رواية شط بحر الهوى الفصل الأخير1 بقلم سوما العربي
#شط_بحر_الهوى_الجزء_الأخير_1
-شيلو الفستان ده من قداااامي
صوت صراخها كان يملأ القصر الكبير كبر مبالغ فيه جعلته يلقي سيجاره بحسره ارضاً ليدعثها بقدمه ويسحب نفس عميييق ثم يتحرك ناحية غرفتها يفتح الباب ويقف أمامها يناظرها بنظرات مبهمه ثم يأمر الخدم:
-اخرجوا وسيبونا
خرجوا على الفور وتركوها معه تقف بعيون مشتعله من الغضب نظرت لوجهه المبهم وهي لا شيء لديها لتقوله فالتفت توليه ظهرها تنظر من الشرفه على الحديقه المغطاه بالثلج .
وقف خلفها لثواني والعجز يتحكم فيه، لا حل لديه سوى الصبر عليها ومحاولة السيطرة على غضبه .
فتقدم لعندها رويداً حتى توقف بجوارها يقول:
-ممكن أفهم في ايه؟
كان صمتها المقابل هو الجواب لينفد حلمه ويبدأ في الغضب:
-انا بكلمك.
اغمضت عيناها بغضب هي ألأخرى لينادي:
-فيروووز
ألتفت تنظر له تقول مباشرة:
-أنا بعمل ايه هنا؟
-زي ما انتي شايفه…ده بيتنا والنهارده فرحنا …يالا البسي فستانك المأذون زمانه جاي.
أهتزت شفتها العليا من كِثر ماهي مُستفَزّه منه ومن تجبره وغروره:
-أنت قررت خلاص يعني وهتتجوزني ازاي بقا يا ماجد
شملها بنظره ثاقبه ثم قال :
-زي الناس يا روح ماجد…فستان فرح أبيضّ…وعريس ومأذون واتنين شهود شوفتي الموضوع بسيط.
-من غير ولي؟! من غير إشهار؟!
-هبقى انزل خبر على النت
-وأهلي؟!
-دلوقتي معتبراهم أهلك؟
احتل الغضب عيناها وتحول لنار تحرق خصوصاً وهي تراه يستغل كل الظروف يجردها من كل الحقوق وقبلها أجبرها على الهرب معه فقالت بصوت ملؤه العزم والإصرار:
-رجعني مصر يا ماجد عايزه أرجع بلدي
لم يأبه بإنفعالها واستدار عن مواجهتها ينظر من الشرفه على الحديقه مردداً:
-بلدك الي فيها جوزك يا روحي وبعدين مصر من لبنان مش فارقه
-لأ فارقه ….أسمع يا ماجد انا هرجع مصر يعني هرجع ماتفكرش أبداً أنك بتعامل عيله صغيره وهتتحكم فيها شمال ويمين وهي مش هتعرف تتصرف
سحب نفس عميق يحاول الإستمرار في الصبر والحلم عليها ثم قال:
-هو انتي شايفه إني هفضل صابر عليكي وعلى دلعك لحد امتى؟!! هاا!!!
تحول على الفور وخرجت شياطينه يصرخ بغضب ووجه إستحال للون الدماء:
-في إييييه؟؟؟؟ عماله تذلي فيا ليه؟ كل ده عشان حبيتك؟ عشان عايزك ومش شايف غيرك؟؟ عمال أدلع وأطبطب و أهنن وأستحمل طريقتك معايا؟؟؟ في اييييه ؟
قابلت صراخه بجلد ولم تظهر مبالاة ثم قالت:
-انت الي ماشي غلط في كل حاجة…ازاي عايزني احب واتجوز واحد مش عايز يديني ابسط حقوقي اني اتنسب لعيلتي واطلع ورق بأسمي …ولا ضربك وسحلك ليا وشكك فيا ناسيه؟!
هتف بسرعه:
-بغير عليكي بتجنن لو حد قرب منك
-والله؟! تقوم تعمل الي عملته ده مش مبرر ابداً ..مانستش وعمري ما هنسى …وكله كوم وانك تضحك عليا وتجبرني أسافر معاك كوم تاني
-انتي وافقتي على فكره لما كنا واقفين في الجنينه
صرخت بكل خلاياها من كثر ما هي مستفزه:
-كنت مفهمني ان فلاديمير بيطاردني وأنت اصلا كنت مأجر حد يقتله يعني خلاص مافيش خطر… انت استغفلتني.
تصلب وجهه وجسده بينما يواجهها هو يعلم تمام العلم ان فيروز شخصية قويه لن تمرر ما جرى لذا راوغ قائلاً:
-الي حصل حصل وخلاص واعتبريها زي ما تعتبريها وخديها نصيحه مني يا فيروز إتجوزيني وخليني أخدك بالرضا بدل ما يحصل بطريقه ماتعجبكيش .
إتسعت عيناها بغضب يقسم انه رأي إشتعالهما لكنه أكمل:
-انتي بتاعتي يا فيروز وهتفضلي بتاعتي قولتها لك بس انتي حماره مش عايزه تفهمي.
اقترب منها وقال ضاغطاً على كل حرف:
-أنا مشش هسيييبك…بالمزاج..بالغصب..بالعافيه..بالحرام …هتفضلي كده او كده بتاعتي..فاشتري نفسك واعقلي بلاش عند.
فتمسكت بذراعيه تقول:
-بتهددني يا ماجد كده وش؟!!
-وش اه…وقلة أدب بقلة أدب بقا وقذاره بقذاره بقولك شوفي مين هينجدك من أيدي..عشان قسماً بالله لاتجوزك النهارده
إبتعد يعطيها المجال ثم أشار على عقله يقول:
-دوريها في دماغك انا عارفك ذكيه وعاقله مهما اتهورتي في الأخر بتمسكي العقل.
فهمست:
-بس انت كده بتخسرني يا ماجد.
تداعت كل حصونه من كلمة واهتز ثباته…الزواج لن يضمنها له مهما فعل وهي الأن تنذره وهو على علم أن ما قاله زاد الطين بلة خصوصاً وهي تقول مأكده:
-أنت خربتهاااااااا
أسبل جفناه…تهوره دوماً يقوده للجنون كما فعل مسبقاً حين شك بها وهو گ التلميذ البليد لا يتعلم الدوس أبداً
فيما أكملت فيروز مؤكدة:
-بعد كلامك الي قولته ليا ده المفروض مابصش في وشك تاني..والي بتتكلم فيه ده مش حب …عمره ما يتسمى حب.
رفع عيناه بعدما خرب الدنيا بكلامه وككل مره حان وقت الندم فيقول بتعب:
-بس انا بحبك والله
-أطلع برا .
فرفع إحدى حاجبيه على الفور وقصف:
-انا مش هتحايل عليكي.
تباً له ….لا فائدة فيه..كورت قبضة يدها بغضب عاجزه عن الرد أمام تصرفاته.
هتفت بحده:
-هتطلع بره ولا ارمي لك نفسي من الشباك عشان ترتاح.
ناظرها بغيظ شديد ثم تحرك مغادراً وهو يتمتم:
-ماشي يا فيروز والله لاوريكي.
غادر تاركاً الغرفه وهي تقف تضع يدها على رأسها تفكر في حل تحاول تذكر هاتف محمول غنوة فهي من كانت ستنجدها بذلك الوضع لكنها لا تقدر على حفظ الأرقام وقد تركت هاتفها بمصر ..شعرت بالعجز والغضب لكن تقسم ألا تستسلم.
________سوما العربي______
ظلت تبكي بشدة على قلبها الرقيق الذي وقع في غرام رجل سام گيوسف وتلاعب بها يميناً ويساراً كصلصال بيده ولم يحترم حتى ذاك القلب الذي يتفتح لأول مره له وعلى يده.
أجشهت في البكاء وهي تتذكر كلماته المعسوله وغزله المتواري عن عمده وهي من كانت تقصقصه وتلزقه لجوار بعضه حتى تستشف انه بالفعل يقصد مغازلتها.
حاولت مسح دموعها وهي تنظر لشاشة الهاتف المضئ وقد تضخمت دقات أيسرها بينما ترى إسمه في إتصال ملح متكرر .
كادت يدها على ان تخون وتجيب على الهاتف لولا صوت فتح الباب ودخول والدها لعندها ينظر لها نظرة شموليه ثم تقدم منها قائلاً:
-تاني هسألك يا زينب…ايه الي بينك وبين يوسف
حاولت إجلاء صوتها ثم قالت:
-مافيش حاجة يا بابا
-مافيش حاجة ازاي امال كان ماشي وراكي وبيتكلم كده كأن له حق فيكي وبيبجح.
رمشت بأهدابها تحاول إتقان الكذب ثم جاوبت:
-حضرتك قولت بنفسك اهو…هو بجح وبيدي لنفسه حقوق مش ليه..ده إسلوبه حتى مع إخواته
كان عبد العزيز لازال يومقها بشك فأحتضنته بسرعه تواري وجهها عنه كي لا يلاحظ وجعها أكثر ثم أكملت ولكن بصدق:
-انا ماكنتش مرتاحه هناك كويس انك جيت بسرعه…ربنا يخليك ليا يا بابا ومايحرمنيش من وجودك.
طبطب عليها لكنه غير مقتنع وقال:
-ويخليكي ليا يابنتي .
أخرجها من أحضانه يقول:
-يالا بلاش كأبه …قومي أخرجك وشك كرمش من النكد قومي
-بس يا بابا انت لسه تعبان انت اصلا ماكملتش علاجك ورجعت ليه؟
راوغ الأب يقول:
-مين ده اللي لسه تعبان انا أصبى منك وصحتي بومب..قومي قومي.
تحرك باتجاه الباب ثم توقف والتف لها يقول:
-انا بلبس في خمس دقايق زي ما انتي عارفه لو خلصت وجيت لاقيتك لسه بالبجامة هنزلك بيها انا بقولك أهو.
أنهى حديثه وغادر تركها تبتسم لكن بقلبها غصه..لا تريد الخروج وتسلل لها الحنين بخبث تفكر في الرد عليه.
فتحت الهاتف مبسوطة من إتصالاته المتكررة…كانت يرقه خضراء في غابة الحب…تتذوقه لأول مره مما جعلها تعد مبتسمه عدد مرات المكالمات الفائته والسعاده تتدفق داخلها….
لكنها ستتركه يتلظى بنيران الإنتظار قليلاً ، فسحبت نفس عميق و وقفت من فورها تستعد للخروج.
____________سوما العربي__________
كانت تنام على فراشها كما إعتادت ان تفعل تهرب فيه من ذكرياتها المؤلمه ولكن كانت دوماً الذكريات تأتيها بالحلم كأنها تتحداها تخبرها بأنها خلفها أينما ذهب وستقفز لها بالحلم حتى لو نامت..
-أنا بحبك قوي ....مستعد أعملك كل الي تطلبيه...أنتي ماتعرفين أنا عشانك عملت ايه...عشانك ضحيت بفلوس كتير قوي..
-شيلو البت العجله دي من قدامي...مش هقعد معاها في مكان واحد...شكلها وحش شعرها متنتف ووشها كله حبوب ودمامل مش هاكل طول ماهي على السفره .....
=اهدى بس يا ضياء يا حبيبي أنت لازم تأكل وتتغذى...
-قولت لأ يعني لأ ياجدو ...مش هاكل طول ما البت دي قاعدة معايا على الأكل.
=حرام دي تقى بنت عمتك هنوديها فين بس
-ماعرفش ودوها لابوها أنا عايز أعيش في بيت ابويا وجدي براحتي شكلها بيخليني عايز أرجع ....يانا يا هي في البيت وأنت اختار يا جدو حفيدك الوحيد ولا البت دي
-معقول الجمال ده كله ليا لوحدي
-من النهاردة أنا ليك وبتاعتك يا ضياء بس طلق مراتك
-أنا ماقدرش أطلق تقى جدي رابط جزء كبير من ميراثي باستمرار جوازي منها عشان يفضل ضامن رجوعي لمصر.
........ أنا طلقت تقى عشانك........
انتفضت من سريرها بفزع بعدما كانت كل تلك الأصوات تركض خلفها في الحلم صارخه تلخص في كام جملة حياتها المريرة.
تكورت على الفراش تبكي بقهر ثم نظرت حولها لتعلم أين هي ....
لقد عادت من رحلة السفينة بعدما ودعت قصة ميؤس منها وطلقها ضياء.
لقد اخبرها بأنه لأجلها قد طلق تقى ولم يكن يعلم أنها هي تقى.
تقى ....تلك الطفلة التي انفصلت والدتها المتطلعة المتسبدة من والدها زير النساء الطائش مهما كبر.
طرفان يشبهان بعض كثيراً التقيا وتزوجا في لحظة حماس شديد وسرعان ما انتهى الحماس ومات الشغف فانفصلا دون أن يرف لهما جفن.
بالأساس مجتمعهم كله مطلق عادي ولا يوجد مهابة لأبغض الحلال .
لم يبالوا كثيراً وانغمس كل واحد منهم يمضي في حياته منشغل بها يحب ويرتبط ويجري عمليات تجميل غير عابئين بتلك الطفلة التي كانت نتيجة للحظات حماسهم.
فعاشت تقى طفولة بائسة ملخصها الذل والمعايرة وأكبر مشاكلها كان ضياء الذي حطم طفولتها بل حطمها هي شخصياً وحطم حياتها ونسف ثقتها بنفسها وبالآخير خانها.
خانها معها......مع "جيجي" ذلك الاسم المستعار الذي عرفت بيه نفسها على متن السفينة فوقع بغرام تلك الفتاه الجميله ذات المنحنيات الكيرڤية الجبارة والشعر الطويل الناعم والبشرة الحليبية الزجاجية.
وقفت على الأرض تهز رأسها بجنون وكأنها تود غرس يدها داخل عقلها لتقتلع منه تلك الذكريات ...ياليتها لم تذهب لهناك ويراها بشكلها الجديد ...ياليتها لم تستمع لحديث جدها و والده فماذا كانت تتوقع هي هااا؟
ها هي قد عادت ولم تجني سوى العذاب المرفق بورقة طلاق...أو....ربما كان ذلك افضل فعلى الأقل قد عادت بورقة طلاق تقى بسبب حب ضياء زوجها لجيجي التي هي نفسها وهو لا يعرف.
مسحت عيناها بالدموع و وقفت تطالع التقويم..لقد مر أسبوعان وهي لا تبرح الفراش تبكي...حتى انتحب صوتها وتعبتها عيناها.
كادت ان تدلف للمرحاض لولا دق الباب وصوت الخادمه تخبرها:
-أنسه تقى البيه الكبير عايزك تحت.
-حاضر جايه.
تأففت بتعب...إنها حلقه جديده من حلقات الضغط المستمر عليها والمبذولة ضدها منذ عادت من سفرتها وكأنها هي من فعلت كل ما حدث وليس حفيدهم المدلل.
نزلت الدرج بهدوء تشاهد عن بعد المشهد المعد بأنتظارها لتتخذ احد أدوار البطوله
_________سوما العربي________
جلس منكس الرأس في مكتبه بلندن، لقد قطع تلك الرحلة التي عاد منها بدون قلبه وعقله الذي لطالما حلف به الجميع.
دقات متتاليه على باب مكتبه ثم دخول السكرتيره تخبره:
-كلارا تطلب مقابلتك
أغمض عيناه بسأم وقال:
-أخبريها أني مشغول الآن
-أخبرتها لكنها ظلت منتظره منذ ساعات
مسح على وجهه وآخر ما أراد رؤيته الآن هو كلارا لكنه سمح لها بالدخول، لتدلف تمشي بخطوات متوترة لفتت انتباهه فرفع عيناه بها ينظر لها...لتلك الفتاة الإنجليزية التي تعرف عليها منذ سنوات كانت تشع حياه وقوة لقد تبدلت.
تقدمت منه تتحدث بلكنته التي أتقنتها من اجله:
-كده ضياء...انا قاعد من بدري إستنى وإنت أرفض شوفني...أرفض شوف كلارا ضياء؟!!! ايه حصل؟! أيها أتغير؟!! إنت كنت إعرف بنات وأخرج مع بنات بس كنت ترجع لكلارا بالنهاية..كنت إرتاح مع كلارا ضياء... ايه تغير؟!
تنهد ضياء بتعب وهو يرى نتاج ما فعل...بصمته الواضحة على أي فتاة يدخل حياتها وكأنه مرض لعين يهز البدن،يذهب الشهيه ويزبل إشراقه الوجه.
هز قدميه بتوتر ثم قال:
-ماحصلش حاجه أنا زي ما أنا...انا بس كان عندي شغل مهم الفتره الي فاتت.
أغمضت عيناها بتعب هي تعلم انه ينكر وسيستمر في النكران لذا قالت:
-عشان كده لغيت رحله ورجعت.
-بالظبط..
-حتى ماقولتش انك هترجع وعرفت من رائف
مال على رأسها يقبلها بلا إحساس يقول:
-اه ماعلش كل حاجة جت بسرعه وكنت مضطر أمشي.
حتى لو سيارته لأنها ترغب في ان تصبح معه تحت أي مسمى لكنها لم تستطع وبدأت مرغمة تسأل عنها:
-وفين بنت كانت معاك على سفينه؟
كور قبضة يده بغضب وعجز...يسب من بين شفتيه فهي جاءت تذكره ببساطة وهو يجاهد منذ بداية اليوم على نسيان ما جرى...يعيش حالة نكران تام لا يصدق أن ضياء عاصم شديد قد جرى معه ما جرى.
لقد وقع كالدلو في حب فتاة لا يعرف عنها شيء ولأجلها فعل المستحيل وبالنهايه هي من تركته وهو من كان دوماً يَترك ولا يُترك.
حولته كالمجنون ثم رحلت وها هي الآن ...بغيابها قادره فقط بذكر سيرتها ان تغير بل وتتحكم في مزاجه.
اقتربت كلارا تلاحظ كل ذلك بوضوح فهي من اعلم الناس به..وضعت يدها على كتفه ليلتفت لها ثم قالت بلكنتها هي هذه المره:
- من الغريب ما أراه بعينيك الآن...أرى بعينك ما فعلته بكل فتاه عرفتها ومافعلته بي...لديك سحر عجيب يجذبنا لك ومازال يجذبني رغم ما تعرضت له من أذى معك...حتى أنني ورغم ما أراه الآن بعيناك لازالت أرغب في البقاء لجوارك ولكن......
صمتت تحبس دموعها ثم أكملت:
-كم من الصعب أن أرى بعيني لغيري ما رغبت ان يوجه لي.
صمتت تتحامل وتتجلد ثم ذهبت للكرسي تلتقط حقيبتها واقتربت منه مجدداً تضع يدها على عنقه وتقربه منها ثم تقبله مرددة بلكنته تلك المرة:
-نستناك الليلة ضياء...مش تتأخر بليز.
ثم خرجت دون أن تنتظر منه رد.
تزامن خروجها مع دخول صديقه رائف ينظر عليها بإستغراب ثم دلف وأغلق الباب بعد ذهابها يسأل:
-مش معقول...كلارا مش هتيأس منك
لم يبالي ضياء أو يهتم وإنما سأل:
-سيبك منها...عملت إيه؟
-دورت كتير ...ما وصلتش لحاجه حتى بيانات دخولها على السفينه ماتبدين أي معلومه غير اسمها الثلاثي وسنها بس..أنا مش هدور تاني في مليون ألف حاجه اهم بكتير من بنت قابلتها وعلقتك يا ضياء احنا ورانا شغل .
لكن ضياء استمر في تفكيره :
-حتى نادين مش عارف أوصلها وصفحة الفيسبوك بتاعتها مقفولة للأصدقاء بس..
جن جنون رائف و هب من كرسيه يسأل:
-شوف بردو بيقول ايه...ما تفوق شويه بقا شغلنا بيغرق عايزين نعوض الخساره الي جايه علينا بعد ما اتسحبت منك شركة القاهرة الي كانت بتسند في الشغل...انت لسه مش حاسس عشان الموضوع لسه ماسمعش لكن قريب هتحس بعجز في الموازنه ولازم نسده.
لكن ضياء كان منغمس في تفكيره وقال:
-جيجي كان مكتوب كتابها.
اتسعت عيناه برعب وعقله يشرد منه لنقاط لم يحسب لها حساب تزامناً مع إرتفاع رنين هاتفه الذي أبصره رائف فقال:
-جدك بيتصل..أكيد هيطلب منك للمرة الالف ترجع و ترجع بنت بنته..ياريت توافق خلينا ننقذ مايمكن إنقاذه بقال.
قلب ضياء عيناه بملل بينما ولولا الالحاح في الإتصال ما كان ليجيب وحينما أجاب رد ببرود يقول:
-ايوه يا جدي لو متصل عشان تقى فأنا مش هرجعها روح لبسها لأي واحد غيري مش هرجعها يعني مش هرجعها ولا ودوها لدكتور تجميل يصلح فيها ولو أني أشك ان في دكتور ممكن يوافق يشتغل في البقرة دي.
ليجيب الجدّ بحرج وهو متأكد من سماع تقى التي تجلس بجواره كل كلمه:
-عيب بقا ولم نفسك هو انت ماحدش قادر عليك انت اتفرعنت قوي يا ضياء...تقى بنت عمتك ألف واحد يتمناها.
-أنا نفسي أشوف واحد من الألف دول يا جدي ...هو لو في نص واحد حتى كنتوا هتبقوا بتلبسوها فيا وتلزقوها لي بالعافيه وكل ما أطلقها ترجعوهالي زي الفلوس الي مابتتصرفش...أنا مش هبيع نفسي تاني عشان الفلوس...ده أنا بتقرف منها تقى دي...قال أرجعها قال...ده تقى دي سبب قرفتي من مصر وسبب إني أسيبها واهج...تلاقيها عجلت وفشولت وبقت أد الخرطيت والحبوب والدمامل الي في وشها عدتكوا ولا لسه...يا ستار، عليا النعمه بطني قلبت لما جبتوا سيرتها تاني ...خلاصة الكلام ياجدي عشان مش كل شويه هنعيد فيه الموضوع ده..روح لبس العجله دي لواحد غيري ده لو لاقيت حد يرضى بيها وسيبني في إلي أنا فيه.
صمت الجد ينظر على تقى وهو موقن انها سمعت كل حرف مستغرب صمتها وهدوئ أعصابها على عكس ما كان يحدث كلما صرح ضياء عن رأيه فيها بل كانت تجلس ببلادة تنتظر حتى تنتهي المكالمة ليتحدث الجد من جديد بحزم:
-هو انت حد كان طلب منك ترجع لها يالا...انت دخلت فيا شمال أول ماقولت ألو وأنا أصلا متصل بيك عشان تنزل مصر ضروري عشان خطوبة تقى من ابن مسؤل كبير قوي ولازم تبقى موجود من قبلها تحضر كل حاجه اهو حتى عشان تخلص منها نهائي هو أنا ليا إلا راحتك يا حبيب جدك.
نزل حديث الجد كالصدمة المفاجأة لكل الأطراف سواء الجالسين بجواره أو ذلك المغترب والكل يسأل حتى تقى وعاصم نفسه
من ومتى وكيف؟!!!!!
___________سوما العربي_________
أسابيع مرت وهو يبحث عنها كالمجنون وهي بكل بساطة تجلس بمقر عملها بمنتهى الهدوء والبرود.
آخر مكان توقع انها ستتواجد به بالفعل،اعتقد انها ستهرب بعيداً عنه وتجعله يبحث عنها ولا يجدها.
سب نفسه بجنون يسأل متى سيفهمها ولما هي بسيطة لدرجة التعقيد...ربما عليه أن يفهم انها ما عادت تعطيه قيمته.
غنوة ببساطة وطريقه عمليه تخبره انه لم يعد له مكانه تشغل بالها وان العمل أهم ...أهم من ان كان له أهميه من الأساس.
ولولا انه قرر بالصدفه الذهاب لمقر شركتها الجديد بالعجوزة على سبيل(طرق كل الأبواب) لما ظن أو خطر بباله انها هناك.
وأنها لم تكن ببيتها طيلة الأيام السابقه لأنها كانت تبييت في شقتها بالعجوزة تحضر للأفتتاح.
فدلف بخطى قويه ...بعدما شاهد سيارتها متوسطة الطراز مصطفه أسفل البناية المطلة على النيل.
فتح الباب دون سابق إنذار وهي بالأساس لم تجلب سكرتيرة بعد ليتفاجأ بوجود رجل رفيع المستوى يظهر عليه الطرف والوجاهه يجلس قبالتها وهو يتحدث بحماس:
-أنا مبسوط جداً بشغلنا مع بعض يا غنوة
ليتقدم هارون يقول بوجه متجهم:
-إسمها مدام غنوة يا حبيبي ...مين السكر؟
بالطبع لفظ سكر بتلك الطريقة الطريقه مقصدها إهانه وتقليل وصلهما ليرد الرجل:
-الأستاذ أشرف سعيد المحامي بتاع أنسه غنوة.
كرر الكلمة متعمداً رغم التحذير وكأنه يخبره انه يعلم الكثر لتحمر عينا هارون قائلاً:
-ده انت عايز تنضرب بقا
-اتضرب عشان بشوف شغلي
أستفز هارون لأقصى درجة فاقترب من غنوة يلتف حول المكتب مقترباً منها يقول:
-بقالك أسبوعين سايبه بيت جوزك ومختفيه عشان ألاقيكي قاعدة مع راجل غريب مش كفايه سيبتي الفرح وعملتي فضيحة
نظرت له بغضب بجاحته تعدت كل الحدود وكأنه يتعمد تناسي ما جرى لتقرر التبجح مثله لترد ببرود:
-لا فضايح ايه هو انت لسه شوفت فضايح...اصل ده مش راجل غريب ..والجلسه دي مش لله وللوطن...ده الأستاذ أشرف المحامي بتاعي وكلته يمسك كل أمور الشركه وكمان عشان يرفع لي قضية خلع.
نزلت الكلمه عليه كالصاعقه زلزلته فردد:
-خلللللع؟؟؟؟!!!!!
ليتدخل أشرف ببرود:
-خلع اه
-على جثتي يا غنوة
فجاوبت غنوة دون أن يرف لها جفن:
-زي ما تحب ...على جثتك ماشي
-كده يا غنوة بالساهل كده ...أهون عليكي؟!
-تهون اه
-كده....طب يمين بالله ما أنا مطلق وريني هتعملي كده ازاي
فنظرت له غنوة بجانب عينها ثم حدثت المحامي:
-قولوا هتعملها ازاي يا متر
-لا بلاش بقا خليها مفاجأ
عض هارون على شفته السفلى بغضب حاول التحكم فيه وتقدم من غنوة يقول :
-غنوة حقك عليا أنا عارف إني زعلتك وغلط جامد في حقك بس أكيد الي بنا مش سهل يتنسي كده
لم تجيب عليه وإنما تجرأ أشرف المحامي وتدخل يقول:
-لو سمحت يا هارون باشا تتفضل دلوقتي هي مش حابه تتكلم.
تحول هارون وهو يسمع رجل آخر يسمح أو لا يسمح ويعطي الأذن لان يتحدث مع غنوة...مع زوجته.
فضحك ساخراً يضع يديه بخصره ثم وبسرعه تحرك كالثور ناحية أشرف سحبه بهوجائيه من كتفه ودفعه خارج الغرفه تحت نظرات غنوه المستنكرة وصوتها الرافض:
-ايه الي انت بتعمله ده انت مفكر نفسك فين.
نجح في إخراج اشرف ثم اغلق الباب وأوصده بالمفتاح يقول:
-دلوقتي لازم نتكلم وهتسمعيني عصب عنك.
لتقف وهي تنظر له بغضب رافضه تماماً أي سبيل للنقاش أو التفاهم وهو مصمم ولديه أمل كبير لن يمت.
_________سوما العربي_________
انتهت المكالمه وعاصم يجلس ينظر بترقب لوالده يسأل :
-خطوبة مين وعريس ايه ما الكل عارف ان تقى لضياء فمحدش بيستجري يقرب ناحيتها آصلاً
زم الجد شفتيه وقال:
-هنتصرف مافيش حاجة هتربي ضياء غير كده
-ايوه بس هنجيب عريس منين
لتقول والدتها:
-أكيد هنتصرف ابنك مش هيتلم غير بكده
كان ثلاتهم يتحدثوا، يتباحسوا ويقرروا متناسين تلك المعنية بكل الحديث لتضحك ساخرة فانتبهوا عليها فتقول:
-تاني؟! ده حلو خالص الكلام ده
تجهمت ملامح الأم وهي تراها تقف من على كرسيها وتتحرك مغادره فتصرخ:
-تقى….أنتي رايحه فين…تعالي هنا…لسه ماخلصناش كلام
-وانتو محتاجين وجودي في ايه…خططوا أنتوا بس ربنا معاكم عايزين نشوف هنسترضي الحفيد بأيه لا يضيع من إيدينا.
تبادل ثلاثتهم النظرات من طريقه حديث تقى الغير معتادة منها لكن لم يبالوا ولم يدب بداخلهم اي قلق فتقى فتاة مسالمة لأبعد الحدود ومؤدبة، التمرد صفه بعيده عنها ربما طريقتها تلك ناجمه عن سماعها لما قاله عنها ضياء لا أكثر…لذلك تركوها وشأنها والتفوا حول بعضهم يكملوا المخطط العظيم الذي يستهدف الحفيد.
في منتصف الليل
كان ضياء يجلس بتأفف وحنق شديد في الطائرة المتجهة نحو القاهرة، الشعور بالغضب مع العجز عن العثور على حبيبته كانا متحدان لزيادة الضغط عليه فما كان منه سوى أن أخرج هاتفه يطالع تلك الصورة الوحيدة التي التقطها لجيجي وهي بأحضانه على متن السفينة كان يضمها بقوة وشغف وهي تبتسم بترفع يليق بها.
من شدة ولعه و ولهه بدأ يحرك أصابعه على الصورة يتمنى لو كانت متجسدة حية أمامه ليفعل بها ما يريها كم هو مشتاق.
ليغمض عيناه بأمل فهو قد وافق على العودة فقط لأمله بأن يبحث عنها ببلدهم بالتأكيد فرصه العثور عليها ستكون أكبر وبنفس الوقت يشهد بنفسه زواج تلك البقرة ليضمن إنعدام فرصه إلصاقها له نهائياً وللأبد.
أغمض عيناه يسترخي في الكرسي وهو يتذكر جمال حبيبته وجسدها الممتلئ بمنحنياته الكيرڤية الجباره البارزة بصورة تثير غلايان اي رجل ويهمس بشوق وصل لحد التألم:
-أاااه ياجيجي لو الأقي أااااااه…..
يتبع💖💖💖💖
لمتابعة الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا