يصارحها بمشاعره الأول.


افتكرته بيتكلم عن نفسه فقولت:

-ومين دي اللي هترفض عريس قمر زيك!


كتب بسرعة:

-مش أنا دا واحد صاحبي...

كتبت:

-مش عارفه بصراحة يا ميسره.


قريت المحادثه بينا مره تانيه وخوفت جدًا يكون قصده عليا! وفكرت شوية في كل كلمة كتبتهاله! أنا مش هقدر أعتبره أكتر من صديق وبرده مش هقدر أستغنى عنه لأني أدمنت وجوده في حياتي واتعودت على كلامنا مع بعض كل يوم لأني مفتقده دور الأخ ودور الأصدقاء في حياتي.


واستمريت في علاقة مش عارفة نهايتها تحت مفهوم الصداقه! 

يمكن لو كان قلبي فاضي كان دقله وخصوصًا إني كنت معجبة بمظهره وتفوقه لكني لا إرادي لقيت قلبي بيركنه على الرف وبيتحرك لحازم وبس...


ومرت الأيام وأنا بستنى كلمه حلوه من حازم زي اللي بشوفها في منامي كل فترة لكن مفيش جديد حتى النظرات بينا مبقتش موجوده!


وعلاقتي أنا وميسره بتبقى أقوى يوم عن يوم، في الكلية لما كان لما يلاقيني قاعدة لوحدي يجي يقعد معايا ومعظم الأوقات كان بيجيب أكل وناكل سوا...

استغفروا♥️

                    ★★★★★★

في بيت حازم


من لما حازم طلب يتجوز نجمه يوم ظهور النتيجه وشروق بدأت تشـ ـوه صورتها قدامه وعند والدته بكلام محصلش وتقول إنها كانت بتتستر على نجمه! وإنها منـ ـافقة وبتكلم ولاد وبتصاحبهم، ولأنهم بيثقوا في شروق كانوا بيصدقوا!


قالت شروق: 

-يابني انسى نجمة بقا... البنت دي مش كويسة! دي بتكلم ولاد و... وبالأمارة أخر واحد مصحباه اسمه ميسره والكلية كلها بتتكلم عليهم!

-ميسره! مش الواد ده من هنا من البلد!

-أيوا هو... اومال أنا بعدت عنها ليه ما هي علشان سمعتها المهببة!


جز حازم على أسنانه وقال:

-من امتى بتكلم الواد ده؟!

-من زمان أوي... وأنا نصحتها كتير لكن مسمعتش مني... ولأن الصاحب ساحب خوفت أصاحبها تسحبني معاها فبعدت عنها...


قاطعتهم والدتهم اللي دخلت الأوضه وشاركتهم الحوار:

-بتتكلموا في ايه؟!

-كنت بقوله سبب بعدي عن نجمة وإنها مصاحبة ولاد وكده!

قالتها شروق، فقالت والدتها بسخرية:

-وقال ايه أبوكي كان عايز يجوزهاله! 


بصت لحازم وكملت:

-أما أنا بقا جبتلك حتة عروسة تقول للقمر قوم وأنا أنور مكانك، مش تقولي نجمة!


قالتها بسخرية: فوقف حازم وقال بضيق:

-وأنا مش عايز اتجوز...

-شوفي الواد!!

قالتها والدته بسخرية، فنفخ بزهق وسابهم وخرج من الأوضه وهو بيفكر في نجمة وازاي كان فاكرها بريئة ومخدوع فيها كل السنين دي!


وتاني يوم عربيته عطلت فاضطر يركب موصلات للشغل، ولسوء حظ نجمة صادفت ميسره فركب جنبها مع إنها كانت متوتره ومش عايزاه يقعد جنبها إلا أنها معترضتش وسألته في كام حاجه بخصوص الكليه فقعد يشرحلها ويتكلم معاها...


جز حازم على أسنانه بضيق وركب وراهم وهو سامعهم بيتكلموا وكل شويه يبص على ميسره شاب وسيم، يعني في الجمال أحلى منه بكتير وأصغر منه كمان!


ومن شدة غضب حازم قال:

-اقف على جنب ياسطى.

ونزل في نص الطريق وهو في قمة عصبيته....


فتح موبايله وكلم والدته، حاول يكون هادي، لما سألته عايز ايه، قال:

-كنت مكلمك عشان العروسة اللي قولتيلي عليها امبارح...

متنسوش التفاعل ❤️ 

#يتبع



(٤)

-كنت مكلمك عشان العروسه اللي قولتيلي عليها امبارح... خدي منهم ميعاد عشان أقابلها... ا... أنا صليت استخاره ومرتاح.


-أيوه كده فرح قلبي ربنا يفرح قلبك ويريح بالك يابني....

-بس ياريت بسرعه قبل ما أرجع في كلامي.

-عنيا يا نور عنيا... إنت بس متقولش حاجه لحد على ما الموضوع يتم ان شاء الله...

قالتها والدته بفرحه كبيرة....


🌸🌸🌸🌸

(٤)

#روحي_تعاني٣

بقلم آيه شاكر 

🌸🌸🌸🌸

                        «حازم»

بعد ما قفلت مع أمي حطيت الموبايل في جيبي، وقفت مكاني شويه أفكر في القرار اللي أخدته! وقلت بصوت مسموع كأني بسخر من نفسي:

-بلاش شغل عيال ومراهقين! هفضل من غير جواز لإمته! وهي أصلًا مينفعش تكون زوجه!


كنت أقصد بـ «هي» نجمه، عقلي كان بيقول كده لكن قلبي بيتمنى إن يحصل أي حاجه وموضوع العروسه ده يتلغي...


بصيت حوليا ولما لقيت الناس بتبص عليا وأنا بكلم نفسي حطيت إيدي على ودني وعملت نفسي بتكلم مع حد في السماعه وبعدين وقفت تاكسي وركبت عشان أروح شغلي وأنا بقول لنفسي إن أحسن حاجه في تطور التكنولوجيا إنك لو مشيت تكلم نفسك في الشارع محدش هيقول عليك مجنون! خصوصًا لو حطيت إيدك على ودنك وكأنك بتكلم حد من خلال السماعه اللاسلكيه.


وبعد يومين

اتقدمت لعروسه، كلهم كانوا بيشكروا فيها، بنت مؤدبه، وهاديه بتدرس في أخر سنه في كلية علاج طبيعي وفوق كل ده جميله، جميلة جدًا جدًا وجذابه...


بصيتلها بإعجاب من حيائها وهي باصه للأرض وبتفرك ايديها بتوتر، وحاولت أفتح معاها كلام:

-إنتِ اسمك ايه؟


قالت بصوت رقيق:

-أسماء.


في الوقت ده افتكرت نجمه، ومع إني كنت ببص لـ «أسماء» إلا إن قلبي مع نجمه، لأول مره أعترف لنفسي إن نجمه مسيطره على قلبي وتفكيري، يمكن أكون مش بحبها بس اتعلقت بيها وكنت معتبرها زوجتي المستقبلية...


ولما حضرت لمخيلتي صورة ميسره وهو بيكلمها وافتكرت كلام شروق عنها، رجعت لوعيي وأنا بقول لنفسي إنها متنفعش زوجه! تداركت نفسي وإن بقالي فتره ساكت فابتسمت لـ «أسماء» وقلت:

-اسمك جميل أوي... زيك...


احمر وش أسماء، وسكتت وهي بتبص للأرض، فأُعجبت بحيائها اللي شبه نجمه أوي! طردت نجمه من تفكيري وقلت في نفسي إن أسماء الأنثى اللي أقدر آمنها على بيتي وأولادي، مش بنت مراهقه زي نجمه! 


طال سكوتنا فقلت:

-كلميني عن نفسك يا أسماء...


رفعت عنيها ببطئ ورجعت نزلتهم تاني للأرض وقالت بنبرة مرتعشة:

-مـ... مش هعرف أتكلم... اسألني إنت وأنا أرد عليك...


ابتسمت وبصيتلها بعمق وقلت:

-مش مهم تتكلمي لكن ممكن ترفعي وشك وتبصيلي؟


رفعت عنيها تاني ببطئ عشان تبصلي، ولما تلاقت نظراتنا حسيت إن البنت دي فيها جاذبيه غريبه! حسيت براحه وأنا ببص جوه عنيها فابتسمت، لكن اختفت ابتسامتي لما قامت «أسماء» وقفت فجأه وكأنها اتلسعت، فقمت وقفت وسألتها:

-مالك؟!


قعدت «أسماء» تاني وهي بتقرض في شفايفها بارتباك، وواضح أوي إنها متوتره من وجودي!


تجاهلت سؤالي وقالت بنبرة مرتعشة وهي باصه للأرض:

-حضرتك عايز تسألني عن ايه؟!


قعدت أنا كمان وقلت بابتسامه: 

-مش هسألك... أنا هكلمك عن نفسي... 


مش عارف مر علينا وقت أد إيه وأنا بكلمها عن نفسي وأحيانًا أقول دعابه فتضحك وأضحك أنا كمان...

وخرجت من عندها وأنا محتار أكتر من كوني مرتاح...

استغفروا ❤️ 

بقلم آيه شاكر 

                        ★★★★★

                          «نجمه»

يوم ما حازم نزل من العربيه ومتكلمش معايا اتأكدت إنه فهمني غلط...


من بعدها اتغير معايا أكتر، حتى مبقاش يبصلي لو اتقابلنا، كان لما يجي ياخد شروق من الكليه ميسألش عليا، ولو اتقابلنا صدفه تطلب مني شروق أركب لكنه مكنش بيبص ناحيتي...

 اتغير معايا ودا أثر عليا وعلى مذاكرتي وعلى حياتي كلها، واتحولت مشاعري وبدل ما كنت بسمع أغاني رومانسيه بقيت بسمع أغاني حزينه وأعيط...

حتى نومي بقى كله كوابيس! الناس بتنام عشان ترتاح وأنا بصحى من النوم تعبانه ومرهقه...


كل يوم كنت بفتح الأكونت بتاعه واكتبله رساله أوضحله فيها طبيعة علاقتي بميسره لكن في أخر لحظه بمسحها ومش ببعتها...


وبرجع أفتح الملف الشخصي بتاع «سمر» واكتب لها إني محتاجه أتكلم معاها ضروري لكنها برده مش بترد!

ومرت الأيام وامتحنت الترم الأول من الكليه...


وفي الأجازة

وبالتحديد يوم خطوبة «أمينه» بنت خالي روحنا كلنا عند خالي من بدري...


وطول اليوم «شروق» بتكلمني كويس عكس آخر فتره وكانت قاعده جنبي معظم الوقت وبتسأل عليا لو غبت عن المكان وتهزر وتضحك معايا كنت مستغربه لكني كنت فرحانه ومن جوايا نفسي نرجع أصحاب زي زمان ونحكي لبعض كل حاجه ونذاكر مع بعض وكمان نروح ونيجي مع بعض اشتاقت أوي لأيام ثانوي...


كنت بدور على حازم اللي لسه مظهرش وكنت مقرره أتكلم معاه وأحكيله عن علاقتي بميسره وإنه لو عايزني أقطع علاقتي بيه هعمل كده من غير تفكير حتى لو كنت متعلقه بيه!


وقبل المغرب بدقايق نزل حازم من عربيته!

ابتسمت وقلبي دق بسرعه، وجريت ناحيته وأنا مقرره أتكلم معاه...

نزلت السلم لكن وقفت فجأه لما سمعت «أخوه حاتم» قال بصوت عالي:

-أهو العريس المنتظر جه من عند عروسته أخيرًا...


بصيت لحاتم بدهشه في حين سألته خالتي دلال باستغراب:

-مين عروسته؟!


-أسماء بنت الأستاذ جميل جمال ملوش مثال... أكيد عارفاه؟


-بتهزر صح؟

قالتها خالتي بصدمة وذهول، فرد حاتم بضحك:

-لا والله العظيم اتقدملها من كام يوم وردوا عليه امبارح إنه يجي يقعد معاها كمان مره... وأهو رجع من عندها بالسلامه... 


كنا مصدومين في حين حاتم بيغني:

-وسالمه يا سلامه حازم رجع بالسلامه...


اختفت ابتسامتي، وبصيت لخالتي اللي نظراتها كلها شفقه وخوف عليا من إني يحصلي زيها!


حاولت اتماسك، وأخبي دموعي اللي فرت من عيني، فانحنيت بسرعه للأرض وعملت نفسي بدور على حاجه وقعت مني وانا بمسح دموعي عشان محدش يلاحظ، ولما قرب حازم وشافني قال بهدوء:

-بتدوري على ايه يا نجمه؟


وقفت وأنا ببصله بابتسامه لكن ظهر في نبرة صوتي الحزن اللي حاولت أخفيه، قلت:

-دا... دبوس... دبوس وقع مني...

-ولقيتيه؟

قلت بابتسامة باهته:

-لما دورت عليه وجيت آخده شكني فسيبته...


ديرت ضهري وانا ماسكه دموعي، وببلع ريقي اللي بقى طعمه مر فجأه، وكنت حاطه ايدي على قلبي اللي بيدق ببطئ وكأنه هيقف! 


سيبت كل مراسم الاحتفال والزغاريد وقعدت في ركن لوحدي في البلكونه وأنا مازلت حاطه ايدي على قلبي وساكته، كنت حاسه إن روحي بتتسحب مني! 


كان أول مره في حياتي اعرف يعني ايه صدمه! ويعني ايه خذلان! قلت لنفسي إنه موعدنيش بحاجه ومش ذنبه إني فسرت نظراته وكلامه معايا غلط! ومش ذنبه برده إني كنت بحلم بيه وعلقت نفسي بوهم، والظاهر إنه كان بيعتبرني أخته زي ما كان بيعتبر أمينه أخته...


خرجت من شرودي على صوت رنة موبايلي، وكان رقم ميسره، حمحمت في محاولة مني عشان يظهر صوتي طبيعي ورديت عليه، وبعد السلام بينا قال ميسره:

-صوتك متغير!


قلت بهدوء:

-لأ أبدًا مفيش حاجه... كنت عايز ايه؟!


سكت ثانية كأنه متردد وبعدين قال:

-كنت عايز أعترفلك بحاجه... محبتش أكتبهالك في رساله وقلت أقولهالك في التلفون عشان أسمع صوتك.


حمحمت بخفوت وقلت:

-حاجه ايه؟!


-نجمه أنا... أنا... أنا بحبك... 


طال سكوتي! أصل صدمتين في نفس اليوم بيوجعوا! قصدي يهدوا! أنا كنت مقرره إن لو ميسره قالي حاجه زي كده هلغيه من حياتي بدون تفكير، كان صعب عليا إني أفقد صديقي «ميسره» وحبيبي «حازم» في نفس اليوم! قال ميسره:

-إيه روحتِ فين؟ 


جمعت كلماتي وقلت بانفعال:

-بتحبني؟! ليه يا ميسره! يا ميسره أنا كنت معتبراك أخ وصاحب مش أكتر... وللأسف مش هتكون أكتر من كده... وبعد إذنك أنا هقفل.


مستنتش أسمع منه أي كلمه وقفلت الخط وعملتله بلوك.

فتحت بيانات الهاتف وعملتله حظر على الفيسبوك وعلى كل التطبيقات التانيه، يمكن كانت خطوه متهـ ـوره! لكني كنت مصدومه وتعبانه! 


-واقفه هنا وسايبه الحفلة تحت!

كان صوت حازم، التفت وبصيتله وقلت وأنا ببعد عنه:

-كنت بتكلم في التلفون ونازله أهوه...


قال باستخفاف:

-مكالمه غراميه طبعًا!


حاولت أظهر معاه طبيعيه عشان ميلاحظش، قلت بهزار:

-وأنا وش غرام يابني! كنت بكلم واحده صاحبتي.


سحب مني الموبايل اللي كان منور، فحاولت أخده منه لكن معرفتش! لإنه كان فتحه وبص على آخر مكالمه! 


ضحك بسخريه وإداني الموبايل وهو بيقول بسخرية:

-ميسره!


اتوترت جدًا واتلجلجت في الكلام، قلت:

-على فكره... مفيش بيني وبينه حاجه احنا زمايل عادي! بيساعدني في المذاكره وكده...


بصيت للأرض بحرج، فضحك وقال:

-متخافيش أوي كده أنا مش هقول لحد...


شوحت بايدي وقلت بلامبالاة:

-ولا تقول... مش فارق معايا أصلًا... لإني مبعملش حاجه غلط!


لوى بوقه وهو بيهز رأسه لتحت باستنكار ومشي من جنبي من غير ما يقول أي كلمه...


مسحت وشي بعصبيه وبعدين نفخت بضيق، ورجعت قعدت مكاني...


-نجمه إنتِ كويسه؟

قالتها خالتي دلال اللي قعدت قصادي ومحستش بيها لإني كنت سرحانه في كل كلمة قالها لي حازم، وهايفه يكون فهمتي غلط!


حاولت أرسم ابتسامه على وشي وقلت:

-أيوه يا خالتو تمام... وايه اللي مش هيخليني كويسه؟


-على فكره أنا ممكن أتكلم معاه وأفهمه مشاعرك... أنا متأكده إنه بيحبك بس مش عارفه حصله ايه!


بصيتلها وقلت برجاء:

-خالتو اوعديني الكلام اللي بينا ده يفضل سر طول العمر...


-سر ايه! إنت عبـ ـيطه لازم تقوليله مشاعرك...


قلت بانفعال:

-مفيش بنت محترمه تروح تقول لراجل أنا بحبك!


خالتي قامت وقفت وقالت بتصميم وانفعال:

-طيب يبقا أنا اللي هروح أقول...


قمت وراها وقلت بنفس الانفعال:

-والله العظيم لو حصل ليكون آخر كلام بيني وبينك يا خالتو.


خالتي قعدت بقلة حيلة، ووقفت أنا أبص للفراغ قدامي وقلت بابتسامة بخفي وراها حزني:

-عارفه يا خالتو إيه الأصعب من الحب؟


بصتلي بتسائل فبصتلها وقلت:

-العشم... إنك تكوني متعشمه ومتوقعه من الشخص ده حاجه ويخذلك ودا أسوأ احساس ممكن الإنسان يحس بيه... 


عيني دمعت فمسحت دموعي وخالتي طبطبت على أيدي وقالت:

-أنا آسفه لإني هقوله يا نجمه...


كانت هتمشي فناديتها ولما بصتلي قلت بانفعال:

-اللي بينا سر يا خالتو يعني أمانه ومش لازم حد يعرفه... هتخوني الأمانه؟!


قالت بتصميم:

-سميها زي ما تسميها بس أنا هقوله... مش هسيبك تدوقي اللي أنا دوقته!

مشيت وسابتني أعيط مع نفسي، وأنا حاطه ايدي على بوقي وبسأل نفسي: 

-ليه عملت في نفسي كده! ياريتني ما حكيتلها!

استغفروا ♥️

لا تغفلوا عن الدعاء لإخواننا في فلسـ ❤️ ـطين 

بقلم آيه شاكر 


                  ★★★★★

-نجمه حطتني على البلاك ليست وعملتلي بلوك من كل حته!


قالها ميسره بعد ما دخل أوضة اخته اللي أصغر منه بسنتين لكنه بيحكيلها كل حاجه فسابت الموبايل من ايديها وقالت: 

-ما أنا قولتلك من الأول نجمه بنت محترمه يا ميسره معتقدش إنها هتوافق تصاحبك.


-طيب ما احنا متصاحبين أصلًا... وبنتكلم كل يوم!

قالها بسخرية، فقالت:

-ماشي بس هي ملهاش في حوارات الارتباط والحب والكلام ده ولو ناوي يبقى تتقدملها رسمي أنا أعرفها من الابتدائي ومشوفتش منها حاجه وحشه بالعكس هي بنت محترمه جدًا جدًا.


قعد ميسره وقال:

-ما أنا عارف إنها محترمه وهنتكلم فتره على ما أكون نفسي وهتقدملها... 


بصتلبه وهي رافعه أحد حاجبيها بسخرية فقال:

-افهميني يا تسنيم أنا مقدرش أستغنى عنها أنا موافق أكلمها حتى لو صحاب وبس لكن هي متسيبنيش...


بص لأخته برجاء وكمل:

-كلميهالي قوليلها كان بيهزر معاكِ وإنتِ خدتي الموضوع جد... خليها تفك البلوك وتكلمني وأنا هعتذرلها...


-أنا مليش دعوه يا ميسره...


-بالله عليكِ يا تسنيم عشان خاطر أخوكي.


-متحاولش مش هعمل كده!

قالتها وهي بتمضغ البانه وباصه قدامها، فبص ميسره قدامه للحظه ورجع بص لأخته وقال:

-أنا ناوي أتجوزها... لإني حقيقي معجب بيها وبأخلاقها وهاخد خطوة وأتقدملها بس بعد الامتحانات.


-اللي بتعمله غلط... وأكيد مش محتاج إني أفكرك إن ليك أخت يا ميسره... 

قالتها وهي بتشاور على نفسها وكملت:

-متلعبش ببنات الناس... لأن الحياه جولات وكما تدين تدان...


سكت ميسره شويه وهو بيفكر في حاجه ونزل رأسه للأرض، وبعدين رفعها وبص في عين أخته وقال:

-توتو حبيبتي! عشان خاطري كلميها تفك البـ ـلوك... وأنا بس هعتذرلها ومش هكلمها تاني...


#يتبع 


(٥)

-أنا ناوي أتجوزها... لإني حقيقي معجب بيها وبأخلاقها وهاخد خطوه وأتقدملها بس بعد الامتحانات.


-اللي بتعمله غلط وأكيد مش محتاج إني أفكرك إن ليك أخت يا ميسره... 

قالتها وهي بتشاور على نفسها وكملت:

-متلعبش ببنات الناس... لإن الحياه جولات وكما تَدين تُدان...


سكت ميسره شويه وهو بيفكر في حاجه ونزل رأسه للأرض، وبعدين رفعها وبص في عين أخته وقال:

-توتو حبيبتي! عشان خاطري كلميها تفك البلوك... وأنا بس هعتذرلها ومش هكلمها تاني...

اتحايل ميسره على أخته كتير لحد ما وافقت تكلمها وتقولها بعد ما نبهت عليه وحذرته من إن نجمه غير أي حد...


🌸🌸🌸🌸🌸

الحلقه (٥)

#روحي_تعاني٣

بقلم آيه شاكر

🌸🌸🌸🌸🌸

قال ميسره:

-وأنا بحبها ومش هضرها...


قام ميسره ووقف لوحده في البلكونه يسأل ويرد على نفسه هو الحب حرام؟! أكيد مش حرام! لإن دي حاجه خارج إرادتنا!


وقفت تسنيم جنبه شويه فبصلها ورجع بص قدامه، وكأنها عرفت هو بيفكر في ايه فقالت:

-الحب قبل الجواز ده طريق صعب الإنسان بيختاره ويمشي فيه بكامل إرادته... واللي يعرف ألم الحب ده يا ميسره هيحصن قلبه قبل ما يستسلم لأفكاره فيغرز في وحل سَمُّوه بالحب وهو غُلب مش حب! فوق لنفسك يا ميسره... 


قال بابتسامة:

-إنتِ متأكده إنك لسه ١٨ سنه!


شاورت على عقلة صوبعها وقالت بمرح:

-ونص... ١٨ ونص.


ابتسم فاتعلقت بذراعه وقالت:

-طيب بمناسبة إن ليك طلب عندي... روح اشتريلنا أي حاجه مش مفيده نعدي بيها الليله دي! أصل ست الكل طابخه لوبيا ودي شبه الكلى وأنا بقرف منها...


ضحك ميسره وقال:

-هو إنتِ يا بت كل أكله تشبيها بعضو من أعضاء الإنسان! 


ضحكت وهي بتهز رأسها بالإيجاب فتنهد بعمق وقال:

-على العموم هشتريلك بيتزا بس تكلمي نجمه الأول...

-ماشي يا سيدي ديل... اتفقنا...


تسنيم من سن نجمه لكن نجمه دخلت ثانوي وهي دخلت معهد تمريض بعد الإعدادي...


                   ★★★★★

                       «نجمه»

جريت ورا خالتي ومسكت ايديها وقلت برجاء:

-بالله عليكِ يا خالتو... أنا أصلًا اكتشفت إني مش بحبه... أصله في أخر فتره كان بيتجنبني وغصب عني اتعلقت بواحد تاني وبعيط عشان زعلانه معاه.


بصتلي خالتي بعدم تصديق وهي مضيقه جفونها وقالت:

-بطلي كذب.

-مش بكذب... طيب هوريكِ المحادثات اللي بينا عشان تصدقي...


فتحت موبايلي ووريتها المحادثات اللي بيني وبين ميسره، وقلت بلجلجة:

-حتى أنا زعلانه منه وعملاله بلوك...


بصت خالتي في عيني وهي بتقول بدهشه:

-يعني ايه!

-يعني أنا وحازم مش لايقين على بعض زي ما إنتِ بتقولي... ربنا يسعده مع اللي اختارها.


سكتت خالتي من صدمتها، هي بتبصلي وأنا بتجنب أبصلها عشان نظراتي متفضـ ـحنيش، سألتني:

-مين ميسره ده!

-دا واحد معايا في الكليه... هحكيلك عنه...


حكيتلها اتعرفنا ازاي فقالت:

-بتحبي ميسره ده؟


بلعت ريقي وقلت بكذب:

-كل اللي فات في حياتي كان مجرد مراهقه لكن ميسره هو حبي الحقيقي.


كنت بحاول بقدر الإمكان أقنعها بأي تفاهات عشان متروحش تقول لحازم وتخـ ـرب الدنيا، ولما موبايلي رن برقم مش عارفه كنسلت وأنا في قمة توتري... وخصوصاً بعد.ما شوفت حازم اللي واقف ورايا ومش عارفه سمع ايه ولا واقف من امته!


دايمًا يجي في وقت غلط، بصلي بنظرات غامضه ومشي من غير كلام، ومشيت خالتي وراه وأنا وقفت ألعن نفسي وألعن حظي السيء...


ومرت الأيام....


-النتيجه ظهرت يا أم نوجه... وشروق جابت امتياز... ها بنتك عملت إيه؟


-الحمد لله نجحت بجيد جدًا. 


-ليه كده! دا نوجه كانت شاطره دا أنا قولت هتجيب أعلى من شروق زي كل مره!


-كل حاجه نصيب الحمد لله.

سمعت المكالمه بين مرات خالي وأمي والدموع اتجمعت في عيني!

كنت متوقعه إن نتيجتي تكون كده لأن آخر فتره مكنتش بذاكر كويس! وكنت مرهقه نفسيًا بسبب تغير حازم معايا...

بعد ما أمي قفلت المكالمه بصتلي وقالت:

-شوفتِ أهي مرات خالك شمتانه فينا!

-معلش يا ماما ان شاء الله اعوض الترم التاني...


قلتها وقمت دخلت أوضتي، فدخلت والدتي ورايا وقالت:

-خطوبة حازم بكره... هنروح من النهارده بالليل عشان نساعدهم.

أمي كانت بتتكلم وهي بتبص في عيني وكأنها بتحاول تقرأ نظراتي عشان تعرف رد فعلي، لكني كنت شاطره جدًا في إخفاء مشاعري قلت:

-طيب هجهز هدومي بقا وهاجي معاكِ الواحد محتاج يحضر فرح ولا حاجه تفرفشه...


قلتها بابتسامة وكإني مش فارق معايا، بس كان فارق أوي، ولما روحت بيت خالي باركت لشروق على نجاحها وكنت مبالغة جدًا في إظهار فرحتي بحازم والابتسامه قصدي الضحكة مش بتفارق وشي...


ولما شوفت حازم ابتسمت وقلت بفرحة مزيفة:

-مبروك يا عريس عقبال الفرح.

-الله يبارك فيكِ عقبالك يا نجمه.

قالها بهدوء من غير ما يبصلي، فابتسمت ولما مشي من قدامي، اتبدلت ملامحي للحزن...


طول الوقت كنت حاطه سماعة الموبايل في ودني وبسمع أغاني حزينة، مع إني في اعدادي كنت حافظة القرآن وكنت بدخل مسابقات وكله بيتحاكي بأخلاقي، ومكنتش بسمع أغاني ولا ليا في الهلس، لكن كنت! لإن حياتي مؤخرًا من يوم ما بدأت أتعلق بحازم اتبدلت واتحولت وبقيت أسمع أغاني وحتى صلاتي بقيت مقصره فيها رغم إني مكنتش بسيب فرض إلا إني مبصليش بخشوع لإن قلبي مشغول...


وحاليًا بدأت أتحول لواحده معرفهاش بحط مكياج لكن خفيف، ومهمله في صلاتي لكن بصلي ومهمله في أذكاري ومذاكرتي وكل حياتي! حتى نومي بقيت مهمله فيه!

كنت بسأل نفسي هو إيه اللي وصلتله ده! أنا عايشه ليه! هدفي إيه!!

*******

ويوم الخطوبه الظهر...


-نجمه معلش تكوي لحازم القميص ده عشان حاطه أكلادور"طلاء أظافر".


قالتها شروق فبصيتلها وقلت بمرح:

-هاتي هكويه بس هحط أكلادور لما أخلص.


قالت شروق بابتسامة:

-اشطا...


وقفت أكوي القميص وأنا حاطه السماعة في ودني وبردد أغنيه حزينه بتوصف حالتي بالظبط، رفعت القميص أشم ريحته اللي كانت ريحة مسحوق الغسيل يعني مش ريحة حازم ولا حاجه بس عشان أكمل اللحظه الرومانسيه الحزينه دي!


كنت بفكر في حازم اللي مش باين عليه الفرحه مش عارفه ليه كنت حاسه في عنيه بشوية حزن وكان بيحاول يظهر مبسوط قدامنا...


لكني أقنعت نفسي إن دي مجرد أوهام في دماغي...


تخيلت إن ممكن يحصل أي حاجه والخطوبه دي تتلغي ويجي يتقدملي لكن برده كانت شوية أوهام في دماغي...


كنت بزغرد كل شويه عشان أقنع اللي حوليا إني فرحانه من قلبي مع إني كنت حاسه بوجع غريب بيحـ ـرق في قلبي.


-كمان واحده يا نوجه... إن شاله تتردلك في فرحك يارب.


قالتها مرات خالي بعد زغروده مني، فضحكت وقلت:

-أنا اللي هزغرد لنفسي أصلًا.


ولما شافني حازم وأنا بسقف معاهم ومشغلين أغاني وشروق بترقص قفل الأغاني وقال:

-بطلوا هري فاضي...


قلت بابتسامه:

-إيه يا حازم فرحانين بيك... دي مش أخلاق عريس خالص...


بصلي بضيق وقال من تحت أسنانه:

-مش عايز حد يفرح بيا.


قالها ودخل أوضته، فقالت لي شروق:

-دا عيل كئيب... شغلي يا بنتي سيبك منه.


شغلت تاني وسقفنا فخرج حازم من أوضته وقفل الأغاني تاني وقال بنرفزة وصوت عالي:

-مش عايز أغاني... إيه ده!


كنت أول مره أشوفه متعصب بالطريقه دي! لكن سكتنا كلنا وقعدنا نسمع فيلم هندي...


حازم كان خارج من أوضته فسألته والدته وهي معديه من قدام الشاشه وبتشاور عليها:

-الممثله دي شبه مين يا حازم؟


بص حازم للممثله وقال بابتسامه:

-دي اشوريا راي! حلوه شبه عروستي بالظبط.


قالت شروق:

-لأ دا أسماء عروستك أحلى بكتير منها.


بصلي حازم للحظه بطرف عينه ومشي كأنه بيشوف رد فعلي وكنت مبتسمه طبعًا...


سمعتوا صوت حاجه بتتكـ ـسر صح؟! لا متقلقوش مش عندكم دا صوت قلبي اللي بيتحـ ـطم.


تسنيم أخت ميسره كانت كلمتني من فتره عشان أفك البلوك لأخوها، قولتلها ماشي بس فتره كده وهفكه كنتوعايزاه يتعلم الأدب عشان يحترم نفسه معايا...


مكنتش برد على أي رقم مش متسجل عندي عشان كنت عارفه إنه أكيد ميسره، قلت أجرب أبعد عنه شويه مع إن كل ليله كنت بقف على رقمه شويه وبقرأ في المحادثات اللي بينا، مش عارفه إتعلقت بيه بالشكل ده امته وازاي! 

في اللحظه دي حسيت إنه واحشني وإني محتاجه أتكلم معاه، أكيد مش هحكيله حاجه عن مشاعري ناحية حازم! لكن عايزه اتكلم في أي حاجه وكنت عايزه أحسن إني مرغوب فيا زي أي بنت وميسره بيوصلي الاحساس ده...


-نجمه غنيلنا حاجه! 


خرجت من شرودي لما قالتها خالتي دلال وبما إن مفيش رجاله حوليا قررت أغني! ايوه ما أنا عندي مبدأ إني مغنيش قدام أي راجل إلا حازم طبعًا اللي كان في أوضته واتعمدت أسمعه صوتي...


لقتني بفتكر كل اللحظات الحلوه اللي بينا وكلامه ليا في الحلم وبدأت أغني....


كلهم كانوا بيسمعوني باستمتاع إلا شروق اللي قاطعتني بسخرية:

-ماشي يا ست الحساسه...


قالت خالتو دلال بإعجاب:

-قولي حاجه تانيه يا نجمه.


افتكرت حازم والأغنيه اللي بيحبها مني، وغنيت:

-بقى هوه الحب كده... بقى هيا الدنيا كده

يا خسارة فرحتي... يا خسارة ضحكتي

يا مين ياخدني تاني يرجعني لدنيتي.


اتدخلت شروق وقالت:

-صوتك حلو بس محتاج تدريب... شوفتي أنغام صاحبتي صوتها فظيع.


قلت:

-أول مره أعرف إن أنغام بتغني!

-دي بتغني ولو سمعتيها هتنبهري من جمال صوتها أحسن من صوتك بكتير....


قامت خالتي وبصتلي وقالت باعجاب:

-نجمه صوتها مميز حتى شكلها مميز... اسمها نجمه وهي نجمه.


ابتسمتلها وطبطبت عليا ومشيت وانشغلوا في المطبخ وقمت أنا وقفت في البلكونه كنت عايزه أقف لوحدي وأفكر...

مبعرفش أفسر أفعال شروق! أمي بتقولي إنها بتغير مني، لكن أنا مش مصدقه ودايمًا أرد بـ:

-هتغير مني على إيه!


رن موبايلي برقم غريب وكنت متأكده إنه ميسره، والمره دي قررت أرد، فتحت الخط واستنيت حد يرد، لكن محدش رد والخط قفل...


استغربت، ورن تاني فرديت لكن برده محدش رد والخط قفل...

ورن تالت ورابع وكل مره ميردش عليا...


لكني مفكرتش كتير! وضغط على حرف عشوائي وسجلت الرقم عشان مردش عليه تاني...

صلوا على خير الأنام ♥️ 

بقلم آيه شاكر 

★★★★★★

              «حازم»

كنت واقف ورا الباب أسمع صوتها اللي بعشقه وبيلمس قلبي، بس كنت بسخر من كل مشاعري دي! 

وبسأل نفسي ازاي حبيتها وإيه اللي أنا فيه ده أنا المفروض شخص عاقل عن كده! دي شخصية غير أمينه! بنت مراهقه! ازاي كنت مخدوع فيها كل الفترة دي! 

وكإني بقول كده عشان أقنع قلبي يكرهها لكن كلها كانت محاولات فـ ـاشـ ـله...


ولما افتكرت كلامها لعمتي دلال عن ميسره ولما قالت إنه حبها الحقيقي، ضحكت بسخرية...


قعدت على مكتبي، وبعد شويه قضيتهم عايم في بحر من الأفكار والتساؤلات والجدالات اللي جوايا فتح حاتم الباب ودخل وهو بيصفر، ولما شاف حالتي دي قرب مني وسألني:

-مالك يا حازم حاسس إنك مش فرحان!


تنهدت بحيرة وقلت:

-مش حكاية مش فرحان... أنا بس متلغبط ومتوتر وقلقان...

-ودا من ايه؟!


سكتت شويه وبعدين قلت:

-من المسؤوليه اللي بعد الجواز... أنا كنت حابب العزوبيه والحرية عشان كده متلغبط شويه.


-كله بيمر بالمشاعر دي بس متقلقش الجواز حاجه حلوه وفطره احنا محتاجينها... ربنا سبحانه وتعالى وصفه في القرآن بـ السكن ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا...﴾ يعني لتطمئنوا إليها...


ابتسمت لأن حاتم أول مره يتكلم معايا بجديه، وأول مره أكتشف إنه عاقل! وقلت:

-ربنا يرزقك إنت كمان بالسكن يارب...


رفع إيده بالدعاء وقال بلهفه:

-يـــــــارب.


سكتنا شويه وقال حاتم:

-هو كريم هيجي ولا لأ!

-مش عارف أنا عزمته... وعزمت مامته وجوزها...


فتح حاتم باب الاوضه وطلع وهو بيقول:

-أوك.


خرجت وراه، لقينا كريم داخل مع والدته، ميل حاتم عليا وقال بهمس ومرح:

-ياريتنا افتكرنا مليون جنيه.


كريم كان متغير على غير طبيعته، سلم عليا وقعد ساكت، بعد شويه قال:

-ألف مبروك ربنا يتمملكم بخير يا حازم أنا فرحت أوي لما عرفت...


-الله يبارك فيك...


سكتنا مره تانيه وقمت وقفت وأنا بقول:

-هروح أجهز بقا عشان أجيب العروسه من الكوافير...


هز كريم رأسه باقتناع وابتسامة باهتة وسكت، وقال:

-معلش بقا أنا همشي لإني عندي شغل... أنا قولت آجي أبارك قبل ما أروح شغلي...


وقف حاتم وسأله:

-هو إنت كويس؟!


ابتسم كريم وقال:

-الحمد لله... بس مضغوط شويه من الشغل...


ومشي كريم وهو على حالته اللي أنا استغربتها جدًا...

استغفروا ❤️ 

                ★★★★★★

                      «كريم»

زمان والدتي حطتني قدام الأمر الواقع وطلبت سمر بنت زوجها للجواز ومكنتش موافق؛ لإن قلبي مع بنت تانيه وكنت مستني الوقت المناسب عشان أتقدملها، وفرحت جدًا إن حظي حلو وسمر رفضتني...


النهارده أسوء يوم في حياتي لإن حازم هيخطب البنت اللي عيشت أحلم بيها واتمنيتها تكون زوجتي وطول السنين اللي فاتت كنت متابعها من بعيد...


كنت ناوي أتقدملها لكن حصلت ظروف عطلتني! 

وفي النهايه كلها أقدار ونصيب وأنا راضي والله بس موجوع...


لما وَصَّلت والدتي لبيت عمي مشيت أنا بسرعه مكنش عندي شغل ولا حاجه لكني مش عايز أشوفها جنبه! 

رجعت البيت قعدت على مكتبي، وفتحت موبايلي وبصيت على رقمها اللي طلبته من فتره بسيطه، كان نفسي أسمع صوتها لآخر مره وكل مره كانت بترد وآجي أرد عليها الكلام يقف على طرف لساني وأقفل...


اتأملت صورتها اللي كنت صورتها لها من غير ما تاخد بالها، وبصيت للدبله في ايدي واللي مكتوب عليها أول حرف من اسمي واسمها وخلعتها ورميتها في الزباله...


قلت وأنا مغمض عيني وبحذف صورتها:

-الوداع... ربنا يسعدك مع اللي اختارك واختارتيه.

#يتبع

تكملة الرواية من هنااااااا

1-رواية روحى تعاني الجزء الاول1 كامله هناااااا

2-رواية روحى تعاني الجزء الثانى 2كامله هناااااا

3-رواية روحى تعاني الجزء الثالث3 كامله هناااااا






تعليقات

التنقل السريع