القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية معدن فضة الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)

 

رواية معدن فضة الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)




رواية معدن فضة الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرين  بقلم لولي سامي (حصرية وجديدة في مدونة قصر الروايات)



 ابطال البارت #يزيد_غرام

#البارت_السادس_عشر

#معدن_فضة

#لولي_سامي

فور خروج نضال ويزن ويزيد من منزل چواد قرروا التوجه لمكان لاستكمال سهرتهم وبرغم اقتراح يزن عدة أماكن إلا أن يزيد أخيه كان دائما معارضا لهذه الأماكن لما بها من تجاوزات لم تعجب يزيد حتى وصل الحال الي الجلوس على مقهي بالحسين فتوجهوا ثلاثتهم إليه مع تذمر يزن قائلا:

_ كل لما نتزفت مع بعض نيجي هنا ،

يا عم غير ولو لمرة واحدة .

جلس يزيد بكل أريحية قائلا :

_ انا برتاح هنا مليش في العك بتاعك.

نطق نضال محاولا اسكاتهم  :

_  ما تبس انت وهو انا قاعد وسط عيال ولا ايه ؟ 

والله أخدكم تكملوا سهرتكم في البورش.

زم يزن شفتيه معارضا فقال :

_ خده هو يجرب البورش هيرتاح فيه ،

انا عن نفسي بجرب حاجات تانية......

ثم قطع حديثه وهو يلتفت بنظره علي شئ مطلقا صفيرا عاليا ثم عاد بوجه إليهم ثانيا قائلا :

_ لا خلاص حبيت المكان ،ده اتغير خالص .

هز يزيد رأسه رافضا أفعال أخيه بينما ابتسم نضال معلقا :

_ مفيش فايده فيك مش هتتغير ابدا يا عم اتقل شوية مش كدة.

لوح يزن بكفه قائلا :

_ اه مانت قاعد في الجامعة شايف اشكال والوان لكن احنا منفوخين في المحل كل فين وفين نشوف وجه حسن .

تذكر يزيد من حديث اخيه صاحبة الوجه الحسن فشرد قليلا بينما يزن أشار لنضال ليقترب منه هامسا له :

_  صحيح بمناسبة الجامعة كنت عايزك في مصلحة كدة.

نظر له نضال مستفسرا فاجاب يزن قائلا باختصار وبصوت هامس : 

_ مش قدام يزيد.

ثم غمز بعينه ليفهمه نضال وبدأوا في طلب المشروبات ليلاحظ يزن شرود أخيه فنكز نضال قائلا :

_ واخد بالك انت ؟ 

اهو كدة من امبارح.

نظر نضال تجاه يزيد لينكزه قائلا : 

_ لو في واحدة مدوخاك قولي بس وملكش دعوة.

ليعلق يزن ساخرا :

_  لا يا عم يزيد محترم وملوش في الحاجات ده.

ضحك كلا من نضال ويزن ليستقيم يزيد قائلا بضيق :

_ انتوا هتبدأوا الحفلة عليا ؟

انا مش فايقلكوا.

امسك يزن يده قائلا :

_  امال فايق لمين بس قولي ؟ 

قول قول متتكسفش دانا اخوك وهفيدك من تجاربي.

أزاح يزيد يد يزن ونظر له بامتعاض وانطلق ذاهبا للمرحاض.

ضحكا يزن ونضال بملئ فمهم ليسأله نضال مستفسرا :

_ مال يزيد يالا ؟

تعرف ايه انا معرفوش.

حرك يزن كتفيه لاعلي قائلا :

_ علمي علمك والله اهو كدة من امبارح ،

المهم سيبك من يزيد خليك معايا انا .

سأله نضال بنفاد صبر :

_  خييييير عايز ايه ؟ 

مبطمنش ليك ولاحتياجاتك.

رد يزن ببراءة مشيرا على نفسه قائلا :

_ انا !! 

دانا طيب والله بس انتوا بتفهموني غلط ،

المهم قبل ما يزيد يرجع كنت عايز منك خدمة بما انك بالجامعة وكدة تجبلي بيانات بنت كدة من عندكم.

اعترض نضال هادرا بوجهه قائلا :

_ انت اتجننت يالا ولا ايه ؟

لا طبعا اللي بتقوله ده مينفعش.

يزن محاولا استعطافه :

_ليه بس يا نضال دانا عايز اعرف اسمها بس وفي كلية ايه وانت عارفها وهتعرف تجبلي المعلومات ده بس مش معلومات تانية يعني.

تعجب نضال من طلبه من هذه الذي يعلمها فقال :

_ لا فهمني الموضوع من الاول ومين ده اللي اعرفها واسمها ايه ؟ 

_انت غبي ولا ايه؟

نطق بها يزن ليجلبه نضال من مقدمة قميصه قائلا/ _

_ اااييييه؟؟

ليوضح يزن سريعا ما يقصده وهو يحاول فك قميصه من ايدي نضال :  

_ مش قصدي يا اخي أهدى بس انا لسه بقولك عايز اعرف اسمها وانت بتسالني اسمها ايه بس مش اكتر!

عقد نضال جبينه مندهشا قائلا :

_  انا افتكرتك عايز تعرف اسمها بالكامل !! 

لوح يزن بيده قائلا :

_ وهعمل باسمها بالكامل ايه هتجوزها يعني!!

حرك نضال رأسه مستفسرا :

_  امال انت عايز ايه بالظبط انا مش فاهمك يالا.

أخذ يزن يذكر نضال بالفتاة التي تجاهلته عن عمد بالمحال ويطلب منه معرفة اسمها وكليتها حتى يرد لها الصاع صاعين ليرفض نضال قائلا :

_ انت عبيط يالا حد قالك عني مركب .... ؟؟

وكمان مش فاهمك الصراحة بنت محبتش ترد عليك، استتقلت دمك يا عم ومشيت ايه المشكلة يعني؟؟ 

حرك يزن رأسه وظفر أنفاسه قائلا :

_ يا عم انا كنت فاهمك اسهل من كدة و ق... 

وايه بس اللي مركبها هو انا لا سمح الله هعمل فيها حاجه ،

ابدا والله فهمتني غلط انا بس لو عندها عربية اخرملها الكاوتش ،

اجرحلها العربية وامضيلها عليها بس كدة يعني مش اللي بالك فيه، 

وكمان عيب عليك تشك فيا كدة علشان انا مش كدة وانت عارف.

ضيق نضال عينيه قائلا :

_  ما المشكلة اني عارف بس طلبك غريب ويشككني فيك الصراحة.

حرك يزن كتفيه باعتراض قائلا :

_ ولا غريب ولا حاجه مبحبش بس حد يعلم عليا وخاصة لو بنت مش اكتر.

تذكر نضال شئ اخر فشرد للحظات فنكزه يزن قائلا :

_ هاااا قولت ايه يا عم هتساعدني.

اومأ نضال برأسه قائلا :

_  هساعدك بس بشرط ؛ 

المقلب يكون قدامي والليلة كلها تبدأ وتخلص وانا واقف سامع يا يزن علشان بعد كدة البنت ده هتبقي في حمايتي وانت عارف .

فرح يزن لشعوره أنه قارب على الوصول لهدفه فاقترب فجأة وقبل نضال من وجنته قائلا :

_ عارف يا احسن باشا.

امتعضت ملامح نضال ومسح قبلة يزن هادرا به قائلا :

_ يخرب بيت شيطانك هتجبلي شبهه اقعد يالا واتعدل كدة بدل ما اعدلك انا.

اقدم عليهم يزيد هازئا مما رآه فقال :

_ ايه اللي شفته من شوية ده ؟؟

نظر يزن لنضال مبتسما بينما نظر نضال ليزن ممتعضا ليعلق يزيد عليهم ساخرا :

_  لا باين من نظراتكم واخدين بعض على حب.

لينطلق الثلاثة ضاحكين وتبدأ سهرتهم التي تختلف عن كل سهره ماضية فكل فرد منهم حاضر بجسده وذهنه غائبا يحاولون اظهار ما يخفيه باطنهم.

.................................................

التفتت العيون الي چواد فور وضعه لكأس العصير واعتذاره لوالدته وهوت القلوب من نبرة حديثه الجادة حتي شعرت العروس أنها لم تلقى استحسانه فور رؤيته لها فابتلعت ريقها بينما چواد اكمل حديثه دون أن يلتفت لأحد ليكمل لوالدها قائلا :

_  احنا جايين النهارده علشان نتعرف عليكم ونطلب منكم ايد الآنسة........

لم يتذكر اسمها فهو لم يكن بكامل تركيزه في بادئ الحديث ولكنه أراد أن ينهي الأمر فعزم علي استمرار كلامه قائلا :

_ ليا ده لو مفيش مانع عندكم.

اندهش الجميع من طلبه وأخذوا ينظرون لبعضهم حتى والدته فالمتفق أنها جلسة تعارف ليس إلا ،

كما أنه لم يعلم اسمها بعد فماذا حدث ؟ 

هل معقول اعجب بها من مجرد نظره ،

ولكنه لم يستغرق لحظات في رؤيتها ،نفضت الام عن رأسها كل هذه الأفكار حين استمعت لحديث والد العروس وهو يقول :

_  اوام كدة يا ابني ،

دانا حتى ملاحظ انك متعرفش اسم العروسة لسه؟

حاولت اخلاص إنقاذ ابنها فقالت :

_ هو جاي علي السمعة الطيبة يا حج هاني ،

وهايدي بسم الله ما شاء الله جمال وأدب واخلاق وبنت ناس طيبين .

ابتلع چواد ريقه ثم أكمل قائلا :

_ لو مفيش عندكم مانع والأنسة هايدي موافقة اتمني كل حاجه تتم باسرع وقت انا الحمد لله مقتدر واقدر افتح بيت من بكرة واللي تؤمروا بيه انا جاهز.

أغلقت اخلاص عيونها واستشعرت هروب ابنها من مأزقه بهذه الطريقة ،

نعم كانت تتمني أن تفرح به ولكن الآن شعرت أنه يلقي بنفسه في مهب الريح دون أن يحسب خطواته القادمة.

فتحت عيونها تستشف ردود فعل أهل العروس لتجد أنهم في أوج فرحتهم فالعروس كادت أن تقفز مقبلة چواد من نظراتها المسلطة عليه ،

ووالد العروس ووالدتها الفرحة تكاد أن تخرج من عيونهم لينطق والد العروس بالموافقة فتطلق والدة العروس زغاريد عدة معبرة عن فرحتها وأخذت تحتضن ابنتها مقبلة إياها ومباركة لها .

ثم توجه والد العروس محتضا چواد قائلا وهو يربت على كتفيه :

_  مبروك يا ابني الف مبروك.

انتبهت فوزية للوضع فهي لم تبارك لجواد بعد ولا لوالدته فنكزت ابنتها هامسة بأذنها :

_ تعالي نسلم علي الست شكلنا وحش.

انتهت المقابلة بعد أن اتفقا على كل شيء دون الاعتراض من چواد على اي مطلب من طلباتهم وكأنها عروس العمر التي تمناها طيلة حياته ،

ليصلوا الي منزلهم والصمت يخيم عليهم، لا احد يعلم هل ما حدث صحيح ام لا ولكن كانت إجابة چواد لنفسه الأهم وهي يكفي أن يريح ميار ويبعد عنها كل الشكوك.

..............................................

عاد محمد الي منزله ليجد والده بانتظاره فقال له :

_ كويس انا كنت عايزك يا بابا علشان........

قطع توفيق حديثه قائلاً :

_  انا اللي كنت عايزك علشان ابلغك ان حسن اتصل بيا وبيقول أنه عند خاله علشان تعبان وبيحاول يتصل بميار كتير بس فونها مغلق ،

وانا قولتله أننا هنطمن على اختك الاول وبعدين يبقي يجي ياخدها تكون ارتاحت شوية .

صعق محمد من قرارات أبيه فقال معارضا :

_ ليه كدة يا بابا ليييه ؟؟ 

يعني ايه يجي ياخدها ؟؟؟ 

حسن ميستاهلش ميار وقولنا كدة قبل الجواز وطلعتنا مش فاهمين دلوقتي بعد ما بهدلها لسه مصر ترجعهاله ليه؟؟

_ علشان ده نصيبها وشوية شوية هياخدوا على بعض مش من ثلاث شهور مرتاحتش نطلقها خراب البيوت مش بالساهل وسمعة بنتنا هي اللي هتتاثر لما تطلق بعد ثلاث اشهر ،

وقولت اني هتكلم معاه مش هعدي الموضوع كدة.

نطق بها توفيق سريعا وكأنه يريد أن يفرغ كل ما بجعبته حتى يقنع ابنه أو بالاحري ان يقنع نفسه اولا ولكن محمد لم يوافق بل اعتراض أكثر وثار قائلا :

_  انا اسف يا بابا المرة اللي فاتت خلتنا منتكلمش ونمشي وراك وميار اتبهدلت،

المرة دي انا مش هسكت ولو وصلت اضربه زي ما ضرب اختي هعملها وبعدها تبقوا تقرروا ترجعله ولا لا بس الموضوع مش هيعدي بالكلام عن اذنك.

وانطلق محمد متوجها لغرفته مغلقا بابها خلفه وكأنه يريد أن يحبس نفسه حتى لا ينساق خلف افكاره وهو يشعر أن شياطين العالم تتلاعب بعقله وود أن يذهب إلى من يدعى بالحسن وهو بعيد كل البعد عن خصال اسمه ويلقنه درسا ليعلمه كيف تكون الرجولة .

بغرفة ميار وماجدة ظلوا صامتين لا تعرف ماذا تقول ماجدة لأختها حتى استمعوا إلى حديث محمد وأبيه لتقول ماجدة وهي تصفق بيدها : 

_ جدع يا محمد يارب يا حسن يا ابن انوار تدوق قلمين من محمد يعدلوك أن شاء الله.

ابتسمت ميار ابتسامة لم تصل لعيونها قائلة :

_ ليه بس كدة واخوكي يروح في داهية ليه ؟

نكزتها ماجدة قائلة :

_ اقعدي ساكته انتي طيبة ،

اللي زي حسن ده جبان ميعملش الهوا ،

لو اخد قلمين هيتكن مكانه.

ثم ربتت على كتفها قائلة :

_ متقلقيش خلاص بقينا انا ومحمد وتقريبا ماما معاكي ،

قال حسن قال ده أسوأ منه ما لاقيت!

ابتسمت كلا من ميار وماجدة لينتبهوا على صدوح رنين هاتف ماجدة فرأوا من ينير الشاشة باسمه فخفق قلب ميار ونظرت بتعجب متسائلة ماجدة فرفعت ماجدة حاجبيها وهي تمد يدها أخذه إياه قائلة بابتسامة :

_ لما نشوف عايز ايه شكل قلبه حاسس ان الفرج قريب .

وتوجهت إلى الشرفة لتبتعد عن اختها وفتحت الخط لتبدأ المكالمة التي غيرت ملامح وجهها للنقيض وشعرت وكان الزمن قد تكاتف علي اختها وأنها عديمة الحظ حتي الظروف لم تمهلها أن تسعد ولو قليلا.

دلفت ماجدة للغرفة مجددا ورأت الفضول في أعين اختها لمعرفة محتوي المكالمة فزمت ماجدة شفتيها واخفضت نظراتها للاسفل وحمحمت بصوتها ثم قالت بنبرة حزينة :

_ چواد بيسلم عليكي.

لم ترد ميار بل انتظرت باقي الحديث ونظرت لأختها بفضول أكثر لتنظر لها ماجدة عندما وجدت منها الصمت ثم اخفضت عيونها مجددا لتكمل باقي حديثها قائلة بنبرة مهتزة :

_ خطب النهارده............

وبيقولك ربنا يسعدك.

استمعت ميار لحديث اختها وشعرت وكان نياط قلبها يتمزق ،

لا تعرف لماذا ؟

برغم علمها منذ زواجها أنهم لم يجتمعا ثانية ولكن ربما كان لديها امل في تغيير شئ ما .

ربما الغيره التي تشعر بها أن غيرها سينعم بكل هذا الدفئ والحنان.

ربما شعرت أنها عارية وليس هناك من يحميها مجددا فكانت تشعر هي بالحماية لمجرد وجوده حولها.

ربما لشعورها دائما بالنحس لتكالب الزمن عليها وليس معها.

لم تشعر بعيونها وهي تزرف دموعا،

لم تشعر باختها وهي تحتضنها وتربت على ظهرها ،

وكل ما شعرت به أنها تتوق للنوم فسحبت نفسها من احضان اختها دون التفوه بكلمة واحدة ساحبه الغطاء عليها وكورت جسدها علي الفراش متخذه وضع الجنين وكأنها تحتمي بداخل نفسها من شئ ما.

.........................................

بالجانب الاخر بعد أن أغلق چواد هاتفه شعر باختناق شديد وكأن روحه تفارق جسده ،

كان يظن أنه سيرتاح لمجرد شعوره براحتها ولكن ،

هل بالفعل ارتاحت؟

هل شعرت الان بالأمان ؟ 

هل اطمئن قلبها لابتعاده؟

وان حياتها ستخلو من المشاكل وظن الناس بها!؟

تمنى أن يكون ما فعله صحيح كما تمنى لها السعادة من كل قلبه.

ولكن غصة بقلبة تخبره أن هناك أمرا غير صحيح ،

ارجعه لحالتها الصحية فربما يشعر بانقباض روحه واختناق صدره لانها ليست بخير ،فتنهد مقررا  الاطمئنان بنفسه على حالتها ليكمل ما كان ينوي عليه لولا ما حدث.

....................................

مضى يومين لم يختلف فيهم الحال كثيرا فكلا علي حاله وحان اليوم وقت استلام نتائج التحاليل ليتوجه محمد وأبيه لاستلام التحاليل وقلوبهم ترتعد من توقعاتهم لما سيسمعوه ونفس الحال كان بباقي من بالمنزل الا ميار لم تهتم لما ستعلمه عن نفسها فهي رأت أنها حياة لا تجد فرقا إذا كانت بدون صحة أو بصحة مادامت تشعر دوما بالتعاسه .

ذهبوا كلا من محمد وتوفيق للطبيب وانتظروا دورهم ثم دلفا إليه وبعد سؤال الطبيب عن ميار قال له توفيق :

_  معلش اضطرت تسافر مع جوزها فقولنا نعرض عليك التحاليل لحد ما ترجع بالسلامة.

اومأ الطبيب برأسه وأخذ يتطلع إلى كل التحاليل الذي طلبها ومن ضمنهم تحاليل العائلة لينحي كافة التحاليل جانبا ماعدا تحاليلين فقط قائلا :

_  ده تحليل الاستاذ توفيق ثم نظر له.

فاذرأ لعاب توفيق توترا واومأ برأسه ليسأله الطبيب إذا ما اشتكى من قبل باي عرض واستفسر منه في عدة اسأله ،

ليجيب توفيق علي كل حديثه، 

ثم مسك الطبيب بالتحليل الاخر قائلا :

_ وده تحليل مدام ميار .

ثم وضع الطبيب التحليلين بجوار بعضهم على المكتب لينظر لهم بوجه باسم قائلا  :

_ الواضح قدامي أن مدام ميار بتحب والدها جدا لدرجة أنها ورثت منه عدد كرات الدم البيضاء والحمراء كمان.

اندهش كلا من توفيق ومحمد لينظروا لبعضهم ثم للطبيب بنظره قلقة مستفسرة فلم يصمت توفيق وسأله بوضوح قائلا :

_ حضرتك تقصد المرض اللي عند بنتي عندي انا كمان ؟؟

ابتسم الطبيب قائلا بعملية تامة : 

_ نص اجابتك صحيحة، 

فعلا اللي عند بنتك عندك او بالأصح اللي عندك هو نفسه عند بنتك لكن موصلش لمرحلة المرض.

لم يدركا كلاهما مقصد الطبيب ليستفسر محمد قائلا :

_ معلش يا دكتور ممكن توضح احنا بصراحة مش فاهمين حاجه.

اومأ الطبيب وخلع نظارته الطبيبة ثم قال :

_ افهمك عموما في الطب بيكون في معدل لاي إنسان طبيعي في كل حاجه في الطول والوزن والنمو حتى عدد الكرات البيضاء والحمراء بتكون بتتراوح بين عدد معين لو حصل زيادة أو نقصان ده بيكون بمثابة جرس انذار لينا كأطباء وللمريض بنعرف من خلاله إذا كان في مشكلة بالجسم واحيانا الأمراض ده بتكون وراثة الأبناء بتورثها عن اهاليهم وطبعا بيكون في تاريخ مرضي في العيلة أو على الأقل بتكون في شكوى حصلت حتى لو صاحب الشكوى مهتمش .

اومأ محمد وتوفيق برأسهم ليردف الطبيب مكملا :

_ في حالة ميار كانت في نهاية المعدل الطبيعي اللي بينبهنا أن في مشكلة ،

وعلشان كدة طلبت الاول اشوف الموضوع وراثي ولا لا ،

ولو وراثي حصل اي شكوى منه ولا الوضع تمام ،

وفعلا لما شوفت تحاليلكم كلكم لاقتها سليمة مفيهاش حاجه وتحاليل الوالد قريبة جدا من تحاليل مدام ميار وبما أنه مشتكاش من حاجة وبما أنه مازال في المعدل الطبيعي بس في نهايته وانتوا لما جيتوا كشفتوا كان بناء على شك طبيب لمجرد اضطراب في عدد الكرات بناء على اكتشاف المعمل ليس إلا مش بناء على شكوى لا قدر الله ،

فنقدر نقول الوضع تمام مفيش اي مشكلة لا عند الوالد ولا بنته.

اتسعت أعين كلا من محمد وتوفيق وبدأت الابتسامة تشق ثغرهم وهم غير مصدقين لما سمعوا ليرفع توفيق كفه لفمه ويقبل وجه كفه وظهره حامدا ربه بينما محمد استقام ودار خلف المكتب يعانق الطبيب ويشكره على الاخبار السعيدة تلك ،

لينتهي الكشف وينتهي معه كافة الشكوك المقلقة،

ويتصل توفيق بزوجته عزة يزف لها هذه الأخبار السارة لتنهمر دموعها من شدة الفرحة حتى كادت ماجدة تشك بالأمر وتعتقد أن هناك خبر سيئا حتى انتهت عزة من المكالمة ونظرت تجاه ميار ابنتها ثم استقامت محتضنه إياها ومقبلة كل انش برأسها وكادت أن تنخفض لمستوي يدها لولا امساك ميار بها مرددة جملة واحدة :

_ الف حمد وشكر لك يا رب.

تعجبت كلا من ماجدة وميار مما يروه فكيف لوالدتهم أن تحزن حتى البكاء ثم تقبل ابنتها حامدة ربها حتى انتبهت ميار على والدتها وهي ترفع يدي ابنتها وتقبلها حتى كادت أن تنخفض لتقبل قدماها فأمسكت ميار بوالدتها من كتفها قائلة/في ايه يا ماما بس فهمينا حبيبتي ؟

والدكتور قال لبابا ايه ؟

وليه كل اللي بتعمليه ده ؟

تهدجت انفاس عزة من فرط سعادتها وكأنها تهرول بمارثون وقد وصلت لمنتهاه فقالت وسط دموعها المتساقطة وبصوت متقطع من أثر البكاء :

_ الدكتور طمن بابا وقاله مفيش حاجه خالص وانك زي الفل وكل ده وراثة من ابوكي  مش مرض كفالله الشر.

أطلقت ماجدة صرخة فرحة وعانقت اختها التي ابتسمت ابتسامة لم تصل لعيونها فالأمر لديها سيان ،

فهي لم تحزن لخبر مرضها الا على حزن عائلتها ولم تفرح لخبر شفائها الا لفرحة عائلتها .

ثم استدارت ماجدة معاتبة والدتها قائلة : 

_ حرام عليكي يا ماما وقعتي قلبنا داحنا افتكرنا في حاجة وحشة بعد الشر لما عيطتي.

كففت عزة دموعها قائلة :

_ حقكوا عليا من الفرحة مقدرتش اتكلم خالص .

ثم التفتت لماجدة قائلة :

_  احنا لازم نحتفل بسلامة اختك قدامي علي المطبخ نعمل احلي اكل واحلي حلويات.

_ ربنا يخليكي يا ماما ،

متتعبيش نفسك يا ست الكل ،

انا وماجدة هنعمل كل اللي عايزاه.

نطقت بها ميار فرفضت عزة رفض قاطع قائلة :

_ ابدا والله دانتي عروستنا النهارده والفترة اللي فاتت كانت اعصابك تعبانة ولازم ترتاحي .

ثم تابطت ذراع ماجدة التي كانت تتابع الحديث بينهم وقالت :

_ ماجدة هتيجي تساعدني ،يالا يا ماجدة.

سحبت ماجدة ذراعها من يدي والدتها قائلة :

_ ثواني بس يا ماما بعد اذنك.

ثم تراجعت خطوة للخلف حتي تراهم كليهما ثم قالت وهي تنظر لكلاهما :

_  ما شاء الله عليكم قاعدين تعزموا وتتعازموا علي مين هيعمل الاكل والحلويات والطريف في الموضوع أن ماجدة عنصر مشترك في حديثكم، 

وماجدة نفسها منطقتش اصلا.

نطقت باخر جملة بلهجة عالية معارضه لتهتف بها والدتها بطريقة حازمة قائلة :

_  يالا يا بت قدامي على المطبخ.

تحمحمت ماجدة ثم قالت :

_  هو انا اعترضت اتفضلي يا ماما وانا هحصلك.

ذهبت عزة للمطبخ فاقتربت ماجدة من ميار هامسه لها :

_ يعني انتي تتعبي أشيل انا ،تخفي أشيل انا ،والنعمة لاكل من منابك النهارده.

لتبتسم كلا منهم للآخر ثم تعانقا لتكرر ماجدة جملتها قبل الذهاب للمطبخ :

برضه هاكل من منابك النهارده.

................................................

بمحل يزيد ويزن حاول يزن كعادته التملص من مهامه ليذهب قليلا ليتنزهه كعادته وبعد فترة وجيزة يأس يزيد من أخيه أن يقنعه بالمكوث معه بالمحل تركه يذهب كما يشاء وجلس يزيد شريدا يفكر في حال أخيه وكيف ومتى سينصلح حاله ،

يعرف أنه السبب في أسلوبه الاتكالي فدائما هو من كان يشعره أنه غير قادر على إتمام المهام بدونه ولكنه ظن أنها فترة وستنقضي ولكنها للاسف أصبحت سمه عدم تحمل المسؤولية ثابته بأخيه حتى انتبه يزن على صوت رقيق يعرفه جيدا يقول له :

_ لو سمحت عايزة كيلو كنافة نابلسية.

ابتسم يزيد قبل أن يرفع رأسه ثم رفع رأسه لصاحبة الصوت قائلا كلمته لها بوجه مشرق لرؤيتها :

_ ريتك ما تبلي.

ضيقت غرام عيونها وابتسمت ابتسامة طفيفة ثم قالت :

_  قولتلي كدة المرة اللي فاتت .

استقام يزيد ليقف بطوله الفارع أمامها قائلا :

_ بجد فرحان انك لسه فاكرة وده معناه حاجه واحدة بس.

قضبت غرام جبينها وسالت مستفسرة  :

_ ايه هي بقي؟؟

ابتسم يزيد واخفض رأسه قليلا مقتربا منها وقال بصوت دافي وعيون لامعه وهو ينظر بداخل عيونها :

_ أننا على البال.

رمشت غرام باهدابها وزمت شفتيها واحتقن وجهها بحمرة الخجل حتي أصبحت بعيون يزيد حلوى شهية تستحق الالتهام.

ثم استدارت محاولة مداراة خجلها وتصنعت النظر تجاه أصناف الحلوى مكررة طلبها :

_ عايزة كيلو كنافه بالقشطة.

ابتسم يزيد ثم قال :

_ نابلسية ولا بالقشطة.

أدركت غرام خطأها فصححت طلبها قائلة :

_  لا قصدي نابلسية معلش اتلخبطت .

استدار لها يزيد ووقف أمامها باغتها بسؤاله :

_ غرام مش كدة!؟

ضيقت غرام عيونها بتعجب سائلة :

_ وعرفت منين ؟؟

ابتسم لها بجانب فمه واقترب برأسه مرة أخري وكأنه يريد ملاعبتها وصبغها بحمرة الخجل فنظر داخل عيونها قائلا بصوت حاني :

_  ما قولنا علي البال .

نظرت غرام للاسفل وازدادت حمرة خجلها وكأنه ظفر بجائزته عند رؤيتها هكذا ليكمل معرف حاله :

_  انا يزيد .

اومأت غرام برأسها دون النظر له فأردف مكملا :

_ انتي بتدرسي؟

اومأت برأسها رافضه وهي تلزم علي شفتيها وكأنهم سيتحدثون بلغة الإشارة ليكمل هو :

_ طب بتشتغلي؟

اومأت بالرفض أيضا ليكمل باقي اسألته :

_  انتوا ساكنين قريب من هنا؟

اومأت حينها بالايجاب ليرحمها من خجلها قائلا :

_  كفاية عليكي كدة النهارده علشان ممكن تنسي الكلام من كتر الإشارات ووشك شوية كمان وهيغرقنا فراولة كلنا .

رفعت غرام نظرها له مستفسرة ليسقط نظره على كريزتها فقال بدون وعي :

_ يا نهار كريز.

_ نعم !؟

نطقت بها غرام محاولة استيعاب ما يقصده ليتحمحم يزيد وشعر أنه تجاوز حدوده ليحاول تمالك روحه قائلا :

_  لا مفيش بقولك عايزة الكنافة بالكريز ؟

اومأت بالرفض ثم قالت :

_ لا انت اللي نسيت المرة دي عايزاها نابلسية.

أشار لها يزيد أن تتقدم قائلا :

_  تئبرني عيونك.

بعد أن جهز لها طلبها وقدمه لها بيده ولكن قبل أن تمسكه بيدها ارجع يده للخلف قليلا قائلا :

_ من هلأ وجاي هحجزلك  الكنافة بتاعتك كل يوم وهستني تيجي تاخديها.

فهمت غرام بالميعاد المبطن لتبتسم وتومأ برأسها ومدت يدها ساحبة طلبها ثم توجهت للكاشير ثم غادرت وهي لا تسمع سوى نبضات قلبها الذي يعزف لحن جديدا عليها.

..............................................



#معدن_فضة

#لولي_سامي

#البارت_السابع_عشر

الشخص الملوث داخليا لا يستوعب وجود بشر انقياء.

توجه محمد وأبيه لقهوة يستريحا معا عليها   ليستأذن محمد من والده لإجراء اتصال فانزوى جانبا وقام بالاتصال على ماسة التي فتحت فور اتصاله بها لمعرفتها بميعاد استشارة الطبيب قائلة بتسرع وفضول :

_ كنت خايفة تنساني زي المرة اللي فاتت.

ليرد محمد عليها مصححا بصوت دافئ  :

_  انا عمري ما نسيتك ،

ومقدرش انساكي اصلا ،

بس تقدري تقولي المرة اللي فاتت كانت الصدمة مخلياني مش عارف افكر .

تسارعت دقات قلبها لتزم شفتيها محاولة التماسك من فرط مشاعرها وقد تناست سبب اتصاله لتسأله عن سبب الاختلاف بين الحدثين فتحدثت بصوت هامس لتخفي نبرة الخجل قائلة _طب والمرة دي!؟

ابتسم محمد لشعوره أنه يراها ويرى وجهها المحتقن بدماء الخجل قائلا بعد أن أطلق تنهيدة راحة /

_  المرة دي الحمد لله من كتر الفرحه معرفتش افرح لوحدي وقولت لازم اقولك على اللي الدكتور قاله.

استعادت ماسه وعيها سريعا وتذكرت سبب المحادثة لتقول منبهه حالها متسائلة بفضول/ 

_ اه صحيح الدكتور قال ايه طمني؟ 

ضحك محمد عاليا ليداعب خجلها قليلا قائلا / هو للدرجة دي صوتي نساكي سبب المكالمة؟؟

قضمت ماسة شفتها السفلية قائلة / 

_ محمد بس بقي.

أطلق محمد تنهيده تعبيرا عما يجوب بداخله من مشاعر ثم قال/ عيون محمد.

ثم أخذ يسرد لها موجز ما أخبرهم به الطبيب ليرتاح قلبها على صديقة عمرها وتفرح لفرحة حبيب قلبها.

.....................................


استيقظ حسن بالساعة العاشرة صباحا على رنين هاتفه ليفرك عينيه وينظر لشاشة هاتفه فيتعجب مما يراه لينتفض معتدلا وهو متحير هل يجيب على الاتصال ام لا؟؟

ولكن مع إعادة الاتصال اضطر أن يجيب ففتح الخط وبصوت ناعس قال/ 

_ صباح الخير يا حج توفيق.

تعجب توفيق من نبرة صوته فالمفترض أنه يكون الان بعمله ولكن صوته يدل على النعاس فتعجب قليلا ولكنه توقع أن يكون به شئ سئ أو حدث لخاله أمر ما فسأله حتى يطمأن قلبه بعد أن رد التحية / 

_ انت مروحتش الشغل ولا ايه يا ابني؟؟

في حاجة كفالله الشر؟؟؟

اضطرب حسن وازدرأ ريقه ثم تحمحم قائلا /

_  لا ابدا يا حج بس كنت تعبان شوية انت عارف بروح الشغل وارجع على خالي فقولت اريح جسمي النهارده ،

المهم انتوا عاملين ايه واخبار ميار ايه طمني؟

زفر توفيق أنفاسه معاتبا له كمحاولة لجس نبضه عن ما يعلمه عن ابنته فقال له / 

_ انا زعلان منك يا حسن ،

انا افتكرت انك هتتصل كل شوية وتطمن علي بنتي والمفروض كنت تيجي معانا عند الدكتور امبارح ولا ايه!؟

ابتلع حسن لعابه ثم قال باضطراب واضح/ 

_ حقك يا حج طبعا .......

ااااه وانا فعلا مقصر بس غصب عني والله.......... 

محدش مع خالي بيخدمه غيري وانت عارف انا مليش في الخدمة والحاجات دى فانشغلت شوية ...........

وكمان علشان مطمن علي ميار أنها مع اهلها يعني مش هيقصروا معاها .

حاول التحدث سريعا حتى لا يعطيه فرصة للتحدث أو التفكير فاردف مكملا/ 

_ بس الاول طمني يا حج الدكتور قال ايه؟

رفع توفيق حاجبيه دليلا على عدم اقتناعه بحديث حسن ولكنه لم يعره اهتمامه فقال ببرود/

_  الحمد لله الدكتور طمنا أن اللي عندها مش مرض اساسا وان الدكتور الاولاني فهم التحليل غلط اصلا .

هلل حسن وكأنه سعد بالخبر برغم بهوت نبرة صوته فقال مهللا / 

_ الف الف مبروووك يا حاج ،

فرحتني والله ،

انا قولت برضه ميار كانت زي الفل لا يمكن تكون تعبانة كدة ،

ده كانت شمعة منورة والله.

استغل توفيق حديث حسن ليباغته بسؤاله قائلا/ 

_ واللي زي الفل وشمعة منورة تنضرب وتتهان بالشكل ده يا حسن برضه؟

فوجئ حسن بسؤال توفيق بعد أن توقع أنه نسيى أو ضلل تفكيره فأخذت عيونه تدور يمينا ويسارا لم يجد اجابه على سؤاله ليستغل توفيق صمته ويقول/ 

_ على العموم الكلام في التليفون مش هينفع لازم اقابلك،

وانت بتقول مروحتش الشغل النهارده ياريت تشرفني انت والحاج والدك علشان يا ابني نحط النقط على الحروف ولو مش عايز بنتي تكمل معاك يبقي زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف ولا ايه يا حسن.

توتر حسن وازدادت ضربات قلبه وأصبح مثل الطفل الصغير لا يعرف كيف يتصرف بمثل هذه المواقف بل وتمني وجود والدته معه ولكن كل ما توصل له من الحوار أن معنى أنه لم يريد ابنته أنه من سيخسر القايمة وسيكون ملزم بمصاريف النفقة والمؤخر وهلم جر.

فحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه فقال بتلعثم واضح /

_  اييييييه..... 

كلام ايه ده يا حج...... 

انت .......انت فاهم الموضوع غلط....... 

ده خلافات عادية بتحصل بين أي زوجين.......

انا برضه مش عايز ميار !؟...

ده كلام يا حج....... 

طب دانا مصدقت اتجوزتها.....

ضيق توفيق عينيه محاولا استشعار صدق حديثه ولكنه قال له/

_ واللي مصدق يتجوزها يبهدلها ويهنها بالشكل ده!؟ 

علي العموم الكلام في التليفون مش هينفع مستنينك النهارده ولو مجتش هعتبر أن ده تأكيد منك انك مش عايز بنتي ،يالا سلام عليكم.

اغلق توفيق الهاتف ليستدير لعزة زوجته التي قالت / 

_ عفارم عليك يا حج ادتهمله بصحيح بالرغم أن مكنتش عايزالها راجعة تاني ،

بس علشان نبقي عملنا اللي علينا ومحدش يغلطنا.

اومأ توفيق وكله اقتناع أنه فعل الصواب ليؤكد على كلام زوجته قائلا/ 

_ مينفعش أطلق بنتي من اول غضبه كدة اه كل البيوت فيها مشاكل وهو تطاول اه بس احنا برضه هنديله فرصه ونعرفه أن ده مينفعش مع بنتنا علشان لو كررها تاني يبقي ناخد الإجراء اللي يعجبنا وساعتها محدش يلومنا.

ثم صمت لبرهه ليقول مقنعا ذاته/ 

_ ويمكن ربنا عمل كدة علشان ليهم لسه نصيب مع بعض.

ثم زفر أنفاسه قائلا/ 

_ ربنا يهديهم ويهدي سرهم.

علي الطرف الآخر بعد أن أغلق حسن الهاتف بعد مكالمة توفيق له اجري اتصالا اخر بوالدته التي بدى على صوتها النعاس فقال حسن محاولا شد انتباهها/

_  لا والنبي يا اما اصحي كدة وفوقيلي علشان انا في مصيبة.

اعتدلت انوار في جلستها قائلة/ 

_ في ايه يا حسن مصيبة ايه كفالله الشر.

حسن بصوت حائر/

_  ابو ميار عايزنا النهارده نروح انا وابويا علشان يتكلم في اللي حصل وباين من لهجته أنه منسيش ولا هيعديها على خير.

انوار بلامبالاه/ 

_ لا وانتش صادق ده الظاهر أن ميار اللي بنقول عليها هبلة وعبيطة طلعت عقربة زي اختها بس احنا اللي انخدعنا فيها ،

يالا محدش بيتعلم بالساهل.

مصمصت شفتاها واستطردت قائلة/ 

_ خلاص كبر دماغك انت ومتروحش ونقولهم اي سبب والسلام.

حرك حسن رأسه أسفا/ 

_ عندك حق يا اما كنا فاكرنها سهلة المهم أن ابوها قال لو مروحتش النهارده يبقي كدة احنا اللي بايعين وهيطلقها مننا وناس زي ده شكلهم مبيسبوش حقهم هيطلب كل مستحقاتها على أساس احنا اللي سايبنها عند اهلها قدام الناس، وانا مش حمل اخسر عفش ومؤخر ودهب وحاجات تانيه كتير.

استوحشت نظرة انوار لتقول له/ 

_ لا كدة الموضوع مش هينفع فيه ابوك ، 

احنا نروح لهم انا وانت ومتقلقش ،

تعالي بس علشان نرتب مع بعض هنعمل ايه وهنقول ايه.

اومأ حسن برأسه واغلق الهاتف واستقام يستعد للعودة لمنزله   

......................................

داخل حجرة محمد الذي أخذ يزرع الأرض ذهابا وإيابا وكاد ان يشتغل غضبا ، جلس على الفراش ممسكا برأسه ضاغطا عليها ربما اسكتها عن كل الأفكار التي تجوب برأسه ولكن لم يجد طريقة لاخراسها فزفر أنفاسه وأمسك بهاتفه وطلب ماسه الذي كانت تجلس مع ميار يتحدثون عما جري فنظرت لها ماسه قائلة وهي ترفع شاشة هاتفها أمام نظر ميار قائلة/

_ اخوكي!؟

أغلقت ميار عيونها ثم فتحتهم واطلقت تنهيدة ثم قالت/ 

_ ردي عليه يا ماسه زمانه علي آخره ،

وحاولي تهديه علشان خاطري ،

محمد طيب اوي ويستاهل كل خير.

اومأت ماسه برأسها وامسكت الهاتف لتجيب على محمد الذي لم يقل سوى كلمتين فقط ثم اغلق الهاتف فاتسعت عيون ماسه ونظرت لميار التي سألتها مستفسرة/ 

_ في ايه مالك مبرقة كدة قالك ايه؟

قالت ماسه بنبرة ساخره/ 

طيب عاااااا !!! 

يا اختي قولي مجنون، قال طيب قال !؟

تشدقت بفمها ثم استطردت قائلة/

_  الاستاذ قالي استنيني بعد الشغل ،

لوحدك وقفل السكة في وشي.

ابتسمت ميار بحزن على حالها وحال أخيها ثم قالت/ معلش استحمليه علشان خاطري.

وضعت ماسة هاتفها أمامها علي المنضدة واقتربت بجذعها ثم قالت/ 

_ قوليلي في ايه علشان اعرف اهديه ازاي؟

ده إذا عرفت أهديه اصلا!!

اومأت ميار برأسها ثم اخذت نفسا عميقا وبدأت تسرد لها كل ما تم صباحا.

Flashback

أعدت عزة مائدة الإفطار بالصباح الباكر بسبب دلوف جميع ابنائها لأعمالهم وجامعتهم فاليوم ستعود ميار للعمل بعد انتهاء الإجازة .

تجمعوا جميعهم مرتدين ملابسهم استعدادا للرحيل لتجلس ماجدة قائلة بعتاب/ 

_ اه طبعا ماهو علشان ست ميار هتنزل الشغل بدري لازم نعمل فطار ملوكي وبدري برضه ،لكن ماجدة رايحة الجامعة تبقي تاكل اي حاجه او متكلش اصلا.

شعرت ماجدة بطرقة على رأسها لتطلق صرخه وتتلتفت يسارها تجاه أخيها محمد ليقول لها بابتسامة صفراء /

_  كلي وانتي ساكته .

زغرت ماجدة بعيونها ثم أطلقت زفرة منها وقالت/

_  ماشي يا محمد كذا مرة قولتلك متضربنيش على دماغي.

محمد بنفس ابتسامته السمجة/ 

_ مانتي لو تسكتي انا هبطل ،

انا قدامك اهو ولا حد بيعبرني نطقت ؟ 

ابدا باكل وانا ساكت .

ابتسمت كلا من عزة وتوفيق لينظروا تجاه ميار الشاردة فقالت عزة/

_؛ شايفة اخواتك بيحقدوا عليكي ازاي يا حبيبتي.

انتبهت ميار أن والدتها تحدثها فقالت /

_  اسفة يا ماما مخدتش بالي بتقولي ايه؟؟

أغمضت ماجدة عيونها تأثرا على حال اختها ليقترب محمد من أذنها هامسا لها/ 

_ مالها ميرو؟ 

لتجيب عليه ماجدة بصوت هامس/ 

_هقولك بعدين.

اومأ برأسه لينتبهوا على حديث أبيهم وهو يتحدث لميار قائلا/

_ انا النهارده يا بنتي هكلم حسن واطلب منه يجي علشان اعرفه غلطه واكد عليه لو اللي عمله ده اتكرر تاني هيكون في تصرف تاني مننا.......

ليقطع محمد حديثه بنبرة جادة معتذرا  اسف يا بابا لقطع كلامك ،

بس انت ليه مصر ترجع ميار لحسن انا رافض واختها وماما وهي نفسها مش قبلاه هترجعها تعيش مع واحد بالعافية.

اغروقت عيون ميار بالدموع فاغلقت اهدابها محاولة أن تسجن دموعها من أن تنساب ولكن خدعتها دموعها وأخذت تجري على سفح وجنتيها بينما توفيق يحاول إقناع ولده وربما ابنته قائلا/ 

_ ماحنا مش هنرجعها الا إذا تعهد ميعملش كدة تاني والا هناخد إجراء تاني ، 

مينفعش نخرب بيت اختك من اول غلطة للراجل ومنعرفش يمكن وراها سبب.

اعترض محمد علي حديث والده وقال متذمرا / 

_ معلش يا بابا اولا ده مش اول غلطة له ولو مش عارف خلي ميار تحكيلك، هي بس اللي مكنتش عايزة تكبر المواضيع ،لكن مادام الموضوع كبر يبقي نقف بقي مش نقول لو كررها تاني ،افرض كررها تاني وبنتنا اتأذت هفرح انا بالاجراء اللي هتاخده حضرتك بعد ما تتأذي!! 

وكمان هو مش عيل صغير علشان نضربه على أيده وتقوله كخ يا حبيبي متعملش كدة تاني!! 

أكد توفيق علي حديثه قائلا/ 

_ يا محمد يا ابني ........... 

هبت ميار واقفة متخذة قرارها ونظرت تجاه محمد لتقول بكل ثبات / 

_ بعد اذنك يا محمد ..

ثم التفتت تجاه والدها وما زالت دموعها تجري على وجنتيها فقالت بعد أن ابتلعت غصة حلقها / 

_ انا موافقة يا بابا ارجع لحسن وموافقة انك تكلمه النهارده ،عن اذنكم علشان لازم اروح الشغل.

اسرعت في ارتداء حقيبتها وحملت هاتفها وانطلقت لخارج المنزل تاركه خلفها عيون متسعة من زهول كلماتها فقالت عزة لماجدة محاولة اللحاق بابنتها /

_ قومي وراء اختك يا ماجدة الحقيها يا بنتي متسيبهاش تمشي كدة لوحدها بالشارع.

أنتبهت ماجدة واسرعت بلملمة اشيائها وتوجهت مسرعة خلف اختها، بينما محمد انتفض من مقعده ودلفا الي حجرته وهو يستشيط غضبا فكان على وشك إقناع والده وانتهاء هذا الكابوس لما فعلت هذا ؟ لما؟؟؟

Comeback

ماسة بحيرة شديدة( طب ليه كدة يا ميار ؟ كنتي خلصتي من الهم اللي انتي فيه!؟

حركت ميار رأسها رفضا ثم قالت بنبرة حزينة / بيتهيالك يا ماسة ،تفتكري لما واحدة زيي تطلق بعد ٣ شهور جواز هيتقال عليها ايه؟

وتهتمي ليه بكلام الناس !!!؟

نطقت بها ماسه لتوضح لها ميار قائلة/ علشان احنا مش عايشين لوحدنا علشان هو ده المقياس اللي هيجيلي عريس علي أساسه بعد كدة ،وحتي لو انا متجوزتش برضه هيكون ده المقياس لأختي يبقي ساعتها كل اللي عملته اني اذيت نفسي والناس اللي بحبهم.

طب وچواد ليه محطتهوش في حسابك ،ده اول ما يعرف......

قطعت ميار استرسال حديث ماسه بسؤالها/ ومين هيقوله ؟؟ ولا هنقوله ايه ؟؟ تفتكري هعرض نفسي عليه؟ ولا هقوله وقف خطوبتك وحياتك واستناني يمكن أطلق وخد واحدة مطلقة وسمعتها وحشه كمان ،ده لو حسن قبل يطلقني ومامته مطلعتش عليا سمعة سيئة .

اسكتي يا ماسه ده اسلم حل وافضل للكل.

قضبت ماسة حاجبيها وقالت بتعجب/ هو چواد خطب امتى؟؟

اخفضت ميار عيونها واطلقت تنهيدة يأس قائلة بنبرة مهلكة/ امبارح.

فهمت ماسة سبب حزن وتفكير ميار بهذا الشكل فقد انتهى بالنسبة لها الامل الوحيد فقالت محاولة توجيه تفكيرها لطريق اخر/ بس مش افضل ليكي يا ميار !!

نطقت بها ماسة بصوت حزين على حال صديقتها لتطلق ميار ابتسامة هازئة قائلة بنبرة تهكمية/ ومين قالك؟؟

ما يمكن افضل ليا ،

يمكن ربنا سدد كل الطرق علشان ده نصيبي ، 

أو علشان اللي جاي اوحش ،

ماهو برضه لو حد جالي بعد كدة على السمعة اللي هكتسبها مش هيكون احسن من حسن يعني فعلي ايه اديني اتعودت على حسن وعرفت طبعه وخلاص.

حركت ماسة رأسها برفض لحديث صديقتها معلقة/ مش عارفه اقولك ايه يا ميار كلامك يبان منطقي بس احساسي بيقولي المواضيع ده مبتتحسبش كدة.

ابتسمت ميار بسخرية قائلة/ للاسف المواضيع ده....... مبتتحسبش غير كدة.

....................................... 

انطلق چواد الي عمله وأخذ يهاتف صديقه الطبيب حتى يطمئن بنفسه فاطمئن منه على حال ميار وحمد ربه أنها بخير كما عرف الموقف الذي تم بالعيادة عندما أخبرهم الطبيب بمعرفته بچواد ففهم چواد سبب حديث ماجدة معه بهذه الطريقة وسبب شك أهل ميار بها فأخذ يؤكد علي الطبيب عدم إبلاغ أحد باتصاله ثم اغلق وهو يؤكد بداخله أن ما فعله هو الصحيح ليحاول أن يجري اتصالا بأهل هايدي ولكنه وجد نفسه لم يسجل اي رقم خاص بهم فهاتف والدته وأكد عليها الاتصال بهم وتحديد موعد لقراءة الفاتحة اليوم وشراء الشبكة ثم دلف من المحل دون النطق بكلمة غير تحية الإسلام ودلف مباشرة الي مكتبة تحت أنظار وتعجب يزيد ويزن .

فنكز يزيد أخيه وأشار له برأسه حتى يذهب خلف جواد وبالفعل توجه يزن خلف چواد ودلف مكتبه بصياحه المعتاد قائلا/ أيوة بقي يا عم ،حقك طبعا هتلاقي العريس كان سهران مع عروسته للصبح.

ابتسم چواد ابتسامة ساخرة متجاهلا ما نطق به يزن فقال / صحيح النهارده أن شاء قراءة الفاتحة وهنشتري الدهب فهمشي بدري.

يزن بمرح / حقك يا عم والف مبروك يا صاحبي ولو عايز اي حاجه قول متتكسفش .

تسلم يا يزن ،الحمد لله يا صاحبي مسطورة زي ما بيقولوها المصريين.

نطق بها چواد بلامبلاه متناهية ليشعر به يزن فاقترب قائلا/ عيش اللحظة يا صاحبي ومتفكرش في اللي فات علشان تعرف تستمتع باللي جاي.

اومأ چواد برأسه ثم قال يزن/ هستاذنك انا بقي ساعة كدة وقبل ما تسألني هروح فين ،فانا هقولك اني رايح لنضال الجامعة علشان كنت عايز منه خدمة ،ومتخافش هرجع قبل ما تمشي .

ثم اقترب برأسه منه قائلا بهمس/ بس غطي عليا قدام يزيد ورحمة ابوك واستر صاحبك ربنا يسترك.

ابتسم چواد وحرك رأسه يمينا ويسارا دليل على عدم الفائدة ثم قال/ ماشي يا يزن بس متتاخرش.

يزن بلهجته السورية/ سيد راسي بالله.

وانطلق والجا من مكتبه رأسا الي باب المحال.

...........................................................

#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت الثامن عشر

وصل يزن الي نضال بمقر الجامعه فرآه مع فتاة صارخة الانوثة ويبدو عليها التساهل في الحوار من طريقة وقفتها وضحكتها وملابسها التي لا تمت بصلة للحرم الجامعي.

فابتسم هامسا لذاته/ 

_ ما هاد الصاروخ!! لك انت ابن محظوظة نضال.

اقترب منهم يزن حتي أصبح بجوارهم فنظر تجاه الفتاة واقترب برأسه منها قائلا بلهجته السورية وبصوته اللعوب/

_  لك دخيل هالعيون وهالحواچب.....

بس دليني على بيت أهلك وانا بقوم بالواچب.

قضبت الفتاه حاجبيها ونظرت تجاه نضال من أعلاه لاسفله ثم التفتت الي نضال تسأله بتعجب وهي تهز رأسها/

_  مين ده نضال باشا ؟؟

وبيقول ايه؟؟

قبل أن يجيبها نضال كان رد يزن سريعا فقال مبتسما/

_  انا يزن باشا يا قمر .

ثم مد يده ليصافحها فمدت يدها وهي تنظر بعيون مستفسرة تجاه نضال الذي زفر أنفاسه ثم مد يده هو الآخر ليفصل سلامهم ثم قال/ 

_ ده يزن صديقي بس هو سوري فلهجته غريبة عنك شوية .

فابتسمت الفتاة ونظرت تجاه يزن بإعجاب قائلة/ 

_ اهلا يزن باشا .

ثم قضبت حاجبيها ونظرت بغتة تجاه نضال سائلة/ 

_ بس ازاي سوري وباشا ؟؟

ليبتسم نضال ويشير ليزن بالرد فضحك يزن ثم قال /

_ مانا باشا بس في منطقتي.

وضع نضال يده على وجهه وزفر نفسا عاليا ثم نظر تجاه الفتاه محاولا إنهاء الحوار فقال لها/ 

_ طب يا جميل روحي دلوقتي علشان اشوف يزن باشا عايزني في ايه وبينا مكالمات بقي .

لينطق يزن قبل أن ترد الفتاة قائلا/

_  اه يا جاحد يعني حقيقي ومكالمات كمان .

لتطلق الفتاه ضحكة صاخبة وتشير لهم بالسلام وتغادر بينما يزن فور استماع ضحكتها سال لعابه فابتلع ريقه واتسعت حدقتيه قائلا / 

_ تئبرني هالضحكة.

وجد يزن من يسحب ذراعه متجها الي مكتب الحرس الجامعي ودلف نضال ساحبا يزن هادرا به بغضب قائلا/ 

_ ايه اللي انت عملته ده؟

أشار يزن لنفسه بكل براءة قائلا/ 

_ انا عملت حاجه اصلا؟ 

انا جيت لاقيتك انت عامل كل حاجه يا جاحد .

نظر له نضال رافعا حاجبيه سائلا بلهجة حادة/

_ ايه اللي جابك دلوقتي يا يزن ؟

ابتسم يزن بسماجه ثم أجاب/ 

_ من حسن حظي وسوء حظك يا باشا ؟

استنشق نضال نفسا عميقا محاولا تهداة حاله ثم قال بجدية/

_ يا يزن انا بتكلم بجد ايه اللي جابك؟

جلس يزن على مقعد مكتب نضال واضعا قدم على الاخرى وأخذ يلعب بادواته وملفاته وهو يقول/ 

_ لما مردتش عليا جيت اشوف وصلت لحاجة ولا لسه ؟ 

ثم سأله وما زال يتلاعب بكل ما على المكتب /

_ دورت يا استاذ في ملفات الجامعة عن البنت اللي مش عارفنلها حاجه ده؟؟

امسك نضال أدواته وملفاته من ايدي يزن وارجع كل شيء لمكانه وسحبه ليستقيم بعيدا عن مكتبه ثم قال/

_  اديك قولت مش عارفنلها حاجه وانا مش ساحر يا اخي ! ولو على البحث اه دورت بسجلات الجامعة لما جالي حول وملقيتش حاجه خالص؟؟

_ ازااااي ؟؟

وساحر ايه بس دانا افتكرتك هتجيبلي تاريخ عيلتها كله!! 

امال عملي فيها ظابط وبتاع!؟

نطق بها يزن متعجبا ثم أردف مكملا/ 

_ما يمكن مدورتش كويس ،

ما تخليني ادور معاك؟؟

_ ولا ما تتعدل يالا تدور معايا فين !؟؟

ده اسرار الجامعة يا بابا مش لعبة هي ،

وكمان ما تفكك بقي من الحوار ده انا اصلا مش موافق عليه.

هدر به نضال ولكن يزن قال له ببروده المعتاد/ 

_ مش موافق عليه ليه يا باشا ؟

مانت عايش حياتك وزي الفل اهو مش شيخ جامع يعني!؟

أدار نضال وجه وزفر أنفاسه ثم استدار له مرة أخرى قائلا/

_ يا بني ادم افهم ، 

اللي كنت واقف معاها ده مش محتاج توقعها ده هي اللي بتلف ورايا علشان توقعني وانا وهي عارفين اننا بنتسلي وهي موافقة مش غاصبها ولا رامي نفسي عليها ،

لكن اللي بتدور عليها ده شكلها محترمه وملهاش في سككتك ومش هنعاقبها لمجرد أنها مرضيتش باستظرافك.

حاول يزن خداعه فقال له بنبره اقرب للتوسل/

_  وانا مش بدور عليها علشان اعاقبها أو ادخلها في سككي يا نضال ،

انا اصلا عجبتني علشان محترمة وبجد مشغول بيها وبدور عليها.

ضيق نضال عيونه ثم قال/ 

_ مش مصدقك يالا ،

المهم انا عملت اللي عليا والبنت ده حاجه من الاتنين يا في جامعة تانية ، 

يا في كلية خارج الحرم الجامعي ودول ليهم سجلاتهم الخاصة .

ضيف يزن عيونه وبدا عليه التفكير قليلا في أمر ما وقبل أن يتحدث وكأن نضال قرأ ما يفكر به فقال له محذرا باصبعه/ 

_اوعي تفكر ،

لا يمكن أبدا اطلب سجلات كلية بره ،

كدة هثير عليا الشكوك ،

ده غير أن زي ما قولتلك ممكن تكون في جامعة تانية خالص .

_ طب وبعدين؟؟

نطق بها يزن بخيبة أمل ليقول له نضال/

_  استقر بقي شوية بالمحل بدل ما انت عامل زي الفرقعلوز ومبتقعدش ساعتين على بعض فيه، 

يمكن تيجي تاني تشتري حلويات وساعتها تحاول تجيب اي معلومة منها أو عنها أن شالله تمشي وراها حتي لو فعلا مهتم ،

مقدامكش غير كدة.

زم يزن شفتيه واومأ برأسه واستقام بخيبة امل متوجها لخارج المكتب ووجه يحمل ملامح الحزن حتى بدأ نضال يصدق صدق مشاعره وقبل أن يولج خارج المكتب استدار قائلا/ 

_ طب ما تديني رقم البنت اللي كانت معاك اهو اتسلي معاها شوية وانا قاعد بالمحل.

اغتاظ نضال من سماجة يزن ونظر حوله يبحث عن شئ ما حتى فهم يزن ماذا يريد وفي ذات الوقت امسك نضال بمطفأة السجائر التي أمامه وحاول تصويبها علي يزن وقذفها عليه بالفعل لولا سرعة يزن وخروجه مسرعا من المكتب واغلق الباب خلفه ليستمع من خلف الباب صوت ارتطام المطفأة به ثم تهشيمها أرضا فتنهد مرتاحا قائلا/

_ الحمد لله ،

مش عارف ماله اتجنن كدة ليه ،

يالا خليها علينا .

وانطلق متوجها للمحل حتي يصل بميعاده كما وعد چواد وربما يصدق نضال في توقعه وتأتي الفتاة المجهولة.


......................

عاد يزن من مقابلة نضال سافر اليدين فدلف للمحال فوجد يزيد يحدثه بغضب قائلا/ 

_ برضه خرجت وسيبتني لوحدي يا يزن ؟؟

لوح يزن له بيده بلامبالاه متمتما بصوت خفيض/ 

_ وياريت عرفت اعمل حاجه.

ثم توجه لمكتب چواد الذي كان منكب علي بعض السجلات ليلاحظ دلوف يزن عليه مقتضب الجبين ليساله قائلا/

_  غريبة يعني رجعت بدري انا قولت هتتاخر كعادتك.

_ ماهي متقضتش.

نطق بها يزن بيأس تام ليعقد چواد جبينه سائلا/ 

_ هي ايه اللي متقضتش.

نظر له يزن قائلا بإحباط/ 

_ مفضلش غيرك،

هبقي اقولك وامري لله بس بعد خطوبتك نبقي نقعد نتكلم مع بعض يمكن الحل يجي منك مع اني اشك.

عقد چواد حاجبيه متعجبا من حديث يزن ونبرته اليأسة فيقول /

_  تمام اخلص ليلتي وافضالك .

اومأ يزن دون أن ينطق بكلمة فتعجب چواد من حال يزن ولكنه انطلق متوجها لوجهته وجلس يزن بمكانه راجعا رأسه للخلف يفكر كيفية الوصول لها .

..................................... 

عند اقتراب موعد انتهاء اليوم الدراسي انطلق محمد والجا من المنزل دون أن ينطق بكلمة واحدة وصفق الباب خلفه مما أفزع والدته مكانها وتنهد الاب متمتما / 

_ ربنا يستر.

توجه محمد حيث مقر مدرسة ماسة وميار وتخفى بعيدا عن الأنظار حتى لا تراه أخته فهو في قمة غضبه ولا يريد إفراغ غضبه بها.

فهي لا تقوى على تحمل كل هذه الصعاب وايضا اللوم على تفكيرها ،

يعلم أن هناك سبب قوى من وجه نظرها لهذه المعضلة ولذلك فكر بطريقة لتوجيه تفكيرها عن طريق صديقة عمرها فربما تستمع إليها فهي الأقرب لها وتعلم كيف تحاول إقناعها بدلا من تعنيفها لذلك قرر مقابلة ماسة التي لا يعلم لما باتت كل لقائاتهم عبارة عن التحدث عن مشاكل عائلته!؟ 

متي سيلتقون اللقاء الذي لطالما تمناه في احلامه .

انتبه محمد علي خروج ماسة وميار التي يبدو عليها الحزن فوقفوا كلاهما كلا منهم تنظر حولها باحثين عنه فتخفى عن أنظارهم ليلاحظ سلامهم على بعضهم بعد فترة وجيزة من الحديث ورحيل أخته.

بالجهة الأخري أثناء رؤية محمد لهم تتلفت كلا منهم حولهم باحثين عنه حتى نطقت ماسة قائلة بتذمر /

_  شكله لسه مجاش متمشيش وتسبيني واقفة لوحدي خليكي معايا لحد ما يجي.

التفتت لها ميار قائلة بشبه ابتسامة علي ثغرها ولكن بصوت حزين/ 

_ على فكره ممكن يكون جه وشايفنا اصلا ،

بس مادام قالك عايزك لوحدك يبقي مش عايز يقابلني دلوقتي ، 

ده غير أنه لا يمكن يسيبك واقفة كدة في الشارع لوحدك.

_ وانتي اشعرفك!؟

ضحكت ميار باستهزاء قائلة/

_  اخويا بقي وعارفاه، 

يالا هسيبك دلوقتي ومتخافيش هتلاقيه قدامك على طول .

ذهبت ميار وتركت ماسة خلفها وقبل أن تخطو الخطوة العاشرة التفتت للخلف لترى أخيها يعبر الطريق متجها إلى ماسه فابتسمت على صدق توقعها وأشارت لسيارة تقلها الي منزل والدها.

..............................................

منذ قليل توجه كلا من حسن ووالدته الي منزل والد ميار بعد أن اتفقا على كل ما سيقال ومتى سيتحدث ومتي سيصمت وعند اقترابهم وجدا محمد يولج من باب المنزل فتوارى حسن ووالدته قليلا حتى اطمئنوا لذهابه فأطلق حسن تنهيدة اطمئنان ثم قال/ 

_ دحنا جايين دلوقتي علشان يكون هو في الشغل نيجي نلاقيه لسه خارج !!

ده ايه الحظ ده ياربي .

ربتت انوار على كتفيه قائلة/ 

_ كويس أنه خرج دلوقتي نلحق نطلع احنا ونشوف هنعمل ايه قبل ما يرجع يالا بينا.

وصعدا الدرج حتى وصلا لشقة والد ميار وضغطا على الجرس.

فوجئ والد ميار ووالدته بجرس الباب بعد ذهاب محمد مباشرة فنظرا لبعضهم وتوقعا عودة محمد مرة أخري ليستقيم توفيق ذاهبا للباب قائلا/ 

_ خليكي يا ام محمد اشوفه انا ربنا يهديه.

فتح توفيق الباب ليتفاجأ بحسن ووالدته فعقد حاجبيه وزفر بانفاسه ثم أوسع لهم الطريق قائلا بضيق ظاهر بنبرة صوته/

_ اهلا يا حسن اتفضل يا ابني ،

اتفضلي يا ام حسن.

دلفا كلا من حسن ووالدته داخل المنزل لتتفاجأ عزة بهم وتهم واقفة ترحب بهم فهي تعلم الأصول وواجب الزيارة مهما يكن .

احضرت عزة مشروبا غازيا ووضعته على المنضدة دون أن تتفوه بكلمة فقلبها قد انغلق من ناحيتهم ،

وجلست بجوار زوجها الذي ظل صامتا منتظر بداية الحديث من جهتهم بما انهم الجانب المخطئ فيجب عليهم تقديم الاعتذارات اللازمة، 

ولكن انوار تعلم ذلك لهذا صمتت حتى تتلاعب باعصابهم وحين جلست عزة بدأت انوار بالتحدث وهي تتناول كأس من امامها قائلة بأريحية تامة وبجاحة مقصودة/

_  تسلمي وتعيشي يا ام محمد.

ثم ارتشفت قليلا من كأسها والتفتت لحسن تشجعه على تناول كأسه وكأن شيئا لم يكن فقالت له/ 

_ ما تاخد كوبايتك يا حسن ،

هو انت غريب مستني عزومة يا حبيبي!؟ 

ده بيت حماك يا ابني يعني زي بيت ابوك بالظبط ولا ايه يا ابو محمد؟

نظر توفيق وعزة لبعضهم متعجبين من كم التبجح وعدم اللامبالاه التي بهم بينما حسن تناول بالفعل كأسه.

فتشدقت عزة وتمتمت بداخلها قائلة/ 

_ ربنا يكون في عونك يا بنتي ،

دول ميتعاشروش والله. 

ضيق توفيق عيونه ليرى أنه لا مناص من بداية الحوار من جهته فهم أشخاص يتلاعبون بالمواقف ليقول لهم بعد أن تجاهل طلب انوار منه بالترحيب بها وبابنها وحاول توجيه حواره لحسن علي اعتبار أنه الرجل الوحيد بهذه الجلسة/

_  يعني ابو حسن مجاش معاكم يا حسن ،

انا مش قايلك محتاج ابوك ضروري؟

قبل أن يتفوه حسن كانت انوار تنطق بصوت يملؤه الشجن مدعية الحزن قائلة/ 

_ والنبي يا اخويا ولا لك عليا حلفان ابو حسن كان جاي معانا تو ما سمع من حسن انك طالبه بس هو كان تعبان بقاله يومين ،

السكر بعيد عنك مبهدله خالص ، 

وكان خلاص بيلبس بس داخ يا عيني وقالي يا ام حسن روحي انتي واعتذري للناس بالنيابة عني ،

واحنا في الاول والاخر أهل مفيش بينا فرق يعني ولا ايه!؟

اغمض توفيق عينيه وزفر أنفاسه بينما تحدثت عزة بضيق قائلة/ 

_ ولما احنا مفيش بينا فرق يا ام حسن البت ترجعلنا مضروبه وتعبانة والبيه جوزها ميسالش عليها ولا يعبرها،

ده كلام ولا ده اصول!؟

حاولت انوار ارتداء لباس الدهشة لتنظر لولدها قائلة بعتاب /

_  اخص عليك يا حسن ،

انت يا واد مش كنت بسالك علي ميار وتقولي اطمنت عليها !؟

ليرد حسن علي والدته ليكمل تمثيل الدور قائلا/

_  اه والنبي يا اما كنت بتصل بيها على فونها مكنتش بترد ،

وكنت بزعل اوي ،

كان نفسي ترد عليا علشان اعتذرلها بس مش مدياني فرصة ولما حج توفيق كان بيكلمني كنت بطمن عليها منه.

نظرت انوار تجاه عزة وكأنها منتظرة التصفيق الحار لأداء دورها البارع مدعية البراءة لتكمل قائلة/ 

_ شفتي يا ام محمد ،

احنا مقصرناش يا اختي يكش هي المحروسة بس كانت واخدة على خاطرها بزيادة.

فتمسكت عزة باعترافها قائلة / يعني فعلا ضربها وانتوا نكرتوا قبل كدة!!

تشدقت انوار قائلة بتعجب وكأن ما تحدثت به عزة شئ بديهي لا يستحق الوقوف عنده /

_ يوه واحنا جينا اهو لحد عندها نطيب خاطرها ونستسمحها .

ثم التفتت مرة أخري لحسن ناكزة إياه بكتفها قائلة/

_ مش كدة ولا لأ يا واد ؟؟

انتبه حسن بنكز والدته له ليقول مسرعا / 

_ أيوة طبعا ،

انا مقدرش على زعل ميار ،

دانا حتى بحبها اوي وبغير عليها اوي،

لولا بس تأخرها برة البيت ومن غير ما تقولي ولا تاخد اذني ده اللي جنني وخلاني مش شايف قصادي ،

اصلي بغيير عليها اوي واعتقد ده حقي يا عمي.

حاول توفيق إنهاء هذه المسرحية ليقول منهيا/ 

_ بص يا ابني انا طبعا مكنتش احب الكلام ده يحصل من غير ابوك ما يكون قاعد وأخوها كمان علشان تبقي قعدة رجالة اللي يقصر فيها يبقي عليه الحق لكن بما انك جيت والمفروض زي ما بتقول ندمان وقبل كل ده هنعتبر اللي حصل ده اول غلطة ليك فمقدرش اقولك غير اني موافق مبدئيا أنها ترجعلك بس ده طبعا بعد ما تعتذرلها ولو وافقت على اعتذارك وقبلت ترجع انا معنديش مانع.

في ذات الوقت وصلت ميار واستمعت لآخر جملة قالها والدها لنتذكر ما حدث فاغمضت عيونها برهه ثم فتحتهم ودلفت عليهم قائلة/

_  سلام عليكم.

نظروا جميعهم للخلف ليروا ميار تقف خلفهم وقد احتقنت عيونها باللون الاحمر القاني تعبيرا عن احتباس الدموع بها لتراها والدتها فهبت منطلقة تجاهها قائلة/ 

_ انتي جيتي يا حبيبتي حمدالله على السلامه ،

ده حسن كان جاي يصالحك ويعتذرلك كمان.

نكزته والدته فهب واقفا يقول/

_  ازيك يا ميار وحشتيني.

واقترب منها وأخذها باحضانه قائلا بصوتا عالي/ 

_ حقك عليا يا حبيبتي.

أغمضت ميار عيونها وانكمش جسدها عندما دخلت بأحضان حسن فلم تستطع التحكم بحالها لتخونها دموعها وتنطلق خارج اهدابها معلنة التمرد على تمسكها الواهي.

شعر بها والدها فأخذها باحضانه وربت على ظهرها وكأنه شعر للتو ما تشعر به ابنته عند رؤيته لانكماشها بأحضان زوجها فقال محاولا اللحاق بإصلاح الأمر أو إقناع نفسه بذلك/

_ لو مش عايزة ترجعيله يا ميار خلاص يا حبيبتي.

حاول حسن تدارك الأمر وارتدى قناع العشق فقال معتذرا/

_  حقك عليا يا ميار انا اسف يا حبيبتي ،

والله اللي حصل ده من حبي ليكي وغيرتي عليكي ،

حقك عليا يا حبيبتي واوعدك مش هيحصل كدة تاني ابدا.

ظل والدها يربت على ظهرها وهي تحاول التخفي بين ذراع والدها وكأنها تحتمي به لتنطق عزة والدتها بحرقة بدلا من ابنتها / 

_ ماهو برضه مش علشان بتحبها وتغير عليها تقوم تهنها وتضربها بالشكل ده ،

بنتنا مش متعودة على الإهانة ولا تستحق كدة ابدا.

لتتحدث انوار ببجاحتها المعهودة مدافعة عن ابنها قائلة /

_ ماهو برضه راجل ودمه حامي، 

ميصحش مراته تتأخر برة البيت ومن غير اذنه وميتنرفزش واهو جه بنفسه اهو يعتذر يعمل ايه تاني يعني؟؟

شعرت ميار أن الحوار سيتخذ مجرى اخر لتخرج من احضان والدها وتلتفت لوالدتها وقبل أن ترد والدتها قالت في وسط شهقاتها وهي تجفف دموعها/ 

_ خلاص يا ماما ...... بعد اذنك.

ثم التفتت لوالدها مرة أخرى قائلة/

_  انا موافقة يا بابا أن ارجع لحسن.......... بس يوعدني......... ميحصلش كدة تاني .

ليسرع حسن بالرد وقد انتعش صدره بالفرحة لاقترابه من هدفه قائلا/

_  اوعدك طبعا يا قلبي وحقك عليا مرة تانية.

نظر والدها داخل عيونها وبرغم شعوره بحالها وفهمه لكيفية تفكيرها في احتواء الموقف إلا أنه لم يرى أمامه سوى هذا الحل لينطق وقد اتخذ قراره الذي توصل له للتو محاولا إنقاذ ما يمكن انقاذه قائلا/

_  ومادام بنتي موافقة علي الرجوع مقدميش غير اني اوافق.

ثم التفت إلي حسن الذي كانت عيونه تتراقص من الفرحة باقترابه من تنفيذ ما يريد لينظر له بقوة واردف مكملا/

_ لكن بعد ما حسن يمضيلي على تعهد بعدم تكرار الأمر تاني والا ساعتها ميلومش الا حاله.

..............................................

منذ قليل عند المدرسة بعد رحيل ميار توجه محمد مباشرة لماسه فور رحيل اخته وصل امام ماسة عاقدا جبينه لرؤيته لاختيه وعدم قدرته على الحديث معها لتقول له ماسة معاتبه كمحاولة إخراجه من حزنه والتخفيف عنه / 

_ مفيش مرة قابلتني وانت بتضحك ، 

كل مرة مكشر كدة؟؟ 

حد جابرك يا عم علي مقابلتي.

ابتسم محمد نصف ابتسامة ثم اعتذر قائلا/

انا اسف ،الواضح اني نكدي شوية .

ماسة بابتسامة عذبه /

ولا يهمك نحاول نستحملك وامري لله.

ثم قالت بدهاء حتى تغير من مزاجه/ 

يالا اخو صاحبتي زي اخويا برضه.

التفت محمد بغتة ثم ضيق عيونه واقترب من وجهها سائلا بجدية /

_  ايه؟؟ قولتي ايه ؟؟ عيدي كدة تاني.

اضطربت ماسه من نظراته وعلمت أنها بالفعل غيرت من مزاجه ولكن من الواضح أنه قد تغير للاسوأ فازدرأ لعابها وقالت محاولة تغيير الحوار/ 

_ هو احنا هنقضي كلامنا علي الواقف ولا ايه مش هتعزمني على عصير قصب حتى؟؟

علم محمد أنها تهرب من إجابة السؤال فرفع حاجبيه قائلا بمراوغة /

_  لا ازاي وده تيجي !؟ 

اختي .... حبيبتي ........ولازم أعزمها واكرمها اخر كرم.

احتقن وجه ماسه خجلا من ذكره لكلمة حبيبيتي وقد شعرت أنه يقصد أن يقول الكلمة بمفردها عندما فصلها عن باقي الجملة وضغط على حروفها وكأنه يوجه رسالة واضحة المعنى.

رمشت باهدابها وتسمرت قدماها وزمت شفتيها فشعر محمد بخجلها وما تفكر به ليقرر مراوغتها أكثر فقد أعجبته اللعبه وهي من بدأت بها فلتتحمل.

فاقترب من أذنها قائلا بهمس/ 

_ علي فكرة أنا قاصدها.

جحظت عيناها وشعرت وكان قلبها على وشك التوقف من شدة سرعة ضرباته .

رأف بحالها محمد ليبتسم قائلا/ 

_ مادام مش قد اللعب معايا متبقيش تلعبي تاني سامعة.

اومأت برأسها سريعا دون أن تنظر له فتنهد ثم قال/ 

_ هنفضل واقفين في الشارع كدة ؟؟

يالا بينا علشان نلحق نقول الكلمتين اللي جايبك علشانهم .

ثم أكمل بنبرة هازئة/

_ وتلحقي تشربي عصير القصب اللي طلبتيه.

كتمت ضحكتها بيدها من مزحته ليوقف هو سيارة تقلهم للمكان المنشود الذي بات يشهد على مقابلاتهم العائلية .

دلفا سويا داخل الكافيه وبعد أن أدلى بطلباته للنادل أشار لها بالاقتراب فاقتربت بجزعها فهي تجلس بالجهة المقابلة له ليميل هو الآخر تجاهها ثم التفتت يمينا ويسارا وقال بصوت خفيض/ 

_ ابقي فكريني نغير المكان يمكن يتفك النحس .

ضحكت ماسة مرة أخري ولكن بصوت مسموع فاخرصت ضحكتها بيدها عندما وجدت نظراته قد توحشت ثم بدأ هو بسرد ما تم من أخته وكم غضب منها كثيرا وطلب من ماسة بمساعدته بنصحها بألا ترمي نفسها بالتهلكة لتقول ماسه معلقة/ 

_ والله هي برضه لسه موصياني اني اقنعك أن اللي عملته ده صح او على الاقل اقل ضررا لها وليكوا وخاصة بعد اللي تم.

قضب محمد جبينه متعجبا مما قالته ليتسائل قائلا/ 

_اللي هو ازاي يعني اقل ضررا لينا وليها !؟ 

وايه بالظبط اللي تم!؟

زفر محمد أنفاسه قائلا /

_  ياريت يا ماسة متخبيش عني حاجه علشان اقدر افهم ميار بتفكر ازاي.

اومأت ماسه برأسها وأخذت تسرد له عن خطبة چواد وان الامل الوحيد قد انقطع ولم يصبح أمامها سواء فرصة حسن أو الاسوأ منه على كل الاحوال.

ليغضب محمد ويطرق الطاولة ففزعت ماسه ليعتذر لها ثم يقول/ 

_ الغبية ،الغبية ازاي تفكر كدة .

نظر حوله وكأنه يبحث عن كلماته فاستطرد قائلا/

_ هي متخيلة مهما تقول عليها ام زفت كلام احنا هنصدقه ؟؟ ولا لو جالها حد اوحش من حسن هنقبل نجوزها لمجرد نخلص منها؟؟.

حتي لو چواد اتجوز مش هدمر حياتي علشان ماخدتش اللي عايزاه .

حاولت ماسه تهدأته فقالت/

_  اهدي يا محمد ،وانا والله قولتلها الأمور متتاخدتش كدة ،

بس الواضح أنها عندها فكر تاني مش عارفه ليه!؟

هب محمد واقفا وأخرج محفظته ليخرج منها بعض النقود ويضعهم على الطاولة قائلا/ 

_ معلش يا ماسة هنضطر نمشي دلوقتي هروحك والحق اوصل البيت قبل ما ميار ترجع لحسن .

انطلق محمد يحاول جاهدا اللحاق باخته بعد أن أوصل ماسه لمنزلها متجها بالسيارة إلى منزلهم.

.........................................

_ بقيتي تحبي الحلويات فجأة الايام ده يا غرام بالرغم أنك كنتي بتنصحيني مكترش منها يعني!!

باترى ايه السر؟؟

نطقت بها غزل متهكمة وهي تجلس القرفصاء على المقعد بينما غرام تستعد للنزول لإحضار حلوى كما تفعل كل يوم بهذة الفترة لتشعر غرام بالاضطراب والتوتر وتحاول عدم اظهار حالها لتجلس بجوار اختها مدعية المبالاه وعدم الاهتمام قائلة بعد أن تحمحمت /

_  اححم انا الحق عليا اني بجيب لك الكنافة اللي بتحبيها ،

خلاص يا ستي بلاش انا حتى تعبانة ومش قادرة انزل.

ابتسمت غزل فقد نجحت خطتها فاختها تحضر الحلوى من نفس المحل فقد لاحظت اسم المحل علي العلبة وعند اقتراحها بإحضار الحلوى هي ترفض والدتها بحجة أنها لديها كثير من الأعمال يجب أن تنجزها كالمذاكرة ،

كما أنها لديها الفرصة بالخروج عند ذهابها للجامعة بينما غرام لم تخرج كثيرا ولذلك أصبح مشوار شراء الاشياء والحلوى من اختصاص غرام.

هبت غزل ناطقة بدهاء/

_ خلاص مش مهم تنزلي انتي النهارده اروح اجيب انا وخليكي انتي باين عليكي التعب فعلا.

لتنهرها والدتها قائلة/ 

_ لا انتي ولا هي ،انا زهقت من الحلويات بلاها النهارده خالص ،

ولو حد فيكم عايز يحلي التلاجة مليانة جوة .

ثم استقامت والدتهم تمتم وهي ذاهبة لحجرتها قائلة /

_  ايه ده اتسعروا هما الاتنين على الحلويات مرة واحدة ياربي؟؟ 

ودلفت لغرفتها بينما الاختين بالخارج تنظر كلا منهم للآخرى لتهب غزل ذاهبة لغرفتها وهي تدبدب على الأرض بقدميها معبرة عن كم الغضب الذي كان نتيجة إخفاق خطتها ،

بينما غزل اكتفت بزم شفتيها ووضع يدها أسفل وجنتها تفكر في حال من لم تراه اليوم ،

هل سينشغل باله؟

هل سيلاحظ عدم حضورها ؟

هل سيشتاق لرؤياها كما تشتاق الى رؤياه ؟

ظلت جالسة على مقعدها عقلها يسبح في افكارها بينما بالداخل تزرع غزل ارض الغرفة ذهابا وإيابا وتعض باسنانها على أصابعها من شدة الغيظ فقد كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تحقق هدفها وتذهب للمحل فهي عادة تمر من أمامه بالصباح وتجده مغلق أو بالعصر ولم تجد من تبحث عنه وفرصتها الوحيدة أن تذهب في المساء ربما هذا ميعاد عمله المعتاد وحدث شئ ما جعله يتواجد في الصباح في اليوم المعهود ولكن كل أمانيها تحطمت .

لحظة!!! 

توقفت وسط الغرفة وكأن هاجس أوقفها ليدير ضفة تفكيرها الي مسار اخر.

تراجعت للخلف وتمددت على الفراش تفكر هل يتذكرها هو من الأساس ؟؟ 

هل يسعى لرؤيتها كما تسعى هي ؟

هي حتى لم تعلم اسمه بالكاد علمت أنه صاحب هذا المحال ،

ولكن هل يوجد صاحب محال يترك محله كل هذا الوقت ؟

ماذا لو لم يكن صاحب المحل وصديقة كان يعبث بتفكيرها؟

ماذا لو لم يكن نضال والوحيد الذي علمت اسمه ومهنته لم يكن في الحقيقة ضابط وكان كل هذا هراء .

استنشقت نفسا عميقا وقررت أن لا تشغل عقلها به مرة أخرى فالواضح أن القدر لا يريد أن يجمعهم مرة أخري ثم التقطت هاتفها محاوله تغيير أفكارها وطلبت أحد زميلاتها للتحدث معها وقررا التجمع غدا لتقضية اليوم معا.

بينما بالجهة الأخري بالمحال يجلس يزن مكان چواد بعد أن ذهب لعقد خطبته وانشغل قليلا بالسجلات والحسابات ليلاحظ انقضاء الوقت سريعا كما لاحظ جلوس يزيد شاردا بزاوية بعيدا عن العمال وهذا ليس من طبعه فعقد حاجبيه قائلا بتهكم /

_ لا الواد كل مادة حالته بتزيد اخلص اللي في أيدي وأقوم اغتت شوية واطمن عليه .

بينما يزيد جلس منتظرا دلوف معشوقته نعم فقد تعلق قلبه بها كثيرا وينتظر حضورها بفروغ الصبر ،يتمني رؤية عيناها ويسكن بين اهدابها عند النظر بداخلهم .

يتمنى أن يرى شفتيها وهى تتحدث ويعيش في أحلامه بأنه سيتذوقها في يوم ما .

لما لم تأتي اليوم؟

هل ملت من رؤيته ؟؟

هل تشتاق إليه كما يشتاق إليها ؟

هل اكتفت من حلواه ؟؟ 

ثم سأل حاله لما لم يفاتحها في أمره حتى الآن ربما كلت من انتظاره في أن يفاتحها ؟

نعم فقد تأخر كثيرا فغدا سيفاتحها في حبه لها وسيعترف بمكنونات صدره وإذا لم تحضر غدا سيذهب هو لها فقد علم اسمها وعلم أن بيتها ليس ببعيد فإذا سأل عن اسم والدها فمن المؤكد سيجد من سيدله على منزلهم.

_ سرحان في ايه؟

انتفض يزيد فجأة عند استماعه ....... 

.........................................



كل سنة وانتم دائما بالف خير وسنة سعيدة عليكم أن شاءالله وبمناسبة السنة الجديدة جايبالكم بارت معدي ٣٥٠٠ كلمة ومليان احداااااث كتييييير يارب يعجبكم🌹🌹

# معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت التاسع عشر

يقولون القلوب عند بعضها

وانا اقول القلوب تنادي ساكنيها  

توجه چواد لمنزل والدته واصطحبها متوجهين الي منزل العروس وبعد أن أتم قراءة الفاتحة ذهبا جميعهم الي أكثر من محال للمجوهرات ليختاروا شبكة العروس وبعد اختيارات عدة وتذمر من قبل العروس برغم ترك چواد لها حرية الاختيار ولكن والدتها ووالدة چواد تعبوا من ترددها وتنقلهم من محال لآخرين حتى جلست والدتها باخر محال تطلب منها أن تريحهم قليلا وتحاول أن تختار ما يعجبها ،فاختارت عدة أشياء تتسم بالثقل الغلاء.

وبرغم تذمر والدة چواد ومحاولة لفت نظره لهذا الأمر إلا أنه لم يعر الأمر اهتماما فتركها تختار ما يحلو لها ودفع ثمنه وتوجهوا الي منزلهم ليعتذر چواد عن مصاحبتهم وتحجج بشعوره بالارهاق وأصطحب والدته اوصلها المنزل وتوجه لمكانه المعهود أمام النيل.

ظل ينظر للنيل ويتأمل جماله وكم يحمل من خير برغم لونه الاسود

تبدوا مصدرا للخير ولا يعلم أحدا أن بداخلك طمى اسود تكون من خلال رواسب عدة لتعكس لون طميك 

ويغلب على مياءك اللون الاسود

وبرغم لونك تعطي كل الخير 

وبرغم لونك لا يوجد من ينقب عما بداخلك .

.......................................

سرحان في ايه؟

انتفض يزيد عند استماعه لسؤال أخيه لتضطرب حواسه قائلا بتلعثم/

_ هيك..... هيكون في ايه يعني اكيد في الشغل .

حاول الهاءه عن ما يفكر به ليسأله مباشرة / 

_عرفت حاجه عن جواد ؟

يعني تمم خطوبته ولا حصل حاجه ؟

اصلي مش مطمن بصراحة.

ابتسم يزن بجانب فمه قائلا / 

_ مش عليا يا يزيد تتويه الكلام ، مش معايا ده لعبتي يا بابا ،

ثم سيبك من چواد هنعرف أخباره بالليل أو بكرة بالكتير المهم انت يا اخويا يا حبيبي .

ثم غمز له بإحدى عينيه قائلا/ 

_ قولي مالك وصدقني مش هتندم دانا حتى هفيدك من خبراتي.

ابتسم يزيد باستهزاء قائلا/ 

_اهي خبراتك ده بالذات عايز ابعد عنها.

ثم هب واقفا مدعي الجدية ويقول ليزن /

_  يالا قوم شوف اللي وراك الكلام ده مش هنا .

استقام يزن بهدوء تام وهو ينظر تجاه يزيد بابتسامه قائلا/

_ اهرب براحتك ،مسيرك تجي وتحكيلي لحد عندي.

وذهب الي مكان عمله بينما يزيد أخذ يعاتب حاله هامسا لنفسه / 

_ انا غبي كان ممكن اسأله بدل مانا محتار افاتحها ازاي .

ثم زفر أنفاسه وتوجه لمتابعة العمال.

..............................................

ادعت غرام احتياجها لشراء شئ ما توجهت مباشرة لمحال الحلوى لتبحث بعيونها عن يزيد ولكنها لم تجده فشعرت بالاحباط الشديد والتفتت لتولج خارج المحل حتى أوقفها أحدهم سائلا/ 

_ في حاجة كنتي عايزاها يا انسه ومش موجودة؟

شعرت غرام بالاحراج الشديد فهي لم تنتوي على شراء حلوى حتى لا تثير شكوك اختها أكثر من ذلك ولكن مع هذا الموقف ستضطر على شراء اي شيء لتتجنب هذا الموقف الحرج فالتفتت له قائلة/ 

_ اه كنت محتاجة......

قطع حديثهم يزيد الذى كان بالمطبخ يتابع العمال وما توصلوا له في طلبية اليوم وفور خروجه رأى أخيه يستوقف أحدهم وعند التفاتها ورؤيته لها دهش كثيرا وتوجه مباشرة لها اعتقادا أن يكون يزن قد حاول مضايقتها أو التغزل بها كعادته

فاقترب منهم قائلا بصوت حاد / 

_ في حاجة يا انسه ؟

ثم نظر نظرات غضب تجاه يزن الذى لم يفهم موقفه العدائي هذا ولا نظراته لتنظر له غرام وتلتمع عيونها بفرحة الذى وجدت ضالتها ولكنها استشعرت غضبه فحاولت التخفيف من حدة الموقف قائلة/ 

_ لا ابدا الاستاذ كان بيسال لو محتاجة حاجه معينة.

زفر يزيد تنهيدة راحة ثم قال ليزن / 

_ طب لو سمحت يا يزن شوف العمال خلصوا الطلبية ولا لسه.

فهم يزن ما يريده أخيه وهو التخلص منه حتى تتاح له الفرصة للتحدث بحرية فادعى الغباء برغم استشعاره للموقف قائلا/ 

_ مانت لسه كنت معاهم يا ابني اروح انا ليه؟

غمز يزيد بعينه محاولا توصيل مقصده قائلا/

_ طب شوف جواد كان عايزك جوه.

حاول يزن استفزاز أخيه ليتعمد الغباء مرة أخرى قائلا/ 

_ مانا لسه خارج من عنده .

ليوكزه يزيد بضربه بكتفه أبعدته قليلا قائلا/ 

_ يا عم شوفه تاني الله .

ليبتسم يزن قائلا/ 

_ طب ما تقول من الاخر اطرأ وانا افهم .

التفت يزيد للواقفة أمامه تشعر بالحرج الشديد من هذا الموقف ليبتسم قائلا/ 

_ معلش اخويا رزل شوية.

_ محصلش حاجه ربنا يخليكم لبعض .

نطقت بها غرام بصوت خفيض ليكمل يزيد قائلا/

_  وحشتيني.

ازداد احتقان وجه غرام احمرارا وزمت شفتيها قائلة/ 

_ انا جاية اقولك مش هينفع اجي كل يوم هنا.

ليبتسم يزيد وكأنها سهلت مهمته قائلا/ 

_ انا كمان عايز اقولك مينفعش نتقابل هنا كل مرة.

نظرت تجاهه بغير إدراك لما نطق به ليكمل هو / 

_ في كلام كتير عايز اقولهولك ومينفعش يتقال هنا ، 

وكمان بصراحة مبقاش يكفيني العشر دقائق اللي بتيجي فيهم وبتكوني مستعجلة ،

فلو ممكن اسمحيلي اقابلك برة ولو نص ساعة بس.

زاغت نظراتها ولم تستطع الاجابه على طلبه فحاولت التهرب كما تفعل دائما بكل مرة قائلة/

انا اتاخرت اوي ولازم امشي.

فهم اسلوب تهربها فمد يده تجاه يدها محاولا التقاط هاتفها منها فتلامست أيديهم.

ارتعش جسدها من أثر لمسته وتركت هاتفها فورا الذى التقطه هو بيده قائلا/ 

_ يعني لو كان وقع دلوقتي كان ايه الحل؟

ردت بصوت خفيض وتلعثم /

_  مينف...... مينفعش تمد ايدك كدة!

ابتسم ورد ببراءة تامة وكأنه لم يفعل شيئا/

_  انا كنت هاخد الموبايل بس ،انتي اللي فهمتي غلط.

ظلت تنظر للاسفل وهي تشعر بأن وجنتيها تشتعل خجلا ثم قالت مدعية الحزم /

_  برضه.... برضه مينفعش.

مد يزيد يده بالهاتف تجاهها من ناحية البصمة قائلا/

_  طب لو سمحت افتحي الموبايل لو مستعجله وعايزة تمشي.

عقدت حاجبيها ونظرت له مستفسره  فأكمل قائلا/ 

_ افتحيه بس.

مدت اصبعها ولمسته فانفتح الهاتف ليضع رقمه ويضغط على زر الاتصال فظهر لديه رقمها فاغلق المكالمة وابتسم وهو يمد يده لها بالهاتف قائلا/ 

_ علشان لما تفكري في طلبي اتصل اعرف ردك .

كل هذا تم أمام أعين يزن الذي اتخذ ركنا بالمحال عاقدا ذراعه أمامه ساندا أحدي كتفيه علي أحد الحوائط متشدقا بفمه وكأنه يشاهد فلما رومانسيا اعتاد علي رؤية مشاهده .

التقطت غرام هاتفها بسرعة دون أن تنطق بكلمة واحدة وشعرت حالها وكأن عقد لسانها ثم تركت لقدمها العنان لتنطلق خارجه من المحال لا تعرف كيف ولا متى وصلت لمنزلها وكل ما شعرت به أنها تحلق فوق السحاب لا ترى أحدا بالطرقات ولا تسمع اي من أبواق السيارات ،

كل ما يتردد بأذنها أنه سيحاول الاتصال بها وكل ما تفكر به هل تجيب عن اتصاله ام لا.

........................................

وصل محمد في غضون لحظات الي منزله بعد أن أوصل ماسه لأقرب نقطة لمنزلها وكأنه جاء بميعاده المناسب ليضع مفتاحه في الباب وقبل أن يديره انفرج الباب أمامه ليظهر حسن وفي يده حقيبة ملابس ووالدته بجواره وجههم تتضارب به المشاعر ما بين فرح وتهجم وخلفهم أخته ميار الذى يكسو الحزن ملامحها ليعلم أنه قد تم الاتفاق على عودتها لمنزل زوجها ليبتسم محمد ابتسامة صفراء قائلا/ 

_ انا شايف انكم اتصالحتوا .

اومأ حسن بابتسامة بلهاء ليكمل محمد قائلا/ 

_ طب كويس اني لحقتكوا قبل ما تمشوا .

ثم نظر لأخته قائلا/

_  ميار وسعي شويه من وراء حسن .

وبالفعل ابتعدت ميار قليلا جهة اليمين تحاول أن تفهم ما يقصده أخيها ليفاجئ محمد حسن بلكمة قوية ارضخته أرضا وغاب عن الوعي،

لتطلق انوار صرخة مدوية وتجثو بجوار ابنها محاولة افاقته بينما أطلقت عزة وميار شهقة واضعين يدهم علي فمهم ثم حاولت ميار مداراة فرحتها ولكنها نظرت تجاه أخيها نظرة شكر وعرفان وكأنه أعاد روحها بها من جديد بينما توفيق ابتسم بدون تعليق وكأنه قرأ نية ابنه منذ أن نظر بداخل عيونه .

عبر محمد من فوق جسد حسن المسجى بالأرض وكأنه لم يفعل شيئاً شاعرا بارتياح في صدره برغم غضبه من قرار والده إلا أنه لم يستطع أن يعارضه كما أنه لم يقدر على التحكم بحاله فخرج عن سيطرته فور أن رأي اختيه بصحبة هذا السئ وتوجه مباشرة لغرفته.

انتبهت والدة ميار الي حال فرحتهم بما تم لتوكز عزة ابنتها وتجثو بجوار انوار مربته على وجه حسن محاولة افاقته مع والدته التي تندب حظ ابنها العثر الذى جاهد بكل الطرق الابتعاد عن أخيها ولكن لم يستطع.

بينما توجهت ميار لجلب عطر من الداخل وكوب ماء كمحاولة لمداراة فرحتها بما تم .

حتي فاق حسن بالفعل لتحاول انوار قلب الموازين قائلة بصوت خافت حتى لا يسمعها محمد بالداخل/ 

_والنبي لنروح القسم نقدم بلاغ يالا بينا يا ابني.

ليخرج توفيق عن صمته قائلا/ 

_ روحي ما كان ما تحبي انتي بتقولي كلام لكن احنا معانا ورق.

فهمت انوار ما يرمي إليه توفيق من تهديد مبطن بسبب غباء ابنها فاستشعرت ضعف موقفهم لتحاول لملمة الأمر قائلة بلهجة أقل حدة / 

_ مكنش العشم برضه يا ابو محمد.

ليرد توفيق وكأنه أراد أن يرد حديثها قائلا/ 

_ معلش بقي يا ام حسن احنا سكتنا على تهور حسن علي بتنا لما قال علشان بيحبها وبيغير عليها ،

وبرضه محمد اتهور لنفس السبب علشان بيحب أخته فالحال من بعضه والمسامح كريم بقي ولا ايه؟

زفرت انوار أنفاسها بعنف بينما حسن يحاول ارجاع فكه مكانه فهو يشعر وكأنه انخلع تماما وأصبح بمكان اخر.

انفرجت اسارير ميار وتلون وجهها بالبهجة بعد أن كان يكسوه السواد .

وبعد فترة وجيزة استعاد فيها حسن ثباته حاول الفرار جاهدا من هذا المنزل فأخذ والدته وميار وتوجه مباشرة ليستقل سيارته وهو فرح أنه ظفر بميار دون أن يدفع شيئا مقابل الكشف عليها او علاجها.    

انطلق حسن وميار ووالدته بالسيارة ولكنه لاحظ وجوم والدته فالتفت تجاه والدته التي تجلس بالمقعد المجاور له وملامحه تملؤها السعادة وكأنه فاز بمسابقة وحصل على جائزته ليسأل والدته عن سبب امتعاض ملامحها قائلا/ 

_ مالك بس يا ام حسن شكلك مضايقة ليه.

حركت انوار شفتيها يمينا ويسارا ونظرت تجاه من تجلس بالمقعد الخلفي وتحاول اخفاء ابتسامتها شاعرة ولو بجزء بسيط من ارتداد بعض من كرامتها ،

ثم التفتت مرة أخري ونظرت تجاه حسن قائلة باستهزاء /

_  جتها خيبة اللي جابت ولد من نوعك.

اندهش حسن من ردها ونظراتها ليقول بابتسامة مهزوزة بعد أن شعر بالإهانة / 

_ ليه... ليه كدة بس يا ام حسن ؟ 

_ كمان مش عارف ليه يا حيلتها؟ 

تسائلت انوار متهكمة علي ولدها لينظر حسن بالمرآه ليرى ميار تحاول مداراة ابتسامتها  ليتحمحم حسن ويتحسس فكه ويقول بصوت جدي محاولا الحفاظ على ما تبقي من صورته امامها / 

_ جرى ايه ياما مش كدة الله ،

كنت عايزاني ارجع ميار ورجعتهالك في ايه تاني؟

تشدقت انوار بشفتيها قائلة/

_  تقوم تمضي علي تعهد بعدم تعرض .

ثم لكمته بكتفه مكملة/

_ مانت كدة بتعترف على نفسك انك ضربتها واذتها ومش هتكرر فعلتك تاني بتسلم نفسك يا دهول.

ثم جزت على أسنانها قائلة/

_  يا مراري منك ،

لا والبعيد غبي امسك ايدك واقولك استني وتعالي اقولك حاجه وانتى علي نغمة واحدة ،

لما اخلص يا اما جاك مو في مصارينك.

هنا ولم تتمكن ميار من التحكم بذاتها أكثر من ذلك لتنطلق ضحكاتها محاولة إيقافها ولكن لم تستطع حتى دمعت عيناها من كثرة الضحك نعم كانت تتوقع رفضه التام ولكنه اخلف ظنها كما توقعت أن تقيم انوار الدنيا ولم تجلسها ولكن في لحظة تهور من حسن امسك بالقلم وذيل بتوقيعه الورقة التي أعدها توفيق بدون أن يخبر أحدا تحسبا لو وافق حسن علي هذا الاقتراح.

اخذت انوار تنظر لها وعيونها تستشيط غيظا ولكنها أثرت الصمت حتى لا تخبر أخيها عن أي كلمة تقال لها ،فوجه ابنها مازال يحمل اثار غضبه ولكنها توعدت لها برد الصاع صاعين.

............................................ 

انااااا لحبيبي وحبيبي الي ،

يا عصفورة بيضا لا بقي تسألي.

انتفض يزيد على صدوح صوت يزن وهو يتغنى بإذنه ليلتفت له ناظرا له شزرا ثم يتركه ويرحل من أمامه ليعلو صوت يزن مكملا بمقطع اخر وكأنه يختار من الأغنية ما يريد توصيله

شايف البحر شو كبييييير كبر البحر بحبك

شايف السما شو بعيدة بعد السماء بحبك

ليضحك كل من بالمحال علي حال يزن فهم معتادون على طريقة الجنونية في مداعبة أخيه .

ثم انقضي اليوم ليتوجها سويا الي المنزل بين سخرية يزن ومحاولة استفزازه لأخيه حتى يعترف بما يخفيه وبين نظرات يزيد الذي يتوعد بها له ،

حتي دخلا لشقتهم فصدح يزن مغنيات بصوته النشاذ /

يانا يانا انا وياك وانسرقت مكاتيبي ... وعرفوا انك حبيبي و.

ليجد من يمسكه من قميصه بالخلف وأخذ يرنحه يمينا ويسارا قائلا /

_  انت مش هتبطل الاستظراف بتاعك ده ؟ 

مفيش فايدة فيك ابدا حتى قدام العمال؟؟

يزن وهو يترنح بيدي أخيه بدون مقاومة قائلا ببراءة /

انا بس عملت ايه !؟ 

علشان بغني واسلي نفسي شوية!؟

كنتوا بتضايقوا لما اسيبكم وامشي ودلوقتي بتضايقوا لما قعدت على قلبكم وكشفتكم.

نطق باخر كلمة بصوت منخفض وهو يقرب نظره من أخيه ناظرا داخل عيونه يتحرى الصدق ليحاول الاخير التهرب فيتركه ثم يدير وجهه قائلا/

_  ياريت ما قعدت ابقي اسرح براحتك افضل لينا كلنا .

ليذهب يزن أمام أخيه ويحاول النظر بداخل عيونه سائلا بابتسامة طفيفة/ 

_ بتنكر ليه؟؟

عقد يزيد حاجبيها وادعى الغباء قائلا/ 

_ هنكر ايه؟ 

يالا علشان ننام.

وقف يزن أمامه ليواجهه مرة أخري سائلا بإلحاح وبنبرة غناء/ 

_ ما دام تحب بتنكر ليه ؟

ثم اقترب بوجهه قائلا مكملا/ 

_ ده اللي يحب يبان في عنيه.

ثم ابتسم واستطرد قائلا/

وبصراحة انت مفضوح بقالك فترة باين علي حالك اللخبطة خالص ، 

وياما سالتك وانت كنت بتتهرب مكنتش تعرف أن هيجي اليوم واقفشك ،

حتى كنت فيدتك بخبرتي.

لوح يزيد بيده قائلا /

_  اتنيل كنت فيدت روحك .

_ ماااالي مانا زي الفل اهو ملك نفسي اشغل بال البنات لكن بالي مينشغلش .

ثم قطع حديثه وكأنه تذكر شيئا ما ثم قال بنبرة تختلف عن حديثه السابق /

_  المهم خلينا فيك انت ، 

قولي ايه الموضوع ؟

انا شفت نظرات وابتسامات وغيرة كمان .

ابتسم يزيد على إثر ذكر سيرتها لتلمع عيونه قائلا بنبرة حالمة / 

_  مش عارف بحس اني عايز اشوفها دايما،

وعنيها بحس فيها بسحر كدة بيشدني ،

ولما بتكلم معاها بيكون نفسي الكلام يطول ، 

بس في نفس الوقت خايف اقرب لتكون هي معندهاش نفس الاحساس

أو اكون بالنسبة لها احساس مؤقت ،

عايز اتاكد من احساسي مش عارف.

ابتسم يزن وهو يستمع لحديث أخيه لتتجسد أمامه صورتها ثم يفيق قائلا/ 

_ بس انا شفت غير كدة خالص ،

انا شفت أنها كانت جاية تدور عليك ولما ملاقتكش كانت هتمشي ،

ده غير عنيها اللي لمعت اول ما لمحتك ،

انا شايف انك تتقدم خطوتين علشان تعرف تاخد قرار ،

حاول اقعد معاها فترة أطول اتكلم اكتر علشان تعرف هتحب تكمل ولا كان مجرد احساس مؤقت زي ما بتقول.

بص انت مش اخدت رقمها اتصل بيها دلوقتي وقولها هقابلك بكرة يالا بسرعة.

وأمسك الهاتف من ايدي أخيه ليخطف يزيد الهاتف مرة أخري قائلا /

_  اصبر يا يزن بقي انتي كل حاجه عندك سريعة كدة !

قال يزن بثقة تامة /

_ يابني هي البنات كدة تحب السربعة علشان تحس انك مدلوق عليها ،وبرضه لما تيجي تخلع يبقي برضه بسربعة علشان متحسش بيك .

ثم أطلق ضحكة بلهاء فأطلق يزيد تنهيدة قوية واومأ برأسه على حديث اخيه ثم توجه لغرفته وهو يفكر هل يتصل بها الآن ام ينتظر للغد ولكنه قرر أن يرسل ولو رسالة واحدة ربما استجابت لرسالته وأجابت عليها ليخرج هاتفه ويرسل رسالة من كلمة واحدة / 

_ نمتي؟؟

ولكن لم يأتيه اي اجابه سوى أن الرسالة قد وصلت وتم وضع علامتين بجوارها ولكنها لم تتخذ اللون الازرق بعد ظل دقيقتين ينتظر الإجابة ثم أرسل الأخري ربما لم تسجل الرقم بعد قائلا/

_ انا يزيد.

_ مين يزيد ده؟؟

انتفضت غرام على إثر سؤال اختها التي ظهرت من خلفها فجأة متسائلة لتغلق غرام هاتفها وقالت باضطراب وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها/ 

_ اااه .... يزيد مين ؟؟

حركت غزل رأسها يمينا ويسارا وهي تنظر لها قائلة/

_  انا اللي بسألك ! 

واحد بعتلك رسالة بيقولك انا يزيد وانتي بتبصي بالفون وعملاه غير مرئي فبسال مين يزيد اللي عارف رقمك ومش عايزة تعرفيه انك بتشوقي رسايله ،

وكمان مش عايزة تحطيه على الحظر؟؟

توترت غرام كثيرا وأغلقت هاتفها ثم استقامت متوجهه للفراش مدعية النعاس قائلة/

_  بعدين، بعدين يا غزل هنبقي نتكلم انا عايزة انام دلوقتي تصبحي على خير .

ضيقت غزل عيونها قائلة/

_  براحتك بس برضو مش هسيبك .

بالجهة الأخري كان يزن تمدد علي الاريكه بالردهه يفكر في كلام أخيه وأحاسيسه وتذكر صاحبة التجاهل التي لم ينساها قط ويمكث في المحال لربما أعادت كرتها واقدمت على المحال مرة أخري ،

يتذكر كيف رآها واين وكيف أقدمت عليه بطلتها الشقية ثم تجاهلته ليزيد إصراره في البحث عنها مدعيا لحاله أنه يريد الثآر لكرامته المهدورة بتجاهلها له ليس إلا 

ابحث عنك بين دروب عقلي

لا اعلم لما!!

هل لاقتناص ثأري ؟

ام لسبب أخشي على قلبي الاعتراف به.

............................................

بعد مرور أسبوع من عودة ميار لبيت زوجها عادت المعاملة كما كانت وربما أسوأ ولكنها اعتادت على هذه المعاملة فأصبحت تتعامل بلامبالاه.

بينما توصل لسمعها تحديد جواد لميعاد زواجه والذي سيتم بعد شهر فبرغم اندهاشها من تعجله إلا أنها دعت له بصلاح الحال وحاولت أبعاده عن تفكيرها فتذكرت كيف حاولت فعل هذا من قبل ،عندما علم أخيها بعلاقتهم حينها أقام الدنيا عليها  وامتنع عن الحديث معها، كما نال چواد كثير من التقليل والمهانة حتى كاد الأمر أن يصل للتطاول باليد لولا مقدرة چواد علي احتواء الموقف وتوعد له كثيرا بأنه سيتقدم للخطبه وبالفعل لم يخلف وعده وخلال الأسبوع كان أوفى بوعده ولكن من الواضح أنه ليس بنصيبها فسلمت أمرها وحاولت التعايش مع قدرها .

.......................................

توجهت غزل لزيارة صديقتها بكليتها فهذه صديقتها التي اجمعهتم دراسة الثانوية ولولا اختلاف المجموع لجمعتهم كلية واحدة .

أجرت غزل اتصال على صديقتها  كارما لتخرج لها لتحاول إدخالها ببطاقة هويه لأحد من زملائها لأن غزل تابعة لجامعة مختلفة عن جامعة كارما .

توجهوا كلاهما لبوابة الجامعة مما أثار الشك في نفس موظف الأمن بعد أن رأى خروج كارما وعودتها مرة أخري بعد لحظات مع قدوم أحد معها وبعد أن رأي بطاقات الهوية سريعا نظرا لازدحام البوابة ولكنه انتخابه شك ما ولكنه تركهم حتي عبروا من البوابه وظل يتابعهم بنظراته بينما ميار فور دلوفها هي وكارما من البوابه حتى أطلقا كلاهما صرخة مدوية ورفعوا أيديهم لاعلي وتضاربوا قبضة يداهم في بعضهم البعض ليتأكد لدى حارس الأمن شكه  فتوجه إليهم واوقفهم مناديا / لو سمحت يا انسه ،ممكن الكارنيه مرة تانية.

نظرت غزل وكارما لبعضهم البعض وازدرأ ريقهم ثم قالت غزل/ حضرتك شوفته علي البوابه.

نظر لهم الحارس بشك ثم قال / معلش محتاج اتاكد تاني ،الكارنيه لو سمحت.

اخرجت كارما بطاقة هويتها ورأها حارس الأمن ولكنه احتفظ بها لديه ثم نظر تجاه غزل ومد يده مطالبا ببطاقتها فنظرت غزل تجاه كارما التي رفعت كتفها معبرة قلة حيلتها فأخرجت غزل بطاقتها المزيفة قائلة وهي تقدمها له/ كنت محتاجة ادخل مكتبة الجامعة هنا وكنت مستعجله فمصبرتش عقبال ما اجيب جواب من كليتي.

نظر حارس الأمن للبطاقة وتأكد من شكه أنها تحمل بطاقة هوية مزيفة فالصورة غير مطابقة لهيئتها فطلب بطاقتها الاصليه فاخرجتها وقدمتها له ثم قال لهم وهو مازال محتفظ بالثلاث بطاقات/ اتفضلوا معايا عند حرس الجامعة

توجهوا ثلاثتهم الي مكتب حرس الجامعة ليطلب الحارس منهم الانتظار بالخارج حتى يبلغ الضابط المسؤول وفور دخوله قالت غزل/ ما يالا يا بنتي نزوغ واخر اليوم نبقي نيجي نعتذر وخلاص.

كارما بحيرة / طب والكارنيه بتاعي معاه ومش هعرف ادخل تاني غير بيه.

رفعت غزل كتفيها بلا مبالاه قائلة/ طب ما الكارنيه بتاعي انا كمان معاه ، يالا بس ويمكن اخر اليوم يغيروا الدورية ويجي حد تاني نضحك عليه ونقوله قالولنا ادخلوا واخر اليوم تاخدوا كارنيهاتكوا ، ها ايه رايك؟؟

تحيرت كارما أكثر وكادت أن تنطلق خلف غزل ولكنها تذكرت شيئا فقالت / طب وكارنيه صاحبتي هقولها ايه ؟

لتمسك غزل يدها وتسحبها قائلة / يا ستي انا هتصرف بس يالا بسرعة.

ولكن قبل أن ينطلقا اوقفهم أحدهم قائلا بصوت حاد / عندك يا انسه انتي وهي.

تسمر كلا من كارما وغزل مكانهم لتقول غزل لصديقتها بصوت هامس/ قولتلك يالا من بدري.

لترد كارما عليها بنبرة نادمة/ انا اسفة.

لينادي  عليهم الصوت مرة أخري بطريق أكثر حزما / لو سمحت يا انسه انتي وهي تعالوا هنا.

تراجعت كارما وغزل للخلف بخطوات بطيئة ومازالوا بظهرهم ثم التفتوا له لتتفاجأ غزل بمن يقف أمامها فاتسعت حدقتيها فقدت وجدت نجدتها امامها قائلة بفرحة / نضال باشا مش معقول.

عقد نضال جبينه قائلا بسخرية/ انتي وقعتي ولا الهوا اللي رماكي.

اندهشت غزل من مقولته فقالت له مستفسرة / ايه ؟؟

ثم انتبهت على أيدي كارما التي ظلت توكزها متسائلة عدة مرات/ مين ده يا زفته؟؟

لتبتسم غزل وتقدم لها نضال وكأنها تعرفه عن قرب قائلة / ده نضال باشا ،متخافيش ده اللي هيطلعنا من المشكلة كلها .

ثم نظرت تجاه نضال سائلة إياه / مش كدة يا نضال باشا.

ضيق نضال عينيه ليهمس لحاله قائلا/ لا وبجحة تصدقي تستاهلي يزن واللي هيعمله فيكي.

ثم قال لها بابتسامة عريضة/ اه طبعا بس هستاذنكم الكارنيهات هتفضل معايا واخر اليوم هتاخدوها .

التفتت غزل تجاه كارما قائلة/ مش قولتلك كنا دخلنا وجينا عندهم اخر اليوم.

ثم التفتت لنضال وبتلقائية تامة قالت/ قولتلها والله يا باشا ندخل وبعدين نيجي اخر اليوم بس تقول ايه بقي جبانة شوية .

ليبتسم نضال نصف ابتسامة قائلا/ معلش انتي اللي جريئة زيادة شويتين اتفضلوا واخر اليوم تعالوا عندي .

انطلقا كلا من كارما وغزل ليكرروا فعلتهم بأيديهم فحرك نضال رأسه بيأس قائلا/ والله يا بنتي انتي اللي جيتي لقدرك .

ثم أخرج هاتفه من جزلانه وأخذ يجري اتصالا ما.

...............................................



#معدن_فضة

#لولي_سامي

البارت العشرون

كما تتلاحق نبضات قلوبنا بعضها

تتلاحق خطوات اقدامنا 

لنجد أنفسنا نسير بنفس الطريق

وكأنها مسيرة غير مخيرة

بعد أن هدأ محمد قليلا وجد أنه كلما حاول التقرب من ماسة يكن عن طريق انشغالهم في حل مشاكل عائلته فاتخذ قراره بمحاولته للتقرب من ماسه قبل حدوث أي مشاكل أخري فتوجه مباشرة لعملها دون إبلاغها فكلما ابلغها باحتياجه لمقابلتها اما أن تكون بسبب حدوث شئ ما أو يحدث أمر طارئ أثناء المقابلة فقرر أن يذهب إليها بدون الاتفاق مسبقا ،

وبالفعل توجه مباشرة الي المدرسة حتي يتسنى له أيضا مقابلة أخته للاطمئنان عليها فمنذ أن رجعت إلى منزل الزوجية وهو لم يقابلها حتى الآن .

انتظر قليلا أمام المدرسة مستندا على سيارة عاقدا قدمه أمامه ناظرا للهاتف في يده 

حتى وجد من تحدثه قائلة/

_ هو حضرتك منتظر ميار ؟

انتبه محمد فاعتدل قائما ونظر لمن تحدثه وجدها فتاة يبدو أنها زميلة أخته فابتسم مجاملا ثم قال /

_ اه فعلا انا منتظر ميار ......... اختي.

التمعت عيون الفتاه فرحه ومدت يدها بالسلام قائلة /

_ اخوها !!

يا اهلا وسهلا اهلا اهلا ...... انا سهيلة صاحبتها.

نظر محمد ليدها ورفع يده يرد سلامها فاطبقت على يده مشددة في السلام فتعجب محمد من أسلوبها لتكمل سهيلة وهي ما زالت ممسكة يده مدعية السلام /

_ اهلا بيك انا افتكرتك جوزها وكنت هسألك عنها أصلها مجتش النهارده ،بس بصراحة متوقعتش انك اخوها ،

صحيح ميار حلوة فلازم اخوها يبقى حلو كمان.

_ والله وايه كمان ؟؟

نطقت بها ماسة من خلفهم فانتبه محمد وسهيلة على صوتها فسحبت سهيلة مسرعة يدها من يدي محمد الذي أدرك للتو أن يده ما زالت بيدها فنظر بيدها ثم لماسه الذي رأها تنظر ليده ثم له وفي عيونها نظرة غريبة عنه ولكنه يمكن أن يصفها أنها نظرة شرسة.

تحمحت سهيلة لهذا الموقف الحرج وابتسمت مدعية اللامبالاة قائلة /

_ ماسة كويس انك جيتي الاستاذ كان بيسال عن ميار انتي تعرفيه اكيد.

ابتسمت ماسه لسهيلة ابتسامة صفراء ثم قالت / 

_اه طبعا اعرفه دانا مع ميار من زمان .

ثم نظرت تجاه محمد وكأنها تريد أن تعرف رد فعله من نظراته سائلة سؤال استنكاري / 

_ولا ايه يا محمد؟

وتعمدت إزالة أي القاب لتوجيه رسالة لزميلتها 

بينما محمد توسعت نظراته ورفع حاجبيه متعجبا أسلوبها الجديد وشراستها التي لم يعهدها من قبل فكررت سؤالها مرة أخري بنبرة أكثر شراسة ليحاول محمد اخفاء ضحكته واجاب بصوت يملؤه السعادة / 

_ طبعا احنا مع بعض من زمن ..

واراد أن يرسل برسالته هو الآخر ليطمئنها ويريح قلبها فاستطرد قائلا وهو ينظر تجاهها بنظرة طمئنتها كثيرا /

_ وان شاء الله هنكمل مع بعض دايما ومحدش هيفرقنا ابدا.

نظرت سهيلة لكليهما واطلقت زفيرا عاليا فقد فهمت رسالة كلا منهم جيدا ثم استأذنت للانصراف محاولة الحفاظ على ماء وجهها.

بعد أن انصرفت سهيلة ظلت ماسة تنظر له بغضب فحاول محمد الهاء ماسة عما حدث فسألها متعجبا /

_ هو صحيح ميار مجتش ليه النهارده ؟

_ اخت جوزها جايلها عريس النهاردة فاخدت إجازة علشان تساعدها .

نطقت بها ماسة ثم تذكرت ما تم منذ قليل فاستوحشت نظراتها مجددا سألة محمد بنبرة حادة /

_ ايه بقي موضوع ست سهيلة والسلامات والابتسامات اللي انا شفتها ده ان شاء الله ؟؟

التمعت عيون محمد فابتسم قليلا ثم قال / 

_ ابدا واحدة جت بتعرفني علي نفسها انها صاحبة اختي مسلمش عليها يعني ولا اضحك في وشها؟

توسعت نظرات ماسة فقالت مندهشه/ 

_ يا سلااااام اي واحدة تقولك صاحبة اختك تضحكلها وتسلم عليها كمان عادي كدة !؟

اتسعت ابتسامة محمد قائلا مدعيا الاندهاش/ 

_ يعني هكشر في وش الناس ليه بس .

_ اه تكشر في وش الناس متضحكش للي رايح واللي جاي علشان في ناس بتفهم ده غلط .

نطقت بها ماسة بطريقة حادة وكأنها تلقي أوامرها وعليه السماع والطاعة ليجيبها محمد بكل بساطة /

_ حاضر يا ستي اي أوامر تانية ؟؟

عقدت جبينها مكملة / 

_ ثم تعالي هنا قولي ايه موضوع انت حلو دا ؟

_ والله هي اللي قالت مش انا !

نطق بها محمد ببراءة تامة لتكمل ماسة سيل اسئلتها مكملة/

_ وهو اي حد يقولك انت حلو تسكت كدة؟

_ واحدة بتقول رأيها مقدرش اعترض لكن لو انتي عندك رأي تاني معنديش مانع ابدا اسمعه منك دانا اتمنى كمان .

نطق بها محمد قاصدا بعثرة مشاعرها وقد نجح في ذلك .

فقد رأى علامات الخجل على وجهها فقد احتقن وجهها بدماء الخجل ونظرت للاسفل بعد أن كانت تنظر له مباشرة فأكمل هو مستغلا الموقف / 

_ طب احنا بقالنا ساعة واقفين في الشارع ممكن اعزمك على حاجه ونكمل خناقنا بالمرة .

اومأت ماسة برأسها خجلا دون النظر له ثم قالت / 

_ هستاذن ماما بس الاول.

_ طب باصة في الأرض ليه ما كنتي دلوقتي بتبصيلي عادي؟؟

أراد محمد أن يزيل الحرج عنها ولكنها شعرت بالخجل أكثر فحاولت تبرير حالها وقالت /

_ ده كان علشان سهيلة واقفة مش اكثر .

ضحك محمد وتنهد قائلا / 

_ بركاتك يا ست سهيلة ،المهم يالا كلمي والدتك علشان مأخركيش.

اومأت برأسها إيجابا لتخرج هاتفها من حقيبتها فوجدت أن والدتها اتصلت عليها بالفعل منذ قليل وربما منذ فترة عراكها مع من تسمى سهيلة ومن احتدام الموقف لم تستمع للهاتف فاجرت اتصالا سريعا لوالدتها وهي تقول لمحمد/

_ ده ماما اتصلت اصلا وانا مسمعتش ....

_ أيوة يا ماما...... مالك يا حبيبتي....... انا جاية حالا متقلقيش.

قلق محمد من نبرتها في حديثها مع والدتها وتعابير وجهها التي تحولت للقلق فقال لها فور إغلاقها للهاتف/

_ خير يا ماسة في ايه.

بدأت الدموع تتجمع في ملقتيها وأجابت بنبرة مهزوزة/ 

_ ماما اتصلت علشان تعبانة وممعهاش حد يوديها المستشفى ،عن اذنك يا محمد.

أوقفها محمد قائلا / عن اذنك ايه بس استني انا جاي معاكي ،

ثم تمتم بداخله / 

_ شكل الموضوع كله نحس.

اوقف سيارة أجرة قبل أن تبدي اي اعتراض متوجهين سويا الي والدتها ثم أخذ والدتها الي اقرب مشفى.

...............................................

انتفض من مقعده فور سماع ما ينطق به نضال ململما كل اشياءه قائلا/ انا جاي حالا يا نضال .... اوعي تخليها تمشي........ لو جت اتحجج باي حاجة يا اخي ..... عيوني حاضر...... حاضر........ حاضر بقي انت هتذلني.

ثم اغلق الخط وقد وصل لباب المحال وخرج بالفعل ثم تذكر طلبات وأوامر نضال له فعاد مرة أخرى الي المحال يأخذ كل ما لذ وطاب من افضل واجود الحلويات بالمحال أمام العمال الذين أصبحوا معتادين على أفعاله الغير عادية .

ثم توجه مسرعا الي جامعة نضال يشعر وكأنه قد وصل لمبتغاه لا يعرف سبب سعادته عند سماعه لهذا الخبر هل لتنفيذ ما يدور برأسه فقط ام بسبب أنه سيراها مرة أخري ويعرف كل ما لم يعرفه عنها من قبل.

وصل يزن بوقت قياسي ودخل مباشرة الي نضال الذي كان قد ترك خبر علي بوابة الجامعة بقدومة وإدخاله فور حضوره.

دخل يزن مكتب نضال بطريقته الهمجية المعتادة قائلا بصوت عالي يملؤه السعادة/

_ اسمها ايه ،وريني كدة الكارنيه بتاعها لتكون مش هي؟؟

ابتسم نضال وشعر بسعادة يزن من فرحة صوته ولهفته فحاول تهدأته قائلا/ 

_ مكنتش اعرف انك مدلوق اوي كدة ،

امال عملي سمعه انك تقيل على الفاضي ليه؟

شعر يزن بسخرية نضال له فجلس بالمقعد أمامه محاولا ادعاء الثبات قليلا/ 

_ ولا مدلوق ولا حاجه انت فهمت غلط ،كل ما هنالك ما صدقت لاقتها وخايف لتمشي ومعرفش عنها حاجه لكن وحياتك هتشوف بكرة مين هيجرى وراء مين.

ضحك نضال ضحكة ساخرة ثم قال/ 

_ واستني لبكرة ليه مانا شايف من دلوقتي.

تجاهل يزن ما يشير إليه نضال فقال /

_ المهم وريني الكارنيه عايزة اتاكد أنها هي ولا لأ.

حاول نضال التلاعب باعصابه قليلا فقال له/

_ للاسف اتاخرت يا زيزو جت واخدت الكارنيه.

انتفض يزن من مكانه وبخطوة واحدة كان تقريبا فوق قدم نضال ممسكا بمقدمة قميصه قائلا بصوت عالي/ 

_ لييييه لييييه يا نضال قولتلك متمشهاش.

ازاحه نضال قليلا عنه وحاول هندمة ثيابه وهو يقول/

_ الله يخرب بيتك كل ده ومش مدلوق ،

اتبط شوية لسه موجودة .

أطلق يزن تنهيدة راحة ثم قال/ 

_ بتعصبني ليه يا اخي وريني الكارنيه.

اخرج نضال بطاقتها واعطاها إليه ،امسك يزن بطاقة الهوية الخاصة بها ونظر تجاه الصورة حتى تأكد انها هي ،

نعم هي بملامحها الطفولية وعيونها الشقية فقد حفظ ملامحها عن ظهر قلب بل كان يحاول تذكرها دائما خوفا من أن ينساها فابتسم قليلا ثم نظر تجاه الاسم لينطق اسمها وكأنه يتذوقه / غزل .... غ ز ل 

جفنه علم الغزل .

غنى بها نضال فور نطق يزن لاسمها حتى يفيقه من حالة الشرود الذي أصبح عليه فاعتدل يزن وذهب للمقعد جالسا عليه ونظر تجاه نضال وقد التمعت عيونه بلمعة المكر قائلا لنضال / بص بقي واسمعني كويس علشان تعرف هنعمل ايه.........

........................................

بمنزل ميار ذهبت ماجدة إليها فمنذ عودة ميار لمنزل الزوجية وقد أخذت على عاتقها مسؤولية حماية اختها فهي تعلم كيف يبغضها أهل حسن لسلاطة لسانها كما يقولون ولم يعترفوا أنها سليطة اللسان مع من يستحق ولكن ماجدة غير عابئة برأيهم بها وأصبحت تذهب لأختها كل يومين حتى اعتبرته واجب أسبوعي عليها والاخرون اعتبروا زيارتها عقابا لهم ففي كل زيارة تحاول مضايقة أحد من أفراد عائلة حسن وكأنه جدول أسبوعي ينتظر كلا منهم دوره ويحاولون الاستعداد له.

بعد انتهت ماجدة من محاضرتها توجهت الي منزل اختها ودلفت الي منزل حماة ميار وبابتسامة صفراء اعتادت أن تتقمصها عند دلوف هذا المنزل بعد أن فتحت لها غادة الباب وجدت كثير من الأهل يجلسون فقالت وما زال الباب مفتوحا / سلام عليكم يا حاجه اننننوااار ، 

سلام عليكم جميعا عقبال عندكم.

رد الجميع عليها مرحبين بها بينما انوار زفرت أنفاسها الساخنه تعبيرا عن ضيقتها وادارت وجهها لجهة التلفاز هامسه لنفسها / انتي جيتي يا بوز الأخص.

رأت ماجدة شفاهها وهي تمتم فهي كانت مسلطة انظارها تجاهها ولكن لم تستطع ادارك ما تفوهت به لتقول لها ماجدة محاولة استفزازها/ بتقولي حاجه يا حاجة ؟؟

أدارت انوار وجهها إليها وبشبه ابتسامة قالت/

_ بقولك نورتي يا اختي ،الا انتي فاضية يعني وكل يومين والتاني تنطلنا هنا ،ايه معندكيش مذاكرة ؟

اصدرت ماجدة شهيقا عاليا مدعية المفاجأة وحاولت الصاق الخطأ بأنوار فهي تعلم جيدا أن أمثالهم مهما فعلوا من أخطاء لا يريدون أن يظهروا بدور المخطئ لذلك هي تتعمد إثارة غضبهم وإلصاق الخطأ بهم كما يفعلون مع اختها فقالت ماجدة بلهجة متأثرة وبصوت عالي حتى يستمع إليها الجميع فمثلهم يخشون الفضيحة ونظرة المجتمع لهم /

_ انتي بتطرديني يا حاجه!!؟

بتضرديني من بيتك وانا جاية اسلم عليكم ،

واهني وابارك لغادة وقولت اشوف اختي بالمرة ،مكنش العشم مكنش العشم ابدا.

سحبتها غادة للداخل وأغلقت الباب من خلفها بعد أن نظرت يمينا ويسارا تطمئن حالها بعدم وجود أحد بالخارج قد سمع ذلك وخاصة اليوم فهو يوم خطبتها ولا تريد أن يشاع اي احاديث سيئة لاهل خطيبها ثم قالت لماجدة بوجه بشوش لتحافظ على مظهرهم أمام المتواجدين /

_ لا يا حبيبتي انتي فهمتي ماما غلط ،

تتفضلي طبعا في أي وقت البيت بيتك بس هي يعني قصدها مصلحتك علشان متسقطيش بعد الشر مش اكتر يعني.

ادعت ماجدة التفهم فما كانت تريده حدث بالفعل فابتسمت قائلة/ 

_ اه الظاهر فهمتها غلط .

ثم أدارت وجهها الانوار وبابتسامتها المعتادة قالت/

_ تسلمي يا حاجه ،بس متخافيش عليا انا افوت في الحديد .

أدارت انوار وجهها للجهه المقابلة هامسة لذاتها/ 

_ يكش الحديدة تقع علي دماغك تجيب اجلك بنت قليلة الربابة صحيح. 

ثم أدارت ماجدة وجهها لغادة وبنفس ابتسامتها محذرة إياها قائلة بصوت عال/ 

_ مبروووك يا عروسة 

ثم اقتربت من غادة هامسه لها / 

_ وخلي بالك من عريسك يوصله كلمة كدة أو كلمة كدة !

انتي عارفه الإنسان سمعه ،

وانتي ما شاء الله كبرتي اوي واحلويتي ،

فخلي بالك ليطير من ايديكم ،

ثم ارتفع صوتها مرة أخري قائلة / 

_ ولو احتاجتوا اي حاجه قولولي بس انا يوم المنى يوم ما اخدمكم بعنيا، 

انا فوق هطلع لأختي ومتخافوش قاعدة معاكم النهارده علشان اشوف عريسك واهنيه بنفسي ،يالا اسيبكم انا بقي .

واستدارت تفتح الباب والإبتسامة على وجهها وهي تكاد تجزم بأنهم يستشيطون غيظا من خلفها .

توجهت ماجدة الي شقة اختها لتجدها مشغولة تماما في المطبخ تعد كل ما لذ وطاب من مأكولات وعصائر لسهرة اليوم لتدلف ماجدة عليها قاضبة حاجبيها قائلة/

_ هو انتي مفيش فايدة فيكي مهما يعملوا فيكي بترجعي تساعديهم؟؟ 

وبلهجة حادة صرخت بها قائلة/ 

_ انتي بتهببي ايه دلوقتي؟

مسحت ميار عرق جبينها بأكمام جلبابها وقد ظهر عليها الإعياء والاجهاد الشديد فقالت بصوت واهي وانفاسا متلاحقة وكأنها بمارثون عدو / 

_ معلش يا ماجي انا خلصت الفطار ونزلته ويادوب اخلص الغدا علشان الناس اللي تحت تلحق تتغدى قبل ما العريس وأهله يجوا انتي عارفه بقي ده خطوبة غادة ومفيش حد يساعدهم.

تحدثت ميار وهي تذهب تعود بالمطبخ محاولة الانتهاء من كل ما بدأت به لتمسكها ماجدة من ذراعها قائلة بلهجة حادة/

_ بس اقفي هنا شوية انتي مش قادرة تاخدي نفسك ،

عملتي فطار وبتعملي غدا للجربأ ده كله وكلهم قاعدين يرغوا ويقطعوا في فروتك تحت وانتي هنا بتخدميهم .

وقفت ميار أمام اختها تحاول تهداة أنفاسها فقالت/ 

_ طب يعني اعمل ايه لاقتهم من امبارح جهزوا كل حاجه وطلعوها هنا وقالوا الطبخ هيكون عندي علشان تحت يفضي للناس اللي جاية وفجأة لاقيتهم الصبح بدري اوي بيصحوني علشان ابدا في الفطار قبل الناس ما تيجي افتكرت حد من بنات خالات غادة اللي بايتين معاهم تحت هيطلعوا يساعدوني بس ملاقتش حد يادوب عقبال ما خلصت الفطار لوحدي كانت الناس كلها جت واخدوا الفطار ونزلوا وام حسن قالتلي الحق ابدا في الغدا علشان يتغدوا بدري قبل ما العريس وأهله يجوا.

عقدت ماجدة ذراعها انام صدرها وارتخت في وقفتها قائلة بسخرية/ 

_ وطبعا الهانم مفطرتش !؟ 

لا وبتسمع الكلام بجد وبتجهز الغدا وهما مهيصين تحت !!

طبعا حقهم ما هم لاقوا الخدامة اللي تشيل عنهم.

تأثرت ميار وبدى علي وجهها الحزن والتمتع عيونها بالدموع فاغمضت ماجدة عيونها ناهرة ذاتها عما تفوهت به ثم زفرت أنفاسها وفتحت عيونها مرة أخري وامسكت بذراع اختها تسحبها خلفها حتى جلسا على أريكة بالردهه فقالت ماجدة معتذرة/ 

_ انا اسفة يا ميرو ،اسفة بجد مكنش قصدي اكيد وانتي عارفه كدة.

اومأت ميار برأسها دون أن تنطق بكلمة وبدأت دموعها تتلاحق على وجنتيها فمسحت ماجدة دموع اختها بابهامها ثم امسكت برأسها قائلة/ 

_ انا مقصدش أهينك ابدا يا حبيبتي انا قصدي اوصلك نظرتهم ليكي ،

لما يسبوكي كدة من غير اي حد يساعدك والليلة ليلتهم اصلا وانتي بتعملي من نفسك ،

وكمان مقالوش ليكي تعالي افطري معانا ،

لا دول بيدوكي الاوردر اللي بعده يبقى لازم تعرفي هما بيتعاملوا معاكي على اي اساس.

تحدثت ميار باختناق من وسط دموعها قائلة/ 

_ عارفه يا ماجي بس انا مبعرفش اقول لا ،

ولو قولت لا هقول لا ليه ؟

زمت ماجدة شفتيها فهي تعلم كم طيبة اختها فقالت لها /

_ اللي تحت دول مطلعوش معاكي ليه؟ 

حركت ميار كتفها قائلة/ 

_ في اللي قال مش قادر وفي اللي قال حاضر بس مطلعش وانا مش هفضل قاعدة لحد ما يطلعوا والحاجة عندي انا.

_ لا تفضلي قاعدة لحد ما يطلعوا ،

وتنزلي كدة وتوريهم نفسك انك قاعدة قدامهم ومفيش حاجه هتخلص لو انتي لوحدك ولو حد كلمك قوللهم مش هعرف اخلص لوحدي وش كدة.

نطقت بها ماجدة بطريقة عصبية لتقول ميار موضحه تفكيرها /

_ طب ماهو ممكن يطلعوا ويقعدوا هنا وبرضه ميعملوش حاجه واعمل برضه كل حاجه ويبقى اسمهم طلعوا وهما في الأصل معملوش حاجه.

صمتت ماجدة قليلا وضيقت عيونها تفكر قليلا ثم ابتسمت قائلة/

_ انا بقي هقولك تعملي ايه واخليهم يعملوا كل حاجه ويخدموكي كمان بس الاول تفطري احلي فطار ونشرب انا وانتي العصير اللي تعبتي فيه جوة ده والباقي نشيلة بالفريزر تاخدي منه كل يوم وانتي رائحة الشغل تروقي حالك بيهم .

نطقت ميار متعجبة/

_ طب والاكل مين هيكمله ومين هيعمل عصير تاني .

التمعت أعين ماجدة واستقامت قائلة/

_ لما اعملك احلي فطار اقولك.

مفيش وقت يا ماجي كدة هيتاخروا اوي ومش هيلحقوا يعملوا حاجه.

اتسعت ابتسامة ماجدة قائلة/ 

_ وده المطلوب علشان ميلحقوش يفكروا أو يعترضوا يكش حتى يشتروا اكل من برة هما مش فقرا. 

.......................................

بالمحال يجلس يزيد حزينا بعد انصراف يزن أخيه كالمجذوب دون حتى اللحاق به لإيقافه أو سؤاله عن سبب ذهابه كما يفعل دائما فكان باله مشغول بسبب عدم استجابة غرام لاي رسالة من رسائله وأصبحت لم تحضر للمحال وكأنها تريد إيصال فكرة عدم تقبلها له فلام نفسه كثيرا وشعر أنه تسرع في الإفصاح عن مكنونات قلبه ولكن غيابها اشعره بضرورة المصارحة بمشاعره فجلس حائرا حزينا ينهر ذاته قائلا/

_ مش لو كنت صبرت شوية كان زمانها بتيجي كل يوم ،انا غبي.

ثم قضب جبينه متذكرا شئ ما فقال لذاته/

_ لا بس هي لما جت قالت إنها جاية تبلغني أنها مش هتقدر تيجي تاني ، يا تري ايه اللي مانعها ؟؟

ثم تجدد داخله الامل أن سبب عدم ردها ربما لمانع ليس بيدها فأمسك هاتفه مرة أخري ودون رسالة جديدة وحاول أن تكون فحواها اقرب للتوسل فكتب /

_ اريد فقط الاطمئنان عليكي حتى ولو كان قرار اجابتك بالرفض ،

كما ارجوكي لا تحرمينا من طلتك علينا ولو حتى من أجل الحلوى فقط.

ثم أضاف للرسالة وجه معبر عن التوسل واغلق الهاتف وهو ميقن أنه لم تأتيه أي إجابة حاليا ولكن يمني نفسه برسالة واحدة في وقت ما .

استقام يزيد ليتابع العمال ووضع هاتفه بجزلانه ولكن قبل أن يخطو خطوته الأولي سمع اشعار برسالة قد وصلت لهاتفه فأخرجه سريعا ونظر له واتسعت حدقتيه حين رأي اسمها يزين شاشة هاتفه فاتسعت ابتسامته وفتح الرسالة سريعا التي لم تكن سوى كلمتين فقط............( انا بخير)

..........................


تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع