رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه السابعة والاربعون والثامنة والتاسعة والأربعون 47-48-49بقلم رحاب ابراهيم (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
رواية ليالي (الوجه الآخر للعاشق) الحلقه السابعة والاربعون والثامنة والتاسعة والأربعون 47-48-49بقلم رحاب ابراهيم (حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات)
الحلقة ٤٧.... ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
رأت نور سيارة يأتي وترجل منها شبح أسود وسط الظلام ، دق قلبها بعنف وخوف من أن يكون هو ......
خياله يقترب قبله ولكن ضي القمر اوضح وجه غريب لشخص لم تراه من قبل ...قال باسم ببطء وهو يراقب صراخ الصغير بين يديها :-
_ انتي بتجري كدا ليه ؟
تنفست الصعداء ثم قالت بحدة :-
_ وانت مالك هو انت تعرفني ؟
نظر باسم للقصر القريب وللصغير وربط الاحداث ببعضها بعد أن أخبرته ريهام بما فعل عمر ...اجاب باسم بهدوء :-
_ انتي ليالي ..صح ؟
بلعت ريقها الجاف وهمت بالذهاب ولكن باغتها باسم بالقول :-
_ عمر جاي في الطريق ، بس هو بعتني لهنا عشان اشوف ادم على ما يوصل ...
قالت وقد اندهشت من الآمر ثم قالت :-
_ ابني تعبان ومش لاقي حد يجيبله حتى دكتور ، كنت هسيبه أزاي ؟!
تنهد باسم بشفقة وقال :-
_ طب اتفضلي معايا هنروح لدكتور أطفال دلوقتي ولا تحبي تخليكي أنتي هنا واروح انا ؟
اومئت بالنفي واجابت :-
_ لا هروح طبعا ، مش هرتاح غير لما اطمن عليه
اشار باسم للسيارة الذي عبارة عن سيارة اجرة ولكن من الظلام حولها لم تتعرف ماهية السيارة التي أمامها ....
****************************
بعد أن اختار البعد لعدة أيام متظاهراً بضرورة السفر لاجتماع هام يخص العمل ، ولكن في حقيقة الآمر أنه ابتعد لأنه لا يستطيع أن يراها هكذا وهي تتألم بهذا الشكل ويكابر أن يرق وكل شيء لا يقول غير أنها كاذبة .....وبمجرد أن علم بمرض الصغير اتصل بصديقه باسم على الفور حتى يسرع قبله الى القصر ولم يأمن لشخص آخر أن يذهب لقصره في هذا الوقت غير صديق عمره ......
قاد سيارته بسرعة عالية متوجها إلى القصر ولحسن ألحظ أن سفر كان بداخل البلاد ولم يكن خارجياً ......
*****************************
في احد عيادات أطباء الأطفال ....
بعد أن فحص الطبيب الطفل وأعطى له بعض الأدوية اللازمة ،طمئن ليالي عليه وأن هذه مجرد موجة منتشرة بين اكفال حديثي الولادة ولا يوجد داعي لكل هذا القلق الذي يصارع ملامحها ورجفتها المذعورة ...
أخذت ليالي "الروشته" من الطبيب وكادت أن تخرج من العيادة ومعها باسم حتى توقفت وقالت :-
_ انت قولتلي واحنا جايين على هنا انك صديق عمر من سنين
اجاب باسم بتعجب وتوجس :-
_ ايوة
تابعت حديثها بنبرة قوية بدأت في سيل التمرد :-
_ هطلب منك طلب ، واعتبرني اختك ،انا ماليش حد ، بس الطلب ده فيه كل الحقيقة
نظر باسم بقلق واجاب :-
_ لو اقدر اساعدك مش هتردد لحظة
قالت بايضاح :-
_ الوقت مش متأخر أوي ، لسه الساعة ٩ ، اقدر ادور على مركز اشعة واعمل الاشعة بتاعتي ، وهستنى النتيجة ،ارجوك ما تقولش لأ
فكر باسم قليلا ولم يجيب حتى توسلت نبرة صوتها وهي تهدد بالبكاء :-
_ قسما بالله انا مظلومة ، انا تعبانة بجد وعندي مرض خطير ، انا هعمل اشعة قدامك وانت هتبقى الشاهد عليا بعد ربنا ، يمكن ربنا بعتك ليا عشان الحقيقة تظهر
رد باسم بهدوء وقد اقتنع بحديثها :-
_ خلاص موافق ، وهقف جانبك بما يرضي الله يمكن تطلعي فعلا مظلومة واكون السبب في برائتك
قالت بأحراج :-
_ بس انا بصراحة مش معايا فلوس للاشعة وو
قاطعها بضيق :-
_ عيب ، انتي لسه قايلة اعتبرني زي اختك ، وما تقلقيش انا جاي وعامل حسابي
تنهدت براحة وقالت بامتنان :-
_ عمري ما هنسى وقفتك معايا ولا مساعدتك دي
اجابها بتاكيد :-
_ من كلامك حاسس انك مظلومة ولو الاشعة ثبتت كدا هقف معاكي بكل قوتي ، انا عارف مركز اشعة قريب من هنا ، يلا عشان نروحه
*****************************
قهقه حسين وهو يجلس مع والده وقال :-
_ صابر بقى بيهرب مني يا حج محمود ، لو شافني في طريق يمشي من التاني
اجاب محمود بتفكير :-
_ الحمد لله الشر بعد عننا بس يابني صابر مش هيسيب عمر ده كدا من غير ما يأذيه
قال حسين بقوة :-
_ هو صابر ده يقدر بس يبصله يا حج ، انا كلمت خالي محمد وطمني ، انت عارف يا حج الحرس بتوعه شكلهم ايه !! ، ده لو واحد فيهم كح في وش صابر هيقع من طوله ، هو بس عامل كبير على الغلابة اللي هنا لكن برا بيبقى شبه الكتكوت
قال الحج محمود بقلق :-
_ ربنا يسترها يابني ، انا قلقان خصوصا اني ماشوفتهوش النهاردة خالص في البلد
قهقه حسين مرة أخرى وقال :-
_ منا قولتلك مالوش عين من ساعة اللي حصل
********************************
راقب باسم ساعة الحائط ومرور الوقت بشكل كبير حتى خرجت ليالي من الفحص بعد مدة تعدت الساعة وحمل الصغير حتى تخرج هي ...
خرجت ليالي شاكرة وقالت :-
_ معلش هنصبر شوية كمان على ما الاشعة تطلع ، انا مش همشي من هنا غير لما استلمها
قال باسم بقلق :-
_ عمر زمانه في الطريق ، بس أن شاء الله نخلص قبل ما يرجع
اجابت ليالي ولم يشغل فكرها شيء غير ما نوت عليه ....
مضى بعض الوقت حتى خرجت الممرضة بملف الاشعة واشارت لليالي وقالت :-
_ دكتور علي موجود في عيادته في الدور اللي تحت على طول لو عايزة تطمني
شعرت ليالي بالراحة وقالت وهي تركض :-
_ طب كويس مش هضطر اروح لدكتور برا تاني
أخذت الصغير من باسم وهي تتحرك بسرعة حتى وصلت لعيادة الطبيب الذي كان آخر مرضاه دلف للفحص منذ دقائق ....
جلست ليالي تنتظر خروج المريض بلهفة حتى خرج المريض بعد فترة ودلف هي ومعها باسم ....
فحص الطبيب الاشعة بوجه مقتضب وقال بغضب :-
_ وساكته ده كله ليه ، الاشعة باين ان المرض بدأ يتوغل فعلا بشكل خطير ، انتي لازم تعملي عملية في خلال ايام ماينفعش السكات لو حتى شهر كمان ....
انهمرت دموع عينيها واعتقد الطبيب أنه من الحزن ولكن لكشف برائتها أمام باسم الذي سيكون الدليل الوحيد معها ......
صدم باسم مما سمعه وقال :-
_ طب في أمل يا دكتور ، يعني بعد العملية
اجاب الطبيب :-
_ خلي املك في ربنا كبير ، بتبقى حالات اخطر من كدا وربنا بينجيها ، بس ده مش مبرر للاهمال لأنه بيزيد نسبة الخطورة أثناء العملية وبيقلل نسب النجاح ..
نهضت ليالي وخرجت من الغرفة باكية وهي تضم آدم بقوة حتى اسرع باسم خلفها بعد ان شكر الطبيب ثم ذهب ...
خرجت من العيادة ووقفت أمام المصعد واجهشت في البكاء بقوة حتى قال باسم بشفقة وضيق :-
_ ما تخافيش ، انا هروح لعمر واقوله على الحقيقة وهوريه الاشعة واثبتله أنه اتعمل عليه لعبة حقيرة...
هتفت بقوة وقالت :-
_ لأ ، انا مش عايزاه يعرف حاجة دلوقتي ، بس بما أنك عرفتالحقيقة ووعدتني أنك تساعدني لو طلعت مظلومة فانا بطالبك بوعدك ده دلوقتي ...
رد باسم بقوة :-
_ اللي هتقوليلي عليه هعمله ، بس عمر لازم يعرف ،عشان ترحمي نفسك وترحميه هو بردو مظلوم ومعذور ، ماكنش في حاجة واحدة تقول أنك بريئة ..
اعترضت وهي تمسح دموعها الذي تأبى ان تتوقف :-
_ هيعرف بس مش دلوقتي ، اللي عايزاه منك ، اني هديك عنوان لواحدة اسمها جميلة محمود وقولها اللي حصل ، انا عايزة باسبور في اسرع وقت ويمكن الاشعة اللي معاك دي تغني عن وجودي
انا هسافر الايام اللي جاية من غير محد يعرف ...
قطب باسم حاجبيه وقال :-
_ انا عارف انك مجروحة منه ، بس انتي فكرتي في ابعاد قرارك الاول ، افرضي سافرتي ولقدر الله ....
امتلا وجهها بالغضب والتمرد وقالت :-
_ لو مش هتساعدني يبقى اللي بطلبه منك ماتقولش لحد ، انا مابقاش في قلبي اي حاجة ممكن تغفرله ،ولا هقدر اسامحه ولا عايزاه في حياتي ...
*********************************
وقفت سيارة أجرى عن بوابة القصر وترجل منها باسم وليالي التي تحضن الصغير بيدها ثم ودعته شاكرة واستاذن هو بالانصراف ..
دخلت من بوابة القصر الأمامية بثقة ولم تأبه لما سيحدث من صدمة للحرس بوجودها في الخارج حتى التقت بعينيه التي كانت تحمل من الشرر والعنف ما يدميها حتى اقترب منها بعد أن توقف بتعنيف أحد الحرس عندما اكتشف عدم وجودها هي والصغير ......
أسرع اليها بعنف وقال بغضب :-
_ خرجتي ازاي من القصر ، انا مش نبهتك ؟!
لم يطرف لها رمش وهي أمامه وتنظر له بنظرة غريبة وقوية جعلته يتعجب ...قالت بهدوء غريب :-
_ كنت بكشف على ادم عند الدكتور ولو مش مصدقني تقدر تسأل باسم صاحبك ،ورجعتلك يا عمر هنا ماهربتش ، مش وقت الهروب
كريمة الخادمة من بعيد ترتجف من الخوف حتى صرخ بها عمر وقال :-
_ خدي ادم يا كريمة وخليكي جانبه
اتت كريمة. برعب واخذت الصغير من يد ليالي واعطتها ليالي الادوية التي اشتراها باسم له ثم وقفت ليالي تنظر له بنظرة قوية مرة أخرى حتى زم شفتيه بشراسة من هدوئها الذي استفزه وهتف :-
_ لو طلعتي من القصر تاني ها.....
قاطعته بغموض :-
_ لو طلعت من القصر تاني مش هرجع لا وانا عايشة ولا حتى ميتة
غضب من اجابتها واقترب منها حتى يجذبها بداخل الغرفة الصغيرة ولكن خرجت من جمودها واشتعل الرعب بداخلها عندما رأت ظل يصوب مسدس خلف عمر واتسعت عينيها برعب عندما لمحت صابر وقد سقط الشال الاسود الذي لثم به صرخت بذعر وهي تبعد عمر ..
_ اوعي يا عمرررر
دفعته بقوة لم تعتقد أن تمتلكها وملثما حدث قبل ذلك وهي قريبة من المسبح حدث ذلك مرة اخرى ووقع في المسبح مرة أخرى نظرا لقرب المسبح من موضع وقوفه .......
صوت الطلقة كان مدوياً في سكون الظلام
************************************************
من قوة دفعها سقطت هي على الارض واغشى عليها وذلك انقذها من الرصاصة الغادرة التي كانت متجهة بنفس الاتجاه ...
خرج عمر من المياه بقوة وامر حراسه أن يسرعوا وراء هذا القاتل ، ونظر لها بذعر يتفحصها معتقداً أن الرصاصة اصابتها ولكن لا يوجد بها شيء غير أنها تتمتمت ببعض الحروف المتقطعة .....
حملها بخوف وادخلها بداخل الغرفة الصغيرة ولكن تفاجئ بصياح فريدة من الأعلى بشكل مذعور وتهتف بأسمه دون ان تدرك أنها تكشف كذبها وخداعها ......
نظر لفريدة بقوة وبدأ الشك يجتاح قلبه ولكن هذه المرة من جهة والدته التي لم تكذب عليه قط .....
مرر يده على وجه ليالي بعد أن وضعها على الاريكة الصغيرة بالغرفة وقال بخوف :-
_ ليالي ،ردي عليا حبيبتي
كانت تتنفس بحدة وبدأ حديثها يتضح وهي تنطق اسمه بخوف حتى فتحت عينيها برعب وصرخت بأسمه وعندما رأته ارتمت بين ذراعيه وهي تبكي .....
بلع ريقه بصدمة من فعلتها ثم شدد قبضته عليها بقوة حتى يروي حنينه وعشقه لها حتى ابتعد وقد ادركت ما تفعله وتبدلت نظرتها للغضب ثم اشاحت نظرتها لجهة أخرى وهي تلعن نفسها من هذا الضعف الذي لحقها من رؤيته في خطر ........
ادار وجهها اليه ولكن امتنعت وهي تبكي حتى حملها بين ذراعيه مرة أخرى وخرج من القصر ورغم اعتراضها لكن لم يتراجع ....
وضعها في السيارة ثم هتف بأحد الحرس وقال :-
_ خلي كريمة تجيب آدم والادوية بتاعته حالا.......
اتت كريمة بعد دقائق وبيدها الصغير والأدوية الخاصة به وأخذه عمر منها ووضعه على قدم ليالي ودخل سيارته وذهب بها ...
قالت وهي تشعر بدوار شديد :-
_ رايح فين ، نزلني ،مش عايزة اروح معاك في اي مكان
كان يتردد صدى صوت والدته فريدة وعشرات الاسئلة تعصف ذهنه وانتبه لهتافها ولم يعرف بماذا يجيب فألتزم الصمت رغم صراخها مرارا وتكرارا .......
****************************
انا هتضامن مع فريدة ✋😈😭
هيتصالحوا 😨 لأاااااااااعاااااااااااااا😦😭😭😭😭😭😭😭
لازم يا فريدة تتصرفي والنبي 😭💔
الفصل ٤٨......ليالي (الوجه الآخر للعاشق ) كامل
لم يأبه لصراخها وهو يقود السيارة ، لفح رطب الهواء جسده وملابسه المبتله الذي لم ينتظر حتى ليبدلها بأخرى جافة وكل ما طرق رأسه وقلبه معاً أن يبتعد عن هذا القصر بأسرع ما يمكن ....
رن هاتفه بشكل اخرجه من فكره الشارد ، اجاب بحنق :-
_الو ؟
سمع صوت رئيس حرس القصر "جابر " استطرد قائلا برسمية :-
_ هرب مننا يا عمر بيه ، انا اسف بس هو هرب على ما دخلنا القصر
أجاب عمر بهدوء :-
_ مش مهم ، في كاميرات في الجنينة وهعرف اجيبه واسجنه ، مايشغلنيش هروبه
اغلق الخط وقد بدأ جسده يشعر ببرودة الهواء وسرى رعشة خفيفة تنذر بنزلة برد شديدة .....
اغلقت ستائر النافذة الزجاجية وقالت وهي تجلس بالمقعد الخلفي للسيارة وعينيها على ملابسه التي تلتمع بها بعض قطرات المياه في ضوء السيارة ...قالت بضيق :-
_ كنت غير هدومك الاول قبل ما تسوق ، كدا هتبرد
نظر من خلال المرآة العلوية للسيارة لها ولمحته هي عيناه التي يطل منها الدفء ما جعل وجهها يتورد من الخجل وغضبت من نفسها لضعفها الدائم الذي يظهر عندما الخطر يقترب له ........
قال بنبرة عميقة دافئة :-
_ خايفة عليا ؟
نظرت للصغير الذي استجاب للفحات الهواء الناعسة وتاه في ثباتٍ عميق ولم تجيبه مما جعل طيف ابتسامة مُحبة ترفرف على وجهه ...
***************************************
تجولت فريدة بغرفتها ذهاباً واياباً وهي تزفر بضيق وتلفظ نفسها من الغضب بالشتائم ، ثم قالت بعصبية :-
_ اكيد شك فيا لما لقاني بصرخ بأسمه للحرس ، ماكنتش عارفة اعمل اي حاجة تانية غير كدا ، غبية
جلست على فراشها وجزت على اسنانها بغضب وغيظ ثم تابعت حديثها لنفسها :-
_ ياترى خدها لفين ؟، انا مش مطمنة وممكن تعرف تقنعه أنها بريئة ، انا لازم اعمل حاجة .....
*************************************
اغلق تامر الخط وهو يزفر بغضب حتى قال :-
_ غبي يا صابر ، يعني خليت حد من رجالتي يعرفك مكان عمر وانت بمنتهى الغباء رايح تقتله في القصر فاكره دار العمدة ياغبي ، اهو دلوقتي مش محتاج يمسكك وهيجيبك من قلب بيتكوا بالفيديوهات اللي سجلتها الكاميرات اللي في الجنينة ،
زفر بحنق ثم قال :-
_ كويس ان ماكشفتش نفسي ليك وكنت عامل حسابي ، شيل بقى الليلة لوحدك
***********************************
في الصباح الباكر لليوم التالي .....
وقف عمر بالسيارة أمام أحد الشاليهات في محافظة الاسكندرية مع تغرد الطيور على الشاطئ بصوت عذب هز الجفون الناعسة للذي تلقي رأسها على نافذة السيارة في غفوة طويلة وكأنها تعوض الأيام الفائتة ....
سعل بشدة وقد بدأت درجة حرارة جسده تعلو بقوة واحمرت عيناه من المرض وسهر القيادة .........
ترجل من السيارة وفتح باب الشاليه الذي تركه منذ ساعات ثم عاد للسيارة وحاول أن يوقظها ولكن أخذ الصغير أولا .....
انتفضت عندما شعرت بالفراغ بين يديها ولم ترى الصغير قالت بهتاف :-
_ آدم
خرج مرة أخرى بعد أن وضع الصغير على أحد الآسرة ، اقترب منها وقال بلطف :-
_ ماتقلقيش ، انا دخلته جوا
خرجت من السيارة وشعرت بالدوار بمجرد وقوفها على الأرض وماهي الا ثواني وكان يحملها مرة أخرى ودلف إلى الداخل ......
دقات قلبه بجانب اذنها بشكل جعل قلبها يدق بالمثل ، كان يبتلع ريقه وكأنه يقاوم شيء بقوة ....، وضعها بداخل غرفة الصغير ثم قال :-
_ انا هخرج اجيبلكم هدوم عشان مافيش هنا
بعصبية :-
_ لو هتخرج غير انت هدومك الأول ولا هتطلع كدا بردو
ابتسم لها ابتسامة خفيفة ثم صعد للطابق الثاني من هذا المكان الصغير ولكن يلتف حوله دفء غريب وكأنه يضم زائريه .....
كان يحتوي الدور الثاني غرفة واحدة فقط وليست كبيرة الحجم ، فتح خزانة الملابس الخاصة به الذي تحتوي على عدة قمصان رجالية وملابس أخرى تخصه وتخص شقيقه الراحل "هشام "
ابدل ملابسه ببنطال رياضي اسود وقميص بلون البحر ولم يكد يكمل اغلاق ازارا قميصة للنهاية حتى زادت درجة حرارته بشكل جعل اسنانه تصطك بعض الشيء ....وبدأ جبينه يلتمع بحبيبات العرق ..
بلع ريقه وهو يقاوم هذا بشراسة ولكن لم يتيح المرض المفاجئ له أي فرصة للمقاومة ، سقط على الفراش وهو لا يشعر بجسده .....
تمتم ببعض الكلمات وهو يتنفس بصعوبة من الحمى وجفنيه مغلقين وينزلق عليهم حبات العرق الذي ينزفها جبينه بقوة ....
******************************
نظرت حولها وهي تتعجب وبداخلها سؤال تريد اجابته بشدة قالت وكأنها تحدث الصغير الذي بدأ يتذمر من تأخير وجبة طعامه :-
_ هو جابني هنا ليه ؟!! ، ده حتى ما استناش يغير هدومه وجه هنا على طول !! ، عموما انا مش عايزة اقعد معاه هنا
شعرت بداخلها أن وجودها هنا يشكل خطرا على دفاعتها أمامه ، يشكل خطرا على مقاومتها والطريق الذي رسمته لنفسها وترى فيه انتقام عادل ....
قالت للصغيرة متابعة حديثها :-
_ لما يجي هقوله يجبلك لبن يا ادم ،ماتزعلش وماتعيطش عشان خاطري 😢
وكأن الصغير استجاب لتوسلها حتى توقف ثم ابتسم وهو يبكي مما جعلها تبتسم ابتسامة واسعة وقالت :-
_ زي ما يكون بتفهمني يا حبيبي 😍 انت اللي مصبرني على اللي انا فيه والله
مر فترة اقتربت للساعة ولم يظهر حتى قلقت ...رددت بتوتر :-
_ هو طلع ما نزلش ليه ؟!!
بلعت ريقها بخوف ثم قالت :-
_ انا هطلع اشوفه اتأخر كدا ليه !!
صعدت درجات السلم الخشبي الضيق الذي يقترب من الغرفة المتواجد بها الصغير ثم نظرت حولها ولم ترى الا غرفة واحدة ، دقت على باب الغرفة ولم يجيب احد مما جعلها تضطرب أكثر وسرى الخوف بداخلها حتى انتشر بكامل جسده وارجفه ......
قالت :-
_ عمر ، انت جوا؟
دقت كثيراً ولم يجيب احد حتى حركت مقبض الباب لتفتحه واتسعت عينيها بذهول مما رأته ....
مظهره وهو ممدد على الفراش كان يعلن أن هناك شيء غير طبيعي بالآمر ، ركضت اليه وهتفت بأسمه مرارا وهي تحسس على جبينه لتشهق من الخوف :-
_ حرارتك عالية أوووي
لمعت بعينيها دموع ولم تدري ماذا تفعل فلا يوجد أحد هنا ولا تعرف أي طبيب في هذا المكان الذي لأول مرة تراه ، وضعت اناملها على وجهه بمحاولة افاقته وقالت برعب :-
_ مالك يا عمر ،عشان خاطري فوووق ، عمررر
صوتها يسمعه من بعيد ويريد أن يجيبها ولكن شيء جعله مقيد ، تمتم ببعض الكلمات :-
_ ل..ليالي ، خليكي ..معايا
اجابته بسيل جارف من العشق الذي خبأته كثيرا وهتفت وهي تبكي :-
_ انا جانبك ، بس فوق انت الأول ، مش عايزة أشوفك كدا
ووضعت رأسها على صدره تبكي ثم نهضت وهي تنتفض من الخوف عندما صمت عن الحديث
نظرت له بذعر وركضت الى الاسفل ، كادت ان تخرج حتى ذكرها صراخ الصغير ....،دلفت الى غرفته وحملته ثم صعدت به لغرفة عمر ووضعته بجانبه وحاولت بصعوبة أن تعدل موضع جسد عمر حتى يستقيم جسده على الفراش ثم وضعت عليه بعض الاغطية الموجودة على طرف الفراش وقالت :-
_ خليكوا مع بعض لحد ما اشوف أي دكتور هنا
وركضت للخارج وهي تبكي من الخوف والقلق لأجله......
كانت تنظر حولها ولغيامات الصباح الشتائي وهي ترتجف من الخوف ومن برودة الهواء ، كل ما تعرفه الآن ،كل ما تشعر به .....هو
يسوقها ضعفها وعشقها لزوجها إلى انقاذه من جديد رغم ظلمه الحائر لها ....
**********************************
صراخ الصغير كأن كالوخز بداخل عقله الغائب عن الوعي ، حرك جفونه قليلا بضيق وصدره يعلو ويهبط بشكل سريع من المرض ....
يقاوم بقوة ولكن الحمى قد تملكت منه أثناء ساعات القيادة الليلية حتى هاجمته الآن بعنف واوقعته في بقاعها ....
فُتح باب الشالية بعد مرور فترة كبيرة تعدت الساعة والنصف ودلفت ليالي للداخل ومعها طبيبة قد وجدتها بصعوبة وبعد فترة بحث طويلة ويأس وجدتها بأحد المستشفيات القريبة من هنا ، ولحسن حظها أن مكان الشالية مميز وبعيد عن مواقع الشاليهات الأخرى بفخامة ....
اشارت ليالي إلى الطبيبة وقالت :-
_ هو فوق وتعبان أوووي
طمئنتها الطبيبة وقالت :-
_ ماتقلقيش خير أن شاء الله
***********************************
وصل باسم إلى مقر الشركة صباحا حتى صادف ريهام بداخل المصعد ونظرت له ريهام بدهشة وقالت :-
_ صباح الخير
اجاب عليها باسم وهو ينظر لجهة أخرى حتى لا ترى الحب بعينيه وقال :-
_ صباح النور ، اكيد مستغربة انا هنا ليه
قطبت ريهام حاجبيها وقالت :-
_ ليه !
رد باسم وهو يضم ساعديه أمام صدره وقال :-
_ انا هشتغل هنا لحد ما عمر يرجع من السفر ، هو كلمني امبارح وقالي كدا
تفهمت ريهام الامر وقالت بدون أكتراث لأمر باسم :-
_ اه فهمت ، مع اني مش عارفة هو سافر ليه اصلا ! ، ماكنش في داعي يروح لعميل عندنا بنفسه لحد اسكندرية ، مندوب الشركة كان هيقوم بالواجب !!
رد باسم بحنق واجابها وقد نظر لجهة اخرى :-
_ هو شغله وحر فيه ، وكمان انا ممكن اغيب ليومين جايين كدا في حاجة ضروري وهرجع تاني على طول
هزت ريهام رأسها ولم تعي للأمر أهمية وقالت :-
_ براحتك
زفر باسم بضيق من تجاهلها ولكن لابد أن ينفذ هذه المهمة ويذهب من هنا ...
*********************************
وضعت ليالي الصغير الذي غفى من كثرة البكاء على أحد المقاعد الوثيرة حتى تنهي الطبيبة عملها .....
بعد دقائق مرة عليها وكأنها ايام انهت الطبيبة فحصها واعطته بعض الأدوية الخافضة للحرارة وقالت :-
_ درجة حرارته مرتفعة جدا ووصلت للحمى بس ماتقلقيش اديتله ادوية هتنزل الحرارة دي وكتبتلك علاج هيمشي عليه اسبوع ويجيلي بعدها تاني ، في المستشفي اللي جيتيلي فيها ..
وافقت ليالي وأخذت منها الروشته ولمحت محفظة نقوده بجانب الفراش على كمود بجانب السرير ، فتحتها مجبرة وأخذت منها ثمن الكشف وصدمت عندما رأت صورتها بمحفظته ...
دق قلبها ونظرت له بعمق ثم فاقت من شرودها واعطت الطبيبة ثمن الكشف الطبي وذهبت الطبيبة وهي تلقي بعض النصائح الطبية لليالي وبعدها خرجت من الشالية متوجهة لسيارتها بالقرب ....
استجمعت ليالي قوتها وصعدت الدرج الخشبي متوجهة لغرفته
دلفت إلى الغرفة وبلعت غصة بحلقها يصعب بلعها وهي تراه بهذا الشكل ، اقتربت منه لكي تطمئن ووضعت يدها على جبينه لترى أن مفعول الدواء بدأ يُشهد قوته في الشفاء حيث أن الحرارة انخفضت بعض الشيء ....
مررت يدها على شعره وهي تتفحص وجهه بدقة قلب جعلتها تقترب وتدنو منه قبلت رأسه بعشق وهمست بدعوة بصوتها الخفيض إلى ربها كي يشفيه رغم عتاب منطق الغقل لما تفعله ولكن القلب هنا كان المتحدث الوحيد والحاكم والمتهم أيضاً ....
ابتعدت قليلا حتى تذهب لتتبضع بعض الاشياء ولكن تفاجئت بعينيه الذي تنظر لها بحنو وعشق جعلها ترتجف وتبتعد حتى اقتربت مرة أخرى بفعل يداه القابضة على معصمها بقوة ......
ارتعشت نبرة صوتها وهي تقول :-
_ كنت بشوف حرارتك نزلت ولا لأ
نظر لها بعينيه الحمراء من المرض وابتسم ابتسامة حنونة وقال بلطف :-
_ ماتخافيش انا كويس ، وبعدين انتي مكسوفة كدا ليه انتي مراتي !
ابتعدت عنه والخجل يسيطر على وجهها وتسارعت انفاسها من الحياء ثم نظرت لمحفظة النقود وتظاهرت بالثبات وهي تقول :-
_ انا هاخد فلوس من محفظتك وهروح اجيب الدوا ولبن لأدم ، هو في اكل هنا ولا اجيب معايا ؟
استمر ينظر لها لفترة طويلة قبل أن يجيب :-
_ ماتتعبيش نفسك ، اديني نص ساعة وهروح اجيب اللي انتي عايزاه ، الدوا اللي الدكتورة اديتهولي فوقني
اضربت نظرتها وشكت في شيء حتى فهم توترها وقال بمكر :-
_ انا كنت حاسس بكل حاجة
هربت بعينيه حتى لا يكتشف مدى ذعرها وخوفها عليه ثم أخذت النقود وذهبت وهي تقول مسرعة للخارج :-
_ خليك انت ، هروح وأرجع بسرعة
حاول ان يوقفها ولكن بمرد الاعتدال قليلا شعر بثقل جسده ورجع ممددا مرة أخرى ونظر لأدم بابتسامة حنونة ودافئة وشعر أنه يريد
ضمه بقوة ....
******************************
بمجرد أن خرجت من المنزل تلألأت عينيها بدموع الضعف في حبه وقالت بتيهة :-
_ لأ ، مش هسامحك ، مش بعد كل اللي عملته فيا اسامحك بالسهولة دي ، انا اتعذبت كتير أوووي واتظلمت اكتر وانت اكتر حد ظلمني وماسمعتنيش ، لأ ، انت كمان لازم تتعذب زي ما عذبتني وذلتني ، بس مش وانت تعبان ومريض كدا ، عايزاك واقف على رجليك بكامل صحتك عشان ماتصعبش عليا ....
******************************
عمر في اسكندرية 😀😀 💖
انا هتضامن مع قلبي ✋😂😍😘 وليالي حبيبتي أووي👡😈👡👡👡😹😂
#روبا
**********************************يتبع
الحلقة ٤٩ ......ليالي (الوجه الآخر للعاشق )
مر بعض الوقت وهو في غرفته
نظر عمر شارداً بفكر عميق قد أخذ كامل تركيزه وتذكر صوت مناجاة والدته فريدة عندما سمعت صوت دوى الرصاصة النارية الذي اجتاح سكون الليل ....حتى انتبه لرنين هاتفه ، أخذ الهاتف من جانب محفظة النقود وتنهد بحدة وهو يرى رقم والدته ...اجاب بحنق :-
_ الو ؟
ابت فريدة بلجلجة في صوتها متظاهرة بثقل الحديث بنبرتها :-
_ ا..ايوة ...ياعمر ، انا ..صرخت لما ..سمعت صوت الرصاصة
صمت عمر للحظات حتى توترت فريدة أكثر ..وقالت بانفعال :-
_ انت ..مش مبسوط ..اني اتكلمت ؟!
أجاب عليها بضيق :-
_ اكيد مبسوط يا أمي ، ومبسوط أكتر أنك كمان وقفتي على رجليكي من غير ماتسندي على حاجة
اتسعت عين فريدة بصدمة وهي تتذكر أنها كانت تهتف للحرس في شرفتها وتركض بأرجاء الشرفة بدون العصى الطبية الذي تستخدمها متظاهرة بالعرج والمرض ....
بماذا تجيبه وهو بالفعل اكتشف كذبها في هذا الآمر ،قالت بتلعثم :-
_ الصدمة ...الصدمة خلتني مش عارفة بعمل إيه والحمد لله أنها جت بمصلحة ومنفعة
حاولت ان تغير مجرى الحديث ..قالت مسرعة :-
_ انت فين ؟
ضيق عينيه وكأنه تأكد من شيء بداخله ..أجاب بأمتعاض :-
_ كويس كمان أن صوتك اتحسن بسرعة ، وعلى العموم أن هاخد راحة يومين وارجع على القصر
نهضت من مقعدها وهي تهتف بغضب :-
_ ترتاح يومين مع مين ؟ مع اللي قتلت أخوك !!! ، ولا عرفت تضحك عليك زي عادتها
رد بحزن :-
_ تعرفي يا أمي أني لأول مرة بتمنى أنها تطلع كدابة ، أنا لو اكتشفت أنها صادقة هتوجع ....هتوجع أوووي ، وجع انا مش اده ولا هقدر استحمله ، لأني هكتشف كذب ناس كتير
***************************
كادت أن تدلف إلى الغرفة حتى استمعت لآخر حديثه وفهمت أنه يتحدث مع والدته ، حزنت لأجله حقاً ، ثم تابع هو حديثه وقال لفريدة عبر الهاتف :-
_ انا مابقتش عايز أعرف من الكداب ومين الصادق ، أو الآصح خايف أعرف ، خايف اتصدم
اجابته فريدة بهتاف حاد شق هدوء نبرتها :-
_ البنت دي لازم تطلقها ،مش هسمحلها تقعد في القصر تاني ، ويا أنا يا هي ..اختار ؟
قال عمر بشيء من الألم غاص بملامحه حتى ارتجفت نظرته وهو يجيب :-
_ مع السلامة يا أمي ، هقفل دلوقتي
ثم أغلق الخط وهو يغلق جفن عينيه بألم .....
جزت ليالي على اسنانها من الضيق والغضب ثم هبطت الدرج للأسفل ودلفت الى الغرفة المواجهة للسلم ، جلست على مقعد وقد التمعت عينيها بدموع الغضب منه ..وقالت بانفعال :-
_ لما حسيت أني بريئة وان والدتك هي اللي كدابة عايز تقفل الموضوع ومش عايز تعرف الحقيقة ، لكن معايا انا .. بهدلتني وذلتني ، طب ليه ما عملتش كدا معايا ورحمتني ، انت في كرهك ظالم وفي حبك ظالم ، انا لا يمكن اسامحك يا عمر ...صعب ، انت اللي صعبتها عليا ....
نهضت وهي تكفكف دموعها بأناملها ثم دخلت المطبخ الصغير الذي لم ينقصه شيء بل مجهز بجميع الاجهزة الحديثة رغم صغرها ،بدأت في اعداد حساء ساخن وقطع من اللحم المقدد قد وجدته في الثلاجة ، ثم اعدت رضعة الصغير ......
بدأت في تقطيع بعض الخضراوات حتى سمعت انفاسه خلفها ...
اضطربت وهي تلتفت خلفها ولتقابل عيناه العاشقة وقد تاهت لمعة الغضب من عينيه ...قالت بتلعثم :-
_ انت قومت ليه ، انا خلاص ..خلصت الغدا
ابتسم ابتسامة حنونة ثم لامس اطراف اناملها بيده وقال بدفء :-
_ تسلم ايدك ، انا حاسس اني بقيت كويس بعد ما اخدت الدوا
التفتت مرة أخرى وهي ودقات قلبها تعلو بقوة حتى تظاهرت بعدم الاكتراث لوجوده وقالت بجفاء :-
_ اطلع ارتاح والغدا هيجيلك لحد عندك ، مالوش لزوم وقفتك دي
قطبت ملامح وجهه من جفائها فجأة وخرج إلى الغرفة بنظرة عاتبة لم تراها هي .....
تنفست الصعداء بعد خروجه وقالت بأستياء:-
_ بقى زعلت من مجرد كلمة !، انا على كدا جبل !!
********************************
دخل غرفته وهو يمرر يده على شعره بحيرة والم ، قال بعتاب :-
_ بتبعدي ليه !! ، انا بحاول اصلح اللي فات !
نظر الى الصغير الذي تفاجئ به عمر ينظر له بشكل مضحك ،قال عمر له :-
_ ينفع كدا يا آدم ، مش عايزاني اصالحها 😒
بدأ الصغير بنوبة بكاء شديدة حتى حمله عمر وحاول أن يهدأه ولكن فشل بكل الطرق ...قال بتذمر :-
_ ماتبطل عياط بقى 😧😭
دلفت ليالي الغرفة بوجه متجمد وبيدها صينية الطعام ثم وضعتها على منضدة بالقرب ....قالت :-
_ سيبه انا هأكله ، جهزتله الرضعة بتاعته
وضعه عمر على فراشه ثم قال وقد شعر بدفء الأسرة :-
_هنتغدى كلنا مع بعض
اعترضت ليالي وقالت بتبلد :-
_ مش جعانة وماليش نفس ، كل أنت عشان الدوا
نظر لها بحدة ثم جذبها لتجلس بجانبه وقال بنبرة قاسية وبها لمحة عاشقة تريد أن يخفيها :-
_ هتاكلي معايا يأما .....
قاطعته وهي تنهض بعصبية وهتفت :-
_ انت مش هتجبرني
وقف أمامها بنظرة حانية ثم اقترب وقبّل رأسها بحنان جعلها ترتجف ...قال برقة ونبرة دافئة :-
_ عشان خاطري
بلعت ريقها بقوة ثم جلست ببطء وهي تكره هذا الضعف الذي يجعلها هكذا بمجرد أن تحنو نبرته .....
تفاجئت أنه بدا يطعمها من يده وقال بمحبة :-
_ ده حاجة بسيطة من اللي هعمله
اشاحت وجهها عنه بغضب ثم عادت تنظر له بقوة وتقبلت الطعام من يده وقال وهي تبتلعه :-
_ هاكل من ايدك ، يمكن تبقى ذكريات
ضاقت نظرته على وجهها وهو يبلع غصة مريرة بحلقه ولم يتفوه بشيء ، بدأ اطعامها حتى اكتفت وقالت بحدة :-
_ كل انت بقى عشان تاخد علاجك وانا هروح آاكل آدم
اسرعت الى الصغير وبدأت بأطعامه دون ان تظر له وهو يراقبها بألم من هذا الجفاء الذي كان هو من تسبب فيه .......
انتهى من طعامه وتناول دوائه وقد شعر بثقل رأسه مرة أخرى
تاه في غفوة مريحة قد استكانت فيها ملامحه بإرياحية ، وانهى الصغير وجبة طعامه أيضا ثم ثقلت جفونه مما جعلها تبتسم ابتسامة واسعة ووضعته بجانب عمر ووقفت تشاهدهم وهم نائمين ....لاح طيف ابتسامة مرحة على وجهها وهي ترى مدى الشبه بينهم حتى في سكون ملامحهم أثناء النوم ..
وكأنه والده وليس عمه ...
قالت بهمس :-
_ سبحان الله ، زي ماتكون ابوه يا عمر مش عمه ، نفس الملامح
جلست بجانب الفراش وثبتت نظرها عليهم بمحبة ثم القت سيل من النظرات العاتبة لعمر الممد على فراشه ...وهمست بنبرة يغمرها الألم واللوم :-
_ ماكنتش اتخيل نوصل للمرحلة دي ، انا بحبك أووي ، بس لازم رد اعتباري وكرامتي يرجعولي قدام الكل ، لازم تدوق العذاب اللي دوقتني منه ، مش بسهولة ارجع تاني ياعمر ،ومش اسفة على اللي هعمله .
نظرت لساعة الحائط الذي كانت تشير أنه قد حل المساء
**********************************
*في منزل تامر *
جلست والدة تامر *يسرية * بجانبه بعد أن عاد شاردا من العمل وقالت :-
_ مالك يابني ؟ بقالك فترة مش عاجبني
رد تامر بحدة وحقد :-
_ عمر بعد اللي عملته السنين اللي فاتت دي كلها لسه مش واثق فيا وبعت باسم صاحبه للشغل تاني عشان يمسك الشغل مكانه ، انا هتجنن ، العيلة دي هاين عليا اقتلهم كلهم واخلص
اجابت يسرية بقلق :-
_ يابني سيبك من اللي بتفكر فيه بقى وانسى ، ابوك ومات من سنين بص انت لقدام وانسى اللي فات عشان مستقبلك ومستقبل اخواتك
التفت لها بعنف وصاح بها :-
_ انسى !! ، انسى ايه ولا ايه ، انسى رمية ابويا في السجن ،ولا انسى كلامه يوم ما مات بعد مارحت المستشفى ولقيته بيموت قدامي ، ولا انسى نظرتهم ليا اني اقل منهم دايما ، انا ما شوفتش منهم حاجة تخليني انسى
قالت يسرية بلوم :-
_ خليك كدا لحد ما تبقى زي أبوك ، انت اصلا نسخة تانية منه ومن عناده وجبروته ، ياما قولتله بلاش اللي بيعمله ،ياما فهمته انه بيأكلكم حرام ،وادي النتيجة ، مابقاس جواك اي رحمة
انا عارفة انهم كلهم قلبهم قاسي ،بس عمر مش زيهم وانت خدته بذنبهم
نهضت تامر وقال :-
_ اهو الكلام ده اللي خلى هشام يكره اخوه ، كلكم شايفين عمر وكأنه ملاك مافيهوش غلطة ، انا هفضل لحد ما ادمره وفي الآخر هنهيه خالص ، مايستهلوش الرحمة
تنهدت يسرية بحزن وقالت :-
_ ربنا يهديك يابني ، ويحيي ضميرك تاني ، الحق نفسك قبل ما تضيع يا تامر زي ابوك ، ابوك ماخدش من طمعه غير السجن
زفر تامر بضيق وتركها ودخل غرفته ثم صفق الباب خلفه بقوة
********************************
مر الوقت إلى منتصف الليل
استيقظ عمر على هبوب الرياح بقوة على النوافذ ، اعتدل قليلا ليراها نائمة والقت راسها خلفها على حافة المقعد أمامه ، ابتسم بحنان ثم نهض واقترب منها ، استمر ينظر لها للحظات ولملامحها الناعسة ثم حملها. ليضعها تنام بإرياحية بجانب الصغير ...
بمجرد أن وضعها فتحت جفونها لتتفاجئ بعينيه وهي تتعمق بعينيها ، دق قلبها بجنون وهي تلاحظ اقترابه حتى نهضت سريعا وهبطت الى الاسفل ثم خرجت من الشالية بأكمله وقد سقطت دموعها من هذا الألم ......
لفت يديها حولها من البرد واطراف حجابها غير محكمة ، سرى الهواء بجانب وجهها ولفحت البرودة بشرتها ما زاد رعشة جسدها ، اضاء ضي القمر شفافية دموع عينيها حتى تأوهت بصوت مسموع وهي تبكي ونظرت للسماء برجاء :-
_ تعبت يارب ،تعبت
نظرت للمكان الخالي الا منها وكأن المكان هاجره البشر ، انتبهت لصوته هلفها وهو يقول :-
_ انا بحبك
سمعت انين قلبها الذي يعاتبها على هذا الجفاء حتى اقترب هو منها وازال دموعها بيده وقال بحب يعصف بعينيه :-
_ بحبك وبمووت فيكي
لمعت عينيها الباكية بعتاب وهي تسترجع بذاكرتها كل ما حدث بالماضي ثم فاجئها بضمة قوية اضعفت مقاومتها
******************************
بعد دقائق ابتعدت وقلبها يخفق بجنون ونظرت له بقسوة ،نظرة قابلها هو بنظرة قد اشتد فيها العشق وأراد الاقتراب ثانية ولكن هاجمته بشراسة وهي تصرخ وقالت :-
_ انا مش عايزاك ، طلقني
ضيق عينيه من الذهول وقال :-
_ انا عارف اني قسيت عليكي ، بس رجعت وعايز ابدأ من جديد
هتفت به بقوة :-
_ ماينفعش ، بعد كل اللي حصل ...ماينفعش
لازم تدوق العذاب اللي دوقته ، مش بالسهولة دي يا عمر
هزها من كتفها بقسوة وهتف بها :-
_ عايزاني اتعذب اكتر من كدا أيه ، انا شوفت العذاب الوان ، بقى كل اللي حصل مش مكفيكي وعيزاني اتعذب أكتر .....ياجبروتك !
تابع بألم :-
_ انا عمري ما سمعت منك كلمة بحبك وكنت راضي
هتفت به وأرادت أن تعذبه بهذه الكلمة حقا :-
_ انا بحبك يا عمر
ابتسمت نظرة عيناه ولكن .............
*****************************
اللقاء فاضل عليه دقايق 😌😒 براحة عليا في الاسئلة 😂 انا مش حملكوا 😂😂😂 يلاااا يا أشرااارار 😈😈😈😈
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا