القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون الأخير بقلم دهب عطية

 رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون الأخير  بقلم دهب عطية 




رواية ملاذى وقسوتي الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون الأخير  بقلم دهب عطية 


26🌹

سائلة حياة سالم برعب وهي ترى هذا المشهد

بذهول……

“سالم في إيه ومين ده……”

نظر لها لبرهة بدون تعبير يُذكر ومن ثم وضع يده على مقبض باب السيارة وفتحه قائلاً بصوتٍ رخيم…

“خليكِ مكانك….. اوعي تطلعي من هنا…. “تحدث بأمر ينهي جدالها الجالي على وجهها الذي بهت لونه

بعد رأيت وجه هذا الرجل البغيض وسلاحه

المشهور أمامهم…..

“سالم لازم نتصل بالبوليس.. و… ”

قاطعها وهو يرمي لها هاتفه قائلاً ببرود جعلها تتجمد كلياً….


“خدي التلفون اهوه…. ممكن يفتح ببصمة صبعك او باسمك…….. تقدري تطلبي البوليس زي مانتِ عايزه…..بس انا مش هقعد جمبك مستني.. ”

خرج وتركها تنظر الى فراغه بصدمة..

حقاً هيمنة سالم شاهين تتحدث عن نفسها دوماً !!..

بدأت تفتح الهاتف قد غفلت عن بصمة اصابعها

كم قال لها !… بل فتحته باسمها كان سهلاً ان تعرف انه لم يضع غير كلمة بسيطة تُذكره دوماً

بها(حياة) كتبت ذلك وفتح الهاتف سريعاً لتبدأ

الإتصال بأقرب اسم تعرفه والد سالم

(رافت شاهين !) وللحذر كانت تتصل بالخفاء

بدون ان يلاحظ ذاك آلوجه البغيض أنها تجري

أتصال بأحد……


قبل تلك الدقائق…..

خرج من سيارته بكل برود و وقف أمام غريب و يده في جيب بنطاله ينظر له بفتور مريب ثم

إلتوت شفتيه بنفور وهو يقول بخشونة….

“كآن ممكن تكون مقابلتك ليا في وقت تاني او

في مكان غير ده.. مش ملاحظ إني معايا حريم…. ”

صوب غريب سلاحه في وجه سالم قائلاً بصوت

مقزز لا ينم الا على الشر وقواتم حقده..

“اسمعني منيح ياولد شاهين وبلاش لت الحريم ده … انا جاي اخد طاري منيك وسبب انت خبرُه

زين……”

أبتسم سالم ساخراً وهو يخفي انفعاله بسهولة من على قسمات وجهه….

“اول هام….. شين في حقي إنك تحكي عني


هوكي…. سالم شاهين راجل من ضهر راجل… ولي

درته وياك لو اتعاد الزمان تاني ورجع هعمل نفس اللى عملته ومش هزيد فيه ولا هنقص….. تاني حاجه اللي جاي ياخد حقه مش بيتكلم كتير أفعاله هي اللي بترد على غضبه….. ”

ثانى سالم كم قميصه وهو ينظر له بشر….

“وأنا أفعالي هي اللي هترد عليك ياولد العم.. ”

رفع قدميه في لحظه خاطفة الأبصار ليجد غريب


السلاح قد وقع أرضاً ….لم يكتفي سالم بهذا القدر

بل سدد له بعض الضربات في وجهه وبطنه وجانبيه أيضاً….. تدارك غريب لحظة الدهشة المستحوذة عليه ليسدد لسالم أيضاً بعض الكمات أوقات سالم كان يتفادى الضربات بهمارة وأوقات كآن يفلح غريب في تسديد بعد الكمات له إذا كان في جسده او وجهه …..

ولأن غريب في نفس بنية سالم والجسد أيضاً الا

إن للحق كان سالم اكثر مهارة في تسديد الضربات

له لفرق السن بينهم……

حلبة مصارعة !!…


هي ترى ذلك بوضوح…. وقلبها ينزف حسرة على متهور قلبها الذي لا يبالي بها قط !! ….يعشق

كونه سالم شاهين ، يعشق من يكون ويفتخر

و للعجب يطبق كونه من نصل البدو يطبق كل طباعهم بالحرف !!و للعجب تعشق شخصيته مهما وجدت بها من عواق تعشقه ومسالمة بضراوة لهذا العشق بكل ما أوتيت من إراده !…….

بعد شجار حاد بين رجالاً ضخمان البنية اوقع أحدهم الآخر…… طاح غريب على الأرض بجسد

كصخر صعب ان يتحرك الى أي مكان….

كانت تضع يدها على قلبها في كل دقيقة تمر جالسة مكانها تلتزم بأوامره كالحمقاء ولكن ماذا عليها ان تفعل وسط آلوجه البغيض الغريب عنها….

ووسط قاسي القلب مجرد من المشاعر تاركها تموت أمامه لاستعراض مواهب القتال أمام عينيها….

زفرت بغضب وهي تموت حقاً في كل لحظة ترآه

يسدد الضربات لهذا آلرجل ويرد الآخر له بعضاً منها وظل القتال العنيف يتبادل تحت انظارها حتى

يرفع احداً منهما الريا البيضاء تارك الحلبة والقتال


بأكمله….

وهي على يقين ان سالم لن يفعل ذلك !!

مهم أستمر القتال لن يسلم أبدا….

زفرت بقهر وهي ترى القتال مستمر لتمر الدقائق القليلة وترى غريب جثة هامدة على الأرض

الساخنة…

شهقت بفزع لتهتف كالمجنونه

“قتله….. قتله…. ”

وضعت يدها على فمها تلقائياً ..

وبعد دقيقتين….

دلف الى سيارته بهدوء ومسك بعد المناديل الورقية من سيارته ..ثم بدأ بمسح وجهه بهدوء تحت انظارها المندهشة…..

“طب بدل الصدمه دي كلها…قومي بوجبك كزوجه وحاولي تطمني عليا ولوو حتى

بالكدب…. ”

اشتعلت بُنيتيها بالغضب وخرجت من قوقعة

الصدمة وهي تهدر به بحدة….

“انت بتهزر ياسالم…. الراجل مات على ايدك وانت

داخل تقعد وتكلم معايا بكل برود ولا كانك عملت

حاجه… ”

مسح وجهه من الدماء آثار الجروح الذي فعلها ذاك

البغيض وهذ الورم الذي عند فكه…. تمتم بغضب

“ابن الـ***….بوظ وشي…. “عض على شفتيه

يمنع انحدار أفظع الكلمات من الخروج أمام من تطلع عليه بصدمة من أفعاله تلك…..

“عينك هتوجعك على فكره… ”

عضت على لسانها بغيظ من طريقته الفظه معها

ثم قالت بهدوء عكس عواصف غيظها منه …

“هو….. هو مات….. ”

شعر ببعض التردد في حديثها ولكن جاوبها بفتور

“بصراحه كان نفسي …….بس هو لسه عايش….


كده اطمنتي ….”

بدأت التنفس براحة أكثر بعد مبادرته الذهبية

في ارتياح قلبها……

“حياة…. عايزه اقولك حاجه ومتزعليش مني

اوعي تقولي عليا حلو تاني …..لحسان مش هحس بعد غزلك ده بأي تفائل ….. ”

حرك أصبعه في الهواء حول وجهه المصاب بالجروح والاوارم البسيطة… حتى يثبت لها صحة غزلها به قد وصل به الى كارثه في وجهه !!….

يمزح!! ….

بعد كل هذا يمزح يالي من محظوظة بزوج مثل

سالم شاهين وهيمنة شخصيته المختلفة

مختلفة عن الجميع !……

كادت ان ترد عليه ولكن قطع حديثها صوت سرينة

سيارة الشرطة…..

نظر لها سالم بثبات وهو يقول بأمر ينهى حرف واحداً منها…

“بلاش تخرجي من مكانك…. ”


فغرت شفتيها وهي ترى اختفائه عن مرمى عينيها

زفرت وهي تتابع عبر أطار السيارة الزجاجي أسئلة رجال الشرطة و رافت شاهين والد زوجها يقف معهم بخوف بجوار سالم مباشرةٍ … ام سالم فكان يتحدث بهدوء وراحة وكأنه يحكي عن معدل الطقس اليوم !!…..

“ربنا يصبرني…. “قالتها وهي تزفر بضيق من تصرفاته..

الانفصام في حياتهم ليس المشكلة الحقيقية

بل بالحقيقة جوانب شخصية سالم يجعلها تقف

كالبلاها تشاهد بصمت مندهش وكانها اول مرة

تراه….. كما حدث منذ دقائق قليلة !…..

ارتياب معك اشعر ، ومن القادم أخشى ! …

…………………………………………………..


نظر لها سالم متسائلاً بحنق…

“ممكن افهم انتِ مضايقه ليه دلوقتي… ”

نظرت له بغضب ولم ترد عليه بل دخلت الى المرحاض واتت بعلبة الاسعافات….وجلست

بجانبه على حافة الفراش…. وبدأت تعالج جروح وجهه…

“آآآه…… براحه ياوحش أيدك تقيله… ”

لم ترد عليه اكتفت بصمت وعلى وجهها قناع الجمود….

“مش واكل عليكِ على فكره السكوت ده… اتكلمي

وقولي اللي عندك….. ”

لم ترد عليه واصرت على السكوت وهي تعالج

جروحه…..

تشنجت عضلات جسده وحاول السيطرة على

غضبه وهو يقول بخشونة قاسية…

“دي اخر مره هقولك اتكلمي المره الجايه مش هتكلم بالساني….. ”

نظرت له بضيق وبصيحة حادة قالت….

“يعني إيه مش فأهمه هتضربني مثلاً….. ”

“حاجه زي كده “مسك هاتفه وعبث به ليكبح عصبيته عليها بعد إرتفاع صوتها الغاضب عليه

اشتعلت عينيها بضيق من رده البارد لتتحدث بغضب

“تعرف مش صعب عليك تعمل كده مانت بتستعرض

عضلاتك على اي حد…. “تركته بعد ان إنتهت من

مداوية جروح وجهه….

نهض بسرعة ومسك معصمها لتواجه عيناه الغاضبة من مالفظته الآن على مسامعه….

“يعني إيه بستعرض عضلاتي…. انتِ هبله ولا بتستهبلي الراجل كان ناوي يموتني ياعميه لولا اني استعرضت عضلاتي عليه كان زمانك بتقراي عليا الفاتحه….”

“انا عميه …..وهبله……. تصدق انك قليل الأدب

فعلاً …..”


أقترب منها بغضب وعيناه تشتعل غضباً من تخلف

عقلها وحماقتها المتزايده بكثرة من بداية حملها!!…

“أنا قليل الادب… ”

تراجعت بتوتر وهي تعيد ما قالته..

“ايوه قليل الأدب……. لان انا مش عميه ومش

هبله …..”

قاطعها ببرود وهو يقترب منها اكثر…

“وضيفي على ده كله ان غباءك صعب يتعالج… ”

إصطدم ظهرها في الحائط خلفها من فرط توترها ورجوعها للخلف بدون انتباه منها….

حاولت الإمساك بشجاعة الزائفة وهي تقول…

“سالم لو سمحت كل الا الاهانه…. ”

أقترب منها اكثر وهو يضع كلتا يديه على الحائط محاصر إياها بحدة وهو يرد عليها ببرود…

“المفروض تقولي لنفسك الكلام ده مين بدأ بإهانة

مين…. أولاً انا مش بستعرض عضلاتي على حد أنا

بدافع عن نفسي وعنك قبل اي حآجه…. كان ممكن اوي الرصاص الطايش ده يصيبك… تاني حاجه

حاولي توصلي خوفك عليا بطريقه احسن من

كده…..”

عضت على شفتيها بضيق وهي ترد عليه بحرج

“انا مش قصدي المعنى اللي وصلك كل اللي كنت عايزه اوصله ليك أن كان ممكن اوي تاخد منه

السلاح وتربطه لحد مالبوليس يوصل و ساعتها

هو يتصرف معاه…. ”

هدر بانفعالٍ …..

“وحقي انا فين…. حق وقوفي انا وانتِ في نص الطريق مرفوع في وشنا السلاح… دا غير الرصاص

الطايش اللي كان ممكن يصيب حد فين… ”


قاطعته حياة بهدوء…

“بس احنا بخير…. ”

“دا عشان انا بستعرض عضلاتي… ”

تعلقت عيناهم ببعضها وكلاً منهم يعاتب الآخر بكلمة شائكة…..

“انا آسفه…. ”

هتفت بها لتنهي عتاب عيناه لا تريد مشكلة آخرى

بينهم هي لا تريد الفج يفترس مرة اخرة قلوبهم

يكفي مسافات بينهم ….

أبعد وجهه الناحية الاخرة وابتسم بسخرية قائلاً

بثبات….

“اكيد مش هعملها زاعله وافور فيها…. بس اوزني

الكلام اللي بطلعيه….. عشان مزعلش المره

الجايه…. ”

يالله كم كان يامرها ويحذرها ويعاتبها بنظرت

عيناه القاتمة…وحديثه السوي….

ردت عليه بحرج…

“على فكره انا قولت آسفه…. انا مكنش قصدي حاجه انا بس…”

نظر لها وهو يوليها ظهره مُستلقي على الفراش

بهدوء….

“الموضوع انتهى ومش عايز اتكلم فيه…. ”

سألته بخفوت حرج…

“يعني أنت مش زعلان…. ”

“لا…….طفي النور قبل ماتخرجي”


هل يود النوم حقاً مزال الوقت مبكراً !! …

عضت على شفتيها وهي تستسلم للخروج من الغرفة … وداخلها توبخ نفسها من تهور لسانها عليه …

فاللحق هو معه كل الحق !! ….

…………………………………………………..

صباح جديد……

خرج من المرحاض عاري الصدر يلف حول خصره

منشفه قطنية……. ويطوق حول عنقه منشفة أخره

مجفف بها وجهه وشعره……

اتجه الى خزانة ملابسه لاخراج ثياب خروج للعمل…

سريعاً رفع حاجبه بعد ان وجدها فارغة ..فغر شفتيه

وهو ينظر الى الجالسة على الفراش تاكل

بعض حبات الفراولة بتلذذ وتتابع شيءٍ هام

جداً عبر هاتفها…

او هذا ماجعله يظن أنه هام !…


“حياة فين هدومي… ”

كركرة ضاحكة بقوة وهي تطلع على هاتفها…

“مش معقول فظيع……. فظيع…. ”

اشتعل سالم غضباً وهو يحدق بها وتقدم منها

قليلاً… وهو يتحدث من تحت أسنانه بضيق…

“حياة…..هدومي فين…. ”

نظرت له بهدوء…. ثم كتمة قطعة من حبة الفراولة

التي بيدها…وهي ترد عليه بفتور

“هدومك….. في الغسيل…. ”

مسح على وجهه بضيق وملامحه احتدت

غيظاً منها….

“كل هدومي بتتغسل ليه خير…….”

ردت حياة بطريقة مستفزة…

“ريحتهم مش حلوه…. ”

عض على شفتيه بقهر وهو يتحدث بهدوء حاول

التحلي به أمام استفزازها معه …

“ريحتم مش حلوه….. طب انا عاوز اروح الشغل دلوقتي أروح بي إيه …..”

نظرت له بطرف عينيها قائلة بنبرة ذات معنى..

“خد أجازه انت مش بتاخد أجازه خالص ولا حتى

بتقعد معايا لا انا ولا و ورد…. ”

ضيق عينيه ونظر لها بشك وهو يقول..

“هو آلموضوع مترتب ولا إيه…. ”

مطت شفتيها وهي تطلع على هاتفها بتبرم ولم ترد

عليه…


انحدرت عينا سالم على جسدها ليرفع حاجبيه سريعاً وهو يشيط غضباً اكثر…..

“اي اللي انتِ لبساه ده…. ”

نظرت الى ماترتديه ومن ثم تطلعت عليه قائلة

ببراءة …

“هيكون اي يعني القميص بتاعك عجبني لونه

فقولت ألبسه شويه …. ”

عض على شفتيه بغيظ…

“واشمعنا ده مش مرمي في الغسيل جمب

أخواته.. ”

“عشان نضيف…. ”

أقترب منها بحدة وملامح متهكمة يريد قطع لسانها هذا على الصباح الباكر حتى تتوقف عن استفزازه ….

قفزة واقفه من على السرير سريعاً ليظهر ساقيها العريين باغراء انثوي ناعم…..

“سالم إياك تفكر تمد ايدك….إياك أنا بحذرك…”

تطلع على ساقيها بغيظ أكبر وهو يقول بقهر…

“بتحذريني ازاي بشكلك ده….وازاي تنسي تلبسي

اهم حاجه إيه بتحبي الموضه لدرجادي.. ”

انزلت عينيها على ساقيها العريين ويكاد القميص

الرجولي يصل لمنتصف فخذيها فقط ويبرز الآخر باغراء ! …

عضت على شفتيها بحرج وهي تقول بتبرير..

“كنت ناويه ألبس بنطلونك على فكره بس طلع

كبير…. كنت ناويه اقصه…. بس قولت خساره


شكله جديد …..”رمشت بعينيها بطريقة مضحكة…. حتى يصفح عنها هذهِ المرة….

ولكن تزايد غضبه أضعاف وهو يتحدث بامر ناهي

“طب انا هصبر عليكِي خمس دقايق بعد الخمس دقايق لو ملاقتش هدوم على السرير اتزفت اروح بيها الشغل هتزعلي ياحياة وهتزعلي

جامد كمان … ”

التوت شفتيها بتهكم ويبدو أنها مصرة على مافعلته

نزلت من على الفراش وعقدة بيديها عنقه برقة

وهي تتحدث بدلال مستفز….

“واضح انك مسمعتنيش كويس ياسولي… هدومك الخروج كلها في آلغسيل…. ”

تظاهر سالم بصدمة قائلاً..

“بجد…. ”

اومات له وهي ترمش بعينيها باستفزاز ….

اوقعها على السرير خلفها وهو فوقها وهمس من تحت أسنانه بغيظ….

“تعرفي ان استفزازك ده هيوصلك معايا لطريق

مش هتحبيه أبداً…..”

“اي حاجه معاك بحبها….”

تكلم من تحت اسنانه بقلة صبر…

“حياه…..انتي عارفه اني مضايق منك من إمبارح فبلاش تضايقني اكتر…. ”

نظرت له بحنق وهي تقول..

“كنت واثقه انك نايم زعلان…. وانك كنت بتضحك عليا لم قولت انك عايز تنام…..ونمت زعلان

بسببي… ”

“مش بسببك بسبب لسانك وكلامك الدبش ده..

آلمهم مش هنتكلم كتير في الموضوع ده… روحي

هاتي الهدوم عشان متأخر… ”

ردت عليه بعناد وضيق من كذبته عليها أمس…

“مافيش هدوم ومافيش شغل وده عقابك عشان

تبطل تكدب عليا…. ”

نظر لها ببريق الغضب وهو يرد عليها ببرود

“أخاف أنا كده صح…. روحي هاتي الهدوم

ياحياه وستهدي بالله….. وكفايه جنان على

الصبح…. ”

ردت بسرعة…

“لا….”

“بقه كده …..طيب…. ”

مالى على عنقها بأسنانه ليدغدغ عنقها بطريقة


لذيذة مؤلمة قليلاً…. كركرة ضاحكة من وسط

حديثها….

“سالم…. بس.. آآآآه….خلاص حرام عليك كفايه

عض …..”

نظر لها بمكر وقال بلؤم…

“على فكره كل دا طبطبه…. بطلي بقه جنان وروحي هاتي الهدوم…. ”

ابتسمت أمام عيناه برقة تحاول إقناعه برغبتها

بمكوثه معها اليوم…. فقد فعلت كل هذا اشتياقاً

له ليس إلا……

“هجبلك الهدوم وهرصها بنفسي في دولابك..بس

اوعدني انك هتقضي اليوم معايا انا و ورد… ”

نظر لها وقال سريعاً…

“صعب ياحياة… انا… ”

طوقت عنقه بيداها قائلة بدلال وحب…

“عشان خاطري ياسالم… انهارده بس… بجد وحشتني أوي…… ونفسي اقضي اليوم كله معاك”

نظر الى عينيها المترجية إياه بالموافقة على رغبتها

انحدرت عيناه على شفتيه الحمراء…. بلع مابحلقه

بعيون جائعة ولن ينكر انه أيضاً يشتاق لها وبشدة او يمكن يكون اشتياقه نيران داخل جسده يحاول جعلها باردة أمامها !! …..

تنهد بهدوء وهو يتحدث بمكر…

“موافق بس هتكملي الموضه…. ”

نظرت له بعدم فهم….

نظر هو الى القميص الذي يخفي باقي جسدها عن عيناه…. وغمز لها بشقاوة لتفهم على الفور ما يريد ….

“يعني….. ممكن افكر….. “ابتسمت له بعبث…

مالى عليها وهو يقول بوقاحة…

“عقبال ماتفكري احاول أقنعك بطرقتي… ”

وقبل ان تستطيع النطق كان وجهه قد هبط إليها

لينهال من ثغرها…. رحيق الحياة الخاص به !….

كانت ضائعة بين يديه فقط تاركة المشاعر المسكرة تترنح بقلبها تاركه قلبها وجسدها لعالمهم المناسب

عالمهم بين لمساته الحانية وهامسته الشغوفة لها….

كانت مشاعره كالعاصفة لم ترحمها للحظه

ولن تحررها أبداً !…..

“وحشتيني…… وحشتيني اوي ياملاذي…….اوي ”

كانت شفتاه تلاحقان ملامحها وعينيها وتعودان الى شفتيها بقوة أكبر وجوع أشواق افترست قلوبهم سوياً..

لحظه لحظتين بل دقائق كانت الأجمل حين حملها

سالم الى عواصف اشواقه وحبه لها !!….

———————————————————-

دخلت الى (صيدلية)بهدوء لتقف أمام الجاجز الفاصل بينها وبين الطبيب الصيدلي….. ابتسمت

بهدوء وهي تتحدث إليه قائلة…

“لو سمحت يادكتور …. كنت عايزه حبوب

منوم …..لحسان الفتره دي مش بقدر أنام كويس

ينفع تكتب ليا نوع كويس ومضمون.. ”


أبتسم لها الطبيب واوما لها قائلاً…

“طب ثواني…. هدورلك على نوع حبوب كويس …

وفنفس الوقت مش مضر…… ”

أختفى عن مرمى ابصارها في رواق صغير….

لمعة عينيها بشرود ولؤم…..

اكثر من شهر وهي تخطط لهذا المخطط اقتربت من هدفها فقط بضعة خطوات ……وستحرق قلب سالم على( حياة) وعلى من ينمو داخل احشائها……

إنتقام حاقد !!! …

نوع عنيف على المرء عنيف بدرجةٍ تجعل نيرانه تفترس عقلك وقلبك حياً فقط ليتكون داخلك

للعنة الانتقام ! …..

لم تحب سالم يوماً ولكن كنت تعشق هيمنة سطوته هيمنة سالم شاهين قاضي (نجع العرب )كما ان منصبه ومايمتلك من مال يروق لها يروق لها حد

الهوس به…..

ولكن تبخر كل شيء بعد دخول (حياة) حياته

بعد رفضه لها بابشع الإهانات…. حين عرضت عليه

قلبها وجسدها ودهس عليهم بمنتهى الغباء !! …

غباء ؟…

نعم ترى نفسها لم تخطئ في حبه ليرفضها ولم تخطئ في اغواءه بها ليلقي بها هكذا ….

ولكنها ترى أنه أخطاء منذ بداية رفضه لها واهانته قد فضل عليها تلك… تلك القيطة فضلها عليها هي هي ابنة عمه الوحيدة التى حلمت به فارس أحلامها……


“غبي بس هيندم…. “هتفت بها من تحت اسنانها بغل

لم تتركه يعيش حياة سعيده مع تلك الخرقاء

تعيسة الحظ …بعد ان دُمر حياتها وحيات جميع من حولها بعد ان كان سبب موت والدها …..بعد ان ادخل اخيها السجن واوصل إياه للاعدام…..

قد ثقل حساب سالم ومن فضلها عليها ….

هتفت بصوتٍ خافض حاقد وعيون حمراء من شدة الكره الذي زُرع داخل روحها وقلبها الممزقين…

” لازم تدفع اللي عليك ياسالم…ورحمت ابويه

واخويا..لتبكي بدل الدموع دم على فرقهم …”

“اتفضلي الحبوب ….”

قال الطبيب جملته بهدوء وهو يمد له الدواء…

اخذت منه الاقراص وهي تخرج ابتسامة ميته

على شفتيها القاسية….

———————————————-

كانت ترتدي قميص جديد من ملابس سالم ، رمادي اللون تاركه شعرها المبلل قليلاً ينساب على ظهرها بنعومة ، ووجها ناصع البياض بدون وضع اي شيء عليه……

كانت تجلس في مكانها المفضل شرفة غرفتهم

تاكل بعد التفاح الطازج ….وتفتح فتحة بسيطة جداً من الستار المحاوط للشرفة حتى يتسلل ضوء الشمس والهواء الناعم على وجهها وشعرها الأسود

لكي يداعب جمالها ويفتن بها مثلما فتنة هذا العاشق وهو يتطلع عليها من امام إطار باب الشرفة….

“انا واخد بالي ان الموضه النهارده هدومي هي اي

الحكايه بظبط….”


ابتسمت وهي تطلع عليها بشقاوة باتت بها في كل

يوم يمر عليها معه لتعود حياة الطفلة العفوية

المشاكسه والجريئة بشدة وأحياناً تتحول جرأتها الى وقاحة لذيذة يعشقها سالم بها يعشق كل شيء يصدر منها كل شيء يكن طبيعي بدون تزيين او تمثيل امامه ….

اصبحت هكذا فقط في عالمها الخاص عالم

(سالم شاهين )والبيت الدافئ هو احضانه وصدره

العريض الرحب دوماً بقلبها جسداً و روحاً ..

ردت عليه وهي تضع قطعة صغيرة من التفاح في فمها واكلتها وهي تضع قدم على آخره بكل غرور

مصطنع ….

“شيء يسعدك اني بلبس من هدومك على

فكره… ”

رد سالم بابتسامة خبيثة وعيناه على ساقيها

العريين…..

“بصراحه هدومي عمله شغل عالي معاكِ….

البسيها علطول…”

نظرت حياة على ساقيها لتكتشف انهم يكشفون اكثر من الازم بطريقة تجعلها تصرخ حرج… حرج من نوع خاص حرج من عينا سالم الشهوانية بالفطرة لها والذي يصر ان يثير خجلها منه….

انزلت قدميها وهي تتنحنح بحرج….. ثم بدأت تاكل في قطع التفاح الصغيرة وهي تتلاشى النظر الى عيناه الذي تراقب كل حركه بسيطة تصدر منها باهتمام عاشق يريد ان يُشبع عيناه من ساحرة

قلبه !…..

أقترب منها بهدوء… وجلس بجوار مقعدها بنفس ذات الهدوء……

كانت تاكل في قطعة التفاح بتوجس مراقبة الحركة القادمة منه…. تتجاهله قليلاً….

تريد إتقان ثقل الأنثى على زوجها….

هل تجد اتقانه ؟!…

لا فهي من اقل شيء تجن وتثير بالشوق والعشق معه !….

مالى سالم عليها قليلاً وظل يتفحص وجهها

بحب وانفاسه الساخنة تداعب جانب وجهها

بدون هوادة…..

(اشتاق لقبلة….) التهب الشوق وهتف قلبها المسحور بسطوة حبه…!!

مسك طرف من خصلات شعرها بين اطراف اصابعه وعبث به بهدوء وكانه شيءٍ عادياً ….

اغمضت عيناها بضعف انثوي غالب عليها

حين ابعد سالم بعد خصلات من شعرها للخلف

ومالى اكثر على عنقها الناعم مداعب إياه بانفه ببطء حارق لها جسداً وقلباً…..

لم تنطق ولم تتحدث ماذا ستقول هو يشعل

نيران حبها له بدون ان يبالي بها…..

دقيقة دقيقتان ثلاث……

هتفت وهي مغمضة العينان…

“سالم….”


اكتفى بهمهمات هادئه وهو يمرر شفتيه على طول عنقها الناعم…

قالت ببحة ضعف…

“انا……..انا بحبك…”

“عارف….”قالها وهو يجذب ذراعها برفق لتقابل عينيه الوقحة….قرب وجهها من وجهه وداعب

انفها بخاصته بحنان وهو يقول بتنهيدة…

“عايز أكلك….”عضت على شفتيها بحرج وخرجت منها ابتسامة صارخه بالخجل….

“سالم………. بس…”

“بس إيه دا بدل متقوليلي اتفضل…مش انتي

بتقولي إنك بتحبيني…”

همهمت بحب…اكمل هو بخبث..

“طب انا جعان….”

___________________________________

رفقهم (سالم) خارج المنزل حيثُ ساحة خضراء يمتلكها سالم من ضمن الكثير من الأراضي التي بهذا الشكل….

كان يوماً من افضل الأيام معه كان صوت

ضحكته هو وورد يعم المكان من حولهم وركضهم ومزاحهم على العشب الاخضر في اجمل مكان يعد مميزاً…فالطبيعة لها أجواء خاصة واختياره كان صائب بنسبه لكلاهما والصغيرة !…

اجمل طبيعة رأتها بُنيتيها كانت في تلك الأرض الخضراء حيثُ الأشجار المتنوعة وانواع

الفواكه الطازجة، والازهار ذات العطر الساحرة

مزيج رائع مابين الطبيعة وراحة النفسية ..

ابتسمت وهي ترى مزاح زوجها مع صغيرتها وضحكات طفلتها التي تجعل الغريب اذا نظر لهم يقسم ان تلك الطفله لم تكن يتيمه يوماً..

قد عوض ألله عليها هي و ورد بــ فارس من أجمل

الفرسان… صادق.. وشجاع.. وعاشق..نقي

الشخصية وعادل معها ومع جميع من حوله..

وحتى ان كان يمتلك بعض الصفات التي ترهق قلبها في بعض الأحيان الا ان اجمل مابداخله ينتصر على الاسواء ليجعلها تصبر عليه حين يثور مخرج شخصية (قاضي نجع العرب) …فيهدأ مع صبرها

وحبها ويبتعد قليلاً عنها ، ثم يعود الى احضانها مره اخرى زوجها و حبيبها…. حبيبها الذي بلمسه واحده من يده تنسى هوايتها لا حزنها منه !….

كم أن العشق تمكن من كلاهما وصنع قصة

تمتذج بين القسوة والتملك المجنون…..

ملاذ صنعت عاشق متيم بحبيبته لأبعد حد وبات الملاذ الوحيد داخل أحضانها !…

قسوة…. كانت تصنع رجلاً لا يعرف عن الزواج غير إنجاب ابناء ، وإحترام من معه فقط لأن هذا أقصى مايقدمه الرجل لزوجته…….

امتذج الإثنين سوياً لنقابل إختبارات كثيرة وبتدريج

نتغير من أجل( الحب) صاحب مقولة الحب

لا يصنع المعجزات كان مخطئ ؟…

الحب يغيرنا ويخلق اجمل مابنا وتلك تعد معجزات ! …..

——————————————————


بعد مرور أسبوع….

في صباح…..

دخلت الى غرفتهم وهي تمسك في يداها صنية الإفطار… وضعتها بهدوء على المنضدة…

وذهبت أمام باب المرحاض لتطرق عليه الباب

قائلة برقة….

“حبيبي الفطار جاهز…. ”

“ثواني وخارج….. ”

رد بهدوء من عاداته الخاصة جداً التي باتت تعرفها جيداً.. أنه لا يحب طرق باب الحمام عليه حين يكون بداخل او تحدث معه حتى !…..

رن هاتف سالم…. مالت حياة ومسكت الهاتف وبدون أن تنظر له …..كانت تنوي النداء على سالم ولكن

تراجعت حتى لا يغضب….

كادت ان تضع الهاتف بإهمال على المنضدة.. ولكن

لفت انتباهة اسم المتصل….

(لمار الحسيني….)

هتفت بغيرة افترستها في لحظة وبدون رحمة عليها…

“لمار الحسيني… مين دي…. ومن امته وسالم بيكلم ستات او بيتعمل مع ستات حتى في

شغله… ”

وبدون تفكير ومثل اي انثى تحترق غيرة على زوجها وحبيبها…. فتحت الخط ولم تتحدث ليبادر المتصل هو بذلك اولاً !….

ليتها لم تفتح…. أخرج الهاتف صوتٍ انثوي ناعم حد الجنون …ليس فقط ناعم إنه يثير فضول

من يسمعه لرؤية الجسد ولوجه الذي يخرج كل تلك النعومة بكل هذا السخاء ….

“الوو….. سالم…. انا لمار الحسيني يارب تكون سجلت رقمي عندك على تلفون زي متفقنا…..

يتبع

27🌹 قبل الأخير

وبدون تفكير ومثل اي انثى تحترق غيرة على زوجها وحبيبها…. فتحت الخط ولم تتحدث ليبادر المتصل هو بذلك اولاً !….

ليتها لم تفتح…. أخرج الهاتف صوتٍ انثوي ناعم

حد الجنون…ليس فقط ناعم إنه يثير فضول من يسمعه لرؤية الجسد ولوجه الذي يخرج كل تلك النعومة بكل هذا السخاء ….

“الوو….. سالم…. انا لمار الحسيني يارب تكون سجلت رقمي عندك على تلفون زي ماتفقنا…..”

لم تستوعب بعد ماذا حدث لها ولكن قلبها ارتجف

بغضب وشعرت بجسدها بأكمله يحترق ..

تذكر ان الشعور بالغيرة شيء لا يروق لك كلياًّ !!….

“بتكلمي مين ياحياة…. ”


تحدث سالم وهو يرمقها باستفسار… وكان يجفف شعره بالمنشفة و لا يرتدي الا بنطال قطني مريح……..

استدارت حياة له بقناع حجري وهي تمد له الهاتف

قائلة ببنيتان تحتبسان الدموع….

“لمار الحسيني…… واضح انك عارفها عشان كده

مسجل رقمها….. على العموم هي على الخط… ”

تناول الهاتف من يدها…. لتبتعد هي عنه سريعاً وتختبى داخل شرفة غرفتها حتى تحرر تلك

الدموع المتحجرة ..

كان سالم مذهول من ردة فعلها تصور انها ستطرح سؤال عن من تكون تلك المتصلة، لكنها لم تفعل ولم

تبدي اي إهتمام ؟!…


يشعر أنها تود الصمت حتى لا تصدم من إجابته….

هل تشك به ؟…

ام تخشى شيئاً ما ؟!…

أبتسم بسعادة وهو يرى عينيها تتوهج بهم الغيرة

المجنونة….. ولكن أستغرب من انسحابها اثناء

المكالمة…..

فتح الخط وهو يدلف الى الشرفة جالساً على مقعداً بدخلها مراقب حبيبته التي توليه ظهرها وتقبض بيداها الصغيرتان على حاجز الشرفة… وتنظر الى البعيد بوجه محتقن…..

وضع الهاتف على المنضدة أمامه وفتح مكبر الصوت ليصل صوت( لمار) لكلاهما ….

تحدث سالم بهدوء…


“الو…… لمار عامله إيه… ”

ردت لمار عبر الهاتف بحبور….

“الحمد لله بخير …كويس انك سجلت الرقم زي ماتفقنا …على العموم المعدات والمكن اللي محتاجه للمصنع الجديد جهز وشحنه هتوصلك بعد أسبوعين ها مناسب ليك… ”

رد سالم وهو يتطلع على حياة التي توليه ظهرها

بصمت مستمع !….

“ااه مناسب اوي شكراً يالمار تعبتك معايا… ”

ابتسمت لمار من الناحية الآخره لترد عليه بلطف..

“ولا تعب ولا حاجه…. المهم انت عامل إيه.. اااه عرفت من فارس انك اتجوزت…. مراتك عامله إيه حياه مش كده….. ”

استدارت حياة له بوجه مندهش وعيون تُرسل له الكثير من الأسئلة …..

رد سالم وعيناه تفترس وجه حياة بدون رحمة..

“ااه أسمها حياة…. اجمل حياة ممكن تقبليها

يالمار…


ابتعدت بُنيتاها عن مرمى عينا سالم بخجل من حديث يُدغدغ الانثى داخلها ويرهق قلبها النابض بسعادة عشقه لها…..

هتفت لمار بسعادة…

“واوو…..لا اتحمست اوي اقابل الحورية اللي غيرتك لدرجادي ….على العموم انا هنزل انا

وعلاء ولاولاد واكيد هعمل زيارة ليك ومش

هنسى اخد الادنجوان بتعنا ….”

ضحك سالم وركز اكثر بالمكالمه قائلاً بمزاح..

“فارس…مبلاش فارس …كفايه العفريت ولادك..”

عضت حياة على شفتيها ليس فقط من ظنها بسالم ولكن بسبب احرج زوجها للمتصلة التي تُدعى لمار ! ..

“طب على فكره بقه فارس جمبي وسامع كلامك …

خد يافارس شوف صاحبك بيطردك بنفسه

لا وكمان مش عجبه الكتاكيت اللي عندي بيسميهم

عفريت يرضيك كده….”

رد فارس من عبر الهاتف وهو ياخذه منها


“عفاريت يابني ملافظ السعد……..دول شياطين…”صرخت لمار به بحنق عبر الهاتف ثم

ابتعدت عنه

“الو ياشبح ينفع تشمت فين لمار…”

ضحك سالم من قلبه وهو يتحدث الى فارس

تطلعت عليه حياة بعشق فهو حين يضحك

يعود اصغر واصغر سنٍ وكانه شاب في أوال

العشرينات…..

“طب هتيجي امته ياعم المهم مش كفايه سفر ”

رد فارس باختصار….

“هو كفايه انا كدا كده راجع…. واول مانزل مصر هنزل على النجع عشان أشوفك وشوف خطيبتي الصغيره…”ضحك فارس بمزاح……


رد سالم بعد تنهيدة…

“ماشي يافارس مستنيك….. في حفظ الله..

مع سلامه… ”

اغلق سالم الخط وهو ينظر الى حياة التي نظرت

له بصمت….

تحدث سالم وهو يحدق في عمق عينيها…

“دي لمار الحسيني…. مرات ابن عم فارس….و في بينا شغل بقاله اكتر من أربع سنين بستورد عن طريق تعاملتها برا مصر معدات ومكن للمصنع عندي سوى آلقديم او المصنع اللي بجهزه دلوقتي… ”

تنهدت وهي توليه ظهرها لتخفي عيناها عنه…

نهض ووقف خلفها مباشرةٍ مُلصق صدره العاري بظهره من الخلف، شعرت بعدها بسخونة جسده خلفها…..

مالى على عنقها بانفاسه الساخنة…. كأنت ترتدي حجاب ترتديه بعشوائية منذ ان دخلت الغرفة…

أبعد الحجاب قليلاً ليقبل عنقها ببطء… أغمضت حياة عينيها بضعف وسارت الرجفت على كآمل عمود ظهرها…وشعرت ببرودة جسدها على غير العادة..

لصق وجهه بوجهها جانباً وهو يتطلع على آلشمس

الناصعة أمامهم…والهواء الرطب المداعب لهم


وتلك الصحراء التي تطغى على المكان برغم من وجود الحياة بها ! …

بعد صمت طويل كان الحديث قد مات في تلك اللحظة… لكن الأجساد ولمشاعر وخفقات قلوبهم

يسمعون صوتها ويشعرون بها بوضوح…..

“عارفه….. الغيره حاجه حلو ويمكن تكون دليل

عن الحب…. ”

همهمت بحرج… ولم تقدر على الرد….

أبتسم من زواية واحده بعد ان أدرك مايدور داخلها الآن….

“ليه مكنتيش حب تسأليني عليها قبل ماتسمعي المكالمه….”

نظرت الى الناحية الآخره بتردد….

فقد كُشف امرها !!…

رد على سؤاله بيقين…

“كنتِ خايفه اصدمك مثلاً وتطلع مراتي…”


اومات براسها وهي تنزل دموعها….

مسك كتفها وادارها إليه لتواجه عينيه ناظرة له بحرج وخوف من ان ينغمس سالم في عاده من عادات هذا النجع وهي……. تعدد الزوجات ! ….

تشبثت عيناه الثاقبة عليها…

تنهد بهدوء بعد لحظة من تعلقه بعينيها الحزينة…

مسح دموعها بطرف أصابعه وهو يتحدث بحنان…

“وللهِ مجنونه… وعايزه تنكدي على نفسك

وخلاص.. ”

نظر لها اكثر وهو يكمل بجدية …

“المفروض تكوني اكتر واحده عارفه ومتاكده اني استحاله افكر في واحده تانيه غيرك… المفروض تكوني عارفه انك اول واحده في حياتي وأول حب يدخل قلبي …. المفروض تكوني عارفه

ومتأكده اني مستكفي بيكِ زوجه في الدنيا وفي


الآخره ان أراد آلله….

” انتِ اول واحده المسها ونام جمبها على سرير واحد…. انتِ الوحيده اللي بصبر عليها وبسامحها مهم عملت ومهم قالت….. ”

تنهد وهو ينظر الى عمق عينيها …

“المفروض تكوني عارفه اني بحبك..وان مفيش واحده تقدر تاخد مكانك او تعوضني عنك… ”

” سالم….. “اقتربت منه وغرزت اصابعها في شعره الغزير وهي تهتف بحب…

“اوعدني إنك عمرك ما هتفكـ…”وضع أصابعه على شفتيها وهو يقول بنبرة جادة…

“من غير ماتقولي….انا عمري ما هكون لوحده غيرك ياحياة…”

احاطت بكلتا يداها وجهه وهي تقول بحب…

“انا بحبك اوي ياسالم بحبك أوي…”

عانقته بقوة وهي تبكي فدوماً تحاربها بشراسه زوبعات شيطانها بأنه ممكن ان يتركها لأجل اخرى

او تشاركها به امرأة آخرى….

تحترق حينما ياتي في عقلها تلك التراهات اللعينة

ولكن حديثه قد أخمد نيران الغيرة والخوف


داخلها…

ضمها الى أحضانه أكثر دافن وجهه في جوف عنقها بشوق..غلبته اللحظات فوجد لسانه يهتف بما يعتريه

نحوها أكثر…

“آآه…. ياحياه يارتني قبلتك وحبيتك من زمان يارتني …… بحبك ياحياة بحبك ومش عايز من الدنيا دي غيرك…..بلاش تشكي في حبي ليكِ صدقيني محدش ملك قلبي غيرك ومستحيل

أقبل ببديل مهما كان…..”

ابعدها عنه وقبلها من قمة رأسها وهو يقول بنبرة صوتٍ لا تعرف إلا الصدق…..

“اطمني ياحياة.. انتِ الأولى ولاخيره في حياتي

اطمني …. ”

نظرت لعينيه ومن ثم لشفتيه ثم هتفت بحموج عاشقه….

“مطمن طول مانت جمبي….”بادرة بوضع شفتيها على خاصته ليقود هو القبلة بحب وتبادله هي الحب

اشتياق وامتلاك متقد….

إدمان العشق….

(مثل اي إدمان قاسي على الجسد ولقلب مثل اي إدمان يراه البعض سيىء ونراه نحنُ افضل من الجيد واذا كان الإدمان عن العشق والهوى !..فتذكر انك اخترت أقوى المشاعر لتحيا بها !!…..)

———————————————————

كانت تجلس في شرفة غرفتها شاردة في حديثه


باستمتاع قلباً يهوى بجنون ! …

كانت تمسك بين يداها العقد الذي اهدها لها في بداية زواجهم والتي وضعت بها صورته وصورة

ابنتها ورد…. كانت تمرر أطراف اصابعها على

الإسم المفحور خارجها …(ملاذ الحياة)….

أبتسمت بحب وهي تفتح هاتفها وتلج به على موقع

التسوّق اون لاين……. ظلت تبحث به عن شيء معين لها وحين وقعت عينيها على هذا الفستان الأحمر ذات القماش الامع لمعة براقة

(توب الموديل) قصير بشكل جذاب للاعين

ابتسمت بسعادة… وهي تطلع إليها وداخلها تهتف بحب…..

“لازم النهارده يكون يوم مميز … ”

فتحت العقد مره اخرى وهي ترمق صورته بحب…

“كل سنه وانت جمبي…. “قبلة إياها بحنان..

بعد حوالي عشر ساعات على تلك الأحداث …

كانت تقف في غرفتها وتضع آخر لمسات زينتها


أمام المرآة……

كانت ترتدي هذا الفستان الأحمر الذي اشترته عبر

هذا الموقع !…..كان الفستان جميل بطريقة تحبس الأنفاس….. كان احمر اللون … كان يكشف نصف ظهرها الأبيض وذراعيها ,وطوله يصل الى نصف فخذيها …وضعت بعض الزينة التي كانت هادئة على ملامحها الرقيقة… عضت على شفتيها الملطخة بحمرة الشفاة صارخة الإغراء ! ….تفقدت شعرها الأسود الذي ينساب بحرية على ظهرها العاري..

إبتسمت برضا لمظهرها الخلاب..ثم استدارت لترمق الغرفة بنظرة شاملة فقد نالت هي أيضا ما تستحقه من زينة تليق بهذا الجو الشاعري….

فكانت الغرفة يملأها البلونات الحمراء وشموع

ساهرة على شكل قلوب حمراء اللون…. و أوراق الورود الحمراء والبيضاء مُتناثرة على الفراش على شكل قلب كبير ، اما إضاءة الغرفة فكانت خافته بضوء شاعري… وكان أيضاً يحتل المنضدة طعام العشاء وبجانبه بعض الشموع الساهرة….

فعلت كل شيء لترى السعادة في عينا سالم

وتكون هي سبب ذلك الشيء البسيط …

هو قدم لها الكثير حديثاً وفعلاً ولأن

حان وقتها هي حتى تقدم له بعض آلحب والراحة

في ليلة على ضوء القمر يسحرون مشاعرهم

بسحر خالص لم يُبطل أبداً بينهم !….

سمعت صوت سرينة سيارته ابتسمت بتوتر وهي

تنظر الى هيئتها مرة اخرى عبر المرآة…..


تمتمت بتوتر….

” يترى هيحب المفاجأه…وهتعجبه.. ”

بعد دقيقتين

اقتحم جنونها وفرط توترها ….دخول سالم من باب غرفتهم بفتور معتاد ….

استدارت له ونظرت له بابتسامة مهزوزة وهي تدقق

النظر إليه اكثر حتى ترى تغير ملامحه في تلك

اللحظة…..

دخل بهدوء الى الغرفة وأغلق الباب فوجد الغرفة

بها شيءٍ مريب على غير العادة … لم يكن مريب كما تصور بل كان جميل ، جو شاعري بالرومانسية والمشاعر الملتهبة بالاشواق بينهم والتي لا تخمد

بداخلهم أبداً ..

تجولت عينا سالم على كل ركن من اركان الغرفة بدهشة وإعجاب من تخطيط ملاذه لكل هذا

من اجله فقط ! ….

لا ينكر أنها اسعدت قلبه وانعشت روحه بهذهِ اللحظة ، وحين استقرت عيناه عليها على هيئتها وتفصيلها المُغرية لعيناه ، و ما ترتدي من فستان يبرز انوثتها بسخاء ! و وجهها الصارخ جمالاً وفتنه له وشعرها العاشق له والى سواد لليله الطويل ….

استقرت عيناه اكثر على شفتيها المكتنزة قليلاً

والتي تطلى إياها بالقرمزيّ الصارخ….

“معقول انا كنت اعمى اوي كده ”

ابتسمت حياة على شروده المبالغ فيه وجملته التي

قالها وسط شروده بها…..

اقترب منها ببطء …وعيناه تفترس عينيها ووجهها

بنهم شديد…..


وقف أمامها واصبح لا يفصلهم شيء تحدث بعد

لحظات من تأمله لها …

“انتِ ازاي كده…. ”

ابتسمت بحب وهي ترد عليه ببراءة زائفة…

“ازاي إيه مش فاهمه قصدك…. ”

مال برأسه عليها اكثر والصق جبهته بها وقال

بصوتٍ أجش دغدغ انوثتها بشدة….

“ازاي حلوه اوي كده…… ”

ابتسمت بخجل وهي ترد عليه مغمضت العين …

“أنت احلى ياحبيبي…. ”

“حياه…. انتِ عملتي ده كله عشاني…. ”

همهمت وهي تعض على شفتيها بقوة ولم تفتح

عيناها بَعد…..

نظر لها سالم والى توترها فستقرت عيناه على شفتيها التي تقضمه بخجل تأوه

بضعف وهو يقول……

“مش كده ياحياة… المفروض كده…. ”

قبل ان تفهم ماذا يعني كان قد اخذ شفتيها من

تحت اسنانها الى مكانهم المناسب…. قبلها بحب

كانت القبلة ناعمة حانية وبرغم من النيران التي اشعلتها داخله مُهلكة قلبه… الا إنهُ حاول الإمساك بالصبر حتى لا ينهي ليلتهم سريعاً ! ….

أبتعد عنها بصعوبة فقط حين شعر أن القبُلة ستأخذ طريقها المعتاد معه…..

ابتسمت حياة بحرج وأغمضت عينيها من فرط لذة المشاعر بينهم…… كان مزال على وضعه بالقرب

منها وجهاً لوجه….


هتفت حياة وهي تبتعد عنه وتوليه ظهرها بحرج…

“انت على طول مستعجل كده … ”

وضع يده في جيب بنطاله وهو ينظر الى ظهرها

وأبتسم بعبث قائلاً….

“احمدي ربنا اني لسه فيا شوية عقل اقدر اسيطر

بيهم على نفسي قدام الجمال دا كله… ”

دغدغ انوثتها اكثر و زاد كبريائها وثقتها بنفسها أكثر واكثر..

استدرت له ونظرت له بحب وهي تسأله بتردد..

“سالم هو انت بتحب الموسيقى… ”

لم يفهم مقصد كلامها ولكن رد بفتور….

“ااه بس الهادية بحبها اكتر….. ”

اتسعت ابتسامتها أكثر…. وذهبت الى ركناً

لتدوي بعدها موسيقى هادئة ساحرة على الاذن تليق بهذا المكان الذي صنعته بيداها فقط لاجل ان تحيا مع حبيبها للحظات خاصة مليئة بالحب والحميمية

المشبعة بشوق…


اقتربت منه وقفت أمامه قائلة بصوتٍ عذب…

“ينفع ا…. ”

قبل ان تكمل حديثها قد وضع يده على خصرها بإمتلاك وقربها منه اكثر … ويدهُ الاخرة اشتبكت بيدها آلصغيرة…اما يدها الاخرى فوضعتها على كتفه بحب، تلاقت اعينهما وهم يتمايلون بخفه على اوتار

الموسيقى الهادئه…

العشق الخالص !….

بدأت اجسادهم تتمايل بخفة وهم ملتصقون في أحضان بعضهم بحب..كانت الاضوء الخافتة

ولشموع الساهرة على ضوء القمر تكمل ألحان الموسيقة بينهم….

كانت في أحضانه وبين يداه تسير على السحاب الأبيض هكذا رأت وشعرت معه…. وهو كذلك شعر معها وكانهم اختفوا عن هذا العالم ، لعالم يكتفي

بهم سوياً !….

همست حياة بحب…

“حسى اني بحلم ….بجد انت نصيبي ولهدايه اللي

كانت مستخبيه ليا من سنين…..”


ابتسم وهو ينظر في عينيها والى عمق بريق العشق بهما قائلا….

“مش انا اللي هديه ياحياة…. انتِ اللي اجمل هدية هفضل اشكر ربنا عليها طول عمري …..”

اقتربت منه ووضعت راسها على كتفه لتترك كف يده وتعانقه بقوة هامسه له بنبرة عاشقة….

“بحبك ياسالم بحبك اوي …..ربنا يخليك ليا

وما يحرمنيش منك ابداً….. ياسندي…..”

ياسندي !!…

جميلة الكلمة من شفتيها الكريز جميلة وغمرة قلبه بالسعادة اكثر من لازم …كانت بسيطة ولكن تعني الكثير له ولها ايضاً……

بادلها العناق اكثر بصمت ولكن احضانه لها كانت تتحدث بنيابة عنه…….

لحظات مرت عليهم همسات وحب متبادل ولمسات عابثة تحكي عن مدى اشتياقه لها …..

نظر سالم الى شفتيها بجوع قائلاً وسط احاديثهم

الفاترة..


“هتصدقي لو قولتلك انك وانتِ معايا بتوحشيني أكتر….”

ابتسم ثغرها الأحمر وهي ترد عليه بخفوت..

“انت كمان بتوحشني حتى وانت جمبي…”

تحدث بعبث وهو يمرر اصابعه ببطء على شفتيها

“تعرفي ان ده مرض ولازم يتعالج….”

اغمضت عينيها وفتحتهم بحرج وهي تساله

ببراءة

“مرض إيه….”

نظر اليها بمكر وتحدث ولكن بنفس الخفوت…

“المفروض تساليني بيتعالج ازاي….”

نظرت له بضياع عاشقة وهي تسأله بنفس

الخفوت


“طب بيتعالج ازاي ….”

“هقولك ياملاذي…..”مالى عليها بانفاسه الساخنة

وقطف شفتيها في قبُله حارقة للشوق ولاشتياق

لها قبُله تقتل كل شيء إلا آلحب الذي سيولد

هذا الشعور من جديد في للحظة ابتعاده فقط

عنها !…

كان يُقبلها بنهم ومشاعر حارقة بينهم.. لم تشعر بنفسها وهو يحرر عنها فستانها الأحمر…

اصبحت بين يداه كاريشة في مهب الريح امام سيل

عواطفه المجنونة…..

ومن بين رياح تلك العاصفة وجدت نفسها ترتفع في الهواء وهو يحملها إليه بقوة…. متجه بها الى الفراش كانت شفتاه لا تكف عن ألعب على أوتار ضعفها !

وضعها برفق وهو ينظر اليها وهمس بكلمة واحدة

قبل ان يسحبها معه الى عالمهم الخاص …

“بحبك……”

اخر ما سمعته منه فقط أفعال أشوقه كانت هي

التي تتحدث بعد همسه العذب…..

———————————————


بعد مرور أسبوع……

في صباح….

وضعت ريهام كوب من العصير امام والدتها قائلة

بثبات….

“خدي يامااا اشربي عصير اللمون ده يمكن

تهدي.. ”

هدرت بها خيرية بغضب

“انا مش هاهده ولا هيهدالي بال غير لما نخرج من النجع ده احنا هنسافر بكره وخلص آلكلام لحد كده

ياريهام ….”

نظرت ريهام الى كوب العصير وهي ترد عليها بغموض..

“متقلقيش يامااا احنا هنسافر الليله…. ”

اتسعت عينا خيرية بعدم تصديق…

“بجد ياريهام خلاص قررتي تسفري السويس معايا عند خالك…. ”

مسكت ريهام كوب العصير ومدت يدها به لوالدتها قائلة بنبرة مبهمه….

“ايوه هسافر معاكِ عند خالي… خدي اشربي بقه العصير ده عشان يروق دمك…. ”

مسكت خيرية كوب العصير وارتشفت منه تحت أنظار ريهام الماكرة…

قبل ذاك الوقت…..

جلست حياة في صالون بجانب ريم ويبدو عليها الإرهاق والتعب من اثار الحمل على جسدها…

“معلشي ياريم تعبتك معايا… ”


زمت ريم شفتيها وهي ترد عليها بمزاح…

“ولا يهمك بكره لم اتجوز وجيب نونه هخليكي توديه المدرسه بنفسك…. ”

أبتسمت حياة وهي تقول لها بحبور..

“من العين دي قبل العين دي… دا هيبقى ابن اختي وصاحبتي الواحيده…. ”

ابتسامة ريم وهي ترد عليها …

“طب مانا عارفه…. و ورد برضه بنت اختي الكبيره

ومفيش احراج مابين الأخوات وبعضها ولا إيه.. ”

ضحكة راضية الجالسة معهم وهي تدعي لهم

بحنان..

“ربنا يحفظكم ياحبيبي ويخليكم لبعض… ”


ردد الإثنين معاً….

“ربنا ياخليكي لينا ياماما راضية…. ”

وقفت ورد امامهم قائلة بحماس..

انا جاهزة ياخالتو ريم مش يلا بينا… ”

ابتسمت ريم لحياة وهي تنهض قائلة…

“البت مستعجله على اللعب…. بكره لم آلموضوع يدخل في الجد هتقولك اعمليلي أجازه

مرضيه ياماما.. ”

ابتسمت حياة وهي ترد على ريم بخبث…

“طلع لخالتها….. ”


ضحكة ريم وهي تاخذ يد ورد بين يدها خارجه بها خارج المنزل …

نظرت حياة لهم وهم يبعدون عن مرمى ابصارها…

نهضت سريعاً ونادت على ابنتها قبل ابتعدها عن عينيها …

“ورد… تعالي ياحبيبتي…. ”

استدارت لها ورد لتاتي لها سريعاً تاركه يد ريم التي نظرت الى حياة باستغرب…فكانت حياة شاحبة آلوجه يبدو عليها الإرهاق ولتعب بكثرة

هذا آلصباح….

حين وقفت ورد أمام حياة نزلت حياة لمستواها

ومسكت كتفها بين يداها وهمست لها بحنان..

“خدي بالك من نفسك ياورد…. ”

نظرت ورد لها بعدم فهم تسألها ببراءة..

“حاضر ياماما…. بس مالك انتِ تعبانه عشان

النونه ….”

ابتسمت لها حياة وهي تمرر يدها على شعر


صغيرتها بحنان …

“لا ياحبيبتي انا كويسه……يلا عشان تلحقي

الحضانه….”

ودعتها حياة بعناق قوي وهي تستنشق رائحتها بشوق لا تعلم لما تشعر ان هناك عاصفة قادمة و تهب عليها الريح الخاص بها تجعلها تشعر بالارتعاد من القادم….

ابتعدت ورد عن والدتها ببطء وامسكت بيد ريم.. لتبادل ريم النظرات مع حياة… سألتها ريم بعينيها

بقلق هزت حياة رأسها بهدوء وهي تبتسم ابتسامة باهته ..

بعد نصف ساعة صعدت حياة الى غرفتها بعد ان استأذنت من الجدة راضية بانها تود آلنوم قليلاً

من شدة الإرهاق…..

خرج سالم من المكتب وهو يمسك بين يداه ملف

عمله….


“صباح الخير ياحنيي….أمال فين حياة و ورد… ”

سألها وهو يبحث عنهم بعيناه …

ردت عليه راضية بفتور وهي ترتشف بعض القهوة..

“ورد راحت الحضانه وريم راحت توصلها.. عشان حياه شفتك مشغول في المكتب بقلك اكتر من ساعتين…. ”

جلس سالم بعد ان وضع الملف أمامه على سطح المنضدة ومفاتيح السيارة كذلك….

“فعلاً اتاخرت عليكم بس انا بحضر لاجتماع مهم عشان المصنع الجديد اللي لازم يتفتح على اخر

الشهر ده…. ”

“ربنا يقويك يابني ويزيدك من فضله… ”

رد عليها بعد تنهيدة…

“امين ياحنيي…. المهم هي حياة فين… ”

ردت عليه بهدوء…

“حياه تعبت شويه فطلعت تستريح في

اوضتها…. ”

نهض بهلع واضح وهو يقول بسرعه…

“تعبت….. تعبت ازاي يعني…. ”

مسكت راضية يده وقالت بنفس الفتور….

“متقلقش يابني دول شوية إرهاق بسبب الحمل وهي طلعت تنام يجي من نص ساعة كده زمنها نامت

بس بلاش تطلع وتصحيه…. انا شويه وهقوم أطمن عليها….”

نظر الى راضية بتردد….

“خلاص بقه ياسالم قولتلك دول شوية إرهاق من الحمل…. ”

صدح هاتفه قبل ان يرد عليها…. اخرج الهاتف من جيب بنطاله ليرى هواية المتصل… التقط مفاتيح سيارته من على المنضدة سريعاً مُتناسي أمر ملف العمل المهم……

“انا لازم امشي دلوقتي ياحنيي عشان الإجتماع

هتصل بيكي بعد ماخلص عشان أطمن على حياة.. ”

اكتفت راضية بإيماءة بسيطة وهي تبتسم له بلطف …..ذهب سالم على عجله…

إبتسمت راضية وهي تدعي له بتيسير الحال..

———————————————————

“امااا يامااااا….. “خبطت ريهام على وجه خيرية

التي استلقى جسدها على الأرض كالجسد بدون


روح…..

ابتسمت ريهام وهي تتأكد من نبضات قلبها

وانفاسها كذلك… هتفت بغموض شرس….

“نامي ياغاليه وحق ابوي وحق اخويه خلاص جه وقته ومحدش هياخده غيري…. معلشي ياماا انتِ كنتِ جزء من الخطه…. ”

تذكرت ما فعلته منذ نصف ساعة…. حين وضعت حبوب المنوم في عصير الليمون قبل ان تعطيه الى

خيرية !…..

ركضت ريهام وهي تضع العباءة والوشاح عليها بعشوئية….

____________________________________

وضعت قنينة البنزين في ركناً ما خارج بيت

رافت شاهين…..

أبتسمت ريهام بشظايا شيطانية وهي تخبط على باب البيت بعويل وتمثيل خبيث …

“اااه الحقيني ياحنيي الحقوني ياخلق امي هتموت ياعالم الحقوني ااااه ياني حد يلحقني… ”

فتحت مريم الباب لها بصدمة…

سارت ريهام بسرعة من جوارها راكضة سريعاً الى داخل البيت متجهة الى وجهةٍ معينة….

وقفت راضية مفزوعة على صوت ريهام تسألها بهلع

“مالك ياريهام يابنتي في إيه… إيه اللى

حصل معاكي… ”


ركضت ريهام لها وهي تحشرج صوتها وتزرف الدموع الخادعة بكثرة وهي تقول….

“امي ياحنيي وقعت على الأرض مره واحده وبفوقها مش بتفوق الحقيني ياحنيي وساعديني

انا مش بقيلي في دنيا غيرها…. ”

ربتت راضية على يدها وهي تقول بحنان..

“متقلقيش يابنتي ان شاء الله خير انا جايا

معاكِ.. ”

ارتدت راضية عبائتها السوداء ووشاح كبير ونهضت سريعاً لذهاب معها…

لكن قبل خروجهم اوقفتها ريهام وهي تتحدث ببكاء..

“خلي مريم تيجي معانا ياحنيي عشان تساعدنا

واحنا بنطلع امي لاوضتها….”

نظرت راضية الى مريم الواقفة فعادت بانظارها الى

السلالم المؤدية الى غرفة حياة…ومن ثم الى ريهام ودموعها المبلل وجهها…. ترددت قليلاً ولكن اقنعت نفسها انها لم تلبث هي او مريم هناك كثيراً فقط لحين اطمئنان على خيرية وستعود على اي حال…

بدأت تقنع نفسها ان حياة نائمة الآن ولن تستيقظ الى بعد فترة…

حسمت امرها وقالت…


“تعالي معانا يامريم يابنتي…. ”

بعد ان فتحت لهم ريهام البيت وبعد ان رأت راضية ومريم مشهد خيرية الواقعة على الأرض وجسدها

مرتخي بطريقة مريبة بعد آلشيء….

صاحت راضية وهي تجلس بالقرب من خيرية تتفحصها….

“اتصلي بادكتوره ياريهام مستني إيه… يمكن تكون غيبوبة سكر…. ”

مالت ريهام بخبث وتخفي وهي تضع يدها في حقيبة راضية لتاخذ مفتاح منزل (رافت شاهين) بين قبضة يدها بخبث…..

“حاضر ياحنيي هروح اتصل بيها…. ”

ذهبت ريهام إتجاه الباب لتخرج من المنزل في الخفئ !…..

تحدثت راضية الى مريم قائلة بقلق…

“ساعديني يامريم يابنتي…. ”

اومات لها مريم وهي تميل على خيرية لمساعدتها…

دلفت ريهام الى منزل رافت شاهين وفي يداها قنينة متوسطة الحجم تفوح منها رائحة البنزين…

صعدت على السلالم المؤدية الى غرف نوم البيت

بأكمله و كانت عيناها بركتين من النار الحارقة

وشفتيها تبتسم بطريقة بشعة فقد اقتربت من

تنفيذ مخطط اخذ وقتاً كبير في الإعداد له….

وقفت امام غرفة حياة ووضعت يدها على مقبض

الباب لتدلف إليها وتغلق الباب خلفها بقوة


بالمفتاح….

في ذات الوقت انتفضت حياة من نومها بفزع وهي ترى ريهام أمامها تنظر إليها بغل وشر…

“ريهام….. بتعملي إيه هنا…. ”

تحولت أنظار حياة الى المفتاح المتعلق في مزلاج الباب..

“انتي بتعملي إيه بظبط .. وبتقفلي ألباب ليه… ”

نهضت حياة بوجه يشوبه الانفعال…..سارت نحو باب غرفتها عازمه النية على فتحه واخراج عديمة الحياء من هنا….

حين مرت حياة من جوار ريهام بعصبية مسكتها ريهام من ذرعها بقوة وحقد….

“راحه فين يامرات حسن….. يووه نسيت يامرات سالم معلشي ازاي نسيت إنك خطافت رجاله وكل يوم في حضن واحد شكل…. ”

اكفهر وجه حياة واحتدت عينيها من مهانة كلماتها

اللعينة عليها…هتفت بعصبية وغيظ…

“احترمي نفسك ياريهام… ويلا اخرجي بــرا اوضتي عشان انا مليش حيل اتكلم معاكي و رد على كلامك ده بنفس أسلوبك الرخيص….وبعدين مش انا اللي اتجوزت تلات مرات وتفشتهم بطلاق كذا مره عشان خاطر واحد مش مديني حتى ريق حلو في كلام…”

رمقتها حياة بازدارء وهي تكمل ببرود…

“انا مش عارفه بصراحه اي دخلك البيت بعد اللي حصل فيكي من سالم لدرجادي معندكيش ريحة الدم…”

نظرت لها ريهام بشر و وجهاً لوجه ردت عليها

بغل…

“انا جايه هنا عشان اصفي حسابي وحساب ابويه واخويه ولحساب مش هيتصفى غير عن طريقك انتي يتربيت الملجئ….ماهو انا بصراحه بتلكك عشان ارد كرامتي اللي داس عليها جوزك عشان خاطر عيونك… ”

ضحكت ريهام ببرود قائلة باهانة لإذاعة…

“مش عارفه بيحب فيكي إيه… لا جمال ولا مال ولا عيله ولا فصل ولا اصل… ولا آي حاجه تملكيها عشان يتمسك فيكي لدرجه دي ويرفضني انااا…بنت عمه

فضل عليا واحده بنت حرام زيك… ”


بلعت حياة المهانة بصعوبة وهي ترد عليها باجمل

أبتسامة تمتلكها فقط لاغاظتها اكثر …

“يمكن يكون عندك حق انا معنديش كل الصفات

اللي ذكرتيها….. لكن انا عندي اللي مقدرتيش تاخديه ياريهام…. سالم شاهين…. ولي بيني وبين سالم

حاجه صعب يوصلها عقلك ويحس بيها قلبك

قلبك الأسود…”رمقتها بسأم وهي تقول…

” بجد تستحقي الشفقه…. ”

~~~~~~~~~~~~

اوقف سالم السيارة فجأه في نصف الطريق وهو

يمرر يداه على وجهه بضجر….

“مش معقول هرجع كل ده…. ”


نظر الى ساعة يده بضيق…. فالملف الذي ظل أسبوع يحضر فيه ملاحظات تطور المصنع الجديد وعرضها على الموظفين في الإدارة كي يسير العمل بعدها على هذا النهج الجديد الذي أضافه في ذاك الملف الموضوع الآن على المنضدة في قلب صالون البيت!.

فتح الهاتف على كامرات المراقبة آلموضوعه في بيته منذ فترة ولم يحاول تغيرها او تناسى أمرها !….

كان يحاول ان يتأكد من وجود آلملف في المكان الذي قد وضعه به….. ولكن لا يعرف لم قلبه قاده

الى غرفة نوم حياة للاطمئنان عليها فباله كان

مشغول عليها من وقت خروجه من المنزل….

دقق النظر قليلاً فاحتدت عينيه فجأه

وهو يرى ريهام تقف وجهاً لوجه أمام حياة ويبدو ان هناك شجار انثوي حاد على وشك البدء….. هذا ما ظنه … ولكن دوماً العين تجفل عن كشف ستار الشر من حولها…

اشعل محرك السيارة للعودة الى البيت باقصى سرعه…..

يتبع….


تفاااااااعل هنزل الأخير🌹


28🌹الأخير تفااااااعل 

“انا عارفه انك امتلكتي قلب سالم وده لسوء حظك عشان وقعك في سكتي…. واحلى حاجه اني هشفي غليلي منك وحرق قلبه عليكي يابنت الحرام… “


اصطدم رأس حياة براسها بمنتهى الغل والشر

حدث كل شيء في غمضة عين فكانت لا تزال حياة تقف تترجم كلماتها الحاقدة لتشعر بالم في جبهتها

وبعدها ترنح جسدها لتقع سريعاً على الأرض…


شعرت بقطرات الدماء تنزل من رأسها،كان الجرح بسيط بعد الشيء…هتفت حياة بتاوه…


“انتي مش طبيعيه انتي اكيد اتجننتي…. آآآآآه… “


لم ترد عليها ريهام بل انقضت على جسدها كنمرة الشرسة وهي تحاول لكمها في بطنها بمنتهى الغيرة والحقد وهي تصيح بجنون اعمى…

“لازم أحرقك يابنت الحرام مش لازم تعيشي هحرق قلبه عليكي… وقبل ده كله هحرق قلبك على اللي في بطنك هحرق قلبك قبل مولع فيكي بأيدي … “


صرخت حياة وهي تحاول النهوض باتجاه الباب..

“لاااا… لااااا… ابعدي عني.. “


ركضت نحو الباب محاولة الهروب منها مسكت المفتاح بداخل مزلاج الباب حاولت ان تحركه

ولكن وجدت ريهام تقيض حركاتها مرة اخرى بقوة


أثناء تملص كلتاهما وقع المفتاح في لأرض بعيداً عن مرمى البصر…..


“تعالي هنا راحه فين…. ”

جذبتها ريهام عنوة عنها ، وهي تهدر بها بغل… كانت ريهام اقوى من حياة في الجسد وفي الحركة كذلك فكان من السهل الانقضاض عليها جسدياً وهذا سهل الأمر على ريهام أكثر بسبب حمل (حياة) ومضاعفاته عليها…


نزلت دموع حياة وهي تتوسلها بضعف وتعب..

“ابعدي عني ياريهام حرام عليكي ابني هيموت.. ابوس اديكي ارحميه.. “


مزالت تُلكمها ببطنها بقوة تارة تصيبها بقبضة يدها وتارةٍ تتجاوز قبضتها حياة دفاعاً عن نفسها وعن جنينها…


سمعت ريهام سرينة سيارة سالم معلنةً عن وصوله الى المنزل في هذا الوقت !!!..


نهضت ريهام بسرعة وبهلع وهي تحاول تذكر شيئاً

مهم…

“الباب مقفول انا قفلته قبل مادخل اكيد هياخد وقت على مايفتحه….. “


ترجم شيطانها سريعاً ان عليها إنتهاء ما اتت إليه

وذهاب سريعاً من باب المطبخ في الخفئ….


زحفت حياة على قدميها بتعب وهي تضع يدها على بطنها بأعياء زحفت بقدميها الى اخر الغرفة سندت ظهرها على حائط غرفتها وبجوارها باب المرحاض المغلق !….


بدأت ريهام بسرعة وبدون ان تركز على موقع جلوس حياة التي فقدت القوة الجسدية على النهوض او الحديث وهي ترى أمامها ريهام تفرغ البنزين من تلك القنينة أمام باب الغرفة وبجانب الفرش.. انتهت من افراغ محتواها في كامل الغرفة بإستثناء الموقع الجالسة به حياة !….


سمعت صياح سالم الحاد بالاسفل وهو يلفظ اسمها بقوة ….

“ريهاااااااااااااام….. ريهااااااااااام… افتحي الباب

افتحي ياريهااااااااام……. اقسم بالله ما هرحمك

افتحي بقولك…. “


بدون تركيز وبهلع اشعلت النار لترمي عود الكبريت

في قلب البنزين مُشعله النار على اثارها سريعاً…


استدارت ونظرت الى حياة الجالسة بصدمة تنظر الى النيران المشتعلة في غرفتها….


وضعت ريهام يدها على مقبض ألباب فوجدت ألباب مغلق ولمفتاح ليس به….. بهت وجهها وهي تنظر الى النار المشتعلة بقوة خلفها وشعرت بها تذيد بكثرة بسبب اقماشمة الغرفة والستار التي اكلتها النيران بضراوة….


حاولت آلبحث عن المفتاح ولكن بدون جدوى مختفي عن مرمى البصر….


في أثناء انشغال ريهام بالبحث عن مفتاح الغرفة

نظرت حياة حولها وهي تسعل من آثار الدخان المنبعث سوادٍ حولها… والنار التي تزيد للهيبٍ

كلما أكل الحريق غرضاً من الغرفة….

تحركت عينيها وهي تسعل بضياع لتتشبث بُنيتاها

على باب مرحاض غرفتها المغلق… زحفت اليه بدون تفكير وبسرعة وتعب دخلت إليه واغلقته خلفها … لتاكل النار مكان حياة بعدها بدون رحمة ! …


سعلت ريهام بقوة بعد ان فقدت الأمل في إيجاد

مفتاح الغرفة خبطت على الباب بقوة وهي تسعل

“الحقني ياسالم …..النار….. آآآآآه…. “


وجدت النار تمسك في ملابسها من الخلف اي عند ظهرها مباشرةٍ…….


ركضت في الغرفة كالمجنونة بهلع فزاد اشتعال

النار اكثر بها ومسكت بجسدها بأكمله ، اختفت الرؤية عن عينيها ولم تشعر بشيء سوى الاحتراق الجسدي في كآمل جسدها….


(من حفر حُفرةٍ لأخيه وقع بها… وتذوق آلامها

اضعاف تتضاعف بقدر اعمالك السيئة في

الحياة !!…..)


ظلت تصرخ ريهام بعويل بشع….


وضعت حياة يديها الإثنين على اذنيها بقوة وهي تبكي بصمت وجسدها يرتجف رعباً…..


في لأسفل مسك سالم حجر ثقيل متوسط الحجم

وبدأ في ضرب زجاج باب المنزل به، تحطم الزجاج بعد عدة ضربات قوية رمى سالم مابيده…. ومد يده داخل فتحة الباب ، فتح بعدها الباب من الداخل…. وصعد بسرعة على الدرج وقلبه يعتصره المًا

من رائحة الدخان المنبعثة من غرفتهم……


وصل امام باب الغرفة في وقت يكاد لا يُحتسب..

حاول فتح الباب ولكن كان مغلقاً….


ابتعد عنه ليركض عليه بقوة جسده مره اثنين

ثلاثه أربعة فُتح الباب واقعاً….


نظر حوله منادياً على أسمها بكل ماوتي من قوة

“حياااااااااااة……. حياااااااااااة….”


ردت عليه من خلف باب المرحاض بتعب وهلع..

“سالم انا هنا…… خد بالك عشان النار….. “


ركض خارج الغرفة لغرفة اخره ممسك غطاء

ثقيل….. و وضعه على راسه وحول جسده وكتفه

ودلف بسرعة وسط النيران المحيطة بالغرفة بأكملها وتكاد تكون اكثر تناثراً امام باب المرحاض ….


فتح الباب وهو ينظر لها بهلع وجدها تجلس على

الأرض والدماء تسيل ببطء من تحت قدميها….


اتسعت عيناه على ملامحها وشكلها… ولكن ليس وقت الاندهاش عليه ان يسرع النيران تتزايد

في الغرفة من حولهم…..


حملها على ذراعيه وكان الغطاء الثقيل مزال على راسه وكتفه وظهره… هتف بأمر وصوت متحشرج

من منظرها المشفق عليه…..

“امسكي في البطنيه كويس ياحياة غطي جسمك وراسك بيها…… بسرعه ياحياة عشان النار

متأذكيش….”


أومأت له بتعب وفعلت مثلما أمر…..


دلف وسط النار كما فعل اصطدمت عيني سالم على جسد ريهام المتفحم أرضاً…تمتم بغضب..

“كان نفسي اشرب من دمك بايدي.. بس ربنا خد حقها منك وحفظها ليا…. وده في حد ذاته رحمه

ليها وليا…”


خرج بها من الغرفة بسرعة لخارج المنزل

وضعها في سيارة بجواره ودلف جالساً من

الناحية الاخرة….


نظر لها ثواني معدودة وبدلته النظرة بوجه مبلل بدموع واحمر رعباً وذهول من ما مرت به……


مسك ذرعها بقهر عليها واعتصر جسدها في أحضانه


تعالت شهقات بكاء حياة اكثر داخل أحضانه


همس سالم لها وهو يحارب دموعه من الهبوط أمامها…

“انا اسف ياحياة…. سامحيني….انا السبب.. “


شدت جسدها اكثر في أحضانه ومزالت تبكي بصوت عالٍ اردفت بصوتٍ شجن….

” انت ملكش ذنب ياسالم…..هي اللي… “


صمتت ولم تكمل حديثها…

ابعدها عن أحضانه بقلق وجدها فقدت الوعي و وجهها شاحب شحوب الأموات…..


ارجع المقعد الجالسة عليه حياة للخلف كاسرير صغير وانطلق بسيارة سريعاً……


الخوف عليها هو إحساسه في تلك اللحظة العصيبه !!.


ولا يفكر عقله الآن إلا بها !…


يقف أمام غرفة العمليات منذ ساعات معدودة…

القلق يتزايد عليها وعلى من كان سبب رابط

حبهم وعودتهم لبعضهم……


خرجت الطبيبة من غرفة العمليات وذهب إليها

سريعاً قال بلهفة

“حياه عامله إيه دلوقتي يادكتوره….. “


ابتسمت الطبيبة بوجهها البشوش وإجابته بــ….

“متقلقش يادكتور سالم…. حياة بخير والحمدلله

قدرنا نوقف نزيف الدم.. والجنين الحمدلله بخير

محصلش ليه حاجه لان النزيف كان بسيط

وسبب كان ضغط نفسي او اتعرضت لحاجه

مقدرتش تستحملها….. كمان وقعت السلم

اللي سببت ليها الجرح الى في دماغها

عقمت الجرح وخيطه ليها….”


قاطعها سالم بعدم فهم….

“ثواني يادكتوره …انتي لسه قايله وقعت سلم

سلم إيه مش فاهم حضرتك…..”


تكلمت الطبيبة بشك…

“حياة قبل ماتدخل العمليات سالتها مين عمل فيكي كده ..ردت عليا ان اللي حصلها ده وقعت سلم .”


جفل سالم عن تفحص الطبيبة له التي تسائله

بعينيها بشك….


“طب ممكن ادخلها ….”


ردت الطبيبة عليه بهدوء…

“ااه اتفضل هي ساعة كده وهتفوق من البنج …”


———————————————————-

دلف الى غرفة المشفى التي تستلقي بها حياة

بتعب مغمضت العين في مكان بعيداً عن تلك الحياة وشياطين المحاصرة إياها دوماً…


كان يحاوط رأسها شاش طبي….فقدت ملامحها الكثير من الحياة بداخلها بسبب إنتقام شياطين الانس منهم وعقابهم كان بسبب أنهم أرادو الحب والاستقرار معاً ليس إلا ! …


جلس أمام الفراش النائمة عليه…. ومسد بيده شعرها

ببطء وحنان ثم مرر أصابعه على ملامحها

بتروي عاشق كان من الممكن ان يفقد معشوقته

للأبد…..


“الحمدلله…… “


همس بها وهو يتطلع عليها بحزن…


………………………………………………………………

فتحت عينيها ببطء وهي تنظر الى سقف الغرفة

وجدت نفسها في مكان غريب عليها تحركت

بعينيها يمين ويسار بتعب….


وجدت سالم يُصلي في ركناً في الغرفة الماكثه بها كان ساجد لله يبكي لم تسمع بكاءه ولكن شعرت باهتزاز جسده عند السجود…


انتهى من صلاته مُستدير محدج بها… أبتسم سريعاً حين وجدها مُستيقظه اقترب منها بوجه باهت وعيون حمراء ! …


قبلها من قمة راسها قائلاً بحنان…

“حمدال على سلامتك ياحبيبتي…. “


بهت وجهها وهي ترى ملامحه هكذا سألته بشك..

“سالم…. هو حمزه ا…. “


قاطعها وهو يضع اطرف أصابعه على فمها قائلاً

“متقلقيش…. أبننا بخير….. “


“بجد ياسالم…. حمزه لسه جوايا… “


أبتسم سالم بهدوء وهو يمرر يده على شعرها بحنان قال بهمس….

“ااه ياحبيبتي….النزيف كان بسيط والدكتوره قدرت توقفه…… الحمدلله…. “


زفرت حياة بتعب وهي تضع يدها على بطنها

“الحمدلله….. “


مرر يده على شعرها وهو يهمس لها بنبرة حنونة

“حولي تنامي ياحياة…. ارتاحي شويه….. “


اغمضت عينيها وهي تتحدث بتردد..

“سالم انا مش عايزه أروح البيت انا خايفه و…. “


“هششش….. نامي ياحياة نامي ونسي…. وكل اللي انتي عايزاه هعمله….. “


مر أسبوعياً على وجودها في المشفى… كل لليلة

ينام بجوارها وكل لليلة تصرخ بكابوس جديد

ولا تجد إلا احضان سالم الدافئة معها تمحي مخاوفها

التي باتت تظهر بعد هذا الحادث المشئوم…


ولكن مع الوقت ستتاعفى طالما هناك من يساندها

في ذلك….


دُفنت ريهام بعد ان علم النجع بأكمله بقصة

موتها الحقيقة لتكن عبرة لمن يسير خلف هواه

وشيطانه…..


سافرت خيرية الى سويس على مقعد متحرك بعد ان أصيبت بشلل بسبب صدمتها في موت ابنتها التي كانت المتبقية لها من آلدنيآ ! ….


بعد عدة أيام….


اوقف سالم السيارة امام فيلا صغيرة…


نظر لها وهي تراقب المكان من حولها بعدم فهم…


“سالم… إيه ده…. “


قالت حياة عبارتها وهي تنظر إليه…..


أبتسم سالم لها وهو يرد عليها بعبث…

“طب تعالي نخرج من العربيه وهقولك…. “


“لا قولي دلوقتي…. ده بيتنا الجديد…. “


رفع عيناه لسقف سيارته وهو يفكر بمزاح…

ثم قال بلؤم…

“بصراحه هو بيت جديد …بس مش ليكي ده

للمدام الجديده…. “


ضربته على ذراعه بتزمر طفولي قائلة…

“اي الغلاسة دي ياسالم…. “


ضاحكا سالم وهو يرد عليها بقنوط ..

“طب اعملك إيه…. الموضوع مش محتاج أسئله

وانتي مصممه تسألي…. “


“مش بتأكد….. “


غمز لها قبل ان يخرج قال…

“وتأكدت ياوحش…. انو بيتك…. “


خرجت معه من السيارة…. وقف أمامها وهو يشبك يده بخاصتها قائلا بصوتٍ أجش…

“يلا بينا…. “


اومات له بحب وابتسامة رقيقة تزين ثغرها…


دخلت من بوابة الفيلا الصغيرة.. وجدت حديقة

ذات مساحة خضراء واشجار وازهار مختلفة الالوان مكان مريح لنظر ولنفس كذلك….


دخلت معه الى داخل الفيلة……

انبهرت بكل مافيها من أثاث و ديكورات باهظة

رقيقة الذوق… والفرش ألوانه مريحة للاعين كذلك……


“معقول…. دي مش نقصها غير آلناس….. “


أبتسم سالم على ملامحها وانبهارها بالمكان

ليرد عليها بصدق وخفوت…

“هي مش نقصها من الناس غيرك…. مبروك ياحياة عليكي بيتك الجديد…. “


استدارت له ونظرت له بستفهام..

“بيتي؟…. بيتي ازاي…. “


أقترب منها و وقف أمامها قال بحب…

“بيتك يعني….. انا كتبتُه باسمك….. “


“بمناسبة إيه وليه تعمل كده…. “


وضع يده في جيب بنطاله قال بفتور…

“بمناسبة انك مراتي…. وليه عملت كده لاني بحبك

ثانياً كمان لاننا من ساعة ماتجوزنا لا طلبتي شبكه

ولا مهر ولا قدمت ليكي اي حاجه زي كل

المتجوزين …..”


نظرت الى عمق عيناه قائلة بحب..

“بالعكس ياسالم انت اهدتني اجمل تلات

هدايه… “


نظر لها سالم باستفهام… اخبرته حياة بنعومة…

“اول هدية… حُبك لورد بنتي وحنانك عليها…

تاني هدية حبك ليا وحنانك اهتمامك وخوفك

عليا…….. اللي خلاني اشوفك سندي

و راجلِ اللي مليش غيره في دنيا… “


وضعت يدها على بطنها واسطردت حديثها بحب

وابتسامة رقيقة…

“وكمان أجمل هدية اني شيله جوايه حته منك ودول عندي اكبر واجمل واغلى هدايا ياحبيبي… “


جذبها الى أحضانه فور إنتهى حديث زاد

حبها في قلبه اكثر واكثر ….

“انتي اللي اجمل واغلى هدية دخلت حياتي … “


ابتسمت حياة وسط عناقه بحب…

“ربنا يديمك نعمه في حياتي…. يارب… “


بعد عدة دقائق أبتعد عنها وهو ينظر الى عينيها وشفتيها بعبث…

“انا من رأيي نكمل كلامنا في اوضة النوم… اهوه حتى تقولي اي رايك في خشب السرير…. “


نظرت له ببراءة…وثم تحدثت بلهفه وحماس

“سرير آي دلوقت ياسالم مش مهم نشوفه بعدين

انا اهم حاجه عندي المطبخ… انا هروح اتفرج على

المطبخ…..”


ذهبت للبحث عن المطبخ بحماس…..


ابتسم سالم بعبث وهتف بخفوت…

“وماله مطبخ مطبخ…. الرخامه كبير وتساع من الحبايب اتنين… “


دلف خلفها الى المطبخ …..


تفقدت حياة المكان بانبهار….

“ألله المطبخ واسع وكبير اوي ياسالم… “


نظر الى رخامة المطبخ ذات الشكل المستطيل…

“ااه ولرخامه برضو هايله…. “


نظرت حياة الى الرخام بفتور….

“ااه الرخامة حلوة… بس ممكن نغير مكان التلاجة من هنا عشان شكلها هنا مش مظبوط…. “


نظر سالم الى الرخامة مرة اخرة وهو يرسم عليها

بعد التخيلات الوقحة….

“تصدقي الرخامه دي هتنفع في لأيام الجاية…

هيبقى عليها استعمال رهيب…. “


نظرت له حياة بعدم فهم مُتسائلة…

“انت اي حكايتك مع رخامة المطبخ….. “


حك في شعره بمكر وهو يرد عليها ……

“الموضوع محتاج شرح وانا بفضل الموضوع دا عملي .. “


حملها بعد ان انتهى من حديثه…. ووضعها على

رخام المطبخ بخفة ….. انفجرت حياة ضاحكة بعد ان فهمت نواياه الخبيثة…. هتفت بدلال

“سالم نزلني الرخامة ساقعه ….. “


مالى عليها بجسده وهو يهمس لها بحنان….

“مش مهم هدفيكي ياملاذي…. بس المهم كنت عايز

أقولك حاجه مهمه…. “


همهمت بدلال اكمل حديثه قائلاً بغزل ….

“اي سر حلوتك النهاردة…. “


انغمست معه في قبلاته المشتعلة اشوق لحظة

لحظات مرت وهي لا تشعر بشيء من حولها فقد

سُحرت بسحر قُربه وانفاسه …


أدمنت حبه وأدمنت اشوقه وإدمان العشق

صعب علاجه !! ….


——————————————————–

بعد مرور خمسة شهور…..


يقف الجميع حول حياة الجالسة على سرير المشفى بعد ان وضعت حامل اسم عائلة شاهين

(حمزه سالم شاهين….) قد اتى الى الدنيا منذ عدة ساعات فقط…. يُشبه والده اكثر آو كذلك رأت حياة…..


“اي رأيك في سالم الصغير…. “


همست حياة لسالم الجالس بجوارها ويحمل حمزه على يده ويتطلع عليه بسعادة أب …


رد عليها سالم بابتسامة جذابة…

“قمر زي امه….. “


“زي أمه ازاي ده شبهك اوي ياسالم…. “


حدج بطفل قليلاً وثبت على قراره بـ.

“لا ده شبهك أنتي ….. “


احتدت عينا حياة بإصرار قائلة بصوت عالٍ قليلاً

وصل الى مسامع الجميع…

“طب والله العظيم نسخه منك…. ياسالم”


ضحك الجميع عليها… لتكركر ريم وهي تتقدم

منهم بحنان…

“ولا تزعلي ياحياة هو ولا شبهك ولا شبه سالم

هو شبه خالتو…. مش كده ياموزه أنت طالع شبهي…موزه انت صغنون كده ليه يخلاثي.. “


حملته ريم من يد سالم وهي تحاول ألعب معه ولكن كان الصغير ينظر للاعلى بشرود

وكانه لا يزال في رحم أمه ! ….


ابتسمت حياة وهي تنظر الى سالم وتنهدت بحزن

على حيات ريم و وحدتها والأحداث التي مرت بها

في تلك الفترة القصيرة…..


ربت سالم على كف حياة وهو يتمتم بخفوت…

“ربنا هيعوضها ياحياة….. ربنا كبير وانا بدعلها دايما بالخير….. “


ترقرقت الدموع في عيون حياة وهي ترد عليه

بنفس الخفوت….

“يارب ياسالم ريم بنت حلال…. وتستاهل كل

خير “


طرق على الباب ودلف آخر شخص ممكن ان ياتي

في مخيلة الجميع……

“سلام عليكم ياهل الدار…. “


“عمو فارس…. عمو فارس…. ”

ركضت ورد سريعاً بعد ان دلف فارس الى الغرفة

المتواجدين بها……


حملها فارس في أحضانه وهو يقول بمزاح…

“قلب عمو…. خطيبتي القمر وحشتني…. “


ردت ورد ببراءة وهي تبتعد عنه …

“وأنت كمان وحشتني اوي… بس كمان اتاخرت

اوي… “


“معلشي شُغل بقه يا ورد الجوري….. “


اقترب فارس من سالم وهو يسلم عليه بحبور.

“الف مبروك ياصاحبي يتربى في عزك… اول ماوصلت النجع وسألت عليك مريم الشغاله قالت

ان حياه بتولد وخدت منها عنوان المستشفى وجيت على هنا… “


رد عليه سالم بخفوت…

“نورت يافارس…. وعقبال ما نفرح بيك وتبطل

سرمحا…..”


رد عليه فارس بنفس الخفوت…

“أدعلي من قلبك ألاقي اللي تلمني…. “


نظر فارس الى حياة قائلاً بإحترام…

“مبروك يامرات اخويه يتربى في عزكم…. “


ابتسمت حياة بحرج وهي ترد عليه…

“ألله يبارك فيك عقبال فرحك…. “


اكتفى فارس بابتسامة بسيطة…. ونظر الى رافت

والجدة راضية،أقترب منهم وسلم عليهم بحبور…

“أقسم بالله بركة البيت…… عم رافت… والحجه راضيه اللي كل يوم بتزيد حلاوه….”


حاولت ريم كبح ضحكتها وهي تهمس داخلها بيقين

“واضح انك مش سهل يافسدق خالص…”


ردت راضية عليه وهي تضحك…

“ااه ياواد يابكاش…..بس بجد وحشني بكاشك…”


ضحك رافت وهو يكمل حديث امه ..

“ولله العظيم يامي في دي عندك حق….هو بكاش بس بيوحشنا …..”


سلم فارس عليهم جميعاً…….


لم يلاحظ فارس وجود ريم الجالسة بعيداً عن مرمى عيناه على اريكةٍ في آخر الغرفة…..


نظر فارس الى سالم سائلاً بحماس…

“المهم النون فين وسمتوه إيه ….”


رد عليه سالم بابتسامة فخر …

“حمزه……حمزه سالم رافت شاهين….”


“سيدي ياسيدي…..طب فين الاخ موزه عشان

اشوفه تنح زي ابوه ولا فرفوش زي عمه ….”

انهى فارس حديثه وهو يشير على نفسه


ضحكة راضية وهي تتحدث بعفوية…

“انت وريم دلعكم لي حمزه واحد …..بس على العموم حمزاوي على ايد ريم اهوه…..”


نظر فارس بعينيه نحو ريم …


تفقد هذهِ الفتاة…ذات الوجه الطفولي والملامح الرقيقة التي وللعلم تحكي عن شقاوة

روحها وخفة دمها في أن واحد عينيها سوداء وجذابة بهم شيئاً يميزهم عن غيرهم ……


كل هذا الوصف في نظره واحدة ياللهي !!…


اقترب منها وجلس بجوارها وعيناه لا تفارق وجهها

الرقيق…


حاولت ريم الحديث بسبب نظارته الجريئة والثاقبة عليها ..فقالت بتردد


“حمدال على سلامه يافسدق احم…قصدي يادكتور فارس….”


رد عليها وهو مزال شارد في ملامحها…

“الله يسلمك يا ريم مش ريم برضه…”


“ااه ريم بنت عم سالم و ….”


سالها بسرعة….

“انتي مرتبطه…..”


رفعت عينيها اليه بصدمة …وجدت على ملامحه الرجولية علامات الجدية…..

“لا… مش مرتبطه بس بتسال ليه…..”


ابتسم وهو يحمل حمزة عن يداها قائلاً بهدوء…

“بعدين هتعرفي يابونبونية العرب ….”


نهض من جانبها لتردد جملته بعدم فهم….

“بونبونية العرب ……يعني إيه…..”


في خارج الغرفة….

مال فارس على اذن سالم وقال بنبرة جادة

“انا قررت اتجوز وتلم ولقيت اللي هتوب على

اديهاا …..”


نظر له سالم بمكر…..


تابع فارس بجدية….

“انا عايز اتجوز بنت عمك….ريم …”


لم يستوعب سالم حديث فارس الا بعد عدة دقائق ابتسم له بفظاظة وهو يقول….

“عايز تجوز بنت عمي ليه….”


فغر فارس شفتيه بصدمه..

“هكون عايز اتجوزها ليه عجباني…مش محتاجه سؤال ياعم التنح …..”


ابتسم سالم بسخرية قائلاً….

“تنح؟… بقولك اي يافارس انا معنديش بنات للجواز… “


هدر فارس بجنون…..

“لا… بقولك إيه فكك من التناحه دي….. ريم تلزمني ومات الكلام……هي خلاص دخلت هنا ومش هتخرج غير على هنا… “أشار على عقله ومن ثم على موضع قلبه…


أبتسم سالم بلؤم وهو يقول…

“تمام ياعم الحمش…انا ممكن اوفق عليك…بس دا

لو هي وفقت عليك الاول … “


نظر فارس بإعجاب ناحية ريم الواقفة في ردهة المشفى ….وعدل لياقة قميصُه وهي يجيبه باصرار.

“سيب موفقت ريم عليا انا هقنعها ….”


“وريني شطارتك…..ومبروك مقدماً.. ”

ربت سالم على كتفه وهو يهنائه بسعادة لأجلهم …


——————————————————–

بعد مرورو ست شهور على ولادة حياة

و وجد حمزه الصغير في البيت والذي لا يتوقف

عن إرهاق أمه ببكاءه المتواصل واستيقظه ليلاً خلال تلك الأشهر التي مرت عليهم……


في غرفة حياة وسالم….


كانت تستلقي على الفراش نائمة بتعب و إرهاق

بسبب هذا المشاغب المستلقي بجانبها يضرب

بقدميه الصغيرة على الفراش ويخرج بعض الاصوات المرحة ، لغة عجز البشر عن ترجمتها !……


دلف سالم الى الغرفة للاطمئنان عليهم فهذهِ الفترة يمكث بغرفة آخرى بسبب استيقاظ طفله طوال آلليل…..


خطى عدة خطوات ببطء واستلقي بجوار حمزه

وعيناه على (حياة) التي تغرق في نوم بطريقه جعلته يشفق عليها….. نظر الى الصغير وهو يمرر

يده على وجهه بحب أبوي قائلاً بعتاب طفيف….

“منور ياعم اصايع…. ينفع كده ست شهور مش

عارف اتلم على مراتي ولا أنام جمبها حتى …. هي دي الرجوله يابن الكلب….. “


ضحك حمزه الى والده وحاول انظاره الى أمه ومال على جانبه محاول إمساك شعرها لايقظها …


عدل سالم وضعيته وهو يهمس بخفوت…

“يابني حد قالك اني عايزك تصحيها انا هصحيها

بنفسي مش عايز اتعبك معايا… بس خليك جدع

ونام في سريرك….. “


اثناء حديثه كان يحمل حمزه على يداه بخفة

ثم وضعه على سريره الصغير بجانب سريرهم طبع

قبله على وجنة الصغير وهو يقول بحنان…

“نام ياحمزاوي…. “


مزال الصغير يلعب بهدوء على سريره الصغير ويتطلع على السقف بانبهار !….


استلقى سالم بجانب حياة ممسد بيده على شعرها و وجهها كذلك


وضع قبلة سطحية على شفتيها ولكن مزعجة

قليلاً فهو يثبت شفتيه على شفتيها لعدة ثواني

و أنفاسه الرجولية تطبق على انفاسها…


فتحت عينيها ببطء وهي تنظر الى سالم

قائلة بصوتٍ ناعس قليلاً..

“سالم….. انت صحيت امته…… وبعدين فين

حمزه….. “


مرر أصابعه على وجهها وهو يقول بصوتٍ

عذب…

“لسه صاحي من شويه….. وحمزه نايم على

السرير بتاعه….. “


هتفت حياة بعتاب…

“اخص عليك ياسالم حمزه مش بيعرف ينام غير

في حضني….. “


عض سالم على شفتيه السفلى بضيق وهتف بانزعاج…

“ورحمة امي ياحياة لو ملميتي نفسك انتي ولواد

ده هفصلكم عن بعض وكل وأحد في اوضه… “


للحظة كانت مصدومة من جملته ولكن انفجرت

ضاحكة حين رأت تزمره عليها كالأطفال…


“بتضحكي على إيه…”


هزت رأسها وهي تجيبه…

“بصراحه مش مصدقه أنت بتغير من ابنك…. “


رد عليها بتهكم ….

“انا بغير من الهدوم اللي بتلبسيها يعني طبيعي اغير من الأستاذ اللي مش بيعرف ينام غير في حضنك”


نظرت الى عينيه قائلة بحب…

“سيبك من كل ده…. انت أصلا وحشتني…. “


زم سالم شفتيه بتبرم ..

“مم.. واضح…..اني بوحشك… “


هتفت حياة بتبرير…

“اقسم بالله دايما وحشني… بس أنت شايف حمزه

ونظام نومه…. “


مرر يده على شعرها بحنان…

“عارف ياحبيبتي ان تعبك معلشي بكره يكبر

ويريحك… “


ابتسمت وهي تمتم بحب ….

“إن شاء الله ياحبيبي….”


أقترب سالم من وجهها أكثر قائلاً بعبث….

وهو يتطلع على ماترتديه….

“حياة….انتي مش ملاحظه ان الجو حـر اوي

هنا.. “


ردت ببراءة…

“بس الجو حلو و…. “


” لا حــر أسمعي الكلام وقلعي…. “


شهقت بعد ان فهمت مغزى جملته..

“هااا…… سالم بطل قلة أدب…. “


فتح ساحبة البجامة من الإمام قائلاً بوقاحة…

“بالعكس ده اللي هيحصل كمان ثواني… هيظلم

قلة الأدب معانا….. “


نظرت له ببراءة..

“ليه هو إيه اللي هيحصل….. “


طل عليها بهيئته الرجولية وهي اسفله ممدده..

“لازم تعرفي ان الإجابه هتكون…. سالم شاهين

راجل أفعال مش أقوال….. “


مالى عليها واعتصر شفتيها بجنون واشتياق مُشتعل بالعشق الخالص…. فقد وجد( ملاذ الحياة) و أرتاح في حياته بجانبها ومعها….تارك قسوته خارج

حياتهم وتارك قناع( قاضي نجع العرب)جانباً

تارك ماضيه ومستقبله ليكون معها بحاضره فقط

حاضره وعشقه لها…..


اكتملت قصة حبهم اكتمل عشق سالم و حياة لبعضهم …..


تمت

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



تعليقات

التنقل السريع