القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وابقي بدون لقاء الفصل الأول والثاني والثالث بقلم حور طه (جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات )

 

رواية وابقي بدون لقاء الفصل الأول والثاني والثالث بقلم حور طه (جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات )




رواية وابقي بدون لقاء الفصل الأول والثاني والثالث بقلم حور طه (جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات )


عفاف بغضب::حامل من مين إنتي؟!

بشري بتعجب:: يعني إيه حامل من مين؟ سلامة الذاكرة يا ماما! أنا بشري، مرات ابنك أسر!

عفاف بانفعال، تشدها من شعرها::ابني مسافر بقاله شهرين ولسه ما رجعش! تبقي حامل إزاي.. منه؟!

بشري بصدمه، تحاول تفلت::انتي بتعملي إيه! سيبي شعري! ابنك قبل ما يسافر كان معايا، وبعدين .انا ببررلك ايه أصلاً؟!

عفاف بحدة:: لأ، لازم تبرري وتثبتي كمان إن اللي في بطنك ده ابن أسر!

بشري بحسرة وألم:: لا.. أنا مش قادرة أصدق! إزاي تشكي في أخلاقي؟ وكمان تتهميني في شرفي؟!

عفاف بقسوة::هتعملي تحليل! عشان اتاكد ابن ابني ولا لا، وبعدين، حتى لو طلع ابن أسر، هو انتي بيعيش لك عيال؟! هينزل زي كل مرة!

بشري بوجع، عيونها مليانة دموع::إزاي تقدري تكوني بالقسوة دي؟ اللي بيروحوا دول مش بس ولادي.. دول كمان ولاد ابنك الوحيد!

عفاف تتابع بنظرات باردة، الحقد بيغلب على أي رحمة جواها، مصممة إنها تجرح بشري أكثر.

بشري تتحرر من قبضة عفاف، تتراجع بخطواتها، وصوتها يتهدج::حرام عليكي! إيه اللي عملته عشان أستحق منك كل ده؟! أنا حاولت أرضيكي واتحملت معاملتك اللي زي الزفت معايا من اول لحظه دخلت فيها البيت ده، وقلت يا بت اتحملي وصوني بيتك.. بس انتي دايمًا شايفة إني ما استاهلش أسر!

عفاف تبتسم بسخرية، وعيونها تلتمع بالحقد:: عشان؟! انتي اللي خربتي حياة ابني! شغلاه بيكي وبمشاكلك اللي ما بتنتهيش، بدل ما يكون بيدوَّر على مرأة تعرف تحفظه وتحفظ شرفه!

بشري بصوت واطي، مليان ألم::انتي مش فاهمة، ومش عايزة تفهمي.. أسر مش مجرد جوزي، هو سندي ودنيتي، وأنا عمر ما فكرت أخونه أو أسيبه، حتى لو الدنيا كلها ضدنا، هو كان دايمًا اختياري..

عفاف بقسوة:: اختيارك انتي؟ولعبت في دماغ ابني واجبرتي عليك! خليكي فاكرة، اللي في بطنكِ لو ما طلعش ابن أسر، مش هيكون لك مكان في البيت ده !

بشري بدموع وصرخة مكبوتة::ربنا فوق، وهو اللي هيحاسبني ويحاسبك!

                 ************************

«عند اسر»

************

أسر، يحاول التملص من صافي التي تلاحقه بإصرار. يحوم في الغرفة، بنبرة متوترة::يا ست، ابعدي عني! أنا راجل متجوز، مش بتاع للكلام ده!

صافي تبتسم بخبث، تقترب منه بخطوات هادئة:: متجوز؟ وإيه يعني؟ متجوز ومش سعيد، وأنا أقدر أخليك سعيد!

أسر يتراجع للخلف، يحاول يبقى بعيد::لا، لا، مش هينفع! اللي بتعمليه ده عيب! سيبيني في حالي.

صافي بهمس، وعيونها مليانة شوق:: ما تبقاش معقد، أنا عارفة إنك محتاج حد يفهمك.. يهتم بيك..

أسر يصرخ، يائسًا وهو يحاول يفلت::قُلتلك سيبيني! انتي فاهمة ولا لأ؟!

صافي بإصرار، تقترب أكثر::كل ده ليه يا أسر؟ أنا مش طالبة منك حاجة مستحيلة..

أسر يلمح الشباك، ويتخذ قراراً سريعاً::انتي مش هتفهمي! أنا مضطر أخلّص نفسي منك!

يقفز أسر من الشباك فجأة، في محاولة يائسة للهروب من صافي المهووسة، يتركها في صدمة وهي واقفة تراقب الشباك الفارغ بدهشة ودهشة ظاهرة على وجهها.

            ***********************

بشري تتصل بأسر عبر الهاتف.بتوتر واضح::أنا اتحملت أمك بما فيه الكفاية، لكن لحد أخلاقي لا، مش هسكت!

أسر يحاول يستوعب:: اهدي يا بشري، فهميني.. عملت إيه.تاني؟

بشري بانفعال:: قول ما عملتش إيه! أنا بجد زهقت.

بشرى بانفعال متزايد:: انت ما بتردش عليا ليه؟

أسر يصمت للحظة، ثم يرد بسخرية خفيفة:: مستني قصيدة المتنبي.بتاعتك تخلص، علشان تقولي لي إيه اللي حصل.

بشري بتنهيدة غاضبة:: اللي حصل إنك لازم تنقذني من أمك!

أسر ينظر حوله، عينه تقع على صافي وهي تلوّح له.بضيق: والله أنا اللي محتاج حد ينقذني من المصيبة اللي قدامي دي..

بشري بغضب::أنا المصيبة يا أسر؟

أسر ينتبه بسرعة:: لا يا حبيبتي، مش انتي.. ده نزيل رخم في الفندق، قولي لي، ماما عملت إيه مضايقاكي كده؟

بشري بألم:: أمك مش مصدقة إن اللي في بطني يبقى ابنك!

أسر يتغير تعبير وجهه فجأة، يتحول للصدمة.بذهول:: انتِ بتقولي إيه..؟

بشري بحزن وتوتر::أنا حامل يا أسر.. في الشهر التاني.

أسر بصوت متلعثم::حامل؟.. إزاي؟

           ***********************

المرأة تجلس أمام الـ ـدجال، تتحدث بغضب وإحباط.بحنق::انت خدت مني فلوس قد كده علشان تبعدهم عن بعض، ومع ذلك لسه سوا.. مش ده اللي اتفقنا عليه!

الـ ـدجال بهدوء وبنبرة مخيفة::الصبر يا ست الكل.. الأمور دي ما بتجيش بالساهل، لازم نعمل حساب لكل خطوة.

المرأة بغضب متصاعد::صبر إيه؟ أنا مش دافعة المبلغ ده كله عشان أسمع منك أعذار! أنا عايزة النتيجة، دلوقتي!

الـ ـدجال يبتسم بمكر، ويمسك خرزة سوداء::النتيجة جاية، بس لازم نتأكد إن كل حاجة ماشية حسب الأصول. ما تخافيش، الأرواح اللي أنا بستعين بيها ما بتغلطش.

المرأة بنبرة متوترة::يعني إمتى؟ أنا تعبت من الانتظار.

الـ ـدجال يغمض عينيه وكأنه يستحضر قوى غامضة:: قريب.. قريب جدًا. خليكي جاهزة، واللي هيحصل مش هيبقى سهل عليهم.

المرأة تنظر إلى الدجال بقلق وتوتر، تشعر بالفضول والخوف من كلامه.بلهجة مشدوهة:: إزاي؟ انت ناوي تعمل إيه بالضبط؟

الـ ـدجال يبتسم بخبث، ينظر إليها بعينين لامعتين:: هخليه هو اللي يقتـ ـلها بإيده.

المرأة بذهول وخوف::تقتـ ـله؟! طب ليه كل ده؟ ما اتفقناش على القتـ ـل!

الـ ـدجال بنبرة باردة::اللي زيهم ما ينفعش معاهم غير كده.. وصدقيني، اللي هتشوفيه هيكون أكبر بكتير من توقعاتك.؟!

                ************************

يتبع...

_____________

لو لقيت تفاعل كويس هكملها. واوعدكم انها تكون رحله ممتعه جدا..

_____________________

                   «روايه وابقى بدون لقاء»

بقلم/حور طه

______________

صلي على الحبيب



«البارت 2وابقي بدون لقاء »

_______________________

أسر بحدة وصرامة:: الطفل ده لازم ينزل.

بشري بدهشة وألم:: انت بتقول إيه..؟

أسر بصوت عالٍي::اللي سمعتيه! اللي في بطنك ده هينزل، وكفاية قوي إنك عملتيها من ورايا.

بشري وعيونها تدمع، بتوسل::اللي في بطني ده ابنك، ابنك يا أسر!

أسر بانفعال وجفاء:: وأنا مش عايزه! مش عايز أتحمل مسؤولية حاجة ما اتفقناش عليها.

كاميليا بنبرة هادئة، تحاول تهدئة الجو:: أهدي يا أسر، خلينا نتفاهم بهدوء.. مش كده.

أسر بعصبية، ينظر لكاميليا:: ما فيش تفاهم! أنا قراري واضح.

بشري بصوت مختنق وموجوع:: يعني انت كمان مش مصدق إنه مش.ابنك؟ زي أمك صح؟…

أسر ينظر إليها ببرود، وكأنه يحاول أن يتجاهل ألمها.

بحدة:: اللي في بطنك ده هينزل، ده قراري.

بشري تقترب منه، ودموعها تملأ عينيها، تتساءل في أعماقها كيف أصبح الشخص الذي أحبته بهذه القسوة:: وقرارك ده مبني على إيه؟ على شكوك؟ على كلام أمك اللي دايمًا كانت ضدي؟

أسر بجمود:: القرار ده مبني على إن حياتنا مش جاهزة لده، مش محتاج أبرر أكتر من كده.

بشري تهز رأسها بأسى، تبتعد عنه بخطوات ثقيلة، وكأنها تجر قلبها معها، وتهمس لنفسها بصوت ضعيف::وأنا مش هنزله.. مش هسمحلك تحرمني من ابني!


تنهي كلامها وتدخل غرفتها، مغلقة الباب خلفها بعصبية.


أسر بغضب، ينظر نحو باب غرفتها:: يبقى انتي ما خليتيش قدامي حل تاني.

كاميليا بتوتر:: أسر، انت ناوي على إيه؟

أسر بصوت حازم وتحذير::صاحبتك دي لازم تفهم، اللي في بطنها ده لازم ينزل.

كاميليا بنبرة مهدئة::طيب، اهدي شويه. الأمور ما تتحلش بالطريقة دي. خليها تهدى الأول، وأنا هكلمها بنفسي.

أسر ينظر نحو باب غرفتها بحدة، يشير بإصبعه بإصرار بتحذير:: لازم تفهم، لأني مش هتحمل الوضع ده أكتر من كده.

كاميليا تنظر إلى أسر، تدرك أن الأمور وصلت إلى حد خطير.بتوسل:: أسر، فكر شويه. بشري مش هتسيب الطفل ده بسهولة، الموضوع حساس بالنسبة لها.

أسر يتنفس بعمق، يحاول السيطرة على غضبه:: هي اللي حطتني في الموقف ده. ومش هسيبها تاخد القرار ده من غيري.

كاميليا بنبرة لطيفة، محاولة تهدئة الوضع:: طب اديني فرصة أتكلم معاها. يمكن اقنعها، بس الموضوع محتاج وقت، ومحتاج منك شوية تفهم.

أسر يتنهد وينظر بعيدًا:: ماشي، بس هي لازم تفهم ان صبري ليه حدود.


كاميليا تهز رأسها وتذهب إلى غرفة بشري، تطرق الباب بلطف.


كاميليا بهدوء:: بشري، افتحي الباب. عايزة أتكلم معاكي.

بشري تفتح الباب بعينين متورمتين من البكاء، تشعر بالضعف ولكنها تحاول الثبات.:: لو جايه تقولي لي أنزل الطفل، يبقى وفري كلامك.

كاميليا تضع يدها على كتف بشري بلطف:: لا، مش جايه أقولك كده. جايه أسمعك، وأفهم اللي حاسه بيه. أنا هنا عشان أساعدك، يا بشري.


بشري تترك نفسها تنهار في أحضان كاميليا، تشعر بعبء الألم والخوف، بينما كاميليا تحاول مواساتها بصمت.

              *********************

عفاف تقف أمام باب شقتها في انتظار نزول أسر. يقترب منها أسر وهو يتحدث في الهاتف، ويبدو عليه الانزعاج.


أسر على الهاتف::كارم، اسمعني.. مش هرجع الفندق ده تاني، أنا عايز أرجع شغلي في المبيعات، وبسرعة."

كارم::طب اهدي بس يا أسر، حصل إيه؟"

أسر بانفعال::المجنونة اللي اسمها صافي دي مش عايزة تسيبني في حالي! حطاني في دماغها، وأنا راجل متجوز وبحب مراتي، مش ناقص وجع دماغ ده!"

كارم::طيب خلاص، هكلم الأستاذ محمود يشوف لك مكان في المبيعات وترجع تاني."


يقفل أسر الهاتف فجأة عندما تشده عفاف من يده.


أسر بتعجب:: ماما، في إيه؟"

عفاف بنظرة حادة:: الهانم اللي فوق دي.. لازم تروح تعمل تحليل، عشان نعرف اللي في بطنها ده ابنك ولا ابن مين."

أسر بنبرة ضيق:: يا ماما، خمس سنين وأنا بسمع نفس الكلام! قلت إنك هتتعودي عليها وهتحبيها، بس ما شاء الله عليكي، كل يوم نفس الشكوك ونفس التصرفات. انتي ما بتتعبيش."

عفاف بغضب:: لأن الحقيقة باينة، وإنت اللي مش عايز تشوفها! بشري دي مش من مستوانا ولا تستاهلك."

أسر بغضب مكتوم:: أنا اخترت بشري، واخترتها بقلبي. هي مراتي، واللي في بطنها ابني.. وأنا مش هسمح لأي حد يهينها، حتى لو كان أمي."

عفاف بتهكم::طيب يا أبو قلب كبير، هتاخدها امتى للدكتور؟"

أسر بحزم::بصي يا ماما، عشان أريحك.. تصرفاتك دي هتاخدنا لطريق أنا وإنتِ مش عايزينه. اللي بيني وبين بشري واضح، وأنا مش هضيع حياتي عشان شوية شكوك مالهاش أساس."

عفاف بصوت منخفض::خلاص، خليك وراها، بس لما تكتشف الحقيقة ما تلومش إلا نفسك."


أسر يمشي بدون ما يرد عليها، تاركًا عفاف تغلي من الداخل، بينما هو يزداد تمسكًا بقراره.


            *********************

«في منزل سامر »

****************

سامر ورحمه يجلسان في الغرفه، محاطان بالصمت. الأنوار خافتة، ويظهر التعب والقلق على وجهيهما.


سامر يتحدث بصوت منخفض:: فيه حاجة غلط، يا رحمة. مش قادر أستوعب اللي حصل.

رحمه تتجنب النظر إليه، وتلعب بأصابعها:: أنا حاسة إننا ضيعنا حاجه مهم.. لكن مش عارفة إيه.؟

سامر يومئ برأسه::كل حاجة كانت غريبة. الأصوات اللي سمعناها.. والمشاعر الغريبة اللي حسيناها. كأننا في حلم، أو كابوس.

رحمه تنظر إلى النافذة:: كنت حاسة إن فيه حد. بيفصلنا عن؟.. عن حاجه كانت معانا. كأننا.. كنا في عالم تاني.

سامر يقترب منها::كان فيه حاجه بتجذبنا، لكن كان فيه حاجه ثاني بتبعدنا. أشخاص أو ظلال.. حسيت إنهم مراقبيننا.

رحمه تتحدث بنبرة متوترة:: يمكن كان فيه حد مستني الفرصة، ويستغل غفلتنا.. لكن ليه؟

سامر يضع يده على جبهته::ليه؟دائمًا فيه حاجة مخفيه؟ ليه الإحساس بعدم الأمان؟ كل حاجه وكأنه مقصود.

رحمه تتذكر اللحظة:: اللحظة اللي كنا فيها معًاه.. كانت. كأنها فخ. وكل حاجه بقت ضبابي، فجأة.. اختفى.

سامر بتردد:: يمكن يكون جهلنا هو السبب. ما انتبهناش للعلامات اللي كانت حوالينا.

رحمه تبتعد عنه قليلاً:: بس حتى لو عرفنا، كان ممكن نغير حاجه؟ يمكن كان لازم نكون أكثر حذرًا.

سامر يضع يده على قلبه:: إذا كان فيه حاجه محاطه بنا، احنا مش هنقف. لازم نفهم.

رحمه بصوت متقطع:: لكن اذا رجعنا لنفس المكان تفتكر هنواجه نفس الغموض.ونفس الخطر؟

سامر بحزم:: لازم نواجهه. كل ما غبنا كل ما زاد الغموض. الحل في مواجهة المجهول.

رحمه تتنهد::لو كانت العودة هي الحل، لازم نكون مستعدين لكل حاجه. حتى لو كان. مرعبه.

___________________

سامر ورحمة ما كانوا مجرد وجوه عابرة في حياة الشخصيات الأخرى؛ خلفهما سرٌ دفين لم يُكشف بعد، وقد تعود آثاره لتطارد الجميع. مع تصاعد الأحداث، ستنكشف خيوط الماضي وتظهر حكايتهم وحده وحده، لتكشف أسرارًا لم يكن يتوقعها أحد.؟"

          ************************

في غرفة مظلمة مضاءة بشموع خافتة، كان الـ ـدجال يجلس على حصيرة مليئة بالرموز الغامضة، يحمل خرزة سوداء بين أصابعه ويغمض عينيه. في الخارج، كانت عاصفة تضرب نوافذ منزله، وكأن الطبيعة تستجيب لطقوسه.


الـ ـدجال بصوت هامس مخيف:: أرواح الظلام.. اجتمعوا حولي. اجعلوا كل خطوة في حياة بشري مُعرّضة للخطر.. زعزعوا ثقتها في كل من حولها، واقطعوا كل أمل تظنه.


يهز الخرزة السوداء في يده، وكأنه يرسل طاقتها عبر الهواء، ثم يتمتم بكلمات غريبة بلغة قديمة لا يفهمها أحد سوى الأرواح التي يخاطبها.


في تلك اللحظة، بينما كانت بشري جالسة في غرفتها، شعرت ببرودة غريبة تلفّ المكان، وكأن هناك من يراقبها. بدأت تشعر بثقل في جسدها، وصورة لأطفالها الذين فقدتهم تتجسد أمام عينيها.بصوت مرتجف وهي تنظر حولها:: مين هناك؟!


تتسارع دقات قلبها، ويزداد شعورها بالقلق والخوف، وكأن هناك لعنة تحيط بها. تضع يدها على بطنها محاولة حماية جنينها، ولكن شعورًا داخليًا بالخوف من أن تفقده مثل المرات السابقة يسيطر عليها.


              **************************

أسر يقف في زاوية مظلمة مع رجل غريب، يتناول منه علبة صغيرة بإحكام، وينظر إليها بتردد.::إنت متأكد إن ده هيخليها تنام وما تحسش بأي حاجة؟"

الشخص::طبعا، ده مخدر قوي، أول ما تاخده مش هتحس بحاجة خالص. بس انت اللي متأكد من اللي عايز تعمله، صح؟"

أسر ينظر إلى العلبة بقلق، يحاول يخفي اضطرابه::ما عنديش حل تاني.. لازم أعمل كده."

الشخص بابتسامة غامضة::ربنا معاك.. بس خليك حذر."


أسر يأخذ نفسًا عميقًا، يحس بثقل المسؤولية لكنه يمضي للأمام، وكأنه يهرب من شبح يطارده.


        ****************************

يتبع...

_____________

بقلم /حور طه

_____________

صلي على الحبيب



« البارت3روايه وابقي بدون لقاء»

_____________________

«بعد مرور أسبوع »

*****************

أسر اقترب منها بحذر، صوته كان خافتًا ومليئًا بالحزن::طفلنا عند ربنا...يا بشري.."

بشري::إزاي تجرؤ تقول عليه طفلنا؟! وإنت اللي أمرت 

بقتلـ ـه... بـ ـدم بارد!"


أسر، يتذكر تلك الليلة وكأنها حدثت البارحة؟!


                             «فلاش باك»

                         ****************

صوت خطواته المتسارعة وهو يتجه نحو غرفة بشرى، وهو يحمل العلبة التي اسلمها من الرجل. قلبه كان مثقلًا بالتردد، لكنه أخفى شكوكه وحزنه تحت ملامح جامدة.


حين دخل الغرفة، وجد بشرى نائمة بسلام، كل شيء بدا هادئًا، وكأنها لم تكن تعرف ما ينوي فعله. قرب منها، فتح العلبة، وأخذ نفس عميق قبل أن يهمس لنفسه::"ما فيش حل تاني."


بدأ يدس المخدر في كوب من الماء، ثم قرّب الكوب منها وناداها بلطف، كأنه يريدها أن تستفيق لشربه. بعد لحظات، شعرت بشرى بالعطش، فأخذت الكوب من يده وشربت، وهي تبتسم له بابتسامة تعب. لم تمر لحظات حتى بدأت تشعر بدوخه قويه، عيناها تثقلان، وكأن عالمها ينسحب ببطء.


عندما اطمأن أنها لم تعد تدرك شيئًا مما حولها، حملها بهدوء، ووضعها في السيارة وانطلق بها إلى الطبيب. كل لحظة وهو يقود السيارة، كان الصمت يحيط به، إلا من صوت أفكاره المتصارعة وصدى قراره القاسي الذي لم يكن منه مفر.


وصل إلى العيادة، ووقفت السيارة. تنهد بعمق، ثم همس لنفسه مرة أخرى، بصوتٍ مبحوح وحزين::سامحيني يا بشرى، سامحيني."


«عوده من الفلاش باك»

*****************

عيناها التقتتا بعينيه، كانت الدموع تكاد تخنق صوتها، لكنها انفجرت فجأة، وكأن الألم لم يعد يحتمل الانتظار. صرخت بقوة، صوتها يمزق

جسمها ارتعش وهي بتتراجع خطوة لورا، وكأنها بتحاول تبعد نفسها عن الوجع، أو تحمي نفسها من الحقيقة اللي بتواجهها::"ليه؟ ليه قتـ ـلت ابني؟!" عيونها كانت متعلقة بوجهه، تدور في ملامحه اللي فضلوا صامتين وقاسيين، كأنها بتبحث عن أي علامة توضح دواخله المظلمة.

صوتها بدأ ينكسر، يتراجع من الغضب للعذاب اللي قاعد جواها، لكن القوة رجعت لها فجأة وهي تجمع نفسها بصعوبة::إنت... إنت اللي ودتني مركز الإجهاض غصب عني! كأني ماكنتش غير أداة في إيديك، تنفذ اللي إنت عايزه من غير أي اعتبار لمشاعري أو لحياتي."


لفّت وشها عنه، صوت أنفاسها المتسارعة كان مالي المكان، كأنها بتحاول تستجمع القوة اللي فاضلة فيها::ماعدتش عاوزه أشوف وشك... مش قادرة أبص في وش اللي قتـ ـل ابني..."

اسر ينفجر بعينين مليئتين بالدموع وصوته يرتجف من الألم وهو يصرخ، وكأنه يحاول إقناع نفسه كما يحاول إقناعها::"كنتي هتمـ ـوتي لو الطفل عاش! انتي صحتك ماكنتش هتتحمل، الحمل والخلفة كانوا هيكسـ ـروكي... كنتي هتمـ ـوتي!"


بشرى، وقد احمر وجهها من الغضب والقهر، صرخت بوجهه بصوت ممزق:"أنت مـ ـوتني لما قتلـ ـت طفلي!

اسر. قلبه قد تحطم بين ضلوعه، يرتجف وهو يحاول استجماع أنفاسه، يهمس. بهدوء ممزوج بالذنب:"كنت بحاول أحميك..."

بشري،::مش هتعرف تحميني... لانك قتلـ ـت روحي

سكتت لثواني، لكن الصمت كان بيضغط عليها أكتر. فجأة، رجعت تلتفت له، عينينها كانت مشتعلة.بالغضب اللي نابع من عمق روحها المجروحة::إنت عمرك ما حبيت تبقى أب! ولا عمرك فكرت في اللي جوايا، ما كنتش حابب تكون اب،عمرك ما هتصبح اب في يوم.من الايام! مبروك عليك... دلوقتي تقدر تعيش زي ما دايمًا كنت عايز، من غير طفل، من غير حياة، من غير أي حاجة تربطنا."


وقفت للحظة، وهي تحس بأنفاسها اللي بقت أسرع وكأنها بتحاول تهرب من دوامة الألم اللي هو جرفها فيها. سبته غارق في صمته، لكن الصمت ما كانش مريح، كان زي ظلام بيغطي كل شيء، ومهما حاول هو يتكلم أو يدافع عن نفسه، الحاجز اللي بنيته بينها وبينه كان أعلى من إنه يقدر يهدّه.


أسر يقف في مكانه، عينيه محملتين بالحزن والأسى، يحاول إيجاد الكلمات لكنه عاجز::بشري، اسمعيني... ما كانش قصدي... ما كنتش عايز ده يحصل."

بشرى بنبرة ساخرة، تقطع كلماته بحدة::مش قصدك؟! إزاي مش قصدك وإنت اللي خدني غصب عني، وإنت اللي وقفت هناك وشوفت روحي بتتاخد قدامك؟! إنت ما كانش فارق معاك أي حاجة غير اللي إنت عايزه."

أسر يحاول التقدم نحوها خطوة::أنا كنت خايف، خايف على صحتك... ما كنتش عارف إنك هتشوفيها بالطريقة دي."


بشرى تلتفت له بعيون مليانة غضب ودموع::خايف على صحتي؟ ولا خايف على حياتك اللي كنت عايزها من غير قيود؟! إنت كنت دايمًا بتفكر في نفسك، في مستقبلك، وما فكرتش في قلبي اللي اتقطع! مش هقدر أسامحك... مش هقدر أنسى."

أسر يتحدث بصوت متكسر:"أنا خسرت زيي زيك يا بشرى... أنا كمان كان نفسي فيه، كنت عايزنا نكون عيلة."


بشرى تضحك بسخرية مريرة::عيلة؟ عيلة إيه اللي بتحلم بيها بعد ما قتلـ ـت الطفل الوحيد اللي كان ممكن يحقق الحلم ده؟! إنت ضيعت كل حاجة، إنت دمرتني."

أسر يخفض رأسه، صمته ثقيل::أنا أسف... ما فيش كلام يقدر يعبر عن اللي جوايا، بس أنا بحاول أصلح غلطتي."

بشرى تهز رأسها بأسى::مفيش حاجة ممكن تتصلح. مش هقدر أبصلك زي الأول، مش هقدر أحبك زي ما كنت بحبك. كل مرة أبص في وشك هفتكر إني خسرت أعز حاجة في حياتي... بسببك."


أسر بصوت متهدج::بشرى، أنا بحبك... مش عايز أخسرك."

بشرى تتراجع خطوة للوراء، تحاول تحافظ على مسافة بينها وبينه::الحب ما بيصلحش اللي اتكسر. مش هقدر أكمل معاك...إنت حرقت بينا كل حاجة."

أسر يتحرك نحوها بخطوة يائسة::أرجوكي، ما تسيبنيش... إحنا نقدر نتجاوز ده."

بشرى تقف مكانها بثبات، عينيها مليئة بالحزن الحاسم::إنت تقدر تكمل لوحدك... لكن أنا لأ. دي نهاية كل حاجة بينا."


تدير بشرى ظهرها لأسر، تتركه وحيدًا وسط ظلام الصمت الثقيل. يظل واقفًا، يحاول استيعاب اللحظة، لكن الألم يغمره.


           **********************

«في منزل خديجة. ام سامر»

**********************

يسود التوتر بينما تجلس أمام سامر ورحمة، وقد بان الحزن على ملامحها. بصوت مليء بالانكسار::أنتم ليه عايزين توجعوا قلبي عليكم؟ مش كفاية اللي راح؟"


سامر محاولًا تهدئتها::يا ماما، من فضلك اهدي.. اسمعينا بس. في حاجات كتير غريبة بتحصل في حياتنا، ولازم نلاقي لها حل."


رحمة بتصميم::والحل الوحيد إننا نرجع للطريق اللي مشيناه تاني، يمكن نلاقي فيه إجابات تفسر اللي بيحصل معانا. أرجوكي، حاولي تفهمينا."


خديجة بقلق::حاولوا أنتم تفهموني.. أنا مش هقدر أتحمل إني أخسر حد تاني منكم."


سامر بصوت هادئ لكنه جاد::عارفين قد إيه تعبتي عشاننا،لكن الموضوع أكبر مننا كلنا. إحنا محتاجين نحط حد للي بيحصل."


رحمة تمد يدها لتمسك بيد خديجة، بعينين تملؤهما الرجاء::إحنا محتاجينك جنبنا، مش ضدنا.


خديجة بنبرة حازمة وعينيها تلمع بالإصرار::طول ما فيا نفس، مش هسمح لكم ترجعوا للطريق ده تاني. فاهمين؟"


تشعر بالتعب فجأة وتجلس ببطء،يركض نحوها.سامر ورحمة بقلق.


رحمة تمسك يدها برفق، وبصوت هادئ ومليء بالرجاء::خلاص يا ماما، هنعمل اللي يريحك.. بس عشان خاطري، اهدي."


سامر يجلس بجوار خديجة ويحاول يطمنها بصوت هادئ::احنا جنبك يا ماما،هنعمل اللي يريحك بس اهدي وما تتعبيش نفسك.


خديجة بنظرة حزينة، وكأنها تراجعت للحظة::أنا قلبي موجوع يا ابني انتم مشيتوا مره في الطريق ده وخسرته ابنكم وانا خسرت حفيدي.. مش عايزة اخسركم زي ما خسرته.


رحمة بتنهيدة، تمسح دمعة تنزل على خدها::احنا هنفضل جنبك، ومش هنرجع لأي حاجة من الماضي.


خديجة تنظر إليهم بإعياء، وتحاول الابتسام رغم الألم::أهم حاجة عندي سلامتكوا، ما يهمنيش غير كده."


سامر ينظر إلى رحمة نظرة تفهم وصمت عميق، ثم يلتفت إلى والدته ويقول بهدوء::اطمني يا ماما، هنعمل اللي يريحك دلوقتي… لكن في الآخر، لازم نواجه كل حاجة حتى لو كان الطريق صعب.


رحمة تضع يدها على كتف خديجة، تبتسم بلطف وتقول::احنا عارفين إنتِ خايفة علينا، بس في حاجات لازم نعرفها ونفهمها مهما كلفنا الامر"


خديجة تنظر لهما بعيون قلقة، ولكن لم تستطع أن تقول شيئًا، وكأنها أدركت أن مهما حذرت، سامر ورحمة لا ينويان التراجع.


               *************************

«في منزل عفاف »

***************

عفاف،جالسة على الكرسي في منتصف الصالة، يعلو وجهها ملامح الترقب والغضب المكتوم. ما إن سمعت صوت باب الشقة يفتح، حتى رفعت رأسها بحدة.بنبرة مليئة بالاستياء والحنق: "رجعت أخيرًا؟ كنت فين؟ مع بشرى برضه؟"


أسر يدخل ببطء، وجهه منهك وعيناه تعكسان حزنًا عميقًا. يجلس على الأريكة متثاقلاً، يحاول كبت مشاعره. بصوت منخفض، ممزوج بالحزن::كنت بحاول أتكلم معاها... كنت فاكر إني أقدر أفهمها."


عفاف، ساخرة، وهي تميل بجسدها نحو أسر ك:::تفهم إيه؟ هي اللي اختارت تسيبك، وإنت لسه بتحاول تفهم؟ لو كانت بتحبك بجد، كانت هتفضل معاك مهما حصل. اللي يسيب ملوش عذر."


يتنهد أسر بعمق، يميل برأسه إلى الخلف محاولاً الهروب من كلمات والدته، لكن الألم أعمق من أن يتجاهله.::هي ما سابتنيش كده وخلاص... كانت خايفة على نفسها. وأنا كنت خايف عليها. قرار الإجهاض كان أصعب حاجة عملتها، بس كنت بحاول أحميها."


عفاف، بنبرة صارمة لا تخلو من محاولة الإقناع::خايف عليها؟ وإنت اللي قررت تتخلى عن الطفل؟ الطفل اللي كان ممكن يبقى رابط بينكم! هي ما قدرتش حتى تفكر في اللي ضحيت بيه. لو كانت بتحبك، كانت هتقدر خوفك عليها."


أسر ينزل رأسه، وعيناه تتوهان في الأرض، كأنه يبحث عن معنى وسط الفوضى.::كنت فاكر إنها هتفهم... كنت فاكر الحب هيغطي على الألم."


عفاف، بغضب مكتوم، وهي تضرب على ذراع الكرسي::الألم؟ هي سابتك في أصعب لحظة، يا أسر. انت شايف ده حب؟ لازم تفتح عينيك. هي اللي اختارت تمشي، وانت لازم تختار تنساها."


أسر بصوت مبحوح وهو ينظر إلى والدته::أنا مش قادر... بحبها، يا أمي. الحب ده مش حاجة نقدر نمحيها بكلمه."


تتنهد عفاف، بحزن مخلوط بالغضب، تحاول أن تهدأ لتسيطر على الحديث.بصوت أكثر هدوءًا وحزمًا::الحب اللي بتتكلم عنه هو اللي هيدمرك. هي مشيت عشان ما قدرتش تواجه المسؤولية. ما تشيلش هم اللي حصل، فكر في نفسك، ومستقبلك من غيرها."


يرتجف أسر وهو يتنفس بعمق، كلماته تخرج بصعوبة وكأنها مثقلة بالوجع::أنا اخذة القرار ده،عشان أحميها... بس دلوقتي مش قادر أستوعب إنها راحت. كل حاجة كانت عشانها."


تقترب عفاف، منه ببطء، تحاول أن تخفف من وطأة الحديث::إنت عملت اللي كان لازم تعمله، وهي اللي اختارت تسيبك. دلوقتي لازم تفكر في مستقبلك، وتنسى اللي حصل."


أسر يغمض عينيه لحظة، ثم يفتحها ببطء وكأنه يحاول كبت دموعه،بحزن مكبوت::أنا... مش عارف إزاي أعمل كده."


تقترب عفاف منه، وتضع يدها على كتفه بحنان ممزوج بالعزم::هتقدر. الزمن هيعلمك النسيان."


أسر يقف فجأة، متألمًا، يمسك يد والدته ويضعها على صدره صارخًا، وكأنه يحاول إخراج وجعه::لو تقدري تخرجي القلب ده من ضلوعي، وترميه في الزبالة... يمكن ساعتها أقدر أنساها."


عفاف، ترفع صوتها بغضب وهي تسحب يدها من صدره::يبقى اختر يا أسر أمك، ولا واحدة سابتك وتخلت عنك؟!"


أسر ينظر إليها بعينيه المتسعتين بالألم، ثم يمشي نحو الباب. قبل أن يخرج، ينظر لها نظرة تحمل كل ما بداخله من وجع،بلهجة حزينة ومحددة::آخر مرة اتحطيت في اختيار كان،بينها وبين ابني... اخترتها هي. وضحيت بابني. ما تحاوليش تحطيني في نفس الاختيار تاني، لانها هتفضل اختياري طول ما انا عايش."


يغادر أسر المكان ويصعد إلى شقته، تاركًا والدته تقف في منتصف الصالة، جسدها يرتعش من الغضب.بصوت مليء بالوعيد::طول ما أنا عايشة... مش هسمح لبشرى ترجع لحياتك، يا أسر."


          ***********************        

يتبع...

صلي على الحبيب


تكملة الرواية من هناااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع