القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية معدن فضة الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)

 رواية معدن فضة الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون  بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)




رواية معدن فضة الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون  بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)


#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٢٦

جحظت عيون غالية وتمتمت بصوت مسموع قائلة / 

_ الف حمد وشكر لك يا رب.

سمعها أخيها فاروق من الناحية الأخري فسأل بلوم متعجبا /

_  بتحمدي ربنا أن ابني اتكسر يا غالية.

انتبهت غالية لما نطقت به فحاولت تصحيح موقفها فقالت /

_  لا يا حبيبي بعد الشر عليه انا بحمد ربنا انها جت على قد كدة .

زفر فاروق زفرة عالية ثم قال بصوت حزين /

_  اه صحيح الحمد لله انها جت على كدة ده كانت حادثة جامدة ولولا ستر ربنا كنا هنضطر نعمل عملية ونركب شرائح  ،بس الحمد لله الدكتور طمنا متقلقيش كلها شهرين أن شاء وهنيجي ،

انا بس قولت اتصل بيكي علشان هناخر الخطوبة شوية.

تنفست غالية الصعداء حتى شعرت أنه سمعها ثم أسرعت قائلة / 

_ وماله يا اخويا براحتكم خالص اهم حاجه صحة حازم والف حمد الله على سلامته تاني .

أنهت المحادثة وكادت أن تقفز من الفرحة فاجرت هاتفا اخر بفؤاد التي أخبرته بالأمر فقال بصوت فرح لفرحتها / 

_ الحمد لله دلوقتي تقدر نتكلم ونتفق براحتنا ولو على طلب كتب الكتاب هخليه هو اللي يطلبه ان يكون مع الخطوبة ماهو برضه مش معقول يدخل ويخرج عليكم وانتوا اتنين حريم لوحدكم ولا ايه غالية؟؟

شعرت أنها ليست بمفردها من تفكر في هذا الامر فهو طلب شائك وسيظل بتاريخ حياة ابنتها الزوجية انتبهت من غفلتها على حديث فؤاد قائلا/

_  هتفضلي لوحدك كتير يا غالية ؟؟ 

مش آن الأوان بقي تسمحيلي ابقي سندك بعد ربنا ؟؟

بكرة البنت هتروح مع عريسها وهنفضل انتي وانا لوحدنا نتعكز على بعض.

شعرت غالية بتوتر شديد برغم أنها مازالت تكن لوالد ماسة كل الحب والاشتياق ولكنها حقيقة تحتاج من تستند عليه وخاصة أمام أخيها بعد أن تفعل فعلتها الشنعاء من وجهة نظره.

فاقت من شرودها علي صوته وهو يقول/ 

_ علي العموم انا بكرر طلبي يا أم ماسة ومش عايز منك رد دلوقتي ،هسيبك تفكري وتحسبيها واعرفي أن اللي فات مش زي اللي جاي .

علي العموم بلغي خطيب بنتك أن شاء هقابله الاسبوع الجاي يوم الجمعة أن شاء الله واتمنى الاقي ردك في وقتها ،

استودعكم الله.

أغلقت غالية الهاتف وهي بحالة شرود تام وعقلها مشوش .

هل فعلا السابق ليس كالتالي ؟

تعلم أنها ضعيفة أمام أخيها وأولاده وجبروتهم وأنها تحتاج لمن يقف بجوارها ويكون لها ولابنتها السند بعد الله فخالها فهو سيكون ندبه في حياتهم وحياة ابنتها تحتاج للدرع الواقي تحسبا لأي ظروف .

ولكن هل صبرت كل هذه الأيام حافظة على العهد ووفيه لزوجها لتخونه في اخر العمر .

استقامت لتقف أمام صورة حبيبها وزوجها مراد كما تفعل دائما عندما يستصعب عليها الامر فهو كان ومازال مرشدها ومنقذها ففي حياته كان يرددها للصواب وفي مماته تشعر كأنه يرشدها باحلامها .

ظلت تحدق بصورته وملامحه التي اشتاقت لها كثيرا ثم أطلقت تنهيده حارة ثم قالت/

_  وحشتني اوي يا مراد ،

وحشتني يا ابو ماسة ،

تعبت اوي يا حبيبي بعدك ،

اخويا اللي كنت بتحنيني منه اتجبر عليا وعلي بنتك اوي .

فاكر ماسة انت اللي سمتها وقولت تكون ماسة حبنا ،

حمدت ربنا كتير عليك علشان كنت اكبر نغمة في حياتي ولحد دلوقتي ذكراك بس اكبر نعمة في حياتي .

مش قادرة اعيش مع غيرك علشان مش قادرة انساك ،

بس دلني اعمل ايه يا حبيبي قصاد اخويا .

خايفة يأذي بنتي لو في يوم اشتكت بعد الجواز ومتلاقيش اللي في ظهرها ،

انا عارفه أن اخوك راجل وهيوقف في ظهرها من غير حاجة بس حقها اللي معايا من ورثي انا مش هقدر احميه من اخويا وخايفة اظلمها لو في يوم من الايام اخويا أو ولاد عملوا حاجه وانا مقدرتش اقف في وشهم .

دلني يا مراد زي ما عودتني دائما ،

دلني يا حبيبي.

استمعت على طرق علي باب غرفتها فسمحت لابنتها بالدخول فقالت لها / 

_ تعالي يا ماسة الحمد لله يا حبيبتي ربك مكملها معانا بالستر الفترة امتدت بدل شهر بقت شهرين واحتمال ثلاثه.

تسائلت ماسة باندهاش / 

_ ازاي يا ماما؟ 

ثم أكملت بسخرية قائلة / 

_ ايه خالي رجع في كلامه ولا حازم ابنه قاله مبحبهاش!؟

ضحكت غالية بصوت عال ثم سحبت ابنتها وجلسا على الفراش لتسرد لها ما حدث وعلي ميعاد مقابلة عمها لمحمد .

.............................................

بعد أن أعاد يزن الطرق مرة أخري علي جرس منزل غرام ولم يجد اجابه التفت يزن الي أخيه ناظرا له بحزن وتأثر قائلا بسخرية /

_  للاسف شكلهم غيروا رأيهم يا......

قبل أن يكمل جملته استمع لصوت قفل الباب يفتح وصوت امرأة ترحب بهم /

_  اهلا اهلا نورتونا.

التفت يزن ليرى امرآة في منتصف الاربعينيات يبدو أنها كانت تتصف بالجمال في شبابها تبتسم وترحب بهم ثم تنحت للخلف قليلا لتسمح لهم الدخول .

وبالفعل بدأوا جميعهم بالدخول وقدموا علبة الشيكولاه والهدايا الأخرى ثم أكملوا طريقهم كما أشارت لهم وجلسوا جميعهم فرحبت فاطمة ام غرام بهم لترد اخلاص عليها وتعرفها بنفسهم /

_  البيت منور باصحابة يا حبيبتي،

اعرفك بينا أنا اخلاص والدة چواد .

وربتت على قدم ابنها بجوارها ثم التفتت للجهة الأخرى تقدم يزيد قائلة / 

_ وده يزيد صاحب ابني ويعتبر ابني التاني .

ثم مالت قليلا للامام تشير ليزن قائلة/ 

_ وده بقي يزن حبيبي اخو يزيد وابني برضه .

ابتسمت فاطمة ام غرام تود أن تسأل عن والد أو والدة يزيد الحقيقين وكأن اخلاص قرأت ما تفكر به فاطمة والدة غرام لتردف قائلة/ 

_ اكيد بتسالي عن ام يزيد ويزن ! 

انا عايزة اعرفك بينا اكتر احنا سوريين وعايشين هنا من زمان وتقريبا كل قرايبنا في سوريا يعني تقدري تقولي زي المصريين كدة مقطوعين من شجرة وبالنسبة ليزيد ويزن دول زي ولادي وبرضه ملهمش حد هنا غيري انا وابني ودول اضمنم براقبتي.

بدأت فاطمة تشعر بالقلق فلم تتوقع أن يكون زوج ابنتها سوري فعبست ملامحها قليلا ليشعر بها يزيد وينظر تجاه چواد وكأنه يطلب المساعدة لينظر له جواد وقد فهم ما يشير إليه ثم بدأ بالتحدث قائلا /

_  انا شايفك قلقتي اول ما قولنا أننا سوريين.

زمت فاطمة شفتاها ثم ادعت الابتسامة قليلا وشعرت بالحرج لتجيبه قائلا/ 

_ لا ابدا يا ابني انتوا شرفتونا طبعا ،الموضوع مفاجأة مش اكتر .

ثم استأذنت قليلا لتذهب لغرفة ابنتها فدلفت الغرفة عليهم قائلة بنوع من العصبية موجهه حديثها لغزل/ 

_ انا مش قولتلك تيجي ورايا اتفضلي ورايا .

ثم التفتت لغرام سائلة إياها سؤال استنكاري/

_ انتي جبتيلي سيرة أن يزيد سوري قبل كدة في كلامنا!؟

رمشت غرام باهدابها فما كانت قلقة منه قد حدث فامأت برأسها بالرفض فلم تنطق الام كلمة غير أنها أشارت لغزل بأن تأتي خلفها مباشرة.

بينما بالصابون ظل يزن وچواد يطمئنوا يزيد حتى دلفت فاطمة مرة أخري تقدم لهم ابنتها فقالت/ 

_ نورتونا والله ،

ده بنتي غزل اخت العروسة .

استمع يزن للاسم ليرفع رأسه فيصطدم بها أنها هي بينما هي تبتسم وتبدأ بالسلام على فرد تلو الآخر حتى أصبحت أمامه فجحظت عيناها فور رؤيتها له وكأن عقلها توقف عن العمل .

نكزتها والدتها قائلة / 

_ سلمي على استاذ يزن يا غزل  وهاتي العصير .

انتبهت غزل على حديث والدتها فسلمت عليه بنظرات خائفة بينما هو كان يبتسم بشماته وكأنه قد ظفر ما يتوق إليه.

استأذنت غزل لتدلف لغرفة العروس أو بالأحرى تحاول الهروب بحجة اخبار العروس بحضورهم ثم تذهب لتحضر العصير كما آمرتها والدتها .

فور ولوجها من الصالون استأذن يزن قائلا / 

_ بعد اذنك الحمام منين ؟

تعجب كل من كان جالسا فمعروف عن يزن أنه لايدلف الي حمام غريب 

وصفت له فاطمة مكان المرحاض ليعلق يزن معتذرا / 

_ بعتذر بس حضرتك عارفة السكر وعمايله عن اذنك.

تأثرت فاطمة لحالة فهو شاب في مقتبل العمر ويتصف بالوسامة الشديدة لتجيبه بتأثر قائلة /

_  لا يا حبيبي خد راحتك ربنا يشفيك.

جحظت عيون چواد ويزيد مما استمعوا إليه من يزن لنظروا لبعضهم ويتوقعوا حدوث مصيبة جديدة .

فيغلق يزيد عينيه ويمسح على وجهه داعيا أن يمر اليوم على خير.

بينما اخلاص اقتربت من چواد هامسه له /

_  يزن عنده سكر من امتي .

ليجيبها چواد من بين أسنانه باقتضاب وبصوت خافت /

_  من النهاردة ،

اسكتي يا ماما الله يكرمك وادعي اليوم يعدي علي خير.

رحبت بهم فاطمة مرة أخري فحاول چواد أن يشتت فكرها عن يزن وأفعاله فسألها عن والد غرام فمنذ أن حضروا لم يجد رجل واحد لذلك لم يتحدث أحدهم وتركوا والدته تبدأ بالحديث مع والدة غرام لتجيبه فاطمة قائلة بتأثر / 

_ والد غرام وغزل الله يرحمه كان وحيد أسرته وانا ليا اخ واحد بس مسافر مع اسرته السعودية وبصراحة من بعد والدهم حاولت اكون لهم الام والاب ومختلطتش خوفا عليهم.

اثناء استرسال فاطمة في ذكرياتها كان يزن دلف من الممر ليجد غرفتين بجوار بعضهم استمع لصوت صادر عن غرفة منهم فتوقع أن الفتيات بهذه الغرفة ليدلف للغرفة المجاورة ووارب الباب قليلا ووقف خلفه مختبئا ينتظر اللحظة الحاسمة حتى استمع لصوت فتح باب الغرفة المجاورة وصوتها وهي تقول / 

_  متخافيش هروح اجيب العصير عقبال ما تطلعي.

وقبل أن تخطو خطوة إضافية وجدت من يسحبها لداخل غرفتها واغلق الباب خلفهم واسندها عليه وقبل أن تشهق كان قد كمم فمها بيده والصق ظهرها بالباب مقتربا هو منها فجحظت عيناها واضطربت اواسرها وارتفع صوت خفقان قلبها لا تعرف هل من أثر المفاجأة أم من اقترابه المهلك لاوسارها .

أما هو فظل ينظر داخل عيونها عن قرب وقد شعر برجفة قوية تهز قلبه وشعور ملح من الاقتراب أكثر فابتلع ريقه بصعوبه وارتفعت صوت أنفاسه وحاول ادعاء الثبات قائلا/

_  مالك اتفاجأتي ؟؟

اومأت برأسها وما زالت جاحظة عيونها .

ليحاول بعثرة مشاعرها أكثر فنظر لكامل جسدها من أعلاها لاسفلها قائلا/ 

_ بس جوة البيت غيييييير.

رمشت باهدابها وشعرت بالخجل الشديد فحاولت التملص منه بينما هو يدعي الثبات فقال ببحة ذكورية مهلكة /

_  هشيل ايدي لو صوتي هقول انتي اللي سحبتيني لاوضتك.

امأت برأسها فازاح كفه عنها فسحبت نفسا عميقا ثم قالت بغضب متناسبة كل ما مر منذ لحظات /

_  انت ازاي تدخل أوضتي بالشكل ده؟

نظر يزن لأركان الغرفة نظرة تقيمية ورفع شفتيه السفلى عاليا وهو يسير بالغرفه قائلا / 

_ ده بقي اوضتك ؟؟ 

مش ولا بد.

ثم وصل إلي المرآه حيث تضع كل مستحضرات التجميل الخاصة بها فأمسك بالعطر الخاص بها وكاد أن يفتحه ولكنها اقتربت منه فجأة لتأخذه منه قائلة / 

_ لو سمحت متمسكش حاجتي .

رفع يده لاعلي بزجاجة العطر مختبرا طولها قائلا/ 

_ لو قادرة تاخديه اتفضلي خديه.

حاولت الارتفاع قليلا علي أطراف أصابع قدميها ولكن طوله كان فارعا فاقتربت فجأة تحاول التشبث به والقفز لاعلي ولكنها كادت أن تسقط لولا أن لحق بها واجتذبها بسرعة خاطفة من خصرها لينقذها من السقوط فجاءت يده على فتحة الفستان التي بالظهر لتشهق وتتقدم للامام لتلامس يده بجلدها الحريري لتصبح بداخل احضانه متلاصقة بصدره فاختلطت أنفاسهم معا وتسمرت نظراتهم بعيون بعضهم وتوقف الزمن لا يعي أحدا فيهم ماذا حدث أو كيف حدث .

زاد التوتر والاضطراب لديه عند تحسسه نعومة ملمسها واقترابها المهلك له ليرتفع دقات قلبهم معا ويختلط صوت خفقانه معلنا عن ناقوس الخطر الذي بدأ يدق في عقل غزل وخاصة عند تمرير يزن لابهامه علي جلد ظهرها فاغلقت جفونها لتحاول استعادة ثباتها ولتقلل من تأثير لمساته ونظراته بها  التي شوشت عقلها وبعثرت مشاعرها العذراء ويا ليتها لم تغلق جفونها فأصبحت اهدابها بمثابة أسهم تشير لاتجاه نظراته لاسفل ، 

فإذا به يتبع الاسهم وتستقر نظراته على شفاهها التي من كثرة توترها كانت تحاول أن تبللهم بلسانها فلم يشعر بحاله الا وهو منقض عليهم يتلذذ بمذاقهم ويقتطف عذريتهم.

بعد برهه استعادت غزل ادراكها ليدب الرعب في اواسرها فحاولت التملص من احضانه وظلت تدب بقبضتها على كتفه لعله يفيق .

شعر اخيرا يزن بضرباتها الهشه ليبتعد قليلا لاهثا أنفاسه المضطربه ناظرا لعيونها بشراسه وغضب فقد قطعت اجمل لحظات حياته مدعيا روح الانتقام قائلا من بين أنفاسه المضطربه /

_  علشان ....... علشان تبقي تلعبي معايا بعد كدة .

ثم ابتعد قليلا والتفت معطيا إياها ظهره يلتقط أنفاسه ويحاول استعادة ثباته فأغلق عينيه محاولا تنظيم نفسه بينما هي تقف في حالة ذهول مما حدث كيف له أن يتجرأ لهذا الحد ظلت تهدأ من روعة أنفاسها وصوت لهثانها يصل إليه لتقول من بين أنفاسها المضطربه والعالية مدعية الحزم والغضب/ 

_ لو سمحت اطلع بره حالا.

استدار ينظر لها وهو مشتت المشاعر لا يعرف كيف ومتى  حدث  هذا ولا يعرف هل يعتذر أم يكمل ما ادعاه.

ولكن قبل أن يتخذ قراره بالرحيل نظر لها قائلا/

_  انا طالع بس يا ريت تحطي ايشارب على ظهرك وصدرك علشان اللي قاعدين بره وإلا هعتبر أن اللي حصل حالا ده عاجبك وبتقدمي دعوة تاني لتكراره.

ثم خرج مسرعا تاركا إياها بعيون جاحظة من تبجحه ووقاحته المتزايدة لتدبدب بقدمها على الأرض تحاول اخراج غضبها ثم تذكرت اختها لتضرب جبهتها وخرجت مسرعة فقد تأخرت عن اختها كثيرا.

دلفت للمطبخ تحضر صينية العصير ثم خرجت لتقديمها لتجد والدتها مازالت تسرد قصة حبها مع والدها وضعت الصينية وهي تنظر له بغضب بينما هو ينظر لها بتشفى ويخرج لسانه ليتذوق طعم شفاهه بعد قبلتها فتزداد اشتعالا وغضبا وتضغط على شفتاها.

لاحظت والدتها وقوفها فقالت لها / 

_ فيه ايه يا غزل امال فين الجاتوه؟ 

واستعجلي اختك شوية.

كانت قد نسيت أمر الحلوى نهائيا فعادت لتجلبه وتخبر اختها بالاسراع .

بينما كان يزن في غاية السعادة يشعر بنشوى كبيرة وكأنه ظفر بمكافئة غالية القيمة وما احلاها من مكافأة كما شعر أنه قد استرد حقه وأكثر عند تحسسه لجيبه فابتسم متذكرا ما فعله.

أما يزيد وچواد كانا يشعران بالجنون ينظران لبعضهم ثم ليزن  الذي كان يبتسم لهم فقط فتتزايد لديهم الشعور بالفضول لمعرفة مصائبة الجديدة.

خرجت غرام وكأن الشمس قد اشرقت فجميعهم لاحظوا يزيد وهو يستقيم واقفا ينظر بابتسامة وعيونه تلمع باتجاه ما لينظروا جميعا لنفس الاتجاه فيروا قدوم غرام وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل من أثر نظراته فتقدم هو ليقدم لها بوكية الورد الخاص بها وهو ينظر لعيونها التي سلبته لبه فقال مغازلا لها/ 

_  ايه الجمال ده بجد مقدرش على كدة.

رمشت باهدابها تخفي خجلها وابتسمت قليلا دون أن ترد بكلمة واحدة ثم تقدمت لتسلم علي اخلاص التي أزاحت يزيد قليلا قائلة/

_ روح شوية كدة يا يزيد انا عايزة العروسة القمر ده جنبي .

لينتقل يزن علي اريكة غزل ليصبح هو وهي بالاريكة بمفردهم بينما يزيد يترك مساحة لغرام بالجلوس بجوار اخلاص لتصبح هي بالمنتصف بينهم .

ظلوا فترة للتعارف حتى قطع يزيد حديثهم موجها حديثه لفاطمة قائلا /

_  انا يسعدني ويشرفني يا طنط اطلب ايد الآنسة غرام .

نظرت فاطمة لابنتها بفرحة بينما غرام نظرت للاسفل بخجل ليهمس يزن باذن من تجاوره قائلا / 

_ عقبالك.

ابتلعت غزل لعابها بصعوبة وادعت أنها لم تستمع إليه .

بينما فاطمة برغم شعورها بالراحة لهم إلا أنها قلقة بشأن تغيير الجنسية فقالت بتردد /

_ انت يا ابني بسم الله ما شاء الله متتعيبش بصراحة بس مسألة انك سوري مقلقاني حبتين يعني لو افترضنا حبيت تزور اهلك واخدت بنتي معاك اجيبك انا منين؟؟

متأخذنيش يا ابني دانا قعدت عمري كله احابي عليهم.

كاد أن ينطق يزيد لولا أن أوقفه چواد وكأنه يدافع عن قضيته التي خفق بها من قبل فقال/

_  بعد اذنك يا يزيد انا هرد.

التفتت فاطمة تنظر لچواد الذي اعتدل بتحفز وكان حواسه كلها تأهبت فهو يري نفس الموقف يتتكرر مع تغيير الاشخاص والمكان فقال بملامح عاليه حاول أن يخفيها / 

_ لو حضرتك بتفكري في الجنسية انا شايف انك تبصي للموضوع من رؤية تانية خالص ،تبصي مثلا من منطلق أن يزيد بيحب بنتك وشاريها ومستعد يعمل علشانها اي حاجه واللي بيحب بجد متخافيش منه ولو علي الضمانات حقك تكوني عايزة تضمني لبنتك عيشة كويسة مع راجل بيحبها ويصونها واعتقد ده اهم حاجه من مجرد أنه يكون نفس الجنسية أو يكون حتى من نفس المنطقة أعتقد لو حتى من نفس المنطقة وبنتك مش متصانة في بيته مش هتقدري تحوشي عنها ولا ايه؟

تحدث دفعة واحدة وكأنه في حرب يريد الفوز فيها شعر وكأنه يتحدث عن ذاته ويا ليته تحدث بهذه الجرأة يومها .

بدأت تهدأ أنفاسه ويلاحظ نظرات كل المتواجدين توجه إليه فربتت اخلاص على كتفه تحاول تهدأته فهي تعلم جيداً سر هذا التعصب .

اما يزن فقد مال على من تجاوره قائلا بصوت هامس بتباهي وفخر / 

_ چواد صاحبي جامد زيي.

ابتسمت غزل قليلا بعد تأثرها من حديث چواد. بينما فاطمة شعرت بالخجل من تفكيرها فقالت محاولة التبرير والدفاع عن وجهة نظرها / 

_ كلامك مظبوط وعلي عيني وراسي واهم حاجه فعلا يكون ابن حلال ويصون بنتي ويراعيها بما يرضي الله ،بس متأخذنيش الكلام سهل، 

اعرفكم منين علشان اطمن واتأكد من كل اللي بتقوله ده؟؟

ابتسم چواد وشعر أنه على وشك الفوز فيكفي أنه وجه تفكيرها لهذا السبيل فقال بطريقة اهدأ قليلا وهو مازال مبتسما /

_  طبعا حقك تطمني قبل اي شىء وهنا اقدر اقول اننا تقريبا اتفقنا علشان كده حضرتك تقدري تسألي علينا في مكان العمل ومكان الإقامة كمان ولو عايزة تسألي عننا في السفارة لو في مننا أي مشاكل ولا لا يعني متاح لك تطمني باي طريقة تريحك المهم اننا نريح قلوبهم ونفرح بيهم أن شاء الله.

ارتاحت فاطمة لهذه الاقتراحات والتي تبدو من حديثة كم ثقته في أنفسهم بينما ظلت غرام تتابع ما يحدث أمامها بقلب قلق وخوفا من أن يتطور الأمر لشئ اخر.

شعر بها يزيد والذى كان يتابع ملامحها المضطربه فأراد أن يطمئنها أنه لم ولن يتخلى عنها مهما حدث فأكمل بعد حديث چواد قائلا/

_ چواد تقريبا قال كل اللي نفسي أقوله حقيقي،

 بس اسمحيلي اضيف بعض الاشياء اللي ممكن تعتبريها ضمانات لكن أنا بعتبرها حقها .

نظر تجاه غرام مع آخر كلمة ثم التفت لوالدتها واردف مكملا/ 

_ انا ممكن اكتبلها شقة تمليك باسمها واتنازل لها عن نص نصيبي في المحلات لو ده يرضيك ويرضيها وتحسي منه أنه ضمان كفاية أن لا يمكن ابهدلها في يوم من الايام.

صعق الجميع من هذا العرض المغري حتي هي لم تتوقع منه هذا فنظرت له بإعجاب وتباهي بينما چواد نظر له بتشجيع وابتسم ثم ربت على كتفه ليبث له موافقته ومساندته بالرأي.

بالجهة المقابلة كان يزن يشتعل من كل هذه التنازلات فهو يري أن لا شىء يستحق التنازل عن مجهوده ومستقبله مقابل الحب فاقترب من غزل هامسا بلهجة ساخرة والحديث يخرج من بين اسنانه باستهجان /

_  ده بقي اخويا جامد اوي برضه بس لما بيحب مبيشوفش قدامه.

نظرت غزل تجاه يزيد بفرحة وتقدير لمحاولاته للظفر باختها  ثم قالت وعيونها تكاد تخرج قلوبا  بفرحة/ 

_ باين عليه اوي ،كفاية بوكيه الورد اللي جايبه لأختي.

نظر لها يزن وشعر بالغيرة من كلماتها ونظراتها تلك لا يعرف لما ليقول بحنق / 

_ علي فكرة بوكية الورد انا اللي مختاره.

نظرت له غزل بسخرية وعدم تصديق قائلة / 

_ وسعت منك اوي.

رفع يزن حاجبيه قائلا بتوعد / 

_ شكلك مش مصدقاني بكرة تشوفي.

لتنظر له غزل وتعي مدى اعتراضه للأمر فأطلقت زفيرا ثم همسات قائلة / 

_ والله انا شايفة أنه هو بس اللي بيشوف مش زي ناس تانية عامية.

نظر لها بغضب وتوعد ثم اعتدل للامام فوجد فاطمة والدتهم تتحدث قائلة/ 

_ والله انا بعد اللي قولتوه مفيش كلام تاني ولا انتي رأيك ايه يا غرام.

نظرت لغرام التي اشتعلت وجنتيها خجلا ونظرت للاسفل لم تنطق بكلمة واحدة لتردف فاطمة بابتسامة قائلة /

_ علي البركة أن شاء الله نقرأ الفاتحة دلوقتي على كلامنا ونحدد ميعاد تلبيس الدبل ويكون اخويا جه أن شاء الله.

تهللت اسارير كل من بالجمع فچواد سعد كثيرا لشعوره بالفوز في معركته متمنيا ليزيد ولغرام كل خير 

بينما يزن برغم اعتراضه ولكنه فرح بفرحة أخيه ورأي أنه قد اختار الاختيار الصائب وغزل كادت أن تخرج قلوبا من عيونها واستقامت تحتضن اختها وتبارك لها داعية لها بصلاح الحال ثم عادت الي مكانها مرة أخري ليتابعها يزن ويشعر بالفرح من مجرد فرحتها .

بينما يزيد وغرام ظلوا ينظرون لبعضهم البعض مهنئين أنفسهم بالنظرات ثم بدأوا ورفعوا أيديهم جميعا لقراءة الفاتحة وعند نهايتها استقام كلا منهم يهنأ الآخر ليغتنم يزن فرصة انشغال الجميع ويقترب من غزل واضعا يده على ظهرها فشهقت وجحظت عيونها فازال يده سريعا ثم اقترب من اذنها ليهمس لها قائلا /

_  لو عايزاني اصلح غلطتي فورا انا مستعد .

أدارت وجهها إليه متفاجأة من كم بجاحته بينما هو كان يبتسم بساذجة عالية وعيون خبيثة فإذا بها تصرخ قائلة بصوت عال /

 ماااااما.

عم الصمت فجأة وانتبه الجميع على صوتها وطريقتها فاستداروا ينظرون تجاهها.

توقف قلب يزن واتسعت حدقتيه متمتما لذاته /

_  يا بنت المجانين.

........................

 

#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٢٧

البارت طووووويل جدا منتظرة تفاعل على قد البارت 🤔🤔

انتهي نضال من دوامه ليذهب إلى المحال حيث اتفق مع أصدقائه أنه هو من سيتواجد بالمحال الليلة وبرغم أنهم أصروا عليه للذهاب معهم ولكنه رفض لسبب في نفسه.

جلس نضال يراجع بعض الأوراق الخاصة بعملة في المحال من تصريحات وتامينات ويري ما عليه فعله الايام القادمة حتى انتبه على صدوح رنين رسالة علي هاتفه فأمسك به متفحصا الرسالة ليجد المعلومات التي كان ينتظرها واعتذر خصيصا عن حضور جلسة التعارف بسببها .

ضغط على شفتيه قبل أن يسب قائلا / اه يا بنت ال.....

ثم ارجع ظهره علي المقعد يرجع رأسه للخلف قليلا ويغلق عينيه يحاول التفكير في كيفية التصرف في هذا الأمر بحكمة

ثم اعتدل وأمسك هاتفه يجري اتصالا بأحدهم قائلا بلهجة آمرة / راقبلي يا ابني تليفوناتهم واي جديد تبلغني بيه وكل مكالمة تسجلها وتبعتهالي...... سامع؟

اغلق الهاتف وقد قرر التصرف هو اولا دون إبلاغ احد وسيبلغ چواد لاحقا في الوقت المناسب . 

...........................................

بينما انتبهت غزل لنظرات الجميع لها وشعرت أنها ستهدم فرحتهم فابتلعت ريقها ثم حاولت الابتسام قائلة بتوتر/ انا ..... انا كنت عايزة اقول.......... تحبوا تشربوا قهوة.


انتهت حفلة التعارف على خير وتم الاتفاق على ميعاد الخطبة الرسمية بحضور خال غرام للوقوف على القرارات النهائية وتحديد ميعاد الزوج والتزامات كل طرف للآخر.

بعد الانتهاء قامت فاطمة بتنظيف المكان مع غزل بينما تركت غرام تنعم ببعض ذكريات جلستها مع خطيبها التي تمت بعد قراءة الفاتحة مباشرة والتي طلبها يزن لأخيه بجرأته المعهودة ليستقر الحال بغرام ويزيد داخل البلكون بمفردهم .

دلفت غرام الي حجرتها هائمة في حديث يزيد لها.

جلست أمام مرآتها تنظر لنفسها بالمرآه بهيام وابتسام لتتذكر كيف كان رقيق معها .

كريم بمشاعره لأقصى حد فتذكرت حينما أمسك بيدها مقبلا إياها قائلا /

Flashback

_ انا بجد مش مصدق نفسي أن والدتك وافقت عليا .

انا محظوظ جدا بيكي يا غرامي.

رمشت غرام باهدابها وهي تنظر للاسفل تحاول مداراة خجلها بينما هو أراد أن ينظر بعيونها فوضع سبابته أسفل ذقنها ليرفع رأسها ناظرا لها قائلا بهيام / عايز اشوف الفرحة في عيونك زي ما شوفت الخوف والقلق من شوية .

ابتسمت غرام قليلا ليكمل مردفا / كنت قلقانة ليه يا غرام ؟

معقولة كنتي فاكراني هتنازل عنك مهما حصل .

اتسعت ابتسامة غرام ثم قالت بفخر / انا مكنتش متخيلة انك ممكن توصل لدرجة أنك تتنازل عن نصيبك في محلك علشان ........

لم يتركها تكمل باقي جملتها بل وضع كفه علي فمها مكملا هو / واتنازل عن عمري كله عشانك مش بس المحل .

انتي متعرفيش قيمتك عندي يا غرام ،

انتي عوض ربنا اللي بعتهولي بعد شقاء وصبر يبقى لازم يستحق التضحية.

نظرت بعيونه التي تلمع من مجرد رؤيتها ثم رفع يدها لاثما إياها بقبلة أكثر حرارة بث بها مشاعره الجياشة لترتعش اواسرها أثر هذه القبلة.

ليقترب منها أكثر هامسا لها بصوته الرخيم قائلا..........

Comeback 

انتفضت غرام أثر صوت ارتداد الباب بقوة فور دلوف غزل للغرفة بتذمر قائلة بحنق وبصوت مرتفع / اه طبعا العروسة قاعدة هايمانه قدام المرايه وانا امك مطلعة عيني من الصبح .

زفرت غرام زفرة عالية ثم قالت / الله يسامحك يا غزل خضتيني بجد .

انحنت غزل أمام اختها مستنده على مقعد المرآة لتقول بابتسامة لعوبة / خضيتك ليه ها؟؟؟ 

كنت سرحانه صح ؟؟

قولي قولي انك كنتي سرحانة متتكسفيش؟؟

ابتسمت غرام بخجل وامأت برأسها لتسألها غزل ببجاحة / قوليلي حالا كنتي سرحانه في ايه؟ 

ويزيد قالك ايه ؟ 

ثم غمزت بعيونها مردفة / وعملتوا ايه في البلكونه؟

فوجئت غرام بجرأة غزل لتضربها على كف يدها ناهرة إياها بمزحة / بس يا قليلة الادب هيكون عمل ايه يعني!؟

وكمان انتي لسه صغيرة علي الكلام ده عيب كدة،

يالا روحي غيري علشان انا كمان اغير .

واستقامت غرام لتدفع غزل أمامها بينما الأخري تحاول التملص منها سائلة بإلحاح / طب قوليلي قالك ايه وانا هغير بعدها ....

والنبي قوليلي قالك ايه بقي....

ظلت غرام تدفعها للامام حتى وصلت بها الي باب الغرفه فارغمتها على الخروج وأغلقت الباب بوجهها واستندت عليه يظهرها ثم زفرت بتمهل لتسترجع باقي ذكريات جلستهم.

بينما غزل دبدبت على الأرض فور ولوجها من الغرفه لتذهب الي غرفتها عابسة الوجه وفور دلوفها للغرفة تذكرت يزن وما فعله بها لتبتسم وهي تقول لنفسها / قليل الادب اوي ... بس عسل اوي.

واطلقت تنهيده حارة ثم اتسعت حدقتيها فور تذكرها ما قاله لها قبل رحيله .

Flashback

بعد خروج الجميع وإغلاق غزل لباب المنزل وقبل أن تستدير فوجئت بمن يطرق رنين المنزل مرة أخرى فاستدارت تفتح الباب لتجد يزن أمامها بابتسامته اللعوبه قائلا / كنت متاكد انك انتي اللي هتفتحي الباب .

تخصرت غزل أمامه وما زالت ممسكة بالباب باليد الأخري فقالت بحدة وسخرية/ عايز ايه تاني نسيت حاجه وراجع تاخدها؟

نظر لها يزن من أعلاها لاسفلها متطلعا وقفتها فشعرت بالحرج واعتدلت بوقفتها ليبتسم يزن علي استجابتها السريعة وفهمها السريع لنظراته ثم اقترب قائلا / لا الصراحة انا جاي اقولك انك انتي اللي نسيتي حاجة معايا.

هستناكي بكرة قدام الكلية علشان ادهالك .

ثم غمز بعيونه قائلا / تشااااو يا قمر.

زاغت نظراتها تحاول التذكر ماذا نسيت معه حتى انتبهت على سؤال والدتها قائلة / فاتحة الباب ليه يا غزل؟ 

ومين اللي كان بيخبط ؟

_ ها ...... ده يزن اخو يزيد كان نسي الفون بتاعه ورجع اخده.

Comeback

ظلت تضيق عيونها وتنظر حولها تحاول أن تتذكر ماذا نسيت معه حتى وقعت نظراتها علي رف مرآتها فاتسعت حدقتيها عندما لم تجد زجاجة عطرها .

لتضرب بكفها علي جبينها قائلة / يا بن العفا*ريت.

ظلت تزرع ارض الغرفة ذهابا وإيابا وتقضم في اظافرها لا تعرف ماذا وكيف ترد له هذا المقلب المضاعف فقد تطاول علىها بشكل مبالغ فيه ،

ولكنها قررت مقابلته غدا وستترك للظروف تحديد ما يتوجب عليها فعله.

.......................................

فور هبوط يزن من البناية وقبل أن يستقل السيارة بجوار أخيه وجد من يمسكه من ياقة قميصه من الخلف ليجد چواد أمامه متخصر ويزيد يقبض عليه من الخلف ثم سأله چواد / طلعت تاني ليه بقي؟؟

بينما يزيد يارجحه للامام قليلا قائلا/ 

_ وسكر ايه يا سكر اللي عندك؟

ثم نطق كلاهما سويا / هببت ايه يا يزن؟؟

زاغت نظرات يزن بينهم ثم ابتلع لعابه محاولا ادعاء الثبات ثم قال / معملتش حاجه يا جماعة وموضوع السكر حجة علشان كنت عايز ادخل الحمام ومكسوف علشان اول مرة .

ليبتسم چواد بسخرية قائلا باستهزاء/ وانت أن جيت للحق بتتكسف من يومك يا يزن .

عقب يزيد قائلا وما زال ممسكا بلياقة قميصة من الخلف/ يزن متبوظش الجوازة ابوس ايدك ،

انا ملاحظ استظرافك على اخت غرام ولو حصل حاجه بجد مش هسامحك.

ازدرأ يزن ريقه ونظر لأخيه مترددا ايخبره ام لا ولكنه فضل أن يصمت فقال بتوتر / صدقني مفيش حاجه متقلقش،

ويالا بينا علشان ماما اخلاص مستنية بالعربية لوحدها.

توجها كلاهما كلا الي سيارته ليعود كلا منهم الي منزله حتى استقر يزن بغرفته فأخرج هاتفه وأجرى اتصال على نضال الذى اجابه سريعا وكأن كلا منهم يريد التفريغ عن ما يجول بصدرهم للآخر.

سرد نضال علي يزن ما توصل إليه ليوافقه يزن في ما قرره ثم بدأ يزن بسرد ما وجده وهو ممسكا بزجاجة عطر بيده ومبتسم فقال له أنه فوجئ بأن غزل هي شقيقة خطيبة أخيه لينصحه نضال بألا يتعرض لها ثانية حتى لا يفسد خطبة أخيه.

وبرغم اقتناع يزن برأي نضال إلا أنه أصر في الاستمرار من ملاحقتها لا يعرف لما ولكن كل ما يعرفه أنه يريد أن يراها بل ويشعر بالراحة كثيرا عند إثارة غضبها ليتذكر تذمرها الدائم ثم نثر بعض من العطر علي كفيه واخذ يستنشق منه نفسا طويلا حتى تذكر قبلتهم معا فلمعت عينيه وتذوق شفتيه ليتذكر مذاق شفتيها معقبا/ كنتي هتوديني في داهية يا شيخة .

ثم زفر زفرة عالية وبسط ظهره علي الفراش ناظرا الي سقف الغرفه مبتسما حتى غفاه النوم منعم مع بطلة أحلامه.

...........................................

علي باب الجامعة يتوافد الطلاب للولوج لمقابلة بعضهم وتلقي محاضراتهم .

وقفت هي تتلفت يمينا ويسارا تبحث عنه بعيون زائغة ويتأكلها الغضب من داخلها فمنذ الامس لم يكحل النوم جفنها من كثرة التفكير فيما ستفعله وبرغم أنها توصلت إلى الحل الأسلم والأمثل بالتنازل عن عطرها وعدم إعطاء اهتمام له وشراء غيره إلا أنها تراجعت عن هذا القرار فقد تتأكلها نأر الثأر ومثلها لا تفضل الاستسلام وكأنه قرأ شخصيتها المتمردة وتعمد استخدام هذا الأسلوب من أجل إخضاعها له .

ظل متخفي بالجهة المقابلة يبتسم كلما رآها تبحث عنه وكأنه يتلذذ بعقابها فهاهي من تنتظره بل وتبحث عنه.

انتظر قليلا قبل أن يظهر بالعلن ويعبر الطريق هرولا وكأنه وصل للتو .

واخيرا رأته يعبر الطريق أمامها اندهشت عندما لم ترى سيارته وغضبت كثيرا لعدم إحضاره لها فقد كانت كل مخططاتها تدور حول السيارة لتوقعها من عقابه لها مدى حبه واهتمامه بها ،

ضيقت عيونها وجزت على أسنانها وتمتمت قائلة/ لسه هفكرله في مصيبة جديدة.

استنشقت نفسا عميقا ثم ادعت الابتسامة الصفراء عند اقترابه ثم تحولت قائلة بنبرة هجومية دون الانتظار لرده / اتاخرت ليه ؟ 

انا مستنياك من بدري.

فين البرفيام بتاعي؟

 هاته لو سمحت بسرعة ورايا محاضرة؟

 وبعد كده متبقاش تاخد حاجه مش بتاعتك علشان كده ميصحش

اقترب يزيد ضاربا بكل ما قالته عرض الحائط واجابها بكل برود وابتسامة واسعة / وعليكم السلام ،اخبارك ايه النهارده ؟

اشتعلت نظراتها غضبا ووكادت أن تخرج دخانا من أنفها ولكنها حاولت التمسك والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس فردت عليه وهي تضغط على أسنانها قائلة بالهدوء الذى يسبق العاصفة/ انا لحد دلوقتي ماسكة نفسي علي الاخر وأحمد ربنا اني متكلمتش امبارح باللي عملته كنت قلبت الليلة على راسك؟

رسم ملامح الدهشه وسألها ببراءة وتعجب/

_ ايه اللي عملته امبارح مش فاكر عملت حاجة .

ثم اقترب غامزا بإحدى عينيه واردف بوقاحة مكملا/ ممكن تفكريني !!

استنشقت نفسا عميقا تحاول تهدأة أعصابها من هذا الوقح وقلبت عيونها للاعلى ثم قالت بحزم /

_ هات البرفيام بتاعي .

اقترب بوجهه منها ناظرا بداخل عيونها قائلا ببراءة تامة وابتسامة / لما تفكريني باللي عملته امبارح الاول.

رفعت أحدى حاجبيها واستوحشت نظراتها قائلة / لا دانت قليل الادب وبجح كمان .

غمز بعيونه ومازال مقرب وجهه قائلا بفخر / جدااااا

جن جنونها فقد حاولت معه كل الطرق الممكنة ولكن بدون فائدة فارتفع صوتها قائلة بعصبية زائدة / لو علي البرفيام خلهولك مش عايزاه بس انا بقي هعرف اخد حقي كويس وابقي قابلني لو خطوبة اخوك تمت علي خير ،

أن ما حكيت لماما علي كل حاجه وفشكلت الجوازة مبقاش انا.

فوجئ يزن برد فعلها ليعمل عقله سريعا محاولا إدراك ما تفوهت به فاتسعت حدقتيه متمتما / اه يا بنت المجانين.

ثم حاول التفكير لاحتواء الموقف ليري أنها التفتت وعلي وشك الرحيل من أمامه فأمسك بمعصمها محاولا تهدأتها قائلا بابتسامة متوترة / استني بس انتي عصبية كدة ليه!؟

 هنتفاهم الاول.

سحبت يدها عنوة من يده قائلة بحدة وسرعة من أثر غضبها / مفيش تفاهم انا غلطانة اني سكت من الاول بس كنت عاملة خاطر لأختي واخوك لكن الظاهر انت مبيهمكش حد وانا بقي هعرفك الجنان علي أصوله.

والتفتت لتغادر ثانية ليحاول الوقوف أمامها بوجه مضطرب وملامح متوسلة شاهرا كفيه أمامها محاولا ايقافها واحتواء الموقف فمن الواضح أنه اوصلها لأعلى درجات العصبية قائلا 

_ طب اهدي واحنا نتفق وهعملك اللي انتي عايزاه بس اخويا واختك ملهمش ذنب .

بدأت أنفاسها تهدأ قليلا عند رؤيتها لمحاولاته بالتوسل يكفي أنه تذلل قليلا أمامها لترفع رأسها بشموخ قائلة بتشرط / اولا مفيش اتفاق بينا 

ثانيا لو خايف على اخوك اوي كدة يبقى تراعي النسب اللي ممكن يكون بينا بدل ما امحي الموضوع من اساسه وانت عارف انت عملت ايه كويس فخلي بالك انا مجنونة واعملها.

ابتسم معلقا على آخر جملة/ لا واضح فعلا .

كادت أن تعترض على سخريته إلا أنه اردف مكملا/ المهم خلينا في المفيد اسمحيلي اعزمك على قهوة علشان مشربتش قهوتي الصبح علشان الحقك.

رفعت حاجبيها بتعجب قائلة/ تلحقني وانت جاي متأخر اصلا 

_ معلش المواصلات بقي تقولي ايه في اللي جرحلي العربية .

ابتسمت بانتصار ليستطرد حديثة قائلا/ ها قولتي ايه هتشربي قهوة معايا؟

إجابته بابتسامة وترفع / اكسبريسو لو سمحت.

سحب نفسا مطمئنا ذاته وابتسم قائلا/ بس كدة عيوني انتى تؤمري.

ظلا صامتين لوقت قصير كلا منهم متحفز للآخر يفكر ويعد عدته بسيل من الاتهامات ليكسر يزن الصمت ناطقا بغير ما كان يريده وبغير ما توقعته غزل قائلا / خلينا نبدا صفحة جديدة ونحط يزيد وغرام في حياتنا وعلشان كده حبيت ابدا انا واعتذرلك انا اسف يا ستي.

ضيقت غزل عيونها مستشعرة عدم صدقه فيما يقول ثم رفعت حاجبيها قائلة / انا بقي مش اسفة علشان اللي انت عملته مينفعش نبدا بعده صفحة جديدة.

استند يزن بمرفقيه علي المنضده مقتربا بوجه وبابتسامته اللعوبه غامزا باحدي عينيه قائلا بصوت خافض / مانا قولتلك اصلح غلطتي وانتي اللي رفضتي.

استوحشت نظراتها فقد ذكرها بكل وقاحة بما فعله بدون أن تشعر بخجل من ناحيته قائلة بنبرة حادة/ علشان تعرف انك قليل الادب ومينفعش معاك غير الفضيحة.

حاولت أن تقف ليطقطق هو بشفتيه قائلا / يا بنتي اتهدي شوية واقعدي لسه مخلصناش كلامنا اللي يشوف ملامحك الطفولية ميشفش اسلوبك المتعفرت ده .

جلست مرة أخرى قائلة باندهاش جم وكأنه أخبرها بشئ عجيب الان لتقول غير مصدقة / انا.... متعفرته !؟

 دانا مفيش اهدى مني.

فور استماعه لجملتها خرجت منه ضحكة رنانة أظهر بها كم وسامته التي لطالما قاومت نفسها من الغزل بها لتسرح قليلا في ملامحه الجذابة وضحكته التي أسرتها ليلاحظ صمتها قليلا فسألها بتعجب / مالك مساهمة كدة مش كالعادة .

أدركت ما تفوه به لتكرر كلمته / مساهمة قصدك مسهمة.

ثم أطلقت ضحكة عالية لتراه ينظر يمينا ويسارا ثم استوحشت نظراته لتتغير ملامحه الوسيمه لآخرى مرعبة مما أثار الرعب بقلبها فاذرأ ريقها ثم حاولت الابتسامه سائلة بتلعثم / انت بتبصلي كدة ليه ؟

_ علشان مينفعش بنت محترمة تضحك ضحكة زي ده في مكان مفتوح كدة انتي مش في بيتكوا.

شعرت بالخجل من نفسها فغيرت نبرتها والحوار قائلة / طب مقولتليش فين البرفيام بتاعي .

أدرك أنها تتهرب من نظراته تلك فأراد أن يلعب على هذا الوتر وقال وهو يدعي الجدية / لما اقابلك المرة الجاية هجيبه معايا .

أدركت لعبته فالواضح أنهم يفهمون بعضهم جيدا فابتسمت قائلة بسخرية / للاسف بنت محترمة زيي مينفعش تقابل واحد متعرفهوش مرة تانية .

وامسكت بحقيبتها واستقامت واقفة ثم انحنت قليلا عليه قائلة / ابقي خليلك البرفيام يمكن ينفعك .

ثم انطلقت بخطى ثابته أمامه والجه من المحال تحت أنظاره المستشيطة وقد ضاعت كل محاولاته هباءا منثورا 

.............................................

اليوم يوم سعدها برغم علمها أن هذا الأمر لم يمر بسلام إلا أنها سعيدة جدا للوصول لهذه المرحلة.

استيقظت ماسة من نومها وهي تشعر بسعادة غامرة وبرغم إصرار والدتها بعدم اشغال نفسها في أعمال المنزل وتجهيز الحلوى معها والتاكيد علي الاهتمام بذاتها فقط إلا أن طاقة السعادة التي بداخلها جعلتها تشعر وكأنها فراشة تريد أن تطير هنا وهناك تنثر طاقتها بكل مكان لا تعرف للهدوء طريق .

انتهت فاطمة من اعداد كل ما لذ وطاب من طعام وحلوى وبدأت ماسة بتجهيز حالها إلا أنها تسمرت مكانها أمام المرآه فور استماعها لرنين جرس الباب فاتسعت حدقتيها تنظر لنفسها بالمرآه لترى أنها مازالت بملابس المنزل ولم تزيد على نفسها الا القليل من مستحضرات التجميل بل ولم تنتهي أيضا .

سمعت صوت والدتها ترحب بشخص ما فتوارت خلف باب غرفتها لتفتحه قليلا وتنظر من خلال فتحته القليلة لترى عمها هو من أتى فخرجت للتو لترحب به وارتمت باحضانه وبدأت تجهش من البكاء وكأنها تمنت حضور والدها في مثل هذا اليوم.

اخذ فؤاد يربت على ظهرها ويهدأها ثم ازاحها عن صدره قليلا ليبتسم لها ويقبلها من جبينها ثم مسح دموعها قائلا / النهارده عايزك تفرحي وبس مش عايز اشوف دموعك ده ،واتاكدي أن كل اللي عايزاه وتتمنيه هعملهولك .

ابتسمت ماسة ودعت له بدوام الصحة وطولة العمر ثم اقترح فؤاد عليها أن تكمل ما بدأته في إعداد ذاتها ولأنه يريد التحدث مع والدتها في الاتفاق على ما سيدورف في حديث الليلة .

وبالفعل دلفت ماسة غرفتها لتكمل ما بدأته لولا أن الفضول سحبها للخارج قليلا حتى تستمع ما سيتفقون عليه ربما حاولت بطريقة ما مساعدة محمد ونقل له شروط الاتفاق قبل الجلسة .

ولكنها فور وقوفها خلف الحائط الفاصل بين الصالة والغرف جحظت عينيها ولم تصدق أذنيها من أثر ما استمعت له.

........................................

بمنزل محمد كان سعيد للغاية بعد أن عاد من عمله دلف للمرحاض للاستمتاع بحمام دافئ ليزيل مجهود العمل ويستعد لمقابلة اليوم.

أعدت له والدته الملابس الذى اواصها بها كما اقترح عليه والده الحضور معه ولكن محمد كان يري أنها جلسة تعارف بعمها وخالها والاتفاق على يوم اخر للذهاب جميعا للتقديم لها لذلك أصر الذهاب بمفرده حتى لا يشعر والدة ماسة أو عمها بالحرج ولكنه فضل أن يصطحب أخته ميار بحكم انها صديقتها وتكون سند له ولماسة .

إلا أن زوجها لم يوافق وتحجج بحجج واهية فغضب محمد كثيرا ولكنه لم يريد اخبار احد بعرضه على ميار الذهاب معه ورفض زوجها لذلك .

ارتدي ملابسه ونثر عطره واعتذر من والدته في الجلوس معهم للغداء فقد اتفقت ماسة معه أنهم ينتظرونه على الغداء .

وبالفعل توجه محمد لشراء علبة جاتوه بالشيكولاه التي تفضلها ماسة ثم حاول مرارا وتكرارا الاتصال على ماسة لسؤالها إذا احتاجت شئ اخر يجلبه لها وهو قادمو ولكنها لم تجيب عليه تعجب قليلا ولكنه توجه مباشرة الي منزلهم .

بالمنزل قبل وصول محمد عادت ماسة إدراجها الي غرفتها بوجه خالي من التعبير بعد أن استمعت للحوار القائم بين عمها ووالدتها .

كل ما يميزها أنها بحالة ذهول وقفت أمام المرآه لا ترى حالها استعدت وتزينت بدون اهتمام وبرغم هذا بدت وكأنها ماسة حقيقية تتللأ في محارها.

حتى خرجت من شرودها على صدوح صوت رنين جرس الباب ،لم تهتم هذه المرة بل جلست على فراشها ولم يمر دقيقة الا ووجدت والدتها تدلف عليها الغرفة تقبلها وتهنئها وتخبرها بقدوم محمد والاستعداد للخروج للترحيب به .

ظلت ماسه تنظر لوالدتها وبعيونها الف سؤال لا تعرف بماذا تبدأ منهم ومن كثرة الأفكار شعرت وكأن لسانها قد لجم .

تعجبت الام من صمت ابنتها ولكنها أرجعت هذا لتوترها فاخبرتها بالخروج للترحيب به حتى تعد هي سفرة الطعام.

خرجت ماسه وتقدمت عليهم محاولة أن رسم الابتسامة ليرحب بها عمها ويقدمها لمحمد الذي استقام بفرحة وسعادة ظاهرة بعيونه فور رؤيته لها ولكنه شعر أنها بها شئ برغم محاولاتها للابتسامة إلا أنها ليست سعيدة كما توقع .

ما من ثواني حتى استأذن فؤاد ليساعد فاطمة فهبت ماسة واقفة قائلة / خليك انت يا عمي وانا هساعدها.

ابتسم فؤاد وربت على كتفها ثم قال/ خليكي انتي مع محمد يا حبيبتي انتي ساعدتيها طول النهار .

سار فؤاد باتجاه المطبخ لتتبعه ماسة بنظراتها فتعجب محمد وقال لها محاولا لفت انتباهها إليه / مالك يا ماسة في حاجة مضايقاكي.

التفتت له ماسه تنظر له باستجداء وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال فلمعت الدموع في مقلتيها ولكن عجز لسانها عن ذكر ما بداخلها فسحبت نفسا عميقا واغمضت عيونها كمحاولة منها في كتم مشاعرها ولكن قد تمردت عليها دمعة فسقطت على وجنتها .

فمد محمد إبهامه ومسحها قائلا بمزاح / انا قولت ام الجوازة ده نحس.

ابتسمت ماسة بعفوية ثم نظرت له قائلة بهيام وخجل معا / ميرسي على الجاتوه جميل جدا، واه صحيح شكلك شيك اوي.

لمعت عيون محمد ولكنه يراها مازالت بحالة حزن لم يفهم سببها ولكن لن يسأل الان فأراد أن يخرجها من هذه الحالة فقال لها ممازحا / مش اول واحدة تقولي كدة افتكر ده كان رأي سهيلة كمان؟

استوحشت نظرات ماسه وتغير لونها الأحمر القاني من أثر الغيرة فقالت من بين أسنانها محاولة خفض صوتها / وكمان لسه فاكر اسمها !؟ 

مادام عجبك تغزلها فيك جاي ليه النهارده ؟

ابتسم محمد ونظر بداخل عيونها قائلا باستفزاز فقد عجبته حالتها تلك ومنذ مقابلة سهيلة لم يرى لمعة الغيرة بعيونها / تقولي ايه بقي بموت في النكد والمنحوسين.

وكمان انا جاي اتعرف على عمك وخالك مش علشان اللي في بالك ،

صحيح هو فين خالك؟

كادت أن تجن من استفزازه وامسكت بالهاتف الخاص به ومفاتيحه ووضعتها في يده قائلة/ لا انا بقول تاخد ده وتتفضل ......

قطع حديثها عمها الذى دلف للصالون قائلا/ يتفضل فين يا بنتي ،يالا الغدا جاهز اتفضلوا انتوا الاتنين .

تلعثمت ماسة في الحوار ثم قالت/ اااه.... مانا قصدي يتفضل علي الغدا.

ثم التفتت لمحمد تنظر له بتوعد قائلة من بين أسنانها / اتفضل يا محمد .

ابتسم محمد حامدا ربه أنه تم إنقاذه بالوقت المناسب قبل أن يتطور الأمر.

بعد أن انتهوا من الغداء جلس محمد وفؤاد يتعارفون علي بعضهم بينما ماسة وفاطمة تعدان القهوة والحلوى .

جلس محمد محاولا اخفاء توتره فلم يدرك أن جلسة كهذه برغم بساطتها وأنها مجرد تعارف إلا أنها مهمة صعبة يشعر بحاله وكأنه باختبار فاسئلة عم ماسة تكاد تعصره عصرا 

ولكن احقاقا للحق فكان فؤاد هينا بالحديث واحيانا مرح قليلا وبرغم حديث فؤاد المرح إلا أنه لم يستمع منه شيئا فكان يشجع حاله حتى انتبه على سؤال فؤاد / ولا انت ايه رايك يا ابني.

نظر محمد لفؤاد وصمت قليلا وبدون اي مقدمات أجابه قائلا / انا عايز اتجوز ماسة .

فوجئ فؤاد من كيفية طلب محمد فقد فهم من خلال الحوار معه انه يبدو عليه أنه رزين ولبق لغويا كما كان الاتفاق لهذه الجلسة مجرد تعارف عليه فكيف قدم طلبه هكذا .

شعر محمد بخطأه فحاول إعادة الطلب بصورة أفضل ولكن محمد أشار له بكفه قائلا / انا مقدر يا ابني توترك وحالتك .

ليتمتم محمد داخله/ حالتي!؟ ماشا الله هيطلعوني مجنون ميعرفوش أنهم هما اللي جنوني.

ليستطرد فؤاد مكملا / وطبعا انت راجل واضح عليك انك ذو خلق وزي ما قولتلي انك شغال محاسب بس المفروض الجلسة ده نتعرف عليك بس عموما انا معنديش اي مانع خالص بس طبعا ما دام استعجلت وقدمت طلبك يبقى لازم نسأل العروسة عن رأيها الاول؟

اندفع محمد قائلا / ما اكيد عارفين رأيها انها موافقة .

_ اااااه...... قصدي أن شاء الله توافق .

في هذه اللحظة دلفت ماسة حاملة صينية فناجين القهوة لتقدم اعملها ثم لمحمد الذى اقترب بوجهه منها وهو يحمل فنجانه هامسا لها / هو انتي مقولتلهمش انك موافقة عليا .

خجلت ماسة وتوترت حتى كادت أن تسقط الصينية من يدها فتراجعت للخلف قليلا ووضعت الصينية علي المنضدة ثم جلست تنظر للاسفل لتستمع لحديث عمها قائلا/ محمد طلب ايدك يا ماسة للجواز ايه رايك يا بنتي؟

صمتت ماسة بل واطبقت على شفاها جيدا وكأنها تتأكد من إغلاق فمها .

تعجب محمد من صمتها وكاد أن يجن ولكن يكفيه تسرع في الرد اليوم فحاول أن يرد بهدوء قائلا / السكوت علامة الرضا يا عمي ولا ايه .

ابتسمت ماسة لتفهمه موقفها والتحدث عنها ومازالت تنظر للاسفل .

ولكن لفؤاد كان رأي آخر فقال ردا على حديث محمد بنبرة آسفة / انا اسف يا ابني السكوت مش كل الاوقات علامة رضا وانا مقدرش اوعدك الا لما اسمعها صريحة من بنت اخويا .

فوجئت ماسة برد عمها فهبت واقفة قائلة بدون اي خجل / لا يا عمي هو علامة الرضا .

ابتسم فؤاد وفاطمة ثم استقام فؤاد وتوجه لها مقبلاها من وجنتيها وبارك لها هو ووالدتها ثم جلس مرة أخري ليتفق مع محمد في باقي الإجراءات ليؤكد قائلا / بص يا ابني مادام بنتي وافقت فأنت تقدر تشرفنا انت وعائلتك وتتقدموا رسمي بس اعمل حسابك انا معنديش خطوبة وتدخل وتخرج .

اندهش محمد من حديث فؤاد ولم يدركه ليسأله مستوضحا / 

معلش يا عمي انا مش فاهم تقصد ايه ؟

سحب فؤاد نفسا ثم قال/ اقصد يعني لو هتتخطبوا مفيش كل يوم والتاني تخرجوا مع بعض وتقابلوا بعض وتدخل هنا وانت عارف انهم اتنين ستات لحالهم ولا انت مش عارف الأصول.

ابتسم محمد وسعد كثيرا وكأنه وصل لمبتغاه فقال بسعادة ظاهرة / بالعكس أنا موافقك جدا وعلشان كده افضل أن شاء الله المرة الجاية اجيب والدي ووالدتي واتقدم رسمي ونقرا الفاتحة وبعدها باسبوع أن شاء الله يكون شبكة وكتب كتاب مع بعض .

ثم نظر تجاه ماسة التي تغلغلت دموع الفرحة في عيونها وقال / انا مش هلاقي احسن منها اكمل معاها حياتي.

ابتسم فؤاد وسحب نفس الطمأنينة ونظر تجاه فاطمة التي نظرت له بامتنان فقد جعل طلب عقد القران يكون من قبل محمد حفاظا علي مكانة ابنتها .

ثم نظر تجاه محمد مكملا / علي خير ان شاء الله هتصل بيك نحدد مع بعض ميعاد قراية الفاتحة علشان خلال شهر كدة أو شهر ونص بالكتير نعمل الشبكة وكتب الكتاب أن شاء الله .

اومأ محمد بسعادة واستقام يسلم على فؤاد ويشكره كثيرا فقط شعر أنه جاء خصيصا ليسهل له الأمور.

...........


#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت٢٨

قد يعمينا حبنا عن رؤية حياة من نحب فلا نرى ما يصارعه من أجل الحفاظ على حياتنا وتحقيق آمالنا فالأم تضحي بكل عزيز وغالي من أجل ابنائها دون إدراك من الأبناء بماذا ضحت وتنازلت حتى يهنأ أبناءها ببعض مشاعر الحب والاهتمام فربما ضحت وتنازلت بنفسها عن سعادتها وراحتها بل وحياتها من أجلهم دون انتظار شكر أو مقابل ولكن من أنانية حب الأبناء يرودنها دائما معطاءة ومتحملة مهما كثرت المهام ومهما تثاقلت الهموم.

في الصباح استيقظت ماسة علي رنين هاتفها فوضعت الوسادة أعلى اذنها فهي من المفترض أنها إجازة اليوم ولا تريد من يزعجها ولكن عند تكرار الاتصال اعتقدت أنها ميار لتعتدل بعصبيه ممسكه الهاتف ناوية على أن تهدر بها ولكن قبل أن تجيب على الهاتف بعصبيتها المعهودة وجدت اسم محمد هو من يضئ شاشة هاتفها فمسحت على وجهها ثم فتحت المكالمة وأجابت عليه بنبره ناعسه/ صباح الخير يا محمد.

_ صباح الفل يا قمر ايه صحيتك.

اومأت ماسة برأسها وكأنه يراها ثم أصدرت همهمه تؤكد على ما قاله للتو ليكمل هو قائلا بنبرة حانية / 

_ حقك عليا بس انا طول الليل كنت مشغول عليكي وعايز اعرف سبب التكشيرة بتاعة امبارح ايه؟

لحسن انا كنت قربت اشك في نفسي اني مجبور عليكي.

شهقت ماسة لتفاجئها بما فهمه محمد من عبوسها بالأمس لتحاول تصحيح فهمه قائلة / لا طبعا مش كدة.

وكأنه توصل لهدفه فقد حفزها للتحدث قائلا / 

امال ايه بقي المشكلة فهميني.

سحبت نفسا عميقا تجاهد ما تذكرته من حديث الامس ثم بدأت بسرد ما استمعت إليه من حوار بين عمها ووالدتها ليتركها محمد تسرد بكامل حريتها دون مقاطعتها حتى تخرج ما تشعر به حتى انتهت من حديثها فقالت تحثه على الكلام / انا بجد مش عارفه اتصرف ازاي؟

قولي انت المفروض اعمل ايه؟

هل اكلمها واطلب منها تنهي الموضوع؟

ولا اعمل ايه يا محمد!!

سحب محمد نفسا عميقا وزفره على مهل وكأنه يستعد لحرب ما ثم بدأ حديثه قائلا / اولا يا ماسة انا مش شايف في كل اللي قولتيه اي مشكلة.

_ ازاي يا محمد ده......

حاولت التحدث بحمقة فقطع حديثها قائلا/ انا سيبتك لحد ما فرغتي كل الي عندك من غير ما اقاطعك يبقى تسمعيني من غير ما تقاطعيني.

سمع زمجرتها على الهاتف ولكنه لا يبالي سيكمل ما يريد قوله لعله كان مرآتها التي ترى من خلالها الحقيقة.

تحدث بتروي قائلا / انا عارف انها مامتك وبتحبيها جدا وبتغيري عليها كمان ،

ده غير أن والدك بالنسبالك كان شئ عظيم يعني اكيد مش هترضي تتخيلي حتى أن حد ياخد مكانته.

بس احنا لازم منظلمش اللي بنحبهم ونيجي عليهم .

استشعر من صمتها أنها رافضة لحديثه وتخيل منظرها عابسه فابتسم قليلا واستطرد قائلا/ انا طبعا عارف انك مش قابلة الكلام اللي بقوله بس عايز اسألك علي حاجة ،

تفتكري والدتك بعد والدك تعبت قد ايه وهي لوحدها .

انطلقت تجيبه باعتراض / بس ماما مكنتش لوحدها !

استرعى انتباهه الجملة ليبدأ حديثه منها سائلا / يعني في كل الأزمات اللي قابلتها في حياتها وحياتك بعد والدك كان في حد واقف معاها!؟

من خلال تحليله لجملتها أدركت فضاحتها لتخجل من روحها قائلة بتلعثم الطفل المخطئ / اااه.... كان ....كان عمي واقف معاها دائما.

ولكنها حاولت تبرير ما كانت تدركه أو تظن أنها تدركه فاردفت قائلة / بس هو عمي وواجب عليه يعمل كدة .

ابتسم وكأنه وصل لمبتغاه فقد أنهت النقاش من مجرد سؤال وإجابة ليكمل هو مدافعا لا يعرف لما ربما اطمئن له من مقابلة واحدة وربما لتوضيح بعض الرؤى لها قائلا / مقولناش حاجه هو عمك وواجب عليه يعمل كدة فعلا ويهتم بيكي مكان والدك بالظبط وبرضه طلبه لاهو حرام ولا عيب من حقه يطلب ورفض والدتك أو قبولها ده شئ يرجعلها .

_ يعني ايه يعني ممكن تقبل ده لا يمكن ابدا !!

نطقت بها كمحاولة لرفض احتمالية قبول امها بهذا العرض فسحب محمد نفسا عميقا وحاول تهدأتها قائلا / بصي يا ماسة للاسف مجتمعنا بيقبل للراجل أنه يتجوز بعد وفاة زوجته وبيوجدله مبررات كتير ونفس المجتمع بيجرم ده على الست بالرغم أن رأئي الست أحق لأنها الجانب الأضعف في مجتمعنا واللي هتكون فعلا هي اللي محتاجة الظهر والسند وبالرغم من كدة بيحملها فوق طاقتها ويطلب منها تستكمل كافة الظروف ومتشتكيش كمان.

انا رأيي انك لازم تتكلمي مع والدتك بس رايي تسمعيها مش تفرضي رأيك عليها.

يعني ممكن يكون في حاجات انتي مش واخده بالك منها فالاحسن اسمعيها بدون تعليق علشان متصعبهاش عليها .

اسمعيها وفكري ولو حبيتي تاخدي رأيي بعد كدة انا موجود.

منحها السبيل وهدأ من عصبيتها قليلا فقد كانت تائهة تعبث الأفكار بذهنها فسادا فقد فكرت أن تتحدث مع عمها وتخبره بعدم تقبل حديثه هذا.

كما فكرت بأن تطلب منه عدم التدخل مرة أخرى بحياتهم من الاساس ولكن تراجعت قليلا حتى تهدأ فهو عمها وتكن له كل التقدير ويجب أن تتحدث معه باحترام مهما يكن فاعدلت عن فكرتها لنفكر في مواجهه والدتها وتخبرها برفضها التام للفكرة ،

نعم توصلت لهذا القرار ولكن حاولت مرارا وتكرارا قبل الولوج لنومها أن تهدأ قليلا فيجب أن لا تحدثها بحالتها الغاضبة تلك لذلك آجلت حوارهم للغد ،

وهاهو محمد قد نجدها مبكرا ليهديها للطريق الصحيح وكيفية التعامل معه.

همت من رقدتها بالفراش واتجهت صوب المطبخ لتجد والدتها تعد الافطار فقبلتها من وجنتها سائلة إياها بنبرة حانية / صباح الفل بتعملي ايه يا جميل ؟

ابتسمت غالية قائلة / بجهز الفطار يا حبيبتي محبتش اصحيك عارفاكي بتحبي النوم.

وضعت ماسة غلاية المياة واشعلتها من خلال الزر بها وهي تقول / سيبك من كل ده احنا نشربلنا كوباتين شاي باللبن مع الجاتوه اللي جابه محمد امبارح .

ابتسمت غالية بخبث قائلة / واشمعنا جاتوه محمد ما عمك برضه جاب جاتوه.

توقفت ايدي ماسة وارتعشت قليلا محاولة تماسك ذاتها وتذكرت نصائح محمد فاغمضت عيونها ثم زفرت أنفاسها على مهل ثم فتحت عيونها قائلة/ واحد يا ماما مش هتفرق يالا انا جهزت الشاي هاتي الجاتوه اللي يعجبك .

خرجت ماسة محاولة تهدأة ذاتها حتى تبدأ الحوار بطريقة أفضل فخرجت الام خلفها وبدأوا بالتهام افطارهم وكلا منهم تلتهمه أفكاره فالأم تفكر كيف تعرض الموضوع علي ابنتها وماسة تفكر كيف تبدأ الحوار مع امها حتى نادا كلاهما في صوت واحد / ماما ... ماسة.

فابتسما كلاهما وكعادة الام اعتقدت أن ابنتها لديها موضوع هام تريد أخذ رأيها ففضلتها عن ذاتها قائلة / قولي يا ماسة انا سمعاكي.

نظرت ماسة للاسفل وقالت بصوت خافت مهزوز / انا سمعت عمي وهو بيكلمك امبارح.

وعت غالية جيدا ما تتحدث عليه ابنتها فصوتها المرتعش الخافت وعدم النظر لها جعلها تفهم مشاعر ابنتها الرافضة والتي تحاول جاهدة أن لا تظهر .

فابتسمت غالية وربتت على كفها تريد أن تطمئنها ثم رفعت رأسها لتنظر بداخل عيونها والتي رأت الدموع تتغلغل بها فقالت وهي مبتسمة / دموعك ده غالية عليا اوي يا ماسة. اوعي تفكري اني في يوم من الايام هنسي ابوكي ولا حبه ليا ولا تفكري أن ممكن يكون حد اغلي عندي منك .

حاولت ابتلاع غصه مريرة بحلقها ثم تابعت قائلة / الست مننا ضعيفة قوي يا بنتي وخاصة لما أهلها يكونوا سبب ضعفها وانا للاسف اخويا بدل ما يكون سندي هو سبب ضعفي وانتي السهم اللي بيحاول يقتلني بيه.

تعجبت ماسة من حديثها برغم معرفتها بشخصية خالها ونيته ولكن لم يهديها تفكيرها أنه من الممكن أن يؤذيها بعد زواجها لتسأل بتعجب / ليه يا ماما بتقولي كدة مش خلاص عرفنا هنعمل ايه وهو مش هيقدر يعملي حاجه بعد الجواز.

زفرت غالية نفسا ساخنا يحمل لهيب قلبها قائلة / يقدر يا بنتي يقدر ، 

نظرت للأعلى وكأنها تحاول أن تستمد طاقتها لتكمل / البنت بعد الجواز محتاج أهلها يكونوا عزوتها في ظهرها الجواز مش كله هنا وسعادة في مشاكل هتقابلوها في حياتكم ولو اهلك مش في ظهرك هتتعبي عارفه ان عمك مش هيكل بيكي وهيقف في ظهرك دايما بس اللي خايفة منه أنه يقدر يمنعني ويمنع مساعدتي عنك وده اكيد هيعمله لما يحس أننا خدعناه وجوزناكي من غير موافقته ساعتها هكون لوحدي وهيقدر ياخدني بحجة الظروف وان مينفعش اقعد لوحدي واخويا موجود وهيحبسني عنده وهمنعنا من بعض وساعتها عمك مش هيقدر يقف قصاد اخويا لانه ملوش حجة.

اتسعت حدقتي ماسة فهي لم ترى الموضوع من هذا الجانب بل لم تتخيله هكذا وحقا فخالها شخصية مسيطرة من الممكن أن يقدم على هذا كعقاب لهن .

فكرت في أن تقترح علي والدتها بأن تعيش معها بعد الزواج ولكن شخصية مثل خالها لم يرتضي بذلك ليس خوفا على أخته ولكن عقاب لها .

نظرت غالية للاسفل قائلة بتشتت / انا نفسي مش عارفه اعمل ايه ؟؟ 

انا كنت فعلا هتكلم معاكي النهارده علشان نوصل مع بعض لحل .

من قبل عمك ما يعرض عليا الجواز وانا بفكر في الموضوع ومن ساعة ما عرفت اني هقف ضد اخويا علشان اجوزك اللي انتي رايداه وانا عارفه اني هدخل في حرب بحاول آجلها من زمان .

ولما عمك عرض عليا الجواز وكأنه كان عارف بحالي بس برضو معرفتش ارد عليه .

ثم رفعت عيونها والتي لاحظت ماسة امتلائها بالدموع وقالت بصوت متحشرج / برغم أن عمك كويس وكتر خيره واقف معانا من وقت موت ابوكي بس............

ابوكي ميتنسيش يا ماسة هيفضل حب عمري.

ابتسمت ماسة ابتسامة طفيفة وامتلأت عيونها بدموع الحنين ثم عانقت والدتها لتنخرط كلا منهم بالبكاء بكاء يحمل الحنين والحيرة وربما الاجبار 

....................................... 


احيانا يطول الظلام حتى تظن أنه لا انقشاع له ولكن لابد أن يأتي له وقت وينجلي ليحل محله النهار وينثر آماله حتى ينسيك ما ظننت أنه لم يندثر

جاء خطيب غادة لزيارتهم وتحديد موعد لكتب الكتاب فلاحظ وجود ميار الدائم بالمطبخ فاستشعر أن هناك خطب ما ليهمس لغادة قائلا / هي مرات اخوكي على طول في المطبخ انتوا مزعلنها ولا ايه ؟

اضطربت انفاس غادة وازدرأ ريقها لتبتسم له ابتسامة باهته ثم تقول بتلعثم وهي تحاول أن تفكر في مبرر للوضع / هاا... ابدا هنزعلها ليه داحنا ياما طلبنا منها تقعد معانا .

ثم طرأت بعقلها فكرة لتردف مكملة / هي بتحب تفضل في المطبخ دانا ياما اخويا يقولها تعالي اقعدي معايا لحد ما زهق.

ثم اقتربت منه هامسة بلهجة تدعي بها الحزن / أصلها يا عيني مبتخلفش فبتحاول تبعد عننا فاكرة أننا هنعايرها .

مصمصت شفتاها وكأنها متأثرة من أجلها قائلة بتأثر زائف / والنبي صعبانة عليا.

ثم نظرت تجاه خطيبها بطرف عيونها مكملة / واخويا صعبان عليا اكتر يالا حظوا قليل في الدنيا.

نظر لها خطيبها لا يعلم لما لم يتأثر من كلامها وكأنه يشعر أنه تأثر زائف فدعا لهم بصلاح الحال وان يعطيهم على قدر نيتهم.

انتهت الجلسة على تحديد ميعاد الزواج بعد شهر واحد برغم رفض حسن وانوار فهذه المدة قد تغير من خطتهم ولكن مع إصرار الخطيب وافقوا وبعد انصرافه أخبر حسن ميار بالصعود حتى ترتاح قليلا من مجهود اليوم وفعلا صعدت هي وجلسوا ثلاثتهم ورابعهم الشيطان الذي كان أقل وطأة منهم بل أكاد أجزم أنه يرفع القبعة لامثالهم جلسوا يتبادلون النظرات لبعضهم وكأنهم ينتون على شئ ما حتى تحدث حسن قائلا /وبعدين بقرار خطيبك ده هضطر أجل اللي اتفقنا عليه.

عقبت انوار قائلة / بالعكس 

قضب جبينه سائلا باندهاش / بالعكس ازاي يا اما يعني أنا أزهق ميار في عيشتها لحد ما تطلب الطلاق واخليها تتنازل عن كل حقوقها مقابل أنها تطلق وبعدين اجوز اختي طب افرضي جوزها حس بحاجة ومرضيش يتمم الجوازة ابقي وقفت حال اختي.

ابتسمت انوار قائلة / يا واد ده مش خطيب اختك بس اللي هيتعاطف معاك ده أهل الحته كلهم هيتعاطفوا معاك لما ننشر خبر أنها مبتخلفش وان كمان أهلها عارفين من قبل الجواز ومقلوش يعني الموضوع مش مجرد حظ ونصيب ده غش ونصب .

ابتسمت غادة وقالت معلقة / انا فعلا قولت لخطيبي النهارده أنها مبتخلفش وانك مستحمل كل ده بالعافية .

وكمان يومين أقوله على موضوع أن أهلها كانوا يعرفوا وداروا علينا وبعدها هيكون لينا الحق فاي حاجه نعملها .

اقتنع حسن برؤية انوار وغادة وخاصة أنه رأي أن الموضوع سينتهي بدون اي خسائر من ناحيته وخاصة عندما يرغماها علي التنازل عن حقها وأما الفضيخة لتربت والدته على فخذيه قائلة بفخر / وساعتها اختارلك ست ستها وهتقبل كمان تدخل على فرشها وتبقي يا بن المحظوظة اتجوزت اتنين في احسن من كده.

لاحت الابتسامة على محيا حسن وهو يتخيل زواجه بفتاة أخري جميلة ليكرر ذكريات دخلته مع ميار وما احلاها من ذكرى لديه فقد كان مستمتع بخجلها وخوفها بل ورعبها الذي بدا عليها يومها.

ثم توجه للاعلي ليبدأ في زيادة الجرعة من سوء المعاملة والتقليل من شأنها وفي نفس الوقت الاستمتاع بها بشتى الطرق دون الأخذ في اعتباره ارهاقها .

صعدت ميار وقد حسمت أمرها برغم انهاكها طوال اليوم الا أنها قررت انها ستعيد التحدث معه مرة أخرى في أمر عمله من أجل العلاج وخاصة أن زواج أخته بموعد قريب وهو يقضي معظم وقته نوما .

صعد حسن الذي تأفف فور رؤياها لتوقعه لماذا تنتظره فهي باتت لا تتحدث الا بموضوع العمل ثم قال محاولا تغيير تفكيرها / اوف انتي لسه صاحية انا الحق عليا اني خليتك تطلعي بدري علشان ترتاحي شوية.

جلست ميار بجواره محاولة التحدث بطريقة لينه ربما استمع لها فقالت/ يا حسن اختك دلوقتي هتتجوز يعني محتاجة مصاريف وانا العملية بتاعتي....

اقتطع حديثها ملوحا بيده في الهواء قائلا بنبرة أكثر حده / اااااه قولي كدة ملكيش دعوة باختي لما تطلب منك حاجه ابقي قوليلها لا ،

انتي عماله تلفي وتدوري علشان موضوع العملية بصي بقي يا بنت الحلال عملية ودفع فلوس على الفاضي مش دافع انا مش هشتري سمك في ماية وحتى لو هتعمليها على حسابك انا مش موافق علشان اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع وده اخر كلام عندي ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل كفاية عليا اني مستحمل قرفك .

تعرف عنه أنه غليظ القلب سليط اللسان ولكنها لم تتوقع أنه سيصل لهذه القدر من النذالة وقلة الأصل والبجاحة فلطالما وقفت بجواره وجوار عائلته فاستباح أموالها دون وجه حق تذكرت حديث اختها أنه لا يستحق المساعدة فتشجعت قائلة / وانا لو مش هعمل العملية مش هصرف مليم واحد على البيت ده دي بقي فلوسي وانا حرة فيها.

وكأنها أشعلت شياطينه فهب واقفا عازما على تعنيفها جسديا فرفع يده لاعلي ولكنه تذكر أخيها وما فعله به فأنزل يده ووقف مكانه ثم ابتسم ابتسامة خبث فقد طرأت بعقله فكرة أخرى لعقابها لا تستطيع أن تشتكي بها لاحد قائلا / شكلك لسه متهدتيش وفيكي طاقة عايزة تطلعيها وبفكر بدل ما نطلعها في الخناق نطلعها بطريقة تانية ممكن متعجبكيش بس المهم هتعجبني انا .

فهمت ميار ما يرمي إليه لتضطرب أنفاسها محاولة التهرب مما يقصده ولكنه لم يمهلها التفكير حتى فامسكها من معصمها وسحبها خلفه كالشاه ودلف بها الغرفه صافقا بابها باقدامه بقوة ثم قذفها للخلف بشدة لترتمي على الفراش خلفها بينما هو أخذ يخلع قميصه بعصبيه واستوحشت نظراته وامتلأت بمزيج من الرغبة والوحشية في آن واحد .

تغلغلت في مقلتيها الدموع تستجديه بألا يفعل.

لم تعلم أن بنظراتها المستعطفة تلك تزيده إثارة ورغبه 

ثم لم يلبث لحظات الا وانقض عليها وكأنه وحش كاسر ينقض على فريسته كل ما يستمع إليه صوت صراخها وكأنها تعزف موسيقى تطرب آذانه.

انتهى منها ليستلقي بجوارها غير عابئ بحالتها بينما هي اخذت تلملم ما تطوله يدها لتوارى جسدها قليلا ودموعها تنهمر على وجنتيها ولكنها زادت إصرارا على تنفيذ ما عزمت عليه فهي بكل الاحوال تشعر بالاهانة والدونيه إذا فالصمت والتحمل لم يجدي شيئا ربما إذا ستخدمت اسلوب الضغط قليلا يتغير الأمر .

وبالفعل بعد أن تحدثت مع اختها واتفقا علي ما ستفعله . أصبحت تضع كل أموالها الخاصة بحقيبة يدها وتغدو الي عملها بها وتعود لتخفيها عنه .

كانت تحاول شراء ما يسد جوعها قبل الوصول للمنزل وتأكله بسرعة قبل وصولها وتظل بمنزلها لا تاكل لعدم تواجد شئ وعدم شرائها لشئ للمنزل أيضا .

................................

مرت فترة تتجاوز الثلاث أسابيع علي كل ابطالنا فقد حاول يزن مجددا أن يذهب لغزل جامعتها ولكن بكل مرة كانت تجيد الهروب برغم رغبتها في المقابلة ولكنها تعمدت على إثارة غضبه فقد أصبح هذا هو شغلها الشاغل بدون أن تدرك لما كل هذا الاهتمام من ناحيته ولا تدرك لما تتمنى في كل مرة أخري بأن يعيد محاولاته مرة أخرى .

بينما محمد يحاول كل اسبوع بالاتفاق مع عم ماسة علي ميعاد للحضور هو ووالده ووالدته لاتمام الخطبة والاتفاق على ميعاد عقد القران ولكن في كل مرة لم يتم الاتفاق إما لمرض والدتها أو لمرض عمها ذاته واخيرا تم الاتفاق على موعد قد اتفق عليه كلهم بعد يومين فقط.

بينما ظلت معاملة حسن لميار على نفس النحو سيئة ولكنه لم يفهم أنها اعتادت السوء فأصبحت هذه الحياة بالنسبة لها طبيعية ولكن كل ما تغير هو لم يستطع أن يجد طريقة حتى يأخذ أموالا منها أو أن تشتري للمنزل شئ فأصبح المنزل خاويا تماما وأصبح هو من يلجأ إلي والدته لتطعمه ولا يخلو الأمر من التقريع له بأنه غير قادر على زوجته .

دام الأمر لمدة الثلاث اسابيع تلك حتى وصل لمنتهاه فلم يتحمل هذا الوضع أكثر من ذلك .

بيوم من الايام دلفت من عملها وصعدت الدرج علي أطراف أصابعها حتى لا يعلموا بقدومها كما تفعل بالاونه الأخيرة حتى يتسنى لها اخفاء حقيبتها منه والتي كانت تخفيها داخل اناء طهي موجود داخل خزينة المطبخ وبما أنها هي فقط من تدخل المطبخ وبما أن المطبخ أصبح خاوي لا يوجد ما يطبخ به فلم يتوقع مكان كهذا .

تفتح بابها بحذر حتى لا يستمع احد لها فهو في هذا الوقت يجلس لدي والدته ليفطر حيث اعتاد على النهوض من النوم متاخرا.

لا تعلم أنه قد أعد عدته وتأهب لوقت حضورها وفور رؤيته لظلها تركها حتى صعدت وفتحت الباب وقبل أن تغلقه جاء هو ووضع قدمه يمنع الباب من الانغلاق .

استدارت ميار وجحظت عيونها وتشبثت بحقيبتها ،وتذكرت حديث ماسه منذ قليل قائلة / مش هيسيبك يا ميرو هاتي الفلوس اللي معاكي خليهم معايا وخلي معاكي يادوب قد الاكل والمواصلات بتاعة النهارده والصبح وكل يوم يا ستي ليكي عندي اديكي مصروفك.

ضحكا الفتيات حتى فاقت ميار على صوت حسن وهو يتقدم بخطوات متمهله يقول لها / مانا مش هفضل صابر عليكي كتير ،

انا سيبتك براحتك لكن انك تسيبي البيت من غير اكل خالص ده مينفعش 

زادت دقات قلب ميار وارتفع مستوى الادرينالين لديها فاذدرأ ريقها تحاول أن تظهر أكثر ثباتا فقالت له / مانا قولتلك أنزل اشتغل وانت مش راضي .

كان يتحدث ويتقدم للامام لتتراجع هي خطوة على إثرها للخلف فقال ومازال يتقدم منها / طب هاتي فلوس علشان انزل ادور على شغل .

تشبثت أكثر بحقيبتها قائلة / مش معايا غير مواصلاتي خد من امك .

حسنا فقد أوصلته لمرحلة من الغضب جعله لا يري أمامه فتقدم خطوة سريعا وأمسك بحقيبتها محاولا خطفها منها ولكن من أثر تمسكها بها فقد امسك بالحقيبه وازاحها هي للخلف بشده لترتطم يظهرها ورأسها بالحائط بقوة الذي قد اقترب منها من أثر تراجعها ثم هوت على الأرض مطلقة صرخة تعبر عن الامها من أثر ارتطامها بالحائط و سقوطها أرضا ظلت أمامه تبكي بتألم تضع يدا علي ظهرها والأخرى على بطنها ولم تستطع التحرك بينما هو

امسك بالحقيقة وأخرج منها الأموال الذي لم تكن سوى جنيهات بسيطة كما قالت وعند وجوده هذا القى بالحقيقة بوجهها هادرا بها / لو مدتنيش الفلوس هيبقي كل يوم من ده أن شالله تروحي الشغل مشى جاك القرف.

ثم بصق عليها دون حتى الاهتمام ببكاءها أو عدم حركتها وتوجه للاسفل حيث شقة والدته.

بينما هي حاولت جاهدة اخراج هاتفها من حقيبتها التي حمدت ربها أنه قد ألقاها بجوارها وقامت بالاتصال على أخيها لتخبره بأنها في حاجة إليه .

هرول محمد إليها بعد سماع صوتها الباكي والمتألم بالهاتف فلم ينتظر حتى تسرد له ما حدث بل وصل لمنزلها في غضون دقائق ليهرول علي الدرج ووصل حتى شقتها ليري بابها مفتوح لينظر بداخلها فوجد ميار مغشيا عليها وملقاه أرضا ،

ملابسها غارقة في الدماء ليفجع من هذا المنظر ويهرول حاملا إياها صائحا باعلى صوته بتكرار / يا ولاد ..... 

والله ما هسيبكم يا اولاد .....

خرج حسن ووالدته واخته على إثر صوت محمد ليجدونه يهبط الدرج حاملا ميار وملابسها مصبغة بالدماء ليشهقا جميعهم بما فيهم حسن.

نكزته والدته قائلة / انت مش قولتلي ممدتش ايدك عليها يا موكوس اللي فيها ده من ايه ؟؟

ظل حسن جاحظ العينين يرد وهو يشعر بالتيه والاندهاش/ معرفش والله، ما اعرف انا معملتش حاجه ،

انا زقتها بس. 

دخلت انوار وسحبت اياه لداخل المنزل ثم أغلقت الباب قائلة / يخرب بيت شيطانك لتكون زقتها علي حاجة وتروح في داهية .

ظل يراجع ذاكرته ما إذا كان يوجد شيئا بالأرض ولكنه تذكر قائلا/ ابدا كان وراها الحيطة .

بينما محمد توجه بأخته مباشرة الي اقرب مشفي ثم أخبر والده ووالدته وماجدة بما حدث ليهرولوا إليها ويكاد أنفاسهم تتوقف عن ملاحقتها.


..................................

كان جالسا بمكتبه بالجامعة يتابع عمله كعادته حتى جاءته رسالة من الرقم ذاته الذي يتابع معه مستجدات الأمر مما كلفه به فوجد أن الرسالة عبارة عن تسجيل لمكالمة هاتفية فور استماعه لها اغلق التطبيق فورا ليجري اتصالا بچواد يطلعه علي الأمر كله منذ بداية تتبعه لهم حتى آخر المستجدات التي تستلزم معرفته الان بالأمر تاركا له حرية التصرف فقد بات الأمر جديا ولا يحتمل التأخر به.



بارت طووووويل وبدري عن ميعاده يارب تشجعوني اني اكتب اسرع وانزل اسرع ❣️ التفاعل حقيقي بيفرق جاااامد🌹🌹

البارت ٢٩

#معدن_فضة

#لولي_سامي

رآها ولكنه لم يصدق عينيه فاقترب قليلا حتى يتأكد مما يراه .

رآها وقد أزالت عنها كل الحجج الواهية التي ألبسها إياها وحاول الالتماس لها بأى عذر.

رآها ولا يعلم لماذا ارتاح قلبه أكثر من شعوره بالخديعة ،

نعم هو يشعر بالخديعة ولكن خديعة كان ينتظرها ويتوقعها ولطالما نهر حاله علي تخيلها .

اقترب اكثر وهو يحمد ربه على انكشاف سترها قبل فوات الاوان .

اقترب وهو يهيأ حاله لاي خديعة ستنطق بها لتنقذ حالها .

لحظة !!

فربما أنكرت كل هذا عند مواجهتها به أمام أهلها ؟

فمثلها من اعتادت على التمثيل والخديعة من الممكن أن تتوقع منها كل شيء 

اخرج هاتفه والتقط عدة صور لهم وهم مقتربين من بعضهم رؤوسهم تكاد تلتصق،

أيديهم متشابكة وكأنهم يخافا الافتراق!

تعجب من حالهم فلطالما يعشقان بعضهم كيف قبلت بالارتباط باخر والتفاخر به في جميع صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي وكيف هو قبل ذلك قبلها .

امتعض وجه وشعر بالاشمئزاز منهم.

ليدنو منهم وآمال برأسه عليهم حتى يصلهم صوته قائلا بصوت خافت / 

_ ولما انتوا بتحبوا بعض اوي كدة قبلتي ليه تتخطبي ليا ؟؟

انتفضت هايدي من مكانها مذعورة عند سماعها لصوته ورؤيتها له وسحبت يدها من ايدي من جالسا أمامها قائلة باضطراب واضح /

_ ده..... ده....... متفهمش غلط .....ده ابن خالتي وكنا...

نطق چواد بحدة منهيا الحوار قائلا/ 

_ مش عايز اسمع اعذار وياريت متستفزنيش علشان مغلطش فيكي قدام الناس .

انا كنت حاسس من زمان وبكدب حالي من ساعة ما كنتي بتتهربي من قعادنا سواء أو من خروجنا سواء.

انا بس اللي عايز اعرفه لما انتي بتحبيه كدة رضيتي ليه تتخطبي لغيره.

ترقرقت دموع التماسيح بأعين هايدي وادعت البراءة قائلة / 

_ صدقني انا كنت هقولك والنهاردة كنا بننهي علاقتنا.

انعقد جبين چواد دليلا على التعجب وهو ينظر لها في دهشه والي الذي ما زال يجلس في موضع المتفرج وكأن ما يحدث لم يهمه وينتظر حتى نهاية الموضوع ليرى من اين يبدأ هو ليسأل چواد مستفهما /

_ بتنهي علاقتك بعد شهر خطوبة !! 

يعني مخطوبالي بقالك شهر والمفروض قربنا نتجوز ولسه بتنهي علاقتك .

ده غير اللي شوفته ده مش نهاية علاقة ابدا ، 

ده عزها !!!

قبل ما انهي اي حاجه عايز إجابة على سؤالي لما بتحبيه كدة رضيتي تتخطبي ليا ليه ؟

نطق بسؤاله بصوت أكثر حدة واعلي قليلا وكأنه على وشك انفلات اعصابة لتجيبه هايدي بصوت مضطرب وهي توزع نظراتها ما بينه وبين الجالس أمامها/ 

بصراحة هو مش جاهز دلوقتي علشان يتقدملي واهلي رفضوه مرة والنهاردة والله العظيم كنت بنهي علاقتنا .

أبتسم چواد بسخرية وهو يوزع نظراته بينهم ثم خلع دبلته من معقله وكأنه التقط أنفاسه اخيرا ثم قال ساخرا /

لا متنهيش علاقتكم احنا اللي لازم ننهي علاقتنا علشان بصراحة انتوا تستاهلوا بعض .

أبتسم مستهزأً واخذ ينظر لذلك القابع مكانه قائلا/ هو يستاهلك علشان قبل انك تتخطبي لحد تاني وهو قاعد وبيقابلك في الخفاء .

ثم التفت لها ونظر لها باشمئزاز من أعلاها لاسفلها ثم قال/ وانتي تستهليه علشان بتتخطبي لحد وتقابلي غيره وتسمحيله يلمسك عادي.

ثم وزع النظرات بينهم قائلا / بس الاكيد محدش فيكوا بيحب حد واعتقد انك هتندمي أشد الندم قريب اوي .

ثم اقترب بوجهه منها قائلا بصوت مرعب / 

_ من عادتي ماخدتش هدايا اهدتها لحد قبل كدة بس برضو من عادتي أن محبش حد يحس أنه استعبطني ، اروح البيت االاقي كل حاجه جبتهالك هناك في بيتي ،

والا هيكون في كلام تاني مع أهلك وكرم اخلاق مني هسيبك ليكي حرية اختيار السبب وكدة اكون عملت معاكي احسن واجب.

ثم نظر لهم شزرا وانطلق تاركا إياهم لبعض يتبادلون النظرات وكأن كلا منهم انكشف أمام الاخر .

هو بعدم الدفاع عنها وتركها في مهب الريح يجلس في حال المتفرج عليها وكأنها لا تخصه من الأساس.

وهي بانكشاف حالها أمام نفسها أو بالأحرى خسارتها لكل شئ كانت تخطط له فقد ذهب العريس الوردي صاحب المال والجمال وليس أمامها سوى أن تعيد كل شىء والا انكشف حالها أمام أهلها، وعليها أن تبحث عن اي سبب لإقناع والديها بانقضاء الفرصة الذهبية تلك

انطلق چواد سعيدا لا يعرف سبب سعادته !!

الهذه الدرجة كان يخنق حاله ولم يشعر !؟

حمد ربه كثيرا وتوجه بوجه مشرق علي غير عادته في الأيام الأخيرة الي المحال وبدأ يستعيد بعض من مرحه قليلا حتى تعجب يزيد ويزن فسألوه وهم متعجبين حاله ليرفع چواد يده أمام أعينهم لم يفهم يزيد في البداية حتى نطق يزن مهللا / 

_ ايوة كدة انا قولت البنت ده متستهلاكش النهارده هنحتفل للصبح وهتصل بالواد نضال يجي.

ثم قال بصوت عالي في وسط المحال

_ في يوم علاوة لكل العمال بمناسبة فسخ خطوبة چواد باشا.

ليصفق كل عمال المحال ما بين فرحة واندهاش بسبب الاحتفال .

ليضحك كلا من يزيد وچواد مقلبين كف علي الاخر ليقترب يزن من چواد معلقا /

_ كانت على قلبي زي الحجر يا شيخ ،

 انت كنت مستحملها ازاي ؟؟

بنت صفراء كدة اعوذ بالله.

ضحك چواد حتي ظهرت نواغزة ثم صدح رنين هاتفه معلنا عن اتصال من والدته فانزوى جانبا حتى يستمع لها جيدا فوجدها تخبره بأن خطيبته قد أنهت الخطوبة لسبب غير معلن وقد أعادت كل شىء جلبه لها وعند سؤاله عن السبب رد چواد عليها سائلا/ 

مش انتي مرتاحة يا ست الكل .

أجابت اخلاص بفرحة تحاول اخفائها خوفاً أن تكون هي سبب انفصالهم / اهم حاجه راحتك يا حبيبي.

رد عليها چواد بصوت يبدوا عليه الفرحة قائلا / 

_ وانا مرتاح كدة اكتر يا خوخه.

ماشي حبيبتي هنسهر شوية وجاي.

أنهى اتصاله مع والدته وتذكر معشوقته ليزم شفتيه ويطلق تنهيدة حارة هامسا لحاله /

_ حاولت كتير مظلمهاش يا ميار واشبهها بيكي بس للاسف هي اللي ظلمت نفسها.

............................................

بالجهة الأخري بالمشفى كانت ميار تزفر تنهيدة الم وماجدة مستشيطة غضبا تحاول إقناع والدها بتسجيل محضر ضد المدعو حسن حتى ينال عقابه جزاء ما فعله باختها وخاصة أنها ليست المرة الأولي ومعنا الدليل القاطع على ذلك حتى كادا أن يقتنع لولا تخوف والدتها من الفكرة قائلة / 

_ استهدي بالله يا بنتي الناس ده مش سهلة ولو عملنا في ابنهم حاجه مش هيسوبوكوا وممكن يطلعوا عليكم كلام بالباطل ويوقفوا حالك .

ثم ربتت على كتف توفيق الذي كان بين شقي رحى ما بين حق ابنته والذي يعلم جيدا أنه هو أول من اضاعه ويتخوف ما إذا سيضيعه مرة أخري وبين سمعة بناته وخاصة ابنته الصغرى التي لم تتزوج بعد وقف متحيرا في أمره حتى فاق على سؤال محمد ابنه التي حاولت ماسة مرارا وتكرارا أن تهدأه ولكن لم تستطع وخاصة عند سماعه لحديث والدته استدار لوالده وعيونه لا تبشر بخير منتظرا رد فعل واحد ولكنه وجده متحيرا لينطق بجملة واحدة /

_ انا عرفت ميار طالعة لمين بس انا بقي مش هسكت .

وانطلق غير عابئ بكم المناداة عليه من قبل والدته وماسه بينما ماجدة وقفت مبتسمة هامسة لذاتها / 

_ ولسه اصبر عليا يا زفت انت ، أن ما وريتك عمايل ماجي مبقاش انا.

بينما توفيق ظل في موقف المتفرج لم يستطع أن ينحي ابنه عن تفكيره برغم توقعه لما سيفعله ولم يستطع اتخاذ موقف مجدي ولو لمرة واحدة .

عادت ماجدة تلمس على شعر اختها قائلة لها بحنان / 

_ وحياتك عندي لناخد حقك تالت ومتلت.

استندت ميار على صدر اختها واطلقت لدموعها العنان فقد شعرت أنها من تقحم عائلتها في المشاكل هامسة لماجدة /

_ انا خايفة على محمد يا ماجي خايفة اوي.

ربتت ماجدة علي رأس اختها قائلة بصوت هادئ ومطمئن / 

_ متخافيش حبيبتي متخافيش .

........................

انطلق محمد في طريقه إلى بيت حسن وقد اتصل باثنان من أصدقاءه حتى تقابلا واتفق معهم أن ينتظراه علي بوابة المنزل لا يتركوا أحد أن يصعد ولا لأحد أن يخرج وسيدخل بمفرده داخل المنزل حتى لا يورط معه أحد فهذا تاره وتار أخته ولا يسمح لأحد أن يتدخل ،

وبالفعل وصلا الثلاثة الي المنزل ليظل اثنان علي مدخل المنزل واقفون كالحراسة مما أثار دهشة من بالمنطقة ثم دلف محمد داخل المنزل وهرول مسرعا صاعدا مباشرة لشقة حسن بينما الاخير كان يغط في نوم عميق حتى سمع لصوت الطرق الحاد علي الباب لينتفض من نومه باحثا عن ميار ولما لم تفتح الباب ثم تذكر وهو في طريقه الي الباب أنها غادرت المنزل مع أخيها وبرغم كل ما حدث لكنه لم يتصل بها خوفا من شئ كما نصحته والدته ثم نطق ليطمأن من يلح على الباب / 

_ جاي جاي اييييه مفيش صبر .

ثم فتح الباب ليتلقى لكمه ارضخته أرضا قبل أن يعرف من صاحبها.

دلف محمد واغلق الباب خلفه وحينها حاول حسن الالتفات وهو مازال أرضا حتى يري من صاحب اللكمة حتى وجد محمد فقال له محاولا اللحاق بحاله / 

_ انا معملتلهاش حاجه، والله ما عملتلها حا....ااااااه

قبل أن يكمل جملته كان محمد يركله بقدمه قائلا /

_ مش المرة اللي فاتت ضر*بتها برجلك يا ابن........ 

حاول حسن التقاط أنفاسه بصعوبة قائلا / 

_ المرة دي مضر*بتهاش والله ما ......اااااااه

ركله محمد مجددا بقدمه قائلا /

_ بس المرة دي سقطتها يا ابن ....... 

الجمت المفاجأة لسان حسن حتى لم يشعر بمحمد وهو يحاول استقامته والكمه لكمه تراجع علي أثرها حتى الأريكة فجلس شاهقا نفسا عميقا ثم قال/

_ استنى بس ......استنى بس وصل علي النبي حامل ازاي والدكتور قال صعب .

اقترب حسن منه ساحبا إياه من مقدمة قميصه قائلا بصوت مريب / 

واهي حملت علشان حظك الاسود يا ابن ستين.......

ولكمه بلكمة في معدته قائلا /

_ وده علشان تحس بيها.

امسك حسن معدته قائلا بصوت يكاد يخرج من شدة الالم/

_ انا.... مض..ربت..هاش انا .... زقت...ها .... بس 

ليكمل ما ينوي عليه محمد ويركله بركبته أسفل الحزام قائلا /

_ وده علشان تخلي بالك بعد كدة يا خفيف.

تركه يتلوى خلفه شاعرا بانه لم يستطع التقاط أنفاسه من أثر الركلة ولا يستطيع حتى النطق بكلمة واحدة وبالكاد يأخد نفسه حتى خرج محمد من شقته ليجد والدته واخته يصعدون السلم فرأهم لتقول له انوار / عملت في الواد ايه ؟ والنبي لاوديك في داهيه .

ليرد عليهم محمد قائلا باستهزاء / الحقوه بس الاول ، بعدين هنشوف مين هيودي التاني في داهية

_ يا لهوي .

نطقت بها انوار لتنطلق هي وغادة ابنتها تطرق علي الباب ولكن حسن كان مازال يتلوى ولا يستطيع الوقوف .

خرج محمد وانصرف هو وأصدقاءه الذي شكرهم فقالوا له / 

_ مفيش حد حب يهوب ولا يسألنا حتى زي ما يكونوا كانوا فرحانين فيهم .

عاد محمد الي المشفي فتسارع عليه والدته وماسه ليطمئنوا عليه ولكنه كان مرتخي الملامح ليقول بكل أريحية وكأنه فعل ما جعل يستريح / 

_ مالكم يا جماعة مفيش حاجه انا زي الفل اهو صاغ سليم.

ثم نطقت عزة سائلة / اوعي تكون اذيته يا محمد انا مش حمل حد يأذيك يا حبيبي.

نظر لها محمد نظرة غضب ثم قال من بين أسنانه / ماما الله يرضى عليكي بلاش الطريقة ده جابتنا لورا وبنتك كانت هضيع فيها..

ثم اقترب من ميار هامسا لها / حقك عليا انا .

ولثم جبهتها ثم نظر تجاه ماسه وبلهجة آمره غاضبة قال / يالا يا ماسة علشان اوصلك.

اومأت ماسة مسرعة الي ميار لتسلم عليها هامسة بأذنها /

اخوكي جابلك حقك ، وربنا يستر ميطلعش غضبه فيا دعواتك يا اختي .

ابتسمت ميار بوهن وربتت على كفها قائلة/ ربنا يخليكوا ليا يا رب.

انطلقت ماسة خلف محمد تحاول ملاحقة خطواته حتى وقف عند المصعد وانتظر حتى جاء ودخلا سويا كان سيطير فرحا عندما دخلوا كلاهما فقط بينما ماسة كان سيتوقف قلبها خجلا حتى كاد أن ينغلق الباب وبدأت الابتسامه تشق ثغر محمد فوجد من يوقف الباب بقدمه ودخل طبيب شاب وسيم طويل القامة ووقف بجوار ماسة حتى انغلق الباب ليجذب محمد ماسه بالطرف الآخر .

نظر الطبيب الي ماسة سائلا بابتسامة/ زيارة ولا كشف ؟

اجابه محمد بابتسامته الصفراء ومن بين اسنانه / عملية.

تعجب الطبيب ليكمل باقي اسئلته وهو مسلط أنظاره على ماسه/ مين بعد الشر ؟

زفر محمد زفيرا عاليا ثم نطق / هو حضرتك دكتور هنا ولا حراسة لمؤاخذة؟؟

تعجب الطبيب من السؤال ولكن قبل أن يجيبه كان انفتح باب المصعد ليسحب محمد ماسه خلفه قائلا / عن اذنك يا دوك شكلك فاضي.

ليضغط الطبيب على شفتيه هامسا لحاله / فرسة بنت الايه.

................................

ظل محمد ساحبا ماسة خلفه بخطوات مسرعة تحاول جاهدة اللحاق به وهي صامته تماما حتى اوقف سيارة أجرة وادخلها إياها ثم ركب بجوارها وبدون اي مقدمات ابلغ السائق بكازينو على النيل فنظرت له متفاجأة فنظر لها نظرة جدية ومحذرة قائلا / 

ولا كلمة انتي اصلك نحس ومينفعش معاكي غير كدة.

ابتسمت ماسة واومأت برأسها دون أن تنطق بكلمة فحقيقي لم يجتمعا ابدا الا اذا حدثت مشكلة ما ينشغلوا بها.

وصلا إلي الكازينو ودلفا سويا ومازال محمد ممسكا بيدها حاولت مرارا أن تسحب يدها ولكنه أصر على التمسك بها حتى جلسا على منضدة أمام النيل وهنا بدأت تتراخى ملامح محمد ونظر داخل عيونها ثم بدأ يتحسس كفها بطريقة أكثر رقة زافرا تنهيدة راحة ثم قال/

_ يااااااااه اخيرا قعدت القعدة اللي بتمناها من زمان .

شعرت ماسة بحركة إصبعه على كفها فشعرت بالخجل الشديد وحاولت سحب كفها من كفه حتى وجدته يصدر صوتا محذرا قائلا/ 

_ تؤتؤتؤتؤ بقولك ايه ورحمة ابوكي انا بقالي سنين وشهور وايام بحلم واتمنى اليوم ده وكل يوم بحطله سيناريو هيمشي ازاي؟

مش هتيجي انتي تبوظيه بقي.

قضمت ماسة علي شفتيها ليضغط هو على كفها قائلا باعتراض اخر / 

لا برضه كدة كتير يعني يا تسحبي ايدك يا تعضى شفايفك والمفروض انا اعمل ايه ؟ اتفرج واسكت .

اتسعت حدقتي ماسه بعد أن أدركت مغزي حديثه ونظرت له متفاجئة من جرأته ليومأ لها برأسه ويضغط على عيونه مؤكدا ما أدركته قائلا بوقاحة لم تعهدها عليه من قبل/

_ صدقي ماحنا برضه مش هنفضل مقضينها نظرات وأماني لازم حد فينا يتجرأ .

حاولت سحب يدها مرة أخري ليمسك بها قائلا يتوسل وملامح تستحق العطف /

_ اسمعي بس يا ماسة يمكن يكون النهارده اخر يوم ليا معاكي .

تراخت أعصابها وتركت يدها في يده وانتبهت لما يقوله وقد تغيرت ملامحها للقلق التام فقالت متسائلة / ليه يا محمد بعد الشر اوعي تكون هتسافر.

شعر بارتخاء يدها بين يده ففرح كثيرا وحاول أن يداري فرحته بنجاح مخطته وادعي التأثر قائلا/ ياريت كنت هسافر كنت اقدر حتى اتجوزك واخدك معايا لكن المكان اللي رايحله مينفعش اخدك معايا ومش عارف هترضي بيا بعد كدة ولا لا؟

بدأ يزيد لديها شعور بالقلق لدرجة أن تجمعت الدموع بمحجريها وبرغم تطاير شعرها على وجهها إلا أنها لم تسحب كفها من يده بل تشبثت به أكثر قائلة/ اخس عليك يا محمد متضخضنيش كدة وقولي في ايه ؟ 

وايه اللي هيخليني اغير رأيي ومرضاش بيك؟؟

 ارجوك طمني متسبنيش كدة.

شعر بتوترها الزائد فاقترب بالمقعد المجاور لها وسافر بعيونه في ملامح وجهها ثم أزاح شعرها خلف أذنها لتوضح له رؤية عيونها عن قرب قائلا /

_ أنت جميلة اوي يا ماسة وهتفضلي في عيني اجمل بنت شفتها،

جميلة بروحك قبل ملامحك جميلة في وقت هدوءك ووقت شراستك حتى في وقت قلقك برضه جميلة انا قولتلك قبل كدة اني بحبك بس دلوقتي بقولك اني مش هقدر اكمل حياتي من غيرك.

ليربت علي كفها محاولا طمأنتها قائلا / ويا ستي متقلقيش انا معاكي النهارده وبكرة ولحد اخر العمر أن شاء الله.

عقدت ماسة جبينها محاولة جمع شتات نفسها بعد هذا الحديث الذي بعثر أنفاسها وحاولت إزاحة شعرها خلف أذنها بالرغم من كونه خلف أذنها بالفعل كنوع من مداراة الاضطراب لتقول بصوت خافت /

_ يعني كنت بتضحك عليا يا محمد !؟

أبتسم محمد ومازال ينظر بداخل عيونها قائلا بصوت دافئ / _ انا عمري ما اقدر اضحك عليكي ابدا.

عقدت حاجبيها وسحبت يدها سريعا قائلة باعتراض / 

_ لا انت بتضحك عليا علشان تمسك ايديا.

نظر محمد ليدها وشعر ببرودة يده بعد انسلات يدها منه فعزم على استخدام نفس الخديعة مرة أخري فقال لها مدعيا الحزن/

_ انا مكنتش عايز اقلقكم لكن انتي مصرة هقولك وامري لله. انا لسه راجع من بيت حسن وتقريبا مخلتش حته في جسمه سليمة. 

وتقريبا برضه مخلتهوش ينفع للجواز تاني اصلا .

وسيبته وأهله بيجهزوا علشان يروحوا القسم يعملولي محضر فكنت عايز الحق اخطبك قبل ما اتحبس .

شهقت ماسة ووضعت يدها على فمها ثم امسكت هي يده وهبت واقفة ساحبه إياه وهي تتلفت حولها قائلة بصوت عال / قوم قوم بسرعة لازم تداري مش تقعد معايا هنا على النيل.

نظر محمد حوله ليجد كل من بالمكان ينظر لهم فسحبها للاسفل حتى اجلسها قائلا من بين أسنانه/ 

_ يخرب بيت فقرك ،

 دانتي لو عايزة تسلميني تسليم أهالي مش هتعملي كدة ، الناس كلها سمعتك تقريبا .

_ طب طب انت هتعمل ايه؟؟

_ انا قولت انك نحس وشكلي مش هعرف اخطبك غير وانا في السجن ،

قوليلي انتي مش كنتي قايلة لمامتك اني هاجي النهارده ؟؟

اومأت ماسة برأسها فأخرج حافظته مخرجا منها النقود ووضعها داخل الشيك التي بالمنضدة ثم استقام بكل هدوء وتروي وهو يري العيون تتبعه قائلا لها بصوت خافت/ 

_ قومي بكل هدوء خالص هنخرج براحة واول ما نخرج نجري في أول تاكسي.

اومأت ماسة برأسها حتى تمتم هو قائلا/ ربنا يستر من هزة راسك ده مش مطمنلك.

وبالفعل توجهها سويا الي السلم المؤدي للخارج وفور وصول ماسة للسلم افلتت يدها من ذراع محمد وهرولت على السلم صاعدة مما جعلته يهرول خلفها خوفا من أن يشك بهم أحد قائلا بصوت عال / 

_ استني هنا يا بنت المجانين.

هرول خلفها حتى وقفت بعيدا قليلا عن الكازينو فاوقف هو تاكسي وركبت معا قائلا لها / مفيش فايدة بتحاولي بكل الطرق تبوظي اي لحظة رومانسية لو مش انتي يبقي الظروف .

ثم اعطي التاكسي عنوان منزلها لتتوقع أنه سيوصلها اولا ولكنها تتفاجأ بهبوطه معها فسألته متعجبة /

_ انت مكملتش ليه مع التاكس؟

أشار لها بإصبعه محذرا قائلا بلهجة جادة/ بصي يا بنت الحلال علشان منخسرش بعض .

انتي تتفضلي تطلعي على بيتكم وملكيش دعوة بيا بتاتا .

ارتعبت ماسة من لهجته وتوجهت بالفعل الي منزلها ليصعد خلفها وكلما نظرت للخلف أشار لها محذرا بان لا تنطق وتستمر بالصعود حتى وصلت لشقتهم وفتحت الباب لتخبر والدتها بأن محمد معها لترحب به والدتها ويجلس معها قائلا / طبعا حضرتك كنتوا منتظريني النهارده انا ووالدي ووالدتي علشان قراية الفاتحة وبما انك عارفاني كويس وعارفة عايلتي كلها.

إجابته والدة ماسة قائلة / احسن ناس يا ابني ربنا يبارك في عمرك يا حبيبي.

بدأ محمد يضطرب بعض الشئ فشعر بجفاف حلقه ليمسك بكأس العصير الذي أمامه وتجرعه مرة واحدة فنظرت كلا من ماسه ووالدتها لبعضهن بينما هو وكأنه احتسى مشروب الشجاعة لينطلق قائلا / بصراحة أنا المفروض واخد ميعاد النهارده علشان اتقدم لبنت حضرتك رسمي ويكون معايا والدي ووالدتي لولا ظروف اختي اللي اضطرتني اتاخر بس انا اصريت اجي علشان نتمم قراية الفاتحة ونلبس دبل بقي واهلي مش ممانعين بس مضطرين يفضلوا جنب اختي بس كدة .

القي بكل ما في جعبته دفعة واحدة وظل يلهث أنفاسه وكأنه كان بتدريب شاق.

شعرت ماسة بالخجل الشديد فظلت تنظر للاسفل بينما والدتها تعجبت من حاله ولكنها توصلت الي كم هو متمسك بابنتها ولكنها في موقف لا تحسد عليه فهي متحيرة بين موقف عم ماسة والذي أصر على حضور والدته ووالده وعند علمه بما حدث لأخته قرر تأجيل الخطوبة كالعادة وبين طلب محمد وظروفه ورغبته ورغبة ابنتها فقالت له بوجه خال من التعبير محاولة إطالة الحوار حتى تتوصل للرأي الصائب / الاول يا ابني طمني علي اختك اخبارها ايه دلوقتي ؟

أبتسم محمد قليلا ولكنه تعجب من سؤالها فهذة ليست الإجابة الذي ينتظرها فأجاب قائلا / الحمد لله احسن شوية انا اطمنت عليها وقولت اجي لحضرتك على طول.

رسمت الدهشة علي وجهها وظلت تنقل ناظرها ما بين محمد ووالدتها متعجبة الي ما آل إليه الحوار لتجد والدتها ترد قائلة علي إجابة محمد / طب يا ابني مش غريبة تبقي اختك في المستشفى وانت جاي تخطب وتلبس دبل؟؟

نطق محمد مسرعا بغير استيعاب / اصل بنتك نحس.

_ نعم 

أدرك ما تفوه به فور صدوح صوت كلاهما بنعم الاستنكاريه ليعدل ما نطق به قائلا / قصدي نصر ،

اصل بنتك نصر لكل اللي هيزفر بها وانا بصراحة قولت الحق النصر من اوله.

أطلقت الام تنهيدة حارة تعبيرا عن حيرتها بينما ماسة كانت قد اشتعلت غيظا منه لتنظر له بعيون متوعدة لتنطلق الام اخيرا قائلة/ طب يا ابني انا مش عارفه عمها هيرضى ولا لا علشان يعني مش معاك اهلك .

حاول محمد رسم الابتسامة قليلا ثم قال/ طب ممكن أكلمه وأقنعه أن نقرأ فاتحة وان شاء نتجمع كلنا علي خير في الشبكة ، 

والنبي يا خالتي الموضوع شكله معصلج اوي وانا عايز افك النحس شوية باي طريقة.

وبالفعل تحدث محمد مع فؤاد وحاول إقناعه الذى بالكاد اقتنع اخيرا كما أنه قام بالاتصال علي ماجدة أخته والتي هرولت لمنزل ماسة لتشارك أخيها وصديقتها فرحتهم .

واخيرا تمت قراءة الفاتحة وارتدت اخيرا ماسة خاتمه باصبعها واخيرا تم جزء ولو بسيط من حلمهما

عاد محمد واخته الي ميار ليطمأنا عليها فشعر محمد وكأنه قطع نصف المسافة ليخبر أخته بسبب سعادته متأكد أن هذا الخبر سيسعدها كما أسعده وبالفعل سعدت كثيرا ولم يخلو الأمر من مناغشة ماجدة 

انتهي اليوم اخيرا لتظل ماجدة مع اختها بالمشفي ويذهب توفيق وعزة ومحمد الي منزلهم.

لتستغل ماجدة فرصتها لتنفيذ ما نوت فعله.

فقد عزمت على أخذ ثأر اختها بنفسها.

............................................

بالطرف الآخر يعود چواد الي منزله بعد أن سلم على والدته التي ظلت تنتظره كعادتها حتى تطمئن عليه ،دخل غرفته ممسكا بهاتفه وأخرج عدة صور كان التقطها لها في بعض أوقاتهم القليلة معا وكان يتوعد لنفسه قبلها بأنه لم ولن يفتحهم ثانية ما دامت ليست بنصيبة.

لا يعرف لما خلف وعده اليوم ظل يعتذر لحاله ولها علي خلف وعده ثم قال وهو مازال ينظر لصورتها /

انا اسف ،

انا عارف اني وعدتك مش هبص على صورك الا لو بقيتي نصيبي وبرغم اني عارف انك مش نصيبي بس مقدرتش ،

حقيقي مقدرتش انتي وحشتيني اوي.

تصبحي على خير.

وقبل أن يغلق هاتفه وجد اتصال من ماجدة فشعر بوعزة بقلبه شاعرا بأن هناك خطب ما غير مطمئن ففتح الخط سريعا ليستمع الي ما تسرده ماجدة وما تطلبه منه باعين جاحظة وانفاس مضطربة ليهب واقفا وقد شرع في تغيير ملابسه وهو يجري اتصالا ما حسب طلب ماجدة منه.

..........................



البارت ٣٠

#معدن_فضة

#لولي_سامي

ربما لم يشعر الظالم بظلمة ولكن عند رؤيته نتيجة فعله لم يستطع إنكار ما فعله حتى ولو أمام نفسه.

فور خروج محمد من شقة حسن ووصول أخته ووالدته وجداه متكور على ذاته يحاول تمالك آلامه ووجهه يكاد أن ينفجر من كم الاحمرار والعروق البارزة به حاولت غادة أن تحدثه ولكن لم بجيبها بل كل ما يفعله أنه يزوم بصوت عالي .

فهمت انوار ما يعانيه ابنها من منظره وطريقة ألمه ومحاولة سحب نفسا عميقا وكأنه ممنوع عنه الهواء لتسب قائلة / 

_ اه يابن ال.... عايز تضيع مستقبل الواد علشان أخته معيوبة .

نظرت لها غادة بعدم فهم فقالت لها انوار بغضب / قومي فزي اعملي لاخوكي كوباية ليمونادة بدل مانتي قاعدة تتفرجي كدة لحد ما يهدأ ونفهم منه ايه اللي حصل .

بعد فترة قليلة هدأ حسن قليلا وشرب العصير وبدأ يسرد لهم ما تم وما عرفه من أخيها وسبب غضبه هذا لتطلق انوار شهقة عالية وتضرب بكفها علي صدرها قائلة/ يا وقعة سوده يعني البت كانت حامل وانت سقطتها.

ليرد حسن باقتضاب / انتي بتقولي زيه اني سقطتها انا كنت بحاول اخد الشنطة وهي اللي عصلجت معايا وخدتها منها بالعافية وزقتها ، 

ثم انا اعرف منين أنها حامل والدكتور قال لا يمكن تحمل الا بعمليه .

عاتبته انوار قائلة/ وانا مش قولتلك يا مزغود ابعت حد ورا اخوها يشوف ايه اللي حصل وطلعت شقتك علشان تكلم زميلك ،

اتاريك طلعت نمت يا موكوس.

_ كنت برن عليه بس كان مشغول وقولت اريح شوية عقبال ما يخلص تليفونه وراحت عليا نومة.

نكزته انوار في كتفه ليتأوه حسن من اثر الضرب لتكمل والدته غير عابئة بألم ابنها قائلة / بقي يا مزغود مراتك اخوها شايلها سايحة فى دمها وانت تنام !؟ 

 اكملت انوار وكلها حيره من أمرها / هنعمل ايه دلوقتي اهربك فين انا .

تحدث حسن بلامبالاه / خلاص يا اما جه وفش غله فيا والليلة خلصت.

يومين كدة ونبقي نروحلها ولو مرضيوش ترجعلي يبقى هما اللي اختاروا ويمضوا على تنازل لو عايزيني أطلق بنتهم واحتمال اخليهم يدفعوا فلوس كمان قصاد خلاصها.

ابتسمت انوار والتمعت عيونها بطمع لتربت علي كتف حسن بفخر / صح يا واد ولالله وبقيت تفكر اخيرا.

يحاول حسن الابتعاد قليلا عن مرمي والدته حتى لا تنكزه ثانية وكل جسده يؤلمه فتحدث وهو يبتعد / اه.... امال ايه ..... مش ابنك .... بس والنبي والنبي ما تزقي تاني...  جسمي كله مكسر.

ضحكت غادة بكل صوتها ليوكزها أخيها ويطلب منهم أن يتركاه لينام قليلا بعد دهان وجهه وجسده بالمرهم ليخفف الالم قليلا فهو قد تعب من الضرب كثيرا.

..........................................

وصل والد ووالدة ميار مع ابنهم محمد الي منزلهم لتعاتبه والدته بقلق عارم عليه قائلة / ليه يا ابني اللي انت عملته في حسن ده؟

مخفتش ينزل يعملك محضر ولا يوديك في داهية.

التفت محمد الذي كان يتوجه إلى غرفته عازما علي مهاتفة ماسه وكله سعادة ليقضب جبينه قائلا / بصي يا ماما وانت يا بابا علشان لو معترض زيها ،

انا سمعت كلامكم كتير وسكت علي حق اختي وكانت النتيجة ايه أننا كنا هنفقدها النهارده.

ارتفع صوته بعصبيه مزجها بنظره لوالدته / كنتي هتفرحي لو بنتك حصلها حاجه ؟!

اومأت بالرفض سريعا وعقبت قائلة / ولا كنت هفرح لو حصلها حاجه ولا هفرح لو ديت نفسك في داهية.

_ انا اودي نفسي في داهية وانا بحمي اختي ولا اني اقعد واتفرج  علي اللي بيأذيها .

هنا وشعر والده بالخزي ليخفض رأسه للاسفل بينما محمد يكمل قائلا / وعلشان ترتاحي يا ماما وتريحي قلبك  حسن أجبن من أنه ينزل يعملي حاجه، 

ولو عمل حاجه هتكون كلمتي قصاد كلمته علشان مفيش شهود اصلا وساعتها الموضوع هيطلع فشنك ارتاحتي كدة ولا لسه ؟؟

ابتسمت والدته قليلا برغم طمأنته لها إلا أنها ما زالت قلقة فسألته بتوجس / طب مكنش في طريقة تانية قانونية نبلغ عنه مثلا أن هو اللي سقطها وضربها؟؟ 

أومأ محمد بالرفض وسحب نفسا عميقا ثم بدأ بتوضيح بعض النقاط الذي فكر بها قليلا فقال / انا فعلا يا ماما فكرت كدة في الاول وكنت بفكر ابلغ عنه .

بس لما فكرت شوية لاقيت أن ندل زيه ممكن ينكر أنه عملها حاجه وينكر أنه زقها اصلا علشان برضه مفيش شهود. وساعتها حق اختي هيروح لاني بعد ما اتهمه مش هقدر اعمله حاجه ساعتها .

ففكرت استغل نفس الفكرة والحمد لله ظبطت معايا.

ربت والده علي كتفه قائلا بفخر / ربنا يبارك فيك يا ابني ويحميك ،

ثم أكمل متأثرا / بس سامحوني انا السبب في كل البهدلة ده واللي تؤمروا بيه بعد كدة انا تحت امركم.

لم يستطع محمد أن يتحدث مع والده فمن ناحية يري أنه حقا سبب هذه المشكلة بل هو تركها تتضخم عندما ارجع ميار مرة أخري ومن ناحية أخري لا يريد أن يحمله أكثر من طاقته فيكفي إحساسه بالذنب هذا ويكفيه أن هدفه كان لمصلحة ابنته حتى ولو أخطأ الطريق.

فابتسم له ثم توجه مرة أخري إلي غرفته يكمل سهرته مع ماسته التي يشعر أنه بحاجة إليها الان. 

.....................................

وصل چواد ونضال الي المشفى في غضون لحظات فقد كان يهاتف نضال وهو يرتدي ملابسه ويحثه علي التحرك سريعا ليمر عليه بسيارته ويتوجها فورا الي المشفى حسب رغبة ماجدة التي اطمأنت بأن اختها قد غفت قليلا لتخرج خارج الغرفة تحاول مهاتفة چواد ولكنها وجدته هو من يهاتفها ويخبرها أنهم بالاسفل لتملي عليه رقم الغرفة قائلة / احنا في اوضة 732 بالدور الثالث بس المشكلة هتدخلوا ازاي؟؟  

لينظر چواد تجاه نضال ليستفسر منه عن طريقة دخولهم ليطمأنه نضال بنظراته بأنه من سيتصرف فيطمأن چواد ماجدة .

وبالفعل توجه نضال الي الاستقبال واخبرهم أنه من القسم بناء على طلب عائلة المريضة ميار توفيق من أجل أخذ اقوال المريضة في حادث إسقاط حملها ليتوجهها كلاهما الي الدور المعني بعد أن أخبرهم عامل الاستقبال أنه سيخبر الطبيب بحضورهم وسيتواجد في غضون لحظات.

صعدا نضال وچواد الذي كان يبدو عليه اللهفة والقلق ليجدا ماجدة تنتظرهم امام الغرفة وفور اقترابها توجهت ماجدة لهم مقترحة عليهم التحدث في كافتيريا الدور بعيدا عن ميار حتى لا توقظها بعد أن هدأت قليلا.

بعد فترة قليلة حاولت فيها ماجدة طمأنة چواد عن أحوال اختها وسردت لهم كل ما حدث ليستشيط چواد غضبا مما حدث لحبيبته ويحاول نضال تهدأته فقد كاد أن يجن ويتهور بالذهاب لهذا السئ ويعلمه كيفية أن يكون رجلا بالفعل.

بعد أن هدأ قليلا وبعد أن وعده نضال أنه سيجلب حقها ويشفي غليله وغليلها أوقفته ماجدة تملي عليه ما تريده أن يفعله ليتهكم نضال علي ما تفوهت به بعد ابتسامة ساخرة قائلا  / ها وايه كمان ؟

لتهب ماجدة واقفة باعتراض علي تهكم نضال ووجهت انظارها لچواد قائلة /  هو ده الظابط اللي انا طلبته منك يا چواد ده شكله ميديش حتى أمين شرطة ،

لا والبيه كمان مش عاجله كلامي وكل شويه يبتسم كدة بسخرية ، 

وكل اللي فالح فيه هجبلك حقها هجبلك حقها.

وقفت ماجدة مستشيطة غيظا من هذا النضال بينما حاول چواد تهدأتها والاعتذار قليلا لنضال فتحمحم قائلا / انا اسف يا نضال هي متقصدش طبعا هي ماجدة كدة مندفعة شوية واكيد مقدر حالتها وخوفها على اختها.

بينما نضال لم يستمع لحرف مما تفوه به چواد ولكن كانت عيونه قد أظلمت من الغضب وظل يجز علي أسنانه حتى تكاد تجزم انك تسمع صوت تهشمها واضح كمحاوله لكبت غضبه .

كان ينظر لماجدة بعيون ضيقة محاولا اكتشاف شخصيتها العدائية تلك ونظراتها الجامدة التي لا تدل على الخوف أو القلق بما تفوهت به ولو قليلا .

وبدون أن ينطق أخرج الكارنية الخاص به ووضعه على المنضده أمامها لتمسك به ماجدة ثم ابتسمت باستخفاف قائلة / اه علشان كدة ، 

جايبلي ظابط بالحرس الجامعي كبيره يوقف طلبه .

برغم شعور القلق الذي يسيطر علي چواد تجاه حبيبته إلا أنه شعر بالاحراج الشديد ليظل يدير نظراته بينهم لا يعرف ماذا يقول وكيف سيهدأ من ماجدة التي تزيد الطينه بله ولا كيف يهدأ من عصبية نضال الذي من الواضح أنه يحاول جاهدا تمالك أعصابه.

سحب نضال نفسا عميقا ومسح بكفيه علي وجهه يشعر وكأنها تتعمد اغضابه وهو يحاول بقدر الإمكان الالتزام بضبط النفس ،

نضال الذي اعتاد نظرات الفتيات وتهافتهم عليه خاصة عند معرفتهم بطبيعة عمله ،

لم يلقى بحياته هذا الاستخفاف مطلقا!!

اغلق عيونه وسحب نفسا عميقا ثم فتحهم يبدو عليهم الغضب العارم وهو ينظر لها بجدية قائلا / ممكن تقعدي يا استاذة علشان نحاول نوصل لحل يرضى الطرفين بدل العدائية الغير مبررة اللي انا شايفها في كلامك ده.

جلست ماجدة ببرود قائلة باستهزاء / اديني قعدت اتفضل قولي  وجه اعتراضك علي اللي قولته ايه؟؟

وازاي بقي هتجيب حقها زي ما بتقول!؟

بعد أن جلست نظر نضال للناحية الأخري يريد أن يستعيد هدوءه حتى لا يسيطر عليه غضبه فهو متواجد لحل مشكلة ليس لخلق مشكلة .

تأففت ماجدة من صمته ليدير وجه لها رأسما علي شفتاه ابتسامة سمجة لا يعرف لما فعل ذلك ولكنه قرر أن يخرج روح البارد من داخله لعله يغضبها ولو قليلا مثلما تفعل ليقول لها باستهزاء من أفكارها / احب اقولك يا آنسة أن فكرة عمل محضر لزوج اختك واتهامة بانه سقطها مش بالسهولة اللي حضرتك متخيلاها .

ابتسمت ساخرة ثم سألت باستنكار / ليه أن شاء الله ايه الصعب فيها؟؟

رفع حاجبيه رافعا رأسه لأعلى وكأنه يتحدث مع شخص أقل منه ذكاء ويحاول تبسيط المعلومة ليصل لتفكيره المتدني قائلا / افهمك .

اولا يا آنسة محضر زي ده لازم يكون بناء على طلب اختك  وأنها بتتهم جوزها مباشرة في اللي حصل ده.

_ انا هقنعها.

نطقت بها ماجدة سريعا فابتسم نضال علي تسرعها ولم يعقب بل اكمل ما يقوله / ثانيا من كل اللي قولتيه وحكتيه انا مسمعتش دليل واحد علي كلامك يعني كل كلامك بيدور علي ان اختك حكت لكم أنه زقها ايه دليلها على كدة؟؟

القانون مفيهوش مجرد حكاية!

يعني ايه دليلها على أنه زقها ما ممكن هو يقول انها وقعت لوحدها والنتيجة واحدة الحمل سقط بناء على ارتطام !؟

وللاسف شخصية زي ما بتوصفيها ممكن بكل بساطة ينكر اي حاجة تقولوها وساعتها كلمته قصاد كلمتها ومادام مفيش شهود يبقى الموضوع هيخلص علي مفيش .

هل في دليل كتصوير أو حد سمع صراخها أو حد كان واقف وبيحوش وشافه وهو بيزقها وهيشهد عليه؟؟

لم تجيب على سؤاله بل اتسعت نظراتها إليه فابتسم قليلا ثم أكمل / ثالثا بقي وده الاهم انتي قولتي اخوكي راح ضربه هل اتاكدتوا إذا كان هو عمل لاخوكي محضر بالواقعة ده ولا لا؟ علشان لو اتحركنا ممكن يكون إثبات علي اخوكي أنه ضربه لما سمع من أخته وساعتها هتكوني ضاعفتي المشكلة مش حلتيها .

ثم ارجع ظهره للخلف ووضع ساق فوق الأخرى مكملا بعجرفة اعتاد عليها / عايزين نشتغل صح علشان نضمن نتيجة صح مش نجري وراء كلام جهجهوني.

اتسعت ماجدة نظراتها ولكنها لم تستطع أن تجادله فللأسف كل حديثه صحيح فنظرت تجاه چواد التي وجدته يحاول جاهدا كتم ابتسامته فاستقامت وقد بدا عليها الغضب فهي لم تعتاد أن يخرصها أحدا هكذا كما أنها غضبت عندما شعرت أنها لم تستطع أن تثأر لاختها قائلة / شكرا يا چواد علي محاولتك لمساعدتنا واسفه لو ازعجتك تقدروا تتفضلوا وانا اسفة مرة تانية.

شعر چواد هو الآخر بالحزن ليحاول طمأنتها قائلا/ احنا لا يمكن نسيب حق ميار واكيد في طريقة تانية نجيب بيها حقها.

لا يعرف لماذا شعر بوخزة في قلبه عند الاستماع إلى نبرة صوتها الحزينة والتي تنم عن الاستسلام  واعتذارها أكثر من مرة وكأنه لم يريد هذا فرفع نظره تجاهها ليري الحزن البادي على وجهها ليتحمم قائلا/احممم ...... اتفضلي اقعدي يا آنسة ماجدة انا مش بعقد الموضوع وهسيبه انا وعدتك هجيبلها حقها تالت ومتلت كمان .

لتطرق بكلتا كفها على المنضده وقد تحول انكسارها لاندفاع مرة أخرى بعصبية ولكن بصوت منخفض قائلة/ انت مش بس عقدت الموضوع انت عقدتني انا شخصيا .

ليبتسم علي تغير شخصيتها اللحظي ويشير لها بالجلوس فتجلس ليسألها قائلا/ قبل ما ابدا في أي حاجة ولا اقولك هعمل ايه ،

عايز إجابة لسؤالي واللي على أساسه هتصرف .

اماءت ماجدة برأسها لتحثه علي السؤال فتستطرد سائلا/ اختك ناوية ترجعله تاني ولا خلاص كدة ؟؟

شهقت ماجدة واتسعت عيونها وكأنها ستتحول لاكلي لحوم البشر ثم قالت / ترجعله هي مين اللي ترجعله !!

والنبي ما يحصل ابدا خلاص كدة جاب اخره اصلا.

ابتسم نضال تلقائيا لرد فعلها الغريب بالنسبه له ليسرد عليها ما ينتوي فعله.

بينما چواد كان يود أن يقبل نضال بسبب سؤاله هذا وعند استماعه لإجابة ماجده تهلل وجه فرحا واستقام متوجها إليها يريد أن يقبلها حقيقة حتى امسكه نضال من معصمه وكأنه شعر بحاله ثم قال / مش دي ركز .... مش دي .

تخوفت ماجدة قليلا وعادت بظهرها للخلف قليلا ولكنها لم تفهم ما كان ينتوي چواد علي فعله وماذا يقصد نضال بجملته ولكنها لم تعرهم اهتماما ولم تعلق بل آثرت ان تستمع لمخطط نضال الذي حقًا ابهرها.

...............................................

بعد أن كاد يفقد الأمل بل إنه فقده بالفعل 

حتى بات يتصرف على انعدام وجوده .

لاح الامل مجددا في الآفاق رأسما له شعاع من نور قوى الطله هكذا شعر چواد بعد هذه المقابلة التي لم تكن حتى باحلامه شعر وكأن القدر أراد أن ينقذه اخيرا من توهته بل واراد أن يهديه فرصة أخري لا تعوض وما عليه إلا أنه يستغلها افضل استغلال ولا يتنازل عنها ابدا مهما كانت الظروف أو الأسباب.

وصل منزله وهو يكاد يشعر بأنه لم يتمالك نفسه من الفرحة فتح الباب بمفتاحه فالمفترض أنه خرج ووالدته نائمة ولكن فور دخوله وجدها تهب من مقعدها مواجهه له لتطمئن عليه فابتسم واغلق الباب خلفه ثم احتضنها من خصرها حاملا اياها وظل يدور بها مرددا كلمة واحدة / اخيييرا ... اخيييرا يا اخلاص .... اخيييييرا ابنك هيتهنى.

ضحكت اخلاص علي فرحة ابنها برغم ترديدها / بس يا جواد .... بس يا ابني هدوخ منك.

فتوقف چواد عن الدوران وأمسك بيدها ثم اجلسها علي الاريكة وانفاسهم تتلاحق من اثر الدوران ثم قالت اخلاص بنبرة متقطعة من اثر النهجان / قولي بقي .... ايه... سبب ...الفرحة دي ؟ ... ويعني ايه هتتهني .... فرحني يا ابني ربنا يهنيك يارب .

احتضن چواد وجهها بين كفيه واقترب لثم جبينها بقبلة ثم أمسك كفيها قائلا / ياما كنت بسمع دعائك في صلاة الفجر وانتي بتدعيلي ربنا يفرح قلبي وربنا استجاب لدعائك يا ست الكل .

تهلل وجهها فرحا ورأت السعادة التي لطالما تمنت عودتها في عيون ابنها ، 

نعم هذه السعادة رأتها بعيونه من قبل ولكن كيف  ؟

لتكذب احساسها الغير منطقي وتسأله بفضول جم عن سبب سعادته ليسرد لها ما تم والذي من وجهة نظره أنها معجزة من السماء أن يحدث هذا وخاصة مع توقيت تركه لخطيبته يا لها من سخرية القدر.

استمعت له ولكن فور أن علمت بما ينتويه ابنها تغيرت ملامحها قليلا مجاهدة حالها أن لا تفسد فرحته.

.................................................. 

بالاتجاه الاخر بعد أن وصل نضال لمنزله دخل إلي غرفته ليتمدد بكامل ملابسه علي فراشه واضعا ذراعه خلف رأسه ممعن النظر في السقف وكأنه يود أن يخرج نقطة مغايره في اللون لهذا الاتساع الابيض .

ظل مدقق النظر ولكن عقله يفكر في المتمردة التي قابلها اليوم .

نعم سماها المتمردة لا ينكر أنه قابل مثل شخصيتها المتمردة تلك ولكن الفرق يكمن في سبب التمرد فغيرها يتمرد بسبب لفت الإنتباه ليس إلا !

ولكن هي تمردها عن سبب ودافع قوي بالإضافة إلى ذكائها في التفكير وعدم خضوعها للحلول السلمية لولا جهلها عن بعض النقاط القانونية لكانت ابدعت في فكرتها.

ثم ابتسم عندما تذكر  شكلها عندما بهتت ملامحها بعد اقتناعها برأيه في فشل خطتها كما سعد كثيرا ببريق عيونها عندما اعجبت بخطته ولكن كبريائها منعها بالاعتراف بذلك ليعلق قائلا / فرسة برية ومحتاجه اللي يروضها بجد ....

ثم أطلق تنهيدة عالية قائلا/ وماله شخصية جديدة تستحق الاكتشاف

...............................................

أمام الجامعة ينتظرها وليست هذه أول مرة منذ ابتعادهم منذ اتفاقهم أنهم لم يتقابلا ثانية ولكن الاثنان اخلا بالاتفاق فهو ينتظرها ليراها وهي تتخفى لتراه دون أن يراها وكأنهم يلعبون معا لعبة الغميضة برغم عدم تقابلهم ولكنه يشعر دائما أنها تنتظره بل وتراه لذلك أراد أن ينتظرها اليوم بدون أن يظهر ربما خرجت من جحرها لاطمئنانها بعدم وجوده وبالفعل فقد ظهرت اخيرا ظهرت وهي تتلفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن شخص ما ارتسمت الابتسامة على محياه لا يعرف لما ولكن كل ما يعرفه أنه شعر بالسعادة لمجرد رؤيتها .

وسريعا أصبح يقطع عليها الطريق لتفاجأ هي به فتتسع حدقتيها قائلة ببلاهه / انت طلعت منين ؟

ليعقد هو حاجبيه ويدعي الجدية سائلا إياها بنبرة غاضبة / ايه اللي انتي لابساه ده ؟

نظرت علي ملابسها فلم تجد شئ غير معتاد فسألته بعدم فهم / ماله لبسي ماهو كويس اهو.

اكمل بنفس النبرة الغاضبة / طب اتفضلي نقعد في مكان وانا هقولك ماله لبسك.

حركت كتفيها للأعلى قائلة / بس انا عندي محاضرة و...

لم يدعها تكمل جملتها لينطق هو بجدية لم تعتادها هي منه / اتفضلي مش هأخرك عقبال ما تشربي الاكسبرسو بتاعك هكون قولت كلمتين واديلك البرفيام.

دبدبت باقدامها أمامه وكأنها لا تريد الذهاب معه ليوجهها الي كافيه قريب من الجامعه دخلا سويا لتجلس بتذمر ليخرج من جزلانه زجاجة برفيام الخاص بها وافتتح بها حواره قائلا/ اول حاجه اتفضلي يا ستي علشان متقوليش بضحك عليكي.

أمسكت بزجاجة البرفيام الخاص بها باشتياق وكأنها فقدت شئ غالي عليها وقبل أن تفتح غطائها فقال يزن / ممكن تشليها دلوقتي علشان نلحق نتكلم لو مش عايزة تتأخري.

وجدت حديثه صحيح فوضعت البرفيام بحقيبتها ثم بدأ يزن بالحوار قائلا / قبل اي حاجة ممكن اخد رقمك .

جاوبت غزل عليه بترفع / اسفة مبديش ارقامي لحد معرفوش .

ابتسم يزن قليلا ثم قال / تمام براحتك المهم ملاقكيش انتي اللي بتتصلي بيا .

عقدت حاجبيها بتعجب من حديثه ثم تجاهلته لتغير الموضوع قائلة / اتفضل خلصني قولت عايزني واتكلمت على لبسي ماله لبسي بقي.

استند بمرفقيه علي المنضده واقترب بوجه قليلا مضيقا عيونه قائلا / لما تلبسي بنطلون مقطع اعتقد ده شئ ملفت .

نظرت علي أقدامها بتعجب ثم نظرت له قائلة بغضب / اعتقد اول حاجه انا حرة في لبسي تاني حاجه واللي حضرتك مخدتش بالك منه اني لابسه تحته ليجن يعني مش مبين حاجه.

انحنى يزن بجذعه قليلا جهة اليمين لينظر علي ساقها فخجلت من نظرته المرتكزة عليها لتدخل ساقيها أسفل المنضده ناهرة اياه / انت بتبص علي ايه؟

_  الله بركز علشان اخد بالي ده رجلك ولا ليجن ؟

نطق بها بوقاحة تعود عليها لتستشيط هي غيظا قائلة / انت قليل الادب علي فكرة .

ابتسم قليلا لينحني للامام ويقترب منها قائلا / ده حاجه مفروغ منها ، 

السؤال هنا بقي مش انتوا بتعملوا كدة علشان تلفتوا نظر قليل الادب اللي زيي !؟

اتسعت عيناها من كم بجاحته ووقاحته لتهب واقفه تلملم اغراضها وهو يبتسم أمامها وقبل أن ترحل قال لها بتساؤل / مقولتليش هنتقابل المرة الجاية امتى وفين؟

_ مش هنتقابل خالص بعد كدة.

قالتها باندفاع ليعقب يزن ساخرا /  المهم انتي اثبتي على موقفك متجيش تقوليلي عايزة اقابلك.

لتنحني عليه قليلا قائلة بصوت خافض / عشم ابليس في الجنة.

ليلاعب يزن حاجبيه ويبتسم قائلا بسخرية / وحياتك ليدخل ويتهنى بالجنة كمان.

أصدرت غزل زمجرة لتذهب مدبدبة باقدامها كما دخلت مدبدبه ليعلق يزن هامسا / مجنونة بنت الايه بس عسل .

عادت غزل الي منزلها وذهبت لغرفتها ثم أخرجت زجاجة العطر من حقيبتها لتضعها علي منضدة التزيين الخاصة بها ثم دلفت للمرحاض لتغتسل ثم عادت لغرفتها وقد اشتاقت لعطرها فاخذت تنثر منه على نفسها ومع اول نثرات منه جحظت عيونها لتنطق لاعنة / اه يا ابن ال.....

...................................

في المشفى صباحا سردت ماجدة لاختها ما فعلته بالأمس وعن حضور چواد للمشفى نهرتها ميار قليلا برغم فرحتها بقدومة الا انها ترى أن تواجده هنا خطأ وخاصة أنها امرأة متزوجة وهو خاطب وقد اقترب موعد زفافه .

ثم صمتت قليلا لتعود تسألها / هو .... هو چواد كان قلقان اوي عليا ؟؟ 

يعني ... يعني مثلا شافني ؟

لا طبعا شافك ايه!؟

ولا خليته يهوب من الاوضة اساسا .

انا اصلا كنت طلبته علشان يجيب ظابط ونعمل لحسن محضر لاني خفت ابوكي أو اخوكي ميرضوش بالخطوة ده.

فقولت مفيش غيره اللي هيسمع كلامي.

ثم فجأة تغيرت نبرة صوتها واتسعت عينها سائلة بشك /بس قوليلي الاول قبل ما احكيلك انتي ناوية ترجعي للز*فت حسن ده ؟

امأت ميار برأسها بالرفض تماما ففرحت ماجدة قائلة / انا قلت لنضال كدة برضه .

ثم عادت ملامحها المسترخية مرة أخري لتصعد بجوار اختها قاعصة أقدامها وبدأت تسرد كل ما حدث .

وكالذي تندمج مع أحداث فيلم مثير همهمت ميار لتحث ماجدة على الاسترسال قائلة / مم وجه وجاب الظابط ؟؟

لتكمل ماجدة بامتعاض قائلة / اه ياختي جه وجاب ظابط وياريته ما جابه .

_ ليه ايه اللي حصل؟؟

بدأت ماجدة تسرد لها عن ذلك المتعجرف المغرور الذي قابلته مع چواد والذي شعرت وكأنه شغله الشاغل هو هدم كل ما فكرت به ولكنها عقبت بالنهاية قائلة / بس ابن الايه طلع مش سهل برضه.

ده هيمرمطه اخر مرمطة وعلى رأيه هيجبلك حقك تالت ومتلت من حباب عنية..

 .......................................



تكملة الرواية من هنا ااااااا


تعليقات

التنقل السريع