القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية معدن فضة الفصل الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)

 

رواية معدن فضة الفصل الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون  بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)



رواية معدن فضة الفصل الحادي والثلاثون والثاني والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون  بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)


البارت ٣١

#معدن_فضة

#لولي_سامي

في الصباح بمنزل حسن استيقظ علي طرق قوي على باب شقته.

 استيقظ على أثره كل من بالمنزل ليعتدل حسن من نومه قائلا بصوت ناعس وهو يتجه نحو الباب / هو من ساعة ما ميار ما مشيت والباب كل من هب ودب بيخبط عليه بشكل يخض كدة،

 ربنا يستر انا استويت.


فور أن فتح الباب وجد من يلقنه لكمة قوية ليجد نفسه ملقى أرضا وكأنها أصبحت عادة .

امسك حسن بفكيه رافعا رأسه ينظر من الضارب اليوم ليجد ضابطان شرطة وخلفهم عساكر.

جحظت عيناه مع لحظة وصول انوار وغادة ليطرقا علي صدرهم ويصرخون ليفزع بهم ضابط الشرطة فتضع كلا منهم يدها على فمها ثم وجه الضابط حديثة لحسن قائلا / انت المدعو حسن ؟

كان حسن مازال ملقى أرضا ممسكا بفكيه يتأوه من الالم قائلا بصوت خافض / انت بتضرب الاول وبعدين تسال؟

أعتقد الضابط أن تأوهه هذا اجابة علي سؤاله ليعطي أوامره للعساكر قائلا / هاتوه.

لتضرب انوار وغادة على صدورهم قائلين بصراخ / عملت ايه يا حسن؟؟

لتكون ميار ماتت يا حسن!؟

ظلوا يصرخون خلفه والعسكر يسحبونه سحبا حتى اركبوه سيارة الشرطة واستقل حسن سيارة الشرطة متوجها إلى القسم لتبدأ هناك معاناه من نوع اخر.

في القسم لم يعرف تهمته بعد ومن الواضح أنهم يهتمون بضيافته فلم يتركوه وحيدا مطلقا .

خرت قوى حسن بعد أن قام كل ضباط القسم بالتدريب عليه وعمل الرهان باقوى لكمه ليفوز بها نضال .

ثم شكر نضال زملائه وطلب منهم يتركوه مع حسن بمفرده .

وبالفعل توجه نضال لمكتب اخر وحاول العساكر مساعدة حسن علي الانتقال لمكتب نضال باشا .

جلس نضال علي المقعد رافعا قدمه اعلي المكتب يريح ظهره للخلف قائلا لحسن / معلش يا ابو علي انت عارف ده تقاليد قديمة عندنا لازم نرحب بالزبون قبل ما نبدا في حاجة.

استمع نضال لهمهمات من حسن من اثر الضرب لم يستطيع أن يحرك فكيه ليستطرد نضال متوقعا رده قائلا / مانا برضه وحياتك قولتلهم كدة ،

قولتلهم حسن مظلوم ميعملهاش بس تقول ايه بقي ربك على الظالم والمفتري.

ثم اعتدل نضال علي مقعده شابكا يده اعلي المكتب ناظرا لحسن/ انت ضربت مراتك ليه يا حسن؟

لينفي حسن برأسه فيسأل نضال سؤال اخر وكأنه يفهم لغة الإشارة ويتجاوب معه بالحديث / لا يا راجل ولا زقتها خالص؟

لينفي حسن برأسه فيبتسم نضال قائلا / يعني هي كدابة يا حسن ؟؟

اماء حسن برأسه ليعتدل نضال بجلسته ويصطنع أنه يفتح ملف ما أمامه ممسكا بورقتين يتحدث من خلفهما يشير باحدي الورقتين قائلا / بس على حسب المحضر اللي عاملهولك بتتهمك فيه انك اعتديت عليها وزقتها وخبطتها في الحيطة .

ثم يشير بالورقة الثانية يقول / وعلي حسب تقرير الطبيب اللي بيقول فيه أن اللي حصلها نتيجة دفعه قوية وارتطام قوي بجسم صلب .

ثم وضع الورقتين داخل الملف وإغلقه ثم شبك كفيه ونظر تجاه حسن قائلا / يعني كلام الدكتور متطابق مع كلام مراتك يبقى هنا حضرتك اللي كداب يا حسن .

ابتلع حسن لعابه بصعوبة وحاول أن يتحدث جاهدا من آثار اللكمات التي تكاد تكون فككت فكيه ليقول بتلعثم وصوت خافت / انا .... كنت باخد .......... منها الشنطة .............. بس والله .

بس هي ......... اللي كانت ماسكة ........... فيها تقولش جرادة ........... ولما خطفت الشنطة هي وقعت لورا ،

 ووالله العظيم ماكنت اعرف انها حامل .

استقام نضال من مقعده ليتوجه الي حسن الذي بدوره تكور حول ذاته فور وقوف نضال خوفا من الضرب ليربت نضال علي كتفيه قائلا/ متخافش متخافش يا ابو علي انا بس عايز اسالك سؤال .

هو انت صحيح كنت بتحاول تاخد شنطتها علشان تاخد منها فلوسها ؟

بكل عفوية وصراحة اماء حسن برأسه ليتفاجأ بلطمة قوية علي رقبته من الخلف لينتفض علي آثارها واضعا كفيه عليها ليهدر به نضال قائلا/ بقي يا ن ط ع بتاخد فلوسها وبالعافية.

ثم امسكه من لياقة قميصه من الخلف وسحبه للاعلي حتى استجاب حسن متحاملا على ذاته ووقف معه.

 فأخذ نضال يهزه يمينا ويسارا وزغر له بعيونه قائلا بصوتا مهيب/ وحياة امك لو ما سمعت ونفذت كل اللي هقولهولك لاخليك مش راجل بحق وحقيقي بدل مانت دكر ملكش لازمة ومبوظ سمعة الرجالة اللي زينا .... سامع.

كان حسن جاحظ العينين لا يعرف لماذا يجيب حتى صرخ به نضال قائلا/ سااااامع.

اماء حسن سريعا برأسه مرددا كلمة واحدة / اااامع سااامع وهنفذ ... حاضر هنفذ.... هنفذ.

................................................. 

واخيرا عادت ميار الي منزل والدها .

عادت وهي تشعر بعودة روحها بعد أن كادت تشعر بزهقها.

بعد أن طمأنتها ماجدة بأن هذا الضابط سينهي الأمر وبرغم عدم معرفتها به لكنها ميقنة من أنه سينفذ فچواد صديقه واكيد سيتابع الموقف.

فمجرد صدور اسمه بالموقف شعرت وكأنها تستمد طاقتها وشجاعتها منه وهنا استجمعت قوتها واتخذت قرارها بعدم العودة مجددا لهذا الزوج الغير صالح للاستخدام الادمي.

وبرغم الم جسدها المستمر وبرغم خسارتها في جنينها الا انها تشعر بالسعادة والانطلاق وكأن حجر وقد انزاح من على صدرها بعد أن استجمعت شجاعتها وأخبرت والدها وكل أهلها بعدم رغبتها في العودة مجددا لهذا السئ مهما حدث .

بعد أن وصلت ميار بيت والدها دخلت غرفتها لتستريح بينما ماجدة قد نُصبت لها المحاكمة بعد أن عرفوا مقتطفات مما تم بالمشفى فجلست لتخبرهم بما تم مع نضال وچواد ليهب محمد ناهرا إياها قائلا/ يعني خلاص عدمتي ابوكي واخوكي رايحة تطلبي من چواد ، 

انتي يا بت عبيطة ولا بتستعبطي ، 

لو حد عرف باللي حصل سيرة اختك هتكون على كل لسان وممكن يقولوا بنتبلى عليهم علشان حبيبها يطلقها من جوزها وممكن بسهولة جدا جوزها ميرضاش يطلقها.

لتهب ماجدة تدافع عن نفسها واختها بصوت عالي غير عابئة لاحد / قولي كدة لو قولت ليك ولا قولت لبابا كنتوا هتسمعوا كلامي وتعملوا فيه محضر ؟

_اكيد لا يا غب*ية .

علشان مكنش هينفع محضر من غير أدلة أو شهود 

وكلام اختك قصاد كلام أهله هينفي الموضوع يا هانم والظابط اللي سي چواد جابه قالك كدة، 

انتي اللي مبتفكريش.

ظلت ماجدة علي عنادها قائلة / بس برضو قالي أنه هيربيه قولي كدة بعد اللي حصل لأختك المفروض نسكت عليه.

_ وهو انا سكت مانا روحت نفخته في بيته.

رفعت رأسها للاعلي تشعر بالشماته طالبة المزيد / مش كفاية هو باللي عمله في اختنا يستاهل اكتر من كدة ، 

ويا سيدي متزعلش عمله حاجه خير وبركة معملش يبقى اسمنا حاولنا وكدة كدة هي طالبة الطلاق .

ضحك محمد باستهزاء قائلا / ابقي قابليني لو عمل حاجه هيدبس نفسه في مشكلة ملوش دخل فيها ليه .

ثم جلس على المقعد فليس بيده أن يفعل شيئا فما تم قد تم وانتهي ليستطرد حديثه قائلا/ ربنا يستر بس ومحدش يعرف بالجنان بتاعك وميطلعش علي اختك كلام ملوش لازمة.

ظل الاب والام يتابعون الحديث دون أي تدخل فلم يكن لدي توفيق اي وجه ليتدخل به ويتحدث عن الخطأ والصواب وهو أساس كل هذا العناء.

ساد الصمت فور استماعهم لجرس الباب فنظروا جميعهم لبعض ليسأل محمد متعجبا / مين اللي جاي دلوقتي.

ثم يذهب ويفتح الباب لتتسع حدقتيه وينظر لمن يقف على الباب وينظر تجاه ماجدة .

.................................................

ترفرف الفراشات دائما حول النار غير واعية بانها هلاكها ولكن كل ما يسيطر علي تفكيرها بريقها الجذاب حتى إذا اقتربت احترقت.

 هكذا الإنسان احيانا تبهره النيران ببريقها الذي يضاهي بريق الذهب ولكن شتان عند ملامسة كلا منهم فللذهب متعة التباهي وللنار متعة المخاطرة الذي يفضلها البعض بل ويدمنها احيانا ويعتقد أنه يجيدها حتى إذا انكوى بنارها أعاد حساباته مرة اخري

بعد أن خرجت غزل من المرحاض أمسكت بزجاجة عطرها ونثرت منها علي ملابسها لتجحظ عيونها فور نثرها العطر ثم أخذت تتشمم نفسها وكأنها تكذب أنفها ثم نثرت القليل من العطر علي كفها للتأكد من رائحته لربما كانت الملابس بها رائحة أخري ثم قربت يدها من انفها واخذت تشتمها بتركيز ومن ثم تأكدت من المعلومة أن هذا ليس بعطرها بل وتذكرت أيضا أنه عطره هو فقد أفرغ محتويات عطرها ليملى القنينة من عطره .

جزت علي أسنانها واخذت تسبه بألفاظ نابية شاعرة أنها تستشيط غيظا منه حتى كادت تتوهم انها تخرج دخانا من انفها .

ولجت غرام غرفتها لتخبرها بطلب والدتها لها ولكنها اشتكت عطرا غريبا فتسائلت قائلة/ ريحة مين ده يا غزل ده رجالي كمان.

استدارت لها غزل ووجهها يكاد ينفجر من شدة الحمرة فتسائلت غرام بتعجب من هيئتها / ايه ده مالك في ايه ؟

أخذت غزل نفسا عميقا وعقدت النية بأخبار اختها كل شئ فقد اغتاظت منه بشدة وفقدت الامل في أن توقف مقابله التي لا تنتهي .

استجمعت شتات نفسها قائلة بنبرة حادة لا تحتمل الهزل / تعالي يا غرام في مشكلة كبيرة وللاسف كنت عايزة احلها بعيد عنك بس للاسف مقدميش غير اني ادخلك.

انزوت حاجبي غرام متعجبة من حديث اختها وشعرت بالقلق الشديد من جديتها بالحديث فتقدمت خطوتين لتوقفها غزل قائلة/ اقفلي الباب لو سمحت .

استدارت لتغلق الباب ثم توجهت أمام غزل التي أمسكت بكف اختها وجلست معها على الفراش قائلة / انا مش عايزاكي تزعلي مني أو تفهميني غلط بس الموضوع بجد وبخ اوي.

 وللاسف كنت سايبة الحل من ناحيتك اخر حاجه بس هو مسبليش اختيار.

نظرت لها غرام وهي لا تعلم عن من تتحدث اختها فحثتها على الحوار / ادخلي بالموضوع على طول علشان قلقتيني اوي.

سحبت غزل نفسا عميقا فقد شعرت بالتردد ولكن لم يكن هناك متسع للرجوع لتبدأ بسرد الموضوع من بدايته وكل المقالب التي تمت بينهم .

وكل ما حجبته عن سردها قبلته التي لا تعلم لما حجبتها عن الحوار هل لخجلها من الفعل ذاته أم أنها لا تريد أن تزيد الطينة بله برغم ايقانها أنها ربما تكون الكارت الرابح في قصتها ولكنها آثرت باخفاء هذا الحدث.

لتتعجب غرام من قصتها عاتبة إياها / يعني كل ده يحصل وانا معرفش يا غزل.

شعرت غزل بالخجل من اختها قائلة / والله الموضوع في الاول كان صدف وبعدين فوجئت بيه في كلية زميلتي وعمل اللي قولتلك عليه ولما شفته تاني عند كليتي مقدرتش امسك نفسي وقررت اخد حقي وجرحتله العربية وبعدها فوجئت يوم قراية الفاتحة أنه اخو يزيد ومعرفش ازاي اخد البرفيام بتاعي والمفروض أنه وعدني يدهوني بس معرفش أنه مقلب من مقالبه اللي مبتخلصش.

استوحشت نظرات غرام لتلوم اختها قائلة/ لو كنتي صريحة معايا من الاول كنا خلصنا الموضوع ده وكنت لما عرفت أنه اخو يزيد كنت حذرته يقرب منك .

بس ملحوقة يا يلم اخوه يا كل واحد فينا من طريق .

شعرت غزل بأنها تسرعت في اخبار اختها فقد يصل الموضوع الي ما لا يحمد عقباه وأنها ستتحمل ذنب اختها إذا انتهت هذه الخطبه لعلمها كم تحب اختها يزيد وستتعذب بفراقه لتقول بندم / خلاص يا غرام محصلش حاجه لكل ده انا هتكلم معاه وبلاش يزيد علشان متزعلوش من بعض.

وقفت غرام عازمة قرارها قائلة بجد/ لا اسفة اللي ميحترمش عيلتي ميلزمنيش ولو حتى روحي فيه.

زمت غزل شفتيها تمتمت بصوت خافض ناهرة نفسها / يا طولة لسانك يا غزل ، 

كله من عمايلك يا زفت انت.

اخرجت غرام هاتفها وأجرت اتصالا بيزيد الذي أجابها فور اتصالها لتسرد له كل ما عرفته وصوتها ونبرتها لا تنزر بأي خير ولكن موافقته على موقفها واعتراضه علي تصرف أخيه طمأن قلبها فقد تخيلت أنه سيقف بجوار أخيه حتى ولو مخطئ .

أغلقت المكالمة لتطمأن اختها بأنها ستحل كل شئ ولن تسمح للمدعو يزن بأن يقترب منها مرة اخرى .

وقع قلب غزل لا تعرف لماذا هل حقا لأن الموضوع سينتهي وهي لا تريد ذلك أم لتأثرها علي حال يزن فيما سيفعله معه أخيه واخيرا شعرت بالحزن لشعورها أن من الممكن أن يكرها يزن ويشعر أنها فتاة تحب الوقيعة لما سيحدث بينه وبين أخيه 

وبرغم طمأنة اختها لها ولكنها لم تشعر بالاطمئنان كما أرادت غرام لها فحاولت غزل تغيير الموضوع لتسألها / مقولتيش ماما كانت عايزاني في ايه ؟

ضربت غرام اعلي جبهتها فقد نسيت أساس مجيئها لاختها قائلة/ يا نهار ابيض انا نسيت خالص وزمان ماما هتعلقنا علشان عايزانا نساعدها لعزومة بكرة .

عقدت غزل حاجبيها قائلة/ عزومة ايه ومين ؟

زمت غرام شفتيها ورفعت حاجبيها قائلة/ ماما عازمة يزيد ويزن شفتي الحظ.

اتسعت حدقتي غزل لتستطرد غرام قائلة/ ربنا يستر وميفسخش الخطوبة قبل العزومة ،

المهم انا هروحلها وانتي تعالي ورايا بسرعة .

ثم اتجهت ناحية باب الغرفة لتلتفت لغزل التي ثبتت بمكانها محدقة لاختها لتؤكد عليها مشيرة بسبابتها قائلة/ متنسيش تغيري هدومك قبل ما تيجي الريحة واضحة اوي ابن الايه روايحه نفاذه.

وكأنها وصفت حاله لتخرج غزل من شرودها هامسة لنفسها / هي روايحه بس اللي نفاذة!!

ده كله علي بعضه بيتغلغل وينتشر معرفش ازاي ،

ربنا يستر .

واتجهت الي المرحاض لتغسل يدها جيدا لعلها أزاحت رائحته من عليها ثم بدلت ملابسها ولكنها وضعتها بالخزانة وكأنها تريد الاحتفاظ بها بهذه الرائحة العالقة بها.

.......................................

فور أن فتح محمد باب الشقة وجد كلا من انوار وغادة فحدق بهم وازدرأ ريقه ثم نظر تجاه ماجدة التي فور رؤيتها لهم استقامت من مكانها بعيون متسعه وهكذا حدث مع توفيق وعزة ليفيقا جميعهم على صوت انوار قائلة / ممكن ندخل يا ابني .

عقد محمد حاجبيه من نبرة صوتها المستكين ثم أفسح لهم الطريق ليدلفوا داخل الشقه كادت أن تتهجم عزة عليهم لولا أن أمسك بها توفيق هامسا لها / استني يا ام محمد لما نفهم جايين ليه.

جلسوا كلا من انوار وغادة منكسين الرأس وساد الصمت بالمكان سمعت ميار من غرفتها بحضورهم فاسترقت السمع من خلف الباب لعلها تسمع ما سيقولونه لربما أنكروا كل شيء.

حتى قطعت انوار هذا الصمت الرهيب قائلة بتوسل / احنا محقوقين ليكم وجايين نطلب العفو من ميار أنها تسامح ابننا والله ما كان يقصد ، 

والله ما يعرف انها حامل ، والله.....

قطعت عزة ثرثرتها لتهب من مكانها وتكمل باقي جملة انوار/ الله ياخده يا شيخة كان هيموت البنت ، 

نسامحكم في ايه في بهدلة بنتنا ولا في سقوطها ....

امسك توفيق يدي عزة وهو متعجب من الموقف قائلا لعزة / استهدي بالله يا ام محمد واقعدي .

ثم التفت لأنوار سائله بحزم / عايزة ايه يا ام حسن؟

قاعدة تلفي وتدوري علي ايه ؟ 

لو بتفكري أن بنتنا ترجع تبقوا بتحلموا ده آخر حاجه بينا وبينكم وحق بنتي هنجيبه كويس.

_ جه .......... حق بنتكم جه والله .

نطقت بها انوار باذلال ثم اردفت مكملة / 

اخوها جه وعدم ابني العافية.

ومش بس كدة ده كمان بنتكم المحروسة عملت محضر لابني في القسم والظابط جه وجرجره وانا جاية استسمحكم وانفذلكم كل اللي تؤمروا بيه بس ميار تيجي معايا تعمل تنازل عن المحضر ،

الواد كدة هيروح في شربة ماية وهو يا عين امه مكنش يقصد حاجه.

نظروا جميعهم تجاه ماجدة التي اشرق وجهها فلم يخزلها هذا النضال فابتسمت لهم وسحبت نفسا عميقا تملئ به رئتيها وتنظر لهم بعيون قاصدة جملتها / علشان تسمعوا كلامي .

ثم تحدثت هي مع انوار بعد أن وضعت قدم فوق الأخري قائلة / دلوقتي جاية وعايزة ميار تتنازل عن المحضر!؟ 

وكنتي فين وابنك بيبهدلها وانتي بنفسك انتي وبنتك كنتوا بتبهدلوها .

نظرت لها بتشفى وقالت لها / اسفين مش هنتنازل عن المحضر وخلي ابنك يدوق شوية من اللي عمله في اختي .

سمعت ميار كل شيء من خلف باب الغرفة فكادت أن تطير من السعادة لولا مرضها فارتاح قلبها وذهبت لتريح جسدها مرة أخري علي الفراش تاركة أمرها لله سبحانه وتعالى واختها.

ظلت انوار وغادة تستعطفهم من أجل التنازل عن المحضر حتى وافقت ماجدة اخيرا وقررت الذهاب بدلا من اختها مع محمد أخيها الذي أصبح لا يعلق بشئ تاركا لها الدفة بالكامل مع تعجبه عن كيفية تسجيل محضر بدون أدلة وبدون توقيع صاحبة الواقعة عليه .

ظل صامت حتى لا يظهر عدم فهمه للموضوع فحاليا سينهي الأمر ثم يسأل فيما بعد .

وصلوا الي القسم ليجدوا نضال ومعه حسن ورجل غريب .

فور دلوف ماجدة ومحمد مكتب نضال وبعد أن تم التعارف بين نضال ومحمد أخبرهم امام حسن بانه قد تم الاتفاق مع المدعو حسن بتطليق ميار واعطاؤها كامل حقوقها مقابل التنازل عن المحضر والا سيكمل في الإجراءات وبالفعل تم تطليق ميار علي يدي المأذون الذى أحضره نضال كما أجبر حسن والدته بإحضار كل متعلقات ميار من شبكة وملابس وتم تسليمهم لماجدة بالقسم ، كما تم الاتفاق على تسليم كل المنقولات باليوم التالي لمنزل والد ميار لينظر نضال تجاه ماجدة وكأنه يؤكد لها صدق وعده . 

بعد أن انتهي كل شيء وذهب كلا لواجهته اجري نضال اتصالا بچواد الذي كان ينتظر على وهج من نار ليخبره بكل شيء ويخبره بأهم خبر وهو إتمام تطليق ميار من المدعو حسن طلقة لا رجعة فيها. 

.......................................

بمنزل يزيد ويزن ظل يزيد يزرع أرضية منزله ذهابا وإيابا مستشيطا من الغيظ من أفعال أخيه الغير مسؤولة ،ينتظره على احر من الجمر حتى يقوم بتعنيفه ومعاتبته حتي سمع صوت المفاتيح تندس بمكانها بالباب لينفرج الباب معلنا عن وصول يزن والذي يبدو ان حالته المزاجية جيدة للغاية فقد ولج من الباب يدندن بأغاني سورية ووجه مبتسم .

بعد أن أغلق الباب أخذ يتلاعب بالمفاتيح وفور رؤيته لأخيه ظل يلاعب حاجبيه وما زال يدندن أغانيه وقبل أن يمر من أمام أخيه أمسك به يزيد من عضده والفته إليه ليباغته بلكمة أسفل فمه ناهرا اياه / ملاقتش غير غزل اللي تطاول عليها يا قذ ر .

تراجع يزن خطوتين اثر لكمة أخيه واتسعت حدقتيه ناظرا ليزيد بخجل جم ووقع قلبه باقدامه فلم يتوقع أن يصل الأمر إلى يزيد ومن الواضح أنه عرف كل شيء وهو لم يكن يقصد إفساد خطبة اخية الكبير الذي يكن له كل الحب والاحترام والعرفان بالجميل .

بل كل ما كان يريده بعض من اللهو والتسلية وربما التلذذ بعنادها ومقالبها ليزدرأ ريقه ويعدل من حاله ثم يقول بخجل / والله يا يزيد اللي حصل غصب عني ومعرفش ازاي حصل كانت لحظة طيش ومعرفتش امسك نفسي بس والله العظيم......

قطع يزيد استرسالة بالحديث قائلا بصوت جهوري / تدلق عليها العصير غصب عنك !

 وتاخد البرفيام بتاعها غصب عنك ! 

وكمان لما تحب ترجعهولها ترجعلها البرفيام بتاعك!

 تقصد ايه بالموضوع ده ؟؟ 

يعني لو والدتها عرفت لا يمكن تسمحلنا ندخل بيتهم تاني واخويا اول مرة يدخل البيت سرق من عندهم برفيام ؟ ليبيه ؟ 

عايزة اعرف ليه اخدت البرفيام بتاعها وازاي جتلك الجرئة تدخل أوضتها اساسا ؟ 

مفكرتش في حالي انا وشكلي هيكون ازاي؟

كل هذا ويزن يبحث بين كلماته عن شكوتها بالقبلة وتحسسه لظهرها وأمره لها بأن ترتدي شال علي فستانها ولكن من الواضح أنه لم يعلم بهذا الأمر ولم تذكره هي من الأساس إذا لم يذكر هذا الحوار فماذا يقصد بالتطاول ؟ 

هل يقصد المقالب التي حدثت بينهم !؟

وبرغم سعادته طوال اليوم بمقابلتهم إلا أن اليوم انتهي بنتيجة هذه المقابلة ليتنفس يزن الصعداء ثم حاول قطع حديث أخيه والتقرب له بوجه خجل قائلا / انا اسف يا يزيد واللي تؤمر بيه انا هنفذه .

بس مضايقش نفسك ولو عايزني اعتذرلها هعتذرلها .

لمس يزيد الندم بنبرة أخيه ولكنه لم تلين ملامحه ليخبره بقراراته النهائية والتي لا جدال بها /لا مش هتعتذر علشان اصلا مش هتشوفها تاني.

عقد يزن حاجبيها ليردف يزيد بشروطة قائلا / اولا عزومة بكرة مش هتيجي معايا واي عزومة بعد كدة تتحجج بأي سبب وتعتذر ،

من الاخر مش عايزك تشوف غزل ولا تحاول تقرب منها حتى.

 لحد يوم فرحي وبعده كمان متحاولش تهوب ناحيتها لاني ساعتها انا اللي هقفلك لأنهم هيكونوا ملزومين مني.

قضب حاجبي يزن وشعر بالضيق بشدة كيف لأخيه أن يكون ملزم عنهم وهو لا تربطهم به أي صلة ليردف يزيد شروطة قائلا/ ثانيا هتجيب البرفيام بتاعها وانا هدهولها بمعرفتي ونحاول نلم الموضوع قبل ما والدتها تعرف والخطبة كلها تبوظ .

ثالثا بقى وده الاهم مسمعش انك رحتلها الكلية ولا قربت منها من قريب ولا بعيد حتى لو شفتها بالشارع صدفة تغير وجهتك.

البنت مش طايقة شكلك.

استوحشت نظرات يزن ليسأل بريبة / هي قالتلك كدة ؟ 

وقف يزيد أمامه مواجها له يقول بكل حزم / اه تحب تسمع بنفسك؟

سحب يزن نفسا عميقا عقله يرفض هذا الحديث وقلبه يحدثه بحديث اخر فاغمض عيونه محاولا تهدأة حاله ثم فتحهم وقد أصبحوا أكثر قتامة قائلا/ لا ملوش لزوم ، 

وحاضر هحاول اعمل كل اللي أمرت بيه .

أنا يهمني تكون مبسوط ، 

بس اعذرني مش هقدر اجبلك البرفيام بتاعها علشان مش فاكر حطيته فين لو لاقيته اكيد هدهولك ، 

عن اذنك.

وتوجه مباشرة الي غرفته .

وقف يزيد مكانه متعجب من حالة أخيه فلم يشعر بضيقه عند حديثه عن مقالب غزل وتعنيفه عليها ولكن شعر حالة قد تبدل كليا عند وضع شروط الابتعاد ولكنه ارجع هذا لكونه يزن التي قد تتهافت الفتيات عليه ويرفض عقله رفض أي فتاة له كما أنه رأي أن هذا هو الأصلح له ولعائلة خطيبته.

دلف يزن لغرفته وجلس على فراشه فاتحا الكوميد المجاور للفراش مخرجا منه زجاة العطر الخاص بها واخذ ينظر لها محدثا ذاته / بقي مش طايقة تشوفي وشي ؟

 وريحتي جننتك لدرجة أنك اشتكيتي لأختك واخويا  !

ماشي يا غزل لما نشوف مين هيسلم الاول .

ثم نثر القليل من عطرها علي راحتيه مقربا راحتيه من أنفه ساحبا نفسا عميقا كالذي ادمن شئ ما ثم تحدث وكأنه يحدثها هي / بس يا تري ليه مقلتيش علي البوسة واللمسة ؟ 

معقول يكون قصدك قرصة ودن ليا !؟

ثم ابتسم نصف ابتسامة وكأنه يحلل مشهد من مباراه / بس كدة معناه انك عايزة تكملي اللعبة وانا مش هحرمك من أمنياتك يا ست غزل .

ثم ضحك مرة أخري ونثر من عطرها علي وسادته مكملا حديثه معها / بس بصراحة ريحتك تجنن زيك .

ثم احتضن الوسادة ذاهبا في سبات عميق ينعم حاله باميرة احلامه مرغما عقله بتخيلها بعد أن هيأ له جميع الظروف الملائمة من ذكراها ورائحتها.

........................................




#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٣٢

عندما يبدأ الأمر بين شخصان عنيدان ويصل الأمر إلي نقطة الصفر هنا لم يتبقي لكلا الطرفين سوى من يمتلك عنصر المفاجأة لتكن هي الكفة الرابحة التي ربما يفوز بها من يغتنم الفرصة

وصل يزيد الي منزل غرام واستقبلته والدتها بحفاوة شديدة وبعد وصلة الترحيب من جميع أفراد الأسرة سألت الأم عن عدم حضور يزن ليعتذر يزيد نيابة عنه قائلا / والله كان جاي معايا يا ماما بس تعب فجأة وقالي اعتذر لحضرتك .

تقبلت الام اعتذاره ليتوجهوا جميعهم الي غرفة الطعام وتجلس الأم بمقدمة الطاولة ويجلس يزيد بجوارها من الجهة اليمنى لتتقدم غرام بالجلوس بجواره بينما جلست غزل بالجهة المقابلة ولكن قبل أن يبدأوا في تناول الطعام صدح رنين جرس المنزل لتستقيم غزل قائلة / خليكم انتوا انا هفتح .

توجهت إلى الباب لتفتحه لتنصدم من رؤية المتبجح كما لقبته .

اتسعت حدقتيها وهي تراه متمثل أمامها يعلو ثغره ابتسامة سمجة واسعة وكأنه يعلن عن معجون اسنان ،

ظلت متصلبة أمامه حتى سمعت سؤال والدتها من الداخل عن الطارق ليلهمها عقلها بغلق الباب بوجهه وإنكار حضوره من الأساس وبهذا تكون بمثابة العقاب له ولكن قبل أن تغلق الباب لحق بها يزن واضعا قدمه ثم مد يده يفتح الباب بقليل من القوى وقبل أن تتحدث كان هو من أجاب فاطمة قائلا بنبرة سعيدة لرؤيته لغيظها / انا يا ماما انا جيت.

سمع يزيد صوت أخيه لتقف اولى معالق الارز بحنجرته فظل يسعل من هول المفاجأة وغرام تربت على ظهره وتناوله كوب ماء بينما فاطمة رحبت بيزن قائلة/ يا اهلا وسهلا اتفضل يا ابني واقف عندك ليه ؟ حماتك بتحبك.

أما يزن الذي كان مازال علي عتبة المنزل حيث سدت غزل بذراعها عليه طريق العبور ليبتسم ابتسامة شامت وأخذ يراقص حواجبه واقترب من غزل هامسا لها / وانا هجنن بنتها.

سمعت غزل ما قالته والدتها فلم يكن أمامها خيار سوى رفع ذراعها عن الباب لتفسح له المجال ويدلف يزن الي داخل غرفة الطعام واضعا باقة الزهور وعلبة الشيكولاه على المنضده واقترب ليسلم علي فاطمة معتذرا بكل لباقة/ انا اسف لو اتاخرت عليكم.

قضبت فاطمه حاجبيها قائلة/ يزيد قالي انك معتذر وتعبت لو اعرف انك جاي كنا استنناك.

ابتسم يزن ونظر تجاه أخيه قائلا بغموض / هو بصراحة أنا اللي طلبت من يزيد ميقولكوش اني جاي علشان كنت عايزها مفاجأة.

تعجب يزيد من حديث أخيه لتقترب غرام سائلة اياه بفضول/ مفاجأة ايه اللي انت عملها ؟

ظل يزيد ناظرا تجاه أخيه وهو يجيب على غرام وهو يجز على أسنانه وبصوت لم يسمعه سواها/ علمي علمك انا زيك بالظبط مش فاهم حاجه.

دعت فاطمة يزن ليشاركهم الطعام فهم مازالوا بالبداية لتجلس غزل بجوار والدتها ويضطر يزن بالجلوس بجوارها فلم يكن هناك مكان آخر ليبدأوا الطعام بين النظرات المتراشقة بين كلا من يزن وغزل ويزن ويزيد بينما غرام تجلس تايهه تحاول فهم هذه النظرات وعلى ماذا تدل حتى قطع يزن هذا الصمت المفعم بالنظرات موجه ناظريه لفاطمة قائلاً/ انا بصراحة مش قادر اصبر لحد بعد الاكل علشان اقول اللي عايزه.

ابتسمت فاطمة مرحبة بحديثه واومأت له بينما كلا من يزيد وغرام وغزل بدأ يكملا في الطعام وهم يوجهون كل أنظارهم واهتمامهم لما سيفجره يزن فأصبحوا كالذى يشاهدون مشهد من فيلم مثير حدقتيهم متسعة ويأكلون بشراهه.

استطرد يزن حديثة وعلي ثغره بسمة عريضة قائلا/ انا بصراحة جاي النهارده علشان اطلب ايد الآنسة غزل.

انتفضت فاطمة للخلف وهي ترى الجميع يسعل فجأة وبنفس الوقت بل وتتناثر بقايا الطعام منهم من أثر السعال المفاجئ .

ود يزن لو يضحك بعلو صوته ولكنه حاول أن يتمسك لأقصى درجة فادعى التعجب من أفعالهم .

استقام ممسكا باكواب نظيفة كانت في مؤخرة الطاولة ليملؤها بالمياه ويوزع الاكواب على الجميع والإبتسامة تكاد تنفجر من محياه ناطقا بكلمة واحدة لكلا منهم / اشرب.

بعد أن هدأت موجة السعال المفاجئ نظر يزيد ليزن بحدة بينما غرام وغزل ظلوا ينظرون له بعدم تصديق .

استقامت فاطمة تزيل الطعام فلم يعد له فائدة بعد ما حدث ولم يكمل أحد طعامه بعد هذا متعجبة مما حدث ولكنها ارجعته لمفاجأة الخبر وأنه غير متوقع قائلة / فداكم يا اولاد هشيل الاكل ونكمل بالحلويات اللي عملاها غزل هتعجبكم جدا.

نظر يزن تجاه غزل متغزلا / اكيد هتعجبنا.

فور ولوج فاطمة من غرفة الطعام استقام كلا من يزيد وغرام وغزل تجاه يزن ناطقين في صوت واحد /

يزيد ( انت هتستعبط يالا)

غرام ( ايه اللي هببته ده )

غزل ( انت نهارك اسود مخطط)

وقبل الاقتراب منه لمرحلة الخطر وقبل ان يتحدثوا مرة أخرى وجدوا فاطمة تدلف عليهم ليجلسوا مرة أخري بمقاعدهم فاقترحت علي يزيد ويزن الذهاب لغرفة الصالون لحين إلمام المائدة بينما طلبت من غزل وغرام المساعدة .

ليتوجه يزن لغرفة الصالون ولحق به أخيه وفور دلوفه امسكه يزيد من لياقة قميصه هادرا به بصوت هامس/ انت عبيط يالا ولا بتستعبط ؟ انا قولتلك ابعد عنها مش تتنيل تخطيها.

حافظ يزن علي هدوءة وقام بهندمة ملابسه قائلا / ايدك بس يا يزيد ، اخوك عريس والمفروض متبهدلش اللبس، وكمان هو انا عملت ايه !؟

انا فكرت في كلامك لاقيتني مش هقدر استنغنى عنها فقولت خير البر عاجله .

والله.......

كاد أن يكمل يزيد لولا دلوف فاطمة وغرام بالحلويات فسأل يزن عن غزل لترد والدتها قائلة / هي اتكسفت فدخلت جوة .

ثم ابتسمت واردفت مكملة / اصل بصراحة يا يزن انت فجأتنا كلنا بطلبك ده .

ابتسم يزن مجيبا عنها / اتمنى يكون مفاجأة حلوة مش وحشه !؟

أن شاء الله يا حبيبي انتوا تشرفوا اي حد طبعا .

نطقت بها فاطمة ليردف يزن قائلا / طب لو تسمحي كنت عايز اقعد مع غزل عشر دقائق بس أوضح سبب طلبي المفاجأة ده.

بالفعل مرت ربع ساعة لتجلس غزل بصحبة يزن وقدمها تهتز بوتيرة سريعة تنم عن كم الغضب القابع بها وهي تشعر أن كل اشباح العالم تتلاعب أمام ناظريها فنظرت له بنظرات مستوحشة وعيون ضيقة سائلة اياه بكلمة واحدة / ليه ؟

ابتسم يزن واستند بمرفقيه علي فخذيه مقربا وجهه / بصراحة عجبتني لعبتك وقولت اعلي الليفل شوية .

ثم غمز بإحدى عينيه هامسا / وقولت اكسب فيكي ثواب واصلح غلطتي اللي مقولتهاش لأختك.

تصارعت الشياطين بعقل غزل وتصاعدت وتيرة انفاسها حتى كادت أن تخرج دخانا من انفها محاولة ضبط النفس وهي تقول له / انت بني ادم مستفز وانا مش هوافق وهبلغ والدتي حالا برفضي .

كادت أن تهب من مقعدها حتى امسك يزن بمعصمها قائلا / اهدي بس وفكري شوية ، لو انا قولتلهم أن احنا متفقين مع بعض من زمان وانك ادتيني برفانك هدية علشان يفكرني بريحتك وطلبتي برفاني عندك علشان يفكرك بريحتي بإمارة الازازة اللي جوة واللي لو قولت أنها جوة هيكون بسهولة جدا يطلعوها وساعتها ابقى وريني هتنكري ازاي !؟

ثم حرك كتفيه لأعلى دليلا على اللامبالاه قائلا/ وانتي عارفه مجنون واعملها.

اتسعت حدقتي غزل واضطربت انفاسها مما خطط له وكأنه يحيك لهذه الخدعة منذ البداية ليفهم يزن اضطرابها فيضغط علي عيونه وكأنه يؤكد ما توصل له عقلها .

ثم دلفت فاطمة تنظر لهم بعدم فهم حيث أنهم ينظرون لبعض بتمعن فتحمحمت لتقطع نظراتهم سائلة / ها يا ولاد اتفقتوا على ايه ؟

تداركت غزل تحديقها به ودلوف والدتها فزاغت أنظارها تحاول التفكير بسرعة للخروج من هذا المغرز ولكن انتهز يزن تشوش أفكارها لينطق قائلا / موافقة أن شاء الله يا ماما ، هي بس مكسوفة شوية ، ولا ايه يا عروسة؟

لم تستطع غزل أن تفكر وهو بجوارها فقد شعرت وكأنه يسيطر على تفكيرها وكل حواسها فأطلقت لقدمها العنان لتذهب من أمامه نحو غرفتها فابتسم يزن مؤكدا على حديثه / مش قولتلك يا ماما .

لتطلق فاطمة زغرودة احتفالا بموافقة ابنتها الضمنية بينما الأخرى تزرع الأرض بغرفتها ذهابا وإيابا لا تعلم كيف تفسر ما تشعر به اهو فرحة ام تفاجأ ام غيظ ولكنها لم تجد سوى حل واحد في حالتها تلك لتقف فجأة متوعدة لهذا اليزن لتدلف غرام عليها غرفتها لتتأكد من موافقتها لتعطيها غزل موافقتها ثم تمتمت لنفسها / ماشى يا سي يزن انا وانت والزمن طويل.

...............................................

بعد مرور فترة اسبوع ظل طيلته چواد يفكر هل يحين وقت التقدم مرة ثانية ام لا يعلم أنها بفترة عدة ولا يجب الحديث عن أي شىء حاليا ولكن اشتياقه الذى جاوز الحدود وفرحته بعودة الامل جعلهم حافز يقوى يطغو علي اي تفكير في الأصول .

ظل طيلة الأسبوع يغدو للعمل ويخرج منه لا يفعل شئ مفيد كان دائم الشرود وكأنه كل ما يفعله مجرد تغيير مكان التفكير من المنزل للعمل حتى لاحظوه أصدقاءه يزن ويزيد ليخبروا بدروهم نضال الذي اتفق معهم على سهرة للتحدث مع چواد ويخرجوه عن صمته لعله ينطق بما يختلج صدره.

وبالفعل تجمعوا ثلاثتهم ليدلفوا الي مكتب چواد الذي فوجئ بهم ولكنه قرأ وجوههم وكأنه لا يريد أن يخرجه أحد من شروده المحبب وأحلام اليقظة الذى تجعله ينزوى بمفرده خصيصا حتى ينعم بها فحاول الاعتذار ولكنهم لم يسمحوا له بالانفلات ليجلس معهم مطلقا تنهيدة قوية جعل يزن يقول متهكما / هتحرقنا واحنا قاعدين يا عم.

ابتسم چواد ونضال ليعلق نضال قائلا/ معلش اصلنا قطعنا عنه وصلة الاحلام .

ينظر چواد بطرف عينه لنضال قائلا / شكلكم فايقين ورايقين وهتاخدوني تسليتكم النهارده 

_ احنا نقدر يا باشا ، الحكاية أننا حابين نفكر معاك وتساعدك.

نطق بها يزيد لينظر له چواد باهتمام ليتسائل يزن / فكرت يا جواد إذا كانت والدتك هتوافق ولا لا؟

وكأنه علم ما يرمي له يزن لينظر له چواد متعجبا من سؤاله سائلا باستنكار / وايه اللي يخليها متوافقش ماما بتحب ميار جدا وكانت تتمناها ليا من بدري .

ليعقب يزن موضحا / اديك قولت كانت الوضع اتغير دلوقتي واكيد والدتك هتبقي عايزالك بكر زي اي ام ما بتتمنى لابنها.

وكانه يود أن يذكره بالنقطة التي لطالما حاول إغفال عقله عنها انها بيوم من الايام كانت ملكا لغيره فاستوحشت نظراته وبدا عليه الانفعال والضيق ليقول بحسم / لو سمحت يا يزن محبش اتكلم في الموضوع ده وان شاء الله ميار ليا مهما كانت الظروف.

يربت نضال علي كتفه محاولا تهدأة انفعاله ثم قال / اهدى يا چواد احنا بنحاول نفكر معاك بصوت عالي مش اكتر ونوضحلك المشاكل اللي ممكن تقابلها علشان تكون مستعد لها وتحلها مش اكتر ، يزن ميقصدتش اكتر من كدة.

ضيق چواد عينيه يفكر هل اخلاص من الممكن أن تعترض لهذا السبب ؟

لم يخطر بباله مطلقا نسبة ولو ضئيلة لرفض اخلاص بل لم يفكر بها مطلقا.

ولكنه وجد أنهم لديهم الحق يجب أن يفكر في جميع الاحتمالات هذه المرة حتى لا يدع للظروف مهما كانت أن تكن سبب في فشل مسعاه لذلك قرر أنه سيفاتح اخلاص الليلة ويري رأيها بالأمر لينتبه على تربيت نضال سائلا اياه / قولي بقي هتعرف ميار ازاي انك فسخت الخطوبة ؟؟

ده غير أنها لازم تكون مستعدة ولا ايه ؟ متنساش انها عدت بتجربة صعبة اوي.

نقطة أخرى أضافت لتفكيره كان كل ما يخطط له ويحسب حسبته ميعاد اليوم الذى سيذهب للتقدم لها لم يخطر بباله أنها لم تعرف بعد بخبر إنهاء خطبته كما أنها تستحق التنويه وخاصة أنها شخصية بريئة من المؤكد أنها خرجت من هذه التجربه ببعض التشوهات النفسية التي ربما تجعلها تنفر من مجرد التفكير بالأمر لينظر لنضال بحيرة لا يعرف بماذا يجيبه ليغمز الاخير بعينه قائلا / عندي ليك الحل ، لتتغير نظره جواد من الحيرة للأمل وكأنه يطالبه بهذا الحل سريعا ليقترب نضال من چواد مخفضا نبره صوته قائلا / ابعتلي نمرة ماجدة اختها اخليها تظبطلك الليلة .

التفت چواد بوجه تجاه نضال سريعا لوهله شعر وكأنه الحل السحري حتى اتسعت حدقتيه عندما فهم ما يرمي إليه صديقه وكأن نضال استشعر فهم چواد له ليضغط علي عينيه مؤكدا ما وصل لعقل چواد ليردف مؤكدا / ظبطني اظبطك.

ليسأل چواد وكأنه يريد التأكد من الخبر الذى لم يصدقه عقله / ماجي ؟؟ 

ابتسم نضال لهذا الاسم مرددا بتلذذ / ماااااجي .

ثم انتبه لما قاله چواد فقضب حاجبيه وكأنه يريد ارسال واضحة تنم عن الغيرة والتملك/ ماجدة يا چواد ها ماجدة .

ابتسم چواد محركا رأسه يمينا ويسارا دليلا عن عدم التصديق وأخرج هاتفه ليخرج رقم ماجدة فالواضح أنه ليس أمامه سبيل الا هذا النضال وليكن له ما يكون فماجدة كافية بتلقينه العقاب الكافى له.

أعطى چواد رقمها لنضال مؤكدا عليه بتوخي الحذر وأنه غير مسؤول لما سيتم له .

انتهت سهرتهم ليعودا كلا منهم الي مقره وفور دلوف چواد الي المنزل ووجد والدته بانتظاره كعادتها فجلس بجوارها وقبل أن تستقيم للتوجه لغرفتها قال لها / بعد اذنك يا ماما انا كنت عايز اخد رايك في موضوع وياريت لو دلوقتي.

نظرت له اخلاص وهي تتوقع في ماذا يريد فلذة قلبها أن يحدثها .

لتبتسم اخلاص وتجلس مرة أخرى منتظرة أن يبدأ بالحديث .

ازدرأ جواد لعابه ثم قال / انتي طبعا عارفه أن ميار أطلقت ويعني قصدي بعد ما تخلص عدتها.......

قطعت اخلاص استرساله قائلة / وليه يكون أول حظك خرج بيت يا ابني !؟

قضب چواد حاجبيه ناظرا لوالدته بتعجب قائلا / معقولة يا ماما تكوني بتفكري كدة ؟

سحبت اخلاص نفسا عميقا ثم أخرجته على مهل قائلة / انت عارف يا ابني انا بحب ميار قد ايه ؟؟ 

وياما أتمنتها تكون من نصيبك !!

بس الوضع اتغير .

_ ايه اللي اتغير يا ماما انا لسه بحبها وانتي عارفه كدة كويس.

نطق بها چواد بعصبيه مفرطة ثم اغمض عيونه للحظات محاولا تهدأة أعصابه ثم اقترب من والدته وكأنه يستعطفها قائلا / يا امي يا حبيبتي مش معقول لما تضيع مني فرصة وربنا يديني فرصة تانية اضيعها انا المرة دي بايدي.

_ بس ده مطلقة يا ابنى .

نطقت بها اخلاص وكأنها توضح معلومة كان غافلا عنها لينظر لها چواد باندهاش قائلا / معقولة بتشككي في اخلاق ميار ده هو...

وضعت اخلاص يدها على فمها قبل أن يكمل موضحه مقصدها / ابدا مقصدتش كدة ابدا ، انا قصدي انك كدة مش اول بختها وانا كنت اتمنى تاخد واحدة ملهاش تجارب وتكون انت اول بختها زي ما هي هتكون اول بختك.

ابتسم چواد وربت علي اقدام والدته قائلا / ولما الرسول عليه الصلاة والسلام اتجوز السيدة خديجة مكنش اول بختها بس كان لها الحياة اللي معشتهاش قبله ،

ولما الرسول عليه افضل الصلاة والسلام اتجوز اكتر من واحدة ثايب برضه مقالش انا مش هتجوز مطلقة أو أرملة .

_ بس كان اكتر واحدة بيحبها السيدة عائشة رضى الله عنها .

نطقت بجملتها اخلاص ليعقب چواد مبتسما وبهدوء / ولما تكون ميار هي اللي بحبها واتمنى اكمل عمرى معاها تفتكري هعرف ساعتها اتجوز غيرها ولا لازم اتجوز واظلم بنات الناس معايا واطلقها علشان ساعتها تنفعلي ميار وابقى انا وهي مطلقين.

_ بعد الشر يا ابني انا اتمنالك كل خير.

_ وانا شايف أن الخير كله فيها يا امي ، وبرضه مش عايز اقدم علي حاجة انتي مضايقة منها.

ربتت اخلاص علي كتفيه وابتسام قائلة / سيبني افكر وارد عليك وان شاء الله اللي في الخير هيقدمه ربنا ، قوم يالا ارتاح شوية وسيبها علي الله .

_ ونعم بالله.

توجه جواد لغرفتها داعيا ربه أن تكون ميار هي الخير الذى يقربه له الله.

بينما ذهبت اخلاص لغرفتها تفكر في حديث ابنها.

.........................................

وصل نضال لمنزله ليخرج هاتفه وينظر مطولا لرقم ماجدة وأخذ يفكر في كيفية التواصل معها وكيف ستوافق علي تواصله معها فلم يجد سوى فكرة اختها هي المدخل الوحيد لها الان.

ثم فتح تطبيق الواتساب ليكتب لها رسالة نصية مختصرة ومثيرة للفضول

( ماجدة انا نضال .

بستاذنك هبقى اتصل بيكي علشان عايزك في موضوع مهم جدا بخصوص ميار اختك )

واغلق التطبيق ولكنه لم يغلق عقله عن التفكير بها .

لا يعرف ماذا حدث له ولماذا يشعر بالانجذاب تجاه هذه الفتاة برغم ان صفاتها مغايرة تماما لما كان يحلم بها في فتاة أحلامه فلطالما كان يريدها هادئة لا تثير المشاكل ، مطاوعة لأقصى حد حتى أنه لم يأمل في فتاة جميلة جدا ولكن هذه الفتاة غيرت كل مبادئه فعيونها الزرقاء تجذبه بشكل خطير ومثله قد قابل المئات من أصحاب العيون الزرقاء فلماذا هي خاصة يشعر تجاهها بهذا الانجذاب.

كما ان جمالها الحاد يستفزه بحق مع حدية طباعها التي تبعد كل البعد عن الشخصية المطيعة التي كان يأمل بها.

وكأنه يدخل في منافسة لمعرفة من سيفوز على الاخر وينفذ رأيه ويخضع الطرف الاخر له.

ظل منتظر لعلها تجيب على رسالته والتى قرأتها ماجدة التي كادت أن تغلق هاتفها وتستسلم للنوم لولا ظهور هذه الرسالة بدون أن تفتح التطبيق فقد ظهرت أمامها وتعجبت لما يراسلها نضال ؟

ومن اين حصل على هاتفها؟

ولماذا يريد التحدث معها بخصوص ميار ؟

وكيف رفع التكليف بينهم بهذه الاريحية ؟

ثم رفعت حاجبيها تعبيرا عن التعجب والتفتت بنظرها تجاة اختها النائمة في حيرة هل تخبرها بشأن هذه الرسالة بالغد ام تنتظر لتعرف مقصده ؟

ربما كان مقصده بخصوص السئ زوج اختها السابق وهنا استوحشت نظراتها متخذه الاستعداد للهجوم لو كان ما يقصده هو محاولة من زوجها السابق بالعودة مجددا .

وضعت الهاتف على الكوميد المجاور لتربت علي رأس اختها التي تنعم بالأحلام لتتوعد لها بالتصدي لاي احد يحاول مجرد المحاولة من النيل منها مجددا يكفيها هذا العذاب ويكفي ماجدة الصمت.

.............................................

بعد مرور اسبوع علي ابطالنا يزيد وغرام وحتى الآن كلاهما متعجبين من موقف يزن الذي لطالما حاول يزيد أن يستشف السبب الرئيسي وراء فعلته تلك ولكن لم يتوصل لشئ مستبعد تماما إجابة يزن باحساسة بالحب ناحيتها الذي يرددها دائما عند سؤاله عن السبب .

بينما كان يزن ينتظر الضربة القادمة من غزل والتي تاخرت عن ما كان يتوقعه فقد كان يتوقع أنها سترد له المقلب باليوم التالي مباشرة ولكن من الواضح أنها لم تفيق بعد من صدمة الموقف ليستعد لضربته القادمة فقد ينمو لديه إحساس المشاكسة لها .

وجد أخيه يقتحم غرفته قائلا / يزن غزل طبعا طالعة رحلة تبع الجامعة بكرة واخيرا وافقوا أنها تاخد غرام معاها فانا هحصلهم بقي.

ابقي خلي بالك انت من المحل بكرة وطبعا مش محتاج اقولك اني هاخد العربية ، تصبح على خير.

انتفض يزن فور استماعه لحديث أخيه ليستوقفه قائلا/ استنى يا يزيد ، عرفت منين بالرحلة ده ؟

تعجب يزيد فقد كان يعتقد أن أخيه على علم بهذه الرحلة ليجيبه قائلا/ عرفت من غرام اول ما وافقوا أنها تروح مع اختها وموضوع الرحلة ده بقاله اسبوع قايلالي عليه افتكرتك عارف.

جز يزن علي أسنانه فقد عرف سبب هذا الصمت فهي تتجاهل وجوده في حياتها من الأساس وتتعامل وكأنه لم يكن إذا ليعلمها من هو يزن .

ليطلق تنهيدة ثم يقول / تمام يا يزيد ابقي صحيني معاك بدري علشان هاجي معاكم .

أنزوى ما بين حاجبي يزيد اندهاشا ليتسائل متحيرا / امال مين اللي هيقف في المحل بكرة ؟

_ هكلم جواد يقف بكرة لوحده المحل مش هيطير يا يزيد.

تعجب يزيد من رد فعل يزن ولكنه وافقه فمن حقه هو الآخر أن يكون مع خطيبته قطع شروده يزن الذى يبتسم بخبث مؤكدا على يزيد قائلا / اوعي تقول لغرام أو غزل اني جاي معاكم ، عايز اعملهالها مفاجأة.

تصبح على خير.

........................................

تجلس على فراشها البارد بمفردها فكم تعودت برودته منذ رحيل ونيسها.

شعرت بليلة خواء كلياليها جميعها تمسك بألبوم الذكريات 

فتذكرت وقارنت .

تذكرت حبيبها وزوجها وابو ماستها الغالية عاشت معه اجمل ايام حياتها حتى في عز أزمتها بل كانت حلاوتها بالازمات وكيف تجاوزوها معا.

قارنت بينه وبين أخيه تعلم أن المقارنة غير مجدية فكفتهم متساوية من حيث الاخلاق والشهامة ففؤاد لا يقل عن مراد شيئا في تحمل المسؤولية وشهامته ورجولته بل يزيد عن مراد في سرعة حسم الأمور فكثيرا مراد كان يشيد به في سرعة البديهة وحقا فقد افادها كثيرا بعد مراد ولكن برغم تساوي كفتين المقارنة بين مراد وفؤاد في الأخلاق والرجولة ولكن للقلب احكام فدائما قلبها يرجح كفة مراد فهو اول حبيب عرفت معه معنى الحب والاستقرار والاطمئنان وبرغم وجود فؤاد بجوارها بعد وفاة زوجها إلا أن شعور الامآن لم ينتابها بعد فراقه .

ولكن الآن لابد أن تحسم أمرها ويا له من أمر جلل .

فلم تتوقع لحظة أن يحل رجل مكان مراد تعيش معه ما كانت تعيشه مع مراد ،

رجل اخر تسرد له هواجسها وهمومها ،

رجل اخر تضع رأسها علي كتفيه وتطلق الامان لقلبها أن هناك من سيتحمل عنها ، 

كما انها كانت تحمل كثيرا من الود والاحترام لزوجته والتي لم تشعر قط بالضيق من ناحيتها جراء ما يفعله معها فؤاد منذ وفاة أخيه .

والان أصبح هو الآخر ارمل بعد وفاة زوجته ولعل القدر أراد أن يجمعهم معا ليساعدا بعضهم .

تذكرت أمر الرسالة التي ارسلتها إليه بشأن موافقتها على الزواج والتي استشعرت سعادته من اتصاله الذى تلى رسالتها وقد ابلغها بميعاد عقد القران والذي سيتم يوم عقد قران ابنتها لتكون الفرحة للجميع  .

.......................................

في الصباح تلقى محمد اتصالا وهو بالعمل من عم ماسه الذي أخبره الاخيرا بتحديد موعد عقد قرانهم بعد أن أخبره عمها بالموعد المناسب لهم واتفقا كل من عائلة محمد وماسة أنه سيكون بعد اسبوع وسيكون موعد الزفاف بعد شهر حتى يتمكن كلاهما من إتمام ما ينقصهم ليخبر بدوره والدته التي كانت بالمنزل مع بناتها لتسعد كثيرا وتخبر ميار وماجدة ثم تمتمت بصوت مسموع / يااااه اخيرا الفرح هيدخل بيتنا .

ثم ربتت عزة على كتف ميار قائلة / عقبالك يا بنتي لما تتهني في بيتك.

ابتسمت ميار ابتسامة حزينة ولم تنبت ببنت كلمة فقد جربت حظها مرة ولم تحتاج إلي تجربه أخري بينما حاولت ماجدة خلق روح مرحة نوعا ما فقالت / هو محدش بيدعيلي ليه عايزني اخلل جنبكم.

وكزتها امها قائلة / مش لما تخلصي تعليمك وتشتغلي ابقي استعجلي علي الجواز .

شهقت ماجدة قائلة باعتراض / ليه أن شاء الله اصلا انا مش عايزة اشتغل انا عايزة اتستت واعقد في البيت ومعنديش مشكلة اتخطب قبل ما اتخرج بس هو يجي اللي يستتني وانا اوافق.

لوحت الام بيدها قائلة / اتنيلي انتي حد بيعجبك خالص ، ده غير طولة لسانك وعصبيتك ابقي قابليني لو حد جالك .

نهضت ماجدة واقفة باعتراض قائلة مشيره بيدها بفخر لنفسها/ هيجي يا ست ماما وبكرة افكرك .

ثم توجهت الي غرفتها حتى تذكرت أمر رسالة نضال لتلتفت الي والدتها وميار مضيفة عينها ثم اكملت طريقها الي غرفتها عاقدة النية بالرد عليه والموافقة على مقابلته حتى تعلم ماذا يريد أن يخبرها عن اختها لعلها تستطيع أن تساعدها

................



#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٣٣

نثرت الشمس أشعتها لتعلن عن بداية يوم جديد بأحداث جديدة.

استيقظت غزل بكل نشاط وحيوية فهي كالطفلة تسعد كثيرا بالرحلات واليوم الرحلة الجامعية التي كانت تسعى اللحاق بها بشتى الطرق أخذت تتأكد من اشياءها التي رتبتهم بالأمس ثم ذهبت لإيقاظ اختها للاستعداد للرحيل التي أجرت مكالمة هاتفية بيزيد لايقاظه وأخباره عن موعد رحيلهم ومكان تجمعهم عند الجامعة فحاول معها أن ينتظروه ليقلهم الي الجامعة ولكنها رفضت وتعللت باتفاق غزل مع زميلاتها .

وفي اقل من نصف ساعة كانت غزل وغرام والجين من منزلهم وقابلت غرام زميلاتها ثم توجهوا جميعهم الي الجامعة .

حاولت غرام أثناء الطريق اخبار غزل بقدوم يزيد وسيرافقهم بسيارته ولكنها لم تستطع الاختلاء باختها من كثرة زميلاتها .

حتى وصلوا إلى الجامعة وبدأت إجراءات توزيع الطلبة علي الاتوبيسات ووضع حقائبهم بها.

في هذه الأثناء وصل يزيد ويزن ليحاول يزيد الاتصال على غرام وهو يبحث عنها وسط جموع الطلبة وبعد تكرار الاتصال لثلاث مرات اخيرا أجابت عليه وهي تناول اختها حقيبتها سائلة / اتاخرت كدة ليه ؟ انت فين؟

تعجبت غزل من سؤال اختها فقضبت حاجبيها متسائلة وهي تأخد الحقيبة / بتكلمي مين .

التفتت غرام وهي تشير لغزل باصابعها أن تنتظر واخذت تبحث بنظرها بين الجموع قائلة / مسمعتش الفون والله من الزحمة ، انت وصلت فين انا مش شايفاك .

استشاطت غزل من اختها عندما اولتها ظهرها تبحث عن أحدهم فانتابها الشك وضيقت عيونها ثم استدارت تقف أمامها قائلة بغضب / هو مين يا غرام اللي وصل فين؟ ومتقوليش استني.

اتسعت أعين غرام بفرحة والإبتسامة تزين ثغرها ثم انزلت هاتفها من على أذنها بينما شعرت غزل بمن يربت على كتفها فامالت برأسها لترى من رأته اختها ويربت على كتفها

اتسعت عيونها من الصدمة وتوقف الكلام في حنجرتها فهذا اخر من توقعت حضوره .

بينما يزن يقف أمامها وسعادة المنتصر منقوشة بكل ملامح وجهه فتكاد الفرحة تقفز من عيونه بل ويثقلها بابتسامة عريضة وكأنه يعلن عن معجون اسنان .

شعرت غزل بخواء المكان والزمان فكل الضوضاء التي كانت تحاوطها لم تشعر بها ولم تسمع شى الان ليكسر يزن الصمت الذى حل عليهم قائلا بنفس الابتسامة السمجة / ايه رايك في المفاجأة ده؟؟

_ زفت .

هذا كل ما استطاعت أن تتفوه به جراء سؤاله والذى أراد أن يخرجها من صمتها قبل أن تؤثر الصدمة فيها أكثر من هذا ليرد عليها ببرودة المعتاد / الحمد لله كدة اطمنت عليكي .

ثم تغيرت نظرته الشامته لأخرى غاضبة واقترب هامسا/ علشان تبقى تخبي عليا حاجه تاني ،

مستنيلك غلطة كمان.

ارتعبت داخليا، لا تعرف كيف فرض سطوته عليها هكذا ؟ 

كيف تغيرت نظراته فتغيرت معها احاسيسها من غاضبة لخائفة ؟

زاغت نظراتها حتى انتبهت على سؤال اختها التي وكزتها بعد تكرار سؤالها وعدم ردها فقالت غرام / ها يا بنتي قولتي ايه؟

نظرت لها غزل بعدم استيعاب فاعادت غرام سؤالها / يزيد بيقول ايه رايك نسجل حضور ونستأذن المشرف ونركب معاهم العربية ؟

واخيرا تخلصت من سيطرته على تفكيرها ومشاعرها وبدأ عقلها بالعمل لتجيب على اختها باندفاع قائلة / مينفعش يا غرام اولا المشرف مش هيوافق .

ثم وجهت نظرها تجاه يزن واردفت بعيون غاضبة / وثانيا احنا طالعين مع زمايلنا نستمتع.

ثم أكملت بتهكم / مش رحلة رومانسية ماكنا طلعنا لوحدينا بقي من الاول .

ابتسم يزن وهو يجيب عليها ومازال موجه أنظاره تجاهها / صح يا يزيد مينفعش نقول دلوقتي علشان منلفتش الأنظار لنا ويبدأوا يضيقوا علينا هناك احنا هنمشى وراهم وهناك ربنا يسهلها ، عن اذنكم.

امسك بمعصم غزل وسحبها خلفه بمفردهم .

حاولت فك قيده من على معصمها ولكن دون جدوي .

هرولت خلفه محاولة مضاهة خطواته حتى توقف أمامها فسحبت يدها بغضب وقبل أن تتحدث بدأ بصب غضبه عليها فنظر لها نظرة لجمت لسانها وابتلعته في حلقها ثم قال بنبرة تهديد ووعيد لم تعهدها منه من قبل / اقسم بالله العظيم الحركة ده مش هتعدي على خير بس انا دلوقتي بحذرك هزار ومرقعة مع شباب ممنوع علشان نبقي على نور .

ثم نظر لها من أعلاها لمخمصها قاضبا حاجبيه باشمئزاز سائلا / ثم ايه اللي انتى لابساه ده !؟

اضطربت ووجهت انظارها لنفسها لتقيم حالها وكأنها لا تعلم ماذا ارتدت ثم انتبهت أنه من يقود تفكيرها فتخصرت قائلة بتهكم / ماله لبسي ماهو زي الفل اهو !!

_ فل اسود ومهبب علي دماغك .

نطق بها يزيد لتتسع حدقتيها جراء أسلوبه الفج ليردف قائلا / لابسالي بدي اسود قصير وبنطلون اسود معرفش داخل فيكي ازاي؟

ده ميتلبس بره البيت يا هانم ، تعالي معايا.

سحبها عنوة مرة أخري متوجه إلى السيارة وهي تسير خلفه وكأنها منومة مغناطيسيا وكأنه شل تفكيرها .

وصل إلي السيارة فتح حقيبته التي بداخل السيارة وأخرج منها قميص ابيض ومده تجاهها أمرا إياها / اتفضلي البسي ده فوق اللي لبساه ،

انا مش عارف انتي ازاي مش بردانه!؟

نظرت بإنكار تجاه قميصه وقبل أن تنطق معارضه قال يزن الذي شعر باعتراضها بلهجة صارمة غير قابلة للنقاش / لو ملبستيش القميص يا غزل هخدك حالا وارجعك بيتكم فبلاش تجربي جناني وخصوصا في النقطة ده.

برغم تهديده إلا أن كلماته لمست قلبها فقد استشعرت غيرته لتبتسم وتمد يدها ساحبه القميص منه بدلال لترتديه بكل طاعة أمامه وكأنه أتى ليكمل أناقتها بهذا القميص فدار وجهه وافرا أنفاسه متمتما لنفسه / يخرب بيت جمالك اعمل فيكي ايه !!

لترى غزل إعجابه في عيونه فأرادت أن تزيده اشتعالا فاستدارت أمامه فرحة وقالت مبتسمة / تصدق طول الطريق عماله اقول الطقم الاسود ده ناقصه حاجه مش عارفه ايه هي ؟

نظر يزن إليها بنظرة اعجاب ثم قال قاصدا معنى عميق لجملته / علشان تعرفي اني بكملك .

توقف الزمن لينظر كلا منهم للآخر يستشعر حقيقة المشاعر والنظرات قبل أن يعى حقيقة الجملة حتى انتبها كلاهما على زميلة غزل التي قالت / ايه يا غزل مش يالا عايزين نلحق مكان مميز.

نظرت غزل لها واومأت وقبل أن تغادر معها أوقفتها زميلاتها وهي تنظر تجاه يزن بابتسامة عريضة واعجاب واضح / مش تعرفينا الاول !

وهنا استعاد يزن شخصيته اللعوب ليمد يده معرفا ذاته دون انتظار لتقديم غزل التي فوجئت بتلقائيته وطريقته المرحة التى تحدث بها قائلا / يزن باشا وتقدري تناديني بيزن أو زيزو زي ما تحبي .

ضحكت الفتاة قائلة / ايه كم حرف الزين اللي في جملتك ده !؟

_ اصل الزين ميحبش الا الزين ولا ايه؟؟

ظلت غزل تلتفت يمينا ويسارا تاره ليزن وتارة لزميلاتها متعجبة من طريقته التي لم تتوقع أن يكون بها فاوقفت حديثهم المرح زيادة عن الطبيعي وهي تنظر تجاه يزن وبابتسامة صفراء قالت / نسيت تكمل تعريفك يا يزن ........ باااشا .

ضغطت على اخر كلمة بهدف السخرية ثم التفتت لزميلاها قائلة / يزن خطيييبي وجاي الرحلة مخصوص علشاااااني .

ثم التفتت ليزن مرة أخرى وقالت بدلال وهي تمسك طرف لياقة قميصة / مش كدة يا زيزو .

رمش يزن عدة مرات فهو لم يستوعب ماذا يحدث ايصدق أنها تغار ؟؟ 

اذا هي تحبه فلما كل هذا العناد ؟

أراد أن يطمئنها قليلا ويستغل الموقف كثيرا فوقف بجوارها وأحاط كتفيها بذراعه جاذبا إياها داخل احضانه مؤكدا لها/ طبعا يا حبيبتي لو مش هاجي علشانك هاجي علشان مين؟

نظرت لهم الفتاة بحرج ثم قالت وهي تذهب / طب يا غزل متتاخريش وانا هحجزلك جنبنا.

انصرفت الفتاة لتزيح غزل يده بشدة وابتعدت قليلا قائلة / ايه ما صدقت جاي تلزق فيا وخلاص .

نظر لها متعجبا من انفصام شخصيتها ثم ابتسم وغمز بإحدى عينيه معلقا بكلمة واحدة / بتغيري؟

احمر وجه غزل خجلا وانطلقت الي مجموعاتها لتستقل الاتوبيس وتبدأ رحلتهم والتي كانت بمثابة رحلة جديدة في علاقتهم قد يكتشفوها معا.

...................................

توجهت ماجدة للمكان المتفق عليه مع نضال والذى استقبلها الاخير بابتسامة عريضة.

جلست ماجدة متعجبة من ابتسامته وترحابه الذي لا يدل على وجود مشكلة ما .

ظل يتحدث نضال معرفا عن ذاته ،متباهي بما يملكه من مقاومات بالوسامة والوظيفة وكأنه يقدم CV للتقديم للعمل لم تفهم ماجدة لما كل هذه المقدمات والتي من المؤكد ليس لها أي علاقة باختها ولكنها تشعر بمحاولاته في لفت انتباهها فادعت البلاهه وقطعت وصلة التباهي تلك وسألته متعجبة / معلش انا اسفة لقطع كلامك بس انت قولتلي عايز تقابلني علشان موضوع خاص باختي ،

ايه علاقة كلامك ده باختي ؟

ازدرأ نضال ريقه واضطرب قليلا فلم يجرب من قبل محاولة لفت نظر أحدهم بل الجميع كان يحاول لفت نظره هو والأغرب أنها لم تبالي بل لم تدرك غرضه من الأساس ليسحب نفسا عميقا ثم يزفره على مهل ويدعي البرود والابتسام فالواضح أنها ستجهده قليلا ،

حسنا فليتبع أسلوب آخر فقال مبتسما / انا اسف استرسلت في الكلام معاكي ونسيت اللي جاي علشانه .

تعجبت ماجدة ورفعت إحدى حاجبيها فهي ليست بغبية هي تعلم جيدا محاولاته بلفت انتباهها ولكنها لم تتوقع هذه الإجابة حسنا فلتكمل اسلوب عدم الاستيعاب لتقول ببساطة / اتفضل سمعاك.

قبل أن يبدأ حديثة اردفت هي قائلة بابتسامة/ قبل اي حاجة انا عايزة اشكرك على اللي عملته مع اختي واللي بجد لولا اللي عملته ده كان زماني منفوخة من عيلتي .

اعدل لياقة قميصه ليقول متباهيا / على فكرة ده اقل حاجه عندي انا بس اللي مبرضاش اتكلم عن نفسي كتير ،

 المهم انتي كدة مديونالي بخدمة وجه وقتها

قلبت عينها قليلا ثم قالت / يا سلام على التواضع ،

 اتفضل خير ايه الخدمة اللي عايزها. 

بدأ نضال يسرد لها خبر إنهاء خطوبة چواد و ينقل لها نية صديقة چواد بمحاولة عودة التقرب والتقدم ثانية لاختها ويجب عليها التمهيد لها للأمر بل ومحاولة إقناعها ليتفقا كلاهما على ذلك .

وجدا كلاهما أن الوقت مر سريعا فاعتذرت واستعدت للمغادرة ولكنه استوقفها قائلا/ هشوفك تاني امتى ؟

نظرت له بتعجب من طريقته وجملته فعقدت حاجبيها فأكمل موضحا / قصدي علشان اعرف عملتي ايه وأبلغ چواد.

فكرت قليلا ثم قالت/ بص المفروض كتب كتاب اخويا خلال الأسبوع ده هعرف التفاصيل وابلغك بحيث ممكن تكون فرصة لچواد يتقرب من ميار تاني في الفرح واكون انا برضه مهدتلها الطريق .

ابتسم نضال ونظر داخل عيونها قائلا بتوسل / يعني اعتبر نفسي معزوم بالفرح .

اضطربت ماجدة اثر نظراته لها ونبرته الحانية لترمش باهدابها قليلا وزاغت انظارها لا تعرف بماذا تجيب ولا كيف تؤكد على دعوته فكيف لها أن تدعوه هي وبماذا تبرر دعوتها لأهلها فجائتها الفكرة قائلة بخجل وهي تزيح بعض الخصلات من شعرها خلف أذنها / بص هو اكيد محمد هيعزم چواد وماما هتعزم طنط اخلاص فممكن بقي چواد يبقى يعزمك انا مليش دعوة .

ابتسم نضال لما يرى من الخجل والتهرب على محياها وهذا يدل على تفهمها لسؤاله بل ولنظراته ليكمل قائلا / وهو كذالك.

 وانا منتظر رسالة منك تعرفني التفاصيل .

اومات برأسها وسحبت حقيبتها وانطلقت من أمامه فهي لم تجرب هذا الشعور بالخجل من قبل لطالما كانت القوية الجريئة والتي حاول الكثير من التودد والتقرب لها ولكنها دوما ما كانت توقفهم عند حدهم بنظرة أو بكلمة ولكن هذا النضال غير كلماته وأسلوبه غيرهم تماما بل وصبره عليها وتقبله لحدتها كما فعل معها بالمشفى عكس من قابلتهم جميعا بل والاكثر من ذلك فقد وافقها على فكرتها وعمل على تنفيذها ولكن بالشكل الصحيح فلطالما تعودت على استنكار الجميع من تهورها وجنونها الا هو فهو الوحيد الذي شعرت أنه يحتوي جنانها بل ويوجهه التوجيه الصحيح شعرت وكأنه يكملها فكان ينقصها في جنانها ذلك من يهذبه قليلا ويستغله الاستغلال الأمثل. 

خرجت وعلي محياها ابتسامة لا تعرف سببها وبداخلها شعور بالسعادة لم تجربه من قبل .

وصلت الي المنزل لا تعرف كيف ولكنها توجهت مباشرة الي غرفة ميار لتبدأ معها التمهيد كما طلب منها نضال .

بعد قليل من السرد من جهة ماجدة حول إنهاء چواد لخطبته وتجديد طلبه بالزواج من ميار  وجدت ماجدة نظرات اختها الضائعة فربتت علي فخذها قائلة / مالك يا ميرو بتفكري في ايه؟

نظرت ميار لاختها بحزن يكسو جميع ملامحها قائلة بنبرة حاولت جاهدة أن تكون طبيعية ولكنها خفقت فصدرت نبرتها مرتعشة وهي تهز رأسها رافضة قائلة / انا منفعش چواد يا ماجي .... انا مبقتش انفع حد...

ثم اجهشت بالبكاء فقد تذكرت معاملة حسن وكيف كرهت علاقة الزواج تلك بسببه منذ ليلتها الاولى فقد تكونت لديها فكرة أن جميعهم مثل حسن.

 فاردفت مكملة / انا بحب چواد ومش عايزة أكرهه زي حسن .... 

كفاية يكون ذكرى حلوة في حياتي ... 

مش عايزة أكرهه يا ماجي ....مش عايزة.....

لم تعي ماجدة ما تقصده اختها فكانت تتوقع سعادتها بتقربه مجددا ولكنها وجدت هروبها منه ،

 كيف تحبه ولا تريده ؟ كيف ؟

اقتربت ماجدة واحتضنت اختها مربته على ظهرها كمحاولة لتهدأتها قائلة / اهدي يا ميرو .. اهدي انا مش فاهمة حاجه... ازاي بتحبيه وبتهربي منه ؟ 

طب فهميني انت قصدك ايه؟

ظلت ميار تبكي حالها كيف ستسرد لاختها ما تقصده فهي بمقتبل حياتها ولا تريد أن تكون سببا في خلق عقدة نفسية لها جراء الزواج ربما حالها يكون غيرها .

فكفكفت دموعها وحاولت أن تقنعها بسبب اخر قائلة / انا قصدي أن انا بقيت مطلقة وهو متجوزش قبل كدة و ممكن مامته متوافقش.

 ده غير الكسرة اللي جوايا انا بقيت محطمة من جوة يا ماجي .

وممكن لا ده اكيد كل اللي جوايا هيأثر في معاملتي معاه.

 فأكيد مش هيستحملني ومش مضطر يستحملني اصلا .

ده غير موضوع حملي الصعب واللي زي ما سمعتي من الدكتور أنه حتى لو حصل بيكون صعب يكمل زي ما حصلي فبرضه هو ملوش ذنب يستحمل واحدة بقت معقدة نفسيا ويستحمل كمان أنه ممكن ميكنش اب في يوم من الايام....

 هو ميستاهلش كدة ...

 وانا مش هستحمل اشوفه مضايق مني أو ممكن يفكر يتجوز عليا علشان يخلف .... علشان كده بقولك مش عايزة أكرهه فهمتيني يا ماجي؟

نعم تعي ما قالته اختها جيدا ، 

تعي أنها أصبحت مهشمة من الداخل ولكنها توقعت بتكرار تقرب چواد سيصلح من حالها ولو قليلا ولكنها وجدت العكس ، 

الهذه الدرجة قضى عليها حسن لتجز على أسنانها تسبه سبة نائبة .

ثم قالت محاولة إقناعها بتكرار التجربة لعلها أصبحت افضل/ يا ميرو يا حبيبتي اولا ده طلب چواد نفسه يعني هو قابل بيكي بأي حال ومامته بتحبك وعارفة أن ابنها بيحبك يعني اكيد مش هترفضك لمجرد انك مطلقة ، 

ثم يعني ايه مطلقة يعني تموتي يعني وملكيش حق تعيشي تاني !؟

ويا ستي اديله فرصة لو معرفش ينسيكي اللي حسن عمله فيكي يبقى بلاش .

حاولت ميار التهرب من الفكرة نفسها فقلبها وعقلها يدفعها دفعا له ولكنها خائفة منه وعليه ولكنها لم تستطع إيصال فكرتها تلك لاختها فتحججت قائلة / طب والحمل يا ماجي هو ميستحقش يتحرم من الأبوة لمجرد أنه بيحبني .

ابتسمت ماجدة وقد استشعرت أن اختها على شفا الاقتناع فقالت لها / اولا يا ستي الحمل انتي حملتي فعلا والحيوان اللي زقك والحمد لله أنه مكملش وطبيعي اي حد حمله صعب أو سهل يحصله كدة .

ثانيا بقي وده الاهم الدكتور قال إن حالتك بسيطة وهتستجيب للعلاج والعملية ومعتقدتش چواد هيبخل عليكي زي الزفت التاني فمتحمليش نفسك فوق طاقتها وحاولي تنسي يا حبيبتي يمكن ربنا شايلك الافضل.

انتهت المناقشة وخرجا كليهما للصالة يتابعون التلفاز.

جلست ميار وهي شاردة لا تعرف إيصال مقصدها لاختها برغم فرحتها بتودد چواد بل وسعد قلبها كثيرا عندما علمت أن هذا بناء على مطلبه ورغبته ولكن ما حدث معها جعلها خائفة بل ومرتعبة فهي لم تستطيع تحمل أن يحدث ما تخاف منه من حبيبها فقد تأكدت أنها لم تستطيع إسعاده فليس امامها إلا أن تبتعد.

بينما ماجدة شعرت بالسعادة فقد استشعرت اقتناع اختها بالأمر بعد مناقشة مجهدة كما شعرت أنها نجحت في أول مطلب من نضال وعليها أن تبلغه بذلك فأمسكت هاتفها وارسلت رسالة كان نصها ( اخيرا اقنعتها تديله فرصة بعد عذاب والباقي على صاحبك بقي.

 يا يقنعها يكملوا يا ينسي خالص وخاصة أنها تقريبا اتعقدت فيخلي باله اللي جاي مش سهل ، 

انا كدة عملت اللي عليا وهبقى اقولك على تفاصيل الفرح)

ثم أغلقت التطبيق لا تعرف لما استرسلت في رسالتها بل ووضعت بها بعض النقاط المثيرة للنقاش ولكنها أقنعت ذاتها أنها أرادت أن توضح الأمر ليس إلا .

على الجانب الآخر تلقي رسالتها فسعد كثيرا لاستجابتها وفتح الرسالة يقراها بتمعن فلم يجد ما يشير على أي رسالة مبطنة بها ولكنه وجدها رسالة كبيرة وتحوى بعض النقاط التي تستدعي المناقشة فربما أرادت ذلك فأرسل لها اسئلته برسالة ( ليه اقنعتيها بصعوبة انا كنت متخيل أنها هتفرح ؟

وقصدك بايه أنها اتعقدت وان اللي جاي مش سهل ؟ 

وهل هي رافضة الجواز عموما ولا رافضة چواد خاصة ؟ تسمحيلي اكلمك افهم منك افضل من الرسايل علشان اعرف أوضح وجهة النظر لچواد مش اكتر!؟)

كانت جالسة هي وميار تدعي التركيز مع التلفاز بينما والدتها بالمطبخ فكانت بين كل برهه والأخرى تنظر لهاتفها وكأنها منتظرة رسالة ما حتى صدح هاتفها معلنا عن وصول رسالتها المنتظرة ففتحت الرسالة بتسرع وقرأتها لتبتسم وكأنها وصلت لمبتغاها ليعلن الهاتف بعد لحظة عن اتصاله فدخلت غرفتها مسرعة وأغلقت علي حالها وفتحت المكالمة لتجيب على اسئلته التي كان يدعي هو الآخر عدم فهمه لما تسرده حتى يطول الحديث بينهم .

بينما جلست ميار أمام التلفاز شاردة فيما دار بينها وبين اختها وعقلها يستعيد كل ذكرى لچواد منذ لقائهم حتى افتراقهم وهاهو الان يحاول مجددا ربما كان نصيبها كما قالت اختها.

......................................

وصل يزيد ويزن للمكان المنشود بالعين السخنة كما علما من غرام والتي كانت تتلقى الترقيع من اختها طوال الطريق بسبب إبلاغها ليزيد دون أن تبلغها بذلك .

ظلا ينتظران الحافلة التي تقل غزل وغرام فابتاع يزيد بعض المسليات لحين وصولهم وجلسا ينتظروهم حتى وصلت بالفعل جميع الحافلات ودخلا الشاطئ ليتبعهم يزيد ويزن .

اتجهت غرام ليزيد ليبدأ يومهم معا كما اتفقا 

بينما غزل حاولت التهرب من يزن ليجلس بمنضدة بمفرده تحت شمسية مراقبا لها وهي تضحك مع زميلاتها فأمسك الهاتف وأجرى اتصالا بها وعيونه عليها ليرى أنها نظرت بالهاتف ثم نظرت له وأغلقت الهاتف مستكملة حوارها غير عابئة به .

استشاط يزن وأخرج سجائره يشعلها بدلا من حاله بينما هي توجهت لغرفة تبديل الملابس مع زميلاتها وبعد قليل خرجت من الغرفة مرتديه نفس البادي ولكن غيرت بنطالها باخر من النوع الرياضي القصير قليلا حتى ركبتها فاستشاط يزن أكثر واستوحشت نظراته محاولا تهدأة روحه والالتزام بضبط النفس ولكنه لاحظ اقتراب بعض الشباب منهم واتجاههم لمكان لعب volleyball ظل يراقبها محاولا عدم إفساد يومها ولكن صوت صراخهم وضحكهم بنبرة صاخبة جعلته لم يستطيع التحكم في ذاته أكثر من ذلك خاصة صوتها هي كان أكثر ارتفاعا عن اقرانها فاستقام داهسا سيجارته العاشرة تحت أقدامه وتقدم منهم فرأي شاب يحاول التقرب من غزل ومحاولة اصطناع الاصطدام بها مرة تلو الأخرى وهي تصرخ باستمتاع/ اااه ..... حاسب يا ايمن كنت هتوقعني .

حتى اصطنع الاخير أنه سيقع مرة أخرى ولكن هذه المرة ادعى أنه يتشبث بها لتصبح باحضانه فوجد من يسحبه من كتفه ويلقنه لكمة قوية أسفل فكه فيفترش ايمن الأرض لتشهق غزل مما حدث بينما تجمعوا الشباب حول يزن محاولين الدفاع عن زميلهم الذى بدوره حاول النهوض لولا قدم يزن الذى ركله بها ليهب الاشتباك بين زملاء ايمن ويزن ويلاحظ يزيد اشتباك أخيه فينطلق محاول فض الاشتباك الذى لا يخلو من الألفاظ البذيئة غير مراعين وجود فتيات بينهم .

بعد فترة من محاولة يزيد وبعض الشباب بفض الاشتباك بين الجهتين حاول يزن الانفلات من ايدي أخيه قائلا / ابن ال...... كان بيتحرش بيها وعامل نفسه بيقع ، 

انت هتستعبط يالا ده خطيبتي يا حيوان.

ايمن من الجهة المقابلة وبعض زملائه يحاولون الامساك به / انا فعلا كنت هقع ، 

ثم مين ده اصلا علشان ابصلها؟ 

واتحرش بيها ليه ؟ 

ده متسواش اساسا !! 

_ اه يا ابن ال..... انا هعرفك قيمتك يا حي*وان .

نطق بها يزن محاولا الانفلات من ايدي أخيه وبعض الشباب المحاولين لفض الاشتباك ولم يخلو الأمر من التراشق بالالفاظ بين الجهتين حتى أتى الأمن الذى انهي الأمر فاقترب يزن من غزل التي كانت بين زميلاتها محاولين تهدأتها وأمسك بمعصمها ساحبا إياها خلفه وهي استجابت له بكل سلاسة فلم تكن بحالتها التي تجعلها تقف أمامه الان بينما الفتيات حاولن أن يمنعه أو التلفظ فاسكتتهم غرام قائلة / يا بنات خطيبها وعايزها مفيش مشكله هيهدوا شوية وهترجع تاني .

وبالفعل صمتت الفتيات وانطلقن لنشاطهن بينما غرام توجهت ليزيد قلقة على اختها ليطمئنها قائلا / متخافيش يزن متنرفز وعايز يطلع نرفزته فيها بس مش هيأذيها متخافيش.

ظل يزن ساحبا غزل خلفه حتى وصل إلي السيارة وفتحها ثم اركبها إياها وتوجه الي مقعد القيادة يقود سيارته بصمت تام وبسرعة عالية .

ظلت غزل بجوار يزن بالسيارة ملتزمة الصمت فهي تعلم أنه قد نبهها بعدم التحدث مع الشباب وعدم الضحك والصراخ بصوت عالي ولكنها أرادت أن تثير غيرته لا تعلم لما ولكنها لم تقصد أن يتطور الأمر بهذه الصورة .

ظل هو يزيد من سرعة السيارة وكأنه يخرج غضبه بهاوظلت هي على حالها صامته تمسك بمقعدها محاولة تمالك حالها فقد انتابها حالة ذعر من سرعته هذه حتى رأت سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس لنصره واضعة يدها على وجهها بينما هو تفادى السيارة ببراعة تعود عليها ليهدأ من سرعته قليلا عندما سمع صوت بكائها فزفر أنفاسه واتجه ليمين الطريق ليوقف السيارة ثم اعتدل بجسده ناحيتها ناهرا بها / انا عايز اعرف بتعيطي ليه دلوقتي ؟

عجبك اللي حصل ده ؟ عجبك؟

ظلت تبكي وهي تؤمئ برأسها رافضة ثم أكمل وصلة استجوابه وكأنه يتأكد من أنها استمعت له من الأساس فقال بصوت عالي اقرب للصراخ / هو مش انا قولتلك مفيش ضحك ولا مرقعة مع الشباب ؟ 

قولت ولا مقولتش ؟

اومأت برأسها مجددا ولكن بالايجاب ليزداد غضبه فأكمل قائلا / ولما انا قولت وانتى سمعتي .

الضحك والمرقعة دول كانوا ليييييه ؟ 

ولا كان عجبك أنه بيخبط فيكي كل شوية ؟؟

هزت رأسها رافضة وما زالت واضعة كفيها على وجهها وكأنها تخاف أن تواجه وجهه وهو غاضب ولكن مجرد هز رأسها لم يكفيه كأجابة عن سؤاله الذي أثار غيرته فكان يريد ردا قاطعا وبصوت يشفى جنونه فأمسك يدها وازاحهم عن وجهها أمرا إياها بنبرة صارمة وهو يهزها / متهزيش راسك وردي عليا زي ما بكلمك كان عاجبك خبطه فيكي ؟ 

لم تجيبه وظلت تنظر له بعيون باكيه وأسفة لا تعرف بماذا تجيبه هل يصدق أنها كما يظنها معجبه بتحرش الشباب بها ؟ 

ما زال ممسكا يدها ويضغط عليها دون وعي فصرخ بها يريد أن تجيبه لتهدأ ناره المشتعلة بالداخل فأعاد سؤاله بنبرة أكثر صرامة وحدة / عاااااجبك؟

_ لا .... لا....

نطقت بها باعلى ما لديها من صوت حتى شعرت وكانها جرحت حنجرتها ثم أغلقت عيونها تبكي ودموعها تنهمر على وجنتيها ، 

لا تريد أن يراها تبكي ولكنه ماسكا يدها بل وضاغطا عليها فلم تسحبها وفضلت أن تغلق عيونها عن عيونه .

ظل ينظر لها وكأن صوتها العالي قد وصل لاركان قلبه فرجه قليلا ليرتاح كثيرا .

فزفر أنفاسه وبدأ يرأف بحالها فقد كان قاسيا عليها رأي دموعها تجرى على وجنتيها وصوت شهقاتها تمزق نياط قلبه فأراد أن يعتذر ويهدأها ترك يدها وإزاح بابهامه دموعها بكل رقة ولكنها لم تكف عن البكاء فظلت تبكي وهي مغمضة العينين فاقترب قليلا منها ليبث لها اعتذاره عن عصبيته المفرطه ليلامس بفمه وجنتيها فاهتاجت مشاعره وبدأ أن يقبلها بكل رقة ونعومة متبع طريق الدموع .

بدأت تشعر بقرب انفاسه فضغطت أكثر علي جفونها محاولة رفض قربه لم تعي لترك يده لها فظلت تبكي وتهز رأسها رافضة قبلاته تلك حتى وصل إلى التقاء دموعها بشفاهها لتفتح عيونها وقبل أن تنطق بالرفض كان هو مبتلع شهقاتها داخل جوفه ليلتقط شفاهها بقبلة رقيقة يبث بها كامل اعتذاره ومشاعره بعد برهه أدركت ما يفعله يزن فحاولت التملص منه فأمسك بيده رأسها لتثبيتها فأدركت للتو أنه ترك يدها لتضرب بيدها على كتفه ليدرك أن قبلتهم قد طالت قليلا ليبتعد ويتنحنح مددعي الجدية ليجد كفها قد نزل على وجهه قائلة / انت قليل الادب .

فاستوحشت نظراته اثر ضربها له وانكمشت هي على حالها قبض يده حتى برزت عروقها وأطلق زفيرا عاليا ثم اعتدل بمقعده واشغل محرك السيارة ليعودا معا .

عادوا كليهما وكلا منهم المشاعر تعبث به .

انتهى اليوم وعادت غزل تنام بغرفتها لتتذكر قبلته فتضحك قليلا وتتحسس وجنتيها متذكرة اقترابه منها بهذا الشكل المهلك .

بينما يزن ظل طوال الليل يفكر كيف لم يستطيع التحكم بذاته كلما اقترب منها فهو ليس بالشاب الخام أو غير متعدد العلاقات وكثيرا ما قابل الفتيات وكثيرا ما تهافتوا عليه ولم يتحرك به أنشا واحدة سوى من أجل مجاملتهم ولو قليلا ولكن مشاعره تلك لم تتحرك هكذا الا لها ليتخذ قراره ويجب أن يسرع في تنفيذه.

.......................



#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٣٤

تأهب الجميع لحفل عقد القران وها قد جاء موعده فاليوم سيتم مراده الذى لطالما تمناه وحلم به .

يخطط ويرتب لافكار خبيثة في مخيلته بل وتتفاقم مخيلته الي مدى توافقها واستجابتها معه في أحلامه تلك .

ظل يرتدي حلته والإبتسامة تزين ثغره وبرغم وقوفه أمام المرآه إلا أنه لا يرى نفسه بل يتخيل كل ما يدور بعقله من احلام وامنيات.

لم يعي للواقفه خلفه برغم انعكاس صورتها بالمرآه أمامه إلا أن شروده لم يجعله يراها حتى تنحنحت ثم قالت بلهجة تهكمية قاصدة استفزازه / متسرحش كتييير ده كتب كتاب بس هااااا.

وادعي أنه يعدي على خير لجل انا عارفه نحسكوا .

وكأنه سقط من السماء السبع ليخرج من وسط أحلامه وامنياته علي صوتها الشاذ بالنسبة لإذنه وجملتها التي كانت بمثابة الصفعة له وكأنها ذكرته بسوء حظهم ومعاندة الزمان لهم وكأنه يتحداه فإذا كنت احبتها بسهولة فلم تحصل عليها إلا بعد شقاء وعناء.

اغمض عينيه ثم فتحهم ليقيم حاله أمام المرآه وينثر عطره المفضل ثم استدار لأخته رأسما ابتسامة سمجة على شفتاه قائلا / والله انا شاكك أن النحس راكبنا من كتر ما انتي مركزة معانا كدة .

تخصرت ماجدة أمامه قائلة بعصبيه/ قصدك ايه يا محمد ؟؟ قصدك أن انا عيني وحشة طب والله...

امسك برأسها ومال عليها مقبلها ثم قال / بهزر معاكي يا ماجي متزعليش يا جميل، 

ثم انا اصلا عارف أننا منحوسين وهمتك معايا بقي يمكن ربنا يفك النحس.

اتسعت ابتسامتها بعد أن كانت عابسه لتطبع قبلة على وجنته قائلة بكل حب وتمني / ربنا يتمملك بخير يا حبيبي بجد فرحنالك اوي ،

ثم أكملت بانتشاء /  وفرحانة في البت ماسة خدت حتة مقلب.

بعد أن كاد يقبلها على كلماتها الجميلة ودعوتها المحببة لقلبة حتى أنهت جملتها بض*ربها على رأسها من الخلف فارتمت على صدره ليمسك بها من خلف عنقها قائلا / هو انتي يا بت مبتعرفيش تقولي كلمتين حلوين على بعض ؟؟ 

لازم تبوظيها في الاخر !

نظرت له وهي مبتسمة قائلة / الله مش بفكلك الاستريس الحق عليا يعني.

ربت على كتفها ثم ازاحها قليلا للامام قائلا / اتكلي علي الله كملي لبسك علشان انا كمان اكمل لبسي بدل ما تروحي الحفلة بعاهة النهارده ، 

اتكلي على الله ربنا يكون في عون اللي هياخدك.

نطق باخر جملته وهو يوجهها خارج الغرفة ثم أغلق الباب واستدار لينهي ارتداء ملابسه لتقتحم ماجدة الباب ثانية قائلا / والنبي ليجي ويتحايل عليكم وانا اللي اقول مخدوش يا بابا مخدوش يا بابا.

فرت هاربة فور رؤيتها لاشتعال نظراته متوجها إليها لتخرج واغلقت بنفسها باب الغرفة فيضحك ويدعي لها أن يحفظها لهم جميعاً.

تذكر عندما اخبرته ماجدة أن والدتها قد دعت جارتهم اخلاص  فاقترحت عليه أن يقوم هو الاخر بدعوة چواد لحفل عقد قرانه ربما تعود المياه لمجراها ثانية ويكون سبب في إخراج ميار من حالتها النفسية تلك لذلك قام بدعوته فهو أيضا لم ينسى وعده له بأنه سيدعوه عندما ينول المراد وتتحقق الآمال ويقترن بمعشوقته 

ولكنه فوجئ باصرار چواد بالموافقة على نقله هو وعروسه من مركز التجميل للمنزل وبعد إلحاح كثير وافق محمد اخيرا الذي آثر أن لا يخبر چواد أن أخته مع العروس كما لم يخبر أخته بحضور چواد وفضل ترك الأمر تحت مسمى المفاجأة. فتمتم داخليا / ربنا يستر ويعدي اليوم ده على خير.

على الطرف الآخر كان چواد يستعد بحلة جديدة تظهر مدي وسامته وبهائه حينما ولجت له والدته قائلة بحب ظاهر / بسم الله ما شاء الله ، الله يحرسك من العين يا ولدي.

ثم ربتت على كتفه داعية له / الله يريح بالك وينولك مرادك يااارب.

ابتسم چواد وانحني ليقبل رأسها قائلا / يارب يا امي عايزك طول اليوم بقى يا خوخه تدعي الدعوة ده ماشي يا جميل.

ثم وجد چواد هاتفه يصدح باتصال من نضال الذى اصر علي ملازمة چواد كنوع من رد الجميل بعد أن أخبره باعجابه بماجدة .

فاجاب عليه چواد ليخبره نضال أنه بالاسفل وبانتظارهم فطلب منه چواد أن يستضيف والدته بسيارته حتى يتسنى له استضافة محمد وخطيبته ويقلهم من مركز التجميل 

هبط محمد وتوجه مع چواد الذى كان ينتظره بالاسفل ثم توجها الي مركز التجميل التي به العروس ليقلها الي منزلها حيث المأذون والأهل لاتمام مراسم عقد القران بينما توجه عزة وتوفيق وماجدة الي منزل العروس مباشرة ماعدا ميار التي كانت ملازمة لماسة بمركز التجميل .

وصلوا عائلة محمد والذى فور وصولهم انطلقت الزغاريد تعبيرا عن فرحتهم لتستقبلهم والدة ماسة وعمها بكل سعادة وترحيب .

بينما بمركز التجميل انتهت خبيرة التجميل من تزيين ماسة وميار التي أصرت على اصطحاب صديقة عمرها وخطيبة أخيها بيوم عمرها كما اصطحبتها بيوم زفافها من قبل .

وصل محمد وهاتف أخته أنه بالاسفل لتستعد ماسة باستقباله وبالفعل توجه محمد الي مكان ينتظر العريس فيه عروسه ليرى من تهبط الدرج وهي بكامل زينتها وجمالها ظل ينظر لها وهي تهبط وبجوارها ميار التي كانت لا تقل جمالا وبهائا عنها بينما محمد لم يرى سوى حبيبته .

هبطت ماسة وهي تشتعل خجلا تنظر للاسفل كالباحثة عن شئ ما .

بينما محمد ظل ينظر لها دون أن يتفوه بكلمة ولكن عيونه تشع سعادة اخيرا جاء يومه المنتظر .

اخيرا سيقترن بحبيبته التى يشعر أنه جاهد كثيرا من أجل الظفر بها 

ظل يسافر بنظراته على ملامحها التي برغم حفظه لها إلا أنه لم يصدق حاله لتنحنح ميار عند إطالة الفترة بينهم قاطعة وصلة الاعجاب الصامت قائلة / احم .... انا معاكم للآخر بس خايفة المأذون يزهق ويمشي .

هنا أدرك محمد كم التيه الذي انتابته ليرمش قليلا ثم نظر تجاه ميار بعيون متسعة وكأنه يؤكد المعلومة لنفسه قائلا / صحيح ده النهارده كتب الكتاب تخيلي يا ميار كتب كتاب مرة واحدة يااااه .

وفجأة تقدم من ماسه حاملا إياها من خصرها يدور بها والأخيرة تشبثت برقبته واطلقت صرخة من هول المفاجأة.

ضحكت ميار وتمنت لهم الخير حتى هدأت حركة محمد اخيرا وحاول انزال ماسه ولكن ببطئ شديد ونتيجة لاقترابهم المهلك لكلاهما ونظراتهم العميقة وانفاسهم المتداخلة لم يشعرا بحالهم وشفاههم تقترب من بعضهم.

انسحبت ميار من الساحة لتترك لهم حرية التعبير عن حبهم  وتوجهت للخارج تنتظرهم .

فور ولوجها من مركز التجميل والإبتسامة والسعادة تزين ثغرها والتي كانت قد افتقدتها بالايام الاخيره وجدت أمامها من يرتكز على سيارته ويلعب بهاتفه ومن الواضح أنه ينتظر أحدا.

علت الدهشة وجهها واخذت تفكر هل من المعقول أن يكون جاء من أجلها ؟ 

فكرت أن تعود للداخل فاستدارت لتهرب من وجوده حتى وجدته ينادي باسمها فثبتت مكانها وارتعش جسدها من مجرد سماع اسمها منه لتغلق عيونها وينتابها الحنين الجارف إليه مع تزايد خفقان قلبها.

تقدم چواد منها وهو لم يصدق حاله اخيرا رأها وقف خلفها مباشرة قائلا / بتهربي مني يا ميار؟؟

التفتت ميار ببطئ شديد الي چواد والذى فور رؤيتها جحظت عيناه انبهارا بجمالها واشتياقا لملامحها التي قد بهتت بالاونة الأخيرة فهي جميلة دون أي شيء وازادت جمالا  الان إضافة إلي راحتها النفسية التي اكتسبت القليل منها والذى كان يبدو علي وجهها الان ،

رآها كما هي.

رآى جمال روحها وطيبة قلبها الذى لطالما احبهم بها 

رأى عيونها الجميلة التي تشع دفئا وحنانا .

رأي سعادتها لصديقة عمرها أجل فهذه ميار التي تحمل الخير للجميع مهما تحاملت الدنيا عليها فلم ولن تكن لأحد غل أو حقدا 

هذه هي الروح الذى احبها وتوق لمرافقتها طيلة حياته فحمد الله أنها لم يتغير بها شى سوى بعض الندبات الذى سيحاول على علاجها.

ظل ينظر لها يملي عينيه بملامحها التي لم يتخيل أنه سيراها مجددا بيوم من الايام .

خجلت ميار من نظراته تلك فنظرت للاسفل محاولة التهرب من نظراته برغم شوقها وحنينها إليه تريد أن تطيل النظر إلي وجهه المحبب لها ولكن لم تقدر على مجابهة نظراته الملتاعه بها حتى سمعت .....

..................

بالداخل لم يدرك محمد حاله الا وهو متلذذا بفاكهته التي لطالما تمناها وحلم بها  فالتهم اخيرا شفاه ماسه التي غيبت عن الوعي ولم تدرك حالها الا باحتياجها للاكسجين فربتت علي صدره ليبتعدا اخيرا ساندين جبهتهم على بعضها يتبادلون الأنفاس فحاولت ماسة الهروب بعيونها من نظراته فهى لم تتوقع حالها بالاندماج معه هكذا بينما محمد تائه بجمالها ليهمس لها من بين أنفاسه المتلاحقة قائلا / بحبك .... بحبك اوي يا ماستي.

ثم ينحني ليلتقط شفتاها مرة أخري ولكن ماسة تذكرت شيئا لتشهق قائلة / ميار...

استعاد محمد وعيه وتذكر أن أخته كانت بصحبتهم الآن ليلتفت سريعا للخلف ولكنه لم يجدها فأطلق زفرة ارتياح ثم قال/ خضتيني يا شيخة ...............

 ما صحيح اكيد يعني مش هتفضل واقفة واحنا مع بعض كدة ..............

هو احنا وقفنا لحد فين؟؟

لترمش ماسة بأهدابها لتخفي خجلها بينما هو كاد يكمل ما كان ينوي فعله حتى تذكر وجود چواد بالخارج لتتسع حدقتيه وينطق بدوره / ميياااار.

فسحب ماسه منطلقا للخارج التي لم تعي سبب تفاجأه هذه المرة الا عندما خرجت ورأت ما رأته 

فقد رأوا ميار وچواد أمام بعضهم ليتجه محمد مباشرة يربت على كتف چواد قائلا / مش يالا بينا علشان الناس اللي مستنيانا دي.

انتبهت ميار على حديث أخيها ليشير چواد لها ولاخيها وماسة بالتقدم للسيارة .

بعد أن فهمت ميار أن چواد الذى سيقيلهم الي مكان الحفل شعرت أنها بموقف صعب كيف ستستقل السيارة بچواره مرة أخرى أنه لأمر شاق ومجهد لأعصابها. 

فتح چواد باب السيارة الخلفي للعروسين حتى استقلا ليفتح باب السيارة الأمامي هامسا لها بنبرة تمني/ عقبال فرحنا .

ارتفع صوت خفقان قلبها حتى طغى علي صوت السيارات المحيطة بها فلم تسمع سوى صوت دقاته والتى شعرت أنه هو الاخر يسمعها جيدا.

تسمرت مكانها وقد شعرت أنها فقدت القدرة على الحركة حتى نطق چواد مجددا / اتفضلي يا ميرو .

رمشت باهدابها ثم استقلت السيارة بهدوء ليهرول چواد للجهة المقابلة ويستقل مقعد السائق وهو يشعر بالسعادة الطاغية فقد شعر بأنه على بعد خطوات من تحقيق مراده.

ليدير محرك السيارة وينطلق متوجها بالعروسان لمكان الحفل بينما كان ينتابه شعور جميل غريب وكأن هذا العرس هو عرسه هو .

كانت اخلاص تنتظر بسيارة نضال أمام مركز التجميل ثم رأت مشهد چواد وميار كانت ستهبط من السيارة لتسلم عليها لولا أن أمسك بها نضال قائلا / سيبيهم براحتهم يا طنط............ هما محتاجين يبقوا لوحدهم شوية.

أغلقت باب السيارة ورجعت لمكانها ثانيه وظلت تراقبهم والسعادة تكاد تقفز من عيونها وهي ترى ابنها المحبب قد نال مراده اخيرا .

بينما نضال جلس يشاهد منظرهم ويتخيل نفسه مع ماجدة ولكنه رجع لعقله ناهرا نفسه متمتما لحاله/ بتتخيل ايه جتك نيلة !؟

 دانا لو وقفت قدام ماجدة الوقفة ده مش بعيد تديني بالبوكس ............. دبش بنت الايه.

ثم ابتسم متذكرا ملامحها أثناء عصبيتها / بس قمر عليا النعمة.

بعد أن انتهي المشهد وركب العروسان وچواد وميار انطلق نضال بسيارته خلفهم مطلقا أبواق سيارته بطريقة صاخبة محاولا التلاعب بالسيارة قليلا مع سيارة چواد التي كان يبادله الحركات مع انطلاق بعض الصرخات من قبل ماسه وفرحة محمد لتلذذه باقتراب ماسه منه واغتنامه الفرصه ليعلق لچواد قائلا / والنبي يا زين ما اخترت من اصحابك يا چواد. 

ليجيب عليه چواد وهو يوزع نظراته بين الطريق والمرآه / اي خدمة يا حمادة ........... ....أن شاء الله هعرفك عليه وهتحبه اوي.............. ومش هتكون اخر مرة تتقابلوا .

ربما أراد الإشارة لمراد نضال ولكن برسالة تحفيزية تاركا لنضال كيفية الاقتراب .

بينما ميار حاولت التشبث بالمقعد الخاص بها وكتم فمها منعا من إطلاق صراخاتها.

.....................................

وصل العروسان للمنزل الذى قد تزين وتهيأ لاستقبالهم .

صعدا محمد ممسكا بيدي ماسة وخلفهم ميار التي هرولت قبل أن ينتهي چواد من اصطفاف سيارته .

اصطف نضال سيارته هو الآخر ليقترب من چواد الذي امسك بذراع والدته واكزا له وغامزا ثم همس له / اي خدمة يابو نسب ................... 

يارب تكون عرفت تعمل حاجه ؟

ليبتسم چواد وينظر له بطرف عينيه ثم قال / خليك في حالك ...................

ووريني شطارتك مع ماجدة.

ثم ضحك مستهزأ وانطلق صاعدا الدرج حيث منزل العروس

انطلقت الزغاريد فور وصول ماسة ومحمد وانهالت المباركات عليهم ثم انفصلا فتوجه محمد للصالون حيث يجلس المأذون في انتظارهم وجلس بجواره استعدادا لعقد القران ليدلف فؤاد خلفه مربتا على كتفه قائلا / معلش يا عريس هنأخر كتب كتابك انت شوية ونخليه بعدي علشان اضمن انك تشهد على العقد .

ابتسم محمد واستقام ليجلس فؤاد مكانه قائلا بفرحة حقيقية / يا نهار ابيض ده شرف ليا يا عمي اتفضل طبعا.

طلب فؤاد من والدة محمد استدعاء فاطمة لتتقدم فاطمة وهي تشعر بالخجل الشديد من موقف كهذا بينما جاهدت ماسة نفسها بالخارج أن لا تحزن فقد اختارت والدتها الحل الافضل لهم فدعت لها بدوام الصحة والسعادة.

انتهى عقد قران فاطمة وفؤاد ليتقدم محمد واضعا يده بيدي فؤاد ويبدأ المأذون بمراسم عقد القران حتى استمعا جميعا للدعاء المشهور / اللهم بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير.

لتنطلق الزغاريد والمباركات والتهنئات 

بينما چواد انتهز الفرصة ليقترب من ميار ويسحبها خلفه حيث البلكون.

 اضطربت ميار ولكنها لم تستطع أن ترفض محاولته ليقول چواد / ميار انا لسه بحبك ومش قادر اتخيل حياتي من غيرك ارجوكي اديني فرصة تعوض اللي فاتني وصدقيني مش هتندمي.

ندم ايذكر الندم !!!

فكل محاولات البعد هذا حتى لا تندم بالقرب المهلك .

ظلت تنظر له لا تعرف بماذا تجيبه ؟!

كيف تخبره أن افتراقهم بسبب حبها له؟

 هي تريد أن يظل حبه بقلبها حتى لا ترى منه ما يجعلها تكرهه.

كيف تخبره أنها أصبحت معقدة نفسيا وخاصة من العلاقة الزوجية ؟

كيف ستخبره أنها ستكون عقابا له لا جزاء لصبره وحبه؟

بعد فترة من الصمت قالت / انا منفعكش يا چواد  انا بقيت محطمة من جوة .................... 

صدقني البعد لينا احنا الاتنين افضل.

بعد وصلة التهنئات والمباركات تقدم محمد من ماسة طابعا قبلة دافئة أعلى جبهتها ثم قال/ مبروك عليا يا قلبي ،

بجد مش مصدق أننا اتجوزنا ، 

والأهم اليوم عدى علي خير .

ثم امسك يدها مقبلا كفها بنعومة طاغية أهلكت مشاعرها وكأنه دعا النحس ذاته لتسمع هي صوت تعرفه جيدا من خلفها صوت غاضب يندد ويهدد بأفعال تخلج قلبها .

وبدأت الصيحات تتشابك صيحة والدتها التي تترجاه أن يمرر اليوم بخير وصيحة عمها الذي يقف متحديا بإفشال كل ما هدد به .

انعقد حاجبي محمد وتمتم قائلا / انا برضه استغربت ازاي اليوم ده يعدي كدة.

ثم اقترب من ماسة التي امتلأت محجريها بالدموع سائلا إياها / مين دول يا ماسة؟

نظرت له ماسة نظرة استجداء وكانها تتوسله لإنقاذها لتزدرأ ريقها ثم قالت وشفتيها ترتعش من الرعب/ ده خالي وأولاده مكنش موافق على الجوازه وكان عايزني لحد من أولاده.

استوحشت نظرات محمد حينما نطقت بهذا الحديث الأخرق واشتعلت عيونه غضبا حين رأى دموعها ونظرة الرعب التي انتابتها ليحاول بث الطمأنينة بقلبها .

فاحتضن وجهها بين يداه قائلا بنبرة لا تحتمل النقاش/ انتي مراتي ومحدش يقدر أو يستجري يعملك حاجه فاهمة ده ؟....... فاهمة؟

اومات برأسها وكأنها وجدت أمانها ليربت على وجهها بحنان طاغي مطمئنا إياها / خليكي هنا ومتخافيش .

نظر يمينه فوجد ماجدة ووالدته اللاتي لم يفهما شيئا فقال لماجدة موصيا إياها / خلي بالك من ماسة يا ماجي ده في امانتك.

ابتسمت ماجدة لتحيط ماسة بذراعها مربته عليها ومطمئنة لها ولاخيها بابتسامة مريحة وكأن لا يوجد من الأساس / متخافش مش في امانتي يبقى الموضوع خلص.

اوما محمد برأسه وحاول الابتسام ثم انطلق لينضم لذلك الدرع الحامي الذي شكله كلا من فؤاد وفاطمة أمام خالها وأولاده الاثنان .

بداخل البلكون استمعا چواد وميار للجلبة  التي بالخارج فتوجه فورا ليري الأمر محتد لا يعى شيئا ولكنه توجه مباشرة لينضم بجوار محمد وانضمت ميار بديهيا الي ماجدة والتي رأتها تضم ماسة كمحاولة لتهدأتها لتسأل ميار عن السبب فتخبرها ماجدة بما عرفته لتحاول مع ماجدة تهدأة ماسة.

بالخارج بعد أن دخل نضال وسلم على العروسان خرج قليلا ليدخن سيجارة ويفكر في طريقة لفتح حديث مع ماجدة وربما يحاول بطريقة أو بأخرى لمفاتحتها في طلب التقدم لها .

ظل يضيق بعينيه يضع أكثر من سيناريو للحوار حتى فاق من شروده قائلا / انا نضال عمال اخطط وافكر ازاي هقولها بحبك مانا اروح اقولها بحبك وعايز اتجوزك وخلاص هي شغلانة !!

ثم استمع للجلبة التي تحدث بداخل المنزل والتي لا تدل على مظاهر الاحتفال فانطلق الي داخل المنزل يرى ما الأمر ليجد ثلاث من الرجال يهددون ويتوعدون بإفشال كل ما يحدث لينضم بجوار چواد ويميل عليه سائلا / هو في ايه؟ 

چواد بحيرة / مش عارف بس اللي فهمته أن دول قرايب العروسة ومش موافقين على الجوازة .

احتد الموقف بين أحد من الرجال الثلاث ليمد يده على والدة العروس ليمسك بيده فؤاد محذرا اياه بلهجة صارمة وصوت عالى / اياك تمد ايدك على فاطمة والا ورحمة اخويا لواديك في داهية .

لم يصمت أبنائه ليمسك أحدهم في تلابيب فؤاد ويحاول الآخر بتسديد لكمة له ليباغته محمد مسددا له لكمة بينما يسدد چواد لكمة للآخر والذى كان ينتوي الامساك بمحمد وبدأ النزال وتعالت الصرخات وحاولت فاطمة الامساك بفؤاد والحول بينه وبين أخيها ليجد نضال أن لا بد من تدخله برغم عدم تعلق الأمر به وعدم إدراكه للأمور فقرر التدخل بصفته الرسمية ليخرج مسدسه الذى تعود أن يحمله دائما حتى وهو خارج عمله مطلقا منه عيار بالهواء ليصمت الجميع وينتبه لوجود أحدا حاملا سلاح فتتوجه جميع الأنظار له مليئة بالرعب بينما نظرة واحدة هي من نظرت له بالسعادة والفخر وكأنه دائما منقذ كل المواقف والذى لطالما يتدخل بالوقت المناسب وبالطريقة المناسبة.

اقترب نضال ووقف بين الفريقين ونظر لكلاهما ثم وجه نظره تجاه فاروق يسأله باقتضاب / حضرتك مين وجاي تعمل مشاكل ليه؟

قضب فارق جبينه ونظر لنضال نظرة استخفاف قائلا / حضرتك اللي مين؟

 وايه دخلك بين عيلة بتصفي خلافتها؟

رفع نضال حاجبيها دليلا على دهشته قائلا باستهزاء / بتصفي خلافاتها وعيلة؟ 

مشفتش ده في اسلوبك يعني !؟

_ شئ ميخصكش .

هدر بها فاروق في وجه نضال الذى تحولت تعابيره للغضب لينطق بصوت جهوري / لا يخصني ولو ممشتش حالا هقبض عليك بتهمة ترويع مواطنين وفي القسم بقي ابقى اعرفك علي نفسي كويس.

انطلقت فاطمة تهدأ من عصبية نضال التي لا تعرف هويته حتى الآن ولكنه يبدو أنه من أصدقاء العريس فربتت علي كتفه محاولة تهدأته قائلة / مفيش حاجه يا ابني ده اخويا وهيمشي دلوقتي.

ثم التفتت لفاروق الذي كان ينظر باعين مشتعلة وتحدي ضد نضال فقالت له / امشي دلوقتي يا فاروق وانا هبقى اكلمك ورحمة الغالين ما تبوظ ليلة بنتي.

نظر لها فاروق لها قائلا بعصبية مفرطة ونظرات مخيفة / عاجبك اللي عملتيه ده يا هانم ،

 بس ملحوقة انا همشي فعلا بس انتي وبنتك معايا ......

وهناك هنتكلم .

تدخل محمد قائلا باستخفاف/ هي وبنتها ازاي لمواخذة ؟؟

جيت متاخر يا فاروق بيه بنتها بقت مراتي على سنة الله ورسوله.

شعر فاروق بصفعة قوية فتوقدت نظراته تجاه فاطمة التي ارتعبت من مجرد النظر له ليقبض على ذراعها ويسحبها بشده قائلا لها من بين اسنانه / عملتيها يا فاطمة طب ورحمة ابوكي مانتي شايفة بنتك تاني.

ليتدخل فؤاد وينزع ذراع فاطمة ويخفيها خلفه واقفا أمام فاروق بكل ثقة وتحدي قائلا باستهزاء / يعز عليا انزل حلفانك الأرض ................ بس اللي بتهددها ده تبقى مراتي .........

 ومفيش حد له كلمة عليها غيري .

شعر فاروق بالجنون فور استماعه لحديث فؤاد ليرفع يده غير متمالك أعصابه ويحاول تسديد لكمة له فتدخل نضال سريعا قابضا على ذراعه بقوة قائلا / أعتقد دلوقتي واضح أن وجودك غير محبب وتهنئتك وصلت يا باشا.

وانا شايف يا تتفضل وتسحب جوز التي*ران دول وراك يا اتفضل انا واسحبكم كلكم للقسم...............

 وهناك بقي محدش يزعل.

شعر فاروق بالخساره الفادحة وخاصة عند تواجد هذا الفؤاد والذي كان يهابه بمجرد وجوده بجوار أخيه مراد فما بالك لو كان هو الخصم الان.

 لينظر للجميع ودون أن ينطق ببنت كلمة انطلق خارجا وخلفه ابنائه يسحبون اثار الهزيمة خلفهم.

ليستدير نضال ليطمئن من بالمنزل ولكنه فوجى بعيون تنظر له بفخر واعتزاز لينظر تجاهها بابتسامة ثم قال/ ما تشغلوا اغاني يا جماعة ولا الفرح ده هيفضل صامت كدة كتير .

لم ينكر سعادته بنظراتها تلك .

نعم هو يدرك حاله جيدا ويعرف قيمة ذاته ولطالما وجد نظرات الإعجاب إليه ولكن هذا ليس مجرد اعجاب بل هو فخر واعتزاز فلكم شعر بقيمة ما فعله من مجرد نظراتها برغم اعتقاده أنه لم يفعل شيئا ولكن بنظرتها تلك اشعرته أنه فعل كل شئ.

..................................................

ظل مرارا وتكرارا يلح على أخيه طوال اليوم ويحاول اقناعة بفكرة التعجل بالزواج .

وبرغم موافقة يزيد لاقتراح أخيه إلا أنه قلق جدا من ناحيته مما أثار الشكوك بعقله فلما التعجل هكذا ؟؟

ليضيق عينيه ويسأله بريبة / هو انت مستعجل ليه يا يزن؟

مش طبيعتك يعني!

حرك يزن كتفيه للأعلى مدعي اللامبالاه ومحاولا التهرب من نظراته الكاشفه له فتحدث وهو يدعي النظر ببعض السجلات أمامه قائلا / يعني لاقيتك هتتجوز وچواد هيتجوز فبصراحة قولت يعني أنا الوحيد اللي هفضل لوحدي فغيرت وقولت اتجوز بقى والبنت بصراحة مش وحشه يعني ؟

أنزوى ما بين حاجبي يزيد ليسأل مندهشا / يعني انت عايز تتجوز غزل علشان غيران مننا وقولت تجرب وماله !؟

وبعد شهر ولا اتنين تزهق وتسيبها!؟

طب والبنت زنبها ايه ؟؟ 

يعني أنا شوفتك بالرحلة غيران عليها فافتكرتك.......

قطع يزن استرساله ناظرا له برعب وكأنه لا يريد أن يكشفه أحد فقال بتوتر ظاهر / افتكرتني.......... افتكرتني اي ؟؟ 

الموضوع كله أن كرامتي متسمحش تبقي خطيبتي وتتكلم مع رجاله ............... 

الناس يقولوا ايه؟

 مش مالي عنيها ولا انا لمؤاخذة يعني...

استشعر يزيد أن اخيه يحاول الهروب من الاعتراف بحبها فحاول أن يضغط عليه لربما اعترف واستسلم ليهب واقفا مدعي الضيق قائلا بنبرة حادة / لا وانا ميرضنيش يتقال عليك كلمة واحدة.

زي برضه ده تبقي اخت خطيبتي واللي من حقها عليا احميها حتى من اخويا .

وعلشان كده انا هلغي الخطوبة وانت دورلك علي واحدة من معارفك تقبل تاخد الجواز تجربة .

والتفت لينسحب لولا ايدي يزن الذي أمسكت بمعصمه قائلا / رايح فين بس يا يزيد احنا لسه بنتكلم !؟

_ اسف انا خلاص عرفت نيتك ومقبلش لغزل تتجوز بالشكل ده حتى لو اخويا .

نطق بها يزيد ليخطو بخطوة واحدة لولا يدي يزن التي أمسكت به مرة أخرى وهو مغمض العينين وكأنه يجاهد ذاته من اجل الاعتراف ووجد أنه لا يوجد بد من الاعتراف ، الاعتراف الذي لطالما أنكره أمام ذاته ليقر به الآن أمام الجميع.

فتح يزن عيونه مقرا اخيرا بنبرة صادقة حانية نابعة من القلب / انا بحبها يا يزيد بحبها وعايز اتجوزها علشان بحبها ...... 

والله بحبها .

ابتسم يزيد ليوكز كتف أخيه قائلا / مانا عارف يا جحش 

بس انت اللي كنت متعرفش.

ابتسم يزن ثم أردف مكملا / طب ايه هنتجوز امتي ؟

بنت الايه بتعمل فيا اللي محدش قدر يعمله ،

 ومش هعرف اخد بتاري واعمل اللي عايزة الا لما نتجوز ،

بدل وربي اعملكم فضيحة انا بقولكم اهو .

ضحك يزيد بملئ حنجرته ثم قال ليزن/ وعلى ايه احنا نجوزكم لبعض وانتوا حرين مع بعض بقى ،

ثم غمز له بتحدي عينيه واستطرد قائلا/ بس خف اللعب مع البنت شوية ده صغيرة ومش قدك.

تذكرها يزن فابتسم لمجرد ذكراها قائلا بحالمية / صغيرة ايه ؟؟

ده مجنناني ومخلياني على ناااااار.

ثم أدرك أنه يتحدث أمام أخيه ليتنحنح قائلا / ما تلفلك لفة كدة بالمحل بدل مانت واقف عاملي تنويم مغناطيسي وسايني ابعبع قدامك.

خرج يزيد من مكتب چواد الذين كانوا يجتمعون به وهو يضحك بصوت عالي مقررا التحدث مع غرام لمحاولة إمالة تفكير غزل فهو يعلم أنها عنيده ويجب لها التمهيد اولا.

أما بالداخل جلس يزن على المقعد متذكر چواد قائلا / زمانك متهني بالحفلة دلوقتي يا چواد وناسينا خالص ، 

يالا اهي حظوظ. 

ثم بدأ يفكر كيف له أن يقنع مجنونته بالاستعجال بالزفاف ثم لمعت عيونه بفكرة لينفض رأسه محاولا الهروب منها قائلا / لا لا لا ده اخليها في الاخر لو مقتنعتش ، 

اه انا اعمل اللي عليا واكلمها بالذوق الاول ،

 بالرغم أني عارف انها مبتجيش بالذوق ومش هتقتنع.

ثم ابتسم وهو متخيل منظرها قائلا / بس ابقى عملت اللي عليا وهي وحرة بقى ساعتها .

ثم ضحك بملئ حنجرته معلقا على فكرته / طب والنبي انا طيب. 

................................


#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت ٣٥

انطلقت زغرودة من فم ماجدة لتعلن عن انتهاء فترة الغضب وبداية فترة الاحتفال ليلتفت الجميع إليها  مبتسمين وكأنها أطلقت عليهم تعويذة السعادة ليهموا بالتصفيق والزغاريد وتصدح الاغاني مرة أخرى ليعود جو الفرح والسعادة فيتجه محمد مباشرة الي ماسته ويبدأ بالامساك بيدها وحثها على الرقص معه ليتبدل حالها و التي بالكاد حاولت تغيير حالاتها المزاجية للسعادة حتى لا تضيع إحساسهم بالسعادة.

وبالفعل انقلب الحال من الهرج والزعر الي الفرحة والسعادة التي وصل مسامعه لنهاية الشارع.

تقدم چواد وبعض من أصدقاء محمد ليجتذبوه ليتراقصوا معه أو بالأحرى ليبعداه قليلا عن زوجته بغرض المرح معه وتقدمت ماجدة وميار وبعض الصديقات بدورهم ليحثوا ماسة على الرقص معها .


وبالفعل تم عمل دائرة حول كلا من العريس من خلال أقرانه والعروس من قبل صديقاتها تحت نظر الذى يستند بظهره على الجدار بالخلف رافعا قدم على الجدار والأخرى أمامه يتابع ماجدة بالاخص حتى وجدها تدخل بمنتصف الدائرة مع العروس وتتراقص معها بعفويه ابتسم ابتسامة بسيطة فلم يتخيل أن هذه العصبية سليطة اللسان من الممكن أن تتفاعل بالإفراح مثل الفتيات وعند بداية صدوح أغنية خاصة بالرقص الشرقي بل وتحتاج الي تمايل بحرفية ( شيك شاك شوك ) 


وجد جميع الفتيات يتراجعون للخلف وكأنهم يعرفون جيدا من ستتقدم ليتفاجأ بماجدة تتوسط الدائرة اعتدل بوقفته ليتابع الموقف عن كثب فهذه بالاخص بعيدة عن تفكيره وخاصة بهذا اللون من الرقص .

وجدها بالفعل تتمايل مع الموسيقى بل وتتراقص بشكل مغري للغاية .


التفت لينظر حوله حتى يرى من حوله متابع للموقف ليجد كل من بالحفل يقف مشدوها ويتابع الرقصة واتسعت الدائرة حول ماجدة والأخرى بدأت بالاندماج التام بالموسيقى ليتوجه مباشرة ودون أي مقدمات يفرق هذا الجمع متوجها الي منتصف الدائرة ثم امسك بيدي ماجدة التي فوجئت بمن يمسكها بهذا العنف بل ويسحبها خلفه .

حاولت جاهده سحب يدها وإيقافه عن الذي يفعله وهي تسمع الشهقات والتمتمات من حوله وهو لا يعيره هذا اهتماما بل شدد من قبضته عليها وكأنها أصداف من حديد حتى أوقفه محمد أخيها سائلا بحدة / حضرتك ماسكها كدة ليه ؟

ورايح بيها فين ؟


وقف نضال أمام محمد بعيون تعلن عن تحدي واضح ليتجمع حولهم كل من لهم صلة بكلا الطرفين فيلتفت نضال موجها نظره الي والد ماجدة ومازال ممسكا بيدها غير عابئ بسؤال محمد قائلا بثقة لتوفيق/ انا بطلب من حضرتك ايد الآنسة ماجدة يا عمي .

عم الصمت والصاعقة على الجميع فاتسعت الأحداق وعلت الشهقات والتزموا الجميع الصمت لمتابعة الموقف التي قطعته ماجدة بسحب يدها بعنف وهي تقول بصوت عالي وبقوة هادرة / وانا مش موافقة .


التفت لها نضال بعيون غاضبة يجز علي أسنانه وهم بالاقتراب منها فوقف أمامه محمد أخيها وجعل أخته خلفه ليرد عليه بكل برود ورزانه / اعتقد محدش يطلب حد بالطريقة دي!

 وبالرغم من كدة سمعت رأيها .

ثم رفع رأسه بترفع ليقول له / وعلى العموم شاكرين لحضرتك جهودك ووقفتك معانا ......... شرفت.

ابتلع نضال غصة بحلقه وقبل أن يغادر نظر لها بعيون مشتعلة وكأنه يرسل لها رسالة تهديد واضحة ليجد چواد يربت على كتفه قائلا / يالا يا نضال احنا .


ثم التفت إلي محمد ليهدا الموقف قائلا / بعتذر يا محمد نضال اكيد ميقصدش والف مبروك يا صاحبي.

اومأ محمد قائلا لچواد / الله يبارك فيك يا چواد عقبالك .

نظر چواد لميار التي كانت تقف بجوار ماجدة وعيونها مليئة بالدموع برغم أن الموقف لا يمت لها بصلة 

عكس الأخيرة التي كانت تقف بجمود العالم

 ليردد چواد الدعاء خلف محمد وهو مازال ينظر لها قائلا / يارب يا محمد ادعيلي ربنا ييسر الحال .

ثم أشار لوالدته حتى يغادروا بهدوء بعد أن قدم التهنئة والسلامات وتبعه نضال الذي ظل صامتا ينظر باتجاه ماجدة التي حاولت جاهدة التهرب من نظراته لا تعرف لما ؟


بعد انصراف كلا من نضال وچواد التفت محمد لماجدة قائلا لها بغضب ولكن بنبرة منخفضة حتى لا يسمعه احد / لما نروح عايز اعرف ايه اللي بينك وبين نضال ده علشان يطلبك بالشكل ده ؟

اومأت برأسها دون التفوه ببنت كلمة ليتجه الي ماسه قائلا / بيتهيألي كفاية كدة النهارده بدل ما الليلة تقلب اكتر من كدة !!

عقدت ماسة حاجبيها بتعجب غير مدركة لمعنى جملته لتسأله مستفسرة / مش فاهمة قصدك يا محمد .

نظر محمد لشفتاها ثم نظر لكم برائتها قائلا/ والله يا بنتي انا مش عارف مين اللي نحس .

معدن فضة لولي سامي 

بس ما علينا كنت عايز اسالك عن عمك هتعملوا ايه النهارده ؟؟

نظرت ماسة تجاه عمها الواقف بجوار والدتها ثم نظرت له ثانية وقالت ببراءة تامة/ هنعمل ايه في ايه ؟؟ 

سحب محمد نفسا عميقا وعرف أنها لم تعي سؤاله فامسك بيدها وسحبها خلفه حتى وصل لوالدتها قائلا بمزحة / ايه يا حماتي يصح كدة يعني بنتك تجوع عماله تقولي انا جعانة انا جعانة هو مفيش عشا عندكم ولا ايه؟

اتسعت نظرات ماسه ولا تعلم لماذا فعل هذا ؟

وقبل أن تنطق معارضة وجدت والدتها تجيبه قائلة / يا حبيبتي عيوني لماسة وجوز ماسة حالا اجهز العشا .

اتفضلوا بالاوضة لحد ما اجيبه لكم .

وانطلقت فاطمة متجهه الي المطبخ لتجد ماسه عمها يوكز محمد قائلا / طب ما تيجي دغري وتقول عايز تقعد مع البنت لوحدكم  !!

ابتسم محمد ونظر له بخبث قائلا / والله انت عسل يا عمي وشكلنا فاهمين بعض وهنريح بعض اوي .

ثم انا بحاول اظبطلك  الدنيا مش اكتر .

ابتسم فؤاد وربت على كتفه قائلا/ متشلش همي يا خفيف

 دانا اظبط لعشرة زيك ،

 بس مطولش في فترة كتب الكتاب 

يعني اسبوعين والاقيك جهزت للفرح .

_ بس كدة عيوني دانت لو عايزني اخدها من النهارده معنديش مانع خالص .

نطق بها محمد وهو يوكز فؤاد ليرد الاخير قائلا / لا يا خفيف بنتنا لازم تمشي بزفة 

واتفضل حماتك الطيبة جهزت الاكل في الأوضه.

ثم مال علي أذنه هامسا له / بس ابقى خف علي البنت بدل ما تلاقيني فوق راسك جوة .

وغمز له بإحدى عيونه ليبتسم محمد وسحب ماسة التي تقف مشدوهه لا تعرف على ماذا يتحدثون أو بماذا يقصدون من حديثهم هذا.


دخلت خلفه الغرفه فأغلق الباب لتسأله وهي تقف خلفه وتتخصر قائلة / عايزة اعرف انت قولت لماما ليه كدة؟ 

وكنت بتتكلم مع اونكل فؤاد في ايه؟

 علشان انا بقيت مش فاهمه حاجه.

ابتسم قليلا ومازال معطيا لها ظهره ليلتفت لها مقتربا منها بتروي شديد حتى وصل للحد الذي جعلها تضطرب انفاسها ويزيد خفقان قلبها فتقريبا أصبحا ملتصقان لتحاول ماسة الرجوع خطوة للخلف ولكنها وجدت محمد يحاوط خصرها ويقربها أكثر منه لتلتصق بصدره وينظر بداخل عيونها هامسا بكلمة واحدة/ هفهمك .

ثم وجه نظره لشفتاها التي لطالما حلم بها حاولت هي ابتلاع لعابها من أثر قربه المهلك لها وقبل أن تتفوه بكلمه كان ابتلع حروف كلمتها بداخل فمه عندما التهم شفتاها ليتلذذ اخيرا بحلمه الذي أعد له اكثر من سيناريو ولكن لم يتوقع أنه سيكون بهذه المتعه.

تعمق محمد بقبلته التي بدأت بهدوء ثم ازدادت بنهم جارف حتى نسى حاله لتتوغل يده على مفاتنها التي أفقدته صوابه لتغوص معه ماسه في عالمه واحاسيس لم تجربها من قبل حتى انتبهت ماسة على طرق الباب فحاولت تنبيه محمد الذى بالكاد استعاد وعيه وانتبه على صوت فؤاد يقول / يالا يا اولاد الناس عايزة تمشي وتسلم عليكم. 

ليبتعد عنها بصعوبه وانفاسهم تتلاحق ثم بدأ يجز على أسنانه وهو يجيب فؤاد بجملة مبطنة / حاضر يا عمي لسه بنااااااكل ومشبعنااااش.

فهم فؤاد جملته وابتسم ليعود إدراجه فهو لم يريد سوي تنبيه محمد بأنه ليس بمفردهم حتى لا يتوغل بالأمر فهو يعرف طيش الشباب.

هدأ محمد قليلا لينظر لماسة التي اشتعل وجهها خجل ولم تستطع رفع نظرها به ليرفع بسبابته وجهها وينظر لها قائلا / احنا معملناش حاجه غلط انتي مراتي ، 

وهانت كلها اسبوعين وتبقي في بيتي ،

المهم هو عم فؤاد هيبات عندكم النهارده؟

بكل عفوية أجابت ماسة قائلة / لا هو قال لما اتجوز واروح بيتك.

تمتم محمد قائلا/ لعيب وعرف يظبطها صح .

_ بتقول ايه يا محمد ؟

ابتسم محمد وأمسك بذقنها قائلا بغمزة/ مفيش يا سكر لما نتجوز هفهمك كل حاجه ، 

المهم كلي يالا اي حاجة بدل ما يلاقوا الاكل زي ماهو ويعرفوا انا كنت عايزك لوحدك ليه؟

نطق باخر جملته لتبتسم ماسة خجلا وتبدأ بالطعام لتجده يقدم لها اصبع الكفته ويحاول اطعامها فتأكل من يده التي بدأت في التحسس على شفاهها ثم قال بخبث / مش انا أكلتك اكليني بقى من ايدك .

لتمسك هي بقطعة لحم وتحاول اطعامه ليمسك بيدها ويقبل كل اصبع بها حتى انتبها كلاهما علي طرق الباب مرة أخرى فيكز محمد علي أسنانه ويهب واقفا  ويفتح الباب بعنف ليجد أمامه فاطمة بابتسامة هادئة تقول باستحياء / معلش يا ابني اعذرني .

عمك فؤاد صمم اخبط عليكم واقولك أنه محتاجك في موضوع ضروري.

معدن فضة لولي سامي 

فور أن رأي فاطمة تراخت أعصابه قليلا ليبتسم ويجيب عليها قائلا / عمي فؤاد ده حبيبي وانا رايحله حالا .

ثم التفت لماسه معتذرا والكلام يخرج من بين اسنانه / معلش يا حبيبتي هسيبك مع طنط واروح اشوف عم فؤاااااد.

لتضحك ماسه وهي تؤمئ له برأسها.

................................

بعد انتهاء الحفل ظل محمد قليلا مع ماسته  وعاد كلا من ماجدة وميار مع والدتهم ووالدهم .

وفور دلوفهم المنزل اوقف توفيق ماجدة قائلا / استني يا ماجدة ، 

عايزك.

ثبتت ماجدة مكانها وزمت شفتاها ثم استدارت لتواجه والدها الذي سألها / انتي تعرفي نضال ده منين؟

 وليه عمل معاكي كدة بالفرح ؟؟

اقتربت ماجدة من والدها وبكل ثقة وثبات قالت / ماهو ده اللي چواد جابه ساعة مشكلة ميار يا بابا .

_ عارف بس طريقته متقولش انك شوفتيه أو كلمتيه مرة واحدة.

توترت قليلا لتنظر تجاه ميار ثم تجاه والدها لترمش باهدابها ولأول مرة تقف بموقف لا تستطيع التحدث أو الدفاع عن نفسها .

ظلت توزع نظراتها بينهم لا تعرف ماذا تقول هل تفشي سر أنه طلب منها تقريب المسافات بينها وبين جواد ؟؟ 

ام تقر أنها من أعطت له فكرة قدومة لهذا الحفل ؟؟ 

حتى حاولت الام إنقاذها أو ربما امهلتها فرصة للتفكير فربتت علي كتفه توفيق قائلة / سيبهم يستريحوا ويغيروا هدومهم وابقى اقعد اتكلم معاهم براحتك بدل مانتوا واقفين كدة.

لولا التعب والاجهاد الذى كان يشعر به توفيق ما وافق على هذا الاقتراح ليؤكد قائلا / ماشي اتفضلوا غيروا وهنكمل كلامنا .

لتتوجه ماجدة الي غرفتها وتتبعها ميار التي باغتتها بسؤالها / هو انتي بجد تعرفي نضال ده ؟؟

التفتت ماجدة إليها رافعة كتفها متصنعة اللامبالاة / اه شوفته كدة مرتين ولا ثلاثة .

_ طب وانتي رفضتي طلبه ليه؟

سألت ميار بعيون ضيقة وابتسامة خبيثة لتتهرب ماجدة من نظراتها ثم قالت/ علشان غبي.

 في حد بيطلب حد كدة ؟

قربت ميار نظراتها من ماجدة لتسألها / يعني رفضك للطريقه مش للطلب ؟؟

وكمان مش يمكن رقصك استفزه ؟؟

حركت كتفها لأعلى / ولو....... يقوم يعمل كدة ؟

 ده مجنون .

استمعا كلاهما لصوت محمد الذى فور حضوره توجه مباشرة لغرفة أخته قائلا / ماجدة عايزك.

ربتت ميار على كتفها قائلة / ربنا معاكي

استجمعت شجاعتها وقالت وهي تتوجه للباب / متقلقيش أنا معملتش حاجه غلط.

ثم فتحت الباب لتجد محمد أمامها فقالت له بكل ثبات / ممكن نتكلم لوحدنا ؟؟

عقد محمد حاجبيه فقد تعجب من طلبها ولكنه أدرك أنها لا تريد التحدث أمام ميار ربما لسبب ما فأشار لها بيده أن تتقدمه 

وبالفعل توجهت مباشرة الي غرفته ودلف خلفها مغلقا باب الغرفة ثم قال لها / سامعك وعايز اعرف كل حاجه.

بالفعل أخبرته ماجدة بكل شيء حتى اتصاله بها من أجل محاولة التقريب بين جواد وميار دون التطرق لمقابلتهم استمع محمد لها جيدا حتى سألها / جاب رقمك منين ؟؟

 وايه اللي خلاه يعمل كدة النهارده؟؟

اضطربت قليلا قبل أن تفكر في اجابة على سؤاله حتى أهداها عقلها فقالت / انا أدتله رقمي لما كان ماسك موضوع ميار علشان اتابع معاه الموضوع ، 

لكن عمل كدة ليه النهارده معرفش يمكن علشان كنت برقص.

اتسعت حدقتي محمد وتذكر أمر الأغنية والتي بعدها مباشرة بدأت المشكله ليقترب منها سائلا / هو انتي اللي كنتي بترقصي علي اغنية شيك شاك ؟؟

ابتلعت لعابها بصعوبة وهربت من نظرته التي شعرت بأنها ستقسمها نصفين لتومأ برأسها بالايجاب وحاولت الدفاع عن حالها فقالت مسرعة / بس والله البنات كانوا حواليا ومحدش كان شايف حاجه .

وانا كنت فرحانة بيك وبماسه.

معدن فضة لولي سامي 

امسك معصمها وسحبها بشدة مقربا إياها قائلا بغضب يحاول التحكم به / محدش شاف حااااااااجه..........

 امال هو شافك ازاااااي ؟

أغمضت عيونها ليترك هو يدها ويدور بغرفته ذهابا وإيابا يراجع حاله وهو يدافع عنها قائلا باستهزاء على نفسه / لا وانا اللي وقفت قدامه واقوله بتعمل كدة ليه !؟

وكنت هضربه .

ضرب كف على الاخر واستطرد قائلا/ طب والله كتر خيره مرضيش يرد عليا ويقولي قبل ما تعمل راجل عليا روح لم  اختك .

كان يحدث حاله وكأنه سيجن ليضرب كف على الاخر ويكمل قائلا بسخرية على حاله / لا وانا اللي نافخ صدري وطردته لما اختي البجحة ردت عليه اكنها معملتش حاجه.

 وهو كتر خيره مرضيش يتكلم .

معرفش أن اختي كانت شغالة رقص من ورايا .

_ والله يا محمد ......

قطع استرسالها عندما وقف أمامها هادرا بها / انتي تخرسي خاااالص ،

 انتي عارفه خليتي شكلي ايه قدامه؟ 

طب قدام نفسي ؟ 

دانا حاسس اني ركبت قرون !

دلف توفيق عليهم الغرفه ليتعجب من وقفتهم وصوتهم العالي فدلف يسأل / صوتكم عالي ليه ؟

وبعدين انا مش قولتلك عايزك ؟

_ ماهو يا بابا.....

اسكتها محمد قائلا / انا هفهمك يا بابا .

ثم استدار لأخته قائلا / اتفضلي على اوضتك لحد ما نشوف حل للي حطتينا فيه.

توجهت ماجدة لغرفتها وهي تمتم بجملة بكلام لم يسمعه غيرها / الرجالة ترقص مفيش مشكلة، 

لكن الستات ترقص يبقى عار ،

صحيح مجتمع ذكوري عفن.

فور خروجها من الغرفه جلس محمد واجلس والده ليطلعه علي الموقف 

.....................................

بالجهة الأخرى فور وصول نضال الي منزله والذي حاول جاهدا التحكم باعصابه طوال الطريق ركل بقدمه طاولة صغيرة لتسقط متهشمة ثم توعد قائلا / ماشي يا ماجدة.......

 أن ما وريتك .

ثم دخل لغرفته وأخرج هاتفه ليرسل لها رسالة كتب بها / 

( أنا مبسيبش حقي 

انتظريني بكرة )

ثم أغلق تطبيق الرسائل ليهاتف چواد الذي وصل منزله ودلف لغرفته قائلا له بالهاتف / خدلي ميعاد من محمد يا چواد بكرة

 لازم اخلص الموضوع ده بكرة .

ثم أغلق الهاتف بعد محاولات من چواد باثناءه عن الميعاد وترك فترة لتهدأة النفوس ولكن نضال كان مصر علي التوقيت فهو قد اعتاد أن لا ينام وله حق مهدور.

بالطرف الآخر أمسكت ماجدة هاتفها تتفقد الرسائل به قبل الخلود للنوم لتجد رسالة من نضال فتحتها لتقرأ فحواها فضحكت بسخريه متمتمة لحالها / ابقى وريني هتعمل ايه ؟

لما يبقى يجي بكرة بتاعك ده بقى.

ثم ضحكت وأغلقت هاتفها لتغوص في نوم عميق بسبب الإرهاق طوال اليوم.

..........................................

اشرق الصباح لتنتشر أشعة الشمس بداخل غرفته لتعلن له عن بداية يوم جديد

 او كما شعر بها بداية حلم جديد ليمتطع على فراشه يشعر وكأنه اخيرا استنشق الهواء ظل ينظر للسقف وهو يتخيل عودة حبه مرة أخرى .

فهو رأي بعيونها اشتياقها وحنينها له 

ولكنها مازالت تحمل نظرة انكسار 

ولكن لم يتركها تعاني الانكسار بمفردها 

فكما كان يشعر دائما انه سندها سيحاول جاهدا أن يجبر قلبها ويزيح همها ليرمم روحها من جديد .

اسند چواد ظهره علي حافة الفراش ليتذكر طلب نضال فأمسك بهاتفه ليهاتف محمد والذي اجابه بصوت ناعس فقال جواد معتذرا / انا اسف يا عريس صحيتك بس حبيت الحقك قبل ما انشغل في يومي .

مسح محمد وجهه بيده ثم اعتدل بجلسته قائلا / اهلا چواد ولا يهمك أومر . 

اضطرب چواد قليلا برغم إقدامه على الاتصال

 ولكن لم يرتب حديثه فماذا سيقول له؟

 ليحاول لملمة افكاره قائلا  / اااااه.......انا طبعا بعتذر نيابة عن زميلي نضال علي الموقف البايخ اللي حصل منه امبارح ،

 وهو بلغني أنه عايز ياخد ميعاد علشان يعتذر ليكم بنفسه وبيفضل يعني لو الميعاد النهارده.

فور استماع محمد لحديث چواد تنبهت كل حواسه فهو ظل ساهر يفكر كيف يعتذر لهذا النضال عن موقفهم؟

 بل كيف سيقابله من الأساس؟

 ليجده هو من يبادر بالاعتذار والاستئذان للمقابلة ليجيبه محمد قائلا/ لا خالص مفيش موقف بايخ ولا حاجه ، 

وحصل خير طبعا

 واكيد يتفضل في أي وقت البيت بيته .

سحب جواد نفسا عميقا وأخرجه على مهل فلم يتوقع أن يتقبل محمد حواره هكذا بل توقع أن يثور عليه ويرفض محاولة تقربه ليبتسم قائلا / الف شكر يا محمد .

هبلغ نضال حالا وان شاء الله نكون عندكم على المغرب .

انهي الاتصال ليخبر محمد والده ووالدته بحضور نضال لديهم الليلة .

توجهت عزة لغرفة الفتيات لتخبرهم بأمر حضور نضال وفور استماع ماجدة للخبر هبت من رقدتها لتقول / اييييه جاي النهارده ؟؟

هو كان قصده بكرة يعني بكرة؟؟

لم تفهم عزة جملة ابنتها ولكنها أكدت عليها حسن التصرف وعدم التهور ثانية حتى لا تضع ابيها واخيها بموقف سئ.


.........................................


اخبر جواد نضال بموافقة أخيها على حضوره ليبتسم نضال قائلا / طب استعد بقى علشان احتمال كبير نقرأ فاتحة النهارده.

_ ايييييييييه ؟؟

هو انت رايح تتقدم تاني ولا رايح تعتذر ؟

نطق بها جواد الذى اندهش من حديث نضال ليجيبه الاخير قائلا / اتقدم طبعا ، 

مش اخوها في الفرح قال حد بيتقدم لحد كدة ؟ 

معدن فضة لولي سامي 

انا بصراحة حسيت عنده حق فلازم اتقدم بالطريقة الصح.

_ بس انا قولتلهم انك هتعتذر وتقريبا وافقوا علشان كده ومقولتش على حوار انك هتتقدم ده.

حاول جواد إيصال مقصده لنضال حتى لا يتم المشاحنة مرة أخرى وخاصة أن نضال من طرفه وهو يريد أن تعود المياه مرة أخرى   

_ خلاص يا عم نعتذر مفيهاش حاجه 

وبعدها نتقدم برضه ايه رايك كدة ؟

شعر نضال بسبب قلق جواد ليحاول طمأنته والتأكيد عليه بأن يستعد في تمام الخامسة.

..........................................

حاولت غرام التحدث مع اختها بعد أن حدثها يزيد واخبرها بطلب أخيه في الإسراع بالزواج ولكن هيهات وكأنها وضعت بنزين على نار مشتعلة لتهب غزل من موضعها صارخة باعتراض / جواز ايه اللي جاية تقوليه ده يا غزل!؟

 دانا بفكر ازاي اخلص من شبكته السودة ده تقوليلي جوااااز .

ضيقت غرام عيونها سائلة إياها / يعني ابلغ يزيد انك مش عايزة تتجوزي دلوقتي وعايزة تفسخي الخطوبة؟؟

اضطربت غزل قليلا ورمشت باهدابها ثم ابتلعت لعابها قائلة / لا مش نفسخ الخطوبة دلوقتي.

 بقول يعني علشان مظلموش اديله فرصة .

ثم حاولت توضيح ما قالته حتى تنفي ما تبين لاختها قائلة / قصدي فرصة ها ... لكن مش جواز طبعا.

حاولت غرام إقناعها فقالت / يا غزل يا حبيبتي خالك جاي كمان اسبوعين تقريبا 

وهيقعد هنا اسبوعين

 يعني الفرصة اللي قدامنا شهر نجهز ونتجوز فيهم.

 فإنتي تاخدي قرارك دلوقتي

 يا عايزاه ونجهز للجواز يا نقوله منعطلكش ،

 لكن جو احبك اه اخاصمك لا ده مينفعش ،

 علشان برضه يلحق يستعد ويتكلم مع ماما وكدة.

شعرت غزل بالتوتر كلما تخيلت أن أمر الزواج أصبح قريبا ، أحبت أمر لعبة القط والفأر معه ولكن لم تتوقع أن اللعبة ستصبح حقيقة وتكن بيوم من الايام ملك يداه فيا ترى ماذا سيفعل بها حينها؟


..................................................


برغم أن اليوم فرح ولكن أحوال هذه الأسرة والأجواء بمنزل العروس لا تدل علي ذلك فمن احساس القهر الذي شعر به حسن ووالدته جراء ما تم بهم وانهاء مخططهم بخسارة فادحة 

فخسارتهم بالذهب والمنقولات جميعها كانت بمثابة الكارثة التي لم يخططان لها 

وبسبب كل هذا لم يستطيعوا أن يسعدوا بفرح ابنتهم غادة

 التي كانت لا تهتم بما تم وكان كل ما يشغلها فرحها وكيفية الاستعداد له .

انقضت الليلة وكلا من انوار وحسن عادوا الي منزلهم بنفس الوجه العابس وكأنهم لم يكونا في فرح ابنتهم .

أخذوا يفكرون في طريقة لتعويض خسارتهم الفادحة حتى أنارت في عقل انوار فكرة فشهقت قائلة / واد يا حسن ايه رايك في البنت نوره بنت فتحية شفتها النهارده في الفرح زي لهطة القشطة؟

تعجب محمد من حديث والدته حتى نظر لها وكأنها تهزي فقال لها ساخرا / في ايه يا اما سلامة عقلك !؟

رأيي فيها من اي ناحية؟؟

 ده متجوزة قبل اختي بسنة .

وكزت انوار حسن وقالت له وكأنها تصحح معلوماته/ ماهي اتطلقت يا واد ،

 لا وايه اخدت كل حاجه جابتها 

واللي المحروس طليقها كمان جابها.

ثم كتمت ضحكة صادرة من فمها واقتربت من أذن حسن الذي اقترب بدوره عليها لتهمس له قائلة / اسكت ......ما أصله طلع

 مبيعرفش والبنت علشان يسكتوها ادوها كل حاجه.

جحظت أعين حسن ثم ضحك بملئ فمه ثم قطب جبينه سائلا / مبيعرفش ازاااي يا اما وبقالها سنة 

ثم التمتعت عيونه قائلا / معقولة تكون لسه......... ده يبقى حظي من السما.

وكزته والدته مرة أخري وكأنها تريد أن توقظه من أحلامه قائلة / لا يا موكوس انا فهمتك .

متحلمش مش بنت بنوت ،

 أصلها بتقول أنه ماشي بالبرشام والحبوب يعني يادوب بالزق.

استمع حسن لما قالته فبهت وجهه وابتلع لعابه فعلق قائلا / ما بلاش البنت ده يا اما .................. ونشوف حد تاني.

_ مالها دي ؟؟

عروسة كاملة من مجاميعه .

ولا هتقولك هات ابيض ولا اسود .

يبقى ليه لأ؟

 واهي تعوض خسارتنا اللي عملتها اللي ما تتسمى.

على ذكر ميار ابتسم حسن بهيام اثر استرجاع ذكرياته معها يسترجع وجهها الملائكي وطباعها الهادئة حتى بعض الذكريات التي كانت لها مؤلمة ولكن كانت له لحظات في غاية السعادة ، 

انتبه على حديث والدته وهي تخبره أنهم غدا سيتحدثون مع اهل نوره عقب عودتهم من عند غادة حتى يستعد لذلك.

..................................

بالجهة الأخرى بمنزل العريس بعد أن وصلت غادة وزوجها أمام شقتهم في منزل عائلته فتح لها باب الشقه قائلا / مبروووك يا عروسة .

يالا ادخلي غيري عقبال ما اقول حاجه لامي وجاي .

عقدت غادة حاجبيها وتخصرت قائلة / تسيبني قدام الشقه وتنزل لامك؟

 ما كانت لسه في الفرح !!

هتكون عايزة ايه يعني ؟

 مش كفايه خليتوا امي توصلني لاول الشارع ومرضتوش تدخل معايا .

كمان عايز تنزل وتسيبني ادخل لوحدي ده......

لم يدعها تكمل حديثها فأمسك بمعصمها وجذبها بشده حتى كادت أن تتعرقل وتسقط ثم قال لها بصوت خافت وبنبرة مرعبة / اتعودي أن الكلمة اللي اقولها مكررهاش تاني ومفهاش جدال....................... سامعة ولا اقول كمان؟؟

برغم خفوت صوته ولكن نظراته كانت مرعبة ونبرته اقرب لفحيح الافعى.

ابتلعت غادة لعابها بصعوبة واومأت برأسها إيجابا ليكمل أوامره وكان شىء لم يكن/ عايز ارجع الاقيكي مغيره وجاهزة 

مش هكرر تاني.

ثم تركها وتوجه لشقة والدته بالاسفل لترتجف غادة وتولج الي شقتها تنفذ كل ما طلبه وهي تنتفض رعبا سائلة نفسها / هو في ايه ؟

مكنش كدة في الخطوبة ! 

دانا كنت فاكراه اخرس من كتر ما كان ساكت ،

 وقولت همشيه على هوايا ، 

ربنا يستر.

بعد فترة لم تتجاوز الربع ساعة انتفضت غادة جراء استماعها لصوت صفق باب شقتها لترى زوجها بعد لحظات يلج الي غرفتهم ناظرا لها نظرة شمولية بعد أن بدلت ملابسها .

فابتسم قائلا/ شاطرة ...........بتتعلمي بسرعة .

وده هيسهلك حاجات كتير بعد كدة.

ثم جلس على الفراش بجوارها ومد ذراعه ليفتح درج الكوميد وأخرج منه اصفاد ذات لون ذهبي وقدمها لها قائلا / يالا زي الشاطرة كدة مدي ايدك علشان البسك دول .

عقدت غادة حاجبيها باندهاش ونظراتها تتأرجح بين هذه الأصفاد وبينه سائلة اياه / ايه ده يا عدي؟

 البس ايه مش فاهمه ؟

 وألبسهم ليه ؟

ابتسم عدي ثم أمسك بيدها وبدأ في الباسها إياهم وهو يقول / دول يا ستي حاجات جديده وجميلة 

هتتعودي عليها وهتطلبيها بعدين .

ثم اقترب منها هامسا لها / اصل انا ليا مزاج مختلف في الموضوع ده.

 هتحبيه اوي متقلقيش.

وباخر كلمة بجملته كأنه أعطى لها أمر القلق فدب القلق اوسارها ولكن كان بعد فوات الاوان.

 فقد انتهز عدى تشتت تفكيرها واندهاشها من الموقف 

وشبك اوصادها باعمدة بالفراش وكأنه أعده خصيصا لهذا الغرض ، 

حاولت فك اوصادها متوسله له 

بينما صوت دقات قلبها يعلو ويعلو قائلة باستجداء / عدي فهمني علشان خاطري بتعمل كدة ليه ؟

 ربطتني كدة ليه ؟

ده النهارده دخلتنا !

توجه عدي الي خزانة الملابس وفتحها وأخرج منها سياط ثم التفت لها مبتسما قائلا  / عارف يا حبيبتي أن النهارده دخلتنا

 وعلشان كده حبيت اخليها مميزة

 ومتنسهاش ابدا .

فور رؤية غادة للسياط بيده بدأت تدرك ما ينوي عليه

 لتتوسل إليه قائلة / عدي انت هتضربني ولا ايه؟ 

اوعى يا عدي ابوس ايدك فكني.

اقترب عدي والإبتسامة المريضة تزين ثغره قائلا / صدقيني يا حبيبتي 

هتستمتعي اوي .

ورفع يده بالسياط لتهوى عليها باول ضربه مع تعالي صوت صراخها 

ولكنه لم يبالي لصرخاتها التي وصلت لوالدته بالاسفل 

والتي اوصاها بعدم التدخل مهما استمعت من صرخات .

كادت أن يغشى عليها لولا شعوره بالانهاك فقذف السياط أرضا واخذ يخلع ملابسه قائلا بين نهجاته / معلش بقى

 تعبان طول اليوم في استعدادات الفرح 

علشان كده تعبت بسرعه 

لكن اوعدك بعد كدة هنطول عن كدة

 وتكوني اتعودتي كمان.

ثم اعتلاها ليتمم زواجه منها فعلا .

بعد فترة وجيزة اعتدل من فوقها وأخذ سيجارته من الكوميد بجواره واشعلها غير عابئ بالباكية بجواره وكأن صوت بكائها ونحيبها عزف عذب تستمتع به اذنه

.............................................


تكملة الرواية من هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع