رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم دهب عطية
رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم دهب عطية
6🌹
“افتحي بوقك ياورد يلا …”تاففت حياة بإرهاق من تصرفات ابنتها وعنادها …
ردت عليها الصغيرة برفض…
“مش عايزه ياماما ، انتِ عارفه إني مش بحب شوربة الخضار دي ”
حاولت إقناعها قائله بهدوء ..
“الخضار ده مفيد عشان تكبري بسرعة وتبقي قويه كده وسط صحابك …”
فتحت فمها الصغيرة بإمتعاض قائله
“ماشي بس معلقتين بس ….”
“واتنين كمان عشان خاطر ماما …”ردت حياة عليها وهي تطعمها بحنان ..
ابتسمت الصغيرة وبدات بإلتهام الطعام بعد ان شعرت ان مذاقها ليس سيىء…..
دلف الى بهو الفيلا ورأى حياة تجلس بها وتطعم ورد بحنان أمومي بالغ …
ظهر أمامهم ثم جلس على مقعد قريب منهم وظل يراقبهم بصمت حاولت ان تبتعد عينيها عنه
فبعد مرور يومين آخرين على حديثهم معاً لم
يكن بينهم كلام إلا إذا طلب منها شيء وكذلك
هيَ ..
قاطع الصمت هتاف ورد الطفولي قائلة …
” عمو سالم هو انت نسيت اتفقنا إمبارح ؟..”
ابتسم لها ودقق في ملامحها الذي تشبه امها كثيراً
ثم رد عليها بهدوء ….
“لا اكيد مش ناسي بس لازم تجهزي عشان كمان ساعتين هنروح الــ………”
هتفت حياة باستنكار وهي تنظر لهم….
“إتفاق إيه انا مش فهمه حاجه ….”
ابتسم سالم عليها وهو يقول بصوت عذب حرك
شيءٍ بداخلها…
“هنروح الملاهي تيجي معانا ….. ”
بلعت ريقها بتوتر وهي وهي تقول بخفوت…
“أكيد….عشان ورد….”
نظر لها والى عينيها البنيه لبرهة قبل ينهض مع على مقعده قائلاً بغطرسته المعهودة معها…..
“اعمليلي قهوة ياحياة….وطلعيهالي على اوضتي…”
تاملته للحظات بهيئته ووقفته وكل شيء به يربكها بشدة ويعلي نبضات قلبها بصوره ملحوظه….
دققت به اكثر واكثر بتأمل…. هو فارع الطول جذاب يمتلك صدر عريض ممشوق ، ذراع مفتولة بالعضلات تظهر منكبيه عريضين مقارنة بخصره النحيف….كان يرتدي ملابس (كاجول)بنطال كحلي وقميص مهندم يدخل به عدة ألوان داكنه أنيقه….كل شيء يليق عليه امّا جلباب او ملابس (كاجول)…..
بعد مدة من تأملها له بكل هذا التدقيق المدروس من عينيها الضالة قد خانتها مشاعرها ككل مره معه
وهي تتمنى بداخلها ان تختبر مدى دفئ احضانه ، وشعورها بعد ان تتوسد راسها صدرها العريض والدفئ والامان التي ستحصل عليه بعد ان يحيط بذراعه القوية جسدها……هل ستكون احضانه
دافئ بعد كل هذا ام باردة وقاسية ككل شيءٍ به؟..
اتسعت مقلتيها مما يراودها نحوه من أفكار وقحة
لا تنتمي لهما معاً…..
وبخت نفسها بشدة على إنحدار افكارها الجائعه بالمشاعر إليه…كلما مر وقت على تلك الزيجه يزيد الخطر اكثر من نفسها وقلبها الذي يخفق حتى الآن بكل تلك القوة…..
___________________________________
وقفت امام غرفته وكانت تمسك بين يداها صنية عليها فنجان من القهوة ….اطرقت على الباب ليسمح لها بالدخول وهو يتنفس بصوتٍ عالٍ وكانه يركض داخل الغرفة ….
دخلت وجدته عاري الصدر يرتدي بنطال قطني مريح من لون الرمادي …وينام على بطنه
ويسند كلتا يداه الأثنين على الأرض ويثبت
اطرف اصابع قدميه الإثنين في لأرض…
اكتشفت بعد هذا المشهد انه يلعب رياضة
(الضغط )
همهمت بحرج قائلة…
” القهوة يادكتور سالم ..”قالتها بحرج وهي تحاول ان تبعد عينيها عنه …
هتف بعدم اكتراث….
“حطيها عندك ! …”
كادت ان تذهب لكنه نادها وهو مزال يمارس رياضته بعنف ولم ينظر لها ولو للحظة ..
“البسي ولبسي ورد عشان كمان ساعه هنروح الملاهي …”
سالته بتردد
“الملاهي بس ؟…”
رد بنفس البرود الذي يمثل شخصيته ، وهو يفرغ شحناته المتأججه بداخله …
“إيه عندك مشكلة ؟..” تافف بغضب ملحوظ.
لم تعرف لما كل هذا الغضب في الحديث معها اى صدر منها شيئاً في خلال تلك الأيام أزعجه بعد
حديثهم معاً على الشاطئ ؟ ….
“مافيش مشكلة فى كده بس كان لأزم تبلغني الصبح على الأقل انا لسه عارفه من شويه تحت..”
رد عليها بجفاء برد كاثلج…
“مش فاهم اي المشكله واي السبب يعني… قررت قبلها وبلغتك بعدها عادي يعني ..”
حاولت استيعاب حديثه وتقلبه المفاجئ عليها
منذ الصباح ….
“سالم ، هو في حاجه حصلت مني عشان معاملتك تبقى بشكل ده معايا ….”
“دكتور سالم ، بلاش تنسي نفسك ياحضرية ..”
رد وعيناه تنهال منها بالقسوة ولتحذير حين
نظر لها هذه المرة رمقها بنظره مخيفة قاسية جعلتها
تتمنى أن تبتلعها الأرض من امامه الآن …
خرجت هي من غرفته بعدها بدون اضافة كلمة واحده…..نهض هو بعدها فقد ارهق جسده بتلك التمارين التي كلما شعر بشيء صعب تحمله عليه
إنهال من جسده في تمارين رياضية عنيفة مُفرغ
شحنات غضبه في ممارسات أقوى من الأزم ….
وقف تحت صنبور المياة البارد ليطفئ نار جسده وكبرياء رجولته مُتذكر حديثها عبر الهاتف منذ
ساعة ونصف حين دلفت الى المطبخ لتحضر
له فنجان من القهوة حسب طلبه منها ..مر بصدفة
امام المطبخ بعد إجراء مكالمة مهمه عن العمل
سمع حديثها الذي شل تفكيره وجسده عبر الهاتف
“اكيد مش هسمح بتجاوزات بينا ! …”
صمتت قليلاً لتسمح للمتحدث بالحديث
ثم ردت بعدها بحدةٍ قائلة…
“ريم الموضوع خلصان بنسبالي… حتى لو اتكلمنا وتفقنا مع بعض على كل حاجه….إلا الحاجه دي
مش هقدر اعملها معاه……”
ثلعثمت قليلاً وهي تقول ..
“وحتى اذا وفقت وحصل بينا حاجه….
مش هستحمل اكون ام ولاده مش هستحمل
يكون في بينا ولاد واحنا في بينا كل الخلفات دي مش هقدر ياريم صعب…. وصعب تفهميني لانك
مش مكاني …”
كور كف يده بغضب من ثرثرتها مع ابنة عمه عن حياتهم الخاصه وحديثهم معاً وصل لها ..اقسم داخله
انها ستندم على كل ما تحدثت به واقسم انه سياتي اليوم التي ستتمنى قربه منها وهو الذي سيرفضها بجفاء قاسي !…
خرج من الحمام وهو يلف حول خصره المنحوت منشفه طويلة قطنية …بدا في تجفيف وجهه وشعره بمنشفة اخره صغيرة امام المراة ..
دخلت حياة عليه بدون استئذان وهي تبحث بضيق عن شيئاً ما …
نظر لها قائلاً ببرود وهو يتطلع على نفسه عبر المرآة….
“بتلفي حولين نفسك كده ليه ..”
بدات تبحث على الفراش وتحت الوسادة الكبيرة ولم تنظر له فقط ردت وهي تبحث بعينيها بإهتمام
“اصل فردت الحلق وقعت مني الصبح ولسه
واخده بالي منها ….”
فتح درج التسريحة وأخرج القُرْط منه رافعه بين يده أمامها بفتور…”هي دي …”
“لقتها فين …”قطعت المسافة بينهم واقفه امامه ثم مدت يدها لتاخذها منه ولكن رفع يده للأعلى
قائلا بخبث….
“بلاش تتعبي نفسك قربي عشان البسهالك… ”
توترت وارتعد جسدها قليلاً مع إرتفاع سرعة نبضات قلبها…
هتفت بتلعثم بعد ان اكتشفت انه عاري امامها ولا يرتدي غير هذه المنشفة الكبيرة حول خصره المنحوت وشعره المبلل تنحدر بعد قطرات الماء على صدره العريض و ذراعه …
“انا من رأيي كمل انت لبس لان انا قربت
اخلص و….”
“هششش ، اثبتي …”مال عليها بهدوء ومسك شحمت اذنيها بين اصابعه ليداعبهم بيده بمكر
ابتلعت ريقها بتوتر وضعف من جرأة لمسته
بدا بوضع القُرْطُ لها ببطء وانفاسه الساخنة
تداعب عنقها باصرار ، شعرت بتخدير عقلها قبل…
جسدها وهذا الضعيف ينبض بداخل ضلوعها
بكثرة شديدة …
بعد ان انتهى باغتها بقبله حانية على جانب عنقها
ولم يكتفي بهذا بل حاصر خصرها وزاد قشعريرة جسدها بضراوة حينما امتلكها بكلتا يداه القوية، كانت تريد ان تهمس بإعتراض ولكن صوتها اصبح ضعيف من آثار ما يفعله بها وتلك الحركات
الخبيرة بفقدانها هوايتها امام أفعاله المدروسة….
“اللعنه ” صاح عقلها بها بعد ان أدركت انها اصبحت في لحظةٍ من الضعف تريح جسدها على الفراش
و المخجل في الأمر انه تركها سريعاً مُبتعد عنها بمنتهى البرود
“ياريت تقومي تكملي لبسك لأن مافيش
وقت قدمنا ”
اتسعت مقلتاها بصدمة وهي تراه يدلف مره اخرة الى الحمام بعد ان احضر ملابسه ..
علق ملابسه ونظر الى نفسه عبر المرآة امامه
بقسوة وجفاء
“أنتِ اللي بدأتي ياحياة أنتِ اللي بتجبريني اوريكي وشي التاني… اقسم بالله كنت ناوي اعملك بما يرضي الله بس بعد مكالمتك دي وكلامك عني انا اللي هقربك بطرقتي وهبعدك برضو وقت ما حب…. ”
……………………………………………………
دلفت داخل السيارة بجوار سالم بعد ان وضعت
ورد في مقعد السيارة من الخلف ….
“اربطي حزام الأمان …”تحدث وهو ينظر امامه ببرود …..
مسكت حزام الأمان وحاولت وضعه ولكنها لأ تعرف اين كان عقلها وهي تحاول وضعه …
لتجده يميل عليها في لحظة شرود منها ، رفعت عينيها عليه بصدمه لتحدج بوجهه الرجولي عن قرب احتلى وجهها حمرة الخجل…. ازدرات
مابحلقها بتردد” انت بتعمل إيه يــ ..”
هتف بها بصرامه حادة …..
“مش هستناكي كتير ياحضريه ، متأخرين ..”
“انت بتكلم معايا كده ليه انـ…”
“ماما !….”هتفت ورد بخفوت ونظرت ببراءةٍ يصحبها الريبه نحو والدتها …
التفت سالم الى ورد ونظر لها بحنان بالغ تغيرت ملامحه في لحظةٍ لها هي فقط !..
“متخفيش ياورد احنا بنتكلم مع بعض…
ولا اي ياحبيبتي …” نظر الى حياة بتحذير
وابتسامة صفراء ….
اومأت الى ورد قائلة بإقتضاب
“ااه بنتكلم ! مافيش حاجه ياورد ..”
نظر سالم عبر مرآة سيارة أمامه وهو يقول بحبور ناظراً الى الصغيرة بمحبة ..
“يلا ياورد الجوري عشان قدمنا فصحه جامده
في الملاهي هااا مستعده يأميرتي ..”
ابتسمت الصغيرة بسعادة وحماس وكد تناست خوفها من صوت حياة العالٍ منذ قليل ، لترد عليه بسعادة طفوليه “مستعدى ياعمو …”
“لو تقوليلي بابا هيبقى احلى… اي رايك ليقه عليه
بابا ولا عمو …”قالها وهو يبتسم اليها بحنو…
ابتسمت ورد قائلة بسعادة …..
“اكيد بابا…… انا بحبك اوي يابابا..”
رد عليها بحنان وهو يحرك مقود السيارة
“وانا بحبك اوي ياروح بابا ..”
نظرت حياة لهم بحزن ، نعم سالم يعطي ورد الكثير والكثير من الحنان ولإهتمام وكآن والدها لا يزال حيا بينهم……من قبل حتى الزواج وهو و ورد ابنتها
في علاقة جيدة مع بعضهم علاقة الأب وابنته التي كلما راتهم (حياة)هكذا تحمد الله على وجود سالم بجانب ابنتها وهذا من أهم الأسباب التي تجعلها تصبر على معاملته لها في الماضي والاتي ان تطلب الأمر فهي تريد لابنتها الأفضل ولا تريد ان تعيش الشقاء التي عاشته في الصغر وحدها !….
وصلوا سوياً الى مدينة الألعاب هناك بعض الألعاب المبهجة للأطفال وايضاً للكبار هي سعادةٍ من نوع خاص مرح ليس له مثيل …
هتفت ورد بحماس…
“واوووو انا عايزه اركب العربية دي يابابا تعاله معايا …”
“وكمان دي رحلوه اوي…”
هتفت حياة باعجاب لارجوحة على شكل قطار يسير بسرعه على منحدرات مرتفعة…..
سألها سالم بإستنكار بعد ان رمق الارجوحة العالية…
“قلبك جامد …”
نظرت له بتحدي قائلة بصلف ….
“اكيد قلبي جامد تحب تشوف بنفسك ..”
اقترب منها ببرود مؤكد تحديها …
“ااه بصراحه احب اشوف ..”
نظرت له بتردد وخوف فهي لم تذهب يوماً لي مدينة الألعاب او حتى تجرب تلك الأرجوحة المخيفه في نظرها ..ولكن هي تعشق العناد امام عيناه الباردة والمجردة دوماً من اي مشاعر …هتفت حياة بتبرير
“طب انا معنديش مشكله ، بس بلاش المرادي
عشان ورد متخافش ..”
نظر لها بهدوء مريب ليقترح بخبث….
“ولا يهمك ورد هتروح تركب مُرجيحه تانيه وهخلي حد معاها ياخد باله منها يلا إحنا عشان عايز اشوف شجعتك ياحضريه …”
اجابته بشجاعه مصطنعه تتطلع على الأرجوحة الدوارة ….
“هااا ، ااه طبعاً يلا بينا بس انت هتيجي معايا ليه
مش مستهله يعني دي مرجيحه…”
وضع سالم ورد على سيارة صغيرة للأطفال
يقودوها الصغار بسعادة في حلبة مخصص لها ..
وضع احدهم بالمال لمراقبة الصغيرة
خلال تلك الربع ساعة …
وقف امام حياة قائلاً ببرود….
“مش يلا بينا ياام ورد …”
“أأ هقولك بس اصلـ..”سحبها معه لصعود بها وهو الى جانبها ….
صعدت بإقتضاب وخوف من تسرعها في شجاعتها
المزيفة امام سالم …
جلس بجانبها ببرود ثم قال بخبث
“مستعد ياوحش ..”
قالتها بكبرياء يخفي أثار خوفها ودقات قلبها سريعة……
“اااه ، امال دا انا هبهرك …”
بدات الأرجوحة بتحرك الأول ببطء فى شعرت
حياه بلإرتياح… ابتسم سالم بخبث لناحيه الأخرى
لتبدأ الأرجوحة بالدوارن بسرعه شديدة صرخ
الجميع بحماس جنوني …وبدأت هي الصراخ
بخوف قائلة بخفوت وظنت انه لم يسمعها ….
“يارب استرها …..انا مكنتش عايزه أركب هو اللي صمم … استرها يارب… ”
كبح سالم ضحكته بصعوبة وهو يقول بهدوء..
“متخافيش ياحياة مش هتقعي أنتِ مربوطه كويس في الكرسي …”
بدات الأرجوحة تاخذ وضع الانقلأب في السير السريع لتبدأ حياة بصراخ قائلة وحجابها ينساب
في الهواء بسبب انقلأب جلستها …
“الحجاب هيقع…… هموت بشعري ..”بدأت بقرات المعوذتين بصوتٍ عالٍ….
انفجر سالم ضاحكاً لاول مره من قلبه وهو يحاول ان يهدأ من روعها….
“يابنتي اسكتِ اي الفضايح ديه …”
صرخت بجنون وخوف…..
“ممكن تسكت انتَ ، انت السبب يارتني ماركبت
يارتني …”اغمضت عينيها بقوة ورعب حقيقي…
“انتي خايفه كدا ليه مش انتي وشورتي عليها
وكنتي عايزه تركبيه…”
هتفت بغيظ…
“انا عيله بتسمع كلامي ليه ياكبير ياعاقل بتسمع
كلامي ليه انا عيله …. شكلنا هنموت… “هتفت آخر
جمله برهبه حقيقة بعد ان تضاعفت سرعة الارجوحة…..
حاول التحكم في ضحكاته بصعوبة وهو يقول بخفوت….
“اقسم بالله لاسعه…. ممكن تهدي كده شوي
وهننزل.. ”
قاطعته بانفعال …
“اهدى ازاي بقولك شكلنا هنموت ….”
مد يده لها بحنان…
“حياة هاتي ايدك …”
نظرت له قائلة بتوبيخ وغباء….
“عايز ايدي ليه ..لو بتفكر في قلة ادب يبقى انسى
انا هموت على وضوئي …”
حاول التماسك بالصبر أكثر امام حماقتها….
“مش بحب اقول الكلمه مرتين هاتي ايدك ..”
مدت يدها له بضيق من تملكه الحاد حتى في هذا المكان وفي تلك اللحظة ، اختفى كف يدها داخل
كفه الكبير الخشن …هتف لها بحنان
“سيبي نفسك وغمضي عينك وانتي مش هتخافي من حآجه …”
نظرت له بتردد اومأ هو لها بحنان وابتسامة هادئه
تعبث الأطمانينة لقلبها ..”متخفيش انا معاكي…”
تنهدت وامتثلت لأوامره فشعرت بعدها ببعضاً
من الراحه وهي بين يداه..بل والقت خوفها جانباً
لتشعر بعدها انها كالطائر الحر الذي يداعبه الهواء بشدة ليجعله حراً طليق بين السماء الصافيه يمرح ويلهو بدون اي قيود !! هي كانت تشعر بهذه الحرية ولأمان بين يداه التي تتشبث بها بضراوة…..
______________________________________
“المكان حلو هنا اوي يابابا…..هنيجي هنا تاني صح……”هتفت ورد بسعادةٍ وهي تلتهم شطيرة البرجر خاصتها …
ابتسم سالم بحنان لها…
“اكيد ياروح بابا هحاول اعمل اجازه كل فتره كده ونقضي اليوم هنا …”
نظرت له ورد بسعادة و قالت بحماس
“بجد ؟….”
قالت حياة بعفوية في الحديث وبسعادة
لسعادة ابنتها الظاهره امامها ..
“اكيد بجد بابا هيكدب عليكي ليه ..”
رفعت عيناها ونظرت له وجدته يبادلها النظرة ببرود قاسي …يتغير كل دقيقه عن الأخرى إنفصام في شخصيته تقسم انه إنفصام ليس إلا ولكن هذا الإنفصام معها هي دوماً ؟…
نهض سالم قال بهدوء….
“انا هطلع برأ المطعم شويه …”
“رايح فين ..”سالته حياة بتردد
رد بنبرة محتدة….
“هشرب سجاير عندك مانع …”
صمتت بإقتضاب من معاملته لها واكملت طعامها مع ابنتها على مضض…
وقف امام محل صغير يبيع الألعاب مختلفة الاشكال للأطفال ..
مسك دمية صغيرة على شكل عروسة
انيق للحق الغريب انها تشبه حياة بهذا الشعر الأسود ولوجه الأبيض النحيف وعيونها البنية
وشفتيها المكتنزة بها بعض الأشياء من حياة ..
ابتسم بسخرية على نفسه يمكن ان تكون
الدمية لأ تشبه حياة مطلقاً إلا بهذا الشعر الأسود
، ولكن عينيه تراها شبيها لها ..
(اللعنه هل بدات تفقد صواب مشاعرك إتجاه هذه المرأه !؟.)تساءل عقله باستنكار
لم يجاوبه فهو ليس عنده اجأبه على سوأل
صعب التفكير به ..
ابتسمت له البائعه التي كانت تنظر له بعملية
وقالت بجدية…
“تحب تشوف حاجه غيرها لو مش عجبه حضرتك …”
“لا…. هخدها و ياريت تجبيلي عروسه زيها او
قريبه منها …”
اومأت له بإبتسامة رقيقه …
دلف لهم بعد ربع ساعة وجدهم يجلسون بانتظاره جلس على المقعد امامهم قال بحرج ….
“خدي دي ياورد ..”
اخذت منه الصغيرة العلبة لتجدها دمية جميلة للغاية
هتفت ورد بسعادة طفوليه….
“الله حلو العروسه دي اوي يابابا ….”
وضع امام حياة علبه متوسطة الحجم ولم يتحدث
نظرت له بعدم فهم وبدات تحدق به بإستفهام ..
تنحنح بصوته محرج خفي حاول ان يكون بارداً
” انا هحاسب على الكشير خلينا نمشي ..”
ذهب سريعاً من امامها ..نظرت في العلبه المغلفة
لتجد دمية ملفتةٍ للنظر بهذا الشعر الأسود الداكن
وهذه العيون البنية ولوجه النحيف وفستانها
الوردي الفاتح كانت جميلةٍ بطريقة اسعدت قلبها وكانها طفلة في الخامسة من عمرها
ابتسمت بحزن فهي لم تحظى ابداً بتلك الحظة البسيطة من صغرها لم يجلب لها احد بدميه او
ألعاب مثل التي كانت تاتي للاطفال في سنها …
سألتها ورد بتردد وقلق..
“ماما أنتِ بتعيطي …”
مسكت العلبة بين يداها وردت بابتسامة حزينة
“لا ياحبيبتي دى التراب دخل في عيني ..”
مسحت عينيها بطرف اصابعها قبل ان يأتي
سالم عليهم ….وقف امامهم قال بهدوء
“مش يلا بينا قبل ماليل يدخل علينا واحنا
لسه هنا ”
ضمت الدمية وهي مزالت في علبتها بين احضانها قائله بنبرة تحمل حزنها ودموعها المتحجرة
“آآه… يلا بينا كفايه كده …”
تطلع سالم عليها وتفقدها للحظات قبل ان يقول بقلق……”مالك ياحياة… انتِ كويسه…”
“ااه كويسه ، مش يلا بينا ..”مسكت ورد بين يدها
وبدات بسير للخارج محاولة ان تلوذ بالفرار من نظراته المتفحصة لها …
___________________________________
التفتت حياة الى ورد في مقعد السيارة خلفها فوجدتها نائمة في سباتٍ عميق ..
ابتسمت بإرتياح وسعادة فقط لأجل سعادة ابنتها بوجود رجل حنون مثل سالم معاهم…
رمقته بنظرة عاديه وجدته ينظر امامه بتركيز ..
تنهدت بإرهاق وهي تنظر الى نافذة السيارة بشرود واتكات على اللعبة الذي بين يديها بإمتلاك…
لم تمتلك هدية من هذا النوع يوماً، دوماً كانت هدايا
(حسن)برغم من أناقة واشكالها الباهظه ثمنا إلا أنها
لم تلمسها وتأثر بها هدية كتلك التي بين يداها
شعور غريب ان يقرأ احتياجها وحرمان الطفولة
رجلاً كسالم شعور غريب وصادم بنسبه لها….
بعد صمت طال لدقائق همست بينهما وبعد
تنهيدة مُتعبه وعميقه منها هتفت اليه وعيناها
متعلقه بنافذة الطريق المجاورة لها…..
“شكراً…… يادكتور سالم …”
لم ينظر لها ولكن إكتفى بهمهمات بسيطة..
ظلت على وضعها هذا بل واراحت راسها على نافذة السيارة السوداء اكثر… وعيناها تسافر مع
الطريق الفارغ مثل قلبها …
“تعرف دي اول مره حد يجبلي هديه تلمسني
بشكل ده……”
رمقها بنظرةٍ عادية لم يرد ولم يجرأ على ان
يرد فهو لا يعرف سبب اختياره لتلك الدمية واعطاها ايضاً إياها لا يعرف وجد نفسه يفعل هذا بدون تفكير وكأنه لمس شيءٍ لم تفحص هي عنه يوماً !…
تابعت وكانها تتحدث مع نفسها بحزن ..
“زمان لم كنت في الملجأ مع البنات اللي في سني كانت دايماً بتجلنا هدايا من المتبرعين الاغنيَا او
اللي حياتهم المادية مرتاحه يعني ، كُنت دايماً لم اعرف اليوم اللي هيجي فيه المتبراعين يوزعه عليا انا وأخواتي اللي في الملجأ الهداية استخبى في اي حته عشان محدش يشوفني لحد مالهدايه تخلص ويمشو وارجع اظهر تاني العب مع اخواتي وتفرج على الالعاب بتاعتهم الجديدة وألعب معاهم واخر اليوم افضل اعيط لحد مانام ، عارف كُنت برفضهم ليه وكنت اخر اليوم بعيط ليه …”
نظر لها بإهتمام تابعت حديثها قائله بلهجةٍ مزالت حزينه يكسوها الحرمان ..
“اكتر حاجه بكرهه من صغري إن الناس تتعامل معايا من باب الشفقه لأني يتيمه !…ولم كنت
بعيط كنت بتمنى الاقي حد يديني لعبه من
اللي زي اخواتي ، بس يدهاني عشاني عشان انا حياة……. مش عشان بنت يتيمه في ملجا…..”
سالها باستنكار واهتمام غريب….
“لدرجادي الهدية فرقت معاكِ وإثرت فيكِ ..”
ابتسمت وهي تنظر له بدموع متحجرةٍ في عيناها
البنية ..”تعرف ان النهارده كان يوم حلو اوي…عشان
حسيت اني رجعت عيلة تاني وعملت كل الحاجات اللي كان نفسي اعملها وانا صغيره…. شكراً… ”
اغمض عيناه بقوة وفتحهم مره اخرى باستياء
حديثها أثر به نظرته عنها بدأت بالوضوح
كان يكره كونها فتاة ملجأ… ولكن ما ذنبها في
هذا الابتلاء ان تحيا فتاة ملجأ وتواجه مجتمع
مريض ينظر الى فتاة الملجأ وكانها عاهرةٍ
لا تليق بهم ولا تليق ان تكون منهم يوماً !…
_____________________________________
يستلقون الأثنين على الفراش وعيناهم مثبته على
سقف الغرفة وهناك ضوء خافت ينبعث من تحت
باب الغرفة المغلقة …
كل شخص يبحث داخله عن سبب معين لتصرفاته اليوم …
حياة تبحث عن سبب تصرفها بالحديث الى سالم عن شيء يخص ماضيها وما كانت تشعر به من حرمان والامًا منذ الصغر …
وسالم يبحث داخله بتساءل عن هديته لها ولم هذه الدمية بالتحديد هل كان يشعر بكل شيء يعتريها
وتخفيه بضراوة عن عيون جميع من حولها ؟…
زوبعات من الأسئلة التي تنهش عقولهم بدون توقف
بعد صمت طال اكثر من الازم وكلاً منهم على هذا الوضع….
تحدثت حياة فجأه بهدوء قائلة بتساءل
“هو فعلاً بنات الملجأ بيبقو ولاد حرام …”
نظر لها باستفهام من خلال هذا الضباب المنير ليرى حزنها بوضوح على قسمات وجهها الشاحب قليلاً
من تفكيرها الذي زاد عن حده من بئر الماضي …
رد عليها بجدية ….
“محدش اختار يكون مين لم يكبر انا مخترتش اكون نفسي…… ولا إنتِ اختارتي تكوني
يتيمه….”
عض على شفتيه بتوبيخ لنفسه يجب ان يواسيها
وينسيها كل تلك التراهات اللعينة لكنه للأسف يذكرها أكثر بماضيها الغير مُشرف ..
“عندك حق بس انا دايماً بشوفها في عينك على
طول… بشوف نظراتك ليه عشان عشت في ملجأ ومليش اهل …”
هتف بها بقلة صبر لا يريد ان يرى اوجاعها امام عيناه
مره اخره فضميره لم يصمت للحظة بعد حديثها هذا او حديثها قبل وصولهم ! ….
“حياة بطلي الكلام الاهبل ده انتِ خلاص بقيتي
مراتي وام بنتي وانسي الكلام ده خالص ..”
هتفت له بحدة ، لعلها تقدر على التخلص من ضعفها أمامه فهي تكره تلك الشفقة المنبعثه منه…
“بنتك؟ ، اوعى تكون بتعمل كده عشان شفقه عليا
انا وبنتي إنت عارف اننا مش منتظرين شفقه
منك ..او من غيرك….”
سحبها في لحظة الى احضانه وعلى صدره كانت تريح راسها همس لها بضيق وإمتلاك…
“ولا كلمه ، وااه ورد بنتي ، وإنتِ مراتي لحد اخر يوم في عمري وعقابك عندي ياحضريه انك هتنامي في حضني الليله دي ولو اعتراضتي يبقى جبتيه لنفسك يابنت إسكندريه ، فهمتي ولا اعيد تاني الكلام …..”
لم تنطق بحرف اخر وشعرت انه اصيبت بشلل في كامل جسدها… والغريب ان احضانه التي كانت تظنها باردةٍ مثل معاملته كانت دافئه جعلت قلبها يخونها متمني بقوة ان يعيش ويموت بداخل دفء احضانه ولانغماس أكثر بشعور الأمان الذي يراودها دوماً بقربه …
تناست تلك الجروح التي كانت تخرج ببطء من
صندوق الماضي اللعين بعدما استمعت لاصوات دقات قلبه المنتظمة تحت راسها …لم تشعر بشيء بعدها إلا النوم ….النوم فقط ذهبت له بإرهاق فاليوم كان مرهق بنسبه لها من جميع الاتجاهات….
زفر سالم ما برائتيه بتعب من حديثها وصوتها الذي
ألم قلبه وضع راسه على شعرها وهمس لها بثقه
وهي غافيه ….
“هعوضك ياحياة…..بس لازم اقبل ماعوضك
عن اللي فات ، احسبك على كل اللي قولتي
عني من واريا ……
يتبع…
7🌹
تجلس على مقعد امام البحر مباشرةً وبجوارها تجلس ابنتها على الرمال الصفراء وكانت (ورد)
تصنع قصر صغير من الرمال …
خرج سالم من البحر بطلته المُغرية لعينيها
بينما هالة من الرجولية تحيط به ..
بهذأ الصدر العريض وعضلات ذراعه وقامة طوله وهيئته التي دوماً تحرك قلبها الضعيف الهش امام
( سالم شاهين) وشخصيتة الطاغية ….
“هاتي الفوطه ياحياة …”هتف سالم بخفوت وهو يتطلع عليها بمكر وفهو على يقين ان تلك النظرات
الضائعة تفكر بشيء يخصه…
كانت شاردةٍ به وعقلها وعيناها ترسم جسده رجولي بجراةٍ لم تعهدها عليها مطلقاً …
نظر لها بخبث وقال….
“سرحانه في إيه يأم ورد …”
“هاا…… ولا حاجه…. اتفضل “مدت يدها له بالمنشفة
نظرت ورد الى سالم ببراءة قائلة….
“اي رايك يابابا في القصر ده حلو مش كده..”
جلس بجانبها على رمال الشاطئ قال بتأكيد ممازح اياها ..”اكيد حلو بس محتاج اعادة ترميم .”
“يعني إيه…”هتفت الصغيرة بعبوس
بدا في صنع قصر اخر من رمال وهو يقول
بحنان…..
“يعني هنعمل واحد انا وانتِ جديد وهيبقى اجمل من كده ها اي رايك ….”
امأت له الصغير بايجابية وحماس…
بعد نصف ساعة من مرح سالم مع ورد الصغيرة ومشاكسته لها طول تلك الفترة …
وضعت حياة يدها على بطنها بدأ آلام معدتها يتضاعف وبدأ وجهها بشحوب من عنف الآلام …
اقترب منها سالم بقلق ….
“مالك ياحياة انتِ تعبانه في حاجه وجعاكي.”
هزت رأسها بنفي والحرج يتأكلها …
هتف بنببرة محتدة قليلاً….
“لا…. إيه انتِ مش شايفه وشك اصفر إزاي
مالك ياحياة …”
نهضت قائلة بحرج وخجلا من سؤاله
“مافيش حاجه يادكتور سالم انا هدخل ارتاح جوه شويه يلا ياورد …”
لم تقدر على السير او انها شعرت ان اعصاب قدميها يؤالمها بشدةٍ فكادت ان تسقط ….
ذهب لها وحملها سريعاً قبل ان تستقبلها الأرض
وهدر بضيق من عنادها…
“عجبك كده اهوه كنتِ هتوقعي ياهانم ..”
“سالم لو سمحت …”
“ولا كلمه لحد ماندخل جوا …”قاطعها بصرامة
وهتف بهدوء نحو الصغيره …
“يلا ياورد عشان تدخلي تغيري هدومك ..”
“حاضر يابابا …”
حملها على ذراعه ليدلف بها الى داخل الفيلا الصغيرة الى حيثُ الغرفة ….وضعها على الفراش قال ببرود….
“هكلم دكتوره تيجي تشوفك …”
ارتفعت حرارة وجهها احمرار من اصرار معرفته ماذا يحدث لها همست له بحرج ..
“سالم لو سمحت الموضوع مش محتاج دكتوره دا ..”
اخفضت مقلتاها في لارض تتفحصها بإهتمام
“دا ، إيه مش فاهم حاجه …”مرر يده على شعره بغضب من صمتها الذي يزيد قلقه عليها ..
هتف بها مره اخره ولكن بحدةٍ…..
“أنتِ هتفضلي ساكته كده كتير ماتنطقي ياحياه
انا معنديش صبر …”
عضت على شفتيها قائلة بحرج…
“ده معادها كل شهر وانا بتعب كده لمدة كام يوم وبخف تـ …” لم تقدر على الإكمال ثبتت عيناها على يداها التي تقبض عليهم في ملابسها وكانها طفلة صغيرة فعلت شيء مخجل ولا تقدر ان تتحدث
عنه امام احد …
مرر يده على شعره ببطء وحرج بعد ان فهم
حديثها ثم علق على حديثها باستفزاز وعبث
نحوها….
“اي ده هي بيتجيلك معقول …”
رفعت عينيها بحدة إليه وتحولت في لحظةٍ
للشراسة مهاتفة بصدمة….
“نعم ، قصدك اي بـ ببتجيلك دي إنت مش شايف
اني ست ولا إيه …”
رد ببرود….
“بجد اول مره اخد بالي العتب على آلنظر …”
نظرت له بعيون تشتعل غضباً من فظاظة حديثه
” تصدق انك انسان بارد ومستفز …”
مالى عليها في سهوةٍ وهمس لها بتحذير…
” كده ازعل منك…وانا زعلي وحش…. اعاقلي ولمي لسانك ولو فهمتي تقولي ، امين ..”
نظرت له بعدم فهم ، ومزالت راسه قريبه جداً منها
“هاااا…. “فتحت فمها بعدم فهم…
“قولي امين ياحضريه علشان مخك ينور كده ونفهم بعض ونعرف نلمس سوا …”
“نلمس …”اتسعت مقلتاها وهي تنظر له بزهول
“ااه بس بعد ما لاخت دي تروح لحالها …”رد ببرود خبيث فهو ماهر في اللعب على اوتأر قلبها الضعيف …
ظلت اعينهم معلّقة ببعضهم وانفاسهم الساخنة تداعب وجه الأخر بشدة ، ظلت هي تطلع عليه
وعلى تلك العيون السوداء المشتعلة دوماً بالبرود (كيف تشتعل ؟وكيف بالبرود؟ هذا هو
سالم شاهين ، وما يميزه عن غيره !؟)
و لحيته السوداء المرسومة على وجهه الرجولي بأتقان لتذيد الجذابية إضعاف من ما تكن عليه ورائحة عطره ، ورائحة رجوليته الممذوجة معها يالله !….
ام هو فظلت عيناه مثبته عليها بتفحص وتراقب ملاحظ وكانه يرسم ملامح وجهها بعيناه ،
بيضاء ووجهها فاتن … وجنتيها ملطختان بحمرة الخجل الطبيعي شفتيها مرسومة بابداع يفتن القديس بهم……هل كانت دوماً مُغرية بتلك
الدرجةأمامه وهو كالاعمى لم يرى فاتنة
منزله ! رفع يده ليخلع عنها هذا الحجاب حتى تكتمل رؤية وجهها بشلال شعرها الأسود الذي أحاط وجهها سريعاً مما آثار بلبلة بداخله وزادت وتيرة تاملها اكثر …
تسرعت انفاسها بشدة واشتداة عضلات جسدها ارتعاد وريبة من آثار عبث لمساته الحانية عليها..
همست باعتراض…
“سالم إنت بتعمل إيه …”
“هشش… كده احلى …”قال حديثه وهو يمرر انامله في شعرها لينساب شعرها بين اصابعه أكثر ثم
همس باعجاب أثناء تأمله لها بكل تلك الدقة…
“أنتِ حلوه كده ازاي ….”
توسعت مقلتيها من تصريحه الصادم لها..
بدأ يمرر إبهامه على خطوط شفتيها ببطء وتروي فقد السيطرة هذه المرة على رغبته في تقبيلها
فهو اشتاق لتجربة مذاق شفتيها مرة آخرى..
شعرت وكان الهواء قد تجمد بينهم فترة..
واختفت اصوات الامواج الآتية من الشرفة ..
بينما الرجفة داخلها تجعل اطرافها تهتز بقوة
وتهديد لثباتها امام انفاسه الرجوليه التي تغمر
انفها بشدةٍ وتهدم كيان الأنثى داخلها …
همست بحرج..
“سالم ابعد شوي عشان …”
همس لها بشفتيه الشهوانية…
“عشان اي ياحضريه ، إنتِ اللي بتوصليني لكده ”
قالت بعدم فهم ….
“بوصلك لي إيه انا مش فهمه حاجه ….”
اقترب اكثر من وجهها واصبح لا يفصل بينهم إنشأء واحد… رد عليها بجدية لا تناسب جملته الساخرة بعبثٍ “يعني مش عارفه انك بتفسدي اخلاقي ياحياة… ”
“هااا…… ازاي يعني ….”
باغتها بانقضاضه على شفتيها يقبلها برغبة جامحه
متاججة داخله مانعًا اياها من التفوه بالمزيد من الأسئلة الساذجه الذي لم تجدي نفعاً مع رغبته في تقبيلها…. اخذ شفتيها في قبلة عاصفة من المشاعر والرّغبة المتأججة بها….انحبست انفاسها من عمق قبلته القوية ولحثية تلك ….تذوق مع قبلتها تلك طعم يختلف عن اول مره قبلها بعنف و همجية …
كانت هذه القبله حانية ناعمة تحمل حنين لها
حنين غريب ولذيذ في ذات الوقت .. شعر
بسعادة تغمره حين وجدها تستسلم الى شغف قربه
بل وبادلته الجنون بخجلا وعقدت يداها الأثنين
حول عنقه بتردد جالي على جسدها الذي ينتفض
بستجابة له …. تعمق وتعمق بين قبلة ذابت
مشاعر رجل وامراه فقدُ الحب والشعور به…
ابتعدت عنه مطالبه ببعضًا من الهواء واستجاب لطلبها على مضض…
لهثت بحرجٍ ممزوج بالصدمة ايعقل ان تكون اقدمت على ذلك بملء إردتها ….
نظر لها والى وجهها الذي يكسوه الأحمرار ثم الى
ارتجاف شفتيها المغريتين كانها تحمسه لنيل عدد
لأ نهائي من القبلات ، قاوم غريزته الجامحة بها
وهتف باعتذار….. “حياه انااا ”
“قالت بترجي والخجل ينهش بها فهي استسلمت
له بطريقه مخزيه ….
“ممكن بلاش تكلم في اي حاجه تخص اللي حصل
دلوقت….. لو سمحت….
في هذه الأثناء دلفت ورد اليهم هاتفة بتذمر
“إنتو هنا وانا قعده لوحدي….ينفع كده يابابا… ”
ابتعد سالم عن حياة ثم نظر الى ورد قال بحنان وهو يحملها وكانه لم يفعل شيء منذ دقيقه واحده “صحيح إزاي ننسى ورد الجوري بتاعنا برا ..”ثم نظر الى حياة بابتسامة جذابه قائلاً…
“تعالي نخرج برا ياميرة بابا ونسيب ماما ترتاح ، شويه وكمان انا عايزك تساعديني نعملها حاجه
دافيه تشربها…. ”
حاولت التحدث بطبيعتها امامه حتى يختفي خجلها الجلي عليها …هتفت بحرج واعتراض..
“متتعبش نفسك انا مش حبه اشرب حاجه… انا
بس محتاج انام شويه…. ”
“اكيد هتنامي وترتاحي ، بس مش قبل متشربي حاجه دافيه ، هعملك نعناع… ”
ثم نظر الى ورد قائلا بمزاح تحت أنظار حياة ….
“تعالي ياورد معايا عشان انا فاشل في الحاجات
دي اوي واكيد إنتِ شاطره زي مامي مش كده ”
ردت الصغيرة بفخر ….
“ايوه انا شاطره… ..”
خرجوا الأثنين من الغرفة وسط ضحكات سالم المشاكس دوماً لصغيرته …..
ابتسمت حياة بحرج من افعال سالم منذ قليل
وافعاله الفكاهية مع ابنتها ، مررت اناملها على شفتيها بحرج وخجلا من استسلامها امام جرأة
قبلته …..
__________________________________
دلف الى الغرفة بعد عشر دقائق وجدها تجلس على الفراش شاردة بخجل… ابتسم حين اتى في ذهنه تقبيله لها منذ لحظات…. ثم تلاشى ابتسامته وهمس لها بخشونة…. “اشرب ده ياحياة وان شآء هتبقي كويسه……. ”
نظرت له بحرج ثم همست بخفوت
“تسلم ايدك… ”
ابتسم بسماجة قال…
“طب دوقي الأول ..”
ارتشفت من الكوب بحرج وهي تتلاشى النظر إليه…
هتف هو بهدوء…
“حولي تشربيها وهي دافيه…وإن شاء آلله هتخفي بسرعة…”
ازدارت ريقها ببطء وهي تقول…
“شكراً…”
“على إيه انتي ناسيه انك مراتي….وصحتك تهمني..”
قالها باعين ثاقبة عليها تكاد تجردها بشدة…..
نظرت للكوب وهي تومأ له بصمت فهو يوترها أكثر بهذا الحديث وبالأخص حينما يُذكرها بزوجهم…
…………………………………….
بعد مرور ثلاث ساعات
كان يقف امام المرآة يهندم ملابسه بهدوء
خرجت من الحمام بعد ان اخذت شور بارد بعد ساعتين متوصلين من النوم والتعب الشديد
خرجت اليه وكانت ترتدي بِجامة خضراء
صيفيّ أنيقة..
غمرت أنفه رائحة الياسمين الخالص اغمض عيناه يهدأ من بعثرت مشاعره امام هذه الحياة ، تلك التي تُثيره من أقل حركة تصدر منها كل مابها يحرك رجولةً دُفنت تحت رماد حياته العملية لتنعشها
حياة بدون مجهود يُذكر ! ؟..
“سالم سرحان في إيه… ”
نظر لها قائلاً بفتور….
“في الدنيا…. بقيتي كويسه دلوقتي ”
اشاحت بعينيها بعيداً عنه وقالت بحرج
“ااه…. الحمدلله ”
وقفت مكانه امام المرآة وبدأت تمشط شعرها بتمهل وبطئ….تطلع عليها محدق في تفصيل وجهها الرقيق وشفتيها المكتنزة الحمراء الذي طال التحديق بها للحظات ….. تدارك نفسه وهتف بتوبيخ داخله..
“ماتعاقل كده ياسالم اي اول مره تشوفها ”
“آآه “تأوهات فجأة نظر لها بقلق واقترب منها
“مالك ياحياة فيكي إيه…. ”
نظرت له وقد تناست وجوده معها في الغرفة قالت
بتمهل “مافيش دي تعوريه بسيطه في ايدي فى لمستها بس بالغلط…. ”
اقترب منها ومسك يدها وسط دهشته
حدق في يدها وسالها “اتعورتي فين… ”
ردت بعدم اكتراث…
“بصراحه مش فكره… مش مهم… ”
زفر بجزع وهو ينهض من مكانه متجه للحمام
عاد إليها بعدها بعلبة الإسعافات ..
قال بهدوء وهو يجلس على الفراش وهي بجانبه
“هاتي ايدك ”
“هتعمل أي ياسالم دا خدش بسيط في
مش مستاهل يعني كل ده…. ”
رد عليها بعدم اكتراث….
“عارف هلزقلك عليه لزق طبي عشان يلم بسرعه.. ”
نظرت له والى هذا الحنان المشع من عيناه
القاتمة الجذابه….
نهض هو بعد ان انتهى من وضع الملصق الطبي
على اصبعها … قال بشموخ وهو يعدل لياقة قميصه…..
“انا هنزل مطعم قريب من المكان هنا
هجيب اكل لينا وهاجي على كول وهاخد ورد كمان معايا عشان ترتاحي شويه ….. ”
نظرت له ولم تعقب….
………………………………………….
نظر وليد آلى سالم الذي يخرج من الفيلا الصغيرة ممسك بيد ورد ، يصعد السيارة والصغيرة بجواره
ثم انتلقت السيارة تحت أنظار وليد….
زفر وليد بغضب ….
“اخيرا سبتها لوحدها دا انا كنت قربت افقد الأمل يراجل …..”
مسك هاتفه قائلاً بعبث ساخر….
“ابشري ياريهام سالم أخيراً ساب العروسه
ساعه… ”
ردت ريهام قائلة بشر شيطاني سريع …
“طب كويس اي رايك لو نخلص خلاص من الموضوع ده… ”
ابتسم بسماجة بعد ان فهم مغزى جملتها …..
“ااه يعني اموتها وأنتِ حلال عليكِ سالم وفلوسه……ووليد يبقى طلع من المولد بلا
حمص….. ”
سائلة بإمتعاض …
“يعني انت قعد عندك بقالك اسبوع ومراقب
الشليه طول الوقت دا كله ليه… اي الخطه يعني
اللي هتخليني اخلص من حياة وتبعد عن طريق سالم خالص… ”
رد عليها بغرور …
“متقلقيش حياة هتبعد عن سالم وبمزاجها كمان وعلى ايدي…. ”
همست له بعدم فهم
“ازاي يعني…. ”
رد عليها بنفاذ صبر…
“الفتره اللي راقبتهم فيها دي عرفت ان سالم مش مديها ريق حلو…. يعني التعامل مابينهم معدوم .. ”
إتسعت ابتسامة ريهام بسعادة وهي تهتف
بتشفي …
“بجد ياوليد يعني سالم مش طيقها… ”
“ده اللي ظاهر قدامي ويارب يكون صح.. ”
ثم تابع بملل…
“هكلمك تاني لم اخلص اللي هعمله … ”
أغلق الخط في وجهها قبل ان يسمع الرد
كانت تجلس على الفراش تعبث في هاتفها بملل
صدح الهاتف بين يداها برقم غير مسجل فتحت الخط قائلة بتردد
“الو ….”
“حياة ممكن تنزلي دلوقت مستنيكي على البحر
قدام الشليه….”
همست بتوجس وكان الصوت مألوف لها …
“مين معايا… ”
“لم تنزلي هتعرفي….. بسرعه ياأم ورد… ”
إتسعت عيناها بريبه من هذا المجهول الذي امرها واغلق الخط سريعًا وكانه متيقن أنها ستذهب اليه
ترددت في الهبوط للاسفل لرأيت هذا المجهول
ولكن بعد دقائق حاسمة الأمر بآن تنزل له وتعرف ما هويته ومن اين علمى بأسمها واسم ابنتها…
ارتدت عباءة محتشمة وحجاب ملفوف حول راسها بأحكام وكان الهاتف بين يداها فاذا شعرت
بشيء مُريب ستجري اتصال بسالم….
وقفت امام البحر وتطلعت الى هذا الشخص الذي يقف ويوليها ظهره يرتدي بنطال جينز وسترة
جلدية سوداء و(كاب) يوضع على رأسه يخفي به جزء كبير من وجهه …
همست بتردد….
“حضرتك مين وعايز إيه .. ”
استدار لها وابتسم بمكر وهو يبعد (الكاب)
عن وجهه قليلاً بدون ان ينزعه …
شهقت بداخلها بتوتر ثم قالت بثبات …
“وليد أنت بتعمل اي هنا ….اقصد سالم مش
موجود و”
قاطع حديثها وهو يقترب منها ، ويقف امامها بخبث….
“انا مش جاي عشان سالم انا جاي عشانك أنتِ ياحياه…. ”
ابتعدت عنه قليلاً بحذر وقالت بشك..
“جاي عشاني ازاي يعني…وليه ”
قطع المسافة مره أخرى بينهم ووضع يده الأثنين على ذراعيها بوقاحة وقال بصوت شهواني
“انا بحبك اوي ياحياة وعايز اتجوزك ، انا عارف انك مش بتحبي سالم وهو كمان مش بيحبك ومش عارف قيمتك لكن انا عارف قيمة الجمال ده كله واعرف اقدره كويس اوي …. ”
مالى عليها ليقبلها من شفتيها ، ابتعدت عنه سريعاً
وصفعته على وجهه بقوة وهي تهتف بنفور ….
“انت اتجننت أنت ازاي تكلمني كده ازاي تلمسني اصلاً بشكل ده لو سالم عرف اقسم بالله ماهيخليك تشوف الشمس تاني…. ”
وضع يده على وجنته ناظراً لها بشر ثم همس بمكر
“صحيح ماهو القتل مش جديد عليه ماهو قتل اخوه قبل كده هستبعد انه يقتلني يقتل ابن
عمه يعني…. ”
نظرت له بتوجس وجسدها اهتز من برودة
حديثه…. “أنت بتقول إيه انت اتجننت.. ”
“اي ده هو أنتِ متعرفيش ان سالم هو اللي موت اخوه في حادثة العربيه إياها… متعرفيش ان موته بس عشان يورث مكانه وتبقي مراته زي حسن وبنتك تبقى بنته هي دي خطته من زمان عشان كان بيغير من حسن اوي ولغيره نهشت فيه اكتر لم ظهرتي إنتِ في حيات حسن عشان كده مقدرش يشوف حسن مبسوط في حضنك فى قرار يقتله… ”
قاطعتة بصراخ حاد….
“كداااااب….اي الهبل اللي بتقوله ده….. سالم عمره مايقتل….. ”
اقترب منها قائلاً بشظايا ماكرة….
“سالم قتال قتله افتحي عينك وأنتِ هتعرفي ان قاتل…. وقتل اخوه ويتم بنتك وخلاكي ارماله بعد
سنتين بس من جوازك من حسن … ”
ظلت عيناها مسلطه على الفراغ من حولها
وجملته تثبت في روحها الهشه كالوشم
ثم همست قائلة بثبات عكس
عواصف الخذلان الذي تفيض داخلها بألم…
“عندك اثبات على كلامك ده ”
ابتسم بخبث بعد ان راء عينيها التي بدأت تعرف الدموع طريقها …..
“للأسف معنديش دليل اصل سالم ذكي اوي وعمل كل حاجه على مايه بيضه…. ”
نظرت له و قالت بغضب ونفور من وجهه البغض
“أنت كداب ياوليد سالم مستحيل يعمل كده
واوعى تكون فاكر اني مش واثقه في سالم انا بثق فيه ثقى عاميه… وسالم وحسن كانو اكتر من أخوات وكانوا بيحب بعض وعمر ما كان في بينهم مشكلة حتى لو صغيره….. انا عارفه ان في جاني هو اللي دبر حادثة العربيه اللي عملها حسن زمان قبل ما يموت ، ونيابه اكدت ان الحادثه بفعل فاعل بس الفاعل ده مش سالم دا واحد ميعرفش ربنا
ومعدوم الضمير و الرحمه بس مصيره يبان الكدب ملوش رجلين والحقيقه هيجلها يوم وتظهر….امأ
بقه كلامك وكدبك ده كله ملوش معنى غير حاجه واحده انك بتغير من سالم وعايز تبعدنا عن بعض وبعدين تجوزني عشان تحس انك فوزت في حرب واحدة قدام سالم شاهين…. مش ده أقصى طموحك لجوازك مني…. ”
نظر لها بغضب ظن إنها صدقت الحديث وستطلب الطلاق من سالم او ممكن ان تنتقم منه وتقتله كما
فعل هو مع حسن مسبقاً !ولكن الرد والثقة التي تحملها لسالم ولأحترام الذي يشع من عينيها
أحبط مخطط شيطانه… نظر لها قائلاً ببرود….
“إنتِ ظلماني ياحياة بكره تعرفي انك متجوزه قاتل ومش اي قاتل ده قاتل جوزك…… حسن …. ”
غادر وتركها تعاني من وشم كلماته التي اخترقت روحها !….
——————————————————–
تجلس على سفرة الطعام تقلب في طبق امامها بشهي فقدتها بعد حديث هذا الشيطان لها والأسوء
انها لم تتحدث الى سالم في الموضوع فهي تخشى عليه بشدة من تهوره في تعامل مع هذا الشيطان الذي يالقب بابن العم…. هناك شعور بمرارة حديث هذا الوغد لها هي على يقين ان سالم لم يفعل هذا ومستحيل ان يفعلها ولكن يالله لكل منا شيطان يزرع داخلك الشك و الوسواس اللعين يطاردك بشكل يرهق ثقتك الكبير في نفسك وفي من حولك..
“مالك ياحياة مش بتاكلي ليه… ”
نظرت له وابتسمت ابتسامة لم تصل الى عيناها
وقالت بهدوء….
“لا أبداً مافيش انا بس شبعانه ومليش نفس.. ”
ترك الطعام هو أيضاً وأضاف بهدوء..
“انا كمان شبعت شيلي الأكل وطلعي اطمني على ورد فوق لحسان تكون قامت من النوم…. ”
عضت على شفتيها بتوبيخ لنفسها فهو ترك الطعام
بسبب رفضها للأكل معه ….سالت نفسها باستنكار
(ماذا يعني هذا ؟) ابتسمت بسخرية على سؤال الذي يدور داخلها فهي مهم بحثت عن تصرفات سالم معها ستجد نفسها في مغارةٍ من المشاعر المختلفة عليها هو كهف بارد غامض مظلم وهي بدون إضاءةٍ لن تسلك إليه أبداً ؟!..
وضعت امامه القهوة في شرفة غرفتهم التي تطل
على البحر مباشرةٍ…. كان يضع على الطاولة الصغيرة التي امامه حاسوبه ويعبث به
بإهتمام… رفع عيناه لها وقال بصوت أجش
” تسلم إيدك ياحياة….تعالي قعدي معايا شويه… ”
نظرت له بتوتر ثم قالت بتبرير حتى تهرب من
تلك الجلسة …
“لأ اصلي داخله اخلص شوية حاجات في
لمطبخ و…. ”
كان يبعث في الجهاز بأصابعه قاطعها قائلا
ببساطة…..
“مش مهم اي حاجه تتأجل عشاني…. ولا انتِ
شايفه اي…. ”
نظرت له ثم جلست على المقعد المقابل له ابصرت بعينيها المنظر الخلاب المطل من الشرفة حيثُ البحر
الأزرق ولأمواج المتمردة عليه…..
نظر لها وهو يرتشف فنجان قهوته ثم سألها بعدها بشك….
“متأكده ان مافيش حاجه مخبياها عليه ..”
اومات له بـ (نعم )
“انتِ خرجتي النهارده لم نزلنا انا و ورد للمطعم ”
كانت عيناه ثاقبة عليها تراقب عينيها البُنية الداكن التي زاغت بتردد وجسدها تشنج قليلاً من سؤاله المبهم …
“لأ مخرجتش….. بتسأل ليه… ”
تطلع على الجهاز قائلاً بخشونة …
“يعني إيه مخرجتيش مابين في كامرات المراقبه
انك كنتِ واقفه على البحر بعد ما خرجنا بساعة.. ”
وقع قلبها في قدميها مرددة جمله واحده خرجت
من أعماق خوفها
” كاميرات مراقبه…….
يتبع…
8🌹
تطلع على الجهاز قائلاً بخشونة …
“يعني إيه مخرجتيش مابين في كامرات المراقبه
انك كُنتِ واقفه على البحر بعد ماخرجنا بساعة.. ”
وقع قلبها في قدميها مرددة جمله واحده خرجت
من أعماق خوفها
” كامرات مراقبه…….”
نظر لها والى توترها الجالي عليها ثم سألها
باستفهام….
“مالك ياحياة قلقانه كده ليه هو في حد ضايقك وانتِ وقفه على الشاطى…. ”
ماذا تقول هل يظهر امامه مقابلتها لهذا الشيطان
من خلال كامرات المراقبة تلك او هو يختبرها
ليرى ردة فعلها القادمة ليعرف ماذا ستختار معه الكذب ام الحقيقه….
تسلل الشحوب اكثر لوجهها مما جعل سالم يرتاب منها اكثر……
“حياه إنتِ كويسه …”
تنفست بصوتٍ عالٍ قائلة بأيماءة بسيطة..
“ااه كويسه بس محتاجه انام شويه….
بعد إذنك…. ”
ذهبت سريعاً من امامه للداخل بتوتر ماذا تفعل هناك غموض في تلك الكامرات اما ان تكون سجلت ماحدث بمقابلة ابن عمه لها ..او لم تسجل شيء من هذا وحتى ان كان (وليد) يظهر في شاشة امامه
لم سالم تحدث معها بكل هذا الاستفسار الهادئ …
وضعت رأسها على الوسادة بعد ازدحام الأفكار بها
وليتها قادرة على فك شفرة ما يحدث حولها…
صدح هاتفها بوصول رسالة من رقم غريب
جلست مره أخرة على الفراش تتطلع على شرفة الغرفة المفتوحه والتي يجلس بها سالم ويعبث
في شاشة الحاسوب بإنشغال وتركيز…
فتحت الرسالة وهي تضع يدها على قلبها فرقم
المرسل من خلاله الرساله غير مسجل لديها
قرأت محتوى الرسالة برتعاد…
(عشان تعرفي اني بحبك وخايف عليكِ انا اللي غيرت اتجأه كامرات المراقبة ساعة مقابلتي ليكِ
ورجعت ظبطهم تاني زي الأول… اوعي تقولي حاجه كده ولا كدا لسالم عشان محدش هيتأذي من سالم شاهين غيرك !…)
أنتهت من قرأت الرسالة و شهقت عنوة عنها بصوتٍ خافت دلف سالم للغرفة في هذا الوقت ليرى هذا المشهد بارتياب من تصرفاتها الغريبه اليوم….
كانت عينيها متسعة بدهشة والهاتف مضيء
بين يداها وعيناها مثبته عليه….
اتى عليها وسالها بشك…
“مالك ياحياة في اي… ومالك ماسكه التلفون
كده ليه… ”
نظرت له بعد ان فاقت من حالة الصدمة التي تعتريها
هتفت بعد برهة من الصمت…
“لا……أبداً…. مافيش حاجه… ”
“امال مالك مصدومه كده ليه حد كلمك من عندنا
في حد في البيت تعبان ….”نظر اليها أكثر بتراقب يريد اجابةٍ يقتنع بها لكل هذه الصدمة والخوف الجالي عليها ..
“لا… مافيش حاجه دي أصلاً رساله من شركة
الخط… ”
رفع حاجبه مُعلق بسخط…..
“رساله من على خطك….. تخليكِ بشكل ده ”
صمتت ماذا تجاوبه تريد كذبه مقنعةٍ له…
“اصلهم بعتين اني….. مشتركه في كول تون و…
وا وسحبو مني الرصيد اللى على الخط كله كده يعني……..”
نظر له بغرابة ثم تنهد بهدوء…
” طب هاتي اشوف الرساله دي واعملك إلغاء
للخدمة دي…. ”
إتسعت عيناها وهي تتأكد من جملته…
“إيه تشوف إيه… ”
نظر لها بحاجب مرفوع وقال باستغراب
“هشوف رساله مالك…في حاجه ولا إيه… ”
“لا… هيكون في إيه… دي شركة وكول تون
زي ماقولتلك يعني….. ”
مال عليها لياخذ الهاتف منها بهدوء ليبدأ بلعبث به
في ملف رسائل الهاتف….
بلعت ما بحلقها بتوترٍ والخوف من القادم…
نظرت لسالم بتوجس فهو كان منشغل في الهاتف الخاص بها قالت بداخلها بخوف…
“يترا هيحصل اي دلوقتي استرها يارب…. ”
*****************************
ضحكت ريهام قائلة بمكر
“يعني رجعت زي ماروحت ماتأثرتش بكلام اللي قولته ليها على سالم .. ”
ارتشف من الشاي بقهر ونظر لها ….
“شكلي هتعب مع البت دي كتير “ثم تابع
بشهوة وجشع “بس ومالو البت حلوه وتستاهل التعب…. ”
امتعاض وجه ريهام وقالت بقرف ….
“حلوه جتكم القرف رجاله بتموت في الرمرمَه.. وبتحبو اوي النوع الرخيص… ”
ابتسم على غضب وحقد شقيقته نحو (حياة)….
“انا بقه بحب الرخيص فى هاخد انا الرخيص وسيب لسالم الغالي اللي هو أنتِ ياختي…. ”
برمت شفتيها وهي تقول بحنق…
“ماشي ياخوي أشبع بيها يارب تملى عينك بس….وديني قعده مستنيه أخرت كلامك
وخططك هتوصلنا لإيه ”
وضعت قطعة من التفاح في فمها بغضب
ودعستها بغل تحت اسنانها قائلة داخلها بحقد….
“خليني صبره لحد ماشوف أخرتها لكن لو لقيت موالك طويل في الموضوع ده هتصرف انا بنفسي وكيد النسا هو اللى هيخلصني من بنت الحرام
دي… ”
وضعت ريم يدها على فمها بعد ان استمعت الى حديث وليد وريهام سوياً وعن مقابلته لحياة
بدون علم سالم وهذا الهراء الذي يريد اثباته في
عقل حياة….. مسكت الهاتف وهي تدلف الى
غرفتها قائلة بتوتر…
“يارب تكون صاحيه انا مش هعرف انام
غير لم اطمن عليها….. بدأ الهاتف برن بإنتظار مجيبٍ ….
______________________________________
صدح الهاتف في يد سالم وقبل ان يضغط لفتح الرسائل الواردة….
نظر الى حياة بعد ان علم هواية المتصل مد يده
لها بالهاتف قائلاً بحنق….
“دي ريم ردي عليها… وبعدين نبقى نشوف مواضوع الخدمة ده… ”
مسكت الهاتف بيد ترتجف وأعصاب تنتفض بخوف
منن ما كان سيحدث لولا اتصال ريم…
فتحت الخط ، وخرج سالم من الغرفة بأكملها لاعطاء مساحةٍ خاصة لها ….
“ريم يامنقذه لو تعرفي مكالمتك انقذتني من اي مش هتصدقي….”أنهت حياة جملتها بزفير ممزوج بالرعب ….
ردت ريم بغضب…
“أنتِ بتقولي اي ياحياه.. انا بتصل أسألك على مقابلة وليد ليكِ والكلام الأهبل اللي قاله .. ”
نظرت حياة امامها بتراقب قائلة …
“عرفتي منين الكلام ده ياريم… ”
“سمعت وليد وريهام وهما بيتكلموا وشكلهم كده نوين يفرقو بينك انتِ وسالم عشان ريهام تجوز
سالم وأنتِ بعد ماسالم يطلقك هيتجوزك وليد وكل ده غيره من سالم مش أكتر… وطبعاً إنتِ عارفه ريهام ووليد وشرها… والاتنين عاملين زي مرات ابوي
العقربه امهم خيريه اكيد عرفاها … ”
هتفت بعد حديث ريم قائلة بتركيز…
“يعني هي دي الخطه وعشان كده أتهم سالم بظلم
في موت حسن ….”
ردت الأخرى بتاكيد…
“اكيد يابنتي”صمتت قليلاً وهي تكمل بقلق عليها
” بصي ياحياه خدي بالك من نفسك ومن سالم ابن عمي سالم ، اوعي سالم ينكسر على أيدك بسبب كلامهم العبيط ده اللي عايزين يزرعوه فى مخك .. ”
ردت حياة بسخرية….
“ينكسر وانا اللي هكسره انا مش قد سالم ولا غير سالم متقلقيش…. ”
اكدت ريم بتوضيح ….
“الكسره ياحياة مش لازم تكون كسرت ضهر وهيبه…اصعب كسره على الراجل لم يحس ان الست اللي بيحبها مش وثقه فيه لا ومخوناه في حاجات عمره ما فكر يعملها…. ”
اجابتها بعدم اكتراث…
“اهوه أنتِ قولتي الست اللي بيحبها لكن انا وسالم مافيش مبينا حب واستحاله يكون فيه انسي الكلام ده عشان مش لايق عليا ولا عليه …المهم تفتكري
هعمل اي مع العقارب اللي للاسف اخواتك….. ”
تنهدت ريم من الناحية الاخرى قائلة بتفكير …
“بلاش تقولي لسالم عن كلام وليد ومقابلته عشان نجع العرب ميولعش بسبب مشاكلهم هم الاتنين
وان شاء آلله لم ترجعي من عندك هنفكر انا وانتي
في حاجه تبعدهم عنكم خالص…. ”
زفرت حياة بخوف قائلة بامل يصحبه الرهبة
من القادم…
“ياريت لاحسان انا مش مطمنه للجاي بعد اللي عرفته منك… ”
____________________________________
في صباح ….
دلف سالم الى الغرفة قائلاً وهو يتطلع عليها
باهتمام.. “خلصتي ياحياه… ”
بدأت تحاول اغلاق حقيبة الملابس الخاصه بها واجابته “ااه خلاص ولبست ورد وانا بس هلف الطرحه وخلاص كده.. ”
اقترب منها وقال بفتور…
“طب روحي انتِ كملي لبسك وانا هقفل الشُنط”
نظرت له بحرج ثم اومات برأسها ولم تعقب …
بدأ بإغلاق الحقيبة الخاصة بها ليجد ورقة تعيق
اغلاق سحابة الحقيبة… تناولها بين يده
ناظراً لها بعدم اهتمام…. ولكن سُرعان ما تغيرت ملامحهُ للغضب والغيرةَ التي لاول مره يشعر بها داخله كانت الورقه عبارة عن صوره لأخيه (حسن)
قلب الصورة ناحية الظهر ليجد جملةً عليه بخط
يد أخيه الذي كان خطه مميز جداً ويميزه سالم
من بين الجميع….كانت الجملة عباره عن
(بحبك اوي ياحياة….)
اغمض عينيه بغضب مزالت تحتفظ بأغراض حسن
الغاليه عليها ومزالت تحتفظ بتذكار الحب هذا..
“متوقع اي يعني يا سالم دي اقل حاجه تطلع من حضريه لا عرفت الأصول ولا حد علمها ليها… ”
كور الورقه بين يده بغضب ثم وضعها في جيب
بنطاله بأنزعاج من ما تسببه هذه الحياة له…
دلفت حياة إليه وهي تقول بهدوء….
“سالم …..انا خلصت… ”
نظر لها بغضب عيناه كانت مشتعلةٍ بنيران القسوة والغضب الهائل منها ومن أخيه حسن (حسن) وما ذنب حسن في ما تفعله حياة لأ تنسى ياسالم انك ثاني رجل في حياتها والمزحة الثقيلة هنا إنها بنسبه لك اول امرأة تدخل حياتك الجافة والممله….
تحدث عقله له بإستنكار من هذا الغضب
المسيطر عليه …..
نظرت له بخوف ورهبة من ملامحه التي قست سريعاً متحولة تحول لا يبشر بالخير سالته بارتياب ….
“مالك ياسالم في حاجه…. ”
نهض وخطى عدة خطوات باتجاهه ببطء وعينيه مزالت تشتعل بنيران الغيرة ولغضب وقد اختفى البرود وحل محله نيران وجسارة سالم شاهين…. وقف امامها ثم اخرج من جيب بنطاله الصورة
قائلاً بازدراء….
“مكنتش اعرف ان بيوحشك لدرجادي… حتى بعد مابقيتي على ذمة راجل تاني ، وحتى لو مافيش بينا اي حاجه وجوزنا كان ليه اسباب…دا ميدكيش الحق
انك تختفظي بالحاجات دي وانتي على ذمتي…ولا انتي شايفه إيه….”
رفعت راسها له قائلة بتحدي وهي تأخذ
الصورة منه بقوة ….
“مش من حقك تمنعني احتفظ بحاجه تخص جوزي اللي هو اخوك وبلاش تنسى كلامنا في الأول…”
“كلامنا احنا…. ولا إتفاقك مع ريم…. بنت عمي…” تحدث وهو يكور كف يده لعله يقدر على كتمان غضبه بعيداً عنها ولو قليل….
نظرت له وقالت بجسارة متمردة….
“طب بما انك عرفت كل حاجه يبقى اكيد
وفرت عليا كتير….ولم ابعد عنك مـ”
ضحك سالم بسخرية وقطع حديثها الاحمق
معقباً بقسوة وإهانة لها…
“تبعدي عني ، أنتِ مش بتبعدي عني بمزاجك ده بمزاجي انا لو عايزك هاخدك وبمزاجك كمان
مش غصب عنك وانا قادر اعملها وأنتِ جربتي كذا مره ..اول مابلمسك بتعملي إيه… انتِ بتتجوبي معايا اوي وبتبقي عايزه اكتر من اللي انا بعمله.. يعني انا اللي بتسلى مش أنتِ وانا اللي بقرار بعدي وقربي منك مش انتِ خالص أنتِ اقل من انك توقفيني
عن حاجه انا عايزها….. ”
ابتلعت مهانة كلماته بذل… ليرى سالم لمعة الدموع في عيناها البنيه… للحظة شعر إنهُ يرضي كبرياء رجولته امامها ولكن سرعانَ ما شعر بطيف الحزن يدلف الى قلبه الخالي… بعد ان أنهارت امامه ثم ذهبت سريعاً للمرحاض لتخفي ضعفها امام قسوة كلماته……
غرز انامله في شعره بقوة وغضب من ما فعله بها..
تريث برهةٍ ثم قال بتعب نفسي
“انا تعبت منك ياحياة… وتعبت من حياتنا دي اللي كل مادى بتتعقد أكتر من لأول….. ”
وضعت يدها على وجهها وبدأت تبكي بلا توقف هتفت لنفسها بقهر…
“كان لازم يقولك اكتر من كده أنتِ اللي تستهلي كل مابيقرب ليكِ بـــ…..”صمتت ولم تجرأ على اكمال
حديثه الوقح….. مسحت دموعها قائلة بغضب
“كفايه دموع أنا مش ضعيفه عشان اعيط كده
وستخبى منه…. لازم تتجاهليه وتتعاملي معاه ببرود لازم يندم على كل كلمه قالها ليكي……. بكرهك ياسالم…… بكرهك….” شعرت بإنتفاض قلبها حينما لفظة إسمه مجرداً غمرها شعور قد ظنت انهُ دُفن مع جسمان زوجها تحت التراب !!….
بعد حوالي أربع ساعات على هذهِ الأحداث دلف
سالم من باب البيت مع حياة و ورد الصغيرة…
“تيته…. تيته….. “قالت ورد جملتها وهي تختبئ في احضان الجده راضية عانقتها راضية بحب قائلة
بحنان…
“وحشتيني ياورد الجوري وحشتيني قوي.. ”
عانقة حياة الجده راضية بحبور وهي تقول بمزاح.. “وحشتيني اوي ياماما راضيه عامله إيه من غيرنا اكيد مرتاحه من دوشتنا…. ”
ضحكة راضية قائلة بمشاكسه…
“ااه كنت مرتاحه… بس كمان كان البيت كئيب اوي من غير دوشتكم اللي بعشقها….. ”
سلم سالم على الجده راضية قال …
“عامله اي ياحني (يقصد جدته) ”
“بخير ياسالم ياولدي انتَ عامل إيه يارب تكون السفارية كانت سفارية الهنا عليكم…. ”
رفع عينيه نحو حياة التي فضلت النظر
بعيداً عنه اجابها سالم بإقتضاب
“ااه الحمد لله….. ”
نزلت ريهام من على السلالم قائلة بمكر بعد
رد سالم الواضح….
“شكلك مش مبسوط ياابن عمي هي ام ورد منكده عليك ولا ايه….. ”
وقفت امامهم ونظرت لهم على محياها ابتسامة صفراء…
نظر لها سالم قائلاً ببرود ..
“أنتِ لسه هنا ياريهام هو في حاجه عندكم في البيت ولا اي…. ”
نظرت له بتلاعب وقالت بإغواء
“لا…. بتسأل ليه يابن عمي…. ”
نظر لها بإزدراء على رخصها امام عيناه كلما
جمعهم حديث فاتر….
رد عليها بسخط
“اصلك بقالك شهر هنا ومش عادتك يعني .. ”
جلست على مقعد في صالون ورسمت الحزن على وجهها ببراعه وهي تقول برجاء ….
“انا قعده معاكم فتره عشان زعلانه مع ابوي شويه
وكمان في شوية مشاكل كده بيني وبين ريم
وامها ومش هقدر ادخل البيت الفتره دي بسببهم… لو وجودي مضايقك ياابن عمي انا ممكن اروح قعد عند اي حد من قريبنا في نجع…. بس أنت عارف
انك الأقرب ليا عنهم كلهم…. ”
زفر بضيق ثم قال ببرود..
“براحتك ياريهام هنا بيتك وهنا بيتك..”ثم نظر الى الجده راضية قائلاً بهدوء …
“انا طالع ارتاح فوق شويه ياحني تريدي شي.. ”
قالت راضية بتذكر..
“لا ياولادي بس متنساش… تكبيرات العيد هتبدأ من اول بكره…. كل سنه وانت طيب ياحبيبي انوي النيه في صيام العاشرة الاوئل….”
اومأ لها بإبتسامه لم تصل لعيناه…
“وانتِ طيبه يا حني….اكيد فاكر بس نريدك تذكريني زي كل سنه …” انهى حديثه وصعد اللاعلى حيثُ غرفتهم…..
ابتسمت حياة عنوة عنها فاللهجة العرب البسيطة
منه تزيد شخصيته جاذبية وجمال….
نظرت ريهام الى حياة قائلة ببرود
“وانتِ عامله اي يامُ ورد ان شاء الله تكون السفارية زينه عليكم…. ”
نهضت حياة بضجر قائلة للجدة راضية بتهذيب..
“عن أذنك ياماما راضيه هطلع استريح شويه فوق المشور كان مهلك اوي…. ”
اومأت راضية براسها بهدوء… تناولت حياة كف ورد بين يدها ثم مالت على ريهام في سهوة قائلة
بكيد النساء..
“شهر العسل كان جميل اوي ياريهام انا وسالم
مش مبطلين بلبطه في البحر…. تصوري مش
بيسبني لحظه….. يلا عقبالك بس يخساره مش
هتلاقي نسخه تاني زي سالم حبيبي…. ”
تركتها تشتعل خلفها وصعدت بتمايل امامها على الدرج تمايل يعبر عن السعادة التي تعيشها مع سالم كانَ هذا الهدف لتزيد نيران ريهام اضعاف مضاعفة نحوها…..
_____________________________________
كان يستلقي على الفراش مغمض العين ولكن عقله مشوش بهذه (الحياة) التي تقلب شخصيته الف مره في اليوم ….شظايا هي قسوته الذي تتجمع بكثرةٍ
امام عنادها وكبريائها الذي يحطم كبرياء رجولته وقسوته امامها….
دلفت للغرفة وصاحت بغضب له….
“انت غيرت السرير بتاعي انا و ورد ليه…. وليه
جايب السرير الجديد صغير كده انتَ مش عارف
اني بنام جمبها… ”
رد مغمض العين و وجهه كان خالياً من اي تعبير
عن صياحها العالي….
“ااه واخد بالي انه صغير وده المقصود.. وعارف انك كنتِ بتنامي في اوضة ورد وده واضح ..
لكن اللي مش واخده بالك منه إننا اتجوزنا ولوضع أختلف ياحضريه …ومينفعش تعلي صوتك عليا
لان الأحترام بيقول ان ده عيب….. ”
اشعلها ببرودة وحديثه معها وهو مغمض العينان
ذهبت لتقف بجوار السرير قائلة بحدة أنثى…
“احترام اي وزفت اي وبعدين الإحترام برضو انك تكلمني وانت مغمض عينك ولا الأحترام بنسبه ليك
كوسه يادكتور…. “انهت جملتها بستهزء…
تفاجئت به يرفعها من على الأرض بقوة وبدون مقدمات لتجد نفسها على الفراش وسالم فوقها يطل عليها بهيئته الرجولية الطاغية…تطلع عليها بغضب بارد… وهي نظرت له باندهاش من جرأته معها….
همس لها ببرود…
“عارفه ياحياة اي اكتر حاجه نفسي اعملها
فيكِ.. ”
بلعت مابحلقها بتوتر ولم تجرأ على سؤاله
اكمل هُوَ بلهجةٍ تتمزج بالرعب ولتهديد …
“لسانك…. عايز اقصه وعلقه على باب اوضتي عشان كل ماتفكري تطوليه عليه تلاقي نفسك خرسه… ”
إتسعت عيناها برعب ثم قالت برهبه….
“طب ابعد كده و انا مش هتكلم تاني بس ده مش معنى اني موفقه على تحكماتك فيا واني نسيت كلامك الي قبل كده ….”
رد عليها ببرود…
“وانا مش عايزك تنسي كلامي ليكِ زي ما نا مش قادر انسى مش بس كلامك ولا افعالك لا
وكمان مش قادر انسى كلامك لريم قد إيه انا غبي
اني صدقت واحده زيك…. ”
نظرت له بعناد قائلة …
“يبقى احنا كده خالصين وجوزنا من بعض مش نافع من الأول.. واحسن حاجه تطلقني وكل واحد فينا يروح لحاله….. وانا هاخد بنتي ونطلع من النجع ده واوعدك مش هتشوف وشي تاني….. ”
رد عليها ومزال على نفس الوضع هو فوقها يسند كلتا يديه الإثنين على الفراش حولها محاصرها وهي ممدده امامه ، واعينهما في حوار حاد معاً…
“لو عايزه تطلعي من هنا يبقى اكيد بعد موتي
ياحياة…..”نزل عليها ليقبلها بنهم قبلها في كل
انشأ في وجهها نزل بقبلاته الحارة على عنقها
باسنانه ووضع علاماته الخاصة عليها …
كل ما تشعر به من لمساته الحارة هو اقل من كلمة
(ضعف) لو هناك اقصى منها كلمة لاضافة بين النص..كانت مسالمه معه للمرة الرابعة او الخامسة هي لأ تذكر كم مره لعب على اوتار الأنثى داخلها (سالم) خبير في إخراج اجتياح رغباتها بها ، هو قادر على اختراق أي حاجز وضعته بينهم بضراوة أفعاله معها ..
فالحقيقة ان معظم الحواجز الذي تخلقها بينهم لم تكن صلبة كما تظن بل أنها كانت من ورق سهل اختراقه للوصول لاهدافه… جدرها من ملابسها بسهوله وسط مغارة ضعفها امام لمساته….
هتفت له بإعتراض يمتزج معه الضعف
“سالم بلاش انا…. ”
مال عليها قائلا بهمس اوصل القشعريرة لجسدها
“عايزك ياحياة…. انا مش قادر ابعد عنك.. ”
بدأ يوزع قبلاته عليها قائلاً بهمس أجش..
“قوليها ياحياه قولي انك عايزني معاكِ زي مانا عايزك قوليها ياحياه…… ”
اغمضت عيناها بجنون من مايفعله بها لم يتوقف للحظة عن ما يفعل غاب عقلها وكل ماحدث لها منه القى في عرض الحائط حين همس سالم لها مره اخرى برجاء….
“قوليها ياحياه……. قوليها عشان خاطري… ”
رفعت الرأيا البيضاء هامسه له بضعف …
“بلاش تبعد عني ياسالم…. خليك في حضني ”
لا تعرف لم اضافة اكتر مما طلب منها ولكن كانت اجابة مشاعرها عليه اقوى واصدق من كلمة امرها
بها أثناء علاقتهم الحميمية….
وضع راسه على راسها وانفاسه الساخنة تداعب وجهها الساخن بحرارة مما يحدث معها
همس لها بحنو …
“وانا عايز اموت فحضنك ياحياة … ”
أغمضُ اعينهما سوياً بضعف وعشق ظهر بين ثنايا روحهم الممزقه ولكل شخص جرح يختلف عن الأخر ولكن لكل شخص منهم فرصة للحب فهل ستبدأ القصة تاخذ طريق اخر ام للقدر وقلوبهم العنيدة
رأي اخر…….
______________________________________
بعد مرور خمسة ايام على تلك الأحداث
تدلف ريم من باب بيت (رافت شاهين )بعد ان فتحت لها الخادمة كانت تجلس حياة مع الجده راضية في صالة البيت…..
رفعت حياة عيناها لتجد ريم امامها ويبدو على وجهها العبوس….
نهضت سريعاً قائلة بتوتر للجده راضية…
“بعد إذنك ياماما راضيه هاخد ريم ونطلع فوق نقعد شويه قبل ما سالم يرجع من الشغل…. ”
نظرت الجده راضية لها قائلة وهي تسبح بيدها
“روحي يابتي …..”ثم نظرت الى ريم قائلة
” عامله ايه ياريم يابتي ….”
ابتسمت ريم ابتسامة مهزوزه وقالت
“بخير ياحني ”
مسكت حياة يدها قائلة بسرعة
“تعالي ياريم عايزاكِ ….”
صعد الإثنين سوياً للأعلى……
خلعت حياة حجابها وقالت بتوتر
“جبتي ياريم الحبوب… ”
مدت ريم يدها بشريط اقراص لها..
“خدي ياحياة… جبتلك حبوب منع الحمل اللي طلبتيها خدتها من واحده صاحبتي دكتورة نسا ”
مسكتها حياة بين يدها بقلب يرتجف من ما تنوي فعله قررت أن تاخذ اقراص منع الحمل حتى لا يكون بينها وبين سالم رابط قوي يجعلها تتحمل قسوته ونفوره وتقبله الغريب معها …
هتفت ريم بإستنكار وخوف…
“لي عايزه تعملي كده ياحياة افرضي سالم عرف بحاجه زي دي ….انا خايفه اوي ليتهور ويأذيكِ
سالم عصبي وموضوع انك مش عايزه منه عيال
مش سهل يتقبله اي راجل مش سالم بس …. ”
تنهدت بتعب بعد حديث ريم ثم قالت بحزن
“مش قدره ياريم…مش قدره افهم سالم ولا انا مستعده يكون في بينا عيال دلوقتي… ”
سألتها ريم بحرج …
“هو سالم قربلك تاني بعد اليوم إياه …”
قالت بخجل …
“لا ياريم مقربش مني بس لم طلع علينا
الصبح قام من جمبي وهو واحد تاني تصوري مقالش اي حاجه قبل مايقوم من جمبي ..حسيت انه واحد تاني…. غير اللي كان معايا بليل… الصبح بقه فعلاً سالم شاهين اللي اعرفه ولي كل الناس عرفاه وبتعمله الف حساب ، لكن بليل وإحنا مع بعض كان
واحد تاني خالص…. حنين حتى في لمسته ليا كان بقول كلام حلو اوي ياريم حسسني اني ست
بجد …لدرجة اني حسيت ان بيحبني من كلامه ده بس طبعاً دي تخريف مني انا… مفيش حاجه من دي….”توقفت عن الحديث بحزن وحرج كذلك
من المتابعة….
هتفت ريم بعتاب….
“يعني بعد كل ده ياحياة مش عايزه يكون في بينكم ولاد… يعني يمكن الصبح كان مستعجل عشان شُغله وسابك وخرج على طول….. ”
إجابتها ببوح من ما تشعر به وما تنوي فعله في
الأيام القادمة…..
“بلاش تبرري ليه ياريم سالم عامل زي المغاره
الضلمه البارده اللي مش قادره ادخلها طول ما انا خايفه منه… ولازم احول اتشجع وقربه مني وحاول اقرب منه والمرادي هدي لنفسي فرصه وليه هو
كمان….. لكن حبوب منع الحمل دي هتفضل معايا هاخد منها لحد متاكد اني قادره افهم سالم وتاقلم على طبعه… مش شرط احبه ويحبني !! بس على الاقل ارتاح معاه وحس بالامان…. وحاول اتعود
على طباعه وطريقته دي …..
يتبع…
9🌹
ًوقف سالم امام المخزن الخاص به وهتف بخشونة …
“ها ياجابر ، غريب الصعيدي جوه….. ”
رد جابر بإحترام ….
“ااه جوا ياكبير….. اتفضل ”
لج سالم بتأهب لمخزن شاسع المساحة الكبيرة كان يحتوي على بعض المعدات الحديدة القديمة …
تنهد سالم بملل وهو يقف امام غريب الذي كان
مربوط في مقعد خشبي وسط المخزن
وبجانبه بعض آلرجال اضخام البنية مفتولين العضلات وقسمات وجوههم قاتمة وشرسة الى
أبعد حد !!…
رفع سالم عينيه على الرجل الجالس أمامه ..
“شاخبارك ياغريب انشاء الله تكون عجبتك
الضيفه عندنا…”
رد غريب بحدةَ…
“انا مش فاهم حاجه انا هنا بقالي يومين ليه ”
رد عليه سالم بتأني…
“اسمع ياولد العم انت نصبت على اخوك إيهاب ابو عمرو وخدت ورثه منه بربع التمن ده بعد ما استغليت رقدت مراته التعبانه في المستشفى…
ولم مراته ربنا افتكرها واخوك تعب بعدها ابنهم اتبهدل ومد ايده على الحرام عشان يأكل اخواته الجعانين ويجيب لابوه علاجها….. ومع العلم انك وصلك كل ده ومحاولتش تمد ايدك اللي تتقطع ديه ليهم ولو من باب الشفقه مش من باب الحق اللي ليهم عندك فيه كتير قوي ياغريب ياصعيدي …… ”
نظر له غريب وهتف ببرود….
“انا ماكلتش حق حد و ورث إيهاب وصله على داير مليم …وبعدين ملكش صالح بيني انا وخوي
وولاده……. اموتهم اسرقهم ملكش صالح أنت
أنت قاضي… ااه لكن قاضي على اهلك على العرب اللي انتَ منيهم لكن انا غريب الصعيدي ومحدش يقدر يغصب غريب على حاجه مش على كيفه… ”
ضحك سالم باستخفاف من تحدي غريب له …
اقترب منه فجأه ومسك لياقة قميصه قائلاً
بشراسه مريبه…
“المحامي جاي كمان نص ساعه وهياخد تنزلك عن
كل حاجه تملكها بنص ، ونص ده هيتسجل بأسم إيهاب اخوك واعتبر المبلغ اللي دفعته زمان يوم عملية مراته مساعدة اخ لي اخوه …. ”
ثم صمت لبرهة ونظر له بغضب مُستديم وأكمل..
“وانا ااه قاضي نجع العرب لكن حكمي بيمشي على اي واحد عايش في النجع هنا….. وانتَ اولهم
ياغريب يا…… ياصعيدي ..”
سأله غريب بسخرية وتقليل منه….
“وان رفضت حديتك ده…. إيه العمل عاد … ”
رد سالم بابتسامة شيطانية…..
“ليك حق ترفض ياغريب وانت كده راجل من ضهر راجل لكن هتبقى راجل بالاسم يعني مش هيبقى في دليل لكده…. ”
نظر له غريب بعدم فهم
ابتسم سالم وصدح صوته في اركان المخزن في لحظه بقوة……
“إسماعيل …….إسماعيل….. ”
اتى إسماعيل سريعاً رجل في سن الخمسين عام
يرتدي معطف ابيض ويمسك حقيبةٍ صغيرة بين يداه…….
قال الرجل بإحترام
“اوامرك ياكبير…. ”
نظر له سالم قال بخشونة …
“حضرت حاجاتك عشان غريب مستعجل على خروجه من هنا .. ”
أومأ له الرجل بتأكيد….
“كل جاهز ياكبير اشاره واحده منك ولعمليه مش هتاخد ساعه…. ”
نظر له سالم ببرود ….
“اوعى تكون جبت بَنج ….”ثم نظر الى غريب
و قال بسخط”اصل غريب الصعيدي راجل من ضهر راجل وهيقدر يستحمل القطع من غير مايتخدر..
مش كده ياغريب….. ”
نظر له غريب برهبة وهتف بصدمة وعدم فهم ما
يحدث حوله….
“انا مش فاهم حاجه….. ”
رد سالم ببرود…
“لا أنت فاهم بس عايز شرح على السريع وطبعاً ده حقك ياولد العم….. أول شي ياغريب انا جبتك هنا عشان اديك فرصه تكفر بيها عن ذنبك في حق
اخوك وعياله وتعطيهم حقهم في ورث جدهم
لكن أنتَ مش رايد ترجع الحق لصحابه لا وكمان بتقلل مني على ارضي وسط رجالتي…اني مليش
اني اتكلم معاك في حق الايتام…….وتعالى بقه لو شاهدنا حد بينا هيقول عليك تشبه الحرمه الصعرانه.. وانا شايفك بصراحه حرمه خصيصه واكَلت حقوق الغلابه كمان….. وعشان أنت في نظري حرمه يبقى محتاج عمليه بسيطه تاكد كلامي ده ، والحج اسماعيل هيعملها ليك.. متقلقش هو دكتور بهايم وبيعرف يتعامل زين مع البهايم اللي زيك ياغريب
ولا بلاش غريب بقه خليها غريبه….”ابتسم سالم بستهزء…..وتابع هازئاً….
“واللهِ ليقه عليك ياراجل….. اقصد ياحرمه معلشي دقنك ملغبطه معايا…”ثم نظر نحو اسماعيل قائلاً بلهجة تشبه الثلج المسنن…..
“ابقى أحلق ليه دقنه بالمره يااسماعيل وياريت بعد متخلص تديني خبر …. ”
استدار وخطى عدة خطوات للخارج لكنه عرقل
عن السير حين هتف غريب اليه بارتعاد…
“استنى عنديك انا موفق أتنازل عن ورث إيهاب كله وبالحق ، بس ابعد الراجل ده عني…. ”
استدار سالم له ونظر بخبث معقبا بانتصار…
“زين ياولد العم كده أتفقنا …. ”
نظر له غريب بشر وتمتم داخله بتوعد…
“هتندم ياسالم اقسم بالله بعد خروجي من اهنه هتبدأ عدوتنا انا وأنتَ ومفيش قوه على الأرض هتمنعني اخد حقي منيك وحقي مش هيبقى غير
روحك ياولد رافت شاهين….. ”
دلف المحامي ليمر اكثر من نصف ساعة ويتم نقل نصف مايملك غريب بأسم ايهاب الصعيدي شقيقة
تنهد سالم بإرتياح فقد رجع حق الأيتام ووالدهم المريض…. اجمل ماقال عن الحق هو إعطاء الحق
لمن يملك الحق !! وهذا اجمل شعور ان تكون سبب في عودة الحق لأصحابه !!……
___________________________________
“هو فاضل قد إيه على اذان المغرب يامريم.. ”
نظرت مريم الى ساعة الحائط وهي تقطع الجزر
لترد على حياة قائلة “ساعتين يام ورد…. ”
بدأت حياة بتقليب الحساء الاخضر وهي تضع الثوم المحمر عليه …
وضعت الغطاء على الإناء وقالت بإرهاق
“طب انا هطلع اصلي العصر لحسان اتاخرت على الصلاة وهريح فوق شويه لحسان الصيام عمل عمايله معايا…. ”
قالت الخادمة ام خالد لها بعتاب…
“عشان بتصومي من غير سحور وده غلط ياحياة يابنتي عشان جسمك وصحتك ….”
ردت حياة باستخفاف للأمر….
“متكبريش الحكايه ياام خالد دول شوية ارهاق وبعدين دول عشر تيام صيام فات منهم خمسه
يعني مش مستهلين كلامك ده…”
مطت السيدة شفتيها قائلة بجزع…
“انتِ حرة مانا عارفاكِ راسك ناشفه…”
____________________________________
دلفت لاخذ حمام بارد من شوب الجو الحار…
وخرجت بعدها ترتدي ثياب مريحه انيقة تبرز قوامها الممشوق…. بعد ان انتهت من تجفيف شعرها وتمشيط إياه انهت فرض صلاة العصر… ووضعت بعد الكريمات لترطيب جسدها ذات الرائحة الناعمة
على الأنف……
دلفت للفراش بإرهاق توسدت بظهرها الفراش وتمايلت لناحية الآخر بارتياح لتجد وسادة بجوار رأسها جذبتها بفتور وحاولت دفن راسها بها
ليتها لم تفعل فرائحة سالم وعطره الممزوج بها
غمر انفها بأكمله….تنهدت براحه وهي تعانق
الوسادة بشوق…..نهضت وجلست على الفراش
لتعيد الكره تلك المرة باستمتاع أكثر استنشقت الوسادة باشتياق لا تعرف من اين نمى هذا
الاحساس بكل تلك السرعه داخلها فقد اشتاقت له بشدة ويغمرها دوماً هذا الشعور نحوه ، بعد كل تلك الزوبعات والمسافات بينهم من يوم ان تزوج بها….
اغمضت عينيها لثواني وهي تستنشق رائحته المعطره مُتذكره لحظاتهم الحميمية والجامحه
معه…..كم كانت تلك اللحظات معه تختلف داخلها
وبشدة وكأنها لأول مرة تشعر بانوثتها بين يد
رجل…
تمنت ان تظل الرائحة في انفها حتى الدهر لكي
يموت الشوق لهذا السالم…
دلف سالم الغرفة في هذا الوقت ليجدها
تعانق وسادته بطريقه غريبة …
ابعدت حياة الوسادة بسرعة عنها
قائلة بتوتر وخجل.. “سالم….. ”
رفع حاجبيه وانزلهم سريعاً بشك..
“انتي بتعملي إيه ياحياة ….”
ابعدت الوسادة عنها سريعاً وهي تقول بحرج …
“ولا حاجه بفكر اغير ملاية السرير فا.. فكنت
بشوف كسوت المخدات نضيفه ولا لاء… ”
“اااه… تمام طب قومي غيريها عشان عايز اريح شويه قبل المغرب…. “كان اثناء حديثه يجلب ملابسه من الدولاب.. ودلف بعدها للحمام….
نهضت بتوجس وهي تضع يدها على صدرها
“الحمدلله مخدش باله…. اوف ياحياة..
نفسي ابطل حركاتي دي….. ”
بدأت في تغير شرشفت الفراش بأخره نظيفة
خرج سالم بعد نصف ساعة يرتدي جلباب مريح رمادي اللون وقف امام المرآة يمشط شعره للخلف
نظر عبر المرآة لصورتها المعاكسة خلفه تماماً
ليجد مفاتن جسدها تظهر بوضوح من خلال تلك الملابس المحدد قوامها الفاتن…. حياة تمتلك جسد نحيف جدًا ولكن لن ينكر انها تمتلك منحنيات تغَيب عقله فقط من النظرة الأول…..
غمغم بغضب وصوتٍ عالٍ…..
“استغفر الله العظيم…… اللهم إني صايم… ”
نظرت له حياة بعدم فهم قائلة
“في حاجه ياسالم…. ”
اغمض عينيه بقوة وهو امام المرآة وتمتم داخله
“سالم كمان دا أنتِ لو متفقه مع الشيطان مش هتعملي كده فيه….. ”
اقتربت منه بعد ان رأته مغمض العيون بقوة ويتنفس بصوتٍ عالٍ متشنج….. وضعت يدها على
كتفه قائلة بقلق….
“سالم انت كويس…. ”
فتح عيناه واستدار لها ليقف امامها قائلاً
ببرود…..
“بلاش تلمسيني كده انتِ ناسيه اننا صايمين
ولا إيه… ”
ردت ببراءة…
“انا مش قصدي حاجه…. ”
رفع حاجبيه بصدمة مردداً بغلاظة ….
“ازاي مش قصدك وأنتِ لبسه كده قدامي انتِ عيزاني افطر ولا إيه…. ياحضريه ….”
نظرت الى ملابسها بحرج ثم عضت على شفتها السفلى وقالت بخجل بريء…
“عندك حق بس انا مخدتش بالي ولبست كده عشان كنت فكراك هتيجي على الفطار على طول زي كل يوم …”
بلع ما بحلقه وهو يرها تتكا على
شفتيها باسنانها بخجل صارخ ليزداد احمرار شفتيها المكتنزة أكثر…
مال عليها بعض تزاحم الرغبات في تقبيلها …
“بلاش تزودي على نفسك في الكلام وبلاش تعضي شفايفك كده…… وانا بكلمك عشان الموضوع ده بيعصبني اوي….وااه لينا حساب بعد الفطار على عميلك دي كلها…. “نظر لها بغضب يشوبه الشوق
لها….
دلف الى الفراش ومدد جسده عليه بارهاق
هتف بهدوء عكس عواصف الرغبات المتأججة بداخله…..
“طفي النور ياحياة… وياريت تروحي تشوفي ورد عشان قعده لوحدها تحت…. ”
امتثلت لاومره على مضض…
زفر نيران الرغبة بها وبعد الاستغفار الكثير قال بستياء “وبعدين معاكِ ياحياه كل ماحاول ابعد عنك مبعرفش……. ومش عارف إيه السبب… ااااه ياحياة خايف من اللي بحسى بيه معاكِ ليطلع… “صمت بضيق ونفض الفكرة بسخرية فمستحيل ان يحدث هذا ومستحيل ان يكون لسالم شاهين مشاعر اخرى اتجاه (حياة) غير العشرة وتاقلم على الحياة بينهم.. اغمض عيناه بغضب فصراع دوماً مستمر داخل عقله المشتت في علاقتهم واهمية وجودها بحياته الجافه ….
_________________________________
كان يتحدث في الهاتف امام باب المنزل….
وكانت حياة تحضر سفرة الإفطار قبل أذان ألمغرب بدأ الاذان بتكبير اتت عليها الجده راضية وهي تمسك علبة التمر وقالت راضية بخفوت….
“خدي ياحياة التمر ده افطري عليه وفطري سالم عليه لحسان شكله ناسي نفسه في مكالمات التلفون دي…. لا ولسه وقف بيتكلم ولاذان قرب يخلص
وهو مفطرش….. ”
اومات لها حياة وهي تأخذ منها علبة التمر
قالت ريهام بطيبة مُزيفه….
“خليكِ إنتِ يام ورد وحضري السفره وانا هفطر سالم ابن عمي منها….. ”
نظرت لها حياة شذراً وقالت بصوتٍ ناعم مُستفز
لريهام …
“لا طبعاً….. عيب اتعبك معايا حضري انتِ
السفره وانا هفطر جوزي بايدي.. “صمتت لبرهة ثم هتفت ببرود وهي تذهب باتجاه سالم للخارج
“صوماً مقبولاً…….. ياريهام…. ”
جزت ريهام على أسنانها بقهر وحقد وهتفت
بصوت خافض….
“طفح الكيل منك يابنت الحرام ولنهارده
هتنامي في المستشفى “تقوست شفتيها بمكر
بعد ان اتى في ذهنها فكرة شيطانية لتخلص
منها….
وقفت امامه وجدته يوليها ظهره ومزال يتحدث فالهاتف ببعض الأشياء التي تخص العمل هذا ما فهمته من الحديث وجدته بعدها ينهي المكالمة ذهبت اليه سريعاً ووقفت خلفه… ووضعت كف
يدها على كتفه العريض قائلة بخفوت ناعم
“سالم…. ”
اغمض عيناه بضعف من خروج إسمه مجرداً من
بين شفتيها المُغرية…. رد عليها وهو مغمض
العين…
“نعم…… ياحياة…. ”
عضت على شفتيها بتوتر ثم قالت بهدوء
“سالم أنتَ مفطرتش ولأذان قرب يخلص… ”
فتح عيناه ببطء ثم استدار إليها قائلاً بخشونة
واهتمام..
“طب وانتِ بقه فطرتي على كده…. ”
ردت بهدوء يشوبه الحرج من تعلق عيناه على ملامحها بطريقةٍ مخجله لها …
“لاء لسه بس ماما راضية قالت انك بتفطر على التمر فاجبتلك منه و….. وانا اكيد هفطر بعدك… ”
فتح علبة التمر وأخذ واحدة منها وقال وهو يقسمها نصفين وضع نصف امام فمها قائلاً ببحة خاصة…
“افتحي بوقك ياحياة…. ”
نظرت له بارتباك ..
“سالم انا مش بحب اوي طعم البلح انا هفطر
على المايه وخلاص ”
همس باللطف خدرها…
“طب جربي مش يمكن من ايدي تحبيه… ”
عضت على شفتيها بتردد امام عيناه الجائعةٍ لهذهِ الشفاه المكتنزة…. اغمض عيناه بتوبيخ لتفكيره المراهق دوماً أمام هذهِ الحياة المهلكه.. نعم مهلكة ومن ينكر أنها تُهلك رجولته بجمالها وعفويتها من ينكر أنها تُهلك قلبه المشتاق لتجربة الحب وعذابه معها …..
فتحت فمها واكلت نصف قطعة التمر….
اخذ هو باقي النصف بعد تردد دعاء الإفطار
ثم نظر لها بتراقب وجدها تمضغ التمره على
مضض نظر حوله وجد شجرة ذات ظل كبير من يجلس تحت ظلها لا يظهر منها شيء…سحبها
قائلاً بمكر……
“حياة تعالي عايزك…. ”
“سالم وخدني على فين…. ”
اوقفها تحت الشجرة وحدج في عمق بُنيتاها
الداكنة الجذابه دوما إليه….
توترت من عينيه التي تشع بالرغبة الجامحة
نحوها…هتفت بخفوت وحرج…
“سالم انت جايبني هنا ليه…. ”
نظر لها بشهوة قائلاً بعبث…
“جعان وعايز افطر…. ”
مزالت تمضغ نصف التمر بتردد في بلعها وكانها طفله تجبر على اكل الطعام غير مستحب لها..
ردت عليه بتوجس
“الفطار جاهز جوا… انا حضرته بنفسي و… ”
توقفت عن الحديث حين وجدته يلصق جبهته في خاصتها هاتفاً بمكر …
“بس انا طمعان في نص البلحه اللي ادتهالك…. ”
“هااا… “فتحة فمها بصدمه بعد ان ابتلعت
مابفمها بخوف…. ومن ثم همست بخجل ….
“بس انا بلعتها على فكرة…. ”
رفع حاجبه بمكر وقال بعبث…
“بجد يبقى ……لازم اتاكد بنفسي….. ”
وقبل ان تتفوه بشيء اخر كان يضع شفتيه على خاصتها بوقاحة وتعمق وكانه يستكشف فمها وشفتيها لاول مره لم تكن مجرد قبُله عادية كأنا يملأها عدة مشاعر غريبه داخل كلاهما..
لم تتوقف يداه عن العبث في كل مكان تصل
اليه في جسدها الين .. كان أول مره يشعر باشتياقه لها وبكل تلك القوة في الحصول على لمسه بسيطة منها ..
بدات شفتيها تألمها من هجومه الذكوري عليها وعنفه في قبلته…. لم تشعر بشيء غير المسالمة للمساته ولكن جسدها كان يرقص على اوتار جنون وشغف
من رغبت ( سالم )بها… دوماً يعزز كبريائها الانثوي داخلها… فقط حين تشعر انها مرغوبة من زوجها
بحد الجنون حين تشعر انها الأولى ولاخيره في عينيه…. افعاله معها تُشعرها انها تملك العالم وتزيد الثقة بها اكثر…مشاعره نحوها تظهر عن طريق أفعاله
وتلك الأفعال تحكي ما يصعب على اللسان قوله !…
قطع عواصف الرغبات والشوق صوت الخادمة وهي تنادي “ياام ورد الأكل جاهز…. “كانت تنادي من امام باب عتبت المنزل وتكاد لا ترى شيء بسبب
ظلام المكان…. دخلت الخادمة سريعًا للبحث
عنهم في داخل…
ابتعدت حياة عن سالم بصعوبة او سنقول هو من سمح لنفسه بالابتعاد عنها الأن …..نظرت له
بخجل ثم قالت بغضب مصطنع…
“اي اللي أنت عملته ده افرض حد شفنا… ”
“واي يعني…. “كان هذا الرد المعتاد منه
جزت على أسنانها بضيق
“ساااااالم….. ”
تحسس خطوط شفتيها بسبابته وهو يقول بعبث …
“انا حاسس اني لسه جعان ياحياة اي رايك نقولهم اننا هنفطر فوق في اوضتنا …… ”
شهقت بخجل ومن ثم هرولت من امامه بحرج
قاتل ولم تقدر على التفوه بكلمة واحده….
همس وسط تنهيده عميقه بعد مغادرتها..
“ربنا يستر من الجاي على أيدك ياحضريه….”
ابتسم ابتسامة لاول مره تشق ثغره الرجولي …
على سفرة الطعام تجلس حياة بجانب سالم وتاكل بصمت وحرج من ما حدث منذ قليل بينهم ولا يتوقف عقلها عن إعادة الذكرى عليها ….
ام سالم فكان يأكل بهدوء ولا يتوقف عن اختلس النظر اليها بين الحين والآخر …
كان يجلس رافت والد سالم على راس الطاولة وبجانبه والدته الجدة راضية وبجوارها ريهام التي بمقابلة حياة …. وكانت تبعث لهم النظرات النارية الحقوده…..
اما (ورد) الصغيرة فكانت تتابع التلفاز في صالون بعد ان اكلت من ساعة تقريباً !!….
قطعت الصمت الجدة راضية قائلة لحياة
بحنان وبعد العتاب…
“كلي ياحياه كويس أنتِ بتصومي من غير
سحور “ثم نظرت الى سالم قائلة باستياء
“بجد مش عارفه اي ده …ماوفق إلا ام جمع
بينكم سالم كمان بيصوم من غير سحور من وهو صغير وشكله عداكي وبقيتي بتصومي على معده
فاضيه زيه… ”
رفع سالم عينيه على حياة باستنكار ثم سألها
امامهم ببعضا من الهدوء…..
“هو أنتِ بتصومي من غير سحور ياحياة…”
عضت على شفتيها بحرج من تفقد الجميع لها
بسعادة من اهتمام سالم نحوها باستثناء ريهام
التي كانت تحترق امام هذا السؤال…
ردت حياة على سالم بخفوت ….
“اصل يعني مش بيكون ليا نفس و….”
“اول واخر مره تصومي من غير سحور وبلاش تبصي عليا انا متعود على كده وفي نهايه انا راجل.. لكن أنتِ ياهانم لو وقعتي بنهار من قلة اهتمامك باكلك هعمل اي انا ساعتها بقه فيكِ…. ”
كان يتحدث بحنق من إهمالها وعدم المراعاة
لنفسها مثلما تراعي الجميع وتهتم بهم….
ردت حياة بتبرير له وبحرج من الجميع…
“سالم الموضوع مش مستاهل كل ده… انا اقدر
اصوم من غير سحور….يعني انا مش صغيره.. ”
جز على اسنانه من عدم اكتراثها الواضح للأمر
والظاهر بين ثنايا كلماتها قال بحزم لينهي النقاش بينهم…
“كلمه واحده ياحياة مفيش صيام من غير سحور.. وكمان عشان اتاكد بنفسي كل يوم هقعد معاكم على سحور ولو حسيت بإهمالك يبقى بلاش تكملي الكام يوم اللي فضلين وصومي وقفة عرفات وخلاص…”
نظرت بحرج من تسلط عيون الجميع عليهم
ثم همست بخجل….
“لا… خلاص اكيد هصوم وهتسحر بعد كده.. ”
ابتسم رافت والجدة راضية بسعادة فالأول مره يشاهدون سالم يبث كل هذا الاهتمام لأحدهم.. نظرت راضية الى رافت أبنها قائلة بهمس
“سالم حب أخيراً يارافت….. ”
رد رافت بسعادة وحمد …
“الحمدلله ياامي ربنا يصلح ليهم الحال…. ”
كانت تسمع الحديث ريهام التي للحظة اوشكت على قتل حياة بشوكة التي بيدها ولكن حاولت الإمساك بصبر قليلاً…. على الأقل لحين تنفذ مخطط اليوم…
____________________________________
بعد مرور ساعتين كانت تجلس حياة امام التلفاز تشاهد فيلم قديم …ولا تتوقف عن البكاء بصمت
دلف سالم وهو يرى هذا المشهد تبكي وهي تصب اهتمامها امام التلفاز وتجفف وجنتيها بمنديل ورقي…. مسح وجهه بيداه بجزع من هذا
المشهد الجبار…
جلس بجانبها وهو ينظر اليها ويكاد يكبح ضحكته
بصعوبة عليها… سالها بتوجس…
“بتتفرجي على إيه ياحياة….. ”
انفجرت في البكاء قائلة بتأثر مضحك …..
“رشدي اباظه طلع متجوز على شاديه ومش بس كده مش راضي يطلقها…..تصور جشع الرجاله… ”
كبح ضحكته ومن ثم رد عليها ساخراً ….
“الموضوع مش مستاهل كل دا ياحياة دي شاديه معملتش نص اللي بتعمليه ده…… ”
ردت بتبرم وهي تجفف دموعها….
“ده اسمه تأثير ياسالم…حاجه كده بالفطره جوانا”
أغلق التلفاز من زر القفل ومن ثم استلقى على الاريكة التي تجلس عليها وتوسد برأسه فخذيها
فكانت تجلس جلسة القرفصاء….
هتف بخشونة …..
“كفايه هبل ياحياة وياريت تبطلي عياط
وااه….. دلكيلي راسي لحسان مصدع اوي…. ”
نظرت الى فعلته بحرج ثم بدأت تضع اصابعها على راسه لتدلكها ببطء له… همس لها سالم بتردد بعد برهة من الوقت ولا يزال مغمض العين…
“حياه انتِ بتحبي الدهب اكتر ولا الالماظ….. ”
“بتسال ليه….. “مزالت تدلك راسه وهي تنظر الى ملامحه الرجولية باشتياق.. وسيم سالم ومن ينكر
وسامته وشموخه وهيبته وطلته..وحتى نبرة صوته
بها لحن يصيب قلب اي انثى ويجعلها هائمة به … حتى حنانه واهتمامه له سحر آخر عليها….
يالهي الى اين سأذهب مع هذا الرجل بعد كل
هذا ؟….
رد عليها بالامبالاة
“مجرد سؤال جه في بالي…”
اجابته بهدوء….
“الدهب و الالماظ عادي يعني مش بيفرقه معايا.. انا ببص على الحاجة بجمال شكلها مش هي اتصنعت
من إيه مثلاق…….يعني انا في اكتر الاوقات بحب الاكسسوارات العادية عشان شكلها بيبقى احلى
من الدهب والالماظ كمان…. ”
أعجب بتلك البساطة في حديثها فاي امرأه تعشق
المجوهرات الباهظة بجميع اشكالها وبذات ثمينة الثمن وكبيرة الحجم…. رد عليها ومزال مغمض العين….
“حلوه القناعة دي…. بقت حاجه نادره اليومين
دول… ”
لم ترد عليه اكتفت بهمهمات بسيطة مؤكده فقط حديثه نعم هي فتاة بسيطة ترضا بالقليل
منذ ان حرمت من اهم حق يملكه اي طفل ، حين
اتت لتلك الدنيا تتمنى فقط لقب أب… لطالما تمنت ان تحظى بهذا اللقب ولكن الحياة كآن ردها قاسياً حين علمت ان الرد إنها لا تنتمي لعائلة ولا تملك أب او أم او اخوه… لِمَ تنظر الان الى الذهب والالماس وهي حرمت من نعمة ان تمتلك إسمٍ وعائلة تنتمي لها…. اصبح كل شيء من بعدها بل قيمة وكل
شيء فقد بداخلها مذاقه الحلو مع الوقت ….
الحرمان يولد بداخلك الاقتناع بابسط الأشياء…
نعم في حين تفقد أهم شيء في حياتك يبقى
معظم الأشياء لديك بل قيمةٍ معك ….
فاقت من ذكريات الماضي على يد سالم الذي شبك يده في يدها وقرب كف يدها من فمه ليقبِّلها
بحرارة و تأني طال في قبُلته لها ثم همس
بعد ان ترك يدها بهدوء حاني…..
“تسلم ايدك ياحياة تعبتك معايا… ”
شعور مدغدغ للأعصاب إنتباها وهي تتذكر لحظة
خلوتهم تحت الشجرة وعبثه معها.. حاولت الفرار
منه قبل ان يسمع خفقات قلبها العالي…
“انا اتأخرت على ماما راضية ولازم تاخد العلاج دلوقتي…. ” نهضت بحرج من جواره….
صعدت على السلالم بسرعة وارتباك….
ابتسمت ريهام التي كانت تختفي عن الأعين خلف ركناً ما وبدأت تشاهد العرض الجبار ، حياة تصعد بسرعة على السلالم لتصل الى أول درجات السلم من فوق وتكاد تتخطاها لكنها وجدت نفسها تنزلق بقوة للأسفل على ظهرها لتصرخ قبل ان تقع صرخه هزت اركان المنزل بل هزت قلب سالم الذي مزال يجلس في صالون البيت….
يتبع…
10🌹
تدحرجت بقوة من اعلى الدرج للأسفل في لحظةٍ
خاطفه بعد صرختها المجلجله في اركان المنزل….
ركض سالم سريعاً ولكنه وقف مكانه مثل لوحة الثلج حين وجد حياة طاحه امام الدرج في للأسفل ويسيل الدماء من راسها ببطء على الأرض الصلبه البيضاء لتصبح حمراء من كثرة الدماء……..
انتفض جسده بخوف ولأول مره يشعر
بالخوف من فقدانها… فمر امامه كاشريط أسود
يبعث في مخليتها أبشع الذكريات اذا فقدها
ركض وجلس بجانبها و وضع رأسها على ذراعه
قائلا بهلع لم يعرف من اين خلق داخله ….
“حياة ..ردي …….عليا ……حياة ….”
اغمض عيناه ولم يحتاج التفكير اكثر حملها على يداه للخارج وفي هذا الوقت اتى رافت والجده راضية قائلين….
“في إيه ياسالم ومالها حياة…. ”
اقتربت راضية بهلع وتجمع خدم البيت بذهول وخوف من مظهر حياة المفجع لهم ……
“إيه اللي حصل ياسالم فيها إيه حياة… ”
بلع ريقة بصعوبة وحاول إخراج صوته الذي أختفى وسط طيات خوفه عليها…..
“معرفش بس شكلها وقعت من على السلم….. انا رايح بيها المستشفى …..”
رافت بقلق ….
“المستشفى على متوصل ليها هيكون البنت اتصفى دمها استنى اما نجيب حاجه نوقف بيها النزيف
ده… ”
وضع سالم حياة بهدوء على مقعداً امامه وخلع الوشاح الذي كان يرتديه حول عنقه وربطه حول راسها ليوقف الدماء قليلاً هتف بقلق وهو يحملها بسرعة
“مش هقدر استنى اكتر من كده…. تعالي معايا يامريم وهاتي عباية وطرحه عشان تلبسيهم لحياة في العربيه ” اومات مريم سريعاً لتحضر ما طلبه منها وتركض سريعاً خلفهم نحو سيارته..
وضعها في سيارة من الخلف ومريم بجوارها… قاد سيارته بأقصى سرعة حتى لا يسوء الأمر
اكثر من ذلك معها ….
تطلع عليها عبر المرآة بقلق وشعور الفقدان الخوف
يراوده بضراوة….والهلع على ملاذ الحياة بنسبة له هل سيفقد حياةً أهلكت قلبه وارغمته على
السير خلف تيار جنونها فأصبحت تشكل له حياةً
لم يكن يعلم عنها شيء….. لن يتنازل عن وجودها بحياته فهو يشعر الآن بأهمية وجودها بجواره….
على الناحية الأخرى
كان يجلس رافت وراضية و(ورد) التي لا تتوقف عن البكاء أبداً من بعد ان رأت والدتها بهذا الشكل قبل
ان يحملها سالم ويذهب…….
اصبح المكان هادئ… خرجت من غرفتها من الأعلى وتناولت بين يداها قماشة نظيفة وبدات بمسح هذا السائل اللزج الذي وضعته على اول درج السلم هو سائل صابون يستخدم لغسيل الأواني …
كان مخطط شيطاني مضمون نجاحه….
أنتهت من مسح آثار السائل من على الدرج
في الخفئ وتاكدت من إزالة كل شيء …..
نزلت بعدها ببطء على الدرج تطصنع النوم
وهتفت بدهشه ولؤم…
“مالكم ياجماعه قعدين كده ليه حصل حاجه
ولا إيه مالكم؟….. ”
لم يرد رافت فكان منشغل بالاتصال على سالم
ردت الجده راضية عليها بدموع وقلق واضح
على وجهها المجعد…..
“أنتِ كنتِ فين ياريهام مش سامعه صوت حياة وصرختها وهي بتقع من على السلم….. “لم تقدر على اكمال الحديث فبدات تبكي بصمت خوفٍ فهي تخشى أضرار تلك الوقعة على زوجة حفيدها التي بمثابة الابنة لها …
حاولت ريهام ان تكون اكثر براعه في طصنع الدهشة المصاحبة للحزن والشفقة…
“معقول امته ده حصل معلشي ياحني اصلي كنت نايمه ومش حسى بنفسي ولا باي حاجة حواليه… طب هي عامله ايه ام ورد دلوقتي…. ان شاء الله تكون بخير… ”
ردت راضية بخوف…
“لسه مش عارفين ربنا معاهم….. ”
هتفت ورد الصغيرة ببكاء…
“انا عايزه ماما ياتيته انا عايزه اروح لماما…”
انفطر قلب الصغيرة مره آخره بالبكاء…
قالت راضية بحنان وهي تمسد على شعرها بحنو..
“ماما بخير ياورد أدعلها ياحبيبتي ترجع
بسلامة… ”
اكفهرّ وجه ريهام وهي تهتف بداخلها بغل..
“ربنا ياخدها ونرتاح من خلقتها…. يارب الوقعة
تجيب اجلها ونخلص منها بقه….. ”
___________________________________
ركض بها لداخل المشفى يصرخ بصوت جهوري بجميع من يجلس ببرود وهم يرونه يحمل زوجته على ذراعيه ويسيل الدماء ببطء من راسها…..
“انتم بتتفرجو على اي يابهايم ايه مستنين لم يتصفى دماها وتموت عشان تتحركو من
مكانكم ….. ”
نهض بعض الممرضين سريعاً واتى ممرض عليه ليحمل منه حياة لوضعها على السرير ال
متحرك….
زمجر سالم به برفض خشن …
“ابعد ايدك عنها شوف إنت عايز تحطها فين وانا هحطها لكن ايدك متلمسهاش….. ”
استغرب الرجل من طريقته ورفضه لمباشرة عمله اشار له سريعاً على السرير المتحرك ليضع سالم
حياة عليه بهدوء وحذر…
ثم تحرك الطاقم باسعافها لج سالم الى غرفة
الطوارئ…
وهتف به الطبيب الذي سيعالج زوجته بحزم..
“أنتَ ايه اللي دخلك هنا يااستاذ اتفضل اخرج
برا واحنا هنقوم بالازم…. ”
هتف سالم بإعتراض …
“اعمل الازم بتاعك…. وانا واقف هنا في المكان
اللي فيه مراتي….و قدام عنيه …. ”
هتف الطبيب بغضب واعتراض …
“مينفعش كده يااستاذ اخرج برا واحنا هنعمل اللي انت عايزه….. الموضوع مش مستاهل القلق ده
كله…. ”
“انا مش استاذ ان دكتور زيّ زيك وانا مش هخرج من هنا غير لم اطمن عليها وياريت تكشف عليها وكفايه رغي…… “هتف بعصبية واشتعال يتزايد داخله من ثرثرت هذا الرجل عديم الإحساس…
كادَ الأخر ان ينهال عليه بافظع الكلمات ولكن تماسك قليلاً وشعر ان عليه انقاذ هذه المريضه التي لا تزال تسيل منها الدماء…….
بدأ يتفحصها الطبيب بدقة…… ليبدأ في حل الوشاح الذي يغطي مكان الجرح وبدأ في تنظيفه ومعالجته ….
سأله سالم بقلق …
“مالها يادكتور الوقعه دي أثرت على حاجه
فيها…. ”
رد الطبيب بعملية وهو يخيط الجرح لحياة قائلا
الوقعه اتسببت في جرح عميق شويه في راسها محتاج خياطه وهو ده اللي خلاها تنزف ده كله
هخيط الجرح وبعدها نعملها إشاعه على جسمها كله عشان لو في اي كسور نجبسها …. ”
بعد مرور ساعة ونصف
فتحت عينيها لتجد نفسها في غرفة بيضاء اللون غير مألوفه لها… التفت حولها ومزالت تشعر بوجع في راسها وقدميها اليمنى….. التفتت ببطء لتجد سالم
يقف في نافذة المشفى ينفث سجارته بوجه شاحب وعينان مشتعلتين اشتعال قاسي ياكل الأخضر واليابس داخله….. همست بخفوت
“سالم……….”
نظر لها وقذف بسجارته من خارج النافذة لياتي عليها قائلا بلهفة وسط قتامة عينيه….
“حياة…… أنتِ بقيت كويسه دلوقتِ…. لسه حسى بتعب….. ”
نظرت له بألم وقالت بصوت مبحوح…
“راسي ورجلي اليمين وجعني اوي… ”
مسد على شعرها بحنان قائلاً بخفوت يبث الطمأنينة لقلبها…..
“معلشي ياحبيبتي هو بس عشان الجرح اللي في راسك مكان الوقعه كان جامد شوي فاتخيط..
ورجلك اليمين مربوطه برباط ضغط عشان فيها كدمات بسيطه معلشي ان شاء الله هتخفي وترجعي احسن من الأول…..” صمت لبرهة وتنهد بشكر..
“الحمدلله أنها جت على قد كده…… ”
طال نظرها له وتفقدت خوفه الظاهر عليها
بين ثنايا كلماته حتى هيئته وملامحه تغيرت
بغرابه، فكان باهت الوجه قليلاً وكانه فاقد روحه ومذاق الحياة…….
لماذا كل هذا التحول هل بسبب ما حدث لها…
هل يخشى ان يفقدها….أأتعني له الكثير؟…
شعرت بوجع رأسها من كثرة التفكير…
فلت من شفتيها تاوه بسيط…
“حياة مالك راسك لسه بتوجعك… “اقترب منها وانحنى عليها بتلقائية واهتمام….اغمضت عينيها
بعدما احتلت انفها رائحته الرجولية بدون سابق إنذار شعرت ان مشاعر الشوق ولدت داخلها لتكون له
هو فقط…..فتحت عينيها وهي ترمي هذا الشعور
قائلة بثبات…
“انا كويسه بس عايزه اروح البيت…. ”
“كمان ساعتين هنمشي نطمن على الإشعه اللي عملناها على المخ سليمه ولا لا عشان انا مش هرتاح غير لم اطمن عليكِ …..وبعدين قوليلي ازاي تطلعي على السلم بشكل ده…. اي مكنتيش شايفه …. ”
اغمضت حياة عينيها بتعب من زيادة ألمّ راسها وقدميها وقالت بخفوت …
“مش عارفه ياسالم لقيت نفسي بقف على اول درج السلم وبعدين في لحظه كده لقيت نفسي بتزحلق من عليها وبنزل مره واحده وبعدها صرخت ودنيا اسودت قدامي….. ”
مسد على شعرها بحنان وهو يزفر بضيق…
“الحمدلله آنها جت على قد كده نامي شوي ياحياة
وهروح انا أشوف الدكتور ده طلع الإشعه ولا
لسه….. ”
اغمضت عينيها بتعب… خرج هو من الغرفة بعد ان تنهيدة ارتياح… فاليوم بنسبه له اصعب الايام تعب وارهاق وليس التعب والإرهاق جسدي بل نفسي وهذا الصعب بذاته …….
رفع عينيه على مريم التي غفت على المقعد الجالسة عليه في ردهة المشفى…. قال سالم لها بصوت هامس…
“مريم…… مريم …….قومي قعدي مع حياه جوا
لحد مارجع…… ”
امأت له بالأيجاب ودلفت للغرفة التي تمكث بها حياة….
___________________________________
“بجد الحمدلله ياسالم وجايين امته كمان ساعة
توصلو بسلامه ياحبيبي… الحمدلله….. “اغلقت الخط راضية بوجه متهلل بسعادة ولسانها لا ينطق إلا
(بالشكر)
نظرت لها ريهام قائلة بفضول
“اي ياحني حياة بقت زينه…. ”
“الحمدلله ياريهام جت سليمه شوية كدمات في رجليها وجرح اللي في دماغها اتخيط كام غرزه كده
واهيه الحمدلله بقت أحسن من الأول انا كده ارتحت هقوم اصلي ركعتين شكر لربنا… ”
نظرت ريهام لها باقتضاب وهي ترحل من أمامها..
“هتصلي ركعتين شكر……طيب… الجايات اكتر
وانا مش هسيبك تتهني بيه يابنت الحرام وموتك
هيبقى على ايدي….. ”
صدح هاتفها تناولته بين يدها وفتحت الخط
قائلة بضيق…
“نعم ياقوال….. عايز إيه…. ”
رد وليد من الناحية الآخره …
“اي قوال دي يابت ماتحترمي نفسك…. في اي عندكم ياريهام حاسس بحاجه غريبه بتحصل في بيت سالم…. ”
حركت شفتيها في زواية واحده قائلة بلؤم..
“مافيش حاجه كل الحكايه ان حبيبة القلب وقعت من على السلم وسالم خدها وراح المستشفى يطمن عليها ولسه عارفين انها بقت بخير…. “ضحكة بتهكم وغل….
من الناحية الأخرة نظر وليد لبقعة معينه وهو
يسألها بشك..
“وقعت من على السلم كده لوحدها…. ”
“ااه تصور…. “عبثت في خصلات شعرها باصابعها وهي ترد عليه بمكر……
“ريهام أنتِ اللي مدبره الموضوع ده…. صح…. ”
قالت بدهشه لئيمه….
“انااااا اخص عليك ياوليد دا انا حتى قلبي رهيف ولم بشوف حد متعور تعويره بسيطه جسمي بيقشعر….”
مط وليد شفتيه بتقزاز …
“ريهام بلاش الحركات دي عليا دا انا اخوكي وفهمك اكتر من امك اللي خلفتك…. ”
تثابت بتصنع قائلة ببرود…
“ممم طيب تصبح على خير بقه عشان من كتر قلقي على حياة معرفتش انام كويس هكلمك لم اصحى…..سلام ياخويا…..”
اغلقت الخط وزفرت بضيق وغضب….
والحقد يتربع وسط طيات روحها لن تتنازل عن حقها في اخذ سالم لها للأبد عاجلاً ام اجلاً ستتخلص من (حياة )ولكن ستحاول ان توقف الحرب الخفية فترة زمنية حتى لا تثير الشبهات نحوها…
___________________________________
حملها على ذراعيه خارج المشفى.. كانت تتطلع عليه بهيام تكاد تموت من مايحدث لها بعد حمله لها..
“سالم…. نزلني…..” هتفت بحرج وهي تعض
على شفتيها..
نظر لها بطرف عيناه… ثم ابتسم بشفتيه من زاوية واحده حين لمح خجلها الجالي عليها..
قال وهو يقرب راسه اكثر منها قائلا ببحة خاصة اوصلت الرجفة داخل اعماقها..
“مالك ياحياة في حاجه وجعاكِ… ”
ضلت الطريق في عمق عينيه السوداء المشتعلة دوماً بشعاعٍ غريب صعب ان تفسره …… خفق قلبها بهيام من أنفاسه التي تغمر قسمات وجهها ببطء ..
همست له ببلاها “مش عارفه مالي…… ”
نظر لها بعدم فهم لكنه ابتسم امام عينيها بجاذبية أذأبت قلبها الهش أكثر وهو يسطرد حديثه بعبث..
“لا شكل الموضوع كبير نكمل كلمنا في بيتنا…. ”
وضعها في مقعد السيارة بجواره….. وصعدت مريم معهم في المقعد الخلفي……
نظر لها باهتمام قائلاً بخشونة…
“انا عارف انك لسه تعبانه وجرح دماغك لسه بيشد عليكِ فريحي شويه جسمك لحد مانوصل البيت….”
في اثناء حديثه كان يرجع المقعد الذي تجلس عليه للخلف كسرير …لتريح جسدها عليه اكتر ….
هتفت بإعتراض وحرج من أفعاله وبالاخص امام مريم التي تطلع عليهم بابتسامة وحرج من
وجودها بينهم ….
“سالم انا مش عايزه انام… انا كويسه مش لازمـ ”
“حياة اسمعي الكلام لو مره واحده من غير ما
تردي عليه……. “تحدث بنفاذ صبر وهو يقود السيارة بإرهاق جالي على وجهه… فساعة اصبحت السابعة صباحاً وهو لم يتذوق طعم النوم من البارحة ليلاً ….تنهدت وهي تغمض عينيها بدون كلمه اخرى عقلها يدور بل توقف وقلبها يفيض بمشاعر اشتياق غريبة لهذا الرجل الذي استحوذ على عقلها وقلبها لا يخفق بقوة وشوق إلا بوجوده ……فاقت من شرودها وهي مغمضت العين على صوت سالم في الهاتف وهو يهاتف الجدة( راضية)….
“ايوا ياحنيي ااه جايين… عايزك توصي حد من الخدم يعمل أكل لحياه ويكون جاهز على ما
جي ”
صمت لبرهة وهو يطلع على حياة المستلقية بجانبه
على المقعد ومغمضت العين…زفر بتعب
“لازم تتغذى كويس عشان الدم الى نزل منها
….تمام في حفظ الله….. ”
قفل الخط بهدوء….. صدح الهاتف مره آخرى بين يديه فتح الخط قائلاً بصوت اخشن قليلاً
“ايوا ياعماد….. اجتماع إيه وزفت إيه بس بقولك إيه بلاش توجع دماغي يستنو ياعماد خليه عالاسبوع الجاي…… واي يعني ياعماد… كل حاجه تستنى انا مش هكلم حد……. اعتذر بنيابه عني… ”
قفل الخط بضجر …..ثم تطلع عليها مره اخره ليرى هذا الشاش الطبي الأبيض الذي يحاوط جبهتها اغمض عيناه بقوة وفتحهم مرة اخرى بضيق وشك يستحوذ على تفكيره…..
“يترى فعلاً وقعتي غصب عنك ولا حد كان قصد يعمل فيكِ كده…….. “صمت لبرهة وشك يزيد داخله اكثر فصورت ريهام لا تختفي من ذهنه بعد تلك الحادثة…… نفض الافكار من راسه قائلاً بنفي…
“مستحيل ريهام….طب هتعمل كده ليه… لا اكيد
أكيد مش هي…… ”
______________________________________
وضعها على الفراش ببطء…. ابتسمت راضية قائلة بحمد…
“حمدل على سلامتك يابتي.. يارب اللي كرهينك”
ابتسمت لها حياة بحرج وعيناها تختلس النظر الى سالم الذي يقف خلف الجده راضية وعيناه لا تفارقها ….. عادت بعينيها الى راضية قائلة بخفوت
“الله يسلمك ياماما….. ”
“ماما…..ماما….. “هتفت ورد وهي تركض الى الغرفة وترمي نفسها بقوة وعفوية داخل احضان حياة انتفض على أثرها سالم في وقفته قليلاً…
“براحه ياورد …..ماما لسه تعبانه….. ”
نظرت له راضية بابتسامة حانية…. بدأ قلب حياة بالانتفاض من اثار جملته…..
“حــ حاضر يابابا انا اسفه ياماما …. “ردت الصغيرة وهي تمرر يدها على وجه امها بحنان احتضنتها حياة بقوة مُستنشقه منها الراحه في احضانها …..
ابتسم سالم وهتف بحنان …
“ولا يهمك ياروح بابا…. فداكِ حياة كلها “قال اخر جمله مشاكساً بُنيتان أهلكان قلب
ه من الخوف
عليهم اليوم ….
ابتسمت هي بخجل ولم تعقب.. بلا ظلت في
احضان ابنتها بصمت…….
قالت الجدة راضية لسالم …
“روح أنت ياسالم ارتاح في اوضه تانيه شكلك تعبان….و انا هقضي اليوم مع حياة عشان متبقش لوحدها يمكن تحتاج حآجه… ”
“ومين قال انها هتبقى لوحدها انا معها وهعملها إللي هي عيزاه….. وبعدين انا كويس مش تعبان ولا في حاجه…. ”
قالت راضيه…
“يابني بطل مقوحه انت شكل جسمك تعبك من
قلة النوم من امبارح …… ”
“انا كويس ياحني روحي أنتِ بس وارتاحي ومتقلقيش على حياة….. ”
هتفت هذه المرة حياة باعتراض قائلة …
“سالم روح ارتاح انا كويسه متقلقش عليا انتَ وماما راضية انا هعمل كل حاجه بنفسي و…”
لم يسمح لها بالمزيد من متابعة حديثها الابله
قال بضيق واصرار
“يعني اي هتعملي كل حاجه بنفسك أنتِ مش شايفه شكلك ياهانم ولا عايزه توقعي تاني وانا مش موجود جمبك عشان الحقك…. ”
هتفت باعتراض
“يا سالم انا ….. ”
“بلا سالم بلا زفت هي كلمة واحده انا اللي هقعد معاكِ الايام الجايا لحد مأحس انك بقيتِ
كويسه ”
تسائلة راضية باستغراب من افعال حفيدها
“طب ومصنعك وشغلك يابني….. ”
رد عليها بتلقائية..
“كل يتاجل اليومين دول…. وبعدين كلها كام يوم وهدي العمال اجازة العيد…… ”
اومأت له راضية بابتسامة تشع بسعادة من بداية
تغير حفيدها مع زوجته للأفضل وايقنت ان بريق عيناه الذي يزيد اشتعال ليس إلا لمعة حب متقدُ !!………
نظرت حياة الى ورد في احضانها وجدتها قد غفت ابتسمت وهي تضمها أكثر إليها بحنان …
نظرت راضية نحو حياة قائلة …
“الحمدلله انها نامت بليل معرفتش تنام غير ساعتين من قلقها عليكِ …… طلعه حنينه اوي زي
سالم وحســـ ….”اختفت الكلمة بعد ان ادركت ماتتفوه به… صمتت وغيرت مجرى الحديث بعد ان لمحة شرود حياة الحزين وغضب سالم الواضح وهو ينظر الى شرود زوجته في أخيه المتوفي…..
“هاتي ياحياة ورد احطها في اوضتها عشان تعرفي ترتاحي.. “اخذت الصغيرة وخرجت واغلقت الباب خلفها..
نفض سالم غيرته وغضبه جانباً … فا لا داعي لكل هذهِ الأشياء الان يجب الاطمئنان ع
ليها وترك الماضي وذكرياته خلف ظهره الان……
تنهدت حياة وبدات بفك حجابها باختناق من حرارة الجو.. اقترب سالم منها وجلس مقابل لها
مسك يدها التي تحل الحجاب…. ببطء ثم قبل
ان تسأله عن مايفعله وجدته يقول بحنان…
“متعمليش حاجه ياحياه عشان متتعبيش..
على الأقل النهارده……. ”
بدأ بفك حجابها من حول راسها انساب شعرها
ببطء على ظهرها… نظر لها بتريث ثم حول انظاره سريعاً على صدرها الذي يصعد ويهبط من فرط توترها…..
بدأ بفك أزرار العباءة التي ترتديها من الإمام…..
همست باعتراض
“سالم أنت بتعمل إيه ….”
“لازم تقلعي هدومك وتاخدي دش عشان تفوقي وبعدها تاكلي وتاخدي العلاج وتنامي ومحدش هيعملك كل ده غيري….. ”
“إنتَ؟……”
رد بنزق
“تصوري مافيش غيري هيعمل كده….”
“سالم انا مش بهزر بطل قلة ادب وبلاش تستغل الفرص….. “هتفت بحرج وتوتر من قربه المبعثر
لمشاعر الأنثى داخلها ….ولكن جملتها تعني الغباء لا محال !..
زفر بضيق من حديثها السمج ثم رد بفظاظة…
“انا مش بستغل الفرص ياحضريه.. لو عايز اعمل حاجه هعملها محدش هيقدر يمنعني.. و انتِ عارفه كده كويس…… ”
“تاني حضريه انت إيه مش بتفهم عربي مش بحب الكلمه المستفزه ديه …..”
رد عليها بسماجه ..
“طول مالسانك اللي عايز قطعه ده بيطول عليا
مش هبطل أقولها…… ”
رفعت حاجبها بغيظ ولم ترد عليه
بدأ بفتح أزرار عبائتها ببرود
“انت برضه مصمم تعمل قلة ادب….. ”
زفر بقلة صبر وهو يقول بملل…
“يابنتي اتلمي أنتِ بعد كل اللي حصلك ده
فيكِ حيل تنهدي معايا…… وبعدين متقلقيش انا مفييش حيل اعمل اي قلة ادب من اي نوع ارتحتي…… ”
مطت شفتيها بشك..
“يكون احسن برضه….. ”
ابتسم باستياء من تصرفها…
“طب أسكتِ شويه ربنا يهديكِ ..خليني اقلعك العباية… ”
كان الخجل ياكلها ببطء حين وضعت نفسها
داخل الماء البارد بملابسها الداخليه التي أصرت الا تنزعها امامه وستاخذ حمامها البارد وهي ترتديها
لم يعترض يكفي هذا… فقد تحملت بصعوبة ان ينزع ملابسها بنفسه وان يحملها الى الحمام وهو معها بهذا الشكل…
تركها في المغطس بعد ان استلقت بجسدها داخله اغمضت عينيها بارهاق ووجع راسها يزيد بضراوة عليها……. وجدت يداه الدافئة تتجول
على ذراعها العاري ببطء… فتحت عينيها بتوتر وهتفت بخفوت وخجل
“سالم…..ا ”
كانت انفاسه قريبة جداً من عنقها المبلل
همس سالم لها بحنان غير مدرك ما يفعله بها….
“حياة كفايه كده ويلا عشان تاخدي حبوب المسكن زمان الجرح بدأ يشد عليكِ ”
بالتأكيد ستفقد المتبقي من ثباتها أمام هذا الإهتمام والحنان منه…..
وضعها على الفراش بعد ان ارتدت ملابسها او بالأصح هو من فعل !!….
طرق بسيط على الباب جعله يستدير لفتحه ليجد مريم تمسك بين يداها صنية الطعام….اخذها منها وابتسم لها بشكر ثم اغلق الباب بعد مغادرتها…….
رفع عينيه على حياة قائلاً بأمر خشن …
“الأكل جه ولازم يتاكل كله لازم تعوضي الدم اللي نزل منك…… ”
وضع صنية الطعام امامها ….نظرت حياة له
قائلة بتعب
“مليش نفس ياسالم انا محتاجه انام هاخد العلاج بس ونام ….. ”
“أسكتِ ياشاطره وكلي وأنتِ ساكته…… وبطلي
دلع… ”
ردت عليه بزمجرة …
“ده مش دلع على فكره انا مليش نفس بجد… ”
قرب المعلقة امام فمها قال بفتور …
“انا هفتح نفسك… متقلقيش اغلبيت الاكل هخلصلك على نصه ونص التاني عليكي انتي
طبعاً ……”
فتحت شفتيها بحرج فوضع الطعام في فمها
بصمت…. لم تكن اول مره يطعمها ولكن بطبع
هذه المرة تختلف عن السابقة فهي زوجته الآن
فكان التمتع بنظر الى ملامحها وتذمرها الخفي
على اصراره عليها كأن شيءً آخر…
بعد مدة كانت تستلقي على الفراش وهو بجوارها
ينظر كلاً منهم الى سقف الغرفة بشرود
وظلام القاتم يحتل المكان…. تنهدت حياة بصوت مسموع ظنًا منها ان سالم قد غفى….
لكنها سمعت صوته يسألها بخفوت…
“انتِ كويسه ياحياة في حاجه وجعاكي… ”
لاحت شفتيها بابتسامة ناعمة لترد عليه بهدوء…
“لا…. انا كويسه الحمد لله… لم اخدت العلاج
ارتحت شويه…… ”
“ان شاء الله الصبح هتبقي احسن وكلها يومين ولكدمه البسيط اللي في رجلك تخف.. الجرح بس اللي هياخد وقت على مايلم…. ”
“الحمدلله…… “ثم صمتت لبرهة قبل ان
تهتف بامتنان…
“شكراً ياسالم….. ”
كان يضع راسه على ذراعيه التفت
نحوها في ظلام وهو يسألها بستفهام …
“شكراً؟…. شكراً على إيه بظبط….. ”
“على تعبك معايا وعلى كل حاجه عملتها عشاني
لحد دلوقت …..”
تنهد بجزع من طريقتها الرسمية معه ….
“انا مش بعمل حاجه تستاهل الشكر عليها.. انا عملت كل ده عشان انا جوزك وانتي مراتي ولا نسيتِ…. ”
تنهدت بحزن وهي تجيب عليه…
“دي الحاجه الواحيده اللي محدش يقدر
ينساها…… ”
ابتسم بضيق واغلق عيناه بتعب فاليوم كان
صعب عليه نفسياً وجسدياً …….. يتبع
تكملة الرواية من هنااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا