رواية قلب حبيبتي الفصل الخامس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم ماما سيمي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية قلب حبيبتي الفصل الخامس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر بقلم ماما سيمي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
الجزء السابع
تالا: لأ ميعرفش يا بابا
حسين: طب مين اللي وافق على نقل القلب لو هو ميعرفش
تالا : أنا لما سألت عصام مقليش
حسين: أنتي روحتي لعصام سألتيه
تالا: أيوه يا بابا بعد ما شوفت مازن في الفرح وعرفت أنه حقيقي كان لازم أقطع الشك باليقين لأني كنت هتجنن
حسين: بس غالبا مش مازن هو اللي وافق علي نقل القلب حبه لمراته يخليه يرفض
تالا: وبعدين مازن كان مصاب هو كمان وعنده كسور كتير في جسمه هو حتي محضرش دفن مراته ولا خد عزاها مروان أبن عمه أتكفل بكل ده طنط صفية ممته هي اللي قالتلي في فرح مريم
حسين: أكيد اللي وافق على نقل القلب واحد من أتنين يا مروان يا الست والدته
تالا: كلامك منطقي يا بابا أحتمال كبير أن حد منهم هما الأتنين
حسين: علي العموم مش عايزك تتعبي نفسك ومتشليش اكتر من طاقتك وان شاءالله ربنا يكتبلك الأفضل قومي أتوضي وصلي يا حبيبتي وأدعي أن ربنا يفرج كربك
وأنا كمان هقوم أصلي وادعيلك
تالا: ربنا يخليك ليا يا حبيبي انا هقوم أصلي بعد أذنك
حسين في نفسه: يارب أنت عالم بيها وباللي قاسته ارفق بيها واجعل ليها من كل ضيق فرج ومن كل هم مخرجا أنت القادر على كل شيء
رجع مازن منزله بعد أن أنهك نفسه في العمل وبالكاد يستطيع المشي وجد والدته تجلس بأنتظاره في ردهة المنزل جلس بجانبها ونام علي الأريكة واضعا رأسه علي فخذ أمه وهو مغمض العينين
مازن: وحشتني قوي يا قلب مازن
صفية بعتب: لو كنت وحشتك وقلبك زي ما بتقول مكنتش تشحتف قلبي عليك كدا
مازن: أنا عملت ايه بس يا ماما
صفية: مش عارف انت بتطلع من الساعه تمانيه الصبح ويوم ما ترجع بدري زي النهارده تبقي جاي الساعة تسعة ١٣ ساعة شغل يا مازن حرام عليك نفسك أن لبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق ولنفسك عليك حق فا أعطي كل ذي حقاً حقه مش النبي صلى الله عليه وسلم هو اللي وصانا بكدا
مازن: عليه أفضل الصلاة والسلام ماما أنتي عارفه أني بنسي حزني في الشغل هو الحاجه الوحيده اللي بفرغ فيها طاقتي
صفية: لغاية أمتي يا حبيبي قربنا من خمس سنين علي الحادثة وانت مش عاوز تنسي بقي تولين بنت أختي وبنتي وحزنت عليها حزن يكفيني عمري كله بس هعمل ايه لاحزني عليها هيرجعها ولا قلة حزني هتخليني انسها لحظه واحده ده نصيبها ربنا كاتب ليها تموت كدا والحي ابقي من الميت أنا خايفه عليك العمر بجري بيك أنت السنادي عندك ٣٠ سنه يعني مش صغير يدوب تفكر تجبلك حتة عيل يشيل أسمك ويشيلك لما تكبر
مازن محاولا تغير مجري الحديث: أنا جعان ومتغدتش عشان أجي أكل معاكي خلي فردوس تجهز الاكل عشان ناكل سوي
صفية وهي تهز رأسها بيأس: كل لما أفتحك في الموضوع ده لازم تغير اتجاه الكلام ماشي يا مازن هعديها بمزاجي وانا اللي هقوم أجهزلك الأكل يا حبيبي بس لازم تعرف أني مش هسكت كتير ولازم توضع حل ليك
ثم تركته وغادرت الي غرفة أعداد الطعام
مازن ماسحا وجهه بيديه وهو يستغفر ربه قام من مكانه صاعدا لأعلي لتبديل ملابسه وهو يحدث نفسه
مازن لنفسه: ليه يا ماما مش عاوزه تفهمي أني لا يمكن أكون لحد غير تولين ولا قلبي يحب غير قلبها هي الوحيدة اللي قدرة تحرك مشاعري وأستحوذت علي كل احاسيسي ليها لدرجة أني مش قادر أشوف غيرها
نفسه: أنت كداب يا مازن لأنك قدرت تشوف غير تولين شوفت تالا شوفتها في أحلامك قبل ما تشوفها في الحقيقة ولما شوفتها أتشديت لها
مازن صارخا بداخله لنفسه : لأ هي بس عشان فيها شبه من تولين وكلامها زيها بس
نفسه: يعني شوفتها وقارنتها بتولين فوق لنفسك يا مازن تولين متستهلش أنك تخونها دي حب حياتك كله متسمعش كلام حد مهما كان فاق مازن من حديثه مع نفسه علي صوت والدته تناديه من أجل تناول الطعام قام من مجلسه لكي يكمل تبديل ملابسه ثم يلبي نداء والدته ويتناول معها الطعام
في ڤيلا مروان العزيزي وبعد رجوعهم من شهر العسل بعد قضاءة في أيطاليا
مروان وهو يجلس علي مائدة الطعام: المفروض كنا أتصالنا بماما صفية ومازن جم يتغدوا معانا النهاردة
مريم وهي تضع الأطباق علي الطاولة: هههههههه أعتبرهم أتغدوا معانا اصلا الأكل ده كله جاي من عند ماما
مروان: أيه ده وانا اللي بقول مراتي حبيبتي واقفه من الصبح تعملي الاكل اللي بحبه
مريم: نعم أنت عاوزني وانا لسه في شهر العسل أقف اعمل محشي وبانيه وحمام محشي وبط محشي وأيه ده أستني لما أشوف ده أيه اه طاجن بامية باللحمه ليه أن شاء الله
مروان غامزا بعينه: ههههههههه يعني من باب الشفقه حتي بلاش الحب
مريم: أه حب أه بأمارة شهر العسل اللي أختصرته لعشر أيام بس واقولك عاوزه اشوف مصارعة الثيران تقولي مرة تانيه
مروان وهو يهز رأسه: بالذمه في واحده في شهر عسل تطلب تشوف مصارعة الثيران
مريم بثقه: أه طبعا فيه
مروان بتعجب: مين دي أن شاء الله
مريم بثقه زائدة وهي تشير الي نفسها: أنا طبعا
مروان: فعلا لازم تكون أنت واحده دماغها لاسع أنا ايه اللي خلاني أتجوزك
مريم بعظمه وهي تشد علي ياقة منامتها الحرير: دا انت حفيت ورايا يا بني عشان اوافق أنت نسيت عملت ايه ولا أفكرك
مروان: كنت مغفلا علي رأي عبدالمنعم مدبولي
مريم وهي تهم بالمغدره: خلاص خلاص ولا مغفل ولا مش مغفل أنا ارجع لبيت بابا أحسن وكدت تبقي صلحت غلتطك
مروان ساحبا أيها من يدها ثم أجلسها علي قدمه: لا أحنا متفقناش علي كدا أحنا نزعل من بعض نخاصم بعض وأنتي هنا في بيتي وفحضني فاهمه أنتي مش بس بنت عمي ومراتي أنني حياتي وعمري وكل أهلي أنا من غيرك ولا حاجه أموت لو فكرتي تسبيني فاهمه، ثم دفن وجهه في صدرها يشتم رائحة الأمان والدفئ بها
مريم وهي تحتضنه: أيه يا مروان أنت صدقت ولا ايه أنا بهزر علي فكرة وبعدين مش انت مغفلا ولا غيرت رايك
مروان ومازال واضعا رأسه علي صدرها: كنت مغفل علي كل يوم ضاع من عمري وانتي بعيده عني أنا من غيرك ولا حاجه أوعي في يوم تسبيني فيه لأن ده هتبقي نهايتي أوعي تقولي أسيبك دي تاني حتي لو بهزار ماشي
مريم وهي تحتضنه بشدة: متقولش كدا أنا لا يمكن أقدر أبعد عنك دا أنت حياتي وعمري كله ربنا يخليك ليا يا نور عيوني
شدد مروان من أحتضانها متنفسا عبقها بقوة عله يطفئ لهيب قلبه المشتعل بحبها
مريم بمرح وهي تنهض من علي قدمه : طب يلا بقى نأكل الأكل هيبرد وميبقلوش طعم وده أكل ماما يعني ميتسبش
مروان مبتسما لها: أنتي هتقوليلي علي أكل ماما صفية دا حاجه تدرس في كتب
شردت مريم وهي تتناول طعامها لاحظ مروان شرودها وعبثها في طبقها دون تناولها لشئ
مروان مربتا على يدها: مالك يا قلبي سرحتي في أيه
مريم ظافره بقوة: ماما قلقتني قوي علي مازن بتقولي من يوم فرحكم وهو بيرجع من الشغل متأخر ومهدود حيله وأغلب الوقت سرحان ومش داري بنفسه مش عارفه هو بيعمل في نفسه كدا ليه هو اول واحد ولا أخر واحد مراته تموت
مروان: تولين بالنسباله مكنتش زوجه وبس تولين حب عمره كله فاهمه يعني ايه صعب قوي عليه أنه ينساها وبعدين ملحقش يتهني معها يدوب كام شهر بعد جوازهم بصراحة الله يكون في عونه
مريم وهي تنظر له بحب: هتزعل عليا لو جرالي حاجه يا مروان زي مازن ما زعلان علي تولين
مروان بغضب بعد أن وقف منتفضا راميا منشفة الطعام خاصته علي طاولة الطعام بقوة: أنتي ليه مصره تزعليني وتخوفيني لو سمعت منك الكلام ده مره تانيه صدقيني مش هتشوفي وشي تاني فاهمه
أسرعت مريم ترتمي بحضنه : خلاص أنا أسفه مش هقول كدا تاني بس متزعليش مني ولا تفكر تسبني حقك عليا
مروان بخوف وهو يرفع وجهها له: عشان خاطري متقوليش الكلام ده تاني انا بترعب كل ما فكرة غيابك عني تيجي في بالي ماشي
مريم وهي تهز رأسها بالموافقة: ماشي يا حبيبي
مروان : توعديني يا حيات روحي
مريم: اوعدك يا عمري كله .
الجزء الثامن
تكررت مشكلة المترجم مرة أخري في شركة مازن العزيزي مما جعله يستشيط غيظا وغضبا علي صوته ينهر كل من يدخل له من موظفيه استدعي مدام فاطمة سكيرتيرتة ليعرف سبب عدم مجئ المترجم الثاني الي الأن جاءت فاطمة له مسرعة طرقت الباب ودلفت لتري ماذا يريد
فاطمة: أفندم يا مستر مازن
مازن متمالكا نفسه: فين المترجم التاني اللي طلبت منك تنزلي أعلان عنه
فاطمة: حصل يا مستر مازن وأعلنت وتقدم أكتر من واحد وكنت مستنيه مستر مروان لما يرجع من الأجازة لأن هو اللي مختص بشئون العاملين
مازن: مقولتليش ليه وانا كنت قابلتهم أنا
فاطمة: حضرتك طول النهار بره يا أما في مناقصات أو بتلف علي المواقع تحت الانشاء أو في أجتماعات مع عملاء بتيجي الشركة يدوب تمضي الاوراق المطلوبه وتمشي بسرعة
مازن زافرا بضيق: وهما معادهم أمتي
فاطمة: الانترڤيو بتاعهم بكره
مازن: طيب هيثم مش ممكن يجي يترجم وبعدين يمشي بسرعه يروح لولدته تاني
فاطمة: انا كلمته يجي زي الاسبوع اللي فات ساعة وجود الوفد وبعد كدا يمشي بس النهارده ولدته بتعمل عملية قسطرة في القلب وميقدرش يسبها
مازن:وبعدين الوفد الايطالي فاضله ساعة وطيارته توصل هنعمل ايه
فاطمة بتلقائية: أنسه تالا تيجي تترجم انا مش عارفه سيادتك مش موافق علي تعينها هنا ليه مع انها ممتازه ومعها اكتر من لغة
القي مازن القلم من يده بعصبيه وهو يقف متجها للنافذه ينظر من خلالها
مازن بحده: انا قولت لأ يعني لأ وحاولي تشوفي اي مترجم يجي بسرعة خلينا نخلص فاطمة بحيرة: هشوف مين بس دلوقتي دا حتي السي ڤي بتاع المترجمين الجداد أخدته الانسه منار سكرتيرة مروان بيه وهي مش موجوده دلوقتي
مازن: وبعدين يعني شركة كبيرة زي شركتنا مشكلة زي دي تستعصي عليها
فاطمة: انا هكلم باشمهندس اسر يطلب أنسة تالا تيجي النهاردة بس ماشي يا فندم
مازن زافرا بغضب: ماشي روحي عشان متتاخرش مفيش وقت
ذهبت فاطمة لأسر تخبره ما اقترحته علي مازن رحب أسر بالفكرة وهاتف تالا وهي في الجامعة فرحت تالا كثيرا وتركت الجامعة وذهبت سريعا الي شركة العزيزي لتراه من سلبها عقلها قبل قلبها محبوبها الغالي
طرق أحدهم مكتب أسر وهو يجلس علي طاولة الرسم الهندسي يخطط أحد الرسومات
أسر وهو يرسم خط بالقلم: أدخل
دخلت تالا سريعا دون صوت ثم وضعت تالا يديها علي أعين أسر لكي تفاجئه وجاء مازن أيضا لأسر في هذا الوقت لكي يطلب منه حضور أجتماعه مع الوفد الايطالي
تالا بمرح: أنا مين
أسر: الملامين يا توتي هههههههه
تالا بضحك: ديما فاقسني كدا
أسر: وهو في حد يقدر يستجري يعمل معايا كدا غيرك
تالا وهي تغمز بعينها: انت متاكد أن مفيش حد كدا ولا كدا ولا كدا
أسر:وحتي لو فيه مش قبل ما اطمن عليكي يا قمر ما تحني عليا بقي وتوفقي علي حظابط الأمور اللي متقدملك انت ايه ناويه تخللي وتخليني أخلل جنبك
تالا: أنا عايزه اعرف حاجه واحده بس أنت رابط نفسك بيا ليه اتوكل علي الله يا كبير أنت الأول ونحن ورائكم علي طول
أسر بسخرية: ههه ورائكم علي طول شوهتي اللغة العربية الفصحة أسمها في ضهرك عدل يا جهلة
تالا بضحك: يا أبو جهل يا خويا أن كنت أنا شوهت اللغة فا أنت وئدت اللغة ودفنتها ما علينا قولي بقي محتاجين خدماتي في ايه المرة دي
في الخارج أبتسم مازن علي مزاحهم سويا وتذكر مريم ومزاحها معه مثل تالا واسر لكنه غضب عند ذكر آسر أن هناك من تقدم لخطبة تالا ولكنه نفض الفكره عن نفسه وادعي البرود
أسر: المرة دي عوزينك تضربي مكرونه
تالا بسعادة: أيه ده هو الوفد النهارده جاي من إيطاليا هو ده الشغل ولا بلاش أنا بموت في الإيطالي جدا يلا أستعنا علي الشقي بالله
طرق مازن الباب ودخل متنحنحا
مازن: السلام عليكم ورحمة الله
وقفت تالا بخجل بجانب أسر وهي تنظر أرضا
أسر: وعليكم السلام ورحمه الله تفضل يا مازن
مازن:اسر أعمل حسابك هتحضر معايا اجتماع النهارده بدال مروان هات ورق المشروع وتعالي ورايا
أسر: ماشي خمس دقايق وجاي يا كبير
تجاهل مازن تالا مما احزانها كثيرا ولكنها نجحت في أخفاء شعورها كي لا يشعر بها أسر وشردت في رائحة عطره واغمضت عينيها بحالميه تتمني لو تلقي نفسها بين ذراعية تشتم رائحة عبقه التي أشتاقتها كثيرا أتسعت ابتسامتها وهي تتخيله يراقصها علي انغام موسيقى هادئه شعرت بأحدهم يضربها بقلم علي كتفها أسرعت تفتح عيونها وهي تتذكر امر أسر
أسر: انتي اتجننتي يا توتي ولا ايه مغمضه عنيكي ومبتسمه ليه
تالا بضيق: دي حاجات أنت متفهمش فيها
أسر بشك: حاجة ايه دي يا بت انا بعون الله ليا في كل حاجه
تالا: ما هو واضح قوي أنك ليك في كل حاجه
أسر: طب يلا يا فالحه نروح مكتب مازن لسه في شوية حاجات عاوز ارجعها معاه
تالا : يلا يا أخرة صبري
اسر: مين اخرة صبر مين يلا يا بت أنجري قدامي
تالا بضحك: طب متزوقش بس
جلس اسر مع مازن بغرفة الاجتماعات يرجعان اوراق الصفقة وظل مازن متجاهلا لتالا لاينظر ناحيتها جلست تالا بضيق علي اريكه بعيده عنهم بعض الشيء تنتظرهم حتي ينتهيان من مراجعة أوراقهم
مازن: فين الورق اللي فيه الرسمه الفاينال
أسر وهو يبحث عنها: مش عارف شكلي نسيتها في مكتبي بعد اذنك دقيقة هروح اجبها وأجي
مازن: متتاخرش الوفد ما بين لحظه والتانيه هتلاقيه وصل
اسر: حاضر دقيقة وهكون هنا
ذهب اسر مسرعا الي غرفته تابع مازن تجاهله لتالا ووضع رأسه بين الاوراق يدعي الانشغال حتي لا يعطيها فرصه لمحادثته مره اخري اتبعت تالا نفس اسلوبه وتجاهلته ايضا وامسكت هاتفها تعبث به لا اردايا وجد مازن نفسه يرفع عينيه عن الاوراق أمامه ونظر اليها نظرة مطوله فعيناه تشتاقها حتي وان لم يعترف بذلك ظلت تالا تعبث بهاتفها مدعيه عدم الاهتمام ولكنها شعرت به ينظر إليها رفعت عينها له وتلاقت أعينهم في نظرات اقوي من الكلام الف مرة حاول مازن خفض عينيه عنها وجاهد نفسه بصعوبة حتي استطاع فهو يري فيها تولين مليكته المفقوده تنحنت تالا بالحديث : ازيك يا باشمهندس
مازن وهو ينظر للورق: الحمدلله كويس أنتي عامله ايه
تالا بحزن: تعبانه وحزينه جدا
مازن ناظرا إليها: تعبانه مروحتيش لدكتور ليه
تالا: ألمي مش عضوي ألمي نفسي بعاني من تجاهل حد عزيز عليا قوي
مازن:مش يمكن كدا أحسن ليكي ساعات القرب من اللي بتعزيه يخليكي تشوفي عيوب مكنتيش شيفاها وتتمني لو كنتي فضلتي بعيده
اقتربت تالا منه حتي وقفت بجواره مما اجبر مازن لرفع عينه ليها
تالا:وان قولتلك أني راضيه بعيوبه قبل مميزاته راضيه باي شكل هو عليه بس يكون ليا ويحس بقلبي وحبه اللي ماليه
مازن باضطراب من قربها: سبيه براحته ولو هو عايز يقرب هيقرب سيبي كل واحد وراحته
تالا : انت شايف كدا
مازن : أنا مش شايف غير كدا
تالا: وأنا هاخد برأيك ده يا باشمهندس
رجعت تالا الي الأريكة مره اخري تجلس عليها وامسكت بهاتفها رجع أسر ومعه الاوراق المطلوبه وبعد قليل حضر الوفد الإيطالي وبعد إنتهاء الاجتماع معهم ومغادرتهم الشركة انسحبت تالا دون أن يشعر بها أحد ورجعت الي منزلهم ودخلت غرفتها تدفن نفسها في فراشها حتي لا يراها احد وهي تبكي علي حبيب قصي قلبه وانكر عليها حبهاوقربها فاليوم شعرت بإهانة كبيرة لأنه يتعمد ابعادها عنه باردته لا يريدها في حياته
في شركة مازن بحث اسر علي تالا فلم يجدها اخرج هاتفه لكي يهاتفها يطمئن عليها وجد هاتفها مغلق حك لحيته بقلق وهو يطلب رقم والده انتظر حتي جاءه الرد
أسر: السلام عليكم
حسين: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
أسر: بابا هي تالا جت عندك
حسين: اه لسه دخله دلوقتي يدوب سلمت عليا ودخلت اوضتها ليه في حاجه
أسر: اه اصلها كانت هنا معايا في شغل وبعد ما خلصت جيت ادور عليها ملقتهاش
حسين بشك: كانت عندك في الشركة ليه
أسر: المترجم بتاع الشركة حصلت عنده ظروف فا انا اتصلت بتالا تيجي تترجم لينا مع الوفد الإيطالي
حسين متفهما حالة تالا: متقلقش هتلاقيها مشيت لما لقتك مشغول
أسر: يعني هي كويسه مش تعبانه
حسين: متخفش تالا كويسه روح انت شوف شغلك
أنهي حسين المكالمة مع أسر وهي ينظر ناحية غرفة تالا وهو يعلم ما تمر به
اغلق أسر هاتفه ووضعه في جيبه وجد مازن يدخل عليه
مازن : الأنسة تالا فين
أسر: روحت البيت
مازن: ليه انتو مش كنتم هتروحوا مع بعض
أسر: اه انا قولتلها تستناني وجيت من عندك ملقتهاش بكلم بابا قالي انها لسه مروحه
مازن : يمكن زهقت من جو الشركه
أسر: انا خوفت تكون تعبت وهي تعبها صعب
مازن مستفسرا: صعب ازاي
أسر: دي قصة طويلة ابقي احكيها لك بعدين
مازن وهو يخرج يده من جيبه بظرف: علي العموم ابقي وصل لها ده كنت جاي اشكرها واديه لها
أسر: تالا مش هتاخد فلوس يا مازن ريح نفسك
مازن: ده حقها المرة اللي فاتت مخدتش بس المره دي مينفعش لازم تاخدهم تديهم لها
أسر: انا مش هاخد حاجه لما تشوفها ابقي اديها انت بنفسك لو رضيت تاخد منك
مازن لنفسه بشرود: أن شاء الله مش هيكون فيه مرة تانيه.
لو جه تفاعل حلو علي الفصل ده هنزل كمان واحد يلا بقي وروني الهمة أما أشوف الرواية عجباكم فعلا ولا لأ
الجزء التاسع
طرق حسين بابا غرفة تالا وانتظر اجابتها ثم فتح الباب ودالفا إليها ليري ما الذي يحزنها اعتدلت تالا في فراشها وهي تمسح دموعها جلس حسين بجوارها يربت علي كتفها بحنان أب يشعر بمعاناة ابنته
حسين: مال القمر مين اللي زعله وانا أملصله ودانه
تالا بأبتسامة من وسط دموعها: ربنا يخليك ليا يا حبيبي
حسين: قوليلي بس مين مزعلك
تالا: هيكون مين غيره يا بابا
حسين : آسر معقوله
تالا بنفي: لأ آسر ده ملاك ميعرفش يزعل حد
حسين: هههههه منا عارف بس عايز اسمعها منك
تالا: ماشي يا حاج عاوزني اقولك مازن كدا صريحه يعني
حسين: مش هو اللي مزعلك قوليلي بقي زعلك في ايه
تالا بخجل: مفيش يا بابا متشغلش بالك أنا شويه وهبقي كويسه
حسين وهو يقرص تالا في وجنتها برفق: هتقوليلي في ايه ولا لازم استخدم طريقتي
تالا : خلاص يا حاج قلبك ابيض هقول
حسين: قولي وانا سامعك
تالا: بيتجاهلني يا بابا مش مديني فرصة أقرب منه خالص
حسين: ما هو ده طبيعي يحصل واحد زي مازن والحب اللي بيحبه لمراته مش هيخليه يتجاوب معاكي من أول محاولة بالعكس كل ما انتي تقربي أكتر هو هيبعد أكتر
تالا ببكاء: سألني النهارده عامله ايه رديت عليه وقولتله تعبانه وحزينه قالي ليه حزينه قولتله بعاني من تجاهل واحد عزيز عليا قوي تصور يا بابا رد عليا قالي ايه
حسين بحزن لحالة تالا: قال ايه يا حبيبتي
تالا وهي تمسح دموعها: قالي مش يمكن البعد والتجاهل ده أفضل ليه وليكي وخليكي بعيد وهو لو عايز يقرب هيقرب
حسين: شئ متوقع منه واحد زي مازن موت مراته خلي قلبه زي الحجر زي لوح الجليد عاوزه منه أيه يقولك وانا كمان بحبك وبموت فيكي
تالا : بس كدا انا اللي هيأس وهبعد عنه غصب عني
حسين: انتي طول عمرك نفسك طويل خليكي كدا للأخر ولا اقولك في حل تاني وحل سهل جدا وممكن ساعتها هو اللي يجري وراكي ويسمعك أحلي كلام في الحب
تالا ببارقة أمل: بجد ايه هو
حسين: قوليله الحقيقة وان قلبك دلوقتي هو قلب تولين ساعتها مش ممكن يسيبك
تالا: لأ يا بابا صحيح قلب تولين هو اللي نبض بحبه جوايا لكن حبه تملكني وزي ما انا حبيته من قبل ما أشوفه وحبيبته اكتر بعد ما شوفته محتجاه يحبني لنفسي قبل ما يعرف أن قلب تولين جوايا عايزه حبي يتملكه زي ما حبه تملكني
حسين بنظرة بشفقة علي حال ابنته: يبقي تستحملي وتخلي نفسك طويل مش من اول محاوله تيأسي وتدفني نفسك وسط البكي والحزن عاوزك قويه باحترام تجبريه يحترمك قبل ما يحبك كمان فهماني
تالا وهي تهز رأسها بالموافقة: فهماك يا بابا
حسين بابتسامة حانيه: طب قومي روقي أتوضي وصلي الضهر وتعالي يلا عشان نتغدي أنا جعان ومستنيكي لما تيجي
تالا وهي تنهض من فراشها: حاضر يا حبيبي دقايق هصلي وأجهزة الغدا لينا
حسين مغادرا الغرفه: بسرعه بسرعه والا هاجي اطلعك بنفسي
تالا: لأ يا حاج ثواني وهتلاقيني في ضهرك
مسحت تالا دموعها ليس دموعها فقط بل تناست حالة الحزن التي كانت تسيطر عليها فمن لديه أباً مثل حسين لا يعرف الحزن طريقه فهو صاحب لهما هي واسر قبل أن يكون اب يسمع لهما مشاكلهما ويساعدهما في حلها أغمضت عينها ودعت الله أن يمد في عمره ويحسن صحته فهي لا تتخيل حياتها بدونه
في منزل العزيزي جلست مريم مع والدتها في ردهة المنزل بعد أن اقلها مروان اليها قبل ذهابه الي العمل
صفية وهي تحتضن مريم بشده وكأنها غابت عنها مائة عام وليس بضعة أسابيع فقط وظلت تضمها بين ذراعيها وهي تمسح على ظهرها
صفية : حبيبتي وحشتيني قوي مكنتش أعرف أنك لما تبعدي عني هتوحشيني كدا
مريم وهي تتشبث بحضن والدتها: أنتي اللي وحشتيني قوي قوي يا ماما ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ابدا يا ست الكل
صفية وهي تجلس علي أريكة الصالون وتجلس مريم معها وهي متمسكه بيدها
صفية: قوليلي بقي عايزه تاكلي ايه نفسك في ايه اعملهولك
مريم: نفسي اقعد معاكي بس وبعدين حضرتك من يوم ما جينا من شهر العسل وأنتي بتبعتي لينا الأكل كل يوم مخلتيش صنف انا أو مروان بنحبه غير ما عملتيه لينا تسلم ايدك يا حبيبتي
صفية: بس لو تسمعوا كلامي وتيجوا تعيشوا معانا هنا عشان قلبي يرتاح عليكي
مريم: يا ماما حتي بعد ما اتجوزت لسه قلبك مشغول عليا
صفية: ولأخر يوم في عمري هفضل قلقانه عليكم انتي واخوكي هو انا ليا غيركم
مريم وهي تضع رأسها علي صدر والدتها: ربنا يخليكي لينا بس مش عوزاكي تقلقي عليا مروان بيحبني قوي يا ماما مبيستحملش عليا الهوا وبيخاف عليا وعلي زعلي قوي فعلا ربنا عوضني بيه انا حساه كل حاجه ليا فعلا انا صبرت ومقبلتش علي نفسي ولا علي اخويا اني احب زي البنات ما بتعمل مخليتش حد يكسر عيني وعين اخويا عشان كدا ربنا عوضني بمروان
صفية بحنو وهي تمسح على ظهر مريم: الحمدلله يا حبيبتي كل ما تتمسكي بقيم دينك والمبادئ الحميدة ربنا بيعوضك عقبال ما ربنا يعوض عليكم بالذريه الصالحه
مريم بتمني: يارب يارب يا ماما نفسي ربنا يديني طفل من مروان قوي
صفية: أن شاء الله قريب ربنا يديكي اللي بتتمنيه وعقبال مازن ما ربنا يعوضه ببنت الحلال اللي تهدي سره صعبان عليا قوي
ثم اجهشت في بكاء علي حال ابنها وفلذة كبدها وهو في بحور الحزن والحرمان يسبح رغما عنه ففقدان الحبيب أشد الم من اي الم في الحياة
مريم وهي تربت علي ذراع والدتها: نفسي ينسي بقي ويعيش حياته تولين نفسها لو شافته كدا هي اللي هتزعل علشانه
صفية ببكاء: واللهي تولين بنتي وصعبانه عليا بس مكنش في إيدي حاجه اعملها ليها وحزنت عليها قوي بس أنا شايفه ابني بيدبل قدامي من كتر حزنه نفسي يعيش حياته مبقولش ينساها بس كمان ميدفنش نفسه بالحيا
مريم بتفكير: أحنا لازم نتصرف ونحطه قدام الأمر الواقع
صفية وهي تمسح دموعها: أزاي يعني وتقصدي أيه
مريم: انا بفكر نشوف أحنا بنت حلال تستاهله ونطلبها ليه للجواز ونحطه قدام الأمر الواقع
صفية: طب افرضي كسفنا ومرضيش يجي معانا هيبقي الحال أيه
مريم: ساعتها بقي تعملي أنك زعلتي وتتعبي وهو مش هيقدر علي تعبك ساعتها
صفية بتفكير: تفتكري هيصدقنا
مريم: ماما انا بفكر في الحل ده بقالي اكتر من اسبوع وشطارتك بقي عشان تسبكي الدور عليه
صفية:عارفه مفيش حل غير كدا لازم ننفذه
مريم بحيرة: بس المشكلة بقي هنلاقي بنت الحلال اللي تستاهل مازن فين
صفية وعينها تلمع بالفرح: أنا بقي لاقيتها خلاص بنت طيبه قوي ورقيقه تحسيها توأم تولين حتي كلامها زيها بالظبط
مريم بفرحه: بجد يا ماما هي مين
صفية: فاكره تالا اللي طلعت سلمت عليكي يوم الفرح اللي كانت جيبالك سلسله لازوردي هديه
مريم محاوله التذكر: اه يا ماما أفتكرتها هي فعلا جميلة ورقيقة وعجبني لبسها محترم تصدقي يا ماما البنت دي شدتني ليها فعلا
صفية: امال لو قعدتي واتكلمتي معها هتعملي أيه
مريم: خلاص توكلنا علي الله نخلي مروان يسأل عليها وعلي اهلها وان كانوا كويسين نروح انا وانتي ومروان نطلبها في الاول ونحط مازن قدام الأمر الواقع
صفية: أن شاء الله ده اللي هيحصل كفايا بقي لغاية كدا خمس سنين وهو منشف ريقي وواجع قلبي عليه انا خلاص نويت أني اخطبله تالا واللي يحصل يحصل .
الجزء العاشر
في شركة العزيزي بالتحديد في مكتب مروان وبعد رجوعه من إجازة الزواج دخلت له سكرتيرته تخبر بشأن المترجمين الجدد
منار بعد أن طرقت الباب: مستر مروان ده السي ڤي بتاع المترجمين الجداد وهما موجودين بره عشان حضرتك تختار منهم واحد
مروان: ماشي يا أنسة منار دخليلي بعد نص ساعة أول واحد لغاية ما أخلص الورق اللي في إيديا
منار وهي تنسحب للخارج: حاضر يا مستر مروان تؤمر بحاجة تانية
مروان: ياريت النسكافيه البلاك بتاعي لو سمحتي
منار قبل أن تغلق الباب خلفها: حاضر ثواني ويكون عند حضرتك يا فندم
رن هاتف مروان رفع سماعة الهاتف واستمع الي محدثه
مروان: طيب قول السلام عليكم الاول هو أنا كنت بايت في حضنك
مازن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كمان ماشي كدا كويس
مروان: أه كويس متقلقش هقابل المترجمين الجداد بعد نص ساعة بخلص بس شوية ورق متأخرين في إيدي
مازن بحدة: عايز موضوع المترجم ده يخلص النهارده مش عايز الشغل يعطل بعد كدا بسبب الموضوع ده فاهم
مروان: حاضر يا مازن قبل ما تروح هتكون ماضي عقد تعيين المترجم الجديد خلاص كدا
مازن بتفكير: خليهم أتنين محدش يضمن الظروف
مروان: أيه يا حبيبي هو بالكوم وبعدين أنت معاك لغة انجليزي ممتاز فيها وفرنسي مكسر شوية يبقي لازمة المترجم التالت ايه
مازن : أسمع كلامي من غير نقاش يا مروان انت متعرفش حصل أيه وانت مسافر
مروان: هيكون حصل ايه بس
مازن: أعمل اللي قولتلك عليه وبعد كدا أبقي أحكيلك ماشي
مروان زافرا بضيق: خلاص يا مازن هعين أتنين مترجمين زي ما تحب
مازن: ايوه كدا نفسي تسمع الكلام من غير مقاوحه
مروان: يا عم ما قولنا خلاص بقي
مازن بضحك: هههههههه خلاص مع السلامه أسيبك تشوف شغلك وأنا كمان أشوف شغلي
مروان: تمام مع الف سلامه
في منزل تالا وقفت تلف حجابها أمام المرآة طرق والدها باب غرفتها واذنت له بالدخول
حسين: راحه فين يا تالا أنتي معندكيش كلية النهاردة
تالا بعد أن أحكمت لف حجابها: انا قدمت في وظيفة المترجم في شركة مازن العزيزي والنهارده المقابله عشان يختاروا اللي هيتوظف
حسين: فجأة كدا من غير ما تقولي لحد
تالا وهي تقف أمام والدها: أنا مكنتش هقدم بس مدام فاطمة شجعتني أمبارح وهي اللي قدمتلي الورق
حسين: وتفتكري مازن هيقبل فكرة وجودك في الشركة كا موظفة دائمة ممكن يرفض ورقك وميرضاش يعينك بحجة أنك لسه مخلصتيش كليتك
تالا: أهو أبقي جربت مش هخسر حاجة المهم مضيعش اي فرصة ممكن تقربني منه يا بابا
حسين بتحذير: تالا أنا واثق فيكي جدا متخلنيش أندم علي الثقة دي
تالا بأبتسامة حانيه: متقلقش يا بابا أنا عارفه حدودي كويس وكل محاولاتي هتبقي في حدود الالتزام وأستحاله أقبل أي تجاوز
حسين وهو يهز رأسه: ربنا يسترها معاكي ويجمعك بيه في الخير وبالحلال أن شاء الله
تالا بتمني: يارب يا بابا
في شركة العزيزي
جلست تالا في مكتب سكيرتيرة مروان تنتظر دورها في المقابلة توترت كثيرا وظلت تحرك قدمها بعصبية وكأنها تنتظر نتيجتها في أمتحان فعلا أنه بالنسبة لها أمتحان ولا يوجد لها سبيل غير النجاح لأن الرسوب يعني دماراً شاملا ليس لقلبها بل لحياتها أجمع حاولت تناسي الأمر برمته حتي يمكنها أن تواصل حربها مع مازن فهي حرب كن أو لا تكون شردت مع نفسها تتذكر أحدي ذكريات تولين ومازن معا والتي تراودها كثيراً
مازن وهو يدخل من باب غرفته وجد تولين تجلس علي طرف فراشهما وهي تمسك أختبار حمل في يدها وتبكي بشده جزع مازن من منظرها واسرع لها يجلس علي ركبتيه أمامها
مازن: مالك يا توته بتعيطي ليه يا قلبي
تولين ببكاء وهي تمد له يدها باختبار الحمل: مطلعش فيه حمل يا مازن
مازن وهو يحتويها بحضنه: حبيبتي خضتيني عليكي انا قولت أنك تعبتي
تولين وقد زاد بكائها: كان نفسي يكون جوايا حته منك يا مازن
مازن وهو يحتضن وجهها بين يديه وينظر لها في عينيها بحب كبير: أنتي عندي بالدنيا كلها وبعدين أحنا لسه متجوزين من شهرين وعشرين يوم بس يا توته لسه بدري قوي يا حبيبتي علي موضوع الحمل ده
تولين: مليش دعوة أحنا لازم نروح للدكتور عشان احمل بسرعة
مازن ضاحكا بشده وهو يحتضنها: دكتور من دلوقتي يا توته
تولين: أه يا قلب توته عندك أعتراض
مازن زافرا بقوه: أنا أقدر يا قلب مازن اللي انتي عايزاه هعملهولك فورا
تولين وهي تشدد من احتضانه: ربنا يخليك ليا يا قلب توته
فاقت تولين من رؤية الذكري علي صوت منار يناديها من أجل الاستعداد للدخول وقفت تالا وهي تشد من أذر نفسها وتشجع روحها للمضي قدماً في ما أنتوت عليه طرقت الباب وسمعت صوت مروان يدعوها للدخول فتحت الباب ودخلت
تالا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مروان رافعا رأسه عن الورق أمامه: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته أتفضلي يا أنسة تالا
جلست تالا علي المقعد أمام مكتب مروان وأنتظرته أن يبدأ هو بالحديث
مروان: أنسة تالا حسين عبدالرحمن الشيمي انتي تقربي لباشمهندس آسر
تالا: اه آسر اخويا الكبير
مروان: بجد طب ليه اسر مقليش من الأول وكنا وظفناكي علي طول من غير ما ننزل اعلان وخصوصاً أن مدام فاطمة ماضية علي ورقك يعني بتوصيني عليكي
تالا: انا حبيت أقدم زيي زي أي حد ومخدش فرصة من حق غيري
مروان: واللهي أنا شايفك أنسب المتقدمين لأنك بتجمعي اكتر من لغة مع بعض وده اللي أحنا عاوزينه فعلا وبعدين كلها كام شهر وتبقي خريجة ألسن
تالا: كنت خايفة متقبلونيش عشان لسه مخلصتيش كليتي
مروان: كام شهر مش هتفرق كتير أنتي ممتازة وفرصة لأي شركة أنك تشتغلي معاها
تالا بفرحة: شكراً ليك يا باشمهندس
مروان: علي ايه وبعدين أنتي أخت آسر وآسر بالنسبالنا أنا ومازن أخ وصديق وده اقل حاجه نقدمهالوه
تالا بحرج: ممكن آسر ميعرفش غير لما اتعين وبعدين أقوله
مروان متفهما: حاضر مش هقوله زي ما تحبي
أنتهت المقابلة ورجعت تالا الي منزلها وهي تدعو الله أن يرقق قلب مازن عليها ويمنحها تلك الوظيفة حتي يتسني لها رؤيته كل يوم
انتهي مروان من مقابلة المتقدمين لوظيفة المترجم وهو ينتوي تعيين تالا جهز الاوراق اللازمة وضبط كل شئ ثم ذهب إلي مازن لكي يحصل علي توقيعه علي عقد تعيين تالا
وجد مازن يهم بمغادرة مكتبه في عجله
مروان: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مازن وهو يجمع بعض الأوراق في حقيبتة: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
مروان: رايح فين يا مازن
مازن: عندي اجتماع في نادي الصيد غداء عمل مع أعضاء مجلس إدارة شركة الأسمنت هنمضي عقود الصفقة الجديدة
مروان متفهما: هتروح لوحدك
مازن: انا ومدام فاطمة كنت جاي ليه
مروان متذكرا: اه كنت عاوز توقيعك علي ورق تعيين المترجم الجديد
مازن بعجاله: مش وقته يا مروان خليها بكرة
مروان مخرجا قلمه معطيا إياه لمازن: بكرة أيه خد يا راجل امضي بسرعة دي لحظات
دخلت مدام فاطمة الي مكتب مازن
فاطمة: أنا جاهزة يا مستر مازن وجهزت العقود كمان يلي بينا
مازن: يلي بينا عاوزني امضيلك فين يا مروان بسرعة عشان متأخرين علي الناس
مروان وهو يشير له مكان التوقيع: هنا وهنا وهنا كمان بس كدا شكراً ليك يا برنس
مازن وهو يغادر: لا شكر علي واجب يا سيدي.
الجزء الحادي عشر
رجعت تالا الي منزلها واخبرت والدها بتفاصيل المقابلة بينها وبين مروان العزيزي
حسين: المشكلة مش في مروان يا تالا
تالا زافره بقوة: عارفه يا بابا بس يمكن ربنا يرقق قلبه من ناحيتي ويوافق علي تعيني
حسين: ربنا يهديه ويهدينا بس أفرضي رفض هتعملي أيه
تالا: هفوض أمري لله وهو عالم بحالي وعارف أني مبعملش كدا عشان أي منفعه غير أني حبيته غصب عني مش بخاطري
حسين: ربنا يهيئلك من أمرك رشدا ويجعلك من كل ضيق مخرجا
تالا وهي ترتمي بحضن والدها: يارب يا بابا
حسين: عايزك تعرفي اسر بكل حاجه اخوكي حنين وهيتفاهم الحالة اللي انتي فيها
تالا وهي تنهض من حضن أبيها: هقوله يا بابا بس مش دلوقتي خالص سبني شوية لغاية بس ما الموضوع يمشي مع مازن لان أسر لو شاف صده وتجاهله ممكن يعند ويمنعني عن التواصل معاه وكمان ممكن يسيب الشغل عنده فا أنا بفضل ميعرفش غير بعد ما اقدر أقوم مازن الأول وخليه يحس بيا
حسين بتفهم: عندك حق يا حبيبتي أنا كل مرة باجي علي نفسي قوي عشان اوافق أنك تكملي عشان مشفكيش حزينه اسر عصبي ومش هيقبل يشوفك في وضع ممكن يحس فيه بتقليل من قيمتك
تالا: فعلا يا بابا ده اللي كنت أقصده
رن هاتف تالا برقم غريب لا تعرفه ترددت في الاجابه ولكنها حسمت أمرها وأجابت عليه
تالا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مروان: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة ازي حال موظفتنا الهمام
تالا بشك: حضرتك باشمهندس مروان
مروان: هو بذات نفسه حبيت اباركلك بنفسي فخدت رقمك من السي ڤي بتاعك
تالا بفرحة عارمة: حضرتك بتتكلم بجد يعني مازن .... قصدي باشمهندس مازن وافق علي تعييني فعلا
مروان بشك: اه مازن وافق ومضي كمان علي ورق تعيينك في الشركة ليه هو كان رافض قبل كدا
تالا: لأ بس مكنتش متوقعه أنه يوافق أصله يعني أصله كدا جامد و..... وو
مروان متفهما: عارف عارف هو طبيعته جامده شوية وصعب بس متقلقيش
تالا: شكرا ليك جدا يا باشمهندس جميلك ده في رقبتي
مروان: جميل ايه يا بنتي أنتي مكسب لأي شركة أنك تشتغلي فيها اساساً المهم استعدي بقي هتبدئي شغل معانا من بكره
تالا: أن شاء الله جاهزه ومستعده كمان ومن الصبح بدري هتلاقيني قدام حضرتك
مروان: هو ده الكلام المظبوط سلام يا حضرة المترجمة العزيزة
تالا بخجل:سلام يا باشمهندس
أحتضنت تالا والدها بسعادة كبيرة ثم قبلته في وجنته
تالا: وافق يا بابا وافق ومضي ورق تعييني مش مصدقه نفسي
حسين: الف مبروك يا حبيبتي عقبال ما اباركلك علي الخطوبة
تالا بأبتسامة حالمه: يارب يا بابا يارب .
ذهب مروان لبيت عمه لكي يصتحب زوجته استقبلته مريم
مريم بابتسامة : حمدالله على السلامه يا قلبي
مروان: الله يسلمك يا عمري ايه اتبسطي طبعا النهاردة عشان مع طنط
مريم وهي تحاوط خصره وتضع رأسها علي صدره: انا انبساطي وفرحتي وأنا جنبك يا قلبي
مروان: طب نخف شويه لغاية ما نروح بيتنا يا حبيبتي ماشي انا مش حمل كدا
مريم بضحك: انا عملت ايه بس
جاءت صفية من غرفة أعداد الطعام : ازيك يا مروان يا حبيبي عامل ايه
مروان وهو يلتقط كف صفية يقبله: الحمدلله يا ماما صفية أنتي عامله ايه
صفية وهي تربت على كتفه: بخير يا حبيبي الحمدلله
مروان: طيب انا هستأذن حضرتك اخد مريم ونروح يدوب عشان هلكان وعايز استريح
صفية : تروح ايه انت هتتغدي معانا انا ومريم مرضناش نتغدي واكلنا حاجات خفيفة لغاية ما تيجي أنت ومازن ناكل سوي ومش هتمشي غير ما ناكل مع بعض وبعدين في موضوع عوزاك فيه قبل مازن ما يجي
مروان : خير يا ماما في حاجه
مريم: اه انا وماما اتفقنا علي خطة وعوزينك معانا تساعدنا عشان مازن يخرج من حالة الحزن واليأس اللي معيش نفسه فيها
مروان: خطة ايه دي وخلي بالك مازن لو حس أننا بنخطط له حاجه ممكن يبوظ كل الخطط وساعتها كمان هيزعل مننا واستحالة يسامحنا
صفية: ملكش دعوة بمازن واسمعني انا ومريم هنقولك ايه
مروان وهو ينصت لهما : ماشي يا ماما قولي عاوزين ايه.
أنهي مازن اجتماعة ثم غادر النادي عائدٍ الي منزله وأثناء سيره بالسيارة نظر يمينه للنيل فاخذته الذكري الي حياته مع تولين فأمر السائق بالتوقف جانبا نزل متوجها للنظر الي صفحة النيل والتعمق فيه جلس على سور الكورنيش وشرد مع حبيبته
تولين وهي تجلس مع مازن أمام النيل : تعرف يا مازن أنا بحب النيل والبحر قوي لما بقعد قدامهم بحس أني بنسي كل همومي واحزاني بحس أني أتولدت من جديد
مازن وهو يعانق يدها بيديه:انا مش عايز يبقي عندك هموم ولا احزان قوليلي أنتي نفسك في ايه وأنا اعملهولك بس مشفكيش حزينه كدا
تولين وهي تضع رأسها علي صدر مازن: كان نفسي أكون ام لأولادك يا مازن
مازن: أنا آسف يا حبيبتي اني كونت السبب في حرمانك من أنك تبقي أم بس غصب عني العيب فيا أنا بس اوعدك اني اتعالج عشان احققلك الحلم ده
تولين وهي ترفع وجهها وتنظر بعينيه: انت طيب وجواك جميل كدا أزاي معقوله حبك ليا يوصل لدرجة أنك تجيب العيب فيك عشان متجرحنيش وتحسسني بالنقص والعجز
مازن باضطراب: انتي بتقولي أيه يا تولين محصلش حاجه من اللي بتقولي عليها
تولين: أنا وصلت المستشفي وروحت عند مكتب الدكتور وسمعت كل حاجه أنت والدكتور قولتها وسمعته كمان وهو بيقولك اني الرحم بتاعي رحم طفولي زي رحم طفلة عندها اربع سنين وده كان السبب أن البريود مش منتظمه عندي وأني أستحاله اخلف
أجهشت تولين بالبكاء وهي تدفن وجهها في صدره اغمض مازن عينيه بألم فما يخشاه حدث وجرحت زهرته الجميله بدون قصد منه ومحاولاته في أخفاء الحقيقة فشلت فهو ذهب اولا الي الطبيب ليعرف نتيجة الفحص الذي أجراه هو وتولين وعندما وجد أن مانع الحمل من تولين ترجي الطبيب أن يخفي ذلك الأمر عنها ويخبرها أن المانع منه هو ولكن القدر له رأي آخر
رفعت تولين وجهها: مكنتش أعرف أنك بتحبني الحب ده كله
مازن وهو يأخذها في أحضانه: بحبك فوق ما تتصوري مش عايزك تزعلي يا تولين واعتبريني أبنك زي ما أنا هعتبرك بنتي تولين: يعني مش هتحن في يوم انك تبقي أب وتفكر تتجوز تاني أنا هوافق
وضع مازن يده علي فم تولين: أوعي تكمليها أنا مش عايز من الدنيا غيرك أنتي فاهمه أنتي بنتي وأمي واختي وحببتي ومراتي فاهمه
تولين وهي تمسح دموعها وتهز رأسها بالموافقة: فاهمه
مازن: مش عايز أسمعك بتقولي الكلام ده تاني ولا تفتحي موضوع الأطفال ده تاني ماشي
تولين: ماشي يا قلب توته
مازن: أيه رأيك نطلع بكره الساحل نقعد هناك كام يوم كدا نرفه عن نفسنا ونتفسح
تولين بأبتسامة جذابه :موافقة طبعا يا حبيبي
مازن وهو يقبل وجنتها: يبقي تجهزي الشنط من بالليل عشان نمشي الصبح بدري ماشي
تولين وهي ترمي بنفسها في أحضانه: ماشي يا حبيبي ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا
فاق مازن من شروده في ذكرياته مع حبيبته علي صوت حارسه الخاص
الحارس: مازن بيه حضرتك هطول هنا أحنا بقي لينا هنا أكتر من ساعة
مازن وهو ينهض من جلسته: يلي بينا نروح توجه إلي السيارة وركب بعد أن فتح الحارس له الباب ثم أغلقه خلفه وصعد هو بالمقعد الامامي بجانب السائق وأنطلقوا عائدين الي منزل مازن .
الجزء الثاني عشر
في منزل مازن جلس مروان يستوعب ما طلبته منه زوجته وزجة عمه
مروان: يعني ايه نروح ونخطبله من غير ما يعرف أنتوا تعرفوا مازن ممكن يعمل أيه دا مش بعيد يقيم علينا الحد لأ أنا مليش دعوه بالموضوع ده
مريم: مروان أنت لازم تساعدنا كل اللي عليك تسأل لينا علي العروسة وأهلها بس
صفية: عشان خاطري يا مروان يعني أنت عجبك حال أبن عمك وشبابه اللي دفنه بالحيا انا كل اللي عوزاه أنه يعيش حياته
مروان: بس مش بالطريقة دي يا ماما صفية
صفية: صدقني البنت حلوه ومؤدبه وأهم حاجه تحسها شبه تولين تحس انهم توأم
مريم: فعلا يا مروان انا لما شوفتها عجبتني جدا وتحسها ملتزمه وزي ماما ما بتقول فيها شبه من تولين
مروان: وهي مين دي اللي عجبتكم وشدتكم ليها بالطريقة دي
صفية: عارف آسر صاحبكم أنت ومازن تبقي أخته
مروان وهو ينهض من جلسته متفاجئاً: تالا قصدكم علي تالا
مريم باستغراب: أنت تعرفها يا مروان
مروان: اه عارفها وشكل الظروف والقدر كمان هيقف معاكم في الخطة بتاعتكم دي
صفية: ازاي يا مروان تقصد ايه
مروان ماسحا وجهه : أنا عينت تالا النهارده عندنا في الشركة مترجمه
مريم: حلو قوي كدا بقي يقربوا من بعض عشان لما نيجي نطلبها له يبقي عارفها ويمكن يميل ليها
مروان بحيره وهو يحك لحيته: مش عارف بس أنا خدت بالي دلوقتي من حاجه لما كلمت تالا عشان أبلغها أننا عينها في الشركة مكنتش مصدقه أن مازن وافق ومضي ورق تعينها
صفية: وده معناه ايه يا مروان
مروان: أكيد حصل حاجه بنهم يا ماما صفية واكيد مازن زي عاويده تلاقيه دبش ليها في الكلام لأنها كانت فرحانه جدا ومش مصدقه نفسها
صفيه: تصدق عندك حق لأن مازن يوم فرحكم زعل مني لما شبهتها بتولين
مريم: بس قولي يا مروان يعني تالا وأهلها ناس كويسين يستحقوا مازن أخويا
مروان: أه طبعا آسر مهندس ناجح جدا ووالده طالع معاش وهو وكيل وزارة التربية والتعليم دا غير أنهم مرتاحين ماديا اللي أعرفه أن العمارة اللي ساكنين فيها بتاعتهم وآسر كان بيقول لينا أنهم عندهم أرض في البلد بتاعت والده وراثينها عن جده بس أهم حاجة أن آسر أخلاق جداً وأبن أصل حقيقي أما تالا أنا متعملتش معاها قبل كدا أنا أول مره أشوفها النهارده حتي يوم الفرح مخدتش بالي منها
صفية: لأ تالا أنا أضمنها أنها مؤدبه وملتزمه البني ادم بيبان من تعامله وكلامه وانا حيستها محترمه واخلاقها عاليه
مريم: ها قولت ايه يا مروان
مروان بحيرة: أنا معاكم بس أفرضوا أن مازن رفض الموضوع ومرديش يروح معانا ساعتها هنخسر آسر وآسر بالنسبالنا أخ قبل ما يكون صاحب بيشتغل معانا
صفية مطمئنه أياه: متخفش وافق أنت وسيب مازن عليا
مروان: حاضر يا طنط وربنا يستر
أستمعوا الي صوت سيارة مازن تدخل الي محيط القصر
صفية: قفلوا علي أي كلام دلوقتي والموضوع ده ممنوع يتفتح قدام مازن دلوقتي بأي شكل كان مفهوم
مروان ومريم: مفهوم يا ماما.
صباحاً في منزل تالا بعد أن صلت فرضها وقرأت وردها اليومي من القرآن دخلت الي غرفة أعداد الطعام وبدأت في تحضير الأفطار كما أعتادت يوميا منذو وفاة والدتها فاجأها آسر من خلفها وهو ينغزها برفق في خصرها باحدي يديه فهي عادة قد أعتداها آسر مع تالا منذو زمن صرخت تالا بفزع
تالا وهي تضع يدها علي صدرها : حرام عليك يا آسر كل حبه تفضل تخضني كدا
آسر بضحك وهو يضع ذراعه علي كتف تالا: دا أنا بقالي ساعة مستنيكي تدخلي المطبخ عشان أخضك وبعدين المفروض تتعودي بقي من كتر ما بعملها فيكي
تالا وهي تبتعد عنه وتتخصر بيديها: آسر لو سمحت لو مبطلتش حركاتك دي هقول لبابا
حسين وهو يقف علي الباب: أيه يا تالا هتقوليلي علي أيه يا حبيبتي
تالا: آسر يا بابا كل شوية بيفزعني خليه يبطل حركاته دي بقي
آسر بضحك وهو يحاوط خصرها من الخلف ويحتضنها: خلاص يا حبيبتي مع أني ببقي هموت واشوف شكلك وانتي مخضوضه بس يلا مش مهم مش هعملها تاني
حسين : أوعي تعملها تاني يا آسورة أنت فاهم والا هملصلك ودانك
آسر رافعا يديه بأستسلام: خلاص يا سحس قلبك ابيض المهم خلصي الفطار عشان مستعجل عايز أروح الشركة
تالا: طيب سبني اعمله عشان أنا كمان راحه الشركة معاك عشان أستلم شغلي
آسر: شغل أيه هو انتي اتعينتي وأنا معرفش مثلا
تالا: أينعم أشتغلت مترجمة في شركة العزيزي للمقاولات والبناء والتعمير
آسر بغير تصديق: أنتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري
حسين منهيا الحديث وهو يسحب آسر معه خارجياً: لا بتتكلم بجد تعالي معايا بره وسبها تجهز الفطار وانا اقولك اللي حصل
قص حسين علي آثر ما حدث
آسر: طب هي مقلتليش ليه وانا كنت وعينتها علي طول ولا تقديم ولا غيره أنا كنت مفكرها مش عايزه تشتغل لغاية ما تخلص كليتها
حسين: هي فعلا مكنتش عايزه تشتغل لكن مدام فاطمة هي اللي شجعتها علي الشغل
آسر: علي بركة الله كلها ٣ شهور وتخلص الكلية مش هتفرق كتير
داخل مكتب مازن وقفت مدام فاطمة تملي عليه جدول عمل يومه والمقابلات التي عليه أجرائها
مازن: ماشي تمام يا مدام فاطمة ميعاد الوفد الفرنسي الساعة ٢ صح
فاطمة: أه يا مستر مازن
مازن: والدة هيثم عمله أيه
فاطمة: كويسه يا فندم بدأت تتماثل للشفاء احنا كنا عندها انا وشوية موظفين من هنا وعلي فكرة هيثم بيشكر حضرتك جدا علي تكفلك بعلاج والدته والاجازه المدفوعة الأجر اللي حضرتك ادتهاله
مازن منهيا الحوار: مفيش بينا شكر ده واجبي اتجاه اي واحد شغال معايا وده حقكم عليا
فاطمة: ربنا يخليك يا مستر مازن حضرتك عنوان للشهامة والرجولة
مازن: شكرا يا مدام فاطمة المترجم الجديد وصل
فاطمة : أه يا فندم آنسة تالا جت وفي مكتبها
مازن بصدمة: تالا مين ومين اللي عينها هنا
فاطمة بحيرة: آنسة تالا الشيمي اخت باشمهندس آسر ومستر مروان هو اللي عينها مازن بحده: أزاي يعمل كدا من غير ما يقولي روحي ابعتيلي مروان بسرعة
ذهبت فاطمة من أمامه فيبدو أنه علي وشك الانفجار من فرط غضبه وعصبيته
مازن بغضب لنفسه: ماشي يا تالا بتتحديني واللهي لخلي أيامك كلها سودة لو ما سبتي الشغل ومشيتي وأزاي الغبي مروان يوظفها من غير ما يقولي بس أما أشوفه
طرق الباب ودخل مروان وهو يعلم باطنا ما يجول بداخل مازن جيدا
مروان : خير يا مازن في حاجه
مازن ضاغطا علي كل حرف ينطقه: أنت أزاي تعين تالا من غير ما تقولي
مروان : مش فاهم وهي فيها ايه ليقتها أنسب واحده في اللي اتقدموا كلهم عشان كدا وظفتها
مازن بحده: مقولتليش ليه أمبارح يا مروان أنك وظفت بنت مش راجل
مروان: مجاش في بالي وبعدين انت كنت مستعجل ومدتنيش فرصة اقولك تفاصيل
مازن: أوكيه زي ما عينتها مشيها فاهم
مروان واضعا يديه في جيوب بنطاله: ازاي دا في شرط جزائي ب ٢٠٠٠٠٠ جنيه
مازن: ادفعه لها وخليها تمشي وشوف احسن واحد من اللي كانوا متقدمين وهاته عينه
مروان: تالا كانت احسن واحده فيهم
مازن بغضب: هات اللي بعدها
مروان: وآسر هتقوله أيه ولا هنعمل معاه أيه لما نطرد أخته من غير سبب أنا لا يمكن ابدا اعمل كدا واخسر آسر ماشيها أنت لو تقدر وبعدين مالها تالا مش عايزها تشتغل هنا ليه وهي جت قبل كدا مرتين اشتغلت معاك ومشاء الله كانت ممتازة
مازن: ما هو عشان كانت بتشتغل معايا مش عاوزها تاني
مروان منهيا النقاش: أنا مكنتش اعرف وانا مش همشيها واخسر آسر ماشيها أنت لو تحب بعد اذنك عندي شغل
ترك مروان مازن وهو يكاد يغلي من الغيظ فا هو بالفعل لن يستطيع أن يصرفها حاليا حتي لا يخسر صديق عمره ودراسته لكنه سيجعلها هي من تترك العمل وبأرادتها
مازن كاسراً القلم بيده: ماشي يا تالا أبقي استحملي اللي هيجرالك أن ما خليتك تقولي حقي برقبتي مبقاش انا مازن العزيزي.
الجزء الثالث عشر
مرت عدة أسابيع ومازن يضغط على تالا كثيراً ويتعمد تجاهلها ويوصل لها عدم رغبته في عملها معه كثيرا لكنها قاومت وتحملت كثيرا ولم تظهر ضعفها ولا حزنها منه حتي عاد هيثم مرة أخرى علي مواظبة عمله بعد أن استقرت حالة والدته الصحية فتعمد مازن تجاهلها واسناد العمل كله الي هيثم وهمش تالا تماما مما جعلها تشعر بالضجر وعزمت اكثر من مرة علي ترك العمل لكن والدها هو من كان يثنيها عن قرارها في اللحظه الاخيره ويبث فيها الثقة بالنفس لمواصلة تحقيق هدفها وحلمها بقا الأمر بين شد وجذب بين تالا ومازن ومحاولات تالا مستمرة لاستمالة قلب مازن لكنه لم يخضع ابدا لمحاولتها في ذلك الوقت انتهت تالا من اختبارات اخر العام وتفرغت بالكامل للعمل في الشركة جاء الي الشركة صفقة بناء قرية سياحية في مرسي مطروح ولزم علي مازن ومروان السفر إلي هناك وترك الشركة في مسئولية آسر احتاج مازن ومروان الي سفر هيثم معهم الي مطروح لكنه اعتذر لمرض والدته فهو لا يمكن أن يبتعد عنها لأكثر من ساعات العمل فقط فاضطر مازن لاصطحاب تالا معه الي مطروح لكي تكون همزة الوصل بينه وبين الوفد الأسباني أعترض آسر علي سفر تالا في بداية الأمر حتي طمأنه مروان علي أنه سيصطحب مريم معهم حتي تكون برفقة تالا هدأ آسر وبدأ في تقبل الأمر وفعلا سافروا إلي مرسي مطروح وأقاموا بفندق قريب من شاطئ عجيبه ذلك الشاطئ الساحر ذو الهواء النقي الذي يجبر النفس علي الاسترخاء والراحة وقف مازن في ردهة الفندق مع مروان ومريم وتالا وبعض موظفين من الشركة
مروان: خلاص يا مازن كله تمام كلمت مدير العلاقات العامة في الفندق عشان يعمل حسابه ويجهز الفندق بكره لاستقبال الوفد الأسباني وهو أكد عليا أنهم هيشرفونا قدامهم
مازن: طيب كويس جدا أحنا النهاردة راحه من السفر وبكره تكونوا مستعدين مش عايز اي تقصير ومفاتيح الغرف تاخدوها من مروان عايزين ترتاحوا تتفسحوا براحتكم
تالا تالا مش معقول بتعملي ايه هنا يا بنت الأيه
نظروا الي صاحب الصوت الذي يتحدث
تالا بتفاجئ : أكرم مش معقول أنت اللي بتعمل ايه هنا
ثم جرت عليه تالا تحتضنه بشدة فاحتضانها أكرم وهو يدور بها بسعادة شعر مازن في تلك اللحظه أن الدماء تغلي بعروقه وراح يضغط علي اسنانه من شدة الغيظ والغضب شعرت مريم بمازن ورأت الغيره بنظراته لكنه وفي عنيد لن يعترف بحب تالا بسهولة تجهم وجه مازن وسار بأتجاه أكرم وتالا
مازن صارخا بتالا: فيه واحد محترمه تحضن واحد قدام الناس عادي كدا أيه البجاحه وقلة الادب دي
تالا بذهول وغضب: وانت مالك ومالي مين اداك الحق انك تقيم أخلاقي
مازن: حق ايه ودي محتاجه حق ثم أنك موظفه عندي وبتشتغلي في شركتي يعني أي فعل مشين هيسوء ليا ولشركتي طبعا
أكرم منحيا تالا خلفه : ممكن تهدي يا استاذ لو سمحت وبعدين انا وتالا مغلطناش تالا بنت عمي وأختي في الرضاعة يعني معملناش حاجه غلط
مازن بحده: علي عيني وراسي يا سيدي بس مين هنا يعرف أنكم ولاد عم ولا اخوات المفروض الواحد يراعي تصرفه وهو في مكان غريب
تالا ببكاء: وانا معملتش حاجه غلط ولو حضرتك صبرت شوية كنت هعرفكم علي أكرم
مازن وقلبه يحترق لبكائها: علي العموم حصل خير اتفضلوا كل واحد علي أوضته يلا
أنصرف الجميع من أمام مازن حتي مروان اخذ مريم وصعدا لغرفتهم لم يتبقي سوي تالا وأكرم
أكرم بحزن وهو يجفف لتالا دموعها: خلاص بقي يا حبيبتي متعيطيش حقك عليا أنا وحياتي عندك متعيطيش بقي
اغتاظ مازن من أكرم كثيرا وودا لو كان هوا مكانه يطيب خاطرها
تالا: خلاص يا اكرم مفيش حاجه انا بقيت كويسه
أكرم: طالما قولتي أكرم يبقي لسه زعلانه
تالا بأبتسامة: خلاص بقي يا كرامله عجبك كدا ارتحت
أكرم بضحك وهو يحاوط كتف تالا: اه ارتحت كدا يبقي خلاص عرفت أنك مش زعلانه
مازن بحده: مش كفايه كدا يا أنسة تالا ويلا اتفضلي علي اوضتك
تالا بعناد: لأ مش طلعه اوضتي انا هفضل مع كرمله عند حضرتك مانع
مازن: يعني ايه انتي مسئوليتي لو جرالك حاجة هقول لاخوكي ايه
أكرم منهيا الحديث: وأنا اخوها بردو وعشان أريحك كمان هتصل علي آسر بنفسي عشان أخلي مسئولية حضرتك
اجاب آسر علي الاتصال بعد أن هاتفه أكرم
آسر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكرم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آسر: عامل ايه يا قليل الأصل امال لو مكناش ولاد عم واخوات في الرضاعة كنت نسيتنا
أكرم بضحك: علي مهلك عليا شويه يعني انت اللي بتسأل قوي المهم انا مع تالا في مرسي مطروح والمدير بتاعك مش عايزها تقعد معايا شوية عشان انت موصيه فانا قولت اتصل عليك استاذنك
آسر: معلشي يا اكرم انا فعلا اللي مواصيه عليها ممكن تدي التليفون لمازن لو سمحت
أكرم وهو يعطي التليفون لمازن: اتفضل آسر عايز يكلمك
مازن: أفندم يا سي آسر
آسر: اولا شكرا جدا لمحافظتك علي تالا قد المسؤولية يا صاحبي وثانيا أكرم أبن عمي واخويا انا وتالا في الرضاعة مفيش مشكله خلي تالا تقعد معاه
مازن بضيق: ماشي برحتك سلام
اعطي مازن الهاتف لأكرم منصرفا بعيدا عنهم أنهي أكرم الإتصال ثم أخذ تالا وانصرف بها يتناولون الطعام معا ثم يتنزهون سويا بداخل البلده
صعد مازن لغرفته وهو يشعر بضيق من نفسه ومن تالا ومن الحياه كلها نزع ملابسه ودخل الي الحمام يقف تحت الماء لعله يطفئ النار المشتعله بداخله وخرج بعد وقت قليل وهو يرتدي برنس الحمام جلس علي فراشه يحدث نفسه
مازن: انا ايه اللي عملته ده تقف مع اكرم ولا غيره أنا مالي وعملت اللي عملته ده ازاي انا مكنتش في وعيي أنا خلاص أتجننت ده لايمكن يحصل تاني مهما كان لازم اعمل كنترول علي نفسي واعصابي مهما أشوف أو يحصل مش هستني لغاية لما الاقي نفسي واقع في حبها هههههههه وهو انت لسه موقعتش انت كنت مكشوف قوي النهارده لأ بعد كدا مش لازم ابين حاجه تاني تولين متستحقش مني كدا لو أنا اللي موت عمرها ما كانت هتفكر في حد غيري ولا تحب حد بعدي أنت خونت تولين يا مازن فوق وارجع لعقلك تاني تولين هي اللي في قلبك بس لم يستطع مازن أن يخلد للنوم ظل في فراشه ما يقارب من الساعتين يتقلب فيه ولكنه كان يشعر بالفراش من تحت جمر مشتعل نهض من الفراش وخرج الي الشرفة يقف بها يستنشق هوائها النقي علها تريحه عما يضج بداخله بقي واقفا بها فتره يستند علي سورها الحديدي نظر لأسفل وجد تالا تدخل الي حديقة الفندق بصحبة أكرم ثم سلم أكرم عليها وتركها مغادرا مرة أخرى خارج الفندق وجد تالا تخرج مرة أخرى خارج الفندق وذهبت تمشي علي شاطئ البحر أغمض عينه يحاول مقاومة رغبته في عدم الذهاب إليها ولكنها لم يستطيع منع نفسه وجد نفسه يبدل ملابسه بأخري مناسبة للخروج وخرج من الفندق متوجها إلي الشاطئ سار عليه ما يقارب من العشر دقائق حتي وجدها تجلس بجانب صخرة بجوار البحر وهي تحتضن رجليها بيدها وشارده وهي تنظر للبحر وقف دقائق وهو يضع يديه بجيب بنطاله ينظر لها آثرت قلبه بجلستها تلك زادت ضربات قلب تالا وكأنها تخبرها بقربه منها أنتبهت من شرودها تلتفت حولها وجدته يقف بالقرب منها ينظر لها أنتبه مازن الي أنها رأته وهو شاردا بها تنحنح مازن وهو يقترب منها
مازن: احم احم قاعده لوحدك ليه
تالا وهي تنظر أمامها وتمسح دموعها حتي لا يراها مازن: وفيها ايه هي القاعده لوحدي عيب ولا حاجه
أنتبه مازن الي دموعها وصوتها المتحرش من أثر البكاء أنفطر قلبه رغما عنه
مازن محاولا التماسك: ممكن تهدي وتبطلي عياط انا عارف اني غلطت في حقك بس أنا بعتبرك زي مريم ولما لقيتك راحه تسلمي على قريبك ده أنا اتنرڤزت وخصوصا أني معرفش أن ليكي أخوات غير آسر متزعليش مني أنا أسف وصدقيني مش هدخل تاني في حياتك
وقفت تالا من جلستها ودموعها تنزل مجددا وصرخت في مازن
تالا بصراخ: أنت ايه قلبك ده أيه انا عارفه هي حبتك علي أيه بتقول بتعتبرني زي مريم بس أنا بقي بقولك كداب يا مازن وانا عارفه أنك بتحبني زي منا كمان بحبك بس أنت بتكابر وقافل قلبك علي ماضي راح خلاص تولين لو في إيدها تكلمك دلوقتي هتقولك كفايا حزن بقي وعيش حياتك صدقني يا مازن الفرصة مبتجيش للأنسان غير مرة واحده بس ولو راحت بيفضل ندمان عليها عمره كله فوق يا مازن فوق قبل ما أضيع منك أنا كمان
تركته تالا يقف وغادرت الي الفندق ولكنها بعد عدة خطوات سمعت صوته يصرخ عاليا
مازن بصوت جهوري: انا محبتش في حياتي غير تولين ياريت تخليكي فاكره كلامي ده كويس وانا مضربتكيش علي إيدك عشان تحبيني والاحسن ليكي تنسيني لأنك مش هتاخدي من الحب ده غير العذاب والألم فاهمه أنسي أنسيني خالص
تالا ببكاء وهي تلتفت له: لما حبيتك مكنش بأيدي يا مازن وياريت أقدر أنسي حبك ادعيلي أن ربنا يشيل حبك من قلبي يمكن ربنا يستجيب دعاك .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا