القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية اسمى معاني العشق الفصل العاشر 10 بقلم سلمى سمير(جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)

 


رواية اسمى معاني العشق الفصل العاشر 10 بقلم سلمى سمير(جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)







رواية اسمى معاني العشق الفصل العاشر 10 بقلم سلمى سمير(جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)


الفصل العاشر

#اسمي_معاني_العشق

*********

تهالك جسد عمر بانهيار علي اريكه في ركن الغرفة، وقد أثقلته الذكريات والمآسي، إذ لم يتبقَ له شيء سوى مرارة الفقد وألم الذكريات. غابت روح سعاد عن الحياة، لكنها تركت خلفها وجعًا لا ينتهي وابنة صغيرة لم يملك قلبه إلا أن يغمرها بكل ما تبقى فيه من حب لم يستطيع أن يمنحه الي امها الراحلة.


في تلك اللحظةٍ خانته دموعه، فانفجر في بكاء مرير، كأنما يحاول غسل روحه المثقلة بالندم والأسى. لم يكن فقد سعاد مجرد غياب شخص، بل كان فقدانًا للسنوات التي عاشها معها، وللأمل الذي كان يربطه بها. كان ذلك الفقد يحمل في طياته إحساسًا قاسيًا بأنه كان السبب في تمزيق شملهما حين وقف عاجزًا أمام مشكلات الحياة. بسبب قلبها الذي عشق غيرها


في زاوية أخرى من الغرفة، حملت ندى  الطفلة بين ذراعيها برفق كأنها تحمل قطعة من قلب صديقتها الراحلة. راحت تهدهدها بحنانٍ عميق، وقد عقدت العزم في داخلها على أن تصون الأمانة التي تركتها سعاد  لها وتعوضها حرمانها منه وتكون لها أمٍّ بديلة. فاندى لم تكن مجرد صديقة لسعادة فقط، بل كانت امتدادًا لحبٍ خالدٍ لا يموت في قلب عمر.

******

بعد أيام العزاء، وقف عاصم، أخو سعاد، وألقى نظرة على الطفلة النائمة بين يدي ندي، ثم التفت إلى عمر وقال بصوتٍ يشوبه الحزن:

اسمع يا عمر، انا فكرت كتير، وأظن بوضعك الحالي مش هقدر تراعي بنت اختي، انا هاخد الطفلة معايا الفيوم، تتربي مع ابني، وأحاول أديها حياة مستقرة.


لكن ندى،التي كانت تحمل الطفلة وقد اعتادت علي وجودها كانها ابنتها، تدخلت في الحوار وقد غمرها الإصرار، وقفت بحزم قائلة::

لا يا عاصم،انا مش هتخلي عن الطفلة، دي وصية أختك. هي طلبت مني أنا أربي بنتها، وأوعدك إني هفضل مخلصة لوصيتها مهما كانت الظروف.


نظر عمر إلى ندى بامتنانٍ غامر، وقال بصوتٍ يغلبه الإرهاق ويؤكد حديثها:

فعلا يا عاصم سعاد طلبت من ندي تربي البنت، 

وأنا متأكد إن مفيش حد يقدر يراعيها زيك، يا ندى. بس... خايف أثقل عليكِ. ممكن  ظروفك أو سفرك يمنعوكِ. توفي بوعدك ليها،


ردت ندى بهدوءٍ وثقة وابتسامه حنونه تمنحها للطفلة بين يداها كأن الله عوضها بها حرمانها من صديقتها وخسارة حبها الضائع:

متقلقش يا باشمهندس، أنا مش هسافر تاني. لكن جوزي هيبقي يجي يزورني هنا انا وأمجد من وقت للتاني، اطمن انا مش هسيب الطفلة أبدًا.


نظر الجميع إلى الطفلة الصغيرة التي كانت تنام بهدوء بين يدي ندى، وقد ساد الصمت للحظة قبل أن يكسره عاصم قائلاً بابتسامة حزينة:

مدام دي وصية اختي انا واثق فيكي يا ندى، بما إنها هتعيش معاكي، ايه رايكم  نسميها على اسمك، يا ندى. أختي كانت بتحبك جدًا وانا واثق لو عايشه كانت سمت بنتها علي اسمك؛


ايد عمر اختيار وقال بحزنٍ ممزوج بالحنين:

ليك حق يا عاصم، ندى... اسم جميل،

والبنت  هتفضل دايمًا رمزًا للحب والرابط اللي جمعنا بأمها الله يرحمه؛

**********


مرت الأيام واستقرت الطفلة في بيت ندى.

في البداية، كان ابنها الصغير أمجد يحدّق بحيرة في المولودة الجديدة، وكأن وجودها الغريب يشعل في قلبه تساؤلات لا يعرف كيف يصوغها. لكن سرعان ما مد يده الصغيرة نحوها، وما أن لامست أصابعه، حتى التقطت بيدها الرقيقة إصبعه، وكأنها تبحث عن دفء حنانه. كانت حركة عفوية، لكنها اخترقت قلبه الصغير في لحظة، فتحركت مشاعره نحوها وكأنها أصبحت جزءًا من عالمه.

حملها أمجد بحذر  وسأل أمه بلهفة:

ماما، النونو دي بنت مين؟ وهتعيش معانا ع طول؟


ضمته ندى إلى صدرها، ثم احتضنتهما معًا بحنان وهي تنظر إلى الصغيرة، تلك الطفلة التي ورثت جمالاً هادئًا يخطف الانفاس يجعل من يراها يظن أنها ابنة ندى نفسها، وليست ابنة سعاد، صديقة عمرها. شعرت ندى في تلك اللحظة بمزيج من الحزن والامتنان، فقد سامحت سعاد على خداعها وظلمها لها،لأن صداقتهما كانت تمثل كل ذكرياتها الجميلة، وكل لحظة سلام في حياتها.

سعاد، التي رحلت مبكرًا، وتركت لندى هذه الأمانة الغالية، كأنها تقدم لها فرصة للتعويض عن خساراتها: خسارة الصداقة والحبيب، وخسارة الأمان مع زوج هجرها وتركها على ذمته فقط كأم لابنه الوحيد.


تنهدت ندى بحرقة، ثم همست بصوت يحمل مزيجًا من العزم والحب:


أيوه يا أمجد، النونو دي هتعيش معانا من النهارده. عايزاك تخاف عليها وتحميها كأنها أختك.


نظر أمجد إليها بعينين تشعان بالحماس، واحتضن الصغيرة بقوة، تاركًا إصبعه في فمها تمتصه كأنها تمتص حنانه. ثم قال بحماسة، وكأنه يعد نفسه قبل أن يعدها:

وأنا أوعدك يا ماما، هخاف عليها وأحميها زي أختي. دي هتبقى حبيبتي، وهلعب معاها على طول.


ابتسمت ندى، وهي تشعر أن الوعد الذي قطعته لصديقتها قد بدأ يتحقق، وأن هذا البيت الصغير سيصبح مأوى للطفلة التي جلبت معها هدوءًا من نوع جديد.

**********

بدأت الحياة في كتابة فصل جديد من حكايتها، ولكنها لم تكن خالية من الألم. فمع مرور السنين، ظل عمر يعاني من تبعات فقدان سعاد، ومن أعباء المسؤوليات التي أثقلت كاهله. خسر زوجته وحبهما، ثم تدهورت حالته النفسية والمالية حتى اضطر إلى العودة إلى شقة متواضعة في شبرا، حيث كان يحيا وسط أطياف الذكريات.


لكن شيئًا واحدًا كان يضيء عتمة أيامه: زيارات ندى الصغيرة. كانت تجلب معها لحظاتٍ من السعادة البسيطة التي تُعيد له طيف الأمل. 


منذ اليوم الذي أخذت فيه ندى الطفلة إلى منزلها، أصبحت لقاءات عمر بها نادرة.

كان يزورهم في البيت لبضع ساعات، يجلس مع الصغيرة قليلاً، ثم يسلّم إلى والد ندى مصوفات الطفلة، وكأنها أمانة يحاول الوفاء بها عن بعد.

لم يكن غريبًا غياب ندى عن هذه الزيارات، فهي امرأة متزوجة ومحدودية لقاءاتها بعمر كانت متوقعة. لكن ما أثار دهشة الجميع هو خوف أمجد الشديد على الصغيرة من أبيها. كان لا يتركها معه وحده مطلقًا، وكأنه يخشى أن يأخذها ويهرب.

كثيرًا ما كان أمجد يتدخل عندما يحمل ابيها الطفلة بين ذراعيه، فيداعبها بحركات صغيرة حتى تترك حضن والدها وتلقي بنفسها إلى أحضانه هو. 

هذا السلوك لم يمر مرور الكرام على عمر، إلى أن قرر أن يواجهه ذات يوم.

اقترب عمر من أمجد وقال بابتسامة ممزوجة بحيرة:

تعالَ هنا يا أمجد، عايز أسألك عن حاجة محيراني فيك من فترة بس ذات الايام اللي فاتت.


رفع أمجد رأسه الصغير مبتسمًا ببراءة، وقال:

اتفضل يا عمو، قول بسرعة علشان ألعب مع ندى قبل ما ماما تاخدها تنيمها.


ضحك عمر بخفة، ثم ضمّ أمجد إلى صدره بحنان، ناظرًا إلى طفلته التي بلغت عامها الثاني، وتمسك بيد أمجد الصغيرة كأنها ترفض أن تفلتها. قال له بصوت هادئ حذر:

بص يا بطل... أنا ملاحظ كل مرة أجي أشوف ندى، ما بتدينيش فرصة أقعد أو ألعب معاها. والله لولا إحراجي من جدك، كنت جيت كل يوم أشوفها. ممكن أفهم ليه بتعمل كده؟ هو أنت بتكره زبارتي ليها؟ وكمان... أنت معاها طول اليوم، ليه ما بتسيبش لي فرصة أعوض حرماني منها بحبي وحناني ليها؟


نظر أمجد إلى الأرض، وهو يحاول استيعاب الكلمات الثقيلة التي سمعها. لم يفهم تمامًا ما الذي يعنيه عمر بـ حرمانه، لكنه شعر بحزنه الواضح، من خلال نبرات صوته فرفع رأسه وقال بعفوية صادقة:

والله يا عمو، أنا بحبك، بس أنا خايف... خايف تاخد ندى وتروح بعيد وما ترجعش تاني. حتى لما بابا بيجي يزورنا، أنا بخبّي ندى وما بخليهش يشوفها، علشان محدش يحبها غيري. بس انت...حبها زي ما انت عايز، بس سيبها هنا معايا.


نظر عمر إلى الطفل الصغير بحزن عميق، وكأن كلماته البريئة كشفت عن صراع أكبر مما تخيله. مدّ يده وربت على كتفه، محاولًا طمأنته، لكن قلبه كان مليئًا بالتناقضات التي لا يعرف كيف يحلّها.

تنهد عمر بقوة، وهو ينظر إلى أمجد بعينين تحملان مزيجًا من الحزن والرضا.

في داخله، شعر بسعادة عجيبة لرؤية خوف هذا الصغير على طفلته، وكأنه وجد فيها حاميًا وحارسًا سيقف بجانبها في المستقبل. اقترب منه وربت على كتفه برفق، ثم قال بصوت مطمئن مليء بالحب:

لا يا أمجد، متخافش. ندى مستحيل آخدها منكم، لأنها عمرها ما هتلاقي أم أحن عليها من أمك. بس عايزك توعدني يا بطل... إيدك تبقى دايمًا في إيدها، متسبهاش مهما حصل. اتفقنا؟


تألقت ملامح أمجد بالفرح، وكأن كلمات عمر حملت له راحةً لم يشعر بها من قبل. اطمأن قلبه الصغير بأن ندى ستظل بينهم، ولم يكن يفهم تمامًا عُمق الوعد الذي يُطلب منه. لكنه، ببراءة الطفولة وصدق إحساسه، رد بحماس:

أوعدك يا عمو... عمري ما هسيب إيدها، وهفضل دايمًا جنبها، حارسها وأمانها في الدنيا.


نظر عمر إلى أمجد، ثم إلى طفلته الصغيرة التي بدت سعيدة بأمان بين يد امجد الصغير. شعر في تلك اللحظة أن وعد أمجد، رغم براءته، هو طوق الأمان الحقيقي لندى، وكأن هذا الطفل كتب على نفسه عهدًا أكبر من عمره، لكنه يعرف أنه سيصونه بكل ما يملك.

---

تعددت الزيارة وأصبح حال عمر من السيئ الي الاسوء، فطفلته تكبر بعيد عن عيناه زاصبحت زيارته اليه قليلة، فبعد زواج هند اخت ندى، و وفاة والدها أصبح من الصعب زيارته في البيت وتمر السنوات الي ان بلغت ندى العاشرة، وأصبحت هي من تزور ابيها

برفقت أمجد الذي لا يتركها تذهب الي اي مكان دونه 

وفي إحدى تلك الزيارات، جاءت ندى بصحبة أمجد، الذي صار شابًا في السادسة عشرة من عمره. عندما فتح عمر الباب، احتضن ابنته بقوة، وقال بابتسامة متعبة:

وحشتيني، يا حبيبة بابا.  تعالي ادخلي شوفي جبت ليكي ايه وكمان قوليلي عايزة تروحي فين النهاردة؟"


ردت ندى بنظرة بريئة وعينيها تتوهجان شوقًا:

عايزة أروح الملاهي. بس أمجد لازم ييجي معانا.


ضحك عمر قائلاً:

ماشي موافق طبعا ، بس خلي بالك أنا مش قادر أجري وراكي زي زمان! يلا ادخلي غيري هدومه


جرت الصغيرة علي غرفتها وابتسم أمجد وقال بنبرة جادة ردًا علي اجهادها لأبيها :

متقلقش يا عمو انا هروح معاكم  بس عندي طلب واحد. ياريت توافق عليه 


وقف عمر أمام النافذة، وقد انعكست أضواء الشارع الخافتة على وجهه الذي بدا متعبًا ومثقلًا بالمسؤوليات. عندما سمع صوت أمجد، استدار ببطء وسأل بصوتٍ عميق عكس شخصيته الحازمة:

طلب إيه يا أمجد؟

كان في عيني أمجد وعدٌ خفي بقصة لم تُروَ بعد، وكأن شيئًا ما يحضر لفتح فصل جديد في حياة الجميع. رفع أمجد رأسه بثباتٍ، وكأن تلك اللحظة كانت فاصلة في حياته. أخذ نفسًا عميقًا وأجاب بصوت واضح:

عمي... ندى مش بس بنت حضرتك. أنا اتربيت معاها، وهي بقت كل حياتي. يمكن أكون صغير ولسه في الثانوية، لكني عارف أنا عايز إيه. بعد ما أخلص دراستي وأسافر أكمل تعليمي مع بابا، هرجع. وكل اللي طالبه إنك توافق وقتها تكون ندى من نصيبي. أنا بحبها بجنون، ومش شايف حد يستحقها غيري.


تجمدت ملامح عمر للحظات، كأن كلماته دفعت به إلى دوامة من التفكير العميق. حملت عيناه دهشةً ممزوجة بالجدية، وكأنه يحاول استيعاب حقيقة حديث الشاب الذي يقف أمامه. تنهد بعد لحظة من الصمت وقال:

يا أمجد... إنت بتتكلم عن سنين طويلة لسه قدامكم، وندى.لسه طفلة. إزاي عايزني أخد قرار مصيري زي ده وأفرضه عليه من دلوقتي؟


في تلك اللحظة، انفتح الباب بهدوء، وظهرت ندى الصغيرة بخطواتها السريعة ووجهها الناطق بالبراءة. كانت كلمات الحوار قد تسللت إلى أذنها، فدخلت الغرفة باندفاعٍ طفولي، قائلة بصوت مليء بالثقة:

بس يا بابا، أنا بحب أمجد! وعايزة أتجوزه.


ارتبك عمر للحظة من صراحتها غير المتوقعة، لكنه سرعان ما فتح ذراعيه ليحتويها بحنان الأب ودفئه. انحنى إليها وقال بصوتٍ هادئ:

لو ده اللي إنتِ عايزاه، يبقى أنا موافق. مفيش حد يقدر يخاف عليكي ويرعاكي زي أمجد. قلبك البريء ده يستاهل واحد زيه.


ثم نهض من مكانه، والتفت نحو أمجد، ومد يده إليه بنظرة صارمة مشوبة بالود. قال بحزم:

لكن عندي شرط.


رفع أمجد حاجبيه باهتمامٍ وقال:

أمرك يا عمي. اتفضل فول شرط ووعد انفذه كله يهون علشان خاطر ندى


قال عمر بنبرة جدية:

توعدني.با امجد إنك تكون ليها حبيب وصديق قبل ما تبقى جوزها. مش عايزها تعيش لحظة من اللي عاشته أمها ولا اللي عانته أمك. اوعدني إنها تفضل سعيدة، دايمًا. باختيارتها لشريك حياة يحبها وتحبه؛


للحظة، انعكست مشاعر أمجد الصادقة في عينيه. أومأ بثقة ورد بصوت مليء بالصدق:

ده وعد يا عمي. ندى مش هتكون مراتي غير لما تكون بتحبني بكل قلبها. ولو محبتنيش، هرعاها كأنها أختي، وهكون سند واخ وصهر ليها لحد ما اجوزها للي يستاهله. ده عهد قدام ربنا مش هكسره أبدًا.


تسربت الراحة إلى ملامح عمر الثقيلة، وكأن تلك الكلمات أزاحت عن قلبه عبئًا كبيرًا. أومأ برأسه، ثم اقترب من أمجد واحتضنه قائلاً:

ربنا يبارك فيك يا أمجد... ويجعلها من نصيبك بحق نيتك الطيبة.


وفي تلك اللحظة، انفتحت نافذة الأمل في حياة الجميع، كأن المستقبل يحمل وعودًا بقصة جديدة تُكتب بالحب، والوفاء، والإخلاص.

********

عاد الجميع إلى المنزل بعد رحلة للملاهي أعادت لهم شيئًا من البراءة المنسية. جلس عمر وأمجد في المطبخ يحتسيان الشاي، وكان عمر يطالع أمجد بنظرة مليئة بالرضا. ابتسم امجد بحيرة وساله:

ممكن أسألك سؤال يا عمي؟


لاحظ عمر نبرة التردد في صوت أمجد، فابتسم بحنان وقال بهدوء:

اسأل يا أمجد، خير إن شاء الله؟


ابتلع أمجد ريقه، وشعر بالإحراج للحظة، لكنه تشجع بعد صمت قصير وقال بصوت خافت:

انت ليه بعت الشركة والشقة بتاعتك؟ وكمان... حالتك المادية بقيت صعبة، مع إنك مهندس ناجح؟


أسند عمر رأسه إلى ظهر الكرسي، وحدّق في السقف كأنما ينبش في صندوق ذكرياته المؤلم. ظل صامتًا للحظة، قبل أن يتنهد بعمق ويجيب بصوت هادئ مليء بالندم:

عشان حبيت أمك. حبي ليها كان نقطة ضعفي وبسبب قراراتي دمرت نفسي. 

أمك... كانت حلمي اللي ضاع، وندم حياتي. ضيعت كل حاجة، لأن بعد ما بعدت عني وماتت مراتي ، مبقاش عندي هدف أعيش عشانه. حتى ندى، اللي هي كل حياتي، كانت قدام عيني، بس مش في حضني. كله ضاع بسبب الأنانية.


تجمّدت الكلمات في حلق أمجد وهو يحاول استيعاب ما سمعه.  فقد صدمته حقيقة مشاعر عمر نحو أمه، لكنه لم يجرؤ على سؤال المزيد عن معنى الأنانية.  وما المقصود بها ، ارتبك للحظة، لكنه قال بخجل ممزوج بالفضول:

يعني أفهم من كلامك إنك... لسه بتحب ماما يا عمي؟


أغمض عمر عينيه للحظة كأنما يستدعي ذكرى ثقيلة، ثم فتحهما وتنهد بحرارة. كان صوته مليئًا بالألم والحنين حين قال:


أيوه يا أمجد، بحبها... وما زلت بحبها. حبها عمره ما قل في قلبي، لكنه خلاص... انتهى. مفيش أمل.


ابتسم بمرارة وهو يكمل:

عارف ليه أنا مطمئن على ندى وهي معاكم؟ لأن أمك بتربيها. ده الشيء الوحيد اللي بيخليني حاسس إن في حاجة بنتشارك فيها، حتى لو إحنا مش مع بعض.


تأمل أمجد كلمات عمر بعينين متألقتين، وكأن فكرة جريئة بدأت تتشكل في ذهنه. رفع رأسه بابتسامة واثقة وقال بحماسة:

أيوه كده فهمت... طيب إيه رأيك في...؟

************

يتبع ......

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع