روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل السابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
الحلقة ٢٧...#وحوش_لا_تعشق
___________________________________
شددت يدها حول خصره بقوة وهي تنتفض ببكاء ....
آذابت تلك الصغيرة جبال الثلج من قلبه ليصبح بين يديها ذلك العاشق التي اصبح عليه الآن وماكان لإمرأة أن تهزم قلبه مثلما فعلت فاطمة .....
ضخ العشق والغضب أيضا بداخله من رؤيتها هنا .....
ابتلع ريقه بصعوبة وأن تجمدت يداه فقلبه كان ذائباً بعشقها .... ولأول مرة ينبض القلب برجفة .. حروفٍ متقطعة لو تجمعت لازالت تلك الغيامة من دنياه ..تلك الحيرة من عيناه ...مظاهر القوة من قسماته .....حدة الرجفة من نبضاته ...وابتلع العشق ضعفه وقوته وترك توتر القلب وضجيج دقاته تزعج آذاناها ...
من أين اتت بتلك القوة حتى ترشق تلك المطرقة الخشبية برأس ذلك الملثم الذي كاد أن يطلق رصاصة غادرة بقلب تعشق حتى قسوته أم أن هناك قوة خفية خلف هذه الفتاة البرية التمرد .... أم تلك القوة العنود كانت كسحابة شتاء تشتعل بنور الشمس ...بنور العشق ...بنور الأمل...بنور صباح أملا جديد يلمع مع كل نظرة دافئة يشتركان بها ...
ناقض الموقف تلك المشاعر الذي احاقت بهم والدماء النازفة من اجساد المجرمين ....
رفرف رحيق النسمات على بشرة وجهها مع تمايل أوراق شجر الكافور الذي كاد أن يُقتلع من جذوره بقوة أعاصير الهواء حولها ....وأن دققت في الأمر فصوت قلبها كان أكثر صراخ.....
ابتعدت عنه بعد أن أزاحها صوت العقل من ضعفها ..صوت تحدث بمنطقية ماكرة وباعد حجتها...أنها زوجته
وراوغ بموعد الفراق المؤجل ...واصبح فراق مع وقف التنفيذ.....
عبرات حزينة اربكتها أكثر وخطواتها تبتعد للخلف نقيضاً بعيناها التي سهمت بعيناه المطرفة بعشق خفي لا يجيد اظاهره رغم أنه كان طريح الاعتراف لولا ابتعادها بثوانٍ فارقة .... الكلمات صمتت الآن ...فأي بادرة ستظهر ما جاهد القلب أن يُخفيه كي يبقى سراً ...
نمّت نبرته عن كل شيء ونقيضه فقال وهي تبتعد :-
_ فاطمة
ايقظ صوته مقاومتها وكأن صمته كان أفضل لاستمرار هطول مطر المشاعر المتدفقة التي وأن اعترفت فستعترف أنها تحيي القلب الزاهد بالحب ....
من نظرته ارتعبت من كشف حقيقة مشاعرها فشاحت عيناها بصعوبة عن وجهها لتكاد أن تتعثر بچيفة المُلقى على الارض بدوائر الدماء حوله حتى صرخت صرخة صاح بها قلبها منذ زمنٍ ، ليجذبها فهد إليه مرة أخرى بخوفاً عليها ، وما كانت لأمرأة عاقلة تعترض أن يحميها زوجها فكيف تعترض وترفض هي حمايته وهو زوجها وحبيبها أيضا .....
سرى دفء غريب مر عبر أنفاسها ..دفء انبعث من هطول نظراته على وجهها القريب ..نظرات تخترق عيناها ليحثها على الاعتراف ولو بطرفة عين ....قاوم انبعاث العشق الذي هاجم نبرته وهو يلقي سؤاله همسا :-
_ إيه اللي جابك هنا ؟ وجيتي أزاي يا فاطمة ؟
ودت لو تهرب من أمامه أو اقلاً تهرب بالكلمات ولكن صفوف الحيرة بمقلتيه لن تدعها تفلت من أنين الرجاء الصامت ..المُرسل من دفء يديه ...وزفر هجيج اللهفة بحيرة عيناه كي تُجيب مثلما يتمنى أو تضع اشارة ماكرة بأول طرق بلاد العشق دون حروف ستبعث الحياء فيها فثارت متمصلة من قبضته بعصبية وكأن رجفتها الغاضبة تأبى القرب وفي الحقيقة انها عاشقة ...الحقيقة وكل الحقيقة ..هي تعشق عشقها به ...ولو اقام حائطاً لانتزاع الفراق ستقيم قلاعاً ...انا الفراق لا حيلة لها به ..
هتفت بعد أن اسقطت يداه المحتوية بحنو راق القلب وتغنى به ...سقطة وكأنها تُلقي بغريقا بين بقاع الظلمة بماء المحيط....:-
_ جيت عشان اخد حقي وانتقم من اللي قتل أبويا
تجمد مكانه ناظرا بلمعة خذلان قاتلة حرضت الغضب حتى يشتعل بمقلتيه ...ورغم أنه كان يعلم ذلك مسبقا بقرارة نفسه إلا أن ماكن ينتظر منها تلك الاجابة الجافة الخالية من خوفا يطل من عينيها ....فصاح غاضبا وهو يغرز اظافره بكتفيها بشراسة :-
_ مش قولتلك ما تجيش ورايا ...انتي ما بتسمعيش الكلام ليييه ...أفرضي كان جرالك حاجة
اناملها المرتفعة بقرب وجهها حمتها قليلا من شعورها نحوه وما ارتعبت خوفا إلا من نفسها وبحور عشقها به ولكن احيانا يجب أن نتراجع خطوات عندما يجثو خطرا ما على القرب ...وعندما يصبح الحب خطرا فمرحبا بالفراق ....
قالت ساخرة بمفردات الضيق من صوتها الصائح :-
_ أفرض انت اللي كان جرالك حاجة ...أنا قولتلك ما تخافش عليا واثبتلك ده ... انا محدش هيقدر يوقفني أني اخد طار أبويا .. ولا حتى أنت
قتم لون عيناه من غضبه المستعر بلهيبا ينذر بالخطر ومر عبر قسماته سريعا وكاد أن يصفعها لولا صوت سيارة الشرطة التي صدح من بعيد ...فقال بتوعد غاضب :-
_ حسابك معايا بعدين ...
القى نظرة سريعة على السيارة التي تقترب بضوء مصابيحها حتى فتح باب سيارته بعصبية ودفعها بداخلها ثم اغلق الباب مجددا بعنف حبس عنها برودة الهواء بداخل السيارة ... ورغم ذلك كانت شاكرة له أنه انقذها من تصريح كان سيهدم كبريائها للأبد ....
________________________________صلّ على النبي الحبيب
بدافع اللهفة الصارخة بقلبه وهو العاشق الصامت الذي جسر إلى الآن ولم ينفك عن اظهار البغض بدلا من إبراز سُبل السلام بعشق قلبه القديم ...وهي طفلته قبل أن تصبح زوجته بمظهر الاجبار وما كان ليجبره شيء بالعالم على شيء لم يرغبه ...رفع عيناه بأمرا من القلب الذي تسائل بعتاب .."اطمئن أيها القاسي .. وأرح نبضي الدامي عشقا" ...
فلبى آدم النداء ونهض ببطء وهو يرمقها متفحصا ...حتى اقترب ووقف أمامها حتى جثا قليلا وتحسس جبينها الدافيء فاطمئن بإعتدال حرارتها ....
فكر قليلا ثم تمدد بجانبها ناظرا لها بحنان لم يستطع إرسال تلك النظرة لو كانت يقظة الآن ..همس :-
_ ماكنش قصدي ازعلك يامريم ... بس أنتي مش عارفة تفهميني ...ونفسي تعرفي تفهميني
تفاجئ آدم بقفز جسد صغير بشعره الابيض أمامه حتى حجب رؤية وجهها واتسعت عيناه غيظا حتى اعتدل وكاد أن يُلقي بالهرة بعيدا فتذكر مريم حتى قال بنظرة متذمرة :-
_ أمري لله نستحمل المخلوقة الغلسة دي عشان خاطر مريم 😒....
والأمر المضحك الذي كاد أن يجعلها تعلن يقظتها خفية وترتسم الابتسامة على وجهها أن الهرة أخذت صدره وسادةً لها وغفت بعمق ....
ليهمس متعصبا بصوت تحكم في علوه :-
_ قطة غلسة 😫
________________________استغفر الله العظيم وأتوب إليه
شهدت هذه الليلة عدة صراعات بينها الدامي وبينها الدافيء شعورا ...وتناقض الشعور مثل تناقض الليل والنهار
واسدل الليل ظلمته القاسية على الانحاء ليصبح الهواء أكثر برودة ومع ذلك لم يطفئ غليان قليبهما ....
أنهى فهد أمر التحقيق مع أفراد الشرطة من زمائله حتى أتى بخطوات مهيبة بإتجاهها ...وتطلعت إليه من بعيد وهي تتنهد بحب يمزق حائط مقاومتها فأي قوة تستطع بها أن تتجنب تلك النظرة القاسية عشقا بعيناه ...
دخل سيارته دون أن يعيرها اهتماماً وابتعد من هذا المكان سريعاً وكأنه يهرب من نفسه .....
استرقت النظرات خلسه إليه ورأت جانب وجهه المكفهر بغضب صامت ...شارداً بشيء آخر غير القيادة ...والحديث الآن كان أمراً سخيفا لا ضرورة له سوى ارباكها أكثر ....
تمر الدقائق بطبيعتها المنتظمة ولكن الامر يختلف لفاطمة ، فكانت تمر ببطء شديد ...وكم ودت لو تهرب لغرفتها الآن بعيدا عنه ....حتى انتبهت لصوت أثار الضجيج بشكل مزعج وتوقفت السيارة فجأة بقوة وأدى ذلك لأرتطام رأسها للأمام بجسد المسجل حتى تأوهت بألم وصاحت لهفته وهو ينظر لها قلقا وقال :-
_ في اااايه ؟
بلعت ريقها وهي ترتفع برأسها وقد زار رأسها دوار جعل الرؤية مشوشة قليلا ....قالت تطمئنه:-
_ اتخبطت ... بس الحمد لله مافيش حاجة
باعد يداه مرغما ثم خرج من السيارة ليكتشف العطل ....
__________________________سبحان الله وبحمده
بين دفء الوثار في هذه الليلة الباردة المائلة لهبوط المطر ، اضجعت ياسمين بنظرة مبتسمة ...بنظرة يملؤها الامل بالغد ...حتى اتتها رسالة نصية على هاتفها ...التقطتها من جانبها لتتفاجئ أنها من رقم مالك ....ببضع كلمات جعلتها تبتسم ...بقلم رحاب إبراهيم
_ مش عارف ..بس اللي حاسس بيه أنك نصيبي
انا حبيت حياتي عشان أنتي فيها ....مستني الشمس تطلع بفارغ الصبر عشان أعرف ردك....بحبك
تمايل قلبها بسعادة مع بعض العجب ...فهو الآن لا يبصر شيء ، كيف دون تلك الكلمات على هاتفه ! ....يجب أن تسأله بهذا الامر ...
______________________سبحان الله العظيم
ورغم قربها ولكن غمرها الحنين وكأنه ببلداً آخر وليس على بُعد خطواتٍ منها حتى ترجلت من السيارة لترى إلى أين ذهب بتصليح ما فُسدَ .....
ورغم أنه لم يجد بُداً من تصليح سيارته فقد نُزعت أحد الاسلاك المحركة ...ولكن لم يُضيق بل شعر ببعض التسلية في الأمر ... وكأن الصدف تحالفت معه اليوم ...وكأن هذا المكان القاحل أراد رؤية عشقهم من جديد .... وكم تشابهت حدة قسوة الفراغ مع قلبه ....قلب لطالما صفع ثقوب الحب ليطل الشروق بالعشق إجبارياً ..... راقب اقترابها متظاهرا بتفحص المحرك حتى ارتبك عيناه من نبرتها الهامسة :-
_ احنا هنفضل هنا كتير ؟
أغلق فهد باب المحرك بصفقة تناثر لها الورق المتساقط وترك وحدة جذوره على جسد الاشجار وقال مقتضبا :-
_ مش بمزاجي يعني ...العربية محتاجة ميكانيكي ...ماعرفش إيه الحظ ده دي أول مرة تحصل والعربية جديدة اصلا !
زفرت بغيظ منه حتى استشعرت البرودة منذ أن لفح رطب الهواء بشرتها الدافئة ولاحظ ذلك بمكر .....
خلعه معطفه واعطاه لها ولكن رفضت ذلك واعترضت لكي لا تشعره برجفتها القوية ولا يستشعر ضعفها الذي يسليه ...
زم شفتيه بغيظ وهتف :-
_ الجو برد واحتمال تمطر ...ماتبقيش عنيدة !
التفتت له وقد رسمت على وجهها اللامبالاة وهي تفرد ذراعيها ولكن سبقها المطر وآراق دمائه الصافية عليها ....
رفعت عيناها للسماء الممطرة برجفة قوية وما لبثت أن ابتسمت وقد ارغمتها عادتها الطفولية أن تركض بسعادة ....
وأن لم تتوفر السعادة فأقلا تستطيع الركض ....
انغمس حذائها بمعجون الثرى الاسود ولكنها لم تتوقف ...
راقبها بعشق وهي تتحرك وما كان اقل منها شغف حتى تحرك بإتجاهها واحتوى ضحكاتها على قلبه بعاصفة دافئة لم تكن تتوقعها ...لتتحول تلك الضحكات الذي بثقت الحزن وصاحت إلى دموع شاهقة ليضاعف احتوائه لها وهي كذلك وهي تشهق من البكاء ثم سكن وجهها بين يديه بتسائل عاشق :-
_ بتعيطي ليه يا فاطمة ...انا جانبك
ضمته بقوة واعترفت :-
_ كنت مرعوبة عليك ...كنت هتموت يافهد وتسيبني
تفحص وجهها عشقا وضمها بقوة قاصدا بذلك حبسها بين ضلوعه خوفا وعشقا لم يكن يظن أنه سيتملك قلبه يوما
حتى قال بقوة ووعد :-
_ ماتخافيش ... اوثقي فيا ....مش هخذلك أبداً
ابتسمت براحة وقد سرى دفئا عظيما بأوصالها .....وقالت فجأة شيء صدمه :-
____________________________
إيه النكد ده 😓😟😞😫
قلبي مش راضي عنكوا يخربيتكوا والبيوت اللي جنب بيتكوا 😫😫💔
ياريت تفاعل عشان هبسطكوا وانزل يوميا بس شجعوني 😒😫 مش كفاية عليا النكد ده قلبي بيتمزق 😫💔😒
الحلقة ٢٨....#وحوش_لا_تعشق كاملة
تفحص وجهها عشقا وضمها بقوة قاصداً بذلك حبسها بين ضلوعه خوفا وعشق لم يكن يظن أنه سيتملّك قلبه يوما
حتى قال بقوة ووعد :-
_ ماتخافيش ... اوثقي فيا ....مش هخذلك أبداً
ابتسمت براحة وقد سرى دفئا عظيما بأوصالها .....وقالت فجأة شيء صدمه :-
_ فهد ...انا مش عايزة اطلق
ابتسم قلبه ابتسامة لم تصعد على وجهه بل ظهر النقيض ..واختنقت الحروف بين شفتيه من الدهشة ...فبأي شيء يُجيب؟ ....والاجابة التي ترضيه ليس لها مجال الآن ...قطع الصمت صوت سيارة الشرطة الذي قطع المشهد مجدداً وأتت العاصفة وقد اشتهت السفن ...
توقفت سيارات الشرطة المصطفة بقربه حتى هتف أحد الضباط وقال :-
_ عربيتك عطلت ولا إيه ؟
هز فهد رأسه بالايجاب ثم جذبها من يدها ليدخلها أحد العربات ثم جلس بجانبها شارداً.....
وسارت السيارات بسرب منظم كئيب تحت رعاية ظلام الليل الذي كان ارحم من ظلام الحزن بداخلها ....
نظرت للنافذة بنظرات نادمة فلو تحكمت بعاطفتها قليلا ما كان حدث ذلك ...واهدرت جزءً كبيرا من كبريائها فبأي قوة ستواجهه ؟! .....
حارب مقاومته كثيراً حتى لم يستطع الخلاص من شعوره ليقتنص اناملها الباردة بين اناملها بضمة ركضت إلى الوتين ،وحملقت برجفة عنيفة الحقت بها إلى يداه القابضة بقوة على يدها وكأنه يجيبها بصمت على سؤالها ....
نظرت له فرأت عيناه غارقة بها وقد اكد اجابته بنظرته العاشقة ...اجابة لم يستطع التفوه بها ....ووعد البقاء ليس بيده ...
____________________________صلّ على الحبيب
تململت في فراشها بكسل حتى انتبهت لفحيح صوت يناشد ربه في الظلام .....صمتت ليصلها الصوت أكثر وضوحا بقليل لتتلقى نبأ صوته الذي يناجي رب العالمين بدعوة شفاء بعثها صوته بحنان ...لتبتسم وقد هاجرت تذمرها منه فما من شيء تمنته أكثر من ذلك ...لتدلف إلى جسور قلبه رويدا رويداً .....وربما يكن التسلل البطيء أفضل إلى حبه ....
نهض بعد إنهاء صلاته لتنهض هي من فراشها استعداداً لصلاة الفجر .....
رمقها وقد علمَ أنها سمعته ولكنه لم يضيق بل ابتسم متنمياً إزاحة هذه العوائق بينهم لينعم بقلبها مثلما تمنى دائماً
خرجت مريم بعد الوضوء واستعدت للصلاة وكما سمعته وهو يناجي بالدعوات دعت ربها أيضا .....
_____________________________ استغفروا الله
فتح باب شقته على مصراعيه ليدلف معها بداخله وساد توتر مربك حولهم حتى اغلق الباب مرة أخرى ....
قالت فاطمة بتوتر شديد وخجل عصف بملامحها :-
_ انت اتعشيت ؟ احضرلك حاجة تاكلها
تأمل فهد وجهها وقال بحدة لم يكن لها مبرر :-
_ لأ ...
قطبت حاجبيها ثم دلفت لغرفتها بغضب من عصبيته وكأنها حملا ثقيل عليه ...وهذا ما المها من جديد ...
مرر فهد يده على شعره بضيق شديد وقرر أن يبتعد عن هنا فلو ظل هنا لساعة أخرى سيهدم كل ما بناه سابقا ... خرج من المنزل مجددا وتركها ......
حركت عيناها بدموع عندما سمعت صوت اغلاق الباب وقد اخبرتها تلك الصفقة القوية خروجه من المنزل فأجهشت بالبكاء قائلة :-
_ طب اقولك إيه تاني عشان تعرف أني بحبك ... مش معقول اكون تقيلة عليك أوي كدا ! ....بس فعلا انا صدقت مريم ...انا صعبانة عليك وبس ... بس مش همشي من هنا يا فهد غير وانا عارفة انك حبتني وهتهد الدنيا عشاني وساعتها مش هرجعلك بسهولة ....
___________________________ لا حول ولا قوة إلا بالله
ابتسمت الشمس بأشعتها الذابلة بطقس شتائي قاسي يودع المطر بآوخر موسم المطر ، لتخبر جفون النائمة أن وقت الاستيقاظ قد أتى ...
نهضت مريم وقد لاحظت اختفائها ،فصعدت التقطيبة على وجهها بضيق حتى غسلت وجهها سريعاً وخرجت من المرحاض والمنشفة بيدها ...ثم جلست على فراشها من جديد وقالت بعبوس :-
_ هو راح فين الصبح كدا ؟!
قفزت القطة حولها لنظر إليها مريم بحزن ثم تفاجئت به وهو يدلف للغرفة وبيده باقة ورد تم اقتطافها من حديقة المنزل وبيده الأخرى طعام الافطار ....
وضع ما بيده على الطاولة بنظرة ماكرة ثم قرب الزهور إليها وقال مبتسماً :-
_ صباح الخير ....هتفضلي زعلانة مني كدا كتير ؟!
جحظت مريم عيناها بصدمة وهي تنظر إليه بدهشة....فهذه الرقة حديثة لم تعتادها منه ! ...
لم تفعل شيء سوى أنها تطرف بعيناها غير مصدقة لطفه هذا وكأنها تبحر بخفة في بحراً أغادير ...ابتسم من تعبيرات وجهها المشتته بين الدهشة والخجل حتى جلس بجانبها على حين غرة وزين شعرها بزهرة من باقة الورد ولامست أطراف الوردة بشرتها المخملية ليتورد وجهها خجلا....قال متسلياً بإرباكها :-
_ هعتبر الابتسامة دي صلح ......
اخفت ابتسامتها متظاهرة بالثبات حتى لا يستقوى عليها مرة أخرى فقالت :-بقلم رحاب إبراهيم
_ اعتبرها زي ما تعتبرها ....وميرسي على الفطار
ضيق عيناه بمكر وقد لمح طيف الخداع بعيناها حتى أخذ بعضا من الطعام وبدأ يطعهما قائلا :-
_ مافيش مشكلة ...المهم أنك تقومي بالسلامة ...مش عايز أشوفك تعبانة تاني وفي الحالة دي ...
نظرت له بعتاب وكم ودت لو تفيض بما يضيق انفاسها ولكن كيف وهي على شفا حفرةٍ من الفراق ....
غمغمت وهي تلوك الطعام ببطء بفمها :-
_ يبقى بطل تزعلني ..وافتكر انت قولتلي إيه آخر مرة خلاني كدا .....
بلعت الطعام الممزوج بغصة حارقة بفمها وقالت بألم :-
_ قولت أني إبتلاء ... قولت كلام كتير أوي وجعني
تنهد بضيق وهو ينظر لها بأسف ثم اقترب وقبّل جبينها بقوة معبرا بذلك عن أسفه وأوجز حديثه بجملة غامضة :-
_ مش يمكن اقصد حاجة تانية ؟ ....أنا قولتلك كتير استحمليني لأني ساعات بقول كلام ما اقصدوش ...
اطرفت عيناه بابتسامة خفية وقد شعرت بالارتياح لحديثه قليلا وقالت بخبث :-
_ طب ممكن تفطر معايا ولا هتسيبني افطر لوحدي !
بادلها الابتسامة العذبة وشاركها الطعام ......
__________________________صلّ على النبي الحبيب
لم يمر الليل عليها كسائر الليالي بل مر ببطء رافقه الآلام وصُب الالم بصهاريج القلب المتأججة بغليان الحزن من كل شيء .... ليت الحب لم يزر القلب يوماً !! ...وليت القلب لم يرحب بالزوار ....
لم ترى عيناها النوم ولم تتذوق راحته ...حتى افترشت الدوائر القاتمة حول عيناها وتربعت لتنتفض فاطمة من فراشها بدقة قلب ترتجف بلهفة حينما انتبهت لرنين الهاتف الارضي بخارج غرفتها واسرعت إليه :-
_ الو ؟
لهفة نبرته ضجت بحنين ضاعف حنين نبرتها ولهفته ، وأن كان الرجل اقوم من المرأة فذلك يجسد عشقه الآن ..صافح صوته الهمس وقال :-
_ فاطمة ....عاملة إيه دلوقتي ؟
اغمضت عيناها واعتصرت ضمتهم وكأنه بين الجفون يسكن .... هتفت بهجيج الغضب وقالت :-
_ وبتسأل ليه ؟ ...يهمك في إيه ؟ ...انت ماصدقت وسيبتني لوحدي طول الليل ... وجاي بتتصل دلوقتي ...لا شكرا على سؤالك !
حدة تنهيدته تغلغلت بسمعها برقة فقال بضيق :-
_ كنت راجع لكن جالي مهمة فجأة ولازم اسافر ...هاجي بعد كام يوم ...ده شغل وماقدرش ارفض ...وبعدين انتي عندك في آمان محدش يقدر يدخل شقتي ...
سقطت دموعها وقد شاق وثار هدوئها حتى تعرى الغضب وصاحت :-
_ ما تبررش وماتكدبش عليا انت مش مضطر تكدب ...انا هيجي يوم وامشي وقريب أووي ما تقلقش ...تعرف أني روحت وراك امبارح عشان انتقم لابويا لكن لما سمعت حد بيتفق انه يقتلك نسيت كل حاجة وافتكرتك أنت بس ...ماهمنيش حتى نفسي .....لكن أنت !!
قاطعها بدهشة وهتف متسائلا :-
_ حد كان بيتفق يقتلني ! ...وماقولتليش امبارح ليه ؟
زمت شفتيها بحزن واجابت :-
_ وانت اديتني فرصة افهمك أو اقولك ! ..انا كنت خايفة عليك ومرعوبة ليجرالك حاجة ، لما ضربت اللي كان هيضرب بالنار تفكيري وقف ومابقتش مصدقة انك لسه عايش قدامي ...، ده انا حتى ما سألتش على المجرم اللي موت ابويا وكل همي انك تبعد عنهم وتبقى في آمان ، يا أخي افهم بقى ...
اغلقت الهاتف بعنف وهي تبكي بحزن شديد وابتعدت مرة أخرى لغرفتها واغلقت الباب بقوة وكأنها تغلق أي شيء سيصله بها .....وكل الوصال اصبح ...كلمات !
صرّ على اسنانه بشراسه وعصبية من بكائها الذي يصفع مقاومته ويجعله يجن لهفة لأحتوائها وأين هي الآن من عشقه ؟ لولا مهمته وواجبه لأسرع إليها راكضا ولكن عند الواجب كل شيء فانٍ ......
لم يكترث كثيراً باكتشافه هذه المؤامرة فهذا ظنه منذ مدة ولم يندهش كثيراً ......انتبه فهد فجأة لصوت احد زملائه يناشده للذهاب فأجاب :-
_ خلاص جاي وراكوا ...
_________________________لا حول ولا قوة إلا بالله
تثاءبت ياسمين بكسل حينما صدح صوت هاتفها واجابت سريعا عندما لمحت رقم باسم وقال :-
_ صباح الخير
ابتسمت ياسمين بحياء وسعادة واجابت :-
_ صباح النور يا عمو
اتسعت ابتسامة باسم وتساءل بمكر :-
_ ها نيجي امتى ؟ ...انا عايز افرح بأبني بقى
دق قلبها كالطبول وصمتت برهة حياءً ثم اجابت بوجه متورد :-
_ انا قولت لماما واتفقنا....يوم الجمعة الجاية بأذن الله
نمت نبرة باسم عن السعادة الحقيقية وقد احب تلك الفتاة بصدق وتعجب كيف تكون ابنة ذلك المجرم المسمى بتامر ....قال :-
_ بأذن الله يابنتي .... وكل اللي هتطلبيه هيجيلك ...انا ماعنديش بنات وانتي هتبقي بنتي ...هتبقي اميرتنا كلنا
صمتت ياسمين بسعادة غامرة ولم تتذكر أنها كانت أكثر سعادة من ذلك حتى تابع باسم بخبث :-
_ ومش بقولك كدا عشان اللي حصل لمالك ..لا ابداً ....
قطبت حاجبيها من الضيق وقالت بإستياء :-
_ انا عارفة والله ...بس انا وافقت عشان ...
حاولت ان تتابع ولكن خجلت من افصاح مشاعرها فقال باسم مبتسما بمكر :-
_ عارف عارف ...ربنا يسعدكوا يارب ويتمملكوا بخير ...الساعة ٥مساءً بأذن الله هنكون عندكوا ....
قالت ياسمين وقد عادت تلك الابتسامة الخجولة :-
_ بأذن الله
************
(طب وانتوا بتبتسموا ليه ها، انتوا مالكوا يعني 😒😒😒...روبا 😒 )
___________________________________ اللهم حبك
ابتسمت ليالي متذكرة ذلك اليوم الذي كانت تعتبر سفرها هجرة من كل شيء ...يوم مر منذ سنوات ولكن في الذاكرة باقٍ .....اسندت رأسها المتوج بغطاء رأسها المسدل على وجهها حتى نظر إليها عمر بنفس ذات النظرة العاشقة التي تنبض أكثر كلما مرت السنوات ....وعشق ذلك الغطاء الذي ابعد العيون عنها لكي لا يقتلعهم هو إذا نظروا إلى عشق قلبه ...💝ليالي💝 ....
رفع اناملها إلى شفتيه بدفء وقال هامسا :-
_ بموت فيكي
نظرت له بنفس نظرته المحبة واجابت بنبرة رقيقة :-
_ وانا كمان ... تعرف أني زعلانة أوي انك سيبت شغلك وكل حاجة عشاني ...انا عارفة أني تعبتك معايا كتير أووي
فرد عمر ذراعه على كتفيه حتى قربها اليه بمكر واجاب :-
_ انا اسيب العالم كله عشانك انتي ...انتي كل حاجة ليا
كادت أن تجيب حتى أرتفعت الطائرة من مقلعها وبدأت تحلق في السماء ...ارتجفت انامل ليالي قليلا وابتسم عمر بمرح وقال :-
_ لسه بتخافي من الطيران ....ولسه بخاف عليكي كل ما نيجي نسافر ...هتفضلي طفلة طول عمرك
اتسعت ابتسامتها بحب ووضعت رأسها على صدره واغمضت عيناها براحة ....وكأن الآمان جميعه سكن ضلوع صدره ......
(بطلوا ضحك 😒😒💔 ماتخلونيش انكد عليهم 😂💔)
__________________________ سبحان الله وبحمده
أخبرت ياسمين امها بمكالمة والد مالك ودلفت مرة أخرى لغرفتها لنتبه لضوء هاتفها منذراً برسالة نصية فأسرعت لتفتحها وابتسمت ابتسامة عريضة سرعان ما تحولت لضحكة ....((نص الرسالة ))
هنسمي ولادنا إيه 😊 ....انا بقترح عنتر وبسبوسة 😂
انا جيبت كلب وسميته روي وجو لا تكذبي ده ومستنيكي يوم الجمعة 😂😄 ......سلام مؤقتا يام بسبوسة 😄
هزت رأسها بضحكة عالية وقالت :-
_ انت مجنون والله 😂
(فاكر نفسه صالح سليم الجاحد 😑 ماتبطلوا هاهاها بقى 😕)
_____________________________سبحان الله العظيم
في المساء ......بڤيلا آل الشريف
على مائدة العشاء جلست أمامه تختلس بعض النظرات الخفية وكان يراقبها بصمت ماكر حتى ضبطها وابتسم بتسلية ثم قال :-
_ انتي مش ناسية حاجة !
نظرت بحيرة له واجمعت الفكر وام تأتي بشيء وتساءلت :-
_ قصدك إيه ؟
ابتلع آدم الطعام بفمه ثم قال بهدوء :-
_ الجامعة ....فاضل كام يوم وأنتي لسه ما قدمتيش ورقك ...أنتي ناوية ما تكمليش ولا إيه !
احمر وجهها من التوتر فلو أخبرته أنها قدمت الورق سيثور غاضبا فقالت مراوغة :-
_ ما .....رنيم كانت هتجيلي بكرا عشان نروح ...
ضيق آدم عيناه بضيق وقال :-
_ مش فاهم ....هو انا مش مكفيكي !
هزت راسها نفيا حتى تتلاشى غضبه وابتسمت حتى تبعده عن الغضب وتابعت :-
_ لأ مش اقصد كدا ....اصل رنيم كان عندها مشكلة وعايزة تتكلم معايا شوية فأنا حددت ميعاد بكرا عشان اجازة شغلها ونخرج وتعرف تتكلم براحتها أكتر ......
زم شفتيه بغيظ ولم يعد له شهية للطعام حتى نهض من مقعده وذهب للحديقة .......
مطت مريم شفتيها بتذمر وقالت :-
_ ما انا لو قولتلك هتخليني اسحب ورقي ....انا متاكدة انك مش هترضى أني ابقى في نفس الكلية .....واما نشوف بقى بتعمل إيه هناك ياسي آدم😡
___________________________ استغفروا الله
مرت أياما قليلة حتى أتى أول يوم وكان فصل الصيف قد بدأ بشعاعه المبتسم ...... وكان يوافق يوم الاربعاء
جلست مريم بجانب رنيم بابتسامة خبيثة حيث قالت رنيم بتعجب :-
_ آدم سابك أزاي تروحي أول يوم لوحدك ؟
وأزاي لسه ما يعرفش أنتي في كلية إيه ؟!
ابتسمت مريم بخبث واجابت :-
_ كل ما يجي يسألني كنت اعمل أي حاجة واخاصمه ....ماهو لو عرف مش هيرضى وانا عايزة احطه قدام الأمر الواقع ..... ولما يجي يعرف بقى هلبس فهد المصيبة دي لأنه هو اللي قدملي الورق ولا ناسية 😂😄
شهقت رنيم بدهشة ثم قالت :-
_ حرام عليكي هتوقعيهم في بعض ....عموما ربنا يستر
تنهدت مريم بابتسامة وقالت :-
_ نفسي اشوف وشه لما يلاقيني قدامه في المدرج 😄
وهو يذاكرلي واحبه بقى وانا مطمنة ماهو جوزي بقى وكدا 😇
ضحكت رنيم بصوتٍ عالٍ وقالت :-
_ ده شغل مراهقين يا مريم ....مش هتعقلي ابداً
خلي بالك بقى من شلة العصابة اللي كلمتك عنهم
احتدت نظرة مريم وشعرت بغيرة قاتلة تعبر بقلبها وهتفت :-
_ هما اللي هيغيروا مني مش انا 😎
____________________________صلّ على الحبيب
كفكفت فاطمة دموعها وهي تغلق باب المنزل ولم تتوقع انها ستكون وحيدة بأول يوم بتحقيق حلمها ....ولم تندم على اغلاق الهاتف بوجهه كلما أجرى اتصالا ليطمئن عليها وذهبت بأول الخطوات بالحياة الجامعية ......
أجرى فهد اتصالا وهو يعلم أنها ستذهب اليوم للجامعة ولكن لم يتلقى رداً وهذا ما جعله يشتعل غضبا أكثر وصاح :-
_ لما ارجعلك يا فاطمة هعرفك أزاي ما ترديش عليا
___________________________ الحمد لله
بين الحشد من الفتايات والشباب ....نظرت حولها ببعض التوتر من نظرات البعض لعرجها ...نظرات بينها المشفقة وبينها الساخرة .....اتجهت لمدرج أ بعد أن نسخت جدول المحاضرات .....وابتسمت بسعادة يتخللها خوف عندما رأت اسم المعيد الذي ستبدأ معه أولى محاضراتها الجامعية ...
نظرت لملابسها الذي انتقتها بعناية شديدة ، ملابس محتشمة تناسب فتاة محجبة وذلك جعلها أكثر اناقة ورقي ، وتتبعت نظراتها تبرج بعض الفتايات ثم لامست وجهها وقد تخلل ثقتها بنفسها بعض التراجع ...
وبدأ المرح يهجرها ويذهب ، وحل مكانه التوتر والقلق ....
وقفت أمام مدرج" أ "لتزداد رهبتها للمكان برجفة سرت بأوصالها حتى دلفت لتتفاجئ بكم هائل من الطلاب الذين ينتظرون بدء المحاضرة .....جلست بمنتصف المدرج وقد شحب وجهها من القلق ومن الأجواء حولها والضحكات العالية لبعض الفتايات ....ابتلعت ريقها بإستياء عندما جلس بجانبها أحد الشباب الذي يبدو وكأنه جلس بجانبها عمداً حتى يحادثها .....
ابتعدت عنه بضيق حتى انتبهت لصمت عمَ المكان فجأة لوجود الوسيم الغامض كما لقبوه فتايات الجامعة ....
ابتسمت مريم براحة عندما رأته وتعجبت قليلا من مظهره شديد الجدية وكأنها تراه لأول مرة ..... وكأنها بدأت تعشقه الآن ......
__________________________اللهم حسن الخاتمة
الموضوع احلو أوووي 😂😂💃
انا عايزة أعرف هيحصل إيه بعد كدا 😕
تابعوا اكونتي بعد ساعة بالضبط يا اطفالي 😄
ولا نخليها بكرا 😊
#روبا⛄
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثانى2من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا