رواية روحى تعانى الجزء الثاني الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر الأخير بقلم إيه شاكر
رواية روحى تعانى الجزء الثاني الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر الأخير بقلم إيه شاكر
(١١)
-الفرخه اللي أنا باكل فيها لا أنا قادر أسيبها ولا أرميها...
كرر الأغنيه اكتر من مره وسمر كانت بتفرقع صوابعها وتتهز يمين وشمال بانسجام وهي بتاكل...
مسك ياسين ورك الفرخه وحركه وهو بيغنى:
-فرختي الطعمه وتنتنتنان لبطني بإيدي هوديها...
وبعدين أخد قطمه وهو بيقول بلذة:
-ااااااه...
🌸🌸🌸🌸
الحلقة(١٢)
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸
سكتوا شويه وهما بياكلوا وبيضحكوا وبعدين قالت سمر:
-أنا عبيطه وبرياله حمرت أكل الرجاله...
هز ياسين صوباعه بالنفي وهو بيقول:
-لأ مش كده لأ... أكلتِ أكل الرجاله.... قوليها بقا تاني.
سكتت سمر وحاولت تجمع الكلام فقالت بلسان تقيل:
-أنا عبيطه وزباله خلصت أكل الرجاله...
كررتها سمر اكتر من مره وهي بتاكل وياسين بيتهز يمين وشمال بانسجام وبياكل لحد ما خلصوا الفرخه كلها، بص ياسين للطبق اللي فيه عظم الفرخه وابتسم وسألها:
-هو إنتِ بتحبي الصدر ولا الورك؟
بصتله سمر وقالت بابتسامة واسعه وببلاهه:
-بحبك إنت...
ابتسم ياسين بفرحه وقال:
-وأنا كمان بحبك من وإنتِ صغيره... أيام البراءه...
ضحك وكمل:
-من أيام ما كان عندك شنب الاعداديه.
ضحكت وقالت:
-طب ما هو لسه موجود...
بص لوشها للحظه وقال:
-اعذريني مش واخد بالي أصل الإضاءه ضعيفه.
هزت راسها وقالت بخفوت:
-عذرك معاك...
سكت شويه وبعدين بصلها وقال:
-عارفه لما نتجوز هاخدك ونسافر ونبعد عن كل الناس...
-ما احنا اتجوزنا خلاص.
فتح بوقه وبرق عينه وقال بتعجب:
-يا شيخه!!
هزت سمر راسها مؤكده فقال:
-أنا لسه أول مره أعرف منك... والله ما حد قالي.
ضحكت سمر وحركت صوباعها في وشه وهي بتقول:
-بقيت تنسى كتير شكلك كده كبرت وخلفت...
هزت صوباعها بالنفي وصححت:
-قصدي كترت وخرفت... يوووه لأ...
ضحك وقال بلسان تقيل:
-قصدك كبرت وخرفت!
ضحكت وهي بتشاور عليه وبتقول بحمـ ـاس:
-هي دي...
بصلها للحظه وهي بتضحك فابتسم وقال بحب:
-أنا بحب ضحكتك...
قالت بابتسامة وبلاهه:
-وأنا بحبك...
قعدت سمر تغني وهو باصصلها، وفجأة ضحك بهستريه وهو بيتأمل وشها، فقالت بضيق:
-إيه!
قال بضحك وهو بيشاور على وشها:
-شايفك راجل بشنب...
ضحكت وإتأملت شكله وهي بتقول:
-وأنا شيفاك قرد...
فتح ذراعه وقال:
-نحضن بعض بقا عشان الكلمتين الحلوين دول.
فتحت ذراعها وقالت:
-تعالى في حضن أخوك تعالى...
حضنوا بعض في نفس الوقت اللي اتفتح عليهم باب الأوضه...
-إيه اللي بتعملوه ده!
قالها ياسر بصدمه لما شافهم حاضنين بعض...
بصتله سمر وهي فاتحه بوقها ورجعت بصت لياسين وضحكت وهي بتقول:
-أول مره أشوف قط بالحجم ده! وبيتكلم كمان!
قال ياسين وهو بيحاول يفتح عينيه وبيتطوح:
-لأ دا مش قط دا راجل كرتون.
فتحت سمر ذراعها عشان يحضنها وهي بتقول:
-اللي تشوفه مش هنختلف...
ضحك ياسين وسمر وحضنوا بعض تاني وياسين بيردد:
-اختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه...
هيثم وياسر كانوا بيبصوا لبعض بذهول، شد ياسر ياسين بعيد عن سمر وزعقلهم:
-فيه إيه مالكوا؟ انتوا صدقتوا إنكم متجوزين بالورقتين اللي اتكتبوا دول!
انفـ ـجر ياسين وسمر بالضحك في حين بص هيثم للمكان وقال بقلق:
-يلا يا ياسر نمشي من المكان ده وبعدين نبقى نتكلم...
نفخ ياسين بزهق وقال:
-هنروح فين تاني؟
ياسين كان شايفهم قدامه كأنهم شخصيات كرتون وبيضحك عليهم وهما بيتكلموا....
مسكت سمر في هدوم ياسين وقالت:
-الحقني ليكونوا عاوزين يسلموني لسبانخ...
صرخ ياسين:
-لأ أنا مش هسمح بكده...
خبط بقبضة إيده على صدره وقال بحمـ ـاس:
-أنا جوايا روح مقاتل... روح مناضل... روح مقاوم...
تجاهل ياسر اللي قاله، وسحبه من إيده عشان يمشي فسحب ياسين إيده منه بعنـ ـف وضـ ـربه في وشه فضحكت سمر وقالت بهلوسه:
-قرد بيضـ ـرب قط...
تأوه ياسر وحط إيده على مكان الضـ ـربه فاستغل ياسين انشغاله وضربه بالرجل في ضهره فوقع ياسر على الأرض وانحنى ياسين يكمل ضـ ـرب فيه.
حاول هيثم يسحب ياسين فزقه ياسين وساب ياسر وهجـ ـم على هيثم....
حاول هيثم يكتفه ويصد الضـ ـربات لحد ما زقه ياسين جامد فوقع على الأرض، قال هيثم بانفعال وهو على الأرض:
-ايه يا ياسين!! إنت شكلك مش في وعيك.
ضحكت سمر بهسترية وهي بتشاور عليهم وبتقول:
-القرد اتفوق على القطط...
بص هيثم وياسر لبعض وهما راقدين على الأرض وقال هيثم:
-شكلهم شاربين حاجه!
من ناحيه تانيه قرب ياسين من سمر وهو فاتح ذراعه ففتحت ذراعها وهي بتقول:
-أحلى قرد في المجره... سوبر قردو...
وقف ياسر وهيثم مذهولين من اللي بيحصل وبيبصوا للمكان حوليهم، لحد ما وقعت عينهم على حبل فبصوا لبعض وقال ياسر:
-بتفكر في اللي بفكر فيه!
*****
وبعد فتره خرج سمر وياسين مربوطين وبيضحكوا جامد وسمر بتقول:
-القطط اتفوقوا علينا...
وبعد ما ركبوا العربيه، قال ياسين بضحك:
-هيودونا عند سبانخ...
قالت سمر بضحك:
-لأ... قصدك كفته.
بص هيثم وياسر لبعض وقال ياسر:
-شكلهم جعانين... يمكن مكانوش بيأكلوهم... حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عملوا فيهم كده.
قال هيثم:
-أنا مش ههدى إلا لما اجيبهم...
استغفروا♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★
في الطياره كانوا تلاثه بنات وأربعه شباب راكبين قصاد بعض وورا بعض وبيتفرجوا على الفيديوهات ويضحكوا...
قال واحد من الشباب:
-مش لو كنا خطفنا عيل من عيال آلاء كان أسهل!
قالت إيناس بضحك:
-الحمد لله إننا معملناش كده! مكناش هنستمتع زي دلوقتي.
شاور الشاب على الموبايلات وقال:
-الفديوهات دي خليها معانا للذكرى لكن مش هننزل حاجه على النت...
سألت واحده من البنات:
-ليه!!
قال بحزم:
-هو كده...
قالت إيناس بضحك:
-كان نفسي أشوف حالتهم دلوقتي زمانهم عاملين دماغ.
قالت واحده من البنات:
-دا لو كانوا شربوا من المايه.
قال سعيد:
-أكيد هيشربوا... دا أنا مظبط الصنف في المايه يا بختهم والله.
كمل سعيد بابتسامة:
-بس أنا استمتعت اليومين دول... النصب طلع سهل أهوه أومال بيشتكوا منه ليه!
قال واحد من ولاد عم آلاء:
-عشان أغبيه إنما احنا لعبناها صح.
قال الثاني:
-طبعًا آلاء مش هتتخيل إن إحنا اللي أخدنا الفلوس منها! نفسي أشوف وشها لما تقرى الرساله اللي بعتها لها.
ردت بنت:
-مش كنا زودنا الفلوس شويه يعني ٧ مليون هيعملولنا ايه!
قال شاب:
-السبعه مليون دول حقنا اللي أبو أشرف أكله علينا... احنا مش حراميه... وهنعمل بيهم مشروع ولما يكسب نبدا نوزع الفلوس علينا.
قال سعيد وهو رافع رأسه لفوق:
-مشروع ايه! أنا قررت أشتغل نصاب...
قال شاب من الأربعه:
-فكره جميله أنا معاك يا كفته...
قال سعيد:
-نوصل بس تركيا ونبدأ نخطط...
قال شاب رابع كان ساكت من بداية الكلام:
-إيه اللي انتوا بتقولوه ده! أنا مش هشتغل نصاب... استحاله...
قالت إيناس:
-سيبكم منه... احنا مع بعض...
صلوا على خير الأنام ❤️
★★★★★★★
وفي بيت ياسر
كان الكل مستغرب ضحك سمر وياسين الغير مبرر! كانوا بيبصوا لبعض وساكتين بقلة حيلة بعد محاولات كتير إنهم يسكتوهم أو يفوقوهم، غسلوا لهم وشهم وبرده مفيش فايده....
آلاء كانت بتبصلهم لكن سرحانه، محتارة ومتردده تقولهم إن ولاد عمها هما السبب ولا تسكت!
قربت منها نسمه وقالت:
-شكرًا يا آلاء إنك ساعدتينا وان شاء الله نرجعلك فلوسك...
بلعت آلاء ريقها وقالت:
-لـ... لأ متشكرينيش دا أنا برد جزء من جمايلكوا عليا...
مشيت نسمه خطوتين وهي بتفكر وبللت شفتيها ورجعت تاني تقول لـ ألاء:
-خليكِ معانا بقا النهارده.
ابتسمت ألاء ابتسامة صغيرة وقالت:
-أنا... أنا علاجي عند همسه فهقعد هناك يوم كمان وهرجع بيتي... لأن الداده بتاعت الأولاد هترجع من البلد بكره...
هزت نسمه رأسها بتفهم وابتسمت وهي بتطبطب عليها بحنان وكأنها بتحاول تقنع نفسها تتقبل وجود ألاء...
لما شافهم ياسر ابتسم واتنفس بارتياح لكن لما وقعت عين نسمه في عينه ولاحظ نظراتها الحاده ليه بص للأرض وهو ضاغط شفايفه بقلق...
بدلت آلاء نظراتها بين ياسر ونسمه وقررت آلاء تسكت عشان تحسسهم إنها اتفضلت عليهم وأعطتهم ٧ مليون عشان ينقذوا سمر وياسين فيعتبروه جميل ودين في رقبتهم ويحافظوا على أولادها وعليها!
انتبهوا لضحكات سمر وياسين، اللي مش بتقف قالت سمر بضحك:
-سبانخ مش هنا... قصدي كفته مش هنا...
قالت نسمه:
-هو ايه سبانخ وكفته ده! هو انتوا جعانين؟!
ضحكت سمر وقالت لياسين:
-حتى الفرخه بتتكلم!!
بدأ ياسين يغني بضحك وبلسان تقيل:
-الفرخه اللي أنا عيني عليها لا أنا قادر أكلها ولا أشويها...
خبط ياسر كف بالتاني وقال:
-لا حول ولا قوة الا بالله... أجيبلهم دكتور ولا أعمل ايه؟!
قال هيثم وهو كاتم ضحكته:
-متعملش حاجه اصبر...
همسه كانت واقفه بعيد بتحاول تمسك نفسها ومتضحكش ولما مقدرتش خرجت البلكونه وانفـ ـجرت بالضحك، طلع هيثم وراها وسند على سور البلكونه وافتكر كل اللي حصل وانفـ ـجر بالضحك وهو بيبص لهمسه اللي مش قادره توقف ضحك، قال هيثم من ورا ضحكاته:
-هم يبكي وهم يضحك...
*****
من ناحية تانيه لما عرف والد سمر برجوعها اتفاجئوا بيه داخل ومعاه المأذون، ولما شافت سمر المأذون ضحكت وقالت:
-دبدوب لابس طقيه!
هز ياسين رأسه بالنفي وقال بضحك:
-دا فيل من غير زلومه... شكله نسي زلومته في الحديقه؟!
ضحك ياسين وسمر وسلموا على بعض بالإيد.وهما بيقولوا في نفس الصوت:
-اختلاف الرأي لا يفسد للود قضيه...
قاموا حضنوا بعض فسحب ياسر أخوه وسحبت نسمه أختها...
حمحم والد سمر وقال:
-لا مؤاخذه يا مولانا اتفضل ابدا الإجراءات...
سأل المأذون بنفاذ صبر:
-فين العريس؟
شاور ياسر على ياسين فقال المأذون بضيق:
-مش هينفع دا شكله مش عاقل! ومش في وعيه!
قال ياسر:
-لأ هو عاقل بس بيهزر يا مولانا...
قال المأذون بزهق وهو بيشاور على ياسين المبتسم ببلاهة:
-بالله عليك ده راشد؟!
هز ياسين رأسه بالنفي وقال:
-لأ أنا مش راشد... أنا ياسين...
وبعد محايله على المأذون بدأ في الإجراءت لحد ما انتهى من كتب الكتاب...
وسمر وياسين بيضحكوا شويه ويهلوسوا شويه، ولما المأذون مشي بص والدها ناحيتها وقال بحده وضيق:
-كفايه بقا فضحتينا...
-دكر بط زعلان...
قالتها سمر وهي بتضحك، فرفع والدها إيده عشان يضـ ـربها لكن وقف ياسر قدامه ومنعه....
بص سمر وياسين لبعض وهما فاتحين بوقهم ورجعوا بصوا قدامهم وضحكوا، ميلت سمر على نسمه وسألتها بهمس:
-هو مين ده؟
-دا بابا...
-أبوكي! إزاي دكر بط يخلف فرخه؟!
ولما ياسين سمع كلمة فرخة غنى وهو بيبص لنسمه وشايفها فعلًا فرخه:
-الفرخه اللي أنا عيني عليها لا أنا قادر أطولها ولا أشويها...
ضحك هيثم بصوت عالي، وطلعت همسه البلكونه تضحك، وياسر كان متضايق من اللي بيحصل، قرب من ياسين يسكته فسأله ياسين:
-هو إيه اللي بيحصل هنا؟!
-إنت اتجوزت سمر.
قالها ياسر وهو بيشاور على سمر، ففتح ياسين بوقه وقال بصدمة:
-أنا اتجوزت راجل بشنب!
بدأت سمر تتهز يمين وشمال وتسقف وهي بتغني:
-أنا عبيطه وهربانه حيرت كل الرجاله...
هز ياسين رأسه بالنفي وقال:
-لأ مش كده... قولي أنا عبيطه وجربانه هربت مني الرجاله.
ضحكت سمر وكررت وراه وياسين بيسقف، فوقف ياسر وقال:
-لأ كفايه كده أنا هقوم أشوف دكتور يديهم حاجه تفوقهم...
قال هيثم وهو بيحاول يكتم ضحكته:
-أنا كلمت واحد صاحبي... وزمانه على وصول.
وبعد فتره كانوا قاعدين يهلوسوا بكلام مش مفهوم ويردوا على بعض قدام الدكتور، فاتنفس الدكتور بعمق وقال:
-أنا مش عارف هما واخدين ايه! بس ممكن أديهم مهدئ أو منوم...
قال ياسر بنفاذ صبر:
-أعمل اي حاجه يا دكتور المهم سكتهم.
إدوا ياسين حقنه وهو بيضحك كأن حد بيزغزغه...
وسمر أول ما شافت الحقنه صرخت:
-لأ حقنه لأ... دا أنا اللي عضيته مش هو... قول حاجه يا سبانخ...
لما سمع ياسين صوتها ضحك وقال بلسان تقيل:
-كفته مش سبانخ....
وبعدها إشتغل أثر الحقنه وسحبه النوم...
استغفروا ♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★
وعلى أصوات العصافير فتح ياسين عينه بكسل لقى نفسه في أوضته...
اتعدل على السرير وفرك عينيه، وهو بيفتكر بعض الحاجات اللي حصلت بعد ما شرب من المايه من ضمنها لمسه لوش سمر ولما حضنها...
قام وقف وهو بيبدل نظره بين السرير والفراغ ويحك راسه، وأخيرًا بص في ساعته واستقر على أنه كان بيحلم، وقال:
-كان حلم!!!
مسح وشه بإيده...
وبعد فتره كان لبس هدومه ونزل عشان يلحق شغله وباله مشغول بالحلم الغريب ده!
ولما خبط على ياسر وشافه ياسر قال بذهول:
-إنت صحيت! دا أنا لسه نازل من عندك حالًا...
-هو إنت مش هتروح الشغل ولا ايه؟!
-شغل ايه! النهارده الجمعه...
قال ياسين بتوهان:
-الجمعه!
-ادخل تعالى نفطر ونتكلم...
بمجرد ما دخل ياسين البيت وشاف سمر وقف قصادها لثانيه وهو بيفتكر بعض الحاجات! ولما بصتله قال بنبرة مرتعشة:
-ازيك يا سمر؟
ردت بهدوء وهي باصه للأرض:
-الحمد لله...
قعد وحط إيده على رأسه بتشوش، فقال ياسر:
-احكولي بقا بالتفصيل ايه اللي حصل؟! اتخطفتوا ازاي... وايه مواصفات اللي عملوا كده!
اتعدل ياسين في قعدته وقال باستغراب وصدمة:
-خـ ـطـ ـف!! هو مكانش حلم ولا ايه!!
-حلم! حلم ايه دول خدوا مننا ٧ مليون!
قالها ياسر بحسرة وقاطعهم دخول والد سمر بعد ما فتحتله نسمه، وبدون مقدمات مد ايده لياسين اللي افتكره بيسلم عليه، لكنه اتفاجئ لما قال والد سمر:
-زوجتك ابنتي سمر... البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الصداق المسمى بيننا...
بص ياسين لأخوه ولسمر اللي بصت في عنيه لثانيه وبعدين ديرت وشها للناحيه التانيه...
أشار ياسر لياسين إنه يقبل فبلع ياسين ريقه بارتباك، حرك والد سمر ايده وقال:
-قول يبني عشان الجواز يبقا شرعي وقانوني... وربنا يعينك عليها بقا...
-شرعي وقانوني إزاي! أنا مش فاهم حاجه!
قالها ياسين وهز رأسه بدون فهم وغمض عينه وهو بيمسك رأسه بتشوش، وبعدين مسح على شعره واتجه ناحية سمر، وقف قدامها وقال:
-إنتِ موافقه؟!
_____________
(١٢)
-زوجتك ابنتي سمر... البكر الرشيد على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الصداق المسمى بيننا...
بص ياسين لأخوه ولسمر اللي بصت في عنيه لثانيه وبعدين ديرت وشها للناحيه التانيه...
أشار ياسر لياسين إنه يقبل فبلع ياسين ريقه بارتباك، حرك والد سمر ايده وقال:
-قول يبني عشان الجواز يبقا شرعي وقانوني... وربنا يعينك عليها بقا...
-شرعي وقانوني إزاي! أنا مش فاهم حاجه!
قالها ياسين وهز رأسه بدون فهم وغمض عينه وهو بيمسك رأسه بتشوش، وبعدين مسح على شعره واتجه ناحية سمر، وقف قدامها وقال:
-إنتِ موافقه؟!
🌸🌸🌸🌸
الحلقة (١٣)
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸
«سمر»
بصيت للأرض وسكتت، مكنتش عارفه أرد بإيه ومش عارفه أنا موافقه فعلًا! ولا اتحطيت قدام الأمر الواقع! طيب أنا بحبه فعلًا ولا عايزه أعمل اللي المفروض يتعمل وأتجوز زي ما كل الناس بتتجوز لما طال سكوتي قال والدي بضيق:
-وهي كمان هترفض! دي...
قاطعته وقلت:
-موافقه.
قولتها من غير أرفع راسي، فبص والدي لياسين وكرر عرضه بنبرة فيها بعض الحدة:
-زوجتك ابنتي....
بلع ياسين ريقه ورد:
-وأنا قبلت زواجها على كتاب الله وسنة رسوله....
أعطت نسمه الذهب لياسين وقالت:
-خد لبسه لها...
فتح ياسين العلبه وأخذ منها الدبله، بدل نظره بين العيون المسلطه عليه وانحنى قدامي، كنت لسه باصه للأرض والتساؤلات بتدور في راسي...
مسك ياسين ايدي ولبسني الدبله، وبعدين حط العلبه على رجلي، فرفعت راسي وبصتله، ابتسم وقال:
-تحبي تلبسي الباقي؟
هزيت راسي بالنفي واتعلقت نظراتي بنظراته مر علينا لحظات بنبص لبعض كنت حاسه إنه بيقرأ اللي جوايا من عمق نظرته ليا، لكني اتطمنت لما ابتسملي ياسين قبل ما يقوم يقف، فقال ياسر بحسرة:
-أخدوا مننا ٧ مليون!! ومش عارف هرجعهم لآلاء ازاي!
قال ياسين بصدمة:
-٧ مليون!! يا ولاد الـ... إنت مش هتتخيل اللي حصلنا اليومين اللي فاتوا! دول معتوهين! دا أنا لما صحيت الصبح افتكرت إن الحلم خلص!
قال ياسر بنفاذ صبر:
-طيب احكولنا حصل ايه؟
-أ... أنا همشي أنا عشان عندي شغل مهم...
قالها والدي فبصتله باستغراب وأنا بسأل نفسي ازاي مش فارق معاه للدرجه دي! ليه حاططنا أنا وأختي على الهامش وسايبنا! لكن حتى وإن كان مش شايفنا فمجرد وجوده في حياتنا محسسنا بالأمان.
استغفروا♥️
*********
وصلت نسمه والدها للباب فبصلها وقال:
-إنتِ هتيجي تاخدي عيالك ولا ابعتهملك مع كريم؟
بصت نسمه ناحية ياسر اللي بيتكلم مع أختها وياسين ورجعت بصت لوالدها وقالت:
-أنا عايزه أحكيلك حاجه مهمه...
حكت نسمه لوالدها كل حاجه من لما عرفت بجواز ياسر عليها لحد دلوقتي وهي حابسه دموعها، فقال والدها:
-أنا مش فاهم إنتِ إيه مشكلتك! الراجل مغلطش...
قالت بدموع:
-بقولك ياسر طلع مخبي عليا إنه متجوز... أنا مش قادره أعيش معاه... هسيبله البيت وهاجي...
قاطعها والدها وقال بضيق:
-هتيجي فين! هو أنا أخلص من هم واحده تطلعلي التانيه! إنتوا مش بس ناقصات عقل دا انتو معندكوش عقل خالص...
نفخ بزهق وسكت بيحاول يهدى وبعدين طبطب على كتفها وقال بهدوء:
-اقعدي في بيتك يا بنتي... أنا كبرت يا نسمه وعايز أطمن عليكم قبل ما أموت... وياسر محترم وجدع وأكيد هيعدل بينكم وبعدين هو عنده حق طيب ما أنا قولت لأمك قبل ما أتجوز عملت ايه يعني! اتقهرت واتوجعت... ياريتني ما كنت قولتلها....
ظهر الحزن على وشه وكمل:
-من بعد جوازي وكل ما كنت أخرج من البيت كنت بشوف الدموع محبوسه في عينيها كنت بحاول أعدل بينهم لكن كنت عارف إنها بتتألم... لو رجع بيا الزمن تاني مش هقولها إني هتجوز...
قالت نسمه بانفعال:
-كنت هتخبي عليها! أنا مش شايفه أي مبرر يخلي الراجل يتجوز على مراته لأي سبب من غير ما يقولها وهي ليها الحق ترفض أو تقبل...
-لكن هو معملش حاجه غلط هو اتجوز بشرع الله.
-وشرع الله برده زي ما أحل للراجل إنه يتجوز اكتر من واحده أحل لينا الخلع أو الطلاق... وعلى فكره يا بابا مش شرط إنه عشان حلال يبقى اتقبله غصـ ـب عني... الرسول صلى الله عليه وسلم لما سيدنا علي طلب يتزوج ابنة أبي جهل رفض وقال: وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي ، يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا. مع إنه كان حلال!
-دي غير دي يا نسمه لأن أذية الرسول تسبب الهلاك والرسول أشفق على سيدنا علي...
بصت نسمه للأرض لثانية وبعدين رفعت رأسها وقالت:
-بابا لو طلبت منك تاكل لحم جمال هوافق؟
مكنش فاهم قصدها لكن رد:
-لـ... لأ... لأني مش بحبه...
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي نسمه وقالت:
-ليه يا بابا ما هو حلال! لازم تتقبله وتاكله!
فهم والدها قصدها، فكملت نسمه:
-يبقا مش كل الحلال لازم أكله وأتقبله يا بابا! والحمد لله إن ربنا أحل لنا ده...
بص والدها ناحية ياسر اللي مشغول بالكلام مع ياسين وسمر وتنهد بعمق، وقال:
-ياسر بيحبك... هو عمل كده عشان خايف عليكِ وبعدين يا ستي ما هي مراته التانيه أيامها معدوده زي ما بتقولي يبقى واجب عليكِ تقفي جنبها... اركني عاطفتك وغيرتك وفكري بعقلك يا نسمه...
رفع صوباعه في وشها وقال بتحذير:
-واوعي يا بنتي تطلبي منه يطلقها حرام عليكِ... الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها؛ فإنما لها ما قدر لها.
طبطب عليها وقال:
-حافظي على جوزك وبيتك... وفكري في كلامي وبيتي مفتوح يا نسمه... ولما تعقلي ابقي كلميني وأنا ابعتلك عيالك مع كريم.
باسها من دماغها ومشي...
وبعد ما مشي رجعت نسمه وقفت جنب أختها وكلام والدها بيدور في عقلها وبتسأل نفسها هل والدها وياسر صح! ولا هي اللي صح! يمكن الست بتفكر بعاطفتها أكتر وأحيانًا مش بتعرف تتحكم في الغيرة لكن هل ده يعطي الحق لزوجها إنه يتزوج عليها من غير ما يقولها!!
كانت متضايقه من ياسر ومش طايقه تتكلم معاه وفي نفس الوقت مُقيده مش عايزه تتطلق وعيالها يتربوا بين أب وأم منفصلين وكمان ملهاش أي مصدر دخل تصرف منه على نفسها، ندمت إنها مسمعتش كلام والدتها واشتغلت بعد ما خلصت جامعه، على الأقل مكنتش هتحس إنها قليلة أوي ومحتاجه جدًا لراجل يسندها.
هل فعلًا البنت ضعيفه وبتحتاج راجل يسندها في كل وقت يعني محتاجه أب أو أخ أو زوج يقف في ضهرها! ولا لو كان معاها فلوس هتستغني عن الجنس الأخر تمامًا، سألت نفسها هل الفلوس ممكن تحل محل الراجل ولا برده هتفضل البنت ضعيفه!!
خرجت نسمه من أفكارها لما بدأ ياسين يحكي اللي حصل من بدايه ما حد ضـ ـربه على دماغه لحد ما لقوا نفسهم في نفس الشقه اللي كانت سمر مأجراها لكن تخطى إنهم أجبروا سمر تغني...
-يعني دول هما نفسهم البنات اللي سمر كانت عايشه معاهم!
قالتها نسمه باستغراب، فقالت سمر:
-لأ كان فيه ولاد... سعيد سبانخ قصدي سعيد كفته ده و...
قاطعتها نسمه وقالت بابتسامة باهتة:
-عشان كده كنتوا بتهلوسوا وتقولوا سبانخ وكفته!
حمحم ياسين بحرج وسأل:
-هو احنا يعني... احم... قولنا ايه واحنا بنهلوس؟
قال ياسر:
-إنتوا فضحتونا... عاملين تحضنوا بعض... دا حضرتك كمان ضـ ـربتني وضـ ـربت هيثم...
قال ياسين بخفوت:
-يا نهار أزرق!!
ياسر وياسين قعدوا يتكلموا، وسمر ونسمه بعدوا عنهم شويه فسألت سمر نسمه:
-أنا قلت ايه في الهلوسه؟
قالت نسمه:
-وإنتِ كنتِ بتغني...
شاورت سمر على نفسها وقالت بذهول وقلق:
-أنا! غنيت إيه؟
ميلت نسمه على أذن سمر وقالت بهمس:
-أنا عبيطه و...
كملت سمر بسرعه وبنبرة قلقه:
-وبرياله حرمت ضـ ـرب الرجاله!
ضحكت نسمه بخفوت وقالت:
-وجربانه حيرت كل الرجاله...
سألتها سمر بهمس:
-طبعّا محدش سمعني وأنا بقول كده!!
هزت نسمه رأسها بالنفي وهي بتقول بابتسامة وسخرية:
-لأ لأ... ما... مكنش فيه حد غير أنا و... وياسر وهمسه وهيثم وبابا... وألاء... وبس...
حطت سمر ايديها على بوقها وهي بتردد:
-وبس! يا نهار أبيض!!
لما ذكرت نسمه اسم آلاء قلبها وجعها وكأنها داست على جرحها فكشرت وظهر الحزن على ملامحها، لفت نظر سمر اسم آلاء، بصت لنسمه شويه وبعدين سألت:
-مـ... مين ألاء؟!
تنهدت نسمه بألم وقالت بلامبالاة زائفة:
-مرات ياسر التانيه...
ضحكت نسمه بسخرية وكملت:
-مش ياسر طلع متجوز عليا من غير ما يقولي!
اتسعت عين سمر بدهشة وقالت:
-وإنتِ عرفتِ إزاي؟
وقبل ما تنطق نسمه بكلمة لفت نظرهم ياسين اللي وقف وقال لياسر:
-أنا هروح أجهز نفسي عشان صلاة الجمعه...
-استنى أفطر معانا.
قالتها نسمه وهي بتقرب منهم، ووقفت سمر مذهوله بتبص عليهم وبتسال نفسها ازاي أختها قادره تتماسك كده!
رفض ياسين يفطر وقام ياسر هو كمان وقال:
-أنا كمان مش هفطر عندي مشوار هروح أخلصه قبل الصلاة.
بصت نسمه للناحية التانيه من غير ما ترد ومن جواها حاسه بالغيره لأنها شبه متأكده إنه رايح عند آلاء...
خرج ياسر وياسين وبصت سمر لنسمه اللي دمعت وسالتها:
-إنتِ عرفتِ ازاي أنه متجوز؟!
شهقت نسمه باكية فحضنتها سمر وبعد شويه هديت وبدات تحكيلها كل حاجه....
صلوا على خير الأنام ♥️
★★★★★★
«آلاء»
بغض النظر عن التفاصيل في حياة كل شخص إلا إن نهاية الفيلم واحدة إننا هنمـ ـوت في الإخر... ويمكن اللي عارف إن العد التنازلي بدأ يستعد للحساب.
وقفت في البلكونه أبص للحديقه وللمباني حول البيت ولعائلة همسه اللي دايما بيتجمعوا يوم الجمعه، بحب أشوف ضحكهم ولعبهم ومرحهم عندهم اليوم ده زي يوم العيد...
اتمنيت لو عائلتي كانت زيهم، أشرف زوجي كان ابن عمي برده واتربيت في بيتهم بعد ما اهلي اتوفوا لكن أعمامي كانوا دائمًا على مشاكل مع عمي «والد أشرف».
اتصدمت شويه لما عرفت إن ولاد عمي أخدوا فلوسهم بالطريقه دي!
فيه مثل بيقول لو صبر القـ ـاتل على المقـ ـتول كانت مـ ـات لوحده...
وانا كنت ناويه أرجعهالهم من غير ما يعملوا اللي عملوه لأن أشرف كان ناوي يرجعهالهم، كنت مجهزاهم وخلاص هرجعهم لكن لما ياسين وسمر اتخـ ـطفوا قررت اساعد ياسر وبعدين أبقى أجمعهم مره تانيه! مع إني مش عارفه هعرف أجمعهم ولا لأ!
يمكن اتأخرت وهما زهقوا فأخدوا الفلوس بطريقتهم والمهم إن الفلوس رجعتلهم...
ضميري بيأنبني ولازلت محتاره اقول لياسر ولا لأ!
-الحلو واقف بيعمل إيه؟!
التفتت لصوت همسه وابتسمت عارفه إنها بتحبني أوي وكنت أتمنى أعيش كتير أوي وأكون صديقه ليها طول العمر لكن مش بإيديا...
-ما شاء الله وشك منور النهارده وحاسه إنك أحسن من كل يوم.
قلت:
-فعلًا حاسه بنشاط وكاني مش تعبانه أبدًا...
كملت بابتسامة:
-يمكن دي صحوة المـ ـوت اللي بيقولوا عليها...
قولتها وضحكت لكن لما بصيت لهمسه شوفت ملامحها اللي كلها حزن، صعبانه عليا جدًا لأني عارفه إني بلمس جرح مـ ـوت سجى صاحبتها اللي مش بيلم، قالت همسه:
-متقوليش كده يا ألاء...
سكتت وأنا بفكر في حياتي قصدي مماتي...
فمسكت همسه ايدي وقالت بانفعال:
-متقوليش كده أرجوكِ.
تجاهلت كلامها وقلت:
-عايزه أحكيلك على حاجه مهمه جدًا وخايفه أقولها لياسر... والصراحة مكنتش عايزه أقولها لحد خالص بس حاسه إني لازم أقولهالك.
-خير؟!
-بخصوص عيال عم أشرف... قصدي عيال عمنا احنا الاتنين... وإن هما اللي كانوا خاطـ ـفين ياسر وسمر.
حكيت لها وحسيت وكأن صخره اتزاحت من على صدري، قالت همسه:
-ياسر جه... أنا شايفه إنك تقوليله...
قلت بتوتر:
-لأ لأ... بلاش... خايفه يطلقني أو يعمل اي تصرف متهور... بصي يا حبيبتي إنتِ بعد فتره كده ابقي قوليله...
-فتره اد إيه يعني!!
-يعني بعد ما أمـ ـوت...
وهنا بكت همسه وسابتني ومشيت....
دخل ياسر بوشه البشوش وابتسامته الدائمة وهيئته الجذابة ووسامته، ليها حق نسمه تغير عليه، لكن ملهاش حق تغير مني لأن أكيد مش هعجبه بملامحي الباهته وشعري الواقع وجسمي الهزيل ولا ذراعي الأزرق من كتر الحقن...
وبعد السلام وقف قدامي وقال:
-هنفطر مع بعض؟
-وليه مفطرتش مع نسمه؟
تنهد بعمق وقال:
-نسمه زعلانه مني... هسيبها فترة على ما تهدى و....
-إنت بتقول ايه! لا طبعًا إوعى تسيبها لدماغها... الست مننا لما بتقعد مع دماغها ممكن تتجنن... اتكلم معاها يا ياسر واعتذرلها وقولها تسامحني... واهي فتره بسيطه و... وخلاص مش هبقى موجوده...
-متقوليش كده... مفيش حاجه بعيده على ربنا خلي عندك ثقه في الله... كل متوقع آت فتوقع ما تتمنى...
قلت بابتسامة:
-أتمنى أدخل الجنه مع بابا وماما وأشرف وولادي ونتقابل كلنا فيها... وأفتكر أيام الدنيا والوجع اللي فيها وأضحك...
بصيتله وقلت برجاء:
-ولادي يا ياسر... مش هوصيك عليهم.
اتجمعت الدموع في عين ياسر لكنه حاول يبتسم وقال:
-إن شاء الله إنتِ اللي هتربيهم وتشوفي ولادهم وولاد ولادهم كمان.
ابتسمت وتنفست بعمق كان نفسي أقوله ايوه بس أنا حاسه إن نهايتي، لا مش هقول نهايتي هي نهاية ألمي ووجعي وبداية راحتي إن شاء الله، قلت بابتسامة:
-إن شاء الله.
استغفروا♥️
★★★★★★
«سمر»
بعد ما صليت العشا وقفت أبص للسماء، وأفتكر اللي حصل اليومين اللي فاتوا وأضحك شويه وأزعل شويه...
كنت مستنيه ياسين يجي يتكلم معايا أو ياخدني معاه شقته ما أنا بقيت مراته خلاص! مش عارفه مكلمنيش من الصبح ليه دا أنا مجهزه شنطتي عشان أطلع الشقه بتاعتنا اللي بحس فيها بالراحه والسكينة...
اليومين اللي قعدتهم فيها كانوا أجمل أيام حياتي...
-مش هتنامي؟
طلعني من تفكيري صوت نسمه، التفتت وقلت بارتباك:
-اه... ايوه هنام طبعًا... بس شويه كده.
لقيت نسمه بتنفض السرير بتاعي وبعدين رقدت عليه وقالت:
-طيب أنا كمان هنام... تصبحي على خير.
قلت بتعجب:
-مش هتنامي في أوضتك؟!
-مش طايقه أنام جنبه يا سمر...
كنت لازم اواسيها فقلت:
-معلش هما كلهم كده صنف واحد... ماشين بمبدأ امرأه واحده لا تكفي...
غيرت نسمه الكلام وقالت:
-هو ياسين كلمك؟!
-ولا عبرني مش بقولك كلهم صنف واحد... أهو لما ضمن إن أنا بقيت ليه اتمرد وعامل نفسه واد ثقيل... أنا أصلًا مكنتش عايزه أتجوز و...
كنت هكمل لكن نسمه سحبت الغطاء عليها وغطت وشها وقالت:
-كفايه يا سمر أنا مش ناقصه...
قلت:
-طيب فين موبايلك أدخل على النت شويه... ما إنتِ عارفه موبايلي خدوه ولاد الحراميه الـ... دول عملوا فينا حاجات... منهم لله... دا أنا..
قاطعتني مره تانيه:
-سمر! كفايه مش ناقصه والله ومش عايزه أتكلم ولا أسمع أي حاجه...
-ماشي أنا غلطانه إني بحاول أهون عليكِ اللي إنتِ فيه... واواسيكِ ما احنا أخوات وملناش إلا بعض لكن إنتِ اللي مش عايزاني أتكلم ولا....
قاطعتني نسمه لما قعدت وقالت بزهق:
-ايه يا سمر إنتِ مكنتيش رغايه كده... مش هعرف أنام كمان...
-روحي نامي عند جوزك... جايه تنامي عندي ليه!! وبعدين انتي نايمه على سريري وأنا مبحبش حد ينام جنبي... قومي افرشي على الأرض...
-ملحوظه مهمه دي شقتي وأنام في أي مكان فيها وإنتِ اللي قاعده عندي... افرشي إنتِ على الارض لو مش عايزه تنامي جنبي.
شهقت وقلت بصدمة مصطنعه:
-إنتِ بتطرديني يا نسمه؟
قالت بانفعال:
-بقولك إيه... الحكايه مش ناقصه هبل يا سمر... هو أنا كده بطردك!!
قلت بنفس الانفعال:
-كلامك معناه كده... إنك مش عايزاني هنا!
شبكت نسمه ذراعيها قدام صدرها وقالت:
-هرمونات دي!!
افتكرت ياسين لما قالها، وخطر لي فكره، فقررت أكبر الموضوع واستغله لصالحي، قلت:
-طلما مش مرتاحه لوجودي في البيت... أنا هاخد هدومي وأطلع لياسين...
سحبت شنطة هدومي اللي كنت مجهزاها ونسمه مشيت ورايا وهي بتقول:
-بطلي هطل رايحه فين!!
-أنا أروح لجوزي لا يقولي دي شقتي ولا إنتِ اللي قاعده عندي ولا يطردني زيك... اشبعي يختي بشقتك...
-والله!!
قالتها نسمه بضيق وطلع ياسر من أوضته على صوتنا فخرجت وقفلت الباب وابتسمت بانتصار وأنا طالعه لياسين...
سبحان الله وبحمده 🌹
*******
بعد ما قفلت الباب وراها قرب ياسر من نسمه وقال:
-إيه اللي حصل؟
نفخت بضيق وقالت:
-مفيش...
اتنفس ياسر بعمق وجري وراها وهو بيقول:
-استني لازم نتكلم...
مسك ذراعها، ولما بصت لعنيه ونظراته اللي بتقدر تقرأ فيهم حبه ليها، قلقت يكون بيبص لألاء كده فقالت بغيرة:
-روحتلها الصبح طبعًا؟!
قال ببعض الارتباك:
-أيوه كنت عند هيثم وهي هناك... فشوفتها...
قالت بانفعال:
-أنا مش مسمحاك يا ياسر... مش قادره أسامحك... ومبقاش عندي ثقه فيك.
-بس أنا بحبك.... والله بحبك ولولا الظروف عمري ما كنت هفكر في غيرك.
قالها باستعطاف، لكن كل ما تفتكر أنه متزوج عليها بتحس بوغزه في قلبها قالت بخيبة أمل:
-وعايز مني إيه دلوقتي يعني!!
سكت وهو باصص عليها، وقبل ما يرد رن موبايله، كان رقم ألاء فخاف يرد، سألته نسمه بسخرية:
-هي طبعًا!
معرفش يجاوب فقالت بهدوء عكس اللي جواها:
-رد يا ياسر وافتح المايك...
سكت وهو بيبدل نظره بين موبايله وبين نسمه فقالت بنفاذ صبر:
-قلت رد يا ياسر...
اتنفس ياسر بعمق ورد وفتح المايك زي ما طلبت فسمع أصوات صراخ الأطفال وصوت الدادة اللي بتقول بذعر:
-الحقنا يا أستاذ ياسر مدام ألاء مبتردش علينا...
بلعت نسمه ريقها بارتباك واتوتر ياسر لكن من جواه حاسس انها اغماءه عاديه زي ما بيحصل معاها دائمًا، سكت ووقف مكانه مصدوم، فزعقتله نسمه:
-إنت هتفضل واقف! يلا نلحقها...
نسمه مكانتش عارفه هي بتلبس ايه ولا ازاي وياسر حالته مش أقل منها، خرجوا بسرعه من البيت وهما بيدعوا تكون بخير....
«احساس الفقدان صعب ولو كان لـ قط أليف في بيتك»
من ناحية تانية خبطت سمر على باب ياسين ورنت الجرس أكتر من مره وهو مشغل قرآن بصوت عالي في الشقة وبياخد دش وسرحان في الأحداث السريعه اللي حصلت اليومين اللي فاتوا...
ولما مردش ياسين قعدت سمر بشنطتها قدام الشقة ولما جت تنزل سمعت صوت باب شقة أختها بيتقفل وخرجت نسمه مع ياسر، نادت عليهم لكنهم مسمعوهاش ومشيوا بالعربيه....
ووقفت هي لوحدها مع شنطتها حتى مش معاها فلوس تروح لوالدها ولا موبايل تكلم حد، وفوق كل ده لابسه هدوم بيتي...
بدأ الجو يمطر فطلعت تخبط تاني على ياسين يمكن يرد ففتح الباب، شعره كان مبلول ولافف فوطه حول رقبته، لوت فها لاسفل وقالت بمكر:
-نسمه طردتني من الشقه وما صدقت إني مشيت فخرجت مع جوزها من غير ما تسأل فيا....
ابتسم وقال:
-طيب تعالي ادخلي...
دخلت وهي بتستنشق ريحة عطره اللي ماليه الشقة، رفع إحدى حاجبيه وسألها:
-نسمه طردتك بجد؟!
هزت رأسها بالإيجاب وقالت:
-ايوه اومال هكون مثلًا استغليت الموقف عشان أطلعلك ولا ايه!
عضت لسانها وسكتت، فبصلها بمكر وبعدين قال:
-معلش معرفتش أتكلم معاكِ النهارده كنت بخلص شوية حاجات و... ونورتِ شقتك...
كان فيه إزازة مايه قدامها فشربت منها بوق عشان تخفي توترها، سكتت شويه وكل ما تبص عليه تلاقيه بيبص عليها قتشرب مايه، حضنت الازازة وقالت بغباء أشد:
-منهم لله العصابه سلبوني أعز ما أملك...
كرمش وشه وقال بصدمة:
-إيه!
قلت بأعين متسعة:
-قصدي يعني الأيفون بتاعي أخدوه مني... ما هو ده أعز ما كنت أملك...
قال:
-معلش ما أنا موبايلي اتسرق برده! بس أنا بلغت الشرطه وإن شاء الله هيوصلولهم...
وقف وقال:
-أنا هديكِ نسخه من المفتاح عشان تبقي تدخلي... ومتقفيش على الباب كده.
قالت:
-تمام...
قعد ياسين قصادها ومشالش عيني من عليها والإبتسامة مرسومه على وشه، كانت متبعاه بطرف عنيها، حمحمت وقالت:
-احم... بتبصلي كده ليه؟
-خايف أكون بحلم.
قالها بابتسامة وقام قعد جنبها فبعدت عنه وقالت بارتباك:
-ايه!
قرب منها تاني وهو بيقول:
-محتاج أثبت لنفسي إني مش بحلم...
وقفت ورفعت صوباعها في وشه وقالت:
-لأ إنت محتاج تتعلم ازاي تتعامل بأدب مع...
بلعت باقي كلامها وسكتت ووقفت تلعن نفسها عشان جت عنده برجليها، قالت بخفوت:
-ما أنا كنت عارفه إن كلهم صنف واحد وتفكير واحد!
وقفت تبص يمين وشمال بضيق فقال:
-مالك يا حبيبتي متوتره ليه؟
قالت بسخرية وذهول:
-حبيبتي!! علطول كده!
سكت شويه وهو بيبصلها بابتسامة وتنهد بعمق وقال:
-سمر هو أنا مين؟
ضحكت وقالت باستهزاء:
-إيه السؤال الغريب ده... إنت فقدت الذاكره ولا ايه! إنت ياسين...
ضحك بخفوت وقال:
-قصدي أقربلك ايه؟
-إنت أخو جوز أختي...
-ولما اتكتب كتابنا بقيت مين؟
-بقيت ياسين اللي مكتوب كتابي عليه...
بصت للسقف وبعدين لباب الشقة اللي هي سجنت نفسها فيها بكامل ارادتها، ولما لقيته بيقرب منها بعدت عنه، لكنه مسك ايديها وقال:
-سمر إنتِ بتحبيني؟
حاولت تتظاهر بالغباء وقالت:
-وأنا هكرهك ليه بس يابن الناس!
-طيب قوليلي بحبك...
سحبت ايديها منه وقالت بخوف:
-مالك يا ياسين؟
قال بابتسامة ونبرة لينه:
-خايف أكون بحلم... عارفه أنا أمنيتي دلوقتي ايه؟
هزت راسها بتسائل وشربت من إزازة المايه اللي لسه حضناها فقال:
-امنيتي إني أحضنك...
معرفتش المايه خرجت من بوها ازاي وأمته وغرقت وشه وهدومه، وجريت بعيد عنه...
وقف ياسين يمسح وشه بايديه وهو مبتسم فرجعت سمر خطوات لورا وهي مبتسمه لكن نظراتها كانت خايفه! كانت بتقول جواها مش هو ده ياسين المحترم اللي أعرفه! ولا دي نظرات شخص محترم أصلًا! ولما وقف قصادها وحست أنه هينفذ اللي قال عليه قالت:
-عارف بقا أنا أمنيتي دلوقتي ايه؟
قال بنبرة لينه:
-إيه يا قلبي؟
تسارعت دقات قلبها وكلمة قلبي اللي هو قالها بتتردد في عقلها، لما طول سكوتها سألها:
-إيه أمنيتك وأنا أحققهالك؟
بلعت ريقها وقالت بنبرة مرتعشة:
-أمنيتي أنزل أبوس راس أختي نسمه وأنام عندها ولو تحت السرير عادي...
#يتبع
________________________
(١٣)
-عارف بقا أنا أمنيتي دلوقتي ايه؟
قال بنبرة لينه:
-إيه يا قلبي؟
تسارعت دقات قلبها وكلمة قلبي اللي هو قالها بتتردد في عقلها، لما طول سكوتها سألها:
-إيه أمنيتك وأنا أحققهالك؟
بلعت ريقها وقالت بنبرة مرتعشة:
-أمنيتي أنزل أبوس راس أختي نسمه وأنام عندها ولو تحت السرير عادي...
🌸🌸🌸🌸
الحلقة (١٤)
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸
بصلها بمكر وقال بابتسامة:
-أفهم من كلامك إنك خايفه مني!
-أنا مش بخاف إلا من اللي خالقني... بس تقدر تقول كده مش واثقه فيك ولا بثق في أي راجل عمومًا.
-ولما إنتِ كده إيه اللي مطلعك عندي في الوقت ده!
-غباء بعيد عنك... أنا كنت نمت في الشارع أرحم...
كانت بتبص في عينه ولما انتبهت إنه بيقرب بزيادة زقته بإيديها بلطف وقالت:
-ابعد خمسه سنتي بس عشان النفس الله يكرمك.
بعد عنها خطوات وهو بيضحك وقرب خطوه تاني وقال بابتسامة:
-ماشي يا ست سمر... بس يكون في علمك أنا بعدت بمزاجي لأن بعد امتحاناتك هنعمل فرح إن شاء الله وبعدين هـ...
قاطعته سمر اللي حطت ايديها على بوقها بصدمة وكأنها افتكرت إنها طالبه وعندها دراسه! وامتحانات نص السنه على الابواب وقالت بنبرة مصدومة:
-امتحاناتي! دا أنا في التراوه خالص! أنا لازم أروح الكليه بكره لأني محضرتش ولا مره من بعد الميدترم...
-أيوه ركزي يا سمر عشان تعدي السنه دي على خير لأن بعد كده هيكون فيه أطفال وبيت وزوج...
قال أخر كلمة بابتسامة وهو بيشاور على نفسه، وكمل:
-ومسؤلياتك هتزيد فيعني ركزي يا روحي عشان تعدي السنه على خير ونخلص منها...
عدلت سمر من حجابها بتوتر، ولفت وشها للناحية التانيه ضحكت بسخرية وهي بتقول بخفوت وضاغطه على أسنانها بغيظ:
-إيه اللي أنا عملته في نفسي ده!
بصت ناحية الباب تاني وهي بتفكر تهرب، وقلبت عينيها في الشقة لحد ما وقعت نظراتها على ياسين اللي واقف قصادها بيبصلها بابتسامة كشفت عن أسنانه البيضاء، اتوترت وحركت ايديها وهي بتقول:
-مـ... منور...
وبمجرد ما أنهت كلمتها النور قطع فضحك ياسين بصوت عالي وقال:
-كارت الكهربا شكله فصل... مش عايزك تقلقي خالص اقعدي مكانك على ما أجيلك...
قال أخر جملة وهو بيدور على كشاف، فمشيت سمر وراه وهي بتقول بنبرة مرتعشة:
-براحتك أنا أصلًا مبخافش وبعرف أمشي في الظلمه على فكره.
صرخت لما داست على دبدوب بلاستيك فعمل صوت، وكان ياسين وصل للكشاف فضحك وهو بيحط كارت الكهربا وبيقول:
-واضح طبعًا إنك مبتخافيش.
ولما الشقه نورت تاني، وقفت سمر تتأمل الدبدوب وبعدين قعدت تبص لياسين بطرف عينها وترجع تبص للدبدوب....
فتح ياسين اللابتوب بتاعه وقعد قصادها واتشغل بيه فقالت:
-ممكن أسالك سؤال؟
هز رأسه بالإيجاب فسألت:
-ليه أنا يا ياسين؟ شايف فيا إيه مميز عشان تصبر عليا بالشكل ده؟
ولأن ياسين مش بيعرف يقول كلام رومانسي كتب بسرعه في البحث على جوجل ما المميز في الفتاة للزواج بها؟ وسكت حتى اعتقدت سمر أنه مش هيرد عليها لكنه قال وهو بيبص للابتوب:
-قال النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك.
رفع رأسه ببطئ يبص لسمر اللي بتفكر في كلامه وهي عاقده حاجبيها، ورجع قرأ الحديث مره تانيه بعينه...
وبعدين بص لسمر وهو مضيق جفونه وبيفكر هو اختارها عشان ايه! مال! لأ معندهاش مال، جمال! اتأمل ملامحها العاديه لكنه عشان بيحبها شايفها أجمل بنت في الدنيا، والحسب والنسب! عادي جدًا والدين!
-مش عارف...
قالها ياسين بخفوت وهو سرحان....
أما سمر فكانت بتقول من جواها أكيد اختارني عشان جمالي الطاغي طبعًا!!
هناك أناس بملامح جميلة وجذابه وبينكم تنافر عجيب، وهناك أخرون بملامح مقبوله وأقل من العادية يميل قلبك إليهم بلا سبب، ويجذبك نحوهم شيء خفي وقوى غريبة!
-مش عارف!!
قالتها سمر، فقفل ياسين اللابتوب ووقف وهو بيقول بتوتر:
-لأ مش قصدي كده... بصي إنتِ فاجئتيني بصراحه بالسؤال ده وأنا مش محضر كويس فنتكلم وقت تاني...
قالها ودخل أوضته بسرعه وقفل الباب وراه، فوقفت سمر وقالت باستغراب:
-ماله ده!
رفعت صوتي وقلت:
-لعلمك أنا هعدي الليله دي وأروح عند بابا لحد الفرح...
سمعت صوته من ورا الباب:
-براحتك...
اتعصبت من كلمة براحتك! إي ده! للدرجه دي مش فارق معاه وعايز يخلص مني...
لقيته سبب مقنع جدًا إني أعيط فقعدت أفتكر كل حاجه مريت بيها في حياتي وأعيط....
استغفروا❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
وصلت الإسعاف مع وصول ياسر ونسمه للبيت، شال ياسر آلاء لعربية الإسعاف...
ووقفت نسمه تحضن الاولاد اللي بيصرخوا وبينادوا مامتهم والكبير فيهم بيقول بأعلى صوته:
-متسافريش وتسيبينا زي بابا يا ماما...
قالت نسمه:
-هتبقي كويسه يا حبيبي...
حضنها الطفل الصغير جامد وهو بيبكي وبيقول ببراءة:
-ليه لازم حد يسافر كل فتره ويسيبنا...
قال التاني بهدوء ودموعه بتنزل:
-جدو وتيته سافروا وبابا كمان! كل اللي بيركب العربيه دي بيسافر ومش بيرجع...
قالها وهو بيشاور على الاسعاف، وكان فاهم إنهم بيموتوا لكنه مصدوم...
بص ياسر لنسمه وتلاقت نظراتهم كأنه بيستأذنها إنه هيروح مع آلاء وبيوصيها على الأولاد فهزت رأسها بتفهم وقالت:
-هنيجي وراك.
نزلت دموع نسمه وهي بتبص على وش آلاء قبل ما يقفلوا باب العربية...
مشيت عربية الإسعاف ومسحت نسمه دموعها وحضنت الأولاد وقالت بثبات:
-هتبقى كويسه صدقوني... تعالوا نجيب معانا هدوم لماما... ونروح وراهم...
وبعد فتره كانت راكبه تاكسي مع الأولاد وبتحاول تسيطر على دموعها! لكن مش عارفه لأن الأطفال كانوا بيعيطوا...
مكنتش عارفه هي بتبكي لأنها غيرانه إن جوزها راح معاها ولا بتبكي عشان أولاد آلاء اليتامى وعشان تخيلت نفسها مكانها...
وصلت المستشفى وابتسمت بفرح لما شافت آلاء فايقه، ولادها جريوا عليها يحضنوها...
وخرج ياسر مع الدكتور فخرجت وراه نسمه، قال الدكتور:
-أنا آسف بس... بس زي ما قلت هي مسألة وقت...
طبطب الدكتور على كتف ياسر وقال:
-ربنا يلطف بيها... ادعولها...
حست نسمه أن ياسر اتهز ما هو طبيعي يتهز إذا كان هي نفسها قلبها اتخلع من مكانه...
صعب جدًا تكون شايف شخص قدامك وعارف ومتأكد إنها مسألة وقت ومش هيبقى موجود! مش هيبقى بيتنفس زينا ومش هيبقى في الدنيا...
شاور ياسر لنسمه وقال بحزن:
-يلا ندخلها...
سمعوا آلاء بتقول لأولادها:
-تسمعوا كلام بابا ياسر وطنط نسمه...
قال الصغير:
-إنتِ هتسافري برده؟!
قالت بدموع وتعب:
-كلنا هنسافر...
الطفل الكبير كان ماسك ايديها ودموعه بتنزل، قال الصغير:
-طيب هو مينفعش نسافر معاكي!
-لأ يا حبايبي خليكوا مع بابا ياسر مش انتوا بتحبوه؟
قال الكبير:
-اه بنحبه بس بنحبك أكتر...
حضنتهم آلاء وعيطت وهي بتقول:
-مفيش في ايدي حاجه يا حبايبي... سامحوني يا ولاد...
قال الطفل الكبير بانكسار:
-إنت هتروحي عند بابا وجدو وتيته...
قالت بتعب:
-أيوه...
قال الطفل الكبير بدموع:
-طيب ابقي قولي لبابا إنه وحشني أوي وابقي خليه يجيلي في الحلم وإنت كمان زوريني...
باست آلاء ايد ابنها الكبير بتعب، ولما لاحظت نسمه وياسر حاولت تتعدل بس مقدرتش، فقربت منها نسمه وقالت:
-ارتاحي يا حبيبتي...
قالت آلاء وهي بتتنفس بصعوبه:
-ولادي أمانه معاكوا.
طبطبت نسمه عليها وقالت:
-متتعبيش نفسك بالكلام...
مسكت آلاء ايديها وقالت:
-سامحيني بالله عليكِ...
-والله مسمحاكِ...
بصت على ياسر وقالت:
-وإنت يا ياسر... سامحني...
انحنى قصادها وقال:
-سامحيني إنتِ...
سكتت شويه وكلهم بيبكوا حتى الأولاد، قالت آلاء بدموع:
-ولادي يا ياسر... ولادي...
غمضت آلاء عنيها وافتكروها ماتت فانهارت نسمه، ونادى ياسر الدكتور اللي قالهم إنها دخلت غيبوبه...
وبقت تغمض وتصحى تاني تقول:
-ولادي...
ونسمه قاعده جنبها وعارفه إنها بتحتضر...
كل لما تقول«ولادي» تبوس نسمه ايديها وتبوس رأسها وتطمنها..
ابتسمتلها آلاء اللي ظهر قطرات العرق على جبينها وغمضت عينيها تاني، فباست نسمه ايديها وقالت ببكاء:
-سامحيني يا آلاء... ياريتك تعيشي وأنا والله مستعده أتقبلك وهنعيش سوا عادي...
شهقت نسمه بالبكاء وحطت ايديها على قلبها وهي بتقول:
-أكيد.إنتِ فاهمه الغيره دي غصب عني... اعمل ايه ربنا خلقنا كده... وكمان ياسر خبى عليا...
مسحت دموعها وكملت:
-بس أنا مستعده أستحمل عادي في مقابل انك تعيشي مع ولادك...
دخلت همسه وهي مصدومه ومتوتره، قالت بخوف:
-مالها يا نسمه؟!
مردتش نسمه وفضلت ماسكه ايد آلاء، قربت همسه من آلاء وقالت بذعر:
-أنا جيت يا لؤلؤه... حبيبتي سمعاني؟
مسحت همسه جبهة آلاء ففتحت عينيها وسألت:
-ولادي فين؟
-مع ياسر يا حبيبتي بره متخافيش...
قالتها همسه، فردت آلاء بتعب:
-مش خايفه... عشان ربنا رحمان رحيم...
غمضت عينها تاني وكل ما همسه تمسح عرق جبهتها يزيد أكتر فبكت همسه وقالت بخوف:
-هتسيبيني يا آلاء!! شكلها ساعة الوداع....
بدأت آلاء تهذي بكلام مش مفهوم وبعدين نادت بإسم سمر كتير، وقالت:
-عايزه سمر... فين سمر؟
وفجأه ابتسمت وقالت:
-أشرف إنت جيت!... لا استنى شويه هكلم سمر... أنا عايزه سمر... أنا عايزه سمر.
كررت اسم سمر كتير فجري ياسر للبيت يجيب سمر....
★★★★★
«سمر»
كنت قاعده لوحدي بكلم نفسي وأعيط وأنا باكل زبادي فراوله وموز أهي حاجه أسلي بيها نفسي بعد ما ياسين دخل أوضته وسابني ما أنا مش فارقه معاه...
وفجأه خبط حد على باب الشقه جامد وهو ضاغط على الجرس، أنا قلت أكيد دي الحكومه هما اللي بيخبطوا كده!! وقلت في نفسي يا ترى ياسين عمل مصيبة ايه؟!
خرج ياسين من أوضته وهو بيقول:
-طيب... طيب... مين؟!
مسحت دموعي بسرعه وقلت بتوتر:
-رايح فين؟! اوعى تفتح دي أكيد الحكومه إنت عملت ايه؟!
قال باستخفاف وهو بيقرب من الباب:
-حكومة ايه!
فتح ياسين الباب اللي كان ياسر واقف وراه بيتنفس بسرعه وكأنه كان بيجري، قال:
-فين سمر بسرعه؟!
-سمر هنا أهيه...
لما قال اسمي خوفت وكنت مقرره أجري من باب المطبخ وأهرب، لكن قررت أشوف مين على الباب ولما شوفت ياسر اتنفست بارتياح وقلت:
-أنا هنا في حاجه؟
-البسي بسرعه آلاء عايزاكِ.
قلت باستخفاف وأنا شابكه إيدي:
-ضرة أختي!! لأ أنا مبروحش لحد...
اتجمعت الدموع في عينه وقال:
-يا سمر آلاء بتمـ ـوت وطالبه تشوفك...
وتبقى كلمة المـ ـوت هي أصعب كلمة على الإطلاق، حسيت جسمي تلج، أنا عارفه إنها مريضه لكن متخيلتش إنها ممكن تمـ ـوت بالسرعه دي!
خرجت معاه ومعانا ياسين اللي مسك ايدي بيحاول يطمني لكني بعدت عنه، كان جوايا دربكه ودوشه كتير، هي هتمـ ـوت بجد! بس ولادها صغيرين! هتمـ ـوت وتسيبهم! ايدي بدأت تترعش ولما حس ياسين حاول يمسك ايدي فسحبتها تاني، قال:
-اهدي...
وقفت قدام الأوضه أبص لياسين اللي شاورلي أدخل...
كنت حاسه إن أنا اللي همـ ـوت من الأفكار اللي بتدور في راسي...
بصيت في الأوضه وسألت نفسي يعني ملك الموت هنا دلوقتي؟! طيب واقف فين!
كنت خايفه أتحرك أو أقرب من آلاء ورجلي ثقلت بصيت لألاء وبلعت ريقي وكان فيه آيات بتتردد في أذني:
-فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ }
أي إذا بلغت الروح الحلقوم، وأنتم تنظرون للمحتضر في هذه الحالة ونحن أقرب إليه منكم، بعلمنا وملائكتنا، ولكن لا تبصرون.
خرجت من شرودي لما سمعت آلاء بتنادي اسمي:
-سمر فين؟! عايزه سمر...
همسه ونسمه بصولي فقربت منها مسكت ايديها وقلت بنبرة مهزوزة:
-أ.. أ... أنا سمر...
حاولت تفتح عينيها بصعوبه وتبصلي، كنت فاكراها هتطلب مني السماح مثلًا، شاورتلي اقرب ودني منها، وقالت بهمس:
-صلي يا سمر... نعيم الدنيا... هتلاقيه في... في الصلاة.... صلي و... ولازم يكون ليكِ دعاء تدعيه.... وادعيلي...
حسيت قلبي اتخطف ووشي اصفر، هي عرفت منين إني مقصره في الصلاة! كملت آلاء بهمس:
-وإنتِ بتتوضي تخيلي إن المايه بتغسل ذنوبك اللي عملتيها وكل نقطه تنزل منك اعتبريها ذنب عملتيه وبتتطهري منه قبل ما تقفي قدام ربنا...
سكتت فبعدت عنها شويه، رددت بتعب:
-صلي... اخشعي... قربي... قربي... قربي من ربنا...
قمت وقفت وبعدت عنها وأنا مصدومه... لكن همسه ونسمه مكانوش فاهمين ولا سامعين اللي قالته...
سكتت شويه ونادتني تاني:
-سمر...
قربت منها تاني ومسكت ايديها فقالت بأنفاس متقطعه:
-سامحيني... لما... لما همسه تقولك... سامحيني.
مفهمتش هي تقصد ايه بس واضح إن همسه كانت فاهمه، قلت بنبرة مرتعشة وانا عيني متحجرة مش عارفه أبكي:
-مسامحاكِ... والله مسامحاكِ على أي حاجه وكل حاجه...
محستش بنفسي إلا وأنا ببوس إيديها...
ابتسمت آلاء وسكتت، بصت قدامها ونسمه وهمسه كانوا بيعيطوا في جنب، ولما دخل ياسر فقالت ألاء:
-أشرف... إنت جيت...
بصلها ياسر وسكت وبص للأرض، كانت باصه ناحيته بعين شِبه مفتوحه، هزت راسها بالنفي وهي بتقول بصوت هامس من شدة التعب:
-لأ أنا تعبت هنا خدني معاك...
قالت بكلمات متقطعه:
-الولاد... مع ياسر... ونسمه... وهمسه هنا....
همسه ونسمه بصوا لبعض بقلق وغمضت آلاء عنيها وهي بتتألم وتتوجع وبعدين سكتت....
العرق كان على جبينها ودي من علامات حُسن الخاتمه...
حسيت إن رجلي مش شيلاني أول مره في حياتي أشوف حد وهو بيحتضر ويمـ ـوت قدامي، ولما كشف الدكتور عليها قال:
-البقاء لله... إنا لله و انا اليه راجعون.
لأول مره أشوف ياسر بيبكي وهو حاضن نسمه اللي بتبكي أكتر منه...
هيثم كان حاضن همسه وهي تبكي ومنهاره....
أما أنا فمكنتش عارفه أبكي! وقف ياسين قدامي وبصلي بعمق زي ما يكون مستنيني أبكي، أو أعمل أي رد فعل! فنزلت عيني وبصيت للأرض وعقلي مش مستوعب المشهد!
قال:
-إنتِ كويسه؟
هزيت راسي بالإيجاب، كنت حاسه إنه مستغرب هدوئي أو يمكن بيقول البت دي قلبها حجر منزلتش دمعه!
تمت الدفنه وحصل حاجات كتير وأنا لسه مش مستوعبه...
صرخات همسه ومنظر نسمه وهي بتعيط مش بيروح من مخيلتي، وجملة ياسر اللي كان بيكررها:
-يارب أكون حفظت أمانتك يا أشرف...
بتتردد في أذني...
قمت قعدت جنب ياسين اللي بيحاول يلعب مع الولاد ويضحكهم، ابتسمت بضياع وأنا شايفاهم لكن مش سمعاهم وأنا بسأل نفسي هيعيشوا ازاي من غير أب وأم!
افتكرت والدي وحمدت ربنا إنه عايش، حسيت إني عاوزه اروحله دلوقتي وأحضنه جامد وأقوله أوعى تسيبني أبدًا...
صلوا على خير الأنام ❤️
بقلم آيه شاكر
★★★★★
-إنت بتقول ايه يا بابا! آلاء ماتت!
قالها الشاب بصدمة، كان واحد من اللي أخدوا السبعه مليون وهربوا، قال والده ببهجه:
-أيوه ارتاحنا منها... وعيالها هناخدهم وكل حاجه هتكون بتاعتنا وملكنا... أنزل من السفر بسرعه إنت واخوك عشان نشوف هندير الشغل ازاي...
بلع الشاب ريقه وحمحم بارتباك وقال:
-طيب يا بابا معلش عندي شغل مهم هقفل وهكلمك تاني...
قفل الشاب ورمي تلفونه بعصبيه ضـ ـرب الجدار بقبضة إيده، افتكر ازاي أخوه وعيال عمه أقنعوه إن اللي عملوه صح وان ٧ مليون حقهم...
كان بيكلم أهله عشان يعرف هما عرفوا باللي عملوه ولا لا، افتكر آلاء وافتكر لما كان بيروح يلعب مع ولادها، كانت دائمًا تقوله:
-إنت مش شكلهم يا «مالك» لكني ساعات بخاف منك!
كان ليها حق تخاف منه! مش قادر يستوعب إنها ماتت خلاص...
سالت دموعه وضميره أنبه واعترف قدام نفسه أن حياته كلها غلط...
افتكر البنات اللي أخوه وعيال عمه مصاحبينهم واللي كانوا بالصدفه نفس البنات اللي عايشين مع سمر في الشقه، افتكر يوم ما كانوا واخدينه الشقه عشان يتعرف على سمر لكن طلعت غيرهم...
حمد ربنا إن الفلوس كلها حولوها لحسابه ولسه معملش بيها حاجه واخد قراره...
بص من البلكونه والحزن والندم بيطل من عينه وقال:
-من لم يكن الموت واعظ له فلا واعظ له...
استغفروا♥️
★★★★
«سمر»
وبعد يومين مكنتش نزلت دمعه واحده، كنا نعتبر قاعدين في بيت آلاء أنا ونسمه وياسين وياسر وهمسه وهيثم...
وياسين كان بيحاول يلعب مع الأولاد ويضحكهم، الكبير فيهم كان باين عليه الحزن والصغير كان بيلعب...
في اليوم ده الباب خبط ودخل اتنين رجاله ومعاهم اتنين ستات... قالوا إنهم أعمام آلاء وزوجاتهم...
قعدت جنب نسمه اللي قاعده وسطهم وبتاخد العزاء، وفجأة وقفت ست من اللي قاعدين وقالت بحدة:
-ماشي يا جماعه اتفضلوا سعيكم مشكور...
استغربت نسمه وقالت:
-نعم!!! يعني ايه؟!
قالت الست التانيه:
-يعني ولادنا احنا أولى بيهم اتفضلوا...
قامت نسمه بسرعه تنادي ياسر وهيثم اللي كانوا برده بيتخانقوا مع أعمام آلاء...
فقال ياسر بنفاذ صبر:
-اسمعوا بقا اللي عندي... البيت ده باسمي والشركه كمان باسمي... عايزين تاخدوا ولادكوا تربوهم مفيش مشكله نشوف رأي القانون في الكلام ده... ودلوقتي اتفضلوا سعيكم مشكور...
-يعني ايه البيت والشركه بإسمك؟
قالها واحد من أعمام آلاء فرد ياسر وهو رافع رأسه:
-يعني اشتريتهم من آلاء...
قال الثاني بنبرة عالية:
-إنت حرامي...
قال ياسر بنفس النبرة:
-اتكلم باحترام إنت في بيتي.
قالها ياسر وهو بيضغط على كلمة بيتي فقال عم آلاء الأول:
-ماشي... بس احنا لينا فلوس عن آلاء ولازم ناخدها...
اتدخل هيثم وقال:
-٧مليون! صحيح كان ليكم فلوس وعيالكم خدوها بحيلة زباله تنم عن تربيتهم طبعًا...
-إنت بتقول ايه يا جدع إنت!
قالها واحد من أعمام آلاء، فرد هيثم:
-تقدروا تسألوا ولادكم اللي خدوا الفلوس وسافروا قصدي هربوا...
شبك ياسر إيديه وقال ببردو:
-ودلوقتي اتفضلوا سعيكم مشكور.
خرجوا من البيت ونظراتهم بتشع غضب...
قرب ياسر من هيثم وسأله:
-ايه الحكايه!! فلوس ايه اللي خدوها...
-هفهمك قصدي... ٧ مليون اللي دفعتهم آلاء كانوا لـ ولاد عمها...
وقفت أسمع الحوار بين هيثم وياسر وهمسه، قلت بنبرة متحشرجة:
-عشان كده آلاء كانت بتقولي سامحيني!
هزت همسه راسها بالإيجاب فقلت وأنا ببلع غصة حلقي:
-مسمحاها...
تخيلت صورة آلاء ونظراتها وقلقلها يوم ما شوفت ياسر بياكلها بايده، وافتكرت أخر كلامها معايا عن الصلاة...
سيبتهم يتكلموا ولفيت في بيت آلاء ودخلت أوضتها شوفت ركن الصلاة بتاعها ومصحفها، فتحته على الصفحه اللي كانت آلاء واقفه عندها وقرأت بصوت هامس:
«قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ »
ترغرغت عيني بالدموع، وكأن عقلي بدأ يستوعب اللي حصل فجأة!
انتبهت لما ياسين فتح الباب وقال:
-يلا يا سمر نروح بيتنا نريح شويه ونيجي تاني...
كان مادد إيده بصيتلها شويه ومسكت إيده وقومت معاه....
وقبل ما نخرج رن جرس الباب، ولما فتحنا ظهر شاب أنا عارفاه وشوفته قبل كده، قال بنبرة مهزوزه:
-أنا مالك.... مالك ابن عم آلاء...
(١٤)
-يلا يا سمر نروح بيتنا نريح شويه ونيجي تاني...
كان مادد إيده بصيتلها شويه ومسكت إيده وقومت معاه....
وقبل ما نخرج رن جرس الباب، ولما فتحنا ظهر شاب أنا عارفاه وشوفته قبل كده، قال بنبرة مهزوزة:
-أنا مالك.... مالك ابن عم آلاء...
🌸🌸🌸🌸
الحلقه(١٥) والأخيره
#روحي_تعاني٢
بقلم آيه شاكر
🌸🌸🌸🌸
قلت بدهشه وأنا بشاور عليه:
-إنت!! دا اللي كان مع اللي كانوا...
بصيت لياسين وكملت:
-ده أكيد واحد من اللي كانو خاطفينا...
شده ياسين من لياقة هدومه بعنـ ـف ودخله جوه الشقه، فقال مالك:
-أنا آسف والله وندمان...
ضـ ـربه ياسين في وشه، فقال مالك وهو بيلمس وشه بألم:
-والله ندمان وجاي أرجعلكوا الفلوس...
بعد ياسين عنه وهو بيقول بحدة:
-بس اللي عملتوه فينا مكنش شويه...
-والله ما عرفت اللي عملوه إلا لما شوفت الفيديوهات... وحذفتهم كلهم... والفلوس كمان في حسابي وهحولهالكوا...
كلنا كنا بنبصله في صمت وبنظرات شك فقال مالك بحزن وهو باصص للأرض:
-لما عرفت إن آلاء توفت ضميري صحي و... وقررت أصلح الغلط اللي حصل ده وأجي أطلب منكم السماح.
قال هيثم:
-اللي جاي تطلب منها السماح مبقتش موجوده... والفلوس دي فعلًا بتاعتكم وآلاء كانت مجهزاها عشان ترجعهملكوا بس انتوا استعجلتوا.... روح رجع الفلوس لأبوك وعمك...
رفع ياسر سبابته في وشه وقال بحدة:
-ونبه عليهم إن أي حد هيحاول يقرب من الولاد أنا مش هسمي عليه...
-حـ... حاضر... بس ممكن أشوف الولاد قبل ما أمشي؟
بصينا لبعض وقال ياسر:
-الولاد جوه اتفضل...
هيثم وياسر كانوا متابعين مالك ودموعه وهو بيحضن الولاد، ياسر كان شاكك إنه بيكذب أو بيمثل لهدف ما، لكن لما شاف إن الولاد بيحبوه وهو كمان باين عليه بيحب الولاد قرر يديه فرصه...
خرج مالك من البيت وقال لياسر:
-خلي بالك منهم... أنا مطمن عليهم معاك... ولو احتجت مني أي حاجه أنا موجود... أنا هحول الفلوس لحساب الشركه وحضرتك وصلهم لبابا وعمي براحتك...
مد ايده فسلم عليه ياسر وقال:
-هستناك تعدي عليا في الشركه يا مالك.
-إن شاء الله...
أعطى مالك كيسه لياسين وقال:
-دي شنطة الأنسه والموبيلات ودفتر...
فتح ياسين الكيسه وحسيت إنه عايز يقول لمالك خد الدفتر مش عايزينه...
مكنتش في المود خالص عشان أضحك ولا حتى ابتسم فتجاهلت الموضوع...
-عن إذنكم...
قالها مالك ومشي، فقال ياسين لياسر بقلق:
-إوعى تأمنله يا ياسر ممكن يكون عايزك تثق فيه وياخد كل حاجه...
-متقلقش أنا مش هثق فيه ولا في حد أصلًا! وعارف إزاي هحافظ على فلوس مروان ومصطفى لحد ما يكبروا وياخدوها...
كنت سمعاهم لكن جوايا لغبطه ودوشه وتساؤلات وصورة آلاء مش بتفارق خيالي...
وبعد فترة
دخلت الشقه قدام ياسين، مش عارفه مروحتش عند والدي ليه زي ما اتفقت معاه! يمكن لأني بحس براحه واطمئنان في شقة ياسين ويمكن لأني عايزاه جنبي...
قعدت على أقرب كرسي قابلني وأنا سرحانه، فوقت على لمسة ياسين لإيدي، قال:
-سرحانه في ايه!!
بصيت له ومردتش، كان بيتكلم معايا لكني سامعه صوت آلاء:
-صلي... صلي يا سمر...
والآيات اللي قرأتها في مصحفها مرسومه قدامي:
-قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون...
وصوت آلاء تاني:
-صلي... اخشعي...
والآية اللي سمعتها في عقلي لما كانت آلاء بتمـ ـوت اترددت:
-حتى إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون...
نزلت مني دمعه، فقال ياسين بلهفة:
-ايه يا سمر مالك؟!
مسحت دموعي بسرعه ووقفت كأني استوعبت بالكامل اللي بيحصل حوليا، آلاء ووصيتها ليا وركن الصلاة اللي كانت بتصلي فيه ومصحفها!
بصيت لعيون ياسين ونظراته المتوتره وقلت بهدوء كنت مستغربه نفسي فيه:
-هتوضى عشان أصلي...
كان متابعني وماشي ورايا بقلق لحد ما دخلت الحمام ولما أتوضيت وخرجت جرى ناحيتي بلهفة، لكني تجاوزته ودخلت الأوضه أصلي...
كنت مركزه جدًا في كل كلمه بقولها من أول تكبيرة الإحرام وبعديها دعاء الإستفتاح وبعدين البسملة لحد ما سجدت وبكيت بصوت عالي ودعيت لآلاء...
ومن شدة خشوعي في الصلاة مركزتش مع ياسين اللي قاعد ورايا إلا لما خلصت وبصيت ورايا لقيته مبتسم، قرب مني وقال بحنان:
-كنت خايف عليكِ أوي عشان معيطتيش خالص!
لما قال كده انفـ ـجرت بالعياط قرب مني عشان يهديني وهو بيقول:
-عيطي وطلعي كل اللي جواكِ... أنا معاكِ...
وبعد فتره من العياط نمت على رجله وهو بيقرأ الرقيه الشرعيه وحاطط إيده على راسي...
في الوقت ده حسيت إني أكتر بنت محظوظه في الدنيا وسألت نفسي هو أنا عملت إيه حلو في حياتي عشان ربنا يكافئني بـ ياسين!
★★★★★
وفي تركيا
-يا عم بقولك متمدش ايدك عليا!
كان صوت خناقهم عالي، وماسكين في بعض، قال التاني:
-أخوك الأهبل خد الفلوس ورجع مصر...
قال بزعيق:
-وأنا أعمل ايه ما أنا زيي زيك!
قالت واحده من البنات بقلق:
-هنعمل ايه دلوقتي!
قال أخو مالك:
-هنرجع مصر طبعًا...
رد سعيد:
-نرجع فين! أنا مش راجع أنا هشتغل هنا...
سأله أخوه:
-هتشغل ايه هنا!
رفع سعيد رأسه لفوق وقال:
-هشتغل نصاب...
ابتسمت واحده من البنات وقالت:
-وأنا معاك...
وأيد الفكره البنتين التانين وقرروا كلهم يفتحوا شغل في تركيا ويشتغلوا نصابين...
★★★★★★
«ياسين»
وبعد مرور شهرين
وقفت قدام الكليه مع سمر وقلت:
-مزاكرتك في دماغك وقلمك في إيدك عاوزين نخلص من أخر ماده دي بقا... وياريت بامتياز...
-ادعيلي إنت وسيب الباقي لله...
قالتها سمر ومشيت فبصيت حوليا ولما ملقتش حد ناديتها ولما بصتلي شبكت إيدي على هيئة قلب فقلدتني سمر وهي بتدخل من باب الكليه فدخلت في الإزاز، ضحكت وقلت:
-خلي بالك... ربنا يوفقك وترفعي راسنا...
بصيت حوليا تاني ومشيت وأنا بضحك، وبعدين ابتسمت وأنا بفتكر كل اللي مرينا بيه...
سمر دي أحلى حاجه في حياتي، الحاجه الحلوه اللي أنا عايش عشانها، فرحنا هيتعمل بعد اسبوع من النهارده...
هي دلوقتي عايشه عند والدها لحد ميعاد الفرح، علاقتها اتحسنت مع والدها ومراته إلي حد كبير...
والدها قرر يجهزها ويفرشلنا الشقه، وأنا قررت أغير ألوان الشقة وأجيب عزال جديد...
ركبت عربيتي قصدي عربية ياسر ودخلت شركه مستر هيثم أخلص ورق مهم لياسر لأني بقيت بساعد ياسر في الشركه...
ياسر بقا رجل أعمال مهم وأنا بقيت أخو رجل الأعمال المهم يعني برده مهم...
نسمه بتعامل ولاد آلاء زي أولادها بالظبط مع أنها لازالت مش قادره تسامح ياسر لكن المركب لازم تمشي عشان الأولاد وهي عاقله وطيبه...
دخلت الشركه فقابلني بسام اللي كان متقدم لسمر ابتسمتله ابتسامة صفرا وقلت وأنا بضغط على أسناني بحب كبير:
-ازيك يا أستاذ بسام...
ابتسملي ورد بحب كبير برده! واضح إن القلوب عند بعضها...
بص بسام ورايا لما شاورتله سوسن اللي قربت مننا بابتسامه قالت بدلع:
-كويس إني شوفتك يا أستاذ ياسين عشان أعزمك على خطوبتنا...
قلت بدهشة:
-خطوبتكوا!
هز بسام راسه بالإيجاب وهو مبتسم، فقلت:
-ألف مبروك ربنا يسعدكم يارب...
-إن شاء الله تجيب سمر وتيجي بقا...
قالتها سوسن وأكد عليها بسام، فوافقت ومشيت وأنا مبتسم....
صحيح سوسن طريقة لبسها اتغيرت وكلامها لكن لسه زي ما هي شخصية لا تُطاق، كفايه الصدمة النفسيه اللي عملتها ليا زمان... واللي سمر هتعالجها ان شاء الله...
بصيت ورايا عليها هي وبسام وأنا بتسائل هل ده حب؟! ولا جواز صالونات! صدق اللي قال الطيور على أشكالها تقع، أهو كل حله بتدور على غطاها على رأي ستي الله يرحمها.
خلصت شغلي في شركة هيثم ودخلت شركة ياسر فشوفت مالك طالع من مكتبه وفي أيده ورق، مكنتش بطيق الشخص ده كفايه إنه رجع لسمر الدفتر اللي كنت فرحان إنه اتسرق، لكن خليني أعترف والحق يُقال إنه شخص محترم، ابتسملي مالك وألقى السلام ومشي...
بصيت في ساعتي ودخلت بسرعه لياسر وبعدين طلعت عشان ألحق سمر، اللي كانت واقفه قدام الكليه مستنياني...
ولما قربت شفت كريم واقف معاها وهي باصه في الأرض، بيعحبني فيها حيائها واحترامها هي دي البنت اللي لو حطيتها وسط مليون راجل مش هخاف عليها، أنا اخترت صح...
ألقيت السلام وسلمت على كريم وبعدين سألته:
-أومال كنت بتعمل إيه هنا؟!
-كنت بخلص ورق كده من كليتي وشوفت سمر واقفه فقلت أسلم عليها وأوصلها...
-صحيح هو إنت معاك كلية إيه!!
قال بابتسامة:
-معايا كلية تمريض...
قلت:
-ما شاء الله...
قال كريم:
-طيب يلا أوصلكوا في طريقي...
-لأ يا غالي تسلم... أنا معايا عربيتي...
استأذن كريم ومشي فبصبت لسمر وسألت:
-عملتِ ايه في الامتحان؟!
قالت بزعل:
-كان صعب بس كتبت كل حاجه مسبتش ولا سؤال فاضي...
قرأت ورقة الأسئلة وشاورت على سؤال وقلت:
-كتبتِ إيه في ده؟
بصت سمر للسؤال وقالت بفخر:
-كتبت كتير اوي اوي بس اللي فاكراه إن أخر جمله كتبتها كانت هذه هي الطريقه اللولبية لتحضير الملوخيه...
قالتها سمر وهي بتضحك فضحكت ورميت الورقه وأنا بقول:
-يبقا امتياز ان شاء الله...
صلوا على خير الأنام ♥️
بقلم آيه شاكر
★★★★★
«سمر»
وبعد اسبوع جه اليوم اللي مستنيه ياسين من زمان، واللي أنا قلقانه منه ومن المسؤليه اللي هتكون بعده...
لبست فستان زفافي الأبيض الواسع وحجابي ومحطتش أي مكياج على بشرتي، بما إن بشرتي بيضاء فمش محتاجه الحاجات اللي بيحطوها دي! أنا أصلًا جمالي طاغي...
الحفلة كانت في ڤيلا ياسر واللي كتبتها آلاء ليه كـ هبه قبل ما تمـ ـوت...
كنت قاعده في أوضتي بقرأ سورة البقرة وبمجرد ما خلصتها العشاء أذنت ولما بصيت من البلكونه لقيت الرجاله بتصطف قدام والستات ورا عشان يصلوا والإمام ياسين، ابتسمت وجريت بسرعه نزلت عشان أصلي وقفت جنب الستات في هدوء، وأنا بسمع صوت ياسين الخاشع:
-قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون...
صليت بخشوع، كنت مجرد ما بدخل الصلاة بنسى الدنيا واركز في كل كلمة بخاطب بيها ربنا، وفي كل صلاة كنت بتذكر حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى في الحديث القدسي:
«قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين ، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل»
وفي سجودي دعيت ربنا يعينني على اللي جاي ودعيت لآلاء اللي مكنتش بنساها في أي صلاة...
ولما خلصنا صلاة، الستات بصولي وزغردو فوقفت وابتسمت، وبدأ الناس يوسعوا لياسين عشان يشوفني، وكأن الضوء اتسلط علينا احنا الاتنين، وقف ياسين قصادي وقال بتوتر:
-أنا كنت محضر كلام كتير عشان اللحظه دي بس بقول نأجله...
قرب مني وباس راسي، وانتبهنا لهيثم اللي بينشد بصوت عذب:
-الله المولى حارسهم... الله يبارك فرحتهم... والله دا الفرح الليله جمع على الحب أحبابهم...
كنت حاسه بسعاده كبيره واتمنيت أمي تكون هنا! والدي قرب مني وحضني فنزلت مني دمعه، حضنتني مرات والدي اللي فعلًا ست طيبه جدًا...
لما عشت معاها في البيت واتكلمت معاها قالتلي إن لولا ظروفها وإن والدتي بنفسها بلغتها إنها موافقه على جوازها من والدي مكنتش هتقبل... قالتلي إن البنت محتاجه راجل يسندها ويقف في ظهرها ويحل معاها امتحانات الحياة الصعبه اللي بتواجهها! وإن نظرة المجتمع للبيت اللي من غير راجل غريبه، وكله رزق من ربنا واللي ربنا كاتبله رزق في حاجه هيدوقها...
وقفت أبص على نسمه اللي واقفه جنب ياسر وأولاد آلاء واقفين جنبها وبنتها ماسكه ايد ابن آلاء الكبير اللي أكبر منها بسنه وابتسمت...
وابن ألاء الصغير بيلعب مع ابنهم الصغير...
زوجة والدي كانت بتعدلي الفستان والطرحه كل شويه وباين في عينيها الفرحه...
تسائلت ليه كنت بعاقب نفسي طول السنين دي، ببعدي عن اللي بيحبوني...
افتكرت حاجه مهمه فميلت على ياسين وقلت:
-ياسين... إنت لسه مكتبتش التعهد بإنك مش هتتجوز عليا!
حمحم وقال بهمس:
-في الصباحيه... في الصباحيه يا حبيبتي هبقى أكتبهولك...
ضحكنا، وانتبهنا لهيثم اللي بدأ ينشد الأنشوده اللي همسه طلبتها منه وأكتر جزء عجبني فيها لما قال:
-أنا آسف أنا غلطان أنا اللي في بُعدي عنك #روحي_بتعاني... أكيد ندمان أكيد خسران ساعدني لأني من غيرك هضيع تاني...
مش هقول النهايه عشان المشهد ده هكمل بيه اسكريبت تاني بنفس العنوان: #روحي_تعاني٣
تكملة الرواية الجزء الثالث من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا