رواية بحر ثائر الفصل الثالث 3بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية بحر ثائر الفصل الثالث 3بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
ديما
أفعل كل مايعجبه هو ولايعجبني أنا
ورغم هذا لا يعجبه
ولا أنا في الحقيقة يعجبني
هنيئا له وصال الجسد
أما وصال الروح فليحلم به
أصلا هذا النوع من الوصال لا يغريه
في داخلي أعرف أني لست له
أنا لإنسان في خيالي يقدر روحي
وفي واقعي هو نصف روحي....
ويظل على قلبي غريبا
ويظل قلبي يحن لمن يكون له حبيبا ♥
( بقلم فيروزة)
❈-❈-❈
عن مشاعر من كانت تتنعم بدلال أبويها وتتقلب في نعيم حنانهما وتتشرب الأمان حد الظمأ لتستقيظ فجأة على فاجعة قلبت حياتها رأسًا على عقب حتى باتت تتمنى الموت وتتبعهما .
سنواتها مرت كأنها حلمًا رائعًا لم ترَ فيه سوى الجنة ولم تسمع سوى صوت ضحكاتها لتستيقظ على واقع فقدهما ومعاملة عمها وزوجته الباردة .
هجمت عليها المآسي والأحزان خاصة بعد توبيخه لها اليوم ، كانت تعلم يقينًا أنه علم بشأن ذهابها مع غريب إلى مكان شعبي ، لم تبالِ بردة فعله ولم تهتم خاصةً وأنها لم تخطئ ولكنه بالَغ للحد الذي جعلها تقف متصنمة لم تستطع الرد عليه برغم أنها قادرة على الرد .
وقْع كلماته عليها ذكرها بيتمها ووحدتها واحتياجها للأهل وللأسف قد فات أوان اتخاذ قرار صارم والمكوث في منزل خاص بها ، هي أضعف من اتخاذ هكذا قرار .
أزاحت الدمعة التي سقطت من عينيها على صورة والديها التي تمسك بها ثم رفعتها تقبلها مطولًا وتعتصر عينيها لتسقط الدموع مجددًا على الصورة التي كادت أن تنطق أو هكذا تمنت ، ليتهما يحدثانها حتى لو من خلال صورة ، تريد أن تلقي بنفسها داخل أحضانهما فلم تعد تحتمل ، ليتها سمعت كلام والدها حينما كان يتقدم لطلبها الكثير ولكنها رفضت وصممت على عدم رغبتها في الزواج آنذاك .
أما الآن فهي ترغب بالزواج ، ترغب برجلٍ يحمل طباع والدها ، لا ترغب بطامع أو قاسٍ أو مستغلٍ ولا تعلم كيف تميز بينهم فهي فقدت قدرتها على تحديد نوايا البشر بعدما رأت حقيقة عمها وزوجته .
طرقات على باب غرفتها جعلتها تسرع في إخفاء صورة والديها وتجفيف دموعها ولملمة شتات نفسها قبل أن تسمح للطارق بالدخول .
دلف ماجد يطالعها بترقب ويتقدم مبتسمًا يقول بنبرة لينة :
- بتعيطي صح ؟ مافيش داعي تخفي دموعك عني ، بابا حكالي على اللي حصل .
ابتسامة ساخرة صدرت منها ثم زفرت وأفسحت له المجال كي يجاورها .
ماجد يعد شقيقًا لها ومعينًا لها على هذه الأيام وتلك المعاملة من والديه ، دومًا كان هو الطرف الأكثر تفهمًا وحنانًا عليها خاصةً وأنه منذ أن وطأت قدميها فيلا عمها للعيش فيها أخبرها أنها بالنسبة له شقيقة له وسيعمل دومًا على حمايتها ومساندتها ومع ذلك يصر عمها وزوجته على إقناعها بالارتباط به .
جلس ماجد أمامها يتطلع على ملامحها بشرود ثم تابع بنبرته الرخيمة :
- تصرفات بابا أوفر شوية بس صدقيني نابعة من خوفه عليكي
- ماجد لو سمحت ماتحاولش تقنعني .
قالتها بجدية وثبات ليتنهد مشيحًا بوجهه عنها ثم أطرق رأسه وشبك كفيه يسترسل موضحًا :
- طيب تحبي اقولك إنه بيكرهك ومش هامه أي حاجة متعلقة بيكي ؟ أنا بحترم ذكائك جدًا وعارف إنك فاهمة وجهة نظره .
تلاعب بحيل الإقناع فطالعته بتمعن تستشف مقصده ليتابع وهو يحدق بها :
- يمكن لو كنتِ كلمتيه وشرحتيله اللي حصل معاكي ماكنش زعل منك ، هو حاسس إنك متجاهلة وجوده دايمًا .
شعرت أن به شيئًا غريبًا قد طرأ عليه فلم يعد هو المتفهم لحالتها بل اتخذ موضع الدفاع والتبرير لوالده لذا احتدت ملامحها وهي تجيبه بنبرة مضغوطة :
- واكلمه ليه وهو عارف كل تحركاتي وبتوصله أول بأول ؟ باباك متعمد يحطني دايمًا جوة دايرة الاتهام وإنت عارف كدة يا ماجد ولو فعلًا يهمك مشاعري ماتحاولش تبرر اللي عمله .
زفر بقوة وصمت لثوانٍ ثم عاد يطالعها وتساءل بنبرة لطيفة :
- طيب ممكن تحكيلي إيه اللي حصل معاكي ؟ أنا لا براقبك ولا عارف تحركاتك ولا فهمت حاجة من كلام بابا لإنه كان متعصب ، ممكن تحكيلي إنتِ ؟ وده علشان أنا فعلًا حابب اعرف الموضوع مش لأي سبب تاني .
هذه هي طريقته التي تحبها لذا انسحبت بأفكارها إلى داغر وما حدث لتبدأ بإخباره مردفة :
- أبدًا فيه عربية دخلت في عربيتي في الإشارة بدون قصد ولما نزلت لقيته شاب ومعاه أخته ، اعتذر مني وصمم يصلح لي العربية بنفسه لإنه مهندس ميكانيكا وعنده ورشة وأنا وافقت وروحت معاه لحد الحارة بتاعتهم وفعلًا صلح لي العربية ورجعت علطول .
أومأ وتوزعت على ملامحه براعم التفهم والتزم الصمت لثوانٍ ثم مد يده يمسك بكفيها بين كفيه ويسترسل موضحًا :
- طيب يا بسمة أنا فاهم كويس وجهة نظرك بس لازم تعرفي إن مش أي حد نثق فيه ، إنتِ شخصية معروفة ، شابة جميلة ومثقفة وغنية ولازم تاخدي بالك كويس من اللي حواليكي خصوصًا المواقف اللي بتحصل على شكل صدف وهي ممكن تكون غير كدة .
وجدها تحدق به بتعجب بعدما سحبت يديها من بين كفيه فهي لا تحب لمساته حتى لو كانت بدافع الود والأخوة ، شعر بذلك لذا تابع بتروٍ :
- إحنا أكيد مش هنفترض سوء النية بس لازم تاخدي بالك كويس ، الزمن ده صعب وبلاش تثقي في أي حد خصوصًا لو كانوا ناس من طبقة شعبية ، الناس دي معظمهم بيكون عندهم عقدة ضد أي حد غني وممكن يخططوا كويس جدًا علشان يوقعوه ، كل المطلوب منك تاخدي بالك كويس جدًا .
نهض بعدها ثم انحنى دون ملاحظتها وقبل رأسها لتشعر بالضيق والحرج ولكنه ابتعد يطالعها مبتسمًا واسترسل قبل أن يغادر :
- تصبحي على خير ، ومش عايز ألمح دموعك تاني ، المرة الجاية لو لمحتك بتعيطي هتتعاقبي .
ابتسمت بتكلف وأومأت له مردفة :
- شكرًا يا ماجد .
- العفو .
قالها وتحرك يغادر وأغلق الباب وجلست هي تستعيد كلماته داخل عقلها ، تفكر وتتصيد ما حدث جيدًا ، هل يمكن ألا تكون صدفة وأن ما حدث مدبرًا من هذا المهندس ليوقع بها ؟
نفضت رأسها برفضٍ وهمست تقنع عقلها :
- لا يا بسمة ماتخليش حد يشكك في مشاعرك ، لو كان كدة كنتِ حسيتي أكيد .
صمتت لبرهة ثم تابعت كأنها شخصان :
- بس بردو لازم تاخدي بالك كويس .
❈-❈-❈
عاد داغر من عمله ليلًا ودلف منزله يلقي السلام على منال التي تجلس تشاهد التلفاز وتجاورها دينا تتصفح هاتفها .
اتجه للحمام يغسل يديه ثم عاد يرتد على الأريكة ويزفر بتعب ثم مد يده يصفع دينا على مؤخرة رأسها باستفزاز جعلها تنزعج وتتأوه تاركة هاتفها جانبًا تتحسس رأسها ليقول بنبرة مشاكسة :
- شوفتي أخوكي داخل البيت تعبان قوم إجري عليه استقبليه وهتيله ماية بملح يحط رجله فيها .
تجهمت ملامحها وقهقهت بسخرية تجيبه :
- لا ياشيخ ؟ وهو أنا كنت خلفتك ونسيتك ؟
نظرت لها منال بعيون محذرة ونطقت :
- دينا اتكلمي مع أخوكي كويس عيب كدة .
شعرت أنها تمادت معه ولكنه دومًا يدللها ويستفزها في آنٍ واحد لذا فهي تتخذه أبًا وأخًا وصديقًا ، زفرت بقوة تدلك رأسها مكان صفعته واسترسلت :
- مهو لو يبطل يضرب بإيده اللي زي المرزبة دي ، هيجيلي ارتجاج بسببه .
تملكه الحنين الذي جعله يمد يده نحوها ويتحسس رأسها قائلًا بنبرة خشنة مبطنة بالحنان :
- لا متخافيش راسك مافيش أنشف منها ، لو حصل ارتجاج هيبقى لإيدي أنا .
تنافت نبرته مع لمسته التي أحبتها لذا نهضت تردف بحمحمة تداري بها رضوخها لطلبه :
- دمك خفيف موت ، أنا هروح أجيب الميه بملح بس إنت اللي تدعك رجلك يا حبيبي مش مراتك أنا .
تحركت نحو المطبخ وهى تتمتم بحنق :
- ماتروح تتجوز يا أخي بدل ما انت تاعبني معاك كدة .
ابتسم عليها وفرد ظهره على الأريكة يغمض عينيه قليلًا بتعب ، طالعته منال وهي تفكر أتخبره بمكالمة طليقها لها أم لا ، وكالعادة هجمت عليها التناقضات وظلت تطالعه ليستشعر نظراتها لذا تساءل دون أن يبصر :
- قولي يا ماما فيه إيه ؟
تعجبت وتوترت في آنٍ واحد فهو كالعادة يشعر بها وبصمتها وبنظراتها لذا قررت أن تصارحه فهي لم تعتد إخفاء شيء عنه لذا تحدثت بقلقٍ تفشى بها :
- هقولك يا داغر بس اوعدني تسمعني من غير عصبية .
حينما يغضب داغر يتحول ، فكما يقولون اتقي شر الحليم إذا غضب لذا فهي تخشى غضبه ليطمئنها قائلًا بعدما فتح عينيه والتف يطالعها :
- طيب ماشي قولي .
تنهدت بقوة ثم استرسلت وعينيها تبحر في عينيه :
- أبوك كلمني النهاردة .
معركة قتالية جنونية قامت داخله ، ثوران رمال ذكرياته مع اشتعال نيران عجزه وسط سهام انتقامه كونت حربًا دامية داخله لم يظهر منها شيئًا سوى بروز عروق وجهه ويده وعينيه التي تشبحت بالاحمرار وهي تتابع مسرعة بعدما رأت حالته :
- ماكنتش هرد عليه بس هو مابطلش رن أتاريه عايز فلوس سلف منك ، بس أنا ماسكتلوش يا داغر .
جاءت دينا تحمل ماجورًا بلاستيكيًا به ماءً وملحًا وقد استمعت إلى الجزء الأخير من حديث والدتها وشعرت أنها تتحدث عن والدها وكادت أن تحتد ولكن انتفاضة داغر من مكانه كانت قوية لدرجة أنها أوقعت ماجور الماء أرضًا وتراجعت للوراء تنظر بصدمة للماء قبل أن تنتبه لحركة شقيقها واندفاعه نحو الباب ومنال تلحق به وتصرخ :
- لاء يا داغر استني رايح فــــــــــــــين .
أزاحها واندفع يغادر لتلحق به دينا نحو الدرج وكذلك منال ولكن دينا كانت أسرع منها حيث وصلت إليه قبل أن يندفع للشارع ووقفت أمامه عند مدخل البيت تطالعه بدموع وتوسل مسترسلة :
- داغر ماتروحلوش يا داغر علشان خاطري ، مايستاهلش .
لم يكن يراها بل استمرت المعركة المقامة داخله ورمال الذكريات تحجب عينيه عن رؤية أحد لذا أزاحها بقسوة وتحرك يغادر ويغلق الباب خلفه لتبقى دينا تصرخ باسمه ومنال تبكي ندمًا لاعنة نفسها على مصارحته .
التفتت دينا تنظر لوالدتها بغضب وبصقت الكلمات بهمجية نابعة من خوفها على شقيقها :
- لو جراله حاجة هتبقي إنتِ السبب ومش هسامحك أبدًا ، هتفضلي إنسانة ضعيفة طول عمرك بسبب واحد أناني مابيهموش غير نفسه وبس .
قالتها وتحركت تصعد للمنزل ببكاء وهي لا تعلم بمن تستنجد ليلحق بشقيقها ، كادت أن تهاتف كمال زوج ديما ولكنها تعلمه جيدًا ، سيشمت بهم لا محالة لذا باتت تدعو الله أن يمر الأمر بسلام .
❈-❈-❈
خرج من حمامه يرتدي بنطالا وتي شيرت بدون أكمام والمنشفة على كتفه ، وقف يحدق بها وهي ترتمي بإهمال على الأريكة ورأسها متدلي وخصلاتها مبعثرة على وجهها من أثر الشرب .
تمتمت بكلمات لا يميزها ، نزع المنشفة عن كتفه يليقها جانبًا فظهر وشمه الذي يحتل جزءًا من صدره وذراعه ومنكبه الأيسر ، ذلك الوشم الذي مر عليه أكثر من عشر سنوات حينما ترجته أن يرسم صورتها على يساره ليثبت لها حبه واضطر لرسمه في ذكرى عيد ميلادها ليفاجئها به ولتتأكد من حبه هي ووالدها الذي دومًا يكرهه نسبةً لأصله ، وبرغم أن هذا أقل الاختبارات التي تعرض لها إلا أن وقعه عليه أقوى من غيره بكثير .
ولكنها لم تكن مفاجأة سارة بالنسبة لمارتينا حينما رأته ، لقد طلبت منه صورتها هي وليست تلك المرأة التي تختبئ خلف وشاح لا يظهر منها سوى بعض الخصلات وعينين تحملان نظرة لا تشبه نظرتها قط ، نظرة لا تفهمها بدت كوطنٍ دافء يحمل مزيجًا من الحزن والحنان والاحتياج لمواطنيه .
استطاع إقحامها في نوبة مشاعر آنذاك سيطرت على اعتراضها على رسمته وبالفعل رضخت مستسلمة خاصةً وأنه فعلها من أجلها .
خرج من أفكاره على ندائها عليه فاتجه نحوها يردف بثبات جعله كجبل جليد :
- مارتينا هيا انهضي واغسلي وجهكِ ريثما أعد لكِ قهوة ، يجب أن تغادري الآن .
تحاملت تحاول النهوض تحت أنظاره ثم ألقت بنفسها عليه تضحك بصخب ويديها تتحسسه قائلة بتخبط :
- اشتقت لك ثائر ، دعنا نقضي ليلة رائعة ، ألم تشتَق لي؟
برغم سكرها إلا أنها كانت تلعب على غريزته الرجولية التي تعلم جيدًا أنها دومًا تتجاوب معها ، تلمست تلك النقطة الرجولية فيه وها هي تتلاعب على أوتارها ولكن .. إن استطاعت غريزته الرجولية إذابة جليده لن تفلح مع ذكائه الذي عُرف به لذا أبعدها عنه يردف بهدوء ويده تملس على خصلاتها :
- نحن انفصلنا مارتينا ، يجب أن تتذكري هذا دومًا ، وتعلمين جيدًا أنني لن أمارس معكِ علاقة غير شرعية .
- لنتزوج مجددًا ، أرجوك ثائر أنا لم أعد أحتمل بدونك .
أجلسها مجددًا نسبةً لترنحها وسحب مقعدًا يجلس عليه بشكلٍ معاكس ويطالعها مردفًا بغموض :
- كُنا مارتينا ، كنا متزوجين ولكنكِ اخطأتِ معي كثيرًا ، ليس من السهل نسيان ما حدث منكِ ومن والدكِ في حقي .
مدت يدها تتحسس ملامحه وبعيون نصف مغلقة ووجهٍ مائل تابعت وهي تشعر بحاجة ملحة للنوم بعدما بات رأسها يدور بصخب :
- ألن تسامحني أبدًا ؟ لأجل الحب الذي أحببته لك ، أو ليكن من أجل معاذ .
لم يرد صفع باب الأمل أمام سطوة مشاعرها لذا تابع وهو ينهض نحو ركن القهوة ليحضر لها كوبًا منها :
- دعي النسيان يأخذ مجراه يا مارتينا ، مازال أمامنا الكثير من الوقت .
زفرت بيأس وأملٍ في آن واحدٍ لذا مالت مجددًا لتغفو على الأريكة إلى أن يأتي بالقهوة .
تكملة الرواية من هناااااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا