القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية معدن فضة الفصل الحادي والأربعون والثاني والاربع والثالث والاربعون والرابع والأربعون والخامس والأربعون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)

 رواية معدن فضة الفصل الحادي والأربعون والثاني والاربع والثالث والاربعون والرابع والأربعون والخامس والأربعون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)





رواية معدن فضة الفصل الحادي والأربعون والثاني والاربع والثالث والاربعون والرابع والأربعون والخامس والأربعون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)



#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٤١

من اقوال اجماع الفقهاء / يجب ان تعلم أن الايمان نية وقول وعمل .

وان صلاح الباطن يؤثر في صلاح الظاهر 

وكلما ازداد صلاح الباطن كان ذلك زيادة في صلاح الظاهر .

وعن النعمان بن بشير رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول " الا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب " متفق عليه.

استمع چواد لطلب ميار وعيونه تعجز عن رؤية جمال روحها ظل ينظر لها بذهول تام فلم يتوقع مطلب مثل هذا وخاصة في هذه الظروف .

انتظرت ميار راي چواد في طلبها ومن نظرته لها علمت أنه لم يصدق طلبها فابتسمت وافصحت عن سبب طلبها قائلة / بص يا چواد انا بصراحة سمعت طنط اخلاص لما جت....

 وحسيت يعني من كلامها أنها قلقانة عليك 

وطبعا حقها انت برضه ابنها الوحيد واللي صبرت معاه وعلشانه على حاجات كتيرة 

فأنا حسيت يعني أننا لو نقلنا قعدتنا معاها مفيهاش حاجه

 أعتقد هيكون افضل من أنها تقعد لوحدها ولما ارجع من الشغل علي شقتي برضه هكون لوحدي فليه منبقاش مع بعض!؟ 

ظل صامتا للحظات حتى ظنت أنه رافض لطلبها ففكرت أن توعده بعدم اغضاب والدته قائلة / بص انا والله عمري ما هزعلها 

وانا اصلا بحب طنط اخلاص جدا.......

قطع استرسالها قائلا بكل هيام وصدق / انا اللي بحبك اوي....

 بجد مش قادر اوصف احساسي دلوقتي .....

 انا .... انا متوقعتش أن طلب زي ده يجي منك ....

 انا كنت بفكر ازاي هطلبه منك وخاصة انك اتأذيتي كتير من حاجه زي كدة .

أطبق شفتيه لا يجد كلام يوصف حاله ثم سحب نفسا قائلا / انتي عارفه انك بطلبك ده شيلتي عني هم أن أكون في الشغل وعقلي مشغول عليكي وعليها .....

طب عارفه أن ماما هتفرح جدا بحاجة زي كدة .....

 ده حتى مطلبتهاش خافت لترفضي بسبب اللي شفتيه قبل كدة.....

تخيلي لما اقولها أن ده طلبك .....

ثم ابتسم وظل ينظر حوله من فرط سعادته ثم استطرد حديثه قائلا/ ثم انك بتقوليلي مش هتزعليها .

احتضن وجهها بكفيه قائلا / انا متاكد مليون في المية انك مبتزعليش حد اصلا ....

 بس انا ليا شرط .....

عقدت حاجبيها سائلة / شرط ايه هو ؟

ابتسم نصف ابتسامة ونظر لها مقيما حالها ثم أردف بلهجة ماكرة / معنديش اي اعتراض على أننا نقعد مع ماما بس وقت النوم.

اقترب برأسه ناظرا داخل عيونها قائلا بخفوت ارعش جسدها / ننام على سريرنا.......

 في شقتنا ......

علشان نبقي براحتنا.

نطق باخر جملته وهو يغمز باحدي عينيه لتبتسم خجلا وتنظر للاسفل ليرفع رأسها بسبابته وينظر لها مردفا / لا احنا عدينا الكسوف بمراحل ....... 

والا انا كدة مقصر في شغلي .

اتسعت شفتاها ابتسامات وزاغت ابصارها يمينا ويسارا هروبا من نظراته الوقحة ليكمل بوقاحة / لا شكلي فعلا مقصر في شغلي ولازم اتمه على أكمل وجه.

لتشهق فور أن سحبها لتسأله متعجبه / رايح فين يا چواد ؟

_ الله !؟ 

هكمل شغلي يرضيك يتقال عليا بكروت ؟

نظرت له وبسعادة بالغة إجابته برغبة / لا ميرضنيش .....

ليهتف قائلا / الله اكبر هو ده .

ثم انحني لتتفاجأ أنها ترتفع من علي الارض حاملا إياها وهو يقول / انا بقول مفيش وقت تمشي.

لتطلق ميار صرخة سعادة وهي تلف ذراعها حول عنقه تتعلق به وكأنها تتعلق بمنقذها الذي أتى بعد صبر وعناء طويل .

.................................

انقضى اليوم ليقررا كل من چواد وميار الافطار مع اخلاص حتى يبلغها چواد بقرارهم فاستيقظت ميار منذ بزوغ الشمس توقظ چواد الذي تململ بجوارها وأخذ يحتويها بكلتا ذراعيه ويطبق عليها وكأنه يزرعها بين ضلوعه .

حاولت ميار التملص من أحضانه فاستيقظ چواد متعجبا قائلا بنعاس دون أن يفرج عن مقلتيه/ مالك يا ميرو بتفركي ليه؟

_ اصحى يا چواد مش قولنا هتنزل عند خوخه النهارده.

اخيرا بالكاد فتح عيونه وقطب جبينه متسائلا / لسه بدري يا ميرو هي الساعة كام ؟

استندت ميار بكوعها على كتفه قائلة بتعنغ / بدري من عمرك يا حبيبي .....

هو بدري فعلا بس عايزين نلحقها قبل ما تفطر ....

انت قولتلي أنها بتفطر بدري .

عند حديثها بهذا القرب والدلال التمعت عيونه بخبث محبب فقرب وجهه ليدابعها بأنفه قائلا / طب مش الاول نفوق ونصطبح ونقول يا صبح.

ابتسمت بدلال قائلة بميوعة / يا صبح.

لتتفاجأ باعتلاءه لها وابتسامة ماكرة تعلو ثغره قائلا / تؤ الصبح ميبقاش كدة الصبح ميحلاش غير بحلوياته.

قضمت شفتاها ولفت ذراعيها حول عنقه قائلة بدلال زائد / هنتأخر يا چوچو .

_ طب وحياة چوچو اللي محدش بيقولهالي غيرك ما هنتاخر .

نطق باخر جملته واخذ يقبل ببطئ تام وتلذذ رهيب بكل انش بوجهها وكأنه لم يقسم للتو عدم تأخرهم.

ذابت هي كقطعة زبد بين قبلاته الحاره ليذوبا معا في عالمهم ويشعرا كأنهم وصلا لعنان السماء.

بعد فترة لم يعلما مدتها اراحت ميار رأسها علي صدر چواد مطلقة تنهيده راحة وسعادة لطالما تمنت أن تعيشها لينظر چواد الي الاعلى بابتسامة وسعادة حامدا ربه عليها ويده تتحسس كتفها.

يغلغل أنفه بشعرها ليشتم عبيره النفاذ ويملئ به رئتيه المتشوقه دائما له .

يسألها بنبره حنونة / مبسوطة يا ميرو .

اتسعت ابتسامة ميار مطلقة زفرة ارتياح وهي ترفع جسدها لتتوسط منتصف صدره قائلة بكل حب / مبسوطة ده كلمة قليلة عليا.....

 انا احساسي مش لاقياله وصف ......

ومش عارفه اقولك غير أني بعشقك .....

وبحمد ربنا على انك في حياتي .

طبع قبلة عميقة علي رأسها ليؤكد على دعائها / ربنا يديمك في حياتي نعمة.

قبلت صدره بجرأه اعتادتها معه فقط لتشعل لهيب الشوق مرة أخرى فيرفع رأسها قائلا بنظرة لعوبه عرفتها جيدا / انت قد الحركة دي !؟

قضمت شفتاها معلنة ضعفها فاومات سلبا برأسها 

ولكن قبل أن يتخذ هو رد فعل بناء علي اجابتها كانت هي تنسل من ذراعه ساحبه الملاءة عليها ومنطلقة للمرحاض حاول اللحاق بها ولكنها كانت أغلقت الباب ليطرق لي الباب مترجيا لها / افتحي يا ميرو ....

افتحي حبيبتي ....

 عيب كدة تولعيني وتسبيني.

اومأت برأسها رافضة وكأنه يراها ثم قالت بمياعه وكأنها تقصد زيادة لهيبه / ما انت مش بتشبع يا چوچو ، 

واحنا اتاخرنا على خوخه خالص .

ضرب جبينه متذكرا والدته عاقدا العزم أنه لم يتراجع عن ما كان ينتوي عليه ولكنه سياجله قليلا ليعلن لها هذا قائلا / ماشي يا ميرو هسيبك المرة دي ....

بس بالليل هنكمل موضوعنا...

بعد فترة انتها كليهما من الاستعداد فيها ليتوجهوا الي شقة والدته بالاسفل ويطرق چواد الباب ثم يفتح بمفتاحه ليجد والدته جالسه أمام الطاولة بحزن بادي عليها..

 ليؤنب نفسه لاحظ عدم استجابتها لجرس الباب ولا لفتحه ليفسح المجال لميار ليردف كلاهما ثم يقول چواد بصوت مرتفع / وحشتينا يا خوخة .

لتنتفض اخلاص من مقعدها ناظرة تجاههم بعيون دامعة لتنطلق الي چواد محتضنه اياه بشوق ولهفة مخبأة وجهها بصدره وصوت بكاءها يعلو ويعلو .

ربت چواد على ظهرها وظل يهدهدها ويعتذر مرارا وتكرارا عن تأخره عنها 

كما احتضنتها ميار من الخلف مقدمة الاعتذارات المناسبة حتى هدأت اخلاص واعدلت رأسها ثم احتضنت ميار مرحبة بها ليهتف چواد قائلا/ اه لو قولتلك ان ميار هي صاحبة اقتراح أننا نفطر معاكي النهارده هتحضنيها تاني بس احنا اتاخرنا شوية.

سعدت اخلاص كثيرا واحتنضتها بالفعل قائلة / حبيبتي...

 حبيبتي.....

 تشرفي وتنوري يا غالية ويخليكي ليا يا رب.

ثم أمسكت بذراعهم ساحبة إياهم قائلة / لا اتاخرتوا ايه الاكل جاهز اهو تعالوا اقعدوا.

جلسوا جميعهم على الطاولة ليلاحظ چواد أن الطعام كما هو لم يمسه شئ ليسأل بتعجب / انتي مأكلتيش ولا ايه يا خوخه !؟

ابتسمت اخلاص بحزن ونظرت لميار ثم لچواد قائلة / حطيت الاكل بس مكنش عندي نفس....

 قعدت استنينك بس مجتش .

ولمعت عيونها بالدموع مرة أخري ليستقيم چواد يقبل رأسها وتربت ميار على كفها ثم قال چواد مطمئنا لها / طب ايه رايك ميار اقترحت أننا نتقل عليكي طول اليوم ونطلع شقتنا بس على النوم وساعتها هنفضل معاكي لحد ما تزهقي.

نظرت اخلاص بفرحة لم تسعها لچواد ولكنها لم تصدق لتنظر ناحية ميار بنظرة تساؤل وكأنها تريد أن تتأكد من هذا الحديث

 لتومأ ميار برأسها والإبتسامة تنير وجهها قبل شفتيها لتنتفض اخلاص من مقعدها وتقبل ميار من وجنتها وتهم أن تقبل رأسها لولا رفض ميار ذلك فاحتضنتها لتشدد اخلاص في احتضانها لها بينما چواد اقبل يحتويهم كلاهما تحت ذراعه مقبلا راس كلا منهما داعيا لهم وكأنه برضاهن قد امتلك العالم وما به / ربنا يخليكم ليا .

الم تتذوق الآم الحرمان 

الم تتحمل لوعة الفراق 

الم تصبر وتستعن بفاطر السموات والأرض على أن يخلفك في مصائبك خيرا منها

اذا فلتثق بعوض الله أن عوضه لا يماثله عوض 

..............................................

انقضى اسبوعين من الهناء والسعادة بين محمد وماسة وچواد وميار ليجتمعا معا في حفل زفاف يزيد وغرام ويزن وغزل .

والذي تم بعد مناورات ومشاحنات بين يزن وغزل ليجتمعا اخيرا ولاول مرة على رأي واحد في تحديد مكان إقامة حفل الزفاف بفندق بوسط البلد برغم اعتراض يزيد وغرام اللذان كان رأيهم اختيار قاعة مناسبات عادية.

ولكن مع إصرار يزن والحاح غزل المستميت تمت الموافقة على اختيارهم ليتم عقد الحفل بالفندق وتتوجه كلا من غزل وغرام منذ الصباح الي غرفتهم بالفندق 

ليلحق بهم كلا من ميار وماسة وماجدة حسب طلب من چواد ونضال ومحمد الذي أصبح ينضم لجمعهم.

بدأت متخصصات التجميل في إعداد وتجهيز العرائس تحت احتفال من باقي الفتيات التي بالرغم من حجز غرفتين الا انه تم التجمع بغرفة واحدة .

انسجمت غزل مع ماجدة كثيرا وتراقصت معها عدة مرات حتى كادت متخصصة التجميل تتوسل إليها من أجل الهدوء ولو قليلا للانتهاء من تجهيزها.

بينما انسجمت غرام مع ميار وشعروا أن شخصياتهم اقرب لبعضهم .

اما ماسة فتارة تنسجم مع جنون غزل وماجدة وتارة تلجأ للانسجام مع غرام وميار عندما تريد الراحة ولو قليلا ثم تعود مرة أخرى لجنون الأخريات .

حتى شعرت أن المكان يدور بها والأرض تنسحب من تحت قدميها فأمسكت برأسها وجلست بجوار ميار.

شعرت بها ميار عندما استمعت لمحاولاتها في التقاط انفاسها بصعوبة لتستدير لها عاقدة حاجبيها قائلة/ مالك يا ماسة وشك مخطوف ونفسك عالي كدة ليه ؟

لم تستطع التحدث فأشارت لها بسبابتها أنها تشعر بدوار وتحاول تنظيم انفاسها بصعوبة لتصحبها ميار تجاه الفراش وتريحها للخلف .

ينتبه الجميع لحال ماسه فتتوقف كل مظاهر الاحتفال والتف الجميع حولها يحاول كلا منهن تقديم المساعدة.

فاحضرت ماجدة كوب ماء واذابت به السكر بينما أحضرت غزل قنينة العطر لتنثر بالقرب من محيطها وظلت غرام ترفرف بإحدى المجلات لجلب القليل من الهواء .

واخيرا بدأت ماسة تشعر بالتحسن لتحاول الابتسامة لهن قائلة بوهن / انا اسفة يا بنات ..... 

كملوا اللي بتعملوه .....

 شكلي هبطت فجأة .

لينظر الجميع لها بذعر بينما ابتسمت ميار قائلة بتوقع / أو شكلك عملتيها قبلينا وحامل .

جحظت العيون لثواني ثم بدأت إطلاق الزغاريد تعلو لتنظر لهن ماسة بسعادة غامرة غير مصدقة للخبر السعيد .

بينما ميار اتخذت جانبا وتركت الفتيات يهنئون ماسة والأخيرة ما زالت في وضع ذهول.

أجرت ميار اتصالا باخيها الذي كان بغرفة يزن .

فور إجابة محمد علي هاتفة قالت ميار بكل سعادة / حبيت اكون اول واحدة ابشرك واهنيك أن شاء الله.

عقد محمد حاجبيها سائلا / على ايه يا حبيبتي ؟

ميار بسعادة غامرة / شكلك هتبقى اب قريب .

ربما من هول المفاجأة توقف عقلة قليلا ليكن اقرب للغباء فسألها وكأنه لم يعى ما قالته / أيوة يعني اعمل ايه ؟

احتدت غيظا من بلاهته لتحدثه بسخرية / محمد بقولك احتمال تكون اب قريب تقولي يعني ايه !!

يعني ماسة ممكن تكون حامل .....

هي ليها تفسير تاني يا حبيبي؟

جحظت عيناه وتسمر قليلا لا يبدي اي رد فعل ربما توقف العقل عن التفكير حتى وكزه نضال عندما لاحظ حالته سائلا بقلق / محمد في ايه في اوضة البنات .

فور استماع يزن هذا السؤال اوقف مصفف الشعر واستدار ينتظر إجابة محمد الذي اجاب بتيهه وكأنه لم يصدق ما يردده / ماسة حامل .

صفق الرجال جميعا تصفيقا حارا واطلقوا صفيرا عاليا وكأنهم يحييون فريق ما بفوزه مطلقين بعض العبارات الهتافية / أيوة بقي...

 يا محمد يا نمس .....

 يا جااامد ..... 

بينما إجابته ميار بالجهة الأخرى اعتقادا منها أنه يتأكد من الخبر فقالت وهي تحاول ارتفاع صوتها قليلا اثر الضوضاء التي نشبت عنده / بقولك احتمال .....

أصلها داخت ووقعت وفوقناها فقولت اقولك تاخدها وتكشف عليها وتطمنوا يا حبيبي .

فور ادراكه للأمر شهق وكأنه يلتقط انفاسه وهم بالخروج من الدائرة التي صنعها أقرانه حوله من أجل الاحتفال والجا من الغرفة مسرعا حيث غرفة غزل وطرق علي الباب لتفتح له ميار وتطمئنه ثم دلفت للغرفة مخبرة ماسة أن محمد ينتظرها بالخارج لتهم ماسة للخروج له بالاستناد على ميار وماجدة.

فور أن رأها محمد نظرت ماسة بخجل للاسفل بينما محمد لم تسعه الفرحه ليجتذبها من ايدي ميار وماجدة ويحتضنها من خصرها رافعا إياها لمستواه وظل يدور بها في رواق الفندق ليخرج علي اثر صياحههم جميع من بالغرف مطلقين الصفير والتصفيق الحاد بينما ماسة تخبئ رأسها بعنق محمد خجلا مما يتم حولها.

بعد فترة بسيطة من الاحتفال عاد الجميع لما يفعله بينما اصطحب محمد ماسة لاقرب معمل تحليل واتموا التحليل الذي أثبت توقعهم لتكتمل فرحتهم وسعادتهم ثم يعودا للفندق لاستكمال الحفل مؤكدا محمد عليها الراحة التامة قائلا/ بصي يا جميل عايزك تريحي خااااالص لحد ما نروح بكرة أن شاء الله لدكتورة ....

 ها لازم تكون دكتورة انا قولت اهو .... 

اه صحيح وحاجة كمان مهمه اوي.

انتبهت ماسة لحديثه ليقترب هامسا لها وغامزا بعيونه / النهارده هنلعب كوتشينة والخسران هيقلع هدومة .

ابتسمت ماسة وقالت بتعنخ / طب والكسبان ؟

حرك محمد حاجبيه الاتنين بتلاعب قائلا / الكسبان هيدلع الخسران .

لتطلق ماسة ضحكة صاخبة أغلق محمد فمها بيده ناظرا حوله ثم التفت وقال لها / يخرب بيت شيطانك الحاجات ده مش هنا ....

الله يرحم لما كنتي بتقولي انت ضحكت عليا يا محمد .....

حاولت ماسة كتم ضحكتها بيدها هذه المرة حتى وصلا إلى الفندق مرة أخرى.

ثم استدارت له وقد تغيير حالها وعبس وجهها لتوقفه قائلة / صحيح يا محمد انا مكسوفة من ميار اوي ....

انا عارفه طبعا أنها هتفرحلنا بس اكيد الموضوع ده هيفكرها بمشكلتها .....

وخائفة اطلب منها تيجي للدكتورة معايا تاخدها بحساسية وتزغل !!

تفتكر اعمل ايه؟؟

ابتسم محمد واحتضن كفها بين يديه ومربتا علىها قائلا/ ميار من الناس سهلة التعامل ...

انا مش هعرفك عليها انتي اكيد عارفاها 

هي اه حساسة جدا بس برضو مريحه اوي

 يعني هتحسي وانتي بتتكلمي معاها اذا زعلت ولا لا 

فأعتقد تنصحيها عادي جدا لو زعلت انا هتصرف ولو وافقت يبقى خير وبركة.

ثم وكزها بكتفها قائلا بابتسامة / ويمكن زي ما كان جوازها من چواد على ايدك وفي نفس ميعادك يبقى سبب حل مشكلة حملها يبقى على ايدك ...

وتبقى ايه بقى الشيخة ماسة .

انتهي من جملته الساخرة وضحك بملئ فمه لتوكزه ماسة بكتفه وتتقدمه للدخول للفندق فيلحق بها قبل أن تستقل المصعد.

فور ذهاب ماسة ومحمد صعدا والدة ماسة ومحمد ينتظرهم بالغرفة بعد أن هنأوهم وتمنوا لهم دوام السعادة بينما عزة شردت قليلا بحال ابنتها ودعت لها ان يرزقها من كرمه ويسعد قلبها كما جبر بحالها.

كما لحقت بهم والدة اخلاص التي هنأتهم ودعت لابنها بالذرية الصالحة.

بينما والدة غرام وغزل جلست مع ابنتها بغرفتهم .

ادعت ميار الذهاب لمطعم الفندق لاحتساء مشروب ما ثم انزوت جانبا بمنضدة منعزلة لتتفقد اثرها ماجدة وجلست بجوارها لتجدها شاردة فشعرت أنها انسحبت داخل ذكرياتها السيئة لتربت على فخذها بحنو قائلا بنصح / ما تكشفي تاني يا ميرو .

انتبهت ميار لوجود ماجدة لتزيل عبارات كادت أن تسقط من مقلتيها ثم اومأت برأسها قائلة متصنعة الابتسامة / اكييييد

 هكشف تاني وتالت .....

چواد يستحق كل محاولاتي .....

 انا بس من سعادتي بوجوده معايا نسيت الموضوع خالص .

ربتت ماجدة مشفقة على حال اختها ومتمنية لها دوام السعادة والذرية الصالحة .

بعد أن هنأ چواد ويزيد محمد وماسة عادا الي غرفتهم ليتحدث يزيد لجواد قائلا / كدة برضه يا ابو الچود المصريين يكسبوا الجولة ....

يالا شيد حيلك بقى علشان انا ممكن اسبقك على فكرة.

لاحظ يزيد شرود چواد وعدم استجابته للحوار ليعقد حاجبيه وينظر لانعكاسه بالمرآه محدثا اياه من خلالها / چواااااد سرحان في ايه ؟

كان چواد يفكر في حال ميار كيف حالها الان 

وكيف نسى أمر متابعة حالتها عند طبيب 

أخذ يعنف نفسه على نسيانه أمر كهذا 

كما كان يتأكله القلق على حالها الان فالمؤكد أن تلك الذكريات عادت إليها.

انتبه چواد علي مناداة يزيد له ليسأله بتعجب / في ايه يا يزيد بتزعق ليه ؟

_ انا برضه اللي في ايه !؟

بكلمك وانت مش هنا خالص.

ثم غمز بعيونه مردفا / اكيد بتفكر في ميار وعايز تروح تباركلها.

وكأنه أهداه سبب للاطمئنان عليها فنهض سريعا قائلا / فعلا عايز اروح اطمن ....

 قصدي اباركلها عن اذنك راجعلك تاني.

ولج مسرعا تحت أنظار يزيد المتعجبة فقلب شفتاه اندهاشا من حاله وأكمل ما يفعله من تجهيز نفسه .

بينما خرج چواد وذهب مسرعا لغرفة الفتيات يسأل عن ميار ليخبروه أنها ذهبت لاحتساء مشروب بمطعم الفندق فتوجه مباشرة ودلف للمطعم فوجدها تجلس مع اختها يتجاذبان أطراف الحديث ولكنه لاحظ عبوس وجهها ليغمض عينيه ثم يفتحهم ويطلق زفيرا ثم يتوجه لهم متصنعا الابتسامة وعند اقترابه شعرا به كليهما ليقول بسعادة ومرح چواد / مبروووك الف مبروووك يا ميرو لمحمد عقبالنا يا روحي .

ثم يوجه حديثه لماجدة قائلة / مبروووك ماجي قصدي  ماجدة قبل ما نضال يقفشني بدلعك .

ضحكت ماجدة لتتحدث بمرح / يبارك فيك يا جواد وعقبالكم عن قريب أن شاء الله ....

وبالنسبة لنضال سيبك منه...

 انت تدلع زي مانت عايز دانت الأصل.

_ والله !! وايه كمان ؟

شهقت كلا من ماجدة وميار ليستديرا فور استماعهم لصوت نضال الذي كاد أن يخرج دخانا من أنفه .

وقف نضال عاقدا ذراعه أمام صدره منتظر ردها رافعا إحدى حاجبيها لأعلى ليتحمحم چواد محاولا إنقاذ الموقف قائلا/ محصلش حاجه يا نضال ده هزار يعني ....

والنهاردة في اكتر من مناسبة مش عايزين نكد ها؟؟

نظر نضال لجواد وكأنه يتوعد له قائلا / عيوني لك يا ابو الجود انت تؤمر....... 

علي رأي ماجدة ، ولا ماجي!؟

نطق باخر جملته مستديرا ناحيتها موجه حديثه لها لتبتلع ماجدة لعابها بصعوبة وتحاول تغيير الحوار فهي تعلم مدى غيرته عليها فسألت قائلة/ حد تابع علي البوفيه بما اننا بالمطبخ هدخل اشوفهم وصلوا لايه تيجي معايا يا ميرو ؟

وقبل أن تجيبها ميار كانت عين الصقر تنتظر انتهاء جملتها وكأنه على علم بحديثها فقال نضال مسرعا / لا انا جاي معاكي خلي ميار مع چواد.

واقترب منها متأبطا ذراعها قائلا / يالا بينا.

نظرت ماجدة بذعر تحاول استجداء ميار أن تنفذها من موقفها لترفع ميار كتفيها مبتسمة بمعني ليس بيدي شئ .

فتتوجه ماجدة مع نضال بقلب مرتجف الذي فور ابتعادهم قليلا عن چواد وميار سحبها في رواق خالي من الماره وكأنه يعلم دهاليز هذا المكان .

مثبتا إياها علي إحدى الحوائط محاوط إياها بذراعيه ناظرا بداخل عيونها نظرة ارعبتها .

شهقت ماجدة وجحظت عيونها وبرغم الخوف الذي تملكها الا أنها لم تظهره فرفعت وجهها وتحدثت من بين أسنانها قائلة بشجاعة اعتادت تقمصها / ايه اللي عملته ده ؟

انا ممكن اصوت واقلب عليك الدنيا كلها انت سامع !؟

وكأنه لم يستمع لتهديدها فهو يعلمها جيدا تحاول دائما اخفاء خوفها بعصبيتها ليتحدث لها بحاجب مرفوع وباسلوب هادئ ونبرة منخفضة / انا اللي عايز افهم...

 يعني ايه نضال سيبك منه .....

للدرجة ده مفرقش معاكي ؟

عرف كيف يخرجها من شرنقتها التي تغزلها دائما أمام أي هجوم واستطاع امتصاص غضبها الذي أساسه رهبتها لترمش باهدابها متحدثة بلين وخجل من ذاتها / لا طبعا مش قصدي .

أطلقت شفتيها تحاول البحث عن كلمات تزين بها حديثها فقالت / انا كان قصدي افرفش ميرو.....

 علشان يعني ماسة حملت قبلها ....

وهي عندها مشاكل في الحمل مانت عارف بس والله.

لام نفسه كيف نسى أمر كهذا .....

تبدلت الأدوار فنظر هو لها شاعرا بخجل من حاله وما زالا بنفس وضعهم لينظر للاسفل قليلا ثم رفع عينيه بخزي قائلا / انا فعلا كنت نسيت حاجه زي دي.....

 حقك عليا.

ثم ابتسم ونظر بداخل عيونها قائلا بهيام / بس برضو محبش تتكلمي عني كدة ......

ولا حد يدلعك غيري مهما يكون.

حمدت ربها أنها استطاعت أن تتصرف وتحتوي الموقف.

 هو كشخص لم يرهبها وهي قد اعتادت أن لا ترهب من أحدا ولكن كل ما يرهبها خصامه..

 فهو حاد بالخصام ولا يتراجع بسهولة فابتسمت قائلة / طب يالا بقى نشوف البوفيه .

نظر لها نضال بخبث واقترب قليلا فلفحت وجهها أنفاسه ليقول بهمس لها / مش لما تصالحيني الاول .

اضطربت أوصالها أثر قربه المهلك لها فتلعثمت قائلة / اااه... اااصالحك؟؟ 

انا مغلطتش علشان لصالحك .....

 وكمان ..... كمان .... فهمتك قصدي دلوقتي.

أصدر طقطقة من فمه قائلا / تؤ ... المبررات حاجه والصلح حاجه تانية ، انا مش هتنازل عن الصلح .

رمشت باهدابها وزاغت ابصارها تحاول أن تجد مخرج من هذه الأزمة لاعنة بسرها قائلة / كل حاجه عايز تبوس انا فهماك يا قليل الادب اوي .

فادعت الغباء قائلة/ وانت عايزني اصالحك ازاي؟

لم يحبها نضال بكلمات بل اغمض عيونه وقرب وجنته من شفتاها موحيا لها بالحل .

لتشهق ماجدة قائلة / چواااااد انا معملتش حاجه.

استدار نضال مسرعا ليرى چواد ويحاول تبرير موقفه لتنعم ماجدة بالفرار مسرعه تجاه الخروج من هذا الرواق فيكتشف خدعتها مبتسما لذاته متمتما / بنت لذينة مش قادر أثبتها ابدا 

بس حكاية بنت الايه .

انطلق راجعا لغرفة يزن ولكن قبل دلوفه للغرفة أراد أن يطمئن بعودتها لغرفة البنات وعند السؤال عنها فلم يجدها .

كيف لم تصل بعد وقد سبقته بل وكانت تعدو أمامه !؟

استدار يبحث عنها ويسأل عنها الجميع وكلهم أجمعوا على إجابة واحدة لم تراها بعد منذ أن ولجت خلف اختها.

تلاعبت الشياطين برأسه وهرع يبحث عنها 

..............................................

استأذنت اخلاص من جمعهم لتسأل عن چواد حتى تطمئن على الهدية التي أعدتها للعرائس سالت عنه بغرفة الشباب ولكنهم أخبروها بعدم وجوده لتقرر عودتها لغرفة الفتيات ومهاتفته لاحقا لولا استماعها لصوت چواد وميار قريب بالرواق فذهبت لتلقاه وقبل أن تلتف مع التفاف الممر استمعت بالصدفة لحديثهم ......

صعدا چواد وميار الذي كان متردد في فتح الحديث معها بينما ميار اتخذت قرارها لتخبره قائلة بتوتر / بعد اذنك يا چواد ........ انا هبقي ...... يعني هروح ....... هروح اكشف مع ماسة ونحاول نشوف علاج لحالتي.

توقف چواد عن السير قبل التفافه مع التفاف الممر وقبل اقترابهم لغرفة الفتيات .

وقف أمامها محتضا وجهها بين كفيه قائلا بثقة / قبل اي حاجة لازم اقولك انك اهم إنسانة في حياتي ومكتفي بيكي عن العالم والاولاد وكل شئ.

ولازم تعرفي انك طول مانتي معايا ميهمنيش اي حد بعد كدة .

وبالنسبة للحمل فانا مش قلقان ولا مستعجل 

وواثق زي ما ربنا جمعنا مش هيخذلنا ابدا 

وهيكمل فرحتنا على خير ،

وتعرفي اني معاكي في أي قرار تاخديه ، 

ومعاكي في أي حاجة تعمليها ، 

مش عايزك تحملي هم اي حاجة يا قلبي.

ابتسمت ميار ولمعت دموع السعادة بمقلتيها لتلقي بنفسها في احضان چواد وكأنها تلقي بكل همومها فقد أزال عنها رهبة الموقف كما اعتادت منه دائما .

بالجانب الآخر استمعت والدته لهذا الحوار لتضع يدها على فمها تحاول كتم شهقتها وقد لمعت دموع الحزن بمقلتيها 

..................................................


البارت الأطول والأجمل والالذ 🌹🌹🌹ومنتظرة له تفاعل يوصل الجروبات المجاورة🥳🥳 وبصراحة البارت ده تحت رعاية الفانز والصديقة القمر السورية اللي تشرفت فعلا بمتابعتها وصديقتها  بدر البدور  اللي بجد ساعدتني كتير بفكرة عرس يزيد ويزن❤️❤️ واتمني تعجبكم ويعجبكم البارت كاملة 

نبدا البارت 

#معدن_فضة 

#لولي_سامي 

البارت ٤٢ 

تهدجت أنفاسه اثر صعوده وهبوطه مرارا بحثا عنها لا يعلم أين ذهبت.

أعاد الاتصال بها للمرة التي لا يعلم عددها ولكن الإجابة كما هي (هذا الهاتف ربما يكون مغلقا).

ازداد الرعب بين جنيباته مع تزايد هواجسه.

كان يريد أن يجدها دون إثارة الزعر في نفوس أهلها بليلة كهذه ولكن بعد بحث طويل لم يجدها ولم يعد أمامه إلا اخبار ذويها ربما عرف أحد مكان تواجدها .

وقف بوسط بهو الفندق يتلفت حول ذاته رافعا يده على رأسه مدعي تصفيف شعره ولكن إذا دققت النظر تجده يشد شعره شدا وكانه يخرج به كم غضبه. 

زفر نفسا يحمل كم الغضب بداخله وهو يردد جملة واحدة فقط / رحتي فين بس يا ماجي ؟

وكأن القدر قد استمع لسؤاله ليجيبه بطريقة ما فوجد رجل يبدو عليه الهيبة وأنه ذو شأن بهذا الفندق يهرول باتجاه قاعات المناسبات ويهرول خلفه مجموعة من الرجال يبدو من توحد زيهم أنهم يعملون بهذا الفندق .

توجهوا جميعهم باتجاه واحد وقد علىٰ صوت أحدهم وهو يخبر ذو الشأن العالي بجملة التقطتها اذان نضال / اول ما بلغونا بالمصيبة ده بلغنا حضرتك فورا يا فندم .

عقد نضال جبينه واتبع حدسه البوليسي متمتما بداخله / مصيبة وفي قاعة الافراح ربنا يستر......... شامم ريحتك في الموضوع يا ماجي .

اتبع نضال هذا الجمع ليستمع فور اقترابه من قاعة المناسبات صخب عالي يدل على امتزاج عدة اصوات لأشخاص متعددة ولكن هناك نبرة صوت ميزها جيدا بين كل هذا الصخب ليقطب جبينه ويهرول محاولا تخطي هذه الحوائط البشرية التي حجبت عنه الرؤية في البداية ولكن عند وصوله المنتصف جحظت عيناه مما رآه واستمع إليه وبدون اي مقدمات أو ذرة تفكير هجم على أحدهم وخلصه من ايدي من يحتجزوه ليلكمه بوجهه لكمة أطاحت به عدة خطوات للخلف ولولا تواجد من لحق به بالخلف لكان مفترشا أرضا أثر هذه اللكمة القوية .

............................................

من قوة الصدمة وتشتت عقلها بين ما تعلمه وما سمعته ظلت مكانها لم تعي لاقتراب خطواتهم حتى وجدتهم أمامها قاطبين جبينهم متعجبين من توقفها بهذا الشكل وبمفردها بهذا المكان فتحدث چواد سائلا والشك والقلق ينتابه / خير يا خوخه!!....

ايه اللي موقفك هنا كدة؟ ؟..........

حاولت اخلاص بالكاد اصطناع البسمة التي لاحظها وفهمها چواد فتلفتت حولها يمينا ويسارا تحاول تذكر ما كانت والجه من أجله حتى تذكرت اخيرا فنظرت لچواد قايلة / ااه....... كنت ...... كنت بدور عليك يا چواد.

ثم لفتت نظرها تجاه مايسه لإبعاد الشك عنها ولكنها للاسف أكدت ظن چواد فقالت لها / صحيح مبروووك لاخوكي يا حبيبتي عقبالك عن قريب يارب.

ابتسمت ميار وأمنت خلفها ليسألها چواد مضيقا عيونه / خير يا خوخه كنتي عايزاني في ايه؟

شعرت اخلاص بجفاف حلقها فبللت شفتيها قائلة / كنت عايز اعرف عملت ايه في هدية العرسان ؟

شعر چواد أنه لابد من إنهاء هذه الوقفة وان والدته تريده علي انفراد فتحمحم قائلا / طب تعالي معايا يا ماما اوصل ميرو الاوضه واقولك عملت ايه.

خطى بكليهما نحو غرفة الفتيات لتدلف ميار الي الغرفة بينما چواد سحب والدته برفق وحاول الابتعاد عن المكان لولا نفاذ صبر اخلاص فسحبت يدها منه ووقفت أمامه وعيونها تتغرغر بالدموع ظنا منها أن ابنها الوحيد خدعها وكذب عليها لتستجوبه قائلة / انا عايزة افهم حاجه واحدة بس.....

انت قولتلي أن ميار اتطلقت علشان جوزها ضربها ضربه سقطت فيها .

ازاي سقطت وازاي مبتخلفش ؟

ولا من السقوط شالت الرحم ومبتخلفش وانت ضحكت عليا ؟

لم يعتقد چواد أن والدته ستدرك الأمر بهذا الشكل فتلفت حوله ثم قال لها بصوت هامس/ ممكن نتكلم في مكان تاني عن هنا لو سمحت !؟

ودون انتظار ردا منها تأبط زراعها ساحبا اياها معه متوجهين الي مطعم الفندق للابتعاد عن مسمع اي شخص.

فور هبوطه من الغرف لبهو الفندق هو والدته استشعر حركة غريبة تنم عن حدوث مشكلة ما ولاحظ أن الجميع يتجه نحو قاعة المناسبات فاوقف أحدهم يسأله ليخبره الأخير أن هناك مشكلة بين عميل يقرب للعريس ومهندس الديكور بقاعة المناسبات فاوقف والدته قائلا / ثواني يا ماما ليكون محمد في مشكلة .

أخرج هاتفه ليجري اتصالا بمحمد الذي اجابه على الفور ويبدو من صوته أنه بخير ليعقد چواد حاجبية ويسأله للاطمئنان/ في حد عندك مش موجود؟؟

كلكوا تمام ؟

لاحظ محمد اختفاء نضال لفترة فقال لچواد / لا نضال مش موجود....

تقريبا مشفتوش من ساعة ما رجعت ليه في ايه ؟

جحظت عيون چواد وتذكر نضال وأنه تركه مع ماجدة ربما حدث شئ ليجيب محمد قائلا/ اصل في مشكلة في قاعة الأفراح بيقولوا حد قريب العريس هروح اطمن وابقى اكلمك.

أغلق چواد الهاتف واعتذر لوالدته طالبا منها العودة لغرفة الفتيات للاطمئنان على وجود ماجدة بالاعلى لتخبره أنها لم تأتي حتى هبطا معا فأكد عليها العودة حتى يطمئن على الوضع وانطلق لقاعة المناسبات .

بينما محمد لم ينتظر اتصال چواد بل اتخذ قراره واسرع والجا الي قاعة المناسبات للاطمئنان بنفسه .

.................................

فور ترنح هذا الشخص من لكمة نضال أصبح العراك القائم بين نضال وهذا الشخص الذي لا يعرف نضال كينونته ولا سبب لكمته له حتى الآن .

لولا أنه رآه يتطاول بالحديث علي ماجي التي كانت تقف خلف سد بشري من حرس الفندق الذي تركوا منع ماجدة وتدخلوا فورا للفصل بين نضال وهذا المهندس .

وقف نضال رافعا يده للأعلى مانعا أحد أن يلمسه أو يتجرأ عليه قائلا / محدش يلمسني ياما والنعمة اطربقلكوا الفندق علي اللي فيه .

استدار نضال تجاه ماجدة ليقربها إليه ويضعها تحت ابطه وكأنه يرسل رسالة للجميع أنها تخصه ولا يستطيع أحد المساس بها .

كما أنها لم تعترض على فرض سطوته.

حاول الحرس إسناد المهندس ليعتدل بوقفته بينما توجه مدير الفندق الي نضال بوجه غاضب ليقرأ نضال تعابير وجهه فقبل أن يتفوه المدير بحرف كان نضال يقدم نفسه بكل ثبات / مع حضرتك المقدم نضال واكيد مش هسكت لما الاقي حد بيتطاول على خطيبتي .

مدير الفندق ببعض من الضيق ولكن حاول أن يتحلى بالدبلوماسية عند معرفته بكنونة نضال فقال ببعض الكياسة / خطيبة حضرتك محدش مسها بالسوء....

ثم حضرتك مسألتش سبب الشجار من الأساس....

واعتقد كان في أسلوب افضل من كدة .

كادت ماجدة أن تنطق مدافعة عن ذاتها فقالت / لما يعاكسني ويحاول يمسك ايدي يبقى ممسنيش بالسوء.

فور أن استمع نضال لسبب الشجار حتى اشتعلت عيونه حمرة وتعالت وتيرة أنفاسه حتى تكاد تقسم أنه سينفث دخانا الان .

لاحظ مدير الفندق قتامة نظرة نضال واتجاه أنظاره تجاه مهندس الديكور ليحاول اللحاق بالموقف ولكن سبق السيف العزل فلم يشعر نضال بذاته وهو يتقدم ممسكا بتلابيب هذا السفيه مكررا جملة واحدة / بتمد ايدك على خطيبتي يا ابن .........

ده انا مش عارف أمسكها لحد دلوقتي يا بن.........

وظل يلكم اياه عدة لكمات متتالية مع محاولات من امن المكان الفصل بينهم ولكن فشلت محاولاتهم .

تزامنا مع دخول چواد ومحمد للقاعة ومشاهدتهم للموقف فحاولا بشتى الطرق ابعاد نضال عن هذا الوغد .

واخيرا تم الفصل بينهم وحاول مدير الفندق اصطحابهم جميعا الي مكتبه حتى ينهى الموضوع بطريقة دبلوماسية.

بالخارج صعدت اخلاص لغرف النساء لتخبرهم بالوضع فشهق الجميع وهرولوا جميعا ماعدا غرام وغزل لعدم جاهزيتهم للولوج من الغرف بينما سبقتهم ميار وماسة لتقف بجوار اختها وصديقة الأخيرة تشد من ازرها .

لتخبر غزل وغرام يزيد ويزن بما تم ليوقفا كل شئ وتوجها مباشرة لمكان المشكلة .

بعد محاولات من مدير الفندق بتهدأة الوضع مع التشدد بعدم دخول المكتب لأي فرد خارج المشكلة حتى لا يتوسع الأمر فنصح محمد باقي النساء بالعودة لغرفتهن لحين الانتهاء من الوضع.

كما انتظر يزيد ويزن بخارج المكتب تحسبا لاحتدام الموقف.

بعد الجلوس بمكتب مدير الفندق وتقديم عصير الليمون لتهدأة الأعصاب حاول المهندس إبراء ذاته فقال ناكرا / انا طبعا ممكن اعمل محضر تعدي على موظف أثناء تأدية عمله بس هتنازل عن حقي ده.....

علشان مش عايز اكبر الموضوع برغم اني معملتش حاجه للانسة.

عقد نضال حاجبيه ثم وضع قدم على الأخرى قالا بسخرية / لا وانا مش عايزك تتنازل عن حقك.....

ده لو كان حقك فعلا.

ثم انزل نضال قدمه ومال بجذعه تجاهه مضيقا عيونه كالصقر قائلا وكأنه يحذره / ثم إن خطيبتي مبتكدبش... فأحنا ممكن نعمل محضر تحرش .....

وبما أن التحرش قبل الضرب فهنشوف حق مين اللي هيجي ساعتها.

اضطرب المهندس من نظراته ووعيده فحاول التحدث موضحا / احم ...... صدقني يا باشا هي فهمتني غلط....

كان ليها بعض التعديلات على الكوشه ولما رفضتها زعقت.

جحظت عيون ماجدة من رؤيتها لكذبه فهبت واقفة تقول باعتراض / كداب .

ثم وجهت حديثها لنضال وكأنها أولت له مسؤولية الدفاع عنها قايلة / انا فعلا قولتله على بعض التعديلات في الكوشة بس هو رد عليا رد وقح وقالي تؤمريني يا جميل يعرفني منين ده علشان يكلمني بالاسلوب ده !؟

ولما تجاهلت طريقته بالكلام وكنت همشي لاقيته مسك ايدي وبيقولي تعالي بس نتفاهم رحت مدياله بالقلم .

انتفض محمد واقفا يقول معاتبا لها / مقلعتيش اللي في رجلك ليه وادتيه بيها .

وكاد أن ينقض ثانية على المهندس لولا تدخل چواد ومدير الفندق وبعض الحرس الذين بالكاد اجلسوه .

ولم يتحرك نضال أنشاّ واحدا ولكنه رأي أنه نال ما استحقه ليظل جالسا بمقعده محذرا اياه بفحيح الافعى قائلا / عارف ! ........

قسما بالله لولا ليلة زمايلي اللي مش عايز ابوظها انا كنت قطعت عيشك النهارده............

أشار له بسبابته متوعدا / بس تعدي بس من قدامك عينك في الأرض على طول......... 

اشوفك ترفع عينك فيها ليلتك مش هتعدي .......

بعد انتهاء الجلسة والتي أسفرت علي إكمال المهندس لعمله واصرافه على الفور بعد الانتهاء منه مباشرة صعدا الثلاث رجال تسبقهم ماجدة في الامام وفور وصولهم للغرف دلفت ماجدة الغرفة ليستقبلها الجميع ويحاولون الاطمئنان عليها ودلف خلفها أخيها ونضال وچواد فتقدم محمد بدون مراعاة لوجود اي شخص ممسكا بذراع ماجدة ناهرا إياها أمام الجميع قائلا بطريقة حادة/ انا تحت دافعت عنك............... وكنا كلنا هنروح في داهية بسببك .....................

والليلة كلها كانت هتبوظ بس لازم تعرفي أن اللي عملتيه كان غلط .

اتسعت حدقتي ماجدة وترقرقت الدموع بعيونها وهي تنظر لأخيها ولحديثه أمام الجميع غير مصدقة حديث أخيها لتقول بعدم استيعاب / غلطت اني ضربته بالقلم بعد ما اتجرأ عليا!

كان الجميع يقفون حولهم البعض يحاول تهدأة ماجدة والبعض يحاول تهدأة محمد بينما نضال واقفا يبدو عليه الضيق فهو غير محبذ لفكرة نهر ماجدة أمام الجميع ليتدخل قائلا بكل لطف محاولا توضيح الأمور التي احتدت / محمد ميقصدش يا ماجي ....................

محمد قصده لما نزلتي تحت للقاعة لوحدك وشغال فيها عمال لسه ...............

لو عايزة أي تعديلات قوللنا واحنا هنوصل وجهة نظرك.....

ظلت ناظرة لأخيها مع محاولاتها الجاهدة في عدم إسقاط دموعها لتحاول التحلي بالثبات .

ثم ادارت انظارها لنضال قائلة/ انا كل اللي فكرت فيه أن اعمل حاجه حلوة وجديدة للعرايس........ 

ومجاش في بالي أنه هيمد أيده عليا ويعمل كدة .

لم تريد تبرير موقفها بقدر ما أرادت اشعار أخيها بخطئه في مجرد حديثه معها بهذه الحدة وأمام كل هذا الجمع .

فإذا كان أخيها من يقول هذا فماذا ترك للغريب ؟ 

أدارت نظرها تجاه محمد وبدأت الدموع التي حجبتها تتساقط تحاول إرسال رسالة مبطنة تقصد بها عتابه قائلة بحشرجة / واكيد مقصدش اوديكوا في داهية ...............

ولا ابوظ الليلة كلها.........

شعر محمد بالضيق من حاله فقد أدرك خطأه ولكنه لم يستطيع تمالك اعصابه ليغمض عينيه محاول اصلاح ما اقترفه فاقترب منها يحتضنها معتذرا ومربتا على ظهرها قائلا / حقك عليا يا ماجي انا مقصدش ،

انا بس من خوفي عليكي اتنرفزت ......

حقك عليا، 

وادي راسك ابوسها

بينما نضال ظل واقفا مكانه يشعر بالغضب والغيرة الساحقة من محمد ومن الظروف ،

ظل يجز علي اسنان حتى تكاد تقسم أنها تهشمت يتمنى لو ان له الصلاحية في احتضانها لكان ذرعها بين ضلوعه ولم يسمح حتى لأخيها أن ينهرها هكذا أمام الجميع .

.............................................

بدأ حفل الزفاف بدلوف غرام فقط مع خالها بينما ينتظرها يزيد بداخل القاعة ليتقدم خالها ويقدمها ليزيد الذي تقدم وقبل وجنتيها ثم تأبط ذراعها وتقدما معا لمقعدهم المخصص لهم وأغنية طلي بالابيض تصدح بالمكان وجميع من بالقاعة يصفقون بحرارة مرحبين بالزوجين.

وبرغم هذا كان الجميع متعجب من عدم دلوف غزل معها والذي كان حالهم لا يختلف عن حال غزل نفسها التي تم إيقافها من طرف خالها وحاول إقناعها أنه سيعود إليها مرة أخري ليدلف بها القاعة منفردا وبالكاد وافقت غزل لتنتظر خارج القاعة .

بينما يزن كان قد عقد اتفاق بين خالها أنه يريد أن تكون لها زفة مميزة ومنفردة كما اتفق مع مشغل الموسيقى بأغنية بعينها .

بعد أن سلم الخال غرام ليزيد توجه مرة أخري لباب القاعة وخرج ليري غزل تقف منتظرة بحماس منقطع النظير تتأهب للحظة ولوجها مع الخال .

وبالفعل فور خروجه أسرعت نحوة متأبطة ذراعه ساحبه اياه بكل حماس / يالا بقى يا خالي عايزة الحق الفرح من أوله .

قطب الخال جبينه قائلا بسخرية / فرح ايه يا بنتي اللي عايزة تلحقية!! .....

ده فرحك يا ماما..... ومش هيبدا من غيرك متخافيش .....

ثم توجه بها لطريق اخر فتعجبت سائلة / انت رايح فين يا خالي مش هندخل القاعة ؟

ربت الخال علي كفها مطمئنا لها / هندخل يا حبيبتي بس عريسك مجهزلك مفاجأة وعايزك تدخلي من الباب الخلفي كاختلاف يعني.

ازداد حماس غزل وظلت تفكر يا ترى أي مفاجأة أعدها لها يزن .

فور أن انفتح الباب الخلفي وجدت اضواء القاعة كلها اطفأت نظرت تجاه خالها الذي اومأ برأسه وحثها على التقدم

ففور ان وطأت غزل باقدامها داخل القاعة وجدت الاضواء موجه تجاه يزن الذي كان ممسكا بالميكروفون وبدأت الموسيقى ليغني لها يزن وهو يقترب منها ماددا لها يده / ايه ده ...؟؟

هو انتي جيتي؟ 

مكنتش مستني بس انتي بجد بهرتيني!

ايه ده خلاص انتي my lady

وكل ما تيجي أيوة هحبك من تاااني.

بدأ الجميع يصفق بتجاوب مع الأغنية بينما غزل لم تتوقع أن يغني من أجلها وضعت يدها على فمها تحاول مداراة خجلها ولكنه تقدم منها ممسكا بيدها وقبلها ثم قبل جبينها وسحبها تجاه ساحة الرقص مرددا باقي كلمات الأغنية وبدأت غزل بالتفاعل والتجاوب معه /

داخلة العروسة

ماما رقعت زغروطة

خلاص سلموها لي في إيدي، وكل حاجة مظبوطة .

بدأ الجميع يلتفون حولهم يصفقون ويتجاوبون مع الموسيقى والكلمات .

وكأنه اختار الأغنية الصحيحة ليشير يزن إليها مرددا / 

إحنا مش جوازة صالونات

واللي يخش بينا يتشاط

أصل انتي كاريزما، أول ما شوفتك نسيت كل البنات.

ظلت غزل مبهورة وسعيدة بالمفاجأة وتقفز تتراقص أمامه حتى انتهت الأغنية ليلهث كل منهم من فرط سعادتهم.

فتقدم چواد للفرقة الموسيقية يخبرهم بشئ ما بينما تقدمت اخلاص على ساحة الرقص ممسكة بالمايكروفون وقبل أن يذهبا غزل ويزن لمقعدهم أشارت لهم بالثبات وأشارت ليزيد وغرام بالتقدم ثم بدأ صوت زغروطتها يصدح بالمكان تزامنا مع دخول فرقة شامية ممسكة بالسيف والتراس وبدأوا يصطفون صفين لينتصف العريسان بعروساتهم بالمنتصف ويرقصون الدبكة  مع الصلاة على النبي ثم صمتوا حين اقتربت اخلاص من يزيد لتقف امامه وبدأت  هي تشدو قائلة / هاهاي حصنتك ب يسن  .

هاهاي يا زهر البساتين 

ويا مسبحة لولو بايدين السلاطين.

ثم تطلق زغروطة شاركتها بها ماجدة وكانت كوصلة مبارزة وتحدي بين الزغروطة الاقوى والاطول.

ثم ذهبت اخلاص لتقف أمام غرام  فهي اعتبرت نفسها والدة لهم جميعا  وبدأت تشدو قائلة / بياضك يا عروستنا بياض الورقة 

حمرة خدودك وشفافك من الرب خلقة 

يا سعد ياللي اخدك 

يا عروستنا يا شاطرة ويا لبقة 

لبستك الوردي 

خيطته بيدي 

وابعدو يا نجوم خلو عروستنا القمر تعدي

ثم أطلقت زغروطة والتي شاركتها بها ماجدة مجددا والتي لم تستطع أن تفعل أكثر من ذلك ليقف الجمهور مبهورين بجمال الزفة السوري التي أصرت اخلاص وچواد عليها كهدية للعرسان.

ثم ذهبت أمام يزن وبكل وجه بشوش وعيون تلتمع بالحب كانت تشدو قائلة /  يا عريسنا ريتو مبارك

وعاروستك تفتل دور مندارك 

ويطعمك الله الخلفية الصالحة

ينطوي ويلمزو بأرض ديارك.

لتطلق زغروطة كما تعودت خلف كل انشودة تحاول ماجدة مجابهاتها ثم تتحرك خطوة لجهة الشمال حتى تصبح أمام غزل ممسكة بيدها وتبدأ وصلة الانشاد قائلة / محلا الخاتم بايدك  

ويسلم ياللي لبسك اياه

الله يعطيكي ويزيدك 

وتتهني انتي وياه.

عروستنا احلى عروسة 

انكتب كتابا واتغير نفوسا 

وعريسنا غرف قلبه عليها 

عضو نضركن د يلفا ويبوسا

لتقبل عليهم مقبلة إياهم جميعا لتنطلق بعدها الزغاريد من كل حدب ودرب بالقاعة والرجال يصفقون بحرارة انسحبت اخلاص للخلف لتبدأ الفرقة بفقرتها وعرضها الشامي  الذي يبدأ بالصلاة على النبي يقولون صلوا ....

تتهافت القاعة بالصلاة على النبي لتبدأ الفرقة بالغناء 

اول ما بدينا ، اول ما بدينا 

عالنبي صلينا  ، عالنبي صلينا 

يرفعوا أيديهم بالسيوف للأعلى ويكملون

وعلقنا أيدينا  ، وعلقنا ايدينا

قبل السلام عليكم ، قبل السلام عليكم

جينا الليلة نهنيكم ، جينا الليلة نهنيكم 

نهنيكم من حييكم، نهنيكم من حييكم

ظلت العارضة الشامية تقدم فقرتها التي تحمس الجميع معها كثيرا واشتعلت القاعة بالتصفيق 

بنهاية الفقرة اقتربت اخلاص تحتضن العرائس والعرفان مقدمة لهم التهنئة ليقبل كلا منهم رأسها ويدها جراء الهدية والمفاجأة الجميلة التي اعددتها لهم 

انسحبت الفرقة الشامية لتبدأ وصلة الرقص الثنائي

ليتقدم كل ثنائي لساحة الرقص يتراقصون على اغنية ( من اول دقيقة )

فأمسك يزن بخصر غزل مقربا إياها منه فحاولت التهرب من نظراته لشعورها الدائم بالخجل من مجرد قربه ليهمس لها قائلا/ مفيش هروب خلاص بقيتي my lady .

مختيش بالك طنط اخلاص قالت ايه في اخر جمله .

صمتت علي غير عادتها ونظرت غير متفهمة مقصده ليقبلها هو من وجنتها مستغل انشغال الجميع حوله لا يعرف أن الجميع منشغلا به وكل النظرات منصبه عليهم لتشهق غزل هامسة بخجل جم / يزن .......

كدة عيب.

قلب يزن عينيه .

وزفر انفاسا ساخنة .

لا تعرف ماذا فعلت به بهذا الصوت الرقيق الهامس ونطق اسمه بهذه الحرارة. 

بانفاسا ملتاعة قال / يا نهاااري علي يزن وسنين يزن .

.............. يقبرني هالجمال.

ثم حملها من خصرها لتشهق وتتمسك بعنقه فظل يستدير بها يشعر بأنه يريد أن يطير من الفرحة بينما هي شعرت وكأنها ريشة ترفعها نسمات الحب.

صفق الجميع لهم ليفيق يزن من ولهه وأدرك أنه مازال وسط جمع من الناس ولولا انتباهه لذلك لكان التهم شفتاها التي نطقت باسمه بحرارة الهبته وغيبت عقله.

................................

توسط بها ساحة الرقص وعيونه تخبرها عن كم شوقه لها 

يضع يده بخصرها فيؤكد احتواءه لها.

لتضع هي يدها على كتفه لتؤكد اعتمادها وثقتها به .

بدأ يتراقصون مع نغمات الموسيقى وكلمات الاغنية تأثرهم وكأنهم بعالم بمفردهم غير عابئين بمن حولهم .

شعرت غرام أن كل العيون مسلطة عليها فأرادت الانعزال عنهم أو الاستمتاع ببعض الخصوصيه ففعلت بتلقائية ما زاده هو لهيبا .

فقد أحضرت جزء من طرحتها ووضعتها على رأس يزيد حتى تحجب الرؤية عنهم برغم علمها بشفافية الطرحة ولكن حتى تشعر بالقليل من الخصوصية ليصبحوا كلاهما أسفل الطرحة فاشتغل لهيب الرغبة لديه عند شعوره بانعزالهم عن العيون ليقترب مقبلا إياها من شفتاها عدة قبلات رقيقة متفرقة بينما غرام من فرط خجلها كادت أن تتعثر بخطوات رقصها لولا شدد هو بذراعه على خصرها ليزرعها أكثر بين ضلوعه لينتعش أكثر بقربها ويتمنى لو يطول قربهم هذا طوال الدهر.

.....................................

حاول أثناءها عن فكرة الرقص ولكنها أصرت لاسترجاع ذكريات عرسهم .

كانت تلتصق به أكثر عن رقصة عرسهم واضعه يدها حول عنقه مقربه وجهها من وجهه تنظر بداخل عيونه نظرة سعادة وحب .

نعم لم يمر على زواجهم الكثير ولكن اليوم تنظر له نظرة مختلفة نظرة السند والاحتواء نظرة يملؤها البهجة والحبور باحتفالهم بخبر حملها .

فقد رأت به نعم الاب التي تمنته لأولادها

ناهيك عن الزوج الحنون والحبيب المتيم والرفيق الودود .

اقترب محمد منها يحتويها بين ذراعه هامسا لها بكل ما يحمله من مشاعر متذكرا افضل ذكرياتهم / فاكرة ليلة الدخلة .

ابتسمت ماسة موجهه نظرها لاتجاه بعيد عن مرآه .

ولكنه تتبعها بنظراته الخبيثة قائلا / شوفتي نتيجته حلوة ازاي .

رفعت حاجبيها باندهاش ليكمل هو بوقاحة غامزا بعينه / احنا لازم نأكد على الحمل النهارده.

واردف مازحا / تحبي انتي اللي تكسبي ولا تخسري .

داعبته بارنية أنفها وهي مبتسمة ثم قالت / والله يا حبيبي انا مش شايفة فرق......

اكسب اخسر النتيجة واحدة .

اصطنع الجدية بالحوار قائلا / معلش بس انا بحب الديمقراطية ومحبش اغش في اللعب بالذات .

لتطلق هي ضحكة حاول هو اللحاق بها وكتم فمها محذرا بزغرة من عينيه ثم سحب يده من على فمها مقبلا جبينها قائلا بحنان / الف مبروووك يا روحي عقبال العيل العاشر .

انقلبت ملامحها الهادئة للصدمة ليهمس مكملا / مش وقته نقاش هنتفاهم في الموضوع ده في البيت .

ليكملا رقصتهم بمداعباته الخفيفة المتناغمة مع روحها الجميلة .

..........................................

رفضت بالبداية متظاهرة بالصرامة ولكن هو كان يعلم بخفاياها ويعلم مدى خجلها التي تواريه تحت شعار الجدة والرصانة .

بالواقع هي كانت تخشى اقترابه فمجرد قربه يضعفها بل يفتت حصونها فما بالك من التحامهم برقصة تهدد ثباتها الوهمي .

لم ييأس نضال كعادته بل سحبها بالقوة لساحة الرقص حتى أنها من قوة سحبه اصطدمت بصدره ليستغل هو الفرصة ويحتضنها بذراعه متعللا بخوفه عليها من الارتداد للخلف .

جف حلقها واضطربت انفاسها .

حاولت التهرب من نظراته ولكن كان لها بالمرصاد اينما ذهبت نظراتها ليعيدها مجددا إليه حتى يأست من ملاحقة عيونه بها لتنزوي بين حاجبيها زاعمة الغضب / يووه هتفضل تبصلي كتير .

_ لحد ما تبصيلي وتقولي بتهربي مني ليه ؟

نطق بجملته بكل هدوء وسعادة من اصتباغها بحمرة الخجل لتتهرب قائلة / انا مبهربش منك..... انت اللي بجح .

غمز بعيونه ثم قال بوقاحة / ده شهادة حلوة في حقي علي فكرة.

ثم مال على أذنها هامسا / الراجل البجح رزق اسمعي مني .

اشتعلت عيونها بالغضب لتعلق قائلة بصوت اقرب للبكاء من شدة خجلها التي تحاول أن تواريه / وكمان قليل الادب .

لتتسع ابتسامته أكثر وكأنها تمدحه قائلا بكل برود وهدوء لها / ده حاجه كويسة جدا...... بس انتي لسه مش فاهمة.

لا تعلم ماذا تفعل معه فقد استنفذت كل حيلها في الهروب لتلجأ للحل المباشر فنظرت له سائلة بكل جدية / انت عايز ايه دلوقتي بالظبط؟

سافر بنظراته على ملامحها مما جعلها تشتعل خجلا مبتلعه لعابها بصعوبة ثم قال / السؤال صعب إجابته اوي....

علشان اللي عايزه كتيييير .

ثم أطلق تنهيده حارة مكملا بوقاحة / بس للاسف مش هينفع دلوقتي.

_ نضال .

نطقت باسمه بتعجب جم من وقاحته كمحاوله منها لاعاده وعيه قبل أن يفقد صوابه بفعل ما ...

فقد استشعرت بالضياع الكامل بنظراته ونبرة صوته .

ليجيبها وهو هائم بها / قلب نضال .....

وعيون نضال والله.

لتطبق على شفتيها فلم يعد لديها سبيل سوى الاستسلام لجرف مشاعره .

فاراحت رأسها علي كتفه رافعة رأيه الاستسلام مطلقة تنهيده راحة بقربه منها ليستنشق هو عبيرها عن قرب ويستشعر بقربها المهلك لكيانه.

...........................................

سحبها لساحة الرقص باشتياق لحضنها الدافئ

لتستجيب هي لدعوته بلهفة اليه .

كانت بالأمس القريب تراه فارس أحلامها 

واليوم تراه كل أحلامها 

فمن غيره سيكمل كل نقص بها .

حينما وضع يده على خصرها بحنان

شعر وكأنه امتلك الدنيا وما بها 

بينما هي شعرت باكتمال والتئام شتاتها.

من يراهم يعتقد أنهم يتراقصون على الحان الموسيقى

بينما هم لا يشعران بتلامسهم للبسيطة 

ينتابهم شعور بالسعادة جعلهم يحلقان في نعيم العشق

جعلهم لا يشعران بوجود بشر حولهم 

نظراتهم تغنيهم عن الحديث باللسان 

فالعين تروي ما يعجز اللسان عن البوح به 

انتبها كلاهما على تصفيق الجمع معلنا انتهاء فقرة الرقص الثنائي لتخجل ميار من إطالة النظر لچواد بينما الاخير زفر تنهيدة راحة وكأنه باح بكل ما يجيش به صدره .

استمرت فقرات الحفل حتى انتهى على خير وذهب العريسان لمنزل الزوجية وتبعهم الأهل والأصدقاء لاصالهم لمحطتهم الاولى في حياتهم المستقبلية .

وصل اسطول من السيارات أمام البناية مطلقا أبواقا تخبر المنطقة بأكملها بوصولهم .

اصطفت سيارة يزيد وغرام اولا أمام بوابة البناية ليهبطا العريسان وهبط الجميع لتهنأتهم والدعاء لهم .

كادت أن تبكي غرام عند السلام الحار الذي جمع بينها وبين والدتها لولا يزيد الذي بث بها الطمأنينة قائلا / خلاص يا حبيبتي كلها ساعات الليل وطنط هتيجي من الصبح .

ثم أدار وجهه لحماته مؤكدا حديثه / مش كدة يا طنط.

مسحت دموعها المنهمرة لتجيبه بأنفاس متقطعة / طبعا يا حبيبي من النجمة هكون عندكم .

اصطنع الابتسامة فلم يقصد أن تأخذ عبارته على محمل الجد ليتأبط ذراع غرام ويحثها على التحرك ومع اولى خطواته استدار هامسا لحماته / مش من الفجر اوي يا طنط يعني ممكن بعد ثلاث ايام عادي جدا.

كفكفت حماته دموعها وربتت على كتفه داعية لهم / ربنا يهنيكوا يا حبيبي .

صعدا يزيد وغرام الدرج حتى وصلا حيث شقتهم ليدخل مفتاحه بالمكان المخصص ويديره لينفرج الباب ولكن قبل أن تخطو غرام خطوة واحدة وجدت نفسها مرفوعة للأعلى لتشهق مطلقة صرخة بسيطة ثم تمسكت بعنقه تنظر له بخجل ليخطو هو بها داخل شقتهم وعيونه لا تفارق عيونها .

أغلق الباب خلفه بقدمه لتضع هي رأسها بصدره قاضمة شفتيها قائلة بخفوت شديد بالكاد سمعها / كنت عايزة اوصل اختي الاول .

وصل بها الي غرفة نومهم لينزلها علي الفراش برفق شديد ويرفع رأسها المنسدل للاسفل بسبابته مسافرا على ملامحها قائلا بلهفة وشوق/ يزن هيوصلها متقلقيش عليها .

...................................

بعد أن هبط يزيد وغرام من سيارتهم تحرك اسطول السيارات للامام لتستقر سيارة يزن وغزل أمام البوابة انتظرا داخل سيارتهم حتى سلم الجميع على غرام وصعدت مع زوجها لتقطبت غزل جبينها معترضة على ما تراه أمامها حين وجدت اختها تصعد الدرج مع يزيد قائلة / ايه ده ازاي تطلع السلم .

لم يعي يزن مقصد غزل ليحين ترجلهم من السيارة لتنطلق الزغاريد مرة أخري بهبوط العريسان وتبدأ وصلة التهنيئات والدعوات مرة أخرى .

كما بدأت وصلة البكاء التي طالت قليلا عن غرام بسبب بكاء غزل الحاد في حضن والدتها ليقلب يزن عينيه منتظرا انتهاء حالة الحداد تلك هامسا لنفسه / هو انا هاكلها وانا مش واخد بالي .

ثم ربت على ظهر غزل قائلا بابتسامة صفراء وتحدث من تحت أسنانه / مش يالا بقى يا حبيبتي ولا هنفضل في الشارع كتير .

حاولت غزل تنظيم انفاسها وكفكفت دموعها واستقامت موجهه حديثها لوالدتها / خلاص يا ماما هستناكي الصبح بدري ، تعدي عليا انا الاول قبل غرام .

_ من النجمة يا حبيبتي هكون عندك متقلقيش.

ليتهكم يزن داخليا متمتما لذاته / ابقى شوفي مين هيفتحلك اصلا .

فور أن انتهت غزل اخيرا من وصلة البكاء مد يزن ذراعه كدعوة لتتأبط ذراعه لتقطب جبينها معارضة ثم قالت / لا طبعا أنا مش هطلع السلم انت هتشيلني.

اتسعت حدقتي يزن ووضع يده تلقائيا على ظهره وازدرأ ريقه محاولا إثنائها عن قرارها / ما ....... ما يا حبيبتي هشيلك وانا داخل الشقة ....

وكمان احنا في الدور التاني يعني هطلع دورين!!

حاول الجميع كتم ضحكته بينما هي رفعت كتفيها باعتراض قائلة/ انا مش هطلع السلم وانا عروسة  .....

هتشلني ولا اروح مع ماما ؟

نظر لها نظرة بلهاء ثم قال مقررا / ماما !؟ 

ماما مين ؟ ............ 

دانا يا قاتل يا مقتول الليلة دي .... تعالي.

وانحنى سريعا لتجد نفسها مرفوعة بخفة سعدت بها لتتعلق بعنقة كالطفلة سعيدة وفرحة.

بينما هو انشغل بالدرج الذي لا يراه أمامه من اتساع دائرة ثوبها داعيا الله أن يصل بخير دون أي عواقب وخيمة.

وصل بالكاد الي باب الشقة لينزلها حتى يتسنى له فتح الشقة بينما هي اعترضت ليطمئنها قائلا / هفتح بس الشقة واشيلك تاني متخافيش .

متمتما لحالة / ايه يا ربي ده هو انا متجوز عيلة .

وبالفعل فتح باب الشقة ثم انحنى ثانية ليرفعها شاعرا بالم في ظهره ليدلف سريعا للشقة مغلقا بابها بقدمه ثم تقدم الي غرفتهم ليسقطا سويا على الفراش مطلقة هي صرخة الم من سقوطها فجأة بينما هو أطلق اااه من شعوره بوخزات بظهره ممسكا ظهره قائلا بحنق / الله يسامحك يا شيخة هكمل الليلة  ده ازاي دلوقتي..

.....................................

عاد الجميع الي منازلهم بعد يوم مليئ بالاحداث .

صعدا چواد الدرج مع ميار ووالدته التي كانت طوال الطريق تخبره بنظراتها أنها تريد أن تتحدث معه اليوم لا غدا .

ظل چواد في حيرة من أمره لا يعلم ماذا عليه أن يفعل؟

كان لا يريد أن يصل الأمر لهذه المرحلة.

ففضل أن يخفي على والدته أمر صعوبة حملها.

ولكن اليوم وقد عرفت كيف سيهنأ ثانية؟

من المؤكد أن والدته لم تصمت ولم تقبل أن ابنها الوحيد من المحتمل أن لا ينجب.

كما أنه لا يريد لزوجته أن تشعر بالتدني أو مجرد الاحساس بالنقص.

ايخبر والدته بكل شئ ؟ 

ام ينكر ما استمعت إليه ويراوغها في الحديث !؟

......................

بقدم الشكر والامتنان مرة أخرى لبدر  البدور القمر واللي حقيقي تستاهل كل  الشكر والامتنان علشان فلولاها ما خرج مشهد العرس بهذا الجمال واتمنى اكون انا وصفته زي ما حاولت توصلي وجهة نظرها  فهي اتحمست جدا للرواية وشاركتني لحظات عرس الشباب السورين فالف شكر لها مرة اخري ❤️❤️❤️

#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٤٣

أحقا البعد جفاء 

ام هو نار تلهب الفؤاد 

وحقا القرب اعتياد

ام يسمح للظمآن أن ينهل من خمر الغرام

هذا كان حال چواد بعد حديثه مع والدته ومحاولاته المستميتة في تهدأة ثورتها التي يراها أنها لها كل الحق بها ويرأف بحالها كأم تريد أن تسعد بذرية ابنها الوحيد ولكن من يرأف بحاله هو .

لم يكن البعد يوما علاج ليطفئ لهيب قلبه كما لم يرتوي في قربها من عشقها بعد ولم يعتادها كما أشارت له والدته .

بل يجزم بأن قربها هو الترياق الوحيد لعلة روحه وقلبه

 فقد وجد سكينته واكتملت روحه بعد ضلالها في ظلمة الحياة .

بعد وصلة من الغرام اجتاحت مشاعرهم غفت ميار على اثرها وهي ترتكز برأسها على ذراع چواد بينما الاخير ظلت جميع جوارحه متيقظه يتذكر حديث والدته الذي دار بينهم قبل صعوده لمعشوقته .

أجل أنها ليست زوجته فقط بل معشوقته ومتممة روحه .

فلكل روح متممها كما ذكر المولى عز وجل بكتابه العزيز ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)) .

أغلق عيونه وهو يتذكر كيف حاول اقناع والدته بمكنون صدره .

Flash back 

_ قولي حالا اللي انا سمعته ده صحيح ؟ 

هي بتحمل ولا مبتحملش ؟

وانت ضحكت عليا ولا حادثة جوزها خلاها متحملش ؟

ثم يعني ايه انت مستغنى بيها عن الاولاد ؟

طمني يا چواد ، طمني يا ابني !!

نطقت بكل ما هو دفين بصدرها فهي انتظرت طوال مدة الحفل حتى تستطع الانفراد به .

ظهر الحزن جليا على ملامح چواد ناظرا بداخل عيون والدته يريد أن يطمئنها قبل أن يطمئن روحه فانتزع الابتسامة انتزاعا ثم سحبها ليجلسها على اقرب أريكة كمحاولة لتهدأتها قائلا / طب تعالي اقعدي يا ست الكل علشان زمانك تعبانة من الفرح وانا هقولك على كل حاجة .

جلست بجواره تنظر له بفضول جم منتظرة معرفة كل شئ ليبدأ حديثة باول نقطة مثيرة للقلق بعد أن أطلق تنهيدة حارة قائلا بابتسامة حاول تصنعها  / اولا يا خوخة انا مضحكتش عليكي ....

هي فعلا اتطلقت علشان طليقها ها ....

طليقها مش جوزها .... 

ضربها وسقطها.

أراد تصحيح عبارتها اولا ليكمل بغرض إضفاء السكينة على قلبها قائلا / ثانيا بقى والأهم عايزك تطمني لأن السقوط معملهاش اي مشاكل .

قطبت حاجبيها مضيفة عيونها ناظره له بشك مريب لتسأله / امال ايه المشكلة اللي عندها خلاك تقولها اللي انا سمعته ؟

سحب نفسا عميقا حين شعر بأن السكينة  تتسرب لقلب والدته رويدا رويدا ليكمل موضحا / المشكلة يا ست الكل أنها عندها حاجه اسمها بطانة الرحم المهاجرة بس الحمد لله بنسبة ضعيفة جدا وده اللي خلاها تحمل المرة اللي فاتت لكن برضو هو من أسباب عدم ثبوت الحمل نوعا ما اوتأخيره ولما سمعتينا كنا بنتفق أننا لازم نبدا مع دكتور وكنت بطمنها اني جنبها طول الوقت .

ظلت اخلاص تنظر له بعين الشك لا تعلم هل ما يقوله حق ام مجرد خدعة لإبعاد فكرها عن هذا الموضوع !؟

ليحضر بذهنها سؤال آخر طرحته عليه / لو كدة حقيقي وانت مش بتضحك عليا مقولتليش ليه ؟

اغمض عينه وكأنه يجاهد ذاته ثم أفرج عن مقلتيه ممسكا يدها وقبل كفها قائلا بابتسامة/ علشان اولا يا ست الكل مفيش مشكلة اصلا علشان اقولها ، 

ثانيا بقى حتى لو في مشكلة فكدة افضل علشان الموضوع حساس ....

يعني انتي ممكن تقولي كلمة بدون قصد وهي تفهمها غلط ممكن النفوس تشيل من بعض واكيد انا مش حابب تكونوا كدة .

قبل كفها مرة أخرى قائلا / انا مقولكيش مدى سعادتي وانا شايف اكتر اتنين بحبهم في الدنيا بيحبوا بعض....

 ومش بس كدة ده كمان بيجتهدوا علشان يسعدوني...

 في اكتر من كدة سعادة الواحد ممكن يلاقيها !؟

نظرت بداخل عيونه وعيونها تتغلغلها الدموع متلمسه وجنته بحنان ام فاض عن الحد قائلة / انا بتمنالك السعادة من كل قلبي ...

ويوم المنى لما بشوفك نازل من شقتك سعيد وفرحان...

بس اعذرني انا عايزه افرح باحفادي....

 عايزة اشوف اولادك قبل ما اموت .

قبل يدها التي تتلمس وجهه ثم مال ليقبل رأسها قائلا/ الف بعد الشر عليكي يا ست الكل ....

ان شاء الله هتشوفي اولادي وهتربيهم كمان .

ثم غمز بعيونه لإضفاء روح الدعابة  / علشان ساعتها يا خوخه هسيبلك الاولاد واعيد امجادي مع امهم ولا ايه؟؟

واخيرا شقت الابتسامة ثغرها لتقول له / اوعى تضحك عليا يا چواد !!

_ مقدرش يا خوخه .

نطق بكل عفوية لتكمل هي / طب اوعدني لو المشكلة متحلتش هتسمع كلامي وتتجوز حتى لو علشان تخلف بس .

كست الصاعقة ملامحه من مجرد تفوه والدته بهذا الحديث ليغضب وينتفض واقفا معطيا إياها ظهره معارضا لما تفوهت به قائلا بلهجة غاضبا غير مصدقا / ايه اللي بتقوليه ده يا خوخه انا مقدرش استغنى عن ميار.

_ ومين قال استغنى يا ابني انت ممكن ......

قطع استرسالها معارضا / ولا ده كمان مقدرش اعمل كدة ابدا فيها...

 ثم إني لا يمكن اتخيل نفسي مجرد تخيل مع غيرها ...

 وانا مش من النوع اللي ممكن اظلم بنات الناس معايا ...

اخد واحدة علشان بحبها واخد التانية علشان اخلف .

ثم استدار لها فجأة مواجها لها وكأن فكرة ما قفزت بعقله ليقول لها بغرض معرفة رأيها / ثم مين عرفك أن ممكن يكون العيب من عندي ؟؟

علي الاقل هي حملت قبل كدة لكن انا معرفش فيا مشكلة ولا لا .

صمت قليلا بغرض إتاحة الفرصة لها من ادراك ما يقوله ثم ضيق عيونه وأردف سائلا/ قوليلي بقى يا خوخة لو طلع عندي انا مشكلة يا ترى هتنصحيها تسيبني وتروح تدور علي اولاد ؟

نظرت له اخلاص بعين زائغة لا تعلم بماذا تجيبه فقد ضيق عليها الخناق لتتجرد من مجرد التفكير بهذا المنطق قائلة / بعد الشر عليك ....

 أن شاء الله هتكون زي الفل .

استنشق نفس المنتصرين فابتسم وهدأ قليلا ثم قبل رأسها ثانية قائلا / أن شاء الله يا خوخه ...

كله هيكون تمام 

واوعدك مش هسكت الا وانا جايبلك دستة عيال مرتاحة كدة .

حاولت الابتسامة طاردة هواجسها الشيطانية من رأسها داعية له بصلاح الحال والذرية الصالحة.

ليؤكد هو عليها أن لا تغير طريقة تعاملها مع ميار وكأنها لم تعلم شيئا حتى الآن.

Comeback 

عاد من تذكره لهذا الحوار زافرا انفاسه متمتما لنفسه / يارب يا خوخه تسمعي كلامي.

ثم قبل راس زوجته داعيا لهما بالذرية الصالحة ولكن بقرار ذاته يعلم أنه لم ولن يفكر مجرد التفكير في التخلي عنها أو ايذائها باي شكل من الأشكال 

نعم يؤمن ويدرك ذلك جيدا لذلك حاول بشتى الطرق اقناع والدته بذلك والتي لم تنكر تغير ابنها من حال لافضل حال 

كما لم تنكر حبها لميار....

 ولكن حبها لها لم يصل لحد حبها لابنها ولذلك فقط التمس چواد العذر لها واضطر أن يعدها بما ليس بمقدوره ولكن بغرض ارضائها ليس إلا 

لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

.......................................

ااااه من التقاء الأحبة 

إنه لأمر جلل يهتز له الفؤاد معلنًا تمرده عن الصبر 

فقد لاح القرب وولى البعد 

فلم تعد للالباب مقام 

فهنا يحرم التفكير ويقف الزمن معلنا

القلب سلطان 

بعد أن أنزل يزن غرام بكل رفق على الفراش وكأنها تحفة فنية يخشى عليها من الخدش.

ظل مقتربا بوجهه منها لحظات 

انفاسة الملتهبة تلفح بشرتها الغضة.

تسافر عينيه على ملامحها التي تسكره بدون خمرة .

بنظراته الوقحة الحاملة لكل حلم تمنى تحقيقه 

فقد حصد نتاج الصبر واليوم هو يوم تحقيق الاحلام .

بينما هي اضطربت اساورها محاولة ارجاع خصلة شعر غير موجوده خلف أذنها .

زاغت ابصارها كمحاولة للتهرب من نظراته الجريئة الملاحقة لها .

ارتفع مستوى الادرنالين وتشعب بكل اجزاء جسدها والتي تجزم أن عبيره طغى على عطرها الفواح والذي بدوره عمل على ارتفاع خفقات القلب والذي دوى صوته فلم تعد تستمع سوى لدقاته التي امتزجت بصوت انفاسه الثائرة.

بدأ يقترب رويدا رويدا وهي ترتجف أمام ناظريه حتى كاد التقاط شفتيها لولا صوتها المرتجف القائل / انا خايفة اوي.

فور استماعه لجملتها ونبرة صوتها الأقرب للبكاء عاقدا حاجبيه وتوقف عن تقدمه فيما انتوى فعله ليتراجع قليلا فيجدها حقا ترتجف جلس أمامها أرضا حتى أصبح طوله يوازي جلستها فحاول احتضان وجهها بكفيه قائلا لها بتقدير كامل لحالتها / مالك يا غرامي بس  ؟؟

معقولة خايفة مني!!

بدأت دموع الرهبة تتساقط على وجنتيها فاغلقت عيونها وهي تومئ برأسها نافية لتكون اجابتها على سؤاله فيبتسم قليلا ثم يزيل بابهامه دموعها معلقا / مانا عارف انك مش خايفة مني .

ثم اقترب ليكمل هامسا بجوار أذنها يخبرها بكل وقاحة/ وعلى فكره انا عارف خايفة من ايه .

لتفتح حدقتيها على وسعها وتزدرأ لعابها فيضغط هو على عيونه مؤكدا صحة ما أدركته لتنظر له وهي ترمش باهدابها لا تعرف ماذا تقول له ليزيح عنها عناء التفكير والتوتر فيردف قائلا / طب بصي انا عندي فكرة حلوة .

استرعى انتباهها ليكمل قائلا / احنا نقعد كدة وكل واحد يقول اللي حاسس بيه من غير كسوف موافقه ؟

اومأت بالموافقة ليجلس بجوارها معطيا لها الفرصة / يالا قولي كل اللي حاسة بيه من غير خوف ولا كسوف .

حاولت تهدأة روحها وتنظيم انفاسها لتنطق بصعوبة / انا ...... انا فرحانة اوي......... بس خايفة شوية ....... بس نفسي نقرب من بعض...... بس ممكن نستنى النهارده عادي يعني ..... يعني العمر قدامنا كله .

ظلت تتأرجح بين الجملة ونقيضها لتباغته بسؤال إجابته تعرفه جيدا / طب بص  ....... قصدي يعني ممكن  ....... ممكن يعني.......اااااه قصدي نصبر.......

قطع جملتها التي يعلم جيدا أنها لم تستطيع إكمالها من شدة خجلها .

اتطلب منه أن يتحلى بالصبر !! 

بحجة أن العمر بينهم طويل !!

وهل وصل لهذه النقطة بعد عناء قلبه ليصبر لباقي العمر؟؟

وهل للصبر وجود في ليلتهم هذا؟

حاول التعبير عن إجابته بالطريقة التي يتقنها جيدا  .

فأقترب ليغزو عطرها الرقيق أنفاسه فيزيده رغبة واشتياق  ماسكا بكفيها دافنا وجهه بهم مقبلا باطن كفيها بكل رقة ووله .

متحسسا بشرة كفوفها بشفتيه 

متلذذا بنعومة بشرتها الناعمة

حتى التهبت انفاسه فشعرت غرام بسخونة انفاسة تتسرب لجسدها لتذيب ثباتها الهش فتتعالى انفاسها الراغبة .

بينما هو يتنقل بشفتيه من كفوفها الي ذراعها حتى ارتقى الي عنقها المرمري لتتلاحق انفاسها وتتصارع دقات قلبها ولكنها تتلذذ بهذا الشعور بل وتستجيب معه بكل مشاعرها لولا خجلها لكانت تجاوبت معه .

شعر بخفقان قلبها ورعشة جسدها ليبعد وجهه قليلا عنها ويمسد بظهر أصابعه وجنتها راغبا بزرع الطمأنينة بقلبها البتول بينما هي تحاول التشبث بثباتها الوهن لتهمس باسمه بنبرة خافتة يغلفها الشوق في أوله والتوسل بأن يرحم ضعفها في آخره / يـ ز يد 

وبهمسها باسمة قد فتت كل ذرات الصبر لينظر يزيد لها فيجدها مازالت مغمضة العينين ليسألها بصوته المبحوح المتوق لكل ذرة بها / انتي واثقة فيا ولا لأ ؟

اومأت بالموافقة لتعطية إشارة البدء في تنفيذ كل ما حلم به .

ليغلغل يده بداخل شعرها الحريري فيثبت رأسها ليميل برأسه ملتقطا اولى قبلاته من شفتيها العذراء .

..............................................

كنت اظن خبرتي بعالم النساء 

ستؤهلني لاجتياز أغوار قلبكِ 

ولكن وجدت نفسي جاهلا بفنون العشق 

لاصبح متوقًا لاجتياز اسوارك الحصينة

فارحمي عزيز قوم ذل 

فقد أصبحت مهووس بك يا صغيرة

بعد أن كنت من المهووسين به 

بعد أن اوقعها يزن علي الفراش متصنعا الم ظهره من أثر حملها لتصرخ هي بتأوه وتقول بضجر / اه يا ظهري كدة وقعتني.

ارتمى يزن بجوارها متسطحا يطلق تأوه هو الآخر قائلا بسخرية / علشان نبقى خالصين يا حبيبتي............

وجعتيلي ظهري ووجعتلك ظهرك ...........

تعالي بقى ندهن لبعض مرهم ونعمل مساج لبعض.

ثم استدار بجذعه محاولا احتضانها بذراعه لولا تدحرجها من علي الفراش بسرعة لتهبط من بالجهه المقابلة قائلة باستهزاء / يا قليل الادب ......... عايز حاجه اعملها لنفسك....

سمعته يتمتم بصوت خافت ساخرا وهو يجز علي أسنانه قائلا/ قليل الادب!؟ ..... 

واعملها لنفسي !؟......

شكل الليلة هتضرب ........

توجهت هي إلى منضدة الزينة ببرود متناهي  لتجلس على المقعد المقابل للمرآه تراهه يرفع حاجب ويجز علي أسنانه بالخلف فقد أفشلت خدعته وحان وقت خدعتها لتنادي له بدلال زائد وصوت رقيق وكأنها تستنجد به لإنقاذها / يزن .....زو زو.

ردد اسمه ببلاهه / زو.  زو

ثم اعتدل بجلسته خلفها لتكمل هي طلبها / ممكن تيجي تفكلي الطرحة.

تعجب من طلبها فمنذ ثواني قليلة كانت تتهرب من قربه فلماذا تدعوه للاقتراب منها ؟

لينهض متوجهها لها محاولا استغلال الفرصه .

وقف خلفها مباشرة واضعا يده على كتفها ثم انحنى مقبلا وجنتيها التي شعر بانتفاضتها فور اقترابه لتراوغ هي قائلة / يالا فكلي الطرحة بس خلي بالك من الشعر العيرة علشان متوجعنيش.

استقام مبهوتا ينظر لها بالمرآه مرددا باستفسار/ شعر عيره ؟؟

انا شكلي اضحك عليا ولا ايه .

_ يالا بقى يا زو زو وبراحة وانت بتشيل البنس .

بدأ بنزع مشابك الشعر تحت تصنعها بالصراخ مرة والإبتسامة مرة الأخرى .

بينما هو كان شديد الحرص عند فك اي مشبك وجذب خصلة شعر لربما كانت هي المستعارة ليجدها ليست بمستعارة فيبدأ في نزع مشبك آخر وهكذا .

ظل بهذا الشكل ربما بمقدور ساعة إلا ربع لينتهي اخيرا بعد أن أنهى فك ما يقترب من مائة مشبك ولم يجد أي شعر مستعار ليقطب جبينه وقد أدرك خدعتها الآن لينظر لها شزرا بالمرآه بينما هي تحاول كتم ضحكتها التي لم تستطع إيقافها لتنطق ضحكة عالية من فمها جعلته يزداد اشتعالا.

حاول التغاضي عن الخدعة ليمد يده لسحاب الفستان لتشعر هي به فتتسع حدقتيها وتهب واقفة مضطربة لتسأله بتوتر واضح عليها / انت مش جعان .

أدرك سؤالها بمنظورة ليمرر بصره عليها بوقاحة من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أجابها بصوت مبحوح / اوي .... هموت من الجوع.

فور إجابته توجهت ناحية باب الغرفة وهي تقول / طب تعالى ناكل انا كمان جعانة .

أمسكها من ذراعها ليوقف تقدمها ويصحح مفهومها قائلا / انا مش جعان اكل انا جعان غرررااااام.

ازدرأ ريقها ورمشت باهدابها ليردف هو يردف بصراحته الوقحة / انا عايز أكلك انتي .

استعد عقلها لخطة الدفاع لتتراجع بخطواتها للخلف بينما هو يتقدم ببطئ رهيب وعلي ثغره ابتسامة ماكرة وكأنه يعلم نهاية تقهقرها .

وفجأة.

انطلقت خارج الغرفة مطلقة صراخات وكادت أن تخرج من الشقة بأكملها لولا إمساكه لها من الخلف صائحا بها / هتعملي ايه يا بنت المجانين.

حاولت الفرار من بين سواعده الصلبة ولكن كانت حركتها تزيده لهيبا ليصرخ بها قائلا / بطلي فرك وانا اسيبك .

هدأت حركاتها لتأخذ عليه العهد / لو سكت هتسيبني ؟ 

_ أيوة .

نطق بها يزن لتهدأ هي فيفك ذراعه من حولها وفور ان فك ذراعه انطلقت هي الي الغرفة وكادت أن تغلق بابها من الداخل لولا لحق بها يزن واضعا قدمه بين الباب والحائط ليعيق  فكرة إغلاقها للباب .

تراجعت هي للخلف بينما هو دلف للغرفة واغلق عليهم الباب بالمفتاح مضيقا عينيه مكشرا عن أنيابه فقط شعر بالانهاك منها.

ثم وضع مفتاح الباب بإحدى جزلان البنطال لينظر لها متهكما / وريني بقى هتخرجي ازاي ؟.

ترقرقت الدموع بمقلتيها تتصنع خدعة الاستعطاف لتنطق باستجداء بخدعة جديدة / افتح الباب يا يزن علشان خاطري عندي فوبيا اماكن مغلقة .

حاول كتم ضحكته قائلا بسخرية / مظبطتش معاكي المرة دي وراكي بلكونة يا حبيبتي الاوضة مش مغلقة .

التفتت للخلف ثم له تبتسم بخجل وكأنه كشف أمرها .

ليبدأ هو بالتقرب لترفع فستانها وتتراجع للخلف قائلة / لو قربت مني هصوت ........

والله هصوت...........

وبالفعل أطلقت صرخه مدوية اهتز هو لها ثم صعدت علي الفراش تقف عليه بقدميها ليتوقف يزن محاولا تهدأتها / طب خلاص خلاص اهدي ........

خلاص مفيش حاجه.............

مكنتش متوقع انك تخافي كدة ابدا !؟

ثم أشار لها بالهبوط قائلا / ممكن تنزلي ومتخافيش .....

خلاص انا وعدتك...........

هبطت بحذر تجلس بتأهب لاي حركة غدر منه ليسحب مقعد منضدة الزينة ويجلس أمامها يحدثها بنبرة هادئة وحنونة / مالك يا غزل ؟

خايفة مني ليه ؟؟

اخفضت بصرها للاسفل لا تعرف بماذا تجيبه حتى اقترب لتنتفض هي فجأة ليحاول تهدأتها / بس اهدي انا بقرب علشان نتكلم ........

قولتلك متخافيش.......

هدأ روعها قليلا ليسألها بتعجب / مالك بقى مش عايزة اقربلك ليه ؟

انتي خايفة مني ؟

اومأت بالنفي ليبتسم ويكمل استفساره / امال خايفة من ايه؟

ازدرأ لعابها ثم أشارت له بأن يقترب بإذنه ليتعجب قائلا / اتكلمي متخافيش أو تتكسفي احنا لوحدنا اصلا.

اومأت بالنفي ثم أشارت له مرة أخري بالاقتراب لتهمس بداخل أذنه ما جعل عيونه تتوقد لهبا لينظر بداخل عيونها ليتأكد..

 لتومأ برأسها مؤكدة ما استمع إليه .

ثم قال معلقا / وسايباني أشيل ............... 

وظهري يتقطم...................

 وافك مائة مشبك .......................

واجري وراكي الشقة شرق وغرب.................

وفي الاخر يطلع كدة .

اخفضت بصرها وكادت أن تبكي .

ليبتسم من برائتها وخجلها فيرفع رأسها بسبابته قائلا / ولا يهمك يا قمر............

اينعم انا هموت من الفرسة........... بس ولا يهمك .

بدأت الابتسامة تشق ثغرها ليستقيم هو باكتاف متهدلة وكأنه خرج للتو من معركة كانت الهزيمة الساحقة من نصيبة فقد تحطمت كل احلام يومه...

ولكن حاول أن لا يحزنها فقبل رأسها قائلا بابتسامة صفراء يحاول إخفاء وكتم غيظه / يالا ياجميل علشان ترتاحي    

ثم أكمل وهو يجز علي أسنانه حتى كاد أن يحملها قائلا / وسيبيني انا بالنار اللي فيا.

تركها متوجها لخزينة الملابس ثم قفزت فكرة ما برأسه جعلته يلتفتت فجأة ينظر لها بعيون ضيقة ويباغتها بسؤاله / انتي متأكدة ان ده مش مقلب من مقابلك يا غزل .

اتسعت حدقتيها وكادت أن تختنق حين شعرت بانتهاء الاكسجين من محيطها لتحرك رأسها سريعا بالنفي ليكمل توجهه فتطلق هي زفرة قوية سمعها هو ليتراجع خطوة للخلف ملتفتا مرة أخري فيتوقف التنفس لديها فيسألها وقد احس أن هناك شئ خطأ / هو انتي كنتي عارفه بميعادها لما حددنا ميعاد الفرح ؟؟

رمشت باهدابها زعرا لتجده يقترب من الحقيقة فلم تجد بد من أن تومأ برأسها عدة مرات إيجابا لتتسع حدقته ويقترب كالفهد الذي سينقض على فريسته مكملا سيل اسئلته / ومعترضتيش ليه على الميعاد ولا كان قصدك كدة .

أسرعت بالإجابة التي كانت تعدها بعقلها بالفعل / علشان ميعاد سفر خالي وكمان لو انا غيرت وسفر خالي اتاخر اسبوع هيكون مش مناسب لأختي فلاقيت أن لازم حد يضحي .

اجابتها مقنعة ولا تحتاج للجدال سوى بشق واحد فقط .

فحرك شفتيه للأعلى مشمئزا من حوارها متهكما على قول / يضحي !! 

وملاقتيش غيري اللي يضحي ............

طب يزيد وعاقل ...........

أضحي انا ليييييه واسيب العاقل..........

اهو العاقل زمانه هااااايص وانا اللي متكدر ......

لم تعر لثورته اهتمام بل استقامت سائلة ببرود تام / انا جعانة اجبلك تاكل .

لم بجيبها بل ضغط على شفتيه حتى كاد أن يدميها ثم توجه لخزانة الملابس بخطوات غاضبة بغرض تغيير ملابسه بينما هي توجهت مباشرة للصالة لترى ماذا جلبت والدتها لتتلذذ بالطعام وكان شيئا لم يكن .

حتى رأها يزن حين خرج من غرفته ذاهبا للمرحاض فقطب جبينه لمنظرها وهي غير مبالية لاي شئ فيدب الشك بقلبه وخاصة عندما رأها تاكل وكأنها لم تأكل منذ زمن.

ظل ناظرا لها لتتعجب هي من نظرته لها فتسأله قائلة / بتبصلي كدة ليه !!؟

مانا قولتلك كل وانت مرضتش !!

لم يجيب على حديثها ولكنه توجه إلى فراشه وتسطح عليه يغلق عينيه وبدأ يستكين ويغلبه النعاس من كثرة أرهاق هذا اليوم .

بعد برهه ذهبت تستطلع حاله لتجده يغط في نوم عميق فهدات انفاسها وتوجهت لتغيير ملابسها ثم تسطحت بجواره واضعة بينهم وسادة طويلة .

...........................................




كل عام وانتم بالف خير وسعادة غرة شهر ذي الحجة اعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات 🌔🌔🌔

#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٤٤

ليس من الضروري أن تكن جميع النهايات سعيدة 

ولكن من المؤكد أنها ستكون منصفة 

اشرف الصباح ونثر أشعته الذهبية وكأنها أسهم توقظ الغافلين.

تململ يزيد في فراشه يغطي بيده عيونه محاولا حجب أشعة الشمس عن عيونه ولكن هيهات فلم يستطع حجبها لينظر تجاه النافذة فيجدها بدون ستارا يحجب أشعة الشمس ثم نظر بجواره فيجد الفراش  خالي انتفض من مكانه متخيلا أن كل ما حدث كان من وقع أحلامه ولكنه اطمئن حين دلفت الغرفة عليه وهي تجفف شعرها بالمنشفة وتنطق بصوتها العذب / صباح الخير.

نظر لها بإنتشاء والإبتسامة تزين ثغره ثم أمعن النظر بالمئزر الذي ترتديه معلقا بتغزل قائلا/ يا صباح الورد البمبي.

ابتسمت بخجل وتوجهت أمام المرآه لتكمل تصفيف شعرها قائلة بمحاولة عدم النظر إلي انعكاسه بالمرآه / انا علقت على شاي علشان انا من عاشقي الشاي باللبن وعملت حسابك معرفش بتحبه ولا لا !؟

استقام من مكانه وتوجه خلفها ثم مال يطبع قبلة رقيقة على وجنتها قائلا /  اي حاجة بتحبيها اكيد هحبها .

توردت وجنتيها ليمسك هو بمجفف الشعر ويلتقط من يدها الفرشاه ويبدأ بتصفيف شعرها الحريري باستمتاع وهي تشعر بسعادة غامرة وكأنه والدها قد عاد وبدأ يصفف شعرها فمنذ وفاة والدها لم تشعر هذا الشعور ليباغتها سائلا / استعجلتي ليه ؟

قطبت حاجبيها تنظر له بعدم فهم ليكمل سؤاله / اخدتي شاور من غيري ليه ؟

اطبقت شفتيها خجلا لتقول بتلعثم / قولت اسيبك تصحى براحتك .

ضيق عيونه ونظر تجاه ستارة النافذة قائلا بتعجب / غريبة افتكرتك فتحتي الستارة مخصوص علشان اصحى .

ابتسمت لتقول بخجل / يوه بقى يا يزيد متكسفنيش انا قولت تصحى بقى علشان تشرب معايا الشاي باللبن الحق عليا!؟

انحنى بجوارها ونظر بداخل عيونها قائلا/ الحق عليا انا اللي محستش وانتي بتقومي من جنبي بس ملحوقة .

ثم استقام ثانية يسحب يدها لتتسع حدقتيها قائلة / واخدني على فين .

_ اصلح غلطي .

نطق بجملته بجرأة تامة لتشهق قائلة / لا ماهو مش هينفع علشان ماما زمانها جاية ولازم اطلع اطمن علي غزل الاول .

ثم إدارته ودفعته أمامها تجاه المرحاض وهي تقول / يالا زي الشاطر ادخل خد الشاور بتاعك عقبال ما اجهز الفطار .

امسك بمعصمها قائلا/ طب ما تيجي تساعديني بس .

دفعته أكثر وهي تقول / ادخل بقى وبلاش دلع الشاي علي النار .

وتحججت بالشاي لتهرب من قبضته .

بعد فترة وجيزة كان قد أنهى حمامه وتناولا الافطار معا لتستأذنه غرام بالصعود لغزل اختها .

فلم يجد يزيد بد من الصعود معها فصعدا كليهما يطرقا جرس الباب عدة مرات ولكن دون استجابة .

فهم يزيد أن هذا بسببين اما أن يكون أخيه مشغول بأمر هام فلا يستطيع استقبال أحد بالوقت الحاضر  واما أن يكونا يغطون في نوم عميق اثر سهر مجهد لكليهما .

حاول اخفاء ابتسامته الخبيثة لينقل توقعه لغرام ولكن القلق دب أوصال قلب غرام فأخذت تعيد الطرق على الباب والجرس حتى قال لها يزيد / يالا يا غرام ممكن يكونوا نايمين .

قطبت جبينها متعجبة ورافضة وهي تقول / معقول نايمين كل ده ؟

ده الساعة عدت واحدة ونص الظهر ..........

انا خايفة على غزل البنت ضعيفة ميغركش لسانها.

حاول اخفاء ابتسامته مرة أخرى ليعلق قائلا/ حتى لو مش نايمين ممكن يكونوا في وضع كدة أو كدة .........

يعني أنا رايي نسيبهم براحتهم.

لم تهدأ بل ظلت تطرق الباب والجرس و هي تجيب على يزيد ليتململ يزن بالفراش بالداخل فيستيقظ ويمسح وجهه بكفه متعجبا من سيأتي إليهم بيوم كهذا .

نظر الي الغافية بجواره لم يتحرك بها ساكنا واحدا........

ولكن من الواضح عليها انها ابدلت ملابسها لمنامة جميلة برغم التفافها بالغطاء حول ذاتها إلا أنها بدت ملامحها كالملائكة البريئة ليتمتم خافتا / عفريته بملامح ملاك.

أطلق ضحكة ساخرة حين وجد الوسادة بينهم متمتما لحاله / هي د اللي هتحميكي مني!؟

استقام متوجها للباب سائلا من الطارق لتجيب غرام فور سؤاله لينظر بالساعة المعلقة خلفه فيجدها قد تخطت الواحدة والنصف ظهرا فيعتذر ويتوجه لعغرفته يرتدي المئزر الخاص به ثم يفتح الباب ويرحب بهم .

ولجت غرام تبحث في الشقة بعيونها سائلة بذعر / هي غزل فين ؟

غزل كويسة ؟

اتاخرتوا ليه عقبال ما فتحتوا الباب ؟

اتخضيت عليكوا ............

قطب يزن جبينه من تعاقب اسئلتها السريعة ليميل برأسه علي أخيه سائلا بسخرية / هي مراتك هبلة !؟

ضغط يزيد على شفتيه السفليه محذرا أن تسمعه ليجيبه قائلا / معلش اعذرها خايفة على اختها .

ضحك يزن بسخرية معلقا / خايفة على اختها !! 

ده اختها تجنن بلد .

شعر يزيد بالضيق بنبرة أخيه فوكزه يسأله مستفسرا عن حاله / عملت ايه ؟

قلب يزن عينيه وأطلق زفرة حارة ثم اجابه قائلا بهمس / هبقي اقولك.

ثم قال لغرام / إدخللها الاوضه اطمني عليها........

اتفضلي .............

ولجت غرام الغرفة على اختها لتجدها مازالت نائمة وهي ملتفة بالغطاء ثم وجدت وسادة موضوعة بطول الفراش لتعقد حاجبيها وتوقظها .

فتحت غزل عيونها لتجد غرام أمامها فاعتدلت بجلستها وارتمت بأحضان اختها غالقة عيونها مجددا قائلة بترديد/الحمد لله طلع حلم ، 

طلع حلم ، 

انا كنت خائفة اوي ،

الحمد لله .

ربتت غرام علي ظهر غزل ثم سألت قائلة / هو ايه بالظبط اللي كان حلم ؟

فتحت غزل عيونها ومازالت بأحضان اختها لتلاحظ الغرفة التي بها ثم خرجت من أحضانها تنظر حولها ثم عادت نظرها تجاه غرام وكأنها اكتشفت حقيقة ما قائلة / ده مطلعش حلم .......... 

مطلعش حلم ..........

رمشت غرام باهدابها ثم ربتت على قدم غزل قائلة / ممكن تهدي وتفهميني حصل لله .

نظرت غزل حولها كالتي تسترجع احداث ما 

ثم أجابت اختها قائلة بهدوء / محصلش حاجه.

قطبت غرام حاجبيها متعجبة من الإجابة / محصلش حاجة ازاي ؟

رفعت غزل أكتافها بلامبالاه قائلة /عادي يعني كان تعبان واستاذن ينام............

وانا ..... وانا  كنت تعبانة فوافقت ونمنا .

نظرت غرام يمينا ويسارا وكأنها تعيد الكلام بعقلها مرة أخري لتعلق قائلة / كل اللي كان بيعمله ده وفي الاخر تعبان ونام 

........... ربنا يستر .

ربتت على كتف اختها قائلة / طب يالا ادخلي خدي شاور وغيري هدومك علشان يزيد بره وعلشان ماما متجيش تلاقيكي كدة ....... عقبال ما اعملكوا الفطار .

اومأت غزل لتستقيم تجهز ملابسها بينما خرجت غرام لتجد يزيد ويزن يتهامسون فتركت لهم الحرية وولجت الي المطبخ تعد الافطار .

_ بس يا سيدي والليلة قفلت علي كدة .

ضيق يزيد عينيه شاعرا بخطب بالموضوع ليربت على قدم أخيه ويستقيم قائلا / متقلقش هجبلك ارار الموضوع .

ثم توجه لغرام بالمطبخ فشعرت به يلج لتلتفت قائلة / خلصت كلام مع اخوك .

استدارت مرة أخري تضع براد الشاي على النار ليتحدث باسى مدعى الحزن قائلا / اه ده مضايق جدا أن ميعاد الفرح مكنش مناسب لغزل كان نفسه فرحتهم تكمل في نفس اليوم .

استدارت متعجبة من حديثة تسأله بغير إدراك / مش فاهمة ميعاد ايه اللي مش مناسب مع غزل .

_ ميعادها يا غرام انتي مش فاهمة يعني ؟؟

ميعاد الفرح متنافي مع ميعاد عادتها .........

احنت رأسها وكأنها تفكر في ما رأته وما سمعته من أختها ومن زوجها ......

ايهم الأصح؟

لتتذكر منظر التفاف اختها بالغطاء ووضع الوسادة في منتصف الفراش لتدرك أن اختها قد خدعتها فربما من خوفها تحججت بمثل هذه الحجة .

فتنحنحت محاولة إفشال خطة اختها دون التصريح بكذبها فقالت متحاشية النظر ليزيد خوفا من أن يكشف كذبها / اه ..... ما النهارده اخر يوم فقولنا مش هنغير الفرح علشان يوم يعني.

ولا ايه ؟

نظر يزيد لغرام نظرة محاولا تحري الصدق في حديثها ولكن لم يجده كما أنها لم تستطع النظر لعينيه ففهم هروبها وفضل تغيير الحوار ليتحسس ظهرها غامزا لها / سيبك منهم انتي وحشتيني .

أطلقت شهقة والتفتت معلقة  وهي تزجره بنظراتها / بس يا يزيد احنا مش في بيتنا .

_ بسيطة يا جميل خلصي اللي في ايدك بسرعة علشان نروح بتنا.

قال اخر جملته وغمز لها مغادرا المطبخ فاشتغلت وجنتيها خجلا لتكمل ما بدأته بشكل أسرع.

بينما يزيد اقترب من يزن ينظر له نظرات ساخرة من أعلاه لاسفله والاخير يجلس منتظر أن يطمئنه حتى سأله بنفاذ صبر / ايه يا عم ما تطمني عرفت حاجه ؟

أطلق يزيد ضحكة ساخرة وهو يقول / وعملي بتاع بنات ومخلص ويضحك عليك في يوم زي ده ....... ده طلعت الخبرة ملهاش لازمة .......... ولا ايه يا خبره!!

اشتعلت عيون يزن بعد أن فهم مقصد أخيه ليهب واقفا قائلا / طب ورحمة امي لتشوف الخبرة .

سحب يزن أخيه تجاه الباب ونادي على غرام قائلا / يا غرام جوزك مصمم يمشي دلوقتي........... احنا متشكرين اوي والله يا جماعة ......... مش عارف اقولكم ايه!؟

نظرت غرام تجاه زوجها باستفسار وتعجب ليسحبها يزيد مبتسما قاصدا زيادة الكيد لاخيه / يالا يا غرامي يالا يا قمري احنا ملناش غير بعض ..........

اصل احنا مش ناس خبرة زيكم !!

عقدت غرام حاجبيها ليسحبها زوجها وهو يغمز لاخيه 

بينما يزن يغلق الباب فور ولوج أخيه وزوجته ويقف متوعدا لخادعته بعيون يملؤها المطالبة بالثأر ومتشوقة للوصال.

.....................................

خرجت من المرحاض وهي تدندن ببعض الاغاني متوقعة وجود اختها بالغرفة .

أزاحت المنشفة عن وجهها وقبل أن تنطق باسم اختها وجدته متمدد على الفراش يستند بجذعه علي شباك الفراش مشبكا يده خلف رأسه .

فور أن رأها بالمئزر القطني وقد أظهر من مقدمة صدرها بسخاء أطلق صفيرا عاليا وهو يمعن النظر بها معبرا عن إعجابه الجم بجمالها الأخاذ .

لتشهق غزل وتضطرب انفاسها من أثر الصدمة محاولة لملمة طرفي المئزر وغلقه جيدا من الصدر بينما ابتسم يزن بخبث وهو يستقيم من مكانه قائلا/ خدي راحتك يا حبيبتي ، اعتبريني جوزك بالظبط.

ظلت صامته لا تعرف بماذا تنطق حتى تذكرت بالكاد اختها فحاولت التشبث باخر امل لها لتحاول مناداة اختها بصوت عالي لولا تحشرج صوتها جعله يخرج ضعيف / غررراااام

وصل يزن أمامها واستدار حولها كالصياد الذي يدور حول فريسته بغرض ارهابها قبل التهامها 

فحاول بث الذعر بها كما خدعته بالأمس 

ليقترب من أذنها وهو خلفها قائلا بصوت خافت / اختك وجوزها مشيوا ....... انا ....... وانتي ........ لوحدنا.

ظل يدور حولها وعيونها تتبعه وانفاسها تتلاحق تحاول التفكير في خلاص ولكنه أبدع في إسقاط اي فكرة خلاص لديها .

التف حولها مرة وهو يقول / أعتقد أن ظروفك انتهت .

كالذي فقدت النطق اماءت بالرفض ليقترب من أذنها بالخلف قائلا / هنعرف.

التف مرة أخرى وكأنه قرأ عيونها وفيما تفكر به حينما نظرت لباب الغرفة ليقول لها / الباب مقفول ....... والمفتاح شايله..... متحاوليش.

ابتلعت لعابها فقد أحكم قبضته عليها .

التف مرة أخرى وهو يتحسس بإصبعه على جسدها وبرغم وجود مئزرا يحول بين إصبعه وبشرتها الا انها كانت ترتعش اثر لمساته  قائلا لها بخفوت / حلو البرنس ....... ولونه لائق عليكي.

ثم اقترب من أذنها هامسا/  وسهل الفك ..... 

قبل أن تنطق ببنت كلمة باغتها بحمله لها لتطلق صرخة وتتحرك بعشوائية كمحاولة لانزال حالها بينما هو قد اطبق قبضته عليها لينظر بداخل عيونها قائلا/ ضحكتي عليا ليه امبارح.

اتسعت حدقتيها لاندهاشه بمعرفته بالأمر تحاول أن تنطق بكلمة ولكن خانتها الكلمات فلم تجد كلمة واحدة تبرر فعلتها سوى وصف حالها بصراحة تامة لتنطق قائلة / خوفت .

تنظر للاسفل بخجل من حالها ليعقد معها اتفاقا خبيثا / طب انا هنزلك دلوقتي......... بشرط متخافيش مني.

اومأت برأسها ليذهب تجاه الفراش ويحاول انزالها بخفة ورقة وعيونه تسافر بملامحها بينما هي شعرت بخجل شديد لتمتنع عن النظر إليه وكل التي شعرت به وهي تهبط على الفراش ولكن لحظة لم تهبط بمفردها بل شعرت بمن يعتليها لتنظر له وقبل أن تنطق قال هو باشتياق كامل / وعدتيني متخافيش مني .

لم تتذكر بعد هذه الجملة سوى بداية التقاطه لشفتيها لتسافر معه في عالمهم وقد بُددت كل احاسيس الخوف والقلق لتتبدل لإحساس بالسعادة والانتشاء وكأنها فراشة تحلق على جنان وانهار لا يوجد بها سواهم.

.................................................

  بعد عام ونصف مضى بحلوة ومره 

فبرغم تأصل الحب بين ابطالنا والتي وطدت بالمعاشرة والزواج إلا أن الأمر لا يخلو من بعض المشاحنات التي إذا امعنا النظر بها نجدها وكأنها هالة جاءت لتجديد طاقة الحب في اعتذار أو تودد 

في تنازل أو  تلطف

في مراعاة او تضحية 

فالحياة الزوجية لم ولن تكن ابدا مملوءة بالمرح والسعادة والحب لابد أن يتخللها القليل من الغضب والحنق واحيانا الخصام وربما الاحتداد بعض الشئ ولكن من المؤكد كل هذا يحدث في جو يسوده الاحترام 

فالاحترام في الخصام من شيم الكرام

كما انه من الضروري تواجد شعور الطمأنينة حتى ولو في خضم النزاع 

طمأنينة بأن نصفك الاخر سيتجاوز ولو قليل عن خطأك

طمأنينة بأن حب شطرك لك سيشفع لديك بتخطي ذنبك

طمأنينة بان المحب سيتقبل التودد من المحبوب دون احراجه

طمأنينة لكليهما مهما كان بينهم سيظل كلا منهم يلجأ للاخر  حين يشعر باحتياجه لاحد وهو مطمئن بعدم الخذلان.

فإذا شعرت بكل هذا تأكد انك احسنت الاختيار .

انجبت ماسة ( تالا ) ابنة جميلة تحمل ملامحها الجذابة وجمال روح والدها ويجتمع بها الحظ العسر التي ربما ورثته عن والدها ووالدتها فلم يكتمل لها نزهه منذ أن بدأت تدرك معنى اللعب فمرة تتعطل السيارة ومرة أخرى يفاجأوا بزيارة أحد الأصدقاء ومرة تمرض فيضطروا لتأجيل النزهه .

أما غرام وغزل واللاتي اوشكوا على وضع حملهن كانوا ومازالوا يتلذذوا بالاتفاق على يزيد ويزن برغم تراجع غرام في كثير من الأوقات والاشفاق على زوجها إلا أن غزل لم تتراجع ولو مرة واحدة وامامها كان يزن بالمرصاد ينتظر المقلب الجديد والذي كان بمثابة اللعبة الحماسية الذي ينتظرها بشوق والذي لم يتخيل حياته بدونه فمثله يعشق المغامرات لذلك جاءت من تجعله دائم التأهب

ليفكر كيف يكون الرد الحاسم والمقهر والذي بالمعتاد تنتهي المزحة باعتذاره والتودد الي غزل عندما تخسر الأخيرة جولتها فتصطنع الغضب والخصام .

أما ميار والتي واظبت على الذهاب للطبيب بعد إجراء عملية جراحية بسيطة بالرحم للعلاج من بطانة الرحم المهاجرة والتي طمأنتها الطبيبة بأن حالتها الان تسمح بالحمل وإذا اشاء الله سيحدث في أي وقت لتبدأ مع اختها في التجهيز لفرحها من شراء أجهزة وأدوات مائدة وملابس ومستحضرات تجميل وما شابه ذلك.

بدأن في انتقاء كل ما هو رائع وقيم فذوق ماجدة لا يضاهيه ذوق ولكن قد أرهقت معها ميار كثيرا فهي لم تقبل بإنصاف الحلول أما أن يعجبها ما تقتنيه وأما تعود سافرة اليدين بعد يوم طويل من البحث على ما تريده.

عادت ميار واختها من الخارج يلهثان من أثر ما يحملانه ليجدا نضال منتظرهم بالمنزل يشتعل غضبا من تصرفات هذه الحمقاء التي لا تتنازل عن أن تثبت قدرتها على تحملها للأمور الصعبة حتى لو قدم لها ايسر الحلول.

جلست ماجدة بجوار نضال تتلاحق انفاسها تنظر له قائلة من بين نهجانها / لفينا كتير اوي ، بس جبت حاجات حلوة ، بس طلع عنينا عقبال ما لاقينا اوبر يجي ياخدنا ، لا وايه مرضيش يدخل لحد البيت ، شيلت انا وميار الحاجة كلها ....

 انت ساكت ليه ؟

 اخ شكلك عايز تتفرج على الحاجة ،ثواني .

بدأت بفتح الحقيبة قائلة بسعادة وفخر / بص دول ملايات جمال جدا ، ويص دول كمان فوط روعة الصراحة خطفتني خطف كدة .

استني هوريك طقم كاسات تحفة بجد.

وقبل أن تمد يدها للحقيبة الأخرى كان هو امسك معصمها ساحبا إياها للخلف وبنظرة غضب ونبرة تعجب قال لها / وليه كل ده ؟ 

كان هيحصل ايه بدل ما تتصلي باوبر وتستنوا بالشارع وينزلكم بعيد عن البيت كنتوا اتصلتوا عليا .

إجابته بتلعثم من قلقها من مجرد نظرة عينيه قائلة / مانا ....خوفت ..... خوفت يعني تكون مشغول .

_ ما اكون مشغول ! مشكلتك فين ؟

هدر بها بحدة وبصوت أعلى قليلا واردف قائلا/ عليكي تبلغني بمشكلتك وانا عليا اوازن بينك وبين مشاكل شغلي بس الاكيد مش هوافق تتمرمطي بالمواصلات كدة ،

 يا ستي لو أنا مشغول اوي يعني وفي جريمة قتل ومش هسيبها كنت هبعتلك عسكري بعربيتي ياخدكم ،

 لكن تبهدلي نفسك وتبهدلي اختك ليه ؟

وكعادتها تنقلب للنقيض فور احتداد أحدا عليها حتى لو معه كل الحق لتجادله بالمنطق حتى لا تظهر ضعفها أو خسارتها فقالت معاندة / انت بتزعقلي ليه دلوقتي ؟

انا اتصرفت عادي علي فكرة والموضوع خلص محصلش مشكلة يعني ولا هي أول مرة أخرج وامشي بالمواصلات !!

ثم قولي كدة لما اشتغل وارجع شارية حاجات من برة للغدا هتصل بيك كل يوم توصلني بعد الشغل!؟

كاد أن يلين عند سؤالها الاستعطافي الذي بدأت به حوارها عن سبب نهره لها وكأنها ترسل له رسالة مبطنة بطريقة التعامل معها والتي تبعد عن الغضب ولكن حينما أكملت حوارها العدائي اشتعل الغضب به مرة أخرى لتتوقد عيونه محاولا التحكم بغضبه فاقترب برأسه منها مضيقا عيونه سائلا بنبرة تشككية ربما ما استمع له غير صحيح / هو اللي انا سمعته ده صح !؟ 

انتي ناوية تشتغلي بعد الجواز ؟

رمشت باهدابها من اقترابه المفزع هذا ومن نبرته التي تحمل تهديدا أكثر منها استفسارا لتبتلع لعابها بصعوبة وتحاول التماسك أمامه وعدم اظهار رعبها الذي كان واضحا عليها من خفقان قلبها ورائحة الادرنالين التي تفوح منها والتي طغت على عطرها لتنطق بثبات واهي / انا بقولك مثلا..............

ثم انا فعلا عايزة اشتغل بعد الجواز فين المشكلة ؟

رفع أحدي حاجبيه ولولا أن رأى الفزع يطل من عيونها ويشعر بارتجاف صوتها لكان تصرف بطريقة أخرى .

ولكن رؤيته لرهبتها تلك أعادت له هدوءه وربما نهر ذاته داخليا فأغلق عيونه الغاضبة تلك وسحب نفسا عميقا يهدأ به ثورته ثم فتحهم على مهل متحدثا بهدوء مخالف شعوره / يا ماجي يا حبيبتي أنا خايف عليكي ومحبكيش تتبهدلي ، وبالنسبة للشغل الموضوع محسوم اساسا علشان انا بغييير موووت عليكي

 ومعتقدتش أن كان من احلامك قبل كدة انك تشتغلي مكلمتنيش قبل كدة عن الموضوع ده ...

ايه اللي خلاكي تفكري فيه من اساسه دلوقتي؟

هدأت قليلا حينما غير نبرته الغاضبة ولكنها أرادت إثارة غيرته فقد اعجبها خوفه عليها وغيرته التي تعشق إثارتها من لحظة لأخرى لتستمتع منه كل كلمات الغزل والمداعبة فقالت بتعنغ / مانا كنت هكلمك علشان تتوسطلي اشتغل ، بصراحة فكرت فيها لاقتني هقعد زهقانة لوحدي فقولت اشتغل احسن.


جز على اسنانه للسيطرة على ذاته فهو في هذا الأمر تفكيره عتيق كما يقال ليحاول إعطاؤها كل الحلول التي تجعلها إزاحة تلك الفكرة عن مخيلتها فقال لها / حبيبتي انتي ممكن تيجي تقعدي مع مامتك وانا بالشغل

 أو عقبال ما تصحي من النوم براحتك تكون اختك رجعت من شغلها 

تقدري تزوريها وتقعدي براحتك لحد ما ارجع واخدك بنفسي ويا ستي اول ما هتخلفي أن شاء الله مش هتلحقي تروحي يمين ولا شمال اصلا .

لتكمل هي خطتها في إشعال لهيب الغيره غير عابئة بالنار المشتعلة بداخله من الأساس.

فتقول بإصرار / وفيها ايه لما اشتغل بس !؟

لم يرى بد من ترك هذا النقاش العقيم من وجهة نظره فلو استمر أكثر من هذا سيفقد السيطرة على ذاته فكل شئ يهون الا غيرته العمياء .

هب من مكانه منتفضا منهيا الحوار بجملة بعيدة كل البعد عن موضوع النقاش وكأنه لم يكن / لما تيجي تكملي شراء الحاجات بلغيني ابعتلك العسكري بالسواق ، سلام عليكم .

انصرف في طرفة عين مخلفا خلفه صوت صفقه للباب كتعبيرا عن انصرافة وغضبه.

انزعجت هي من تصرفه العصبي والذي لم ترى له مبرر لكل هذا الغضب.

لتذهب لغرفة اختها وهي تدبدب باقدامها وتدلف الغرفة بطريقة افزعت من كانت تتسطح علي الفراش لتريح جسدها قليلا لحين حضور چواد كما اوصاها بالهاتف عند علمه برجوعهم وما حدث معهم .

جلست بكل غضب بجوار اختها لتسألها الأخيرة عن حالتها فتحدثت عما حدث خاتمة حديثها بجملة / انا غيرت رأيي مش عايزة اتجوز .

تزامن نطقها لجملتها مع دلوف والدتها للغرفة فضربت على صدرها وقالت موبخة ابنتها / مش عايزة ايه ياختي ؟؟ 

مش عايزة تتجوزي بعد خطوبة سنة ونص ؟؟

مش عايزة تتجوزي والفرح كمان أسبوع ؟

هو اللي مشي ورزع الباب كان نضال ؟؟ انطقي يا بت هتشليني .

حاولت ميار تهدأة والدتها فقالت لها / اهدي بس يا ماما ماجي مش قصدها هي قالت كدة من نرفزتها مش اكتر 

لتهب الأخيرة واقفة مؤكدة على ما نطقت به / لا على فكرة انا اقصد اللي قولته واه مش عايزة اتجوز ده مش عايزني اشتغل .

أطلقت الام شهقة تبعتها بسبه بذيئة ثم قالت بعصبية / هو من امتى يا بت وانتي نفسك تشتغلي ؟؟ 

هو مش انتي اللي طول عمرك تقولي نفسي اتجوز واقعد في البيت ومش هشتغل !؟

ايه اللي غير رايك دلوقتي ولا هو عند والسلام ؟!

حقا هي تعرف انها لا تريد العمل ولا من ضمن أولوياتها من الأساس ولكن طريقة غضبه جعلتها تتمسك برأيها حتى لو خطأ هي نفسها لا تعرف سبب هذا ، كل ما تعرفه أن لديها رغبة عارمة أما في تأجيل الزفاف او إلغاؤه .

كادت أن تنقض عزة عليها لولا محاولة ميار في الحول بينهم لتقول عزة وقد فاض بها الكيل / لا انتي كدة جبتي أخري ، انا هبلغ والدك وهو يتصرف معاكي ، هو اصلا استغرب أن نضال مشي من غير ما يسلم اتاري الراجل مشي من حرقة دمه ماله حق الصراحة ربنا يكون في عونك يا شيخه.

أمسكت ميار بوالدتها محاولة أثناءها عن فكرة اخبار والدهم لتقول لها كمحاولة تهدأة / استهدي بالله يا ماما هي بس ماجي متوترة وخايفة ومش عارفه بتقول ايه فبتلطش مانتي عارفاها لما تتوتر بتتنرفز والسلام.

بصي قولي لبابا اختلف مع ماجي علي مشكلة المواصلات ومشي وانا ههدي ماجي .

دفعتها تجاه باب الغرفة بغرض إخراجها قبل أن يحتد الموقف مرة أخري قائلة بمزاح / يالا يا ست الكل روحي شوفي هتعملي كحك وبسكويت الفرح امتى ومتشغليش بالك كل حاجه ختم على خير.

فور  خروج عزة من الغرفة اوصدت ميار الغرفة عليهم لتلتفت ماجدة معطيا اختها ظهرها قائلة بعجرفة / متحاوليش يا ميرو انا سيبتك تهدي ماما بس لكن انا هبعتله اساسا أن كل شىء انتهى ويجي ياخد شبكته .

وضعت ميار كفيها حول كتفي ماجدة وإدارتها بلطف ناظرة لها بابتسامة مشرقة قائلة / مكنتش متخيلة انك بتخافي وتتوتري وتتكسفي زي البنات !!

وكأنها لمست السبب الحقيقي بداخلها لتتهرب بنظراتها قائلة بخفوت / ليه يعني مش بنت ولا ايه ؟ 

قرصتها ميار من وجنتيها قائلة بخبث ومكر محبب / وانتي بقى عارفه اللي هيحصل علشان كده خايفة منه ولا تحبي اعرفك !؟

اتسعت حدقتي ماجدة ناهرة ميار وكأنها اجرمت لتقول لها / بس يا ميرو عيب مبحبش اتكلم في الكلام ده اهزر اه لكن اكتر من كدة لا لو سمحت ثم أن نضال محترم مش زي اللي في بالك .

نظرت لها ميار باستنكار من حديثها مرددة كلمتها وهي تلوي شفتيها بسخرية  / محترم !! ومش زي اللي في بالي!!!

لا دانتي اللي مش في بالك خالص !؟ قال نضال محترم قال !!

ده چواد المحترم ميجيش في ربعه ، دانتي هتطلعي عينه.

لوحت ماجدة بيدها وكأن اختها تهذي لتستنشق الأخيرة ثم قالت / بصي علشان الحركة ده تستاهلي تتسابي علي عماكي مش هقولك اكتر من كدة .

ثم سحبتها لتجلسها علي الفراش كمحاولة لتهدأتها قائلة / خلينا في المهم انتي دلوقتي عصبية علشان توترك وهو كمان مش اقل منك توتر علي فكرة فكل واحد منكم مشدود ، ثم انك بصراحة نرفزتيه انا مش عارفه فيها ايه لما يخلي عربية تحت رجلك ؟

مش احسن من البهدلة اللي اتبهدلناها النهارده!؟

دانا لما بلغت چواد اضايق اوي وقالي متتحركيش وهعدي عليكي اخدك .

يا حبيبتي دانتي تفرحي أنه بيخاف عليكي.

_ مانا عارفة أنه بيخاف عليا بس انا كمان مش حابة أعطله علشان ميزهقش مني ، انا عارفه أنه عنده شغل كتير .

نطقت ماجدة بجملتها بطريقة أكثر راحة لتسألها اختها قائلة / طب مقولتلوش الكلمتين الحلوين دول ليه لازم تحدفي دبش!؟

_ لا مانا قولتله وهو قالي ملكيش دعوة اشغليني وانا هتصرف لو مشغول هبعتلك العسكري بالعربية .

اعترفت بكل سلاسة أنه كان معه كل الحق وكأنها تؤنب ذاتها لتعلق ميار قائلة / طب ما الراجل كويس اهو ايه اللي فتح موضوع الشغل ومتقوليليش فكرت انا عارفاكي كويس مش بتاعة شغل وبتحبي الانتخة !؟

تلعثمت أمام اختها وخفضت نظرها للاسفل خجلا من حالها ثم قالت بخفوت وتلعثم / ماهو....... يعني بصراحة........ كنت عايزة ..... كنت عايزة ازود غيرته شوية .

نطقت باخر جملتها دفعة واحدة لترفع ميار حاجبيها متعجبة من منطق اختها لتعلق ساخرة / يعني عايزة تزودي غيرته تقومي تفرسيه !؟

عرضتي عليه الموضوع مرة وشفتيه غيران وكان اصلا من خمس دقائق مضايق من عندك تقومي تزودي الطين بله!!

اهي غيرته طفحت عليكي ومشي زعلان مش زادت بس .

نطقت بقلة حيلة وهي تفرك باصبعها كالطفل الذي يريد ارشاده قائلة / طب هعمل ايه دلوقتي؟

مانا برضه مش عايزة أبين اني بصالحه انا عايزاه يصالحني وانا هتصالح على طول.

ابتسمت ميار وحركت رأسها بمعنى لا فائدة ثم قالت لها / بصي احنا نازلين بكرة تاني بس على بعد العصر كدة علشان اكون خلصت الشغل واريح شوية .

ثم همست قائلة / والله ام چواد صعبانه عليا كل يوم هي اللي بتعملنا الاكل  ربنا يديها الصحة.

المهم هتبعتيله رسالة دلوقتي تبلغيه أن بكرة هتخرجي تكملي حاجاتك وتحديد الميعاد وبس زي ما قالك يبقى انتي كدة مبتكسريش كلامه وفي نفس الوقت من غير ما تعتذري وتشوفيه بقى هيعمل ايه ؟

ابتسمت ماجدة والتمتعت عيونها بالشقاوة المحببة لها لتمسك هاتفها وترسل له رسالة تحتوي على موعد الانصراف فقط دون حتى ارسال اي جملة ترحيبية أو ختامية ( بكرة هكمل حاجتي وهخرج على ٤ بعد العصر ، أن شاء الله)

لتتفاجأ بالرد السريع وكأنه كان ينتظر رسالتها مرسلا رسالة غير واضحة المعالم ولكنها أشبه برسالتها القصيرة ( العربية هتكون عندك قبل الميعاد ، أن شاء الله) 

قطبت حاجبيها لتريها لميار قائلة / ايه معناه ده بقى !؟

تضحك ميار محاولة كتم ضحكتها بكفها ثم قالت / ما بصراحة يا ماجي انتي اسلوبك ناشف ده رسالة تبعتيها مفيش حمدالله على السلامه ، باي يا حبيبي ، اي حاجة من ده؟؟

وعلي العموم ده معناه أنه عندي .....  وزعله وحش ........ وانتي اللي حضرتي العفريت استحملي بقى .

اشتعلت عيون ماجدة بتحد وامأت رأسها قائلة / ماشي لما نشوف مين هيجيب آخره. ؟



معدن فضة 

لولي سامي

البارت ٤٥

غيرتي كالبركان الخامل وقد ساعدتي على إصهار حممه يا صغيرة

اذا فلتتحملي ابخرته وغازاته المنبثقة التي قد تحرق الاخضر واليابس إذا لم تتجنبيها .

ظل جالسا أمام شاشة الحاسوب بمكتبه بالجامعة شارد الذهن مشتت الفكر.

ينظر ويدقق في كل امرأة عاملة تغدو وتعود 

ليرى المحترمة ويتخيلها مثلها وبالرغم من هذا لم تسلم من أنظار مرضى الاخلاق والقلوب .

ويرى المتساهلة التي أخذت من العمل والزماله حجة لتقبلها وتجاوبها مع بعض الأفعال المشينة من قبل الآخرين .

لا ينكر خوفه من ارتداد بعض أفعاله إليه فهو يؤمن جيدا أن كل شىء سلف ودين 

ولكنه يبرر لحاله أنه لم يتجاوز حدوده الا مع من قبلت بل ودعته لذلك .

هو ليس ضد عمل المرأة ولم يكن يوما بهذا التعصب 

ولكن معها الأمر تغير تماما 

ولا يعرف سبب كل هذا التشدد لمجرد طرحها للفكرة .

حتى أنه لم يناقشها ولا يعرض اسباب رفضه غير كلمة واحدة عبرت عن كل مكنونات قلبه / الغيرة .

نعم هو يغير عليها حد الجنون ، كلما تخيل شخص آخر ينظر لها نظرات حيوانية يشيط غضبا 

فأقسم مرات عديدة لذاته أن لولا أن تعليمها ضرورة قصوى من أجلها وأجل أبناءه منها لكان له رأي اخر.

بل أنه حاول مرات عديدة النقل لكليتها ولكن محاولاته باءت بالفشل ليسلم للأمر الواقع ويكتفي بايصالها صباحا وبعد إنهاء يومها ومتابعة يومها تليفونيا .

ظل يستمع للأغنية ويتجاوب مع كلماتها ( يا حبيبي انا كلي حيرة ... ونار.... وغيرة وشوق اليك .

نفسي اهرب من عذابي نفسي ارتاح بين ايديك)

قطع شروده طرق علي باب مكتبه متماشي مع نغمات الأغنية التي يستمع إليها لينتبه ويرفع رأسه فيرى چواد يدلف لداخل المكتب متهمكا على حاله / يا عيني تصدق اتاثرت .

_ چواد !! 

نطق بها نضال متعجبا من زيارة چواد لمقر عمله فقلما ما يفعل الاخير ذلك ليضيق نضال عيونه وهو يدعوه ويشير له بالجلوس قائلا / تعالى اقعد ..... بالرغم أن مش بالعادة يعني شكل زيارتك مش بريئة .

ثم سخر من حاله متسائلا / تكونش متخانق مع ميار وجايلي اتوسطلك عند ماجي علشان تسامحك!!

ضحك متستهزأ بحاله وأكمل متهكما /  احب اقولك جيت للشخص الغلط في الوقت الغلط.

ابتسم چواد محركا رأسه يمينا ويسارا ثم قال / لا وانت الصادق انا جاي بواسطة من ميار علشان تصالح ماجي ، قولي بقى مالكم ؟؟

ميار بتقولي أن ماجي بتبعتلك وتحاول تكلمك وانت تقلان عليها والحنة بكرة .

قلب نضال عينيه وعلق قائلا / اسمها ماجدة يا چواد وبعد الجواز اسمها المدام.

اجابه چواد مبتسما / ماجدة يا سيدي مش موضوعنا.

طرق نضال على المكتب أمامه بغضبا محاولا كبت الوحش الثائر بداخله قائلا وهو ينتفض واقفا  / لا موضوعنا يا چواد .......

موضوعنا........ 

ظل يدور بالمكتب ذهابا وإيابا كالثور الهائج يتحدث بعصبية مفرطة / 

لما يبقى بغير عليها لو حد قال اسمها قدامي يبقى موضوعنا....

تخيل الهانم جاية قبل الفرح باسبوع بتفاجأني بقرار أنها هتشتغل قال ايه علشان تشغل وقتها ؟؟

بالرغم أنه مكنش في بالها اساسا موضوع الشغل ولا عمرها اتكلمت عنه .......

اخرج كل ما يجوب بصدره بشكل عصبي وكأنه كان ينتظر من يسمح له بذلك .

ظل صدره يعلو ويهبط دليلا على نهجانه من أثر حدة الحديث.

تركه چواد يخرج ما يشعر به ليحاول تهداته قائلا / طب ممكن تهدى وتفكر معايا بالعقل .

امسك نضال رأسه وكأنه يمنع عقله من  الذهاب معلقا بتيهه / انا مبقاش فيا عقل يا جواد .....

اكمل محللا ذاته / نا مش عارف؟؟

انا عمري ما كنت كدة !!

عمري ما فكرت اساسا إذا كانت مراتي هتشتغل ولا لا !!

ولا كان من شروطي موضوع عدم عملها ده!!

انا عمري ما كنت فاكر نفسي غيور للدرجة ده يا چواد  !!

معرفش في ايه ..... معرفش .

_ علشان بتحب بجد ..... بتحب وعمرك ما تخيلت نفسك تحب ......

علشان كده عمرك ما كنت تتخيل انك غيور كدة .....

ولا عمرك فكرت في مواصفات الست اللي هتحبها أو تتجوزها اذا كانت طموحة وعايزة تشتغل ولا لا.

علل چواد سبب حالة نضال ليكمل قائلا/ ده غير اللي كنت بتعمله مع البنات قبل ما تعرفها وخايف يتردلك....

بالرغم انك عارف ان ماج.... ماجدة محترمة جدا ومبتسمحش باي تجاوز ويمكن ده اللي شادك ليها.

معلش يا صاحبي انا لازم اكون صريح معاك.

حاول نضال التبرير لذاته مرة أخرى قائلا/ انا عمري ما فرضت نفسي علي بنت ......

انت نفسك عارف انهم هما اللي كانوا بيجروا ورايا .....

واكيد مفيش واحدة محترمة هتعمل كدة .......

_ اه بس ده مش مبرر للغلط.......

انت عارف انك غلطت فمتحاولش تنكر ده .......

ومتحاولش كمان تطلع غضبك وخوفك عليها.

واجهه چواد بحقيقة خوفه ليستطرد حواره مكملا / ثم تعالى هنا من امتى وانت ضد عمل المرأة .............

وكمان مانا قدامك اهو ميار بتشتغل ..........

وانا واثق فيها جدا هل كدة مش بغير عليها ؟ 

جلس نضال بالمقعد المواجه لجواد معلقا على حديثه وهو يلوح بيده قائلا / انا مش ضد عمل المرأة يا سيدي..........

متودنيش في داهية ....

انا بس مش متخيلها تبقي في شغل وتكلم فلان وعلان ولو على سبيل حوار عمل ......

أو حد يحاول مجرد المحاولة أنه يستظرف عليها ....

حاسس ساعتها اني هرتكب جريمة ...

ثم إن ده مش قلة ثقة فيها بس انعدام ثقة بالمحيطين ....

انت محترم يا چواد ومتعرفش الاشكال ****** بتفكر ازاي .

وهي حلوة ...... حلوة اوي بصراحة..... 

اسكت يا چواد اسكت الله لا يسيئك.

ابتسم چواد على حال صديقه ليحاول الوصول لحل لهذه المعضلة / طب ايه هتفضل زعلان منها وانا شايفها بصراحة مغلطتش ده .......

ده غير أنها بتحاول تصالحك كل شوية.

احتدت ملامح نضال مرة أخرى ليقول / مغلطتش !!!

يعني لما اقعد اتحايل عليها اوصلها واجبها وارحمها من المواصلات وقرفها وهي تصمم تبهدل نفسها وتروح وتيجي مواصلات يبقى مغلطتش.

أغلق چواد عيونه ثم فتحهم معلقا / ميار قالتلي فعلا على الموضوع وبصراحة أنا كمان يوميها اضايقت  ......

بس كمان متنكرش أنها عرفت غلطها وبتبلغك كل يوم......

وانت يا جبار بتبعتلها العربية بالعسكري ومش بترد علي رسايلها .

طب يا عم الغيور مبتغيرش وانت بتبعت العسكري .

انتفض نضال صائحا / يقدر يبصلها دانا كنت خزقت عينه .

انا ببعت العسكري وعارف انها مش لوحدها وميار وماسه معاها.

نظر نضال لچواد مضيقا عيونه بتشكك / قولي الحقيقة يا چواد هي اشتكت منه في حاجة؟ ..........

قولي لو بصلها بس  والله لاطلع عينه ......

ربت چواد علي كتفه مهدأ اياه / أهدى يا عم هتشيلني ذنب راجل ليه ؟ 

ولا اشتكت ولا الراجل عمل حاجه انا بس بقولك خف علي البنت شوية وراعي أنها في اسبوع الفرح واعصابها مشدودة ومتوترة .

لوح نضال بيده بعدم تصديق قائلا / مشدودة ومتوترة ايه ؟

ده ماجدة يا عم مش ميار .

ابتسم چواد مؤكدا حديثه / لا متوترة واوي كمان .....

ميار بتقولي أنها بتمثل دور القوية بس الدموع ماليه عنيها...

خف عليها يا نضال البنت مش قدك .

رق قلب نضال واختلجت روحه فلم يتصور أنها ستتأثر بخصامه لهذا الحد.

تخيل أنها صلبة كما عهدها دائما لدرجة عدم تأثرها ولكن اتضح أنه كان مخطئ وعلق ساخرا / مادام مش قد العفريت بتحضره ليه .

استقام چواد عندما استشعر ليونة حديث صديقه معلقا وهو بجوار باب المكتب / معلش يا عم العفريت خليها عليك المرة دي .

ابتسم نضال لجواد وفهم الآخر نظراته ليهم خارجا من المكتب ويعتدل نضال ممسكا بهاتفه مرسلا رسالة محتفظا فيها بعزة نفسه / ميعاد الكوافير امتى علشان اجي اوديكي ؟

لتجيبه بعد لحظات وكأنها تنتظر رسالة واحدة منه / كتر خيرك تقدر تبعت العسكري على الساعة ١١ قبل الظهر.

حاول تبرير اختفاءه الفترة السابقة دون التطرق للموضوع مرة أخرى فقد أجل المناقشة فيه ربما أصبح اهدأ فيما بعد فدون رسالة يعتذر على استحياء دون اعتذار / علي فكرة الاسبوع ده كان دمار .............

الشغل كان كتير جدا ومكنتش فاضي اهرش ........

وقولت اخلص كل اللي ورايا علشان اخد اجازة الفرح وانا مخلص شغلي ومطمن أنهم مش هيستدعوني لاي سبب.

إجابته إجابة مختصرة لم ينتظرها / ربنا يعينك.

قطب جبينه فقد خذلته اجابتها ليحاول تغيير مجري الحديث وفتح احاديث اخرى ودون معلقا / بتعملي ايه دلوقتي ؟

جاء الرد قولا وفعلا فأرسلت رسالتها التي دونت بها / بنام تصبح على خير.

وأغلقت التطبيق وربما الهاتف كله ليصعق من رد فعلها فتمتم ساخرا / هي ده اللي متوترة ومشدودة يا چواد!! 

ده مشدودة عليا انا .

ثم تمتم متوعدا / ماشي يا ماجي ورحمة امي ليطلع عليكي كل ده بعد بكره.

وعلي ذكر ليلة زفافهم أراح ظهره للخلف ورفع قدميه أعلى مكتبه وارجع رأسه للخلف مغلقا عيونه ومطلقا لخياله العنان لما سيتم بليلة الزفاف ليبتسم تلقائيا كلما تخيلها اخيرا بين ذراعه وملك يمينه.

...........................

بالجهة المقابلة التفتت ميار بجسدها ناحية ماجدة فقد اتفقت مع جواد أنها ستبيت ليلتها مع اختها لتعد معها اخر الاشياء بليلة الحنة وسألتها / مين كان بيبعت رسائل وانتي بتردي عليه ؟؟

نظرت ماجدة لميار وأغلقت الأغنية التي كانت تستمع لها بعد رسائل نضال ( لا ده فاته لاصاله ) وقالت بملامح واجمة / ده نضال ........

البيه بيبررلي عدم وجوده أو اتصاله الفترة اللي فاتت .....

وعايز يقولي أنه مكنش زعلان قال ايه لا كان مشغول البيه  ...... 

عرفت ميار أن چواد تحدث مع نضال كما اتفقت هي مع زوجها من أجل تهدأة الحال بينهم .

حاولت ميار الوقوف بصف نضال ربما هدأت ثورة اختها فقالت / طب ما يمكن حقيقي يا ماجي.....

والراجل مسحول .........

وخاصة علشان هياخد اجازة جواز .

رفعت راسها رافضة تحليل ميار ومصدقة حدسها / لا ......

قلبي بيقولي غير كدة ........

وخاصة اللي حصل ده بعد خناقنا .

ثم التفتت ماجدة لأختها مكملة / ثم تعالي هنا ......

ما كان بيرد علي رسايلي لما بقوله انا نازلة.......

أطلقت صوت معبرا عن تهكمها ثم أكملت / ويكتبلي جملة من كتر تكرارها حسيت أنه بيحطها كابي (العسكري هيجيلك بالعربية ).

ده كان زعلان البيه .......

بالرغم المفروض أن انا اللي ازعل ......

وبالرغم من كدة سمعت كلامك وبعتله بس هو اللي عندي.

ربتت ميار علي اختها بحنان معلقة / وخلاص بعت واتكلم واعتذر كمان .

رفعت ماجدة رأسها بشموخ ورفض / لسة معتذرش اعتذار صريح ......

مش انا اللي يزعلها ويرجع يتكلم عادي وكأن مفيش حاجه حصلت.

_ وبعدين يا ماجي ده الفرح بعد بكره ومش عايزين نكد.

تسطحت ماجدة متوعدة / ومين قال إني هنكد انا هعمل زي ما قولتي هستمتع واهيص كمان ......

لكن هو مفيش كلام الا لما يعتذرلي صريحة ويبوس راسي كمان.

تسطحت ميار بدورها وهي تكتم ضحكتها وتمتم قائلة بصوت مسموع لماجدة / من ناحية هيبوس فهو هيبوس بس ابقى لاحقي بقى.

ضربت ماجدة اختها على كتفها مزمجرة بها / بس يا قليلة الادب مش قصدي بوس قليل الادب قصدي بوس على راسي .

ضحكت ميار ساخرة وربتت قائلة / نامي يا ماجي نامي .

.........................

عاد نضال الي منزله بوقت متأخر من العمل فمنذ بداية التجديد بالشقة تعود أن يعود متأخرا حتى يتسنى للعمال إنهاء التجديدات ليتابعهم بنهاية اليوم ويملى طلباته قبل انصرافهم.

ومؤخرا بعد أن تم فرش الاثاث الجديد وتهيأة غرفة النوم لاستقبال العروس منذ يومين تم اغلاق غرفة النوم والاحتفاظ بمفتاحها لدى أهل العروس وكأنها سر حربي لا يجوز له أن يطلع عليه .

اخذ يسخر فور دلوفه للشقة وجلوسه على المقعد الجديد هامسا لذاته / والله كتر خيرهم أنهم سابولي مفتاح الشقة والا كان زماني بايت في الشارع .

امسك ظهره وهو يتذكر أنه حان ميعاد نومه وينظر الأريكة شزرا موجهها حديثه إليها كأنها انسان ينتبه اليه  / طب بذمتك مش خايفين على مستقبل بنتهم .............

انا بقالي اسبوع كامل ببات عليكي ...........

انا ظهري اتقطم وربنا ............

يعني كنت هاكل من السرير حتة ...........

ربنا يستر ومتطلبش اشيلها يوم الدخلة زي مرات يزن .

وعند تذكره لواقعة يزن اتسعت حدقتبه وابتلع لعابه قائلا / يا وقعة سودة يعني ابقى نضال باشا واجي قدام العالم ده كله وأمسك ظهري في موقف زي ده!!

حرك رأسه رافضا ثم استقام وسحب الأغطية التي تركت له وإزاح المنضدة قليلا تجاه الأريكة ثم افترش الأغطية أرضا مقنعا ذاته / انام النهارده علي الارض علشان تعدل ظهري شوية وبكرة كدة كدة هنام عند چواد احسن ما اتفضح.

تسطح أرضا ووضع ذراعه خلف رأسه يفكر في من سلبت فؤاده وفعل من أجلها الافاعيل وتحمل ما لا يتوقع أن يتحمله من قبل.

لينظر تجاه باب غرفة النوم وابتسامة حالمة يهنئ ذاته على اقتراب موعد الوصال ولسان حاله يقول 

ياه من خطفتي لب فؤادي

وأصبح قلبي متيما

فقدت في عشقك التدبير 

ليصبح عقلي خاويا 

صبرا فقد لاح الوصال 

لاروي عشقا قد ظمأ

حسبي بعد الوصل أُسدى

ويعود رشدي وانعمَ 

........................................

منذ دراسته بكلية الشرطة وهو يستيقظ منذ بزوغ الشمس مع زقزقة العصافير وكأن صوتها ناقور يصدح في أذنه تململ علي الفراش الذي أعده علي الارض عند تهيأه لاستماع صوت رنين جرس الباب .

لم يعطي اهتماما بالبداية فأعتقد أنه وهما أو شخص ما عند الجيران فتقلب للجهة الأخرى يكمل نومه ولكن إعادة صدوح الرنين مرة أخرى لوقت أطول مصاحبا لبعض الطرق على الباب جعله يقطب جبينه ويفتح عينه ثم مد يده يمسك بهاتفه الذي على المنضدة بجواره ليرى أن الساعة الرابعة قبل الفجر .

لم يأخذ وقت للتفكير فقد اعتبر من يطرق علي الباب مخطئ وسيتركه لحين الإنتباه لذلك وعاد للنوم مجددا فهو ليس لديه وقت لمعرفة الطارق فجسده يحتاج لكل الوقت للراحة ولكن حين استمع من ينادي باسمه وبنبرة يعرفها جيدا اعتدل سريعا وهندم من نفسه واتجه سريعا للباب يفتحه باندهاش تام ليرى چواد أمامه إذا ما استمع إليه لم يكن وهما ففرك عينيه وافسح له المجال قائلا بتعجب / چواد .......

ادخل .........

ايه اللي جابك دلوقتي.........

لم يخطو چواد خطوة واحدة بل أشار له قائلا/ لا انا مش هدخل انت اللي هتغير هدومك وهتيجي معايا علشان ام محمد وميار وماسة تحت بالعربية قولتلهم هصحيك وهاخدك وبعدين يطلعوا هما.

أنزوى ما بين حاجبيه متسائلا بعينيه ولسانه سائلا بلهجة حزينة اقرب للبكاء/ ليه ؟

انا ملحقتش انام ........

ابتسم چواد محاولا اخفاء ضحكته قائلا/ معلش بقى يا عريس هتيجي عندي تنام وتاخد راحتك علشان هما كمان هيظبطوا اخر حاجه بالشقة ويقفلوها علشان وراهم حاجات كتير لسه ......

_ يالا ادخل غير وهات كل حاجتك ومتنساش البدلة علشان مش هترجع تاني الشقة غير بكرة بعروستك أن شاء الله.

هنزل استناك معاهم تحت علشان الدنيا لسه ضلمة ومينفعش اسيبهم لوحدهم .......

يالا متتأخرش..

أطلق فاجعته وانصرف ليترك خلفه شخص مذبهل متسع العينين لا يدرك ما طُلب منه .

أحقا سينصرف الآن ويجمع كل متعلقاته !!؟

الم يكمل نومه وأحلامه التي كان ينعم بها !!؟

أغلق الباب وتوجه لتجميع متعلقاته ثم تذكر اخر حوار مع ماجدة لم تذكر به شئ من هذا القبيل .....

لماذا لم تخبره بحضورهم قبل الفجر ليستعد !!؟

أكانت تقصد مفاجأته ام تكديره !!؟

لم يريد أن يظلمها بظنه السئ ربما حاولت الاتصال به وهو نائم ، أو ارسلت رساله تخبره فيها عن خططهم .

ليتوجه حيث هاتفه يفتحه ويبحث عن أي اتصال او رسالة ولكنه لم يجد شئ ليكاد أن يخرج دخانا من أنفه ويزيد من رصيدها لديه فيكمل سلسلة توعده لها ثم يخرج ويغلق الباب خلفه ويهبط يسلم على حماته ثم ميار وماسه مسلما المفتاح لحماته ثم اوقف ميار قبل صعودها خلف والدتها وماسة سائلا إياها / ثواني يا ماسة لو سمحت هي ماجي ليه مبلغتنيش علشان استعد يعني واكون مجهز حالي بدل ما انتوا تستنوا بالشارع كتير !؟

رمشت ميار لاهدابها تنظر لچواد طالبه إنقاذها من الموقف ليتدخل چواد قائلا/ اكيد ميار متعرفش إذا كانت ماجدة بلغتك ولا لا ده حاجه بينكم يا نضال .

ثم وجه حديثه لزوجته / يالا يا ميار اطلعي خلصوا اللي وراكم وقبل ما تخلصوا ا اتصلوا عليا اجي أخدكم.

كالذي انتظرت خلاصها لتنطلق علي الدرج محاولة الاختفاء من أمام ذلك المشتعل داخليا .

فور انصرافها استدار نضال يضيق عيونه لچواد قائلا / ايه ؟؟

حبيت تنفذها يا رميو.

قلب چواد عيونه محاولا اخفاء ابتسامته ثم نظر لنضال وهو يربت على كتفه / كبر دماغك يا عريس ويالا علشان تلحق تريح قبل سحلة الحنة والفرح .

ثم وكزه بكوعه يكمل حديثه الخبيث وبغمزة عين قال /  عايزينك ترفع راسنا ورأس الداخلية كلها ولا ايه ؟

نظر له نضال باستياء وتقدم من السيارة واستقل المقعد الأمامي ليحرك چواد رأسه ويستقل بمعقد السائق منطلقا الي شقته التي فور وصول نضال بها توجه مسرعا الي الغرفة الذي أشار له چواد بها مستلما الفراش بكل بهجة واشتياق .

بمنزل العريس أنهوا كل شىء فى غضون ساعات قليلة فلم يتطلب منهم الأمر سوى خمس ساعات ليتصلوا بجواد الذي حضر لهم ليقيلهم ثانية الي منزل العروس ثم يعود لصديقه لتجهيزه والوقوف على استعدادات الحنة .

دخلوا بكل سرور وابتهاج مطلقين الزغاريد لتستيقظ ماجدة على صوتهم ووجهها يملؤه السعادة .

اعتدلت بجلستها علي الفراش تستقبل تهنئتهم وقبولاتهم لتسحبها ميار قائلة / يالا يا عروسة علشان تلحقي تاخدي شاور وتروحي الكوافير .

تمطعت ماجدة بكسل ظاهرة محاولة اخفاء حماسها / هي الساعة كام دلوقتي؟؟

اجابتها ماسة التي كانت تعد ملابسها التي سترتديها / الساعة عشرة ونص يا جميل يعني يا دوب تاخدي شاور وتفطري عقبال ما اصحي محمد علشان يوصلنا للكوافير.

ثم وجهت نظرها لميار تكمل حديثها قائلة/ عارفه يا ميرو لولا چواد انقذ محمد من مشوار الصبح كان هيفضل مكشر طول اليوم ومزاجه مش تمام علشان ماخدتش نومته.

اجابتها ميار بابتسامة/ أيوة عارفه اخويا وكمان بصراحة ده كان اقتراح چواد علشان نضال صاحبه وهو اللي هيصحيه لكن محمد كان هيتكسف أو هيكون موقفه حساس شوية ، ده غير أن چواد شاف يعمل معايا المشوار ده ومحمد باقي مشاوير اليوم .

اخذت ماجدة تدير رأسها بينهم تحاول أن تفهم ما يتحدثون عنه حتى أدركت عن ماذا يتحدثون فشهقت لتنجذب إليها كل الأنظار سائلة بشغف / هو انتوا رحتوا شقة نضال ؟

التفتت لها ميار معاتبة تقول / اه اسكتي يا ماجي حطتينا في موقف وحش اوي مش انا قولتلك بلغيه أننا هتكون عنده من الفجر!؟؟

حركت ماجدة رأسها بالنفي وعليها ملامح الذعر وهي تقول/ لا انتي قولتي هتروحوامن اربعه علشان تلحق ا تخلصوا بدري وتقدروا تيجوا معايا.......

وقفت كلامها حين فهمت مغزى الجملة لتكملها ميار سائلة ومجيبة ومفسرة بنفس الوقت / ها نيجي معاكي فين ؟؟

الكوافير  ....

يعني اكيد أربعة الفجر مش أربعة العصر ........

وضعت ماجدة يدها على شفتيها من أثر الصدمة قائلة بتييه/ انا...... انا مفهمتش كدة .....

انا ..قولت هبلغه وهو بيوصلني للكوافير على اعتبار انكوا هتروحوا بعد ما هو يروح يستعد عند چواد .

نطقت ماسة موضحة الموقف / اسكتي يا ماجي ده نازل مبهدل خالص وعينه كلها نوم ...

وبرضه كان باين عليه متنرفز جدا ....

ربنا يكون في عونك بقى النهارده ميطلعهوش عليكي .

فور تصورها لهيئته المبعثرة وهو يحمل متعلقاته كالمهاجرين وعيونه تتقد غضبا ضحكت بملئ فمها بشماته صريحة قائلة من بين شهقاتها الضاحكة / مش متخيلة منظره ......

وهو نازل زي المهاجرين .......

لتعلق ميار وهو تبتسم / طب يا اختي ابقى ورينا هتعملي ايه لما يسالك مقولتلوش ليه ؟

دانا وقفت تنحت لما سألني لولا چواد انقذني مكنتش عارفه أقوله ايه!!؟

بدأت تستعد لليلتها وهم يتسامرون حول ما تم بهذا الموقف وما فعلوه بالشقة وما وجدوا له من آثار حتى جاء موعد ذهابها لمركز التجميل .

.........................

كان يغط في نوم عميق ينعم بحلم رائع بين أحضانها يغرقها بقبلاته العذبه وهي تتجاوب معه بكل اشتياق .

حتى انتفض على صدوح رنين منبه هاتفه يذكره بموعد اقالها لمركز التجميل فيمسح على وجهه متمتما / هو ليه كل حاجتك بتيجي في الوقت الغلط ؟؟

وقعة سودة ليكون هو ده الجواز مفيش حاجه حلوة فيه بتكمل.

جز على اسنانه ممسكا بهاتفه يجري اتصالا بها لتجيب عنه بكل برود وعنجهية / نعم .

استاء من طريقة اجابتها عليه وعلم أنها مازالت غاضبة ليجيب بكبرياء اعتاده / اجهزي نص ساعة واعدي عليكي .

_ حاضر .

إجابته بخنوع لم يعتاده منها توجس خيفة من خنوعها وانهي المكالمة ليستعد .

بالجهة الأخرى اغلقت الهاتف وانطلقت ضحكتها وضحكات من يجاورها لتتوعد له بالبرودة التام قائلة / ولسه .....

علشان يبقى يسيبني البيه اسبوع بحاله ويعمل نفسه زعلان.

لم تكتمل النصف ساعة وقد هبط من البناية المواجهه لهم والتي بها شقة چواد وقد استعار سيارته ثم هاتفها ليخبرها أنه بانتظارها بالاسفل .

استقلت بجواره السيارة كلا منهم يحمل سيل من الكلمات والمعاتبة 

كلا منهم يدور بذهنه حوار كامل بين اتهامات واعتذارات دون أن يتفوه لسانهم بكلمة

فقد آثر كل طرف على الصمت وكانهم اتفقا على ذلك.

حتى وصلا الي المركز وقبل أن تهبط امسك بمعصمها سائلا / مبلغتنيش ليه أن مامتك واختك جايين من الفجر ؟

حركت كتفها بلا مبالاه تخبره بكل بساطة أنها أدركت خطأ فقالت / هما قالوا الساعة أربعة محددوش امتى بالظبط كنت فاكرة العصر فكنت هقولك وانت بتوصلني.......

وكمان انا كنت مخنوقة فمركزتش ......

هكذا بكل بساطة سردت له أسبابها وشعورها معا وهو متاكد انها لم ولن تكذب عليه......

ليظل ينظر لها يملي عيونه من ملامحها فقد اشتاق اليها كثيرا منذ خاصمها ولم يراها .

اخذ يتشرب من جمالها بينما هي بدأ الخجل يتسرب اليها واحمرار وجنتيها من تحديقه بها فابتلعت لعابها بصعوبة سائلا باستحياء / انت....... انت بتبصلي كدة ليه؟

لم بجيبها سوى بكلمة واحدة بصوت عذب وخافت يحمل من الاشواق جبال / وحشتيني ....

رمشت باهدابها تنظر للاسفل لتنطق بما لا تريد أن تنطق به / مش انت ...... اللي كنت زعلان.

نطقت بالمعاتبة التي واعدت نفسها كثيرا بعدم التحدث فيها ومعاملته بكل برود ليمسك هو كفها ويقربه من فمه يلثمه بكل رقة ويردد من بين قبلاته / بحبك ..... بحبك اوي يا ماجي.....

بحبك وبغير عليكي جدا.

بين كل جملة والاخرين سيل من القبلات التي اذابتها فلم تستطع سحب كفها أو الرد عليه لتغلق عيونها تغوص في عالم من المشاعر والأحاسيس لم تجربها من قبل .

كاد أن يلتقط شفتيها لولا الطرق على نافذة السيارة التي إعادته لأرض الواقع فانتبه لحاله كما انتبهت هي وسحبت كفها بسرعة .

يجز هو على اسنانه ينظر لمحمد ويزجر له الذي طرق علي نافذته بينما الآخر يشبك يده قائلا / لسه بكرة يا خفيف متستعجلش .

كتمت ضحكتها لتهبط بخجل لم تستطيع رفع عيونها بوجه أخيها لتنقذها ميار وتسحبها لداخل المركز بينما نضال هبط يحدث محمد من بين أسنانه / شكرا للمعلومة وغلي العموم مفرقتش النهارده من بكرة .

ابتسم محمد بخبث وشماته كانه عدوه اللدود قائلا بهدوء وكيد / عندي تفرق كتير .

ثم اقترب من أذنه يحذره / عيني هتبقى عليك طول الحنة ..

عدي ليلتك علشان النهارده وبكرة انا مش طايقك اصلا......

رفع نضال حاجبيه لهذا العداء الغير مبرر ولكنة ابتلع حديثه واجابه موضحا أنها بالنهاية له / هانت ...... كلها بكرة أن شاء الله وتبقى في بيتي...

جز محمد علي أسنانه فقد شعر بالغيرة الشديدة منه خاصة عند رؤيته قريب لهذه الدرجة من أخته نظر له شزرا ثم توجه لسيارته وانطلق عائدا لحين العوده لجلب العروس واخته وزوجته.

........................................

حل المساء وتجهز بزينته الشبابية التي أضافت الي وسامته قدر اخر فأصبح يخطف الأنفاس .

صمم على ارتداء قميص ابيض به  شريط رفيع باللون الرمادي وبنطال رمادي اقرب للفضي حتى يتناسب مع لون فستانها الفضي وأصر على ارتداء نظاره لإكمال عنوان الوسامة والشياكة .

انتهى من اعداد حاله ليستمع الي صفير عالي يأتي من خلفه ليلتفت فيرى يزن من أطلق الصفير تعبيرا على اعجابة بذوقه الرفيع احتضنه مباركا له كما احتضن يزيد الذي ربت على ظهره 

قدم لهم چواد بعض المشروبات التي أعدتها والدته قبل الذهاب لمنزل العروس لتظل بجوار عزة تساعدها في يوم حنة ابنتها  ثم بدأت الشباب يشعلون الشقة ببعض الاغاني والرقص ولا يسلم الأمر من بعض التراشق بالايحاءات المبطنة لحين وصول العروس .

انتبها جميعهم على صوت ارتفاع مكبر الصوت معلنا عن قدوم العروس وبدأت الموسيقى تعزف لحنا مناسب لحضورها.

هندم نضال حاله واستعد للهبوط لولا تجمع الشباب عليه ومنعه قليلا حتى نجح في الإفلات من أيديهم .

فور ظهورها علي الساحة توجهت إليه الأنظار والأضواء مطلقين صفيرا وتصفيقا عاليا فانتبهت ماجدة التي كانت تجلس على مقعدها لا تعلم ما كل هذا الخجل التي تشعر به كانت تظن أنها ستشعل الفرح رقصا ولكنها الان تريد أن تختبئ من أنظار هؤلاء .

لا تعرف عن نفسها هذا الكم من الحياء والكسوف لطالما تعودت أنها لم تخجل مادامت لم تفعل شئ خاطئ ولكنها لم تجرب أن ينصب عليها هذا الكم من الأنظار ويحسبون عليها كل هفوة وحركة لتقرر عدم التحرك حتى التفتت لترى الي اي شئ توجهت الأنظار عنها .

فرأته وتغزلت به في نفسها ، شعرت بالشموخ والفخر بمجرد ارتباطها بهذا الوسيم الذي خطف انفاسها قبل انظارها .

نظرت له تتأمل كل جزء به......

الهذا الحد وسيم وجذاب !؟

الهذا الحد له هيبة وطلة تخطف الألباب !؟

الهذا الحد سحره طاغي يلغي حتى وجود الاحباب !؟

بادلها النظرات وهو يقترب منها يشرأب بين الجموع ليراها دائما ويسافر على ملامحها 

يحمد ربه علي هذه النعمة ويتمنى عدم زوالها.

كاد أن يصل إليها بعد خطوتين ليجد صف من الشباب التف حوله مانعين اياه من التقدم خطوة واحدة وبالتالي التفت الفتيات حول ماجدة بعد أن سحباها لساحة الرقص وبدأ الحفل بين شد وجذب ومحاولة الوصول إليها وحتى إن وصل لم يستقر معها عشر دقائق على الأكثر وتأتي الشباب الذي لعنهم الف مرة حتى الآن باجتذابه للرقص وسطهم  .

وفجأة بدأت تتجمع الأنظار والعيون تجاه التي اقتحمت دائرة الشباب ليقف البعض مصعوق مما يراه والبعض الآخر يعلو تصفيقه وصفيره حيال هذه التي جذبت انتباه الجميع بملابسها الفاضحة وتمايلها الزائد علي نضال .

لتصعق ماجدة ويحمى وجهها غضبا وتخبر غزل بشئ لتستجيب لها غزل وتنفذ مطلبها التي كانت هي الاخرى تستشيط غيظا من زوجها الذي كان في أوج فرحه وهو يصفق ويصفر لهذه الشمطاء ويشجعها لتزيد من رقصها ودلالها .

حتى انتبه نضال ويزن لما بدأت ماجدة وغزل على فعله 

ف..............

تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع