رواية بحر ثائر الفصل الخامس 5بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
رواية بحر ثائر الفصل الخامس 5بقلم أية العربي (حصرية وجديده في مدونة قصر الروايات)
لم يكن صمتي خيارا
ولم يكن غموضي قرارا....
كلاهما كانا إجبارا...
في حين صمَتت أوجاعي
واتَّخَذَتِ الغموض ستارا.....
باحت كلماتي
وروت عن غموضي سطورا
صمتي لم يعني يوما أني بلا ألم...
لكنه ربما عَنَى أني بلا أمل....
بحر ثائر كلي عُقَد
لن تفهمني امرأة مثلك بلا عُقَد....
( بقلم فيروزة )
❈-❈-❈
يقود متجهًا إلى صالة الملاكمة ويجاوره معاذ الذي يحب دومًا الذهاب معه ورؤية جولاته بحماس .
شاردًا في الطريق يفكر في عدة أمور ليخرجه معاذ بحديثه حينما قال بنبرة طفولية ذكية :
- أبي ، ليلة أمس كنت ألعب في الحديقة وحينما صعدت غرفتي وجدت جدي يعبث بأغراضي ، لا أعلم لِمَ فعل ذلك ولكني لم أرتح لفعلته .
لم يحرك ثائر ساكنًا سوى حينما نطق بغموض :
- لا تبالغ معاذ ، ربما كان يبحث عن شيء ضائع ولم يجده .
ابتسم الطفل ساخرًا ثم نظر لوالده يردف :
- أبي حتى أنا لا يمكنني تصديق ما تقوله ، لمَ سيبحث جدي عن أغراضه في غرفتي ، هل هناك شيئًا تخفيه عني ؟ أخبرني تعلم أنك يمكنك الوثوق بي .
التفت ثائر ينظر إليه بفخر ثم مد يده يملس على وجنته وعاد يتطلع نحو الطريق ويسترسل :
- بالطبع أثق بك جدًا ولكن حقًا لا أعلم لمَ فعل ذلك .
أومأ الصغير فاسترسل ثائر بنبرة مترقبة :
- هل أعطيته الكتاب الذي اقتنيناه له من يومين ؟
- نعم أبي أعطيته إياه وسعد به كثيرًا وأخبرني أنه يحب الأدب الروسي وخاصة ديستويفسكي ، حتى أنه فتحه وقرأه على الفور .
تعجب ثائر وشرد يفكر في أمرٍ ما فسأله معاذ بفطنة :
- أبي هل هناك خطب ما ، أشعر أنك تخفي شيئًا عني .
انتبه ثائر للصغير ومد يده يعبث بخصلاته ويجيبه بنبرة تحمل مرحًا خاصًا به :
- نعم ، الليلة الجولة ليست عادية ، الخصم هذه الليلة ليس بهين ، وإن تغلبت عليه ستواجهني في الحلبة .
قفز معاذ بحماس وهو يكور قبضته ويضرب الهواء بها مردفًا بحماس :
- أجل هذا هو .
ابتسم على طفله وقاد يفكر في كل شيءٍ يحدث حوله ، أعداءه وابنه وطليقته ووالدها ، والدها الذي استطاع بنفوذه إبعادها عن أي شكٍ أو اتهامٍ خاص بموضوع إلوا الذي قيد على أنه حادث وزورت الدلائل والتقارير كالعادة .
❈-❈-❈
منذ أسبوع وهي تحاول الوصول إليه بشتى الطرق ولم تستطع .
ذهبت إلى محل عمله ولم تجده ، حاولت الاتصال عليه مرارًا وتكرارًا وهاتفه مغلق ، تتلوى على صفيحٍ ساخن وتتوعد ألا تتراجع عما نوت ولكن ليظهر ، علمت من العمال أن والدته توفت لذا هدأت قليلًا ولكنها لا زالت تحاول الوصول إليه عبر الهاتف برسائل واتصالات .
لعنت وصفعت باب غرفتها وهي تغادرها فلمحتها والدتها لذا قالت بتوبيخ :
- براحة ع الباب ياهانم ، بدل ما يتخلع في إيدك ومانعرفش نصلحه .
نبرتها حملت سخرية فنظرت لها زينة بغيظ وأردفت محتدة :
- بلاش كلامك ده دلوقتي أنا على أخري .
اتجهت والدتها تجلس على الأريكة وتساءلت بترقب :
- ليه بس ؟ هو بردو ماردش عليكي ؟
زفرت باختناق واتجهت تجلس جوارها وتسترسل بشرود :
- موبايله مقفول ، يفتحه بس وهتشوفي .
تنهدت والدتها وربتت على ساقها تردف بنبرة نصوحة :
- بلاش السكة دي يا زينة ، ده واحد متجوز وشكله مش سهل بردو .
ضحكت زينة عاليًا والتفتت تحدق في والدتها ثم أجابتها بثقة وتأكيد :
- بالعكس ، كمال مكشوف بالنسبالي واللي زيه أعرف كويس ازاي أتعامل معاه ، أوعي تفكري إنه هيبقى زي الموظف الكحيان اللي كنت متجوزاه لاااااء ، وبعدين هو مش مرتاح مع مراته ، يعني أنا مش هخرب بينهم هي كدة كدة مخروبة من قبل ما اقابله ، سبيني بس يا ماما وبلاش ضميرك اللي بيغطس ويقب ده الله يسترك ، عاجبك يعني وضعنا والدنيا اللي مديانا ضهرها دي ؟
نظرت والدتها حولها ثم زفرت بقوة وأردفت بنبرة مبطنة بالاقتناع :
- ربنا يجيب اللي فيه الخير .
- هيجيبها خير بإذن الله أنا مش بعمل حاجة غلط ده جواز .
❈-❈-❈
يقود متجهًا إلى زبونه الذي اعتاد التردد عليه بعدما أتاه اتصالًا منه يخبره بعطله الذي واجهه أثناء عودته من عمله .
الطريق مزدحم لذا يقود بهدوء حتى لا يصطدم بأحدهم ، انعطف يمينًا حسب العنوان فلمح الرجل يقف أمام سيارته ينتظره .
توقف داغر وترجل يتجه إليه ثم رحب به وأردف وهو يتجه ليفتح غطاء السيارة :
- قلتلك نغير البطارية علشان ماتعطلش تاني .
ضحك الرجل وأجابه باستفاضة :
- معلش بقى العين بصيرة والإيد قصيرة ، اصبر عليا لما أقبض الشهر ده وربنا يسهل ، ظبتهالي بس مؤقتًا كدة .
أومأ داغر واتجه نحو سيارته يحضر عدته ويردف بترقب :
- هنشوف أهو .
عاد للسيارة يفحصها والآخر يقف يطالعه ولكن اعتدل داغر يزفر ويطالعه قائلًا :
- مش هينفع يا طارق ، لازم تروح الورشة ولازم البطارية تتغير .
ظهرت غيوم الهموم في عين طارق وتنهد يفكر كيف سيدبر ثمن البطارية الآن ولكن جاء حديث داغر كالغيث يبخر همومه حينما استرسل :
- هركبلك بطارية من اللي عندي ولما تقبض نتحاسب .
نظر له طارق بامتنان يساوي العالم فزفر داغر بضيق وابتعد يحضر حبلًا من سيارته ، لا يحب التباهي بخيرٍ يفعله بل إن الشهامة باتت جزءًا لا يتجزأ منه ، انتشل سلسالًا آخره خطاف واتجه يناوله إلى طارق ويردف برصانة :
- امسك ده أنا هطلع قدامك وانت اشبك العربيتين في بعض وهسحبك لحد الورشة .
اومأ طارق واتجه ينفذ بينما استقل داغر السيارة وتحرك بها للأمام وتوقف منتظرًا طارق .
في تلك الأنثاء كانت بسمة تترجل من شركة صديق والدها بعدما أتت لزيارته ، وصلت الى الشارع وكادت أن تستقل سيارتها ولكنها لمحت داغر يمكث في سيارته ، وقفت متعجبة تتفحصه ثم هبت رياح كلمات ماجد على عقلها لذا تملكها الغضب واتجهت إليه تطرق زجاج سيارته فالتفت لها وحينما رآها توقف عقله للحظات يستعيد هويتها لذا فتح الزجاج يطالعها بتعجب فتحدثت بانزعاج :
- ممكن أفهم بتعمل إيه هنا ؟
- نعم ؟
قالها بعدم فهم فزفرت بضيق وتابعت باندفاع لا يمت لها بصلة :
- إنت بتراقبني ؟
تجلت الصدمة على ملامحه وفي نبرته حينما أردف :
- براقبك ؟!
كادت أن توبخه لولا مجئ طارق من جوارها يطالعها بتعجب ثم تجاهلها ونظر إلى داغر يردف :
- يالا يا داغر أنا ربطت العربيتين أهو .
نظر له وأومأ يقول :
- تمام اركب عربيتك يالا .
اتجه طارق يستقل سيارته فشعرت بسمة بالإحراج وودت لو تنشق الأرض وتبتلعها ولاحظ داغر شحوب ملامحها ثم همست بخجل وهي تطرق رأسها لاعنة تسرعها هذا :
- أنا أسفة ، أنا بس فهمت الأمور غلط .
أومأ وتعمق فيها يحاول استكشاف ماهيتها بعدما أثارت فضوله لذا أجابها بمغزى :
- كدة مرتين بتفهم غلط ، المرة الجاية هفكر إنك مستقصداني .
ابتلعت لعابها بحرج وعادت تعتذر وهي تعيد خصلاتها خلف أذنها بتوتر :
- بجد أسفة ، عن اذنك .
تحركت من أمامه تستقل سيارتها وتغادر على الفور ليزفر بقوة ثم بدأ يتحرك هو الآخر ساحبًا خلفه سيارة طارق الذي يجلس متعجبًا منهما .
قادت تعنف نفسها على اندافعها الغريب عليها فقد عُرفت متزنة وعملية ولكن يبدو أن الصراع الذي تعيشه هذه الأيام هو الذي دفعها لهذه الأفكار .
أما داغر فيقود بتعجب منها ، اتضح له أنها تعاني من انعدام الثقة فيمن حولها ، هل ظنته يتبعها ؟ لَِ سيفعل ؟
❈-❈-❈
إن الانسان لكنود ، يعبث دومًا بسكينته على أمل العثور على الأفضل ، أولم يخبرنا تعالى في كتابه ( عسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم ) ؟
وقفت تودعه كعادتها فقبلها بحبٍ وامتنان ثم ابتعد يردف :
- لو احتجتي أي حاجة كلميني وهبعتهالك .
تحمحمت تجيبه بتوتر بدىَا عليها :
- لاء سلامتك بس لو سمحت تخلص وتيجي علطول علشان عايزة أروح أنا وأنت مشوار .
قطب جبينه بتساؤل ونطق بترقب :
- مشوار إيه يا يسرا ؟
ابتلعت لعابها ثم تعمقت بنظراتها فيه مسترسلة :
- الدكتور اللي كلمتك عنه ، جه من ألمانيا وأنا تواصلت معاه على الانترنت وحجزت .
نظر لها بخيبة وحزن ثم أردف بتعجب :
- حجزتي ؟ يعني تواصلتي معاهم وحجزتي من غير ما ترجعيلي ودلوقتي بتحطيني قدام الأمر الواقع مثلًا ؟ مش كنا قفلنا على الموضوع ده ولا إيه ؟
تبدلت ملامحها تجيبه بانزعاج ولم تعد تشعر بالراحة :
- ماينفعش الموضوع ده بالذات تقفل عليه يا دياب ، ماينفعش أبدًا ، أنا مش مرتاحة كدة ، فيها إيه لو جربنا الدكتور ده مش يمكن يكون كويس !
مسح على وجهه يستغفر حتى لا يظهر غضبه وضيقه أمامها ثم عاد يطالعها ويردف بتأنٍ :
- ماشي يا يسرا ، هاجي معاكي ، بس علشان مايحصلش زي كل مرة لو الدكتور ده قال نفس الكلام اللي سمعناه مليون مرة قبل كدة أوعديني تتقبلي الحقيقة ومانفتحش سيرة الموضوع ده تاني .
توترت نظرتها وأردفت وهي تعاتبه :
- ليه بتعمل كدة يا دياب ؟ هو إنت مش نفسك يكون عندنا طفل ؟ مش ربنا سبحانه وتعالى طلب مننا السعي ؟ ليه دايمًا بتحبطني من ناحية الموضوع ده ؟
رفع كفيه يحيط وجهها وتابع موضحًا :
- أبدًا ، مش بحبطك بالعكس أنا بخاف جدًا على زعلك ، وعارف إن كل مرة بتبني قصور من رمال يا يسرا ومش بتتحملي الحقيقة .
- لإني عندي أمل ، خليني اتأمل يا دياب مش هيبقى لا حقيقة ولا خيال .
نطقتها بحزن فتنهد بقوة يستدعي الصبر والتحمل وصمت لبرهة ثم استغفر وسحبها يعانقها ثم أومأ يردف بنبرة لينة كي لا يحزنها :
- تمام يا يسرا خلاص روقي ، هخلص بدري واجي نروح .
عانقته بقوة بل اعتصرته داخلها تستشعر الأمان والسكينة وهي تومئ له ثم ابتعدت عنه تطالعه بحب مردفة بنبرة معذبة :
- أنا بحبك أوي ، وأمنيتي إن يبقى عندنا طفل ويكون شبهك ، فاهمني ؟
- فاهمك جدًا ، وأنا كل اللي بتمناه من الدنيا هو إنتِ وطبعًا لو ربنا رزقني بطفل منك يبقى بالدنيا ومافيها .
نطقها بصدق لتشعر بالراحة وهي تبتسم لذا قبل جبينها وودعها وتحرك يغادر وهو يدعو الله أن يسمعا أخبارًا سارة هذه المرة لأجلها فقط .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا