رواية اسمى معاني العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم سلمى سمير(جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)
رواية اسمى معاني العشق الفصل الثاني عشر 12 بقلم سلمى سمير(جديده وحصريه فى مدونة قصر الروايات)
البارت الثاني عشر
#أسمي_معاني_العشق
*************
داخل غرفتهم بالفندق
في صباح اليوم التالي، استيقظ عمر لا يصدق نفسه أن ندى صارت زوجته وقضت اول ليلة بين أحضانه ينعم بعشقها، ابتسم ونظر إليها يتأمل تلك الحورية التي تتوسد صدره براحة ونعومة. عيناه لم تفارق خصلات شعرها الذهبي الحريري التي بدا وكأنها تعكس ضوء الشمس، بينما كانت أنامله تداعب تلك الخصلات بلطف.
شعرت ندى بنظراته الدافئة، فابتسمت بخجل ورفعت رأسها ببطء لتلاقي عينيه. ابتسم لها بحنان وقال: صباحية مباركة يا عروسة.
ازدادت حمرة وجهها، وابتسمت بخجل وهي تخفض رأسها مرة أخرى، مدفونة في صدره.وقال بمرح وبعدين معاك يا عمر؟ صباحية إيه؟ إحنا كبرنا على الحركات دي.
ضمها إليه بقوة، كأنه يخشى أن تبتعد، ثم طبع قبلة على شفتيها ببطء، قبلة حملت بين طياتها كل العشق الذي يملأ قلبه.دنا من أذنها وقال بابتسامة ماكرة:
بذمتك، اللي عشتيه معايا امبارح مش يخلي النهارده أحلى يوم ليكي كعروسة وتبقي صباحية مباركة؟
ابتسمت ندى ابتسامة واسعة، وقد عادت إلى ذاكرتها كل لحظة حب عاشتها بين يديه الليلة الماضية. كانت ليلة لم تحلم بها قط، فقد منحها فيها قلبه وروحه قبل أن يرويها عشقًا
هزت رأسها بالإيجاب وجذبت الغطاء بسرعة لتستر جسدها قبل أن تنهض. بادرها عمر بسؤال يحمل مزيجًا من الدهشة والمزاح:
على فين يا جميلتي؟ أوعي يكون اللي في بالي!
رمقته بنظرة غاضبة، واقتربت منه لتدفعه في صدره، وهي تهتف بغيظ:
أيوه يا عمر! هاخد حمام وألبس الروب بتاع الفندق لحد ما تتصرف وتجيب ليا لبس. ده اللي قلتلك عليه امبارح وانت مسمعتش كلامي!
ممكن تقولي هخرج من هنا إزاي؟"
ضحك عمر بمكر، وجذبها إليه فجأة، ساحبًا الغطاء من عليها ليسترها بجسده وهو يضمها إلى صدره. همس في أذنها بنبرة ماكرة:
صدقيني، مش محتاجين هدوم خالص. إحنا هنا عايشين على طبيعتنا. وبعدين ماله الروب؟ أو حتى الفوطة؟ ده أحلى إغراء!
ثم أضاف وهو يطبع قبلة خفيفة على شفتاها قبل أن يلتهمها باشتهاء:
لما نفكر نخرج، ساعتها نبقى نشوف موضوع اللبس. دلوقتي تعالي قربي... صبحي عليا علشان أفطر بنفس.
ابتسمت بدلال يشع حبًا لذلك العاشق الذي لا يتوانى عن إظهار عشقه الجامح لها، وكأنها أميرة في عينيه لا يرى غيرها. استسلمت له برضا، تستقبل قبلاته الحارقة ولمساته التي تسري في جسدها كسيمفونية عشق. تلاقت أرواحهما وانسابت مشاعرهما في انسجام تام، ليغرقا معًا في عالم خاص لا يضم سواهما، عالم من المتعة والهيام، حيث لا مكان فيه إلا للحب.
************
مرّ الوقت بينهما في انسجام تام، ينهلان من نبع الحب الذي جمعهما ما بشاءن، يسرقان من الزمن لحظات السعادة كتعويض عن سنوات الحرمان التي فصلت بينهما. لكن اللحظة السحرية قطعتها فجأة رنّة هاتف الفندق.
انتفضت ندي ناهضه بسرعة وهي تتوقع أن يكون المتصل أبنها أمجد، وحاولت النهوض، إلا أن عمر سبقها وأمسك بالهاتف قبلها. أجاب المتصل باقتضاب ثم أغلق الخط بعد ثوانٍ، وبدون كلمة، نهض مسرعًا يرتدي الروب الخاص بنزلاء الفندق.
نظرت إليه باندهاش، ثم قالت بلهجة ممتزجة بالريبة:
عمر، هو في إيه؟ مين اللي كان بيتصل؟ وعايز إيه؟
اقترب منها عمر، ولثم شفتيها بخفة، وكأنه يحاول تهدئتها دون أن يمنحها إجابة مباشرة. همس مبتسمًا:
الصبر يا حبي... ثواني وهجيب حاجة وأجيلك على طول.
لكن قبل أن ينهي كلماته، دوى صوت طرق خفيف على الباب. أسرع لفتحه، وغاب دقيقة قبل أن يعود حاملًا حقيبتين ممتلئتين بالملابس
نظرت إليه بعيون مريبة، ممتزجة بالتساؤل، وقالت بنبرة معاتبة:
يعني كنت عامل حسابك وبتضحك عليا؟
ابتسم بحنان، وناولها مظروفًا، ثم قال بصوت هادئ:
عمري ما ضحكت على حد، متخيله يوم احب اضحك أضحك عليكي؟ ده يبقى كأني بضحك على روحي. خدي الظرف ده... يمكن يوضحلك كل حاجة.
تناولت المظروف بحذر، وبدأت تفتحه. ما إن أخرجت محتوياته حتى وقعت بين يديها تذاكر طيران لإحدى الدول، ومعها خطاب مكتوب بعناية. فتحت الرسالة بلهفة، وبدأت تقرأ ما فيها. لم تتمالك نفسها، فدمعت عيناها بينما الكلمات تلامس قلبها. لاحظ عمر تأثرها، فاقترب مستأذنًا:
ممكن أقرأه أنا كمان؟ عايز أعرف إيه اللي خلاكي تبكي بالشكل ده؛
هزت رأسها بالموافقة، وناولته الخطاب. بدأ يقرأ بصوت دافئ محتواه:
"أمي الحبيبة،
أكتب إليك هذا الخطاب وأنا أعلم أنكِ تعيشين أحلى أيام سعادتك، تلك السعادة التي وعدتك بها دومًا. لم أتخلَّي عنكِ يومًا، لكنني أردت أن أهديكِ فرحة تستحقينها. أردتُ أن تعلمي أنكِ ربّيتِ ابنًا صالحًا يسعى دائمًا لخيرك ويعمل من أجله. لقد صحيتي في سبيلي الكثير والكثير دون النظر لنفسك والان الأوان أن تحصدى ما زرعته من خير وهذا الخير يجيب ان تنالي نصيبك منه قبل الكل،
لهذا، أرسلت إليكِ هديتي. أرجو منكِ قبولها أنتِ وعمي عمر. الحقيبة الأولى تحتوي على ملابسكِ نسائية، وقد تركتُ أختي الكبرى، سمران، تختارها لكِ بعناية لتكون ملابس تناسب عروسًا جديدة.
أما الحقيبة الثانية، فهي لزوجك الغالي و قد أوصيت عمي عاصم باختيار ما يلزم لعمي عمر، أما التذكرتين فهنا رحلة لكم مدفوعة التكاليف لمدة شهر كي تقضيا شهر العسل الذي طال انتظاره.
استمتعا بوقتكم، وعوضا ما فاتكم من سنين. أما أنا، فدائمًا سأكون في انتظاركِ، يا أمي الحبيبة.
ابنكِ الغالي، أمجد.
أنهى عمر قراءة الخطاب، فكانت عيناها تسبقان كلماتها بالدموع وقالت بتاثر:
امجد ابني عمل كل حاجه علشان يسعدني أنا ربنا بيحبني بجد، اشكرك يارب انك وهبني ابن جميل في كل حاجة، طيب النفس والروح والخلق، ربنا يباركلي فيه وافرح بيه عريس لبنتك يارب يا عمر .
اقترب منها عمر كفكف دموعها بحنان، واحتواها بين ذراعيه، وهمس لها:
شايفه؟ كل حاجة نصيب يا حبيبتي، وربنا بيعوضنا بطرق ما كناش نتخيلها، من اول سعي ابنك لتطليقك من أبوه وترتيب حفل زفاف، وفرحته بان الله جميعًا
كل ده ياكد ليكي أن ربنا راضي عنا وجمعنا ع خير
ألقت ندي راسها علي صدره راضية بنصيبها الذي كتب له الله مع حبيب قلبها بمباركة ابنها الوحيد ليضمها عمر شاعرًا بالسعادة ترفرف عليهم فقد منحهم الله السعادة أخيرًا بعد معاناة وفراق سنوات
*************
مرت بينهم الايام في سعادة لا تنتهي عوضا بها حرمان سنوات من البعد والفراق،
اثناء ذلك الوقت كانت ندا الصغيرة تقيم عند خالها عاصم، تتجنب الجميع شاعرة بالغربة عنهم، وبالشوق الي والدها ووالدتها وحبيب طفولتها التي كبرت علي يداه امجد،
ذلك الشاب الذي فعل المستحيل كي يجعلها سعيدة وتعيش حياة الاستقرار مع والدها ووالدته التي. تخلي عنها لها عن طيب خاطر
ليس هذا وحسب بل قام بتجهيز شقة عمر من جديد وجعلها شقة تليق بالعرسان وحياتهم الجديد، قام بفرشها باثاث جديد وديكورات حديثه، وخصوصا غرفة ندي وهيئة لاستقبالهم
***********
عاد عمر وندى إلى شقتهما في شبرا بعد شهرٍ من شهر العسل. كانت الأجواء هادئة، رغم أن قلوب الجميع تضج بالأسئلة والمشاعر المتضاربة. جلس عمر في غرفة المعيشة، ممسكًا بهاتفه، يحاول الاتصال بعاصم ليعيد ندى الصغيرة إلى المنزل، بينما أمجد قد قرر الانتقال للعيش في شقة جده، مبررًا ذلك بعدم رغبته في إثقال كاهل والدته وزوجها.
دخل أمجد إلى المطبخ حيث كانت والدته تحضر كوبًا من الشاي. قال بصوت يحمل في طياته التردد والرجاء:
"مساء الخير، يا ماما. ندى رجعت من الصعيد ولا لسه؟"
رفعت ندى الكبيرة عينيها إليه بحزنٍ متأجج، وقالت بنبرة يغلب عليها القلق:
"هترجع النهارده. بس ليه مش عايز تعيش معانا هنا يا ابني؟"
تجنب النظر إلى عينيها مباشرةً، وكأنه يخشى مواجهة مشاعرها، ورد بإصرارٍ هادئ:
"مش هينفع، والله يا ماما. ندى بتكبر، ولازم تكون على حريتها. وبصراحة بفكر أسافر عند بابا أكمل تعليمي هناك. ووقتها أرجع تكون ندى كبرت وأقدر أرتبط بيها."
تجمدت ملامحها للحظة، وكأن كلماته أصابتها في الصميم. قالت بصوتٍ متهدج:
"لا، وعي تبعد عني. أنا بالعافية بتحمل الكام شهر بتوع الإجازة."
ابتسم ابتسامة خفيفة، لكنه لم يبدُ مقتنعًا بتوسلها:
"أنا بفكر، يا ماما. لسه مش أكيد يعني."
رن جرس الباب، فهرعت ندى الكبيرة لفتحه، لتجد عاصم يقف هناك، وندى الصغيرة تمسك بيده بحماسة. دخلت الفتاة بخطوات سريعة، وما إن رأت أمجد حتى ألقت حقيبتها جانبًا وركضت نحوه لتعانقه بقوة.
أمسك أمجد كتفيها برفق وأبعدها عنه قليلاً، ثم قال بصوت صارم:
"قولنا إيه، يا ندى؟ مفيش أحضان."
تدخل عاصم، متفاجئًا من نبرة أمجد، وقال:
"في إيه يا أمجد؟ دي بتحبك، يا ابني!"
أجاب أمجد بثقةٍ واضحة، لكنه تجنب النظر إلى عيني خاله مباشرةً:
"بس أنا بحبها. وعلى فكرة، يا عمو، أنا طلبتها من باباها."
رفع عاصم حاجبيه بدهشة، وقال بصوت لا يخلو من الاعتراض:
"لا، مينفعش الكلام ده! ابن خالها أولى."
تقدمت ندى الصغيرة بخطى حازمة، ووجهها يشع بالإصرار، وقالت:
"لا، يا خالو! أنا عايزة أتجوز أمجد. أنا بحبه أوي."
ضحك عاصم ضحكة خفيفة وقال، وكأنه يختبرها:
"وهو عمر ابن خالك وحش كده؟"
هزّت الفتاة رأسها بقوة، وقالت:
"لا، أنا عايزة أمجد وبس. أنا آسفة، يا أمجد. مش هعمل كده تاني، أوعدك. بس ما تزعلش مني."
نظر عاصم إلى أمجد، ثم قال، وقد اختلطت نبرته بالشك والتسليم:
"هو في إيه؟"
رد أمجد بثبات:
"طلبت منها لا حضن ولا بوس. مبقتش صغيرة على كده. وأنا حاليًا بعتبر نفسي خطيبها."
ابتسم عاصم، وكأنه استسلم أخيرًا لفكرة لم يكن يتوقعها، وقال:
"راجل، يا أمجد. وأنا عن نفسي موافق كمان."
في تلك اللحظة، دخل عمر إلى الشقة، ليجد الجميع يتبادلون الحديث. التفت إلى عاصم وقال بابتسامة فضولية:
"موافق على إيه، يا عاصم؟ وجبتِ ندى حبيبتي معاك؟"
رد عاصم بنبرة يغلب عليها الدعابة:
"طب سلم الأول، يا صديقي."
ما إن رأته ندى الصغيرة حتى هرعت إليه بخطوات متسارعة، واحتضنته بقوة وهي تهتف:
"وحشتني، يا بابا!"
ثم التفتت إلى أمجد بنظرة ماكرة، وقالت بخبثٍ طفولي:
"ده بابا. مش عيب أحضنه، صح؟"
انفجر الجميع في ضحكٍ خفيف، بينما قال أمجد بابتسامة مشاكسة:
"بابا وبس."
ضحكت ندى الكبيرة وقالت، وهي تمد ذراعيها بحب:
"طب مفيش حضن حلو كده لماما ندى؟"
ركضت الصغيرة نحوها واحتضنتها بحماسةٍ طفولية، قائلة:
"وحشتيني، يا أحلى ماما في الدنيا كلها."
هزّ عاصم رأسه مداعبًا:
"شهر عسل واحد؟! أنا كنت فاكركم هتقعدوا شهرين، تلاتة على الأقل."
تنهد عمر وقال بأسفٍ واضح:
"والله غصب عني، يا عاصم. حال الشركة في النازل، ومحتاج أرجّعها لسابق عهدها في أسرع وقت."
تدخل أمجد بحماسٍ صادق:
"عمو، لو محتاج أي حاجة أنا تحت أمرك."
ابتسم عمر وهو يربت على كتف أمجد، وقال:
"أنت أديتني أغلى وأجمل حاجة في الدنيا. كفاية عليا ندى."
رد أمجد بابتسامة واثقة، وكأنه يحاول استشفاف ردة فعل عمر:
"ربنا يخليك ليا، يا عمو. وأنت... هتديني أغلى ما عندك ولا إيه؟"
نظر عمر إلى أمجد طويلًا قبل أن يجيب بنبرة يعلوها الصدق والود:
"يا رب تكون من نصيبك، يا ابني. محدش هيصونها زيك."
أضاف عاصم بمرحٍ جاد:
"فعلاً، أمجد ده راجل بجد. يا رب أفرح بيك أنت وندى، وأشوفكم في أحسن حال."
تدخلت ندى الصغيرة بحماسٍ طفولي، قائلة:
"أنا كده مبسوطة! الكل موافق. رأيك إيه بقى، يا ماما؟"
نظرت ندى الكبيرة إلى ابنتها بحذرٍ يشوبه القلق، وقالت:
"يا رب بس ميكونش كلام صغار. ولما تكبري تقولي: لأ، عايزة أختار بمزاجي."
اقتربت الصغيرة من والدتها وأمسكت بيديها بإصرار، وقالت بلهجة تفيض بالعاطفة:
"لا، يا ماما. أمجد ده حبيبي واخويا وكل حاجه مقدرش استغني عنه ولا ابعد"
ساد الصمت للحظة، لكنه كان صمتًا يضج بالمعاني والمشاعر. بدت تلك اللحظة وكأنها وعد غير منطوق، يجمع بين أمل المستقبل وصدق الحاضر.
ضحكت ندى الكبيرة، لكن ضحكتها سرعان ما توقفت وهي تشعر بدوار مفاجئ. حاولت أن تقف، إلا أن قدميها خانتها، وسقطت على الأرض ببطء. اندفع الجميع نحوها بقلوب مليئة بالقلق، بينما هرع أمجد لإحضار الطبيب.
بعد فحصٍ قصير، جلس الجميع في صالة المنزل، يترقبون كلمات الطبيب بوجوه يكسوها التوتر. فجاء الخبر كصاعقة من الفرح:
"مبروك، المدام حامل."
انفرجت أسارير عمر، وانطلق صوته بسعادة غامرة:
"معقول؟ بسرعة كده؟ أنا سعيد أوي!"
ندى الصغيرة قفزت بفرح، وركضت نحو أمجد وهي تهتف:
"أخ هيجمعنا كمان! هيبقى أحلى أخ في الدنيا."
أضاف عاصم، مبتسمًا بخبثٍ مرح:
"مبروك يا عمر. لو ولد، هتسميه عاصم زي ما اتفقنا، صح؟"
ضحك عمر وربت على كتف عاصم قائلاً:
"أكيد! هو أنا ليا أخ غيرك يا عاصم؟"
بينما غمرت الفرحة الجميع، بدا أن أمجد يحمل في داخله عبئًا ثقيلًا. جلس صامتًا، يتأمل المشهد من بعيد، وعيناه تخفيان قلقًا واضحًا. بعد لحظات، دخل إلى غرفة والدته، محاولاً جمع شتات أفكاره ليبوح بما يعتمل في صدره.
قال بصوتٍ خافتٍ يحمل في طياته ألمًا دفينًا:
"ماما، سامحيني... أنا مش هقدر أزود العبء عليكِ أكتر من كده. وجودي في مصر هيزود توترك، خصوصًا بعد الحمل ومسؤولية تربية ندى وأخوها الصغير. كلها كام شهر، وربنا هيكرمك بالطفل الجديد، وهتنشغلي بيه اكثر."
نظرت إليه ندى الكبيرة بعينين دامعتين، وقد خنقتها كلماته:
"أمجد... مش معقول! إزاي تقول كده؟ دا إنت رجعتلي حياتي وحبي اللي راح، ودلوقتي عايز تحرمني منك؟ إنت أول فرحتي، يا ابني."
حاول أمجد تهدئتها، وقال بنبرة مشوبة بالحزن:
"أنت مش هتحرمي مني، يا ماما. كلها كام شهر، وأنزللك إجازة. وصدقيني، أنا دايمًا معاكم حتى لو مش في نفس المكان. وكمان لازم تخلي بالك من ندى علشاني. وأكيد هكون موجود يوم الولادة، علشان أشيل أختي أو أخويا الصغير"
تنهدت ندى الكبيرة وهي تحاول استيعاب كلماته، وردت بصوتٍ يملؤه الحزن والاستسلام:
"خلاص، يا أمجد، اللي يريحك. إنت كبرت، وعارف مصلحتك فين."
بعد لحظات، كان وداع أمجد محفوفًا بمشاعر مختلطة من الحزن والأمل. وقفت ندى الصغيرة أمامه، وعيناها مغرورقتان بالدموع، وقالت بصوتٍ متحشرج:
"مش قادرة أستحمل فراقك، يا أمجد ليه هتسافر وتسيبني هو انا زعلتك في حاجه."
أمسك أمجد يديها برفق، ونظر في عينيها نظرةً تحمل وعدًا خفيًا، وقال:
" لا يا قلبي محدش زغلتي، بس عايز اخفف علي ماما عبءمسؤوليتي ، بس انا ليا عندك طلب
امسك يدها ووضعها علي قلبه بحب:
اوعِدي نفسك لما أرجع تكوني عروستي. أنا مش هتأخر، يا ندى وهرجعلك."
في صمتٍ مثقل بالمشاعر، ودّع أمجد والدته وندى الصغيرة. كان قلبه يحمل ثقل الفراق، لكن عينيه تحملان أمل العودة. وحين غادر، بدا وكأن فرحة الحمل اختلطت بحزن الغياب، لتترك الجميع في حالة انتظارٍ جديدة، ولكنها هذه المرة، مليئة بالأمل والترقب.
******
يتبع.....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا