قصة شبيهة الشيطانة كاملة بقلم الكاتب أحمد محمود شرقاوي
قصة شبيهة الشيطانة كاملة بقلم الكاتب أحمد محمود شرقاوي
قصة شبيهة الشيطانة كاملة
من اسبوعين فيه موظفة جديدة جت اتعينت في التيم بتاعي اسمها "سارة" وغصب عني مقدرتش أعتبرها زي أي موظفة تانية, وده لأنها فعلا كانت مختلفة عن كل بنات التيم, عارف لما تشوف حد وتحس إنك تعرفه من سنين طويلة, تحس بتآلف غريب بينك وبينه وانك عايز تقرب منه وتتكلم بدون أي أسباب..
سارة كانت عاملة زي السحر حرفيًا, وغير كل ده كانت جميلة جدا في الشكل, وبالأخص نظرات عنيها اللي كانت دايما خجولة وفيها لمعة جميلة جدا, بدأت أقرب منها بحُكم الشغل وغصب عني كنت بديها اهتمام أكبر من باقي الفريق, وفي وقت بسيط جدا اتعلقت بيها, أنا اللي عمري تقريبا ما اتعلقت ببنت لقتني اتعلقت بسارة, وبقيت يوميا بروح الشغل وانا نشيط جدا عشان بس أشوفها واتكلم معاها, في الفترة دي أمي اللي غلبت معايا عشان تجوزني لاحظت اختلاف جوهري في شخصيتي, وبدأت نظراتها تحاصرني لحد ما وقعت قدامها وحكتلها كل حاجة, وبدون ما تسبني أفكر أو أتمهل لقتها بتقول
"على بركة الله"
قولتلها إني لسة بفكر وبشوف الموضوع اعترضت عليا, انا داخل في 33 سنة, وابويا سايبلي شقة فخمة وعربية وبشتغل في منصب في شركة كبيرة, يعني مفيش أي حاجة نقصاني حرفيًا, ولازم أنجز وأخد الخطوة لأنها لو ضاعت ممكن متتكررش تاني, خاصةً إن البنت جميلة وممكن أي حد يسبقني, ومن تاني يوم بدأت أخطط ازاي هفاتحها في الموضوع وازاي أديها مساحتها في التفكير وأفهمها إن ده مالوش أي علاقة بفكرة إن انا مديرها في الشغل, استخرت ربنا وروحت بعد يومين فاتحتها, لقتها اتكسفت خالص وفضلت ساكتة, طلبت منها رقم ولي أمرها لقتها بتقولي ان أبوها وامها ميتين وهي عايشة مع أختها الكبيرة "نورهان" في شقة إيجار وبس..
طلبت في النهاية رقم أختها واتصلت بيها في نفس اليوم, بلغتها إني عايز أقابلها عشان أطلب منها أختها, رحبت بيا جدا واستغربت شوية تشابه الصوت بينهم في الموبايل, وعلى يوم الجمعة كنت متشيك وواخد في إيدي علبة شيكولاتة غالية وخبطت عليهم, شوية وفتحتلي سارة, ابتسمت في وشها لقتها بترحب بيا وبتدخلني, بدأت غصب عني أتغزل فيها وأمدح في شياكتها, ابتسمت أكتر بخجل وسكتت تماما, قولتلها إن لو اختها موافقتش عليها هخطفها ونهرب, بصتلي بصة غريبة وسكتت, شوية ولقيت, ايه ده ؟؟
لقيت سارة تانية طالعة بخجل من الأوضة ومعاها العصير, بصيت للي فتحتلي الباب وانا مش فاهم حاجة لقتها ضحكت وقالت:
- انا نورهان أختها التوأم
حسيت بإحراج مالوش مثيل واتمنيت لو الأرض تتشق وتبلعني, اعتذرت عن السخافة اللي حصلت من شوية, لقتها ابتسمت وقالت "حصل خير" سألتها ازاي اختها الكبيرة وانتوا توأم, ردت سارة بخجل وقالت:
"أيوة هي أكبر مني بتلت دقايق"
بصتلها بصة عتاب وفضلت ساكت, شوية واختها بدأت تتكلم معايا, قولتلها كل حاجة خاصة بتفاصيل حياتي, واني ماديا مقتدر وهعيشها في مستوى كويس جدا, بس كان عندي سؤال والفضول بياكلني وعاوز اسأله:
قولتلها هي ليه الآنسة سارة متجوزتش لحد دلوقتي خاصة انها جميلة ما شاء الله وأي حد يتمناها, قالتلي إنهم قاعدين في شقة إيجار والحال صعب شوية إننا نجهز نفسنا, وقتها ابتسمت وقولتلها إني مش عايز منكم جنيه واحد, انا شقتي جاهزة وهجبلها شبكة ونتجوز, لقيت سارة انشكحت ومن شدة توترها دخلت جوة, وشوفت نوعا ما قبول مبدأي واتفائلت بالخير..
وفعلا وبعد أيام عملنا مراسم الخطوبة في شقتهم, وكانت في نطاق عائلي لان قرايبهم مشغولين عنهم والبنتين تقريبا لوحدهم تماما, وبدأت من أول فترة الخطوبة أهتم بيهم, أجبلهم الاتنين هدايا وأي حاجة ناقصة كنت بجبها, قربت منهم جدا وبقت العلاقة ما بينا قوية أوي, ودايما كنت بحترم أختها وأقدرها مراعاة لشعورها..
وعدت شهور الخطوبة وبدأنا نتفق ونحدد مع بعض موعد الزفاف, في الوقت ده اتصلت بيا سارة وكانت زعلانة, وقالتلي إن اختها نورهان من وقت طويل كانت مقدمة في بعثة وجتلها الموافقة وهي مترددة جدا وفي نفس الوقت مش عاوزة تضيع الفرصة, وعاوزاك تقابلها وتقنعها تسافر ونبقا نكلمها يوم الفرح وتباركلنا, اتصلت بنورهان وردت عليا وقابلتها في كافيه قريب, كانت حزينة لأنها مش هتحضر فرحنا بس أنا شجعتها انها تكمل وتروح واحنا معاها قلبا وقالبا, وكنت عارف من سارة في التليفون ان ظروفهم صعبة وروحت بنفسي قطعت تذكرة الطيران وخلصت الورق بتاعها كمان..
وفي يوم وليلة سافرت نورهان, وكلمت سارة اللي من يوم الخطوبة طبعا سابت الشغل وحددنا ميعاد الفرح عشان متبقاش لوحدها في الشقة, واتجوزنا, ودخلت بيتي أجمل بنت شافتها عنيا تماما..
وفضلنا مع بعض يمكن اسبوع كامل والدنيا زي الفل, عايش وكأني في الجنة حرفيا, لحد ما بدأت حاجات غريبة تظهر مع الوقت, في ليلة فقت على حركتها وقومها من على السرير, كانت تقريبا داخلة الحمام, شوية ولقتها رجعت ونامت جمبي في هدوء تام, غمضت عيني وقبل ما أروح في النوم لقيت الباب بيتفتح وبتدخل منه سارة, اتنفضت من مكاني وبصيت ورايا ملقتش حاجة, بصتلي بتعجب بس عديت الموضوع, يمكن قامت مرة تانية ولا حاجة وانا مخدتش بالي..
بس بعدها بتلت ليالي قمت من على السرير وكنت عطشان أوي, كانت سارة نايمة جمبي في سلام, عديت وقتها على الحمام لقيت النور مفتوح, فتحت لقيت الباب مقفول من جوة وصوت سارة بتتكلم, جريت زي المجنون على الأوضة ملقتش حد نايم جمبي, رغم إني متأكد اني شوفتها قبل ما أقوم..
وتاني يوم ووسط شغلي وانهماكي في الشغل لمحت سارة معدية من قدام المكتب بتاعي, قمت بسرعة وفتشت عنها في المكاتب يمين وشمال بس ملقتهاش, اتصلت بيها على تليفونها كان مغلق, كنت متضايق أوي انها جت ومعرفتنيش, طيب كانت جاية تقابل مين وهي سايبة الشغل من شهور, معرفش ليه بدأت أشك فيها وأحس إن فيه حاجة غلط..
رجعت البيت وسألتها إن كانت خرجت انهاردة لقتها أنكرت تماما, رغم إني واثق تماما إني شوفتها في الشركة, وبدا التفكير الشيطاني يمسك فيا, هي فعلا متجوزتش عشان حالتها صعبة, ولا يمكن تعرف حد قبل مني, خاصة إنها بتنكر حاجات وبتكذب عليا..
لحد ما جه يوم الأجازة, ولقتها قالتلي إنها هتنزل تشتري شوية طلبات من السوبر ماركت, وبعد ربع ساعة سمعت صوت فتح الباب ولقتها رجعت ودخلت على المطبخ, دخلت وراها لقتها بشعرها ولابسة لبس خفيف, اتصدمت من المنظر وسألتها:
- انتي نزلتي بالشكل ده
لقتها مرضتش عليا وفضلت مدياني ضهرها, زعقت فيها بعصبية بس برضه مرضتش عليا, مسكتها من إيديها بقوة لقتها صرخت وراحت عضاني بشراسة في كتفي, صرخت من الوجع وهي جريت ودخلت الحمام وقفلت الباب عليها, مسكت كتفي اللي كان بيصرخ من الألم وخبطت عليها باب الحمام, مرة واتنين وتلاتة بس كانت رافضة تفتح الباب تماما..
شوية وسمعت صوت عياطها من جوة وبدأت تتكلم بصوت مبحوح وتقول:
- سامحني
أشفقت عليها وقتها وحسيت إن فيه حاجة غلطت, طلبت منها انها تفتح ونتفاهم, بس رفضت تماما, ثورت وخبطت بعنف, مرة واتنين وعشرة لحد ما كسرت الباب, و
الحمام فاضي, فاضي تماما, بصيت يمين وشمال مفيش حد إطلاقا, ووسط ذهولي ده سمعت تكة مفتاح الشقة, ولقيت مراتي راجعة من برا ومعاها شنط كتير, شافتني واقف قدام باب الحمام مصدوم, سألتني مقدرتش أرد عليها ونزلت من البيت والوجع لسة في كتفي..
قعدت على أقرب كافيه وكنت حاسس إني شوية وهتجنن, وبدون وعي مني اتصلت بواحد صديقي ظابط شرطة يعرف ناس في المطار, طلبت منه يستعلم عن اسم "نورهان أحمد الدسوقي" وامتا سافرت, غاب ساعتين ورجع قالي ان فيه تذكرة اتحجزت بإسمها من كام شهر بس هي مخرجتش من البلد, سألته بعصبية يتأكد بس قالي إن التذكرة رجعت للشركة وصاحبتها مسافرتش..
بدأت أحس إن فيه حاجة غلط, حاجة غير طبيعية, وجبت كاميرات مراقبة وركبتها بدون علمها في الشقة كلها تقريبا, وبعد يومين قولتلها إن اختها كلمتني من السفر, ابتسمت وقالتلي إنها كلمتها برضه من يومين وسلمت عليا, وهنا اتأكدت إن فيه حاجة غلط..
روحت على شغلي وكنت موصل الكاميرات بموبايلي, وقعدت أراقبها طول اليوم, وأول ما خرجت لقتها بتفتش في الدولاب وبتطلع شنطة صغيرة وبتحط فيها أكتر من حاجة, موبايل وحاجات تانية مقدرتش أشوفها كويس بسبب صعوبة الرؤية, ولقتها بتلبس ونازلة من الشقة..
اتصلت بسرعة بواحد معرفة وطلبت منه مقابل أي مبلغ يخطف الشنطة من إيد مراتي اللي هتنزل خلال دقايق, قلي إن الموضوع صعب بس أنا وعدته بمبلغ كبير, وفعلا كلم بواب معرفة وخلى مراته تعترض طريق مراتي وتتخانق معاها, ووسط الزعيق والكلام جه واحد خطف الشنطة واختفى تماما, وهي فضلت تصرخ بس محدش وقف معاها..
وعلى بالليل كانت الشنطة معايا, بطاقة باسم نورهان, وموبايل نورهان, وتذكرة الطيران اللي قطعتها بإسمها والباسبور, بقيت هتجنن, امال نورهان سافرت ازاي, أو هي فين أصلا, كلمت واحد أعرفه وحكيتله كل حاجة, وقالي إن ممكن تكون الاخت دي اتقتلت واللي بيحصلي ده رسايل من قرينها ولازم أحل الموضوع في أسرع وقت ممكن..
وملقتش حل غير المواجهة, طلبت منها تتصل بأختها وتخليها تكلمني, رفضت بحجة انها أكيد مشغولة, واجهتها إن اختها مسافرتش أصلا لقتها اتوترت وبدأت تعرق وتترعش, قولتلها إنكم عاملين حاجة انتي واختك وانا هبلغ عنك, لقتها جريت عليا وباست على رجلي وفضلت تعيط, قالتلي إن اختها كانت رفضاني وهي بتحبني أوي ومش عاوزة تسبني, وملقتش حل غير انها تتخلص منها عشان تتجوزني..
بصيت لسارة كدا وفي دماغي فكرة مجنونة ومش مفهومة, طلعت موبايل نورهان اللي سرقناه من سارة ومسكت صباع سارة وحطيته على الموبايل, على بصمة الموبايل بالأخص, وكانت الصدمة, البصمة اشتغلت, بصتلها بذهول وقولتلها:
- انتي نورهان مش سارة
واتشلت مكانها, منطقتش, قولتلها لو محكتش كل حاجة هاخدها حالا للقسم, واعترفت, اعترفت وكنت فاتح مكالمة بيني وبين صاحبي الظابط ده وحاكيله على كل حاجة..
واعترفت, اعترفت انها حبتني أوي, وانها كانت مرعوبة من جواز اختها وانها تفضل في شقة إيجار لوحدها, واختها هي اللي كانت بتدفع وتشيل كل حاجة, وانها غارت من اختها اللي هتتجوز وتعيش عيشة الملوك وهي هتفضل كدا, واعترفت انها اتطلقت من فترة طويلة ومن يومها ومقيدة أختها عشان تفضل جمبها ومتتجوزش هي كمان, وانها خدعتني يوم الزفاف بعملية بسيطة عشان أشوفها بنت, اعترفت انها اتخلصت من أختها ودفنت جثتها وخدت مكانها واتجوزتني, وطلبت مني أسامحها, بس انا وقتها كنت بنتقم للبنت الوحيدة اللي حبتها في حياتي, وزعلت من نفسي إني مقدرتش أفرق بين واحدة بريئة وقاتلة وسفاحة زي دي وازاي الشبه بينهم كان رهيب للدرجة دي, هل الشبه كان قاتل أوي بينهم كدا..
سلمتها للعدالة عشان تاخد جزائها, وتعبت بعدها, تعبت لأقصى درجة, اسوأ حاجة ممكن تظلم بيها نفسك إنك تبص للي في إيد غيرك, لأنك وقتها هتحاول تاخده منه بأساليب شيطانية أو مش هتقدر تاخده وهتفضل تعبان نفسيا وبتحقد عليه ومش هتعرف تعيش إنسان طبيعي, ليه الإنسان مبيرضاش بقدره ونصيبه, ليه مش مقتنع إن ربنا كتب كل ده في كتاب مبين وان كل حاجة محسوبة بالمللي, محدش هياخد رزق حد, ومحدش هيعرف ياخد أكتر من اللي مكتوبله, لازم تفهم ده, ولازم تسيب الناس ورزقها وتركز في رزقك انت, انسى كل حاجة وعالج نفسك من الحقد ده, انت مش هتعيش غير مرة واحدة, وعمرك بيخلص يوم بعد يوم, لازم تفهم إن ربنا قال:
"وفي السماء رزقكم وما توعدون" يعني رزقك استحالة ينقص, ورزق غيرك هياخده مهما حقدت عليه, وفي النهاية دي دنيا ونهايتها موتة للي يفهم..
بقلم: أحمد محمود شرقاوي
....................
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا