القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن والثلاثون بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن  والثلاثون بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)





روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون والثامن  والثلاثون بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



الحلقة ٣٦...#وحوش_لا_تعشق 


لم يكن من خيار آخر لإنهاء الحفل الذي انتهى بمأساة للأشقاء وبدأ آدم يستقبل التهاني المودعة من ضيوفه واحدا تلو الآخر بابتسامة رسمية لا تشير إلى ما بداخله من مقت وضجيج حانق يسارع حتى يختلي بوالديه كي يشرح لهم الحقيقة كاملة ويعود رباط الأسرة مرةً أخرى ....


صعدت ليالي مباشرة إلى غرفة ابنتها مريم بعد أن اخبرتها كريمة بصعودها منذ دقائق ليست ببعيدة ....فصعدت ولحقها عمر بالأعلى ....

دلفت ليالي للغرفة ووقفت تتأمل مريم الذي كان شحوب وجهها موضع ذهول لليالي وهي من ظنت عكس ذلك فقالت  بخفوف عندما لمحت دموعها :-

_ مريم !! 

رفعت مريم رأسها بصدمة وهي من تمنت أن ترتمي بين ذراعي أمها الآن لكي تحتمي بأمانها من هذا الحزن الذي يسفك دماء قلبها بلا رحمة ...ظنت أنها تحلم ريثما نظرت لها وتأكدت أن وجودها حقيقة لا شك فيه ...هبت واقفة وبقدر سرعتها ذهبت اليها واجهشت ببكاء عاصف وقالت :-

_ انا مش مصدقة انك جيتي يا ماما .... يارب ما اكنش بحلم 

ربتت ليالي على كتفيها بحنان ثم دلفت لداخل الغرفة وقالت بقلق :-

_ لا يا روحي انا هنا ...بس قوليلي بتعيطي كدا ليه ؟! 

قطع الحديث وجود عمر فرمقهم بقلق ثم تحدث بتساءل :-

_ في ايه ؟! 

نظرت مريم لأباها بألم حتى اقترب منها عمر ومرر يده على شعرها بحنو أبوي وتابع :-

_ مالك يا مريم  بتعيطي كدا ليه ؟! .....انتي شوفتي اللي حصل في الجنينة ؟! 

رغم تعجب من نهاية السؤال ولكن هزت رأسها نفيا وقالت مشيرة للاجندة بيدها وقالت :-

_ لأ ما شوفتش حاجة ، أقرأ الاجندة دي كدا واتأكد أن ده خط آدم ....

تطلعت ليالي بتوتر وقالت :-

_ فيها ايه الاجندة وخط ايه ؟! 

أخذ عمر منها الاجندة وبدأ يفحصها بعيناه حتى صدم 

________________________صلّ على الحبيب 


وبعد آخر ضيف ذهب  صعد آدم سريعا للأعلى ولم يجد ابواه في غرفتهم فذهب لغرفته سريعا .....

دلف ليجد أزواج من العيون تحملق فيه بحدة وما ظنه ما حدث ولكن ظن أنه يخص شقيقه فهد فقال معاتبا :-

_ أمي ، انا زعلان منك جدا انتي عمرك ما كنتي كدا ، بس بردو مقدر موقفك وهعذرك بس ارجوكي اديني فرصة افهمك بهدوء ..... واللي هقوله ده مش تهديد مني لكن لو فهد ما رجعش هو ومراته للڤيلا انا همشي ومريم كمان هتيجي معايا احنا اتفقنا على كدا ...مش هنسيب فهد 

وقال بتساءل ليثبت صدق حديثه :-

_ صح يا مريم ؟ 

كاد عمر أن يجيب بغضب ولكنه صمت وهو يرى ابنته تنهض ببطء ودموعها التي لم تتوقف حتى وقفت أمام آدم مباشرة واجابت وهي تضع بيده دبلة وخاتم  زواجهم  :-

_ طلقني 


جحظت عين آدم بذهول وكأن الزمن توقف عند كلمتها هذه بصدى يتردد داخل آذناه بترنيمة مرعبة ....غمغم بصدمة :-

_ بتقولي ..ايه ؟! 

بلعت ريقها المر بصعوبة وكلمتها تشق قلبها قبل أن تخرج من شفتيها فكررت :-

_ طلقني ..... أنت مش رديت الجميل واتجوزتني .... وجيت على نفسك وانت بتحب واحدة تانية عشان ترد الجميل لأهلي ....دلوقتي بس فهمت ... فهمت اد ايه كنت ابتلاء في حياتك ....فهمت أنت شايفين أزاي يا آدم ....

شهقت ببكاء ثم قالت :-

_ انا وجودي في البيت ده من يوم ما اتولدت كان مصدر حزن للجميع ... ماكنتش حاسة اد ايه انا عبئ عليكم كلكم ... بابا وماما وافقوا على جوازي منك بسبب عرجي وأن محدش هيستحملني غيرك .....وانت وافقت عشان ترد الجميل .... وفهد كان دايما بيجي عليا عشانك ...وتيته ماتت يوم ما اتولدت كمان ..... انا ما كرهتش نفسي اد النهاردة ..

انتفضت ليالي من البكاء الصامت ونهضت سريعا وقالت معترضة :-

_ لا يا مريم ده انتي روحي ... الهواء اللي بتنفسه ..اوعي تقولي كدا تاني 

تحرك عمر بغضب لم يشعر به منذ سنوات وأخذ ابنته لصدره بضمة قوية تبث لها الآمان والمحبة وقال :-

_ ما اسمعش منك الكلام ده تاني ، انا ما حبتش حد في حياتي ادك انتي ...

ونظر لآدم بعنف وقال :-

_ انا امنتك عليها بس ما صونتش الامانة ...أول مرة يا آدم اصدق أنك طالع لأبوك هشام 

صعق آدم واختلجت عيناه عبرات لم تنزف بعد حتى قال بصدمة :-

_ انا مش فاهم حاجة !! 

أخذت ليالي الاجندة وأشارت له بها وقالت :-

_ مش ده خطك وده كلامك ....انا عارفة خطك كويس أوي ما تحاولش تنكر .... انا ممكن اسكتلك على أي حاجة إلا مريم ...

ضيق نظرته بألم وهو يستمع أو بالاصح يشعر بمرارة قسوتهم حتى أخذ الاجندة واتسعت عيناه بذهول .... بحث عنها كثيرا ظنا منه انها بمكتبه ولم يجدها فكيف أتت إلى هنا !! ...... راقبت مريم نظراته وتأملت منه الدفاع ..أن يقل لا .....أن يستند بحبه لها ولكنه لم يفعل فقالت متساءلة :-

_ انت اللي كتبت الكلام ده صح ؟

بلع غصة بحلقه ولعن كذبه ذلك اليوم الذي ادى به لتلك العاصفة فقال بصدق :-

_ اه

ابرح رده قلبها ضربا حتى عادت لصدر ابيها وكأنها تحتمي من قسوة زوجه بحنان ابيها ...... 

الصمت حل بمحل الحديث حتى تبين ذنبه أمامهم فهتف عمر بصرامة وحدة لم يعدها آدم منه :-

_ طلق بنتي ....وده اقل شيء اقدر ارجعلها بيه كرامتها ، بنتي لا هي قليلة ولا كانت بدل تربيتي فيك عشان تفكر ترد الجميل بيها ..... لو كان عندي شك ١٪ أنك بتفكر كدا عمري ما كنت هسمحلك تتجوزها وزي ما جوزتهالك هطلقها منك .....

رد آدم بقوة وقد بدأ الغضب يتأكله من هذا الظلم :-

_ لا مش هطلقها ، مريم مراتي وهتفضل مراتي 

ضيق عمر عيناه بشراسة وقد بدأت ليالي تقلق حقا من غضبه حتى جذبته من يداه عندما ترك مريم واتجه لادم بنظرة عنيفة وقالت :-

_ لا يا عمر ، ان كان هو ما صانش الامانة مانعملش زيه احنا ....

فهم آدم بمرارة مقصد ليالي ولأول مرة تفر الدموع من عيناه وقال بألم وحزن شديد :-

_ ربنا عالم انا صونت الامانة ولا لأ ، ربنا عالم بكل اللي جوايا .... كنت عارف أن اليوم ده هيجي ، اللي هتحسسوني فيه أني يتيم ...ماكنتش عايز اتعشم بحنيتكوا عليا ..... الكلام ده انا كتبته فعلا ...كتبته قبل الجواز لأني كنت خايف عليها مني .....انا لا بحب واحدة تانية ولا أي حاجة .....كنت ناوي اسيبلها الجواب ده قبل الجواز عشان تبقى حجة مقنعة ونسيب بعض لكن ده مش حقيقة ....ومع ذلك نسيت كل حاجة وسيبت كل حاجة وجيت ..انا حتى نسيت انا كتبت ايه وجيت لأني ما قدرتش ابعد عنها ....... محدش عارف انا عشت ازاي طول السنين اللي فاتت دي وانا حاسس أني ابن حرام .... أني دمي حرام ..... وجع غرقان فيه لسنين ومحدش حاسس بيا ..هل كان سهل عليا وانا طفل عنده ١١ سنة أن يعرف انه ابن حرام ...وأن اللي كبر معاهم على انهم اهله ماطلعوش كدا ..... ماكنتش عايزاها معايا وانا موجوع لأني هوجعها .... بس خلاص طالما دي رغبتكوا 


كانت مريم تنتفض من الالم لأجله ومنه حتى قالت ليالي بضيق ودموع :-

_ عقلك صورلك ان محدش حاسس بيك !!، بس أنت اللي ماكنتش حاسس بيا وانا بنام دموعي على خدي كل ما تروح تزور امل اختي ... ماحستش بعمر اللي كان بيتحجج قبلها انه مشغول عشان يجي متأخر وما يشوفاكش وأنت في الحالة دي ..... ماحستش بالنار اللي جوانا من يوم مع عملت حاجز بينا وبعدت برغبتك ....انا عمري ما حسيت أنك مش ابني ..... انت غصب عنك ابني اللي قلبي حس بيه وهو لسه ما شافش الدنيا وامل حامل فيك .... انا اللي ربيت وكبرت وسهرت ، انا اللي حاربت الدنيا كلها واولهم عمر عشانك انت ..... انت ازاي ما حستش أني ساعات كنت بغير من أمل وقلبي بيبقى قايد نار وانت شايل صورتها أزاااي ...... وبعد ده كله بتقول بنحسس بيتمك !! 

تابعت بانهيار :-

_ يوم ما اموت هتعرف معنى اليتم الحقيقي يا آدم 

وساعتها بدل ما هتبكي على قبر واحد هيبقى اتنين ....

وكأنه عاد طفل يبكي بصمت لتعنيف والدته .. بكى ...بعين ترسل الدموع بملامح جامدة صامته ......

وخرج من الغرفة قبل أن ينهار أكثر من ذلك ......

______________________________سبحان الله وبحمده 


وقفت سيارة فهد أمام المبنى الذي يحتوى شقته ولم يترجل منها فقط ظل صامتا للحظات حتى ربتت فاطمة على كتفه بعد أن التزمت الصمت أثناء الطريق حتى لا تثير اعصابه أكثر من ذلك ...قالت بحنان :-

_ سوء فهم وهيتصلح ما تقلقش ...

نظر لها بنظرة عميقة ثم خرج من السيارة بعصبية وخرجت خلفه تترقبه بقلق .....


دلف للشقة بنظرات تائهة وكأن ما حدث كابوس ليس إلا ..وقفت فاطمة وقد رسمت ابتسامة بسيطة تظاهرت بها حتى تبث له الهدوء :-

_ احضرلك العشا ؟ ، انت ما اكلتش في الحفلة دادة كريمة قالتلي 

أغلق فهد الباب وحاوط كتفيها بأسف وقال :-

_ انا اسف يا فاطمة على اللي سمعتيه ، بس ده 

قاطعته فاطمة بمرح لم تشعر به ولكن تظاهرت بمجريات حتى لا تقلقه :-

_ من غير بس ...ما تكملش يا فهد انا مش زعلانة وفاهمة ومقدرة اللي حصل ...أن كنت زعلانة ..فزعلانة أنك مكشر كدا ....

تابعت بقفزة مرحة :-

_ انا عارفة ايه اللي هيعدل مزاجك ، هروح اعملك كيكة ،نص ساعة وتكون جاهزة ....

ذهبت دون أن تسمع اجابته المعترضة وحقا أراد الاختلاء بنفسه بعض الوقت فأغلق هاتفه الخاص ورفع سماعة الهاتف الأرضي أيضا ......

ثم جلس على أحد المقاعد أمام شاشة التلفاز وشرد بحزن فيما حدث ...... 


لم تبدل ملابسها بل دلفت الى المطبخ وبدأت تعد الحلوى ودمع سائلة على وجنتيها حتى اصبحت عيناها بلون الدماء دون أن تشعر ..... ومر الوقت عليها وهي على هذه الحالة حتى انتهت ووضعت الحلوى بطبقها لتبرد ثم اسرعت لتبدل ملابسها التي عكرها مسحوق الدقيق الأبيض ...

                     **************


تاه بالفكر كثيرا حتى تفاجئ وهي تجلس بجانبه مبتسمة وقد بدأت تطعمه قائلة بمرح:-

_ حبيبي من خمس حروف يبقى هتاكل خمس قطع ...يلا أول حرف ح 

قربت الحلوى من فمه لينظر اليها متفحصا عيناها الحمراء من البكاء ثم وضع خصلة متمرد خلف اذناها بحنان وقال :-

_ طب مش لما تبطلي عياط الأول يا فاطمة 

فهمت أنه لاحظ الدموع بمقلتيها المنتفخة من البكاء فقالت بألم اعترف بملامحها :-

_ انا فعلا كنت بعيط يا فهد بس مش عشاني ...عشانك انت .... ماكنتش حابة تتحط في الموقف ده بسببي ... والدتك معذورة في اللي عملته وانا ما زعلتش منها ومش عايزاك انت كمان تزعل منها ، لما تهدى وتفهم اللي حصل هتسامحك وكله والله هيبقى تمام وهفكرك .....لو كنت غالية عندك فك بقى 😊 

اجابها بتسلية ونظرة عاشقة :-

_ ماعييش فكة 😂 

اتسعت ابتسامتها وقالت وهي تطعمه مجددا :-

_ هتاكل بقى الكيكة ولا اخدها واكلها لوحدي 😃 

رد سريعا :-

_ لو تقدري اعمليها وهتشوفي 

قالت بمحبة وهي تطعمه :-

_ لأ ما تهونش عليا انا هأكلك بنفسي ......

تذوق فهد الحلوى بتلذذ ثم قال :-

_ تسلم ايدك يا فاطمة .... جميلة زيك 

ابتسمت له بخجل ثم قالت ما أرادت التحدث به وحرصت أن تقتني الوقت المناسب :-

_ امبارح بعد ما رجعت من الكلية اتصلت بأمي اطمن عليها على الرقم بتاع دار جدي لكن محدش رد عليا .....انا نفسي اشوف امي يا فهد وحشتني أوووي ...... وخايفة يكون حد من عمامي زعلها بحاجة لأن اخر مرة كلمتها كانوا مصرين انهم يشوفوك ......

جعد فهد حاجبيه بتعجب وقال :-

_ ليه ؟ 

ارتبكت فاطمة وقالت :-

_ احنا صعايدة يا فهد وانت عارف ظروف جوازنا كانت عاملة ازاي ....واهلي في البلد ما اتعزاموش وده عندنا عيبة كبيرة عشان كدا طلبوا انهم يشوفوك ويتأكدواا من كلام امي .....

ردد فهد كلمتها الاخيرة بذهول :-

_ يتأكدوا !! ، هما شاكين انك اتجوزتي ولا ايه ؟! 

هزت رأسها نفيا وقالت بنبرة راجية  :-

_ مش بالضبط ، بس ده تفكيرهم .... عشان كدا لو بس تيجي معايا كام يوم هناك و

نهض فهد واجاب بحدة :-

_ قومي جهزي نفسك يا فاطمة وحضري شنطتنا ، انا لا يمكن اسمح أن حد يظن فيكي كدا وانا على وش الدنيا 

نهضت مبتسمة وقد اصابت الهدف ..قالت وهي تنظر لعيناه بعمق :-

_ اللي تتسند على راجل زيك عمرها ما تقع ابدا .... تعرف أني ساعات بحس أنك حسين فهمي وانا زوزو بجد 😇 

رفع حاجبيه بتعجب ثم اتسعت ابتسامته وقال :-

_ يخربيت ده فيلم  اللي كل مخك كدا 😂 كنتي ماشية كويس ايه اللي جاب زوزو دلوقتي 😒 

ابتسمت بمكر وقالت :-

_ احنا هنسافر بكرا صح ؟ 

اجاب بتاكيد وتعجب :-

_ اه 

هتفت بضحكة :-

_ طب خلي باااالك من بطووووط 😂💃 

ركض خلفها بضحكة على وجهه حتى دلفت للغرفة واغلقت الباب ثم قالت بمرح :-

_ خلاااااص ما تتعصبش هخلي بالي نفسي 😝😂 عنيف أوي انت 😂😄 

جلس والضحكة تملأ وجهه ثم قال بخفوت :-

_ مجنونة ....بس بموت فيها  💝 

( ايه يا فهد 😓😧💔 انا روبا 😭😭) 

__________________________سبحان الله وبحمده 


ربتت ليالي على ابنتها التي بالكاد غفت أو تظاهرت بذلك حتى تنفرد بالصمت وتفكر جيدا بما قاله ...هناك شيء يكذبه وشيء آخر يصدقه بشدة .... ويقف عمر أمام الشرفة مواليا ظهره لهم بشرود وصمت .....

نهضت ليالي واتجهت اليه بخطوات بطيئة حتى لا تزعج ابنتها وقالت له بهمس :-

_ ارتاح شوية يا عمر مش معقول هتفضل واقف كدا طول الليل !! احنا راجعين من سفر ....

اجاب بعد برهة وقد اوضحت نبرته أنه يتألم بحزن عميق كعادته وقال :-بقلم رحاب إبراهيم 

_ ارتاح ! ، ارتاح أزاي وولادي كلكم قلبهم مكسور 

بلعت ليالي غصة بحلقها وقالت وهي تنظر لمريم بقلق :-

_ طب تعالى لأوضتنا نتكلم عشان انا ما صدقت أن مريم نامت شوية ...

جذبته من يده بلطف حتى خرجوا سويا من الغرفة لتعلن مريم يقظتها وبدأت بنوبة جديدة من البكاء ثم قالت بصوتٍ متهدج من الحزن والألم :-

_ مش عارفة اصدقك ولا اكدبك انت وجعتني أوي ، وجرحتني كتير .... ومش معقول ندى هتكتبلك الكلام ده صدفة ! .....مش معقول 

دفنت رأسها بالوسادة حتى تكتم شهقاتها المتتابعة واعلن القلب الحداد ....

___________________لا حول ولا قوة إلا بالله 


منذ أن خرج من الڤيلا وهو يقود بشكل عشوائي في الطريق .... وهل إذا انحرف المسار عن اتجاهه سيجد الاستقامة ؟!! .... وقف بسيارته أمام احد الفنادق الشهيرة وحجز غرفة به .....


دلف لغرفة الفندق بعد قضاء دقائق في الحجز ثم خلع حلته البيضاء وكرافته المحكم بضيق ثم تمدد على الفراش بعينان حمراء من الدمع والخذلان ....لماذا عندما يكاد يقترب من سعادته تبعد عنه اميالا وكأنها تقسم على جراحها ؟!!! 

الصمت سيد الموقف على الجميع ولا احد رحب بالحديث بعد تلك المواجهة ......

                   *****************


جلست ليالي أمام عمر بحزن وقالت :-

_ هون على نفسك يا عمر ، احنا ما قصرناش في حاجة من ناحيته .... صعبانة عليا مريم أوووي وهموت عشانها 

تنهد عمر بحزن شديد قد اشتعل بداخله منذ ساعات وقال :-

_ انا صعبان عليا كل حاجة ....سنين عمري كل اللي قضتيها وانا فاكر انه بدأ ينسى ، لما وافقت على جوازه من بنتي وهو لسه من جواه ما نسيش وما ارتاحش ....هو شايل فوق طاقته وانا عذره لكن بنتي ذنبها ااايه ... انا متأكد انه ما بيحبش واحدة تانية على فكرة ...

تعجبت ليالي وقالت :-

_ هو بنفسه اعترف ومكدبش .....ومش مقتنعة أنه كتب كدا لمجرد أنه يلاقي حجة يهرب بيها من الجوازة لأنه هو اللي ااقدم لمريم بنفسه محدش جبره !! 

نظر عمر لها وقال بصدق :-

_ الغلط اللي انا عملته في حقهم هما الاتنين أني وافقت على قراره ....هو بيحبها بس آدم ما نساش اللي فات ومش بسهولة كدا ينساه ... ومش عارفة يتعايش معاه ...مش لاقي نفسه ...انا خليت بنتي تستحمل وضع اكبر من سنها وفهمها وطلبت منها تصبر وتستحمل ......مش هما اللي غلطوا انا اللي غلطت في حقهم .... انتي لو تعرفي انا من جوايا عامل أزاي لما شوفت دموع ولادي التلاته في ساعة واحدة هصعب عليكي ......

هزت رأسها نفيا وقالت :-

_ بس فهد هو اللي غلط في حقنا مش العكس ....

انا عارفة أني قسيت عليه بس .... كان نفسي افرح بيه واشوفك عريس جنب عروسته وافرح معاه ....لو كان استنى لما نرجع وقالنا ماكنتش هعترض والله العظيم لكن ده حرمني من فرحتي اللي مستنياها طول عمري ....وكمان متجوز عرفي .....أنس قالنا كدا لما كلمنا 


احتدت نظرة عمر وهتف :-

_ لا ماكنش ينفع نسمع من الغريب وما نسمعش من ابننا ، انا حاولت اهديكي لكن أنتي ماكنتيش شايفة حاجة قدامك غير فهد ومراته ..... وعايز اقولك حاجة عن البنت دي وده اللي خلاني ما اظنش فيها شيء وحش ....

فاكرة لما جت في فرح مريم ..... ماكنش بسبب انها اختارت فستان الخطوبة لمريم وخلاص ...

انتاب ليالي القلق وقالت :-

_ اومال بسبب ايه ؟ 

قال لها عمر ما حدث ذلك اليوم عندما دافعت عنها فاطمة وابرحت ذلك المتحرش ضربا وهي لا تعرف عنها شيء 

اتسعت عين ليالي برجفة وهتفت :-

_ مريم حصلها كدا ؟! ..... وفاطمة عملت كدا !! 

اكد عمر ذلك وتابع :-

_ ما خليتش مريم تقولك ساعتها عشان الموقف عدى بخير وكانت هتقلق وخلاص ، لكن البنت دي دافعت عن مريم وهي ما تعرفهاش اصلا ...ولما عرضت عليها مقابل رفضت وزعلت لدرجة انها خلتني احس بالذنب .....اظن لو هي انسانة مش كويسة كان ممكن تقبل الفرصة دي بكل سهولة ، ولما مريم قابلتها بعد كدا وهي بتشتري فستان الخطوبة عزمتها ......

قطبت ليالي حاجبيها بضيق ولم تجد كلمات تجيب بها حتى قال عمر :-

_ انا عارف ان ماكنش قصدك انك تقسي عليه لكن غلطتي لما ما سمعتيهوش ......

وضعت يدها على فمها ببكاء ثم قالت :-

_ ولادي بيضيعوا من حضني يا عمر ...ولو حد فيهم بعد عني انا هموووت  

جذبها الى صدره وقال مطمئنا :-

_ ما تقلقيش يا حبيبتي ، انا هتصرف وارجعهملك تاني ، وعلى فكرة هما مش هيقدرو يبعدوا اصلا وهيجولك بنفسهم ..... 

مسحت دموعها ثم بدأت تردد بعض الادعية التي تعودت عليها حتى تهدأ......

قبل رأسها وقال :-

_ هنتلم تاني كلنا في بيت واحد ...اوعدك بكدا بس اللي اقول عليه تنفذيه بالحرف ...

هزت رأسها سريعا بالموافقة حتى ابتسم لها بحنان ...

____________________________استغفروا الله 


في صباح اليوم التالي ........

حجز فهد تذاكر على القطار السريع ثم جلس ومعه فاطمة بالمقاعد المحجوزة داخل القطار .......

تنفست الصعداء حتى القت رأسها على كتفه لينظر لها ببسمة حانية وحاوط كتفيها بيده بلمسة دافئة وقال :-

_ لو عايزة تنامي ...نامي ...انا عارف أنك صاحية من بدري 

ابتسمت بمرح وقالت :-

_ هنام ويارب احلم بيك 

مرر يده على وجهها بعشق وقال :-

_ مش مكفيكي الحقيقة عايزة كمان في الحلم !! ....أنتي طماعة يا فاطمة 

اجابت وقد رفعت عيناها ونظرت له مبتسمة :-

_ ولا هيكفيني حقيقة ولا حتى حلم ولا هكتفي ....واه طماعة بقى .....الطمع في الحب عشق ....وانا بعشقك


نظر حوله بترقب وقال :-

_ نامي يا فاطمة نامي  ...الله يخربيتك احنا في القطر مش في جنينة  وبنشرب لمون 😂 

شاركته مرحه بابتسامة واسعة غمرته عشقا على عشقه ولم تعلم تلك الفاطمة ......أن كل ما تشعر به يشعر اضعافه 

______________________________اللهم حسن الخاتمة 


شكرا شكرا✋😑 

اللهي القطر يتقلب بيكوا وكل الركاب ينجوا الا انتوا الجوز 😬😠 ونطفي فيكي يا بطة وما تطفيش 😈 يا فرسني 😭😭😭😭😭😭 


الحلقة ٣٧....#وحوش_لا_تعشق 


ببداية يوم جديد ...يقولون دائماً أن هناك أملًا ما ...فهل بسهم شعاع الشمس هذا الأمل على حياتهم ؟ 


اعدت كريمة طاولة الافطار وانتظرت مجيئهم دون أن تصعد وتيقظهم وقد علمت بأمر فهد بالأمس ..لذلك فضلت الانتظار .....


خرجت ليالي من غرفة مريم بوجه عابس وتوجهت لغرفتها لتدلف لداخل الغرفة بتقطيبة اظهرت اليأس بعيناها حتى اخفض عمر هاتفه من جانب أذنه وقال :-

_ مريم كويسة ؟ 

زفر ليالي بضيق وهي تجلس على الفراش وتضع يدها على وجهها بعصبية ثم اجابت :-

_ مش حاسه ، انا عارفة بنتي كويس .... مش راضية تتحرك من مكانها ولا عايزة تفطر ..انا خايفة عليها أووي يا عمر 

نهض عمر بإستياء وقال :-

_ حتى فهد تليفونه مقفول ، رنيت عليه كذا مرة ومافيش فايدة ....بس هلاقيه وهجيبه 

قال هذا وتوجه للخارج وكأن المعارك تضرم أمامه ولا تهدأ ....

______________________________صلّ على النبي الحبيب

حملقت بالفراغ بوجه شاحب كالاموات وعيناها  الزرقاوين كعين هرة قد وقعت ببئر  عميق ويئست من النجاة ..وتغلب الألم على اهدابها ليذبل الجفون كجفاف الزهور ....

لم تنتبه لمقبض الباب وهو يتحرك ليطل منه وجه ابيها وبين يداه طبق به بعض الاطعمة ليقترب منها بعد أن اغلق الباب بهدوء ثم خطا ليجلس بجانبها .......

وضع عمر الطبق بجانبه ثم جذبها من يدها لتعتدل وقال :-

_ صليتي ؟ 

هزت مريم رأسها بالايجاب وقالت :-

_ صليت القيام والفجر والضحى ...

ابتسم عمر بمحبة وقال :-

_ ربنا يحميكي يا حبيبتي ..... يلا عشان تفطري 

رفضت وكأن الطعام سما سيغور بجوفها غضبا ليتابع حديثه بتقطيبة :-

_ طب ينفع تسيبيني كدا جعان ! ، ما وحشكيش الفطار مع بابا 

ارتعش فمها من ثورة البكاء الذي تجاهد حتى لا تظهر ثم رمت رأسها على صدره وانسالت عبراتها بحزن صامت ، فربت علي رأسها مطمئنا وقال :-

_ عيطي يا مريم ....عيطي عشان ترتاحي وتخرجي اللي جواكي وانا هفضل جانبك لحد ما ترتاحي ... 

حاوطت يداها خصر ابيها ورأسها مدفون على صدره وقالت بالكاد :-

_ انا مش عايزة اتكلم ، سيبني اعيط لحد ما اهدأ يا بابا 

مرر يده على شعرها بحنان وقال :-

_ خلاص هتكلم انا .... انا ما كنش لازم أوافق على جوازك من آدم .... 

تابع بمكر وقال :-

_ هو رافض يطلقك ، وانا مش هجبر تعيشي معاه وأنتي ما بتحبيهوش ومش عايزاه ......انما بالنسبة للي حصل امبارح فأنا مصدقه لأنه مش كداب ...

ارتجف قلبها فجأة حتى ابتعدت قليلا ونظرت لوجه والدها الحاني وقالت بدهشة :-

_ مصدقه !! معقول ؟!

هز رأسه بالايجاب وقال بعقلانية :-

_ آدم مش من النوع اللي يتجبر على حاجة تحت أي ضغط ، وامبارح هو قال بنفسه أنه كان ناوي يبعد عنك  لكن ماقدرش ورجع ..... بس في حاجة انا مش فاهمها ...أنتي يا مريم 

جعدت ما بين حاجبيها تعجبا وتمتمت:-

_ انا ؟ 

ربت عمر على جانب وجهها برفق ونظرة محبة وقال :-

_ أنتي لما عشتي معاه كنتي عايزة تكملي ، ولا مستسلمة للامر الواقع واللي حصل حصل خلاص؟  ...لأن في فرق كبير بينهم 


نظرت للاسفل بخجل ولم تجيبه حتى لمعت نظرات المكر بعيناه وتابع :-

_ طب قوليلي بصراحة ...امبارح لو ما كناش جينا كنتي هتسمعيه ولا وجودنا أثر على الموقف ؟ 

لاحظ احمرار وجهها بالتدريج فتأكد أنه في الطريق لغايته وقال فجأة :-

_ اطلقك منه من غير تردد ولا احاول أعرف الحقيقة الأول 

رفعت عيناها بألم وحاولت أن تجيب ولكن الكمها الحرج ليبتسم لها قائلا :-

_ انتي بتحبيه يا مريم ..... صح ؟ .....المرادي لازم تجاوبي 

ضغطت على شفتيها السفلى وقالت بنبرة مرتعشة من البكاء :-

_ اه ...بحبه 

رقت نبرة عمر وتابع اسألته :-

_ من امتى ؟ 

تنهدت مريم تنهيدة يملأوها الحزن وقالت :-

_ من زمان ، منا زمان أوي ....وكنت ساعات بنام معيطة لما كنت اسمعه بيكلم واحدة زميلته حتى لو كلام عادي .... ولما كان بينجح بتقدير عالي ومايبقاش فرحان كنت ببقى عايزة اتنطط من الفرحة وابقى متغاظة منه ..... بس هو دايما معاملته كانت قاسية معايا أووي ...

نظر لها بتذمر ثم قال بمرح :-

_ طب ما قولتليش ليه مش احنا صحاب .... بس انا مبسوط انك طلعتي بيه يا مريم ولو أني كنت حاسس بكدا بس ماكنتش متأكد .......واللي عايز اقولهولك أن آدم وصله نفس احساسي ...

مسحت مريم عيناها بأطراف اناملها باستغراب وتساءلت :-

_ مش فاهمة ! 

اوضح لها الأمر قائلا :-

_ كتير كنت بسمعك تقوليله أنه زي أخوكي .... عشان تغظيه ...بس هو رتب تفكيره على الاساس ده وبقى بيعاملك المعاملة دي عشان ما يزودش على نفسه حمل أكتر من اللي شايله ..... تعرفي أنه كان فرحان بجوازه منك يمكن اكتر مننا كلنا بس كان بيداري ...عشان هو بيحبك يا مريم زي ما انتي ما بتحبيه بالضبط .....


بلعت ريقها بصدمة وقالت وقد سرى الامل بداخلها  :-

_ بيحبني !! 

هز عمر رأسه بابتسامة مرحة وتفحص وجهها الذي دبت به الدماء بعودة حياة الأمل من جديد ثم أخذ بعض الطعام وقال :-

_ طب نفطر الأول عشان انا جوعت وبعدين نكمل ...هأكلك بإيدي 

اطاعت الامر برضا هادئ وقد صوب عمر هدفه واصابه ...

____________________لا حول ولا قوة إلا بالله 


كان يلتفون حول مائدة الطعام وقد اصرت ريهام أن تطعم مالم بيدها وهذا ما كام سيجعله ينفجر ضاحكا بأحد المرات حتى قالت :-

_ خطوبتك فاضلها كام يوم يا حبيبي وبعدها بشهرين على طول الفرح مش هنطول ...

قال باسم فجأة وقد تعجب قليلا من الامر :-

_ عمر ومراته رجعوا من السفر ... مدير فرع الشركة قالي من شوية ....

تعجب ريهام وقالت :-

_ هو مش المفروض هيقعدو ٣ اسابيع كمان ! 

رمق مالك أنس بحدة في حين ان الآخر اتسعت ابتسامته وقال بمرح :-

_ طب كويس عشان يحضروا خطوبة مالك 

اجاب باسم بلطف :-

_ اه والله فرحت جدا انهم رجعوا القاهرة ، وعمر كمان وحشني اوي انا مش متعود اقعد الفترة دي كلها وما اشفهوش ....

نهض مالك بحدة وهتف :-

_ انا عايز اروح اوضتي ...

نهض أنس من جانبه وقال بنبرة خبيثة :-

_ اسند عليا يا مالك ده انا اخوك ...سندك 

رمقه مالك بعصبية ثم وضع يداه على كتفه مجبرا وتوجه لغرفته متظاهرا بالعرج ......


امام غرفة مالك البعيدة عن الانظار ....

نفض مالك يداه من كتف شقيقه ثم قال بخفوت :-

_ ياريت ما يكنش حصل اللي في دماغي وإلا ما هيحصل كويس يا أنس ...واللي تقدر تعمله اعمله ...

احتدت نظرة انس واجاب بنرفزة :-

_ يعني أنت عملت ده كله لييييه ! ، مش عشان تتجوز اللي بتحبها .....ولا عندك أنت بتبقى حلوة !

اطرف مالم عيناه بدهشة ثم اجابه بغضب :-

_ انا لنا عملت كدا كنت متأكد ان ياسمين بتحبني وعايزاني وكان فاضل بس اثبت لأمي كدا ، وبعدين مريم اتجوزت خلاص عايز منها اااايه ؟! 

زم أنس شفتيه بضيق وقال :-

_ مش مهم .. تتطلق .

ضيق مالك عيناه بذهول ثم قال :-

_ تتطلق !! ، انت عايز ايه بالضبط يا أنس ، أنت مش كنت هتموت وتتكلم مع علياء بنت عم ياسمين وما بطلتش كلام عنها من يوم قراية الفاتحة !! 

استاء أنس من الحديث ثم زفر بحنق وذهب من امام مالك ..

هز مالك رأسه بيأس وقال بإنزعاج :-

_ بضيع كل حاجة حلوة من ايدك ...انت عدو نفسك للاسف

__________________________ سبحان الله وبحمده 


جفف آدم رأسه عقب خروج من حمام الغرفة الفندقية الذي يكسوها اثاث راقي غلب عليه اللون الابيض حتى القى المنشفة على ظهر المقعد ليؤدي فرضه بدقائق .....


بعد الانتهاء اضجع مرة أخرى على الفراش ونظر لشاشة التلفاز ولكنه لا يرى بها شيء .....مشاهد تتحرك امامه وكأنه يراها من خلف زجاج قاتم ......

انتبه لرنين هاتفه لينتفض سريعا بانفاس متسارعة ليزفر بحنق بعد أن رأى رقم المتصل ...اجاب بنفاذ صبر :-

_ أيوة يا ندى ؟! 

اطلقت ضحكتها بغنج متعمد بعد أن حيته بتحية الصباح  ثم قالت :-

_ ايه دكتور مش هتيجي الجامعة ولا ااايه !!، المحاضرة بدأت وحضرتك لسه ما جيتش ....

تابعت بمكر قائلة :-

_ ولا حتى شوفت مريم لحد دلوقتي ! 

صرّ على اسنانه بغيظ وحاول بكل قوته أن يظل هادئا ثم قال بقوة :- بقلم رحاب إبراهيم 

_ هناخد أجازة كام يوم انا ومراتي نتفسح فيهم في أي مكان ...عندك مانع ؟! 

اعتدلت نبرة ندى بعصبية واجاب بحدة :-

_ لأ طبعا ... happy Time 

اجابها وشعور الملل يغمر صوته :-

_ شكرااا ...بعد اذنك بقى 

أغلق الهاتف بوجهها ثم اغلقها تماما والقاه بعصبية على الكمود بجانبه ......

_______________________________الله اكبر 


اطرقت ندى هاتفها على بينش المدرج مع زفرة عصبية احمرت لها وجنتيها حتى قالت شروق بقلق :-

_ حصل ايه ؟ 

نظرت ندى لشروق بغضب عنيف والقت كتيب بوجهها أمام بعض الفتايات وهتفت :-

_ مش طايقة اشوف وشك السعادي خاالص يا شروق 

تجمدت شروق من الحرج والانظار تلتفت لها بتعجب حتى نهضت شروق وخرجت من المدرج بالكامل .....

اتت هنا من الخارج لتصطدم بكتف شروف الذي تركض للخارج بدموع صامته حتى رمقت هنا ندى بدهشة وقالت :-

_ شروق مالها ؟ 

هتفت بها ندى بغضب وقالت :-

_ زعقتلها ...تحبي ازعقلك انتي كمان 

رفعت هنا حاجبيها بشدة وقالت بصوت عالٍ :-

لا بجد !! ، مش معايا الشويتين بتوعك دول ها ، لمي نفسك يا ندى عشان ما اخليش المدرج كله يتفرج عليكي 

التفتت ندى حولها بقلق ثم اخذت حقيبتها بنظرة حادة لهنا ثم ذهبت للخارج ايضاً  .......

__________________________ استغفروا الله 


مع تواتر المحطات واحدة تلو الأخرى ....والمشهد السريع المطل من النافذة وكانه رجف جسدها لينتبه فهد لذلك واسقط رأسها ينظر لوجهها ليرى عيناها الشاردة بتيهة الغفوة ....قال بقلق :-

_ مالك ؟ ....نامي تاني يا فاطمة ولما نوصل هصحيكي 

اجابت ولكنها لم تجيب على ذلك بل قالت :-

_ هو انا لو جرالي حاجة يا فهد .....هتعمل ايه ؟ 

دق قلبه بجنون تحت اذناها وبدأ صدره يعلو ويهبط دون انتظام حتى شدد يداه عليها وبيده الاخرى قبض على اناملها بقوة المتها وقال بتحذير :-

_ مش بحب اسمع الكلام ده يا فاطمة ......

رفعت عيناها بلوم وقالت :-

_ده سؤال ! 

نظر لعيناها بعشق وقال :-

_ مالوش اجابة عندي 

تعجبت قليلا ولم تنتبه لغزو نظرته بعيناها وقالت بعبوس :-

_ ليه ؟!! .....

ابتلع ريقه بمرارة واجاب :-

_ لان الروح ما بتسألش قبل ما تفارقنا ...... الروح بتحيينا ولو راحت ...رحنا 

اشتبكة نظرتها بعيناه بقوة وقالت بصدق :-

_ وانا عارفة اني روحك 

رمت رأسها على صدره من جديد وابتسم بمحبة فائضة لم تكن تتخيلها بيوما ......


مر الوقت ...دفوف النسمات ...وسحب الاماني ... وعيون الأمل ...تتمايل أمام عيناها التي آبت أن تغفو بحلما لم يكن يوما بزلزلة عشقها في الحقيقة ...... ودبت سحابة الخيال بسماء العمر لتصبغ الضحكات بلون الزهور الوردية ...الندية بعمر فاطمة القلب ....فاطمة قلب الفهد 


توقف القطار بالمحطة المقصودة ونظرت حولها بابتسامة لجسد الاشجار الطيبة الاصل .......وأشارت لعربة كار من بعيد يتكدس بنصفها قش الأرز وقال بسعادة :-

_ ماركبتش العربية الكارو من زماااان 

تطلع فهد للبعيد ولم يعرف لماذا ابتسم وقد غمرها سحر الريف بطاقة مرحة عجيبة وقال وهو يشير براسه :-

_ يلاااا😉 

قلدته فاطمة بضحكة وقالت :-

_ يلاااا🙌 

حمل الحقائب بيداه وركضت هي أمامه بمرح ونشاط حتى تحدثوا مع الرجل الريفي ذو العمامة البيضاء وسمح لهم بالركوب .....

لكمته فاطمة بكتفه وقالت :-

_ هوريك البلد بحالها انا عارفة كل مكان فيها رغم أني ماكنتش باجي هنا كتير بس حافظة كل شبر هنا ....

استنشق فهد الهواء النقي وهو مبتسم حتى اجاب :-

_ مكان جميل ومريح 

ومرت لحظات وهم يتأملون المكان بمرح حتى قالت فاطنة فجأة للرجل الفلاح الذي يسوق العربة :-

_ وجف يا حچ هنيه خلينا ندلى على دوار عمي الحج وهدان ....

اتسعت عين فهد بذهول ثم اطلق ضحكة عالية وقال :-

_ اللهم صل على النبي 😂 عيدي اللي قولتيه ده تاني 😂 

لكمته بضحكة وقالت :-

_ والله اتعلمت صعيدي من المسلسلات ... وما تضحكش علينا بقى لتنجتل يا بوي 😂 😄 

ضحك مرة أخرى على كلماتها حتى انزلها من العربة وتوجهوا  لمنزل عمها ........

قال متسائلا :-

_ اكيد انتي عارفة البيت ؟ 

اومات بقوة وتأكيد :-

_ اومااال 😊😎 


مرت بعد قليل أمام منزل واقتربت منه مشيرة بحماس :-

_ اااااهو البيت اهوووو 

قرعت الباب بابتسامة حتى خرج طفل لا يتعدى السادسة من عمره بصدر عاري .....رمقته فاطمة بتعجب متساءلة :-

_مين ده 😒 

رد فهد سريعا :-

_ انتي بتسأليني انا 😶 

كادت أن تتحدث مع الطفل حتى اغلق بوجهها باب المنزل الخشبي ......نظر اليها فهد وكتم ضحكته من تقطيبتها 


وتكرر ذلك الموقف مرة أخرى وبدأ يشعر بنفاذ الصبر وهتف بها قائلا :-

_ ااااستني بقى ...انا هتصرف  

نظر حوله ورأى احد الاطفال الذي يركض خلف أحد الماعز فهتف مناديا حتى أتى الطفل بنظرة ترقب من مظهرهم وكأنه يرى كائنات فضائية ...قال فهد :-

_ تعرف بيت الحج وهدان فين ؟ 

صمت الطفل لدقيقة ثم قال :-

_ ده چدي .....مين انتوا ؟ 

ضيق فهد عينه على فاطمة الذي تفاجئت بذهول وقال :-

_ قريبك ولا تعرفيه ولا يعرفك ! ، مشاء الله 

ده انا افتكرت من كلامك أن اسمك مكتوب على الشجر ! 

قالت مراوغة بمرح :-

_ نبقى نكتبه  احنا ابو الافاهيد 😂 

رد قائلا :-

_ بتهزري ولكي نفس ! ...... حسابنا مش دلوقتي 

وقال للطفل :-

_يلا يابني ورينا بيت جدك 

اخذهم الطفل لمنزل وهدان .......


مرو بعدة منازل ريفية بسيطة حتى وقف الطفل أمام منزل متوسط المساحة ولاحظوا بعض الاضواء المعلقة بالمنزل المقابل مما يوحي بوجود عرس قريب ......


دلفت فاطمة للبيت حتى قبض فهد على يدها بنظرة داعمة ودلفوا للداخل سويا ......

قال الطفل مشيرا لغرفة كبيرة نسبيا :-

_ ادخلوا المندرة وهروح اشيع ابوي يچي 

جلست فاطمة على الاريكة ذات القماش المقلم وجلس فهد بجانبها بعد أن وضع حقائبهم جانبا .....

اتت نعيمة لاهثة عندما رأتهم من سطح المنزل عندما كانت تضع الطعام للحمام في مسكنه ....

وركضت الى ابنتها بضمة اشتياق وقالت :-

_ وحشتيني يااافاطمة أوووي 

نظرت لها فاطمة بحزن وأسى ثم ضمتها مرة أخرى وبكت على فقدان والدها بهذا الشكل 

رحبت نعيمة بفهد بشدة وقالت :-

_ عمها هيفرح أوي لما يشوفك ....

تعجب فهد بعض الشيء ثم قال :-

_ وانا عايز اشوفه 

قالت نعيمة :-

_ طب تعالوا معايا ، انتوا جايين من سفر ومحتاجين ترتاحوا شوية على ما احضرلكم الغدا .....

قالت فاطمة بلهفة :-

_ اخواتي فين ؟ نفسي اشوفهم 

اجاب نعيمة بهدوء :-

_ راحوا مع ابن عمك يحملوا الزرع من الغيطان ، شبطوا فيه لحد ما خادهم معاه وممكن يتأخروا لبليل....

ثم اخذتهم لغرفة علوية ......

______________________________الله أكبر 

بعد أن انهى عمر حديثه مع مريم وتطرق إلى زواج فهد وعلم منها كل شيء ذهب مسرعا لليالي واوضح لها ما حدث حتى قالت ليالي بدهشة :-

_ اومال ليه أنس قالنا أن فهد أتجوز عرفي ؟!

زفر عمر بغيظ وقال :-

_ مش عارف هو قال كدا ليه ......بس المهم أن فهد ما اتجوزش عرفي بجد ...اتجوز شرعي على سنة الله ورسوله وقدام الناس ..... 

تنهدت ليالي بقوة واجابت :-

_ بس غلط بردو مهما يكن 

اوضح بهدوء :-

_ غلط عن غلط يفرق ، البنت مش وحشة زي ما كنتي فاكرة دي اتجوزت في ظرف صعب لو أي واحدة مكانها مش هتقدر تعترض .... 

تستاءلت بقلق :-

_ هو لسه ما ردش عليك بردو ؟ 

هز رأسه نفيا :-

_ لسه ...تليفونه مقفول وانا بدأت اقلق عليه 

___________________________اللهم حسن الخاتمة 



الحلقة ٣٨....#وحوش_لا_تعشق


دلفت نعيمة ومعها فاطمة وزوجها فهد إلى غرفة فسيحة بعض الشيء بحوائط متقشرة بلونٍ قاتم ولكن ريحها طيب الشعور ...التفتت لهم وقالت :-

_ ارتاحوا على ما احضرلكم الغدا 

ذهبت وتركتهم ينظرون حولهم بابتسامة حتى ركضت فاطمة للنافذة القريبة وراقبت الشمس وقد بدأت تغرب ثم قالت :-

_ بقالي كتيررر ماجيتش هنا ، انا بعشق المكان ده 

اتجها نحوها ثم جذبها إليه بنظرة حادة وقال بتحذير :-

_ مش مسموح لك تعشقي غيري ، مش أنتي بتعشقيني بردو ولا كان كلام ؟! 

وضعت يداها على كتفه بابتسامة واجابت بمكر :-

_ بتطلب مني اللي ما قولتهوش أنت ...بس هعديهالك لأني متأكدة من اللي جواك 

تنهد فهد طويلا وقال بنظرة عميقة تقل الكثير مما يشعر به :-

_ قلتهالك قبل كدا ....أنتي قيمتك كبيرة عندي ، وقولتلك أن الروح ما بتسألش .... والاجابة هتعرفيها يا فاطمة بس بطريقة تستاهلك مش في لحظة عادية كدا ..... دي حكاية العمر كله


قالت بنبرة تشع محبة :-

_ أفرض العمر قصير ؟


قال بضيق غمر عيناه ومرر يده على جانب وجهها برقة :-

_ العمر بيقصر لما ما نعيشهوش ....لما ما نحسش بالفرحة فيه ...بيقصر حتى لو بقى ١٠٠ سنة .....اديني يوم وانتي قصاد عيني ولا سنين وانتي بعيدة ...

لسه محتاجة كلام ؟!


محتاجة كلمة واحدة وسط كلام كتير ...بس مش مستعجلة لأني متأكدة انها جواك .....اعشقني براحتك 

اتسعت ابتسامته وقال :-

_ فاتت محطة العشق من زمان... لدرجة أني مابقتش عارف انا فين .... تُهت !! 

اخفت مرح عيناها وقالت :-

_ قريت الكلام ده فين ؟! ....قولي يمكن اتكلم زيك 

تطلع لتقاسيم وجهها ببطء وأجاب :-

_ ما انا قولتلك انا مش بتاع كلام .... ولا بحب القراية كتير .... وأنتي تعرفي طبعا أني ضابط شرطة ...بس لسه ما تعرفيش أني مجرم في ... الحب 

خافي على قلبك مني 

مطت شفتيها بسخرية ثم تابعت بضحكة رقيقة :-

_ يبقى روحت بلاش ... فتش جواك هتلاقيه ....

رفع حاجبيه ورد واضعا يدها على قلبه :-

_ يمكن عشان كدا ضربات قلبي بقت سريعة ؟! ...حاسة ؟

وجذب رأسها إلى قلبه ثم قال :-

_ سامعة ؟ بقلم رحاب إبراهيم 

ابتسمت بخجل بوجه قد تورد ودعت لرب العالمين أن يعينها على الطريق الذي بدأت منذ اليوم ....دق قلبها الآن ليس سعادة فقط بل خوف وترقب من الأتي ...من غموض الساعات القادمة ....من اكتشافه سبب وحقيقة مجيئها إلى هنا ..

_____________________________صلّ على النبي الحبيب


تمر الساعات ببطء ...هل من ملل الرقاد ...أم من الفراق 

وتستوي آنات القلب مع لهيب الألم بدمج دامي ....يستبيح الدموع على اطلال عشق لم تطل عليه شمس السعادة ...

اقتربت الهرة منها ولكن شغف الحياة بها قد ذبل حتى ابعدتها بدموع ..... دموع من كل شيء ...على نفسها وعلى شقيقها ....فكم تألمت عندما اخبرها عمر عن ما حدث مساء امس ...لتعود بموجة الم لأمر قلبها حتى أخرجت رسالة ندى من اسفل الوسادة وحرصت أن لا تخبر والديها بها ...قالت :-

_ ماكتبتش اسمها في الجواب بس انا متأكدة أنها هي ....

منها لله ....


دلفت ليالي لغرفة مريم حتى اسرعت مريم بإخفاء الرسالة مرة أخرى ....اقتربت ليالي الذي انتبهت لاختفاء الدماء من وجه ابنتها وقالت بقلق :-

_ هتفضلي قاعدة كدا ؟! ....يابنتي حرام اللي بتعمليه في نفسك ده فكري بعقل في اللي حصل وفكري في كلام آدم ....آدم بيتعذب يا مريم 

اعتدلت مريم ومسحت عيناه من الدموع ثم قالت :-

_ نصيبي كدا يا ماما ..... آدم مش بيتعذب لوحده وبعدين انا بصراحة مش قادرة اتكلم في الموضوع ده دلوقتي


أتى عمر فجأة ونظر لابنته ثم تحدث بضيق :-

_ هنرجع تاني للعياط مش قولنا هنهدأ !! ،يلا عشان ننزل نقعد تحت وتفرفشي شوية ياحبيبتي 

اعترضت مريم حتى هتف عمر وهو يقترب من ابنته ثم قال :-

_ طب ابعدي انتي بقى يا ليالي عشان البنت دي محتاجة تتشال زي زمان 

اقترب منها ورغما عنها ابتسمت وهتفت :-

_ لااااااا 

ضحك عاليا وقال وهي بين ذراعيه :-

_ انتي خفيفة عشان كدا شيلتك ، امك تقيلة 😒

ضيقت ليالي عيناها ولكمته بخفة على ذراعه قائلة :-

_ بقى كدا 😭💔 

ضحكت مريم على حديثهم الذي بعد تلك السنوات لم يخلوا من روح الشباب .....


هبط بها للأسفل حتى أتت كريمة بابتسامة لمظهرهم وقالت :-

_ باسم بيه وابنه مستنينك في الصالون يا عمر بيه 

تفاجئ عمر بهذا حتى انزل مريم وقال لها وليالي :-

_ طب اطلعوا انتوا على ما اخلص واجي 

تذمرت مريم وقالت :-

_ لو طلعت مش هنزل تاني 😭 

مرر يده على شعرها بمشاكسة وقال :-

_ يبقى هشيلك تاني 😂 

ابتسمت مريم لوالدها بمحبة واخذتها ليالي وصعدوا مرة أخرى .....


دلف عمر للصالون ورحب بهم بحرارة حتى تفاجئ بخبر خطوبة مالك وقال بتهنئة حارة :-

_ الف الف مبروووك ياباسم ، بجد انا فرحااان لمالك جدا ، انا بحبه لأنه زيك بالضبط ويستاهل كل خير ....

اغتاظ انس وقال بخبث :-

_ طب وانا يا عمي عمر 

نظر له عمر بإنزعاج ولكن قد وعده سابقا أن لا يخبر اباه بتلك المكالمة الهاتفية الذي هي السبب الرئيسي فيما يحدث الآن ...قال :-

_ أنت غير مااالك خالص يا أنس .... 

جز أنس على فمه بغضب وفهم المعنى الخفي وراء حديث عمر والتزم الصمت بعدها .....

قال باسم مترقبا اثر الذهول على وجه عمر :-

_ عارفة العروسة مين ؟ ...مش هتصدق .....بنت تامر الله يرحمه ..

اندهش عمر من الامر ولكن لا يريد ان يتسبب في وضع أي بذور شك بقلب باسم واجاب بحيادية :-

_ ايه يعني !! ، المهم انها تكون انسانة محترمة ومؤدبة وتصون مالك ....ده اهم حاجة 

هز باسم رأسه بالايجاب ثم قال :-

_ هي بنت هايلة بصراحة وما توقعتش انها تكون بالاخلاق دي لما عرفت انها بنت تامر ....

قال باسم هذا ثم شرح بمرح خطته مع مالك حتى ضحك عمر عاليا وقال :-

_ يا مجانين 😂 ، ومراتك دخل عليها الكلام ده ! 

رد باسم بثقة :-

_ عيب عليك 😎 بس ما تجيبش سيرة لأي حد على ما نشوف هنحلها أزاي 

كتم عمر ضحكته واجاب :-

_ خير بأذن الله


دلف آدم للڤيلا وهو ينظر حوله جيدا وقد اتى متحججا بأخذ ملابسه حتى اصطدم بوجه أنس ووالده باسم وهم يصافحون عمر خارج الصالون ببعض الضحكات حتى قال باسم :-

_ هتيجي الشركة ولا مش هشوفك غير يوم الخطوبة ؟ 

نظر عمر لآدم من بعيد ولاحظ نظرته الغاضبة المتطلعة على أنس حتى تابع بمكر :-

_ لا بقى خليها يوم الخطوبة على ما انهي كل شيء هنا ، في حاجات لازم اخلصها قبل يوم الخطوبة ...

اومأ باسم رأسه موافقا ثم قال :-

_ ماهو ابنك بردو يا عمر ..و 

قال عمر سريعا بمكر :-

_ والعروسة بنتي 😊

ثم ضمه عمر بضحكة خبيثة واشغله عن متابعة الحديث قال بمرح وهو على يقين ان آدم يستمع للحديث :-

_ حبيبي يا باسم ، الف مبروك لولادنا 😂


تجمد آدم من الصدمة وكاد أن يتوقف قلبه من ما سمعه للتو حتى صافحه باسم بترحاب قبل أن يخرج وصاف أنس بحركة بطيئة ونظرات تشتعل عنف وشراسة تحترق بمقلتيه وراقب خروجهم بنظرة حائرة لم تتوقع هذا الغدر .....


راقب عمر نظراته ببسمة خفية حتى هتف :-

_ آدم ، تعالى لمكتبي 

احمر وجه آدم وهو ينظر له حتى ذهب مسرعا لمكتب عمر بقلب يصرخ ......

جلس عمر أمام مكتبه بوجه لا تعابير له وقد رسم الجمود بمهارة وانتظر حتى اتى آدم ووقف أمامه وكأنه سيبدأ معركة الآن ...قال عمر وهو يشبك يداه ببعضهم بهدوء :-

_ اظن دلوقتي لازم نتكلم بعقل .... الدفاع والمبررات والحجج وقتها انتهى امبارح خلاص .....دلوقتي الموضوع بقت شبه منتهي ...

ضيق آدم عيناه بقوة واجاب بحدة لم يستعملها من قبل مع عمر :-

_ مافيش حاجة انتهت ....والقرار في ايدي لوحدي ....محدش هيجبرني على حاجة 

لمعت نظرة عميقة بعين عمر زادته ثبات وتابع :-

_ وانا بدور على راحة بنتي وهي ما ارتاحتش معاك ...يبقى كدا انا ما ظلمتكش في حاجة ...وواجبي كأب أن....

قاطعه آدم بضعف اسقط دموعه مرة أخرى وقال بألم يعتصر كالبركان :-

_ واجبك كأب بالنسبة لمريم وفهد .... يبقى كان عندي حق لما فضلت السنين اللي فاتت عامل حاجز ما بينا لأني عارف كدا ...أنك مش أبويا ولا هتدور على واجبك معايا ..كأب ...

نهض عمر وقد بدأ يغضب من حديثه حقا وهتف به :-

_ الكلام معاك ما لوش لازمة ... ومش شايف حاجة غير أنك ما حبيتهاش عشان اخليها تعيش معاك


ضرب آدم على المكتب بغضب وهتف :-

_ لا بحبهاااا ، دي حته مني ومش هتنازل عنها حتى لو وقفت انت بنفسك قصادي ..... 

تابع آدم بنبرة اسبه بالتوسل لأول مرة تظهر بصوته :-

_ لو ليا خاطر عندك ...ما تبعدهاش عني .. دي عوض ربنا ليا والحاجة الوحيدة اللي مخلياني قادر اعيش لحد دلوقتي ....حتى دي مستكترها عليا ....


وقف عمر أمامه وود لو يضمه بقوة ولكن ليس الآن هذا الافصاح فتابع بضغط قاسي :-

_ طلقها يا آدم ....طلقها بهدوء عشان ما تحصلش مشاكل


اتسعت عين آدم بذهول من قسوة لم يعدها بعمر توجه للمكتب بوجه يشتعل غضبا واخرج مسدسا بدرج المكتب ثم اقترب من عمر ووضعه بيده ...قال بحدة :-

_ يبقى تقتلني الاول ، ده الحل الوحيد ....

مسح دموعه وقال بحزن غائر بالعمق وهو ينظر لعمر :-

_ انت مش عايز تطلقها مني عايز تجوزها لأنس واتفقت كمان على كدا ..... يبقى مافيش حل غير انك تموتني ...حتى ارتاح من العذاب اللي عايش فيه ...ويبقى كدا حققت واجبك كأب ....


صدم عمر مما يحدث لآدم حتى قال بنظرة غريبة :-

_ امشي يا آدم دلوقتي لو سمحت 

اااامشي ...

خرج آدم من الغرفة متوجها للخارج مباشرة حتى قال عمر بغيظ :-

_ ما شوفتش اغبى منك يا مريم ...حتى امك ماكنتش غبية كدا ..... بس كدا انا ماشي صح 

_______________________________اذكروا 

#روبابقية الحلقة ٣٨ ...#وحوش 

وضعت نعيمة الطعام أمامهم على منضدة قصيرة بالغرفة وقالت :-

_ هو عشا بقى مش غدا بس انتوا تلاقيكوا ما فطرتوش حتى ..

قالت فاطمة وهي تجذب فهد ليجلس معها على الارض حول المنضدة :-

_ لا فطرنا بس بدري اوي احنا في القطر من الفجر 

فهمت نعيمة الامر ثم قالت :-

_ طب بعد ما تخلصوا ابقي تعالي يا فاطمة عشان نروح نبارك لوردة جارتنا عشان سألت عليكي كتير 

قطب وجه فاطمة واجابت بعبوس :-

_ انتي ناسية أن بابا اتوفى من حوالي شهرين ، هروح افراح يا ماما ؟! 

اقتربت نعيمة من ابنتها وربتت على كتفيها بحنان ممزوج بحزن يتقلب بعيناها :-

_ وهو انتي لو رحتي وشاركتيهم فرحتهم كدا هتنسي ؟! 

روحي بابنتي وافرحي ...اليوم اللي هيعدي مش جاي تاني ..وسبيلي انا الحزن 

نهضت نعيمة وذهبت وهي تخفي دموعها امام ابنتها ....

شدد فهد قبضته على يد فاطمة وقال :-

_ روحي يا فاطمة وانا هستناكي .... 

هزت رأسها بموافقة وقالت :-

_ حاضر ، يلا بقى عشان تاكل ولا تحب ااكلك بنفسي ؟! 

بدأ فهد بأطعامها وقال بمرح :-

_ لأ هاكلك انا 

تشاركوا بعض الضحكات مع الاحاديث الجانبية حتى استعدت فاطمة للذهاب ....

واخذتها نعيمة لمنزل  العروس ....

______________________________ الحمد لله


دلف آدم لغرفته الفندقية وجلس على حافة الفراش وقد سقطت رأسه بين يديه بضعف لم يتسلل لكيانه يوما بهذا الجبروت ....

رفع رأسه بتصميم وخوف :-

_ مستحيل اطلقها ...مستحيل تبقى لغيري .... مريم ليا انا وبس ....طول عمرها ليا ومش هسمح لحد يقربلها


              ****************


قضى عمر وقتا كبيرا بمكتبه يفكر بضيق فيما حدث ورغما عنه مجبورا بالتعامل هكذا حتى يأتي الوقت المناسب ..

صعد لغرفة مريم مرة أخرى حتى يطمئن عليها ...

دلف للغرفة ورسم ابتسامة على وجهه عندما رأى ابنته قد تحسنت حالتها النفسية ..تساءل :-

_ انا مش عاجبني قعدتك في البيت وغيابك من الجامعة يا مريم ...لازم تشوفي مستقبلك 

اجابته بعبوس :-

_ حاضر ، انا فعلا ما ينفعش اغيب اكتر من كدا ...بس ...

فهم عمر مقصدها وقال :-

_ قصدك آدم يعني .....بالعكس أنا شايف أنك تروحي الجامعة وتثبتيله أنك ما اتكسرتيش وقادرة تواجهيه وأنتي قوية ......وفي موضوع عايز اتكلم معاكي فيه بس مش دلوقتي 

شعرت مريم ببعض القلق ونظرت له ليالي بتساءل وقالت:-

_ موضوع إيه ؟ 

جلس عمر على مقعد قبالتهم وقال بثبات :-

_ موضوع مهم جدا بس ماينفعش نتكلم فيه دلوقتي ...في حاجات كتير لازم تحصل قبل ما اتكلم فيه واخد رأيكم 

نظرت مريم لليالي بحيرة وشاركتها ليالي نفس شعورها حتى قالت ليالي :-

_ اللي أنت شايفه يا عمر 

__________________________صلّ على النبي الحبيب


بمنزل باسم ...

تفاجئ مالك بدخول صديقه كريم إلى غرفته حتى هتف كريم :-

_ واااحشني يا صاحبي ياناااااادل 😭 

بقى بعد ما ساعدتك و

نهض مالك سريعا وكتم فم كريم بيده ثم اغلق الباب بترقب وعاد اليه مرة أخرى وقال :-

_ وطي صوووتك يا غبي امي هتسمع 

دفعه كريم بضيق وقال :-

_ بقى بعد ما قعدت اسهر واخطط تقرا فاتحة من ورايا .. بقى هو ده العشا ؟! 

قال مالك بتعجب :-

_ أنت جعان ؟

هز كريم رأسه واجاب سريعا :-

_ مطبق يومين وماروحتش البيت 😭 جيت اطمن عليك وعرفت من طنط الخبر ....هاتلي اكل بدل ما افضحك وافركشلك الجوازة 😊 

وقع مالك مابين الضحك والغيظ ثم قال :-

_ هجيبلك تاكل يا مفجوع بس ما اسمعش صوتك ده نهائي 

رد كريم وهو يضع قدما على قدم بعد أن جلس على مقعد بجانب شرفة الغرفة :-

_ على حسب اللي هاكله 😊 ....هاتلي بط وشاورما 😊💝


مالك :-

_ حاضر ...هجيبلك بطة في سندوتش وشاورما في طاجن 

ربنا ياخدك 

كريم ببسمته المستفزة :-

_ وانت معايا يا غالي عليا 😊💝 

جلس مالك على فراشه ثم هتف حتى يأتي احد من الخدم ، ودلف احدهم بعد دقائق قليلة ....قال باسم :-

_ هات للشيء اللي قاعد ده كل اللي في المطبخ 

قال كريم سريعا :-

_ ومخلل جزر 😊 

دفن مالك رأسه اسفل وسادته حتى لا ينقض عليه من الغيظ ....

____________________________استغفروا الله


جلست فاطمة وسط الحضور وقدمت التهاني للجميع حتى تسللت بخفاء للخارج وذهبت بإتجاه طريق الجبل .....


قد حل الليل بظلامه القاحل ولم تجد تلك التي تخطو بخطوات تترقب ما حولها مؤنسا سوى نظرات النجوم المضيئة حتى دقت على باب خشبي قديم لتفتحه بعد قليل طفلة لم تتعدى الحادية عشر من عمرها ...وقالت وهي تنظر لوجه فاطمة :-

_ مين أنتي ؟ 

ردت فاطمة بعجالة :-

_ قولي لستك ان واحدة عيزاها برا ضروري 

دلفت الطفلة للداخل وانتظرت فاطمة بقلق حتى اتت الطفلة مجددا وقالت :-

_ ستي ناعسة من بعد العصرية  ...

دلفت فاطمة للداخل وهتفت :-

_ يا حاجة سميحة ..

هتفت السيدة المسنة من داخل غرفة جانبية وقالت بصوت غاضب  :-

_ تعالي يا صبية 

تتبعت فاطمة مصدر الصوت ودلفت للغرفة حتى رأت السيدة تجلس على الارض بوقار وهيبة وبين يديها سبحة لذكر الله ....قالت فاطمة :-

_ سامحيني يا حاچة .... لكن الأمر ضروري 

أشارت لها السيدة بالجلوس وقالت :-

_ مالك يابنتي 

قالت فاطمة برجاء :-

_ هقولك لكن توعديني أن كلامنا ما يطلعش لمخلوق 

أشارت السيدة بغضب :-

_ ارجعي مطرح ماچيتي .... مش الحجة سميحة اللي تطلع سر 

تأسفت فاطمةةوقالت :-

_ عشان كدا جيتلك ....في حد أعرفه في ضيقه وممكن الحل يكون عندك ...... انا عارفة أن ربنا جعلك سبب في شفا ناس كتير واخرهم كان ابن عمي .....

صمت السيدة ثم قالت بعد دقيقة  :-

_ لو الحل عندي هساعدك وربنا الشافي 

شرحت لها فاطمة الاعراض بدقة وتفصيل حتى نظرت السيدة للأسفل بتفكير وعمق ثم قالت :-

_ هديكي خلطة  أعشاب ومتسألنيش عنيها ولا فيها ايه ولما تچيله النوبة يمررها على العرق المنفوخ في ساعتها ولو يده اتحركت يبقى فيه امل .....

قلقت فاطمة وتساءلت :-

_ طب يعني الخلطة دي فيها ايه ؟ 

قطبت السيدة حاجبيها وهتفت :-

_ حاچة ماتخصكيش ...ولو مش مأمنة يبقى بلاش 

ردت فاطمة سريعا وقالت :-

_ لااا خلاص خلاص انا لو مش مأمناكي ماكنتش جيتلك ، بس يعني لو حطيتها هيخف ؟ 

هزت السيدة رأسها بنفي :-

_ لأ ....انا جولت أن في أمل والشفا بيد الله ...لكن لو ايده اتحركت يبقى خير والف بركة بس في حاچة مهمة ...... ما تتخضيش لو الوجع زاد عليه الامر مش هين يابنتي 

ابتلعت فاطمة ريقها بخوف وقالت :-

_ الوجع بيبقى بشع ...أزاي هيقدر يستحمل زيادته وخصوصا أنه عيل صغير !! 

لم تقل لها فاطمة الامر كاملا ...بل قالت أن هذه الاعراض تخص شقيقها الصغير .....

اجابت السيدة بهدوء :-

_ الدوا مر لكن لابد منه .... لو حوصل زي ماجولتلك استمري عليها لحد ما ربنا يسلم .... وتعالي خديها مني زي دلوقتي بالتمام ....بس في حاچة كمان 

تساءلت فاطمة بحيرة :-

_ ايه ؟ 

تابعت السيدة وقالت :-

_ بعد ما الوجع يروح ويعرق تلفي على يده شعر مقطوع من الحيا 

هزت فاطمة رأسها وقالت :-

_ يعني اقصه في نفس اللحظة والفه ؟! 

هزت السيدة رأسها بالايجاب حتى نهضت فاطمة وودعتها بود بوعد اللقاء المنتظر في الغد 

_________________________________الحمد لله


كان ينظر من النافذة ينتظر ظهورها ولكنها تاخرت كثيرا وقد هدأ ضجيج الفتايات بالمنزل المجاور ....حتى ظهرت فاطمة فجأة بين الفتايات وقد تعمدت أن تقف بقرب النافذة وهتفت بغناء حتى تصرف نظره عن أي شك يبدر في ذهنه من اختفائها ، والتفت الفتايات حولها بمرح وقالت :-

_ عند بيت ام فاروق اااي اااي 😂👏👏 

والشجرة طرحت برقوق اااي اااي ...واللي بحبه طلع مجنوووون ياااختاااي 👏👏😂😂😄


اتسعت ابتسامة فهد وتعالت ضحكته وهو يراها تنظر له بتعمد وغمز لها من بعيد 😉

_________________________________اللهم حسن الخاتمة 

جنان وتعيشي فيه يا شيخة 😓😭 ده مجنون ده 😒😏


احب اقول أن حبكة المشهد ده من خيال المؤلف وغير مقصود انها حقيقية ولكنها في سياق الدراما 😂 —⛄


الحلقة ٣٩ ....#وحوش_لا_تعشق 


ظل يراقبها بابتسامة تسهم عليها بمحبة فائقة  حتى قرب انتهاء حفلة الحنة للعروس غادرت فاطمة المكان وتوجهت لمنزلها عمها حتى صادفتها زوجة االعم بعد أن استيقظت من غفوتها منذ الظهيرة ....قالت لفاطمة :-

_ نورتي يا بنتي ...معلش كنت نعسانة من بعد الضهر ومادريتش بيكي الا دلوقت 

ربتت فاطمة على السيدة الذي انتشر الشيب بشعرها كالسحب البيضاء وقالت بلطف :-

_ ولا يهمك يا مرات عمي ... هو عمي هيتأخر ؟ 

اجابت السيدة :-

_ اه ...ألنهاردة ضم الزرع من الاراضي وبيحملوه على العربيات للتچار ....مش هيجوا الا متأخر ... روحي ارتاحي انتي وبكرا تبقي تشوفيهم 

انصاعت فاطمة للأمر وصعدت للطابق العلوي للمنزل القديم  ...


تذكرت نظرة المرحة حتى ابتسمت وهي تخطو آخر درجات الدرج الخرساني ودلفت للغرفة ولكنها لم ترى له وجود ! ....أين ذهب ؟! 


بلعت ريقها بقلق ثم خرجت سريعا وهتفت من اعلى السلم لتجيبها نعيمة بقلق :-

_ ايه يا فاطمة بتزعقي كدا ليه ؟! 

هتفت فاطمة وقالت ::-

_ ما شوفتيش فهد ؟ 

قطبت نعيمة حاجبيها وقالت ورأسها مرفوعا للاعلي :-

_ لأ !! ، ما نزلش اصلا 

اطرفت فاطمة بحيرة ووقع نظرها على السلم المؤدي للسطوح وتسلقته سريعا حتى سرقتها يد قوية لتسندها حتى لا تسقط ...وقال بمكر :-

_ بتدوري عليا صح ؟! .......هو انا عيل صغير ! 


تنفست الصعداء واجابت بعبوس :-

_ لما ما لقيتكش خوفت ... ما تبعدش 

ابتسم بتسلية ثم أشار لهاتفه وقال :-

_ محضرلك مفاجأة لما نرجع القاهرة ... بحلم باليوم اللي هنرجع فيه ....حلمت بيه كتير  

ابتسمت بحيرة وقالت :-

_ مفاجأة ايه ؟ ....ايه اللي مستنينا في القاهرة  ؟ 

قبّل يداها بحنان وأجاب :-

_ الفرحة ...... اللي هنبدأ بيها حياتنا صح ... هصبر الكام يوم دول 

بدأت فاطمة تفهم حديثه بعض الشيء ...عانقت عيناها عيناه بمحبة وقالت :-

_ عشان كدا مش راضي تقولها ...

هز رأسه مجيبا :-

_ اليوم ده هتعرفي فيه كل حاجة ... 


((فلاش باك منذ ساعة ماضية ..))


راقب فهد النافذة المقابلة طويلا ولكنه لم يلمحها حتى بدأت بعض النسوة ينظرن له بتعجب فدلف للداخل مرة أخرى .....التقط هاتفه المغلق منذ ساعات وفتحه حتى تلقى مكالمة هاتفية بعد دقائق ....بلع فهد ريقه بقلق وأجاب :-

_ الو ؟ 

هتف عمر وهو يجلس بمكتبه وقال :-

_ أنت فين يا ابني ؟! ....من امبارح برن عليك ومش لاقيك ، واتصلت على رقم الشغل لقيتك اجازة ! 

انا مش قلتلك تستناني !! 

تنهد فهد بضيق وجلس على السرير المعدني وقال :-

_ أمي مش قابلة وجود فاطمة في البيت وانا مش هقعد غير بمراتي ومش هسيبها مهما حصل ....أنا أسف يا بابا بس دي حياتي ومن حقي اختار الانسانة اللي تشاركني فيها ...

رد عمر :-

_ يعني أنت مش حاسس انك غلطان خالص كدا ؟! 

ولا أنك تتجوز من ورانا دي حاجة صح ! 

نفى فهد بحدة :-

_ وانا طلبت انكم تسمعوني ...انا عمري ما كنت هتجوز فاطمة من وراكوا لو الظروف كانت طبيعية ... ولا اقدر اعمل حاجة من وراكوا بس الظروف احيانا بتفرض علينا واقع احنا مش متقبلينه ..... أنت بنفسك يابابا اتحطيت في نفس موقفي وعملت اللي انا عملته دلوقتي ....


زفر عمر بحنق وقال :-

_ انا عرفت اللي حصل بالضبط من مريم ... ولو كنت استنيت زي ما قولتلك يمكن الوضع كان اتصلح 

صمت فهد لبرهة وقرر قول شيء لم يكن يريد قوله ولكن قال :-

_  انا في الصعيد عشان فاطمة بتزور والدتها ، بص يابابا انا هقولك شيء خاص جدا بيا ...انا لحد دلوقتي ما اتجوزتش فاطمة غير على الورق بس .... لأني ماكنتش عايز اتجوز وانت عارف السبب ولما الظروف حكمت عليا أني اتجوزها  ، استنيت لما اتأكدا من حبها ليا ولما اتأكدت قررت أني اعملها فرح زي ما اي بنت بتحلم وافرحها وافرحكوا معايا ...وتبقى فرحة تليق بيكوا وتليق بفاطمة ..... انا احترمتكوا كلكم ومالقيتش حاجة اعوضها بيها بعد اللي حصل غير كدا ، ومالقيتش حاجة تثبتلكم صدق كلامي غير كدا وحضرتك عارف اني مش كداب  ..... وعشان انا عمري ما هفرح غير بموافقتكوا ......يبقى انا كدا غلطان ؟ 


ابتسم عمر بمحبة وأجاب :-

_ لا يا فهد ، انا مش زعلان منك ...... ومستنيك عشان نحضر لترتيبات الفرح سوا ولا اخلص كل شيء على ما تيجي  ؟ 

نهض فهد من مجلسه بابتسامة وهتف :-

_ يعني هتقنع امي وما تخليهاش زعلانة مني ؟ 

انا مش مصدق 

هتف عمر بغيظ :-

_ امك 😒 هقفل السماعة في وشك 😡 

اتسعت ابتسامة فهد وقال بسعادة :-

_ حبيبي يا عمر 😂😹 

طافت الابتسامة الاسعيدة على وجه عمر وقال بصدق :-

_ ما تخافش هتيجي تلاقي كلوا تمام ، وهساعدك لأني عارف أنك اتحطيت في الوضع ده غصب عنك ...ما انا مجرب قبلك 😂 


اجاب فهد بمشاكسة :-

_ من شابه أباه بقى😹

قال عمر بابتسامة :-

_ طب هقفل دلوقتي عشان ورايا حاجات مهمة ..

انتهى الاتصال بتنهيدة فهد براحة لم يشعر بها قبلا..                  *****************

مرر فهد يده على رأسها بحنان ونظر لعيناها طويلا ثم قال :-

_ ربنا ما يحرمني منك يا فاطمة 

ابتسمت بخجل حتى تابع حديثه بمرح :-

_ اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكيش اول يوم جواز ....كنت حاسس أني اتجوزت طرازن ..... ماكنش باين عليكي أنك بتحبيني 

ابتسمت وهي تساوي شعرها المتمرد على جانبي وجهها :-

_ عشان ما كنتش متأكدة أنك بتحبني .... كنت خايفة 

بس لما اتاكدت ماستنيتش تقولها ... 

اطرف عيناه بحب وقال :-

_ غنيلي 

نظرت حولها ولاحظت المشاهد الريفية التي ادفئت مشاعرها أكثر ثم بدأت بدقات متسارعة :-

_ قابلت كتير فرشولي عشان الارض حرير 

نظر لها بغيظ حتى تابعت بضحكة من نظراته :-

_ وشوفت كتير وما شوفتش زي حبيبي امير 

اعتدلت قسماته وابتسم بثقة 😎😊 


( بتضحكوا ليه ها 😒😏 وربنا ما هكمل عشان ضحكتكوا دي 😡) 

______________________________صلّ على النبي الحبيب 


نظر مالك لكريم بغيظ ودفع احدى الوسائد الصغيرة بوجهه وقال :-

_ ما تفكر معايا يا غبي ...مش كلت كل اللي طلبته ! 

مط كريم شفتيه بتذمر واجاب :-

_ اعملي نسكافيه ٣*١ 😊 

أخذ مالك نفسا عميقا قبل أن يلقيه من النافذة وامر احد الخدم بإحضاره ثم قال :-

_ عارف يا كريم لو ما لقتليش حل للورطة اللي حطتني فيها هعمل فيك ايه 😡 هفتح كرشك واطلع كل الاكل اللي فيه 😡 بقلم رحاب إبراهيم 

نهض كريم ومر من أمام فراش مالك ذهابا وايابا بتفكير عدة دقائق ثم قال بمكر:-

_ لقيتهااااا ، انت دلوقتي اعمي بسبب حادثة .... يبقى تعمل حادثة كمان وتفتح 😀 

وقف مالك متأملا لبرهة حتى قال :-

_ فكرة مهروسة وقطر فارمها بس هعملها ...

تساءل كريم :-

_ دلوقتي يلاااا😊 

لكمه مالك بغيظ واجاب :-

_ لأ مش النهاردة ....تعالى بكرا وصمم انك تاخدني النادي أو تخرجني في اي مكان وبعدها هنشوف هنعمل ايه 

اومأ كريم برأسه ومع ذلك لم يستعب شيء 😊😑 

___________________________لا حول ولا قوة إلا بالله 


في اليوم التالي ....

استيقظت مريم واستعدت للذهاب إلى الجامعة بعد الافطار السريع وقالت لليالي :-

_ عندي محاضرات كتير النهاردة يا ماما مش هينفع اغيب 

وافقت ليالي بترحاب حتى تتحسن نفسيا واقلها عمر إلى الجامعة بكلمات داعمة .......

بأول خطوات تفاجئت بتجمع بعض الفتايات الذي ينظروا لها بهمسات فقطبت حاجبيها تعجبا وضيقا وذهبت لقاعة دراسية ستبدأ بها المحاضرة الاولى بعد دقائق .....


رمقتها ندى من بعيد بدهشة ثم ارسلت رسالة لبعض الفتايات لتنفيذ ما اتفق عليه بالامس .....

حتى جلست مريم بمقعد فارغ وماهي الا دقائق حتى انتبهت لاصوات هامسة خلفها وقالت احداهن :-

_ ااااه عشان كدا اتجوزها ، ماهي قريبته وكمان عارجة هيسيبها لمين !! ...... بس حرام يسيب حبيبته ويتجوز دي ! 


ابتلعت مريم ريقها وهي على يقين أنهم يقصودها بالحديث وتتابعت الاحاديث من الفتايات حتى لم تستطع أن تجلس أكثر من ذلك فنهضت وقد خانتها قدماها فثقلت بعض الشيء وصفعت كبريائها أمام الجميع ......

خرجت من القاعة باكية بصمت وتوجهت لمكتب آدم ولكنها لم تجده بل وجدت احد زملائه ويبدو أنه يتحدث معه في الهاتف بنفس اللحظة الذي دلفت مريم للمكتب حتى توقف طارق ناظرا لها بتعجب .....قالت مريم ولم تدري أن آدم يستمع صوتها عبر هاتف طارق ،وأخرجت من حقيبتها ظرف واناملها ترتعش :-

_ لو سمحت الظرف ده ابقى سلمه لدكتور آدم 

لاحظ طارق دموع عيناها وتعجب فهو يعلم انها زوجة آدم حتى اخذه منها ببطء .........


على نقيض الطرف الآخر فكان انفاسه متسارعة منذ أن استمع لصوتها الذي يعرفه جيدا ....


انصت لبرهة حتى يسمع صوتها مجددا وعندما تحدث كانت خرجت من المكتب بصمت .....

هتف آدم بقلق:-

_ مريم كانت عايزة ايه يا طارق ؟ 

تحدث طارق بدهشة وقال :-

_ سابتلك ظرف وشكلها بتعيط ....انتوا متخانقين ولا ايه يا آدم ؟ ...انتوا لحقتوا ! 

نهض آدم من مقعده وعيناه تنزف قلق وخوف من الآتي ..

بقلم رحاب إبراهيم 

ذهبت مريم للمكتبة لعلمها أنها ستكون بهذا الوقت خالية نوعا ما .....جلست على أحد المقاعد مع نظرات المسؤولة عن المكان من بعيد ..... أخرجت مريم أحد الكتب وتظاهرت بالقراءة حتى لا تثير النظرات حولها من المسؤولة وادمعت عيناها رغما عنها حتى انتبهت لذات الهمس من جديد من فتاتان آخران بقول :-

_ حرام والله ...صعبانة عليا اووي ... اكيد صعبانة عليه 

اجابتها الأخرى بتبرم :-

_ دكتور آدم ماحدش كان يصدق أنه يتجوز دي واجمل منها مليون مرة كانوا بيتمنوا نظرة منه !! .....بس دلوقتي عرفت هو عمل كدا ليه ....مسكين والله 

تنهدت الفتاة الأخرى قائلة :-

_ هي اللي مسكينة مش شايفة رجلها لما بتمشي ! .... دي بنت عمه وماينفعش يسيبها لحد تاني وهي كدا ....

رد الاخرى بحدة :-

_ يعني يتجوزها شفقة ؟! .....ماهو ده اللي حصل 

اجابت الفتاة :-

_ حصل بقى ولا ما حصلش احنا مالنا ، يلا بينا ورانا محاضرات ....احنا هنشغل تفكيرنا بواحدة ما نعرفش حتى شكلها 

اجابت الفتاة ذات الصوت الغليظ :-

_ الجامعة كلها مالهاش سيرة غيرهم .... بس عندك حق يلا بينا ...

خرجوا الفتاتان بعد أن اتموا مهمتهم وغمزوا لندى الذي انتظرتهم بعيدا وفهمت أن الأمر قد تم .....


ابتلعت مريم ريقها بصعوبة وقد شقت الدموع طريقها على وجنتيها بألم يحرق قلبها وعندما لاحظت نظرات مسؤولة المكتبة نهضت بجسد ثقيل وخرجت من المكتبة وهي لا تعرف أين تذهب .......

ربما لأي مكان بخلاف المنزل ..... وكل طريق تسير به تقابلها النظرات بتعجب وقد ظنت أنهم ينظروا لها بسبب عرجها  وما قد شاع عنها ولكن بكائها جعلها محط انظار الجميع بشفقة .......

سارت كثيرا حتى وجدت قاعة فارغة فجلست بداخلها ...

وقد مر الوقت عليها وحالتها تزداد سوء بسبب البكاء وكم ودت لو تخرج من هنا بخفاء حتى لا ترى احدا ولا احد يراها .....


ركض مجموعة من الفتايات إلى ندى بالكافيتريا باصوات  ضحكات عالية ثم قالت فتاة منهنّ :-

_ عملنا اللي قولتيلنا عليه ، فضلنا وراها في كل حته لحد ما خليناها هتهرب من الجامعة بحالها 

ضحكت ندى عاليا ثم قالت :-

_ برافوا عليكوا ....هي كدا صدقت أن الجامعة كلها بتتكلم عليها بجد .... 

اجابها الفتايات بضحكات ساخرة ....

وانتبهت لهنّ شروق وهنا من بعيد ...قالت هنا :-

_ شوفي الحقيرة اللي اسمها ندى ...عملت ايه ! 

اجابت شروق بندم :-

_ كانت صاحبتنا أزاي ! ، وكنا بنسمع كلامها أزاي ؟! .....امبارح بس عرفت أنها غدارة ومالهاش امان ...قبلها بيوم كنت حبيبتها واختها ولما خطتها فشلت زعقتلي قدام المدرج كله وكرامتي بقت في الارض ...

اغتاظت هنا واجابت :-

_ ماكنتيش تسكتيلها ماهي كانت هتعمل معايا كدا بس على مين ....هتقول كلمة هقول تاريخها كله وافضحها ...

اعترضت شروق قائلة :-

_ لا نفضحها ولا لينا علاقة بيها تاني ...ربنا يهديها ...بس اللي صعبان عليا مريم واللي بيتعمل فيها 

قالت هنا بتحذير :-

_ بقولك ايه يا شروق ابعدي عن مريم عشان ندى لو شكت فيكي ما هتسيبك في حالك ....ابعدي عنهم هما الاتنين وانا هعمل كدا 

صمتت شروق لبرهة ثم قالت :-

_ طيب 

______________________________سبحان الله وبحمده


بدأ حشد من الكلاب يتوافدون إلى القاعة التي تجلس بها وبترت انفراديتها .....مسحت عيناها وخرجت من القاعة وعزمت على العودة للمنزل فلن تستطع المكوث أكثر من ذلك بالجامعة ....


خرجت من مبنى الكلية متوجهة للخارج حتى رمقتها ندى واصدقائها فحستهم على تكرار المحاولة وذهبوا الفتايات للتنفيذ .....


بخطوات شاقة ...تجر أذيال الألم ....تحسم لحظات القوة بإنهزامية ....وإذا مكث بالقلب الألم ...فأي امل تراه العين ؟!

تشعر بثقل حتى الهواء الذي تتنفسه وليس فقط بعض الكتب الخفيفة على يدها حتى انتبهت للهمزات خلفها من جديد بصوتٍ بدا اعلى من السابق ...والكلمات تقتل حتى موج السمع وليس القلب فقط .....فبأي قوة تتحملها؟ ...


وضعت يدها على وجهها ببكاء ولم تستطع أن تخطوا خطوة واحدة أخرى ومالت غشاوة الدمع على عيناه حتى عندما كادت أن تخطو تعثرت وسقطت أرضا أمام الجميع 

وهي لحظات كي تستعب ما حدث ووجهها يحضن الارض المغبرة بالثرى ....رفعت رأسها بضعف يكتسح كيانها لترى كتبها أمامها وبجانبها اقدام بحذار رجالي يلتمع بضي الشمس ......

_________________________اللهم حسن الخاتمة 


هسندها اناااااااا 😭 يارب ما يكون اللي في بالي واللي جه في بالكوا ناووو يالهوي لاااااااا 😭🙍 

#روبا⛄


تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثانى2من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع