القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية معدن فضة الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)

 

رواية معدن فضة الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)





رواية معدن فضة الفصل الحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)



#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٢١

بعد أن وصل محمد وماسة بوالدتها الي المشفي وقد تم بالفعل الكشف عليها واطمأنت ماسة علي والدتها وتوصلوا الي أنها كانت على وشك جلطة وحاولوا التعامل معها حتى تم اذابتها ،

كل ذلك وكانت ماسه ومحمد تنتقل هنا وهناك ما بين غرف الأشعة وغرف الكشف ومن طبيب لآخر حتى وصلوا للغرفة الأخيرة التي تتلقي فيها والدتها الدواء بالمحاليل ظل محمد منتظر خارج الغرفة يلعن حظه والظروف متمتما لنفسه/ يا ربي ايه النحس ده بس ؟؟

مفيش مقابلة تعدي على خير!!

ويوم ما أقرر اخد قرار وافاتحها فيه تحصل كارثه .

ثم وجد من تخرج رأسها من باب غرفة والدتها مناديه له فالتفت لها فقالت / تعالي يا محمد ماما عايزة تشكرك.

دلف محمد لداخل الغرفة محاولا رسم ابتسامة واسعه على شفتيه قائلا/ الف حمدالله على السلامه يا ست الكل ،كدة برضه تخضينا عليكي .

ثم تمتم بداخله / مكنتيش قادرة تصبري ساعة واحدة بس.

ابتسمت غالية ثم قالت بوهن / الله يسلمك يا حبيبي معلش تعبناك معانا ، والف شكر لك يا ابني.

ريت محمد علي كفها الملقى بجوارها علي الفراش قائلا / ولا تعب ولا يا حاجه حضرتك زي والدتي بالظبط ،ربنا يقومك لينا بالسلامة.

ابتسمت غالية ثم نظرت لكلا من محمد وماسه ثم باغتتهم بسؤالها قائلة / بس انتوا اتقابلتوا ازاي يا ابني .

اتسعت نظرات ماسة والتفتت سريعا تنظر الي محمد تحاول إيصال اي معلومه له.

الذي نظر بدوره لها وهو مبتسما بسماجه ثم التفت تجاه والدتها وقال بكل أريحية / ابدا يا ماما كنت رايح لأختي المدرسة وقابلت ماسة قالتلي أن ميار مجاتش وجه التليفون وقتها على طول.

تنهدت ماسة بارتياح وابتسمت لوالدتها وكأنها ترسل لها رسالة ( مش انا قولتلك ) 

بينما ظلت غالية توزع النظرات بينهم لتستشف مدي صدقهم فكلاهما اقروا بنفس الإجابة .

تمتم محمد بداخله وهو علي نفس ابتسامته قائلا / ما شاء الله تعبانة ومصحصحة ولا شورلك هولمز ليها حق ماسة متتلفتش من غير ما تقولك .

ثم استقام وهو مازال محتفظ بابتسامته السمجة قائلا / طب هستاذن انا بقي .

تحججت ماسة بالولوج معه قائلا / استني هاجي اوصلك عن اذنك يا ماما .

خرجا سويا من الغرفة وهم بطريقتهم في ردهة المشفى متوجهين للخارج قالت ماسه بخفوت وخجل / شكرا يا محمد .

يعلم محمد سبب شكرها ولكنه يحب أن يطول حديثهم فقال / بتشكريني على ايه ؟

شبكت ماسة كفيها أمامها وقالت / علي انك انقذتني قصاد ماما ،اصلها سألتني نفس السؤال وانت بره .

_ عارف 

نطق بها محمد وهو مبتسم بطرف شفتيه فتوقفت ماسة عن السير متعجبة إجابته قائلة باندهاش / عارف!! وعرفت منين ؟

التفت محمد لها قائلا / من شكلك وخضتك اول ما سالت السؤال .

المهم بما أن الظروف حكمت نتقابل في مستشفي تعالي نقعد في الكافيه شوية.

حركت ماسة كتفيها قائلة / مش هينفع اسيب ماما فترة طويلة.

_ ماهو بصي يا بنت الحلال انا جبت اخري وربنا وبحاول بكل الطرق أن اقولك اللي عايز أقوله في جو رومانسي بس الظروف اقوى مني.

نطق محمد بجملته سريعا بسبب غضبه من عدم إتاحة الظروف لهم أي فرصة فتعجبت ماسة من حديثه وسألته / مش فاهمة عايز تقول ايه ؟

_ انا بحبك 

نطق بها اخيرا ليشعر بتوقف كل عقارب الساعات بل توقف الزمن بأكمله ،

نطق بها وهو يلهث أنفاسه وكأنه القي بحمل كان يحمله لسنين طويله.

نطق بها وهو ينظر بداخل عيونها يتمني أن يسمع اجابتها ولكنه يجزم أنه استمع لصوت خفقات قلبها تعلو وتعلو ووجد وجه يكسوه الحمرة وشفاه قد تمزقت من كثرة الضغط عليها وأصابع يكاد يسمع صوت تحطيم عظامها من كثرة الفرك بها .

شعرت ماسه أنها تذوب حرفيا أمامه فلم تستطيع التحرك ولو لخطوة واحدة وكأنها قيدت وعجزت عن الحركة .

فاق محمد من شروده بها ليمسك بيدها قائلا / حرام عليكي سيبي ايدك اتكسرت .

ثم سحبها خلفه لتستوقفه ماسه سائلة / واخدني ورايح فين؟

_ رايح اطلبك من الحاجة قبل ما يحصل لحد فينا حاجه تاني .

نطق بها محمد وهو ساحب خلفه ماسه التي افلتت يدها منه ثم قالت / مينفعش يا محمد دلوقتي ماما تعبانة.

التفت محمد فور وقوفها وقال لها متوسلا / اسمعي كلامي يا بنت الحلال نلحق نتجوز قبل ما الموضوع يتعقرب اكتر من كدة.

عقدت حاجبيها تحاول فهمه ثم قالت / انا مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه بس الاكيد أن مينفعش نكلم ماما دلوقتي اصبر لما تتحسن وابقي كلمها يا سيدي.

زفر أنفاسه وزم شفتيه ثم حرك رأسه يمينا ويسارا وقال / انتي اللي اختارتي مليش دعوة ،استحملي بقي.

عقدت حاجبيها مرة أخرى محاولة الفهم ونظرت له نظره مستفسرة ولكنه أجابها بجملة مبهمة / بكرة هتعرفي وساعتها هتندمي ،علي العموم انا ماشي لو احتاجتوا حاجه اطلبيني على طول.

تركها وذهب تاركا بداخلها الف سؤال / ماذا كان يقصد بحديثه عن الندم ؟ 

لا احد يعلم إجابة السؤال لكنها حاولت أن تنفض عن ذهنها اي تفكير حاليا وعادت إدراجها لغرفة والدتها.

...............................................

استمع نضال جيدا لمخطط يزن والذي كان كوميديا أكثر منه كيديا .

ضحك كلا من نضال ويزن وبدأوا في ترتيب خطوات المخطط فاكدوا على الحارس بالخارج عدم دلوف اي احد للمكتب دون إعلامه اولا .

وبالفعل بعد انتظارهم اكثر من ثلاث ساعات بالمكتب أمام شاشة المراقبة يتنمرون على كل من يروهم وعلى أفعالهم ويتنقلون بين الكاميرات من منطقة لاخري بين ضحكات صاخبة من يزن ونضال حتى رأوا من تقترب من مكتب الأمن وبدأ خفقان قلب يزن يعلو بالنبضات والتمعت عيونه بالسعادة لشعوره اقترابه من هدفه.

بينما قال نضال متصنعا الجدية / 

_ هلت يا حلو استعد بقي.

اعتدل كلا منهم بمجلسه حتى دلف الحارس يبلغهم عن رغبة طالبتان بالدلوف للمكتب لمقابلة رئيس الحرس الجامعة فابلغه نضال بعدم إدخالهم الان بحجة انشغاله والانتظار عشرة دقائق فقط .

كما أكد علي الحارس بأن يجلب اولا اثنان من عصير الاسموزي وأكد أن يكون مخرزا بالثلج نظر يزن لشاشة المراقبة ثم نطق مكملا باقي المواصفات بابتسامة خبيثة / وياريت ياريت يكون تووووت .

واطال باخر كلمة ليؤكد على طلبه وبالفعل بعد خمس دقائق عاد الحارس وهو يحمل اثنان من عصير الاسموزي المثلج بطعم التوت الرائع رأته غزل بالخارج فاشتهته قائلة لصديقتها /

_ الله تصدقي نفسي في الاسموزي وكمان توت فكريني بعد ما نخرج نبقي نجيب واحنا ماشين.

دلف الضابط للمكتب بينما كارما صديقتها قالت متعجبة / اسموزي مثلج في البرد ده حرام عليكي ،ابقي انتي انا مش هجيب .

ابتسمت غزل قائلة بتلذذ/ ده حلاوته في البرد ده .

استمعا كلاهما لصوت الحارس يدعوهم للدلوف للمكتب فاستقاما ودلفا والقوا التحية فوجدت نضال يجلس على مكتبه واحدهم يقف أمام مكتبه في المنتصف معطيا لهم ظهره فلم يستطيعوا أن يقدموا للجلوس علي المقاعد أمام المكتب فانتظرا كلاهما اعتقادا أن هذا الشخص سينهي حديثه وينصرف فتحدث نضال مجيبا علي تحيتهم ثم نطق باسم غزل لهدف ما قائلا /

_غزل محمود الصاوي ،كلية فنون جميلة ،شرفتي جامعتنا المتواضعة.

ابتسمت غزل وردت قائلة / 

_الشرف ليا يا فندم .

استمع لصوتها يزن جيدا وحدد موقعها خلفه فتحرك يمينا قليلا حتى أصبح أمامها مباشرة وأثناء حركته امسك بكوب العصير وازال غطاؤه وقبل أن تدرك توقفه أمامها التفت هو بغتة وتصنع الانشغال بالحديث قائلا/ 

_ همشي انا بقي يا نض........

قطع حديثه عند اصدامه بها فانسكب العصير كله على بلوزتها فاصدرت شهقة طويلة من حلقها تعبيرا عن المفاجأة وشدة برودة العصير معا .

فهو كان مخرزا بالثلج ظلت غزل وكارما يحاولون نثر ما تبقي من آثار العصير عنها بينما يزن حاول تصنع عدم القصد فقال بنبرة آسفة/

_ اسف جدا يا آنسة ،مكنتش اقصد.

رفعت غزل نظرها تجاهه بنظرات شرسة متوعده له لتتسع نظراتها فور رؤيته متجسد أمامها فنسيت الموقف كله ،هو أنه هو من كانت تبحث عنه ،هو من تصنعت الآلاف الحجج لتحاول رؤيته مجددا ولكن لحظة.

عادت لرشدها عند رؤيتها ابتسامته المتشفيه ترتسم على وجهه ولمعان عيونه بالنصر فالموقف ليس صدفة إذا بينما خطط له فاستوحشت نظراتها مجددا وقالت بصوت عال / 

_ هو انت تاني ؟

ايه اللي عملته ده يا استاذ اروح ازاي كدة؟

اتسعت ابتسامة يزن وقال بكل برودة اعصاب قد تحلت هي بها من قبله / انا قولتلك اسف اعمل ايه تاني ،

واكيد مكنش قصدي، ولا عندك شك في ده؟

وكأنه يؤكد حدثها بأن كل هذا مقصود لتعلو نبرتها أكثر قائلة /

_ لا طبعا قصدك وانا مش هسكت على فكرة.

واقدمت للامساك بكوب العصير الآخر ولكن نضال قرأ حركاتها سريعا وأمسك هو به ملتقطا إياه بعيدا عن متناول يدها قائلا بصوت حازم ورخيم / خلاص يا انسه غزل احنا اسفين لسيادتك وممكن نهدا كدة واحنا هنحل الموضوع ، اتفضلي اقعدي .

حاولت غزل أن تنطق معارضه ليوقفها نضال عن الاسترسال في حديثها قائلا لها بحزم / قولتلك اتفضلي اقعدي وهنحل الموضوع.

حاولت كارما تهدأتها فربتت على كتفها هامسه لها / اقعدي دلوقتي يا غزل لما نشوف الموضوع هيتحل ازاي.

التفتت غزل لها غاضبة فقالت / اقعد ازاي وانا مثلجة كدة وهروح ازاي كدة.

حركت كارما كتفيها وقالت محاولة كتم ضحكتها / مش كان نفسك في الاسموزي .

اشتعلت نظرات غزل بينما كان يزن يستمع لحديثهم متلذذا للموقف فقال متشفيا / متقلقيش ياااااا غزل من المرواح ده حتى لون التوت لايق جدا على بلوزتك الصفراء.

احترقت نظرات غزل وكادت أن تنطق لولا نضال الذي نظر ليزن محاولا إنقاذ الموقف قائلا / لو سمحت يا انسه اتفضلي اقعدي وقولتلك هنحل كل حاجه.

جلست غزل وكارما بالمقعدين التي أمام المكتب بينما استند يزن بظهره علي الدولاب المواجه لغزل عاقدا ذراعه أمام صدره كما عقد أقدامه أمامه ناظرا لها بابتسامة نصر .

نظر نضال ليزن وتذكر عندما نظر تجاه شاشة المراقبة ثم أكد على أن يكون العصير بطعم التوت ليعرف الان لما اختار هذا الطعم خاصة لتكون البقعة واضحة وكبيرة فلون التوت في وسط الاصفر واضح وضوح الشمس متمتما لنفسه / بتخطط من ورايا كمان ماشي يا يزن.

ابتسم نضال قليلا ثم تحمحم ليلفت نظر غزل له فهي كل نظراتها المشتعلة متسلطة على يزن ليكمل نضال ما اتفقا عليه قائلا/

_احنا طبعا بنقدم اعتذارنا عن الموقف البايخ ده والغير مقصود.

عند ذكره لعدم القصد نظرت غزل مرة أخري تجاه يزن الذي تصنع الانشغال بالنظر لشئ حوله مع إطلاق بعض التصفير مع محاولة كتم ضحكته .

فزفرت أنفاسها بصوت عالي فنظر تجاهها يزن وأشار بيده تجاه نضال بمعني / شوفي هيقولك ايه؟

لاحظ نضال تعلق نظرات صديقتها به فنظر تجاه غزل محاولا لفت نظرها فأكمل موضحا / 

_وطبعا مش هينفع نسيبك تروحي كدة.

عقدت غزل حاجبيها تعبيرا عن عدم فهمها لمغزاه فاستطرد مكملا /

احنا هنوصلك لحد البيت بعربيتي وتبقي شيلنا عنك الاحراج انك تمشي كدة بالشارع وكمان علشان البرد .

هبت غزل من مكانها معارضة فكرته ثم قالت /

_اركب معاكم ازاي يعني؟

وتوصلوني بصفتكم ايه؟

أمسكت كارما كفها وحاولت اجلاسها وتهدأتها فقالت وهي توزع نظراتها ما بين نضال وغزل /

_ انا هكون معاكي يا غزل مش هسيبك .

ابتسم لها نضال ابتسامة صفراء لم تتعدى ثغره وامأ لها قليلا ثم استغل اقتراح صديقتها قائلا / 

_ بالظبط يا انسه غزل زميلتك هتكون معانا يعني مش هتركبي لوحدك ،متقلقيش.

اومأت لها كارما كمحاولة لإقناعها فنظرت غزل لملابسها ثم نظرت ليزن لتراه مرة أخري يتصنع عدم النظر لها حتى وما شفتيها ووافقت مضطرة لتنفرج اسارير يزن واختطف مفاتيح السيارة من فوق المكتب قائلا بسعادة / 

_حالا هجيب العربية وجاي .

وانطلق يزن بينما كارمه حاولت جذب اي حديث مع نضال حتي وصل يزن وركبا سويا وتم إيصال غزل حتى شارعها وهكذا تمت الجزء الثاني من الخطة وهو معرفة طريق منزلها فالان قد عرف كليتها ومنزلها واسمها.

ولم يخلو وقت توصيلهم من التراشق ببعض الألفاظ ما بين يزن وغزل .

بينما كارما كانت تحاول إيصال بعض النظرات لنضال من خلال مرآة السيارة.  

................................................

بعد أن أنهوا ميار وماجدة فطورهم ما بين الضحكات المكبوته حتى لا يصل صوتهم للاسفل استقامت ماجدة وغسلت كل اواني الافطار واحضرت عدة حقائب بلاستيكية جمعت بها كل ما أعدته ميار من طعام من أجل هذه الخطبة ما عدا اللحوم ووضعت كل الحقائب بالمبرد والتفتت لميار قائلة / 

_ كل الحاجات ده تساعدك لما ترجعي من الشغل تلاقي الاكل معمول نصه يعني البشاميل الخرافة ده يا دوب تسلقيله مكرونه وتعصجي اللحمة ،

والتسبيكة العظيمة ده تاخدي منها شوية وتحطيها على اي خضار جايباه ،

والبطاطس المقطعة ده هنديها نص قلية ونحطها بالفريزر، والكبد والقوانص واللحمة الباردة اللي مجهزاهم قال ايه من عندك من امبارح دول ميستهالوهاش ولو مش هتشليها ليكي أخدها والله ؟

قال بتساهمي قال يا اختي ساهمي في صحتك ونفسك.

كل هذا وميار محدقه بعينيها بعدم استيعاب لما يحدث أمامها  حتى نطقت اخيرا سائلة باندهاش / دانتي مسبتيش حاجه يخرب عقلك طب وهما هيعملوا ايه دلوقتي ؟؟

لوحت ماجدة بذراعها قائلة / ايييييه فين ده اللي مسبتش امال صواني الكفته وحلة الفراخ والشوربة كل ده مسيبتش !! طب والله لولا أنهم هما اللي جايبين اللحمة والفراخ وانتي خلصتي عمايلها انا كنت سيبتهالهم زي ما هي ،

وكمان انتي اسكتي ،

انتي تتفرجي وتتعلمي وبس سامعه؟ 

كتمت ميار ضحكتها بيدها وهي تقول /

_ صحيح قوية ومستقوية.

اومأت ماجدة برأسها وهي مبتسمة وأنهت ما شرعت به ثم سحبت ميار لداخل الحجرة وارقدتها على الفراش قائلة /

_ اعملي اللي قولتلك عليه .

ثم التفتت وبحركة مسرحية وهي تشير بصباعين من يدها/

_ الجزء الثاني من الخطة .

كتمت ضحكتها وتصنعت الزعر ثم انطلقت متوجهه إلي الخارج وهبطت للاسفل وكأنها تهرب من وحش خلفها.

طرقت على الباب بذعر ففتح حسن الباب سريعا ومندهشا من طريقة الطرق لتتصنع ماجدة الزعر وتقول له بين لهثانها وبصوت عالي يسمعه الجميع /

_ الحقني يا حسن ميار تعبانة اوي لاقتها وقعت وهي بتعمل الاكل .

ثم استدارت مسرعة دون أن ترى ردود الأفعال ليهرول كل من سمعها الي الاعلي ما بين متشفي ومستطلع وفضولي .

صعدوا كلهم خلف ماجدة التي قد سبقتهم بخطوات ونثرت بعض قطرات الماء بالبخاخ على وجه اختها ليبدو كأنه عرق غزير .

أما ميار لم تحتاج للتصنع هي حقا مجهدة كل ما احتاجت إليه أن تبدو بطبيعتها المجهدة دون أن تحاول اخفاء ما تشعر به.

بالفعل تجمع الجميع حول فراش ميار وهم ينظرون لمنظرها بينما أخذت ماجدة تسرد ما حدث بطريقة تليق بهذا المظهر وكأنهم يشاهدون فيلم ما حتى أنهت ماجدة دورها بالخطة بجملة / 

ولاقتها وقعت قدامي ولولا ستر ربنا كانت حلة الشوربه وقعت عليها 

سندتها بالعافية وهي مش قادرة تقف على رجليها يا عيني،

وجبتها الاوضة بالعافية ومن ساعتها وهي عرقانة جدا وبتنهج وجسمها متلج.

وكأنها أشارت لأحدهم بتحسس جبينها فمد حسن يده على جبينها ومدت انوار يدها على إحدى وجنتيها ليستشعروا برودة جسدها حقا والذي كان من أثر نثرات المياه واجهادها الفعلي .

بينما ميار كانت نظراتها مذعورة وتتعرق بالفعل من أثر الارتباك وخوفا من انكشاف أمرها فهي لم تعتاد على مثل هذه الأمور.

نظر حسن لوالدته ولسان حاله يسألها عن كيفية التصرف وهي نظرت له بدورها وضيقت عيونها ثم بدأت توزع النظرات بين ماجدة وميار وكأنها تستشف حقيقة الأمر فهي لا تصدق ماجدة ابدا ولا ترتاح لافعالها.

ولكن من أخرجها من شرودها اقاويل من حولها التي تباينت ما بين مستصعب وبين مبارك لتوقع شئ ما.

فانفرجت اسارير انوار عندما لمعت عيونها بهذه المباركة حتى قالت /

_ والنبي صحيح لتكوني حامل يا ميار ؟؟؟

وانطلقت عدة زغاريد تهنئات لام حسن وحسن واخيرا ميار التي اتسعت حدقتيها ناظره تجاه ماجدة التي نظرت لها بدورها محركة حاجبيها للاعلي وحركت كتفيها بمعني لا حيلة لدي .

عند انتهاء التهنئة أطلقت غادة تهنئتها ثم سؤالها والذي غاب عن ذهن الجميع بسبب المفاجأة ولكن لم يغب عن ذهنها منذ بداية الأمر فقالت مستفسرة /

_ طب يا تري الاكل خلص منه ايه ؟؟

انتبهت ام حسن لسؤال ابنتها فقالت بذعر /

_ يا وقعة سودة ده الوقت بيعدي والضيوف جاية احنا لسه هنسال هموا معايا بسرعة نشوف ايه اللي ناقص، 

وانت يا حسن تعالي بسرعة علشان تشوف ناقصنا ايه تكمله من برة.

خرجوا جميعا من الغرفة مهرولين الي المطبخ وبدأت خلية النحل في الانخراط في العمل كما لم يخلو تجمعهم من التذمر والحنق وما بين التشدق بالعبارات التي تدل على عدم صنع ميار لشئ فهم سيبدأون صنع كل شيء من البداية .

بينما بداخل الغرفة اعتذرت ماجدة للجالسين بالردهة منهم من يقطفون الملوخية  ومنهم من يقطع خضار السلطة حتى تغلق باب الغرفة بحجة تغيير ملابس اختها .

وفور غلق الباب وكلاهما وضعا يدهم علي فمهم لكتم رنين ضحكاتهم وفرحتهم بالفوز في مخططهم وجلسوا سويا يحللون المشهد السابق وردود افعال كل من المتواجدين.

انتهت الخطبة وظلت ماجدة بجوار اختها منذ بداية الخطبة وزينتها بأفضل زينتها حتى بدت اجمل بكثير من العروس نفسها وجذبت جميع الأنظار لديها حتى العريس وأهله مما زاد الحنق بكل المتواجدين .

انتهت الخطبة وعادت ماجدة لمنزلها وهي تشعر بكم الفخر بنفسها والسعادة لمجرد شعورها بانتصار اختها في جولة ما.  

.........................................

"الألم، ليس في تلقّي الضرب حتى الإغماء. 

وليس في انغراز قطعة من الزجاج في إحدى قدميك.

الألم، هو هذا الشيء الذي يحطّم قلبك، 

الألم هو الموت من دون القدرة على البوح بسرنا لأي كان."


                                                           - جوزيه ماورو

_ يا ابني يا حبيبي ليه بتعمل في نفسك كدة !؟

ده حتى ظلم النفس شئ عظيم ،وانت احسن بنت تتمناك.

نطقت بها اخلاص تحاول إقناع چواد باثناءه عن هذه الخطبه فهي تلاحظ عدم ارتياح ابنها لها كما لاحظت بعض السلوكيات علي هايدي التي تنم عن عدم المشاركة وعدم الشعور بالآخر فهي تحب ذاتها كثيرا ولا تفكر في غيرها وبالتالي لم يرتاح ابنها مع هذه الخصال ولكنه يرفض أن يستمع لأحد. 

حاول چواد إنهاء النقاش الذي كان يصم أذنه عنه تماما فما زالت فكرة واحدة هي المسيطرة علي تفكيره وقراراته وهي أن يبعد عن ميار اي شك متمنيا لها الراحة والاستقرار حتى ولو لم تكن من نصيبه،

حتي ولو كان هذا فيه ضررا له وعدم راحة فما دامت زوجته ستكون فتاة غير التي تمناها اذا فالجميع سيان.

فقال چواد لوالدته محاولا التخفيف عنها :

_ فين بس يا خوخه ظلم النفس هي البنت طلبت ايه غير حقها واي بنت تانية هتعمل زيها.

قضبت اخلاص حاجبيها متعجبة من مبرره قائلة /

_ اي بنت هتعمل زيها ازاي ؟

ده انت يا حبة عيني بتاخد إجازة مخصوص من شغلك علشان تلف معاها علي فرشكم وهي ميعجبهاش العجب زي ما بيقولوا وبتفضل تتمرد على كل حاجه تختارها ومش مهم عندها الحاجة اللي عجباها ده غالية ولا رخيصة ومعاك ولا مش معاك ،

يبقى ازاي زيها زي اي بنت ،

ده غير أنها مبتقدرش انك راجع من شغلك تعبان وهلكان،  طبعا ماهي قاعدة في بيتها وبتصحي الظهر ومريحة طول الوقت .

ابتسم چواد واقترب من والدته مقبل رأسها قائلا بابتسامة / كل ده شايلاه في قلبك يا خوخه ،

يا ستي متقلقيش عليا انا مفهمها اني معايا وتطلب اللي هي عايزاه معلش بقي عروسة ومن حقها تدلع.

ثم تركها ودلف لغرفته يغير ملابسه ويريح جسده من أثر الإرهاق بينما اخلاص زاد احتقان وجهها أكثر وتمتمت مع حالها قائلة / تيجي الهانم تسمع بيدافع عنها ازاي!!

والله ما تستحقه ، هو يقول حقها وهي ترد عليا وتقولي حقي وبراحتي واللي ممعهوش ميلزموش  ،

يا خوفي يا ابني بتظلم نفسك بايدك وانت مش حاسس .

أراح چواد جسده على الفراش مثبتا نظره للاعلي وأخذ يفكر في حديث والدته يعلم أن هايدي ليست بالمواصفات التي تمناها ولكن هل من تمناها لو كانت طلبت منه شيء سيبخل عليها ؟ 

أكد لحاله أنه ربما منحها أكثر مما تتمناه لذلك رأي أن يلبي طلبات هايدي دون تفكير حتى لا يشعر بالذنب تجاهها فيكفيها أنه لا يشعر تجاهها باي مشاعر .

أطلق تنهيده حارة وحاول الضغط على حاله بخلق بعض المشاعر بينهم ربما تنتظر هي أنه يبدأ في المصارعه بهذة المشاعر وخاصة عند تصفح صفحتها باحدي مواقع التواصل الاجتماعي فوجد أنها يوم الخطبة أعلنت هذا بمنشور يملؤه الفرح والسعادة وحدثت صفحتها أنها تم خطبتها إليه كما حدثت صورة الصفحة بصورة دبلتين وبين الحين والآخر تخط منشور ينم عن كم سعادتها بارتباطها به فماذا ينتظر بعد ذلك أن تسارحه هي !

فأمسك الهاتف وأجري اتصالا عليها ولكنها لم تجب فتردد إذا كان يعيد الاتصال مرة أخري ام لا ربما غفت من الارهاق ولكنه فكر ماذا سيكون حاله في حال رغبته في التواصل بمن كان يريدها؟

وجد نفسه أنه كان سيعيد المحاولة مرارا وتكرارا دون أن يمل لذلك حاول مجددا وقبل انتهاء الرنين إجابته هايدي قائلة بحنق / أيوة يا چواد في حاجة ؟

بتتصل كتير ليه؟

شعر چواد بالاحراج الشديد من لهجتها فتوقع أنها كانت عافية لذلك وجب الاعتذار فقال لها/ انا صحيتك ولا ايه ؟؟ 

انا اسف كنت عايز بس اطمن عليكي بس.

قالت بلهجه سريعة محاولا إنهاء الحوار /

_ لا يا سيدي مصحتنيش انا كنت بقيس الحاجة اللي جبتهالي وبوريها لماما وانت عمال تتصل ومش صابر.

علي العموم يا سيدي الف شكر للسؤال وانا كويسة جدا .

عايز حاجه تاني ؟ 

انطفأت شرارة المحاولة واتخذ قراره بالعودة بمشاعره الي حيث كانت فقال لها منهيا / 

لا مفيش ،ومبروك ما جالك ،مع السلامة.

انهي المكالمة دون أن يستمع لسلامها،

ثم ترك الهاتف بجواره واراح جسده للخلف قليلا ووضع يده خلف رأسه يفكر مليا ،حتي استمع لاشعار من هاتفه ينم عن صدور منشور من صفحة خطيبته فأمسك الهاتف فوجدها قد نشرت منشور موضحه به أنها تشعر بالسعادة معه وقد أشارت له بمنشورها وكتبت به ( لما خطيبك يجبلك كل اللي تتمنيه وكمان يتصل يطمن عليكي ويقولك مبروووك بجد احساس جميل اوي ربنا يخليك ليا)

والحقت بالمنشور وجوه سعيدة وتخرج قلوبا دليل على الحب بينهم وبدأت تنهال عليها كم من التعليقات منهم من يدعو لهم بدوام الحب ومنهم من يحقد في صورة مزحه فابتسم چواد قائلا/

للاسف بعتي الغالي بالرخيص .

واغلق هاتفه يتذكر افضل ما كان يميز ميار وهو جمال قلبها وصفاء روحها وعدم حبها للتظاهر ولكنه اقنع ذاته بحديث نضال ربما أصبح بينهم تعود فيما بعد فاصر على الاكمال في هذه الخطبة.

أتذكرك ... برغم محاولاتي المستميتة في نسيانك 

أتذكرك .... برغم علمي باستحالة وجودنا معا

أتذكرك وكأن كل شىء حولي يرغمني على تذكرك

أتذكرك .......في فرحي وحزني 

أتذكرك...........في يقيني واحلامي 

أتذكرك ........في واقعي وآمالي 

متى الخلاص يا مالكة القلب والروح

متي الخلاص وكل جوارحي قد وهنت

..............................................

برغم انشغالي بدعايا المعرض بس محبتش اتأخر عليكم اكتر من كدة🌹



#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٢٢

بعد أن انطلق محمد عادت ماسة إدراجها الي غرفة والدتها التي ظلت تنظر لها بدون أن تنطق ببنت كلمة .

بينما ماسة تحاول جاهدة التهرب من نظراتها فهي تشعر وكأنها تقرا ما باعماق عيونها وقلبها.

حاولت ماسة أن تتوارى من نظرات والدتها فادعت الذهاب لجلب لها طعام وسؤال الطبيب عنها لتمسك والدتها يدها ساحبه إياها ثم قالت/ اقعدي يا ماسة انا لسه واكلة والدكتور قال هنروح بكرة مش محتاجة كل ساعة نروح نسأله.

ازعنت ماسة لحديث والدتها وجلست أمامها وهي تدير حدقتيها يمينا ويسارا حتى لا تنظر بعيون والدتها حتى باغتتها قائلة / هتفضلي تتهربي كدة كتير ،

انا مستنياكي تتكلمي من نفسك زي ما متعودة منك.

خجلت ماسة من حالها ونظرت للاسفل قائلة بصوت هامس / _ والله يا ماما مكنتش هخبي عليكي ،

بس قولت لما تفوقي بالسلامة .

وكأنها كانت تنظر 

والله والله يا ماما كدة كدة كنت بطلع الموبايل علشان اتصل بيكي استاذنك اني هقعد ما محمد نص ساعة بس لاقيت مكالمتك وجينا على طول ده كل اللي حصل.

ظلت والدتها صامته تستمع لابنتها فهي تعلم أنها لم تستطيع أن تكذب عليها ثم سألتها لتكمل ما توقفت عنده قائلة / 

_ وبرة اتكلمتوا في ايه؟

فركت ماسة باصابعها وتصببت عرقا وهي تجيب عن سؤال والدتها بكلمات معدودة قائلة بنبرة خجلة /

_كان عايز يجي يتقدملي دلوقتي ،

وانا قولتله بلاش علشان حضرتك تعبانة.

ضيقت والدتها عيونها وفكرت في شئ ما مما أثار القلق في نفس ماسة حتى نطقت والدتها قائلة / 

_ كدة افضل برضه المواضيع ده مينفعش هنا لازم يطلبك في بيتك ومن اهلك.

زمت ماسة شفتيها جانبا هامسة لذاتها /

_ اهلي ربنا يستر ،

لتمتم قائلة / 

_ ياريتني كنت سمعت كلامك يا محمد.

........................................

سمع إشعارا يأتي من هاتفه ليخرجه سريعا ويفتح الهاتف لتتسع حدقتيه فور رؤيته لرسالة تحمل اسمها بدأت تتسع ابتسامته رويدا رويدا كان ينتابه الشك بأنه يتوهم حتى دخل بالتطبيق ذاته وتأكد بالفعل أنها أرسلت رسالة بها كلمتين

 ( انا بخير ) 

كما أنها مازالت متصل الان حاول الرد عليها وعندما شرع بالكتابة لاحظ أنها أغلقت التطبيق ولكنه لم ييأس يكفي انها أجابت عليه ولو مرة واحدة .

بدأ يخط لها رسالة أخري محاولا التعبير عن مدي سعادته برسالتها ويتمني لو استجابت لطلبه ولو لمرة واحدة .

رأت غرام رسالته دون أن تفتح التطبيق كانت سعيدة جدا برسالته ولكنها متخوفة فهي لم تجرب من قبل مثل هذه المشاعر لم تعرف كيف تتصرف انتظرت حتي انتصف الليل لتجيب عليه إجابة مختصرة قائلة

 ( انا عمري ما قابلت حد بره قبل كدة وعلشان اعملها لازم اقول لماما واشوف رأيها ايه؟)

لم تتوقع أنه مازال منتظر ردها .

فور ارسال رسالتها واعطاء رنين الاشعار له فتح الهاتف سريعا وقرا رسالتها التي جعلته تهلل اساريره واجابها فورا قائلا وبدون تفكير

 ( وانا موافق وهنتظر رد والدتك ولو موافقتش اتمني اجي اقابلها عندكم )

وضعت غرام يدها على فمها تحاول مداراة خجلها ونسيت أنها مازالت تظهر له انها متصل الان حتى انتبهت على بداية كتابته لتغلق الهاتف سريعا وكأنها تخفي وجهها الخجول عنه،

ثم وضعت الهاتف علي الكوميد بجوارها وظلت تنظر للخلاء حتى غفت علي فراشها تستمتع باحلامها العذبة. 

................................................

ظلت في فراشها تتذكر الوقت القليل الذي مر بينهم .

وبرغم أن الوقت مر سريعا وبرغم أنهم لم يكونا بمفردهم إلا أنه كان مميز في كل شيء حتى أنها لم تشعر بوجود أحد معهم بل شعرت وكأنهم بمفردهم .

ظلت تارة تبتسم وتارة تعبس بوجهها وتستشيط عيونها غضبا حتى أنها لم تشعر بحال اختها وانشغالها بالهاتف كما كانت تفعل معها كل مرة.

_ بس كلمة حق االلون التوتي مع الاصفر الكناري تحفة عليكي.

نطق بها يزن أثناء قيادة نضال للسيارة لتنظر غزل له بالمرآه وعيونها يملؤها الغضب فتثور قائلة محاولة إثبات فعلته /

_ اهو سامعين بيعترف أن كان قاصدها اهو.

ابتسم يزن ابتسامته السمجه قائلا / 

_ انتي هتتبلي عليا ولا ايه انا بقول رأيي في اللونين مع بعض، 

دانا حتى بفكر اقترح عليكي متغسليش البلوزة بصراحة بقت تحفة فنية.

_ عاااااااااااااا

أطلقت غزل صرخه مدوية تعبيرا عن غضبها الشديد مما جعل نضال ينتفض وهو إمام إطار القيادة ولا إراديا كان بدأ في إغلاق النوافذ سريعا في حين كارما ما زالت تدقق بكل أفعاله وحركاته .

ثم قال نضال بحزم / 

_ مش هينفع لعب العيال اللي انتوا فيه ده.

ثم نظر ليزن قائلا / 

_ لو سمحت يا يزن يا ريت تسكت شوية ،كفاية كدة.

ثم نظر تجاه غزل بالمرآه قائلا / 

_ آنسة غزل ياريت تتحكمي في انفعالاتك اكتر من كدة شوية.

حتى لاحظ نظرات كارما الهائمة به فسلط انظاره تجاه الطريق حتى وصلا وكاد أن يصرخ بكل من غزل ويزن فكلاهما لم يصمتا ابرهه واحدة.

ترجلت غزل من السيارة وصفقت الباب خلفها بشده فقال يزن مناديا لها بطريقة تحمل سخرية مما جعلها تلتفت له فقال بطريقته المستفزة /

_ مبتتكسفيش لو حد كان ينادي عليكي ويكون قصده ......... غزل.

وغمز بطرف عينه حتى يصلها ما يقصد وبالفعل وصل لها ما يشير إليه فقد كان يريد التغزل بها ولكن بطريقة ساخرة حتى لا يثبت عليه تهمة التغزل.

جزت غزل على أسنانها ثم استدعت الروح الباردة لديها لتبتسم قائلة /

_ اكيد إجابة السؤال عندك لما كل اللي حواليك ينادوا عليك ب .....يزن وانت بعيد كل البعد عن الاتزان.

ضغطت على حروف اسمه لتوصيل المعني ثم التفتت وتوجهت الي طريقها هي وصديقتها ولا تعرف كيف ردت عليه ولكن كل ما تجزم به أنه يكاد يشتعل غيظا الآن فقد انتهى فقرة تراشقهم بالضربة القاضية من جهتها.

عادت غزل لواقعها بعد أن تذكرت كيف انتهى لقائهم ولكن هل سيلتقوا مجددا؟

لا تعلم حتي أنهم أنهوا لقائهم بجملة تحمل معاني اسمائهم وصفات شخصيتهم التي تكاد تكون مقتبسة من اسمائهم.

وهل إذا التقوا سيظلون بمبدأ القط والفأر؟

ام حتى هنا وقد انتهت اللعبة!؟

............................................

امسك يزيد بالهاتف فور وصول اشعار منها وفتح التطبيق سريعا ليري ردها وسريعا دون إجابته دون ادني تفكير منه وكاد أن يكمل حواره معها فاخيرا حصل عليها وهي متصل الان ولكن وجدها وقد أغلقت التطبيق ليزم شفتيه معلقا بصوت مسموع / 

_ ليه بس ما كنتي بعقلك.

سمعه يزن الذى كان لم يزل مستيقظا فاستدار ينظر له بتعجب ثم اعتدل من رقدته علي إحدى جانبيه مستندا علي مرفقيه قائلا بسخرية /

_ لا بقى ده الموضوع كدة ميتسكتش عليه ،

وصلت انك تكلم نفسك ، ده حتى تبقي عيبة في حقي.

زفر يزيد أنفاسه ورفع نظره للسقف بملل ثم قال معلقا/ 

_ انت يا ابني مش كنت نايم من شوية ايه اللي صحاك دلوقتي.

اعتدل يزن وجلس متربعا وكأنه وجد من ينبش عما بداخله فقال سريعا والإبتسامة تملئ وجهه /

_ اسكت يا يزيد دانا النهارده عملت حتة مقلب في....

ثم صمت ليجد ذاته من يسترسل بالحوار فعقد حاجبيها قائلا/

_ ايه ده انا قايم اسألك مش اتكلم انا ،

مش هتكلم الا لما تعترف انت الاول .

سرح يزيد قليلا والإبتسامة بدأت تشق ثغره ليصفق يزن قائلا/ 

_ أيوة بقي هي الضحكة ده وراها بلاوي.

ازدادت ابتسامة يزيد وحرك رأسه تعبيرا عن عدم الفائدة ثم اعتدال جالسا وبدا يسرد لأخيه بداية الموضوع حتى انتهى برسالته لها ليعلق يزن ناهرا اياه /

_ ايه ده يا ابني ده !!

تدلق كدة علي طول واول ما تقولك ماما تقولها هقابلها ؟؟

ابتسم بسخرية بجانب فمه

أدبست رسمي يا خفيف ،

طب كنت اسألني الاول كنت قولتلك البنت ده بترسم عليك.

عقد يزيد جبينه وزفر أنفاسه بغضب قائلا باعتراض عما بدر من أخيه /

_ تصدق انا مكنتش عايز اقولك علشان كده ،

نام يا يزن نام ينوبك ثواب.

تمدد يزيد بالفراش والتف معطيا ليزن ظهره مدثرا حاله بغطاء من أعلي رأسه حتى أخمص قدميه.

تعجب يزن من غضب اخيه معلقا/ 

الحق عليا كنت عايز الحقك، يالا انا نصحتك وانت حر .

ثم تمدد هو الآخر واستعاد ما كان يفكر به قبل حديثه مع أخيه ليبتسم مرة أخري حين تذكر ملامحها الطفولية ومواقفها وردودها الشقية حتى شعر برجفة من أعماق قلبه لا يعرف اهي من تفكيره في صاحبة المقلب ام أنها من برودة الجو ليسحب غطاءه عليه ويسبح في عالم أحلامه مستضيفا به بطلته الجديدة .

............................................

مر يوم الخطبة علي خير وفي صباح اليوم التالي لها كانت انوار وغادة يعزما على التحقق من أمر حمل ميار فهم لن يقبلوا بأن يدعوا الأمر يمر مرور الكرام.

فقبل أن تذهب ميار لعملها صعدا كليهما طارقين باب الشقة ففتحت ميار بابتسامتها المعتادة تزين وجهها ثم قالت لهم بعد أن دلفوا للداخل سويا/

_ كويس انكم طلعتم انا محضرة الفطار لحسن ابقوا افطروا معاه .

تشدقت انوار وتصنعت الرأفة علي حالها قائلة / 

_انتي يا بنتي مش كنتي تعبانة امبارح ومش قادرة تقومي من مكانك !

هتروحي الشغل ازاي بس دلوقتي ؟

رمشت ميار باهدابها وابتعلت ريقها وزمت شفتيها ثم قالت بنبرة مضطربة / 

_ مانا بقيت كويسة دلوقتي الحمد لله.

نطقت غادة وهي تضيق عيونها لتستشعر صدق ميار ولترد لها ما صنعته اختها بالأمس

_ لا مينفعش يا مرات اخويا ...... لازم نوديكي لدكتور تطمني ونطمن عليكي وعلي الحمل ولا ايه يا ماما !؟

ظلت ميار تحرك حدقتيها بينهم ومن داخلها تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها ثم فجأة تذكرت أمر العمل الذي حقا كان المنقذ الحالي فنظرت في هاتفها فجأة لتشهق وسحبت حقيبتها بسرعة قائلة وهي تتجه مسرعة لباب الشقة /

_ معلش يا جماعة لما ارجع نتكلم انا اتاخرت اوي....عن اذنكم.

نطقت باخر جملتها وهي تهرول هابطة علي الدرج واستمرت بالعدو متناسية أن تستقل سيارة حتي خرجت من الشارع تماما فتنفست الصعداء ووقفت واضعة يدها موضع قلبها لتهدأ من روعه وتطمئنة أنها تخطت مرحلة الخطر .

ثم أشارت لسيارة تقلها لمحل عملها وهي تخرج هاتفها لتستعين باختها ماجدة حتى تخرجها من هذا المأزق.

فعلا وصلت وقد بدأ على وجهها الشحوب وبعد انقضاء اول الحصص وقابلت ماسة بفترة الراحة فسألتها عن سبب شحوب وجهها فسردت لها ما حدث بالصباح وأنها استعانت لأختها لتسألها ماسة بفضول/

_ يخرب عقلك يا ماسة انتي وماجدة ،

المهم المصيبة اختك قالتلك ايه ؟

حركت ميار وجهها يمينا ويسارا وامتعض وجهها بسخط على اختها قائلة بقلة حيلة / 

_ الباردة بكل هدوء قالتلي وماله اهو تطمني علي نفسك ولو في حمل بالرغم اني هزعل بس اهو نطلع مش كدابين ولو مفيش يبقى خير وبركة وقولي كان إجهاد عادي جدا ، ويا ستي وانتي رايحة قوليلي اجي معاكي.

ضحكت ماسة حتى ظهرت نواغزها وصفقت بيدها تعبيرا عن إعجابها بالفكرة قائلة في وسط ضحكاتها / 

_ طب والله البت اختك ده نرفعلها القبعة عليها دماغ متكلفة.

تعجبت ميار من رد فعلها لتضرب كف بالآخر معلقة بكلمة واحدة / مجانين ، والله مجانين .

انتهي اليوم لتعود ميار الي منزلها لتجدهم مازالوا علي رأيهم بل إنهم اتخذوا قرارهم وارتدوا ملابسهم ومنتظرونها حتى حسن زوجها يجلس مرتدي ملابسه وفور حضورها قال لها /

_ حمدالله على السلامه قبل ما تقعدي يالا بينا كلنا مستنينك ،

احنا حجزنا عند دكتور شاطر اوي وميعادنا دلوقتي يالا بينا.

جخظت عيون ميار وتسمرت مكانها حتى وجدت من يمسك بذراعها ويجبرها على التحرك وابتسامتها السمجة تزين وجهها قائلة بنبرة ساخرة /

_ يالا بينا يا مرات اخويا علشان نفرح بجد بقي.

أرادت أن تبلغهم بضرورة تواجد اختها معها ،ارادات أن تبلغهم بقلقها العارم واعترافها بالموضوع برمته ولكنها وجدت فجأة نفسها بداخل السيارة وعقلها مشتت لا تعلم ماذا تفعل وكيف تتصرف حتى فاقت علي كلمة حماتها وهي تحسها على الترجل من السيارة فقد وصلوا الي العيادة المنشودة. 

_ حسب الكشف المبدئي الواضح قدامي بيؤكد انك مش حامل يا مدام ميار.

نطق بها الطبيب بعد أن استدار بكرسيه من أمام جهاز الأشعة معطيا لميار مئزرا ورقيا لتزيل اثار المادة الجيلاتينية من عليها.

اتجه الطبيب الي مكتبه وبدأ يدون بعض ملاحظاته بالورق امامه لحين انتهاء ميار من هندمة ملابسها بينما كان ينتظره حسن أن يتحدث عن سبب عدم وجود حمل فنطق حسن متسائلا غير عابئ بميار / 

_ ويا تري يا دكتور ايه اللي عندها اخر الحمل احنا تقريبا بقالنا ٦ شهور متجوزين ومحصلش حاجه.

استمعت ميار لسؤال حسن الذى شعرت وكأنه يسدد لها ضربة قوية فاغمضت عيونها ثم خرجت من خلف الحاجز لتجلس بالمقعد المقابل لحسن وتنظر تجاه الطبيب بتوتر واضطراب منتظرة إجابته وقد شعرت بسهام النظرات تصوب ناحيتها ، تمنت لو أن اختها معها الان لكانت شعرت بقليل من الاطمئنان.

رفع الطبيب رأسه عما يدونه وقال بابتسامة/ 

_ هو المفروض أن المدة ده مش كتير ومتخلناش نقلق ،

بس حسب شكوى المدام والاعراض اللي قالتها يخليني اشك في موضوع كدة بس الاول لازم نعمل شوية تحاليل علشان نطمن علي كل حاجه وبعدين اشوف الشك بتاعي في محله ولا لا، فانا كتبت بالفعل بعض التحاليل ليكم انتوا الاتنين وبعدها نقدر نحدد لو في مشكلة ولا الوضع تمام ومش محتاج غير الانتظار.

نطق حسن وكأنه ينفض غبار علق بسترته قائلا/

_ لا انا تمام يا دكتور ومتأكد من نفسي ،بس هعمل التحاليل للاطمئنان مش اكتر.

بس هو سيادتك يعني شاكك في ايه؟

أبتسم الطبيب بعملية ثم قال/ 

_لما تعملوا الأشعة وبعدين نتكلم .

ظلت ميار صامته غير عابئة بما يدور كل ما يدور بذهنها ما ينتظرها بعد العودة للمنزل من قبل انوار وغادة ولكن انوار لم تنتظر كثيرا لتتحدث متسائلة بتعجب/ 

امال يا دكتور اغمى عليها امبارح ليه لما هي مش حامل!؟

زاد ضربات قلب ميار حتى كاد أن يتوقف وارتفع صوت أنفاسها حتى تحدث الطبيب بعملية موضحا /

_ من ناحية الحمل لا مفيش بس لو علي الاغماء فأنا ملاحظ أن المدام ضعيفة جدا وباين عليها الإرهاق جامد وعلشان كده انا طلبت برضه تحليل انيميا فممكن يكون ده سببه.

أطلقت ميار زفرة راحة وأغلقت عيونها ،تود أن تقبل الطبيب على حجته ورده المنقذ لها .

نظرت انوار وغادة لبعضهم وكأن خطتهم قد فشلت فرد الطبيب يؤكد أن من الممكن أن يحدث ما حدث بالامس .

انتهى الكشف ليتوجهوا جميعا الي المنزل وجميعهم الصمت يحلق عليهم.

كلا يفكر في ليلاه فميار تحمد ربها بعدم وجود حمل لا تعرف لماذا ،

كما أنها تحمد ربها علي إنقاذه لموقفها .

بينما حسن يحسب حسبته من مصاريف للتحاليل والكشف وخلافه .

وغادة وأنوار تتأكلهم نيران الغضب والغيرة فكانوا يتوعدون لها عند انكشاف أمرها ولكن الآن لا يستطيعون أن يكذبوها.

ولكن يكفيهم أنها ليست بحامل فأمر تدليلها لم يعد قائما.

.........................................

تجمع الأربع اصدقاء بالمساء بعد فترة ليست قليلة ليبدأ كلا منهم بسرد ما حدث له في غياب الباقي فبدأ نضال بذكر موقف يزن الذي اضحك الجميع وبدأ يزن في التباهي بحاله أنه لا يضيع حقه بتاتا ليسخر منه نضال قائلا/ 

_ خلاص بقي متنفخش نفسك اوي بدل ما اقولهم على شحتفتك.

أبتسم چواد بطرف شفتيه بينما اطلق يزيد صفيرا عاليا مما جعل يزن يرفع حاجبيها وينظر تجاه قائلا بضيق / 

_ عجبتك الكلمة اوي ، دورك جاي يا خفيف.

ثم التفت إلي نضال محاولا تصحيح الأمر فنظر له محذرا أثناء حديثه قائلا/ 

_ ولا شحتفة ولا حاجه يا نضال انت فهمت غلط كل الموضوع كنت خايف تطير من ايدي ومنفذش اللي مخططله من فتره بس كدة.

ليبتسم نضال مستهزاً بينما قال يزيد ساخرا /

_ وعمال تقول استفاد من خبراتي استفاد من خبراتي وانت واقع لشوشتك.

استوحشت نظرات يزن ليزيد لينطق قائلا / برضه مصر اشرجك يا ابني .

الاستاذ يزيد المؤدب بيحب ومن النظرة الأولي كمان ، والكارثة الكبيرة شكله ادبس خلاص ،البت دبسته يقابل مامتها .

_ اوووووووو .

نطق بها نضال وهو يصفق عاليا كنوع من التشجيع وأكمل قائلا / 

_ دخلت برجلك يا حلو احكلنا بقي.

نظر يزيد لأخيه شزرا ثم قال مصححا /

_ ماله الادب بالحب ؟

انا مبضحكش على بنات الناس واتسلي يومين واخلع ،

الحب مش عيب ولا حرام لو حبينا صح واتعاملنا في حدود الصح .

وكمان مسمهاش أدبست اسمها اخترت صح .

ثم بدأت ملامحه في الاسترخاء عند ذكراها وبدا يسرد اسباب انجذابه لها ليستمع له چواد وهو يتذكر معشوقته حتى انتبه على سؤال نضال قائلا /

_ كدة تاني واحد هينضم لقايمة المخطوبين فلازم نسمع لخبرات الخاطب الوحيد اللي فينا ايه اخبارك مع خطيبتك يا باشا .

امتعض وجه چواد وزاغت نظراته يريد أن تكون إجابته غير ما يشعر به ولكنه لم يستطع فقال بعد أن أطلق تنهيدة حارة متعجبا من حاله قبلهم /

_ والله مش عارف اقول ايه ؟ 

ساعات مبحسش أنها سعيدة خالص واني مش فارق معاها، وساعات تانية بحسها طايرة من الفرح بس ده وانا بشترلها حاجه بس أو على السوشيال ميديا بلاقيها بتقوم فرح وتحط صورتي وقلوب وحاجات كتير كدة.

صمت قليلا فتعجبوا جميعهم واشفقوا على حاله فسأله يزن محاولا التوضيح /

_ معلش يا چواد ايه اللي بيخليك تقول انها ساعات مبتبقاش سعيدة أو مش فارق معاها ما يمكن بتداري بس؟

حرك چواد رأسه رافضا ثم قال/

_ مفيش مرة طلبت منها نقعد نتكلم مع بعض عندهم او نتقابل أو نقعد في مكان نتكلم بعد ما نشتري أو قبل الا ورفضت زي ما يكون نازلة معايا لغرض الشراء بس بالرغم أن والدها بيكون عارف بس هي بترفض.

_ البت ده استغلالية ومبتحبكش .

نطق بها يزن سريعا معلقا ليوكزه كلا من نضال الذي على يساره ويزيد الذي علي يمينه معلقا نضال / 

_ انت ايه يا اخي بتنقط دبش .

ثم قال يزيد معلقا /

_ يحرق حريشك يا شيخ.

لينطق يزن معترضا من اعتراضهم/ 

_ ايه في انت وهو؟

الحق علي بقوله الحقيقة ولا لازم نلف وندور لحد ما يلبس!!

يجيب عليه نضال قائلا / 

_ لا ولا هنلف ولا هندور وانت عارفنا احنا ازاي بنحب بعض وننصح بعض بس الأمور ده مش بتتاخد كدة يمكن هتتكسف لو قعدت تاكل معاه أو تشرب يمكن مش اجتماعية ومش عارفه تتكلم لما تكون معاه ،كدة يعني فقبل ما نظلمها لازم نتأكد ونسيبه هو يتأكد.

ثم التفت لچواد قائلا/ بص يا ابن الحلال انتوا متعرفوش بعض من فترة طويلة وعلشان كده مش عايزك تظلم نفسك ولا تظلمها ،حاول معاها مرة واتنين وتلاته وحاول تدوب الفروق اللي بينكم،

في بنات جريئة جدا قدام السوشيال ميديا علشان محدش شايفها لكن في الحقيقة مش كدة ،

ولازم تتأكد من نفسك من كل أحاسيسك ده قبل ما تاخد خطوة واحدة إذا كنت هتكمل ولا لا،

حاول تكلمها دلوقتي أو ابعتلها رسالة انك محتاج تقابلها ضروري بكرة مثلا وشوف ردها ايه ومتيأسش.

يعلم جيدا أنه لو حاول مهاتفتها لم ترد عليه فحاول الحفاظ على ماء وجهه وتحجج بجلستهم سويا وقرر أن يرسل رسالة وينتظر ردها وليعطها الفرصة الأخيرة .

لينطق يزن بإصرار على رأيه/

_ برضه انا مصر وبكرة تعرفوا.

نظر كلا من نضال ويزيد بغضب تجاه يزن بينما چواد نظر له ولا يعرف لماذا يطمأن لهذا الرأي .

وحاول چواد إنهاء هذه النظرات لينظر لنضال قائلا / طب يزيد وقرب يدخل القفص معايا ويزن مجنناه مجنونته ،انت بقي هتفضل كدة ؟

لينطق يزن قبله قائلا/ 

_ ميفضلش كدة ليه وهو منعم ما بين بنات الجامعة مفيش يوم يعدي من غير حلويات .

ابتسم نضال ونظر تجاه چواد قائلا/ 

_ يا ابني انا اللي اختارها لازم تكون ملاك كدة وبترفرف ورقيقة جدا من كتر رقتها تكون مبتعرفش تتكلم كلمتين علي بعض.

ثم يلتفت نضال تجاه يزن ويحاول أن يزيده اشتعالا فيقول والإبتسامة تملئ ثغره/

_ صحيح يا يزن هو انا مقولتلكش يا حبيبي مش انا قدمت نقل لمباحث الآداب حسسها هتكون الطف هناك.

_ عاااااااااااا

صرخ بها يزن عاليا ليقهقه جميعهم علي حاله وتستمر الجلسة في تراشق بالغيظ من قبل نضال ليزن وحسد وحقد من قبل يزن لنضال حتى انتهت جلستهم وچواد ينظر من فترة لأخرى بهاتفه لعلها ترد على رسالته ولكن دون جدوى .

بينما كان نضال يتابعه وعلم من ملامحه أنها لا تستجيب حتى لرسائله 

..........................................






البارت تقريبا انتشال بعد ما نزلته وبعيد تنزيله تاني في غير ميعاده اه بس علشان البارتات تكون متكاملة ولكثرة الطلب عليه

البارت ٢٣

 #معدن_فضة

#لولي_سامي

بعد أن وصل لمنزله ارسل لها رسالة صوتية شديدة اللهجة قائلا / 

_ ياريت لما ابعتلك رسالة تعبري اهلي وتردي عليا ولو عايزة تتهربي مظبوط متبقيش تنسي تعملي الواتساب غير مرئي علشان للاسف باينة عندي اون لاين يا هانم).

ثم اغلق التطبيق والقي بالهاتف بجواره ليصدح هاتفه بصوت عدة اشعارات يخبره بوصول عدة رسائل ولكنه وصل من الغضب لدرجة لا يريد أن يستمع فيها لأحد فأغلق الهاتف نهائيا دون أن ينظر للرسائل القادمة.

 واستقام ليغير ملابسه ثم نام في فراشه وهو يسأل حاله إذا كانت لم ترتاح إليه فلما وافقت على الخطبة ؟

واذا كانت الخطبة جاءت سريعة ولم تمهلها فرصة الرفض لما لم ترفض أن أشتري لها شيئا ؟؟

هناك تناقض في الأفعال والمشاعر لا اعرف سبب هذا التناقض ولكن علي أن أقف على سبب هذا التناقض ظل تتضارب به الأفكار حتى غفى مكانه.

بالجانب الاخر بمنزل هايدي كانت ترى رسائله ولكن لم تجب حتى سمعت رسالته شديدة اللهجة فاستأذنت لتغلق شات المحادثة التي به مرسلة رسالة صوتية للطرف الآخر/ 

_ طب هبقي اكلمك بعد شوية باي دلوقتي.

ثم دخلت بشات چواد التي لم تتعدي رسائلة على اليد الواحدة لترسل له عدة رسائل كانت فحواها الاعتذار وتقديم بعض المبررات الواهية ، ولكنه لم بجيبها عن أي رسالة لترفع شفتاها السفلى عاليا وتخرج من محادثته بعدم اكتراث محدثة نفسها / هتحايل عليك يعني! 

براحتك بقي انا مش فاضيالك اصلا.

وعادت لتكمل حوارها التي اغلقته منذ قليل.

........................................

في الصباح بمنزل غرام وقفت بجوار والدتها كالعادة تعد معها الافطار بينما كانت غزل بغرفتها تستعد للذهاب للجامعة .

نظرت غرام يمينا ويسارا حتى لاحظتها والدتها فسألتها متعجبة / 

_ يوه مالك يا بت عمالة تتلفتي يمين وشمال في حاجة شايفاها في المطبخ .

انتبهت غرام لحديث والدتها فقالت بصوت خافت /

_ ها..... لا مفيش حاجه في المطبخ انا بس كنت عايزة اكلمك بس واحنا لوحدنا لما غزل تنزل.

_ وايه اللي عايزة تخبيه عن غزل يا ست غرام.

التفتت غرام متفاجئة بوجود اختها خلفها فحاولت تشتيت انتباهها بشئ اخر / 

_ هخبي عنك ايه يا مفعوصة كنت بقولها على مسلسل تركي بس بعد ما تمشي علشان عارفاكي مبتحبهوش.

لوحت غزل بيدها وبوجه مشمئز قالت /

_ ييييه انا عارفه بتحبوا في ايه ده كله نحنحة بزيادة ،المهم الفطار خلص ولا امشى خفيف .

حملت الام بعض الأطباق لتجيبها / هاتي باقي الاطباق بدل مانتي واقفة كدة مش بتعملي حاجه.

رسمت غزل علي شفاها خط مستقيم تعبيرا عن التذمر لتحمل الاطباق وتخطو خلف والدتها نحو المنضدة جلسوا جميعا حتى انتهوا من أفطارهم وتوجهت غزل الي جامعتها بينما غرام تجلس أمام والدتها تتصبب عرقا وتفرك بأصابع يدها حتى وضعت والدتها يدها وامسكت بكفها وباغتتها قائلة /

_ اسمه ايه؟

اتسعت حدقتي غرام وجف حلقها فابتلعت ريقها التي لم تجد به أي شئ تبتلعه وحاولت ترطيب شفاها بلسانها وزاغت حدقتيها فلم تستطع النظر بوجه والدتها سائلة بتعجب وبصوت خافت مضطرب/ 

_ عرفتي ازاي ؟؟

ابتسمت الام ابتسامة ساخرة ثم قالت/ 

_ عيب لما تسالي امك السؤال ده وانتوا اكتر ناس عارفين اللي كان بيني وبين ابوكوا الله يرحمه وقد ايه كنت بحبه الله يرحمه مكنش في زيه ابدا .

ابتسمت غرام واستندت علي المنضدة واضعة يدها على وجنتيها كالتي تستمع لاحدي القصص الرومانسية بالرغم من استماعها لها مرارا وتكرارا حتى نكزتها والدتها قائلة/ 

_ متسحبنيش في الكلام وقوليلي اسمه ايه ؟

 وعرفتيه ازاي؟ ومنين ؟ 

عايزة اعرف كل حاجه وبصراحة .

اومأت غرام لوالدتها وبدات تسرد لها بداية الموضوع لآخره والإبتسامة تنير ثغرها، بعد أن سردت غزل لوالدتها بعض التفاصيل كست علامات المفاجأة علي ملامح الام قائلة/

_ يعني الحلويات اللي غرقتينا فيها ده بسببه، 

الله يسامحك يا شيخه دانا كنت قربت يجيلي سكر .

ابتسمت غرام لتوكزها امها بابتسامة قائلة /

_ وهو بقي حلوة زي حلوياته ولا كل الحلو في حلوياته؟

رمشت غرام بعيونها واخرجت قلوب من عيونها صادرة تنهيدة حنين وهي تحاول أن تتخيله قائلة / 

_ ده حلو اوي يا ماما اكتر من حلوياته كمان .

ادعت الام الجدية لتفيق ابنتها قائلة / 

_ طب يا اختي اتعدلي المهم أخلاقه .

اعتدلت غرام بجلستها ثم تنحنحت وقالت/ 

_ مانا قولتلك يا ماما هو مستعد يقابلك يعني اكيد مش بيلعب بيا وهو مش باين عليه الشخصية اللعبية ،

 لما تشوفيه هتصدقيني.

صمتت الام قليلا وضيقت عيونها ثم قالت لها/

_  ماشى يا غرام خلينا نقابلة ونشوف نيته بس لو مرتحتلوش مفيش كلام تاني .

اومأت غرام برأسها والسعادة تملئ وجهها وتكاد الفرحة تقفز من عيونها لتهب ذاهبة الي غرفتها ملتقطة هاتفها لترسل له رسالة من كلمتين

 ( ماما وافقت)

واتبعتها بملصق وجه يختبئ وراء كفوفه تعبيرا عن فرط خجلها.

بالجهة الأخري كان مازال يزيد بالمرحاض يستعد للذهاب للمحال بينما يزن يجلس أمام طبق الكعك واكواب الشاى الذى أعدها يزيد قبل دلوفه المرحاض يرتشف قليلا من الشاي ويلتقط كعكة من الطبق وذهنه يفكر في أمر ما حتى انتبه على صدوح إشعار من هاتف أخيه ليلتقط بعينه محتوي الرسالة فيبتسم بسخرية معلقا بصوت عالي/ 

_ بسرعة شوية يا عريس الشاي هايبرد.

خرج يزيد من المرحاض مشمئزا من صوت أخيه حتى فوجئ بانتهاء طبق الكعك الا من كعكة واحدة ليمسك بتلاليب أخيه قائلا/ 

_ خلصت الكحك اللي كنت هفطر بيه وتقولي الشاي هايبرد يا اخي ايه كمية السماجة بتاعتك ده.

امسك يزن بيده وانزلها وحاول جذب انتباهه لشئ اخر قائلا / 

_بتفكر انت في الكحك وسايب البنية تبعتلك رسائل وانت ولا معبرها.

عقد يزيد جبينه حتى أدرك معني حديث أخيه فاتسعت حدقتيه وتركه ليمسك بهاتفه يتفحصه حتى وجد رسالتها فقرآها وقد غمرت السعادة محياه بينما يزن امسك باخر كعكة وظل يتناولها وهو يشاهد أخيه وهو يقرأ الرسالة وكأنه يشاهد فيلم رومانسي.

كتب يزيد رسالة لها يعبر بها عن كم سعادته وينتظر اليوم المناسب الذى ستحدده والدتها لاستقباله .

ثم توجهها كلاهما من المفترض الي المحال ليتفاجأ يزيد بيزن يعتذر منه لذهابه لمشوار هام وسيأتي للمحال فيما بعد.

..............................................

عادت ماسة ووالدتها الي منزلهم بعد ليلة قضوها بالمشفى حتى اطمئنوا على حال والدتها وتحسنها الملحوظ وبعد أن أعدوا غداءهم جلست ماسة تتحدث مع والدتها في أمر محمد وأنه ليس من الضروري حضور خالها فيكفي عمها حاليا لحين الاتفاق على كل شئ ولكن والدتها رفضت بشدة قائلة / 

_ يا بت انا بعززك لما يجي هو واهلك ويلاقوا ليكي أهل ورجالة هيعملولك هيبه كدة مش اقابلهم برجل واحد بس ،ده تبقي عيبة في حقك انتى .

لتنطلق ماسة يتذمر / بس يا ماما انتي عارفه موقف خالي واللي عايزة ،مش بعيد يبوظ الجوازة .

ربتت الام على كفها قائلة /

_ متخافيش حبيبتي ماهو علشان محدش يطمع في حد ولا في حاجة هخلي عمك يقعد وخالك كمان .

زمت شفتاها واطلقت زفرة عالية ثم هبت واقفة وذهبت لغرفتها بخطوات تعبر عن احتجاجها وهي تدبدب باقدامها لعل اعتراضها يصل لوالدتها .

وبالفعل شعرت بها والدتها لتحرك رأسها بقلة حيلة متمتمة/

_ سامحيني يا بنتي لو معملتش كدة الدنيا هتبوظ اكتر .

لتتذكر اخر حديث مع أخيها حول ماسة وأبناءه

Flashback

_ هتفضل كدة لحد امتي انا تعبت من تحكماتك ده؟؟

حازم بتسلط وبكل برود /

_ والله عايزة تخلصي من تحكماتي تجوز بنتك لابن من ولادي .

_ يعني ايه يعني هو الجواز بالعافية ،

 التعليم وأدخلت فيه ومخلتهاش تدخل الكلية اللي عايزاها دلوقتي هتجوزها بالعافية .

_ والله انا بحافظ على بنتك ،ومن كرم أخلاقي سايبها هي تختار العريس اللي عايزاه من ولادي الاتنين غير كدة مش هتنازل تاني.

_ انت كل اللي همك ورثي من والدي ميروحش للغريب لدرجة أنك اتحكمت في تعليم بنتي واصريت تدخلها كلية بنات بس علشان متقابلش حد وتجبرها تتجوز حد من ولادك،

لكن لحد هنا وكفاية لو بنتي مش عايزة حد من ولادك انا لا يمكن اغصبها على ده بالذات.

_ وانا قولت اللي عندي ويبقى حد يهوب ناحيتها وانتوا هتشوفوا ايام اسود من قرن الخروب.

Comeback

_ اجبلك الدواء يا ماما ؟؟

انتبهت والدتها على سؤال ابنتها فردت بوجه حزين /

_ اخدته يا بنتي متشغليش بالك انت .

ثم تمتمت لنفسها / 

_ مقدميش غير أني احطه قدام الأمر الواقع مع العريس ويكون عمك موجود ،وربنا يستر بقى.

ورفعت هاتفها لتجري اتصالا بعمها اولا لتسرد عليه الموضوع ربما ساعدها وانقذها من حيرتها.

.....................................

كانت تقف بين زميلاتها أمام الجامعة لا تلاحظ وجوده بينما هو يكاد يحفظ تفاصيل ملابسها من كثرة تركيزه بها ،

ظل مرتكزا على سيارته وناظرا لها .

لاحظته زميلتها كارما التي حضرت معها الوقعة الأخيرة لتوكزها بكتفها فتلتفت لها غزل مستفسرة لتشير لها عن مكانه برأسها لتتقابل الأعين وتبدأ الابتسامات في الارتسام على الوجه لا تعلم اهي ابتسامة سعادة من كلا منهم ام ابتسامة خبث يتوارى خلفها هدف اخر لتوكزها صديقتها مجددا سائلة في حيرة/

_ ايه هتعملي ايه؟

ظلت الابتسامه على ثغرها وهي تجيبها بغير ما تنتظر ومازالت تنظر تجاهه مبتسمة قائلة من بين اسنانها/

_  طلعي البرجل من الشنطة .

عقدت كارما حاجبيها متعجبة من مطلبها فحاولت أن تفهم فاعادت غزل طلبها بطريقة مرعبة وهي تتحدث من بين أسنانها والإبتسامة لا تفارق ثغرها.

استدارت كارما خلفها وهي متعجبة من مطلب غزل لتفتح الحقيبة الخاصة بها وتخرج ما طلبته واستدارت تعطيها إياه فأمسكته غزل بين كفها محاولة اخفاءه وقالت لكارما / 

_ تعالي معايا .

وانطلقت دون أن تستمع لسؤال كارما أو حتى تخبرها بما سيحدث .

فعبرت الطريق وانطلقت خلفها كارما متمتمة لنفسها/ 

_ ربنا يستر من جنانك يا غزل .

توجهت غزل مباشرة الي يزن مرحبة به بكل وجه مشرق وابتسامة واسعة ليرحب بها هو الآخر قائلا/ 

_ صدفة غريبة كنت جاي اشتري شوية طلبات شوفتك فقولت لازم اسلم عليكي ،ولا لسه زعلانة 

ابتسمت غزل قائلة بأريحية تامة /

_ لا ابدا مش زعلانه انا قلبي ابيض اوي ، 

وكمان انت قولت مكنش قصدك واكيد مش هتكدب ولا ايه ؟

ارتاح يزن قليلا ليجيبها مرحبا /

_ اه طبعا ،

وعلشان خاطر اتصالحنا اسمحيلي اعزمكوا على اسموزي بدل اللي ادلق ،

ثواني وجاي.

اومأت له مبتسمة وتوجه هو الي الكافتيريا يبتاع منها العصير بنفس الطعم التوت فابرزت هي البارجل قليلا بيدها وطلبت من زميلتها أن تداري عليها ثم أخذت تمشيه على سيارته فاحدثت خدش كبير وبنهايته نحتت اسمها علي السيارة ثم وقفوا أمام ما فعلته فجاء يزن ثم حاولت التملص منه معتذرة بعد أن أخذت منه العصير الخاص بها قائلة بأسف /

_ كنت اتمنى اقف معاك اكتر من كدة بس اعذرني عندنا محاضرة مهمة وشكرا على الاسموزي بس المرة دي برعايتي عن اذنك .

وامسكت بكف كارما وانطلقا كالتي تهربا من وحش كاسر.

وصلا بداخل الكلية لتقفز فرحا مما فعلته .

أما بالخارج تعجب يزن من حديثها قبل جلب العصير وحالها الذي تبدل بعد ذلك وبماذا تقصد بكلمة (برعايتي) !؟

ولما التعجل هذا !؟

ولكن ارجعه ربما يكون قد تأخرت عن ميعاد المحاضرة .

ثم استدار ليفتح باب السيارة ولكنه لاحظ الخدش عليها في البداية توقع أن يكون اطفال فغضب كثيرا فسيارته لها مكانة خاصة بقلبه ولكن عند اقترابه من نهاية الخدش ومال عليه بجذعه ليدقق النظر جيدا فوجد امضاءها ليضغط علي أسنانه حتى كادت أن تنكسر ثم أطلق صوت غاضب لفت إليه كل المارة ثم اخرج هاتفه طالبا نضال قائلا بصوت عالي وغاضب فور رد نضال دون مراعاة وقت أو مكان تواجده / 

_ شوفت بنت ال...... عملت ايه في العربية؟؟

_ جرحت العربية يا نضال ، 

_ جرحتها بنت ال.... وتقولي انا قلبي ابيض ،

دانا هخلي أيامها سودة علي دماغها.

_ تعالالي دلوقتي ودخلني الكلية عندها.

_ بقولك عايز ادخلها يا نضال .

_ ماشي يا نضال بس ورجمة أمي مانا سايب حقي المرة دي.

_ لا المرة دي بقي غير المرة اللي فاتت .

_ ماشي يا عم انا ماشي دلوقتي بس راجعلها بنت ال....

_ وقبل ما تقفل عايزك تجبلي جدول محاضراتها والا هجيبه بمعرفتي. 

استقل سيارته وهو يكاد أن يخرج دخانا من أنفه وتوجه الي المحال بحالة نفسية سيئة للغاية ليخرج كل غضبه بالمحال والعمال.

.................................

بعد أن تأكدوا من عدم ثبوت الحمل وكأنهم اتفقوا دون اتفاق وخاصة عند شكهم بوجود مشكلة لديها على حسب توقعات الطبيب فاصبحت معاملاتهم اسوأ مما سبق ومن أجل التأكيد على سلامة ابنهم فأشاروا عليه بعمل التحاليل المطلوبة منه ومنها وبرغم شحهم المتصفين به ولكن لكي يجدوا ما يتشبثون به وهو الإذلال وهم مطمئنون البال .

حتى جاء موعد نتيجة التحاليل فتوجهوا كلاهما الي الطبيب في الموعد المحدد لهم وبعد رؤية الطبيب للتحاليل وبعد كشف مبدأي لكلاهما وسؤالهم بعض الأسئلة الخاصة بلحظاتهم الحميمية وخاصة لميار توجه الطبيب لمقعده أثناء هندمة ميار لملابسها ثم توجهت لتجلس أمامه لتلاحظ تجهم ملامحه فتسأله باضطراب واضح بملامحها ونبرة صوتها /

_ ااااه ..... خير ...... خير يا دكتور .

حاول الطبيب ان يبتسم قليلا ثم قال/

انا بصراحة مش شايف أي مشاكل في التحاليل ولا في حاجة واضحه قدامي في الأشعة بس بناء على شكوتك يخليني اتوقع حاجه كدة مش هتبان غير بالمنظار .

قضب ميار وحسن جبينهم ينظرون بتيه وعدم فهم ليكمل الطبيب محاولا تبسيط المعلومة لديهم فقال لهم/ 

_ بصوا انا بصراحة شاكك في بطانة الرحم المهاجرة اللي تقريبا اعراضها بتتشابه مع الأعراض اللي ذكرتها ميار وللاسف ده مبتبانش غير بالمنظار فعلشان كدة عايزين نعمل منظار استكشافي ولو طلع شكي بمحله ممكن وقت المنظار نعملها كي على طول.

لم يستوعبا ما قاله الطبيب فصمت كلا منهم محاولون إدراك ما استمعوا إليه ليتساءل حسن بطريقة ابسط قائلا / يعني يا دكتور قصدك تقول إن ميار مبتحملش؟؟

أبتسم الطبيب نصف ابتسامة ثم قال موضحا /

_ مين قال كدة بس الموضوع كله أن بطانة الرحم المهاجرة لها درجات وعلي حسب درجتها ممكن تخلي في صعوبة بالحمل فبتأخره واحيانا بتمنعه لو درجتها كبيرة.

شعرت وكأن أحدهم قد ألقاها في غيابة چب لا تري أو تسمع فيه شيئا كل ما أدركته هو استحالتها للحمل وستقضي الباقي من عمرها وحيدة بين براثن هذا الذى يدعى حسن وهو بعيد كل البعد عن الحسن.

وبالجهة المقابلة نظر لها حسن وقضب جبينه فقد شعر بالتيه هل هي تنجب ام لا ولكن كل ما استوعبه أنها تحتاج لمصاريف كثيرة من أجل الاقتراب من فرصة الحمل وكأنة اتخذ قراره فأطلق زفيرا عاليا وقال بعده /

_ يا خساره ..

فهم الطبيب ما يشير إليه فحاول طمأنته قائلا بابتسامة بسيطة /

_ مفيش خسارة ولا حاجه يا استاذ حسن كل الموضوع شوية مجهود وأن شاء الله ربنا يرزقكم ،

هو العيال بتيجي بالساهل برضه!؟

اومأ حسن برأسه وأستاذن للانصراف بعد أن استلم الورقة التي دونها الطبيب ثم استقام فلحقت به ميار دون أن تنطق ببنت كلمة وكأنها فقدت النطق وعلي استعداد تام بما ستسمعه دون حتى التعليق عليه.

احيانا ننظر للأمور من اتجاه واحد ولا ندرك أن ما نعتقده شر هو بوابة الولوج إلى الخير وربما افضل الخير .

انطلق حسن وميار بصمت تام كلا منهم في حساباته العقلية حتى وصلا إلى منزلهم صعدت ميار لشقتها بينما هو فضل اللجوء لوالدته ربما وجدت له مخرج من هذه الأزمة. 

.................................

كانت انوار وغادة يجلسون منتظرين حسن بفروغ الصبر وكل أحاديثهم عن توقعاتهم وخططهم المستقبلية تجاه ميار ما إن ثبت ما يتوقعوه حتى ولج حسن الي شقة والدته ليراها جالسة بتحفز هي وغادة اخته ينتظرا قدومه،

رأوا حسن متجهم الوجه فقالت والدته وكأنها قرأت ما تخطه ملامحه / 

_طلعت معيوبة مش كدة.

اومأ حسن برأسه وعلي وجهه ملامح الحزن لا يعرف لما يحزن !

هل لعدم إمكانية إنجابه من ميار ام لاضطراره تنفيذ ما تطلبه منه والدته.

لتكمل انوار وكأنها تقرا الغيب / 

_انا قولت من البداية البت ده معيوبة ،من ساعة ما طلبناها وأبوها كان متساهل معانا فى شروطنا وقال ايه انا بشتري راجل ،

ما طبعا لازم تلحق راجل بدل ما تعنس جنبهم

أصدرت صوتا من بين شفتاها ثم قالت/

_ وقال ايه احنا اللي افتكرناه طيب وابن حلال ومطلبش طلبات كتير .

ثم التفتت لذلك الذى يجاورها قائلة بنبرة حازمة/ 

_ يبقي تنفذ اللي اتفقنا عليه انا واختي وده لمصلحتك سامع؟؟

دون أن يحرك ساكنا أو يبت ببنت كلمة كان قد أطلق موافقة داخلية فلم يكن هناك أمامه خيار آخر ،فهذا الحل الوحيد الذي يعتبر أقل خسارة بالنسبة له.

أما عن غادة فأكدت عليهم أن يحذروا جيدا فيجب أن ما يحدث يكون غير ملموس لخطيبها .

وهنا كلا غنى علي ليلاه ولم ينتبه أحد لحال ميار التي صعدت لشقتها وتواصلت مع اختها التي حاولت تهدأتها ووعدها بتقديم كل سبل المساعدة والدعم المادي والمعنوي والا تحزن فربما فرج الله لقريب.

ولكن كان لميار رؤية أخرى للمعضله فقالت لأختها محاولة التفكير معها بصوت عالي/ 

_ المشكلة يا ماجدة أن لو عايزة اعمل المنظار هيحتاج مصاريف كتير جدا وانا مش عايزة اكلفك ولا اكلف بابا ولا محمد مش علشان حاجه علشان حسن ميعتمدتش على كدة وخاصة أنه بقاله فترة من غير شغل.

قضبت ماجدة جبينها بتعجب من الطرف الآخر وسألت باندهاش / 

_ ولما هو مبيشتغلش كل المصاريف ده من مين؟؟

قالت بتوتر وكأنها شعرت الان بفضح خطأها / 

_مني

وهنا انطلقت صيحات وسباب من اختها لعلها تفيقها من غفلتها كما أكدت عليها مَن ومتى نساند البعض؟

عندما يكون من نسانده يستحق الدعم ويكون ممن يقدر هذه المساعده والأهم هو أن يكون من المجاهدين لا من المتكالين.

وبالفعل كانت تشعر ميار بخطأها ولكن ينقصها الشجاعة لاتخاذ قرار بعدم مساندة هذا السئ . 

وبنهاية المكالمة أكدت عليها ماجدة بالاصرار والإلحاح عليه بالبحث عن عمل جديد وان لا تقدم يد العون مرة أخري حتى يشعر بالمشكلة والا أخبرت هي والدها واخيها وعملت على تصعيد المشكلة وما ادراك عندما تصعد ماجدة المشاكل.

..................

متنسوش حفلة التوقيع لرواية المعرض يوم الجمعة القادم ان شاء الله ٢/٣ منتظراكم واتمني أن تقتنوا الرواية وتعجبكم احداثها لأنها حقا مختلفة تماما فكرة واسلوبا

وان شاء الله في عروض وخصومات كبيرة علي الرواية يوم الجمعة ولو مش قادر تنزل المعرض مفيش مشكلة تقدر تتواصل معايا انا وتطلبهامني مباشرة وانا هوفرهالك أن شاءالله 





#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٢٤

تواصلت بالفعل غالية أم ماسة مع عمها فؤاد الذى فرح كثيرا وقدم التهنئة مقدما ووعدها بقدومه في الميعاد التى تحدده حسب ظروفهم وظروف العريس والأهم من كل ذلك ظروف أخيها فاروق الذى يعرفه جيدا كيف سيتحجج فأراد أن يقطع كل السبل عليه ويترك له حرية تحديد الميعاد المناسب له.

أنهت مكالمتها مع عم ماسة ثم استنشقت نفسا عميقا وأخذت تطلب أخيها محاولة تهداة روحها والتحلى باكثر درجات ضبط النفس فهي حاولت وما تزال تحاول بأن لا تصل لنقطة القطع مراعاة لصلة الرحم الذي لا يضعها الاخر في حساباته .

بعد أن بدأت المحادثة بكثير من السلامات كمحاولة لتهدأة روحها ومحاولة البحث عن طريقة لعرض الموضوع عليه ولكن كادت أن تنتهي المحادثة ولم تتحدث بعد فلم تجد سبيل فقالت بلهفة قبل أن ينهى المكالمة بسبب انشغاله الدائم قائلة / استني بس يا فاروق عايزة أقولك على حاجه مهمة .

_ خييير يا غااالية عمالة تلكي من اول المكالمة وجاية دلوقتي تقولي علي حاجة مهمة ،

اتفضلي قولي بسرعة علشان ورايا حاجات كتير.

سحبت نفسا عميقا ثم أطلقت جملتها مسرعة قائلة/

_ ماسة جايلها عريس وكنت عايزاك تيجي ....

لم يمنحها الوقت لتكمل جملتها بل اسرع من اعتراضه ببجاحته المعهودة وجلف قائلا /

_ عريس اييييه يا غالية البنت في حكم المخطوبة لابن خالها مفيش عريس ولا دياولوا واخر الشهر هنيجي نقرأ فاتحة ونلبس دبل ونخلص من ام الموضوع ده بقي ،ومن غير سلام عليكم.

اغلق الهاتف دون أن يستمع لرأيها أو حتى لموافقتها وكأنه أمر مسلم به .

انسابت الدموع علي وجنتي غالية وترحمت على رفيق دربها وفؤاد قلبها ومنقذها الذى كان بمثابة درع واقي لها أمام أخيها الذى لطالما طالها منه ظلمه حتى أتى زوجها مراد ليكون منقذها ومخلصها ولكن قد انقضى عمره سريعا وكأن هذه الحياة لا تصلح لامثاله من الطيبين كثيرا.

وما لبثت الا وعادت مرة أخرى تحت وطأة ظلم أخيها الذي لا يهمه شئ سوى تكنيز المال وكأنه سيخلد حتى أبناءه أصبحوا مثله .

أزاحت بكفها دموعها فلم يوجد من يمسحهم غير كفوفها فقد ذهب من يزيح دموعها ويطمئن قلبها .

واتخذت قرارها التي لطالما اجلته كثيرا فقد حان وقته وبرغم عدم تمنيه إلا أنها لم تملك خيارا آخر فابنتها فوق كل شئ فقالت بحزن يقطع نياط قلبها /

_ يا خسارة يا فاروق مكنتش اتمنى اقطعك من حياتي بس انت اللي خيرتني يا ابن والدي وانا اخترت بنتي.

ثم أجرت مكالمة أخري بفؤاد عم ماسة  الذى أكد على صحة تفكيرها بل وخطط لها القادم وكأنها رأت فيه أخيه الذي لطالما كان هو ملهمها بل وراسما لكل خطواتها دون أن تجهد نفسها في أي تفكير 

..........................................

حاول يزيد التواصل مع غرام لتحديد ميعاد للقدوم إليهم  فأرسل لها رسالة يترجى فيها الرد عليه من أجل الاتفاق على ميعاد محدد كما أسند لمبرره سببًا قويًا آخر وهو عدم معرفة عنوانهم ويطلب الوصف بتفاصيل وبدقة عالية وبالفعل استجابت اخيرا وأجابت على رسالته ثم تطور الحوار والذى كان فحواه طلب بل رجاء بالمقابلة ضروري قبل القدوم الي المنزل فقال لها /

بالله عليكي لتوافقي ،والله هي مرة واحدة بس عايز اعرف حاجات كتير قبل ما اتقدم وبعدها هاجي على البيت على طول صدقيني.

ترددت غرام كثيرا فهي لم تعتاد على هذا الأمر فابتعلت ريقها وقالت بصوت خافت /

_طب لو وافقت هنتقابل فين ؟ وامتى؟

انتفض يزيد من مجلسه قائلا بحماس جم /

_ هنتقايل امتى حالا ،وفين؟ توصلي انت علي اول الشارع وهتلاقيني.

ازداد الاضطراب لدى غرام واشتعل وجهها خجلا فور استماعها أنه يريد رؤيتها حالا فلم تكن تتوقع هذه السرعة ظلت صامته لوقت ما ،

لا تعرف بماذا تجيبه برغم تمنيها هذا اللقاء حتى انتبهت لتكرار حديثه فوافقته ولكن ستخبر والدتها بالمقابلة .

انتهت المكالمة وأخبرت غرام والدتها التى وافقت على مضض مع التأكيد على محادثتها بين كل لحظة وأخرى والا تتأخر.

انطلق يزيد فور استماعه لموافقتها يطلب من يزن مفاتيح السيارة الذي كان يبدو عليه الضيق الشديد والعصبية المفرطة مع العمال وهذا لم يكن من طباعه من قبل.

تردد لحظة يزن ولكنه وافق اخيرا وفور ولوج يزيد من المحال بعد توصية يزن بأن لا يذهب الي مكان عاد سريعا وهو مقتضب الجبين سائلا يزن /

_ مين اللي عمل الخدش اللي في العربية ده يا يزن؟؟

نظر له يزن ولم يعرف بماذا يجيبه هل يقول له أن من فعلت هذا فتاة وأثناء وجودة أيضا فزم شفتيه وقال بضيق واضح/

_ عيال ولاد حرام خدشوها وانا مش موجود ولما جيت لاقتها بس وحياة ابوهم لاجبهم وأعلمهم الادب.

عقد يزيد حاجبيها متعجبا من الحوار ثم سأل باندهاش/ 

_ وهتجبهم ازاي بقي يا خفيف لما انت متعرفهمش ومكنتش موجود؟؟

اضطرب يزن وأخذ يفكر في السؤال سريعا ثم قال / 

_ لا ماهو في كاميرات بالمكان اللي كنت واقف فيه هشوفها وهجبهم متقلقش انت.

ربت يزيد على كتفيه ثم قال بحنو الاخ / ولا يهمك يا اخي ده اللي مضايقك من ساعة ما جيت وعمال تشخط يمين وشمال.

ثم نكزه بكافه قائلا/ 

_ خلاص يا سيدي سمكرتها عليا بس خف علي العمال شوية ملهمش ذنب.

ابتسم يزن واومأ برأسه ثم انطلق يزيد الي السيارة بينما تمتم يزن قائلا/ 

المشكلة مش العربية ، المشكلة بنت التيت اللي عملت العربية والنعمة لاربيكي اصبري عليا .

ثم اخرج يزن هاتفه وأنزوى بجانب في المحال بعيدا عن العمال قليلا ثم أجرى اتصالا بنضال مرة أخري  الذى أجاب عليه بعد تكرار محاولته مرتين لينطلق يزن صائحا فيه /

_ مش عايز ترد عليا ليه يا نضااااال.

قال نضال بكل هدوء / 

_ يمكن علشان عايز اسيبك لحد ما تهدى.

_ والنعمة ما ههدي الا لما اعلمها الادب.

_مش ده اللي من يومين بالظبط كنت دايخ عليها علشان كان في مشاعر وحاجات ، سامحها بقى.

_ ولا مشاعر ولا نيلة وانا مبسبش حقي ومن بكرة قعدلها على باب الجامعه وهتشوف،

المهم جبتلي جدول المحاضرات ؟

تمام قولهولي بقى................

ثم اغلق المكالمة دون حتى أن يستمع لرأي نضال أو حتى استفساره عن ماذا سيفعل بهذا الجدول .

كل ما كان يسيطر عليه كيفية رد الصاع صاعين فهذا يزن من تتهافت عليه الفتيات تأتي هذه لتترك خدشا بسيارته وربما للخدش أثرا اخر في مكانا آخر.

انطلق يزيد فور أن استقل سيارته أو بالأحرى سيارة أخيه فبالرغم كونها من مالهم سويا إلا أن يزن أكثر من يستخدمها وهو من يعتني بها لذلك تركها يزيد لأخيه ولا يستخدمها الا في الطوارئ فقط .

وصل يزيد للمكان المنشود وانتظر قليلا ليرى من تقدم عليه بخطواتها الرزينه وطلتها البهية وفستانها الهفهاف ذو اللون البنى البندقي والذى يتماشى مع لون شعرها لتآثره أكثر في شباكها .

وصلت غرام للمكان ولم تجده ولكنها فوجئت بمن يطلق بوق سيارة خلفها لتستدير معتذرة عن وقفتها ولكنها وجدته يخرج من السيارة قائلا / اتفضلي اركبي.

نظرت غرام للسيارة ثم له وقالت / لا مش هقدر اركب معاك العربية انت قولي رايحين فين وانا هركب تاكسي واحصلك.

عقد يزيد حاجبيه ثم قال/ طب وايه الفرق ما التاكسي هيكون سواقه غريب برضه اعتبريني غريب زيه .

ابتلعت غرام ريقها ثم قالت/

_ معلش ريحني وانا كدة هرتاح افضل.

لم يجد يزيد بد من الموافقة فاوقف تاكسي واركبها به وقال له علي مكان الكازينو ودفع الأجرة لينطلق التاكسي وهو خلفها بسيارته.

وبرغم غرابة الموقف ومنطقها الغير مقنع بالنسبة له إلا أنه احترم تصرفها كثيرا لذلك لم يحاول الضغط عليها.

وصلا معا إلي الكازينو ودخلا ليحاول يزيد الذهاپ الي طاولة منزوية في أطراف الكازينو ولكنها اختارت طاولة بمنتصف المحال .

جلسا سويا يحاول أن يتحدث لها يزيد وكلما يسألها تجيب برد مقتضب وتتلفت يمينا ويسارا حتى صمتا كلاهما حتى جاء النادل وأدلى يزيد بطلباتهم إليه دون أن يسألها قط فعقدت جبينها متسائلة باندهاش/ انت حتى مسألتيش احب اشرب ايه وطلبت من غير ما تعرف رأيي.

ابتسم يزيد نصف ابتسامة ثم قال/ مش يمكن عملت كدة قصد علشان تتكلمي ؟؟؟

شعرت غرام بالخجل ورمشت باهدابها ثم حاولت اشغال نفسها في تهذيب شعرها حتى اكمل يزيد حديثه قائلا/ اصل بصراحة من ساعة ما جينا وانتي ساكته وبتردي على قد السؤال ده غير انك بتتلفتي حواليكي معرفش ليه ؟ بالرغم أن المفروض قائلة لوالدتك .

ثم مال قليلا للامام مستندا على الطاولة ينظر بداخل عيونها قائلا بهمس / ولا خارجه معايا من ورا مامتك.

_ لا لا والله قايلالها ده كمان لما قولت لسواق التاكسي علي المكان اتصلت بلغتها علي طول.

خرج حديث غرام سريعا وكأنها مخطأة وتبرر فعلتها فاتسعت ابتسامة يزيد قليلا ثم قال بثقة / انا عارف ده كويس وواثق جدا فيكي كمان انا بس مستغرب قلقك الزائد ده .

احمر وجه غرام قليلا ثم أجابت بخجل / 

_ اصل مخرجتش مع حد كدة قبل كدة فحاسة الناس كلها بتبص عليا.

أطلق يزيد تنهيدة عالية وما زال ينظر لها بوله شديد حتى تعجبت من نظرته فتسائلت / 

_ انت بتبصلي كدة ليه انا قولت حاجه غلط.

_ بالعكس أنت متتخيليش انا فرحان بيكي ازاي أن ربنا اهداني بواحدة زيك جمال واخلاق وحكمة ،انا كلمة معجب بيكي ده قليلة اوي عليكي بجد ،خايف اقول بحبك متصدقنيش بس حقيقي انا بعشقك مش بس بحبك.

اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل وابتلعت ريقها وشعرت كأنها تتصبب عرقا وكأنها بنهار اغسطس برغم برودة الطقس بحكم انهم باواخر شهر ديسمبر.

جاء النادل وانزل الطلبات ثم انصرف فحاول يزيد أن يصلح خطأه السابق فقال لها/ 

_ انا طلبتلك هوت شوكليت علشان تدفي شوية بس انا شايف انك عرقانة تحبي اطلبلك حاجه تانية.

امأت بالرفض ثم بدأت تمسك الكوب بكلتا يداها فأكمل هو ليخرجها من حالة التوتر هذه فقال /

_ كنت عايز اعرف رد فعل الوالدة لما قولتلها عليا علشان وانا بقابلها بكرة أن شاء الله ولو لها طلبات خاصة في عريس بنتها ياريت تغششيهالي .

ابتسمت غرام ثم وضعت الكوب أمامها وما زالت ممسكه به وتحدثت بصوت خافت / ابدا ماما ست كويسة جدا وحكيمة اوي واهم حاجه عندها سعادتنا ،بس ده ميمنعش أنها بتفهم في الشخصيات كويس جدا فخلي بالك وانت قاعد قدامها الاختبار هيكون صعب .

طوال ما كانت تتحدث كان ينظر لوجهها الوضاء وشفاها الوردية التي تخلو من اي زينة سوى لمعان ريقها وهي تبللها بلسانها كل برهه وآخري .

انتهت هي من حديثها ولكنه لم ينته هو من النظر إليها حتى مد كفيه وحاوط كفيها التي تحتضن بالكوب قائلا بصوت عذب / لو على سعادة بنتها فده هي هتتاكد منه لانه هيكون شغلي الشاغل كله

ارتعشت غرام وسحبت يدها سريعا وهنا انتبه يزيد من حالة التيه التي كان بها ليجد نفسه ممسكا بكوبها فسخب يده معتذرا ثم قال / طب لو كدة يبقى متفقين جدا شاء الله ممكن اجي بكرة بقي؟؟

_ بكرة !! اوام كدة ؟؟

نطقت بها غرام باندهاش فلم تتوقع تسرعه لهذا الشكل فاومأ يزيد برأسه ثم قال/ لو حابة تسالي والدتك إذا كان يوافقها بكرة وتديني الموافقة دلوقتي.

اضطربت انفاس غرام وزاغت ابصارها وصمتت فلم تعد تعلم ماذا تفعل حتى أعاد يزيد طلبه بأن تهاتف والدتها فأخرجت هاتفها وكأنها مسيرة .

وبالفعل عرضت على والدتها طلبه بالمقابلة والتي وافقت هي الأخري بترحيب وهنأتها بالهاتف علي خبر خطبتها فحاولت غرام تصحيح  المعلومة أنه سيأتي للمقابلة فقط ولكن الأمر الآخر الذى اذهل غرام  فرحة والدتها وكأنها قابلته ووافقت عليه.

اصبحت تجلس لا تعلم ماذا يحدث بدأت أنفاسها تتلاحق حتى بدأت أن تشعر وكأنها ستتزوج بالغد.

أخبرته بموافقة والدتها علي مقابلته والذى أسعده كثيرا قائلا / اخيرا ....اخيرا بكرة هنقرا الفاتحة .

حاولت تصحيح المعلومة من جهته قائلة / بكرة هتقابل ماما بس علشان تتفق معاها.

ردد بعد جملته وكأنه يريد اكمال الجملة / 

_ وهنقرا فاتحة أنا فاهم .

ازداد توترها لا تعلم أنها ستكون في هذا الموقف المحرج فطلبت بأن ينتهي اللقاء لتعود إلى منزلها بنفس الطريقة التي أتت بها .

بينما هو رجع الي المحال بحال غير الحال وكأنه تبدل حاله بأخيه فدخل الي المحال يسلم ويقبل كل من يقابله من العمال حتى وصل إلي مكتب چواد ويزن فقبلهما علي غير العادة واخبرهم بعد ذلك عن السبب وأجرى اتصالا بنضال ليخبره بميعاد الخطبه غدا فكان فرحا جدا وكأنه ملك العالم بين يداه.

بالطرف الآخر وصلت غرام الي منزلها بوجه مذبهل لا تدرك حتى الآن ماذا حدث وكيف تطور الأمر سريعا هكذا وعند استقبال والدتها لها قبلتها وهنأتها وأخبرت اختها بخطبة غرام بالغد ليستعدا في تجهيز المنزل وكل المستلزمات .

حاولت غرام تصحيح المعلومة ولكنها وجدتهم يقبلونها فتركتهم غرام ودخلت غرفتها وهي بنفس حالة التيه حتى انتبهت على اشعار برسائل علي هاتفها ففتحت التطبيق لتستمع الي رسائل يزيد لها الذى حاول بكل الطرق وبكل اللغات التي تعلمها أن ينقل لها مدى فرحته وسعادته بخبر موافقة والدتها علي الخطبة .

حتى شعرت وكأنها بحلم ولم تستيقظ منه فقررت أن تخلد الي النوم ربما استيقظت بعد فترة من السبات.

..........................................

صعد حسن الي شقته بعد أن قضى يومه مع والدته  وأبيه واخته فوجد ميار في سبات عميق منكمشة بالفراش ومتلفحة بالغطاء عدة مرات وكأنها تريد الاختباء من شخص ما وبرغم هذا كان يظهر تجسيد جسدها من أسفل الغطاء بفعل احتكام الغطاء على جسدها جيدا ظل ينظر لها من رأسها حيث شعرها الحريري يغطي وجهها ذو الملامح البريئة حتى محمص قدميها المغطاه مكررا جملة من كلمتين / يا خسارة .

ثم أخرج من جزلانه شريطي من العقار احدهم ذات اللون الزهري وابتلع كبسولة كاملة من كل شريط وظل ينظر لها مضيقا عينيه متذكرا حديث والدته وابيه / 

flashback

_ اتهنى بيها بقي الايام ده علي قد ما تقدر،

خد حقك كله وخد حق الايام الجاية كلها وكدة كدة مش هتحمل مهما عملت ،

هي البت أن جيت للحق لهطة قشطة متتسابش بس نعمل ايه ادي الله وادي حكمته .

فانت بقي اشبع منها الايام دي لحد ما تحس انك زهدتها.

ثم أخرج والده شريط عقار من خزانته وتناول قرص من إياه .

Comeback 

انتبه حسن علي التفاته منها أسفرت عن تعري جزء بسيط من قدمها ولكن هذا الجزء البسيط كان له أثر السحر في نفسه بسبب مفعول الحبوب والحديث الذى ملئ رأسه منذ قليل.

فابتلع ريقه وشعر وكأن نار اشتعلت بجسده فتخلص سريعا من ملابسه ثم انقض عليها يحاول إزاحة الغطاء من عليها فانفزعت ميار من طريقته الأقرب للوحشية وحاولت تهدأته وطمأنته أنها ستطيعه ولكن يجب أن يتحلى بأسلوب افضل من هذا.

ولكنه لم يستمع لما تقوله فقد كان مغيب الوعي والإدراك كل ما كان يفكر به هو تجريدها من ملابسها سريعا ليلبي مطلب جسده المشتعل .

اخذها مرارا وتكرارا وكل مرة أسوأ من سابقيها وبطريقة اقرب للحيوانية حتى أنهكت من كثرة البكاء والتوسل وهو لم يستمع حتى لتوسلاتها بالعكس كانت تزيده رغبة بها وتلذذا في ايلامها.

انتهى حسن من رغبته الشهوانية الملحة التي كانت أقرب للاغتصاب فذهب في نوم عميق  بينما ظلت هي تتالم من كل جزء من جسدها .

نعم تعودت على طريقته الحيوانية شيئا ما ولكن اليوم كان اكثر شهوانية وحيوانية بالإضافة إلي قدرته الزائدة عن كل مرة وكأنه ينتقم أو يلتهم وجبته لآخر مرة.

حاولت ميار تناول حبوب مسكنه حتى تستطيع النوم بكل هذه الآلام المبرحه وبالفعل بعد قليل من الوقت بدأ مفعول المسكن يريحها قليلا وبسبب الانهاك لم تشعر بحالها فذهبت في سبات عميق.

.............................................

 



البارت ٢٥

#معدن_فضة

#لولي_سامي


مع إشراقة جديده للشمس قد يتمنى الجميع إشراقة جديده بحياتهم فالبعض يخطط ليومة راسما آمالا جديده قد تتحقق متفائلا بأحلام رأها في منامه.

والبعض يري أنه يوما إضافيا لألامه التي غالبا قد تعود عليها ويراها أنها أصبحت عادة متوقعا أنها ستدوم طيلة عمره وليست أمامه إلا التماشي معها .

واخر يري في اليوم الجديد ماهو الا فرصة جديدة للنيل من ثأر قد اعتبره مهمته الاولى.

قضت غالية والدة ماسة ليلها في قلق عارم بين تفكيرها فيما قاله فؤاد عن ماسة وفي نتائجة تعلم أن نتائجة وخيمة وأنها ستقضي ايام في عراك دائم مع أخيها ولكن قد حسمت قرارها عندما اختارت حياة ابنتها ومستقبلها فهي تعلم كل العلم أن أبناء أخيها ليس بهم من يصلح لابنتها فهم تربوا على جنى المال بشتى الطرق ولا يعرفون للمشاعر سبيل.

مع انبثاق اول شعاع للنهار ذهبت غالية لغرفة ماسة تحاول ايقاظها فهزتها قليلا حتى تململت ماسة بفراشها وتمطعت قليلا فجلست غالية بجوارها علي الفراش تربت علي كتفها قائلة لها/ اصحي حبيبتي كدة وفوقي علشان عايزاكي في كلام مهم .

استشعرت ماسة جدية حديث والدتها فتثائبت ماسة واغلقت فمها بكفها ثم اعتدلت بجلستها قليلا لتصبح في مستوى والدتها قائلة بتساؤل وهي تفرك في عيون ا من أثر النعاس / خير يا ماما في ايه؟

ابتلعت غالية ريقها ثم قالت/ انا كلمت عمك وخالك علي محمد.

اتسعت حدقتي ماسه وارتسمت الابتسامه على محياها والتمعت عيونها بلمعة الفرحة ثم تسائلت / ها يا ماما وقالولك ايه .

زاغت نظرات غالية قليلا تحاول ترتيب كلماتها ثم سحبت نفسا عميقا واخرجته على مهل بينما ماسة تتوق لسماع نتيجة المحادثة فقالت غالية بتروحي محاولة ايصال الفكرة لابنتها / بصي يا بنتي احنا عارفين موقف خالك من زمان وأنه كان رايدك لحد من اخواته .

قطعت ماسة حديث والدتها وقالت بانزعاج / بس انا لا يمكن اتجوز حد منهم دول ميعرفوش يعني ايه قلب ولا مشاعر كل حاجه عندهم بكام 

دول طمعانين فينا مش اكتر يا ماما.

حاولت غالية تهدأة ابنتها وطمئنتها أنها تعلم ما تريد قوله فربتت علي فخذها وقالت لها / عارفه يا حبيبتي ومقدرش اغلطك وعلشان كده اتصلت بعمك فؤاد واللي بصراحة قالي حل بس مش عارفه هنفذه ازاي .

عقدت ماسة حاجبيها سائلة بفضول / حل ايه ده يا ماما وليه مش عارفه هنفذه ازاي؟

زمت غالية شفتاها ثم أطلقت زفرة عالية وبدأت تقص عليها مخطط عمها / لما بلغت خالك بموضوع محمد ثار وغضب وقال تعتبري مخطوبة لابنه وهيجي اخر الشهر يلبس دبل ويكتب الكتاب فاتصلت بعمك اللي رفض كلام خالك وقالي موافق طبعا علي مقابلة محمد وهيجي يقابله ولو لاقاه كويس وهو عجبك يبقي نكتب الكتاب على طول من غير خطوبة .

شقت الابتسامه شفاه ماسة ولمعت عيونها بالفرحة ثم هبت فجأة تحاول الوقوف فامسكتها والدتها سائلة / رايحة فين لسه مخلصناش كلامنا .

رفعت ماسة أكتافها بفرحة ثم قالت / هبلغ محمد أنه يجي يتقدملي بقي .

سحبتها الام للاسفل لتجلسها قائلة / بالبساطة ده اقعدي يا هبلة.

قضبت ماسة جبينها مندهشة من حديث والدتها لتعلق قائلة / في ايه تاني يا ماما مش عمي قال هو ده الحل الوحيد!؟

حركت الام رأسها يمينا ويسارا دليل على عدم الفائدة ثم قالت / افتكرتك هتفهميني على طول.

ثم استطردت بالحوار قائلة / هو معنى أن لازم ده يتم وبسرعة اني ارخصك وانا اللي اطلب منه أنه يستعجل في كتب الكتاب !؟

لا طبعا مينفعش ،

لازم اعززك ويحس أنه اخيرا اخدك بعد ما اتحايل علينا كمان وفي نفس الوقت منزودش عن الوقت المحدد بس المشكلة بقي نحقق المعادلة الصعبة ده ازااااااااي؟

انهدلت أكتاف ماسة للاسفل وانطفأ حماسها أمام المعادلة الصعبة التي اوضحتها لها والدتها لتنظر للوالدتها بعيون زائغة وكأنها لا تعرف حل لهذه المعضلة وتطلب منها العون.

فزمت غالية فمها ثم ربتت على فخذها لتطمئنها وقالت/ ربك هيعدلها أن شاء الله انتي بس ابقي بلغي محمد ان عمك وافق يقابله وهنبلغه بالميعاد أن شاء الله.

امأت ماسة برأسها دون أن تنبت بكلمة وعقلها في حالة تيه لا تعرف كيف تتصرف.

.....................................

صباحهم اليوم مختلف عن أي يوم فهاهو يستيقظ قبل أخيه منذ الفجر وهذا على غير العادة.

يعد خططه ويرتب أفكاره فقد قرر ان هذا اليوم هو يوم الثأر.

تعجب يزيد عندما رأي أخيه بكامل ملابسه جالسا علي الأريكة بالردهة فور ولوجه من غرفته للذهاب للمرحاض فغير اتجاهه وذهب إليه يسأله بفضول عن سبب هذا التغير قائلا / في حاجة في المحل ولا ايه؟

انتبه يزن من غفلة تفكيره والتفت لأخيه موضحا موقفه قائلا بوجه مقتضب وصوت خالي لا ينم علي شئ / لا ابدا انا بس ورايا مشوار مهم هخلصه بدري وارجعلك .

تعجب يزيد أكثر من جدية حديث يزن ومنظره ليسأله مجددا / مالك ؟ شكلك مش طبيعي ! 

لو في مشكلة قولي ونحلها سوا.

حاول يزن التخلص من تفكير أخيه حتى يتركه فحاول الابتسامه قليلا ثم قال/ لا ابدا مفيش مشكلة عقبال ما تحلق وتجهز انت اكون انا ظبطت شوية في العربية علشان تليق بالعريس بتاعنا .

ربت يزيد على كتفه قائلا/ عيب داحنا اخوات .

على العموم مش هضغط عليك علشان تقولي بس هستناك متتاخرش انت عارف محتاجك ازاي النهارده.

ابتسم يزن واستقام قائلا/ متقلقش هاجي على طول.  

ثم خرج موليا أخيه خلفه يدعو له بصلاح الحال.

وصل يزن الي الكلية قبل ميعادهم الاصلي بنصف ساعة وظل منتظرا داخل سيارته ولكن لم يأتي احد حتى الآن وحسب جدول المحاضرات فالمفترض أنها أمامها عشر دقائق فقط على ميعاد المحاضرة الأولى.

ولكنه لم ييأس فقد قرر ان يكمل وصلة الانتظار ربما لم تحضر المحاضرة الأولى .

بعد مرور خمس دقائق لمح فتاة يعتقد أنه رآها مع غزل من قبل تسرع بخطواتها فهبط من السيارة ووقف أمامها يحاول سد الطريق ثم قال لها / انا اسف يا انسه بس حضرتك زميلة غزل؟

عرفته زميلاتها جيدا فهو ملامحه مميزة لا تنسي فقالت له وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة من أثر العدو / أيوة انا ولو بتسال عليها هي مش جاية النهارده علشان خطوبة اختها وعن اذنك علشان متأخرة جدا .

وتركته وهرولت سريعا داخل الكلية للحاق بميعاد محاضرتها الأولي.

بينما هو شعر وكأن مخططه باء بالفشل ولكن فإن غدا لناظره قريب .

فتوعد لها بالغد واستقل سيارته ذاهبا الي أخيه ليكمل معه استعداده لخطبته.

.............................................

استيقظت ميار تشعر بألم رهيب بجسدها فولجت الي المرحاض لتنعم بحمام دافئ يزيح هذة الآلام ثم ارتدت ملابسها وانطلقت الي عملها بينما حسن يغط في نوم عميق لا يشعر بها فقد اعتاد على النوم بميعاد متأخر بسبب عدم انشغاله بعمل اخر .

وصلت ميار الي المدرسة وقابلت ماسة التي شعرت أنها على غير عادتها فقد كانت صامته اغلب الوقت وذهنها منشغل دائما وهذا مغاير لطباع ماسة .

بينما ماسة ظلت تفكر بحديث والدتها وعند رؤيتها لميار كادت أن تقبل عليها وتخبرها بالمشكلة ولكنها شعرت بالحرج الشديد وكأنها تريد ان تقول لها اخبري اخيك أن يتقدم لي ويتزوجني باسرع وقت.

شعرت بالتردد حتى سألتها ميار عن حالها وسبب تغيره فحاولت التهرب قائلة/ 

ابدا انا بس ماما قالتلي انها موافقة تقابل محمد هي وعمي .

عقدت ميار جبينها باندهاش ثم سالتها/ وده حاجه تفرحك ولا تزعلك؟

ازداد توتر ماسة وابتلعت ريقها ثم قالت/ لا طبعا تفرحني ،انا بس اللي متوترة شوية خايفة عمي يتقل علي محمد .

ربتت ميار على يدها مطمئنة إياها وقالت/ متخافيش محمد ناصح وهيعرف ازاي يتفاهم معاه وكمان انتي تتقلي بالدهب ومتقلقيش خالص خدي وقتك كله وانا هقول لمحمد ميستعجلش ويسيبك براحتك .

_ لا 

نطقت بها ماسة محاولة إنقاذ الموقف فالود ودها بأن تخبرها بضرورة تعجله ولكن لم تستطع فابتلعت ريقها وحاولت تصحيح كلمتها قائلة /

_ ااااه ....... قصدي..... لا متقولولوش حاجة ليزعل ويفتكرني مش عايزاه وبتحجج،

سبيه براحته لما نشوف هيتفق  مع عمي علي ايه .

ابتسمت ميار وفرحت لشعورها بمحبة ماسة لأخيها ودعت لهم بصلاح الحال وبأن يتم جمعهم علي خير.

ثم اتجه كلا منهم لحصته لإكمال يومهم بينما أمسكت ميار هاتفها لتخبر أخيها بموافقة والدة ماسة على مقابلته ولكن عندما يحدد عمها ميعاد يناسبه.

فرح محمد كثيرا وانهى مكالمة أخته سريعا حتى يهاتف ماسة ويفرح معها بقرار والدتها.

فور صدوح رنين هاتف ماسة معلنا عن اتصال من محمد تصببت عرقا ولم تعرف بماذا تجيب عليه .

اذا استمع لصوتها سيعرف تلقائيا أنها تخفي شئ ما .

ظلت واقفة تنظر للهاتف بينما هو لم ييأس يعيد الاتصال مرارا وتكرا حتى قررت أن تجيبه وتتحجج وتحاول إنهاء المكالمة سريعا بحجة الحصة والأطفال ففتحت الخط محاولة تغير نبرة صوتها قائلة بصوت فرح متصنعة السعادة / محمد عرفت أن ماما وافقت انك تقابل عمي ؟؟

لم ينتبه محمد بنبرة صوتها بسبب فرحته بل جاراها في الحوار قائلا / أيوة اخيرا لسه عارف من ميار وقولت اتصل افرح معاكي.

حاولت تصنع الاهتمام بالأطفال فقالت /  بس يا ولد عيب كدة .

ثم وجهت حديثه له معتذرة قائلة/ هكلمك تاني يا محمد علشان الولاد هيضربوا بعض باي.

قبل أن يرد عليها كانت أنهت هي المحادثة وتنفست الصعداء في انها نجحت بالخطوة الاولى وهي أبلاغه بموافقة والدتها دون التطرق لاي حوار اخر ،كما أنها أنهت الحوار دون أن يستشف من نبرتها اي شعور.

عادت ماسه من العمل لتبلغ والدتها بأنها أبلغت محمد بموافقة عمها على مقابلته دون التحدث عن كيفية الإسراع في الخطوات لتربت غالية على كتفها وتطمئنها أنها ستحاول أن تتفق مع عمها في التحدث بهذا الأمر ولكن بطريقة لا تخجلهم أمسكت غالية هاتفها لتتحدث مع فؤاد لتحديد موعد لمقابلة محمد ولكنها وجدت هاتفها يصدح معلنا عن مكالمة من تجاه أخيها قبل أن تشرع في مهاتفة فؤاد .

جحظت عينيها وتسمرت مكانها لا تعلم ماذا تفعل ،

هل تنهي المكالمة وتتحدث مع فؤاد اولا ويتخذوا قرارهم؟

ولكن ماذا لو كان يريد أن يخبرها بتقديم ميعاد الخطبة لولده فقررت أن تجيبة اولا قبل مهاتفة فؤاد حتى تعلم ماذا يريد وتخبر به فؤاد ليفكر معها كيف تتصرف .

ففتحت المكالمة لتجيبه وبعد نصف دقيقة جحظت عينيها وشهقت شهقة عالية ثم قالت /...................   

........................................

استيقظ چواد في ميعاده وأمسك بهاتفه يتذكر أنها أرسلت له عدة رسائل ولكنه لا يريد حتى فتح أحدهم شعر أنه يريد الابتعاد بعد أن كان يوهم ذاته أنه يحاول التقرب .

بدأ يستعد للذهاب للمحال بينما كانت اخلاص تعد الافطار جلسا سويا على المائدة كلا منهم ينظر للآخر بصمت أكثر من تناول الطعام هي تريد السؤال عن خطيبته من باب مجاملته ولكن قلبها ولسانها لم يطاوعها وإذا تحدثت عن حاله أنه يبدو لها غير مستقر فربما كانت السبب في مشكله ما بينهم فآثرت أن تصمت عن ما تريد الإفصاح عنه.

وهو أيضا يريد التحدث معها حول شعوره تجاه هذه الخطبة ولكن خوفا منه أن تؤكد شعوره أنه هناك أمر ما غير عادي في مثل هذه الظروف وربما حاولت التحدث معها بدلا منه وقد تستقبل  هايدي محاولاتها بطريقتها الفجة فحبذ أن يصمت من أن يبدأ مناقشة قد يكون متوقع اتجاهها .

ظل كلاهما صامتا وبرغم أن هدف كلا منهم إراحة الاخر ولكن شعر كلا منهم بعدم الراحة فالصمت لم يكن سبيلهم معا في يوم من الايام 

فتأكد لكلا منهم أن هذا الموضوع قد يكون سببا للشفاء والبعد وليس للراحة.

فعزم كلا منهم على فعل شيء لكسر حاجز الصمت هذا والوصول لنقطة التقاء ولكن قبل الخوض في هذا يجب أن يتأكد كلا منهم من شعوره فعزم چواد من التوصل لسبب هذه التناقضات في معاملته هو وخطيبته .

اما اخلص عزمت على استمرار الدعاء له بأن يريح باله ويسهل له صالح الأمور ويبعد عنه شرها.

انتهى الافطار مؤكدا على والدته التجهز لحين العودة  وتوجه چواد الي المحال فاليوم يزيد ويزن يعتمدوا عليه بسبب خطبة يزيد والذي أكد علي وجود چواد معهم فهم بدون عائلة ويعتبروه هو ووالدته عائلتهم .

دلف چواد من باب المحل ليرحب بالعمال كعادته ثم استقر بداخل مكتبه ليخرج هاتفه يحدث نضال بدون أن يطرح عليه السلام قائلا / الله يخرب بيت اللي ياخد مشورتك تاني يا اخي.

اعتدل نضال على مكتبه وتعجب من بداية المكالمة فسأل باندهاش / ليه بس يا چواد باشا ايه اللي حصل للدخله الجامدة ده.

چواد معاتبا / قعدت تقول اتجوز واخطب وهتنسي 

والليلة اسودت اكتر لانا نسيت ولا فرحت ولا حاسس اني خاطب اصلا.

ضحك نضال بصوت عال وما زال عيونه تراقب شاشة المراقبة لدخول الطلاب من باب الجامعة ثم  قال بمزحا/ طب ما النكد برضه مطلوب يا ابني وهو ده اللي بينسي اللي مبينساش.

تحدث چواد بجدية قليلا قائلا/ انا بتكلم بجد يا نضال انا مش بشكي من طلبات الهانم ولا أسلوبها النكدي والمستفز انا بضيف لكل اللي فات ده فتورها الغريب في المعاملة معايا وفي نفس الوقت حماسها الرهيب في إظهار مشاعر مش موجودة أصلا علي السوشيال ميديا .

يعني ممكن بكل بساطة متردتش على تليفوني والاقيها بعده تنشر بوست بكم احساسها بالحب لما خطيبها يتصل بيها ايه كم التناقض ده.

استشعرت نضال جدية مشاعر چواد واندهش من حديثه ليتسرب إليه شعور لا يريد أن يفصح عنه لصديقه ولكن چواد سبقه وقاله ليستطرد چواد حديثه قائلا/ انا حاسس انها بتحاول تضرب بيا حد تاني وتظهرله قد ايه هي سعيدة يمكن يغير ويتحرك.

زم نضال شفتيه ثم قال له/ طب انت محاولتش تتقرب أو تتكلم معاها؟

وكان بسؤاله اشغل فتيل الغضب لدى چواد ليتحدث الآخر بنبرة غاضبة/ اتزفت وحاولت وبتصدني بطريقة تغيظ والمشكلة الأكبر البجاحة في المعاملة الهانم كمان مبتعترفش أنها غلطانة.

_ طب ما تسيبها يا چواد انت لسه على البر بسيطة يعني.

نطق بها نضال محاولا حل الموضوع بطريقة سلمية برغم عدم ارتياحة لهذا الحل ولكن چواد نطق بما يجول بخاطره / ويرضيك ابقي كبري !؟ 

انا زي ما بقولك حاسس ان في حاجة مش مظبوطة بعد ما اخطبها وتشعلل غيري اسيبها بالبساطة ده  ؟ 

انت ترضاها على نفسك ؟

_ بصراحة ابدا .

نطق بها نضال ثم أردف قائلا / طب بص علشان ده سمعة بنت وقبل ما نظلمها لازم نتأكد الاول

سيب الموضوع عليا وانا هجبلك ارار امها ولو عايز اتابعلك تليفونها كمان أتابعه وليلتها سودة لو طلعت زي ما توقعنا.

چواد براحة لهذا الحل / تمام تابع تليفونها ولو حصل فعلا وطلع شكه في محله يكفي اني اخسرها كل مخططها.

ثم تغير اتجاه المكالمة حول خطبة يزيد .

.................................................

ليلا استعد چواد ووالدته وتوجها لمنزل يزيد ويزن للذهاب لخطبة يزيد الذى كان متلهفا ومستعدا منذ فترة ويجلس مشتعل من الغيظ علي الاريكة منتظرا أخيه يزن الذى ظل ساعتين يبدل في ملابسه وكانه هو من سيخطب ليس أخيه .

صدح رنين هاتف يزيد بجواره ليجيب على الهاتف قائلا بنبرة غاضبة / البيه بيجهز جوة تقولش هو العريس !

ضحك چواد من الجهة المقابلة للهاتف ثم قال/ طب وقت ما تخلصوا انا تحت ولا تحبوا اسبقكم علي بيت العروسة ؟

_ لا دانتوا قاصدين تفرسوني بقى.

ما تتلم يا چواد وكفاية عليا يزن.

ضحك چواد بصوتا عال بينما أجاب يزن من داخل غرفته بصوتا عال قائلا/ الحق عليا عايز اشرفك.

اجابه يزيد بصوت عال وغاضب وكأنه يكشف مخططه / عايز تشرفني ولا بتجهز علشان لو لاقيت بنت حلوة .

ثم وجه حديثه لچواد عبر الهاتف قائلا / قولي انت كمان جبت الجاتوه ؟

اجابه چواد مطمئنا وفي ذات الوقت يذكره بالنواقص / جبت يا سيدي متقلقش بس برضو متنساش لسه هنعدي على محل الورد فخلصوا علشان منتاخرش على الناس.

زفر يزيد زفرة عالية قائلا بقلة حيلة / قول للي جوة ده انا بدأت أفقد الأمل أنه يخلص اصلا.

خرج يزن على آخر جملة قائلا / انا خلصت خلاص يا سيدي وبكرة تقول اخوك شرفك.

واعمل حسابك انا اللي هختار بوكيه الورد علشان حضرتك متعرفش ايه اللي بيعجب البنات ،يلا بينا.

وبالفعل توجه يزن ويزيد بسيارتهم وخلفهم سيارة چواد واخلاص تجاه محل الزهور يبتاعا بوكيه ورد من اختيار يزن كما ابتاع چواد علبة شيكولاه من النوع الفاخر وتوجها جميعهم الي منزل غرام التي كانت علي اعلى درجة من التوتر والقلق .

فبرغم انقضاء يومها مع اختها في البحث عن فساتين لهم بين المحلات اختارت غرام فستان بسيط جدا باللون النحاسي فهي ترى أن هذا اللون يليق جدا مع بشرتها بينما اختارت غزل اللون الوردي حتى عادوا للمنزل بعد العصر تقريبا لتبدأ كلا منهن في الاستعداد فقد رفضت غرام رفض تام الذهاب لمركز تجميل وقررت الاعتماد على ذاتها فهي دائما لا تحب التبرج الذائد برغم انها عكس اختها تماما فقد عادت غزل يبدو عليها الضيق الزائد بسبب رفض اختها الذهاب لمركز التجميل وبدات كلا منهن الاعتماد على ذاتها في التزين بينما والدتهم اهتمت بالمنزل وإعداد بعض الحلوى برغم أرسال يزن الكثير من الحلوى وبعض المعجنات من افخر المحلات منذ الصباح إلا أنها أصرت على تجهيز بعض أنواع الطعام المتميزة بها تعبيرا عن فرحتها بهذا اليوم وبرغم انشغالهن جميعا وتقريبا لم يشعرن بانقضاء الوقت إلا أن غرام كانت في حالة من التوتر والقلق العارم مع احساسها بالسعادة الغامرة لا تعرف كيف امتزج هذان الشعوران معا !

هل بسبب سرعة القرار برغم تمنيها له  ام أنه أمر طبيعي من الموقف ذاته.

انتهت غرام من تزين نفسها وجلست على الفراش بغرفة غزل 

التى ظلت تغير وتجرب وتبدل في زينتها ثم تزيل ما وضعته لتجرب طلة أخري واختها تجلس بالفراش خلفها تنظر لها بدون أن تراها كل ما ينتابها مزيدا من التوتر والقلق كلما اقترب الوقت .

حتى سمعا كلاهما صوت رنين جرس الباب لتهب غرام واقفة تنظر لأختها بعيون متسعة والتفتت غزل لها تنظر لها وتقول وهي تبدب بقدمها على الأرض  / انا لسه مخلصتش مكياج  عاجبك كدة مش كنا رحنا الكوافير .

ثم انفرج باب الغرفة لتجدا والدتهم تدلف عليهم بابتسامة واسعة وتقول / بس الله ما شاء الله عليكم قمرات الله اكبر .

ثم التفتت لغرام قائلة / مبروووك يا حبيبتي ،خليكي هنا لحد ما اندهلك.

ثم التفتت لعزل قائلة / خلصي وحصليني بسرعة عقبال ما افتحلهم الباب .

ثم انصرفت لتفتح الباب تاركة خلفها فتاة مضطربة وأخرى متذمرة.

...............................


تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع