القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ومجبل علي الصعيد الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم رانيا الخولى كاملة

 



رواية ومجبل علي  الصعيد الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون بقلم رانيا الخولى كاملة 




رواية ومجبل علي  الصعيد الفصل الثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والخامس والثلاثون والسادس والثلاثون  بقلم رانيا الخولى كاملة 


ومقبل على الصعيد

رانيا الخولي

الفصل الثالث والثلاثون

❈-❈-❈


ضاع كل شئٍ واصبحت حبيسة تلك الجدران

ظهر في حياتها لحظات هدمت حلمها الوحيد

ضاع عام من دراستها وربما تكون أعوام كثيرة

وتم تحديد موعد زفافها 

طرق بابها ودخل مهران الذي اخذ ينظر إليها بشر لم تبالي به، فقد ضاع كل شئ وانتهى الامر 

تقدم منها وقال بحدة

_ اعملي حسابك الفرح هيكون بعد شهرين من دلوجت 

أشاحت بوجهها بعيدًا عنه دون قول شئ مما جعل غضبه يشتد أكثر وقال بحدة

_ ايه مش عجبك؟

نهضت حلم وتقدمت منه تسأله بحيرة 

_ حاچة واحدة بس هى اللى عايزة اعرفها منيك، ايه اللي يچبرك تتزوچ واحدة مش طيقاك وبتحب واحد تاني؟

اندهش مهران من جرأتها التي تتحدث بها وقال ببساطة 

_ لإن العرف حدانا بيقول اكدة، بيقول أولاً إن البنت لابن عمها 

وثانياً إن الورث اللي سابه أبوكي مينفعش يروح للغريب

_ طيب لو اتنازلت لك عن حقي كله 

ضيق عينيه بشك وقال 

_ تقصدي ايه بالظبط؟

تحدثت بقوة لم تعدها من قبل

_ اقصد اني مستعده اتنازلك عن كل حاچة بمقابل إنك تساعدني ارچع الچامعة تاني.

قطب جبينه بغضب شديد ثم قال بغضب

_ انتي بقولي ايه شكلك اتچنيتي 

اجابت بحدة

_ لأ متچنتش ده حقي كل اللي بطالب به هو أكمل دراستي وتأجل الفرح بعد الامتحانات 

واني ايه اللي يجبرني اوافق واني لو اتزوچتك دلوقت كل حاچة هتكون تحت ايديا

بس المزرعة والارض اللي وراها باسمي ملهاش دعوة بالورث اللي عند چدي، يعني حتى لو اتزوچتني دول بردك هيكونوا ليا انا

انما انت لو طاوعتني هيكون الورث وعليهم المورعة واللي وراها ملكك 

التزم الصمت قليلًا يفكر في كلامها ثم نظر إليها قائلًا بشك

_ وايه اللي يضمنلي؟

_ تقنع چدي الاول وارچع الچامعة وبعدين هكتبلك كل حاچة، ها قلت ايه؟ ووعدي ليك ضمان.

اخذ يفكر قليلًا ثم قال بفتور

_ سيبني افكر شوية وبعدين اقولك.

انهى حديثه ثم تركها وغادر


لن يرفض، فهي تعلمه جيدًا يبيع اى شئ مقابل المال 


❈-❈-❈


اندهش جاسر من سؤالها وقال بحيرة

_ تجصدي ايه مش فاهم؟

_ انت خابر زين انا اجصد ايه

اهتزت نظراته باحراج 

_ عادي يعني سوء تفاهم بيحصل بين اي اتنين متزوچين.

تقدمت منه اكثر وقالت بتهكم 

_ متزوچين بردك؟

قطب جبينه بعدم فهم فهو لا يعرف ما ترمى إليه وسألها بحيرة

_ بزيداكي الغاز وقولي ياأمي ايه اللي في دماغك 

تظاهرت بالقوة رغم الاحراج الذي تشعر به وقالت

_ متزوچين كيف وهى لساتها بنت 

عقد جاسر حاجبيه مندهشًا من قولها 

_ يعني ايه مش فاهم؟ 

استغربت وسيلة من حيرته 

_ هو ايه اللي مش فاهمه، اني اللي عايزة أفهم ليه الدكتورة جالت إكدة

هز جاسر راسه بانفعال حاول بصعوبة السيطرة عليه

_ متتحدثي دغري وجولي اني مفهمش حاچة واصل

نظرت إليه بعدم استيعاب هل ينتظر توضيح اكثر من ذلك

_ فيه إن مرتك لساتها بنت متلمستش وده اللي بسألك عليه مش انت اللي تسألني.

وكأن دلو من الماء البارد سكب عليه ويتصنم جسده وهو يحاول استيعاب ما سمعته أذناه فأراد التأكد أكثر فسألها بتيهه

_ يعني ايه الكلام اللي بتجوليه ده؟

اتسعت عينيها ذهولًا من حديثه

_ هو مين اللي يسأل التاني؟ في ايه بينك وبين مرتك ياجاسر؟

صاح بها جاسر بوجع

_ ردي عليا لول وأكديلي ان الكلام ده صح؟

اجابت وسيلة بحدة

_ الدكتورة اللي اكدت لما كشفت عليها وجالت إكدة

رمش بعينيه يحاول لملمة شتات أمره، وتساءل عن معنى ذلك؟

هل تقصد..؟

لكن كيف؟ 

نظر إلى والدته باستنجاد 

_ انتي بتجولي ايه؟

الضياع الذي ظهر عليه طعن وهو يتحدث جعل قلبها ينقبض خوفًا عليه فدنت منه تسأله بقلق

_ صارحني ياولدي وجولي مالك فيك أيه؟ واوعدك انه هيفضل سر بيناتنا

حاول ان يبتلع تلك الغصة التي توقفت في حلقه لكنها ظلت ثابته حتى كاد يختنق منها 

جلس على المقعد عندما شعر بقدميه كالهلام لا تستطيع حمله

_ چات متأخر جوي.

بقلب ملتاع دنت منه تجلس بجواره وسألته بريبة

_ جولي ياولدي الحجيجة وريحني 

رفع نظره لها بتشتت وقال بألم

_ رايدة تعرفي الحجيجة؟ بس لو عرفتيها مش هترضي تبصي في وشي 

اهتزت نظراتها بقلق لكنها طمئنته 

_ مش هيحصل ياولدي بس طمني وجول في ايه؟


❈-❈-❈


استطاع أخيرًا فتح عينيه ليغلقها فورًا اثر ذلك الضوء الذي يملئ الغرفة 

سمع صوت يعرفه جيدًا يردد اسمه، مما جعله يصارع كي يرفع جفنيه ويتأكد من وجودها 

فتح عينيه بروية لتقع عيناه عليها وهى تنظر إليه بابتسامة

وصوتها يناديه

_ أمجد انت كويس 

كان يود أن يرفع يده كي يتأكد من وجودها لكنه شعر بثقل فيها فلم يستطيع 

حاول نطق اسمها لكن حلقه كان جاف لم يستطيع النطق 

يشعر بألم حاد غير محتمل في صدره فنطق اسمها بوهن

_ لـ…ـيلـ..ـي


تلك المرة كان الصوت أوضح صوت عصام الذي تحدث بجدية

_ أمجد انت سامعني؟

اومأ بعينيه فالمجهود الذي بذلة في نطق اسمها اهدر طاقته 

أين هي؟ لقد كان يسمع صوتها ويرى طيفها الخافت أين ذهبت وتركته

حاول نطق اسمها مرة اخرى لكن لا فائدة الألم شديد ولا يستطيع التحدث بما يؤلمه، هى وحدها كانت تشعر به دون أن يتفوه بشكوى

رفع أصبعه كأنها أشارة لها بالاقتراب لكن لا فائدة 

تلك المرة كان صوت والده

_ أمجد حمد لله على السلامة يا ابني


صوت أنثوي كان يتقدم منه، يعرفه جيدًا 

فقط يندهش من تواجده

بعد عناء دام لحظات وضحت الرؤية أمامه 

نظرة شاملة لكل الموجودين ولم يرى فيهما طيفها 

تحدث بجهد

_ ليـ..ـلى

ربت عصام على يده وقال بابتسامة

_ ليلى كويسة متقلقش المهم مترهقش نفسك وارتاح 

تقدمت منه لتنظر إليه بسعادة

_ أمجد حبيبي حمد لله على السلامة

اندهش من تواجدها وتسلل القلق إلى قلبه وعقله لكنه لم يستطيع التحدث معها 

فعاد إلى غفوته ليعود إليها في أحلامه..


❈-❈-❈


صدمة قوية تلقتها وسيلة في ابنها التي كانت تفتخر به دائمًا 

كانت تستمع له ليخرجها من صدمة ويلقيها في اخرى اشد وأقوى 

تنظر إليه بعدم استيعاب وكأن من أمامها الآن يروي قصة من وحي الخيال 

محال ان يكون ولدها بكل تلك القسوة

ومع من؟ ابنة عمه التي اتخذته درعًا تتحامى فيه ليكون هو بكل تلك القسوة معها 

كيف سولت له نفسه بأن يذيقها الهوان وقد جاءت إليهم تلتمس منهم الآمان

تذكرت نظرات الإنكسار التي كانت ملازمة لعينيها 

والحزن الذي كان يغلف صوتها

استطاعت أخيرًا التحدث وهى تنظر إليه بخزي

_ ياخسارة تربيتي فيك، انت مستحيل تكون ولدنا اللي ربناه على الرجولة والشهامة عشان يستجوى على حرمة جات تتحامى فيه ومش أى حرمة دي بت عمه 

أغمض عينيه بألم وهى تابعت دون ان ترأف بحالته

_ بدل ما تحتويها وتحسسها بالامان اللي فقدته زدت انت في جسوتك وجبروتك عليها ونسيت انها لجأت لينا احنا عشان نحميها تجوم انت تتجبر عليها. 

انت شاركت معاهم في اللعبة دي واكتر كمان

هما أوهم وانت حكمت وعذبت فيها لحد ما وصلتها للحالة اللي هي فيها دي

انت زيك زيه متفرجش عنه كتير..

 

كان يستمع إليها وهو خافضًا رأسه بانكسار 

تابعت وسيلة جلده

_ كان ذنبها ايه عشان تعذبها أكدة هى اتعرضت لحاچة أى واحدة في الدنيا ممكن تتعرض ليها وحجيجة بنسمع عنها كل يوم 

لجيت نفسك مش هتجدر تتحمل وضع زي ده كنت صارحتنا واحنا اتصرفنا 

والاخر ضربتها وهنتها عشان خافت عليك تضيع مستجبلك في واحد زي ده ونبهت أخته 

صدجني كل اللي عرفته ده خلاني اتعلج بيها اكتر واتأكد انها فعلًا بنت أصول بس للأسف وقعت في ايدين مبترحمش وأولهم يدك انت 

تحدث بألم وهو يهز رأسه بين يديه

_ أرحمني كفاية

تابعت وسيلة عتابها 

_ وليه انت مرحمتهاش، تفرج انت ايه عن اللى ظلموها على الاجل هما وهموها إنما إنت هنت وجسيت ومديت إيدك

مظنش إن اللي عملته ده ممكن حاچة تغفرلك عندها


تعرف لما عرفت الحجيجة جريت على حضن مين؟

حضن أبوك لأنه كان احن عليها من حضنك

المفروض في الوجت ده تكون في اسعد لحظتها وهى بتكتشف انها بريئة وبدل مـ تترمى فـ حضنك انت رمت همومها واحزنها في حضن أبوك 

رفع جاسر وجهه إليها وقال بألم

_ اعمل ايه؟

تنهدت بحيرة 

_ العمل عمل ربنا، بس روحلها واعتذرلها يمكن تسامحك، واعمل حسابك أنها دلوجت مدبحوة ممكن متسامحش بسهولة، اتحملها مهما عملت.

هز راسه بضياع ثم نهض من مقعدة فتطلع إلى والدته التي اشاحت بوجهها بعيدًا عنه ثم خرج من الغرفة.


وقف امام غرفتها يحاول لملمت شتات أمره لا يعرف ماذا يفعل 

كيف ستغفر له ما فعله معها 

نظر إلى يده التي امتدت عليها بكل قسوة ثم قبضها بحدة يعاتبها على ما فعلت.

طرق بابها وقام بفتحه ليتفاجئ بأن الغرفة فارغة

تقدم من المرحاض وقد انقبض قلبه بخوفٍ وطرقه أيضًا لكن ما من مجيب 

ازدادت حدة انقباضت قلبه وخرج مسرعًا ليدلف غرفة سارة دون استئذان ليجدها مستلقيها على فراشها وفي عالم اخر 

نهضت مندهشة من فعلته وسألته بريبة

_ في ايه ياجاسر

سألها بتوجس

_ انتي شوفتي سارة؟

هزت راسها بنفي وقالت

_ من وقت مرجعنا مشوفتهاش تلجاها…..

لم يستمع للباقي وخرج مسرعًا يبحث عنها في كل الغرف لكن لا فائدة 

خرج مسرعًا للباب الرئيسي يسأل أحد الرجال المكلفين بحراسة المنزل 

_ هى مرتي خرجت دلوجت 

أومأ الرجل 

_ ايوة يا بيه مشيت من نص ساعة حتى لما سألتها مردتش عليا 

مستحيل أن تفعل ذلك لم تتركه لن يستطيع العيش من دونها

دلف مسرعًا ليأخذ سيارته وانطلق بها إلى محطة القطار الذي شعر بمدى بعدها حتى شعر بأن السيارة ثابته لا تتحرك 

كان يناچيها ان تعود، سيجثو أمامها ويطلب منها العفو لكن لا تفعل به ذلك 

فلتنتقم منه كما تريد لكن لا ترحل وتتركه في عذابٍ لا يرحم 

فلتعود وتكويه بنارها ولن يشكو

وان ارادة ان تذيقه العذاب الذي تجرعته فلتفعل ولن يأن 

فبعدها عنه هو الموت بحد ذاته فالموت بعذابها أرحم بكثير من الموت ببعدها.

تباطئت سيارته وهو يسمع صوت القطار المنطلق من البلدة وأخذ ينظر إليه بدمعة سقطت على وجنته وهو يراه  ينطلق أخذًا معه اعز الاحباب.


..

كانت جالسة في القطار ترتدي نظارة سوداء تخفي بها عينيها التي لم تكف لحظة واحدة عن البكاء 

تبكي على كل شئ

على تلك الخدعة التي اتقنوها عليها ببراعة 

وعلى قلبٍ نبض بعشق رجلٍ قاسي تحملت منه الكثير 

تذكرت كل اهانته لها

نعتها بالخاطيا، تزوجها غصبًا كي ينتشل أهله من الفضيحة وليس شهامة منه.

منعها من جامعتها حتى لم يهتم بنقل اوراقها 

سجنها في المنزل ولم تخرج منه منذ مجيئها

لن ترحم ولن تغفر ولن تظل بذلك الضعف بعد الآن

ستخرج من حياته ولن تعود 


❈-❈-❈


وقف في ذلك الخلاء مستندًا بظهره على السيارة وينظر للفراغ الذي أمامه بوجوم

لكن قلبه الذي ينزف دمًا ويصرخ ألمًا على فراقها يعاتبة بقسوة ولا يرئف به


لم يتخيل يومًا ان يكون بُعدها قاسي لتلك الدرجة

رن هاتفه او بالاصح هاتفها 

اخرجه من جيبه ليجد المتصل والدته، فلم يستطع الرد عليها

انتظر لحظات حتى يأست والدته ثم دفعه شوقه  ليتطلع إلى الصور المحفوظة به ويملي عينيها من صورتها

وقع نظره على صورة التقطت لها في الجامعة وقد كان نسمات عليلة تتلاعب بخصلاتها التي يعشقها  ويرى بعينيه المشتاقه أجمل ابتسامة محاها هو بغلظته 

وضع انامله على شاشة الهاتف يتلمس صورتها وتلك الابتسامة التي تشق ثغرها بسحرٍ آخذ يسري في القلوب.

وكأنها التقطت عن عمد كي يتجعله يخرج من جوفه آااه ألم لم يعلم بها سوى خالقه.

الألم يمزق قلبه دون رحمة ويطالبه بالاسراع إليها

لكن لن يستطيع الوقوف أمامها الان سيتركها تهدئ وبعدها سيذهب إليها ويطلب العفو مرارًا 


❈-❈-❈


عادت ساندي إلى شقة والده والدموع تنهمر من عينيها

لم تستطيع العودة إلى منزل عمتها بعد ما حدث

انسحبت بخزي من شقته وجاءت إلى هنا كي تبكي بانهيار 

ما كان عليها الذهاب إلى منزله لكن هذه عدالة القدر لما فعلته في صديقتها 

طرقات حادة على الباب جعلها تنتفض بخوف لكن عندما زاد الاصرار تقدمت من الباب بريبة وتساءلت

_ مين؟

رد الطارق باقتضاب

_ افتحي

لم تستطيع التهرب بل قررت المواجهة كي تعتذر منها آلاف المرات ربما ذلك يشفعلها ولو قليلًا فقد ذاقت مرارته وكان هذا أشد عقاب 

فتحت الباب لتجد سارة أمامها تنظر إليها بعتاب حارق مما جعلها تخفض عينيها وقالت بخزي

_ ادخلي ياسارة 

لم تخطوا خطوة واحدة داخل ذلك المنزل لكنها قالت باحتدام

_ ليه؟

أغمضت عينيها بألم من عتابها الذي مزق داخلها لتكمل سارة عتابها 

_ انا كنت بعتبرك أختي ليه عملتي فيا كدة؟

مسحت ساندي دمعة حارة سقطت على وجنتها وقالت بألم

_ ادخلي نتكلم جوة

صرخت بها سارة بوجع

_ مش هدخل

اشارت لها بيدها ان تهدئ 

_ خلاص بس ارجوكي أهدي

صرخت مرة أخرى 

_ قوليلي على حاجة واحدة بس تخليكي تعملي فيا كدة.

ازدردت لعابها بصعوبة والألم يفعم قلبها لتجيب عليها

_ محدش مننا ازاكي كل الحكاية إني وائل اوهمك عشان تقبلي تتجوزية بعد ما يأس من اقناعك

بس اقسملك اني ما سمحتله أنه يشوفك حتى، انا اللي عملت كل حاجة وانا اللي قلعتك الهدوم وغطيتك وفضلت جامبك ولما لقيتك بتفوقي خرجت بسرعة ودخلته هو، واكيد اتأكدتي بنفسك بما انك اتجوزتي

لم يزيدها كلماتها سوى مرارة و ازدراء شعرت بهم تجاهها 

ابتسمت بتهكم

_ لا كتر خيرك حافظتي عليا. 

تحول تهكمها لعتاب قاسي

_ بس كسرتيني وذلتيني وخلتيني اتحمل اللي مفيش واحدة تقدر تتحمل وانا بطعن كل لحظة في كرامتي وفـ شرفي، لما تلاقي جوزك كل ما يقرب منك يبصلك باشمئزاز 

ويحسسك ديمًا إنك خاطيا، دمرتيني وكسرتيني منك لله 

ابتسمت بوجع وهى تقول

_ متقلقيش ربنا أخدلك حقك ياسارة وانتقملك مني ومن أخويا

تساقطت دموعها بألم وتابعت

_ بس انا بقى حقيقي وكان بمزاجي 

دلوقت بس حسيت بيكي وباللي عملته 

وعرفت ان غيرتي منك ما اخدتش من وراها غير الدمار ليا انا مش انتي

عقدت سارة حاجبيها بدهشة لتأكد لها 

_ أيوة كنت بغير منك كانت نظرات الكل ليكي كلها اعجاب، اغلب الشباب في الجامعة كانوا بيتمنوا نظرة منك 

واحنا داخلين المحاضر بلاقي عيونهم كلهم كلها بتتمني تقعدي جانبهم وفي منهم اللي كان بيفضيلك مكان عشان تكوني جانبه مع انك كنت ديماً حازمة في تعاملك معاهم

عشان كدة لما لقيت اهتمام من صاحب وائل جريت وراه واتخدعت بوهم الحب، كنت بخاف ازعله وهو عرف يدخلي من المكان ده لحد ما سلمتله نفسي بإرادتي 

رفعت عينيها تطلع إليها بندم

_ دلوقت بس جربت الاحساس ده وعيشت فيه 

ربنا انتقم مني واخدلك حقك.

تراجعت عمّ كانت تنتوى فعله معها وتركتها في عذابها الذي تعلم جيدًا مدى قسوته وآلامه

تركتها ورحلت لتعود كما كانت 

ابتسمت بألم 

لكن كيف وذلك وقد تحطم كل شئٍ بداخلها، وأصبحت فتاة أخرى لم ترحمها الحياة 

تذكرت عندما مرت من هنا بعد استيقاظها ونظرت لذلك السور الذي تقدمت منه تنوي الانتحـ.ـار لولا ان تذكرت أن لها أهلًا وعليها الفرار من الموت إليهم

تقدمت من السور تنظر إلى المياه التي كانت ارحم لها من الخزي الذي عاشته 

تساقطت دموعها بغزاره وهي تتذكره واندهشت من ذلك القلب الذي مازال ينبض بعشقه رغم ما فعلها به.

اخذت شهيقًا عميق كي تهدئ به من روعها لكنها لم تعد تتحمل اثقلت الهموم عليها بعد ما علمت الحقيقة وياليتها لم تعلم..


❈-❈-❈


جالسًا في مكتبه يحاول العثور على حل لتلك المعضلة

فـ الشركة اصبحت في الانخفاض بسبب تلك الصفقة الخاسرة التي اقحم نفسه داخلها

واصبح كل شئ يتلاشى من حوله

لا يوجد سوى الوحيد التي تلازمه أينما ذهب 

عليه التصرف كى لا يشمت به الأعداء

انزعج من تلك الطرقات التي لم تيأس فنهض يبحث عن احد من الخدم فتذكر بأنه سمح لهم بالذهاب 

فتح الباب ليتفاجئ بـ سارة تقف أمامه لكن وحيدة 

ابتسم لها بسعادة وهو يحتضنها 

_ سارة، ازيك ياحبيبتي عامله ايه

لم تشعر سارة بحرارة الحنان الذي تشعر به في احضان عمها مما جعلها تتسمر مكانها ولا تبادله الاحتضان

مما جعله يبتعد عنها بتوجس 

_ انتي كويسة؟

دلفت سارة الى الداخل وهى ترد بفتور

_ اه كويسة 

سألها بدهشة 

_ انتي جاية لوحدك ولا أيه؟

التفتت إليه لتجيب باقتضاب 

_ اه جاية لوحدي

اغلق الباب ليشير لها بالجلوس حتى يستفهم منها عمّ حدث

_ وإزاي جاسر يسيبك تسافري لوحدك….

قاطعته بثبوت

_ انا جاية لحضرتك عشان تكلم عمى وتتفقوا على الطلاق.

الجمته الصدمة لثواني لكنه انتبه لها وسألها بريبة

_ تتطلقي يعني ايه؟

ردت بجمود 

_ يعني زي الناس، انا سيبت البلد وجيالك عشان تتفق مع عمي.

شعر منصور بالغضب ظنًا منه ان احدًا منهم قام بجرحها او اهانتها وسألها بحدة

_ عمل ايه ابن جمال خليكي تطلبي طلب زي ده وانتو لسه مكملتوش حاجة؟

استاءت من طريقته في ذكر عمها وقالت 

_ ابن جمال؟

تنهدت بتعب منه وقالت

_ ابن جمال معملش معايا غير كل خير، كلهم بلا استثناء كانوا بيعملوني بكل حب اللي للأسف كنت مفتقداه معاك انت وماما 

حسيت لأول مرة بجو العيلة والحب والتفاهم

ورغم اللي عملته فيهم الا ان عمي كان بيعملني زي ليلى ويمكن اكتر كمان

اتسعت عينيه بصدمة وسألها بحدة

_ هو اللي حكالك؟

هزت راسها بنفي وقالت بحزن

_ للأسف لأ محدش منهم اتكلم معايا ولا حتى حسسني باى شئ بس سمعت الحوار بالصدفة 

كان عمي بينبه على ابنه انه ميعرفنش اى حاجة عن الموضوع وهدده بالعقاب لو لمحلي حتى 

تساقطت دموعها باشتياق وتابعت 

عايز تعرف انا ابن جمال عمل معايا ايه

هزت راسها بألم وأجابت 

_ ابن جمال سترني، ابن جمال جاه على نفسه وحماني من العار 

قطعت حديثها عندما لاحظت الذهول على وجه والدها لتتابع

_ متخفش انا زي ماانا بس كانت لعبة سخيفة من كد حقير عشان يجبرني اتجوزه

صرخت بضياع 

_ هربت منه ليهم بدل ما اهرب منه ليك انت

اتحاميت فيهم وهما احتضنوني وعوضوني 

وجاسر ده اللي عرض يتجوزني عشان يحميني من الفضيحة

وانتوا عايشين هنا ولا على بالكم 

حتى لما عمي طلبني منك جيت زيك زي الغريب ومشيت بردوا زي الغريب 

حتى أمي اللي المفروض بعيد عن كل الحوارات دي رفضت تحضر فرحي وسابتني لوحدي.

بس انا مش بلوم عليها لأن دول مش أهلها عمرها ما شافتهم ولا داقت حنانهم

والامر من كل ده أنها مخنتش أبوها ولا اتخلت عنه بالعكس كانت بتاخد منك وتديله والنوع اللي بار بأهله متخافش منه.

للأسف انا رجعت عشان مجبره ان كان عليا مكنتش هرجع أبدًا

ظهر الغضب على وجه جمال وهو يستمع لما قالت ثم دنى منها ليمسك ذراعها بحدة وسألها بانفعال

_ سيبك من الكلام الفارغ ده وقولي مين اللي عمل فيكي كدة 

سحبت سارة ذراعها من يد ابيها وردت بثبوت

_ مفيش داعي لأن خلاص ربنا انتقملي منه والحمد لله اني طلعت سليمة 

بعد اذنك 

تركته في صدمته التي لم يفوق منها حتى الان وصعدت إلى غرفتها لتغلق الباب خلفها وتستند عليه بظهرها وتسمح لنفسها بالانهيار 


❈-❈-❈


عاد جاسر إلى غرفته بعد وقت متأخر من الليل كي لا يرى أحدًا ويسأله عمّا حدث 

دلف الغرفة وارتمى على الفراش وأخذ ينظر إلى جانبها منه

يتخيلها نائمة بجواره وبالفعل يراها تنظر إليه نظرة عاتبه مد يده ليمحو دمعه حاره سقطت على وجنتها لكنها اختفت من أمامه فور ان طرقت وسيلة ودلفت إليه

اوجعها قلبها عليه وهى تراه بتلك الحالة

تقدمت منه وهو على نفس وضعه وجلست بجانبه لتقول بألم 

_ اللي انت بتعمله ده عمره ما هيرجعها 

تحدث بثبوت

_ عايزاني اعمل ايه؟

_ تروح لها ياولدي وتطلب منها تسامحك وهى بتحبك وأكيد هتسامح.

هز راسه بنفي

_ عمرها ما هتسامحني 

ردت بتأكيد

_ اللي يحب ميكرهش

ابتسم بتهكم 

_ ومين جالك انها بتحبني، مستجيل تحبني وانا كنت بهينها في كل كلمة وفي كل حركة 

كان كل ما احس ان مشاهري بتضعف الاقيني بقسى عليها لدرجة الإهانه

وهى عمرها ما احتجت ولا رفضت معملتي معها 

وده اللي قهرني 

_ روحلها ياقلبي وان رفضت اني وابوك هنروح لها وأكيد مش هتحرجنا، هسيبك تنام دلوقت والصبح تروح لها وتطلب منها تسامحك

أومأ بعينيه لتتركه وسيلة بحالته التي وان دلت على شئ فأنها تدل على مدى الضياع الذي يشعر به


❈-❈-❈


استيقظت سارة لتجد نفسها نائمة على الارضية كما كانت 

شعرت بألم شديد في رأسها من شدة البكاء فدلفت المرحاض لتاخذ حمام دافئ ربما يهدئ ذلك الألم


خرجت من الغرفة لترى والدتها وهى تتظاهر بالثبات، عليها الا تبدي ضعفها أمام أحد.

 وجدت والدها يخرج من غرفته 

بداخله اسأله كثيرة لكن ليس الان سيتركها حتى تهدئ قليلًا ثم سيتحدث معها عما حدث

اما الان هو مشغول بأمور الشركة التي على وشك الضياع من بين يديه 


_ صباح الخير

ردت بفتور

_ صباح النور، ماما صحيت؟

حمحم بإحراج لإنه يعلم انها لا تعلم شيئًا مما حدث

_ ماما زعلت شوية وقاعدة في بيت جدك 

قطبت جبينها بعدم فهم ثم سألته

_ ومصطفى ؟

_ معها، انا مستعجل دلوقت ولما ارجع هنتكلم  مع بعض

أومأت له وظلت تنظر إليه حتى خرج من المنزل


عادت إلى غرفتها كي تبدل ملابسها وتذهب إليهم 

كما أن عليها الذهاب إلى الجامعة كي تستطيع تجميع ما فاتها 

أبدلت ملابسها وهمت بفتح الباب والخروج منه لتتفاجئ به أمامها

كانت لرؤيته بتلك الحالة تأثر سئ على قلبها لكنها لم تبدي ذلك وتظاهرة بقوة زائفة وهى تتحدث بجمود 

_ بابا مش موجود 

وهمت بغلق الباب لكنها منعها من ذلك ودلف إليها ليقول برجاء

_ بس اني چايلك انتي وارجوكي اسمعيني.

بقوة زائفة تحدثت

_ خلص الكلام بينا ومفيش دلوقت غير الطلاق.

انتفض قلبه بين أضلعه من سماع تلك الكلمة وقال برفض

_ انتي بتطلبي المستحيل، انا جاي اقولك أرجعي وانا …..

قاطعته بألم

_ انت؟ انت أيه عايز تعمل ايه تاني بعد اللي عملته فيا 

اهانه وذل وضرب فاضل ايه تاني عايزة تعمله 

اغمض عينيه بألم شديد يخفي ذلك الالم المرتسم بهم وقال 

 _ سارة…

 قاطعته لتقول بوجع

_ سارة! انت عارف انا اول مرة بسمع اسمي منك، كنت بتتكلم على طول كأنك بتكلم حيطة ولا سرير وده لو اتكلمت أصلًا

مستحيل ارجع للذل ده تاني 

تحدث برجاء

_ هعوضك بس ارچعي معاي اني مقدرش اعيش من غيرك

هزت راسها برفض

_ تعرف لو كنت سمعت الكلمة دي قبل ما يحصل اللي حصل كنت هبقى اسعد واحدة في الدنيا ويمكن كانت حاجات كتير اوي اتغيرت بس للأسف جيت متأخر 

جيت بعد ما اتأكدت اني سليمة متلمستش ولا عارة زي ما كنت بتعاملني 

حتى لما كنت بتقرب مني كنت بشوف في عينيك رغبة مش حب 

وكنت بسيبك رغم اني ببقى رافضة حاجة زي دي بس كنت عايزة اسمح اى لمسة لحد قبلك 

كنت بضغطي على نفسي واتحمل وانت في الاخر بكل جبروت تزحني وتبصلي باشمئزاز كأني واحدة من الشارع.

اخرج من حياتي وسيبني معدش ليك مكان فيها 


هى محقة في كل كلمة عليه الانسحاب الان كي لا تنهار اعصابها التي تتظاهر فيها بالقوة والثبات

القى إليها نظرة رجاء أخيرة لتشيح بوجهها بعيدًا عنه كي لا يرى تلك الدموع التي تجمعت في عينيها 

استدار هو أيضًا ليمضي تاركًا إياها تنظر في اثره بحزن ودموع تنهمر إلى أن خرج من البوابة الرئيسية واختفى تمامًا…..


بعد مرور خمسة أشهر

وقفت تنظر إليه وهو يعافر كي ينهى هذا التمرين الشاق لتهز رأسها بيأس منه 

_ حبيبي كفاية كدة، انت بقيت بترهق نفسك أوي.

توقف أمجد عن التمرين واخذت منشفه يجفف بها عرقة وقال بانهاك

_ ده تحدى ولازم أكسبه.



ومقبل على الصعيد

رانيا الخولي

الفصل الرابع والثلاثون

❈-❈-❈


خرجت سارة من الجامعة لتشيح بوجهها فور ان وجدته يخرج من السيارة متجهًا إليها 

لم يمل يومًا وظل يحاول معها لكنها ابت الرضوخ له

وظلت على عنادها 

اشارت لسيارة اجرة قبل أن يقترب منها لكنه وصل قبله ووقف أمامها ليقول بأمر

_ تعالي معاي اوصلك.

ردت بعناد

_ لأ متشكرة أنا هركب تاكسي

زم فمه بغضب من عنادها وقال بحدة 

_ وبعدهالك عاد، هتفضلي إكدة لحد ميتي، هعمل ايه تاني اكتر من اللي عملته؟

صاحت به سارة باستنكار

_ وانا مقلتلكش تعمل حاجة، كل اللي عايزاة منك انك تبعد عني، ياريت تريح نفسك وتريحني لان مفيش امل نرجع لبعض

احتدت ملامحه وقد تعب من رعونتها معه وقال من بين أسنانه

_ قلت امش معاي، متخلنيش اخدك عافية

أجابته بتهديد 

_ لأ، ولو ممشتش من ادامي هنادي على الأمن ييجوا يتصرفوا معاك

تقدم منها اكثر وقال بتحذير

_ اعمليها وشوفي ردي هيكون كيف، امشي معايا من سكات خلينا نتحدتوا زي الخلج 

تعبت سترة من الجدال معه  وصرخت به

_ ابعد عنب بقى،انت عايز مني ايه تاني بعد اللي عملته؟

نظر جاسر إليها قليلًا وزم فمه بضيق من تلك التي تدفعه دائمًا للجنون وقال بتسويف

_ تعالي واني اخبرك عايزك في ايه 

جذبها من ذراعها لكنها جذبته بحدة وصاحت به

_ قتلك ابعد عني، مش هروح معاك في مكان 

عندما لاحظ امن الجامعة شجارهم تقدم منها أحدهم وسألها 

_ في حاجة ياآنسة سارة؟

احتدت ملامح جاسر بغضب من ذلك المتطفل وذكر اسمها بتلك البساطة فرد باحتدام

_ لا مفيش، دي مرتي وبنتحدت مع بعض

اعتذر الرجل وذهب تاركًا سارة تشتعل غيظًا منه وقالت بحنق

_ انت ازاي ….

قاطعتها صرخة خرجت منها عندما جذبها من ذراعها بعنف واجبرها على الذهاب معه إلى السيارة ولم يبالي باحتجاجها 

قام بوضعها في السيارة واغلق الباب خلفها كي لا تخرج منه ثم التف ليتولى القيادة وانطلق بها 


❈-❈-❈


وقف أمجد في شرفة غرفته يتنفس الهواء بأريحية

فاليوم بامكانه الخروج من المشفى بقلب آخر

وبحياة هانئة مع من أحب

سيذهب إليها ويعاتبها على تركها له

حاول كثيرًا الوصول إليها لكنها كانت تأبى التحدث معه

لا يعلم سببًا لذلك، لذا عليه معرفته ويجبرها على الرضوخ لعشقه مهما كلفه الأمر

كم يشتاقها، وكم يود أن يملى عينيه من محياها العاشق له

ويملئ صدره من رائحتها المسكرة كي يكتمل شفاءه

أخبره الطبيب بأنه لن يستطيع التصرف بأريحية إلا بعد مرور عام

لكنه أبى ذلك وقاوم حتى استطاع الوقوف على قدمه في فترة وجيزه

أبام قليلة وسيذهب إليها وسيعاقبها بطريقته 

وهى واحدة فقط سيخبرها بها عندما يراها 


لم ينتبه في البداية لتلك التي تقدمت منه لتحاوط كتفيه بتملك مما جعله يرتد للخلف كي يبتعد عنها وقال بحدة

_ أسيل انا قلتلك مبحبش الحركات دي.

اغتاظت من صده الدائم لها وقالت بثبات رغم ما بداخلها من ضيق

_ في ايه ياأمجد احنا مش مخطوبين؟

أغمض عينيه بضيق ورد بحدة

_ لا مش مخطوبين ولو نسيتي اللي عملتيه انا ممكن افكرك عادي.

تظاهرت بالحزن وهي تتقدم منه وقالت بزيف

_ بس دي كانت غلطة وخلاص ربنا شفاك وتقدر تكمل حياتك معايا 

رفع حاجبيه مندهشًا من قولها

_ بالبساطة دي؟ مشاعري اللي حطمتيها وتخليكي عني في عز محنتي بتسميها غلطة وانتهت؟!

ارتبكت لكنها لم تبد ذلك فتقدمت منه اكثر تحاول التأثير عليه بأى طريقة

_ أمجد انا…

قاطعها وهو يبتعد عنها بغضب 

_ قلتلك مية مرة مش بحب الحركات دي، ياريت تبطليها بقى

اشتد حنقها منه وتحدثت بحدة

_ لسه بتفكر فيها؟ ما هى كمان اتخلت عنك في عز احتياجك ليها ومع ذلك هتموت وتشوفها 

نظر إليها مطولًا مندهشًا من حديثها مما جعله يأكد لها كي تمحي ان أمل في الوصول إليه 

_ فعلاً هموت واشوفها بس عارفه ليه؟

لأنها فضلت جانبي مسبتنيش لحظة واحدة، قامت معايا بكل الادوار 

الطبيبة والأم والحبيبة فمهما تعمل هلتمس لها ألف عذر لإني عارف كويس أن في اسباب كتير خلتها تبعد كدة 

قطبت جبينها متسائله

_ وانا؟!

تقدم منها وهو ينظر لداخل عينيها ليقول بلهجة صارمة

_ انتي انتهيتي من حياتي وقت ما عرفتي بمرضي وانسحبتي من غير حتى متودعيني

اتفاجئت بسفرك زيي زي أحد حد وبعدها لقيت ولدتك بعتالي الدبلة في ظرف

تعرفي جرحتني اد ايه؟

هز رأسه بنفي وأردف

_ أكيد طبعًا متعرفيش، ومش هتعب نفسي واشرحلك

لإني مش مجبر، انتي دلوقت دكتورة وخلاص مهمتك خلصت ومفيش داعي لوجودك.

ياريت تتفضلي بره دلوقت عشان اغير هدومي.

نظرت إليه باستياء وهم بالتحدث لكن نظرات الجمود التي رآتها في عينيها جعلتها تتركه وتخرج من الغرفة


❈-❈-❈


خرجت ليلى من غرفة العمليات وقد بدا عليها الأرهاق، فقد أصبحت فتاة أخرى لا تبالي بشئ سوى دراستها 

اصبحت أكثر انطوائية، إما في المشفى او داخل غرفتها 

كانت تتبعها تلك العيون التي لم تكف يومًا عن التأمل فيها بجمالها الهادئ وعينيها التي يملؤها الحزن لكن لم يشوب جمالها شائبه

تقدم منه احد الأطباء الذي ربت على كتفه قائلًا

_ ريح نفسك بقى وكفاية صدها ليك كل شوية 


هز راسه بيأس وهو مازال ينظر إليها وقال 

_ حاولت كتير بس للأسف مش عارف، كل مدى بتعلق بيها أكتر، من وقت ما شوفتها في القطر وانا هتجنن عليها لدرجة إني لما شوفتها في المستشفى مصدقتش نفسي 

تحدث زميله بامتعاض لعناده

_ طيب شيلها من دماغك خالص، الصعيد لسه على نفس عاداتهم، جواز غريب لأ 

رد باستنكار 

_ ازاي واحمد زميلنا متجوز من الصعيد وكانت زميلته في الجامعة ومفيش صلة قرابه تجمعهم

تنهد بيأس منه وقال 

_ ده لأن ابوها نفسه كان رافض حياة الصعيد وعاش في القاهرة، وبعدين مش كل الاماكن زي بعضها 

في اماكن الصعيد اتقدم فيها جدًا حتى في اللهجة 

وفي أماكن تانية أشد وأصعب 

اه هنا القرية متحررين شوية بس في الأول والاخر بتحكمهم أعراف

مش شرط جواز ابن العم بس المهم يكون منهم.

ياريت تكون فهمت.

زم فمه بأسف

_ لو بس تديني فرصه؟


_ ابعد ياحاتم وبلاش تضيع نفسك.


❈-❈-❈


عاد جمال من عمله ليجد الجميع جالسًا في الحديقة فيتقدم من والده يقبل يده وقال 

_ السلام عليكم

رد الجميع السلام ثم تاب

_ عندي ليك خبر زين جوي ياحاچ

ردت جليلة بحزن

_ قول ياولدي من زمان اوي مسمعناش أخبار زينة ، قول وفرحنا

جلس جمال بجوارهم 

وقال بابتسامة

_ ليلى چالها عريس زين جوى ولد الحاج وهدان 

راچع من السفر الاسبوع الجاي وهييچوا يخطبوها، قلت ايه يابوي

تحدثت جليلة 

_ هيقول ايه في حاچة زي دي لا وهدان ولا ابنه يترفضوا وهو كمان دكتور زيها ومكمل علامه بره

قال عمران بهدوء

_ اللي تشوفه ياولدي، ليلى زينة البنات وقاسم محدش يقدر يقول فيه حاچة بس المهم رأيها ولو وافقت على خيرة الله

الجميع قدم رأيه إلا وسيلة التي احتل الحزن ملامحها على اولادها الذيْن أصبح حالهم يرثى له

ليلى التي انعزلت عن الجميع ما بين المشفى وغرفتها ولا تعرف سببًا لذلك 

وجاسر الذي عاد لغرفته القديمة متخذها مأوى له بعد رحيلها 

تذكرت حالته بعد رفضها العودة معه 

وكيف انه عاد في انهيار لم تراه من قبل 


فلاش باك 

دلفت غرفته لتجده جالسًا على الفراش واضعًا رأسه بين يديه، وقد شعر بأن الدنيا اسودت في عينيه برفضها لها

تقدمت منه لتقول بتعاطف

_ عملت ايه ياجاسر 

أغمض جاسر عينيه يعتصرها بألم ثم رفع وجهه إليها وقد تجمعت العبرات فيهما وقال بألم

_ رفضت 

تألم قلبها لآمه فجلست جواره تربت عليه 

_ هى بردك لساتها مجروحة منيك.

هى كانت بتخاول تراضيك بأى شكل وانت كنت بتجرحها في كل حاچة

وده طبعاً غير الصدمة اللي اخدتها من الدكتورة 

تألم بوجع وهو ينظر إليها بآسى

_ تعرفي إن دي أكتر حاچة قتـ.ـلتني 

اننا نعرف الحقيقة من دكتورة مع اني لو سيبت مشاعري كنا هنتأكد بنفسنا وكانت كل حاجة اختلفت

مكنتش هظهر قدام نفسي وادامها بالضأله دي 

وكان السر هيفضل بيناتنا ويمكن كانت حبتني 

لكن بعد اللي حصل لقيت نظرات الاستسلام اللي كانت في عينيها كلها نظرات كره ورفض دمرني.

 

كان يتحدث والألم يمزق قلبه حتى تدحرجت الدموع على وجنته

_ اني بحبها ومقدرش اعيش لحظة واحدة من غيرها بس مقدرش اقول إكدة لإني حسيت نفسي صغير اوي ادامها 

خابره ليه؟

تدحرجت الدموع من عيني وسيلة عندما سمعته يردف

_ لإني كنت بحسسها ديمًا انها خاطيا، كنت كل ما مشاعري تاخدني ليها كنت ببعدها باشمئزاز واسيبها وامشي، مـ سمعتش مني كلمة حلوة، دلوقت كانت واقفة قدامي بتبصلي بنفس النظرة اللي كنت ببصلها فيها 

غضب وكره واشمئزاز 

نظر لوالدته وتابع بضياع

_ قوليلي انتي لو مكانها ايه اللي يراضيها واني اعمله.

تمزق قلب وسيلة على ابنها الذي ينهار بين يديها ولا تعرف ماذا تفعل له.

وضعت نفسها مكان سارة التي ذاقت مع ابنها الهوان 

ولتكون صادقة مع نفسها؛ لن تغفر ولن ترحم ضعفه، هى محقة في كل كلمة نطقت بها 

تعلم جيدًا بحقيقة مشاعرها تجاه ابنها لكن تعلم أيضًا بأنه من أوصلها إلى حد الهوان ولن تغفر له بسهولة 

_ للأسف ياولدي اني لو مكانها مش هسامح ولا اغفر، بس مع الوقت ومع محايلتك انت معها هتسامح.

حاول مرة واتنين وتلاتة لحد ما تسامحك، واني واثقة انها بتحبك وهتسامحك، زي ما هى اتحملتك انت كمان لازم تتحملها

تنهد جاسر بتعب 

_ هعتذر في كل دقيقة وفـ كل لحظة بس تغفر وتسامح.


طرق الباب وذهبت وسيلة لتفتح لتجده عمران الذي يتعكز على عصاه

_ اتفضل ياعمي 

نظر إليها عمران بمغزي مما جعلها تومأ له وتخرج من الغرفة 

كان جاسر يخفض عينيه بخزي من جده

وبعد خروج وسيلة 

_ ايه ياجاسر هتفضل حاطت وشك في الارض وسايبني واقف اكدة.

اهتزت نظراته وتقدم منه ليساعده على الجلوس 

_ اقعدي جامبي واحكيلي على كل حاچة من البداية 

حمحم باحراج وقال بثبوت زائف

_ مفيش حاچة ياچدي مشكلة بسيطة بتحصل بين اى اتنين وبكرة ترچع.

رفع حاجبيه متسائلًا

_ وانت فاكر انك بعد اللي عملته ده ممكن تسامحك؟

رمش بعينيه يحاول فهم حديثها وتابع عمران

_ لو فاكر إني عايش في البيت ده على عمايا تبقى غلطان ياولدي

تطلع اليه جاسر بشك مما جعل عمران يومأ له

_ ايوة خابر كل حاچة من البداية، من وقت ما سمعتها بتتحدت في الچنينة وسمعت صوتك وانت معها.

عقد حاجبيه مندهشًا وسأله بتوجس

_ سمعت ايه؟

عاد عمران بظهره للوراء

_ هتلاوع معاي ولا هتتحدت زين؟

أومأ له باستسلام وجلس على المقعد المقابل له في وجوم 

لاحظ عمران اثار الدموع في عينيه مما جعله يرق قلبه حزنًا عليه وقال 

_ اني مش هلومك على أي شئ لإن اللي حصل حصل وانتهى بالتمسلك العذر واشهد بشهامتك وفي نفس الوقت بشهد بقسوتك.

بلتمسلك العذر لإنك في الأول والاخر راچل وكنت صعب تقبل حاچة زي اكدة، كتمت سرها حتى عن اقرب الناس ليكم وشيلت حملها على أكتافك 

وده اللي كان مخليها صابرة ومتحمله اهانتك ليها كل شوية 

بس انت كل مدى ما تتمادى في قسوتك عليها 

وكل ده كتماه چواتها 

اني كنت مراقب كل تحركاتك وعارف انك روحت له وملقتوش 


كان يستمع اليه وهو يقطب جبينه بدهشة  وخاصةً عندما تابع

_ يومها اني كنت خابر مكانه بس الشر اللي كان چوة عينيك خلاني أخاف ومنعت الرچاله يدخلوا 

كنت خابر انك هتأذي حالك وكان لازم امنعك بأي طريقة

وانت بتهورك أصريت انك ترچع في الليلة دي ومحدش من الرجالة اللي بعتها وراك تعرف برچعتك

بس لما اتفاجئت بيك الصبح عرفت انك مقدرتش تبعد عنيها وخلاص على وشك انك تسامح

بس اللي حصل بعدها غير كل حاجة.

معرفش ايه اللي حصل خلاك تعمل أكدة فيها، ولا اعرف ليه رچعت منهارة إكدة، بس لما ضغطت على وسيلة عرفت منها كل حاجة 

تطلع إليه بأسف واردف

_واتصدمت في اللي ربيته على ايديا وعملت منيه راچل افتخر بيه وبشهامته، لقيته استضعف بنت عمه اللي اتحامت فيه.

واللي زاد اكتر ضربك ليها من غير ما تسمعها.

لم يتحمل جاسر عتاب جده مما جعله يدافع عن نفسه

_ هو انت ليه كلكم شايفيني شرير وقاسي اوي اكدة

ليه محدش منكم حط نفسه مكاني!

اني مش ملاك، أني انسان وليا طباعي 

انا حبيبتها وكنت رايح اعترف بحبي ليها واتغاضى عن اللي ابوها عمله زمان

أكمل بوجع وانكسار

_ بس اتصدمت بالمكالمة دي اللي هدمت كل حاجة

كسرتني بمعنى الكلمة

اني مهما كان راجل وصعب عليه مهما كان انه يتحمل غلطة غيره

بس اتحملت وقررت اتجوزها لاسباب كتير مفيش داعي لذكرها

لما اتقفل علينا باب واحد حسيت بالضياع وكنت مشتت 

قلبي بيقولي انسى اللي حصل وخدها في حضنك وأبدأ حياة جديدة معها

وعقلي يرفض ويفكرني باللي حصل

ورجعت تاني للأول إني اهاجمها عشان اتخلص من ضعفي ادامها

لحد ما وصلت لمرحلة الاستسلام

وقررت اني انسى وابدأ معها بس لما اخد حقها الأول.

تنهد بمعاناة وهو يتذكر ما حدث

_قدرت بعد معاناة اني اوصله واتصدمت لما ملقتوش لإني كنت متأكد من رجوعه

في الليلة دي مقدرتش انام بعيد عنها وأصريت اني ارجع ليها

كنت راجع ومقرر اني هـخدها في حضني واعتذر عن اى اساءة سببتهلها

ولما عملت الحادثة اصريت اني ارجع واتداوى وانا في حضنها، قلبي كان بيجبرني ارجع ورجعت 

بس هي المرة دي اللي صدتني، وسيبتها براحتها من غير مضغط عليها 

لحد ما شوفت الرسالة 

متتخيلش القهر اللي حسيت بيه وقتها

قتلتني بمعنى الكلمة 

اخذ نفس عميق كي يهدئ به من روعه وتابع 

_ أى حد مكاني كان هيعمل اللي عملته واكتر كمان 

بس انتوا حكمتوا عليا من غير ما تسمعوا 

زي ما حكمت انا عليها من غير ما اسمعها 

تدحرجت دمعة حارة لتكوي قلب عمران الذي يلتاع على حفيده وقال بحكمة

_ اهدى ياولدي واني واثق ان كل حاجة هتتحل ومرتك هترچع تاني، بس هى رايدة تفضل لحالها فترة إكدة لحد ماتهدي أعصابها

المهم انت تتحملها زي مـ اتحملتك 

نهض عمران ليربت على كتف حفيده وأردف

_ متخافش كل حاچة هترچع احسن من لول.


باك


انتبه جمال على شرودها فنبهها

_ وسيلة في حاچة؟

التفتت وسيلة إليهم وقالت 

_ ها.. لا ابدًا مفيش اني بس سرحت شوية.

_ أومال فين جاسر


لاح الحزن على ملامح جليلة وأجابت بآسى

_ جاسر راح لمرته يمكن ربنا يهديها وترچع معاه

آمن جمال خلفها

_ يارب انا عن نفسي تعبت من الكلام معها وهي بردك مصرة على رأيها 

قال عمران بحيادية

_ سيبهم ياولدي براحتهم، هيعاندوا شوية والاخر هيرچعوا لبعض تاني.


عادت ليلى من المشفى لتلقي عليهم السلام ثم تصعد إلى غرفتها كـ عادتها

نظرت وسيلة إلى جمال الذي يستطيع ببراعة اخفاء حزنة على أولاده أمام زوجته كي لا يحزنها أكثر من ذلك وتحدث بثبات 

_ ما تطلعي تتحدتي معها

ردت برفض

_ اطلع انت، اني لما بتحدت معها بتعصبني وبنتخانق.

أومأ لها ثم نهض ليصعد خلفها


دلفت ليلى الغرفة لتجلس على المقعد بتعب وانهاك 

فقد ضغطت على نفسها تلك الفترة بمحاولة فاشلة منها لنسيانه 

نظرت إلى هاتفها الذي اعلن بوصول رسالة أخرى منه لكنها لن تجيب

ماذا ينتظر منها بعد أن أخفى عليها حقيقته

لما جعلها فريسة لعشقٍ خائن وهو مرتبطًا بأخرى

اغمضت عينيها بتعب عندما طرق بابها ظنًا منها إنها والدتها

لكنها ابتسمت برضى فور إن رآت جمال يدخل مبتسمًا لها

_ تعالى يا بابا اتفضل

دنى منها جمال ليجلس بجوارها وقال بابتسامة عريضة

_ هتفضلي حابسة حالك اكدة

حاولت اخفاء تلك الغصة التي تعلقت في حلقها وقالت بابتسامة زائفة

_ ما انت عارف الامتحانات لازم يكون التقدير عالي زي كل سنة.

اومأ دون تصديق لحديثها الذي يخفي الكثير خلفه لكن لن يضغط عليها ويتركها حتى تخبره بنفسها

_ طيب اني عايز اتحدت وياكي في موضوع اكدة

انتبهت له وسالته بقلق

_ خير

طمئنها 

_ خير ان شاء الله اني بس كنت عايز اقولك ان فى عريس متقدملك وكنت عايز اخد رأيك.

انقبض قلبها بخوف ونظرات والدها مصوبةً عليها وكأنه ينتظر رد فعلها كي يأكد شكه، فأصبحت محاصرة بين عينين والدها وقالت 

_………..



ومقبل على الصعيد

رانيا الخولي

الفصل الخامس والثلاثون


❈-❈-❈


توقفت السيارة على ضفة النيل ليلتفت إليها جاسر ويجدها صامته تشيح بوجهها بعيدًا عنه

اشتاقها حد الجنون وقد مرت عليه تلك الشهور وكأنها دهور

ملامحها التي اصبحت اكثر جدية، ونظراتها الهادئة تحولت لشراسة راقته قليلًا


أما هى فقد كانت تتخبط في مشاعرها ما بين قلبها الذي يتمنى العودة إليه وبين عقلها الذي يذكرها دائمًا بأفعاله وكم الاهانات التي تحملتها منه 

مد يده كي يلمس يدها التي اشتاق ملمسها لكنها نزعتها من يدة عنوة وقالت باستياء

_ ممكن أعرف انت عايز أيه؟

رغم غيظه الشديد من ردها إلا أنه رد بهدوء

_ عايزك ترجعي معايا.

ضحكت بتهكم وهي تسأله

_ بالبساطة دي؟ انت فاكر إني ممكن ارجع تاني بعد اللي حصل؟

نظر جاسر أمامه بكمد علمًا بأنها لن تغفر له مهما فعل، وخاصةً عندما تابعت

_ شوف عشان متتعبش نفسك أنا عمري ما هرجع معاك تحت اى ظرف، انت اتجوزتني عشان تدري فضيحة وعار زي ما قلت 

وخلاص اطمنا لا بقى فيه فضيحة ولا غيره وبكدة دورك خلاص انتهى ومش مطلوب منك غير إنك تطلقني

مزقت قلبه بكلمتها التي اهدرت الدماء بعروقه ونظر  إليها ليجد في عينيها ندوب لم تشفى بعد مما جعله يقول بغصة

_  بس انا متجوزتكيش عشان اداري الفضيحة بس، انا اتجوزتك برده عشان حبيتك 

قطبت جبينها بعدم استيعاب وكأن ما نطق به درب من الجنون وقالت بمثابرة

_ ده فين الحب ده؟ محستش بيه ولا لاحظة واحدة، ولا انت محستش بيه إلا وقت ما عرفت الحقيقة؟

تحولت نظراتها  لعتاب وهى تضيف

_انت عارف لو كنت قلتلي الكلمة دي قبل ما يحصل اللي حصل ده واعرف الحقيقة، كنت هبقى اسعد واحدة في الدنيا، كنت هتلاقيني انا اللي بترمي في حضنك واقولك سامحني كان غصب عني، بس انت استكترت عليا حبك المزعوم ده وجاي دلوقت تضحك بيه عليا.

تفتكر إني هقدر انسى اهانتك ليا في كل كلمة 

ولا نظرات النفور وانت بتبعدني عنك

ولا ضربك ليا اللي كان بمنتهى القسوة 

تفتكر إني هقدر ارجعلك وانسى كل ده؟

تحدث برجاء

_ هنسيكي، اوعدك إنـ…

قاطعته بانفعال وهي تتحدث بوجع

_ مش هنسى، مش هسامح أى حد فيكم، مش هسمح أكون لعبة في ايد حد تاني 

نظرت للأمام بضياع وهي تتابع

_ انا اعتزلت كل حاجة ومش ناوية اسمح لحد تاني انه يحطمني زي ما عملتوا معايا 

وياريت تنسى إني دخلت حياتك في يوم من الأيام.

كان يسمعها ويرى كم العذاب الذي تجرعته على يده

وكلما صبرت وتحملت كلما زاد بغضه لها.

لن ترحم بعد الآن وستنتقم منه على ما فعله غيره بها

لكن عليه التحمل كما تحملت هى من قبل 

جذبها من يدها يمنعها حينما فتحت باب السيارة وهمت بالخروج، فصرخت به وهى تجذب يدها منه

_ متلمسنيش

تحولت نظراتها لغضب هادر لم يراها عليه من قبل وخاصةً عندما تابعت

_ انا كمان بقيت بشمئز من لمساتك دي 

اتسعت عينيه ذهولًا من كلماتها مما جعله يضغط بقبضته على مقود السيارة يحاول تهدئة اعصابه كي لا يعاقبها على قولها وقال بتحذير 

_ بلاش تتمادي وتفتكري إن صمتي ده ضعف مني

واحفظي لسانك

تحدثت بسخرية 

_ عايزني احفظ لساني يبقى بلاش تظهر ادامي خالص

فتحت باب السيارة وترجلت منها تحت نظراته الغاضبه 

ترجل أيضًا وذهب خلفها ليوقفها 

_ استني عندك

لم تجيبه بل ظلت في طريقها وهو خلفها حتى وصل إليها وامسكها تلك المرة عنوة ليجبرها على الوقوف أمامه وصاح بها 

_ قلتلك اقفي وكلميني

ضاق بها ذرعًا ولم تعد تستطيع الثبات أكثر من ذلك فتدفعه ببديها في صدره تبعده عنها وصاحت به

_ انت عايز مني ايه؟ قلتلك بكرهك ياجاسر بكرهك مش طايقة أشوف، ابعد عني بقى

كانت كل كلمة تنطق بها تدفعه بيديها وهو يرتد للخلف كي يهديها

هرولت بعيدًا عنه لتشير لاحدى سيارة الأجرة التي توقفت امامها واسرعت بالصعود إليها قبل أن يصل 

وانطلقت بها

 أما هو فقد كاد يجن وهو يراها تبتعد عنه دون ان يستطيع منعها.

ظل مكانه يفكر ماذا يفعل كي تسامحه وتعود إليه

اخرجه من شروده صوت هاتفه الذي ما إن علم بهوية المتصل حتى أجابه 

_ ايوة ياحماد عملت ايه؟

تحدث حامد من الجانب الآخر

_ عيب عليك المرة دي تحت عيني وشايفه بنفسي وهو داخل العمارة 

صعد سيارته مسرعًا وتحدث قبل ان يغلق هاتفه

_ طيب خليك عندك واني چايلك 

احدثت السيارة صرير قوي وهو ينطلق بها إلى وجهته والشر يتطاير من عينيه


سيخرج ما بجبعته من الالم تسبب بها ذلك الشخص لكلاهما

وسيكون انتقامه أشد وأقوى عمّ كان منتويًا فعله المرة السابقة 


❈-❈-❈


حلقت الطائرة المتجهة إلى مطار القاهرة بشوق وحنين لذلك الذي جلس بداخلها ينظر في ساعته بين الحين والآخر 

كانت سعادته لا توصف وهو يرى تبدل حاله للأفضل ولم يعد شيئًا يمنعه عنها

تلك الحبيبة التي روت قلبه القاحل بشهد عشقها واختبر معها دقات قلب هائمة.

أخذ يعيد قراءة الرسالة التي بعثها إليها قبل انطلاقها

وكان محتواها 


"حبيبتي لقد عدت ..

لكِ انت عدت..

عدت لمن إضاءة لي دربي بنور الحياة.. لمن أحيت نبض قلب مات فيه الأمل في  هذه الحياة..

وحدك حبيبتي من اعطتني القوة للتشبث بهذا العالم الملئ بالالام والاوجاع..  فحبك لي وإيمانك وثقتك بنجاتي جعلني اقاوم واتحدى الموت وادعو الله أن يكتب ليا النجاه..  وأعيش ما تبقا من عمري بجانبك ياسحراتي  فعينكي شعاع امل اغاث قلب توقف عن الحياة..

 عد لكي انتي..

ولكن أين انتي..

لقدتركتي يدي وفارقتي روحي واضينتي أيامي..

فهل لي أن أعرف لماذا أعطيتي قلبي حياه  ووهبتي روحا أملا..

ثم تركتيها ضائعه في طرقات الغياب" رشا صابر 


اغلق هاتفه وعاد لخلده الذي يأخذه إليها 

ساعات قليلة ويراها ويعلم منها سبب لرفضها التحدث معه


هبطت الطائرة على تلك الأراضي التي اشتاقها وتمنى كثيرًا العودة إليها

وها هو ذا يستلقي السيارة ويعود إلى منزله بسعادة منتويًا الذهاب إليها غدًا 

استقبله فارس بحفاوة 

_ حمد لله على السلامة يابطل

احتضنه أمجد باشتياق

_ الله يسلمك يافارس أخبارك ايه

تحدث فارس وهو يصعد السيارة 

_ اركب بس وانا اقولك اخباري لأن ابوك كان عايز ييجي بنفسه ومنعته بالعافية نلحق نروح له الاول.

صعد أمجد بجواره وقال بضحك

_ انت هتقولي، المهم عملت اللي قلتلك عليه.

رفع حاجبيه مأكدًا

_ اومال متقلقش انا متابعها اول بأول، حتى في دكتور زميلها كدة بيلف حواليها من فترة بس بصراحة هي صداه ديمًا 

بس اللي أمر من كل ده إن سمعت إن في عريس متقدم وشكلهم موافقين عليه

تبدلت ملامحه وسأله بفتور

_ مين ده؟

هز كتفيه 

_ لسه مجتنيش معلومات عنه، بس ان شاء الله كل حاجة هتوصلني عنه النهاردة

سأله باحتدام 

_ وهي رأيها أيه؟

_ المعلومات اللي بتجيني من بره البيت يعني اللي بيحصل جوة معرفش عنه حاجة


زفر بغضب لم يستطيع السيطرة عليه ثم التزم الصمت حتى يصل إليها


❈-❈-❈


وجدت نفسها محاصرة بين نظرات والدها التي تنظر إلى عينيها يحاول ان يستشف ما يدور بخلدها، فهي دائمًا كتاب مفتوح أمامه يستطيع بسهولة معرفة كل شئ من نظرة واحدة  

مما جعلها ترد باستسلام

_ تمام بس سيبني أفكر الاول

رفع حاجبيه متسائلًا

_ مش تعرفي لول هو مين؟

تاهت عينيها وهى تجيب بألم

_ مش هتفرق اكيد مش هتكلمني في الموضوع إلا إذا كان حد كويس.

تأكد شكه لكنه لن يتحدث معها الآن فقال بثبوت

_ اللي تشوفيه اني هسيبك دلوقت ولما توصلي لقرار خبريني.

تركها جمال وخرج من الغرفة ليجد وسيلة تنتظره أمامها وعند رؤيته أسرعت إليه تجذبه من يده وتدلف به غرفتهما

_ عملت ايه؟ رفضت كالعادة ولا أيه؟

هز راسه بتعب منها وأجابها

_ لا ياستي ارتاحي وافقت مبدأيًا 

قطبت جبينها بعدم فهم وسألته بريبة

_ يعني ايه

تنهد بتعب منها وهو يجلس على الفراش

_ يعني قالت هفكر واني سيبتها براحتها في حاچة تاني.

دنت منه لتجلس بجواره وسألته باستياء

_ يعني ايه مبدأيًا اني مفهماش حاجة

رد جمال بتفكير وهو يستند بظهره على الوسادة

_ يعني اللي كنت شاكك فيه طلع حقيقي وبنتك في حد في حياتها وهو السبب في الحالة اللي هي فيها 

قطبت جبينها بعدم استيعاب وقالت بنفي

_ لا لو في حد زي ما بتقول كانت عرفتني، هي عمرها مـ خبت عليا حاچة

زم فمه بضيق وقال بثبوت

_ انا قريت ده في عينيها بس مقدرتش اتكلم معها في حاچة زي دي

مش رايد اتصدم فيها واعرف انها حبت واتكلمت مع حد.

ردت وسيلة باستنكار 

_ لا مصدقش ليلى مستحيل تعمل اكدة اني خبراها زين 

_ اني مقولتش انها عملت اكدة بس قلت حسيت من نظراتها من وقت ما رچعت من القاهرة وهي حالها مش طبيعي

واللي استغربتله اكتر إني لما قلتلها لازم ترچعي وتكملي في المستشفى اللي عندينا سكتت ومرفضت زي كل مرة.

حاچات كتير بتأكد بس مش عارف اواجها 

بس الغلط كله عليكي.

اندهشت وسيلة من حديثه وسألته بريبة

_ كيف ده؟

اعتدل جمال واكد لها

_ بعدتي عنها الفترة دي وبقيتي شديدة معها 

ومن وقت ما قررت انها تكمل في القاهرة وانتي بتناقديها في كل حاچة

مبقتيش زي لول 

ردت بدفاع عن نفسها

_ اني مبعدتش عنيها اني بس….

قاطع حديثها

_ لا بعدتي وحتى لو في بينكم كلام فكنتي ديما شديدة وحازمة معاها خلتيها بعدت عنيكي، وانتي بنفسك اعترفتي بده

قربي من بنتك واحتويها واعرفي منها ايه اللي في دماغها بالظبط 

تنهدت وسيلة باستسلام فهو محق في كل كلمة نتفوه بها 

فقررت الذهاب إليها والتحدث معها.


❈-❈-❈


عادت إلى منزل والدها والتي اختارت البقاء فيه وألا تتركه وحيدًا ويكفي تواجد مصطفى مع والدتها

هى حقًا تغيرت كثيرا عن ذي قبل لكنها ستظل سببًا فيما حدث لها، لو كانت تركتها تذهب إليهم لكان كل شئٍ أختلف الان

ماكانت لتتعرض لتلك المعضلة 

ولا أن تتحمل ذلك الهوان الذي تجرعته على يده

الكل اخطأ في حقها وعلى الجميع تحمل عقابها 

تذكرت اول مقابلة لهما بعد عودتها..


فلاش باك

كانت صدمتها لا توصف عندما علمت بوفات جدها

صدمة أخرى أضيفت في رصيد خذلانه لها

لم يخبرها منصور بوفاته حتى لا تفشل خطته بزرعها داخلهم حتى يسترد ما لا يستحقه.

دلفت المنزل لتتفاجئ بوالدتها جالسة على الأريكة في بهو المنزل وكأنها امرأة أخرى

ملامحها انهكها الحزن، وصمتها الذي يعلن استسلامه لحياة قالحة جفت منها المشاعر.

تقدمت منها تبحث في ملامحها عن تلك القوة التي كانت تتجبر بها عليهم فلم تجد سوى ضعف وذبول 

آلمها قلبها عليها، لكن هى من أوصلت حالها لتلك الحياة.

تحدثت دون ان تنتبه لها

_ مين اللي كان بيخبط

حتى صوتها غلفه الحزن مما جعل قلبها يتألم عليها

وعندما لم تجد ردًا رفعت وجهها إليها تسألها

_ بسألك مـ….

الجمتها الصدمة لحظات عندما وقع نظرها على ابنتها التي اشتاقتها كثيرًا

نهضت من مقعدها وقد تجمعت العبرات في عينيها وهى تقول بعدم استيعاب

_ سارة.

تقدمت منها سارة لتستسلم لتلك الأذرع التي ضمتها بلهفة واشتياق 

لم تبادلها سارة الاحتضان بل ظلت على موقفها من الجمود حتى ابعدتها سمر عنها قليلًا كي تتأكد من وجودها 

_ وحشتيني اوي يا حبيبتي

لم تندهش من جمودها معها فقد علمت كل شئٍ من أخيها

ردت سارة بفتور

_ وانتي كمان.

جذبتها لتجلس بجوارها وهى تمسك يدها بلهفة وسألتها

_ انتي جيتي امتى؟

تحدثت على نفس فتورها

_ وصلت امبارح 

لم يخفى عليها فنورها في الحديث لكنها لم تبالي يكفي تواجدها معها الآن

_ هتقعدي معانا فترة ولا هترجعي على طول

لم تستطيع ازدراد تلك الغصة التي تجمعت في حلقها عندما ذكرتها بهم وردت بحشرجة

_ لا مش راجعة 

اندهشت سمر من اجابتها وسألتها بتوجس

_ ازاي مش راجعة، انتي زعلتي مع جوزك

انتهى ثباتها وتركت لدموعها العنان عندما تذكرت ما حدث فلم تجد سوى حضن والدتها الشائك كما كانت تطلق عليه من قبل لكن لن تفعل

ستذيقها ما اذاقته لجدتها فقامت بمسح دموعها بظهر يدها وقالت بألم

_ انا خلاص سيبت البلد ومش هرجع تاني.

قطبت جبينها متسائله بقلق

_ ايه اللي حصل فهميني، عمل فيكي أيه؟

أغمضت عينيها بألم تحاول الثبات لكنها لم تستطيع

وعندما حاولت سمر اخذها داخل احضانها نهرتها سارو بحدة تمنعها من الاقتراب منه

_ متقربيش

اندهشت سمر من حدتها وسألتها بخوفٍ عليها

_ في ايه ياسارة مالك ياحبيبتي 

نظرت إليها من بين دموعها واجابت بألم

_ عايزة تعرفي عملوا معايا أيه؟

تساءلت بعينيها رغم انها تعلم الإجابة جيدًا لتأكد لها بحزن 

_ عملوا معايا كل خير، عملوا اللي عمركم ما فكرتوا تعملوه معايا 

عمي ومراته اللي مفيش كلام في الدنيا كلها يقدر يوصفهم، عوضوني عن جمودكم، ووقفت معايا في فرحي لو انتي موجودة مش هتقفي معايا كدة.

اخذت نفس عميق تهدئ به من روعها وأضافت

_ جدي وجدتي اللي ضحكتي علينا وفهمتينا انهم ظلموكم وأخدوا حقكم مع انه العكس تمامًا.

نفوس صافية للأسف عرفتها متأخر.

أما جاسر فـ على قد قسوته على اد طبيبته ورجولته 

كنت اتمنى اعرفه بظروف تانية يمكن كنا حبينا بعض من غير قسوة

بس للأسف عرفنا بعض بظروف انتوا اللي رمتونا فيها

رفعت عينيها إليها وتابعت بـ عتاب

_ منعك ليا إني اسافر كان اكبر غلط ارتكبتيه في حقي، لو كنتي سيبتيني كان زماني دلوقت اسعد واحدة في الدنيا

اهتزت نظرات سمر وهي لا تعرف عن ماذا تتحدث

وسألتها بتوجس

_ علمت ايه؟

ضحكت بحزن وأجابت

_ تقصدي معملتيش أيه

عادت نظرات العتاب إليهاوهى  تسألها

_ وجودك في حياة بابا كان عبارة عن أيه؟ كان مرايا يشوف بيها اخطاءه زي أى زوجة صالحة بتعمل مع جوزها؟

ولا كنتي شيطان بياخد بأيده للهلاك

بعدته عن اهله وحرمتيهم منه وحرمتينا احنا كمان منهم ومن حنانهم

دافعت سمر عن نفسها

_ هو كان جاي ومعاه الفلوس ولما حكالي قلتله دي حياتك ومستقبلك ولازم يفكر فيهم، وهو اختار

صرخت بها سارة 

_ بس كان دورك تفوقيه مش تخليه يبيع أهله وناسه

_ هو اللي باع انا مبعتش، وده خلاني رغم حبي ليهاخاف منه لإن اللي يبيع أهله ممكن يبيع حتى ولاده

فكرت إني أءمن نفسي من غدرة بس للأسف خسرت كل حاجة ولقيت نفسي وحيدة

بابا مات من غير حتى ما اودعه، وولادي بعدوا عني ولقيت نفسي بدوق من نفس الكاس اللي شربوا منه


اخوكي مُصر أنه يسافر بعد الامتحانات وانتي شكلك بيقول إنك مش هتفضلي معايا

وفجأة لقيت نفسي محرومة من كل حاجة وعرفت ان ده انتقام من ربنا، زي ما قال داين تدان


لم تكثر معها في الحديث فحالتها تلك تأكد أنها لن تتحمل أكثر من ذلك فانسحبت بهدوء دون أن تنظر خلفها

باك


صعدت إلى غرفتها لتتوقف على الدرج عندما استمعت إلى صوت منصور يناديها 

_ سارة

استدارت إليه وردت بفتور

_ نعم يابابا

_ تعالي عايزك

ترجلت الدرج بضيق لإنها تعلم جيدًا لما يريدها

دلفت معه غرفة المكتب ليشير لها بالجلوس فتجلس على مضد 

_ سارة اظن إن كفاية كدة وترجعي لجوزك 

تنهد سارة بملل وتحدثت باستياء

_ بابا انت مش بتزهق من الكلام في الموضوع ده قلتلك مية مرة مش هرجع

فكر منصور بأن عليه اقناعها حتى يصل لهدفه، والطريقة الوحيدة له هى عودة ابنته مهما كلفه الأمر 

فقال بثبات

_ قوليلي سبب واحد يخليكي ترفضي

كنت مستنيه منه ايه؟

جاسر قام بدوره على أكمل وجه

يكفي أنه مفضحكيش وستر عليكي وشيلك اسمه وهو ميعرفكيش ولا يعرف أخلاقك عشان يتأكد إن كان تعدي صحيح ولا كان برضاكي.

اى واحد مكانه كان هيقـ.ـتلك ومحدش هيقدر يلومه

وهتكوني روحتي للموت برجلك

صدقيني انا نفسي لو مكانه كنت هعمل كدة

بس هو غير، 

قف جانبك ونشلك من الفضيحة اللي كنتي هتتعرضي ليها 

ولو كان على ضربه ليكي فـ ده رد فعل طبيعي بعد الرسالة اللي قراها

أرجعي لجوزك وانسي اللي فات 

كانت تحاول بصعوبة إخفاء نظرات الاستهزاء التي ترمقه بيها علمًا بأن هناك سببًا خلف ذلك ويبدو ذلك من حديثة الذي فسألته بفتور

_ يعني انت عايزني ارجع بعد الاهانة اللي اتحملتها دي كلها؟

احرجته بسؤالها مما جعله يتراجع عن إصراره

_ أنا مقصدش بس كل الحكاية إني بقول كفاية عليه لحد كدة، وبعدين جدك وعمك بيكلموني باستمرار وعايزين ييجوا بنفسهم ياخدوكي.


نظراته وحديثه كل شيءٍ يأكد حسها وعليها ان تحبط مخططه


ومقبل على الصعيد

رانيا الخولي

الفصل السادس والثلاثون

❈-❈-❈


الان تأكدت من شكها وعليها أن تظل على رفضها كي تبعدهم عنه، تعلم جيدًا بأنهم لن يسلموا منه فقد علمت بالمصادفة أنه على وشك خسارة كل شئ وحينها لن يجد سواهم كي يطالب بما ليس له به من حق، تحدثت بهدوء رغم ما تشعر به من خذلان


_ اطمن انا كلمت عمي وجدي وطلبت منهم ميضغطوش عليا فـ ياريت انت كمان تسيبني ومتضغطش عليا

نهضت من مقعدها وتركته وذهبت إلى غرفتها مقررة الاتصال بجدها كي تطلب منه ألا يضغط على والدها في هذا الأمر


❈-❈-❈


عادت ساندي مع وائل إلى شقة والدهم بعد غياب دام لأكثر من خمسة أشهر خوفًا من عثور جاسر عليه

فعاد ظنًا منه انه تناسى الأمر

مر على عمته ليأخذ أخته ويظل معها فترة اجازته كما يفعل دائمًا

كان يراقب صمتها والوجوم الذي يظهر عليها بحيرة واثناء تناولهم الطعام سألها 

_ ساندي انتي كويسة

انتبهت ساندي من شرودها على صوته 

_ نعم يا وائل بتقول حاجة ؟

ازداد شكه بها وسألها بريبة

_ بسألك من وقت ما رجعنا وانتي سرحانة في أيه؟

رمشت بعينيها مرات متتالية وقالت بارتباك

_ عادي.. مفيش حاجة انا بس كنت حاسة بالوحدة وانت بعيد عني 

ربت على يدها وقال بأسف

_ معلش ياحبيبتي كان لازم اعمل كدة عشان اطمن ان الشخص ده نسي الموضوع

سألها بحيرة

_متعرفيش هما انفصلوا ليه؟

هزت راسها بنفي وقالت بحزن 

_ من وقت ما رجعت وهى مش بتكلمني, حاولت كتير اقرب منها بس رفضت تمامًا

هز رأسه بحيرة 

_ انا مش عارف ايه اللي مضايقه كدة، هو مش خلاص اتأكد اني معملتش حاجة؟ ليه بقى عايز يوصلي

قاطع حديثهم صوت الباب مما جعله ينظر إليها متسائلًا

_ انتي مستنيه حد 

شعرت بالخوف من ان يكون حسام  فهزت رأسها بخوف

_ لأ محدش يعرف اني هنا غير عمتي


ذهب ليفتح الباب ليتفاجئ بذلك الشبح الذي كان يطارده في نومه يقف أمامه الان ليفزع من هيئته

وخاصةً عندما اطبق بقبضته على ملابسه وهو يقول بصوت جهوري

_ بقى بتتعدى على بنت عمران المنياوي يا…….

اطاحه من أمامه ليسقط ارضًا بلكمة كادت أن تكسر أنفه لكنه لم يتركه 

ليميل عليه ويجذبه ويرفعه أمامه ليوجه إليه واحدة اخرى في عينه تحت نظرات ساندي المصدومة مما يحدث وخاصةً عندما تابع جاسر بغضب جحيمي

_ بقى سايب شيطانك يوزك وتبص لبنت عمي يا…..

صرخ وائل بألم

_ والله العظيم مـ….

لم يكمل حديثه وأعقبه جاسر بأخرى في بطنه جلعته يصرخ بألم

ولم يتركه يلتقط أنفاسه وهو يمسك ذراعه ويثنيه بقسوة وهو يقول من بين اسنانه

_ ايدك دي اللي فكرت بس تتمد عليها لازم تتكسر

تلاها صوت تحطم عظام ذراعه مما جعل صراخه يعلو من شدة الألم

وشبح الغضب جعل جاسر لا يعي لما يفعل 

وجه إليه ضربه اخرى في عينه وهو يضيف بصوت هادر

_ وعينيك اللي بصتلها دي لازم متشوفش النور بيها تاني

أخرج السلاح من ملابسه ورفعه في وجهه منتويًا التخلص منه مما جعل ساندي تفوق من صدمتها وتسرع إليه تمسك يده التي تحمل السلاح تمنعه برجاء

_ لا ارجوك اوعى تقـ.ـتله

ازاحها عنه بنفور وعينيه الغاضبه تنذرها بغضب جحيمي 

_ انتي دورك جاي بس بعد مااخلص عليه الاول وانتقم منه

نهضت لتحاول انقاذ اخيها من يده وقالت بأعتراف 

_ ارجوك سيبه هو خلاص ربنا انتقملكم مننا

رغم الألم الذي يجتاح وائل إلا إنه تطلع إليها بصدمة 

ونحاها جاسر من امامه مرة اخرى قائلًا بحزم

_ قلتلك ابعدي بدل ما افرغ السلاح فيكي

امسكت يده برجاء 

_ اقسملك ان ربنا انتقم لسارة مني و منه، وأتردت ليه بس المرة دي بجد 

لم يفهم جاسر شئ مما تقول لكن عين وائل التي لم يعد يستطيع بها الرؤية جيدًا اتسعت بذهول فأكدت

_ ايوة ياوائل كان لازم تتردلك بأشد وأصعب

اللي خدعت بيه ولاد الناس اتردلك بس بجد، وعارف من مين؟

من أعز أصحابك عشان توجع أكتر زي سارة متوجعت مني.

تطلع جاسر إليه بتشفي وهو ينزل سلاحه، لن يفعلها فيكفي ما به الآن

 فقال بنفور

_ اول مرة اشمت في حد حتى لو ميستاهلش، بس بجد شمتان فيك اوي.

 وجه نظرة غاضبة إلى ساندي لتنكس رأسها بخزي وهو يضيف

_ وانتي كفاية اوي اللي انتي فيه.

ثم تركهم وغادر

بقلق وخوف أسرعت ساندي إلى أخيها ليدفعها من امامه بكل ما أوتي من قوة وهو يصيح بها

_ أبعدي عني

سقطت ساندي على الأرض واجهشت في البكاء


❈-❈-❈


لم يذق أمجد طعم النوم في تلك الليلة وظل ينتظر الصباح على أحر من الجمر

يريد ان يسألها، أن يعرف منها سبب تبدل حالها

هم بالاتصال بها لكنه تراجع، عليه ان يراها وجهًا لوجه حتى يراقب تعبيرات وجهها عن كثب

ظل على هذا الحال حتى أشرقت شمس الصباح وأشرق معها أمل جديد لحياته معها


❈-❈-❈


كانت في مكتبها عندما دخلت عليها احدى الممرضات تقول

_ دكتورة ليلى في واحد بره عايز حضرتك

اندهشت ليلى وسألتها 

_ مـ قالش هو مين؟

هزت راسها بنفي

_ لا مقالش

_ طيب روحي انتي وانا جاية.

خرجت الممرضة وخرجت ليلى بعد أن عدلت من وضع حجابها وخرجت من مكتبها لتفاجئ بمن يقف أمامها بطلته الخاطفة لأنفاسها

فـ يتوقف الزمن عند تلك اللحظة

وساد الصمت من حولهما وكأن لا وجود لغيرهم فى المكان 

توقفت الشفاه لتتحدث العيون بلغتها الخاصة فهي أفضل من يعبر فى تلك اللحظة

عاتبها على تركها له وهو في اشد الحاجة لسماع صوتها الذي كان ومازال هو لحن الهوى.

أما هي فقد كان عتابها على خداعه لها بينما هو مرتبط بأخرى وقف أمامها الآن ليكمل خداعه

ومازال يفعل حتى الآن، يقف أمامها ويرمقها بنظرات عاتبة كأنها هي من طعنته بغدر عشقه الزائف

توقف قلبها عن النبض للحظات عندما سمعت صوته ينطق اسمها

_ ازيك ياليلى.

اهتزت نظراتها وشعرت بأن الدنيا تدور من حولها فتهربت من نظراته وهى تجيب بثبات زائف

_ الحمد لله بخير، وانت؟

تهادت ابتسامة على محياه جعلت قلبها ينبض بعنف

_ انا الحمد لله بقيت كويس، وجاي اوفي بوعد قطعته على نفسي.

 تطلعت إليه برهبة وقد هدرت الدماء بعروقها وهي تسأله بعينيها ليأكد لها

_ أيوة وعدتك إني لو كان ليا عمر هيكون بين اديكي.

رمشت بعينيها تحاول استيعاب ما يقوله وسألته بارتباك

_ بس انت عمرك ما وعدتني بحاجة.

تقدم منها خطوة صحح لها

_ لأ وعدتك إن لو ربنا شفاني فـ عمري كله هيكون ليكي، والحمد لله ربنا شفاني وقدرت ارجعلك.

تقدم منها خطوة أخرى وأردف بولة

_ ليلى تقبلي تتجوزيني؟

اتسعت عينيها ذهولًا من طلبه الذي حلمت به كثيرًا فينتفض قلبها بسعادة استطاعت بصعوبة اخمادها 

وسألته بريبة

_ ازاي وانت مرتبط بواحدة تانية وكنت معها الفترة دي كلها

قطب جبينه بعدم فهم وسألها 

_ مرتبط؟!

تظاهرت بالقوة وهى تضيف

_ وباباك كان موجود وما انكرش ده.

فهم أمجد ما ترمي إليه فسألها بهدوء

_ هى اللي قالتلك.

اهتزت نظراتها وهى تتذكر تلك اللحظة التي ظلت بخلدها وقالت

_ اه قالت انها خطيبتك وعمي كانت موجود وقتها 

اومأ لها وقد فهم سبب بعدها عنه تلك الفترة وقال بعتاب

_ وليه مسألتنيش؟

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بارتباك

_ مكنش ينفع استنى اكتر من كدة وخصوصاً أن جاسر كان عارف بسفري

رفع حاجبيه مندهشًا وسألها

_ يعني جاسر عارف 

اومأت بصمت وتابع اسئلته

_ طيب ليه مكنتيش بتردي على تليفونك؟ كنت رديتي واتأكدتي مني، وعلى العموم انا هريحك بس خليني ارتاح الأول من الطريق انا بقالي ليلتين منمتش

فين واجب الضيافة بتاعكم ولا انتو بخلا ولا ايه الحكاية؟ 

حاولت منع الابتسامة التي تود الظهور وقالت بثبات

_ الضيافة في بيت الحاج عمران مش هنا 

غمز لها بمكر

_ مستعجله أوي كدة؟

اتسعت عينيها بغيظ وقالت 

_ انا مقصدش اللي جاه في دماغك انا اقصد اني مينفعش اقعد معاك لوحدنا، الاول كنت مريض انما دلوقت مفيش سبب لوجودي معاك.

رد باستسلام

_ خلاص اللي تشوفيه على العموم انا هسبقك على هناك واشوف ايه قصة عريس الغفلة ده

قطبت جبينها بعدم فهم وسألته

_ وانت عرفت منين

_ ايه كنتي فكراني عايش هناك نايم على وداني انا اخبارك كانت بتوصلني أول بأول تلفت حوله واردف

_ حظه خدمة بصراحة انه مشفتوش

ازدات عقدت حبينها ليتابع بمكر

_ مش قلتلك عارف عنك كل حاجة، انا هسبقك على هناك متأخريش

استدار ليذهب لكنه توقف عندما تذكر 

_ اه كنت هنسى، أسيل مش خطيبتي هى كانت خطيبتي، يلا نتقابل في البيت.

تركها وغادر ووقلبها ينبض بسعادة حتى جعلت الدموع تتجمع في عينيها 


❈-❈-❈


كان مصطفى وحازم ومعتز يتناولون الغداء في احد المطاعم قبل عودتهم إلى الصعيد 

وكان حازم يرمق مصطفى بشك مما جعله يسأله

_ مالك بتبصلي كدة ليه؟

ضيق عينيه بشك وقال

_ مش عارف ليه مش مطمنلك وحاسس ان رجوعك معانا وراه حاجة.

كان مصطفى يتناول طعامه ببساطة 

_ تقصد يعني عشان الموضوع إياه، لا اطمن انا شلته من دماغي، من وقت ما عرفت إني كنت هكون السبب في انها متكملش تعليمها وانا قررت ابعد عنها

انا رايح البلد بس عشان هنشغل الفترة الجاية دي عشان السفر

كان الشك تلك المرة من نصيب معتز ليسأله 

_ وعرفت منين بقى انها كانت هتسيب علامها

هز كتفيه وهي يجيب ببساطة

_ الفترة اللي بعدت فيها والغفر اللي موقفهم ادام الجامعة توديها وتجيبها كل ده يأكد 

_ اتمنى اصدق 

تطلع إليه وهو يقول بجدية

_ لا صدق يلا خلصوا اكلكم عشان ميعاد الطيارة 

اه نسيت هو جاسر مش هيرجع معانا؟

أجاب معتز 

_ جاسر ياسيدي حالف على نفسه ما هيرجع من غير أختك

ضحك باستهزاء

_ لاا قوله ينسى دي أختي وانا عارفها

أكد حازم

_ فعلًا دي بتخلص القديم والجديد على دماغة، لدرجة أنه بقى بيصعب عليا..

ضحك معتز 

_ اومال بقى لو شفتوه وهو بيترجاها متقولش إن ده جاسر اللي مكانش بيهمه حد خالص

_ ربنا بيسلط ابدان على ابدان، خليها تاخدلنا حقنا منه.

نظر مصطفى في ساعته وقال وهو ينهض من مقعده

_ طيب يلا بسرعة عشان منتأخرش.


❈-❈-❈


كانت جالسة في غرفتها عندما وصلتها رسالة من جاسر وكان محتواها

" خلاص ارتاحي اخدتلك حقك منهم" 

لم تفهم شيئًا من محتواها

فسألته بريبة

" تقصد ايه؟"

اجابها بأخرى

" ميخصكيش المهم إني اخدت حقك لو عايزة تتأكدي انا في الشقة تعالي"

انقبض قلبها خوفًا عليه فهي تعلم جيدًا مدى تهوره

قامت بالاتصال على ساندي كي تتاكد منها لكن هاتفها قيد الإغلاق

نهضت مسرعة تبدل ملابسها ثم خرجت من المنزل متجهة إليه

عليها ان تعلم ما فعله حتى تجد له مخرجًا

ظلت طول الطريق تحاول الإتصال به لكنه لم يجبها 

كذلك فعلت مع حازم ومعتز لكنها تذكرت سفرهم اليوم

ظلت تتخبط في تفكيرها واستنتاجاتها حتى وصلت إلى البناية

 تترددت قليلًا داخل السيارة حتى فاز القلب تلك الجولة وترجلت من السيارة متجهة إلى شقته


كان مستلقيًا على الأريكة وهو يتطلع إلى صورها التى مازال محتفظًا بها في هاتفها بعد ان تحفظ عليه ولم يرسله إليها عندما طالبت باستعادته، فقام بإرسال جهاز اخرى واحتفظ به لنفسه

اخرجه من تأمله صوت الباب الذي يطرق بحدة فلاحت ابتسامة ماكرة على محياه

فنهض متباطئًا وهو يضع الهاتف على الطاولة أمامه

وذهب ليفتح

لم ينتظر ليرى من الطارق بل فتحه وعاد إلى مجلسه مما جعلها تغتاظ من فعلته

تركت الباب مفتوحًا ودلفت لتجده جالسًا على الاريكة يشاهد التلفاز دون أن يأبه لها فقالت باحتدام

_ ممكن اعرف الرسالة دي معناها ايه؟

رفع عينيه إليها وسألها بفتور

_ خايفة عليه، ولا خايفة عليا.

نطقت من بين أسنانها

_ لا عليك ولا عليه، انا بس خايفة على عمي مش اكتر 

عاد بظهره للوراء وهو يجيبها على نفس هدوءه

_ لا متقلقيش على عمك في غيري اتنين مش هيكون لوحده

انقبض قلبها خوفًا من حديثه الذي ياكد مدى تهوره وسألته بتوجس

_ انت عملت ايه بالظبط؟

هز كتفيه ببساطة شديدة

_ اللي كنت ناوي اعمله من زمان 

شهقت بخوف شديد وقالت بعدم استيعاب

_ اوعى تكون قتلـ.ـته؟

نهشت الغيرة قلبه لكن ظل على نفس هدوءه

_ ومالك اترعبتي كدة نهض من مكانه وتوجه إليها مما جعلها ترتد للخلف بخوف حتي صدمت في الباب وقالت بصدمة

_ انت هتعمل أيه

جذبها من أمامه لتخرج منها صرخة خافته لكنها اوقفتها عندما وجدته يغلق الباب وينظر إليها بحدة

_ بتصرخي ليه؟

ازدردت ريقها باحراج 

_ لا انا بس افتكرتك…

التزمت الصمت باحراج لينظر إليها ويقول بسخرية 

_ لا متفكريش، انا كان لازم اقفل الباب عشان محدش يشوفك هنا

_ خلاص فهمني بقى ايه اللي حصل 

تقدم منها لينظر إليها باحتدام

_ عايزة تعرفي عملت فيه إيه ؟

رمشت بعينيها وقلبها يدق بعنف وتابع بمغزى

_ كنت خلاص على وشك إني أخلص عليه بس صعب عليا بعد اللي عرفته

ازدردت لعابها بصعوبة وتحدثت بارتباك

_ هو ايه اللي عرفته؟

تنهد بتعب منها واجابها بتسويف

_ تعبيراتك بتقول انك عرفتي يبقى تسألي ليه

وبعدين متشغليش بالك انا اخدت حق بنت عمي وبس غيرك كدة مفيش

عقدت حاجبيها بعدم فهم وهي تسأله

_ معناه ايه كلامك ده؟

أجاب ببساطة

_ زي ما فهمتي، انتي اخترتي تبعدي وانا زهقت من اني احايل واطبطب كل شوية وياريت جايب نتيجة

انا خلاص قررت انفذ طلبك واطلقك.

اتسعت عينيها ذهولًا من حديثه وكأن من يقف أمامها الآن هو نفسه جاسر الذي تذوقت بيده العذاب وسألته بعدم استيعاب 

_ عايز تطلقني؟

جلس على المقعد بأريحية وهو يجيبها بفتور

_ والله بقى اللي تشوفيه مبقاش يفرق معايا وجودك بقى زي عدمه

زمت فمها بغيظ وصاحت به

_ انت سافل وانا غلطت اني جيت من أساسه

متضيع ولا تروح في ستين دهية انا مالي 

اخذت حقيبتها وأسرعت بالخروج لكن يده منعتها عن مقبض الباب وقد تبدلت نظراته لرجاء لامس قلبها وخاصةً عندما تحدث بوله

_ سارة ارجوكي متمشيش…


…….


خرجت من البناية وهي تبكي بانهيار وجاسر يسرع خلفها وهو يناديها بخوف

_ سارة استني

لم تلتفت إليه بل اسرعت تقطع الطريق ليتوقف قلبه عندما سمع صوت صرير قوي……


تكملة الرواية من هنااااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هنااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا




تعليقات

التنقل السريع