رواية أسرت قلبه الفصل الخامس عشر 15بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)
رواية أسرت قلبه الفصل الخامس عشر 15بقلم سولييه نصار (حصريه في مدونة قصر الروايات)
الفصل الخامس عشر (ندوب الماضي .)
اهتزت جيلان بإنفعال وهي تطالع خطيبة أمجد ...الدموع أحرقت عينيها وتمنت ان تنشق الأرض وتبلعها ...كانت تشعر انها سوف تموت بالفعل ...ليتها لم تتكلم ...بل ليتها لم تأتي ...لم يقطع أي حد الصمت الثقيل الذي حل على المكان ...اخذت دموع جيلان تنساب وهي تشعر بقلبها يتمزق ...تطرق برأسها أرضا وهي تحاول ان تجد مخرج ....وأخيراً خرجت مسرعة من المطبخ متجاوزة أريام ...وخرجت من المنزل بأكلمه ...
.....
كانت أريام تنظر الى اثرها بصدمة ثم نظرت الى أمجد الذي تجهم وجهه وقالت بإنفعال :
-ايه ده ...قولي ايه ده يا أمجد ...يعني ايه الكلام ده....
-مش وقته الكلام ده يا أريام ...مش وقته خالص ثم كاد أن يخرج لتقف بوجهه وتقول بإنفعال:
-ايه هو اللي مش وقته يا أمجد ...أنا سمعت بنت عمك بتعترف انها بتحبك ...انت شايف ان ده طبيعي وان ده حوار لازم يتأجل ...
-ايوة لازم يتأجل ...مش وقته خالص ...خصوصا ان دي خطوبة رحيق اختي وانا مش هسمح أن أي حاجة تعكر فرحتها...
-ومش مهم أنا اولع صح....اقعد افكر فيك وفي بنت عمك اللي بتحبك دي !!!
نظر إليها بغضب وقال بحزم:
-أريام وطي صوتك ..خلاص نتكلم بعدين ...روحي دلوقتي....وجودنا هنا مش حلو ...
-ووجودك.مع بنت عمك اللي بتحبك حلو؟!ولا هي المشيخة بتاعتك مش شغالة معاها...
اغمض عينيه وقال بغضب :
-اقسم بالله كلمه تاني يا أريام وهعتبر اللي بيننا انتهى ...يالا اتفضلي امشي دلوقتي وبعدين نتكلم ....
ابتسمت بسخرية وقالت:
-طيب وعلى ايه ؟!أنا دلوقتي بنهي كل حاجة ...
ثم بتهور خلعت طوق خطبتها وألقته على الأرض ثم ذهبت ......تنهد أمجد بتعب وهو ينحني ويمسك الطوق .....رباه ماذا يفعل لقد انهدم كل شئ على رأسه....
....
في بيت جيلان ...
ما ان ولجت لغرفتها حتى انهارت على فراشها واخذت تبكي بعنف ....كان قلبها يتمزق ...تشعر انها قد تعرت امام الجميع ...لقد عرف امجد وخطيبته مشاعرها الحقيقية ...عرفوا بأنها تحبه !!!...الجميع عرف انها تحب أمجد ...كيف ستواجه الجميع ...كيف ستضع عينيها بعيني أمجد وخطيبته مجددا ...لابد انهما يسخران منها ...ولكن هي التي أخطأت بحق نفسها. ...هي من تركت مشاعرها تتحكم بها ...كان ينبغي أن تدوس على قلبها...كان ينبغي الا تنسج أي احلام بشأنه ...شهقت بقوة ودموعها تنفجر من عينيها ....كان صوت بكاؤها يرتفع شئ فشئ حتى أصبح صراخ يخرج من أعماق قلبها.!!!
-جيلان !!!
قالتها شربات والدتها وهي تلج للمنزل بصدمة وخوف ...كانت قد رأت ابنتها وهي تغادر منزل امجد وقد تعجبت من سبب مغاردتها بتلك الطريقة ... لذلك ذهبت خلفها ...وها هي تأتي لترى ابنتهت منهارة بشكل لم.تراه من قبل ضميرها أنبها قليلاً وهي تظن أنها سبب انهيار ابنتها بسبب كلامها الذي قالته ...
-جيلان بنتي !!
قالتها شربات وعينيها تلمعان بفعل الدموع واقتربت من ابنتها ثم ضمتها بقوة وهي تقول بندم :
-سامحيني يا بنتي ...سامحيني ...مكانش لازم اقولك الكلام ده ...أنا بس كان قصدي افوقك ...كنت عايزاكي متبنيش احلام على الفاضي ..سامحيني يا بنتي سامحيني!!!
هزت هي رأسها بينما تبكي بعنف وتقول :
-لا أنتِ عندك حق ..عندك حق ...كان لازم تضربيني كمان ...كان لازم تعمليها ...أنتِ كنتي صح وانا اللي كنت غلط يا ماما ...ياريتني كنت سمعت كلامك
أبتعدت شربات ابنتها عنها وعبست دون فهم ثم قالت ؛
-تقصدي ايه ؟!
اطرقت جيلان برأسها وهي تنفجر أكثر بالبكاء ...قلبها كان يتمزق ...رباه الآن بداخلها لا يهدأ ابدا ...
-جيلان بنتي قوليلي فيه ايه ؟!!
قالتها شربات وهي تهزها وقد قلقت قليلا ...مسحت جيلان دموعها بكف يديها ورفعت عينيها بخجل لوالدتها وقالت ؛
-عرف بمشاعري !!!
توسعت عيني شربات بصدمة وهي تنظر لابنتها وقالت بتوتر ؛
-مين ..مين اللي عرف بمشاعرك يا بت !!
بكت جيلان أكثر وقالت:
-أمجد ..أمجد عرف بمشاعري يا ماما...هو كان عارف ...ومش هو وبس ...كمان خطيبته أريام ....
قالت كلمتها تلك ثم انفجرت بالبكاء !!
-عرف بمشاعرك ازاي ...انطقي وقولي !!!
رفعت جيلان عينيها وبدأت تحكي لوالدتها كل شئ
بعد قليل
نهضت شربات كالملسوعة وقالت:
-بتقولي ايه ؟!
بكت جيلان أكثر وهي وهي تشعر بالخجل أكثر بينما أخذت والدتها تدور حول نفسها وهي تشعر أنها سوف تفقد عقلها بينما تتمتم :
-يا دي الفضيحة ...ده اللي كنت خايفة منه ...يقولوا عليكي ايه ؟!
-هيقولوا ايه يا ماما ...هو انا عملت ايه يعني ...أنا مغلطتش ...دي مشاعري مقدرش اتحكم فيها ...
-غبية غبية...مشاعرك تكتميها مش تروحي تعترفي لواحد خاطب ...تعرفي هيقولي عليكي ايه ...تعرفي سمعتك هتكون ايه ....أمجد خاطب ...تعرفي انك ممكن تعملي مشاكل بينه وبين خطيبته بغباءك.....
بكت هي أكثر وقالت بإختناق ؛
-ط...طب اعمل ايه ؟!!
-الحاجة الوحيدة اللي تقدري تعمليها انك توافقي على اول عريس مناسب يتقدملك !!!
نظرت جيلان إلى والدتها وهزت رأسها وهي تقول بإستسلام ؛
-حاضر
............. ......
في اليوم التالي
إنه يوم الجمعة ....يوم اجازتها من الجامعة والعمل ...اليوم الذي ترتاح فيه ....تنعزل فيه عن العالم ...اليوم الذي تزور به ابنها ....اليوم الذي تعتبره اصعب يوم بحياتها كلها فكل الذكريات تعود إليها في هذا اليوم.
.....
كانت تقف أمام المرآة وهي ترتدي الحجاب الأسود ...عدلت حجابها جيدا ثم امسكت الحقيبة المصنوعة من القماش ووضعت به مصحف ....امسكت كف ابنها الصغير وقررت ان تودعه لدى جارتها لكي تذهب لزيارة ابنها ....تلك الزيارة التي اعتادتها...وعلى الرغم من انهيارها كل مرة الا أنها لا تقوى على ترك زيارته
........
-حاسس أنك بقيت غريب شوية يا يوسف ...
قالت منير ليوسف وهو يراه يجلس بهدوء يرتدي نظاراته الطبية بينما يقرأ كتاب ما ....عبس يوسف ونظر إليه بدون فهم وقال:
-غريب ازاي يا منير مش فاهم يعني ...
هز منير كتفيه وقال:
-يعني بقيت هادي...اللمعة اللي في عينيك اطفت ...حتى بطلت تجيب سيرة نسرين كتير ...
لمعت عيني يوسف وهو ينظر إليه وقال :
-واجيب سيرة واحدة متجوزة ليه يا منير ..الله يسعدها خلاص اختارت حياتها
-يعني بجد نسيتها ..خلاص معدتش تفكر فيها مبقتش تحبها؟!
قالها منير بلهفة...كان يتمنى حقا ان يكون نسيها حقا...يتمنى ان يمضي قدماً في حياته وان ينسى تلك المرأة ...ان يرتبط بآخرى...هو يعرف كم عاني صديقه...يعرف كيف انه قد كُسر مرتين ...
رفع يوسف عينيه إليه وهو ينظر الى منير بتفكير...هل نسى فعلا نسرين ؟!هل اخرجها من قلبه وعقله نهائياً؟!هو لا يعرف اجابة هذا السؤال حقيقة....لكنه يعرف أنه لم يعد يفكر بها كما اعتاد أن يفكر ...تلك النيران في قلبه قد خمدت قليلا من ناحيتها ...بهتت مشاعره المتأججة نحوها كما بهتت مشاعره نحو رقية...لم يعد يؤلمه قلبه عندما يفكر أنها تزوجت اخر...لم يعد يشعر بالغيرة وهو يفكر أنها مع فؤاد الان ...هو حتى لا يعرف متى بهتت مشاعره بتلك الطريقة ....هل يمكن للحب الحقيقي أن يُنسى بتلك السهولة
-معرفش يا منير ان كنت نسيتها نهائيا ...بس كل اللي اعرفه انها بتتسرب من جوايا ...مشاعري ناحيتها مبقتش قوية زي الأول ...احيانا بفكر اني كنت مجنون لما بصيت لبنت صاحبي .....يمكن لو كنت سيطرت على نفسي مكانش ده حصل ....
توقف عن الكلام فجأة وعينيه تلمع بشجن وأكمل؛
-تعرف لما افكر في نسرين دلوقتي كل اللي بيجي في بالي اني فعلا اتمنى انها تكون مبسوطة مع جوزها ...بطلت احس بالغيرة منها ومن فؤاد بالعكس يتمنى انه يسعدها ...هي عانت كتير بسبب باباها ولازم تفرح ...أنا اللي بحسه احيانا بالندم بسبب اللي عملته معاها ...كتير بشوف نفسي أنا اللي كنت غلطان ومجنون واناني عشان اتمسك بيها ...مبصتش لسنها الصغير واتصرفت بأنانية ...اه صحيح اتكسرت بس اتعلمت من غلطي
-مادام كده يبقى انت فعلا نسيتها ...مشاعرك ناحيتها انتهت ....لأنك مبقتش تحس بالغيرة عليها ...ايه شكل في واحدة تانية واحدة عقلك ولا ايه ؟!...فيه حد تاني يا يوسف ...حاسس ان حد تاني شاغل بالك ...
كان صديقه يتكلم بسرعة وبلهفة ...يتمنى أن يكون هذا صحيح ...يتمنى أن يجد يوسف حبه الحقيقي !!
شحب وجهه وهو ينظر لصديقه...لا يعرف لماذا انحرف تفكيره الى تلك المرأة التي باتت تشغل عقله كثيرا في الآونة الأخيرة ...تلك التى اصبحت عينيه لا تحيد عنها ...ولكنه ينفي بشدة ان يكون لهذا علاقة بالحب ....هو بالتأكيد لم يرتكب تلك الحماقة للمرة الثالثة ...خاصة أنه لا يريد الدخول في تعقيدات جديدة ...فتلك المرة لديها أبناء ....لن تناسبه حتى لو أرادها كما أنها منفصلة عن زوجها وهو لا يريد الدخول في صراع مع طليقها
كان منير يراقب تعاقب المشاعر على وجه صديقه وهو يبتسم بخبث....يبدو ان صديقه بالفعل قد هوى احدهما....ولكن من تكون ...
غمز منير فجأة وقال:
-شكلك وقعت يا باشا ومحدش سمى عليك...يالا قولي اسمها مين سعيدة الحظ اللي وقعت ابننا .....
شحب وجه يوسف بشكل مبالغ فيه ليقول منير بذهول :
-ايه يا راجل انت اتكسفت مفيش داعي تتوتر...سرك في بير...يالا قولي مين الجبارة اللي جابتك على وشك !!!يالا قول أنا والله هفرحلك ...
هو يوسف رأسه بيأس وقال:
-لا في واحدة ولا اتنين حتى يا منير ...انت عملت قصة من دماغك وبتمشي فيها ...أنا مفيش حد في حياتي ...ومفيش ست هتدخل حياتي تاني ..كفاية اللي حصلي بسببهم أنا مش مجنون عشان ادخل ست تاني حياتي ...أنا خلاص قررت اعيش حياتي كده ...مش عايزة اتجرح مرة تانية ...أنا اكتشفت أن الحب مش من نصيبي ...واقفل على السيرة دي يا منير أنا فرحان كده ومبسوط
-يعني هتعيش طول عمرك لوحدك يا يوسف معقولة...هتعيش حياتك من غير ما تتجوز ويكون عندك عيال معقول ؟!
قالها منير بإستنكار ليرد عليه يوسف ويقول وهو يهز كتفيه :
-وفيها ايه يا منير هو الجواز هو نهاية المطاف ؟!لو متجوزتش ايه اللي هيحصل يعني ...مش هيحصل حاجة...أنا جربت حظي مرتين مع الستات وخلاص اكتفيت ..أنا اتكسرت مرتين ومش مستعد انكسر مرة تالتة ..كفاية عليا كده
-ايه التشاؤم اللي انت فيه ده يا عم ؟ما يمكن المرة دي تضبط .....ما يمكن تلاقي حبك الحقيقي...تلاقي الست اللي هتداوي قلبك
-لا هتضبط ولا غيره ...اقفل على الموضوع لو سمحت !!!
-حاضر ...
قالها منير بيأس
.......
تدخل المقبرة بصعوبة ...تشعر أن ساقيها قد تجمدتا مكانهما ...قلبها يخفق برعب ...بحزن ...والذنب يجلدها ....هي من قتلت ابنها...نعم هي من اهلكته ولن تسامح نفسها ابدا ...طرقت الدموع من عينيها وهي تشعر وكأن قلبها سوف يتمزق بفعل الحزن ...بقت الدموع تنساب من عينيها دون أن تقوى حتى على منعها !!وقفت أمام قبره وهي تقول :
-انا جيت يا معتز ..جيتلك يا حبيبي ...جيتلك يا عمري ...
ثم هوت على الأرض. هي تبكيه ...تبكيه كأول يوم افترق عنها فيه ..اليوم الذي مات فيه كان ابشع يوم بحياتها ...هذا اليوم اتخذت فيه قرار أن تنفصل عن زوجها لتنقذ ابنها الاخر من حياة لطيف الملعونة
......
في اليوم التالي
تجمدت قدميها وهي تقف أمام الجامعة ....منذ ما حدث بينها وبين عادل وهي لم تأتي إلى هنا ....اخترعت مئات الحجج كي لا تذهب ..وعلى الرغم من اقتراب اختباراتها إلا أنها لم تكترث حتى حدثها شقيقها بالأمس ...أغمضت عينيها وهي تتذكر كلام شقيقها لها ....كلامه الذي جعلها تشعر بالذنب أكثر مما تشعر به ....ولكن شئ داخلها كان يهون عليها ويخبرها أن عائلتها هي السبب ..
........
....
كانت جالسة كالعادة في غرفتها تحتضن ساقيها ...الدموع لا تتواني عن التوقف ...تشعر بالإختناق ...رباه انها تموت فعليا ...تشعر أنها سوف تفقد عقلها ...تفكر وتفكر...والذنب يقتلها من الداخل ...تتذكر كيف فرطت في نفسها ...في شرفها ...لن تنكر هي لها يد في هذا ...هي من بعثت له تلك الصور ...هي من القت بيديها إلى الهلاك ولن تسامح ابدا نفسها ...انفجرت الدموع من عينيها اكثر وهي تشعر بالإختناق ....فجأة انتفضت والباب يدق ...مسحت دموعها بسرعة وعدلت من وضع شعرها المشعث ...وحاولت ارتداء قناع البرود على وجهها
-ممكن ادخل ؟!
قالها بلطف وهو يلج لغرفتها ...عينيه العسلية ترمقانها بلطف بينما يبتسم لها بحنو ...لطفه المعتاد لم يسقط قناع البرود التي ارتدته ...كانت غاضبة من شقيقها بقدر غضبها من نفسها ..غاضبة لانه ابتعد عنها...لانه اهتم برحيق ولم يهتم بها ...ابتعد عنها حتى انساقت لطرق مظلمة وهي الآن تدفع الثمن ولا احد يشعر بما تعانيه ابدا ...انكمشت لا إراديا وابتعدت عنه وهي ترمقه ببرود ضايقه ...حسنا متضايق من معاملتها الجافة له ...هو يعاني من المشاكل بسبب اريام التي تصر على فسخ الخطبة ...بالإضافة لمشاكل العمل ...لكنه يعرف أن ما تعاني منه نوران أيضا صعب ...هي لا تذهب الى كليتها وتلك سنتها الأخيرة يجب أن تجتهد ...ولذلك بما أنه اطمئن على رحيق ليطمئن على نوران أيضا!!
.-نوران حبيبتي ممكن نتكلم
-مش عايزة اتكلم مع حد
قالتها ببرود
-مالك يا نوران ؟!
قالها أمجد بنفاذ صبر لترد بلامبالاة :
-مالي يعني ما أنا كويسة اهو...
تنهد وهو يقترب ليجلس بجوارها وقال :
-لا مش كويسة وحالك مش عاجبني ابدا يا نوران ....ماشي بعترف اني بجد جرحتك وانا اسف جدا ...أنا مكانش قصدي اهملك...نوران أنتِ اختى حتة مني ...ليه بتبعديني عنك بالشكل ده...ليه منغلقة على نفسك بالشكل ده ودايما حزينة وزعلانة ....أنا ووالدتك قلقانين عليكي
-مش أنا اللي بعدت يا أمجد ..انتوا اللي بعدتوا عني. ..انتوا فضلتوا رحيق عليا ...
قالتها بقهر ليغمض عينيه بتعب ويقول :
-نوران حبيبتي رحيق دي تبقى اختك ...
-متقوليش اختي ..دي مش اختي ...مش اختي ...
قاطعها بقوة وقال:
-لا اختك ...حتى لو انكرتي ده ميت مرة يا نوران رحيق تبقى اختك وبتحبك ...حرام تعامليها بالطريقة دي و...
-قولتلك متقولش اختي ...دي بنت الست اللي سرقت بابا من ماما ...ازاي انت معتبرها اختك ...دي بنت الست اللي قهرت ماما ...نسيت أن ابوك اتجوزها على امك لما اتأخرت في الخلفة....نسيت ازاي سرقته !!!
-نوران بطلي تفكيرك الطفولي ده اكبري شوية ..محدش سرق ابوكي من امك ولا حاجة...ابوكي الله يرحمه مكانش عيل عشان يتسرق ...هو راجل وهو اللي اختار يتجوزها...وده شرعا مش حرام ...وماما لو كانت عايزة كان ممكن تنفصل عنه بس هي رضيت بالوضع وكملت ...فمعرفش ليه بتلومي رحيق على اختيارات اهلنا ...هي ملهاش دعوة ...هي اختي زي ما أنتِ اختي وانا بحبكم انتوا الاتنين زي بعض ......انتوا الاتنين اخواتي وزي بعض ...
نظرت إليه بحزن وقالت :
-لا مش زي بعض يا أمجد أنا للاسف مش بغلاوة رحيق عندك ...ولا حتى عند ماما ...
-يا نوران والله انتوا الاتنين زي بعض ...
قالها بإحباط فردت :
-انا مش حاسة بكدة يا أمجد ...مش شايفة كده ....التجاهل منكم ده مضايقني ...محسسني اني مليش مكان وسطكم
-انا اسف ...اسف عن كل لحظة حسيتي فيها اني مش مهتم بيكي ولا بحبك ...أنا بحبك يا نوران ..أنتِ من دمي ...
قالها بندم لتكمل هي بشرود ؛
-انا لوحدي يا أمجد ...مش حاسة أن حد معايا ..لا ماما ولا انت ....أنا بقالي فترة مروحتش الكلية محدش فكر فيا ...محدش فكر يا ترى أنا تعبانة ولا ايه المشكلة اللي معايا ...محدش فكر يجي يسألني مالك الكل مشغول برحيق وجواز رحيق ...وخطوبة رحيق ...طيب أنا فين من ده كله ...ليه محدش بيفكر فيا أنا ..حد فكر يجي يسألني مالي...محدش فكر يعمل كده ..اقولك ليه لان محدش مهتم أنا فيا ايه ؟!أنا بالنسبالكم مش موجودة ....ماما ضميرها وجعها عشان رحيق فقررت انها تهملني وتهتم بيها عشان تعوضها ...حتى انت بعيد عني يا أمجد...فليه بتلوموني دلوقتي .....
شدها إليه وعانقها وهو يقول :
-انا اسف ...اسف ... اوعدك من النهاردة مش ههملك تاني ....أنا آسف
خرجت من شرودها وهي تخطي باب الجامعة وقد قررت أن ترمي الماضي خلف ظهرها
.....
في احد المقاهي المطلة على النهر كانا يجلسان مقابل بعضهما ....تحت طلب مياس التي اصرت ان يكون لقاءهما خارج المنزل ...كانت ارادت ان تحسم رأيها بخصوص الزواج منه ...فكرة مجنونة نعم فهي لا تحبه ..ومتأكدة مليون في المية انه لا يحبها...لا تعرف لماذا متأكدة ولكن شعور داخلها يخبرها ان سيف يريد الزواج منها لسبب معين في باله ولا تدري ما هو..وهي هنا الآن وسوف تفعل المستحيل لكي تعرف السبب الحقيقي الذي يجبر رجل مثله من الزواج منها ....ظلت ترمقه من خلف نقابها ...عينيها الزرقاء تشع بعشرات الاسئلة وهي مصممة على نيل كل اجابتها اليوم ...الآن وفي تلك اللحظة ...لن تمنحه موافقتها حتى يمنحها السبب الحقيقي الذي جعله يقبل الزواج منها بل يصر على هذا ....وهي كانت متأكدة ان الشفقة ليست جزء من اسبابه !!!هي ليست ساذجة ...تعرف أن خلف موافقته المفاجأة سبب قوي وهي تريد أن تعرف هذا السبب
تملص بضيق تحت تأثير نظراتها التي كانت تصوبها نحوها...هو يشعر بالإرتباك وهي تنظر إليه بتلك الطريقة وكأن عينيها الزرقاء تنفذ داخل اعماقه ....تعرف دواخله وتقرأ افكاره ...انه يشعر انها تعرف كل شئ...تعرف ان زواجه منها ما هو الا علاج لجرح من حبه الأول ...نوال التي ظن أنها سوف تكون دواء لكل جروحه ..ولكنها اصبحت جرح جديد يُضاف إليه....توتر اكثر من الصمت الثقيل الذي حل على المكان وقال بتململ :
-اتفضلي يا مياس حابة تقولي ايه ؟!
ظلت صامتة للحظات وهي تدرس توتره حتى كاد ان يعيد سؤاله مرة أخرى ولكنها فجأة قالت :
-أنت عايز تتجوزني ليه يا سيف...ليه فجأة غيرت رأيك وعايز تتجوزني ...ومتقولش أنك بتحبني او حابب تتجوزني وتكون سندي والكلام ده ..صدقني مش هصدقه....
-صدقيني عشان ....
كاد ان يبرر ولكنها قاطعته وقالت بهدوء:
-لو سمحت يا سيف خليك صريح معايا للاخر...أنا عارفة ان سبب جوازك مني مش حب ...محدش هيحب ابدا الشكل اللي تحت النقاب....فأنا متقبلة ان محدش هيحبني ومش زعلانة خالص ...وكمان عارفة ان الموضوع مش شفقة ...فيه سبب تاني ولو سمحت حابة اعرفه !!!
تنهد بإحباط ...لقد حاصرته في زاوية ضيقة...نظر إليها وهو يشعر بالضيق لانه لا يستطيع أن يرى تعابيرها كما هي ترى تعابيره ....اراد أن يعرف فيما تفكر هي ...ولكن يبدو انه لم يعرف هذا ...
-ها ناوي تقول الحقيقة ؟!
قالتها بنبرة تشبة نبرة والدته رحمها الله عندما كانت تكتشف انه كذب بأمر ما ...
زفر بإحباط وقد حاول ترتيب الكلمات ليقول لها كل الحقيقة ...كانت تنتظر بصبر أن يخبرها الحقيقة بينما هو رأى أن لا فائدة من التملص من الإجابة ...كانت ذكية وكان يدرك هذا جيداً
-نوال!!
قالها بنبرة مرتجفة....شعر بألم حاد في قلبه وهو ينطق اسمها وقد عادت تلك الصورة التي تحرق قلبه...صورتها بين ذراعي آخر ...
-دي اللي كنت بتحبها صح ...اللي رفضتني من قبل عشان خاطرها صح ..
قالتها بتقرير ..لتهبط رأسه ارضا ويهز رأسه بالإيجاب ...ثم قال:
-نوال كانت صاحبتي المقربة...البيست وبعدين علاقتنا اتحولت لحب...حبيتها اكتر مما تتخيلي ...كنت مستعد اقف قدام بابا عشان خاطرها...تخيلي حتى اني فكرت اسيب البيت ةالشركة وكل حاجة عشان خاطرها ...كنت مستعد أعمل أي حاجة ...بس يظهر ان مكانش كفاية بالنسبة ليها....كل اللي عملته مكانش كفاية ....
قالها ثم أطرق برأسه وقد تجهم وجهه وظهر الألم حالياً عليه ...انها تفهمه ...تفهم جيدا أن تحب شخصا ما ثم يكسرك هذا الشخص ...هذا ما فعله عمر بها .....الم يدمرها كما دمرته نوال ...نعم لم يقولها ولكنها عرفت انها هي أيضا تخلت عنه ...والان ماذا هل يبحث عن بديل لنوال....هل ستكون هى التي تداوي جراحه ...نعم تشفق على حالته لأنها عاشت نفس الشعور ولكنها لا تريد أن تكون بديل ...سيكون مخطئ لو ظن أن حالتها سوف تجعلها توافق على هذا العبث
-وانت هتتجوزني اكون بديل ولا سد خانة...
قالت كلماتها بصوت خالى من المشاعر ....لينظر إليها سريعا وهو ينفي بقوة ويقول:
-لا والله ابدا ...أنا عايز نداوي جراح بعض ...
-نداوي جراح بعض بأننا نتجوز ...انت صاحي لنفسك يا سيف ؟!بجد فاهم بتقول ايه ؟؛انت عايز تتجوزني عشان تنسى اللي كسرتك ...وانا اتجوزك عشان انسى خطيبي .. لا أنت بتحبني ولا أنا بحبك ...جوازنا هيكون كارثة فعليا وهيفشل فشل ذريع....
-ما تخلينا نجرب!!
قالها بتوسل لتنظر إليه دون رضا وتقول :
-روح اتجوز واحدة تملى عينيك ...تعرف ازاي تنسيك حب حياتك .. أنا لا ...انت شوفت وشي ...عارف هتعيش مع ايه ......شوفت شكلي عامل ازاي ...
-ميهمنيش ...
قالها بسرعة لترد :
-أنت كداب كلكم بتهتموا بالشكل ...هتقدر تتحمل تبص في وشي لحد امتى ...يوم ...شهر ...سنة !!في يوم هتيجي ومش هتقدر...ولو كملنا جوازنا وخلفنا ..تفتكر اولادنا اللي هنخلفها مش هيخافوا من شكلي ...انت ذات نفسك هتتكسف لما امشي جمبك لو قررت اخلع النقاب ده ...فوق يا سيف. ...احنا جوازنا محكوم عليه بالفشل .. .أنا اخدت قراري ...هعيش كده طول حياتي وراضية بيها ...انت ملكش مكان فيها !!
.......
مر أكثر من أسبوع ولم تتحدث معه بشأن ما حدث مع سهيلة قريبته اخر مرة ...لقد سكبت العصير بوجهها لأنها تجرأت واقتربت من أمير ...ومنذ ذلك الحين وأمير يرمقها بتسلية تجعلها تفقد أعصابها أكثر ....
كانت تجهز الصغير لكي يذهب معها إلى عملها كالمعتاد حيث أنها سجلت له في روضة الأطفال الملحقة بالمدرسة التي تعمل بها ..شعرت أنه يجب أن يختلط بالأخرين ...
-وادي الباشا عمر جهز اهو ....
قالتها بلطف وهي تقبله على وجنته وتعانقه ...ولج أمير إلى الغرفة وهو مبتسماً كان يسعده أن سما اتخذت هذا الخطوة ...حمل ابنه وهو يبتسم وقال :
-مبروك يا بطل أول يوم حضانة ..
.كان صغيره يبتسم له بسعادة ....وجه نظراته إلى سما التي تتجنب النظر إليه ....قبل ابنه مرة أخرى ثم أنزله وقال :
-يالا روح جيب حاجاتك عشان تمشي مع سما ....
-حاضر يا بابا ...
قالها وخرج ....
اتجه انتباه أمير الكامل إلى سما كان ينظر إليه وعلى وجهه ابتسامة خبيثة ...رغم البرود والصراعات التي بينهما إلا أنه لا ينكر أن غيرتها عليه اخر مرة جعلته يسعد ....لقد كان تجاهلها مؤلم رغم أنه من طلب هذا ولكن اخر مرة تيقن أنها تدعي ...هي لا تتجاهله...هي فقط تحاول أن تحمي نفسها ...تنهد مفكرا أنها على حق ...فهو قد جرحها كثيرا ..ولكنه أيضا يحمي نفسه ....لا يريد أن ينجذب اليها....لا يريد أن يحبها ...لكن لا يعرف ما الذي يجذبه إليها ...في كل مرة يحاول أن يبتعد عنها ...يجرحها بكلماته كي لا تقترب منه ثم يندم لانه يتأكد أنه لا يريد الابتعاد ...احيانا يشعر أنه مختل عقليا ولا يعرف كيف يفكر .......تنبهت سما أنه ينظر إليها وشعرت بالضيق ...منذ المشكلة الأخيرة وهو يرميها بنظرات مستفزة وكأنه يعرف انها تغار منه ...لا تعرف كيف لم تسيطر على أعصابها ...حسنا الجميع قد يقول لأنها تحب زوجها فعلت هذا ...ولكن هو سوف يأخذ رد فعلها هذا كدليل ادانه أنها تحبه ...نظرت إلى عينيه اخيراً
-بتبصلي كده ليه؟!وليه بتبتسم بالشكل ده !!!
قالتها بضيق لتتسع ابتسامته أكثر ويقول :
-ليه متعترفيش انك بتغيري عليا !
قالها فجأة بطريقة اربكتها لتنفجر في وجهه بإرتباك وتقول :
-مين ؟!أنا بحبك مين قال كده ...
ضحك وقال :
-انا قولت بتغيري مش بتحبيني ..عقلك فين ....عقلك الايام دي مش معاكي ابدا ...
كانت نبرته استفزازية لدرجة أنه اغضبها بالفعل...احمر وجهها بشكل مبالغ فيه وقالت :
-انت هتكون بتضحك على نفسك لو افتكرت أني بغير عليك ولا حاجة ...بس قريبتك دي قللت مني وانا وقفتها عند حدها ...وواثقة أنها مش هتقدر تقلل مني تاني لأن المرة الجاية لو عملتها هتكون ردة فعلي اسوأ ..أنا مسمحش لاي حد يقلل مني أو يدوسلي على طرف ...
-بس برضه متنكريش انك بتغيري ...اعترفي يالا
-لا مش بغير ...ولو عايز دليل...هي شكلها بتحبك ...مستعدة اروح واطلبهالك بنفسي ...وكمان هضحي واخليها تعيش معانا في البيت ....أو ممكن تاخد بيت ليها تاني وتقضي كل ايام الاسبوع عندها أنا مش مهتمة بجد ....
اختفت الابتسامة من وجهه وتجهم وجهه وقد شعر بالضيق...لتبتسم هي بإستفزاز وتقول :
-اديني بس اشارة واحدة وانا اروح اطلبها من اهلها ..بكلمك بجد لو عايزها اتجوزها ...معنديش اي مانع ...لو ده هيبسطك....انت عارف انك زي اخويا ويهمني سعادتك !!
-بجد ..
قالها بغموض لترد ببساطة :
-ايوة بجد ...كده كده جوازنا مش حقيقي ...أنا هنا عشان عمر بس ...وانت من حقك تشوف حياتك ..مع واحدة بتحبك بجد ...
-وحياتك أنتِ...
أعطته ابتسامة واثقة وقالت:
-عمر بس يكبر شوية واخلص من الجواز ده هشوف حياتي مع اللي هيقدرني ...فمتقلقش أنا مخططة لمستقبلي
اقترب منها بخطورة وأمسك كفها وقال:
-في اليوم اللي تفكري تتخلصي من الجواز ده وتروحي لحد تاني هقتلك.!!!
أعطته ابتسامة مستفزة وقالت:
-حاسب لافتكر انك انت اللي بتغير ...اصل انت أي حركة بعملها بتحسبها أني بغير عليك...بس انا مبقولش عليك كده ...رغم أن كل حركاتك ...نظراتك وغضبك بيقولوا انك هتموت من الغيرة عليا ...فحاسب بقا لافتكر انك بتحبني واتغر ...وصدقني مش عايزاك تحبني لاني هزعل أووي عشان هتتجرح اكيد لما اسيبك ...
اشتعلت عيناه بنيران الغضب ..ولكن قبل أن يعلق كان قد تركته وغادرت الغرفة بسرعة ...
اغمض عينيه ما أن غادرت وقد شعر بالشياطين تعبث بعقله ...تنهد اخيرا وقال:
-الصبر من عندك يارب !!!
....
بينما هي خرجت من الشقة وهي تمسك كف عمر الصغير وعلى ثغرها ابتسامة منتصرة ...كلما حاول أن يتذاكي عليها ويخبرها أنها تحبه أو تغار تجعله هي يدور حول نفسه .. هذا ما ستفعله منذ الآن ...فهو لا يستحق الرآفة ...ربما لا يعلم ولكن عبث مع المرأة الخاطئة تماماً أن كانت السنوات التي قضتها تعشقه في صمت علمتها شئ فقد علمتها اهم شئ ..وهو كيف تتحكم في مشاعرها نحوه...كيف لا ترتجف لقربه ...كيف لا تلمع عينيها لرؤيتها ...كيف لا تتوتر أن نظر إليها ...لقد دربت نفسها جيدا !!!
.......
-اتفضلي ..
قالها عاصي وهي يعطيها عبوة مخملية حمراء ....امسكتها بيد مرتعشة تحت عيني دلال الراضية...فتحتها لتجد بها سوار ذهبي جميل ...يتدلى منه فراشة ...كان بسيط ولكنه جميل للغاية لدرجة أنه جعل دلال تتنهد بسعادة ..فيبدو أن اخيرا رحيق وجدت من سوف يسعدها. ....
ارتبكت رحيق وهي تنظر لتلك الهدية وقالت بإرتجاف :
-شكرا ليك ....
بينما أمجد كان بعيدا قليلاً على الأريكة الأخرى يبدو شارداً...فمشكلته مع خطيبته قد كبرت وهي مصرة على فسخ الخطبة ...رباه...هو يريدها ...صحيح أنهما لا يتفاهمان ولكنه خطط حياته معها ...ظل ممسكاً سبحته وهو يتمتم ويدعو ان تعود المياه لمجاريها ....
........
غادر عاصي اخيرا منزل خطيبته المزعومة ثم استقل سيارته الفارهة التي لا تلائم ابدا الحي الذي يتواجد به حاليا ...كان متضايق من ذلك المسلسل السخيف ...فخطيبته المصون فرضت عليه أن يزورها وان يتصرف كأي خطيب طبيعي ...هي تظن أنها سوف توقعه بتلك الطريقة ...الغبية لا تعرف أن تلك الألعاب لا تنطلي عليه ...هو ليس احمق ليقع في شباكها ...
.............
-مقدرتش أحبك !!
أغمضت عينيها والدموع ما زالت تنهمر من عينيها ...ما زالت تلك الكلمة تتردد بعقلها بينما تشعر ان قلبها يكاد ينفجر من الأسى ...سؤال غاضب ألح على عقلها ...الى متى ...الى متى سوف تظل بديل في حياته ...هو موجود معها لانه لا يمكن أن يكون مع سيلا ...لا يمكن ....
-ماريانا يا بنتي كفاية عياط ...ليه الدموع دي كلها !!
قالتها والدتها وهي تجلس بجوارها ....تربت على كتفها برفق ..كان قلبها يعتصر ألما على ابنتها ...كلما ظنت أن حياتها سوف تتصلح مع جورج تنتكس من جديد ...
-قالي أنه مقدرش يحبني يا ماما....
-يا بنتي ...
كادت أن تبرر ولكن ماريانا قاطعتها وقالت:
-متبرريش يا ماما ...متبرريش ليه عشان خاطري ...كفاية ....مش كل شوية اسكت واتنازل...مش كل شوية اتكسر بسببه ...
-يا بنتي ما أنتِ عارفة الكلام ده ..عارفة أنه محبكيش وان قلبه لسه مع الملعونة دي ...
احمر وجه ماريانا بشدة وارتسمت على تعابيرها الإنكار والنفور لتكمل والدتها وتقول:
-الانكار مش هيمحي الحقيقة أنه لسه بيحبها...ده صعب عليكي أنا عارفة كويس يا بنتي ...بس دي الحقيقة اللي مش مفروض ننكرها ...هو بيحبها....بس هو راجل عاقل عارف ان مفيش حاجة ممكن تجمعهم وعايز ينساها ...أنتِ ساعديه ينساها مش كل مرة تتقمصي ...اي كلمة يقولها تتقمصي وتيجي هنا ...مينفعش كده يا حبيبتي ....انتِ كده بتستلمي بسرعة ...الراجل عايزك ...حتى لو مش بيحبك ...هو عايزك وانا اتحداكي أنه هيجي النهاردة عشان يصالحك ...مش لازم يحبك بسرعة. .مرة في مرة هينساها ...
-امتى يا ماما ...
قالتها بإنهزام لتمسك والدتها كفها وتقول :
-قريب جدا ...أنتِ بس هتجيبيلوا العيل اللي نفسه فيه وهيحبك ...هتبقى كل حياته
تنهدت ماريانا والدموع تنهمر من عينيها . .في كل مرة حاولت أن تثور لكرامتها كانت والدتها من تجعلها تتراجع لتعود مرة أخرى ناكسة رأسها تقبل بالفتات الذي يقدمه لها جورج ...والمبرر أنها تعشقه ...سوف تموت من غيره...تشعر بالقهر وهي تتنازل مرة بعد اخرى...تموت وهي ترى زوجها مع أخرى بقلبه ....
....
كانت جالسة على فراشها تفكر كيف ستستعيده ...هي بالطبع لن تتركه لتلك المرأة ...جورج لها. ...ترطبت عينيها بفعل الدموع وذكرى معينة تلمع بذاكرتها .
.....
-لا مش هعمل كده تاني مش هستغل جورج تاني واطلب فلوس ...كفاية !!
قالتها سيلا وهي تهز رأسها بجنون بينما الدموع تطرف من عينيها ...نظر إليها والدها بغضب ثم رفع كله وصفعها حتى سقطت أرضا ....
انحنى بجوارها ثم قبض على خصلاتها النارية وهدر:
-بتقولي ايه يا روح أمك؟!!ده انتِ يومك مش فايت ...بتقولي لا ....
-ايوة لا ...مش هستغل جورج تاني مش هعمل اللي أنت بتطلبه ده مستحيل ....
شد على شعرها بقوة اكثر حتى صرخت وقال:
-ايه يا بت مالك حبتيه ولا ايه ؟!عرف يوقعك ...وانا اللي حطيتك في طريقه عشان توقعيه !!!
-ايوة أنا بحب جورج ..وبقولك مش هطلب فلوس منه تاني ...ولو عايز تقتلني اقتلني...
تركها بغتة ونهض بينما عينيه الزرقاء كعينيها تلمعان بقسوة وقال:
-جميل اووي ...أنا مش هضربك يا سيلا ...أنا هعمل الأسوأ ...هقول لحبيب القلب كل الحقيقة ...هقوله أنك قربتي منه عشان بس تضحكي عليه وتاخدي فلوسه ...هحكيله عن كدبك كله ...أنا هموتك...بس بالحيا!!!
خرجت من شرودها والدموع تنساب من عينيها ...لقد أخطأت عندما استغلته وهي ستصلح هذا الخطأ
..............
في المساء ....
كان جالس على الأريكة يطرق رأسه بصمت بينما تراقبه والدة زوجته ...شعر بالتوتر وهي تنظر إليه بهذا الشكل ...كان لا يعرف ماذا يقول ...لقد غضبت ماريانا من اخر نقاش لهما وتركت له المنزل ...كان غاضب منها وغاضب من نفسه ...ولكن غضبه من نفسه اكبر ...كان حزين لانه ألمها بتلك الطريقة....لكنه لا يستطيع أن يكذب عليها...لا يستطيع أن يخبرها أنه يحبها وهو لا يفعل هي لا تستحق كنه هذا ابدا ...ليته يستطيع أن يجعل قلبه يحبها ...ليته له سلطان على قلبه لم يكن ليحب غيرها ولكن للاسف....ولكن لن ينكر أنه يرغبها. ..يريدها ...كزوجة وكأم لأطفاله...هي فقط ...لقد عرف انها المرأة المناسبة له
-هو انت كل شوية هتزعل بنتي يا جورج ...مش ملاحظ أنها حامل ولازم تتحملها شوية !!
قالتها والدة زوجته بحزم ليرتبك وهو يفرك كفيه بتوتر ....ابتلع ريقه وقال :
-انا مش قصدي ابدا ازعلها ولا اجرحها ...أنا آسف يا حماتي ...والله ما كنت اقصد ...أنا بس عايز اكون صريح معاها ...
-لو صراحتك معاها هتأذيها يبقى تكدب عليها احسن ...
نظر بصدمة إليها لتهز رأسها وتقول :
-ايوة ...أنا بنتي حامل ومش مستعد اخسرها يا جورج ....لو سعادتها هتكون في انك تكدب عليها احسن لك تكدب عليها ...قولها انك بتحبها ...مش مشكلة اكدب عليها قولها انك بتحبها ....قول انك محبتش غيرها ما دام ده هيسعدها ...جورج بنتي لو رجعت زعلانة تاني بيتي مش هتشوف حتى ضفرها....لا هي ولا ابنك انت فاهم !!!!
يتبع
#أسرت_قلبه
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا