رواية أنشودة الأقدار الجزء3 من رواية( فى قبضة الأقدار )الفصل الثلاثون 30بقلم نورهان العشري
رواية أنشودة الأقدار الجزء3 من رواية( فى قبضة الأقدار )الفصل الثلاثون 30بقلم نورهان العشري
في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )
الأنشودة الثلاثون 🎼💗
بسم الله الرحمن الرحيم
الأنشودة الثلاثون 🎼💗
إن الله يُمهِل ولا يُهمِل.. تلك الجملة عظيمة تحوي في طياتها شعورًا رائعًا بالأمان الذي تفتقر إليه تلك القلوب التي أنهكها الظلم وتآزر بها الألم. باستطاعة حروفها أن تربت برفق فوق جراحٍ غائرة وخدوشٍ دامية. فهي وعد الله للصابرين ووعيد للظالمين الذين بلغوا وعاثوا في الأرض مفسدين، وقد أضلهم الشيطان وأعمتهم الضغائن، ولكن وعد الله حق وعند الله تجتمع الخصوم.
15
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
_ طمني يا دكتور ماما عاملة ايه دلوقتي ؟
هكذا تحدثت «شيرين» بلهفة إلى الطبيب الذي طمأنها قائلًا
_ اطمني مفيش حاجة تقلق . مجرد كسور بسيطة و دي هتتعافى مع الوقت ، و الجرح اللي في راسها سطحي . كلها حاجات بسيطة .
ـ طب يا دكتور هي ممكن تخرج على امتى ؟
_ دلوقتي لو حبيتوا .
تدخل «طارق» يُجيبه بدلًا عنها
_ طب ياريت تكتب لنا على خروج . عمتي اكيد مش هتحب تقعد في المستشفى اكتر من كدا .
_ هي هتصحى امتا يا دكتور دي نايمة بقالها كتير اوي ؟
استفهمت «شيرين» بقلق فـ.طمأنها الطبيب قائلًا
_ متقلقيش احنا بنديها منوم عشان الكسور دي متتعبهاش لكن لما تخرجوا هكتبلها على مسكنات قوية ، و مع الوقت مش هتحتاجها أصلًا .
انصرف الطبيب تزامنًا مع بدأ استيقاظ تلك التي كانت تتخبط بين اوجاع الجسد و القلب و إن كانت أوجاع الأخير أشد و أقسى ولكن رغمًا عن ذلك كانت تقاوم فهمست بخفوت
_ شيرين .
هرولت «شيرين» إلى والدتها قائلة بلهفة
_ ماما . حبيبتي. أنتِ كويسة ؟
فاجأتها حين قالت بابتسامة واهنة
_ أنقذ حياتي . ابني هو اللي لحقني . شفت في عنيه لهفة عليا . ابني مش بيكرهني يا شيرين .
13
لا تعرف بماذا تُجيبها فالتفت ل«طارق» الذي تقدم قائلاً باستفهام
_ عاملة ايه دلوقتي يا عمتي ؟
_ الحمد لله .
دارت عينيها في الغرفة حولها قبل أن تقول باستفهام
_ الساعة كام ؟
_ عشرة الصبح .
حاولت أن تعتدل فشعرت بألم حاد يضرب كتفها الأيمن فخرجت منها صرخة خافتة فاقتربت «شيرين» تسندها بلهفه
تستمر القصة أدناه

_ راحه فين يا ماما ؟ كتفك مكسور .
خرج صوتها مُتألمًا واهنًا
_ عايزة اروح . لازم اخلي سالم يرجع هارون البيت . مش هسيبه يتبهدل اكتر من كدا
4
تقدم «طارق» يجلس بجانبها وهو يقول بخشونة
_ عمتي . اهم حاجه صحتك دلوقتي ، ولما تبقي كويسه ابقي اعملي اللي أنتِ عايزاه .
حاولت أن تتحدث بملأ صوتها فصاحت غاضبة
_ انا كويسة . مش هسيب ابني قاعد في اسطبلات الخيل ، و افضل نايمة هنا . هارون مش وحش . مش زيه . انا عارفه. قوموني .
2
تبادل الثُنائي النظرات فأومأ «طارق» برأسه يُخبرها بأنه سيتصرف و بالفعل توجه إلى الخارج و قام بالاتصال ب«سالم» ليقص عليه ما حدث فأجابه الأخير بحزم
ـ خلي عمتك عندك كمان يومين .
«طارق» باندهاش
_ ازاي يا سالم ؟ بقولك الدكتور كتبلها على خروج .
قاطعه «سالم» بصرامة
_ بقولك تقعد عندك يا طارق . مينفعش ترجع البيت دلوقتي. انا هكلم الدكتور و اعرفه هيعمل ايه ؟
زفر «طارق» بحنق بعد انا اغلق الهاتف ليجد «شيرين» تخرج من باب الغرفة و بعينيها استفهام صامت فبادر بالإجابة عليه
_ انها مينفعش تروح النهاردة ، و لا حتى بكرة !
_ ايه ؟ يعني ايه الكلام دا ؟
هكذا استفهمت باندهاش قابله «طارق» ساخطًا
_ يعني مينفعش . معرفش في ايه في دماغ سالم بس هو قال هيكلم الدكتور و هيفهمه يعمل ايه ؟
أنهى جملته تزامنًا مع قدوم الطبيب و معه أحد الممرضات و على وجهه امارات قلة الحيلة وهو يتوجه إلى غرفة «همت» و تبعته «شيرين» و خلفها «طارق» الذي صحت توقعاته فقد أعطاها الطبيب إبرة منومة مما أغضب «شيرين» الذي ما أن أصبحوا وحدهم حتى صاحت بانفعال
_ هو يعني ايه اللي بيحصل دا ؟
«طارق» بملل
_ في خاين في القصر بيتجسس لحساب ناجي ، و ممكن يكون مش عايز العلاقة تتحسن بين عمتي و بين هارون دلوقتي لحد ما نعرفه . دا تخميني .
10
عند تلك النقطه سقطت فوق المقعد بقهر تناثر من بين عينيها و نبرتها حين قالت
_ خاين . كمان . انا تعبت بقى . انا والله العظيم تعبت. هو هيرحمنا امتى ؟ هيحل عننا امتى ؟
4
اقترب يحتويها بين ذراعيه يحاول امتصاص ذلك الوجع الذي يتساقط من بين عينيها و الذي كان أضعافه بقلبه الذي لم يحتمل انهيارها على الرغم من غضبه ولكنه طمأنها بلهجة حانية حين قال
3
تستمر القصة أدناه

_ هانت يا حبيبتي. كل حاجه هتنتهي قريب و هنرتاح كلنا.
3
رفعت رأسها تطالعه بأسى تجلى في نبرتها حين قالت
_ أصعب وجع أن يكون ابوك اكتر حاجه بتتكسف منها في الدنيا . ابوك اللي هو مفروض سندك و ضهرك والحاجة اللي بتفتخر بيها في حياتك هو اللي يخليك تكره حياتك. انا بكره حياتي و بكره نفسي بسببه يا طارق .
2
أنهت جملتها و انفلت زمام الوجع لـ يتناثر على هيئة شهقات متتالية احتواها صدره الذي عانقها بقوة و كأنه يُريد إدخالها بين ضلوعه ليحميها من كل تلك الشرور المُحيطة بهم فجاءت نبرته عاشقة محرورة حين قال
_ مينفعش تقولي كدا عشان حياتك دي واقف عليها حياة ناس كتير و أولهم انا . انا ماليش حياة من غيرك .
12
لثمت كلماته جراحها ولكنها لم تفلح في إخماد تلك الحرائق المُشتعلة في جوفها فهمست بأسى
_ انا تعبت اوي . تعبت اوي يا طارق .
رفع رأسها يحتوي بكفوفه الخشنة وجهها وعينيه تُطالعها بنظرات عاشقة تشبه نبرته حين قال
_ وانا فين يا روح طارق؟ تتعبي وانا موجود ! دانا عشان خاطر عنيكِ الحلوة دي أولع في الدنيا دي كلها .
7
انتزعها عنوة من بين براثن الألم ولكنه ترك حوافر القلق تنهش بداخلها فهمست باستفهام يرتعب قلبها من إجابته
_ يعني مش هتزهق في يوم ، ولا هتيجي تقولي يا بنت ناجي !
1
اقترب ينثر ورود عشقه فوق عينيها الباكية و خديها المتوردان قبل أن يرتفع برأسه قائلًا بمُزاح
_ هو انا ممكن اقولك يا بنت الجزمة لو ضايقتيني . لكن بنت ناجي دي يتقطع لساني لو قولتها .
9
ابتسمت على مزاحه ليُتابع بنبرة جدية
ـ هو أنتِ بنته اصلًا ! أنتِ من النهاردة بنتي انا شيرين طارق الوزان . شيلي ناجي دا من حساباتك خالص.
2
كانت كلماته رائعة للحد الذي جعل ابتسامة جميلة تُلون ثغرها فتابع بنبرة يشوبها الندم
_ انا مكنتش اب كويس لريتال . كنت بعيد عنها و مش عارف اقرب لكن واثق انك هتساعديني أقرب منها ، و واثق أن حياتنا هتبقى جميلة .
4
تلك الكلمات قذفت في قلبها سعادة عارمة جعلت الكلمات تخرج صادقة من بين شفتيها حين قالت
_ هنقرب منها سوى ، و هنبقى ليها أحسن أب وأم . انتوا نعمة من ربنا في حياتي عمري ما هفرط فيها ولا هبطل اشكره عليها.
9
احتواها بين ذراعيه بقوة و كأن الكلمات لم تعُد تُسعفه ليُخبرها عن مكنوناته فقد كان داخله يرتج عشقًا لها تلك المرأة التي أحيت بداخله شخصًا لم يكُن يعرفه شخصًا يملك قدرة على العطاء و العشق أيضًا .
1
تستمر القصة أدناه

اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ ، وتذِلُّ مَن تشاءُ ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما ، تعطيهما من تشاءُ ، وتمنعُ منهما من تشاءُ ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك).♥️
32
★★★★★★★★★
_ ايه يا حلا يا بتي مبتاكليش ليه ؟
هكذا تحدثت «تهاني» الى «حلا» الشاردة فتنبهت الأخيرة الى حديثها و قالت باستفهام
_ بتقولي حاجه يا ماما ؟
تدخل «عبد الحميد» قائلًا باهتمام
_ مالك يا بتي ؟ أنتِ بخير ؟
«حلا» بخفوت
ـ بخير يا بابا الحاج متقلقش .
كان هذا يحدُث أمام عيني« ياسين» الذي يُلاحظ شرودها منذ البارحة ولكنه لم يُريد أن يُضايقها أكثر و خاصةً و هو يعرف السبب وراء حالتها تلك و إن كان يستنكره لكنه سألها و كانت الإجابة المُعتادة
_ انا كويسه مفيش حاجه.
تدخلت« تهاني» قائلة باهتمام
_ طب نفسك رايحة لحاچة مُعينة ؟
«حلا» بابتسامة واهنة
_ والله يا ماما ماليش نفس لحاجة . الأكل كتير قدامي اهو .
تدخل «عمار» بمُزاح
_ يمكن البيه الصغير زهجان ولا حاچة ؟
رفعت رأسها تُطالعه بحزن لم تُفصِح عنه ولكن تفهمه «ياسين» جيدًا لذا اقترب منها قائلًا بحنو
_ مش هتيجي توصليني طيب !
أجابته بهدوء
_ اه طبعًا هاجي . بالهنا و الشفا .
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر إلى الجميع حول الطاولة قبل أن تتوجه خلف« ياسين» الذي اقتادها إلى أحدى غرف المنزل ليكُن على راحته معها فما أن دلفت خلفه حتى جذبتها يديه لتستقر بين ذراعيه وهو يقول بحنو
_ حلوة قلبي زعلانه ليه ؟
رغمًا عنها تناثرت العبرات من عينيها و تبلور الحزن بنبرتها حين قالت
_ قلبي واجعني على اخواتي اوي يا ياسين . عماله اشوفلهم احلام وحشة ، و تعابين محاوطاهم في كل مكان ، وانا عماله اصرخ ومش عارفه الحق حد فيهم .
9
ادهشه خوفها الذي يتجلى بوضوح في نبرتها و كذلك ارتجافة جسدها الذي يئن بين ذراعيه فحاول التغلب على شعوره وقال بلهجة مُطمأنة
_ اهدي يا حلا . مفيش اي حاجه من دي . أنتِ على تواصل دائم مع ممتك و لو في حاجه كانت هتقولك.
تستمر القصة أدناه

تراجعت من بين ذراعيه قائلة بحنق
_ التليفون مش هيغنيني اني اشوفهم ، و اطمن عليهم بنفسي يا ياسين . انت ليه مش فاهم علاقتي بأهلي و قد ايه انا مرتبطة بيهم .
«ياسين» بسخط
_ بصراحة حاسس انك مزوداها يا حلا . يعني اخوكي كان هنا و شوفتيه و اطمنتي عليه ، ممتك بتكلميها كل يوم ، وكمان سما عايزة ايه تاني ؟
«حلا» باستنكار
_ مزوداها ! و كمان سليم انا حتى ملحقتش اقعد معاه ، و بعدين هو انت عادي تبقى بعيد عن اهلك و تطمن عليهم فون بس .
2
«ياسين» ببساطة إصابتها بالجنون
_ الطبيعي أن الست بتتجوز و تروح تعيش في بيت جوزها مش العكس ، و بعدين انا ممنعتكيش تروحي عندهم لو مش غلط عليكِ عشان الحمل كنت وديتك تشوفيهم .
4
«حلا» بانفعال
_ عارف ؟ المستفز في الموضوع انك شايفه حاجه تافهه واني مزوداها . دول اهلي . عارف يعني ايه اهلي ؟ اني اكون بعيدة عنهم المسافة دي كلها صعب عليا ، انا بقالي كام شهر مدخلتش بيتنا ، وانت مستهون بالموضوع بطريقة تغيظ .
زفر «ياسين» بنفاذ صبر قبل أن يقول بحنق
_ عشان أنتِ فعلًا مهولة الموضوع . بقالك كام يوم قالبة وشك ، و ملكيش مزاج تنزلي الجامعة ، ولا حتى تنزلي من اوضتك و الكل ملاحظ هل الموضوع مستاهل كل دا ؟
حاولت ابتلاع جمرات غضبها و قررت أن تحسم هذا النقاش لصالحها لتقول بنبرة هادئة ولكنها تحوي عتب
_ لكن بالنسبالك مش مستاهل . عارف ليه ؟ عشان مش ناقصك حاجه . اهلك حواليك اصحابك ، جامعتك ، شغلك مراتك . قولي يا ياسين حاسس ان حاجة نقصاك؟
كان الحزن و التأثر يظهر عيانًا في نظراتها على الرغم من أنها حاولت أن تكُن هادئة و قد آلمه ذلك و خاصةً حين طرحت عليه ذلك الاستفهام الذي كانت إجابته ستُزيد من الأمر سوء و لكنه في نهاية الأمر قال بلهجة خشنة
1
_ يا حلا يا حبيبتي دي سنة الحياة.
لم تنصاع خلف طريقته في تغيير دفة الأمور فتابعت بلهجة حادة بعض الشيء
_ اجاوبك انا . لا مش ناقصك حاجه. تعالى انت بقى اسألني ناقصك ايه يا حلا ؟ اقولك ناقصني اني اترمي في حضن ممتي لما اكون تعبانه و خصوصا أن دا اول حمل ليا وانا عاملة زي العبيطة مش فاهمه حاجه . ناقصني اصحابي اخواتي . ناقصني اني اشوف جدران بيتنا اللي وحشتني . املي عيني منها . مفيش حاجه في الدنيا تغني البنت ولا تعوضها عن وجود أهلها.
9
شعر «ياسين» بان هُناك خطب ما في الأمر وقد تسلل الخوف الى قلبه من طريقتها و ما يحويه حديثها من أمور مُبطنة لتُتابع هي بنبرة مُعاتبة
تستمر القصة أدناه

_ بيت اهلي دا نعمة من ربنا هفضل أتمنى أنه يديمها العمر كله ، و انت لازم تعرف أن زي ماليك عليا حقوق عليك ليا واجبات ، وانا مش ملاك هدي من غير ما آخد .
زفر حانقًا و قال بنفاذ صبر
_ ممكن اعرف أنتِ عايزة توصلي لأيه ؟ قولي اللي عندك ؟
اقتربت منه قائلة بنبرة هادئة لينة
_ انا عارفه انك بتحبني ، و عارفه انك لسه متأثر باللي حصل قبل كدا ، و ظهور حازم مضايقك ، وانا مقدرة دا . بس انك تبعدني عن أهلي صعب . مستحيل هقبل بكدا . انا بحاول اريحك على قد ما اقدر . لكن انت بتيجي عليا اوي ، انا فعلا مش قادرة اتحمل .
1
فطن إلى معرفتها بما حدث فقال بجفاء
_ أنتِ سمعتيني وانا بتكلم مع الدكتور صح ؟
_ صح ، و على فكرة زعلت . لما تقوله ينبه عليا مفيش سفر قبل تلت شهور وانت عارف اني بعد الأيام عشان تقرب و اعرف اروح ازور اهلي ، و تيجي انت تحرمني من دا بالطريقة دي ليا حق ازعل ولا لا ؟
عاتبته بطريقة اشعرته بالخجل من نفسه ولكنه عاند ذلك قائلًا بجفاء
_ دا جزاتي عشان خايف عليكِ !
«حلا» بحزن
_ لا يا ياسين انت كدا مش خايف عليا . انت كدا أناني معايا . عشان الدكتور قالك أن الحمل مفيش فيه مشكلة و اني اقدر اسافر عادي ، و ممكن يديني مُثبت احتياطي .
5
تجاهل عتابها و تقريعها الخفي و قال بنبرة جافة
_ يعني عايزة ايه دلوقتي ؟ عايزة تروحي عند اهلك ؟
«حلا» باختصار و بنبرة جافة
_ ايوا عايزة.
_ ماشي . شوفي عايزة تروحي امتى ، وأنا هوديكِ .
هكذا تحدث بفظاظة ففاجأته حين قالت بجمود
_ بكرة .
اغضبه إصرارها على الرُغم من أنه يعلم أنها تملك هذا الحق ولكن شيء داخله يجبره على إبعادها عن كل ما يُحيط بهم الآن فـ الأجواء مُلبدة بغيوم الماضي و الذي سيجعل مستقبلهم مُتضرر بصورة كبيرة ولكنه لم يُفصِح عن مكنوناته و ارتضى أن تراه أنانيًا على أن يضطر لشرح ما يُقلقه لذا قال باختصار
_ حاضر . جهزي نفسك .
خرج من الغرفة وهو غاضب وهي حزينة يؤلمها كونه يُريد إبعادها عن عائلتها بتلك الطريقة ، وإن كان ما حدث في السابق لايزال أثاره ممتدة داخله ولكنها لا ذنب لها بكل ذلك لذا توجهت إلى غرفتها باكية مُتألمة بينما هو توجه رأسًا الى «عمار» الذي تفاجيء من حديثه الغاضب
_ عرفني ولاد الوزان وصلوا لحد فين مع الحيوان دا ؟
«عمار» باستفهام
تستمر القصة أدناه

_ تجصد انهي كلب فيهم ؟
5
«ياسين» باختصار
_ عمهم .
_ ولا حاچة . اني مبسألش كتير بس صفوت بيه باعت عايزني في موضوع مُهم . هروح وأشوف . بتسأل ليه ؟
«ياسين» بحنق
_ حلا عايزة تروح تزورهم.
_ طب و أيه المشكلة ؟
«ياسين» بانفعال
_ مش عايزها تدخل في صراعاتهم دي تاني. يحلوا مشاكلهم بعيد عنها . عايز علاقتها بيهم تبقى سطحية . دي ناس مشاكلها كتير.
9
«عمار» بتعقُل
_ و احنا مشاكلنا اوجات كتير بتكون اكبر و اكتر. فكرك وجتها هتبجى حلا بنت أصول لو جالتلك خلي علاجتك سطحية بأهلك عشان مشاكلهم كتير ؟
18
مسح على وجهه فقد كان «عمار» مُحقًا ولكنه يخاف عليها من نسمة الهواء وأيضًا هو أكثر من يعرف بحبها لهذا الوغد فقد رآها تُمسِك هاتفها تتفحص الصور و التي كانت صورته من بينهم وقد أغضبه هذا كثيرًا لذا صاح بانفعال
7
_ لا مش هتبقى بنت اصول بس الوضع هنا يختلف . حلا لو قابلت الحيوان اخوها دا انا هطربق الدنيا فوق دماغهم . كمان قريبهم دا قتال قتله شوفت عمل ايه في بناته و في أهله . اضمن منين ان الأذى ميطولهاش هي كمان .
5
«عمار» بتفكير
_ ليك حج تخاف عليها . بس بردو الحذر لا يمنع الجدر ، و عشان أكده لازمن تهدى شويه ، و متخنجهاش يا ياسين . اشتري خاطرها و روح معاها لو جلجان عليها .
كان أكثر الحلول ضررًا بالنسبة إليه لذا زفر بحدة قبل أن يقول بجفاء
1
_ هشوف . ربنا يسهل . انت هتروح لصفوت امتى ؟
_ كمان ساعة.
_ ابقى عرفني هيقولك ايه ؟
«عمار» بتهكم
_ اكيد هيجولي كل حاچة الا اللي اني عايز اسمعه.
10
رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة لساني، يفقهوا قولي، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت تجعل الصعب إن شئت سهلاً، يا أرحم الراحمين. اللهم افتح علي فتوح عبادك العارفين، اللهم انقلني من حولي وقوتي وحفظي إلى حولك وقوتك وحفظك، اللهم اجعل لي من لدنك سلطانًا نصيراً.♥️
19
★★★★★★★★★
_ يعني ايه يا صفوت هنسافر اكيد ؟
هكذا تحدثت« سهام» إلى «صفوت» الذي أجابها بهدوء
_ اه هنروح نغير جو ، و بالمرة نجمة تتعرف على أهلها . دي متعرفش فيهم حد .
اقتربت «سهام» تحتضن ذراعيه وهي تقول بنبرة ودودة
تستمر القصة أدناه

_ طب ممكن نتكلم شويه ؟
_ أكيد ممكن .
«سهام» بنبرة لينة
_ اسمعني للآخر و ياريت متقاطعنيش . موضوع انك مأجل جواز عمار و نجمة دا بسبب ناجي انا مش بلعاه بصراحة . الولد محترم كل ظروفنا ، و البنت بتحبه و روحها متعلقة بيه ، و احنا مش عارفين هنخلص من الزفت دا امتى ، الولاد حرام يفضلوا مرهونين كدا بسببه.
5
يعلم أنها مُحقة ولكنه يخشى حدوث أي كوارث بسبب هذا الشقيق الذي يتجسد به الشيطان ليُعكر صفو حياتهم لذا قال بتعب
_ طب الحل ايه يا سهام ؟ انا خايف عليهم.
سهام بتعقُل
_ ايه رأيك لو نستغل الغيبوبة اللي هو فيها دي و نكتب حتى الكتاب .
أوشك على مقاطعتها فاندفعت قائلة بلهفة
_ كدا كدا بيت العيلة في اسماعيلية واحنا ملناش حد هنا لو مكنش شغلك كان زمان يا هناك يا في القاهرة ايه رأيك نكتبه في القصر هناك احنا كدا كدا مسافرين ، و الفرح بتاعهم هما هيعملوه هنا اصلا ؟ ها قولت ايه ؟
بدا اقتراح مقبول بالنسبة الية و خاصةً و أن ذلك الشيطان في غفوة قد لا تطول لذا أمعن التفكير قبل أن يقول بحيرة
_ هو اقتراح مش وحش . بس تفتكري الوقت مُناسب أننا نفتح الموضوع اصلا ؟
_ مناسب جدًا ، ولو بتتكلم على سالم ، و موضوع همت فـ سالم شخص عملي جدًا و بيفكر دايمًا في المصلحة ، ولو اتكلمت معاه هيقولك نفس رأيي . خلينا نرتاح بقى ، و نفرح هنفضل لحد امتى مغمومين بسببه!
6
صمت لثوان يُفكر في حديثها قبل أن يقول بهدوء
_ ربنا يسهل .
تدللت على استحياء وهي تهبط من الدرج لـ تستقبله و لأول مرة ترتدي مثل تلك الثياب التي أصرت عليها «سهام» لترتديها والتي كانت عبارة عن بذلة طويلة بلون الكريمة مكونة من جاكت طويل يصل إلى ما فوق ركبتيها و أسفله قميص من اللون البني الفاتح و بنطال من نفس لون الجاكت و خصلات شعرها تتدلى بحرية خلف ظهرها بينما كان وجهها مُنيرًا كالبدر بتلك اللمسات البسيطة من أدوات التجميل التي أبدعت في وصف حسنها مما جعله يقف مُتسمرًا مبهوتًا من تلك الحورية التي هبطت من السماء لتسرق قلبه فأخذ يُطالعها بانبهار كان جليًا على ملامحه مما جعل الخجل يغمرها و يطبع أثاره فوق وجنتيها اللتين أنبتت زهورًا وردية كانت لها فتنة من نوعٍ خاص جعلت الحروف تخرُج عفوية من بين شفتيه حين قال
_ هو الجمر نزل من السما ، ولا اني اللي بحلم ؟
5
اخفضت رأسها وهي تقول بخجل
_ يمكن تكون بتحلم ؟
«عمار» بنبرة خطرة
_ يبجى اجرب عشان اتوكد ده حلم ولا حجيجة !
تستمر القصة أدناه

تراجعت خطوتين إثر كلماته وقالت بتحذير
_ وه تجرب كيف يعني ؟ هي وكالة من غير بواب !
5
«عمار» باستنكار
_ ومالك هبيتي فيا زي وابور الچاز ليه كدا ؟
2
اقترب خطوتين وعينيه تعانقها بنظرات شغوفة تُشبه لهجته حين قال
1
_ وماله لما اجرب يعني ! مش لاجيت حورية من السما واجفة جدامي . حد جالك عليا حچر !
3
لونت ثغرها بسمة رائعة قبل أن تقول بخفوت
_ يعني اللبس دا حلو عليا صوح كيف ما أمي بتجول ؟
طافت أنظاره فوقها بطريقة دغدغت حواسها كما فعلت لهجته الموقدة حين قال
_ حلو بس ! ده هياكل منك حتة . برنسيسة . برنسيسة جلبي .
2
عبأت صدرها بأنفاس قوية مُثقلة بثقة كبيرة قذفتها كلماته بداخلها لترفع رأسها تُطالعة بامتنان فتابع بنبرة مُحذرة
_ بس طبعًا اللبس الحلو ده مهيتلبسش غير چوا الدار . يعني متحلميش انك ممكن تخطي خطوة واحدة بيه بره عتبة الباب و إلا هتبجى سواد عالكل .
3
«نجمة» باندهاش
_ ليه بجى أن شاء الله ؟ انت مش لسه جايل اني برنسيسة .
«عمار» بغضب
_ و أنتِ حمارة . مسمعتنيش واني بجولك برنسيسة جلبي . يعني اني بس اللي مسموحلي اشوفك حلوة أكده . إنما جدام الناس تبجي كيفك كيف مخيمر الغفير .
19
«نجمة» باستنكار
_ مخيمر الغفير ! لاه اني مش موافجة عالچوازة دي .
10
هنا صدح صوت عال من خلفهم
_ والله يا بنتي أنتِ بنت حلال . وفرتي عليا كتير. يالا بالسلامة انت يا عمار معندناش بنات للجواز
18
تفاجيء الثنائي من كلمات «صفوت» التي جعلت «عمار» يقول بصدمة
_ ايه الحديت ده ؟ انتوا عاملينلي كمين ولا اي ؟
4
«صفوت» بتهكم
_ لا والله يا ابني . دا انت اللي ابن حلال و بتقع لوحدك .
7
«عمار» بسخرية
_ والله اني عارف اني مش هسمع منك حاچة تسُر أبدًا
اقترب «صفوت» يحتوي كتف« نجمة» و هو يقول بتحذير
_ متغيرش الموضوع مزعل بنتي حبيبتي ليه ؟
«عمار» باندهاش
_ هو اني لحجت اتكلم من اساسه !
التفت «صفوت» إلى «نجمة» قائلاً باستفهام
_ حصل ايه يا نجمتي ؟ الواد دا زعلك ؟
تدخل «عمار» مغتاظًا
تستمر القصة أدناه

_ هي مين دي اللي نچمتك انا اللي بجولها أكده . هنجطع على بعض ولا اي؟
9
شعرت بسعادة عارمة كون هذان الرجلان الرائعان يتنافسان في تدليلها فقالت بابتسامة رائعة
_ ربنا يخليكوا ليا .
«عمار» بهيام
_ و يخليكِ ليا يا جلبي .
صاح «صفوت» غاضبًا
_ انت هتحب فيها قدامي يا ابني انت ؟ اتلم احسنلك .
«عمار» بسخط
_ والله اني ملموم على جد ما أجدر . بالك انت لو ملحجتنيش هنفرط و هتبجى فضايح.
8
«صفوت» بحنق
ـ طب ياخويا قدامي على أوضة المكتب ، و أنتِ يا حبيبتي عايز فنجان قهوة من ايدك الحلوين دول .
«نجمة» بحبور
_ عيني.
توجهت الى المطبخ لتقوم بإعداد فنجان القهوة فلفت انتباهها حركة ما في الحديقة الخلفية فتوجهت لترى ماذا يحدُث فإذا بها تجد تلك المرأة «نجيبة» تقوم بدفن شيء ما بجانب شجرة كبيرة في الحديقة الخلفية فدب القلق حوافره في قلبها من ما حدث
10
اللهم وإن عز طلبي فأنت العزيز الذي لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، يسر أمري واقض حاجتي يا من تقول للشيء كن فيكون. يا رب، يا قريب يا مجيب، يا من تجيب المضطر وتكشف الضر، يا ميسر كل عسير، اللهم إني أدعوك وحدك فأنت الله الذي لا إله إلا أنت، ووحدك القادر على تدبير أمورنا، وتفريج همومنا. اللهم يسر لي كل أمر عسير. ♥️
26
★★★★★★★★★
انتهت للتو من صلاة الضحى لـ تتفاجىء بطرق خافت على باب غرفتها فتوجهت لتقوم بفتح الباب فـ تفاجئت بـ آخر شخص توقعت رؤيته
_ ممكن ادخل ؟
هكذا تحدثت «جنة» وهي تبتسم بهدوء في مواجهة« لبنى» التي كانت تقف أمام باب الغرفة مصدومة من رؤيتها فقد كانت تسمع عنها كثيرًا و لا تنسى تلك الجملة التي سمعتها من أحد الخدم
_ تفتكري الست جنة هتحب لبنى دي ؟
5
إجابتها الأخرى بحيرة
ـ معرفش والله بس اكيد لا يعني دي هتفكرها باللي حصلها من سي حازم و أكيد هتكرهها
لا تعلم ما الذي حدث لها مع هذا الوغد ولكن يبدو أنه بليس بالهين لذا كانت تخشى ألا تتقبلها و لهذا تفاجئت من وجودها امامها ولكن في النهاية تنحت جانبًا لتُفسِح لها المجال بالمرور
_ اتفضلي .
توجهت «جنة» لتجلس على أحد المقاعد ولازالت تلك البسمة المُريحة مُرتسمة على ملامحها تبعث الهدوء في النفس فتقدمت «لبنى» لتجلس أمامها فبادرتها «جنة» القول
_ تقبل الله.
«لبنى» بهدوء
_ منا و منكم .
بادرتها «جنة» بالحديث وهي تقول بلهجة ودودة
_ انا جنة ، وأنتِ لبنى صح ؟
تستمر القصة أدناه

اومأت« لبنى» بصمت فتابعت «جنة» بلهجة يشوبها المُزاح
_ انا طبيت عليكِ زي القضى المستعجل صح !
«لبنى» بلهفة
_ لا طبعًا . انا كنت قاعدة مبعملش حاجه اصلًا .
«جنة» باستفهام
_ طب ليه منزلتيش عشان تفطري معانا؟
لم تعرف بماذا تُجيبها وقد تبلورت حيرتها و حزنها في عينيها لتقول «جنة» بلهجة هادئة
_ تعرفي انا سألت نفسي كتير اوي لما اشوفك هيكون احساسي ايه ؟
ظهر الخوف جليًا على ملامح «لبنى» فتابعت «جنة» بنفس لهجتها
_ تعرفي انا أجلت كتير اني ارجع البيت بسببك .
بدأت أنفاسها بالتزاحم بصدرها وهي تقول بنبرة مختنقة
_ انا . والله . مكنتش .
قاطعتها «جنة» قائلة بنبرة جريحة
_ صعب اوي انك تشوفي معاناتك متجسدة قدامك في شخص . صورة حية ليكِ و لألمك .
1
لم تعرف كيف تُفسر جُملتها في البداية و لكن سُرعان ما ضربت عقلها فكرة جنونية جعلتها تشهق بعنف لتقول بصدمة
_ أنتِ …
اومأت «جنة» و عبرات الحسرة تتأرجح بين مآقيها لتقول بأسى
_ انا عشت نفس التجربة اللي أنتِ عشتيها بالظبط لا دانا النسخة الأسوء منها .
6
شعرت بالأسى على مظهر «جنة» التي كان ألمها جليًا فوق ملامحها و جسدها الذي كانت تُحاول السيطرة على ارتجافته و كفوف يديها المرتعشة و كأنها تجاهد آلامًا عظيمة بداخلها و قد ظهر ذلك بوضوح في نبرتها حين قالت
_ بس ربنا بيعوض ، و بيراضي ، وانا راضيه الحمد لله.
1
تناثرت عبرات «لبنى» في مواساة صامتة لتلك التي كانت تحاول أن تمنع تدافع العبرات بقوة من بين عينيها لتقول« لبنى» بنبرة خافتة
_ الحمد لله على كل حاجه .
أخذت تهز برأسها وهي تمسح وجهها بيدها لتقول بنبرة حاولت صبغها بالقوة
_ وبعدين بقى . انا مش جاية هنا أوجع قلبي و قلبك . انا جاية عشان اقولك اجمدي . انتِ مش لوحدك . انا جنبك ، و فرح كمان . احنا هنا اخواتك ، و حواليكِ.
7
عاندها الدمع و انفرطت حباته فوق خديها وهي تقول بنبرة مُتألمة و لكن صادقة
_ اوعي تحملي نفسك فوق طاقتها ، ولا تيجي عليها ، و عيشي حياتك . استغلي الفرصة اللي ربنا ادهالك . اوعي تخافي أو تزعلي أو تفكري ولو للحظة انك وحشة . او انك غلطانه ومفروض تداري لااا . أنتِ مفروض ترفعي راسك و تحطي عينيك في عين اي حد .
4
كانت تستمع إلى كلماتها وتشعر بمقدار الأسى في عينيها و بأنها تخبرها ما كانت تود فعله و خاصةً حين تابعت بنبرة مُتحشرجة
_ لو الدنيا جت عليكِ متجيش أنتِ على نفسك ، و ارضي . و احمدي ربنا عشان دايمًا في وسط الشوك دا كله رحمته بتبقى واسعة ، و بيلطف بينا . عشان احنا مش وحشين .
5
أنهت جملتها تزامنًا مع انهيار سد إرادتها أمام طوفان الألم العظيم بداخلها لتنهض «لبنى» و تحتضنها بقوة في مواساة صامتة فتعانقت الفتاتين اللتان جمعهما نفس الألم و نفس الحسرة التي تجلت في نبرة «جنة» وهي تقول
_ اوعى تعملي في نفسك اللي انا عملته في نفسي. اوعي تحميلها فوق طاقتها . متضيعيش ولا لحظة في الحزن ولا الندم . كفاية اللي ضاع.
5
تستمر القصة أدناه

خرجت «لبنى» عن صمتها وهي تُشدِد من عناق تلك الفتاة التي بالرغم من كل شيء لا يزال قلبها نقيًا
_ عندك حق . انا هسمع كلامك عشان حسيت انك قريبة مني اوي ، وأما عمري ما كان عندي حد قريب مني .
رفعت «جنة» رأسها وهي تقول بنبرة مرحة تتنافى مع مظهرها الباكي
_ هتسمعي كلام الشخص الصح .
كانت تتهكم فابتسمت« لبنى» على جملتها فتعانقت الفتاتين بقوة قبل أن تنسحب «جنة» التي أخذت تكفكف عبراتها وهي تقول بنبرة مرحة
_ بقولك ايه كفاية عياط بقى احسن مروان لو شافني كدا هيستلمني ،و انا بهرب من لسانه . يالا غيري هدومك وانا هروح اغسل وشي وننزل نشوف الناس اللي تحت دي بتعمل ايه ؟
3
شعرت بها مُترددة فصبغت نبرتها بالجدية حين قالت
_ لا بقولك ايه مفيش تردد من النهاردة هتنزلي تحت معانا زيك زينا . أنتِ بقيتي واحدة مننا . انضميتي للحزب النسائي هنا في البيت . لا تتكسفي بقى ولا تقولي معرفش ايه سمعاني ؟
شعرت بالسعادة لكونها تحاول جعلها شخص مرغوب به و قد قررت أن تستمع إليها لذا قالت بنبرة هادئة
_ حاضر .
_ يالا وانا هروح اغسل وشي و هستناكِ ننزل سوى.
«لبنى» بحبور
_ حاضر .
«جنة» بمرح
ـ حاضر. حاضر . دا أنتِ لقطة وربنا .
4
خرجت ضحكة قوية من فم «لبنى» التي قالت بمرح
_ انا هدية من السما يا بنتي والله.
قهقهت الفتاتين و قد تأكدت «جنة» من أن تلك الفتاة تُشبهها كثيرًا في السابق ولكن هذا البؤس الذي يُلون حدقتيها ماهو إلا نتاج لتلك التجربة المريرة التي وحدها تعلم مدى صعوبتها.
3
بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض والسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه سم ولا داء، بسم الله أصبحت وعلى الله توكلت ، اللهم بك استعين وعليك اتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهل لي مشقته وأرزقني من الخير كله أكثر مما أطلب وأصرف عني كل شر ، رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري يا كريم ♥️
21
★★★★★★★★★★
_ يا بنتي أنتِ أساسًا واقفه علينا أنتِ وابوكي بخسارة . احنا لولا الفضايح كان زمانا اتبرينا منكوا من زمان.
6
هكذا تحدث «مروان» إلى« ريتال» التي ناظرته بصدمة من حديثه ثم صاحت مستنكرة
_ على فكرة بقى جدو بيحب بابي اكتر واحد ، و دايمًا يقول إن هو شبهه وانت لا .
2
«مروان» بتهكم
ـ طبعًا أنا مفيش حد شبهي اصلًا . انا اللي مفيش منه يا بنتي . انا بس اللي متواضع و قاعد معاكوا عادي .
7
جاء صوت ساخر من خلفهم
_ ياعم التواضع اللي بينقط منك هنتزحلق .
9
هكذا تحدثت «جنة» فالتفت جميع الأعين تناظرها ليتجمد الجميع بأرضه حين شاهدوا «لبنى» التي تسير بجانبها و يبدو أن الاثنتين كان يجمعهم حديث فتبلور الترقُب بنظراتهم ليخترق« مروان» الأجواء قائلًا بمرح
_ اهي واحدة مش جاية طول ركبتي و بتتريق .
تستمر القصة أدناه

«جنة» بسخرية
_ اللي يشوفك يقول طويل اوي . انت موهوم يا ابني .
5
توجهت لتجلس بجانب« أمينة» التي كان العتب يلون نظراتها فتقدمت «جنة» تحتويها بحب وهي تقول بجانب أذنيها
_ عايزة اقولك كلام كتير اوي بس لما نبقى لوحدنا . لكن مبدأيًا يعني حقك عليا.
ابتسمت« أمينة» بحب تجلى بنبرتها حين قالت
_ بنتي حبيبتي اللي مغلباني معاها . بس مع ذلك مقدرش ازعل منها.
3
ابتسمت «جنة» بسعادة فتدخل «مروان» قائلًا بسخرية
ـ ايوا ياختي ابلفي الست الطيبة أنتِ و أختك . فاكرين أنها ملهاش حد يوعيها !
6
تحدثت« أمينة» إلى« لبنى» قائلة بحنو
_ تعالي يا لولو اقعدي جنبي . خلينا نشوف الواد اللي مصدعنا دا .
تقدمت «لبنى» تجلس بجانبها فتدخل «مروان» ساخرًا
_ و متقعدش جنبي انا ليه بعض ؟ تعالي يا بت هنا جنبي انا مش قولتلك أنتِ من الحزب بتاعي !
«لبنى» بخفوت
_ حزب ايه ؟ انا ماليش دعوة بيك اصلا .
4
«مروان» بصياح
_ ايه ؟ بتبعيني أنتِ كمان . ايه الناس الواطية اللي انا عايش معاها دي ! مفيش صاحب يتصاحب !
4
تدخلت «فرح» قائلة بسخرية
_ اومال سما فين تيجي تلمك ؟
«مروان» بسخرية
_ سما راحت تمارس الطقوس السوداء في المستشفى . هتقعد تندب هي و عمتي شويه . بتستمد طاقتها من النكد .
24
قهقه الجميع على كلماته فجاءهم صوت «سليم» القادم من الاعلى
_ انت يا ابني مصدعنا ليه ما تقوم تشوفلك شغلانه ؟
«مروان» بتهكم
_ على أساس انك ماسك الحي هنا ولا حاجه ؟ ما انت مُرابط في البيت اهو ، و الراجل الكوبارة بتاعنا هو اللي جايبها من شرقها لغربها من صباحية ربنا.
2
تدخلت «فرح» بحنق
ـ طب كويس والله انك بتحس و بتشوف و عارف بدل ما تسببه لوحده مروحتش معاه ليه ؟
«مروان» بطريقة اغاظتها وهو ينظر إلى «جوهرة» القادمة من الداخل
ـ اصل الدكتور قالي اقعد في حتة طراوة .
تجاهلت قدومها وقالت بنبرة ساخرة
_ حلو عشان لما سما تيجي هخليها تغيرلك الدكتور دا . اصله بيقول حاجات ميصحش .
«مروان» باندفاع
ـ شوفي يا ام منصور انا مستعد اكتبلك الجنينة اللي ورا و تخلي سما تغير عليا.
2
تدخلت «جنة» القابعة بجانب« سليم» الذي يلف يديه حولها بتملك
_ والله بتفهم . دي اشكال يتغار عليها !
5
التفت «مروان» قائلًا بتهكم
_ واحدة متجوزة سلومة الأقرع و بتتكلم عن الأشكال . يا ماما دانا مشفق على البشرية من سُلالتكوا .
8
اخترق حديثهم «جوهرة» التي قالت بنبرة مُستفزة
_ هل السيد سالم في الخارج ؟
قمعت «فرح» رغبة قوية في إفراغ كوب الماء الذي أمامها فوق رأس تلك الشمطاء لـ تلقينها درسًا قاسيًا لـ ألا تذكر اسم زوجها أبدًا ولكن صوت «مروان» أنقذها من أفكارها الجنونية حين قال
_ أجل السيد سالم في الخارج ولكن السيد مروان ينوب عنه في الداخل ، فأنا الرجل الثاني في العائلة ، و ذلك الرجل هو العاشر بعدي و هذا الضخم الذي حملك برداء الحمام لا نعتبره من العائلة و سنتبرأ منه قريبًا .
19
تستمر القصة أدناه

هنا تنبه الجميع لحديثه و امتقع وجه «سليم» بينما قالت «فرح» باستفهام
_ ايه مين اللي جابها برداء الحمام مفهمتش .
«مروان» باندفاع
ـ اه انتوا متعرفوش صحيح . الشيكولاته دي دخلت البلد ملفوفه في شوال . البغل عبده موته ابن المحظوظة لفحها على كتفه بالبرنص .
10
شهقات قويه خرجت من جوف الفتيات بينما كاد «سليم» أن يموت من فرط الرعب أن يتفوه ذلك الأبله بأي شيء خاطيء فالتفت «مروان» قائلًا بغباء
_ متخافش مش هجيب سيرتك متقلقش .
24
تنبهت «جنة» لحديث «مروان» والتفت تقول باستفهام حاد
_ مش هتجيب سيرته في ايه ؟ انطق .
1
شعر «سليم» بألم حاد في معدته و تبلور الغضب في نظراته تجاه «مروان» قبل أن يقول بنبرة هادئة
ـ مفيش يا حبيبتي هو أنتِ مش عارفه مروان و سخافته ؟
«مروان» بحنق
_ مين دا اللي سخيف يا ابني انت؟ بقى انا بداري على بلاويك .تقوم تقول عليا كدا ؟
9
تدخلت« أمينة» قائلة بتحذير
_ بطل هزارك دا يا مروان . بلاوي ايه يا ابني . كفايانا مرار .
تدخلت «جنة» بإصرار
_ انا مُصرة اعرف الواد دا يقصد ايه ؟
«سليم» في محاولة لتهدئة الموقف
_ يا حبيبتي دا واد لسانه فالت و عايز يضرب اسفين بينا هتديله الفرصة !
حاولت التحلي بالهدوء و النظر إلى ملامح «مروان» التي كانت البراءة تُسيطر عليها بشكل كبير فشعرت بأنه هناك خطب ما فقالت بشك
_ شكلك كدا مش مريحني!
5
«مروان» ببراءة
_ بتكلميني !
_ اومال بكلم خيالك ؟
«مروان» ببراءة مُستفزة
_ طب خلي خيالي بقى يبقى يقولك بلاوي الأخ اللي عاملي فيها جون استيسان و شغال موصلاتي . لا بس الصراحة آخر توصيلة كانت عنب ، وأهو العنب قاعد مأنسنا اهو .
8
لحظة و برقت عينيها بصدمة فقامت بتوجيه نظرات غاضبة الى « سليم» قبل أن تقول بنبرة خطرة
_ جون استيسن و توصيلة و عنب . أنا قلبي بيقولي انك ليك يد في مجي البت دي هنا . جاوبني بقى بهدوء كدا . طارق بس اللي مُشترك في الجريمة دي ولا انت كمان ليك يد فيها !
كان يود في تلك اللحظة إزهاق روح «مروان» الذي كان يُتابع ما يحدُث باستمتاع جعل «فرح» تقول بغضب
_ هادم اللذات و مُفرق الجماعات. اعمل فيك ايه ؟
8
«مروان» ببراءة مُفتعلة
_ بتكلميني ؟
1
«فرح» بحنق
ـ كلمتك جنابك .
1
«مروان» ببراءة
_ ربنا يسامحك .
3
ـ رد عليا يا سليم .
تحمحم «سليم» قبل أن يقول بنبرة هادئة
_ طب ممكن نتكلم لوحدنا ؟
«مروان» باندفاع
ـ هي محتاجة كلام لوحدكوا ؟ ماتقولها اللي حصل . الواد طارق جابها من فوق بالبرنس و سلمهالك قوم انت وصلتها العربية بالبرنس بردو .
11
«جنة» بصدمة
_ يا نهار اسود .
4
«مروان» باندفاع
_ اسود ايه يا بومة . هو في نهار ابيض اكتر من كدا ! ياريتني كنت مكانه وربنا كنت شيلتها على كتفي و جبتها مشي من هناك لحد هنا .
11
اندفع «سليم» كالثور الهائج يُزمجر غاضبًا
_ انا قولتلك هخلص عليك ، وحياة أمي مانا سايبك . يانا يا انت النهاردة.
7
كان عائدًا من شركته ينوي أن يتجهز للسفر إلى مسقط رأسه مدينة الإسماعيلية لعقد اجتماع مع مواطني دائرته و معرفة أزماتهم و العمل على حلها فقد كان هذا الأمر من ضمن مسئولياته ويجب ألا ينساه في خضم ما يُعانيه لذا عزم على السفر ليوم واحد و العودة غدًا صباحًا حتى لا يبتعد عن المنزل فهو لا يستطِع المغامرة فلا يعرف ميعاد الضربة القادمة ولابد أن يكُن دائمًا مستعدًا فتفاجيء ب«مروان» يُهرول و خلفه« سليم» يُمسِك بقطعة حديدية فأوقفهم نداءه الصارم حين قال
_ مروان . سليم. في ايه ؟
7
«سليم» بنبرة صارخة
_ الواد دا جاب آخره معايا هخلص عليه النهاردة.
1
احتمى «مروان» خلف «سالم» قائلّا بأنفاس مقطوعة
_ شايف يا كبير . بيستقوى عليا اكمني طيب و غلبان .
«سليم» بغضب جنوني
_ طيب و غلبان الله يحرقك هتخرب بيتي.
5
«مروان» بسخرية
_ اخرب بيتك ايه هو متنيل من غير حاجه اصلا.
1
تدخل «سالم» بصرامة
_ بطلوا لعب عيال انت وهو . احنا فاضيين للكلام دا ؟
كان الجميع مشغول بمشاهدة ماذا يحدُث فلم يرى أحد تلك التي تسللت الى الحديقه الخلفية بخطوات متعثرة فما أن استدارت الى الجهة الأخرى حتى وجدت ذلك الحارس يقول بجفاء
_ اتأخرتي ليه ؟
3
_ مكنتش عارفه اجي الكل عينه في وسط راسه.
الحارس بتقريع
_ طب البوص باعتلك رسالة وبيقولك اظبطي نفسك وبعد كدا دبة النملة توصله . فاهمة ؟
لم تكد تُجيبه حتى استمعوا الى صوت شيء يسقُط بقوة على الأرض فخرجت شهقة قوية من فم المرأة ليتوجه الحارس بخطٍ مرتبكة لمعرفة من الذي كان يُراقبهم و الذي برقت عينيه حين شاهد …..
يتبع…
لمتابعة باقى الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الاول 1من هناااااااااا
الرواية كامله الجزء الثاني2 من هنااااااااااا
الرواية كامله الجزء الثالث 3من هنااااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا