رواية قلب حبيبتي الفصل التاسع وعشرون والثلاثون والحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون الأخير و الخاتمه بقلم ماما سيمي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية قلب حبيبتي الفصل التاسع وعشرون والثلاثون والحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون الأخير و الخاتمه بقلم ماما سيمي (حصريه وجديده في مدونة قصر الروايات)
الجزء التاسع والعشرون
داخل مشفى الدكتور عبدالمجيد زهران جلست صفية ومازن في مكتب الدكتور زهران كما اعتادوا منتظرين قدوم الطبيب النفسي الذي كلفه دكتور زهران بتقييم حالة يامن بعد فترة دخل الدكتور زهران ومعه الطبيب النفسي
عبدالمجيد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفية ومازن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جلسا الدكتور زهران والطبيب النفسي معهما وبدأ الدكتور زهران شرح حالة يامن
عبدالمجيد: ده الدكتور أيمن طاهر الدكتور النفسي اللي كشف علي يامن وقيم حالته
وهو هيشرح لينا دلوقتي تقييمه بعد أول جلسة مع المريض
صفية بقلق: قبل أي حاجه يامن عامل ايه
أيمن: متقلقيش حضرتك أنا أديته مهدئ بسيط مناسب لحالته وهو حالياً نايم
مازن: أتفضل يا دكتور أيمن قول لينا حالته أيه
أيمن وهو يلتقط نفساً طويلاً: من تقييمي لحالة يامن أقدر أقولك هو مش مريض نفسي بالمعنى المفهوم هو عنده عقده بسيطه جدا
مازن: عقدة أزاي ياريت توضح لينا أكتر
أيمن: عقدة نقص
مازن مستغرباً: نقص ..... أزاي ويامن مشاء الله مش ناقصه حاجه
أيمن: عقدة النقص يا باشمهندس مش في الفلوس ولا التعليم ولا المكانة الاجتماعية بس لأ ممكن تكون نقص حب نقص أهتمام نقص أن حد مثلاً يقولك كلام حلو أن حد مثلاً يفضل يقارن بينك وبين حد تاني وأن هو ناجح وماشي في شغله وانت مثلا لأ حاجات كتير قوي بتؤدي لعقدة النقص دي
صفية مستفسره: وعقدة النقص عند يامن سببها أيه من اللي قولته يا دكتور
أيمن: للأسف العقدة اللي عنده من باشمهندس مازن والسبب في تكوين العقدة دي هو والد يامن نفسه
مازن : خالي مش معقول الله يرحمه كان حنين جدا على الكل وأولهم يامن أزاي عمل عنده عقدة النقص دي
أيمن مسترسلاً حديثه: للأسف خالك وبدون ما يقصد كان كل فعل يامن يعمله يفضل يقارن بينه فعله وبين لو أنت عملت نفس الفعل ده وده مش مرة ولا أتنين ده كتير
صفية بأسى: بس إسماعيل أخويا استحاله يكون قاصد يكرهو في مازن يمكن بس هو كان بيقوله كدا عشان يبقى زي مازن لأنه طول عمره ملتزم وناجح في شغله وده اللي كان مخلي خاله ديما يمدح فيه وحطه في مكانه عاليه جدا وكان ديما يقولي الله يرحمه نفسي يا صفية اشوف يامن زي مازن ربنا يباركلك فيه ،
ثم اجهشت صفية في بكاء مرير ، ربت مازن على يدها حتي تهدأ
مازن: خلاص يا حبيبتي أهدي وأن شاء الله يامن هيبقى كويس أنا مش هسيبه غير ما يتعالج خالي وصاني عليه قبل ما يموت وأنا لازم اعمل بوصية خالي مهما حصل
أيمن مطمئنا لهما: متقلقوش يا جماعة الحكاية مش عويصه لدرجادي وأن شاء الله علاجها سهل
مازن: أنا مستعد لأي علاج حضرتك تطلبه
أيمن: مواجهة
مازن: أيه مواجهة مع مين
أيمن: معاك أنت........ مواجهة ما بينك وبين يامن تكشفوا النقاب زي ما بيقولوا عن كل حاجة زعلانين من بعض فيها
عبدالمجيد: مش بدري شويه يا دكتور أيمن على المواجهة دي
أيمن مؤكداً وجهة نظرة: أنا بفضل ديما أقصر الطرق للعلاج والطريقة دي هتجيب من الأخر مازن بثبات : مع أني مش زعلان منه في حاجة بس أنا موافق على المواجهة دي
صفية بخوف: بس أنا خايفة لحد فيهم يأذي التاني يامن مش في حالته الطبيعية ومازن ممكن يتعصب عليه زي ما حصل من شوية
أيمن مطمئنا لها: متخافيش حضرتك أحنا هنكون مراقبين كل حاجة ولو لزم الأمر هندخل بسرعة قبل ما حد فيهم يتأذي
عبدالمجيد: المواجهة هتبقى أمتي يا دكتور أيمن
أيمن: أن شاء الله هتبقى بكرة لان يامن واخد مهدئ حاليا ونايم ويكون بكرة أهدى من النهاردة
مازن وهو ينهض واقفاً: بأذن الله هكون هنا من بدري عشان اكون مستعد في أي وقت
مازن لولدته: يلا يا ماما عشان نروح
صفية: أنا عاوزه أشوف يامن قبل ما أمشي
أيمن: أتفضلي حضرتك وأنا هخليكي تشوفيه
وقفت صفية ومازن أمام فراش يامن ينظران له وهو نائم بوادعة وبعض خصلات شعره الكستنائي تغطي جبينه بكت صفية وهي ترجع تلك الخصلات بعيداً عن جبينه المتعرق ومسحت له وجهه بمنشفة ورقيه وربتت علي وجنته ثم قبلت جبينه بعاطفة جياشه
مازن متأثراً: متعيطيش يا ماما أن شاء هيبقي كويس مش هسيبه غير ما يكون أحسن من الأول
ربتت صفية علي يد مازن المحاوطه لكتفها: ربنا يخليك ليا يا حبيبي طول عمرك حنين وجدع معلشي أصل يامن صعب عليا قوي
مازن: وصعبان عليا أنا كمان وبعدين خالي اسماعيل عمره ما سبنا في اي مشكلة حصلت لينا انا مش ناسي لما نزل من كندا مخصوص لما بابا الله يرحمه تعب فجأة ومسبناش فضل معانا ولما بابا مات وأنا في ثانوي وقف حنبي ودعمني نفسيا وانا النهاردة هقف جنب يامن وادعمه لغاية ما يرجع لحالته الطبيعية ده واجب خالي عليا
صفية: ربنا يخليك يا حبيبي ويجعلك سباق بالخير والله يرحم ابوك وخالك وعمك وجدك كلهم كانوا طيبين ومسامحين
مازن: اللهم أمين يلى يا حبيبتي قعدتنا هنا ملهاش لازمة
صفية: يلا يا حبيبي عشان عايزاك توديني لمريم اطمن عليها أصلها تعبانه من أمبارح خايفه لتولد وهى لسه في السابع ربنا يستر
مازن: طيب يلا نروح ليها أنتي كدا قلقتيني عليها قوي ربنا يعديها على خير
في منزل تالا
جلست تالا على فراشها شارده فيما حدث فأخر شئ توقعته أن تكون هى وسيلة أنتقام من مازن لكن لما أختارها يامن دون عن أي أحد أخر ما الذي دفعه لاختيارها بالذات هل يعقل أن يكون صرح مازن بحبها له أو لأي أحد منهم لكنها أنكرت ذلك واقنعت نفسها مجددا للمرة المليون
تالا لنفسها: لأ مبيحبنبش لو حبني فعلاً مكنش رفضني وسابني أبقي لغيره
دخل آسر عليها وهى تحدث نفسها شعر بذنب كبير تجاهها تنحنح لكي تشعر تالا بوجوده ، التفت إليه تالا ثم نظرت أمامها مرة أخرى
آسر : مالك يا تالا بتكلمي نفسك ليه
تالا بضيق : اعتبرني أتجننت
آسر وهو يجلس بجوارها: بعد الشر عنك من الجنان يا حبيبتي دا أنتي ست العاقلين
تالا بتنهيده حاره: ويفيد بأيه العقل وأنا حظي وحش
آسر : مين قال أن حظك وحش بالعكس أنتي محظوظة جداً أنتي أتكتبلك عمر جديد بعد ما كنا فقدنا الأمل في أنك تعيشي
تالا وعينيها تلمع بالبكاء: اتكتبلي عمر جديد عشان أعيش في عذاب اللي أحبه مش بيحبني ويوم ما أتخطب لواحد علي اساس بيحبني يطلع واخدني وسيلة أنتقام
آسر: بردو قولي الحمدلله أنك أكتشفتي الحقيقة بدري أحسن ما كنتي أكتشفتيها بعد الجواز وساعتها الوضع هيبقى متعقد أكتر
تالا: وهو الوضع كدا مش متعقد أنت ناسي أننا مكتوب كتابنا ومن الصعب أنه يطلقني
آسر: متخافيش زي ما أنا حطيتك في الموقف ده أنا اللي هخرجك منه بدون ما تشعري متشليش هم ماشي
تالا بأبتسامة بسيطة وهى تومئ برأسها: ماشي
قبل آسر جبهتها وخرج من غرفتها بعد أن بثها الأمان الذي تحتاج إليه ، ورجعت لشرودها مرة أخرى مع ذكرى جديدة بثها قلبها لها كي يزيد من حبها لمازن وكأنه يوثق قلبها بحبه
في منزل مروان العزيزي
جلست مريم بغرفة نومها تتلوى بفراشها من الألم الذي يجتاحها منذو أمس وبرغم كمية المثبتات التي وصفتها لها الطبيبة لكي تثبت من وضع الجنين حتى لا تلد في الشهر السابع لكنها لم تأتي بالنتيجة المرغوبة ،دخل مروان عليها وهي تجاهد لكي تتخطي مرحلة الألم
(الطلق) المصاحب لها اسرع يجلس بجوارها ويمسك بيدها حتى أنتهت نوبة الالم تسارعت أنفاس مريم وتصببت عرقاً
مروان وهو يمسح جبينها: يلا يا حبيبتي لازم نروح المستشفى دلوقتي حالا أنا كلمت الدكتورة بتاعتك وقالتلي لازم نروح شكلك هتولدي في السابع وامرنا لله
مريم بخوف: أنا خايفة قوي يا مروان عايزه ماما هاتلي ماما
مروان: ماما ومازن دقايق ويكونوا هنا قومي يلا البسك يكونوا هما جم ونروح المستشفى علي طول عشان منتأخرش أنا خايف عليكي يا حبيبتي وعايز الدكتورة تشوفك بسرعة
استجابت مريم لرغبته ونهضت من الفراش بمساعدة مروان وهى تمسك بطنها بيد وتستند بالأخرى علي مروان حتي نهضت ، اسرع مروان في إبدال ملابسها لها بأخري تناسب الخروج ، وفي دقائق كان يهبط الدرج وهو يحملها بين يديه ويحمل على كتفه الحقيبة التي أعدتها مريم مسبقا بناء على طلب الطبيبة لها ، وصل مروان بها إلى السيارة وانزلها لكي يجلسها بالسيارة بجانبه أماماً ، ليجد سيارة مازن تتخطى محيط البوابة بعد أن فتحها الحارس له ، لتنزل منها صفية وهي تهرول مسرعة ناحيتهما
صفية وهي تحتضن مريم بشدة: قلب ماما أيه يا حبيبتي مالك
مريم وهي تبكي بحضن والدتها: تعبانه يا ماما قوي وخايفه جداً
صفية وهي تمسح دموعها وتربيت علي وجنتها بحنو: متخافيش يا قلب ماما أن شاء الله تولدي بالسلامة وتقومي انتي وأبنك بالف خير
مازن مازحا : ايه يا رومي طلعتي خرعه قوي كدا ليه عاوزك تجمدي عشان ولي العهد يشرف بالسلامة
مريم وهي تحتضن مازن بعد أن حاوطها بذراعه: انا كنت جامدة قوي بس الولادة دي طلعت صعبة جداً
مروان: متقلقيش أن شاء الله تقومي بالسلامه
هاجمت مريم نوبة الم جديدة جعلتها تتمسك بسترة مازن وهو يحتضنها بشدة وهي تأن بألم خفق قلب مازن بألم علي حال شقيقته
صفية: يلا بينا بسرعة مريم شكلها قربت لازم نروح المستشفى للدكتوره
مروان: أركبي مع مازن وانا هجيب مريم وأجي وراكم
صفية باعتراض: لأ طبعا أنا هركب معاكم ورا وهاخد مريم في حضني يلا بسرعة
اسرعت صفية وجلست في الخلف ساعد مروان مريم على الصعود اخذتها صفية في حضنها وركب مروان السارة وقادها خلف سيارة مازن
وصلت السيارتان الى المشفى وجدوا الدكتور زهران وطبيبة التوليد باستقبالهم ، سرعان ما تم تجهيز مريم وادخالها إلى غرفة العمليات ومروان معها لم يتخلى عنها لحظه واحدة ،
وقفت صفية ومازن في رواق المشفى والقلق ينهشهما ظلت صفية تدعو الله أن ينجي فلذة كبدها هى وحفيدها ، بعد فترة وجيزة استمعا الى صوت صراخ الطفل ، ابتسمت صفية بسعادة غامرة وهي تحمد الله على سلامة أبنتها
مازن بسعادة: الحمدلله يا ماما مريم ولدت
صفية: الحمدلله يا حبيبي الحمدلله على استجابة دعائنا ليها
خرج مروان بسعادة بالغة وهو يحمل علي يديه طفله وتوجه ناحيتهما
مروان بفرح: الحمدلله مريم بخير وولي العهد شرف بالسلامة مازن مروان العزيزي
صفية بفرحة وهي تحمله: حمدالله على سلامته هو ومامته انتوا سمتوه مازن
مروان: أه طبعا انا ومريم متفقين على مازن لو جه ولد
مازن وهو يربت علي ذراع مروان: ربنا يخليهولك ويتربي في عزك انت ومامته
مروان وهو يحتضن مازن: وعزك أنت كمان وعقبالك يا خويا
مازن وهو يشدد من احتضان مروان: أن شاء الله قريب يا مروان
مروان بسعادة: بجد يا مازن
مازن وهو يومئ برأسه: كفايا كدا يا مروان كفايا عذاب
صفية بفرحة وهي تعطي الطفل لمازن: فعلا كفايا عليك عذاب كده يا حبيبي عقبال ما اشيل خلفك يارب
مازن وهو يحمل الطفل ويقبله : في حياتك يا ماما
جاء طبيب الأطفال إليهم ليأخذ الطفل
الدكتور: لو سمحتم عاوزين الطفل عشان نعمله الفحوصات اللازمة ونشوف لو محتاج حضانة
اخذ الطبيب الطفل وذهب به الي غرفة الفحص وذهب مازن ومروان معه للأطمئنان عليه .
الجزء الثلاثون
في مكان ما جلس ثلاث رجال يخططون بمكر لقتل أحدهم
الرجل رقم ١: اسمعني كويس يا بشر البيه عايز يخلص من واحد معين وقصدني في الخدمة دي وأنا رشحتك ليه وقولتله أنك أفضل قناص ممكن يصيد النملة من بعد كيلو
بشر وهو يزهو بنفسه: أنت عارفني طبعا ومجربني قبل كدا بدل المرة أتنين وعارف أن نشاني ميخيبش يا ناصف بيه
ناصف: وعشان كدا أخترتك وخلي بالك البيه ده هيدفعلك كتير بس أهم حاجة زي ما أتعودت متسبش أثر وراك وتتأكد أن الهدف اتقتل فعلا
بشر: من الناحية دي متقلقش أنا محدش يعرف يمسك عليا حاجة أنا مصفي لغاية دلوقتى أكتر من ٣٠ واحد من غير ما أقع ولا اسيب دليل ورايا
بشر للغريب: وحضرتك عاوز تخلص من مين بقي يا ساعت البيه
ناصف: كلمني أنا هو مبيفهمش عربي اتفاقك وكلامك معايا أنا قولي عايز كام
بشر وهو يحك لحيته : مش لما أعرف مين المقصود الأول
ناصف: وهتفرق في أيه ومن أمتى بتحدد التمن على أساس الشخص ما كنت بتقتل وخلاص
بشر: لاااااا ده كان زمان دلوقتي في نظام ما هو قتل الوزير زي قتل الغفير كل واحد علي قد حجمه
أخرج ناصف من جيب سترته صورة للهدف المطلوب قتله
بشر: ومين ده بقى يا ساعت البيه
ناصف: ده مازن يونس العزيزي رجل اعمال كبير في سوق الإنشاءات والتعمير ، والورقة دي فيها كل حاجه عنه عنوان بيته وشركته ، عاوزك ترقبه كويس جداً وتختار وقت ميقعش عليا شك في شبهة قتله فاهم وسيب تحديد الزمان والمكان ليا
بشر: ماشي يا بيه زي ما تحب انا هاخد ٢٠٠٠٠٠ جنية على الطالعه دي
ناصف: كتير يا بشر
بشر: يدوب يا ساعت البيه دي شغلانه مش جايبه همها والراجل باين عليه حد مهم
ناصف: ماشي يا بشر هقول للخواجة واشوف رده ايه
ناصف للغريب بلغته الأجنبية: سيدي انه يريد ٢٠٠٠٠٠ جنية لتنفيذ المهمة
الغريب بغضب : أوافق لكني اريد التخلص منه في اقرب وقت حتى يشفى غليلي
ناصف: انا سوف احدد له المكان والزمان حتى لا تقع علينا شبه في قتله
الغريب: فقط اسرع بتحديد الموعد اريد الانتهاء منه في أقرب وقت
ناصف : أطمئن سيدي ساخلصك منه قريباً وقريباً جدا أقرب مما تتخيل
الغريب: حسناً تفضل هذا نصف المبلغ والنصف الآخر عند الإنتهاء من المهمة
ناصف وهو يأخذ منه المال: حسناً لا تقلق سننتهي منه قريباً أعدك
ناصف: خد يا بشر دول ١٠٠٠٠٠ نص المبلغ والنص التانى لما تنفذ المطلوب
بشر ولعابه يسيل لرؤية النقود: ماشي يا ناصف بيه اطير أنا بقي تؤمرني بحاجة تانية
ناصف: لأ روح أنت يلا عشان محدش يشوفنا مع بعض
بشر وهو يغادر مسرعاً: سلام يا باشا سلام يا عمونا
أنصرف الثلاثة بعد أن تم اتفاقهم على قتل مازن .
في مشفى الدكتور زهران
جلست مريم بغرفتها بعد أن نقلت إليها ، تنتظر أن يأتي لها مازن أو مروان لكي يطمئنها علي أبنها ، جلست صفية بجوارها علي مقعد مجاور لفراشها وهي تتمسك بيدها وتربت عليها
صفية: يا حبيبتي أهدي أن شاء الله خير
مريم بقلق: أتأخروا قوي يا ماما عاوزه اطمن على مازن أبني
صفية: أن شاء خير متقلقيش أنا لو مش خايفة اسيبك وأنتي تعبانه كدا كنت روحت شوفتهم أتأخروا ليه
في منزل تالا
جلست تتناول عشائها مع والدها وأخيها وهى ساهمه ، فقطع آسر عليها شرودها
آسر : مريم ولدت النهارده يا تالا
تالا بأنتباه : أيه مريم ولدت ازاي دي لسه في السابع
آسر : معرفش ايه اللي حصل بس عادي في كتير غيرها بيولدوا في السابع
تالا بأبتسامة : ربنا يقومها بالسلامة ويخلي ليها البيبي دي تعبت فيه قوي
حسين : مش واجب نروح نبارك ليها بردو
آسر بضيق : أنا هروح أبارك لمروان وخلاص
تالا بأعتراض: بس أنا عايزه أروح لمريم مينفعش تولد ومروحش ليها
آسر : وافرضي قابلتي يامن هناك
تالا بثقة: هتكون أنت معايا وأنت تتصرف معاه هو مش المفروض انت سندي واماني
آسر : عندك شك في كدا انا بتكلم عشان مش عايزك تتعبي نفسياً أنما لو أتعرضلك اقسم بالله أنسفه من على وش الدنيا
حسين مهدئاً لهما: اهدوا أنتم الأتنين أحنا هنروح أحنا التلاته سوى وهو عمره ما هيتجرئ أنه يتعرض لتالا
آسر : هو اصلاً محجوز في المستشفى عشان لسه تعبان والدكتور النفسي بيشرف على حالته
حسين: خلاص أن شاء الله نروح نبارك لمريم ومروان بكرة
تالا بأبتسامة: خلاص أنا هعمل حسابي على بكرة
في غرفة مريم بالمشفى
ظلت قلقة ووالدتها تطمئنها حتي طرق الباب ودخل مازن ومروان عليهما
مريم بلهفة: أنتوا أتأخرتوا ليه قلقتوني وفين مازن الصغير
مروان مطمئنها : مازن الصغير الدكتور دخله الحضانة يومين تلاته وان شاء الله يخرج منها على طول
مريم بخوف : أرجوك متكدبش عليا يا مروان قولي الحقيقة أبني فيه حاجة
مروان : صدقيني يا حبيبتي الدكتور عمله أشعة والحمدلله كان خايف من أن الرئة متكونش مكتمله بس الأشعة طلعتها مكتمله الحمدلله لسه نتيجة التحاليل بس لما تظهر والدكتور يطمن عليه ساعتها هيخرجه وهو مطمن عليه .
مريم: الحمدلله يعني أنت مش بتقول كدا عشان تطمني بس
مازن : يعني بذمتك لو لا قدر الله فيه حاجه كنا سكتنا هتخافي عليه أكتر مننا يعني
مريم: معلشي يا مازن متزعلش اصلي قلقانه عليه قوي
مازن وهو يحتضن مريم : حمدالله على سلامتك الأول يا حبيبتي ومتقلقيش الواد ميزو قوي زي خاله
مريم بأبتسامة : الله يسلمك يا حبيبي ويارب أشوفه يبقى زيك يا قمر هو أنا أطول
صفية: أن شاء الله تشوفية زي خاله وأبوه واحسن منهم كمان
مروان: حبيبتي يا ماما صفية ربنا يخليكي لينا كلنا
صفية: ويخليكم كلكم ليا يارب
مريم: أنا عايزه اشوف مازن الصغير يا مروان
مروان: هو الدكتورة قالتلك تتحركي عادي
مريم: أنا والده طبيعي يا حبيبي يعني امشي براحتي
مازن: نسأل الدكتورة الأول ليكون خطر عليكي
صفية: مش خطر ولا حاجة خليها تروح تشوف أبنها عشان ترتاح
أمسك مروان يد مريم يعاونها على القيام من فراشها ، واسندها إليه محاوطاً خصرها ، ثم ذهب بها الي غرفة الحضانات ، وقف الإثنان أمام زجاج الغرفة ينظران على طفلهما بعد أن أشار مروان لمريم على مكانه ، ادمعت عين مريم وهي تنظر لذلك الكائن الصغير بحجمه الضئيل بعض الشئ ، وضعت يدها على فمها محاوله كبح شعورها بالبكاء ذلك الشعور الذي أجتاحها فهى لا تصدق أن ذلك الكائن هو قطعه منها ومن حبيبها ، أخيراً تحقق حلم باتت تحلم به كثيراً ، أبتسمت وهى تنظر لمروان
مريم بأبتسامة دامعه: دا حلو قوي بس هو صغير قوي كدا ليه
أحاط مروان خصرها واضعاً رأسه عند كتفها : مش مولود في السابع وبعدين الدكتور طمني قالي لما يرضع منك هيكبر وحجمه هيزيد متقلقيش
مريم وهي تحتضن يد مروان المحاوطه لها: أنا مش قلقانه طول ما أنت معايا ربنا يخليكم ليا أنتم لاتنين
مروان مقبلاً وجنتها: ويخليكي لينا يا قمر
مريم بخجل: مروان بس بقى أحنا في المستشفى الناس تقول علينا أيه
مروان: هيقولوا ايه واحد ومراته هما مالهم .
رفضت مريم الرجوع للبيت بدون طفلها وقررت البقاء بالمشفى ، حتي يأذن الطبيب بخروج الطفل على خير ، بقت صفية معها فهى لن تتركها وهى مازالت متعبه رجع مازن ومروان للبيت يبتان فيه ثم يعاودان الرجوع لهما صباحاً ،
في صباح اليوم التالي تهيئ مازن نفسيا لتلك المواجهة ، كما رغب الطبيب حتي يتخطي يامن أزمته
توجه مازن الى المشفى وذهب لمريم اولاً يطمئن عليها وعلي طفلها ، ثم ذهب بعد ذلك إلى الطبيب النفسي لكي تتم تلك المواجهة ،
طرق مازن الباب ، ودخل وجد الطبيب يجلس على مكتبه حياه مازن وجلس على المقعد أمام مكتبه
مازن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أيمن: كويس أنك جيت يا باشمهندس كنت لسه هتصل بيك
مازن: عايز انتهي من المواجهة دي باسرع وقت
وقف أيمن : اتفضل معايا يامن صحي من شوية وفطر وخد علاجه
صار أيمن ومازن خلفه إلى أن وصلا إلى غرفة يامن وقف أيمن وتحدث لمازن
يامن : أتفضل ادخل انت يا باشمهندس وأنا هشوف كل حاجة من الاوضة اللي جنبكم دي
مازن : ماشي يا دكتور أيمن
اخذ مازن نفساً طويلاً ثم زفره ببطئ وطرق الباب حتى سمع يامن يدعوه إلى الدخول
فتح مازن الباب ودلف إليه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يامن ناظراً لمازن : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مازن بعد أن أقترب من فراش يامن : ازيك يا يامن عامل ايه دلوقتي
يامن ناظراً له بتدقيق: الحمدلله بخير
مازن بأبتسامة: الحمدلله يارب ديما بخير أنا جاي ليك النهاردة عشان اشوف أنت زعلان مني ليه وصدقني أنا دلوقتي مش عايز غير أنك تكون بخير بس
يامن : ومين قالك اني زعلان منك
مازن: كلامك أمبارح ليا بيقول كدا صدقني يا يامن لو كنت أعرف أنك بتحب وتولين وهى كمان بتحب أنا استحاله كنت هوافق أني أخدها منك وكنت جوزتهالك
يامن : يعني لو قولتلك أني بحب تالا مش هتحاول تقرب منها تاني
مازن: أنا عمري ما قربت من تالا أبداً ولو قصدك على أمبارح فا أحب اقولك انك غلطان أنا كنت بحاول أعرف مالها لأنها كانت منهاره
تالا مراتك أنت دلوقتي وأنت أخويا يا يامن وأنا عمري ما هبص لمرات أخويا تالا بالنسبالي زي مريم
يامن : أنا كنت عارف أن تولين بتحبك أنت ورغم أني حاولت أقنعها بحبي لكن هي أختارتك أنت وتالا بتحبك بردو بس أنا قدرت أني اخدها منك عشان أخد بتاري منك بس عارف برغم كدا أنا مكنتش سعيد وأنا شايفك بتتألم مش عارف ليه
مازن: عشان أنت طيب ولأن جوالك بذرة خالي اسماعيل أحن خال في الدنيا صدقني يا يامن خالي محبش حد زيك هو بس كان بيتمنى يشوفك زيي ميعرفش أن كل واحد له شخصيته بس صدقني محبش حد قدك
يامن بهدوء: عارف وعارف كمان أنه معاه حق يحبك ويحترمك كمان
مازن باستغراب: يعني أنت مش زعلان من خالي ولا مني
يامن: حاولت اكرهك معرفتش افعالك كلها بتجبرني أني أحبك واحترمك
مازن بسعادة : صدقني يا يامن أنا بعتبرك أخويا فعلاً
يامن : أنت عرفت منين أن تولين بنتي عيانه
مازن متفاجئاً: أيه مين قالك
يامن: چيسي طلقتي اتصلت بيا وقالتلي وقالت كمان على الفلوس اللي حولتها لها لعملية بنتي
مازن مغمضا عينيه: أنت نسيت تليفونك في مكتبي وهى رنت عليك كتير فا اضطريت أرد عليها والحمدلله أنها بتعرف عربي مكسر فا فضلت اجمع في كلامها لغاية ما عرفت أن تولين كانت محتاجه لعملية شرايح ومسامير بعد ما وقعت من على السلم وهى مكنش معها المبلغ فحولته ليها
يامن: بس انت قولتلها متقولش ليا أنك حولتلها فلوس ليه
مازن: مش عايزك تشغل بالك بحاجه بسيطة زي دي طالما قدرت أتصرف .
نزل يامن من فراشه ووقف في مواجهة مازن
يامن : أنا آسف يا مازن حقك عليا
مازن وهو يحتضن يامن: ولا يهمك يا حبيبي أنت أخويا وده حقك عليا
أغمض يامن عينيه وهو يحتضن مازن بشدة وفي نفسه شيئاً يضمره لمازن .
الجزء الحادي والثلاثون
في غرفة مريم بالمشفى ، جلست تالا بجوارها على الفراش وهى تعانقها بحب
تالا: حمدالله على سلامتك يا حبيبتي اتفجأت أمبارح لما آسر قالي أنك ولدتي
مريم وهي تشدد من أحتضان تالا: أنا كمان أتفجأت بالتعب كلمت الدكتورة بتاعتي كتبت ليا مثبتات كتير عشان مكنتش عايزاني أولد في السابع بس مجبتش نتيجة والظاهر أن مازن الصغير حب يجي للدنيا بدري شهرين
خفق قلب تالا ورغما عنها أبتسمت : أنتو سمتوه مازن
مريم وهي تغمز لها بعينها: طبعاً مازن ده العشق كله أزاي مسموش على أسم خاله
تالا بخجل : ربنا يخليهولك وتشوفيه بيكبر قدامك وتفرحي بيه وهو عريس
مريم: وعقبالك يا تالا مع اللي يتمناه قلبك
تالا بتمني : يارب يا مريم أنا خلاص تعبت قوي
مريم: أن شاء الله ربنا هيقر عينك بيه قريب .
في ذلك الوقت دخل الغرفة حسين وآسر بصحبة مروان
حسين: حمدالله على سلامتك يا مريم يا بنتي
مريم: الله يسلمك يا عمي عقبال ما تشوف ولاد تالا وباشمهندس آسر
حسين: يارب يا قمر وربنا يباركلك في مازن أبنك
مريم: أمين يا عمي
آسر: حمدالله على السلامه يا أم مازن
مريم بأبتسامة: الله يسلمك يا باشمهندس عقبال ما تشوف ولادك
آسر: أمين يا أم مازن بعد أذنكم أنا هاخد مروان في طلب
حسين: رايحين فين يا آسر
آسر: هقول لحضرتك بعدين يا بابا
دخلت صفية الغرفة في نفس اللحظة التي غادر فيها مروان ومازن
صفية: أزيك يا آسر يا بني عامل ايه
آسر: الحمدلله يا طنط بخير
صفية: يارب ديما ماشيين أنتم الأتنين راحين فين
آسر: أنا واخد مروان معايا في طلب صغير
صفية: ماشي يا حبيبي متتأخروش
ولجت صفية الي داخل الغرفة ملقية السلام علي من في الداخل .
صفية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا جميعاً: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صفية: أزي حضرتك يا أستاذ حسين
حسين: الحمدلله أزيك يا أم مازن يارب تكوني بخير
صفية: الحمدلله بخير
صفية وهي تحتضن تالا : وحشتيني قوي يا توته عامله ايه
تالا وهى تحتضنها بحب: الحمدلله بخير يا ماما صفية
صفية: يارب دايما نورتونا وشرفتونا حقيقي أنا مش عارفه أشكركم أزاي
حسين: تشكرينا على ايه يا أم مازن مريم عندنا زي تالا ومينفعش منجيش نبارك ليها ونطمن عليها
صفية: حقيقي أنتم ولاد أصول وولاد الأصول ميعدهمش واجب مهما يحصل بينهم
حسين: لازم في أي موقف أو ظروف نحط خلافتنا على جنب وإلا الناس هتقاطع بعضها ونبقى عيشين زي الغربه والدنيا مش مستهله
صفية: ياريت كل الناس في فهمك وعقلك يا أستاذ حسين ونعم العقل والتصرف
حسين: تسلمي يا أم مازن
في غرفة يامن بالمشفى
مازن : يلا يا يامن غير هدومك دي وتعالى عشان تبارك لمريم خلاص بقيت خال رسمي
يامن بفرحة: أيه ده مريم ولدت بجد أمتى
مازن: أمبارح بعد العصر يلا بسرعة غير هدومك أنت مش عيان عشان تقعد هنا
يامن : ثواني هغير في الحمام ، واجي نروح لمريم سوى
دلف يامن إلى المرحاض لابدال ملابسه وجلس مازن ينتظره على المقعد لحين أنتهائه ، طرق الباب فقام مازن ليرى من القادم وجد أمامه آسر ومروان فتطلع الى باب الحمام ليتأكد أن يامن مازال بداخله ثم دفع آسر ومروان برفق إلى خارج الغرفة واغلق الباب خلفهم
مازن لآسر: أنا عارف أنك جاي النهاردة عشان تنهي موضوع اختك مع يامن بس عشان خاطري يا آسر لو ليا خاطر عندك بلاش دلوقتي يامن عنده أنهيار عصبي وأنا ما صدقت أنه لصم نفسه وأي هجوم عليه دلوقتي ممكن يخلي حالته تسوء
آسر بحده: يعني أنت خايف عليه ومش خايف على أختي لكن لأ يا مازن أنا لازم أخليه يطلق أختي ودلوقتي حالاً
مازن: ربنا يسامحك يا آسر أنت شايفني كدا أولاً أنا بخاف عليك وعلى أي حد من أهلك زي ما بخاف على أهلي بالظبط وأنا مقولتش متكلموش خالص أنا بقول أجل الكلام حالياً مش أكتر
آسر بحنق: حقيقي أنا استكفيت ومش قادر أصبر أكتر من كدا بس عشان خاطرك يا مازن هصبر عليه ومش هتكلم معاه دلوقتي
مازن : عارف أنك جدع يا آسر وأن شاء الله ربنا يحلها من عنده
آسر : بعد اذنكم أنا نازل كافيه المستشفي محتاج أشرب قهوة دماغي هتنفجر
مروان: أنا كمان عاوز أشرب قهوة تعالى معايا نروح سوى يا آسر محتاج مني حاجة يا مازن
مازن: لأ شكراً بس متتأخروش هناك
هبط آسر ومروان الى أسفل ودخل مازن إلى غرفة يامن مرة أخرى وجده يجلس على المقعد يرتدي حذائه بعد أن أنهى أرتداء ملابسه
يامن ناظراً الى مازن: آسر هو اللي كان بره صح
مازن: أه بس متخافش أنا خليته ياجل الكلام معاك لغاية ما تكون أهدى وتقدر تتفاهم معاه
يامن وهو يومئ برأسه: كويس لأني معنديش قدرة على الكلام حالياً
أنتهى يامن من ارتداء حذائه وصفف شعره وهما بالمغادرة مع مازن ليجد الطبيب النفسي على باب الغرفة
أيمن: معلشي يا باشمهندس مازن ممكن تسبني مع باشمهندس يامن شوية
نظر مازن ليامن ليهز الاخير له رأسه بالموافقة على تركه مع الطبيب كما يرغب
مازن: ماشي يا دكتور ، يامن أنا نازل لمريم هي تحت منك دور واحد في غرفة ١١٥ ماشي لما تخلص مع الدكتور تعالى لينا تحت
يامن: ماشي هخلص مع الدكتور أيمن وأنزل ليكم
غادر مازن بعد أن دخل الطبيب النفسي مع يامن الى داخل الغرفة ، ونزل للاسفل لكي يطمئن على صحة مريم وطفلها ، ثم يغادر إلى عمله ، فوجئ بتالا وحسين في الغرفة القى عليهم السلام وصافح حسين واطمئن على صحة مريم ، ثم غادر سريعا وتجاهل تالا تماما فهو في قرارة نفسه لن يسمح بأي كلام أو تجاوز ما دامت هى على ذمة غيره ، حزنت تالا من تجاهله لها وأصرت على الرحيل فيكفى ما تحملته إلى الأن وحدثت نفسها
تالا لنفسها: ياه يا مازن لدرجادي بتتجاهلني حتى كلمة عامله ايه مقولتهاش عندك حق تعمل أكتر من كدا بس صدقني خلاص مش هزعجك اكتر من كدا كفايه بقى استكفيت .
في غرفة يامن
جلس الطبيب معه لكي يطمئن على حالته النفسية
أيمن: ممكن اعرف أنت سامحت مازن بسهولة كدا ليه مع أنك كنت مضايق منه قوي
يامن: بص يا دكتور أيمن أنا مكنتش زعلان أو مضايق من مازن بمعنى أنى بكرهه انا زي ما بتقولوا هنا كان على عيني غشاوة بس ولما راحت شوفت قد أيه مازن جدع وحنين وده اللي خلاه يزيد في نظري
أيمن: وأيه اللي شال الغشاوة من علي عينيك
يامن: موقفه مع طلقتي وبنتي لما چيسي حكتلي على تحويله الفلوس لعملية بنتي حسيت قد أيه أني صغير قدام نفسي وقررت أصلح الغلط اللي غلطه في حقه
أيمن بأبتسامة: تعرف أنك اسرع حاله اتعجلت انا أشرفت عليها ياريت كل الناس تتفهم الحقيقة بسرعة وسعة صدر زيك كدا
يامن : أنت فعلا دكتور ممتاز وكنت سبب من اسباب علاجي لما نصحتني أني أشوف مازن بعين تانيه غير عين الكره اللي كنت بشوفه بيها
أيمن : أنا كدا أطمنت عليك واقدر اصرح بخروجك من هنا
يامن : شكراً جداً لحضرتك
أنصرف أيمن مغادراً الغرفة ، وهما يامن بالنزول إلى مريم للأطمئنان عليها ، لكن صوت هاتفه أوقفه ثانياً فاخرجه ليجيب عليه
يامن: هالو چيسي كيف حالك وحال صغيرتي
چيسي ببكاء: أرجوك يومي عد من أجلنا
يامن بقلق: ماذا هناك چيسي تولين بخير حدث لها شئ تكلمي
چيسي: لا تقلق تولين بخير لكنها تفتقدك مثلي لم استطيع العيش بدونك صدقاً فأنا اعشقك حد الجنون أعلم أنني أغضبتك كثيراً لكني ندمت على ذلك
يامن بحزن: الحياة أصبحت بيننا مستحيلة چيسي وأنت تعلمين السبب أنا أحببتك أيضاً لكن أنتي من أضاع ذلك الحب
چيسي: أنا أعرف أنني سبب انفصالنا وأعلم أنك تحملتني وصبرت عليا كثيراً لكن هناك شئ أريدك أن تعلمه جيداً أنني مازلت أحافظ على نفسي لم يلمسني أحداً غيرك بربي لا أكذب عليك في هذا الأمر أن كنت تشك في ذلك وأعلم شيئاً مهما أنني أبحث عنك في كل وجهاً أقابله فقد أشتاقت إليك حبيبي أرجوك سامحني واغفر ذلتي وعد لي
يامن متنفساً بعمق: أه چيسي لطالما تمنيت سماع تلك الكلمات منك كثيراً من قبل الأن فقط تقوليها بعد أن أبتعدنا عن بعض وتزوجت من أخرى
چيسي ببكاء: ماذا تزوجت من أخرى هل نسيتني بتلك السرعة يومي هل نسيت حبنا لا أصدقك أنت من كان يعشق كل تفاصيلي وتهتم بكل شئ يخصني لا قل أن هذا غير صحيح يومي قل أنك مازلت تعشقني كما اعشقك يومي ، ثم أجهشت في بكاء مرير
يامن بحزن وهو يستند بظهره ورأسه على الباب : لم استطيع نسيانك چيسي فا أنتي من طببت جروحي بعد أن فقدت الأمل في الحياة بعد ضياع حبي الأول وأنتي أم أبنتي الوحيدة
چيسي ببكاء: فقط أنا بالنسبة لك هذا فقط
يامن: وأنتي حبيبتي أيضاً جيسي
چيسي: أذن عد الينا يومي وأنا سأكون لك كما تحب حبيبي
يامن: لا أعرف چيسي صدقاً لا أعرف فا أنا أخشى من خسارتك وخسارة أبنتي مرة أخرى چيسي: أعدك أن عدت لنا مرة أخرى فأنني لن أكون سبب في مشكلة بيننا مجدداً يومي
يامن: أريدك أن تعدينني في حال طلبتي مني الانفصال مجدداً أن تعطيني أبنتي فقط قولي أعدك وسأعود اليكما مجدداً
جيسي بفرحة: أعدك حبيبي أن تأخذ أبنتنا لو طلبت منك الانفصال مجدداً
يامن براحة: أتفقنا جيسي لكن يلزمني بضعة أيام حتي اسوي أموراً عالقه هنا وسأعود اليكما مجدداً حبيبتي
چيسي: أوه يومي ماي بيبي اعشقك كثيراً أنا في أنتظارك مهما طال بنا الوقت
أغمض يامن عينيه بفرحة فا أخيراً تحقق ما كان يريد سيجتمع بزوجته وأبنته مجدداً ، ثم غادر الغرفة الى غرفة مريم للأطمئنان عليها
عادت مريم بطفلها إلى منزل والدها بعد يومين قضتهما بالمشفى للأطمئنان على طفلها ، اهتمت صفية بها وبأبنها كثيراً حتي تعافت مريم كلياً ، أتفق مروان ومازن على أقامت عقيقة الصغير ودعوة الكثير إليها ، فهو أول حفيد لعائلة العزيزي ، وحددا قاعة مفتوحة بأحد الأندية المعروفة لإقامة العقيقة بها ، ودعى إليها الكثير والكثير من مختلف الطبقات، واتفقا على ذبح العديد من الذبائح وتوزيعها على الفقراء وإخراج الكثير من المال كذلك أولاً قبل إقامة الحفل
قبل الحفل بيومين دخل يامن عليهم وهم يجلسون في بهو المنزل مازن ومروان يجلسان يتابعان بعض أوراق العمل ومريم وصفية يلاعبان الصغير
يامن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا عليه جميعاً: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يامن : لو سمحت يا مازن عاوزك في كلمتين على انفراد ممكن
مازن ناظراً لهم: مفيش حد غريب أتكلم يا يامن أحنا مفيش بينا اسرار
يامن مصراً: معلشي استحملني يا مازن وتعالى نتكلم في المكتب ممكن
مازن: ماشي يا يامن أتفضل تعالى يلا ،
مازن: بعد أذنكم يا جماعة
صفية بريبه: أتفضل يا حبيبي
مروان: ماشي يا مازن بس ما تتأخرش عشان نراجع باقي ورق المشروع
مازن: حاضر ثواني وجاي على طول
دخل يامن ومازن غرفة المكتب واغلق الباب خلفهما
مازن : خير يا يامن في أيه
أخرج يامن من جيبه ورقه واعطاها له ، أخذ مازن الورقة منه وهو يسأله
مازن: أيه دي يا يامن
يامن : أقراها وأنت تعرف
فتح مازن الورقة وشرعه في قرائتها وسرعان ما جحظت عينيه ولم يصدق ما قرائه تواً نظر ليامن ليستوضح حقيقة الأمر وجد مازن يبتسم وهو يومئ له برأسه .
الجزء الثاني والثلاثون
في منزل تالا
جلس آسر مع حسين ليلاً في الشرفة يستمتعان بنسمات الهواء العليلة الطبيعية بعيداً عن برودة مبرد الهواء الصناعية المتعبه للجسم بالأخص حسين نظراً لكبر سنه
حسين: أنا خلاص تعبت من التكييف تعبلي رجليا ومفاصلي
آسر : معاك حق يا بابا بس هنعمل أيه أحنا في شهر أغسطس يعني الحر على أصوله لولا التكييف كنا هجينا من البيوت من شدة الحر
حسين: معاك حق بس مفيش احسن من هوا ربنا الطبيعي بيحسسك بالراحة والانتعاش
آسر : ماشي يا عم الشباب المنتعش أنت
حسين: هههههههه شباب ايه بقى ما خلاص راحت علينا
آسر : هتفضل طول عمرك شباب وبعدين مش انت اللي طول عمرك بتقول الشباب شباب القلب
حسين: أهو كلام بنداري فيه عجزنا يا آسر بس قولي أنا حاسس أن فيه موضوع عايز تكلمني فيه صح ولا احساسي غلط
آسر: طول عمرك بتحس بينا من غير ما نتكلم حسين: يعني أحساسي صح طيب الحمدلله قول بقى في أيه
آسر بتحرج: كنت عايز اروح أخطب بس مش هعمل أي حاجه غير بعد ما اخلص تالا من المشكلة اللي حطتها فيها الأول
حسين: وفيها ايه يا حبيبي متردد كدا ليه أنا من زمان بتحايل عليك تخطب وانت اللي رافض
آسر: كنت عايز اطمن على تالا الأول
حسين: يا حبيبي أن شاء الله تالا بكرة ربنا يراضيها باللي يفهمها ويريحها وأنا عايزك متحرمش نفسك من حاجة بتحبها عشان مترجعش تندم تاني
آسر: وعشان كدا كلمت حضرتك دلوقتي لأن البنت اللي بحبها متقدم ليها عريس ومامتها بتضغط عليها عشان توافق
حسين : هى مين دي اللي قدرت تحركك قلبك وأخيراً خليتك تفكر في الجواز
آسر بخجل : بنت اسمها نور شغاله مبرمجة كمبيوتر معانا في الشركة
حسين: متأكد من اخلاقها وأنها بنت أصول
آسر: اه طبعاً يا بابا سألت عليها وعارف اخلاقها كويس وأهلها ناس طيبين ومحترمين جداً وعلى فكرة هى متعرفش أني هتقدم ليها لان الكلام بيني وبينها في حدود الشغل بس
حسين: وعرفت منين أنها متقدم ليها عريس وهى مش عايزاه
آسر: أنا سمعتها بالصدفة وهي بتحكي لزميلتها في الشركة عن ضغط والدتها عليها عشان توافق على أبن خالها المتقدم ليها
حسين: طيب أفرض أنت اتقدمت وهى رفضت هتعمل أيه
آسر: لأ ما هو أنا مش هتقدم غير لما أكلمها الاول في الشركة وأشوف رأيها أيه
حسين: على خيرة الله ولما تبلغك ردها أن شاء الله بالموافقة نبقى نروح نتقدم ونطلب أيدها ليك
آسر بفرحة: أن شاء الله يا بابا ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا
حسين بأبتسامة: ده يوم المنى عندي لما اطمن عليك أنت وأختك وأشوف ولادكم قبل ما أموت
آسر: ربنا يخليك لينا ويديك الصحة وطولت العمر لما تشيل عيالنا أنا وتوتي
حسين: تسلميلي يا حبيبي قولي عملت ايه في موضوع تالا قابلت يامن
آسر بضيق: أنا بقالي اسبوع مشفتوش ومجاش الشركة وكل لما أسأل عليه يقولوي مجاش اخر ما زهقت النهاردة روحت أكلم مازن ملقتوش كلمت مروان وقولتله خليه يطلق أختي بالذوق بدل ما اقتله وساعتها هتبقي أرملته
حسين: يامن ده غريب قوي هو مش وعدك أنه يطلق لو حس أن تالا مش عايزاه ليه بيهرب منك دلوقتي
آسر: هجيبه يا بابا لو في أخر الدنيا كلها عجيبه وهخليه يطلقها بكيفه أو غصب عنه
جاءت تالا وهى تحمل لهم المشروب البارد لكي يزيد من أنتعاشهم ، دق جرس تليفون آسر رفعه من على الطاولة ونظر فيه وجد رقم مازن استغرب كثيرا أجاب عليه
آسر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مازن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آسر : خير يا مازن في حاجة
مازن بجمود : أنزلي انا واقف تحت بيتكم عايزك في موضوع مهم جداً
نظر آسر من الشرفة لاسفل ليجد سيارة مازن تقف على بعد عدة خطوات من منزله فعلاً .
آسر: موضوع أيه يا مازن بخصوص يامن .
مازن بحده: لما تنزل هتعرف انزل يلا بسرعة .
أغلق آسر هاتفه وهو يتوقع أن مازن يريده من أجل موضوع تالا ويامن ، فاق من شروده على صوت والده
حسين: خير يا آسر في أيه
آسر: معرفش مازن عاوزني في أيه
تجاهلت تالا حديثهم برغم الآلاف الأسئلة التي تعتمل بداخلها وفضولها يقتلها تريد أن تسأل آسر ماذا يريد منه مازن ، لكنها عاهدت نفسها على تجاهله مثلما يتجاهلها
حسين: هتنزل تروح له فين
آسر: مازن واقف تحت قدام البيت الظاهر موضوع مهم جداً اللي يخليه يجي لغاية هنا
حسين: ماشي ابقى طمني وعرفني هو عايزك ليه
آسر: حاضر يا بابا بعد أذنك هروح اغير هدومي
حسين: ماشي يا حبيبي روح
رغماً عنها خفق قلبها بشدة كيف لا وهو بجوارها يفصلها عنه عدة درجات فقط لو تتخطاها وترمي بنفسها في أحضانه تريد أن تشتم رائحة الأمان بقربه تريد ذلك وبشدة لكنه حلم سيظل بالنسبة لها حلم وقفت عند الدرابزون الحديدي للشرفة علها تلمحه رغبة قلبها الملحه من جعلتها تقترب حتى وقفت أمام سور الشرفة ونظرت لتجد سيارته لكنها نسيت أن زجاجها عاتم لا تراه من خلاله عبست ملامحها بضيق لتتفاجئ بنزول مازن من السيارة وسار بجانبها حتى وقف أمامها يتكئ على مقدمتها وينظر لها نظرات غامضه جعلتها ترتبك بشدة لا تعرف ماهية الشعور التي تشعر به حاليا هو مزيج من الفرح الخجل الغيظ الحب الضيق كلها احاسيس اختلطت مع بعضها لينتج أحساس جديد لا تعرف له مسمى سوى أنها عاشقة لذلك الرجل حد الجنون حد الألم حد السعادة حد العشق جميع الحدود التي نعرفها هى تخطتها في حبه ليته يشعر بها ، لتفيق من تحديقها به على صوت نغمة الرسائل في هاتفها تنبهها بأستلام هاتفها لرساله جديده فتحتها لتجده من رقم غريب غير مسجل لديها فتحتها لتقرائها لتجدها( أنتي لي مهما طال بنا الوقت ، أنتي لي حبيبة ومعشوقة ، أنتي طفلتي الجميلة ، ومدللتي الشقية ، أنتي سعادة شقت ليل حزني ، أنتي نور شق عتمت حياتي ، أنتي أمل أعادني ثانياً إلى الحياة بعد أن فقدت الأمل في الرجوع ، وفي الأخير أنتي حياة أريد أن أحياها .)
شهقت تالا بفرحة ونظرت لاسفل لتجده مازال يقف بهيبته خفق قلبها بشدة وهى تمني نفسها أن يكون هذا رقمه وهذه الرسالة منه حدثت نفسها
تالا لنفسها: معقوله يكون ده مازن بس اكيد هو دي جملتي ليه مفيش غيرنا يعرفها
أغمضت عينيها وهى تدعو الله أن يكون هو من إرسالها ليروي صحراء حبهما بأول قطرات الحب التي تجعل منها جنةً خضراء .
جاء والدها من خلفها بعد أن ذهب خلف آسر يوصيه بضرورة إنهاء مشكلتها العالقة مع يامن
حسين: مالك يا توتي في حاجة
تالا بخجل: هه لأ يا بابا مفيش هو آسر نزل ولا لسه
حسين: لسه نازل دلوقتي
نظرت تالا لأسفل لتجد سيارة مازن تغادر محيط منزلهما ، جلست بجوار والدها وهي تكاد تحلق في السماء من فرط سعادتها .
في مكان ما جلس ذلك المدعو بناصف يهاتف بشر القاتل المأجور لكي يحدد له مكان أغتيال وتصفية مازن العزيزي
ناصف: اسمعني كويس يا بشر أنا خلاص حددت ليك المعاد اللي تصفي فيه مازن العزيزي ركز معايا في اللي هقولهولك
بشر: كلي أذان صاغية يا باشا قول سمعني واشجيني
ناصف: المعاد بكرة في نادي (........) البيه هيكون بكرة هناك عامل عقيقة ابن أخته في القاعة المفتوحة تتصرف وتدخل وتخلص مهمتك وتخرج من غير ما حد يحس بيك فاهمني
بشر: ههههههئ فاهمك يا باشا سيب كل حاجه عليا أنت ليك تستلم مني شغل علي مايه بيضا وبس أما التفاصيل دي سيبها ليا
ناصف: تمام اتصرف بقى ووريني همتك سلام
بشر: سلام يا باشا .
في منزل مازن العزيزي
صفية بحزن: أنت ليه مُصر على السفر تاني يا يامن مش قولت يا حبيبي أنك هتستقر هنا
يامن وهو يحتضن صفية: أن شاء الله هستقر هنا يا عمتي متقلقيش هي فترة بسيطة هروح أظبط بس شوية أمور وأرجع مصر تاني استقر هنا تاني
صفية: أرجع يا يامن متكتبش الغربة على نفسك يا حبيبي زي أبوك مفيش أحلى ولا أغلى من بلد الواحد مهما بعد ومهما شاف هتفضل بلدك هي أمانك وحمايتك هى يمكن متكونش في مستوى البلد اللي عايش فيها بس هنا بتلاقي الروح الحلوة اللي تحسسك أنك عايش اللمه اللي تخليك تحس انك محبوب وليك قيمة هنا أرضك اللي أندفن فيها ابوك وأجدادك عشان كدا هتحس بيهم معاك وحواليك هنا في حاجة حلوة تخليك تعشق تراب مصر هي يمكن متكونش أجمل بلد في الدنيا لكن بالنسبالنا أحنا هنا هي أجمل بلد في الدنيا هى أجمل الجميلات
يامن بابتسامة: تعرفي يا عمتي أنتي معاكي حق في كل كلمة قولتيها بس أنت المفروض تكتبي شعر في حب مصر أنتي بتعشقيها قوي
صفية بزهو: طبعا بعشقها دي بلدي اللي معرفش ليا بلد غيرها كبرت فيها وأن شاء الله هموت فيها بردو
يامن وهو يقبل رأس صفية : ربنا يخليكي لينا يا قمر يا أحلى عمتو في الدنيا
صفية : ربنا يخليك يا حبيبي حجزت تذكرتك أمتى
يامن : بعد ٤٠ يوم كان نفسي احجزها قبل كدا عشان أروح أطمن على تولين بس ماسك شغل ديكور لمازن هخلصه وسافر على طول
صفية وهى تربت على يده: تروح وتيجي بالسلامة يا قلبي
يامن: الله يسلمك يا عمتي .
رجع آسر لمنزله وجد تالا في انتظاره على أحر من الجمر تنتظره كي تسمع منه ما يرضي خاطرها وقلبها تنتظره يقول لها أن من أنتظرته طويلاً يريدها زوجه له انتظرته أن يبدأ حديثه مع والدها لكنها تفاجأت به يعطيها حقيبة ورقية خاصة بماركة شهيرة للملابس
تالا : أيه ده يا آسر
آسر: فستان اشترتهولك وأنا جاي
تالا بأستغراب: ليه أنا مقولتلكش أني عايزه فساتين
آسر: أنا جبته ليكي عشان تحضري بيه بكرة عقيقة أبن مروان ومريم
تالا بغضب: مازن كان عايزك ليه يا آسر
آسر بجمود: كان في ورق معايا في مكتبي هو عايزه بتاع قرية مطروح خدني جبتهوله من المكتب
حسين بغضب: كلمته في موضوع يامن
آسر : أه وهو وعدني بعد العقيقة يكلم يامن يطلق من غير ما نلجئ للمحاكم
حسين بنفاذ صبر: صدقني لو منفذش وعده انا هيبقى ليا كلام تاني خلاص صبري نفذ
آسر: متقلقش مازن وعدني وهو قد كلامه
آسر: قومي يا توتي قيسي الفستان عشان أشوفه مظبوط ولا لأ
تالا بغضب: مش لبسه حاجة ومش راحه اي حفلات
آسر: وهتزعلي مريم منك هى مش اتصلت بيكي وعزمتك بنفسها هتزعليها وأنتي بتعبريها زي أختك
دخلت تالا غرفتها قبل أن يرى والدها وآسر تلك الدموع التي لمعت بعينيها لفقدان أمل جديد بث فيها الحياة ثانياً ، مسحت عينيها ووقفت ترى ما جلبه لها أخيها فهى لن توقف حياتها عليه وهو من خسرها وليست هى ، فضت غلاف الحقيبة لكي تجرب قياس الفستان عليها سرعان ما حملقت به عيناها من شدة روعته فهو عبارة عن فستان من اللون الأخضر الزمرد طويل فضفاض من الحرير الخالص يحيط خصره حزام ذات ماسات بيضاء رقيق للغاية وكذلك وجدت معه طقم الماس يحمل اللونين الابيض والأخضر ، شهقت تالا في نفسها وهى تضع يدها على فمها من شدة روعة الفستان وطقم الألماس ، أرتدت تالا الفستان مع وشاحه الشيفون الاخضر ووضعت عقد الألماس حول عنقها لكي تظهر وكأنها لوحة جميلة متكاملة الارجاء ، خرجت تالا لوالدها وأخيها لكي تريهما ما جلبه آسر
حسين بانشداه: بسم الله مشاء الله تبارك الله أيه الجمال ده يا توتي
آسر بنظرة بلهاء: أنتي كدا هتخليني متجوزشي غير لو لقيت نسخة تانيه منك بسم الله ماشاء الله زي القمر يا حبيبتي
تالا بخجل: بصراحة أنت ذوقك المرة دي حلو جداً اول مرة تجيب حاجة كلاسيك زي ما بحب
آسر بأرتباك: عشان تعرفي ذوق أخوكي
تالا بشك : أه عرفت بس أنت جبت الطقم ده منين شكله غالي قوي
آسر: مفيش حاجة تغلى عليكي يا قمر لو أطول أجبلك ماس وياقوت الدنيا كله مش هتأخر عليكي ابداً
تالا بأبتسامة: ربنا يخليكم ليا يااااارب .
الجزء الثالث والثلاثون
في القاعة المكشوفة بالنادي المقام به حفل العقيقة ، توافد المئات من المدعوون من مختلف الطبقات ، فيكفي أن أصحاب الدعوة هم مازن ومروان العزيزي ، ليبي الجميع النداء ، ومن لم يحضر أعتذر مقدماً لعذر قهري منعه من الحضور ، سارت تنظيمات الحفل كما خططا لها مازن ومروان ، ووزعت الأطعمة بكل أشكالها وانواعها على الطاولات للجميع بدون استثناء ، وتسارع المدعوين على التهنئة والمباركة بالمولود الجديد ، متمنيين له طول العمر والصحة الجيدة .
وقف مازن مع بعض الأصدقاء يتجاذبون أطراف الحديث فيما بينهم وكل فترة بسيطة ينظر بساعته وإلي هاتفه ضجر من الانتظار وبدا الحنق يطفو عليه واخرج هاتفه لكي يهاتف أحدهم لولا أن علا صوت هاتفه ينبئه بمكالمة واردة من أحدهم أتخذ جانباً بعيد عن أصدقائه ، ثم فتح الاتصال واجاب على متصله بضيق
مازن: أنت فين يا زفت أنت كل ده تأخير
المتصل: أيه يا عم انت داخل فيا شمال ليه واللهي ارجع تاني
مازن بغيظ: عشان أقتلك أخلص ياد أنت فين
المتصل بضحك: هههههههه على باب القاعة زي ما أمرت واقف مستنيك يا خويا
مازن بغيظ: لولا أني محتاجلك كنت قتلتك وأرتحت من سماجتك
المتصل : هههههههه متقدرش يا بيبي أنت بتحبني وبتموت فيا
مازن منهيا الإتصال: مع السلامة دلوقتي جايلك في السكة يا غبي افندي
أنهى مازن الإتصال واسرع الى باب القاعة يستقبل أهم المدعون على الإطلاق ،
وصل مازن ليجد آسر وحسين وتالا يقفون منتظرين ، أقترب مازن منهم وهو يملي عينيه من حبيبته يريد أن يحتويها بين ذراعيه لكنه صبر نفسه بأن الوقت لم يحن بعد ، مد يده مصافحا حسين ثم احتضنه مشدداً من أحتضانه
حسين بسعادة : مبروك يا مازن
مازن بسعادة: الله يبارك فيك يا عمي
وقفت تالا وهى مستغربه ما يحدث وتحاول فهم ما يدور من حولها ، لكز مازن آسر في كتفه برفق وبغيظ جلي
مازن: هعرفك تتاخر عليا تاني كدا ازاي نشفت دمي
آسر: ايه يا عم وانا مالي الميك آب ارتيست اللي أنت بعتها هى اللي اتأخرت عما جت عشان تظبط خطيبتك ويدوب عما خلصت جبتهم وجيت على طول
نظرت تالا لآسر وهى تحاول استيعاب ما قاله للتو فا عن أي خطيبه يتحدث
آسر : أيه بتبوصيلي كدا ليه هتبقي أنتي وهوا عليا
تالا بجلجه: خ خ خط خطيبة مين
آسر بنفاذ صبر: اسمعي يا ستي مازن طلب أيدك مني أمبارح وأنا وافقت بعد ما قعد يتحايل عليا كتير واشفقت عليه اه ماشي عشان كدا وافقت وهو بقى أيه اللي جاب الفستان والكولية وحب يعملهالك مفجأة ، نظرت تالا بصدمه لأبيها ليهز لها رأسه بالموافقة ، نظرت إلى مازن وعينيها لمعت بالبكاء ليتناول مازن كفها يحتويها بين يديه ثم يقبلهما بحنو
مازن : أوعي تعيطي أحنا أنتظرنا اليوم ده كتير عاوزين نفرح النهاردة بقى ممكن .
دارت الدنيا بتالا من فرط صدمتها فهى فقط كانت ترجو أن يعطيها الأمل بأنه يبادلها الحب فقط لتجده غارقا في حبها مثلها وأكثر ، ترنحت تالا من فرط دوارها لتجد مازن يشد على خصرها يسندها الى صدره حتى لا تسقط أغمضت عينيها حتى تستطيع السيطرة على ذلك الدوار اللعين فهذا ليس وقته ، تمالكت نفسها واستطاعت أن تعتدل في وقفتها
مازن بحنو: مالك يا حبيبتي حسه بأيه
لترفع تالا عينيها إليه تنظر له تحملق في تفاصيله وهو ينطق كلمة حبيبتي له طعم أخر من فمه ودت لو سمعتها منه مرة أخرى أو مرات كثيرة ، وكأنه شعر بما تريد ليرددها مجدداً بعد أن أبتعد بها قليلاً عن مسامع أبيها وأخيها حتى يسمعها كلمات الحب التي تريد
مازن : أيوه حبيبتي وقلبي وعمري كله حبيتك من قبل ما اشوفك من ساعة ما شوفتك اول مرة في أحلامي حسيت أنك تعويض من ربنا ليا عن حبيبتي الأولى كنت بحسبك مجرد وجه جميل في حلم وبس لكن لما شوفتك حقيقة قدامي مكنتش مصدق عيني وحسيت أننا هيبقى لينا حكاية مع بعض طالما القدر وضعك في طريقي ، فضلت اقاوم حبك كتير وأنا فاكر أني لما اصرح بحبك أبقى بكدا بخون تولين لكن تولين نفسها كانت سبب جمعنا من تاني
خفق قلب تالا فهي خشيت أن يكون علم بوضوع ذرع القلب قبل أن تصارحه هى
استرسل مازن حديثه : تولين كانت ديما بتجيلي في الحلم وهى بتجمع أيدينا سوى ويوم لما قررت اسمع لقلبى واجي اخطبك لقيتك أتكتب كتابك على يامن
تذكرت تالا انها مازالت على ذمة يامن فنزعت يدها سريعاً منه وعبست ملامحها
تالا: مينفعش اللي أحنا بنعمله أنا لسه على ذمة يامن كدا حرام
التقط مازن يدها مجدداً : متخافيش يا توتة يامن خلاص طلقك من يومين وأنا كتبت كتابي عليكي النهاردة الصبح لما عمي وآسر نزلوا الصبح وسابوكي نايمه بناء على اتفاقى مع آسر بس ناقص حاجة بسيطة تروحي تمضي على القسيمة قدام المأذون بس
نظرت تالا له غير مصدقه: أ اااااا أنت بتتكلم بجد يعني أنا دلوقتي مراتك بجد
أومئ مازن لها برأسه فنظرت في إتجاه والدها وأخيها تريد منهما التأكيد على كلامه
أشار مازن إلى آسر على بنصره الشمال لكي يؤكد لتالا زواجه منها
آسر بصوت مرتفع بعض الشئ: أيوه يا تالا صدقيه أحنا أتفقنا عليكي وكتبنا كتابكوا الصبح اخلصوا بقى عاوزين ندخل أنا موت من الجوع في يومك الطويل ده
ضحكت تالا على أفعال شقيقها الصبيانيه ثم نظرت إلى مازن وفعلت شئ لطالما أرادت أن تفعله منذو أن رأت مازن رفعت ذراعها لتحاوط عنقه بحب وتملك شديد لف مازن ذراعه حول خصرها محتضناً أياها بحب كبير
تالا : بحبك يا كل دنيتي يا جنتي على الأرض يا سبب فرحي وسعادتي بحبك يا قلب توتة
مازن بحيرة: نفسي اعرف بترددي كلامها ازاي وبنفس طريقتها أكنك هيا
تالا : حبتني عشان كدا بس
مازن: مش هنكر أني حبيتك عشان بتشبهي تولين بس خلي بالك ده سبب من اسباب كتيرة قوي حبيتك عشانها
تالا : زي ايه
مازن: أولاً أنتي قوية جداً عكس تولين كانت ضعيفة وهشه اصرارك على حبي محاربتك لكل الصعوبات اللي وجهتك تحديكي ليا ولنفسك لغاية ما خلتيني أحبك وأموت فيكي ممممممم وأيه تاني أه شكلك وأنتي لابسه هدوم مامتك ولفه الإيشارب على راسك ساعتها شوفت فيكي جمال كلاسيكي خطير وأتأكدت أنك قمر في كل وقت
تالا بخجل: قمر أيه أنا كنت عامله زي بياعين السوق على رأي بابا
مازن بأبتسامة والهه: بالعكس كنتي جميلة جمال مغري جداً عارفه لو كنت جوزك ساعتها كنت حبستك في أوضتك ومخلتش حد غريب يشوفك كدا
تالا: بس كفايه أصل أنا ممكن يغمى غليا دلوقتي من كلامك الحلو ده
مازن ملتقطاً يدها ولفها حول ذراعه: طب يلا عشان ندخل الحفلة ونعلن خطوبتنا وكتب كتابنا كمان
تالا بسعادة: يلا قبل ما آسر ياكلنا من كتر جوعه
مازن: عندك حق مش هتقوليلي بقى عرفتي منين كلام تولين وبتردديه زيها كدا أزاي
تالا : أكيد هقولك بس بعد الحفلة ماشي
مازن: ماشي يا حبيبتي هستني عشان أعرف سرك الخطير ده بفارغ الصبر
دخلا مازن وهو يحتضن ذراع تالا بتملك وبقعة الضوء مسلطه عليهم خجلت تالا كثيرا فالجميع ينظرون لها وينتظرون الإعلان المهم الذي سوف يعلنه مازن عليهم الأن
مازن واقف في وسط القاعة : ضيوفي الاعزاء أحب أقدم ليكم الأنسة تالا حسين الشيمي خطيبتي ومراتي مؤقتا لحد شهر بس وان شاء الله كلكم معزومين تاني على فرحنا بعد شهر في قاعة الفور سيزون
صقف الجميع لإعلان مازن خطبته وكتب كتابه على أخرى بعد حداد خمس سنوات على زوجته السابقة
استدارت تالا لمازن لكي تمسك يده لتصتدم عينيها ببقعة ضوء حمراء مسلطة على قلب مازن ذعرت تالا ونظرت بأتجاه الضوء لتجده ليزر لسلاح آلي يأتي من بعيد لتقف تالا أمام مازن بسرعة الضوء حتى تكون فداءً له
استغرب مازن من وقفة تالا أمامه لكن استغرابه زال بسماع دوي رصاصة تخترق الاجواء لتقع تالا بين يديه ويهوي قلبه معها ارضاً فما الذي فعلته تلك المجنونة هل افتدته بروحها اي حب وأي منطق من جعلها تفعل ذلك ليسود الهرج بين المدعوين ويتسارعون في الفرار خوفا من إصابتهم بدون وجه حق
جلس مازن يحتضن تالا بين يديه بذهول في غير مستوعب لما حدث الأن .
الجزء الرابع والثلاثون (الأخير)
لحظات فقط مجرد لحظات أنقلبا فيها كل شئ منذو ثواني معدودات كان يقف وهو يمسك يدها بيده ويعلن للناس أنها خطيبته وزوجته والأن هي بين يديه يجلس بها أرضاً ساكنة سكون مخيف مقبض للروح لا تتحرك وهو مصدوم لا وكأنه لوح من زجاج لا يتحرك فقط ينظر لها وقد بدأت الدموع بالتجمع في عينيه جاءت صفية ومريم مسرعتان إليه ونزل أرضا بجوارهما محاولين أفاقت كليهما
مريم بحزن: فوق يا مازن فوق الله يخليك مش وقت صدمه تالا هتضيع منك
صفية ببكاء: يعني يوم ما تفرح بيها وتفرح بيك يحصل ليكم كدا
جاء حسين مهرولا من بعيد غير مصدقا ما حدث لإبنته ، سبقه آسر بفزع ينظر لتالا بجحوظ وكأنه فقد عقله
هبط آسر لأسفل: لااااااا تالا فوقي يا حبيبتي لأ مش هسيبك تموتي أوعي تعمليها فيا فاهمه أنا مليش غيرك يا حبيبتي
حسين ببكاء وهو يجلس ببطئ ويتمسك بيد أبنته : كنت خايف أن فرحتك متكملش ليه عملتي فينا كدا ليه
حاول آسر حمل تالا بيديه ، لكن مازن في تلك اللحظة عاد إليه وعيه وصرخ فيه
مازن: لأ متحركهاش للرصاصة تتحرك ويكون خطر عليها
جاء يامن ومروان مهرولن في تلك اللحظة وقاموا بأبعادهم من حول تالا
يامن: متخافوش هي مغمى عليها بس الرصاصة مجتش فيها أصلاً
مازن مدققاً النظر لتالا : قصدك ايه والرصاصة اللي أنضربت جت في مين
يامن : دي رصاصة من مسدس الظابط صاب بيها القناص اللي كان عايز يقتلك أنا استدعيته لما سمعت واحد بيتكلم في تليفونه مع واحد تاني في طرف الجنينة بعيد وبيأكد له أنه هيقتلك النهاردة صورته من غير ما يحس وجريت على أقرب قسم وبلغت الظابط وهو متأخرش وجه جري معايا وأمن المكان من كل جانب ووريته المجرم وفضل مراقبه لغاية لما لاقاه بيستعد عشان يصوب عليك صوب هو عليه وجت الرصاصة في دراعة والحمدلله قبضوا عليه وانا جيت جري عشان أقولكم اللي حصل
مازن بفرحه وهو يقلب نظره على تالا ليجدها ليس بها أية جروح أو آثار لأي دماء ويحاول افاقتها: تالا حبيبتي فوقي يا قلبي أنتي سليمة مفيكيش حاجه قومي الله يخليكي متخوفنيش عليكي
جاء الدكتور زهران فهو مدعو للحفل مع عائلته يتفقد تالا افسحوا له المجال حتى يتمكن من فحصها ، أمسك معصمها وقاس لها النبض ، وفتح جفن عينيها ليتأكد من حركتها
عبدالمجيد: متقلقوش هى مغمى عليها نتيجة صدمة من المفاجأة اللي حصلت ليها بس أنا محتاجها تروح معايا المستشفى عشان اطمن عليها أكتر
مازن: يعني هي كويسه مش كدا
عبدالمجيد بأبتسامة: متخافش يا مازن متخافوش كلكم هى كويسه بس محتاجه أدوية معينه عشان تتخطى الصدمة اللي تعرضت ليها مش أكتر
تنفس الجميع الصعداء ، واسرع مازن يحمل تالا ، وجلس بها في سيارة مروان في الخلف ، وفى الامام جلس الدكتور زهران مع مروان ، وقاد مروان السيارة الى المشفى وصلوا المشفي بعد وقت قليل ، وضعت تالا بأحدى الغرف ، وأشرف الدكتور زهران على علاجها واعطائها المهدئات التي تساعدها في الاسترخاء وتمالك اعصابها لكي تتجاوز تلك الصدمة
في الخارج وقفوا جميعا برواق الدور ينتظرون افاقة تالا والأطمئنان عليها ، في ذلك الوقت جاء عصام للمرور على حالات مرضية يشرف عليها تفاجئ بوجود آسر وحسين فاسرع لهما ليستوضح سبب تواجدهم هنا ، قص آسر عليه ما حدث ، فاسرع لغرفة تالا لكي يرى تقرير حالتها
مازن بضيق: مين ده يا آسر وماله مهتم بتالا كدا ليه
آسر: اسف نسيت أعرفك عليه ده يبقى الدكتور عصام شرف الدين أبن خالتي
مازن: بس لهفته مش طبيعية على تالا
آسر: مش أبن خالتها وزي أخوها
مازن : زي أخوها مش أخوها زي اللي قابلناه في مطروح
رغماً عنه ابتسم على تذكر الأمر بعد أن قصته تالا عليه سابقاً: قصدك أكرم لأ أكرم أبن عمي وراضع عليا أنا وبناء عليه بقى اخ لتالا كمان
أنما عصام أكبر مني بتلات سنين يعني ابن خالتي بس
مازن بضيق: بص يا آسر لما تالا تفوق بالسلامة عاوزك تكتبلي لسته بكل قرايبك عشان أبقى عارف مين يبقى قريب مراتي ويقرب ليها أيه اه أنا مش كل شوية هتعب في اعصابي
آسر مستغرباً: سبحان مغير الاحوال اللي يشوفك من كام يوم ميشوفكش دلوقتي وأنت غيران عليها من الدكتور اللي داخل يشوفها
مازن: الأول مكنش من حقي لكن دلوقتي حقي أني أغير على حبيبتي ومراتي
آسر مربتا علي ذراعه: ربنا يهنيكم ويسعدكم يارب
خرج عصام من الغرفة ليلمح صفية تجلس على أحد المقاعد اتجه نحوها وجلس أمامها متكئاً على أحدي ركبتيه
عصام متناولاً يدها يقبلها بحب: ازي حضرتك يا طنط عامله ايه
صفية بأبتسامة: دكتور عصام أنت فين من زمان جيت هنا كان مرة ومشوفكش خير
عصام: كنت واخد أجازة عشان قربت أناقش رسالة الدكتوراه فكانت واحده كل واقتي
صفية وهي تربت على يده: ربنا يوفقك يا بني واشوفك احسن دكتور في الدنيا
عصام : تسلميلي يا ست الكل ربنا يديكي الصحة وطولة العمر
صفية: قربتك عامله ايه وازي صحتها كويسه
عصام: حلوة الحمدلله أنتي متعرفيهاش
صفية: لأ هعرفها منين هي حد أعرفه
عصام: أنا من زمان وأنا عايز اقولك هى مين بس كنت متردد لكن خلاص لازم تعرفي
صفية: أعرف أيه يا حبيبي هي تعبت تاني لا قدر الله
عصام: لأ الحمدلله هى بخير عارفه هى تبقى مين تبقى تالا اللي نايمه جوه واللي مازن أبنك حبها وخطبها
صفية بذهول: معقوله تالا هى
عصام وهو يومئ برأسه: أه هى اللي خدت قلب تولين
صفية باضطراب: وو وهى عرفت بده
عصام: أه لما شافت مازن يوم فرح مريم عرفته وقلبها حس بيه وجت سألتني ومقدرتش أخبي عليها لأنها كانت منهارة جدا
صفية برجاء: أرجوك يا عصام مش عايزه حد يعرف وخصوصاً مازن أنا مضمنش ردة فعله أيه وأنا ما صدقت أنه خلاص حب وهيتجوز
عصام متقلقيش: تالا هى المفروض تصارحه بكل حاجة
صفية بخوف: ربنا يستر ويتقبل الأمر بسهولة جاء مازن يستوضح معرفة والدته بعصام: خير يا ماما في حاجة خير يا دكتور عصام تالا فيها أيه
عصام: لا الحمدلله تالا بخير
صفية: الدكتور عصام معرفة قديمة كان بيكشف عليا كل لما أجي أعمل شيك اب علي صحتي
عصام: والمعرفة دي زادت شرف دلوقتي بعد تالا ما بقت مرات باشمهندس مازن
مازن بأبتسامة: الشرف لينا أحنا يا دكتور عصام
أطمئن حسين وآسر من عصام على صحة تالا وأنصرف عصام لمتابعة حالاته المرضية
أصر مازن على والدته ومريم بالرجوع إلى المنزل من أجل الصغير وأمر مروان بارجاعهم بنفسه والبقاء معهم كما أصر على آسر أيضاً بأخذ والده أيضا بعد شعور حسين بتعب بسيط فى صدرة وأمرة الدكتور زهران بالرجوع إلى المنزل والراحة في الفراش حاول حسي أن يعترض وأمام أصرار مازن رحل إلى بيته وبقى مازن مع تالا بالمشفي بعد أن تعهد يامن بمتابعة التحقيقات مع الضابط المسؤول في الحادثة
استعادت تالا وعيها لتجد نفسها راقده على فراش بغرفة ما دققت النظر لتعرف أنها بالمشفى نظرت حولها وجدت مازن يقف أمام النافذة ويضع كلتا يديه في جيب بنطاله
تنحنحت تالا ، فا أنتبه لها مازن فاسرع إليها يجلس بجوارها يحتوي كفيها بيديه
مازن بسعادة: حمدالله على سلامتك يا نور عيوني حاسه بحاجه
تالا بخجل وهى تنظر لنفسها: أنا لسه عايشه بجد ولا أنا بحلم ولا ايه أنت كويس فيك حاجة
مازن بعد أن ساعدها على الجلوس ثم احتواها بين ذراعيه: الحمدلله أنتي كويسه ولسه منورة دنيتي وأنا كمان الحمدلله بخير وعايزك تعرفي أنك مجنونة أزاي تعملي كدا أزاي تقفي قدامي وتحميني بروحك كنت هعمل ايه لو لا قدر الله جرالك حاجة المرة دي كنت هموت بجد
تالا وهي تشدد من احتضانه وتصع رأسها عند صدره : أنا افديك بعمري كله وروحي مقدرش اتخيل حياتي من غيرك أصلا أنت كل حاجة ليا في الدنيا دي كلها
مازن وهو يشدد من أحتضانها : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي لو فضلت اتكلم كلام الدنيا كلها ميوفكيش حقك يا كل دنيتي
تالا وهى تأخذ نفساً طويلاً : مازن في حاجة لازم تعرفها
مازن وهو يتكئ براسه علي رأسها: مش وقته ارتاحي الاول يا حبيبتي والايام بينا طويلة هنبقى نتكلم زي ما أحنا عايزين
تالا بأصرار: لأ يا مازن هتكلم دلوقتي وأنت هتسمعني ممكن
أبتعد مازن عنها وهوينظر لها: عايزه تقولي ايه أنا سامعك
تالا بثقة: هجاوبك على سؤالك ليا عرفت كلام تولين ليك منين
مازن بأبتسامة: أنت لسه فاكره كبري
تالا : لأ اسمعني من فضلك .
ثم قصت عليه الحقيقة كاملة من بداية رؤيتها للذكريات إلي الأن
وقف مازن غير مستوعب لما تقوله تالا
مازن: أيه اللي قولتيه ده حصل حقيقي ولا دي قصة فيلم بتحكهولي
تالا بخوف من ردة فعله: أرجوك أهدى وحاول تتقبل الأمر يا مازن
لتجد تالا مازن يهجم عليها يلثم ثغرها بقبلة عاصفة عصفت بكيانها ووجدت نفسها تحاوط عنقه بيديها وهو يشدد من أحتضانها له حاولت تالا الإبتعاد عنه لكنها كلما حاولت الإبتعاد أعادها مازن لحضنه مجددا استسلمت له بكل جوارحها ، بصعوبة أبتعد عنها ونظر لها بحب
مازن: ليه مقولتليش من زمان ليه سكتي يا مجنونة كل ده
تالا: عشان مكنتش عايزه تبقى مجبور تاخدني عشان قلب تولين جوايا كنت عاوزاك تحبني عشان نفسي لذاتي أنا زي ما أنا عشقتك من قبل ما اشوفك
مازن: أنا قولتلك أني حبيتك من زمان من قبل ما أشوفك بردو يا هابله
تالا: ههههههههه وأنا كنت أعرف منين يعني
مازن وهو يأخذها بأحضانه: يلا مش مهم الحمدلله على كل حال المهم أننا مع بعض دلوقتي
تالا: فعلاً المهم أننا مع بعض الحمدلله كتير
مازن : بس مين اللي وافق على نقل القلب
تالا: بصراحة معرفش بس أنا استنتجت أنه مفيش غير مروان أو ماما صفية اللي ممكن يكون عملوا كدا لأنهم هما اللي كانوا موجودين ساعة الحادثة بتاعتك
مازن بتفكير: فعلاً عندك حق بس أعرف هو مين وأنا هعمله حاجات
تالا بريبه: هتعمل ايه اوعى تزعلهم
مازن: دا أنا هكافئه أكبر مكافئة لأنه رجعلي حياتي تاني
تالا بضحك: هههههههه خضتني كنت بحسبك هتزعله ولا تعمل فيه حاجه
مازن: وانا أقدر بردو
في اليوم التالي خرجت تالا من المشفى بعد أن أطمئن عليها الدكتور زهران واوصلها مازن الى منزلها وأطمئن عليها ثم عاد إلى منزله كي ينعم بشور دافئ يزيل عنه عناء اليوم السابق
بعد فترة نزل مازن لاسفل ليجد والدته ومروان ومريم مجتمعين في بهو المنزل
مازن : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا عليه جميعاً: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مازن : جيت من الشركة أمتى يا مروان
مروان : يدوب خدت شور ونزلت أنت أتاخرت ليه فوق
مازن: بعد ما خدت الشور محستش بنفسي ونمت
صفية: كويس يا حبيبي أنك ريحتلك شوية انت منمتش من أمبارح
سحب مازن نفسا عميقا: ماما أنتي ومروان كنت عايز أعرف مين منكم وافق على نقل قلب تولين
مروان بصدمة: أيه بتقول أيه يا مازن نقل قلب ايه اللي بتقول عليه ومين سمح بكدا
مريم: هما خدوا قلب تولين طب أزاي ومين اللي خدته
نظر مازن لولدته في صمت اتجهت أنظار مروان ومريم لها أيضاً منتظرين أجابة منها لسؤال مازن
صفية بثبات: أنا اللي وافقت على نقل القلب ما هى تولين كدا كدا ميته وفى بنت تانيه بتموت وقلب تولين هيحيها أنا كنت متردده لولا الدكتور أبن خالتها لما عيط قدامى وهو بيترجاني لقيت نفسي بمضي على الورق من غير ما أحس بأي ذنب بالعكس حسيت بكدا أني بساعد في أنقاذ روح من الموت
قام مازن وجلس بجوارها يقبل رأسها : أنتي مش أنقذتي روح واحده انتي أنقذتي روحين أنقذتي تالا من الموت وأنقذتيني من وضع العايش من غير روح لأن تالا رجعت روحي ليا تاني
مريم: هي تالا مزروع ليها قلب لأ وكمان قلب تولين يا حبيبتي يا تالا وأنا اقول بحس فيها روح تولين ليه
مروان: حكايه عجيبه يعنى تولين تموت ويفضل قلبها موجود ويرجع لحبك تاني
مازن بأبتسامة: فعلاً عندك حق ماتت وسابتلي قلبها اللي حبني اكتر من أي حاجة في الدنيا
أمسك مازن يد والدته يقبلها : تسلميلي يا حبيبتي مش عارف اشكرك ازاي
صفية بحب وهي تربت على رأسه: أنى أشوفك سعيد دي عندي بالدنيا كلها ربنا يسعدكم ويخليكم ليا يارب
جاء يامن في ذلك الوقت وهو يحمل معه اخبار جديدة تخص القضية
يامن : المجرم أعترف أخيراً على اللي أجره عشان يقتلك
مازن: ويا ترى طلع مين
يامن : هو واحد اسباني اسمه ماثيو خوسيه وواحد تاني مصري اسمه ناصف محروس
مازن: دا ماثيو شايل في قلبه بقى بس أنا هعرف أأدبه كويس
يامن للأسف: سافر اسبانيا أمبارح العصر وناصف محروس هربان لسه بيدورو عليه
مازن : بكره يظهر وماثيو أنا ليا كلام مع والده
مروان : أحنا لازم نفض الشراكة معاهم
صفية بحنق: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم
مازن: اصبر يا مروان المواضيع دي ماتتاخدش قفش كدا لازم ليها قاعدات كتير .
برغم تعبي الإ اني كتبت الخاتمة عشان عارفه أنكم مستنينها اشوف تقديركم ليا بقى ورأيكم في الرواية عايزة ريڤيوهات مطرة عارفين يعني أيه ولايكات بقى عشان أبقى اقدركم في روايتي الجديدة
( خائنة لا تطلب الغفران)
الخاتمة
فُتحت أبواب القاعة الزجاجية ليدخل منه أجمل عروسين استقبلهم الجميع بأبتسامة جميلة تعبر عن فرحتهم ، عزفت الموسيقى ابتهاجاً بزفافهم السعيد
تأبطت تالا ذراع مازن بخجل وهى تسير بجانبه الى مكان جلوسهم نثرت الورود الحمراء أمامهم نظرت على جانبيها لتجد العديد والعديد من الشخصيات العامة المهمة من رجال أعمل وصحافة ورجال من الحكومة لم تتوقع تالا حضور ذلك الحشد الكبير وكأن زفافها صار مناسبة قومية وجب على الجميع حضورها وبرغم بساطة أحلامها فهي لم تكن ترغب سوى في زفاف بسيط لكن مازن أصر على إقامة زفاف اقل ما يقال عنه اسطورياً وحضر أكثر من مطرب لإحياء الحفل الكثير من المطربين المعروفين ما بين شعبي ورومانسي وصارت فقرات الحفل بسلاسة ويسر وصارت قاعة الزفاف عبارة عن شعله من الابتهاج والفرحة ،صعد حسين لإبنته يهنئها هى وزوجها
حسين محتضناً تالا: مليون مبروك يا قلب أبوكي الحمدلله أن ربنا قر عينك بحبيبك وقر عيني وشوفتك عروسة كان نفسي رقية تبقى موجودة معانا النهاردة
شددت تالا من أحتضان والدها ولمعت عينيها بعبرات : ربنا يباركلي فيك يا أحسن وأحن أب في الدنيا كلها وانا كمان كان نفسي قوي ماما تشاركنا فرحتنا النهاردة لكن هنقول ايه الله يرحمها ويحسن اليها
صافح حسين مازن ثم احتضانه بحب: خد بالك من تالا يا مازن دي مش بس بنتي دي كل دنيتي وعمري أوعى تزعلها في يوم وهي واللهي طيبة وبتحبك وهتسمع كلامك
مازن : متخافش يا عمي تالا في عينيه وعايزك تكون مطمن عليها قوي لأن تالا روحي مفيش حد بيقدر يزعل روحه أو يستغنى عنها وأن شاء الله هحطها جوه عنيه تالا أمانة في رقبتي يا عمي
حسين مقبلاً مازن بحب: ربنا يباركلي فيك ويجبر بخطرك يا حبيبي زي ما طمنتي على تالا ورديت فيا روحي لم حسيت حبك ليها
مازن مقبلاً رأس حسين: ربنا يخليك لينا ويديك الصحة وطولة العمر يارب
امتدا الحفل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي ، لكن مازن لم ينتظر أنتهاء الحفل ، وأخذا تالا وغادر المكان الى وجهه مجهوله ، لم يعلم أحد بها ، فا مازن لم يخبر أحد بمكان شهر عسلهما ، لأنه لا يريد أن يزعجه أو يتطفل عليهما أحد ، فهو ينوي قضاء شهراً كاملاً في أحضان بعضهما ، فيكفي ما ضاع من حياتهما ، وهما بعيداً عن بعض يكتويا بنار الفراق ، وترك مسؤولية الشركة إلى مروان وآسر ، فيكفي خمس سنوات يعمل بها دون كلل أو ملل ،
عاد يامن إلى كندا مرة أخرى ، وأرجع زوجته إلى عصمته ثانياً ، بعد أن وجدها تغيرت كليا وصارت أمراة عاقلة ناضجة ، ليست الفتاة الطائشة التي مررت عليه الحياة ، وجعلته يكره نفسه ويكرهها ويكره حتى أبنته منها ، لكنها الأن أهدى كثيراً ، تتقبل كلامه بعفوية شديدة تسمع لنصائحه وتعمل بها ، فهى وجدت أن كل ما نصحها به هو الصح في حد ذاته ، تعذبت في بعده هى وأبنتها كثيراً ، وعت الدرس جيداً ، من يحبنا هو من يهتم لأمرنا فقط ، كما فعل يامن وأهتما بكل تفاصيلها سابقاً ، وهى اليوم من تبادر بالأهتمام به وبي أبنتها وتهتم لكل شئ يخصهما ،
حمدا يامن ربه كثيراً ،على تفاهم زوجته معه حالياً ،واستقرار الحياة بينهما ، وشعر بأن الله يكافئه على رجوعه ، عن ظلم مازن ونزع الشر من نفسه وقلبه ، فا الشر لا يحصد سوى الشر والخير لا يحصد سوى الخير ، والأن يحيا حياة سعيدة ما كان يتوقع يوم أن يحياها ، وزوجته حامل للمرة الثانية وسيحظى اخيرا بالعائلة المحبة التي حرم منها كثيراً .
ذهب آسر برفقة والده إلى نور تلك الفتاة الرقيقة ، التي سحرت عقلة وخطفت قلبه منه ، يطلب يدها من والدها بعد أن أبدت له موافقتها ، حينما عرض عليها الزواج وقراءوا الفاتحة وحددوا موعد الخطبة بعد عودة مازن وتالا من شهر عسلهما الذي أمتدا الى الشهر ونصف الشهر ولا أحد يعلم عنهما شئ وكأن مازن أختطفا تالا رهينة لحبه
تفاوض مروان وآسر مع شريكهم الإسباني خوسية بشأن اتفاق ابنه مع قاتل مأجور لقتل مازن وهداده بالأنسحاب من مشروع بنى القرية السياحية بمطروح واعطائة ما دفعه فقط دون دفع الشرط الجزائي مقابل تنازلهم عن القضية وافق خوسية على الفور مقابل حرية أبنه المعتوه ودخل آسر شريكاً لمازن ومروان بدلاً من خوسية وأصبح شريكاً معهما وأتسع حجم معاملات الشركة وزاد حجمها واسهمها في بورصة الأوراق المالية
في جزيرة ما على المحيط الهادئ ، يجلس مازن أمام البحر شارداً في حياته ، التي قلبت رأساً على عقب منذو دخول تالا إليها ، وكأنها الأكسجين الذي أنعش هذة الحياة البائسة ، أو اللون الذي أعطاها معني للحياة وجعل لها طعم جميل ، جاءت تالا من خلفه تتهدا في خطواتها ، وهى تشبك يديها خلف ظهراها ،
وقفت أمامه وابتسامة عريضة على محياها ، نظر لها مازن يتأمل ذلك الجمال الرباني الذي حباها الله به ثم صار بنظراته الى ذلك الفستان الصيفي الطويل الذي ترتديه بلون البينك وبه ورود زرقاء فاتحه ذو أكتاف عارية الإ من حمالاتين رفيعتين واكمام قصيرة جداً وشعرها المسدل على كتفيها وظهرها وتلك القبعة النسائية العريضة من نفس لون الفستان مزدانه أيضاً بنفس وروده وكأنهما قطعة واحدة ،
دارت تالا حول عقبيها لتريه الفستان عليها
تالا : أيه رأيك يا حبيبي عجبك الفستان عليا
مازن بأعجاب: أحسن مما تخيلته كمان أنتي أصلاً جميلة وبتحلي أي حاجة تلبسيها يا قلبي
تالا بسعادة : ربنا يخليك ليا يا حبيبي ، بس أنا خايفة لحد يجي وانا كدا
مازن بثقة: متخافيش يا حبيبتي الشالية والشاطئ اللي قدامة خاص يعني مفيش حد يقدر يتعدى حدوده ويجي ناحية سور الجنينة مش هنا
تالا : طيب مش كفايا كدا قاعدة هنا أحنا داخلين على شهرين وأحنا عمالين نتنقل من بلد لبلد
مازن وهو يجذبها لتجلس على قدمة ويحاوطها بيده : زهقتي مني ولا أيه يا قمر
تالا وهي تحاوط عنقه : عمري ما أزهق منك أبداً يا روح قلبي الحكاية بس أن الجماعة في مصر وحشوني قوي وكمان عشان نطمنهم علينا
مازن: اول واحده أشوفها عايزه تنهي شهر العسل غيرك بيتحيلوا علي أجوازهم يطولوه
تالا: أيامي معاك كلها عسل يا حبيبي أن شاء الله مش بس الشهرين دول
مازن مقبلاً شفتيها بقبلة رقيقة: أنا حجزت لينا بعد اسبوع على مصر
تالا بخجل: عندي ليك مفجأة معرفش هتسعدك ولا لأ
مازن عاقداً حاجبيه معاً: أي حاجة منك هتسعدني يا حياة روحي ، بس قولي أنتي ،
أمدت تالا يدها له وهي مغلقة ثم فتحتها ، لتظهر له قطعة بلاستيكية بيضاء ، استغرب مازن شكلها في بداية الأمر ، لكن سرعان ما رفعا حاجباه لأعلي ، بعد أن عرف ما هي ، أمسكها مازن ونظر فيها لتجحظ عيناه بعدم تصديق ، ثم نظرا لتالا ليجدها مبتسمة له ،
مازن : ده بتاعك مش كده
تالا وهي تومئ برأسها له : أه ده بتاعي
مازن: أنتي متأكدة من النتيجة دي صح
تالا: أه أنا لسه عملاه قبل ما أقيس الفستان لما شكيت في نفسي والأعراض اللي بتحصلي
أوقف مازن تالا برفق ثم وقف هو الأخر لكي يستعد لتلك المفاجأة السعيدة
مازن: يعني أنني حامل مش كده
تالا بضحك: أيوه حامل
رفع مازن تالا بيديه وهو يحتضنها صارخاً: بحبك بحبك يا نور عيوني بحبك ياروح قلبي ثم خفض صوته بعض الشئ وهو يقول
مازن بسعادة غامرة: أنتي مش عارفه اسعدتيني ازاي بالخبر ده أنتي حيتي فيا أمل كان اتقطع من زمان معقوله أنا هبقى أب
تالا وهى تقبل وجنته بحب: هتبقى أحلى بابا في الدنيا كلها ربنا يخليك لينا يارب
انزلها مازن وهو يسندها الى صدره وتحسس بطنها بيده : ويخليكوا ليا يارب
رجعا مازن وتالا الى مصر أخيراً ، وأعدت صفية لهما استقبالاً حافلاً ، يجمع كلتا العائلتين فقط ، وطهت جميع أنواع الطعام التي يفضلها مازن وتالا ، واجتمعوا مع بعضهم والحب يغلفهم ، شعر حسين بالاطمئنان وبسعادة غامرة ، عندما أحس بحب مازن لتالا صدقاً وأحتوائه لها ، حمدا الله في نفسه كثيراً أن عوضها الله بعد كل ما عانته من مرض وحب ميؤس منه .
زُف آسر الى عروسه الجميل ليكون أخر عازب في العائلة يتزوج وأقام مع والده في منزلهم بعد أن رفضت نور فكرة الأقامة في بيت بعيداً عن والده حتي لا يكون عبئ على آسر مراعاة والده نظراً لكبر سنه ومنّا الله عليهما بحمل زوجته وينتظران حضور ولي عهدهما بفارغ الصبر
ورزق يامن بطفلاً جميلاً يشبهه كثيرا وأصر يامن على تسميته مازن تيمناً بأبن عمته الخلوق الذي بفضل الله ثم بفضل خلقه الحسن اعاده الى رشده قبل أن يرتكب خطئ يندم عليه كثيراً
في مشفى الدكتور زهران مشفى العائلة الجميل الذي كتب الله فيه نهاية حياة تولين وبداية حياه لتالا وكذلك أبنتها ، وقف مازن وتالا خلف زجاج غرفة حديثي الولادة ينظران على طفلتهما الجميلة الراقدة بسلام في سريرها الزجاجي ، وكأنها حورية من الجنة خطفت قلب أبويها وهما ينظران لها
مازن: الحمدلله علي نعمه الكتيرة علينا أنا مش مصدق نفسي أخيراً بقيت أب
تالا وهي تستند على ظهره : الحمدلله كتير أنا كمان مش مصدقة أني بقيت أم
مازن: ربنا يخليها لينا وميحرمناش منها
تالا بتمني: يارب يارب يا مازن
مازن: نويتي تسميها أيه يا حبيبتي
تالا بأبتسامة: أنا أختارت ليها أسم تالين بعد أذنك طبعاً لأنك لازم توافق عليه الاول
مازن: تالين أسم حلو بس أشمعنى تالين يعني
تالا: لأنه بيجمع بين اول حرفين من أسمي وأخر ٣ حروف من أسم تولين
أدارها مازن له وهو ينظر لها بأعجاب : ليه دمجتي بين حروفك وحروف تولين
تالا: عشان تالين زي ما هى بنتي هي كمان بنت قلب تولين وفي النهاية أنا عايشه بقلبها صح ولا لأ
أحتضن مازن تالا بشدة : أنتي أزاى جميلة وطيبة كدا وأنا أزاى مخدتش بالي من كمية الطيبة والبراءة اللي جواكي دي صحيح كنت غبي وأعمى كمان
تالا: لأ يا حبيبي أنت لا كدا ولا كدا أنت محب وفي جداً في زمن قل فيه الوفاء والحب
مازن زافرا بعمق وهو يشدد من أحتضان تالا: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وأم بنتي وفرحتي
هكذا عاد الحب إلى مازن من جديد بعد أن فقده ويأس من أن يجده مرة أخري ليعوضه الله بقلب حبيبته الذي توقف عن النبض بحبه مره ثم ما لبث أن عادت إليه الحياة من جديد ونبض بحبه مجدداً بداخل فتاة طيبة بريئة استطاعت بأيمانها بالله وقوة الحب بداخلها أن تجعل منه عاشق جديد لها مع قلب حبيبته ومنا الله عليهما بالذرية التي حرم منها سابقا ورضي بقضاء الله فعوضه الله بها من حبيبته الثانية ليرزقه الله منها بتالين ويامن ومروان وأخيراً روقية تيمنا بأسم والدتها ، وعاشا الإثنان بسعادة طيلة حياتهما مع بعض الغيرة الزائدة من مازن وتالا أيضاً .
في النهاية أعرف جيدا ما منع الله عنك شئ إلا أبدلك الله خيراً منه فا لابد دائماً وأبداً أن نرضي بالقدر خيره وشره ونحمد الله علي جميع أرزاقنا ولابد من أن نتيقن أن الله يدبر لنا أمرنا كله فنتوكل عليه في جميع شئون حياتنا فمن يرزق الدود في الحجر قادر على أن يرزقنا ويحفظنا ويرعانا فهو أحن علينا من والدينا الذي أنجبانا فا كفى بالله رازقاً ومعيناً ووكيلاً .
تمت بحمد الله
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
قلب حبيبتي بقلم / ماما سيمي .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا