رواية بحر ثائر الفصل العاشر10بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية بحر ثائر الفصل العاشر10بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
الفصل العاشر
لحقتُ بقطار العمر
قبل أن يرحلْ...
فلا أرحلْ أنا......
لحقت بقطار الأمل
قبل أن يأفل...
فيأفل معه عمري أنا....
لحقت بما تبقى مني
قبل أن أَضِيعَ مني أنا....
❈-❈-❈
ما في جبعتها ثمينٌ جدًا وتعلم يقينًا أنه يريد شراءَهُ منها لذا استيقظت باكرًا وتجملت واستقلت سيارتها إليه ، تقود وعلى محياها أعلى درجات الخبث ، لقد باتت على شفا خطوة من استرداده ، سيعود لها ولن تتركه مرةً أخرى ما حيت .
ليلة أمسٍ كانت مثمرة بعدما استدرجت توماس أور ليان وأغرقته في المشروب وسحبت منه معلومات لم تكن تتوقع أن تعلمها .
تجهمت ملامحها حينما تذكرت فاتورة ما حصلت عليه ، حينما كادت أن تدخل معه في علاقة كاملة لتتحامل بصعوبة بالغة على نفسها وظلت تناوله المشروب تحت تأثير لمساتها وهمساتها حتى ثمل وغفا .
ابتلعت لعابها بضيقٍ يخنقها فهي تفعل أي شيء لتستعيده فقط لذا زفرت وتحلت بالغرور والمكر وأسرعت بقيادتها لتراه وتعطيه ما في جبعتها .
ولكن لم يكن توماس ذلك الغبي الذي استهانت به ، فحينما استيقظ في الفندق صباحًا ولم يجدها تأكد أنها كانت تستقطبه لذا استرد وعيه ونهض مقررًا تتبعها .
❈-❈-❈
اتجه نبيل إلى مكتب ابنه ماجد وجلس يتحدث بترقب :
- بنت عمك تولت هي إدارة المصنع وعينت عمال جديدة ، مش آن الأوان بقى تغير طريقتك دي ؟
رفع أنظاره يطالع والده ثم ألقى القلم من يده وأجابه وهو يشبك كفيه :
- ولو غيرت طريقتي تفتكر هتتقبل الطريقة الجديدة ؟ بسمة مش بتيجي بالأسلوب ده يا بابا .
لوح بيده يجيبه بضيق ساخرًا :
- تمام حلو أوي ، خليك زي مانت لحد ما ييجي اللي يعرف إزاي يستكردها ويضحك عليها ويكوش على كل حاجة ، واهو تبقى أنت الشاهد على عقد جواز بنت عمك لواحد غريب .
تجهمت ملامح ماجد وأبدى انزعاجه متسائلًا بنزق :
- يعني إنت عايزني أعمل إيه دلوقتي يا بابا ؟
اندفعت الكلمات من والده يردف معبرًا عما يريده :
- عايزك تقرب منها بصفتك حبيب وتسيبك خالص من جو الأخوة ده ، لازم تقنعها إنك بتحبها وتخليها تتقبلك ، بنت أخويا مش غبية ولازم تعرف كويس إزاي تكسبها ، والأهم من كل ده لازم تتكلم مع منير لإنه عامل دوشة وزعلان إنها طردته وكل شوية يكلمني .
نهض من مكانه وتحرك نحو الباب وقبل أن يفتحه عاد يستطرد مطالعًا ابنه :
- خلّص المواضيع دي يا ماجد أنا مش فاضي لوجع الدماغ ده ، وأهم حاجة موضوعك إنت وبسمة يتم علشان ماجبش أخري .
غادر وتركه يفكر في حديثه وكيف يمكنه تحويل طريقته الأخوية معها لأخرى معبرًا فيها عن حبه لها ولكن السؤال الأهم والذي يتردد على عقله الآن .. هل هو حقًا يحبها ؟
❈-❈-❈
وصل داغر إلى المشفى بشقيقته الفاقدة للوعي .
استقبلها المسعفون وأدخلوها غرفة الفحص يفحصونها ويستمعون منه إلى ماحدث معها .
لم تسترد وعيها بعد لذا فهو في حالة هياج وذعرٍ لأجلها ، لقد بدت كالأموات حقًا وبات ينتظر منهم أي كلمة ترد له روحه ليسمعها بعد دقائق تئن أمامه ويحاول التحرك بصعوبة نحوها ليتأكد لذا حينما تأكد استرد أنفاسه كمن كان يواجه أمواجًا عاتية .
بعد دقيقتين وقف فيهما كطفلٍ بائس يحدق بها وبما يفعلونه معها اتجه أحد الأطباء إليه يطالعه بأسف قائلًا :
- اشتباه في جلطة ، بس ماتقلقش لحقناها الحمد لله بس لسانها تقيل شوية ، ممكن يكون ده نتيجة صدمة عصبية ، هنبعت حالًا لدكتور نبيل يتأكد .
انفطر قلبه لأجلها ، مازالت في مقتبل عمرها ، صغيرة وكثير عليها ما عاشته من معاناة وكبت وقهر وأخيرًا مرض ، كلما رأى ما يحدث معها زاد كرهه وغضبه لوالده وزاد تأنيب ضميره لنفسه برغم قلة حيلته آنذاك .
أومأ للطبيب الذي تركه ووقف يتجه نحوها حتى وصل إليها حيث تتمدد على السرير وما إن لمحته حتى ابتسمت له نفس ابتسامتها التي لم تفقدها قط .
نال منه الحزن أكثر ، حتى في أصعب لحظاتها تبتسم ؟ رفع كفه يتحسس خصلاتها ويربت عليها بحنانٍ بالغٍ ثم انحنى يردف بهمسٍ وحب :
- أوعي تزعلي أو تشيلي هم وأنا موجود ، كل حاجة هتتصلح .
حاولت أن تطمئنه ولكنها لم تشعر بلسانها يستجيب لذا أغمضت عينيها تخفي حزنها وتألمها ثم عادت تبصر وتبتسم له بإيماءة دلت على ثقتها به .
جاء بعد قليل الدكتور نبيل يتجه إليها ويفحصها ثم جلس بقربها يحاول معرفة ما بها من داغر ونظراته عليها وعلى تقاسيم وجهها فأخبره داغر بمختصر ما حدث ليزفر الطبيب بغيظ استطاع إخماده تحت سؤاله لها :
- تعرفي تحكيلي إنتِ إيه اللي حصل ؟ حاسة بإيه ؟
تشبه مدينة الشرفاء الباسلة التي تآمر عليها العدو والقريب فجعلوها تنزف من الوريد للوريد ، هكذا تشعر ولكنها عاجزة عن الكلام ، تحاول النطق ولم يسعفها لسانها بعد لذا زفر الطبيب بضيق من زوجها النذل ونظر إلى داغر يتابع :
- صدمة عصبية ، هنحاول نسيطر عليها بالأدوية بس لازم تبعد تمامًا عن الجو المؤذي ده ، ونصيحة من أخ أوعى تقبل ترجعها تحت أي ظرف وإلا المرة الجاية هتجيبها خلصانة .
ومن قال أنه بحاجة نصيحة ؟
من قال أنه سيردها إليه ؟
هو فقط سيسترد حقوقها وسيعاقبه على سنوات عمرها وسيقتص منه على ما فعله بها ولكن صبرًا .
نظر للطبيب بعيون ثاقبة وأردف بتعهد :
- اطمن يا دكتور الموضوع ده اتقفل خلاص .
أومأ الطبيب والتفت يحدق بديما التي تحاول التظاهر بالتعافي حتى لا ترى في أعينهما تلك النظرات التي تشعرها بكم الظلمات التي جدفت عكس التيار لتتجاوزها .
لا تحب نظرات الشفقة ، هي ليست مسكينة ولن تكون ، هي فقط تحتاج لهدنة تستعيد بها عافيتها بعيدًا عن هجومه المستمر عليها .
❈-❈-❈
صفت سيارتها أمام منزله وترجلت تخطو نحو الباب فطرقته وانتظرت ، نظرت حولها بترقب لتجد المكان هادئًا وهي لا تحب الهدوء ، زفرت بضيق ثم عادت تطرق بابه طرقات متتالية حتى فتح يطالعها بملامح ناعسة ثم تساءل بضجر :
- ماذا مارتينا ؟ هل رأيتيني في أحلامكِ ؟
ضحكت وأزاحته لتعبر للداخل مجيبة بانتشاء :
- أنت دومًا في أحلامي ثائر .
دلفت فزفر يغلق الباب ويتجه خلفها يترقب سبب مجيئها ، ارتمت على الأريكة تجلس بأريحية وتطالعه بتباهٍ قائلة :
- هيا حبيبي استعد لعودتنا ، وهذه المرة لن نقطن عند والدي بل سأسكن معك هنا .
قالتها وهي تفرد ذراعيها وتطالعه بنظراتٍ مبهمة ثم نهضت تتجه إليه وتقف قبالته مستطردة :
- جئت لك بمعلومات لن تجدها حتى في الاستخبارات الفرنسية .
لوى شفتيه بابتسامة خفيفة ثم دقق النظر فيها يتساءل :
- ومن أعطاكِ تلك المعلومات ؟
قربت وجهها منه تهس كالأفعى :
- هو بنفسه قالها ، لقد جعلته يثمل للدرجة التي صرح بها بكل أسراره .
- وكيف فعلتيها مارتينا ؟ كيف جعلتيه يثمل ؟ هل ظننتي أن توماس شخصًا يسهل التلاعب به ؟
نطقها بشكٍ صريح وقد اتضح له كيف فعلتها لتجيبه بمراوغة وخبث :
- لا تسأل عن الفعل ثائر بل انظر إلى رد الفعل وعامة اطمئن فأنا مخلصةً لك .
ضحك ضحكة رجولية عالية جعلتها تغتاظ لذا دفعته بيديها وابتعدت خطوة للخلف تصيح باستعلاء :
- هل تتعمد إثارة جنوني ؟ أخبرك أن بحوزتي معلومات عنه قادرة على عودته للعصر الحجري ، ألا تشعر بالحماس حيال ذلك ؟
اتجه يجلس على الأريكة بأريحية وحدق فيها يردف :
- هاتي ما عندكِ لأرى ؟!
اتجهت تجاوره وتضع ساقًا فوق الأخرى لتكشف عن ساقيها أمامه ثم ابتسمت تردف بحاجبٍ مرفوع :
- حسنًا اسمع ماذا أخبرني عنه وعن أفعاله حينما كان في مصر .
بدأت تخبره بما اعترف به توماس ليلة أمس وكلما تعمقت في معلوماتها زاد انتباه ثائر لها أكثر ليكتشف أنها تمتلك بالفعل معلومات لا يستهان بها .
❈-❈-❈
اصطحبته إلى قسم الشرطة بأنفه المصاب الذي خبأ جرحها بشريطٍ طبي وقدم بلاغًا ضد داغر وبالطبع شهدت معه وأخبرت الشرطة بأن الجيران جميعهم شهود عيان .
عادت معه إلى المنزل وصعدا شقتهما يدلف معها وجلس يردف بتشفي :
- يالا بقى يبقى يوريني هيعمل إيه لما يروحوا يسحبوه من قفاه البلطجي المجرم .
جلست أمامه تزفر بضيق ثم حدقت فيه تتساءل بنبرة خبيثة :
- طب وأخته هتعمل معاها إيه بعد اللي حصل ده ؟ إنت كنت مستحمل واحدة زي دي إزاي ؟ دي لا شكل ولا عود .
التفت لها يحدق بها ويستعيد هيئة ديما وما حدث معها وسقوطها ولهفة شقيقها والجيران عليها ليشتعل داخليًا حيث أنها استحوذت على حب الجميع واهتمامهم بالرغم من كونها زوجة مهملة لم تستطع إشباعه لذا نظر للبعيد وأردف من بين أسنانه بغيظ :
- ماشي يا ديما ، أنا هعرفك قيمتك كويس .
مدت يدها تربت على ساقه واستطردت بتلاعب :
- روق بس ماتحرقش دمك ، بكرة تظهر على حقيقتها وبعدين إنت واحد مش عايز تخرب بيتك وتطلق هما اللي عايزين ، وخليك مصمم على قرارك ده وتيجي تعيش في شقتها وتربي عيالها وتحمد ربها على النعمة اللي هي فيها .
تنهدت بعمق ثم استرسلت بنبرة ماكرة :
- بس لو صممت على طلاق بقى وعملتلها حكايات يبقى تِبريك من كل حاجة ، ملهاش حاجة عندك .
ضيق عينيه يطالعها بتمعن ثم مالت شفتيه بابتسامة ساخرة يوضح :
- حاجة إيه ؟ كل الحكاية ٣٠ ألف جنيه مؤخر وشوية كراكيب تحت ، أبوها أصلًا كان بايعها ، ملهاش حاجة عندي ، بس أنا بردو مش عايز أطلقها ويبان اني اتجوزت عليها ورميتها هي وعيالي .
كظمت عيظها من كلماته لتمط شفتيها ثم زفرت واسترسلت بدهاء :
- لما نشوف بس الحكومة هتعمل إيه مع أخوها البلطجي ده وبعدين روح هات العيال ، وماتخافش دانا هحطهم في حبابي عينيا .
ولى ما تقوله انتباهه وأعجبته خطتها ، حسنًا سينتظر القبض على داغر ثم سيذهب يسترد طفليه ليقهرها أكثر ولتتعلم كيف تتقن دور المظلومة جيدًا .
شرد يفكر حينما نهضت زينة تتجه للحمام وتركته ، ربما ليس لها حقوقًا ولكنها حاضنة ومن المؤكد ستأخد من ورائه وأمامه لذا سيسعى لينتشل منها جميع الحقوق ويكفيه ما عاشه معها من معاناة وبرود .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا