رواية بحر ثائر الفصل الحادى عشر 11بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية بحر ثائر الفصل الحادى عشر 11بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
الفصل الحادي عشر
صفعته وارتدت على الأريكة فأسرعت منال تسندها مع دينا وبسمة ثم تملكت منال قوة هجومية شرسة وهي تلتفت وتقف في وجه كمال الذي ألجمته صدمة الصفعه وصاحت بهدير :
- اطلع برا بيتي حالًا بدل ما ألم عليك أمة لا إله إلا الله ، ابعد عن بنتي واولادها يا ندل .
وجد نفسه يهان ووجدها تحتضن الصغيران بقوة والتقطت أذنه صوت تلك الغريبة وهي تتحدث مع النجدة وعيون دينا تطالعه بشراسة وعنفوان و ... ديما لا حول لها ولا قوة بعد أن استنفذت جُل طاقتها في صفعة لذا لم يجد بدًا من المغادرة قبل أن يأتي الجيران ثم الشرطة ويقحموه في مسألة لن يستطيع مواجهتها .
نزع نفسه يغادر وأردف قبلها بتوعد ليداري مذلته مشيرًا بسبابته :
- ماشي يا ديما ، أنا هدفعك تمن القلم ده غالي أوي ، وابقي وريني هتطلقي ازاي ، هتفضلي كدة لا طايلة سما ولا أرض ومالكيش مكان في بيتي بعد كدة .
غار وجلست منال تهدئ الصغيران اللذان أجهشا في البكاء ووقفت بسمة تطالعهما بحزن وحيرة ثم أردفت بحزن :
- أنا لازم امشي دلوقتي ، وماتقلقوش أنا هكلم المحامي يروح لداغر فورًا .
التفتت تحدق في ديما التي كانت على وشك الانهيار واسترسلت بنبرة داعمة :
- ماتقلقيش كل حاجة هتبقى تمام ، إنتِ معاكِ الشرع والقانون .
لم تستطع ديما أن تومئ لها ولكنها أسبلت جفنيها لتغادر بسمة بعدما ودعتهن متجهة إلى قسم الشرطة مع محاميها .
تحاملت كثيرًا على نفسها بالقدر الذي جعلها تريد أن تغفو لعدة أيام متواصلة ، تريد أن تريح هذا العقل المجهد والقلب المتألم على حال صغيريها وأسرتها التي عانت معها خاصةً شقيقها الغالي .
نظرت لوالدتها وأرادت طلب المساعدة لتفهمها منال على الفور وتساندها مع دينا تتحركان بها نحو الغرفة وتردد بقهرٍ على حالها :
- منك لله يا كمال ، حسبي الله ونعم الوكيل فيك .
أدخلتاها وتمددت على الفراش ثم رفعت منال الغطاء فوقها وانحنت تقبل رأسها وتردف بحنانٍ حزين :
- ارتاحي يا عمري شوية .
أومأت إيماءة بسيطة ثم أغلقت عينيها وغفت علها تستيقظ على حالٍ جديد .
❈-❈-❈
عاد إلى منزله بعد قضاء ساعة في رياضة الركض حول منطقته .
دلف يزفر واتجه نحو غرفته ليحضر ثيابه ويأخذ حمامًا منعشًا .
الدقائق مرت سريعًا وخرج يخطو نحو مطبخه يحضر فنجانًا من القهوة مع شطيرة ووقف يفكر دومًا بلا هوادة في حياته الفاقدة للشغف ، خاصة الجزء العاطفي منه وكأنهم وضعوا قلبه داخل صندوقٍ صنع من ثلج .
التقط قهوته بعدما أعدتها الآلة واستل الشطيرة يتجه نحو شرفته ويجلس بها كالعادة ، يحب الاسترخاء هنا لأطول فترة ممكنة .
هنا يلهم بالأفكار وهنا يسافر بخيالاته وهو يسمح لأمنياته بالظهور ، مد يده ليزيح الستار ويفتح النافذة ولكنه قبل أن يفعل لاحظ أمرًا غريبًا .
سيارة جديدة على المكان تقف في طرف الشارع لا يظهر منها سوى مقدمتها ، دقق النظر فيها يحاول افتراص من بها ولكنه فشل ، يبدو أن أحدهم يحاول الوصول إليه .
لذا ادعى أنه يحاول فتح النافذة مبتعدًا بنظره عن مرمى السيارة التي ما إن لاحظ من بها حركة النافذة حتى تحرك يتراجع للخلف ليختفي في المنعطف المقابل ويتأكد ثائر من شكوكه ويدرك أنه مراقب وبالطبع من المؤكد أن هذا المتخفي أحد رجال توماس .
ليتزين ثغره بابتسامة مسلية واضحة وها هو يجد ما كان يتمناه ، اللعب مع أحدهم حيث أنهم يعيدون الشغف إليه شيئًا فشيئًا .
❈-❈-❈
أراد زوجة تكون تحت رهن إشارته ما إن دعاها إلى الفراش لبته على الفور مهما كانت أعذارها ولأنه يستحق الكرم جاءته من هي على شاكلته بل أنها تتخطاه شغفًا في هذه المسألة .
جلس مستندًا على ظهر فراشه يستعيد ما حدث منذ ساعات في منزل عائلة زوجته ، لولا أنه عاد إلى زينة وانتشلت بطريقتها وكلماتها غيظه وغضبه لكان هاج بشكلٍ عاصف ، لم يخبرها أن ديما صفعته بل تحدث متباهيًا عما فعله وتعلل بصراخ الصغيرين وذعرهما لذا قرر أن يغادر .
التفت ينظر إليها ليجدها تتوسط الوسادة وتنام بلا مبالاة ، لقد انتشلت لنفسها ما تريده ولا شيء يثير اهتمامها بعد ذلك .
عاد يبتلع لعابه ويشعر بالجوع يلتهم معدته ولكنه لم يوقظها بل نهض يتحرك باحثًا عن طعامٍ كان قد أتى به ليتفاجأ بأنها لم تترك له أي شيء لذا زفر بضيق وقرر الاتصال على أي مطعم ليقوم بطلب طعام يسد جوعه به .
أغلق بعدما طلب الطعام وارتدّ على المقعد في الصالة يفكر ، لا يريد أن يحررها ، لا يريد خلاصها ولا إطلاق سراحها ، يستنكر أن يعترف لنفسه بأنه يحتاجها لذا يبرر رفضه بطفليه ، يستنكر أن يعترف أنه يعلم يقينًا إن حررها ستنجح وتنهض وربما وجدت عند غيره متاعها لذا فقد أظلمت عينيه وهو يردد داخله بأنه لن يحررها أبدًا مهما فعلوا وهذا قراره مهما كانت العواقب .
ابتسامته ولمعة عينيه جعلتاه يفرد نفسه أكثر معتقدًا أن جُل ما فعله صواب .
❈-❈-❈
أدلى بأقواله إلى الضابط الذي أبدى تعاطفه مع الواقعة ولكن يظل القانون قانونًا وقبل أن ينهي المحضر طرق الشرطي الباب ودلف ينظر لرئيسه قائلًا باحترام بعدما أدى التحية :
- حضرة الضابط الأستاذ وليد محفوظ المحامي والآنسة بسمة الراوي طالبين يقابلوا حضرتك .
توتر داغر في جلسته هو لا يريدها أن تأتي وتراه هكذا ولكنه نظر إلى الضابط يوضح بهدوء :
- الآنسة بسمة الراوي تبعي يا باشا .
أومأ الضابط بتفهم ونظر للشرطي يردف بجدية :
- خليهم يدخلوا .
أومأ الشرطي وسمح لهما بالدخول فدلفت بسمة تنظر إلى عين داغر الذي طالعها بنظرة امتنان وحرج لتومئ له مبتسمة بينما اتجه المحامي يرحب بالضابط ويعرف عن نفسه ثم جلس يردف برسمية وهو يشير نحو داغر :
- طبعًا أكيد الباشمهندس حكالك عن اللي حصل واندفاعه ناحية زوج أخته كان بدافع الكبت والقهر اللي اخته اتعرضت ليهم بس بما إن البلاغ تم فخلينا ندفع كفالة والباش مهندس يروح لعيلته وأنا هتواصل مع الطرف التاني علشان يتنازل .
كان حديثه ناتجًا عما قالته بسمة له طوال طريقهما ليدرك ما عليه فعله حيث أنه عُرف بالدفاع عن قضايا الأسرة ويعلم جيدًا هذا النوع من الكمال كما يدرك جيدًا كيف لم يسيطر داغر على غضبه .
❈-❈-❈
وصلت إلى الأراضي المصرية الطائرة العائدة من فرنسا تحمل على متنها شابة في العشرين من عمرها ، ترجلت تتقدم خطوة وتؤخر الأخرى ، نشب عراكًا من الحزن والألم على ملامحها السمراء .
تعود بخيبة حصلت عليها كمكافأة نهاية الخدمة والندم يصاحبها منذ أن قررت العودة ، لم تكن تدرك أنه تم استغلالها بأبشع الطرق وهي من ظنت أنها وجدت الحب الفرنسي كما كانت تتمنى وتحلم .
دلفت المطار واتجهت لتختم أوراقها بإرهاق وملامح محملة بالهموم التي زادتها عمرًا لا ينتمي لها .
وقفت في الصف تنتظر دورها بضيق ودوار يشعرها أنها ستسقط لا محالة ، التفتت تنظر حولها وبرغم يقينها أن لا أحد هنا ينتظرها إلا أنها تمنت لو ترى والدتها أو شقيقها ولكن هذا يعد ضربًا من ضروب المستحيل فهما تبرآ منها وانتهى الأمر .
جاء دورها فوقفت تتحدث مع الموظف وتناوله أوراقها لتنهي الإجراءات وتغادر سريعًا ولكنها تفاجأت بنظراته التي تحمل الشك الذي أرعبها لذا تساءلت بحروفٍ متقطعة :
- فيه حاجة ولا إيه ؟
باغتها بنظرة شمولية ثم أشار إلى ضابط الأمن الذي جاء يميل عليه فأخبره الموظف أنها الفتاة التي تم التبليغ عنها لذا تحرك الضابط نحوها يردف برسمية :
- اتفضلي معانا .
وقفت مترنحة وتساءلت والشحوب يزداد على ملامحها :
- اتفضل فين ؟ أنا عايزة أفهم في إيه ؟
- اتفضلي معانا وهتفهمي كل حاجة .
انتظرها أن تطيعه حيث الجميع لاحظ ما يحدث ولكنها عاندت تصيح بهياج نبع من خوفها :
- مش منقولة من هنا قبل ما أفهم إيه اللي بيحصل .
زفر الضابط ونادى على دياب الذي يقف يتابع بتأهب فأسرع نحوه ليردف بنبرة آمرة :
- خد منها الشنطة دي وتتفتش كويس .
مد دياب لها يده لتناوله حقيبتها الشخصية مردفًا برصانة :
- ممكن الشنطة لو سمحتِ ؟
أدركت أنها وقعت في فخٍ نُصب لها وبرغم يقينها أنها لم تضع أي شيء مخالف في حقيبتها إلا أنها تعلم جيدًا حقارة توماس أور ليان ولكن ما كان عليها إلا الإذعان لأوامرهم لذا مدت له الحقيبة وما كاد أن يأخذها حتى ذهل مما يحدث حيث مالت الفتاة عليه فاقدة للوعي بين ذراعيه وأمام الأعين التي أثار المشهد فضولها .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا