القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)

 روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)






 روايةليالي ( الوجه الاخر للعشق)الجزء الثاني (وحوش لا تعشق) الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم رحاب ابراهيم ( حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)



لم يكن حزنها بالاقتران بذلك المجرم أكثر من حزنها الآن ، لم تشك للحظة أنه قرر الزواج منها للانتقام !! ، ماذا فعلت لكل هذا ! ، لا......رددت هذه الكلمة بداخلها برفض وهي تتذكر آخر مقابلة لهم ...فأرادت أن يرد اليها صفعتها كي لا يلاحقها ..فرفض ! ....ليس هذا السبب الحقيقي ..هناك شيء خفي وراء حديثه فلم يكن ثمة لمعة غادرة بنظرته الملتهفة حينما رأى بيدها السم !! ..هناك شيء لابد أن تعرفه ....ولا يجب أن تخبر احدا من والديها عن حقيقية علاقتها بزوجها في الوقت الراهن ....فهما سيعودان للصعيد بأقصى سرعة حتى لم ينالهم غدر ذلك المجرم وذلك أن أرسل إليهم أحد من تابعيه .....لم تدرى ما يحدث طيلة طريق العودة حتى رأت نفسها تقف بجانبه أمام باب شقة تبدو من مظهرها الخارجي أنها ذات أثاث فاخر حتى لوى فهد مفتاحه بالباب وفتح الباب ليظهر ما بالداخل ...

جذبها من يدها للداخل وهي على حالتها الشاردة وكأنها دمية تتحرك بإرادته حتى قال بعجالة :-

_ انا هرجع تاني الشغل وما تقلقيش على اهلك هما عارفين العنوان هنا ، انا اديتهولهم ، وفي جميع الاحوال هما راجعين الصعيد زي ما ابوكي قالي وهناك هيبقوا في آمان ...

لم يبدو علي وجهها الشاحب وعيناها التائهة أنها استوعبت شيء مما يقوله ..زفر بضيق ثم ذهب واغلق الباب خلفه واغلقه بالمفتاح جيداً وهو يعلم تمام العلم أن لن يجرؤ احد على اقتحام عرينه وكل ما يستطيعون فعله مراقبته بالخارج فقط ...اما هنا فمنطقة محذورة لا يستطيع احداً العبور إليها وإلا سيكلفه ذلك الكثير مما سيعانيه ....

وكأن صرير صوت المفتاح عند إغلاقه كان راية البدء في إذابة الصقع وتحرير قيد التجمد من أساريرها حتى سقطت باكية ..مجهشة في البكاء بألم .....

والشك الذي راودها طيلة الطريق إلى هنا لم يمنع حزنها من قسوته التي اعلنها بوجهها فجأة ....وكأنها كانت الغريق عندما انقذها وتمسك بيدها حتى لا تسقط وإذ فجأة وهي في ربوة الآمان قد أراق لروحها غدرا حتى تفرقت انامله لتعود بحطام الامواج متلاطمة بعنف بين طياتها ...

ولكن طفو العشق يمنعها ويبرر ويخلق له المعاذير ...هذا هو العشق فكيف تنكره ؟ 


🌸وأني بين العشق لا أدري أي الفريقين اختار 🌸

☀سماءً مقحلة غائمة أم عشقٍ ملفوفٍ بستار ☀

☀وأراق طيف الهوى قلبي وتاهت افكاري☀

☀بين دفوف اليأس لأقف بصريخ العين ☀

☀لرجلاً لم أعرف أن كان غريقاً أو بحار ☀

☀فأني اعشقك يا رجلاً ولو ذُقت بوزني ☀

🌸كؤوس المر من ينبوع الماً ونيران #روبا🌸 


هكذا نهضت ، هكذا التهمت حزنها بمدارك القوة ، هكذا كانت فاطمة ..وهكذا ستغزوا بعشقها ..قسوته 

كفكفت دموعها بباطن يدها ثم أخذت نفسا عميقا وقالت بصوت أدعم نفسه بنفسه وكأن طاقته تتجددا تلقائيا :-

_ اقسى اد ما تقسى ، وذلني زي مانت عايز ، بس مش هخليك يا فهد تقدر تعيش ساعة واحدة من غير فاطمة ، وده فعلا لو كنت اتجوزتني عشان كدا .....

بقلم رحاب إبراهيم

بدافع هذه القوة المكتسبة ذاتيا نظرت حولها للمكان وبدأت ترى مدى الفوضى رغم الثراء البادي جلياً على كل شيء يحيط بها ....اقتربت من أحد الغرف وشعرت بثقل ردائها الابيض الثقيل بعض الشيء وما شعرت بثقله مثل الآن ، أم لأنها ستبدأ طريقها بإتجاه آخر بغير الطبيعي ...


لوت مقبض باب الحجرة بين يدها حتى فُتح الباب بسهولة وظهرت طيف ابتسامة بسيطة على وجنتيها عندما أخذها حثها إلى هذه الغرفة بالتحديد ...فأتضح أنها تخصه من فوضى الملابس المترامية على الأركان والمشجب الخشبي بجانب الفراش ...عدت نحو الدولاب وفتحته لترى أكوام من الملابس المطوية بعناية ونظام بعكس ما بخارج الدولاب من فوضى ....نظرت جيدا حتى لمحت طقم شتوي رياضي يخصه فجذبته لتتفحصه ولم يخيب ظنها فأعجبت به وقررت أرتدائه في الحال ولكن هناك عائق وحيد ...

قالت بتذمر :-

_ ترنج تحفة وفظيع بس طوووويل أوووي عليا ! 

بحثت بأحد الأدراج عن خيط وإبرة خياطة ولم تجد ، فما وجدته كان كافيا لحل المشكلة ....مقص ✂ 

بدأت بتهذيب البنطال بالمقص حتى اصبح يلائمها تمامًا ..ثم بدات بخلع ردائها واستصعب عليها بعض الشيء لثقل الفستان ولكن استطاعت في النهاية ابعاده عن جسدها حتى توجهت إلى باب صغير بالغرفة ولم يكن الأمر يحتاج لأدنى ذكاء حتى تتكهن أنه حمام الغرفة الخاص...


________________________صلّ على النبي الحبيب 


في الطريق وبين هبّات الرياح الشتوية لطقس عروس البحر المتوسط ..تطلع إليها متمعناً بوجهها وهي شاردة بأمواج البحر المتلاطمة وتقف أعلى الكوبري المقارب للشاطئ ..ذابت كل لحظة يأسه من قلبها وتأكدت أنها بدأت تعدو إلى سُبل الهناء والسعادة الذي تمنتهم دائماً....قالت وهي تضع يدها بجيب معطفها حتى تتلمس الدفء :-

_ أول مرة ابقى مبسووطة كدا لدرجة أني عايزة اجري 

حاوط كتفيها بقوة وقال بحنان :-

_ بفرح لما بتقولي كدا ، بحس أني اديت مهمتي 

اجفلت من جملته الآخيرة حتى التفتت يمينا ونظرت له بتمعن وقد ارتبك قليلا وشعر بوجود سوء فهم قد حدث دون قصد بسب هذه الجملة التي لا معنى لها سوى أن هذا واجب الزوج العاشق ....كيف يفسر لها دون أن يخبرها بما تُكنّه نفسه ؟! .....كيف ؟ 


ضبطت انفعالتها حتى اصبح وجهها دون تعابير وقالت بهدوء لم يكن يتضامن مع ثوران قلبها :-

_ الدنيا شكلها هتمطر والجو هيقلب ، يلا نروح 

تنفس بعمق وظهر سمات الضيق على قسماته ثم أخذ يداها بإتجاه السيارة وذهب عائداً إلى الشاليه البحر ..


"أمام الشاليه" 

دلفت للداخل مقتطبة الجبين ثم صعدت الدرج وكأنه ليس معها ..راقبها هو بهدوء وهو يوبخ نفسه بغضب على هفواته اللاذعة التي تحمله لنقطة البداية ...فلو أراد أخذها لفعل ...ولو أراد الاعتراف لفعل ...ولكن تسرعه سيؤدي في النهاية لطريق مسدود ...فقبل الحب يجب أن يكون هناك الكثير من التفاهم فالحب وحده لا يكفي في الحياة الزوجية ، وهي صغيرة على الفهم أو ربما يظن ذلك فكل الدلائل لا تشير بعكس هذا ......ولو سفر والديها ما كان سيتزوجها الآن قبل أن تنضج لتكون له حواء قوية مثلما سيكون لها آدم ....فرأيه دائما أن الحب في الزواج لا يكفي ....هكذا هو ..

أحضر مشروبا دافئ وصعد لها فوجبة العشاء تناولها بالخارج ....دلف للحجرة ورأها ممدة على الاريكة التي اصبحت فراشه ...قال :-

_ أشربي حاجة سخنة عشان تدفيكي 

اعتدلت مريم بجلستها ولم تريد إكثار صمتها أكثر من ذلك حتى اجابت بهدوء :-

_ حاضر 

ركضت الهرة إليها كالبرق والتقفتها مريم بإشتياق فلم تراها طيلة هذا اليوم إلا الآن ...وضعت المج من يدها على المنضدة وضمت القطة بقوة ....نظر آدم للقطة بغيظ وهتف :-

_ ياريت توديها في أي مكان ، لا يمكن أنام هنا ودي هنا 

التفتت له مريم بحدة واجابت بضيق :-

_ امبارح عملت كدا عشان ماكنتش حابة تحصل مشكلة بس مش معنى كدا أني هسيب كيتي تنام في حته تانية كل يوم ...بقلم رحاب إبراهيم 

نهض بعصبية وصاح بها :-

_ انا مابحبش القطط وعندي حساسية منهم ، يعني هيعجبك اني انا اللي انام برا في البرد بس القطة لأ ...صح ؟ 

لولا جملته الذي جعلتها بهذه الحالة من الغضب لكانت اطاعت آمره بسهولة ولكن حقا هي غاضبة ...اجابت لتستفزه ملثما فعل :-

_ اتفضل لو عايز تنام برا ...مش همنعك 

زم شفتيه بغيظ وخطف من يدها القطة حتى توجه الى خارج الغرفة ودفعها بغيظ بشكل عشوائي ....تحركت مريم بخوف حتى هتفت بها وهي ترى قطتها تهوي بعيدا بشكل المها :-

_ انت مش بني آدم ، حرررام عليك ، انا ساعات بحس أني بكرهك ومش بطيقك ...

تحرك عصب فكيه غضبا حتى هتف بوجهها بعصبية مفرطة :-

_ ادي اللي انا اتجوزتها !! ، طفلة .....لولأ سفر أمي واقسم بالله ماكنت اتجوزتك ولا خدت الخطوة دي ....انتي ماتنفعيش زوجة عاقلة عارفة يعني مسؤولية بيت وزوج ، انتي اكبر حاجة ممكن تعمليها أنك تهتمي بقطتك ....بس للأسف قدري ونصيبي وقعني فيكي ...وبحاول اتقألم 


بلع ريقه بصعوبة وهو يرى الذهول على وجهها الذي رافقه البكاء الصامت حتى تركها وما كاد أن يهبط درجتين إلا وسمع صوت ارتطام حاد .....اتسعت عيناه بذعر وهو يراها تسقط مغشيا عليها ....

وآخر شيء رأته قبل أن تذهب في غشاوة تامة هو صوته الهاتف بذعر ويداه الذي حملتها ....


___________________________استغفرك ربي وأتوب إليك


"في قسم الشرطة "

جلس فهد وبدأ الطبيب الذي أرسل في مجيئه وهو في الطريق تضميد الجرح وبعد أن انهى الطبيب عمله قال :-

_ حاول ما تجيبش مية عليه على الاقل النهاردة والادوية اللي هكتبهالك تاخدها لمدة أسبوع ....نقش الدكتور أسماء الأدوية اللازمة ثم رحل ....

دلف خالد للمكتب وجلس أمام فهد وقال بتساءل :-

_ هتعمل إيه مع حداد والعيال اللي جاية معاه 

اخفى فهد بكم قميصه جرح يده ثم قال بنظرة متوعدة :-

_ هنطقه لحد ما يقر على اللي وراه 

ضيق خالد عيناه بمكر ثم قال :-

_ يعني مش عشان حاجة تانية ؟ 

هي البت اللي اسمها فاطمة صحيح عاملة إيه دلوقتي ؟ 

نظر فهد لخالد بغضب ثم نهض وصرخ به بعنف لم يره خالد من قبل وقال :-

_ إياك تجيب سيرتها تاني ياخالد ، دي بقت مراتي 

نهض خالد بابتسامة واسعة وهتف بمرح :-

_ والله كنت حاسس ونرفزتك عشان تقولي ، بقى كدا ياندل ..طب كنت قولي ، انا كنت فاكر الموضوع مجرد تعاطف وبس 

زفر فهد بنفاذ صبر وهتف مرة أخرى بشكل أكثر حدة :-

_ انا قولتلك ماتجبش سيرة فاطمة تاني يا خالد ، وده آخر تحذير ..

رفع خالد يده بإستسلام وقال بضحكة يكبتها :-

_ خلاص ياعم بالراحة ، انا ماشي 

خرج خالد من المكتب ثم جلس فهد صامت لعدة دقائق حتى يتأكد أنه يقظ وليس هذا مجرد حلم وسيصحو منه متعرق الجبين ......

_______________________________سبحان الله وبحمده


عادت ليالي إلى الفندق مع عمر وقد مضت طيلة اليوم في إجراء الفحوصات اللازمة التي لم تنهيها بالكامل فسيلزمها عدة أيام أخرى كي تنهيها ....قالت بإرهاق :-

_ ربنا يستر 

ربت عمر على كتفيها ببسمة ماكرة وقال :-

_ أن شاء الله ربنا هيستر ومش هيطلع في حاجة عشان ناخد شهر عسل بقى 😂 

ضحكت على مرحه وقالت :-

_ مافيش في دماغك غير شهر العسل وبس 

بادلها ضحكتها بمكر قد تبين من نبرته وقال :-

_ مش هيطلع في حاجة أن شاء الله وانا احساسي ما يخايبش ابدا ، وده كله حصل عشان انا دعيت بكدا والدعوة استجابت يا لوليتا😂 

هزت رأسها بضحكة ثم قالت :-

_ هتفضل زي مانت يا عمر مش هتتغير 

قرب لها وقال بعشق :-

_ محدش هيحب ادي ويعرف يبطل يعشق ، انتي عايزاني ابطل احبك ؟! 

لكمته على صدره بتذمر وقالت :-

_ كنت خنقتك 😑 

رفع انامله إلى شفتيه وقبلها بحنان ثم قال :-

_ ربنا ما يحرمني منك ابدا ، انا ما اقدرش اعيش من غيرك يا ليالي ...أموووت 

لمحت لمعة بعينها فتأكدت أن كله مرحه هذا ماهو إلا قناع خارجي يخفي به خوفه وتوتره من اجلها ثم سكن وجهه بين يديها بدفء واجابت :-

_ هبقى كويسة أن شاء الله يا عمر وبأذن الله مش هحتاج لعملية تاني ، مش عايزاك تقلق أو تخاف 

جذبها لصدره بقوة حتى دفن رأسه بكتفها وسقطت دموعه الذي اعلنت خوفا وقلقه حتى اعتصرها بين ذراعيه وكأنه أراد حبسها خلف ضلوعه .....

دعت ربها أن يشفيها لأجل زوجها الذي أخذ كل الاماكن بداخل بما فيهم مكانة الأب ...كانت وصيته وكان نعم الواصي عليها ...

أما هو ترجي ربه في صمت أن يرحل قبلها ولا يشهد رحيلها ابداً، حاول أن يتماسك كثيرا ولكن لم يستطع أكثر من ذلك .....

_________________________سبحان الله العظيم 


فتحت جفونها بالتدريح ودموعها الذي انسالت بدون أن تتوقف ويبدو أنها حتى أثناء اغمائتها كانت تتألم ...ومن أن رمشت بعيناها حتى وجدته بجانبها واقترب وقبّل رأسها بدفء ثم نظر لها عن قرب وتأسف :-

_ مريم ، انا أسف ....انتي ماتعرفيش عملتي فيا إيه لما شوفتك مغمى عليكي 

بلعت ريقها الجاف واشاحت وجهها عنه حتى قرب وجهها إلى صدره بضمة قوية لم تكن تتوقعها وتأسف مرة أخرى حتى اجهشت في البكاء بألم ....قالت :-

_ ابعد عني ، مش عايزة أشوفك 

وما حركت به جملتها شيء غير يداه التي ضمتها أكثر بحنان ثم ابتعد قليلا بنظرة متمعنة في وجهها ومرر يده على رأسها بلطف وقال :-

_ مش هبعد ، وكل ما هتقولي كدا هقرب أكتر 

وضعت يدها على وجهها وعادت للبكاء مرة أخرى ثم قالت بنبرة متهدجة :-

_ طالما انا عبئ عليك يبقى سيبني في حالي ، أو طلقني 

اتسعت عيناه بصدمة وغضب ثم هدر صوته :-

_ انتي اتجننتي ، ايه اللي بتقوليه ده ! 

اعتدلت بجلستها وقالت بقوة :-

_ لأ مش مجنونة ، هبقى مجنونة لو عشت مع واحد شايفني مانفعش زوجة ، شايف أني ماقدرش اشيل مسؤولية ...شايف أني ما انفعش في أي حاجة 


تنهد بضيق ثم قال بطريقة جعلتها ترق قليلا :-

_ مريم ، انتي مراتي ...الحياة مش دايما هتبقى كلها فسح وخروج ...هنقابل مشاكل وهنتعصب ..مش معقول يكون حلك للمشاكل انك تطلقي .. انا بتعامل معاكي زي ماكون بتعامل مع طفلة ومش عايز اقسى عليكي لكن ساعات بيحصل كدا غصب عني ...مش ببقى حاسس بقول إيه ..ارجوكي افهميني ...


لم يصل لها ما قاله غير أنه وجد مبرر لعصبيته حتى هتفت بعصبية :-

_ وانا مش هقدر استحمل عصبيتك دي كتير ، انت مابتبقاش عارف أنت بتقول إيه ..ولا كلامك ده بيعمل فيا إيه ...

نهض وقد انطلق غضبه مرة أخرى دون أن يدري وقال :-

_ وده اللي كنت عامل حسابه ، انك مش هتقدري تكملي معايا ...اديتك فرصة عشان ت....

صمت ولم يكمل جملته ..رمقها بنظرة عاتبة ومتألمة ثم ذهب من الغرفة واغلق الباب خلفه ....

شعرت أنه يتألم مثلها وشعرت ببعض الندم ..استمرت تفكر في الأمر جيدا حتى رأت أنه له حق في بعض الأشياء وليس جميعها ...نهضت من فراشها وعدلت من هندامها امام المرآة ثم فتحت باب حجراتها لتهبط ...


بعد أن هبط للأسفل دلف للمطبخ ليعد لها شراب دافئ آخر ، فلم يتركها هكذا مهما فعلت حتى أتاه اتصال هاتفي من رقم غريب...أجاب بعد أن ترك كوب من يده :-

_ الو ؟ 

اجابت ندى وهي أحد الطلاب في الجامعة وقالت بضيق :-

_ مساء الخير استاذ آدم 

اجابها آدم بتعجب :-

_ مساء النور ، مين معايا ؟ 

قال ندى بغنج مبتذل ولم تغب نبرة الغضب في نبرتها رغم أنها تحاول اخفائها ..قالت :-

_ انا ندى ، طالبة عند حضرتك في الجامعة ...ايه نسيتني ؟! 

رفع آدم حاجبيه باستغراب وشعر بنفاذ الصبر ولكن حينما التفت بالصدفة رأى مريم تقترب إليه وعلى وجهها علامات الفضول لمعرفة مع من يتحدث ! حتى أراد أن يستفزها وقال :-

_ أه ، آه ، ازيك يا ندى عاملة إيه ؟ 

تعجبت ندى من اسلوبه فلأول يعاملها هكذا ! حتى استغلت الفرصة واطلقت ضحكة عالية وقالت بعدها:-

_ طب الحمد ، حضرتك عامل إيه ، بصراحة انا حسيت أني عايزة اسمع صوتك 

نظر آدم بمكر إلى مريم الذي عقدت حاجبيها ببدء ثورة غاضبة حينما قال بعذوبة مصطنعة :-

_ بجد يا ندى ؟ 

اطلقت ندى ضحكة عالية مرة أخرى قد اظهرت صوتها من خلال الهاتف حتى انتبهت له مريم بصدمة ثم تابعت ندى حديثها بخبث :-

_ سمعت كدا أنك اتجوزت ، ده صحيح ولا اشاعة ؟ 

اجابها آدم بصوتٍ عالٍ وقال قد تعمده :-

_ أه للأسف 

ضغط آدم على الانهاء بأصبع يده دون أن تلاحظ مريم حتى لا يتمادى في الحديث مع تلك الحمقاء الأخرى وتابع حديثه متظاهرا أنه يتحدث معها ولم ينهي الاتصال :-

_ مش كل حاجة عايزنها بتكون لينا يا ندى للأسف 


تحركت مريم مبتعدة عنه حتى خرجت من الكابين بالكامل ...ترك آدم هاتفه على رخامة قاتمة اللون وأزاح نافذة المطبخ قليلا لكي يراقبها حتى اتسعت عيناه بفزع وهو يراها متوجهة للمياه حتى ابتلعها الماء ....مريم لا تستطيع السباحة بقدمها !!.....ركض خارجا بأسرع ما عنده وقلبه يصرخ بجنون ....

____________________________لا حول ولا قوة إلا بالله

عاد فهد إلى المنزل ونفس ذات النظرة الغاضبة لم تفارقه بل واشتدت غضبا بحيث أنه كان يضرب المقود أثناء السير بقوة وادى ذلك لنزف جرحه مرة أخرى .....فتح باب الشقة وبحث عنها ولم يجدها وتبقى الغرف ...دق على أحدى الغرف حتى سمع صوتها يجيب فقد اعدت العشاء الذي وجدته بالثلاجة ثم دلفت لغرفته مرة أخرى ...تنفس الصعداء ثم 

دلف للحجرة الأخرى وترك الباب على مصراعيه ..

دفع مفاتيح سيارته على منضدة بالحجرة حتى جلس وشعر أن كل جزء بجسده يصرخ من الأرهاق ....

خلع معطفه ببطء ليرى يداه الذي بثت دمائها على اللفافة الطبية بغزارة ....تأوه من الألم فيده المصابة هي نفس اليد الذي يلازمها مرضه المزمن ....تعاقبت آناته حتى نهض واحضر من درج الكمود بجانب فراشه صندوق صغير يحتوي على بعض الاعدادت الطبية السريعة ...

جلس مرة أخرى ولم تغب عن فكره صغيرته التي تجلس بالغرفة المجاورة ....اجفل عيناه متألماً من كل شيء وحينما أشرقت جفونه رأها أمامه وكأنها وجدت من العدم ....نظر لها من رأسها لأخمص قدميها بدهشة وبعض الارتباك الذي جاهد ليخفيه ...فما ترتديه لابد أنها بحثت في خزانة ملابسه كي تجده ..بحيث أنها ارتدت أحد ملابسه ويبدو أن ذوقها مثل ذوفه فقد اختارت أفضل ما بالخزانة وهو عبارة عن بنطال ومعطف من اللون الأسود والأبيض.....وما جعله يطرف بعيناه بتوتر تلك التموجات الشديدة الطول من شعرها الأسود التي سافرت عبر ردائها هبوطا للأسفل...

هل تعرف أنها كادت أن تجعله يعترف لها بما يشعر به ؟ 

بهذه النظرة الجامدة بعيناها فلابد أنها لا تدري شيء ..

اخفض عيناه بصعوبة من عليها وبدأ في تضميد جرحه..


اتت لكي تصب غضبها عليه ولكن صُدمت بيداه المصابة فكتمت خوفها وقلقها عليه بداخلها وتظاهرت بالثبات فكم كانت حمقاء عندما كادت أن تعترف له بحبها الذي اكتشفته بآخر مقابلة بينهم ....قررت ترويضه أولاً ، لن تستسلم أبداً فذلك زوجها وسيظل كذلك رغما عنه ....هكذا عزمت النية ..

جثت على ركبتيها حتى تساعده ولكنه نفض يداها بعيدا عنه بحدة فقالت معنفة :-

_ هطهر الجرح ، ابعد اااايدك 

اتسعت عيناه بعصبية وكاد أن يعنفها حتى خطفت منه القطن الطبي وغمرته بالمطهر وبدأت في التضميد ...راقبها بغيظ ثم جعد حاجبيه بألم عندما هاجمه الم الجرح من جديد ....رفعت اناملها ثم نفخت بلطف على الجرح ونظرت له خلسه حتى اخفض عيناه التي ذابت بوجهها الذي لم يعشق سواه ....بدأت في لف الجرح بشاشة نظيفة وبعد الانتهاء استقامت ووقفت أمامه وهي تتضع يدها بجيوب المعطف وقالت بهدوء اغاظه:-

_ يلا عشان تتعشى يا فهودي 


فغر فاه وهو يراقبها تبتعد حتى خرجت من الغرفة ولم يلاحظ ابتسامتها الماكرة ...

قال بذهول :-

_ فهودك !، انا فهودك 😒

تنحنح قليلا بقلق ولم ينهض من مقعده بل وتمسك بالجمود ، ولكن كيف للقلب أن يصمد أمام معشوقه ..ظن أنها ستيأس من عدم خروجه حتى تفاجئ أنها تأتي بصينية الطعام حيث يجلس ....نظر للطعام وشعر أن معدته تتضور جوعا ولكن سيبدو أنه تساهل معها فأمتنع ...

مطت شفتيها بعدم أكتراث وقالت :-

_ الأكل قدامك مش هقولك كل ، بس انا هاكل ده بيتي مش هتكشف يعني ..

رفع حاجبيه بذهول وردد كلمتها هاتفا :-

_ ده ااااايه ؟! ...بيتك !! 

هزت رأسها بالإيجاب وهي تلوك الطعام بفمها وقالت :-

_ اه بيتي وانت جوزي يا فهودي ، انت قولت لأهلك طبعا أنك اتجوزتني ..

نهض بغضب وهتف بها :-

_ انتي صدقتي نفسك ولا ايه ، ده لا بيتك ولا انتي هتفضلي مراتي كتير. ....وأن كان على أهلي فأقولهم وانا عارف رأيهم مسبقا ...مش معقول يعني هيفرحوا لما يعرفوا انا متجوز مين ... فاطمة بنت ...

نهض بغضب وقاطعت حديثه بغضب لم يتملكها يوما قبل الآن وقالت :-

_ أوعي تكمل ، احترم مراتك يا فهد بيه ، ولو مش معتبرني مراتك على الاقل احترم بنت هتفضل تتعلم لحد ما تبقى احسن منك انت شخصيا ...انا جبت في الثانوية العامية ٩٨،٥٪ وهدخل هندسة وهبقى مهندسة اد الدنيا ..مش جاهلة ولا بنت من الشارع عشان تعاملني كدا ...ويوم ما اسيبك هلاقي اللي احسن منك يتمناني انا مش واقفة عليك .....

كاد أن يصفعها على وجهها بغضب ولكن هزها بقوة من كتفيها وهتف :-

_ مش واقفة عليا..صح ؟ ...انا بقى مش هخليكي تشوفي الشارع تاني ...ولا حتى هخليكي تكملي تعليمك 


دفعت يداه بحدة ولم تأبى لجرح يده الذي لا يساوي شيء أمام جرحها الذي تخفيه واجابت بحدة :-

_ يبقى الموت والعيشة معاك مايفرقوش كتير ، ما تفتكرش اني ضعيفة يا فهد ...انا اقدر اخليك ماتنامش الليل من التفكير واوعدك أني هعمل كدا ....انت لسه ما تعرفنيش 

والفقر اللي بتعايرني بيه ده نشف عضمي قبل قلبي ومش هيفرق معايا اي حاجة هتعملها ...ولا انا اللي اتحبس ...انا لو عايزة امشي كنت مشيت ...بس مش همشي من هنا غير لما انفذ اللي في دماغي وانت مالكش رأي عندي ...لا هتقدر تجبرني اقعد ولا هتقدر تجبرني امشي ..واللي عندك اعمله


ذهبت بخطوات ثابته وواثقة من أمامه واغلقت الباب خلفها وتوجهت إلى غرفتها ...جلست على الفراش وتعجبت لقوتها وجرائتها بهذا الشكل حتى تتحداه هكذا وهي لا تدري هل حقا ستفوز بذلك أم ستجر اذيال الخيبة عند الرحيل ...ولكن لابد أن تقوى مثلما تظاهرت على الأقل...


تجمد في مكانه منذ أن خرجت من الغرفة ولم يظن أن تلك الصغيرة بهذه القوة ..جلس ببطء وظهرت الابتسامة على وجهه وهو يقول :-

_ لولا أنك بنت ، كنت شكيت أني واقف قدام نفسي يا فاطمة !! 

كيف ستجعله يسهر أكثر منذ ذلك فإن كانت تعتقد أن ذلك حدث بالفعل منذ أن رأها فحقا هي بريئة ....

لم يكن ليقسى ولكن لابد أن تذهب بعيدا فلن يستطيع أن تبتعد عنه بعد أن تعرف سره فهو للأن لا يعرف أن كانت تحبه أم لأ ..وما حدث بالسيارة من غنائها فارجعه إلى الامتنان بإنقاذها ليس أكثر وسيكون من السخف أن يعتبره حباً......ولكن اعجبته مالم تعجبه فتاة من قبل ...


اطلق هاتفه رنين حتى اخرجه من معطفه ولاحظ رقم غريب ..اجاب بعد برهة لتتسع عيناه بذهول بعد أن اجاب موظف من المشفى العام يعلمه بموت احدهم 

___________________________اللهم حسن الخاتمة 

يا تري مين اللي مات 😉😂😂



الحلقة ١٥ ...#وحوش_لا_تعشق 


اطلق هاتفه رنين حتى اخرجه من معطفه ولاحظ رقم غريب ..اجاب بعد برهة لتتسع عيناه بذهول بعد أن اجاب موظف من المشفى العام يُعلمه بموت احدهم ....

تجمد في مقعده للحظة وما لبث أن نهض سريعا وخرج من الشقة بالكامل ....


انتبهت لصوت الباب وهي بحجرتها فعلمت أنه خرج، استاءت لخروجه وارتاحت في آنٍ واحد...ويجب أن تعترف أن قربه يكاد يضعفها في بعض اللحظات ولكن طريق وضعها القدر به ولابد أن تتحمل السير به حتى تصل إلى غايتها .....

_______________________صلّ على النبي الحبيب 


لم تهدف إلى الانتحار فهذا ضعف حاد للنفس ولكن أرادت الانشغال بألم أكثر من ألم القلوب ....وكأنها ستطفئ لهيب نيران القلب بين الامواج الباردة حتى سقطت وينافس غضبها غضب الأمواج ولم تضع عرج قدمها موطن تراجع حتى جاسرت في البدء وسحبتها الأمواج لفيض بعيد قليلا عن الشاطئ ....

ولم تضم المياه جسدها فقط بل يداه الذي جذبتها بصعوبة بعد أن سارع في اللحاق بها وركض كالمجنون حتى قذف بجسده داخل المياه ...

كادت أن تفلت من يداه ولكن حاوط خصرها بذراعيه حتى لا تسحبها الأمواج ، وصرخ جسده من البرودة العالية ولكن صرخة القلب أقوى الماً حتى اقترب للشاطئ وكانت تسعل وهي تنتفض بين يديه ثم دفعت يداه بحدة ونظرتها لم تقل من الغضب بل زادت حتى قربها إليه بشراسة ونظرته اصبحت هجيج من النيران المشتعلة التي لمعت بها شيء اربكها و اقترب وهو ينظر لعيناها بعمق وغضب وقال :-

_ انتي مجنووونة ، كنتي هتعملي في نفسك اااايه !! 

اصطكت اسنانها بحدة وخرجت الكلمات بصعوبة من شفتيها قائلة ببطء:-

_ وبتيجي ورايا ليييه ، ماكنت ..خليتك مع اللي ..بتكلمها 

كان قد اقتربوا من الشاطئ حتى حملها رغما عنها ودلف إلى الشاليه مرة أخرى وهو يتمتمت ببعض الكلمات المتعصبة التي لم تفهم منها شيء ...


صعد الدرج وقطرات المياه تنزف من ملابسهم حتى وضعها على الأرض وأخرج من حزانة الملابس رداءً لها وهم أن يساعدها حتى اوقفته بإعتراض :-

_ أخرج من هنا 

ضيق عينيه بغضب وصاح :-

_ هو انتي صدقتي أني خطيبك ! ،ماتنسيش أني جوزك !! 

بقلم رحاب إبراهيم 

لفت يدها حولها بجسد ينتفض بحدة ثم قالت بغضب :-

_ قلت اخرج يأما هفضل كدا وهمرض 

أخذ رداءً له هو أيضا ورماها بنظرة عنيفة ثم خرج من الغرفة وصفق الباب خلفه بعنف وقوة....


خطا هبوطا للأسفل ودلف للغرفة بالدور الارضي وابدل ملابسه بعصبية حتى لمح الهرة تحرك ذيلها وكأنها تغيظه ...اعدل هندامه وهو ينظر للمرآة تارة وللهرة تارة أخرى ثم توجه نحوها ورفعها من اذناها كالأرنب أمام عينيه وقال :-

_ انتي سبب المشاكل كلهاااا وعشان كدا لازم الاقي حيوان زيك يخلصني منك 😣 

نظرت لها القطة رويدا ثم تحركت بلهو وكأنها تتأرجع بمرح حتى استفزته بالفعل ودفعها لموضعها مرة أخرى بنظرة توعد ونظر للمرآة مرة أخرى حتى ركضت القطة وخدشت قدماه للمرة الثانية وركضت بعيدا وهي تعوي وكأنها تصيح بأنتصارها ...ضيق آدم عيناه بشر وكنّ لهذه الهرة الكثير من التوعد ...

ثم خرج من غرفته للأعلى حتى يطمئن عليها. .....


لم تجدِ الملابس الجافة إلا القليل لتدفئتها فرجفتها لم تقل الا شيء بسيط ثم ساوت شعرها البني الذي يصل لكفتيها حتى بدا بشكل أفضل بعد أن جف من المياه ...تحركت برعشة قوية تجتاحها بإتجاه الفراش حتى سمعت صوت دقات خافته على الباب ....لم تقل شيء بل اندست بداخل الفراش وهي تنتفض حتى دلف آدم وتساءل وهو يقترب منها :-

_ عاملة إيه دلوقتي ؟ 

حركت اهداب عيناها اجابتاً عليه فصوتها قد خنقته الرجفة حتى لمح ذلك بقلق ووضع يده على جبينها يختبر حرارتها حتى اتسعت عيناها بقلق وهتف :-

_ أدي آخرة جنانك ، هروح اجيبلك دكتور 

بالكاد حركت رأسها بأعتراض وقالت بصوت متهدج :-

_ لأ ، مش لازم دكتور ، ممكن خافض للحرارة وهبقى كويسة ..

رفض آدم بشدة وهو يقف أمام الباب وقال :-

_ ماينفعش ، هروح ادور على دكتور اجيبه ، مش هتآخر ..

خرج من الغرفة ثم من المنزل بأكمله للخارج ...

_________________________أستغفرك ربي وأتوب إليك 


"في المشفى "

وصل للمشفى بعد أن صدمه ما أخبره به أحد الموظفين حتى سأل موظف الاستقبال بالمشفى ليدله على مكان غرفة مصطفى ليخبره الموظف بوجوده بمشرحة المشفى ويتم تجهيزه للدفن أذن الحادث قد مر عليه وقت وذلك منذ ذهابه من منزل فاطمة ...لمح نعيمة تبكي بحرقة وتضم طفليها حتى ذهب لها سريعا متساءلا عما حدث ..قال :-

_ حصل إيه ؟ 

رفعت نعيمة رأسها ببكاء يقارب الصريخ والعويل وقالت :-

_ منهم لله ، ربنا يحرق قلبه حداد زي ما يتم عيالي ...كنا خلاص لمينا هدومنا ومسافرين البلد بعد ما نطمن على فاطمة ....كنا هنمشي ونرجع لأهلنا في الصعيد وهيقدرو يحمونا وهنبقى في آمان. ...منه لله حداد 

ضيق فهد عينيه بذهول وقال :-

_ حداد ؟!!! ، حداد مقبوض عليه ومرمي في الحبس !! 


اجابته نعيمة وقد اشتد بكائها حزنا على وفاة زوجها :-

_ مصطفى الله يرحمه كان واقف في الشارع مع اهل المنطقة وبيباركوله لجواز فاطمة ، فجأة سمعت صويت ولقيت مصطفى غرقان في دمه بعد ما حد ضربه بسكينه والناس جريت وخافت ..واللي ضربه قعد يزعق ويقول في الشارع :-

_ ابقى خلي جوز بنتك فهد باشا يبقى يلحقك ...وابقوا قولوله الاعور بيقولك صباحية مباركة يا عريس ، هو عارفني كويس ...احنا حبايب من زمان ومعرفة ، وكدا انا رديتله العزومة ....

تابعت نعيمة :-

بعد ما مشي الناس اتلمت تاني ونقلوا مصطفى المستشفى بس على ما وصل كان خلاص بيطلع في الروح .....بس انا متأكدة أنه تبع حداد 


قدح الغضب بعين فهد وهو يردد بنبرة غاضبة وشرسة :-

_ الأعور ....هو طلع من السجن !! 

أخرج هاتفه ليجري اتصال مع خالد حتى اجابه الآخر سريعا بمرح:-

_ ايوة يا ااعريس 

رد فهد بعد ان ابتعد عن نعيمة التي تنتحب ببكاء يدمي القلوب ..قال :-

_ الأعور طلع من السجن يا خالد وموت أبو فاطمة 

صدم خالد قائلا :-

_ مش غريبة انه يطلع من السجن بعد ما خلص مدته بس الغريب انه يموت ابو فاطمة ، هو يعرفه منين ؟ او تفتكر ليه علاقة بحداد ماهما مجرمين زي بعض 

هز فهد رأسه نفيا وقال :-

_ لأ ، حداد ده جبان مايجرؤش يعمل كدا وبالذات معايا ، في حد تاني بعيد وهو اللي بيعمل كدا ، والحد ده يعرفني وبيعرف اخباري كويس أوووي ....بس قسما بالله لجيبه وماهو فالت من ايدي ....


زفر خالد بضيق وقال بريبة :-

_ الاعور مش زي حداد يا فهد ده قلبه ميت ومش ناسيلك أنك كنت سبب في دخوله السجن لأول مرة ، ده انت مسحت بكرامته الأرض قدام كل القسم لما كان هيموت في ايدك ...الفرح اتقلب عزا ...البقاء لله يا فهد 


اجابه فهد بضيق :-

_ البقاء لله وحده ....بص يا خالد ..انا مش هعرف اجي الشغل غير لما اخلص الدفن ، عايزك تراقب أي حركة من حداد وأي حد عندك 

رفع خالد حاجبه وقال بشك :-

_ أوعى تكون بتفكر في اللي في دماغي ؟ 

رد فهد بتأكيد :-

_ أنت شاكك في حد تاني ؟ 

نفى خالد وقال :-

_ بصراحة لأ ، وفعلا إسلام ده يتشك فيه بصراحة ، ومركز معاك أكتر ما مركز مع شغله وده كلنا لحظناه ، كفاية أن قضية الأعور فشل فيها وانت اللي مسكتها ...


خرج أحدا من غرفة المشرحة حتى انهى فهد الاتصال وسأل الرجل حتى اجابه وقال :-

_ جاهز للتسليم بس ناقص اذن الشرطة بالخروج لأن دي جريمة قتل ...

ذهب الرجل تاركا فهد يفكر بعصبية حتى لمح أحد أفراد الشرطة يأتي إليه وقال :-

_ اهلا بحضرت الضابط فهد الشريف ، انا حققت في الحادثة وعرفت أنك اتجوزت بنت المتوفي النهاردة ...عشان كدا اقوالك أنت وزوجتك مهمة 

اتسعت عين فهد بعنف ونفى قائلا :-

_ لأ ، انا قدامك اسألني لكن مراتي لأ ، انا مش عارف هقولها الخبر أزاي وانت عايز تسألها في التحقيق ! ، اولا هي ماكنتش موجودة وماتعرفش لحد دلوقتي ، يعني مش طرف شاهد على الحادث ، أي معلومة عايز تعرفها اسألني انا ووالدتها موجودة هنا ...مافيش داعي هي تيجي ...


نظر الرائد حسام إلى فهد وأن لم يكن فهد ضابطا لكان طلب مجيئها طلبا ضروريا حتى قال حسام بتفهم :-

_ طب اتفضل معايا 

_____________________________سبحان الله وبحمده


انهى الطبيب فحصه ووخزها بسن إبرةٍ طبية خاصة بإنخفاض بالحرارة وقال مطمئنا :-

_ ما تقلقش هي درجة حرارتها كانت عالية بس الابرة دي هتنزلها بأذن الله وكويس أنك لحقتها قبل ما تعلى وتعملها مضاعفات وخصوصا أنها ضعيفة شوية ...

ثم اعطى لآدم روشته الدواء وانصرف .......

مرر آدم يده على جبين مريم الذي كانت تفتح عيناها ثم تغلقها بثقل واطياف الغفوة بادية عليها حتى قال بهمس :-

_ هروح اجيب الدوا وراجعلك تاني 


ذهب أيضا من الغرفة وخرج من الشالية مرة أخرى ليأتي بالدواء ......وبعد مرور نصف ساعة اتى مجددا ...

دلف للشاليه وبيده بعض المشتريات بيده ومعهم الدواء ، توجه الى المطبخ ليعد لها حساء ساخن ثم صعد لها وقد اعد شيء آخر في طبق ....

تشممت الهرة رائحة الطعام فركضت خلفه على الدرج بخفة حتى دلفت خلفه للغرفة .....

وضع آدم الطعام على منضدة قريبة ثم لامست انامله جبينها مرة أخرى وهمس :-

_ قومي كلي عشان تاخدي الدوا ، دي اكلة خفيفة 

اخفت وجهها بعصبية بالغطاء وقالت بطفولية :-

_ مش عايزة منك حاجة 

ابتسم وهو يرى طريقتها بالرفض ثم ابعد الغطاء عنها وجذبها لتعدل ثم بدأ يطعمها بنفسه وقال بمكر :-

_ كلي من غير عند عشان ما تاكليش بالعافية 


ارتبكت عيناها وبدأت تاكل ليس جوعا ولكن حتى يبتعد عنها كي يقل ارتباكها هذا ، ورجفتها هذه لم تكن من المرض الذي قل كثيرا ولكن لقربه بهذا الشكل ....

وضع يده على كتفيها ونظرته متفحصة وجهها الحبيب حتى اقترب وقبّل رأسها هبوطا ثم تركت مريم الطعام لتبتعد عنه وقالت :-

_ مش قادرة اكل اكتر من كدا 

صمت قليلا وهو ينظر لها بلوم رغم أنه يلوم نفسه أكثر ، حتى قال بعصبية :-

_ ندى دي طالبة عندي على فكرة 

قاطعته مريم وقد عاد الغضب لذكر هذه الفتاة وقالت بإنفعال واستهجان :-

_ مش عايزة أعرف حاجة ، انت حر في تصرفاتك ، وبالنسبة لجوازنا فاحنا متفقين من زمان انه مش هيستمر 

زم شفتيه غضبا ونظر لها نظرة ارتعدت لها ولكنها تظاهرت بالثبات حتى حمل الطعام وذهب به للاسفل ...

هي تعرف أنها قست ولكن كبريائها يمنعها من الاقتراب قبل أن يطمئنها ويطمئن قلبها بالعشق ....لن تبدأ حياتها بصمت محير ،فهي آبت ذلك ...


وضع آدم الطعام بعنف على الرخامة حتى احدث بعض الضوضاء ثم زفر بحدة وحنق من هذه العنيدة ......فرغم عهده مع نفسه بالصبر إلا أنه احيانا يضعف ....

_______________________سبحان الله العظيم 


كانت ترتشف ياسمين مشروبها الدافئ أمام الحاسوب حتى نهضت بضيق وتوجهت إلى الفراش ، فكل شيء لم يستطع أن يأخذ فكرها حتى تنشغل بشيء غير هذا المالك ...

دق هاتفها برقم غريب فتعجبت !!....لم تجيب على الاتصال حتى دق مرارا بشكل مقلق فبدأت تشك بهوية المتصل حتى اجابت وأردف هو قائلا بنبرة غاضبة لم تراها في الحقيقة :-

_ انا مالك يا ياسمين ولو قفلتي هعرف أنك جبانة ، اولا بتأسف أنك أني خدت رقمك من حد وماكنتش ناوي اعمل كدا غير لما تبقي خطيبتي ، لكن انتي ماخليتليش عقل افكر بيه ، انا متمسك بيكي ومش هسيبك وحتى لو ماكنتيش بتحبيني اديني فرصة اخطبك وتعرفيني مش هتخسري حاجة بالعكس ....يمكن تكسبي انسان مش هتلاقي حد يحبك اده ....يمكن عرفتك من قريب بس مش عارف أزاي اقتحمتي حياتي كدا وبقيتي ليا كل حاجة .....


رغما عنها ابتسمت وشعرت بسيل سعادة يتخلل بؤر قلبها المرهقة حتى ترجته بصمت أن يأخذها حتى ولو رغما عنها ولكن كيف تقل له ذلك وسمعت صوته من جديد يتحدث :-

_ انا عرفت عنوانك كمان ، وهكلم اهلي ونيجي نتقدم يوم الجمعة الجاية بأذن الله 

نهض بذعر من فراشها وقالت ببطء :-

_ هو انت قولت لأهلك انا مين ؟ 

تعجب من سؤالها ولكن اجابها :-

_ هقولهم بعد ما اقفل معاكي اوعدك بكدا ...موافقة ؟ 


سقطت دمعة من عيناها وهي تعرف الرد مسبقا وقالت بصدق :-

_ موافقة يا مالك ، قولهم ياسمين تامر منصور ،قول لوالدك الاسم كويس ووالدتي اسمها هايدي صالح عبد الرحمن ...

تعجب مالك أكثر لذكر اسم والدتها ثم قال :-

_ حاضر هقولهم ، بس الاهم انك انتي موافقة 

هزت راسها بدموع صامته وقالت بيأس وغموض :-

_ صدقني مش المهم دلوقتي رأيي ، لو والدك ووالدتك وافقوا وجهم معاك ...انا هوافق يا مالك وانا مبسوطة 


اتسعت ابتسامته سعادة رغم استغرابه من حديثها ومطالبتها الغريبة في موافقة والديه ...ولماذا تفترض رفضهم !!! قال بحماس وسعادة :-

_ هيجوا معايا يا ياسمين يوم الجمعة بأذن الله ، وانا احتراما ليكي ولأهلك مش هكلمك غير بعد الخطوبة بس هبعتلك رسالة ااكد الميعاد ..انا عارف أنك محترمة ومش هترضي تكلميني قبل كدا ...


مسحت دموعها ثم قالت بنبرة صادقة محبة :-

_ هقول لماما وخالوا وهنستناك يوم الجمعة بأذن الله 


لم يصدق مالك ما يسمعه فهذا أكثر بكثير مما توقعه حتى انتهى الاتصال ثم ركض خارج غرفته لمكتب والده 

دلف للمكتب بخطوات سريعة حتى رفع باسم رأسه بتعجب وقال :-

_ براااحة في ايه خد نفسك 

اخذ مالك شهيقا ثم زفير وقال مباشرةٍ :-

_ بابا انا عايز اتجوز 

ضحك باسم وقال وهو يشير له حتى يجلس وقال :-

_ طب اقعد وفهمني الأول ، مين العروسة وقابلتها فين وهي مين ؟ 

جلس مالك وقال بشرح :-

_ بنت محترمة جدااا ، قابلتها في النادي ، هي مدربة كارتيه 

اتسعت ضحكة باسم وقال بمرح :-

_ كااارتيه ، يعني هتديلك بوكس في وشك لو بس زعلتها 

اجاب مالك بهيام وقال :-

_ لأ دي رقيقة جدا ، ومحترمة جدا جدا جدا 

انتبهوا لصوت ريهام وهي تقول باستفهام :-

_ دي مين دي بقى ؟

نظروا سويا لها وتذكر مالك انه ترك الباب على مصراعيه ثم قال باسم بابتسامة :-

_ طب حضري نفسك بقى عشان ابنك هيخطب قريب 

ابتسمت ريهام وهي تجلس بجانب مالك وقال :-

_ طب مين بقى العروسة مش تقولينا الأول ولا هنروح عمياني كدا ؟! 

قال مالك بعد أن نظر لوالده وقال :-

_ هي بنت ناس محترمة جدا انا عرفت بيتها وسألت عليها ثم تابع حديثه بهذه القنبلة وقال :-

_ والدها اسمه تامر منصور وهو متوفي و...

هتفت ريهام بمقاطعة وقالت بشك :-

_ تامر منصور !! ، تامر منصور ايه ؟ 

هز مالك كتفيه بتعجب وقال :-

_ مش عارف اسمها الرباعي 

قال باسم بنظرة ضيقة وسأل :-

_ طب ما تعرفش والدتها اسمها ايه بما انك سألت عليها 

تذكر مالك ما قالته ياسمين وشعر بشيء غريب ثم اجاب بتوجس :-

_ اسمها هايدي صالح عبد الرحمن ! 

نظر باسم لزوجته ريهام وتبادلوا النظرات المصدومة حتى نهضت ريهام بغضب وهتفت به :-

_ الجوازة دي لا يمكن تتم ، بقى ابني اجوزه بنت واحد حرامي ومات في السجن ..لااااا يمكن 

تنهد باسم بضيق ثم قال وقد حاول أن يبدوا هادئا :-

_ اصرف نظر عن الجوازة دي يا مالك 

بقلم رحاب إبراهيم 

نظر مالك بصدمة لوالديه ولم يفهم شيء مما قالوه حتى اجاب بقوة :-

_ مستحيل ...انا مش فاهم حاجة ، حرامي واتسجن امتى؟ وانتوا تعرفوهم منين ؟ 

هتفت ريهام وقالت بحدة :-

_ البنت دي اكيد ما قابلتكش صدفة ، عايزة تنتقم اكيد لابوها ...لو كلمت البنت دي تاني انسى أن ليك ام 

تركت غرفة المكتب بانفعال حتى قال باسم بملامح ممتعضة :-

_ كلام والدتك في احتمال قوي أنه يكون حقيقة عشان كدا بقولك ابعد من أولها عشان ما تتعبش بعدين ... وحتى البنت دي لو كانت بتحبك فاللي فات هيفضل عائق في حياتكوا

نهض مالك برفض حاد قد نطقت به ملامحه ثم رد قائلا :-

_ انا مش هسيب ياسمين هي ماذنبهاش حاجة ، لكن اللي مش فاهمه انتوا عارفين ابوها منين ؟ 

خلج بايم نظارته الطبية ثم صمت برهة ليتابع حديثه بعد ذلك....

___________________________سبحان الله العظيم 


انهى فهد تحقيقات الشرطة ثم عاد لوالدة فاطمة مرة أخرى ليجدها كما رأها منذ أكثر من ساعة واستوجب خروج المتوفي بعض الوقت حتى يخرج من المشفى بتصاريح رسمية .....جلس بشرود واعتصر من الألم كلما تذكر فاطمة وكيف ستتلقى الخبر ..اغمض عيناه بقوة والقى رأسه بين يديه بأسى ......

وأن نطق الألم بقلبك فهو بقلبي لأجلك أشد 

وأن صادف هدوئي دموعك سيجن بجنانٍ آلد

وأن قُتل الآمان بين عيناكِ فأنتي يا عشقي 

ستكوني موطن قلب الفهد 

___________________________لا حول ولا قوة إلا بالله 


صعد آدم بعد فترة إليها حتى دلف للحرجة بهدوء وتمثل واقفا وهو ينظر لوجهها البريء وهي تنام بملامح هادئة حتى تجعد ما بين حاجبيها برجفة قد سُعرت على قسمات وجهها ...اقترب منها ببطء حتى دنى وتمدد بجانبها ثم ضمها بقوة كي تدفئ أكثر وكانت ذاهبة في ثباتٍ عميق بحيث لم تستشعر حركته الهادئة ...

ربت على رأسها التي يتوسد صدره ثم ابتسم بمرح وهو يتخيل ردة فعلها عندما تستيقظ على هذا الوضع ...

اغلق عيناه وغفى ولم تغفى يداه التي التفت حولها بقوة ..

_________________________اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك 


نهض مالك ببطء من مقعده بعد أن صُدم بما سمعه من حديث الماضي من والده حتى قال باسم بضيق :-

_ في افضل الاحوال هتكون بتحبك ، بس اظن مش هتقدر تحبني وهي عارفة أني كنت سبب من الاسباب اللي دخلوا ابوها السجن لحد ما اتقتل جواه ...

اشتدت نظرة الحزن بعين مالك وقال :-

_ من أول ما شوفتها وانا بشوف في عنيها حزن كبير ، ماشوفتهاش مرة بتضحك ، اتولدت يتيمة ....انا أسف يابابا ...مش هتخلى عن ياسمين ..وكل اللي عرفته يخليني اتمسك بيها أكتر يمكن اقدر اعوضها عن اللي عانته ...

صمت باسم ثم قال بجدية :-

_ لو اتأكدت انها بنت كويسة وفعلا بتحبك اعتبر انك اخدت موافقتي ...

نظر مالك لأباه جيدا وقال :-

_ ياسمين كانت عارفة عشان كدا قالتلي مش هتوافق غير لما انتوا توافقوا ، وعشان كدا قالتلي اسامي ابوها وامها ، كنت مستغرب لكن دلوقتي فهمت ...البنت دي لايمكن تكون انسانة وحشة ...انا اتأكدت دلوقتي انها بتحبني وكانت رافضة عشان كدا ...

تابع باسم حديثه وقال :-

_ المشكلة دلوقتي مش فيا او في ياسمين بنت تامر ، المشكلة الحقيقية في والدتك ...ريهام ...مش هتوافق وانا متأكد....ومستحيل أعرف اقنعها بشيء مش داخل دماغها 


بلع مالك غصة مريرة بحلقه وقال :-

_ وانا مش هتجوز غير ياسمين ، ارجوك يابابا بلغها كدا ، وحاول تقنعها 

هز باسم رأسه نفيا :-

_ انا اكتر واحد عارفها عشان كدا بقولك مستحيل تقتنع برأي حد ...لازم هي تقتنع عشان توافق 

شرد مالك في الفراغ بحزن ثم استأذن وانصرف .....

_________________________________اذكروا الله


فجراً

وقد أضحى الصبح يبتسم لضياء الشمس العائد من بعيد ،همت فاطمة لتقوم من صلاتها عقب إنهاء الصلاة ، ازالت دموع عيناها التي فاضت أثناء السجود ثم طوت سجادة الصلاة والقتها على فراشها .....تحركت أمام المرآة وشعرت بنوبة قاتلة من البكاء ...كيف ؟! 

بعد أن شعرت بهذه القوة أمامه !..ولامس ضعفها حد السكين لينثر دمائه ويُمحى .....جلست على حافة الفراش وتبلدت أوصالها فجأة ...دق قلبها بقبضة غريبة حتى التقطت انفاسها بصعوبة ....عدت لخارج الغرفة ركضاً حتى 

تستأنس بشاشة التلفاز وتروح عن نفسها الذي ضاقت فجأة حتى لمحت حركة مقبض باب الشقة تُلوى ثم فُتح وظهر به فهد واقفاً بنظرة غريبة ...وقف يتأملها طةيلا قبل أن يدلف للداخل ويدفع مفاتيحه جانباً بعشوائية ونظرة عيناه لم تبتعد من عليها ثم اقترب منها ببطء حتى بدأت هي تتوجس أكثر ولم تعرف لما خانتها قوتها حتى ابتعدت عنه للخلف وهو يقترب بهذه النظرة المففعمة بشيء غريب جعلها ترتجف ونوبة البكاء الغامض الذي تشعر به تصرخ لكي تندفع على عيناها فتماسكت حتى لا يشعر بضعفها أو بالأصح لا يستضعفها .....وقفت حتى لا تظهر له بأنه تتوجس منه خيفة ثم اقترب أكثر منها حتى ضمها بقوة عاصفة جعلت عيناه تتسع بذهول حتى ادفئت لهفته ضعفها واندفع بكائها بحدة دون أن تشعر ...قال بألم يخفيه :-

_ بتعيطي ليه ؟ 

ارتجفت أكثر واجابت بصدق :-

_ مش عارفة ، بس قلبي اتقبض وعايزة اعيط ومش عارفة ليه 

اغمض عيناه بقوة فقد شعرت بالفقد والعزاء قبل أن يصلها الخبر ثم اشتدت قبضته عليها أكثر وقال عدة مرات بهمس حنون :-

_ ماتخافيش وانا جانبك يا فاطمة ...الآمان ما ماتش 

شعرت بالحيرة من جملته حتى ابتعدت وهي تنظر له بتساءل ولكن جذبها مرة أخرى ولم يتحدث هذه المرة ، كان يربت عليها لتهدأ فقط .....


ابتعد قليلا عنها ويده تلتف حولها بتملكية ثم اخرج هاتفه واتصل بآدم .....انتبه آدم لهاتفه بحنق بعد أن استيقظ من النوم ومد يده وأخذه من جانبه على الكمود القريب واجاب بكسل :-

_ الو ؟

نظر فهد لفاطمة بعمق وقال لآدم :-

_ آدم ..انا اتجوزت 

تسمرت نظرة آدم للحظة حتى اشتعل الغضب بداخله ولم يدري كيف قبض على شعر مريم بغضب وهو يهتف :-

_ انت بتقوووول ااااااايه !!!!!! 

صرخت مريم عندما شعرت بألم رأسها الذي جذبها آدم بقوة غاضبا حتى نظرت له بذهول وهي تراه ممداا بجانبها ...

اجاب فهد على الهاتف وقال :-

_ لما توصل القاهرة هبقى افهمك كل حاجة ،دلوقتي مش هينفع 

انهى الاتصال ثم قال لفاطمة بلهجة غريبة عليه :-

_ انا قلت لأهلي ، ولولا أن امي وابويا مسافرين كنت اتصلت بيهم وفهمتهم ، لكن مش هينفع أي كلام غير لما يرجعوا لأني امي مريضة وسافرت تتعالج ...

مسحت فاطمة عيناها بتعجب فهل بهذه السهولة امنيتها اصبحت حقيقة أم ثمة سر فيما يحدث !!....

__________________________اللهم حسن الخاتمة 


لكمت مريم بيدها وهي تهتف بغضب :-

_ بتعمل ايه هنااااااااااا 

لم يستعب حديثها من صدمته من ما قاله فهد حتى لكمته في معدته بقوة مما جعله يتآوه :-

_ ااااااه 😨😥 

كتمت ضحكتها وهي تراه يصرخ هكذا ثم ضحكت عاليا حتى باغتها بغيظ وغضب وقال :-

_ اخوكي اتجوز ..اضحكي بقى 🙆 

للحظة لم تستوعب لما قاله حتى شرقت فجأة من الصدمة ونهض سريعا واتى لها بكوب ماء حتى ترتشفه ثم قالت بذهول :-

_ ات ات ات ..اتجوووووووز !!!! 

وارتطمت على فراشها وهي تحملق بذهول والجمت الصدمة حديثها ...تمدد مرة أخرى ووضع رأسها على صدره مرة أخرى وقال :-

_ اه والله اتجوز ، عيطي وصرخي بهدووووووووء 😊

______________________________

صرخي بهدوء 😄😑😑😑😑 😡😡 

حنين أووي يا فهود 😓😏😏😏⛄

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا

الرواية كامله الجزء الثانى2من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع