رواية معدن فضة الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
رواية معدن فضة الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)
#البارت_الحادي_عشر
#معدن_فضة
#لولي_سامي
الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة .
هكذا يتعامل الطيبون بنواياهم الحسنة البعيدة عن أي ضغائن ليجدوا أنفسهم في عقر جهنم.
عاد چواد لمنزله ودلف متجهم الوجه وكأنه يحمل أعباء الحياة بأكملها مما جعل والدته تقلق لأجله فقالت متسائلة بقلق عارم/ مالك بعد الشر يا حبيبي ؟
جلس چواد بجوارها على الأريكة منكس الرأس واضعا إياها بين راحتيه قائلا بصوت مكسور/ ميار يا ماما ،ميار اكتشفوا أن عندها امراض دم ولازم تتابع مع دكتور كويس.
شهقت اخلاص واضعه يدها على فمها قائلة/ يا قلبي يا بنتي طب وبعدين هيعملوا ايه؟
حرك چواد رأسه يمينا ويسارا دليل على قلة حيرته قائلا/ مش عارف يا ماما لسه ،مش عارف ، بس لو كنت بتمنى اني اتجوزها قيراط قبل كدة دلوقتي بتمني أن كنت اتجوزتها ٢٤ قيراط ،مش متخيل تبقي في أزمة وانا مش جنبها.
ربتت اخلاص على ظهر ولدها قائلة/ لعله خير يا ابني ويكون ربنا شايلك الاحسن.
التفت لها چواد قائلا بتأكيد/ احسن منها مظنش يا ماما.
ثم هم واقفا وتوجه لغرفته يحتجز حاله فعقله كاد أن يتوقف وروحه كادت أن تتمزق وقلبه كاد أن ينخلع من بين ضلوعه.
تمدد چواد على فراشه ناظرا للسقف واضعا يده أسفل رأسه محاولا ايجاد حل او طريقة للاطمئنان عليها فهو لم يتحمل فكرة عدم معرفته شئ عنها .
............................................
دلفت ماجدة وميار لغرفتهم وأخذت ماجدة تعمل على تهدأة ميار ومحاولة التعرف منها على كل ما تم فأخذت ميار تسرد لها ما حدث من قبلها ومن قبل حسن وأهله فاستشاطت ماجدة غيظا فقالت بتوعد/ وحياة امي لاوريه ابن انوار ده ،قال انوار قال ده سواد مهبب على دماغهم.
قالت ميار بتسوف/ خلاص يا ماجي ملوش لزوم كدة كدة بابا قال هروح له بس لما يجي بدل ما ينكد عليا انا هناك.
ماجدة بعصبية مفرطة قالت/ بت انتي متفرسنيش ينكد عليكي ليه ملكيش لسان تنكدي عليه وعلى امه؟ وحتى لو عملها ومعرفتيش تردي ابقي ابعتيلي بس وانا اخدلك حقك تالت ومالت.
أزالت ميار دموعها المتساقطة ثم قالت/ انا ولا عايزاه ينكد عليا ولا انكد عليه انا عايزة اعيش في هدوء يا ماجي ،هو ده مش من حقي؟
ربتت ماجي على قدمها قائلة/ حقك يا حبيبتي حقك طبعا بس نقول ايه في ناس مبتجيش غير بالسك على دماغها.
استمعا كلاهما الي رنين جرس الباب لتهب ماجدة متحفزة قائلة/ جه ابن انوار ، والنبي لأسود عيشته.
أمسكت ميار بيدها قائلة/ اهدي يا ماجي علشان بابا ومحمد ميزعلوش انك اتدخلتي.
سحبت ماجدة يدها من ايدي اختها وقرصت وجنتيها قائلة/ متخافيش عليا انا ليا غيرك يا قمر اتخانق علشانه.
ثم تركتها لتفتح الباب فرات انوار والدة حسن وخلفها ابنتها فعقدت ماجدة حاجبيها سائلة/ امال حسن فين ؟ انا اتصلت وبلغته أنه يجي!؟.
عقدت انوار حاجبيها قائلة/ طب وانتي هتخلينا على الباب كدة نتكلم ؟ مش هتدخلينا ولا ايه؟
زفرت ماجدة أنفاسها وتراجعت خطوة للخلف موسعة لها المجال للعبور للداخل ثم ذهبت ماجدة لغرفة والدتها تخبرها بحضور والدة حسن واخته .
دلفت انوار ورشا للداخل وتوجهوا مباشرة الي الصالون وجلسوا على اقرب أريكة .
علقت رشا علي ما حدث/ شوفتي قلة الذوق سابتنا ودخلت جوة ،البنت ده مش بطيقها غير اختها خالص.
وضعت انوار أصابعها على فمها قائلة بصوت هامس/ هششششش اسكتي مش وقته.
جاءت عزة مرحبة بهم ولكن بوجه مقتضب قائلة/ اهلا اهلا باللي مصانوش الامانة ،شرفتونا.
وجلست بالمقعد المواجه لهم بينما انوار ادعت التعجب سائلة/ اهلا بيكي يا حبيبتي، امانة ايه اللي بتتكلمي عنها، احنا جايين نطمن على بنتنا اللي اول ما حسن بلغنا انها تعبانة مكدبناش خبر وجينا على طول.
نطقت ماجدة التي جاءت بعد والدتها قائلة/ وحسن مقالكوش اني قولتله هو اللي يجي ولا يعمل العملة ويهرب؟
نظرت لها انوار شزرا ثم قالت/ انا مش هرد عليكي علشان انتي زي بنتي صغيرة وبتهلفطي بالكلام انا بتكلم مع امك الكبيرة .
كادت أن تنطق ماجدة فلحقت بها عزة هادرة بها فهي عرفت نوايا انوار بأن تستفز ماجدة حتى توقعها بالخطأ فقالت عزة/ خلاص يا ماجدة ادخلي انتي اطمني على اختك وانا هتكلم مع ام ام حسن.
اعترضت ماجدة قائلة/ يا ماما ده بتقولك......
قطعت عزة حديثها قائلة/ قولت خلاص ادخلي جوة دلوقتي.
أطلقت ماجدة زفرة قوية ثم انطلقت تدبدب باقدامها متجهه الي غرفة اختها واوصدت خلفها باب الغرفة بقوة.
نظرت عزة تجاه انوار قائلة/ نتكلم بقي براحتنا يا ام حسن بقي يا اختي الأمانة اللي ابو ميار استأمن حسن عليها يضربها ويهنها ويزلها كمان.
شهقت انوار مدعية المفاجاة لتقول بانكار / مين ده اللي ضرب وهان وزل كمان ،انا مش فهماكي يا ام محمد اتكلمي يا اختي بصراحة ومن غير الغاز علشان افهم عايزة تقولي ايه بالظبط؟
قضبت عزة حاجبيها ثم قالت/ انا مبتكلمش بالغاز يا ام حسن ولو انتي متعرفيش المحروس ابنك عمل ايه في بنتي اجبهالك تشوفي بنفسك.
ثم نادت على ميار بصوت غاضب لتخرج ميار مستنده على اختها ماجدة وفور ظهورها أمام انوار شهقت انوار وضربت بكفها على صدرها قائلة/ يا خبر مش فايت مين عمل فيكي كدة يا ميار، تعالي يا حبيبتي جنبي طمنيني عليكي.
رددت رشا خلف والدتها قائلة/ يا نهار اسود مين بهدلك كدة يا حبيبتي الف سلامه.
تعجبت ميار من حديث انوار ورشا ونظرت لأختها وكأنها تطلب منها المساعدة فكانت ماجدة تستشيط غيظا من أفعالهم وانكارهم فتحدثت ماجدة بغضب عارم قائلة/ والله بقي بتعملي كل ده علشان تقوللنا انك متعرفيش واصلا ابنك ضربها قدامك انتي وبنتك ولا حد منكوا حاش عنها،
وكمان زلتوها وطلعتوها شقتها من غير اكل ،انتوا ايه جبابرة!؟
لم ترد انوار على ماجدة بل نظرت لعزة قائلة بلهجة ثابته لا تحمل الشك/ الكلام ده محصلش يا ام محمد ،بقي انا ياختي هشوف حسن بيضرب في ميار وهقف اتفرج ليه مش زيها زي رشا يا حبيبتي!؟
انتاب كلا من ميار وماجدة ووالدتهم الذهول لتباغتها ماجدة بسؤالها قائلة/ ولما اتصلت على حسن وقولتله مراتك في المستشفى كان برضه ميعرفش، ولا بعتكوا لما عرف إننا هنعمله محضر باللي عمله في اختي وهيروح في داهية فجيتوا تجروا على طول ؟
هنا نظرت انوار إليها لتجيب بمنتهي الهدوء قائلة/ لا انا سكتالك من الصبح واقول الكبار بس اللي يتكلموا لكن انك تتهمي ابني أنه مش مهتم بمراته يبقى لا مسمحلكيش ده حسن شايلها على كفوف الراحة.
أما بقي بالنسبة لحسن قالنا لما اتصلتي، اه يا حبيبتي قالنا انك اتصلتي بس من جدعنته مقالناش على كلامك اللي زي السم ده وطلب مننا نيجي نطمن على مراته مادام هو مش قادر
ثم التفتت الي عزة قائلة بتوضيح/ اصل يا اختي بعيد عنك خاله تعب فجأة ومحدش معاه،
راح ربنا يباركله لخاله يطمن ويطمنا عليه.
ثم التفتت مرة أخري لماجدة مكملة حوارها بلهجة عدائية وهي تغير بنبراتها وكأنعا تعزف لحنا وتعرف متي يعلو صوته ومتي ينخفض لتقول لها بعدائية ظاهرة وصوت عال/ لكن بالنسبة للمحضر يا حبيبتي اللي بتهددينا بيه هقولك روحي اعمليه وانتي مطمنة علشان هنقول فيه محصلش وانها بتتبلي علينا ووريني بقي هتثبتي ازاي اللي بتقوليه ده؟!
كانت رشا تجلس بجوار والدتها يعلو على وجهها الاشراق والفرحة حتى كادت أن تضحك بعلو صوتها لولا أنها تماسكت جيدا تود لو استطاعت التصفيق لوالدتها من براعة تمثيلها ولولا أنها حضرت ما يسردون عنه لكانت صدقتها بالفعل،
ظلت رشا جالسه صامته ولكن بداخلها فرحة عارمة على مستوي ذكاء والدتها في إبطال الحق وإثبات الباطل.
بالمقابل تلجم لسان كلا من ماجدة وميار ووالدتهم أمام جبروت تلك الانوار التي بداخلها عكس اسمها تماما فداخلها يعم الظلام الدامس الذي لا يفرق بين الحق والباطل.
بعد برهة من الزمن استعادت ماجدة وعيها من التيهه التى دخلوا بها فنظرت لأختها الصامتة دوما لتحثها على التحدث ومحاولة اختطاف حقها مهما كان فقالت ماجدة لميار/ ما تنطقي يا ميار الكلام اللي حماتك قالته ده حقيقي فعلا وحسن ممدش أيده عليكي؟
اومأت ميار برأسها نافية وقالت وحدقتيها تسبح في بحور دموعها ولولا تشجيع اختها ما نطقت لتقول بصوت متحشرج/ لا حسن ضربني ،وقدامها هي وبنتها ومحدش فيهم حاش عني.
ثم انسابت دموعها التي حاولت جاهدة منعها من العبور عن أهدابها وأغلقت عيونها لشعورها بالقهر واستشعار نهاية هذا الحوار .
بينما ضربت انوار على صدرها مدعية النفور من الكلام قائلة وهي تنظر لميار باستنكار / يا مصيبتي هي وصلت بيكي لكدة يا ميار ،دانا على طول بقول عليكي صادقه تكدبي كدة وتتبلي علينا .
ثم نظرت تجاه ابنتها رشا التي رسمت على ملامحها الانزعاج من الكلام وعدم التصديق فسألتها والدتها انوار/ بقي احنا يا رشا شفنا حسن وهو بيضرب ميار ومحوشناش عنها كمان!؟
ردت رشا بتلقائية تامة/ محصلش.
استدارت انوار مرة أخري لعزة واكملت ببراءة / شفتي يا ام محمد لو انا كدابة بنتي لا يمكن تكدب ابدا ،وكمان ميار ده بعاملها زي بنتي بالظبط لو شفت ابني بيضربها اكيد كنت وقفته ولا ايه يا ام عزة؟
هنا وخرج الحج توفيق بعد استماع لكل ما دار بينهم كان يترك الحوار للنساء مادام لم يحضره رجل واحد ولكنه عند شعوره بجبروت هذه المرأة وانكسار ابنته أراد أن ينهي الحوار فخرج قائلا بنبرة حادة/ وانا بنتي مبتكدبش ابدا يا ام حسن ولو حسن مش موجود وعند خاله زي ما بتقولي يبقى كان واجب أبوه يجي مش هنقعد نفك خلافاتنا مع ستات.
تشدقت انوار قائلة بغرض قلب الحوار/ ومالهم الستات بقي يا ابو محمد مش قد المقام ولا ايه!؟
فهم توفيق غرضها فرد بدبلوماسية قائلا/ الستات فوق راسنا وينوروا بيتهم لكن الخلافات ده بقي شغلة الرجالة فياريت ابو حسن أو حسن يشرفنا علشان نتكلم مع بعض شوية.
شعرت أنوار أن كل ما فعلته سيذهب هباءا وستعود بدون إعادة ميار فابتلعت ريقها واعادت ادراجها ثم قالت/ طب احنا مش جايين نتكلم عن خلافات ،ربنا ميجبش خلافات ،احنا جايين نطمن على ميار ونرجعها لبيتها معانا ولا ايه قولك يا ابو محمد.
نظر لها توفيق وباصرار قائلا/ معلش يا ام حسن لما حسن يجي أو أبوه علشان لو هترجع ترجع على نور ،وكمان علشان ترتاح شوية ونكون كشفنا عليها واطمنا.
قضبت انوار حاجبيها مستفسرة/ تطمنوا على ايه بعد الشر ماهي حلوة وزي الفل اهي.
حاولت عزة لفت انتباه زوجها لاطراءه عن تكملة الحوار فهي تعلم كيف تتعامل شخصية مثل انوار مع هذا الخبر ولكن لم يجدي محاولاتها فأكمل توفيق بكل سلامة نية قائلا/ ظهرلها في تحليل الدم مشاكل في الدم ولازم نعرضها على دكتور امراض دم.
شهقت انوار واتسعت حدقتيها ونظرت تجاه ميار سائلة/ وانتي تعرفي ده من بدري ولا لسه عارفين ؟
ردت عزة إنقاذا للموقف قائلة/ لا يا اختي لسه عارفين ،اكيد يعني لو كنا عارفين من الاول مكناش خبينا عليكوا ،بس الدكتور طمنا وقالنا تبعد بس عن التوتر وحرقة الدم ونعيد التحليل تاني يمكن في غلط بسبب الزعل.
عقد توفيق حاجبيه مندهشا مما تفوهت به زوجته ولكن لم يرغب في تكذيبها سيتركها ويسالها بعد ذلك عن السبب.
ولكن انوار تداركت الأمر وعلمت بمحاولات عزة باخفاء شئ ما فاستقامت وخلفها ابنتها قائلة/ طب يا حبيبتي نسيبها ترتاح شوية وماله ،احنا يهمنا ايه غير راحتها ثم استدارت موجهه باقي حديثها لتوفيق واردفت/ هبلغ حسن يا ابو محمد حاضر والف سلامه عليها ابقوا طمنونا عليها بالاذن احنا بقي.
وذهبت تجاه الباب مسرعة كالتي لدغتها عقربه متوجهه مباشرة لمنزلها.
.........................................
فور خروج ام حسن من بيت ميار استدار توفيق لعزة ونطق كلا منهم في نفس الوقت بنفس الجملة/ قولت كدة ليه ؟
ثم صمت توفيق ليستمع لزوجته فقالت مكررة/ قولت ليه يا توفيق دلوقتي الست السو ده هتطلع على بنتي كلام زي الزفت وتقولك مريضة ومش عارفه ايه.
نطق توفيق قائلا وقد فهم مغزى حديثها/ علشان كده قولتي اللي قولتيه؟
اومأت عزة ناظرة لميار التي بدا عليها ملامح الانكسار برغم سعادتها برد والدها على انوار .
لم تتوقع من والدها أن يعززها ويرفع من شأنها ويؤكد على كلامها هكذا فكانت تتوقع أن ينهي الحوار لصالح انوار ويحكم بذهابها معها ولكنها تفاجأت بموقفه تعلم أنه أسعدها كثيرا ولكن بعد فوات الاوان.
عندما تاتي السعادة في غير وقتها لم تشعر بمذاقها لأن وقتها ستدرك أن التوقيت اهم من الموقف ذاته.
قالت عزة لميار كمحاوله لترطيب خاطرها/ متزعليش نفسك يا ميار ابوكي عرفها مقامها ولسه لما المحروس ابنها يجي هيقعد معاه ابوكي واخوكي ومتقلقيش ابدا يا بنتي احنا في ظهرك.
اومأت ميار برأسها محاولة بالكاد استدعاء ابتسامة طفيفة على ثغرها ثم نظرت لوالدها لتجده ينظر لها بكل أسف ثم احنى رأسه واطبق فاهه وبصمت تام استقام ذاهبا لغرفته.
.............................
بمنزل چواد استيقظ في منتصف الليل علي صدوح رنين هاتفه ليفتح عيونه فقد غفى لا يعلم متي أو كيف .
امسك الهاتف واجاب عليه ليجده نضال الذي فور فتح الخط هدر به قائلا/ اخيرا يا اخي رديت لفينا عليك كلنا مش عارفين نوصلك وفي نفس الوقت خايفين نتصل بالحاجة اخلاص لنقلقها ،انت فين دلوقتي وساكت ليه.
رد عليه چواظ بصوت ناعم قائلا/ساكت علشان مستنيك تخلص كلامك مش قادر اتخانق انا ، وانا فين ؟علي سريري يا غلس نااايم .
نضال بعد أن اطمئن عليه قال معاتبا/ تصدق يالا انت معندكش دم بقي احنا دايخين عليك ومش عارفين ننام الا لما نطمن وانت تقول بكل بساطة نايم وغلس كمان!
ابتسم چواد ثم قال بتهكم/ شاكرين افضالكم يا سيدي خلاص ولا عايزين حاجه تانية؟
نضال باستفسار/ مالك يا چواد شكلك مضايق.
چواد بلامبالاه أطلق تنهيدة حارة ثم قال/ متشغلش بالك انت يا نضال، المهم هتيجي المحل بكرة أن شاء الله؟
نضال وقد استشعر ضيق صاحبه ليرد عليه بتأكيد/ اجيلك يا صاحبي مخصوص كمان ،يالا اسيبك تنام واطمن انا يزيد ويزن علشان كانوا قلقانين عليك ،سلام يا باشا.
چواد بصوت خافت/ سلام يا نضال.
اغلق الهاتف ووضعه بجواره ليستقيم ويخرج للردهه ويتجة للشرفة محاولا الاطمئنان عليها ليجد نور غرفتها مضاء فعلم أنها مازالت مستيقظة ،حاول التغافل عن ما يدور برأسه وذهب الي غرفته محاولا النوم مجددا يتقلب على فراشه كتقلب الجممر في النار حتى اتخذ قراره ليهب جالسا و..
..............................................
بعد انتهاء الحديث الدائر بين ميار ووالدتها ودلوف والدها للغرفته وصل محمد الذي علم بدوره من أخته وأمه عما حدث ليستشط غيظا من هذ الحسن الذي تتناقض خصاله مع اسمه ليتوعد له فور الاطمئنان على أخته.
دلف غرفته تزامنا مع صدوح هاتفه ليعقد حاجبيها فور رؤيته لهوية المتصل وبداخله تردد من الاجابه على الهاتف ام لا لتأخر الوقت ،ولكنه حسم أمره بالرد عند إعادة الاتصال مرة أخري ليقول/..........
............................
تذهب كلا من ميار وماجدة لغرفتهم يجلسون يتحاورون فيما تم وما حدث وبدأت ميار تسرد لأختها كل ما سبق والأخيرة تكاد تخرج دخان من أنفها هادرة بميار قائلة/ وانتي ازاي تسكتي على كل ده ؟ يا ميار يا حبيبتي طول مانتي ساكته هيحطوا عليكي بزيادة لازم يحسوا انك قوية والا هيتأمروا عليكي.
ميار بسلبية تامة/ مش عارفه اعمل ايه يا ماجدة أو معنديش الشجاعة حتى أن انطق ،للاسف انا مش زيك يا ماجي ،ياريتني كنت زيك ياريت.
واجهات بالبكاء لتشعر ماجدة أنها قست عليها بالحوار فهذه شخصية اختها ولن تتغير فكان يجب أن تطمئنها بدلا من اشعارها بالدونية والسلبية .
زفرت ماجدة أنفاسها واقتربت من ميار واخذتها باحضانهة قائلة بصوت حاني/ انتي مش وحشه يا ميرو هما اللي بيتعاملوا غلط ،انتي طيبة يا حبيبتي وده مش وحش ابدا ،الوحشين بس اللي بيستغلوا الطيبة ده غلط ،انا اللي كنت اتمنى اكون نقية زيك وقلبي أبيض زيك كدة ،اوعي تشكي في جمال شخصيتك اوعي.
هدأت ميار قليلا وتذكرت حديث چواد لها ذات مرة فهو الوحيد الذي يريد سلبياتها نقطة قوة والان اختها.
Flashback
چواد وهو ينظر بداخل عيونها ممسكا بيدها بين راحتيه / عارفه احلي حاجة فيكي ايه يا ميرو ؟
ظلت ميار على صمتها يغلفها الخجل والحياء برغم فضولها الذى انتابها لتعرف إجابة سؤاله إلا أنها لم تنطق ولكنه شعر بفضولها واراد أن يريح قلبها ويرحم خجلها فاردف مكملا/ طيبتك ونقاء قلبك، انا في حياتي مشقتش حد طيب وجميل جوة وبرة كدة.
رمشت ميار باهدابها لتزيدها جمالا فوق جمال ثم قالت بصوت هامس/ قصدك سلبيتي كله بيقول عليا سلبية ومليش رايي بالرغم أني ببقي مش عايزة ازعل حد مني .
رفع چواد يدها مقربا اياها الي فمه وطبع قبلة حارة عليها ثم نظر لها ليجدها على وشك الاشتعال من كثرة الاحمرار ليقول لها/ هما غلط اللي بيقولك سلبية ده غلط او هما مش عارفين يتعاملوا معاكي يا قلبي ،ده اسمها طيبة زايدة ومحتاجة اللي يصونها ويقدرها علشان ده زي الأمانة .
Comeback
استعادت ميار وعيها علي تربيت اختها على كتفها أتلفت نظرها الي رنين هاتفها في هذا الوقت لتنظر إلي شاشته كلا من ميار وماجدة ثم ينظرون لبعضهم بأعين متسعة وبداخل كلا منهم قد انتاباتهم مشاعر متضاربة ما بين القلق والتوتر والتردد لتتساءل ميار اختها قائلة/ ماجي اعمل ايه ؟
بصي انت قوية هتعرفي تردي لكن أنا سلبية هسكت ومش هعرف اقول حاجه.
نظرت لها ماجدة وسحبت هاتفها قائلة/ هاتي يا اختي ارد مردش ليه هو هياكلني، لما نشوف اخرتها معاكي.
فتحت ماجي الخط لترد قائلة/.......
................................
خرجت غزل من المحل تسرع الخطى فهي أحست أن هذا الشاب كاد أن يفتك بها من كثرة استفزازاها وتجاهلها له بينما كانت تقصد ذلك عن عمد .
ظلت تهرول بالشارع عائدة الي منزلها وبرغم من شعورها بضرورة هروبها إلا أنها شعرت أنها سعيدة للغاية لما لا تعرف هل لأنها استفزت شاب بوسامته هذه؟
ام أنها شعرت أنها قد ردت صفعته لها بتضليله لها ؟
ولكنها تقر بغبائها فهي استمعت إليه وذهبت كما وصف لها وكأنها مغيبة مغناطيسيا .
ولما لا وهي تقر تمام الإقرار أنه يسلب العقول بوسامته وخفة ظله التي تظهر من لمعة عينيه من قبل أن يتحدث حتى.
ظلت بتفكيرها هذا حتى وجدت ذاتها أمام منزلها وهنا تذكرت انها لم تحضر الحلويات التي هبطت من أجلها ،لتصعد الدرج غاضبة بل وأيضا متوعده له وكأنه كان السبب في إرجاع ما اختارته بعناية وتلذذ لتعنف نفسها قائلة/ خلاص حبكت اعمل فيها صاحبة كرامة واعند معاه وارجع الحاجة دانا غبية ده الحلويات شكلها كان تحفة الصراحة.
ضغطت على جرس الباب لتفتح اختها لها سائلة إياه عندما رأتها سافرة اليدين/ الله امال فين الحلويات؟
دانا مش عايزة اكل من ساعة ما خرجتي وقولت كفايه علي اكل الحلويات
..................
منتظرة رأيكم وتعليقاتكم وتوقعاتكم عن البارت ومتنسوش تنضموا للجروب بتاعي الجديد علشان لو حبيتوا تفرحوني بريفيو او مناقشة على احداث الرواية يبقي براحتكم.
*تفتكروا مين اتصل بمحمد🤔🤔
*ومين اتصل على فون ميار وماجي هتقوله ايه؟؟
*طب تفتكروا حسن هيعمل ايه لما يعرف مرض ميار؟؟
*ايه رايكم في ام حسن😡😡
*طب ايه رايكم في غزل وتفتكروا هتعمل ايه مع صاحبنا😉😉
#البارت_الثاني_عشر
#معدن_فضة
#لولي_سامي
اااه لحسرة قلبي
كان يتعشم بفرصة أخرى ولكن القدر لم يمهله بل وتقريبا قطع عليه كل السبل.
ظل محمد امام الهاتف مترددا في الرد على المكالمة فالوقت قد تأخر ولكن يعرف جيدا أنها قلقة جدا فهو طوال اليوم لم يحدثها برغم تأكيدها عليه أكثر من مرة على أن يطمئنها ولكن احداث اليوم قد شغلته كثيرا لذلك قرر أن يستقبل المكالمة وخاصة بعد انتهاء الرنين وإعادة الاتصال مجددا .
فتح الخط قائلا/ سلام عليكم يا ماسة
ماسة وقد تناست كل أساليب وطرق الحوار الحسن لتهدر به محاسبة إياه بطريقة حادة متناسية صفته بالنسبة لها تتسارع كلماتها على لسانها دون التفكير بها قائلة/ اخيرا رديت !؟
حرام عليك يا اخي ،
عجبك القلق اللي سيبتني فيه طول اليوم ده،
دانا حتى انا اللي بتصل علشان متقولش انك انشغلت ونسيت تتصل تطمني ،
لكن لا وتطمني ليه ؟هو انا افرق معاكم في حاجة انا حيالله زميلة اختك؟
ثم صمتت اخيرا عند استشعارها صمته الغريب لم يتفوه بكلمة واحدة فظنت أنها تخطت حدودها.
عفوا هل هذا ظن!؟
عند تذكرها لما نطقت به تأكدت أنها تخطت كل الحدود لتحمم بصوتها وتسأله بتوتر واضطراب ظهر بصوتها قائلة/ انت.... انت .....زعلت يا محمد؟ مالك ساكت ليه؟
نطق محمد بعد الاستماع لكلامها قائلا لها بنبرة حانية دافئة/ لا مزعلتش بالعكس أنا تخيلتك وانتي بتكلميني وبتعاتبيني بعد الجواز، بجد فرحت اوي انك شيلتي الحساسية والتكلف اللي كان بينا.
شعرت ماسة بالخجل الشديد لاطراءه عليها ولكنها حاولت استعادة الحوار لمجراه فقالت بصوت منخفض معاكس لطريقة حديثها بالبداية سائلة إياه/ المهم طمني عملت ايه مع ميار وهي اخبارها ايه دلوقتي؟
سحب محمد نفسا عميقا وجاهد حاله في تذكره لكل ما تم وبدأ يسرد احداث اليوم.
.................................
بمنزل حسن عادت انوار وابنتها الي منزلهم ولم تصبر للصباح برغم عودتها بوقت متأخر بل أخرجت هاتفها وقامت بالاتصال على ابنها الذى رد عليها فور اتصالها له ليقول متلهفا وبصوت مضطرب/ ايه كل ده يا اما ،كنت قاعد مستنيك وقلقان ،حصل ايه طمنيني.
جلست انوار على المقعد آمرة ابنتها بجلب كوب مياه لها ثم قالت/ قلقان على ايه يا خويا ،دانت تحمد ربك وتبوس ايدك وش وضهر أن انك كسرت عضمها.
اندهش محمد من حديث والدته ليسألها متعجبا/ ليه يا اما ايه اللي حصل؟؟
أطلقت انوار صوتا بشفتيها ثم قالت/ البت طلعت معيوبة وكويس أننا عرفنا من اولها والله اتكلموا ولا فتحوا بقوهم هنقولهم ده معاملتنا ومعندناش غيرها ،طلبوا الطلاق انت الكسبان، ده محتاجة دكاترة وأدوية وفلوس ياما ،متكلموش خلاص يبقى عارفين أن بنتهم محدش هيقبلها على عيبها وبرضه هيسكتوا.
لم يعي محمد الحديث ليعيد التساؤل مرة أخرى قائلا/ معيوبة ايه وأدوية ايه ما توضحي يا اما انا ركبي سايبة ليكون حصلها حاجه من ضربي وعملولي محضر ولا حاجه ومش حمل تخمين.
تحدثت انوار باستهانة شديدة قائلة/ متخافش يالا ومعملوش حاجه ولا يقدروا يعملوا.
أطلق محمد زفيرا عاليا ليقول / اللهم طولك يا روح ،ما توضحي يا اما ورحمة ابوكي.
_ ميار طلع عندها مرض مش عارفه ايه كدة في الدم وهياخد منهم وقت وفلوس كتير اوي ،علشان كدة بقولك معيوبة.
نطقت بها انوار موضحة حديثها لابنها فعقد حسن حاجبية متعجبا لينطق قائلا/ طب وبعدين اعمل ايه!؟
كدة اصالحها وارجعها؟ بس هتغرمني جامد وانا اساسا مش لاقي شغل.
تشدقت انوار بشفتيها قائلة
_ قال ترجعها قال ولا تصالخها ولا ترجعها انا قولتلهم انك عند خالك ،انت مش حمل مصاريف ،هما اكتشفوا الموضوع ده وهي في بيت ابوها يبقي ابوها أولي بيها، وكمان هم بعضمة لسانهم قالوا سيبوها أعصابها ترتاح شوية ،فانت كل يومين تلاتة كدة تعمل نفسك بتطمن عليها وانك اول ما هتنزل هتجيلها كدة يعني.
اومأ محمد برأسه وكأنها تراه من شدة اقتناعه بحديث والدته ليؤكد على حديثها قائلا/ تمام يا اما يالا ادينا نرتاح منها شوية ونشوف الموضوع هيوصل لايه ،انا بس كان قصدي ارجعها علشانك بس معلش استحملوا بقي.
نظرت انوار لابنتها قائلة/ ما هي اختك معايا هتساعدني اهي ،ربنا يهديها.
لوحت رشا بيدها قائلة وهي تستقيم قائلة/ ولا يهديني ولا يعفرتني انا فيا اللي مكفيني ملكوش دعوة بيا.
ثم توجهت إلى غرفتها بعد أن سمعت كل شيء وتوقعت انتهاء الحديث الي هنا فقررت الانسحاب لتدلف الي حجرتها وهي تتمتم قائلة / مش حاسين بيا ابدا بيتكلموا في مشكلة حسن ومرات حسن وانا اللي بنتهم واكبر من مرات حسن متجوزتش لحد دلوقتي ،جاتهم الهم ما يسيبوني في حالي بقي .
.....................................................
بغرفة ماجدة أمسكت الهاتف لتجيب على المتصل بعصبيتها المعهودة بكلمة واحدة وصوت مقتضب/ خيييير؟
رفع چواد الهاتف من على أذنه ونظر له ثم اعاده مرة أخري على أذنه بعد أن تحمحم سائلا بتعجب/ ماجدة!؟
زمت ماجدة شفتيها واطلقت تنهيدة وهي تنظر لأختها سائلة باستنكار/ امال كنت عايز مين؟
شعر چواد بالاحراج فحاول لملمة حالة قائلا/ ابدا........ انا كنت عايز اطمن علي مي.... مدام ميار ،هي احسن دلوقتي؟
أطلقت ماجدة تنهيدة أسى وأغلقت عيونها تأثرا من حال چواد ومن دموع ميار التي تنساب دون إرادتها ثم قالت بنبرة يملؤها التأثر / ميار احسن يا چواد الحمد لله ،وشكرا لسؤالك ،بس برضه احب أكد عليك وقت ما تحب تطمن ابقي اتصل على فوني انا علشان طبعا انت عارف انها مينفعش ترد عليك حاليا.
اومأ چواد برأسه ،يعلم أن ما قالته صحيح ويعلم أن ما فعلة خطأ جاسم ولكنه لم يستطع تحمل عدم التفكير بها والاطمئنان عليها لذلك قال لماجدة/ صح انتي صح يا ماجدة ،انا اسف ،عن اذنك.
لم يستطع التحكم بذاته أكثر من ذلك فرأسه كادت أن تنفجر من كثرة الضغط عليها وشعر كأنها حلبة مصارعة بين ما هو صحيح وما يريده لذلك فضل إنهاء الحوار سريعا ومحاولة التفكير في كيفية إنهاء الموضوع من جهته برمته كما انتهي من جهتها حتى ولو كرها كحالتها.
بالجانب الاخر أغلقت ماجدة الهاتف ناظرة لأختها فوجدتها على شفى الانهيار فتركت الهاتف جانبا وجلست بجوارها أخذه إياها في أحضانها لتطلق ميار كل ما بجعبتها في احضان اختها تبكي بمرارة من المعاناه التى تشعر بها والالم الذي يفتك بمشاعرها قبل جسدها واشتياق لكل ما هو ماض تطلق كلمة واحدة بين أنفاسها اللاهثة من شدة البكاء وتكرارها مرارا وتكرارا وكان كل كلمة تقصد بها جملة كاملة / لييه؟؟.......ليية؟.........ليية؟.........
تستمع ماجدة جيدا لكلمتها كما تعي مقصدها في كل مرة ولكن ما باليد حيلة فليس في مقدورها شئ ولا حتى في قاموس كلماتها كلمة تخفف عنها ما تشعر به أو كلمة وعد يغير ما هو آت ، لم تقدر على نطق كلمة واحدة بل أطبقت شفتيها واطلقت لدموعها العنان على حال اختها.
فليس بيدها غير التربيت على كتفها وظهرها ومحاولة بث الطمأنينة بها برغم فقدانها لها.
بالخارج تسمرت الام علي باب غرفة ابنتها وهي تستمع للحوار الباكي الذي لا يحمل سوى كلمة واحدة تعرف اجابتها جيدا ونياط قلبها يتمزق من الالم عليها وربما حملت نفسها وزر ما يحدث لها فلو كانت اعترضت على قرار زوجها أو اتخذت جانب ابنتها وشددت من موقفها لما كان حدث ذلك ولكن سلبيتها وخضوعها هما السبب ،تعلم أن زوجها كان يريد الخير لابنته وان نيته هو مصلحتها ولكنها حملته القرار برمته وهذا خطأ تحمل وزره.
فلما جعل الله القرار شورى بين الزوجين؟ حتى يتخذ أحدهم طريق العقل ويرى الاخر طريق القلب فيصلون معا للقرار الصائب ،لذلك لم تسطع أن تحمله كل اللوم فهي أيضا مُلامة ،وكلا منهم يجلد ذاته لما آلت أمر ابنتهم له ،لتعود إدراجها الي غرفتها لتري توفيق زوجها يجلس على الفراش ناظرا للاشئ فعرفت حاله الذي ليس بالغريب عن حالها.
................................................
أسدل الليل ستاره ليواري احداث بعضها نتمني أن تنتهي بانتهاء الليل بل ونتمنى أن تبدأ بداية جديدة كبداية الشمس مع اشراقتها بالصباح ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. ففي الصباح ذهب نضال لعمله المعتاد بحرس الجامعه ظل يتابع اخبار چواد والمحل مع زيدان ويزن ولا يخلو الأمر من بعض التسلية ببنات الجامعة الذي يسمحون له بالتطاول بعض الشئ بغرض التسلية لكلا منهم حتى صدح هاتفه باتصال من چواد فأراد التملص بلباقة من فتاة اليوم فقال لها/ ياااه يا خسارة حبكت يجي تليفون دلوقتي وانا مع الجمال كله ؟؟انسان ثقيل صحيح.
ابتسمت الفتاة بميوعة واضحه قائلة بتلاعب / لو مش مهم سيبك منه.
زم نضال شفتاه ورفع حاجبيها ببراءة قايلا / للاسف يا قمر ده تليفون شغل وضروري ارد عليه ،بصي اقولك روحي محاضراتك أو الكافتيريا عقبال ما اخلص التليفون ولو حد كلمك.
اقترب منها ناظرا بعيونها وهو يغمز باحدي عيونه مردفا بصوت هامس قائلا / قوليلة انا تبع نضال باشا وملكيش دعوة.
أطلقت الفتاة ضحكة صاخبة لينظر نضال حوله دافعا إياه بعيدا عنه قليلا قائلا / يخرب بيتك هتفضحينا ،امشي من هنا ،امشي.
ابتعد هو الآخر ليمسك الهاتف ويعيد الاتصال بچواد الذي اتصل عدة مرات ليجد چواد يرد عليه وصوته يدل على حاله فسأله نضال/ مالك يا چواد فيك ايه ؟
أطلق چواد تنهيدة ثم قال / مش عارف يا نضال بجد مش عارف اللي حصل امبارح خلاني قولت لازم افوق شوية أن مكانش لنفسي يبقي ليها، هي متستحقش يتقال عليها ربع كلمة وحشه.
تعجب نضال من حديثه ولكنه لم يعي ماذا يقصد صديقه ليسأله / انت بتتكلم منين؟
چواد برد مختصر/ من المكتب .
اومأ نضال قائلا/ تمام هخلص ورديتي واجيلك على طول علشان عايز افهم الحوار من أوله.
وافق چواد قائلا/ تمام وانا مستنيك.
................................................
بمنزل اخر ينم اثاثه على الرقي في الذوق والنظام والنظافة. تلح الفتاتان غزل وغرام علي والدتهم على حضور عيد ميلاد صديقتهم في المساء فهي ليست ببعيدة وبرغم رفض والدتهم لطلبهم من أجل خوفها عليهم فهم فتيات في مقتبل العمر وتخاف عليهم كثيرا من الاندماج مع المجتمع وخاصة بعد وفاة والدهم فهي أصبحت بمثابة الام والاب لهم ولكن غزل لم تيأس فهي لديها سلاح جبار يخضع أمامه الكثير ألا وهو الزن والإلحاح دون كَل أو مَل مما جعل والدتهم وافقت بعد عناء وتحت شروط جما من ضمنها الاتصال بها مع كل خطوة وعدم التأخر ليلا حتى لو لم تبدأ الحفل فيكفي ذهابهم وتقديم التهنئة ليوافق الفتاتين ويقبلا والدتهم ويتوجهوا للاستعداد للذهاب للحفل.
اختارت كلا منهم فستانا يتشابه في تفاصيله ولكن يختلف في ألوانه من قماش الشيفون وله تلبيسة من الاسفل ولكن ترتفع قليلا عن طول الفستان ضيق من الخصر فيظهر جمال خصرهم وصغره بينما ينزل باتساع للاسفل يمتد طوله لاسفل الركبه قليلا ولكن لم يصل للكعبين مطرز بالزهور من أعلي الخصر للاسفل قليلا وكأنه يعبر عن حالهم وكأنهم زهور في ربيع عمرهم بكامل ازدهارها وألوانها الخلابه.
ارتدوا ملابسهم واخذت غزل تدور حول نفسها أمام المرآة لتري جمال فستانها قائلة لغرام اختها / جميل عليا يا غرام صح ؟
ابتسمت غرام بهدوء يناسب شخصيتها قائلة/ جميل جدا يا حبيبتي بس يالا علشان نلحق نقعد مع صاحبتك علشان منتاخرش زي ما ماما قالت .
رفعت غزل كتفها بلا مبالاه قائلة / ولا نتاخر عليها مش مهم نقعد معاها اوي يعني المهم نقولها كل سنة وانتي طيبة ونقدملها حاجه ونمشي على طول.
عقدت غرام حاجبيها مرددة ما قالته اختها بتعجب قائلة/ مش مهم نقعد معاها !؟ لا واضح انك بتعزيها اوي!!
ولما هو مش مهم نقعد معاها كان ايه لزومة الزن اللي كلتي بيه وداني من امبارح ولازم اروحلها يا غرام ،وهتزعل يا غرام، والكلام ده؟؟ وخلتيني انا اللي اطلب من ماما اكنها صاحبتي انا؟؟
توترت غزل وزاغت ابصارها يمينا ويسارا وأدركت حينها الخطأ الذي أوقعت نفسها به لتحاول اللحاق بنفسها قائلة بتلجلج / ها .... لا انتي مفهمتنيش..... انا قصدي أني كنت متخانقة معاها يعني والأصول بتقول حتى لو ممتخانقين مسيبهاش في مناسباتها ف..ف....فأنا هروح يعني اعمل الواجب واهنيها بعيد ميلادها وامشي علشان يعني مكنش محروجه وعلشان هي متفتكرش اني برمي نفسي عليها .
ضيقت غرام عيونها تتفحص وجه اختها وحالتها لتشعر بعدم راحة قائلة لها / مش مرتحالك يا بت وحساكي مخبية حاجه عليا!!
تلجلجت غزل وحاولت إزاحة التهمة عنها فاقتربت من اختها وجلست بجوارها محاولة تشتيت فكر اختها فتأبطت ذراعها ونظرت لها ابتسامتها الشقية قائلة/ انا اقدر اخبي عنك حاجة يا غرامي انتي ،يالا بقي نمشي علشان منتاخرش .
ازدادت غرام من حيرتها لتنعتها بالجنون لتسحبها غزل لخارج الغرفة قائلة/ يالا بقي انتي اللي مأخرانا اهو .
خطوا كلاهما خارج الغرفة لتستأذن غرام وتعود مهرولة للغرفة في لحظة لتنثر على نفسها بعض من العطر المميز عندها للاوقات المهمة والمناسبات وتنظر للمرآة للمرة المليون ثم توجهت لأختها ساحبه إياها تحت نظرات غرام المندهشة من أفعال اختها.
...............................................
بمنزل ميار ظلت في سباتها فترة طويلة حتي بعد أن استيقظ كلا من بالمنزل وكلا ذهب لطريقه فمحمد ذهب لشركة الأدوية الذي يعمل بها محاسب مقرر محاولة الوصول لأفضل طبيب لحالة اختيه ،كما ذهبت ماجدة لكليتها التي تمقتها ولا يعجبها بها أحد لا طلبة ولا دكاترة وتنتظر بفارغ الصبر الانتهاء منها مقررة المكوث بالمنزل بلا عمل ،بينما ظلت ميار بفراشها تدعي النوم وكأنها تهرب من حاضرها .
ظل توفيق وعزة بالخارج لا احد يتحدث في شئ وكأنهم أصابهم الخرص من هول ما يشعرون به بداخلهم فهم يشعرون انه يفوق حروف وكلمات اللغة ، لا يعرفون ماذا يستطيعون أن يفعلوه من أجل فلذة كبدهم فتوجهت عزة لتعد الافطار بينما حاول توفيق التفكير مليا في حل لمعضلة ابنته فإذا سعى لتطليقها بعد زواجها الذى لم يدوم أكثر من ثلاثة أشهر فتسوء سمعتها وخاصة من أهل زوجها الذي خُدع فيهم فكانوا يدعون الطيبة ومعرفة الأصول قبل الزواج حتى والد زوجها الذي ظن أنه مسؤول ويستطيع توجيه ابنه وإرشاده إذا أخطأ ولكن كل هذا تغير وظهروا على حقيقتهم ليقر بنفسه أنه اخطأ حين فضل حسن علي چواد ،حين نظر للجنسية ولم ينظر للتربية فكلاهما عربي وكلاهما مسلم ولكن من منهم رجل بمعنى الكلمة ويطبق شريعة دينة في الحفاظ على زوجته.
علم وقتها أن تفكيره مخطئ عندما كان يبحث عن عائلة بها من سيقوَّم الرجل الذى يتزوج ابنته وعلم أن لا أحد يستطيع أن يحكم رجلا مهما كانت عائلته إلا أخلاقه ودينه ليرشده تفكيره لفكرة أخرى وهي إذا تم تطليق ابنته وطلبها چواد مرة أخرى فلم يهتم لسمعتها فچواد يعرفهم جيدا ولكن ......
لم يستطيع أن يفاتح چواد في هذا الموضوع فهل سيقبل من مكانة ابنته ويعرضها عليه؟ إضافة إلي نقطة هامة وهي هل چواد سيقبل بابنته بعد أن أصبحت مطلقة ام لا ؟ كما هل ستقبل والدة چواد بابنته وهي في هذه الحاله؟؟؟
ولكنه رأى بعيونه خوفه وقلقه على ابنته عندما كانوا بالمشفى .
حرك توفيق رأسه منفضا عن عقله كل هذه الأفكار فيجب عليه الآن أن يهتم بمرض ابنته اولا ثم يفكر في كل هذا فيما بعد ،ولكن إحساسه بالذنب هو من وجه تفكيره لكل هذه الأفكار.
توجهت عزة لغرفة ابنتها لايقاظها فقد ظلت وقت طويل في نومها وهذا ليس من عادة ميار.....
اشعر وكانني مفككة ككقطع البازل
وكأنني فُتات انثى
كنت اتمنى من يعيد تكويني لأصبح به اكثر صلابه
ولكن جاء من بعثرني لأصبح من بعده أكثر تشتتًا.
.........................
منتظرة رايكم يا قمرات وتعليقاتكم وريفيوهاتكم اللي دايما بتشجعني اكمل مهما كانت الظروف ❤️❤️❤️ بجد شكرا لكم ولمشاعركم الجميلة🌹🌹🌹
#معدن_فضة
#لولي_سامي
قبل البارت رجاء الدعاء لابني بالشفاء العاجل 😔😔
#البارت_الثالث_عشر
وصفولي الصبر لاقيته خيال وكلام في الحب
كلام في الحب يا دوب يا دوب ينقال
اهرب من قلبي اروح على فين؟
ليالينا الحلوة في كل مكان!
ملناها حب احنا الاثنين وملينا الدنيا امل امل....
امل وحنان.
عيني عيني على العاشقين حياره مظلومين ،علي الصبر مش قادرين ااااه على الصبر مش قادرين.
صدح يزن باخر جملة من الأغنية وهو يقتحم المكتب على چواد حتي انتبه چواد بنبرة صوته الشواذ واغلق الأغنية ليكمل يزن باقي الجمله فنهره چواد قائلا/ بااااس بوظت اللحظة يا شيخ.
لوح يزن باحدي كفيه قائلا بلا اكتراث/ لحظة ايه يا عم قاعد تندب علي الصبح مع الست وتقولي لحظة ،امال لو بتسمع انت عمري هتقول ايه!؟
اشمئز چواد من كلماته قائلا بسخرية/اندب مع الست!؟؟
وكمان في حد يدخل مكتب حد كدة ؟
تصدق يالا انت لا لائق عليك مصري محترم ولا سوري اصلا ،انا مبقتش اعرفلك جنسية يالا.
يزن بلا اكتراث لوح بيده قال/ يااا عم سوري ولا مصري كله متمرمط ورا اكل عيشه.
اندهش چواد من جملته ليعتدل بجلسته عاقدا حاجبيه متحدثا بجدية / ايه ده من امتي شيلت الهم كدة؟
ابتسم يزن ساخرا وقال/ هم ايه يا عم اللي اشيله ربنا ما يحكم عليا ابدا ولا هم ولا حب ،انا كدة سلطان زماني.
اومأ چواد برأسه بعد أن شرد لبرهه في جملة يزن ليعيده يزن قائلا بأسلوبه المرح المعتاد / لا بقولك ايه انا ما صدقت خرجتك من لحظة الندب مش هندخل في فقرة بكاء على الاطلال انا مش فاضى الله يباركلك.
ابتسم چواد ثم سأله/ صحيح كنت جاي ليه ؟
مانت مبتجيش غير لمصلحة.
_ الله ينور عليك حافظني طول عمرك والله.
نطق بها يزن ليكمل جواد ساخرا / لا وما شاء الله مبتحبش تكدب ،صريح على طول .
اومأ يزن وضحك ببلاهه ثم قال/ طب يالا بقي قوم اقعد علي الكاشير عقبال ما اروح مشوار واجي.
ضيق چواد عيونه وقضب حاجبيه سائلا بشك/ مشوار ايه ورايح فين؟
زاغت نظرات يزن وتوتر حاله من نظرات چواد له فهو يعلم أن چواد لا يعجبه ما يفعله من معاكسات للبنات واللعب بهن ليقول بتلعثم/ ما...... ما تبصليش كدة ،دانا....دانا رايح اجيب خامات للمحل.
تعجب چواد من حجته محاولا افشالها قائلا / خامات ايه احنا بنطلبها بالتليفون ،ايه الجديد !؟
توتر يزن أكثر محاولا البحث عن حجة جديده قائلا/ لا ازاي في جديد طبعا ، اولا في خامات نازلة جديد لازم اشوفها بنفسي....
قطع چواد استرساله بالحديث وكأنه يستجوبه قائلا/ وثانيا؟
انطلق يزن بكل صراحة قائلا/وثانيا هقابل فايز ارتحت كدة؟
ابتسم چواد نصف ابتسامة لوصوله لمبتغاه قائلا/ ابقي تعالي معايا دغري بعد كدة.
اومأ يزن برأسه وهو ينظر للاسفل كالتلميذ المخطئ ليفاجأ بسؤال چواد التي قد تدخله بتفاصيل أكثر لا يريد أخباره بها وهو يقول له / ايه اللي فكرك بفايز دلوقتي مش قولنا هنتعدل؟
نظر يزن يمينا ويسارا ثم نظر بساعته وقال مسرعا وكأن حية لدغته / يااااااا ..... كل الوقت ده والكاشير لوحده زمان الدنيا اتزحمت ويزيد هيولع الدنيا .
ثم انطلق خارجا وهو ينصح چواد قائلا/ الحق نفسك واقعد علي الكاشير والا انا مش مسؤول عن اللي اخويا هيعمله، انا اصلا معرفوش.
وهرول خارجا من المكتب فشعر چواد أنه خدعه بطريقة هروبه ليستقيم متوعدا ليزن قائلا/ ماشي يا يزن بس لما تجيلي وأخرج هاتفى يرسل برسالة ما ثم وضع الهاتف بجزلاته وتوجه حيث مكان الكاشير ليستلم مكان يزن حتي عودته
..............................
طرقت عزة الباب عدة مرات على غرقة ميار ولكن دون إجابة فقلق قلبها ودخلت الغرفة مسرعة لتجد ابنتها متقوقعة حول نفسها لا تسمع منها سوى صوت نحيبها فأسرعت تقترب منها وجلست بجوارها والتقطتها باحضانها لتتشبث بها ميار كالطفل الذي وجد والدته بعد عناء واطلقت لنحيبها العنان بصوت عالي .
تركتها عزة تُخرج كل ما بها لم تنهرها ولم تطلب منها الصبر والتحمل أو حتى الثبات بل تركتها تعبر عن حزنها حتى وصل صوت نحيبها لوالدها الذي يجلس بغرفته اغلق عينيه وود أن لو يستطع أن يصم أذنه عن بكاء طفلته .
نعم يعلم أنها نقية كالطفلة وما يكثر حزنه أنه كان سببا في شقائها ،لذلك قرر أن يحاول هو تهدأتها وذهب لغرفتها وجلس بجوارهم ثم التقطها من احضان والدتها ليزرعها بين ضلوعه محاولا بث الطمأنينة في قلبها ببعض كلمات لا يعرف كيف ومتى سينفذها ولكن يكفيه أن يعدها بها وينويها حقا فقال لها / حقك عليا يا بنتي ،حقك عليا يا قلب ابوكي .
اوعدك هحاول اصلح كل اللي غلطت فيه .
بدأ صوته يختنق من أثر كلماته وعيونه تترقرق بالدموع عند اعترافه بخطاه ومحاولا الدفاع عن حبه لها فاردف مكملا/ بس لازم تتأكدي اني مكنش قصدي غير مصلحتك والله ما كان قصدي غير مصلحتك .
بدأ يتلاشى صوته ويحاول كتم أنفاسه حتى لا يعلو صوت بكاءه وبدأت دموعه بالهطول على وجنتيه لتشعر به ميار ابنته لترفع رأسها وبدلا من أن يهدأها بدأت هي بتهدأته فهو له مكانة عالية بقلبها ولا تقبل أن يبكي ابدا حتى ولو كان من أجلها.
مسحت ميار دموعها بيدها ثم مسحت دموع والدها المنسدله بنفس الكف وكأنها تحاول إزاحة همهم معا ثم حاولت تماسك حالها وادعاء القوة لتبتسم محاولة استدعاء روح الدعابة قائلة/ هو حضرتك عايز تقول انك بتحبني !؟
طب مانا عارفه انك بتحبني واوي كمان ،ومتزعلش يا بابا هو نصيب وانا راضية بنصيبي بس اهو بدلع عليكم شوية بلاش اتدلع عليكم ؟
ياليتك عاتبتني في طريقة حبي لك
يا ليتك اقمتي عليا الحد واذقتيني من مر كلماتك.
يا ليتك شهرتي سيف نظراتك المعاتبة دون النطق بكلمة واحدة خير لي من اتباعك منهج جلد الذات الذي اقبعتيني به.
نظر توفيق لابنته وربت على وجنتها وتحتضن وجهها بكفيه ثم مال على رأسها مقبل جبهتها بحنو بالغ قائلا بنبرة مؤثرة/ ربنا يراضيكي ويرضى عنك، ويجبر بخاطرك يا حبيبتي.
ثم استقام وأمسك بيدها ساحرا إياها وهو يقول/ يالا قومي ونفضي الهم وتعالي نفطر ،ده امك عاملة فطار ملوكي مخصوص علشانك ،لو ماجدة عرفت هتحقد عليكي .
ابتسم كلا منهم وذهبا معا الي طاولة الافطار وهو يحتضنها تحت إبطه وتبعتهم عزة الذي ازفت الدموع منها على حال ابنتها وزوجها واخيرا على حالها لعدم قدرتها على فعل شيء ولكن برق الامل في عقلها بكلمات زوجها لعله يقصد خيرا بها.
...............................................
أثناء خروج محمد من عمله عصرا بعد أن استعلم من زملائه بالعمل عن عدة أطباء محاولا الاتصال بعيادة أفضلهم ليجد أنه لن يستطيع حجز اقرب ميعاد للكشف الا بعد اسبوعين فوقف مكانه وكأنه ضل طريقه لا يعلم الي اين يذهب ليجد هاتفه يصدح وشاشته تحمل رقم چواد فتنحي جانبا وهو يفكر في سبب لاتصاله كما فكر في معاتبته عن نظرته لأخته أثناء إرسالها للمشفي كما أنه توصل الي كيفية معرفته بدلوفهم وذهابهم للمشفى الا وهو استرقاق النظر من شرفته كل هذا عرفه فحسم أمره ليرد عليه خاصة بعد أن أعاد الاتصال ليجيبه بصوت مقتضب / السلام عليكم خير يا جواد كنت عايز حاجه؟؟
نظر چواد الهاتف واستشعر صلابة الحديث ليتوقع سبب هذه النبرة ولكنه قرر أن يكمل مكالمته لتحقيق هدفه لا يهمه شى بعد ذلك فقال له مسرعا وكأنه يريد أن يقذف كل المعلومات بجملة واحدة/ وعليكم السلام يا محمد كنت عايز ابلغك اني وصلت لدكتور امراض دم كويس جدا وأعرفه معرفة شخصية وعلشان كده قدرت احجزلكم ميعاد علي الساعة ٨ يعني بعد اربع ساعات من دلوقتي باسم مدام ميار.
وقف محمد مندهشا مما فعله چواد كما أنه في موقف محير هل يقبل بهذا العرض السخى الذي وفر عليه وقت كثير ام يرفضه باعتبار أنه ليس له حق الاهتمام باخته ؟؟
ولكنه قرر أن يعرف اسمه اولا كحجة ربما كان طبيب بلا خبرة فيستطيع الاعتذار بصورة أكثر ذوقًا ليسأله عن اسم الطبيب ليجده نفس الطبيب الذي لم يستطيع الحجز لديه الا بعد اسبوعين فصدم محمد وفكر كثيرا في الوضع هل يقبل به ام أنه سيضع أخته في وضع حساس للغاية ولكنه وضع صحة أخته في المقدمة ليوافق قائلا/ تمام يا چواد أنا موافق بس اوعى تكون حجزت بفلوس والله ما رايحين.
چواد بنبرة منكسرة/ انا اعرف الأصول كويس يا محمد اه كنت أتمني أن أكون انا المسؤول عن مصاريفها بس خلاص كله قسمة ونصيب جوزها وأخوها وأبوها موجودين ربنا يخليكم ليها ،انا بس حبيت اوفر المجهود انك تدور على دكتور كويس واوفر الوقت مش اكتر.
ليشعر محمد بالحرج من ذاته قائلا/ كتر خيرك يا چواد تمام قولي التفاصيل.....
.........................................
وصل نضال الي المحل ليجد چواد جالسا على الكاشير فقال له بمزاح / يا عيني على الحلو لما تبهدله الايام .
ابتسم چواد وقال/ وانتش صادق لما يبهدله يزن
ثم نادى على أحد العمال ليجلس مكانه وأخذ نضال الي مكتبه ليتحدثا سويا .
سرد چواد كل ما تم لنضال فهو برغم اختلاف شخصيتهم الا انه يثق برأيه ويرتاح للحديث معه ولما لا وهو أول أصدقاءه بمصر واول من ساعده في مشروعه بل إنه تعرف على يزيد ويزن من خلاله.
ظل چواد يسرد ما تم وهو يلوم حاله على بعض تصرفاته المتهورة وظل نضال يستمع إليه باهتمام حتى ذكر جواد موقف اتصاله بمسار ليلا للاطمئنان عليها وتوبيخ ماجدة له فانتبه نضال قائلا/ ثواني مش ماجدة اختها ده اللي قولتلي قبل كدة زعقت لجوز اختها وبهدلته؟؟
اومأ چواد قائلا/ اه هي مبيفرقش معاها حد بصراحة حسستني اني صغير جدا ،انا اصلا وانا بتصل كنت عارف ان اللي بعمله غلط بس مقدرتش امسك نفسي كنت عايز اطمن عليها باي شكل.
ثم رفع رأسه للاعلي واغمض عيونه زافرا أنفاسه قائلا بإحباط تام/ تعبت بجد تعبت يا نضال مش عارف اعمل ايه ؟
عارف انها مش نصيبي وفي نفس الوقت مش قادر ابطل تفكير فيها وخاصة لما عرفت بتعبها قولي بجد اعمل ايه؟
سأله چواد منتظر منه الخلاص ولكن كان نضال فكره مشغول في شئ اخر.
كيف لفتاة صغيرة لم تتخرج بعد بهذه القوة والشجاعة ،وكيف تشعر انها المسؤولة عن اختها الأكبر منها بل وتتدافع عنها أمام القريب والغريب ،والاغرب أنها نقيض اختها ،انها حقا شخصية تستحق الاهتمام.
لينتبه نضال علي صوت چواد قائلا/ في ايه يا ابني انا مستنيك تقولي اعمل ايه ؟ بجد تعبت يا نضال ومش عايز اسببلها اي مشاكل ،انا بفكر اسافر ليه رايك؟
اعتدل نضال بجلسته قائلا بسخرية/ تسافر ! طب فكر وتعملها وانا اخليهم يجبوك من المطار مقبوض عليك واسمك محطوط في قائمة الممنوعين من السفر، قال تسافر قال؟
ابتسم چواد قائلا/ طب قولي يا ابو العريف اعمل ايه علشان أبعدها عن تفكيري؟
رفع نضال رأسه بفخر واعدا لياقة قميصه قائلا/ طبعا ابو العريف عندك شك ولا ايه!؟
ثم ضيق عيونه قائلا/ بص يا جواد حلك الوحيد هو الشر اللي لابد منه ، هو ده اللي مش هيشغل بالك وبس ده هيخليك تلف حوالين نفسك مش لاحق تفكر حتى.
قضب چواد حاجبيه متعجبا الحوار فقال مستفسرا / مش فاهم تقصد ايه ؟ هو ايه الشر اللي لابد منه؟
اطلق نضال ضحكة ساخره ثم قال/ علشان تعرف يا ابني مهما عملت فيها مصري مش هتلم بكل خبيانا.
رفع چواد حاجبيه معلقا/ طب قول يا خفيف ترجمة الجملة غلب حماري ،مش بتقولي كدة لما بقلب سوري متفهمهوش!؟
حرك نضال رأسه بياس قائلا باستهزاء/ الموضوع مش محتاج ترجمة يا باشا محتاج تشغيل دماغ بسيطة يعني تتجوز.
جحظت أعين چواد وهب واقفا كالذي لدغته عقربه قائلا/ انت بتقول ايه يا نضال ؟ ازاي بس !؟ ازاي عايزني اتجوز بعد ميار ؟ ازاي اعامل إنسانة تانية واعاشرها بدون مشاعر ،ده مستحيل طبعا ،ده الحل ده مجاش في بالي اصلا.
*علشان ح*مار.
نطق بها نضال ليكمل موضحا فكرته ومحاولا إقناع صديقه بها.
.........................................
في مكان يعج بالموسيقى الصاخبة تتراقص عليها أجساد فتيات لم يواريها شيئا إلا القليل جدا من الملابس وادخنة تتصاعد من كل مكان لا احد يعلم اهي دخان سجائر فقط ام معها اشياء اخرى.
يقف يزن بجواره فتاه تحاول استمالته ولكنه لم يعيرها اهتمامه علي غير عادته فتعجب زميله فايز من حاله فقال له غامزا بعيونه/ ايه يا وحش شكلها مش عجباك نشوفلك غيرها ؟
يزن بتسوف/ لا ابدا بس انا اللي مش في المود.
مد له فايز يده بشئ ما قائلا/ يبقى نخليك في المود وتعلي علي المود كمان.
دفع يزن يده قائلا/ قولتلك يا فايز مليش في الحاجات ده ،ايه مفيش فايده فيك .
ثم استقام واقفا قائلا/ انا غلطان اني جتلك اصلا.
امسك فايز بيده قائلا/ استني بس متبقاش حمقي كدة حقك عليا،انا قولت اعمل معاك واجب يمكن حابب تغير الأسلوب ومكسوف ولا حاجه فقولت اجرأك شويه.
جلس يزن مرة أخري ووفر أنفاسه قائلا/ لا مبغيرش اسلوبي انا أخري ضحكة وكلمة وقعدة حلوة اكتر من كدة مبغوطتش وانت عارف كدة كويس.
وضع فايز ما بيده بجزلانه ثم قال باهتمام / امال مالك يا صاحبي مش في المود ليه؟
رفع يزن شفاه السفلى لاعبي قائلا/ مش عارف في حاجة في بالي ومش عارف اوصلها.
قال فايز باهتمام / طب قولي ايه شاغل بالك كدة يمكن اقدر اساعدك ؟
التفت يزن بنظره إليه قائلا ما يجول بفكره وكأنه يفكر بصوت عال/ عايز اوصل لحد معرفش عنه غير شكله ،يعني معرفش اسمه ولا عنوانه ولا رقم تليفونه أوصله ازاي؟
حك فايز رأسه بأصابعه محاولا التفكير ثم قال / طب تعرف رقم عربيته؟
نظر يزن له بضيق ثم قال/ انت غبي يالا بقولك اعرف شكله بس مانا لو اعرف رقم عربيته كانت انحلت .
ضيق فايز عينه معلقا / ده بنت صح ؟
نظر له يزن نظرة غضب قائلا/ تصدق انا برضه بقول أن انا غلطان أني جتلك .
وهب واقفا قائلا وهو يلملم اشياءه/ ومن غير سلام.
ليبتسم فايز نصف ابتسامة معلقا بعد أن انطلق يزن قائلا/ طب والنعمة بنت وهفضل وراك لحد لما اعرف .
.........................................
وصل محمد للمنزل وأخبر أخته بميعاد الطبيب بدون اخبار أحد أنه من طرف چواد الا ماسه فقد اختنق صدره ولم يجد غيرها من يشكو حاله لها لتؤكد علي قراره أن لا يخبر أحد.
وفي المساء ذهب كلا من محمد وميار ووالدتها ووالدها للطبيب ليدلفوا في موعدهم المحدد لهم ويقابلهم الطبيب بكل ترحاب قائلا/ اهلا اهلا بيكم شرفتوا العيادة.
نطق محمد ووالد ميار / اهلا بيك يا دكتور.
ليكمل محمد بتلقائية قائلا/ احنا متشكرين جدا أن برغم مشغولياتك قبلت الكشف بتاعنا.
ابتسم الطبيب ليقول موضحا / اي حد من طرف استاذ چواد احنا نشيله فوق راسنا مش بس نقابله ولا نقبل كشفه اؤمروني مين المريضة؟
نظر كلهم لمحمد فور ذكر الطبيب لاسم چواد لينظر لهم محمد وكأنه بموضع اتهام لمدة من الزمن حتى تعجب الطبيب من حالهم واستشعر أن ما نطقه به شئ خاطئ لا يعلم ما هو!؟ ولكنه أراد أن ينهي عمله فكرر سؤاله مرة أخري ليحاول محمد الخروج من المأزق الحالي فأشار علي أخته قائلا بصوت متحشرج كلمتان فقط/اختي ميار.
بعد مدة قصيرة قام بها الطبيب بالاطلاع على التحاليل الذي يحملها أهل ميار والكشف عليها دون لهم عدة تحاليل أخري للوصول إلي سبب ما يراه بالتحليل الحالي كما طلب عدة تحاليل لكل أفراد الأسرة مما ازاد القلق في نفوسهم فقالت عزة بقلق عارم/ خير يا دكتور انت كدة قلقتنا بزيادة هو الموضوع لا قدر الله وحش للدرجة دي ولا حاجه؟
ابتسم الطبيب بعملية تامة قائلا / ابدا احنا كل ده بنحاول نوصل للي عندها ، انا لسه مقدرش اقولك هي عندها ايه بالظبط لأن التحليل العادي اللي حضراتكم عملتوه بيقول أن في خلل في عدد الكرات البيضاء والحمراء واحدة فيهم زيادة عن معدلها الطبيعي وده له أسباب كتير جدا وبرضه احيانا بيرجع لعامل وراثي فعلشان كدة طلبت منكم انتوا كمان تحاليل اهو نوصل للي عندها وانتوا تطمنوا على نفسكم مفيش حاجه هتضر .
نظر كلهم لبعضهم محاولين طمأنة حالهم ولكن هيهات بل زاد القلق لديهم فمن الممكن أن يكون أحدا اخر منهم لديه نفس المشكلة ولم يعلم بعد.
ليستقيم توفيق ومحمد وخلفهم ميار ووالدتها عزة شاكرين الطبيب على سعة صدرة ووعده بعمل التحاليل الحضور بأقرب فرصة فور صدور نتيجة التحاليل.
خرجوا جميعا من العيادة يغلفهم الصمت التام حتى وصلوا للشارع فاوقف توفيق محمد قائلا/ استنى هنا بقي يا محمد علشان انا عايز افهم ايه اللي بيحصل من ورايا.
حاولت الام تهدأة توفيق قائلة/ مش في الشارع يا توفيق لما نوصل البيت
ليصر توفيق علي موقفه قائلا/ مش هتحرك قبل ما افهم كل حاجه مانا مش طرطور والبيه المحترم بيعمل اللي بيعمله ده من ورايا.
استنشق محمد نفسا عميقا ملئ به رئتيه استعدادا لجدال طويل ثم التفت إلى والده ولكن قبل أن ينطق بكلمة واحدة رأي شئ جعل عينيه تجحظ ولسانة يتوقف عن التعبير وعقله كاد أن يشل من التفكير........
...............................................
#البارت_الرابع_عشر
#معدن_فضة
#لولي_سامي
قبل اي حاجه احب اشكر كل اللي دعالي ودعى لابني والحمد لله بفضل ربنا ودعائكم ليا ابني أصبح افضل الحمد لله بجد الف شكر لكم
نبدأ البارت
.....................
خرجت كلا من غزل وغرام للذهاب للعيد ميلاد وهم علي الدرج اقترحت غزل على اختها الذهاب لمحل قريب وجلب حلوى قائلة/ ايه رايك يا غرام ناخد حلويات معانا بدل ما ندخل فاضيين؟
تساءلت غرام بتعجب / ندخل فاضيين ليه انتي مش جايبة هدية؟
انا افتكرتك جايبة برفيام ولا حاجه بسيطة شايلاها في الشنطة ؟
توترت غزل وزاغت ابصارها لتحاول جاهدة التحدث دون النظر لأختها فقالت/ لا ......مانا قولتلك متخاصمين وبصراحة مكنتش عاملة حسابي هروح بس لما حسبتها لاقتها عيب يعني بقالنا كتير أصحاب فمينفعش اخاصمها في عيد ميلادها وكمان الدراسة داخله كمان شهر فشكلي هيبقي وحش وسط اصحابنا.
ضيقت غرام عيونها متمتة بصوت سامع/ والله الموضوع ده في إن ،وهعرفها يا غزل، اتفضلي قدامي محل لولي بوب مش بعيد بعدنا بشارعين بس بسرعة علشان منتاخرش انتي عارفه ماما.
ابتسمت غزل لنجاح مخططها لتقول بأعين لامعه/ لا مانا عرفت محل تاني تحفة فظيع بجد وبيعمل حلويات سورية ايه بقي مقولكيش جميلة جدا.
تساءلت غرام بفضول/ فين المحل ده ليكون بعيد؟ وكمان انتي متأكدة أنه كويس ؟ دوقتي يعني منه قبل كدة احنا هنقدم حاجه للناس لازم تكون كويسة.
تحدثت غزل وهي تسحب يدي اختها مسرعة تجاه شارع المحل قائلة/ لا مدوقتش ده صاحبتي قالتلي عليه تعالي بس انا عارفه مكانه صاحبتي شاورتلي عليه مرة ده قريب من هنا.
توجهها كلا من غزل وغرام حتى وصلا لوجهتهم لتسرع غزل وهي تدلف للمحل فسحبت غرام اختها وقالت لها هامسه وهي تزجرها بعيونها / ايه رايحه فين بسرعة كدة ؟ اصبري لازم ندوق منه حاجه الاول قبل ما نطلب طلبنا ،قولتلك الحاجة رايحه للناس وانا اصلا مبثقش في كلامك.
سحبتها غزل لداخل المحل قائلة/ طيب يا ستي جربي اللي انتي عايزاه بس تعالي بقي.
دلفا داخل المحل لتنظر غرام على أنواع الحلوى ونظافة المحل والعمال فلا تنكر إعجابها مبدأيا بالمحل ولكنها وجدت اختها التي من المفترض أن تنظر للحلوى لتختار طلبها وجدتها تتلفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن أحدا ما لتربت غرام على كتفها فالتفتت غزل لها باندهاش منها قائلة/ في ايه يا غرام؟
غرام بتعجب من حال اختها/ في ايه انتي ؟
بتدوري على ايه ولا على مين ؟
غزل ببعض الضيق / مبدورش على حد ،مش قولتي هتجربي حاجه اتفضلي اختاري هتجربي ايه؟
لينتبهوا كلاهما على صوت ياتي من خلف غرام قائلا/ اهلا وسهلا يا فندم شرفتونا ،تحبوا تختاروا حاجه معينة؟
نطق بها يزيد وهو ينظر لغزل مبتسما ابتسامة ترحيبية لتشير غزل لأختها بيدها قائلة/اتفضلي اطلبي اللي انتي عايزاه.
شعرت غرام بالاحراج والتوتر فزغرت لأختها بيعيونها ثم استدارت تتحدث ليزيد الذي فور رؤيته لها شعر وكأن أحدهم قد لكمه على رأسه فافقده الوعي والإدراك من جمال وبراءة ملامحها لينتبه على صوتها قائلة/ ااااه......... لو سمحت كنت عايزه اجرب الكنافة النابلسي، فلو سمحت ممكن قطعتين.
لتتفاجا بغزل اختها قائلة بضيق بين/ متطلبيليش انا مش عايزة وبسرعة علشان نلحق نمشي.
نظرت غرام لأختها بحيرة وتعجب من حالها الذي تغير بالكامل ثم شعرت بالاحراج من الموقف لتلتفت مرة أخري الي الواقف خلفها لتعدل طلبها قائلة/ انا اسفة ممكن قطعة واحدة لو سمحت.
اومأ يزيد وابتسم قائلا/ هتعجبك اوي وعلي ضمانتي بعد اذنك ثانية واحدة .
والتفت ليخبر العامل بتجهيز طلبها كما أضاف من عنده البورمة المميزين بها وأثناء ذلك كانت غرام تنهر غزل بصوت هامس قائلة/ تصدقي انتي عيلة وانا غلطانة اني بسمع كلامك ، كدة تحرجيني قدام الراجل ده غير أن المحل حلويات شرقية مفيش جاتوه ولا تورت يعني هنجيب ايه دلوقتي ؟
لوحت غزل بيدها بتسوف قائلة/ عادي بقي يا غرام انا قولت نغير مش كله تورت وجاتوه .
إدارتها غرام بيدها لتصبح أمامها سائلة إياها بتعجب من حالها/ في ايه يا بت مالك حالك انقلب كدة فجأة ليه؟؟
أنقذها القدر وجاء يزيد يقدم بنفسه علب صغيرة جميلة الشكل مغلقة بإحكام قائلا/ اتفضلوا يارب تعجبكم .
التفتت غرام مرة أخري لتحاصره بنظراتها البريئة وصوتها العذب فوجدته يقدم علبتين برغم طلبها طلب واحد فقالت متسائلة/ انا طبعا متشكرة جدا بس احنا طلبنا طلب واحد وحضرتك جايب اتنين ؟
ابتسم يزن قائلا/ ده الطلب اللي طلبتيه والعلبة الثانية تحية من المحل نتمنى تقبليها ولو الانسه بتاكل حلويات اجبلها بس خوفت لتكون مبتحبش الحلويات اساسا .
شعرت غرام بالتوتر من طريقة حديثه الذي استشعرت فيه بشئ ما ،كما أن نظراته مثبته بها بشكل غريب او هي استشعرت ذلك ليخفق قلبها توترا واحراجا فأخذت العلب لتنهي الموقف وحاولت اشغال نفسها بفتح أحدهم ولاحظت وجود بورمة بها فلم تعلق حتي لا تطيل الحوار وبدأت بتذوق الكنافة التي كما يقولون هي الاختبار القوي لتقييم اي صانع حلوى.
فور أن وضعتها بفمها أغلقت عيونها من جمال مذاقها ليشعر هو وكأنها حكمت عليه بالسجن خلف اهدابها.
اما هي شعرت بقطعة الكنافة وهي تذوب ذوبا في فمها وكأنها قطعة زبدة، اخذت تستمتع بمذاقها اللذيذ وتتصدر همهمات دليل على جمال طعمها لدرجة أنها نسيت من يقف أمامها يتفرس في ملامحها ويستمتع باستمتاعها للمذاق فلم يشعر بحاله وهو يوجه أنظاره لعنقود فمها مطلقا لامانيه العنان لينتبها كلاهما على صوت غزل وهي تقول بتذمر / هاااا..... يا غرام عجبك طعمهم ولا ايه؟
غرااام أخذ يردد اسمها في عقله وهو ينظر لها فشعر وكان اسمها علامه على حاله فهو لم يؤمن في يوم بمقولة النظرة الاولى ولكنه لم يعي ماذا يحدث معه.
لتنتبه غرام لحالها ففتحت عيونها وإذ بها تجده أمامها وينظر لها نظرات غريبة بالنسبة لها.
ارتبك حالها لتخفض عيونها فجأة قائلة بصوت خافت/ اااه...حلوة جدا يسلم ايديهم،شوفي هتختاري ايه علشان منتاخرش.
اومأت غزل برأسها وانطلقت تختار ما اختارته المرة السابقة لتمتم بداخلها قائلة/ يعني ولا اشوفه ولا ادوق الحلويات ده ؟!
ظلت غرام واقفة مكانها وكان أحدهم ثبتها بشئ ما لتجد يزيد يقول/ ريتك ماتبلى .
رمشت غرام باهدابها متعجبة من الجملة فنظرت بتساؤل قائلة/ نعم
رد يزيد بابتسامة هادئة/ بقولك تسلمي وتعيشي وربنا ما يحرمنا من طلتك علينا ،
ثم تحمحم محاولا لحاق نفسه / احم قصدي نورتوا المحل يعني بالمصري....
اومأت غرام واعادت عيونها للاسفل حتى وجدت غزل تقول لها/ انا خلصت هتحاسبي ولا احاسب انا.
حمدت غرام ربها أن اختها تأتي بالوقت المناسب لتخرجها من حالتها التي لم تعي ماذا يحدث معها لتومأ مستأذنة من يزيد / عن اذنك.
وعند التفافها وجدته يقول/ خلاص يا آنسة غرام الحساب علينا المرة دي ،مش انسه برضه؟
لا يعرف لماذا سال هذا السؤال ولا كيف ليجدها ترد بخفوت قائلة/ أيوة آنسة ،بس مينفعش والله ده مش لينا اساسا المرة الجاية أن شاء الله عليكم وبجد الف شكر.
ثم هرولت الكاشير لتدفع الحساب تحت نظرات غزل المستعجلة من حالها لتقول لها مستفسرة / اييييه ؟؟هو الكلام علي ايه؟؟
حاولت غرام التهرب قائلة/ هو ايه اللي ايه ؟ مفيش حاجه طبعا.
حركت كتفيها لاعلى مردفة حديثها محاولة ابعاد تفكير اختها عما يجول به قائلة/ كنت بقوله الحلويات جميلة جدا تسلم ايديكم فقالي كلمة كدة مفهمتهاش وبعدين قالي تسلمي وتعيشي بس كدة.
تذكرت غزل كلمة يزن فقالت لها/ ااااه. هتلاقيه كلمك بالسوري اصلهم سورين.
_علشان كده حلوياتهم حلوة اوي .
قالتها غرام لتؤكد غزل بهدف اخر قائلة/ ااااه ........ حلوين اوي.
وانطلقا لوجهتم كلا يفكر في ليلاه.
............................................
التفت محمد ليواجه أبيه موضحا له كيفية حدوث الأمر بطريقة غير مقصودة ولا تحمل بداخلها كل هذه الشكوك التي ربما تدور باذهان والده كما أن نيته السليمة تجاه أخته ووضع صحتها اولا فوق كل اعتبار كما أنه يرى أن ما فعله چواد مجرد مساعدة صديق عائلة وجار رأى جيرانه في أزمة فأراد أن يساعدهم بقدر استطاعته ولكنه عند التفاته فقد كل مبرراته عند رؤيته لسيارة چواد المصطفة بجانب الرصيف وبداخلها چواد الذي من المؤكد ينتظر ذهابهم وسيصعد للطبيب بعدهم وهنا تلجم لسانه وبدأت الشكوك تثور برأسه هو الآخر خاصة عند رؤيته لمحاولة چواد اخفاء وجهه حتى بدأت تلمع بذهنه شك تجاه چواد واخته وأن كل هذا اتفاق بينهم وخاصة رؤية چواد أمام مدرستها وأنه أساس كل هذه المشاكل ،حتي انتبه على صوت والده الذي كرر سؤاله بضرورة معرفة كل شئ فالتفت محمد ناظرا بوجه لاخته الذي استطلع فيه البراءة لا يصدق ما أشار إليه عقله فقرر تأجيل هذه الشكوك لحين التأكد منها والاهتمام حاليا بحالة أخته إذا كانت بالفعل تعاني من شئ ما .
فرد بكل هدوء على والده الذي ربما وصلت الشكوك لذهنه مثله وحاول التبرير لوالده وكأنه يوهم عقله بكل هذه المبررات فقال/ محصلش حاجه يا بابا الموضوع كله جه بالصدفة مش اكتر .
نطق والده مستفسرا وهو يوجه نظراته تجاه ميار قائلا/ بالصدفة ازاي احب افهم؟
قرأ محمد شكوك والده من نظراته لاخته التي بدورها تنظر للاسفل ولا تعلم ماذا تفعل وكل ما تتمناه وجود اختها ماجدة للاختباء باحضانها من نظراتهم .
حاولت عزة إلمام الأمر فقالت / طب نتكلم في البيت يا جماعة ميصحش وقوفنا في الشارع كدة!
حاول محمد تهداة والده فقال ردا على والدته وهو ينظر لها/ لا يا ماما نتكلم هنا عادي بابا من حقه يعرف كل حاجه علشان ميشكش في حد فينا.
ثم وجه نظره تجاه والده قائلا/ الموضوع أن انا كنت بسال في الشركة عن دكتور كويس فنصحوني بالدكتور ده وحاولت احجز عنده لاقيت مفيش ميعاد الا بعد اسبوعين ،فافتكرت أن چواد كان قالي مرة واحنا أصحاب أنه له صديق دكتور فاتصلت اسأله لو يعرف حد يوصلني بالدكتور ده فلاقيته هو الدكتور اللي يعرفه شخصيا وطلبت منه يتوسطلنا وفعلا حجزلنا عنده .
نطق باخر جملته وهو ينظر لنقطة ما وكأنه يوجه رساله له فالتقطها الاخر عندما التقت العيون ولكن كلا يحمل بنظراته رسالة مختلفة عن الآخر فمحمد يحمل نظرات لوم وخزي وچواد يحمل نظرات اعتذار وخجل مما وصل إليه حاله.
لينتهي محمد علي تساؤل والده قائلا بمعاتبه/ وملقتش غير چواد وتسأله وخلاص مفيش دكتور غير اللي يعرفه سى چواد بتاعكم!
نطق توفيق باخر كلمة وهو يوجه نظراته تجاه ميار التقطها محمد ونظر لأخته الذي شعر بانكماشها وكأنها تختبأ بداخل روحها ولو تستطع مداراة رأسها داخل جسدها كالسلحفاه لفعلت.
حاول محمد إنهاء الأمر سريعا فقال منهيا الحوار / اللي حصل بقي يا حج وحقك عليا انا فعلا غلطان بس كنت حاطط قدامي صحة اختي وحبيت اطمن عليها بسرعة ومفكرتش في الموضوع حقك عليا انا فعلا غلطان.
زم توفيق شفتاه ولم يرى داعي لتطويل الحوار فقرر منهيا وقفتهم قائلا/ يالا شوفلنا اقرب معمل علشان نعمل التحاليل ونخلص وفي الاستشارة هتجيب التحاليل انت وانا للدكتور ولو قال في حاجة في التحاليل بعد الشر تشوفلنا دكتور تاني نتابع معاه يالا بينا.
وتوجهها كلهم تجاه شارع الذي به المعمل وقبل دخولهم بالشارع استمع محمد لصرير اطارات سيارة تحتك بقوة في الطريق فاستدار محمد ينظر تجاه الصوت فرأى سيارة چواد يقودها بسرعة وقوة ويرحل من المكان بأكمله فارتاح قلبه قليلا ولكنه لم يرتاح عقله بعد .
وبداخل السيارة بعد أن علم چواد رؤية محمد له والتقت نظراتهم واستشعر من نظراته باتهامه له وربما شك في ميار ظل يطرق على إطار السيارة واضعا رأسه عليه بقلة حيله وأخذ يأنب نفسه ويجلد ذاته لما يفعله بنفسه وبميار فهو أصبح بكل أفعاله يضع نفسه ويضعها موضع اتهام دون أن يقصد وعند وصوله لهذه النقطة رفع رأسه جاحظا عينيه وأخذ يفكر بشئ آخر وهو كيف حالها لو تم اتهامها بشئ كهذا وهي بين أيديهم هو لم يستطع حمايتها بل هو من اقحمها بهذه الاتهامات ،اخذ يلكم إطار السيارة بقوة أكبر من السابق وكأنه يريد أن تنزل هذه اللكمات على وجنتيه حتي يفيق نفسه مما به ثم أدار محرك السيارة وقادها بعصبيه مطلقة بقوة وسرعة مما صدر عنها صوت صرير الاطارات نتيجة احتكاك إطارات السيارة باسفلت الشارع متوجهها مباشرة الي المكان الذى ترتاح فيه نفسه حيث نهر النيل.
بينما وصلت عائلة ميار الي المعمل وقاموا بعمل التحاليل اللازمة ثم توجهوا إلى منزلهم مباشرة وهم يخيم عليهم الصمت التام فكل واحد بهم يفكر بشكل اخر.
................................................
بعد مدة من الزمن عاد چواد الي منزله فوجد والدته بانتظاره كالعادة تجلس على الأريكة ولكنها اليوم تنتظره بدون تجهم بالوجه وبدون أن تسأله عن سبب تأخره بل وجدها تقول له/ حمدالله على السلامه يا حبيبي مستنياك من بدري .
تعجب چواد من طريقتها فلطالما دائما كانت قلقة عليه ولكن اليوم أسلوبها متغير وكأنها أرادت أن تغير حالته بطريقه اخرى فاستجاب لطريقتها ليرد عليها وهو مبتسما قائلا/ معلش يا خوخه كنت مضايق شوية فروحت قعدت على النيل شوية .
تحدثت اخلاص بوجه بشوش قائلة/ طب تروح تقعد على النيل وتنساني مش عارف اني بحب اقعد عليه من ايام ابوك الله يرحمه ولا مستخسر فيا خروجه معاك .
اقترب جواد مقبلا جبهتها قائلا / يا خبر ابيض انا اطول اقعد مع خوخه علي النيل، نيجي احنا فين جنب الحاج عاصم الله يرحمه .
أمسكت بيده اخلاص قائلة/ كلك ابوك يا چواد الله يرحمه رجوله واخلاق ربنا يديمك في حياتي يا ابني وافرح بيك عن قريب يارب ، يالا ادخل اتشطف وغير عقبال ما احطلك الاكل علشان عايزاك في موضوع مهم.
توجه چواد الي المرحاض وعقله يفكر في ماذا تريده اخلاص والدته حتى انتهوا كلاهما من الطعام واعدت اخلاص القهوة لكليهما ثم بدأت قائلة/ انا بصراحة مش عجبني قعدتك ده وعايزة افرح بيك وباولادك قبل ما اقابل رب كريم .
امسك چواد كفها ولثمه قائلا بصوت حاني/ ربنا يخليكي يا ست الكل ويطول في عمرك يا رب.
ربتت اخلاص على قدمه قائلة/ ويخليك ليا يا غالي ،المهم انا شفتلك عروسة إنما ايه حلوة اوي وبيقولوا أهلها كويسين والبنت متربية اوي ومعاها بكالوريوس اداب بس مبتشتغلش، وانا بصراحة عايزاك تشوفها يمكن تعجبك ايه رايك ؟
نظر چواد لوالدته دون التعقيب على كل ما قالته ،
شعر بتضارب شديد بداخله ولا يعلم ماذا يقول حتى انتبه على سؤال والدته / قولت ايه يا حبيبي؟ نروح نزور الناس وتشوفها !؟
سأل والدته اول سؤال جاء بخاطره قائلا/ وهيقبلوا لبنتهم بواحد سوري ؟
قضبت اخلاص حاجبيها متعجبه من السؤال حتى فهمت ما يقصده فقالت محاولا التخفيف عنه وهي تربت على كتفيه بحنو/ الناس مش زي بعضها يا حبيبي.
اومأ چواد برأسه واستقام واقفا ثم قال/ سيبيني افكر يا ماما وبكرة أن شاء الله هرد عليكي.
وذهب لغرفته مغلقا بابها عليه يريد أن يختلي بحاله بينما ظلت اخلاص مكانه داعيه له بصلاح الحال وهدوء البال.
..............................................
عاد يزن الي منزله ودخل ولكنه وجد المنزل هادئا لا ينم عن وجود أحد به فعرف أن أخيه لم يأتي بعد فجلس قليلا يفكر مع نفسه في طريقة للوصول إلى ما يشغل باله قائلا لنفسه/ انا تعلم عليا بت مفعوصة زيك ، انا بس اعرف اوصلك وهلففك حوالين نفسك ،اصبري عليا يا ......
ااااه كمان مش عارف اسمها ! هوصلها ازاي ده ؟؟
ثم أمسك بجهاز التحكم بالتليفاز وأضاء التليفاز وظل يقلب بقنواته وعقله شاردا حتى وجد مشهد وكأنه أضاء له مصباح بعقله فلمعت عيونه وانفرجت شفتاه بالنصر
قائلا/ يااااااس كانت تايهه عن بالي ازاي !؟
ثم صفق بيده وقال مفتخرا بذاته / دانا يزن الجن ،والنبي لعفرتك واردلك اعرفك يعني ايه تجاهل ،انا انا يزن تتجاهلي كلامي انا!!!
ثم وجد أخيه يفتح الباب بمفتاحه الخاص فقال له/ حمدالله على السلامه يا باشا تعالي انا جايب اكل ومستنيك .
دخل يزيد لم يستمع لكلمة واحدة مما قالها يزن متوجهها إلي غرفته شارد الذهن فيما سلبت عقله بعيونها وعفويتها.
تعجب يزن من حالة أخيه فقال معلقا/ مبيردش ليه ده ؟ معقول يكون زعلان علشان مشيت من المحل بدري ؟؟ بس ده مهزقنيش حتى!!
يالا ملوش في البيتزا نصيب أما اكل انا .
فتح علبة البيتزا وأخذ يلتهم ما بها بشهية مفتوحه ويتخيل ما سيفعله بالبنت وعند كل فكرة يضحك بصوت عالي لدرجة من يرى حاله يعتقد أنه قد جن .
حتى توقف علي انتباهه أن البيتزا قد انتهت فقال لذاته/ والنبي طلع التفكير فيكي بيفتح النفس يالا كنت ناوي اسيب قطعة ليزيد بس شكله ملوش نصيب.
ترك كل شيء كما هو وذهب لغرفته ملقيا نفسه على الفراش ولم يشعر بحاله بعد لحظات فقد ذهب في سبات عميق من كثرة الطعام.
..................................................
بمنزل ميار دخل الاب والام لغرفتهم فقالت عزة مستفسرة عن حالة زوجها/ مالك يا توفيق الصبح بحال وعند العيادة اتغير حالك ودلوقتي بحال تاني مالك بس؟
جلس توفيق علي اقرب مقعد مطلقا تنهيدة حاره من صدره قائلا/ مش عارف يا عزة حاجات كتير اوي متلخبطة جوايا ،
ايه اللي يخلي جواد يحجز لبنتك الموجودة عند الدكتور؟
عزة بتلقائية/ ما محمد قالك أنه هو اللي سأله.
توفيق بشك / بس كلام محمد في حاجة ناقصة أو مش مطمن له ،انا خايف ليكون حسن ضرب بنتك لما عرف انها علي علاقة بچواد وأخوها محمد عارف وبيداري عليها .
ساعتها مش هقدر افتح عيني في حسن وتقريبا علشان كده مجاش وبعت أمه.
تعجبت عزة من تفكير توفيق وقالت معارضه له / ايه اللي بتقوله ده يا توفيق بنتنا مش كدة ابدا ومحمد كمان مش كدة ، بطل الأفكار السودة ده وادعي أن بنتنا تكون بخير ،
وكمان حسن ايه اللي بتفكر فيه ؟ ده حتى مهانش عليه يتصل ويطمن علي بنتك !
ضيق توفيق عيونه قائلا/ ماهو ده اللي مخليني اشك في الموضوع مش يمكن بنتنا اللي غلطانة وأخوها بيداري عليها!؟
قضبت عزة حاجبيها قائلة/ قصدك ايه يا توفيق بالكلام ده ؟ هتعمل ايه؟
لوح توفيق بذراعه واستقام ليغير ملابسه قائلا بقلة حيره/ انا عارف بقى ؟
اهو كل اللي كنت بفكر فيه الصبح اتلخبط تاني دلوقتي ،
بكرة الصبح لازم افهم ايه اللي حصل بالظبط يوم ما حسن ضربها علشان اعرف هتصرف ازاي بعد كدة ،ولما ربنا يطمنا عليها يحلها الف حلال.
................................................
بغرفة ميار جلست بفراشها منكمشة على حالها جالبه قدماها الي صدرها واضعه رأسها بينهم حتى رأتها ماجدة بهذه الصورة اخذت تسألها على ماذا حدث لهم بالخارج لتسرد ميار لأختها كل ما تم ونظرات ابيها واخيها إليها وكيف يشكون بها وهي لم يكن لديها علم بحجز چواد للطبيب وظلت تحلف لأختها بعدم معرفتها لشئ واجهشت بالبكاء لتأخذها ماجدة باحضانها وتربت على صدرها قائلة/ انا مش عارفه كل شوية الموضوع يتعقد كدة ليه ؟؟ معلش حبيبتي كله هيعدي أن شاء الله.
فقالت ميار بين دموعها بصوت متقطع من كثرة البكاء / انا ....خا...يفة.....اوي.....يا ....ماجي.
أمسكت ماجدة بوجهها ناظرة داخل عيونها محاولة بث الطمأنينة بها قائلة بأسلوبها المرح/ وحياة ماجي ده ما هخلي حد يعملك حاجه، متخافيش حبيبتي ،
بصي انتي لسه اجازتك مخلصتش و انا غايبة بكرة من الجامعة ياااااالا انا اصلا بتلكك وقاعدة معاكي ابقي خلي حد بقى يقولك كلمة واحدة ،
بس نامي انتي واهدي وكله هيعدي أن شاء الله.
ثم اخذتها باحضانها وظلت تربت عليها وتهدهدها حتي ذهبت بسبات عميق بينما ظلت ماجدة تفكر في حال اختها ومحاولة إيجاد حلا لها حتى هداها عقلها لفكرة ما واقدمت على تنفيذها في الحال ف.........................
#البارت_الخامس_عشر
#معدن_فضة
#لولي_سامي
الطيبون لا تتغير صفاتهم مهما تبدلت احوالهم.
دخل جواد غرفته بعد حواره مع والدته والاتفاق معها بالذهاب لرؤية الفتاة فقط والتعرف عليها ليس أكثر من ذلك ،ثم سيقرر بعد هذه المقابلة على ما سيتم .
جلس على الفراش شارد الذهن في حديث والدته له.
ظل يفكر كيف وافق علي التفكير في الامر؟ كيف له أن يظلم فتاه أخري معه ويعيش معها بدون مشاعر ،كيف سيتعايش معها بدون قلب ليفكر لما لم يجرب؟ ويسمع كلام والدته ونضال ويرى فتاه أخري ربما اعجب بها أو حتى ارتاح قلبه ولو قليلا لها وهنا تذكر حديثه مع نضال .....
Flashback...
_ علشان حما*ر
نطق بها نضال ليعلق چواد قائلا :
_ ليه يا ابو العريف افتينا يا استاذ ،
ازاي هتعامل واعاشر بنت ناس من غير مشاعر ولا احاسيس ؟
استهزأ نضال من حديثه قائلا :
_ والله شكلك فاهم الدنيا غلط ،مشاعر ايه وأحاسيس ايه اللي بتتكلم عليها ،روح كدة أخطب اي بنت هتلاقيها تاني يوم منزله صورتكم في الخطوبة وكاتبة عليها حبيب قلبي،
حبتك امتى ولا فين ؟
مش مهم، يا بابا
فوق مش كل الناس عايشه بالحب !
نظر للاعلى ملوحا بيده وكأنه يصف اللا معقول :
_ الحب ده يا ابني شئ كدة وهمي اخترعناه بنفسنا علشان الدنيا تمشي وتكمل.
علق چواد متعجبا من حديث نضال قائلا :
_ افكارك غريبة يا نضال وبرغم كدة بسمعلك معرفش ليه!؟
نضال يتفاخر من ذاته :
_علشان بنقلك للواقع يا ابني ،اصل يا چواد الحب ده مش اكل وشرب يعني نقدر نستغني عنه ونتعايش من غيره ،فمتجيش تقولي مش قادر اعيش.
جواد بموافقة :
_ معاك أنه مش شئ أساسي ممكن نستغنى عنه بس برضو بيسهل حاجات كتير وبنستحمل اللي منستحملوش علشان اللي بنحبهم والحياه الزوجية تحمل صعاب لو محبتش اللي معايا هستحمل عيوبها ليه؟
وهي لو مش بتحبني هتستحمل ظروفي وعيوبي ليه؟؟
_ يوووووه لحاجات كتييير جدا.
نطق بها نضال معلقا على سؤال چواد واردف مكملا :
_ في بيستحمل مراته علشان بنت اصول استحملته رغم عيوبه وظروفه وفي بتستحمل جوزها علشان صاينها وصاين العشرة وبيعاملها بالمعروف ومعتقدتش انت ممكن تبهدل معاك بنات الناس مهما كنت لسه مبتحبهاش ،في حاجه اسمها عشرة احيانا بتكون اقوى من الحب ، انا مبنكرش أن في حب بدليل حب الام لأولادها وحبي ليك يا جدع وحبي للي ما يتسموا يزن ويزيد ،
رفع شفتيه دليل على الإنكار وأكمل قائلا :
_ لكن مفهوم الحب بين الراجل والست ده مش هاضمه ،أو تقدر تقول مش أساسي عندي ، حاول تختار بعقلك يا چواد علشان ترتاح وتريح اللي حواليك ،
بالوقت كل ده هيتنسي ،اسمع مني يا صاحبي.
❈-❈-❈
Comeback....
عاد چواد من شرودة على صدوح هاتفه بجزلانه فأخرجه ليتعجب من رؤية المتصل وفي هذا التوقيت المتأخر ،
ولكنه لم يتردد لحظة واحدة في الاستجابة علي طالبه ففتح الخط سريعا ليجد قبل أن يرد صوت ماجدة تصرخ به قائلة :
_ بص يا چواد لآخر مرة بقولك اهو ابعد عن اختي احسنلك وكفاية اوي اللي هي فيه بسببك.
بجد هي تعبت وكلنا تعبنا ده لا يمكن يكون حب ،
لو بتحبها يا اخي خليها ترتاح في عيشتها مش جايبلها الكلام من القريب قبل الغريب.
شعر چواد بالخجل من نفسه لينطق معتذرا :
_ بجد انا مش عارف اعتذر ازاي ،انا اسف فعلا.
لتكمل ماجدة باقي حديثها بنفس أسلوبها المندفع والتجهم قائلة :
_ لا مش كل يوم والتاني تعمل حاجه وترجع تعتذر والبنت هنا هي اللي تشيل الطين انت متعرفش حالتها بقت ايه ،
ارحموها بقي .
انتظرت ماجدة ردا من چواد ولكنه آثر الصمت فحتى الاعتذار لم يعد له فائدة ،شعرت ماجدة بأنها تخطت حدودها فزمت شفتاها قائلة بصوت أقل حدة عن السابق :
_ چواد انا عارفه اني زودتها بس برضو انت ميرضاكش الحالة اللي ميار فيها ،ده بابا ومحمد بدأوا يشوكوا فيها انها على اتفاق معاك تخيل !!
نطق چواد اخيرا ليؤكد لها براءة ميار فقال :
_ والله ابدا ملهاش ذنب في حاجة المواضيع كلها جت صدفة حتى لما محمد شافني عند العيادة كنت عامل حسابي اروح بعد الميعاد بنص ساعة علشان محدش يشوفني بس الحظ بقي خلاه شافني ومن ساعتها وانا فعلا قلقان عليها .
❈-❈-❈
تعجبت ماجدة من الحوار لتتساءل :
_ عيادة ايه ومحمد شافك ازاي ؟؟ محدش يعرف الموضوع ده.
بدأ جواد يسرد لها سبب ذهابه للعيادة وهو الاطمئنان على ميار من الطبيب دون إزعاج أحد أو حتى الاتصال بها ولكن رؤية محمد له غيرت مجرى الأمور لتتساءل ماجدة :
_ طب وبابا شافك ؟؟؟
رد جواد :
_ مظنش لانه كان مديني ظهره هو وميار ووالدتك ،محمد بس اللي شافني
لتعقب ماجدة وكأنها تحلل الأمر وتفكر به بصوت عالي قائلة:
_ علشان كده محمد كان بيبص لميار كل شوية وفكر أن ممكن يكون في حاجة بينكم .
أطلق چواد زفرة عالية ثم قال :
_ متقلقيش يا ماجدة انا هريحكم خالص وهبعد عن ميار كل الشكوك بس طالب طلب صغير وارجوكي مترفضيش!
لم تفهم ماجدة ماذا يعني باراحتهم ولكنها قالت :
_ اتفضل قول لو في إمكانية ومفيهوش غلط عليا أو علي اختي معنديش مشكلة.
بلع چواد ريقه وقال :
_ هبقي اتصل بيكي من وقت للتاني تطمنيني على ميار وخاصة بكرة وصدقيني هتسمعي اخبار هتريحكم كلكم.
انتهت المكالمة ليقرر چواد أمر ما حتى يبعد كل الشكوك عن ميار فإذا لم يسعدها فلن يكون سبب بشقائها .
❈-❈-❈
بعد أن أنهت ماجدة من اتصالها بچواد وضعت هاتفها بجزلانها ودلفت من الشرفة لداخل الغرفة واطمئنت أن اختها مازالت في سباتها فجلست بجوارها واراحت ظهرها للخلف وأخذت تفكر في كلام چواد وكيف سيريحهم جميعا حتى غفت وهي علي وضعها.
❈-❈-❈
بالصباح استيقظ محمد مبكرا وأجرى مكالمة هاتفية بماسة التي إجابته فور رؤيتها لاتصاله ليقول لها بعد التحية :
_ لو سمحت يا ماسة عايز اقابلك ضروري النهارده بعد الشغل هعدي عليكي .
استشعرت ماسة صلابة حديثه ليختلج قلبها قائلة باستفسار :
_ في حاجة حصلت يا محمد ميار كويسة؟؟
أراد أن يطمئنها فقال لها :
_ اه الحمد لله افضل كتير بس انا عايز اقابلك قبل ما إجازتها تخلص وترجع الشغل علشان عايز اتأكد منك في موضوع مهم.
اومأت ماسه برأسها لتؤكد على طلبة قائلة :
_ تمام هستناك قدام المدرسة أن شاء الله بعد الشغل .
اغلق محمد الهاتف بعد أن شكرها ولكنه نهر نفسه على أسلوبه الفج معها قائلا لذاته :
_استغفر الله العظيم يا رب هي ذنبها ايه بس؟؟
ولكنه أراد أن يتأكد منها ما إذا كانت تعلم بشئ بين چواد واخته ام لا ؟ وهل حديثها عن معاملة حسن مع اختها صحيح ام به بعض المبالغة؟؟
اجل سيقابلها ويسألها بكل وضوح وسيشتشف صدق كلامها من تعابير وجهها فهو يعلمها جيدا لا تستطيع الكذب .
❈-❈-❈
بعد ساعة استيقظ كلا من بالمنزل لتفاجأ الام بعدم ذهاب ماجدة لكليتها واستقرارها بأحضان اختها ،تركتهم وذهبت لإكمال الافطار بينما توفيق يجلس بغرفته علي مقعده المفضل داعكا بكفيه جبينه تتقاذفيه الافكار وتفعل بها الافاعيل وتتلاعب به الشياطين يفكر ما إذا كانت ابنته أخطأت بشئ ما وربما تفتعل كل هذه المشاكل من أجل الخلاص من هذا الزواج حتى تتزوج من چواد ،ولكنه يعلم ابنته فشخصيتها بعيدة كل البعد عن هذا الدهاء، ولكن لحظة ربما يكون لچواد يدا في هذا وهو من يخطط لها كل ذلك ،هو يعلم ابنته جيدا بريئة وتثق بالناس سريعا ،لذلك يجب أن يتأكد بنفسه ولم يعتمد على كلام ابنه فقرر أن يحاول استجوابها اليوم عن كل ما تم وبالتفصيل الممل فهي لا تكذب ابدا.
تجمعوا جميعهم على مائدة الإفطار يخيم عليهم جميعا الصمت تعصف بهم الأفكار منهم من يتحفز لاي رد من الاخر ومنهم من يختلج صدره وتتسارع ضربات قلبه من شدة الخوف.
ينظر توفيق تجاه ماجدة رغم تعجبه من عدم ذهابها للجامعة اليوم ولكنه توقع السبب فالمؤكد أنها تجلس من أجل الدفاع عن اختها ،حسنا فليدعها فهو يحتاج من يقلل من حدته أثناء النقاش وماجدة الوحيدة من تستطيع فعل ذلك.
انتهوا من الطعام بدون أن يتذوقه أحد لتستقيم عزة فيقول لها توفيق :
_ اقعدي يا عزة انا عايزكم كلكم دلوقتي.
ثم نظر تجاه ميار التي ظلت تنظر للاسفل واشتدت حمرة وجهها من شدة القلق قائلا لها :
_ انا عايز اسمع منك يا ميار كل حاجه حصلت من ساعة اليوم اللي اتاخرتي فيه بره ،انا ساعتها سمعت من اخوكي بس غلطتي اني مسمعتش منك.
لتنطق ماجدة محاولة اللحاق باختها قائلة :
_ ماهي قالت إنه ضربها علشان....
قطع توفيق حديث ماجدة زاجرا لها قائلا بنبرة لا تقبل الإعادة/ انا قولت اسمع من ميار وبعد كده هيبقي اسيبك تدافعي عنها براحتك .
ثم وجه نظره لميار التي توجهت لها باقي الأنظار .
حاولت ميار رفع بصرها ولكنها لم تستطع أمسكت بيدي اختها من أسفل المنضدة لتضغط ماجدة على كف اختها لتشجيعها على التحدث وبث الطمأنينة بقلبها أنها بجوارها لتبدأ ميار بالتحدث وهي ناظرة للاسفل بنبره مرتعشه وبدأت تسرد كل ما تم منذ مقابلة أخيها لها أمام المدرسة وبصحبته چواد ثم قرارها هي وماسه أن يكملوا طريقهم سيرا على الاقدام لتصل بيتها في وقت متأخر عن ميعادها وكيف عاملتها حماتها فور وصولها وما تم من حسن بناء على حديث والدته ،كادت أن تكمل ميار باقي سردها ولكن توفيق قد توصل لما يريده ،او لما توقعه عقله ليطرق على المنضدة بشدة فارتجفت القلوب كاهتزاز الاواني التي بالمنضدة،وجفت الحلقان ليجهر توفيق قائلا/ يعني كنتي بتقابلي چواد وراجعة تشتكي من جوزك يا بجحة!؟ انا كنت حاسس ان في حاجة مش مظبوطة ،واخوكي ال*** بيداري عليكي.
حاولت عزة تهدأة توفيق فربتت على كتفه وهي تقول :
_ يا توفيق بنتنا متعملش كدة ،بنتنا متربية.
_كنت فاكرها متربية.
هدر بها توفيق وهو ينظر تجاه ميار الذي وجدها تزرف دموعا وهي تحرك راسها غير مصدقة لما تسمعه.
ليكرر سؤاله ربما لاحتياجة لسماع الإجابة واضحة بدون توقعات فسألها بوضوح :
_ قابلتي چواد يومها ولا لا ؟
أجابت ميار على سؤاله بتكرارها لكلمة واحدة والدموع تنهمر من حدقتيها :
_ صدفة ،والله العظيم صدفة.
اهتز قلب توفيق بنبرة صوتها ولكنه لم يهدأ بعد ليكرر علي سمعها تفاصيل المشهد التي ربما لم تراه هي كما يراه هو :
_ بس قابلتيه وفي الشارع يعني ممكن يكون حد شافك من أهل حسن او حد وصلهم حاجه علشان كده عملوا معاكي كدة وساعتها مقدرش افتح بوقي معاهم.
وهنا فاض بماجدة الكيل لتنتفض قائلة :
_ ازاي يا بابا متقدرش تتكلم معاه ؟ اولا قالتلك صدفة ، ثانيا كانت مع ماسة ومحمد اخوها موجود ،يعني محدش يقدر يقول على اختي كلمة واحدة.
ليهدا توفيق قليلا لتذكره امر وجود ماسة ومحمد بهذه المقابلة وكأن هذه النقطة غابت عن باله أثناء تفكيره،
ليجلس على مقعده وبرغم تسارع أنفاسه إلا أنه قال بكل هدوء :
_ بس اللي في الشارع شايف واحدة متجوزة مع واحد غريب واي حد عايز يألف حاجه هيألفها وببساطة ممكن يقولوا أنها كانت لوحدها الناس مبترحمش.
لتنطق ماجدة مرة أخري وكأنها تتحدث مع أفكار والدها وتناقشها قائلة بنبرة هادئة :
_ بس ده بنتنا وعارفين تربيتها كويس ومنسمحش لحد يجيب سيرتها بكلمة واحدة، ده غير أن محمد كان موجود يقدر يخزأ عين اي حد يتكلم.
زاغت عينه يمينا ويسارا تعبيرا عن تفكيره في أمر ما بعد برهه قال وكأنه يسرد ما توصل إليه عقله :
_ ممكن يكون وصل كلام لجوزها أو لحماتها وكتر خيرهم مرضيوش يتكلموا وده اللي يبرر عدم سؤالهم لحد دلوقتي .
سخرت ماجدة بداخلها وامتعض فمها هامسة بداخلها :
_ كتر خيرهم ،والنبي انت طيب يا بابا، ينقطع خيرهم البعدة.
بينما ميار اخذت تأنب نفسها متبعة اسلوب جلد الذات هامسه لذاتها :
_ ده جزاتي علشان كنت لابسه السلسلة بتاعته ،انا مش قصدي يا رب والله ما قصدي.
ليقطع تفكيرهم توفيق قائلا بقراره النهائي :
_انا هتصل على حسن واقوله نطمن على ميار ويجي نتكلم علشان تروح معاه بس بعد ما نتفق.
اتسعت حدقتي ماجدة قائلة :
_ يعني ايه يا بابا انتي اللي تتصل بيه وكمان تقوله أنها هتروح معاه.
نظر لها توفيق قائلا بجدية :
_ يعني لازم اجس نبضه إذا كان سمع حاجه عن بنتي ولا لا ؟
علشان اعرف اشوف هتصرف ازاي ،ولو طلع مسمعش يبقي نحمد ربنا أنها عدت علي خير ونلم الليلة بعد ما نحط النقط على الحروف ،
بس برضه لازم نحط في بالنا أننا غلطانين فمنوسعش المشكلة اوي.
_بس يا بابا.......
نطقت بها ماجدة معارضة لوالدها ولكنه لم يمهلها لينتفض واقفا قائلا :
_ خلص الكلام.
وتوجه مباشرة الي غرفته وكأنه يهرب من شبح نظراتهم لتتبعه زوجته عزه بعد أن نظرت لبناتها وهي تزم شفتيها بقلة حيله وحركت رأسها يمينا ويسارا بكل أسف .
❈-❈-❈
استيقظ چواد واستعد للذهاب لعمله فأخذت اخلاص تدعو ربها أن يريح قلب وبال ابنها .
وصل چواد للمحل مشغول البال شارد الذهن لا يتحدث كعادته ولا يتحاور برغم تحاورهم معه بعد أن فجر قنبلته في حديث الصباح ثم انقطع كلامه بعد ذلك وظل يعمل فقط ،
قلق عليه أصدقاءه كثيرا ليتواصلوا مع نضال فهم يعرفون أنه هو الوحيد من يستطيع أن يخرجه من هذه الحالة .
بعد مرور وقت ليس بكثير وصل نضال الذي دلف مباشرة الي چواد ليجده جالسا بكل هدوء يدعي الانشغال بكثير من السجلات امامه ليمد يده نضال ويغلق كل السجلات التي أمام چواد ليقول له چواد :
_ حمدالله على السلامه.
جلس نضال علي المقعد المواجهه للمكتب وهو يسأله باستنكار :
_ الله يسلمك ،ايه كنت مشغول ولا حاجه!؟
ابتسم چواد نصف ابتسامة ثم قال :
_ ولا كنت شايف حاجه من الأرقام اللي قدامي.
ابتسم نضال بدوره قائلا :
_ كنت متاكد علشان كده قولت اقفلهم ملهمش لازمه.
اومأ چواد برأسه وارجع ظهره بالمقعد للخلف ثم أردف نضال سائلا إياه :
_ مالك بقي ؟ يزيد ويزن قلقوني عليك.
حرك چواد كتفيه لاعلي قائلا :
_ معرفش هما كبروا الموضوع اوي ،كل اللي قولته اني رايح اشوف عروسة النهارده.
رفع نضال حاجبيه متعجبا فقال :
_ بسرعة كدة لحقت تقتنع بكلامي امبارح ولاقيت كمان عروسة.
ابتسم چواد قائلا :
_ لا وحياتك ده زي ما يكون كنت متفق عليا انت وام جواد روحت لاقيتها مستنياني علشان تقولي على عروسة.
استحسن نضال الفكرة فقال :
_ كويس جدا وبعدين؟
_وبعدين يا سيدي رايح يشوفها بذمتك ده منظر عريس رايح يشوف عروسة!؟
علق بها يزن وهو يدلف من باب المكتب ليسأله نضال قائلا :
_ اه يعني انت معترض على شكله بس!؟
جلس يزن بالمقعد المقابل لنضال وهو يقول :
_ ولبسه يا عم ده بيقولك مش هيغير هيروح كدة ،ده شكله عايز يطفشها من اولها.
_ ويروح يشوف بنات الناس ليه وهو لسه قلبه وباله مشغولين؟ مستعجل على ايه ؟؟ ما يصبر شوية.
نطق بها يزيد وهو دالفا للمكتب ساحبا مقعدا بيده ليجلس بجوارهم فيعلق چواد قائلا وهو ينظر تجاه نضال :
_ اهم بالحال ده من الصبح ومش عارف اسكتهم حتى.
نظر نضال ليزيد قائلا :
_ ايه المشكلة بس يا يزيد لما يشوف بنت مش يمكن تعجبه؟
عقد يزيد حاجبيه قائلا :
_ طب مش لما يهيأ نفسه لكدة ولا هو بيضحك على نفسه وبيريح والدته والسلام ،ليه يدخل بيوت الناس وهو عارف يا اما هيرفضهم يا اما هيرفضوه بالحالة اللي دخلهم بيها.
نطق يزن معلقا على أخيه قائلا بمرح :
_ اهو اللي ملوش في الستات قالها عايزين ايه تاني؟
نكزه يزيد بمرفقه قائلا بنبره خشنه محذرة :
_ ايه ملوش في الستات ده هتجبلي شبهه يخرب عقلك، ما تحسن ملافظك يالا.
اتسعت أعين يزن معتذرا قائلا وهو يضحك :
_ لا مش قصدي طبعا يا باشا دانت ليك وبالجامد اوي كمان ،اقصد يعني ملكش في تلاكيك الحريم .
ضحك كلا من چواد ونضال ليعلق نضال قائلا :
_عملتها ازاي ده يا چواد خلتهم يتفقوا على رأي واحد ؟
ثم اعتدل ليتحدث بجديه قائلا :
_ بس بصراحة عندهم حق لو انت لسه مش مقتنع بالخطوة على الأقل تلبس وتفرد وشك شوية انت مش رايح عزاء.
ثم استقام نضال واقفا مشيرا لكلا منهم قائلا :
_ يالا بينا فورا هتروح وتروق نفسك وهنخليك الباشا چواد على حق ،عندنا كام چواد احنا.
بعد اعتراض من چواد لم يسمحوا له أصدقاءه بتنفيذ ما يريده وخرجا جميعهم متوجهين لمنزل چواد لتهيأته كما ينبغي.
❈-❈-❈
دلفت عزة خلف زوجها الي غرفتهم وأغلقت خلفها الباب تحاول معاتبته عن سوء ظنه بابنته فقالت له :
_ ايه اللي عملته ده يا توفيق ؟ هي البنت ناقصة ؟ حرام عليك ده مفطورة من العياط برة، ومريضة وعايزين نطمن عليها مش نشك فيها ونحرق دمها بزيادة.
زفر توفيق أنفاسه قائلا :
_ غصب عني يا عزة لما حسيت أن في حاجة غلط خوفت علي بنتي ليكون چواد ده ضاحك عليها ومشيها وراه ،وانا مش هستحمل على بنتي نص كلمة ،فكان لازم افهم الموقف كويس علشان اعرف اتصرف.
عزة بمعارضة :
_ واديك فهمت الموقف تقوم تتصل انت باللي ما يتسمى وترخص بنتك!؟
حاول توفيق تبرير موقفه قائلا :
_ انا مش برخصها يا عزة انا عايز اعرف وصله حاجه ولا لا؟؟ ماهو ساكت وانا مش فاهم سبب سكاته ده ايه؟؟
واصلت عزة اعتراضها قائلة :
_ سبب سكاته قلة اصل اول ما عرف هو وأمه أنها مريضة ،وبرضه انا عند رايي متقلوش تعالي خد بنتنا!
توفيق بتفكير مضيفا عينيه وقال :
_ مانا عايز انكشه ومش عارف اجيبها ازاي؟
ثم صمت قليلا واردف مكملا :
_ سيبيها على الله.
بينما محمد بعد أن انهي عمله توجه مباشرة الي مدرسة ماسه ليقابلها ويتعرف منها على كافة التفاصيل التي أخذت ماسه تسردها إليه وتؤكد على براءة ميار من اي اتهام بل وتؤكد على سوء معاملة حسن وعائلته لميار وعدم رغبتها في اخبارهم حتي لا يسوء الوضع .
كان محمد يستمع إليها بكل تركيزه واهتمامه وبرغم تأكده من اخلاق أخته ولكنه أراد أن يطمئن قلبه أن كل ما تم كان بمحض الصدفة وأن يكون لديه كل العلم بصغائر الأمور حتى يستطع ان يقطع السنة من يتفوه ببنت كلمة تخص أخته في يوم من الايام.
انتهت المقابلة التي لطالما تمناها كلا من محمد وماسه ولكنها تمت مغايرة تماما عن امنياتهم بل وبعيده كل البعد عن مخططاتهم الرومانسية.
فقد بدأت المقابلة وانتهت علي التحدث عن أخته وأحوالها كما أن محمد كان في مزاج سئ للغاية وماسة كانت في وضع الاستجواب فشعرت بالتوتر من كثرة اسئلته ،ولكن من ايجابيات هذه المقابلة إذا ذكرنا لها إيجابيات أنها حملت لكلا منهم طابع ارتياح ومصداقية وثقة لابعد الحدود فنتائجها تخطت التوقعات.
بعد مقابلة محمد وماسة قرر محمد السير قليلا بمفرده حتى يرتب أفكاره ويهدا من نفسه قليلا فاوقف سيارة لماسة واركبها وبقى بمفرده يفكر في كل ما استمع إليه منها.
❈-❈-❈
في المساء توجه كلا من چواد ووالدته الي منزل العروس وبعد إلحاح من أصدقاءه ارغموه أن يغير ملابسه وحاولوا معه أن يرتدي بدله ولكن مع رفضه الشديد فتوصلوا الي ان يرتدي قميص من الجينز الخفيف ذو اللون اللبني الخفيف وبنطال جينز اسود ليدلفوا كلاهما الي منزل العروس ويجلس كلا من چواد ووالدته مع والد ووالدة العروس.
بعد الترحيب بدات اخلاص بالحديث العام بتعريف چواد عليهم والمدح به وباخلاقه وسبب بقائهم بمصر.
ظلت اخلاص تتبادل أطراف الحديث مع والد ووالدة العروس وبرغم استماعه للحوار ولكنه كان في عالم آخر تتصارع داخله الكثير من الأفكار والأحاسيس حتى لم يشعر بدلوف العروس الا عندما قدمت يدها إليه بالعصير قائلة :
_ اتفضل العصير.
نظر لها چواد عاقدا حاجبيه وبرغم اقترابهم من بعض الا انه لم يرى ملامحها جيدا أخذ كأس العصير وكأنه اتخذ قراره منها بدلا من كأس من العصير فوجه نظره تجاه والدته معتذرا عن الحوار الذي يعرف مساره جيدا قائلا :
_ بعد اذنك يا ماما.
ثم التفت بنظره لوالد العروس وهو يضع كأس العصير أمامه على المنضدة دون الارتشاف منه قطرة واحده قائلا :
_ بعتذر يا عمي عن إطالة والدتي في الحوار بس احنا جايين النهارده علشان نتعرف عليكم و..............
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا