القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شط بحر الهوى الفصل الأخير 2بقلم سوما العربي

 رواية شط بحر الهوى الفصل  الأخير 2بقلم سوما العربي



رواية شط بحر الهوى الفصل  الأخير 2بقلم سوما العربي

#شط_بحر_الهوى_الجزء_الأخير_2


-إنت بتقول ايه

-شششششششش

قالها عبد العزيز لصديقه الذي وقف منتفضاً مما سمعه وأردف محذراً:

-وطي صوتك لا زينب تسمع انا مش معرفها حاجه 

فعمد يحيى للصوت الهمس لكن خرج من بين أسنانه وهو يقول:

-يعني ايه ترجع من غير ما تكمل علاجك وانت في الحالة دي وعايزني أسكت لك

-هتسكت وهتقعد يا يحيي 

اقترب يحيى من صديقه يقول:

-أنت هتقوم دلوقتي وهتطلع معايا على المطار ومش هنرجع غير لما تخف انت سامع ولا لأ.

-أقعد يا يحيى


قالها عبد العزيز بصوت هادئ واهن ليهتف يحيى:

-قولت لك لا ...عايزني أشوفك بتموت قدامي واقعد ساكت

-وطي صوتك يا يحيى زينب جوا وأقعد 

-بردوا هيقولي أقعد طب تلاته بالله العظيم لاكو....

صمت وتوقف حلقه مفتوح بباقي الحديث حين صدمه عبد العزيز يردد:

-المرض في مرحلة متأخرة يا يحيى...عايزني أفرتك القرشين الي شايلهم للبت من الزمن على علاجات مش هتقدم ولا تأخر وابهدل نفسي واموت برا وتلفوا ورايا عشان تجيبوني تدفنوني هنا...ولا اتدفن برا غريب.


أغلق يحيى فمه بصدمه و أدمعت عيناه واهتزت ملامحه وظل ينظر لصديق عمره بصدمة فيما تنهد عبدالعزيز وقال:

-أقعد بقا يا يحيى خليني أكلمك.


تقدم يحيى من صديقه يحاول ان يتحدث لكن غصة قلبه تحول بين ذلك ليقول عبد العزيز:

-هون عليك يا صاحبي...كلنا أموات ولاد أموات .

لتدمع عيناه ويكمل:

-أنا بس ...هتوحشني زينب وهبقى قلقان عليها..أصلها غلبانه وعلى فطرتها لا لفت ولا دارت ...صمت يمسح عينه فيما قال يحيى:

-أنا كنت عايز أفاتحك في الموضوع ده بس مش عارف أجيبها لك ازاي

-قول

-زينب...أنا عايزها ليوسف أبني 


ليصدم تماماً من رد عبد العزيز القاتم:

-لأ يا يحيى لأ وألف لأ.


بهت وجه يحيى..ظن أن طلبه سيقابل بالموافقة نظراً للظرف الجديد لكن طريقة رفض عبد العزيز كانت رافضه بطريقة حاسمه للغايه جمدت يحيى ومحاولاته ليكمل عبد العزيز:

-جواز بنتي من ابنك يا يحيى مافيهاش راحه ولا أمان ومش ده الي هيخليني أموت وانا مطمن عليها ده هيخليني اموت وانا قلقان عليها.


-بس يا عبد العزيز زينب دي بنتي وانا عمري ما هسمح إن...

قاطعه عبد العزير:

-هي هتتجوزك انت يا يحيى؟! ابنك لعبي وبتاع ستات ومش مضمون ومابيسمعش لحد ولا بيكبر لحد وانت عارف كده كويس.


تنهد عبد العزير ثم أكمل:

-ماتزعلش مني يا يحيى...أنا مش برفض ابنك أنا برفض وضع ...لو كان عندك ولد تاني غيره بصفات غيره كنت سلمت لك البت من غير مهر ولا قايمة بس يوسف لأ يا يحيى يوسف لأ وأعتبرها وصية ميت...هسألك عليها يوم الموقف العظيم.


إقشعر بدن يحيى مع أخر جمله ذكرها صديقه واهتزت عيناه المدمعه يردد:

-صعبتها عليا يا صاحبي..بس يا عبد العزيز الواد عينه من البت ورايدها يبقى ..

-يحيى!!


قالها عبد العزيز كأنه يذكره بوصيّته ليصمت يحيى ويكمل عبد العزيز:

-أنا شايل لزينب مبلغ حلو ان شاء الله يكفيها ويعطي مصاريف جوازها وكليتها انا بس عايزها تجمد كده وتنشف وتتودك...ودي عليك انت بقا يا يحيى

-ازاي؟

-البت عود أخضر ولا فيش حاجة هتنشفها غير الشغل

-من بكره تنزل الشغل معايا وانا عيني مش هتتشال من عليها.


لكن رفض عبد العزيز:

-عند يوسف يا يحيى...اما انا لسه على وش الدنيا وبتكسر وصيتي امال لما مابقاش موجود هتعمل ايه؟!

-بعد الشر عليك يا صاحبي...اقسم بالله ابداً وبعدين يوسف دكتور يا عبده وشغله كله في مجال المستشفيات ومجال الأجهزة الطبيه ماله هو بشغلي انا واصلاً هو مشغول عشان بيعمل منتجع طبي جديد مع اتنبن صحابه فمش فاضي يهرش ماتقلقش.

-متأكد يا يحيى؟!

-متأكد ...من بكره زينب تنزل معايا عشان كمان مافيش شركه نضيفه هترضا تشغل واحده من غير خبره ولا شهادات خليها تحت عيني أحسن.


ظهر القلق على وجع عبد العزيز ليذهب الوقت في محاولة يحيى تهدئته وإقناعه.


__________سوما العربي_______


وقف امام باب غرفتها يكتف ذراعيه حول صدره مستنداً على الجدار من خلفه يتابع خروج الخادمه من غرفتها بصينيه الطعام التي لم تمس 


مر يومان وهي كما هي لم تتنازل عن متطلباتها ولم تملك اي حيله سوى الإنقطاع عن الطعام 


نظر بحزن يغلفه الجمود للخادمه وهي تخرج من غرفتها ثم قال:

-بردو ما أكلتش؟

-سارلا يومين ماعم تاكل يا بيك


أسبل عيناه وهو يسحب نفس عميق متعب محمل بقلة الحيلة واللوع ثم حدثها بهدوء:

-طبب هاتي الاكل وأتفضلي أنتي.


إنصاعت  الخادمه لطلبه وتقدمت تعطيه ما تحمل من طعام ثم غادرت فيما تقدم هو من الغرفه يفتحها ثم يقف على الأعتاب ناظراً لمعشوقته بلوع وصبابه.


لكن تحامل على نفسه وتقدم منها يجلس أمامها على الفراش ويضع صينياً الطعام جانباً.


وحل الصمت بينهما كل منهما ينظر لأسفل ..فيروز عيونها يملؤها التصميم والمكابرة وماجد إحتلت عيناه الحزن والعجز .


ثواني ورقع وجهه يقابلها قم همس:

-هتفضلي كده لحد أمتى؟

لم تجيب فأكمل:

-كل ده عشان عايز إتجوزك؟! للدرجه دي رافضه حبي؟!

أخيراً تحرر لسانها من إنعقاده وقالت:

-رجعني بلدي يا ماجد وبعدها نتفاهم.

-ولو ماوافقتش؟!

-هندخل في حيطة سد احنا الأتنين

ضحك بألم وسخريه ثم أكمل متسائلاً:

-وهو احنا لسه مادخلناش يا فيروز؟! أنتي قاعدة تستغلي حبي وتعلقي بيكي وبتذلي فيا وانا الي عمر ماحد عمل معايا كده غير  فريال هي الوحيدة الي قدرت تخوفني وترهبني وتذلني وكنت مفكر اني كبرت وبقا عندي نياب أقرقش بيهم الي ييجي على سكتي وفعلاً كنت بعمل كده ....لحد ما ظهرتي أنتي...من أول يوم وانا مفتون بيكي ومتعلق بيكي وحمدت ربنا اننا مش اخوات عشان أقدر اخدك...بس انتي عماله تدوسي عليا وتسوقي فيها لحد ما إتماديتي.


رفعت أخيراً عيناها له تطالع عجزه الواضح ناحيتها...بدت وكأنها مستلذه عذابه ولوعته بها ...لقد رأى ذلك بنفسه فقال:

-كلي يا فيروز أنا بحبّك وأنتي عارفه فمش هقدر أقبل انك تتأذي فعلاً وده صلاحك الي بتستخدميه ضدي...بتلاعبيني بعجزي ناحيتك...


صمتت تنظر مترقبة ليرفع معلقه محملة بالطعام يحسها على تناولها لكنها لم تفعل وظلت تنظر له كأنها منتطره فعل او تصريح أخر ليزفر بتعب ويقول:

-حاضر يا فيروز ...هرجعك بلدك وبكره كمان .


تهلل وجهها وكساه شعور النصر وفتحت فمها تبتلع الطعام ليقف في حلقها وتجحظ عيناها وهي تسمعه يكمل بتجبر وقد عاد لرونقه المعتاد:

-بس تمضي لي على عقود الجواز دي الأول.


طالعته بصدمه ليبتسم بغلظه:

-إنتي مش مضمونه وانا مش هسيبك تلعبي بيا تاني


صمتت وحديثه يحاوطها ..رغبتها بالعودة وكلامه عن انها تلاعبه وتذله جعل جزء بداخلها يضعف ويحاول أن يثبت له عكس ذلك ..

كذلك إصراره والتجبر الواضح بعيناه جعلوها تلتقط منه القلم وتوقع على الأوراق بهدوء تام.

لدرجة أنه نفسه إهتز وتجعد جبينه مستغرباً هدوها الشديد وتقبل ما طلب دون إحتجاح وتمرض هو بالأساس جزء من شخصيتها.


هل يعد ذلك تصريح بالحب؟! هو غير واثق بل لا يثق بها نفسها من الأساس.


لكن رغم كل ذلك ورغم تخبطه لم يستطع منع شعوره بقبولها به زوج لها وأقترب منها يحتضنها له يشم كمية كبيرة من رائحتها ثم قال:

-مبروك يا روحي.


أبتعد عنها يناظر جمالها الواضح والذي ينجح كل مره في فتنه ثم أقترب منها يضمها له ويقبل شفتيها بهدوء شديد تقبلته.


لم تمانع بل كانت تحتضنه لها، واستمع لأنفاسها وهي تسحب نفس عميق كبير لتتنفس رائحته جعلته يحلق فوق السحاب.

لكنها إبتعدت عنه تقول:

-فاضل الإشهار يا ماجد

-حاضر بس أنا مش قادر أبعد عنك دلوقتي 

-مااااجد

-حاضر يا روح ماجد حاضر

-هنرجع بكره مصر 

-يادي مصر..خلاص ماحدش عنده بلد غيرك على فكره هي بلدي انا كمان

ضحكت تحاول مجارات مزاحه وهي تشعر بالكسوف مرددة

-أنت أمريكي

رفع إحدى حاجبيه مستغرب لتطرقها لتلك النقطة لأول مره ثم أقترب متها يضع خصله شارده منها خلف أذنها أتاحت له التأمل الكامل لوجهها ثم قال:

-بس هوايا مصري وحبيبتي مصريه .

رمشت أهدابها بخجل ثم قالت:

-تصبح على خير يا ماجد

-بمعنى؟!!

هزت كتفيها وقالت:

-تصبح على خير 

ليردد بجنون:

-أصبح على خير؟ هو احنا مش هنتمليط النهادرة؟!

-بس يا قليل الأدب؟

-قليل الأدب؟! هو احنا مش اتجوزنا؟

نظرت له نظره ثاقبه من عيناها كأنه تندره بوضع زواجها ثم قالت:

-ماجد

-خلاص ماشي ..هصبر لما نرجع مصر وربنا يقدرني بقا

هم ليغادر لكنه التف لها قائلاً:

-بس تاكلي

-حاضر يا ميجو

-مش مرتاحلك...والله ما مرتاح لك بس مش قدامش حل تاني.


ضحكت بصخب ليبتسم رغماً عنه ويقول:

-قذره بس بحبك


_______سوما العربي______


كانت تجلس بصمت شديد شاردة بحزن في القادم لتنتفض على دفش والدتها للباب وخولها الغاضب تردد:

-هو انا مش بعتلك الشغاله تنادي لك تقيسي الفتسان وتلحقي معاد البيوتي سنتر..لا جيتي ولا رديتي في ايه؟!


ضحكه سخريه وألم خرجت من تقى ثم أعتدلت في جلستها تقول:

-ناريمان هانم شداد بنفسها في أوضتي يا مرحبا يا مرحبا...ده أكيد في حدث ضخم حصل في الدنيا عشان تيجي لي أوضتي وتهتمي بيا وبلبسي كده.

صكت ناريمان أنيابها بغضب جليل ثم قالت:

-أنا هعمل نفسي ماسمعتش كلامك الفارغ ده ودلوقتى حالاً تقومي تقيسي الفستان وتعملي عليه بروڤا وترحي البيوتي سنتر تعملي تنضيف بشرة وباديكير ومانيكير وتاخدي حقن نضاره وتحقني الچو لاين وظبطيلي لاب لاين شفايفك عشان يحلو اكتر واكتر وياريت تظبطي القصه وتخليها غره دي بتليق مع الوش المدور أكتر


ظلت تستمع لها إلى ان انتهت فسألت تقى:

-خلصتي؟

-آه خلصت...ماتبطلي برود بقا وقومي شوفي هترجعي جوزك ازاي كفايه إستزراف.


الى هنا ولم تتحمل تقى وانتفضت واقفه تردد :

-مش جوزي ضياء مابقاش جوزي انتي سامعه 

أحمرت عينا ناريمان بشيطنه واقتربت منها تقبض على خصلات شعرها بغلظه وكأنها ليست أبنتها ثم هتفت بقسوة:

-نعم؟! عيدي كده الي قولتيه تاني؟ مش كفاية فاشله حتى لما كبرتي وبقيتي عارفه تهتمي شويه بنفسك ماعرفتيش تميليه ولما ودناكي ليه لحد عنده وعملنا خطط وافكار رجعتي بورقة طلاقك عمرك شرفتي كددده.


صرخت بالأخيرة وهي تدفعها بيدها فارتدت تقى بالحائط مما جعلها تصرخ بألم وقهر صرخه جلبت كل من عاصم و شديد من غرفتهما مهرولين يتساءلون ماذا هناك ليصدموا بتقى الواقعه أرضاً متكورة على نفسها تبكي بقهر ليتقدم منها الجد سريعا يسأل:

- في ايه؟! ايه الي حصل يا ناريمان؟!

-تعالوا شوفوا الهانم مش عايزة تعمل اي حاجة من الي اتفقنا عليها

لينظر لها الجد ثم يقول بهدوء ولين متسائلاً:

-ليه بس كده يا تقى


لكن تقى كانت منخرطة في بكاء مرير ولم تتمكن من الحديث هي بالأساس ما كانت تريد، باتت تعلم الحديث معهم لن يقدم أو يؤخر، لا يرون سوى هدف واحد وهو ضمان الوريث، باتت على علم أنهم بالظاهر يساعدونها كي تتزوج بمن يليق بها لكن الباطن هو ضمان ضياء، لقد قالها الجد ذات مرة وعلى حين غفوة منه بما ينطق (تقى دي خسارة في واحد غير ضياء انا مستخسرها في الغريب) وقد قال ما قال دون حساب الكل متأكدة من مدى عمق بلاهتها، الكل يستغلها ولم يحسب احداً لألامها أي حساب.


مر طول وقت صمتها في كلام كثير متواصل كله وعظ ونصائح لضرورة وكيفية إستعادة الوريث، لابد وأن يعود لها وبذلك يعود لهم تحت اي بند وأي حساب.

نظرت لثلاثهم بصمت وهي لم تسمع لأي مما يقال، لقد أيقنت تقى.....لا احد يهتم سوى لما يريد، لا أحد يفضلها.


قبضه قويه أعتصرت قلبها رغم توقفها عن البكاء بالشكل الذي أوحى لهم برجوع تقى لرشدها فقال عاصم:

-أيوه كده يا حبيبة خالك كفايه عياط وفوقي كده...طالما بطلتي عياط تبقى هتسمعي الكلام وترجعي جوزك مش كده.


لم يتلقى رد فدنى منها يتلمس طابع حسنها قائلاً:

-بقا قمر كده يعيط...الي زيك عايش حياته يلبس ويدلع ويسافر ويركب عربيات...قومي يا تقى رجعي حقك في الحياه.


ضحكت داخلها بسخريه وألم ...وهل ضياء هو حقها من الحياه؟! الا يوجد حقوق ومتاع بالحياه غيره؟! أم انهم فقط لا يرون سوى أهدافهم وباتوا يتلاعبون بها..


هزت رأسها بحزن شديد ثم قالت:

-حاضر

تهلل وجههم وقال شديد:

-برافوا عليكي ايوه كده هي دي تقى حبيبة جدها يالا قومي أغسلي وشك والبسي عشان تنزلي تروحي كل المشاوير والمواعيد إلي حجزتها ماما.


نظرت له بأعين صامته غائره ثم قالت:

-حاضر.


أخيراً تنهدت ناريمان تسحب نفس مرتاح بعدما كادت تجن وكذلك عاصم وشديد ثم تركوها وغادروا وبقيت هي جالسه أرضاً تبكي من جديد....لتمر بها الدقائق ثم تقف متحامله على نفسها تبدل ثيابها وتغادر البيت كله .


________سوما العربي__________


أخذ يتسحب على أطراف أصابعه حتى وصل للمطبخ يقف متواري خلف الحائط يراقبها كالمراهق فهو لا يجرؤ على الإقتراب.


ليتفاجأ بسكين طاير متطاير قذف من عندها لعنده

-أااااه

آهه مكتومه صدرت عنه لا يجرؤ على إخراجهافيما هتفت هي:

-أطلع يا شايب يا عايب من ورا الحيطان...واقف تتلصص زي النسوان! اخي على دي رجاله

ليظهر كاظم من خلف الحائط قائلا:

-وهو انت سايبلي فرصه أقرب يا وحش.


أعطته نظره شذره بجانب عينها ثم عادت تقطع الخضار ليقترب منها يطالعها بوله وهي ترتدي عباءة قطنيه مزرقشه وترفع شعرها لأعلى فيظهر عنها والماشاء الله الدهبيه تتدلى على طول عنها وصدرها وافعه أكمامها لمنتصف ذراعه واقفه تقشر البطاطس وسط المطبخ، ظهرت عليها الهيمنة والسيطرة، لقد سيطرت أشجان على بيت الصواف في الأيام المنقضية الماضية وأدخلت فيه الشمس والهواء وجددت كل شيء لكن كظ كظ مازال بعيد لا يجرؤ على لمسها حتى ...لا يمكنه غير مناوشتها كل فتره وهي احياناً حتى لا تعطيه المجال

اقترب منها يرمقها بإعجاب واضح، إعجاب بوضعها وسيطرتها ليقول:

-على وضعك يا جامد انت يا مسيطر..منى عيني أنول المراد


أعطته نظرة رضا ثم هتفت:

-بقيت بتعرف تتكلم زي ولاد البلد أهو…عجبتني 


تهلل وتفزز في وقفته من الفرحه فقد نال رضا ولو لمره ليصفق بكفيه مردداً:

-اخيراً يا وحش…ده انا كنت قربت أيأس .


لعق شفتيه بإشتهاء قم قال:

-طب ايه

-أيه؟؟

-مش هن …ا

رفعت عليه السلاح مرددة:

-هت أيه يا روح النونة…لم نفسك بدل ما اقلب عليك.

-ليه بس ده أنا حتى….


قطع حديثهم صوت جرس الباب لتتركه متجهه نحو الباب تفتحه…عجيب أمرها باتت تتصرف وكأن البيت بيتها.


وقفت تفتح الباب لتتسع عيناها بإنبهار هاتفه:

-بسم الله ماشاء الله بسم الله ماشاء الله…انتي مين يا حلوة؟


فتقدم كاظم ليرى ماذا هناك ليتفاجأ مردداً:

-تقى ….مش معقول


طالعتهم تقى بعجز وحرج ثم قالت:

-أنا أسفه…بس مالقتش مكان تاني أروحه.


فطنت أشجان على الفور وسألت كاظم:

-دي تقى بنتك؟

هز كاظم رأسه ولم يسعفه التصرف لتصاب تقى بالحرج تراه كما هو لم يتغير لتقول:

-شكلي جيت في وقت مش مناسب انا همش…


لتلاحقها أشجان مردده تمد يدها تجذبها بحميمة للداخل بينما تقول:

-مش مناسب ايه و تروحي فين تعالي ادخلي ده بيتك ياختي انتي تيجي في اي وقت ادخلي ماتتكسفيش.


ثم أضافت كي تضحكها:

-ادخلي ماحدش غريب ولا خالع راسه…البيت كله ولايا.


-ولايا؟!!!؟

هتف بها كاظم معترضاً لكن أشجان تبسمت فقد نجحت بالفعل في إضحاك تلك الجميلة الحزينه.


تقدمت بها نحو أول أريكة تقول:

-تعالي ياختي اقعدي…بقا الجمال ده يزعل يا ولاد…إخس عليكي يا دنيا…إخس عليك يا حظ.


نظرت لها تقى بحيره بين التقبل وعدمه، نظرتها وكأنها تتسائل عن كنية تلك المرأة ليقول كاظم بفخر :

-دي أشجان..مراتي يا حبيبتي.

-معقول؟!

رفعت لها أشجان احدى حاجبيها وهتفت بشراسه:

-لا مش معقول ومش مراته قوي يعني وبعدين قصدك ايه بكلامك ده 

تراجعت تقى لتلك السيدة هيبة تجبرك على الخضوع فقالت:

-لا بس اصل الكاركتر مختلف 

-أيوه اول مره يستنضف انا عارفه…عندك حق هو كان رمرام


هزت تقى رأسها وللمرة الثانية تتبسم رغم حزنها ليقول كاظم بحنو :

- مالك يا تقى ايه الي حصل

-بابا…ممكن أعيش معاك هنا؟ 

-طبعاً ده بيتك انا نفسي اعوضك عن كل تقصيري معاكي والله انا اتغيرت جامد احلف لك…بس مسير الايام تعرفك.


لكن أشجان تقدمت بفضول رهيب رهيب تجلس لجوراها تصيبها بالدفء المفاجئ وتسألها:

-ألا قوليلي ياختي هو ايه الي كان جرى.


نطرت لها تقى بتردد ولا تعرف منذ متى كانت تعتاد الناس بسهوله لكن شخصية أشجان غير…حستها وأرغمتها على فتح قلبها لها.


________سوما العربي_________


أقترب منها بخطوات حذرك يقول:

-بقا انتي بقا عايزه تخلعيني

-انت بتقرب كده ليه…إثبت مكانك 

-خايفه من ايه؟!


بات قريب من أنفاسها يقرب ناحية أذنها يردد:

-خايفه من تأثيري عليكي


ابتعدت عن مرماه تحاول الحفاظ على مبدأ الثبات وقالت:

-عندك يا هارون ..وبلاش ألاعيب دي..

-انتي لسه شوفتي ألاعيب…ده انا هموت و أوريكي ألاعيب هارون صفوان


دفشته بعيداً كي تستعيد ثباتها وتحدثت بصعوبه:

-انا مش بهزر وعند كلامي وامشي اطلع برا…

حينما رأت ثباته و وقوفه لجأت للإستفزاز وقالت:

-ايه مش خايف اعمل فيك حاجة..اقتلك، أسمك، اعمل فيك أي حاجة 

-غنوة انا أسف بس تاريخك معايا ماكنش مشرف يعني ده انتي خدرتيني قبل كده وربطيني في السرير…خلاص..نبقى خالصين واحده قصاد واحده.


هي من أُستفزت من حديثه فهتفت:

-دي مش زي دي…ولعلمك انا مش هستناك تطلقني انا أمري بأيدي ومن بكره هخلعك.

-بجد…هي المحكمة بتخلع اي حد كده…طب حجتك ايه.


نظرت له نظره موحيه ثم ضحكت حين أظلمت عيناه وسأل:

-لو الي في دماغي طلع صح ماتلوميش الا نفسك


فضحكت مرددة:

-هو بالظبط…هروح المحكمة أقولهم اني لسه عذراء وهما بقااااا…


شهقت برعب حين وجدت نفسها تطير في الهواء حتى استقرت فوق ذراعيه وهو يحاول فتح الباب ثم يتحرك مغادراً بها وهي تناديه تحاول ايقافه لكن غضبه كان أكبر من أن يستمع لها.


_________سوما العربي__________


في غضون نصف الساعه كان قد وصل للبيت يجرها جراً بيد ويفتح باب البيت باليد الاخرى وهي تهتف عالياً:

-ايه…انت مفكر نفسك جارر معاك بهيمه …سيب ايدي يا هارون والله لاخلعك.

-ماهو الحق مش عليكي الحق على الي سايبك عذراء فعلاً لحد دلوقتي…


أوقفها أرضاً يلقى مفاتيحه ومعطفه بعدما خلعه وهو يقول:

-هارون حبيبك هيبطلك حجتك دي دلوقتي.


ثم أخذ يقترب منها بلا وعي وهي تصرخ:

-أنا لازم أمشي من هنا حالاً…سامع..حالاً.


ليستفق كل منهما على صوت قادم من الخلف:

-إستهدوا بالله في ايه بس؟؟


التفت كل من هارون وغنوة ليدركوا وجود كاظم وأشجان وتقى بنفس البهو.


بهت وجه هارون وهمس:

-تقى؟!


بينما إشتعلت الغيرة والمقارنه في قلب غنوة وهي تقابل فتاة كلمةً فاتنة قليله وضئيلة عليها لا تكفيها وعلى مايبدو ان هارون يعرفها.


___________سوما العربي_________


ببيت شديد سارت الأمور على نحو هادئ …بل هادئ جداً خصوصاً بعدما نفذت تقى كل ما طلبوه بيومها ولم تعترض ..كانت ناعمه كما إعتادوها ولطيفه لا بل لطيفه للغايه…وحمدوا الله فها قد عادت تقى المؤدبه من جديد وستجعلهم يستعيدون الوريث.


اليوم هو يوم إستقبال الوريث الذي جلس على طاولة الطعام بعد كورس مكثف من الحفاوة والإستقبال العظيم الممزوجه بدموع الجد وفرحة الأب ، في ظل غياب الضلع المرفوض (تقى) والتي لم يفكر حتى بأنها غائبه بل حمد الله على ذلك .


هم ليصعد غرفته لكن أوقفه صوت الجد متسائلاً:

-ضياء…ماسألتش يعني عن تقى…مش ملاحظ انها مش موجودة؟!

-مش ملاحظ ومش هلاحظ وبتمنى الزيارة دي تخلص على خير من غير ما أشوفها العجلة دي.


القى حديثه الحاد بوجه جده الذي قال:

-ماشي يا حبيبي براحتك…على راحتك خالص انا مايهمنيش غير راحتك…اطلع نام…نام كويس عشان بكره خطوبة تقى.


هز ضياء كتفيه غير مبالي وصعد لغرفته يحاول ان ينام ربما زارته جنيته ذات المنحنيات المثيرة في المنام كما سبق وحدث.


مساء اليوم التالي


وقف ضياء بطلته العظيمه متأنق في حله نوكسيدو سوداء لا تليق بسواه يدخن سيجارة لجوار جده الذي وقف يعرفه على معارفهم ثم همس:

-هي تقى إتأخرت كده ليه

-مش لما العريس ييجي الأول وبعدين تلاقيهم بيحاولوا يحشروها جوا الفستان…بقولك ايه يا جدي ما بلاش خطوبه وتبقى كتب كتاب على طول خلينا نخلص.

-مابلاش…الإستعجال وحش يا ضياء..انا هروح أشوف العريس وأهله وصولوا لحد فين.


ثم تركه وتحرك و وقف ضياء يتابع بفرحه تخلصه من تلك البقره لينفتح فمه وتسكت سيجارته من يده وهو يرى أمامه جنته، معدبته ومحركة رجولته تقف أمامه….هنا…فجأة…ظهرت من العدم…حضرت لحد عنده…ترتدي ثوب أحمر طويل ناعم يجسد جسدها الذي بات يعشقه بل يموت لأجله وشعرها الطويل متدلل خلفها تقف أمامه تنظر له.


ركض…ركض كالأبله ناحيتها بجنون…جنون أقرب للهوس…يصيب من يراه بالهلع وكأنه يخشى ان تكن حلماً ككل أحلامه المنحرفه بها…يخشى ان تتبخر…يخشى الا تكن حقيقة…..


يتبع

سيبولي رأيكم في الأحداث

لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع