رواية حواديت الطب الشرعي الفصل السادس 6بقلم حبيبه ياسر( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات )
رواية حواديت الطب الشرعي الفصل السادس 6بقلم حبيبه ياسر( جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات )
"حواديت الطب الشرعي ٦".
_"ملكة البحار السبع" دة معناه إن في سِتّ بوابات موجودين غير اللي بنحاول نقفلها!
غمضت عيني بتوتر ومفيش في دماغي إلا سؤال واحد.. هو ايه اللي بيحصل معايا دة؟
كُنت قاعدة في اوضتي في المستشفى، معايا دكتور فريد وتحليلاتُه للأحداث اللي بتحصل في حياتي الفترة الأخيرة، سامعة صوت المطر برة شديد، الجو برد بس مش علشان الجو بيشتي، دة علشان أنا خايفة، مش معايا حد يطمني ويدفيني، ياريت والدي كان لسة عايش..
_سرحتي في ايه؟
قولت بابتسامة حزينة:
_بابا.. الله يرحمُه
_مش ملاحظة إنك بقيتي بتفكري فيه كتير الفترة دي وبعد الأحداث دي كمان؟
بصيتله باستغراب بمعنى "قصدك ايه" فقال بضحكة خفيفة:
_يعني التفكير في شخص كتير دة معناه ان في حاجة قوية بتربطهم ببعض في الواقع، سواء شيء أو حدث مثلًا!
قولت بعد ما فهمت قصده:
_أو.. أو كتاب!
إبتسم بانتصار كإنه وصل لهدفُه من البداية فقولت:
_بس انا مش عارفة هوصلُّه إزاي! بابا كان دايمًا ماسكُه وقبل ما يتوفى بإسبوع الكتاب إختفى، مبقاش يمسكُه زي الأول، ولما كنت بسألُه كان بيقول "محفوظ ياحبيبتي"
معرفش دة معناه ايه، لكن من وقت ما توفى والكتاب مبقاش ليه أثر أبدًا
حط إيدُه على راسُه كتعبير إنُه بيفكّر، وبعدها قال:
_لازم تلاقي طريقة تجيبي بيها الكتاب، الكتاب دة مش بس هيقفل بوابة المد السرمدي، دة هيقفل الـ6 بوابات التانيين، وهيخلصنا كُلنا من شر المردة وحراس البوابات
انا في موقف لا أحسد عليه، محطوطة في ضغط نفسي رهيب، وفكرة إن في 6 بوابات تانيين دي فكرة راعباني، اذا كُنت مش عارفة أقفل بوابة واحدة، ازاي هقفل الباقي!
دكتور فريد مشي، خلصت الشيفت بتاعي، ورجعت على بيتي الكئيب المضلم مرة تانية وانا بسأل نفسي "ياترى ايه اللي مستنيني تاني"
رميت شنطتي وموبايلي واترميت على السرير، دموعي على خدي ونفسي مش منتظم، بدعي إني أموت وأروح للي بحبهم قبل ما المردة يخلصوا عليا لما يعرفوا اني مش معاهم ومغفلاهم..
***
_هو فين الكتاب يابابا؟ مبقيتش أشوفه معاك يعني
بصلي بابتسامة وقال:
_الكتاب محفوظ ياحبيبتي
عقدت حواجبي باستغراب وانا برمي نفسي في حضنُه وبقول:
_محفوظ فين ياترى؟
مسح على شعري وهو بيضمني ليه أكتر:
_في مكان مسكون بسُكّان ملهُمش لا صُوت ولا ضِل، بيوتهُم تحت الأرض ومفَاتيحهَا في السَما، وكُل واحد ليه عنوان محدد مبيتغيرش مهما طَال الزمن
حطيت صوباعي على دقني بتفكير فقال:
_واثق انك هتحليها، بس نصيحة مني يابنتي.. أوعي تخضعي للظاهر وتنسي الباطن، أوعي تنسي "{كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ}
عيوني اتملت بالدموع أثر تلاوة بابا للآية، وقولت:
_مش فاهمة حاجة يابابا، ساعدني متسيبنيش
_انا معاكِ دايمًا بس أنت مش شايفاني، وفاكرك حتى لو كُنتِ ناسياني
بدأت دموعُه تنزل، وانا أكتر حاجة مبقدرش أستحملها دموعُه، فضلت أعيط جنبُه واحضنُه وابوس راسُه، وهو فضل يبكي زي الأطفال بصوت عالي، بُكاه قطع في قلبي، وبقى صوت عياطي أعلى من صوتُه في مشهد حزين أوي، كإني بودعُه للمرة التانية..
شهقاتُه عليت فجأة، وظهر إنه مش قادر يتنفس، جسمُه إتصلب كإن روحُه بتتسحب، نفس المشهد اللي شوفتُه وانا صغيرة يوم وفاتُه، نفس نظراتُه المشتتة، ودموعُه اللي مبتُقفش، وايدُه اللي فضلت واخدة وضعية التسبيح لغاية ما إتكفّـ.ـن
صرخت بعلو صوتي:
_بابا متسيبنيش!
***
فتحت عيني فجأة وانا بشهق وبردد:
_بابا متسيبنيش..
بصيت حواليا، انا في بيتي، على سريري، دة حلم.. مجرد حلم
شربت ماية على أمل انها تهدّيني، وسمحت لدموعي انها تنزل، وقضيت ليلتي كلها قاعدة على طرف السرير بعيط وبس..
_ايه المكان العجيب دة! يمكن يكون بوابة تانية تحت الأرض؟
مسحت على وشي بيأس، خدت نفس بصعوبة وقولت:
_عندي فكرة
مستنيتش رد الدكتور فريد عليا، قومت وقفت في قلب المستشفى وندهت على كل صُحابي الدكاترة، وقولت بصوت عالي:
_بتعرفوا تحلّوا الألغاز؟
ظهر صوت راجل من ورا بيقول:
_هو احنا فاضيين للعب العيال دة!
ووراه بدأ يردد كل الموجودين، ما عدا مرام وصحابي البنات، قربوا عليا وسألوني:
_في ايه يامريم؟
قولت وعيوني مليانة دموع:
_مكان مسكون بسُكّان ملهُمش لا صُوت ولا ضِل، بيوتهُم تحت الأرض ومفَاتيحهَا في السَما، وكُل واحد ليه عنوان محدد مبيتغيرش مهما طَال الزمن
قالت مرام:
_دة اللغز؟
ربّعت ايديها بتفكير، فظهر صوت بنت بتقول:
_ممكن بيت مسكون بالعفاريت؟ زي بيت السيوفي اللي موجود قدام المستشفى
بصيت لدكتور فريد فقال بنبرة حادّة:
_اكيد مش هندخل مكان زي دة، دة خطر عليكي وعلينا كلنا!
لسة هتكلم واحاول اقنعُه فقال بصوت أعلى:
_لأ يادكتور، مش أكيد ان دة حل اللغز
_واحنا هنتأكد منين، ما كلها نظريات ولازم نكتشف بنفسنا!
هز راسُه بالنفي وقال:
_مش هنروح هناك
مسكت شنطتي وقولت:
_لو انت خايف تروح خليك هنا يادكتور انا هروح لوحدي..
مشيت من قدامُه من غير ما اسمع ردُه، حاولت مرام تلحقني بس انا كنت بمشي بسرعة ومش شايفة قدامي، مفيش في دماغي غير اني فعلًا هلاقي الكتاب هناك ولا لأ!
خرجت من المستشفى، وفضلت امد لغاية ما دخلت شارع من الشوارع الجانبية اللي هتوصلني للبيت دة.. بيت "السيوفي"
الناس بتقول عنُه انُه مُختلف عن باقي البيوت المهجورة، بيقولوا انُه مفيهوش أي صوت من أصوات الحياة الخارجية، صمت وسكوت بس، حتى الناس كانت بتحِس بشيء مش طبيعي بمجرد ما يقربوا منُه، لكن الغريب في البيت دة هو أن كل اللي دخلُه، مهما كانت ظروفه، مبيخرجش منه أبدًا
والغريب أكتر إن البيت مفيهوش علامات عنف أو حريق أو أي سبب واضح للموت، بس كل اللي بيقولوه انه مسكون بشبح بيتحكم في الزمن جوا البيت، لدرجة ان حيطان البيت لسة جديدة مفيهاش ولا خدش، واللي بيدخل.. بيشوف نفسُه متحاصر في عالم موازي الوقت فيه مبيتحركش، كإن الزمن واقف بيهم!
وقفت قدامُه وانا ببلع ريقي بتوتر، رفعت عيني وبدأت اركز مع تفاصيله، كان بيت من دور واحد بس، بابُه مكسور ومتشمّع، عليه تراب من كل حتة لكن بمجرد ما بصيت جوا من فتحة كانت في الباب لقيتُه نضيف جدًا، كإن حد بينضفُه يوميًا، حاولت أسمع أي صوت لكن مفيش، هدوء وبس
كنت خايفة ادخل، لغاية دلوقتي اللي شوفته بيأكدلي ان دي مش مجرد أسطورة وان كلام الناس حقيقي
حاولت أجمد قلبي وقولت لنفسي "يعني هشوف ايه اكتر من اللي شوفتُه"!
خدت نفس ومديت ايدي علشان أفتح الباب فقاطعني فجأة صوت ندهة من ورايا:
_مريم!
يُتبع..
لمتابعة باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا