رواية الاربعيني الفصل الحادي عشر 11 بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات )
رواية الاربعيني الفصل الحادي عشر 11 بقلم الكاتبه فريده الحلواني( حصريه وجديده على مدونة قصر الروايات )
صباحك بيضحك يا قلب فريده
ليه تهتمي بكلام الناس...إلي يقولك شكلك وحش قوليلو مش ذنبي إن نظرك ضعيف ...إلى يقلل منك أدهسيه تحت جذمتك ....و إلى ميحطكيش جوه عنيه ميستاهلش إنك تشوفيه أصلا
أنتي أجمل و أغلي من كده بكتير ...أنا واثقه
و بحبك
أحظر من غضب الأنثى و غيرتها ...حينما يجتمع داخلها الأثنان تكن وقتها علي أستعداد تام. لحرق العالم و أنت في منتصفه دون أن يرف لها جفن
قطبت جبينها بغرابه حينما رأت اسم مي ينير شاشه هاتفها ...فقد أنقطعت عنها منذ فترة طويله ما الذي ذكرها بها الآن
دعاء : مي ...معقول لسه فكراني فينك يا بنتي
مي : سوري يا دودي أنشغلت عنك فترة ...كنت ديمًا مسافرة تبع الشغل و كده
دعاء : و لا يهمك ...أنتي أخبارك أيه و بناتك
لم يكن لديها صبر لتسمع تلك الأسئلة الممله من وجه نظرها الآن ...فهي تجلس علي صفيح ساخن لا تقوي علي تحمله
مثلت الحزن و قالت : هكلمك تاني و أحكيلك أخباري بس من فضلك أديني سالم باشا أكلمه ضروري ...حاولت أتصل بيه بس تقريبًا عشان رقم غريب مش بيرد
دعاء بقلق : حاضر ثواني ...طب أنتي كويسه فيكي حاجه
مي : أبو. البنات عاملي محضر و أنا خايفة أروح القسم
دعاء بذهول : هاااا معقوله طب ليه هو مش بعد عنك من سنين
كادت أن تسبها علي تطفلها و لكنها تمالكت حالها و قالت: مش عارفة ...أنا خايفه بجد خليني اكلم الباشا عشان يعرف في أيه
بينما كانت دعاء تتجه نحو غرفه أخيها كي تعطيه الهاتف
كان هو يكتم صرخة تلك المسكينة بيده بعدما كاد أن يتوقف قلبها من شده الرعب حينما حاوطها من الخلف و قال بغيظ : ليه قله الأدب...أنا لازم أربيكي
تنفسها العالي و شعوره بنهديها فوق ذراعه جعل كل خليه داخله تتحرك تجاهها ....مال ليلثم عنقها دون تفكير و لكن طرق الباب و صوت أخته من الخارج منعه من ذلك
زفر بجنون حينما تركها و قال بغيظ : ثواني يا دعاء ...نظر للتي تضع يدها فوق خافقها و قال بغل : لسه حسابك مخلصش
فتح الباب بعصبيه أستغربتها أخته كثيرا و قال : خير في اااايه
مدت له الهاتف و قالت بوجل : شكلي صحيتك من النوم أسفه يا حبيبي ...بس مي صاحبتي فاكرها
أشتعلت عينه بشرارات الغضب و هي تكمل : عندها مشكله جامده و محتاجه مساعدتك
سحب الهاتف بغل و قال : خير يا مدام
ردت عليه بكيد غاضب : عرفت أجيبك صح ....مجتش ليه و مش بترد و لا علي رسايلي و لا اتصالاتي
أنت فين يا سالم أنا مستنياك و إنهاردة مش هيعدي غير لما أشوفك و أعرف حكايه البت إلى كانت معاك
تركها تقول ما تريد...رغم برود ملامحه إلا إن بداخله نار ستحرق تلك المجنونه
رد عليها ببرود ظاهري و بكلمات بسيطه و لكن معناها وصل لها بسهوله مما جعلها تبتلع لعابها برعب
سالم : تمام يا مدام ...جايلك حالا و هخلصك من القصه دي خالص عشان ترتاحي ....و فقط أغلق الهاتف في وجهها ثم أعطاه لدعاء التي كادت أن تسأله عما حدث و لكنه لم يعطيها الفرصه بل أغلق الباب سريعًا ثم أتجه للداخل ليبدل ثيابه و هو يتوعد لها
رغم خوفها من هيئته الغاضبه ألا إنها حقًا شعرت بالقلق عليه فسألته بتوجس : في حاجه يا أبيه ...أنت زعلان مني أنا مقصدش أنا أسفه بجد
وقفت يده التي كان يغلق بها أزرار القميص و أخذ ينظر لها بتيه و إشفاق....بل و مشاعر كثيرة لم يكن يعلم أنه يمتلكها من الأساس
تقدم منها بهدوء ظاهري ثم وقف قبالتها مكوبًا وجهها بقوة حانيه....تطلع لها بنظرات لم تراها داخل عيناه من قبل ثم مال عليها مقبلا إياها بنهم لم يشعر به من قبل ...أبتعد بعد فترة ثم نظر لها بجنون و قال : مش زعلان ....و فقط تركها و غادر المكان سريعًا حتي أنه أكمل إغلاق الأزرار و هو يهرول فوق الدرج
داخله صراع قوي بدأ أن ينتبه له الأن ...ما بين تلك الكلمه التي أمرها أن تلقبه بها و التي تذكرة دائمًا بفارق السن بينهما ...و بين مشاعر جديده لم يجربها من قبل تجتاحه بسرعة جعلته يشعر بالخوف
نعم سالم الشريف يشعر بالخوف بل بالرعب مما يحدث معه
يجب أن يلجم تلك الأحاسيس...حقًا لن تصلح له ...لن يظلمها معه..سيبتعد حتي إذا أضطر أن يذهب إلى أقصي بقاع الأرض سيفعلها...من أجل تلك الصغيرة التي لا ذنب لها فيما ولد داخله ...رغمًا عنه
كانت تلك الأفكار تتصارع داخل عقله بينما كان يقود سيارته نحو تلك المختله التي ظنت أنها انتصرت عليه حينما وصلت له عن طريق أخته
صف السيارة أسفل البنايه ثم أتجه للداخل بغل....لا يعلم غضبه هذا بسبب فعلتها ...أم بسبب رفضه لفكرة الأبتعاد عن صغيرته ...حقًا لا يعلم ....أو يحاول الإنكار
فتح الباب بغل ثم أغلقه بقوة جعلتها تنتفض من مجلسها و تنظر له بخوف رغم محاولتها تمثيل الشجاعة و هي تقول : يعني كان لازم أعمل الفيلم ده عشان تيجي يا باشا
وقف قبالتها شامخًا ببرود رغم غليانه الداخلي ...وضع يداه داخل جيوب بنطاله كي يمنع حاله من صفعها
ثم قال : بمزاجي ....جيت بمزاجي و أنتي عارفه إن متخلقش إلى يجبر سالم الشريف علي حاجه
مي بمهادنه : عارفة ...بس أنا أتعصبت لما ...
قاطعها سريعًا و قال بغضب : علي نفسك يا روح أمك ...تتعصبي علي نفسك مش عليا ....معايا أنااااا تفكري مليون مره قبل ما تعملي أي تصرف غبي سااامعه
مي بجنون : أنت في أيه بالظبط ...أيه إلى غيرك كده ...دا أنت مكنتش بتفوت يومين غير لما تطلبني ونتقابل ....مين البت دي يا سالم بيه ....اااايه نفسك جابتك عالعيال و ناوي تجرب
صفعه قويه هبطت فوق وجنتها كانت هي الرد الأمثل علي كل ما تفوهت به من حماقات لن يقبلها
نظرت له بذهول و قالت بغل : بتضربني عشانها ...مين دي ااااانطق
لف خصلاتها حول كف يده ثم جذبها بعنف جعلها تصرخ من شده الألم
لم يهتم بل قال بتجبر : صوتك لو علي عليا هقتلك ....بأي حق بتحاسبيني ...أيه إلى بيني و بينك غير حتت ورقه وسخه أقطعها في دقيقة و آخرها الزبالة ...زيها زي غيرها
بكت بقهر و هي تقاوم جذبه لشعرها الذي كاد أن ينخلع في يده ثم قالت بصعوبه: أنا كده يا سالم. ...أنت شايفني كده
تركها بغل ثم قال بتجبر : شايفك أيه لا مؤاخذه....أنتي واحدة أتجوزتي مرتين و فشلتي محبتيش تعيدي التجربه تاني
بس كا ست ليكي إحتياجات ...و أنا راجل رافض فكرة الجواز من أساسه بس كا راجل بردو ليا إحتياجات
إتفاقنا كان واضح من الأول محدش له دخل بحيات التاني ....و الورقه إلي بينا عشان الحرام مش أكتر
بنتقابل أخد مزاجي منك و أمتعك ...بعدها كل واحد يرجع لحياته ....أيه بقي هااااا مش ده إتفاقنا من الأول
ردت عليه بجنون : أيوه ...و أنت قولتلي إنك مش بتاع جواز ...وافقت و بقالنا أكتر من سنه مع بعض إنما لما الأقيك بقالك فتره متغير و إكتشف ان في حياتك عيله قد ولادك يبقي من حقي أتكلم ...من حقي أعرف دي مين...تبقالك أيه يا ساااالم
رد عليها بغضب جم : و أنتي مال أمك أصلا ...كل ده ميخصكيش...
نظر لها بقوة يشوبها الغيظ و أكمل : إحنا لحد كده حلوين مع بعض ....أعقب قوله بالأتجاة نحو الداخل
علمت أنه ينوي إحضار ورقه الزواج العرفي التي يحتفظ بها في الغرفه الخاصة بهم كي يمزقها و ينهي علاقتهم نهائيًا
لحقته سريعًا بلهفه و قبل أن يفتح الخزانه أمسكت ذراعه بقوة و هي تقول ببكاء : هتعمل أيه ...معقول هتقطع العقد
نظر لها بغضب ثم قال : اه هقطعه فين المشكلة ...هو إحنا بينا قصه حب و مش مصدقه أني هسيبك
تفاجأ بإلقاء جسدها فوق صدره و لفت ذراعيها حوله بقوة ثم قالت بتوسل : لا أرجوك ...أنا مقدرش أبعد و لا أستغني عنك ...أنا أسفه حقك عليا مش هعمل كده تاني
حاول أبعادها و هو يقول بهدوء ظاهري : مش هينفع يا مي ...أدام بدأتي في شغل النسوان إلى أنا أساسًا بكرهه يبقي مش هينفع ....مش بحب وجع الدماغ
أخذت تقبل صدره بجنون و هي تقول بتوسل : أقسم لك مش هعملها تاني هرجع زي ما كنت...أنا بس أضايقت و أتحرق دمي بعد إلى عملته فيا الصبح
كوبت وجهه بجنون و هي تكمل : عشان خاطري ...دا أنا ميوش إلى ديمًا تقولها مفيش واحده كيفتني غيرك ...عشان خاطري يا سالم ...وحشتني و هتجنن عليك ...كانت تتحدث و هي تفرك جسدها في جسده بأغواء و هياج وصله سريعًا ....فقد أمضى معها عامًا كامًلا لذلك يحفظها عن ظهر قلب
أما هو ...رغم شعوره الملح بالأبتعاد عنها و رفضه للمسها....إلا أنه كان يرغب في إفراغ غضبه و نارة المشتعله بداخله ....ليس بسبب تلك ال مي ...و لكن بسبب تلك الصغيرة الذي أقسم أن يبتعد عنها و في نفس الوقت لن يمس شفاه أنثي بعدها
كادت أن تلمس شفتيه إلا أنه أبعد رأسه و قال : ماشي يا مي ...هعديها المرة دي بس صدقني مره كمان مش هتكلم و لا هناقشك هقطع الورقه و أخلص تمام
أبتسمت بأتساع و بدأت تحل أزرار قميصه و هي تقول : أتفقنا يا روحي ...أنا غلطانه ...أنسي بقي ....أعقبت قولها بمحاوله تقبيله مرة أخري إلا أنه أبتعد سريعًا ثم مال ليقبل عنقها بغل و هو يقول : معنديش وقت للبوس إنهاردة ...و فقط أعقب قوله بتمزيق ثوبها الحريري ثم أتجه بها نحو الفراش و يلقيها عليه بقوة ....لم يمتعها ...لم يمارس معها تقوسه التي أعتادت عليها بل أحبتها
ضاجعها بمنتهي الهمجيه دون أي مقدمات ....كل ما كان يفعله هو إغماض عينه كي لا يراها فتضيع شهوته في لحظه ...و في نفس الوقت يلجها بقوة ألمتها دون وعي منه حتي أنه لم يسمع صراخها ليس متعه بل استعطافًا منها أن يهدأ قليًلا
و ما جعلها تنظر إليه بصدمة من بين دموعها ...حينما سحب رجولته منها سريعًا ثم أفرغ شهوته فوق بطنها كما يفعل دائمًا ....تركها دون أن يتفوه بحرف و أتجه نحو المرحاض بسرعه كأن شياطين الأرض تطارده
و علي الجهه الأخري كانت تحادث صديقتها بحريه لأول مرة ....قصت لها كل ما حدث معها بالتفصيل منذ أن تزوجته إلي أن تركها من عده ساعات
كانت رانيا تستمع بصدمه لكل هذا و بعد أن أنتهت قالت بذهول : يا نهار أسود ...بوس و تحرش و في الآخر أبيه ....ده أبيه من أي إتجاه معلش
سمر بحزن : مش عارفه يا رانيا ...أنا خايفة بجد أسلوبه غريب ...أنا بخاف منه
رانيا بغيظ : أنتي هبله يا بت إزاي تسيبيه يعمل فيكي كل ده ...ملطشتوش قلم علي وشه ليه
شهقت بفزع ثم قالت بخوف من الفكرة نفسها : هاااااا...أنا اضربه أنتي أتجننتي
رانيا بلؤم : و فين المشكله ...و لا أنتي عجبك التحرش و البوس جاي علي هواكي يا قلب أختك
أحمر وجهها خجًلا و هي تقول : عيب علي فكرة ...أنتي عارفة إن عمر ما حد لمسني....و إذا كنت سكت غير أني بترعب منه و معنديش الجرأة إن أمنعه ....هو في الآخر جوزي يعني إلي بيعمله مش حرام و كمان الصراحة بخاف اقول لأ أغضب ربنا عشان رفضت جوزي
رانيا بحكمه: عندك حق في كل كلمه يا قلب أختك بس الكلام ده لو كان جواز بجد ...
سمر : يعني أيه مش كتبنا علي يد مأذون
رانيا : شرعًا و قانونًا جوازكم صحيح ...إنما أنا بتكلم علي سبب الجواز....بس إلي محيرني إزاي مكنش طايقك و هو إلي طلب منك تقولي أبيه ...و إزاي طالع نازل يبوس
سمر : معرفش بقي أنا حكيتلك عشان تقوليلي أتصرف إزاي
رانيا بتعقل : طب قبل ما أقولك يا حبيبتي ...أنتي حاسه بأي حاجة ناحيته ...و فرق السن الكبير إلي بينكم ده بالنسبالك عادي
أبتلعت لعابها بوجل و هي شاردة في حديث صديقتها العقلاني ...ماذا ستقول ...هل تبحث عن إجابه. ...أم إنها تعرفها دون أن تحتاج للبحث
قبل أن ترد عليها وجدته يقتحم الغرفة بوجه متجهم ...خافت من هيئته فقالت سريعًا : رانيا أقفلي و نتكلم الصبح
نظر لها بغضب غير مبرر ثم قال : أيه إلي مسهرك لحد دلوقت ....و بتكلمي مين
سمر بخوف : دي رانيا يا أبيه ...الكلام أخدنا و محستش بالوقت
أتجه نحو المرحاض و هو يقول: روحي نامي عالكنبه ...أنا تعبان و مش هعرف أنام جنب حد ....و فقط أغلق الباب خلفه بقوة كي يهرب من نظراتها الحزينة المعاتبه الذي رآها....بقلبه ...لن يحتاج أن يراها بعينه
أما هي ...كتمت دموعها بشق الأنفس ثم أتجهت نحو الأريكه و تمددت عليها بهدوء ظاهري
بمجرد أن غطت وجهها أنسابت دموعها بغزارة و لم تقوي علي تحمل الغصه التي أستحكمت من خافقها و حلقها
مر أسبوعًا علي آخر الأحداث...
.تجنبها نهائيًا حتي مزاح أمه أو كلماتها ذات المعني الذي يفهمه جيدًا ...لن يجاريها فيهم مثلما كان يفعل دائمًا
الجميع شعر بتغيرة و كلما سأله أحد يقول ببساطة : شغال علي قضيه كبيرة أخده كل تفكيري
أما عن دعاء فقد عادت اليوم إلى منزلها بعدما حادثها زوجها ليخبرها بميعاد عودته غدًا ...قررت أن تعود إلي بيتها لتجهز له استقبالًا يليق بغيابه الذي تعدي الشهران ...
جلست سعاد بشرود بينما أتت إليها سمر ثم جلست جانبها و قالت بأدب: طنط ...هو أنا ممكن أروح لماما شوية
نظرت لها سعاد مطولًا ثم قالت : طب ممكن تقعدي معايا أنا شويه ...عايزة أتكلم معاكي في موضوع مهم
سمر : يا خبر يا طنط تحت أمرك طبعًا
ربتت سعاد علي قدمها بحنو ثم قالت : ميؤمرش عليكي ظالم يا سموره ...تنهدت بهم ثم أكملت : هتكلم معاكي كأنك بنتي و لو الكلام معجبكيش أعتبري نفسك مسمعتيش حاجة
توجست خيفه مما سمعت و لكنها ردت عليها بإحترام : أكيد يا طنط أتفضلي قولي كل إلي أنتي عايزاة و تأكدي إن أي حاجة هتقوليها أستحاله حد يعرفها
غامت عيناها بدموع الحزن ....أصبح وجهها يصرخ ألمًا عكس تلك التي دائمًا تمزح و الضحكه الحلوة لا تفارق ثغرها
سعاد : أنا هحكيلك حاجات محدش يعرفها غير أنا و ولادي ...عشان أنا أرتحتلك و حسيتك زيهم يعلم ربنا
أبو سالم الله يرحمو و يسامحو كان راجل شديد ...قلبه حجر ..معندوش ذرة رحمه لا علي غريب و لا حتي عليا أنا و ولادة ....شوفت معاه عذاب و قهر يهد جبال بس أتحملت عشان خاطر ولادي
من كتر إلي شوفته ولادي أتربت عندهم عقده من الجواز ....لدرجة إن دعاء بتابع مع دكتورة نفسيه
برقت عيناها بذهول فأبتسمت سعاد بحزن ثم أكملت : أيوه يا بنتي ..كانت كل ما يتقدملها حد ترفضه تخاف يكون زي أبوها و تعيش العذاب إلي أنا عيشته
يمكن محمد جوزها الوحيد إلي قدر يغير فكرتها شويه و لما حست إنها حبته قررت تتباع مع دكتورة عشان تقدر تعيش و تكمل حياتها
سالت دموعها بهدوء حزين و هي تكمل : أما سالم بقي ده حكايه لوحدة ....بعد المرار إلي شربه علي أيد أبوه كره الجواز....جواه خوف أنه يطلع زي أبوه و يبهدل إلي هيتجوزها....ده غير أنه قرر يعوضني عن إلي شوفته ...بقي صاحبي و حبيبي و ساعات أبويا إلي بشتكيلو وجعي كمان
مع مرور السنين حاولت معاه أنه يشوف بنت الحلال إلي تسعده و تعوضه بس هو رفض لحد دلوقت رغم أني هموت و أشيل ابنه و لا بنته ...عمره ما رفضلي طلب إلا ده
عاش حياته كلها ليا و لأخته بس يا بنتي أنا مش هاعيش ليه العمر كله ...نفسي أطمن عليه مع إلي تحبه و تصونه و تعوضه عن كل إلي شافه
بكت سمر معها بتعاطف و قد ألمها قلبها بعدما سمعت إختصار قصه يملأها الوجع فما بال لو علمت التفاصيل
نظرت لها سعاد من بين دموعها و أكملت برجاء : يعلم ربنا إنك عندي زيهم و عمري ما أقبل عليكي الظلم ....أنا عارفة إن فرق السن بينك و بين ابني كبير بس أقسم لك بالله لو لفيتي الدنيا ما هتلاقي في حنيته و لا جدعنته و رجولته ...إلي في أيده دايمًا مش ليه ....و يضحي بنفسه عشان إلى يحبه
أنا نفسي تاخدي جوازكم بجد مش مجرد حمايه من أهل أبوكي
نظرت لها سمر بصدمة و قالت دون أنتباه : حضرتك عرفتي منين إتفاقنا
أبتسمت علي طيبتها و قالت : محدش قالي بس أنا عارفة أبني ...لو أنتي حاسه إنك مرتحاله....مجرد راحه بس حاولي تدي نفسك فرصه و تقربي منه و أنا أحلفلك إنك هتموتي فيه مش تحبيه بس ...هتلاقي معاه العوض و الحب إلي مش موجود في الدنيا
سالم كل إلي محتاجه حد يحسسه بالأمان...رغم أنه سند و ضهر و أمان لينا كلنا بس هو من جواه محتاج للأمان....محتاج حد يطمنه يأكدله أنه كويس و مخدش حاجه من طباع أبوه ....محتاج إلي تحسسه بحبها و تقبلها ليه بأي وضع
وقتها هتشوفي إلي عمرك ما تتخيليه من حب و دلع و حنيه ...هتحسي إنك ملكة ...ماسه غالية شايلها جوة عنيه و قلبه ...عشان خاطري يا بنتي حاولي ...مجرد محاوله و لو مقدرتيش أو محستيش بحاجة من ناحيته عمري ما هجبرك تكملي معاه و هيفضل يحميكي لحد ما تكملي سن الرشد و وقتها هيحلك من أي ارتباط بينكم و تعيشي حياتك زي ما أنتي عايزة ...نظرت لها برجاء يشوبه الأمل ثم أكملت : ها قولتي أيه
تطلعت لها سمر بحيره كبيرة ...حديثها مس شيء ما داخلها ...خاصه الشعور بالأمان الذي كانت تحتاجه و قد أعطاه لها بسخاء ...حديث سعاد تلك الضاحكه الباكيه جعل عقلها يتوقف عن العمل رغم الصخب الدائر داخلها
مرت عده دقائق مثل سنه و أكثر ما بين عين تتوسل و أخري غرقت في بحر الحيره و الخوف
و ما بين قلبا راجي و أخر مرتعب كان جوابها هو .....
ماذا سيحدث يا تري
سنري
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا