القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عش العراب الفصل السابع عشر والثامن عشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)

 رواية عش العراب الفصل السابع عشر والثامن عشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)





رواية عش العراب الفصل السابع عشر والثامن عشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)



17=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل السابع عشر بغرفة هدى كانت تجلس على الفراش ممده ساقيها وتضع عليهم، حاسوبها تقوم بتطبيق عملي بعض نظم البرمجه التي سبق ودرسته بذالك الكورس، تذكرت ذالك الخطأ التي فعلته تلك المره جعل الحاسب التي كانت تعمل عليه أطلق إنذار خطأ، على ذكر هذا الخطأ تذكرت نظيم وعادت برأسها حديث زملائها وإعجابهن به سواء بشرحه البسيط أو وسامته ولباقته، لما شعرت بغيظ منهن، جاوب عقلها: أكيد بسبب عدم إستظرافك له. نهرت نفسها لما تفكر في هذا الغبي بالنسبه لها منذ أن رأته أول مره، بالمصعد، أغلقت الحاسوب وقالت لنفسها، شكلى بدل ما كنت هسهر أطبق عملى اللى أخدته سواء في المحاضره او الكورس، هفكر في الغبى نظيم اللى مفكر نفسه محمود الخطيب على الاقل محمود الخطيب بيلبس بدل رسميه مش زى الغبى ده اللى مفكر الجامعه نادى رياضى وجاي بترننج سوت. أنام أحسنلى وبكره بالنهار أبقى أطبق عملى. وضعت هدى الحاسوب على طاوله جوار الفراش وتمددت على الفراش، لكن هذا الأحمق سكن تفكيرها الى أن نعست بعد وقت ليس بالقصير. علي الجهه الأخرى، كان نظيم بغرفة نومه نائم على فراشه يضع يديه أسفل رأسه يتنهد لكن فجأه آتت لخياله تلك صاحبة الوجه الضحوك، تنهد قائلا: هدايه ناصر العراب. تبسم حين تذكر ردها عليه في الجامعه حين أحرجها، ونظرتها المذهوله حين رأته بالمدرج يعطى لهم المحاضره، لكن فجأه زالت بسمته ونهر نفسه قائلا: فوق يا نظيم إنت مين وهي مين، مهما وصلت وبقيت دكتور جامعه، بس في النهايه أنت نظيم بهنسى اللى كنت شغال عامل عند باباها، كمان هي واضح عندها شوية غرور بلاش تنجرف لطريق نهايته معروفه، إحنا مش في زمن القصص الخياليه. بشقة سلسبيل. لم يكن ما يشعر به قماح حلم، كان حقيقه سلسبيل بين يديه يقبلها يديه تدمغ جسدها لكن إنقلب كل ذالك بعد أن شعر برفض سلسبيل لتلك المشاعر التي تسيطر عليه يود قربها والفرار معها من ذالك الواقع الذي تفرضه عليه، شعر بنفورها وجمودها ليس هذا فقط بل دفعها له وقولها: كفايه يا قماح، إبعد عنى مبقتش قادره أتحمل لمسك ليا متنساش إنك لسه موجوع في صدرك. بلاش تخلينى أستغل وجيعتك وأبعدك عنى. رفع قماح جسده قليلا من فوق سلسبيل ونظر لعينيها ورأى بهم نظره جديده، نظرة برود رفض وتحدى. تنحى عنها نائما فوق الفراش، لملمت سلسبيل ثيابها ثم نهضت من على الفراش، ولم تنظر إليه وكادت تخرج من الغرفه لكن توقفت لثوانى تستمع لحديث قماح الجاف: مفكره بأسلوبك ده تمنعك عنى إنى هطلقك، غلطانه يا سلسبيل، أنا ممكن مع الوقت أزهق ومش بعيد أتجوز عليكى لكن عمرى ما هطلقك يا بنت عمى. ضحكة سخريه من سلسبيل التي مازالت تعطيه ظهرها ثم قالت: ده اللى متوقعاه من البدايه يا إبن عمى، الصفه الوحيده اللى هتفضل بينا هي إننا ولاد عم وبس. رد قماح بغضب حاول الأ يظهره: والجنين اللى بطنك ده مالوش صفه رابطه بينا، وليه كنتى بتهتمى بيا الأيام اللى فاتت؟ وضعت سلسبيل يدها على بطنها وردت وهي مازالت تعطيه ظهرها: للآسف، بس ده لسه في علم الغيب، ياعالم يكمل ويجى للحياه ولا أيه لسه اللى هيحصل، وسبق وقولتلك إهتمامى بيك إنسانيه في الأول والآخر إنت إبن عمى، نسيت أقولك إنى إتفقت مع بابا إن طالما حالتك الصحيه إتحسنت من بكره هنزل أنضم للمحاسبين في المقر بقولك للعلم فقط، تصبح على خير، يا إبن عمى. غادرت سلسبيل الغرفه وتركت قماح يشعر بغضب جم، سلسبيل أعلنت التحدى معه، في نفس الوقت شعر بغصه من تبدلها هكذا حين إقترب منها، فهى طوال الأيام الماضيه تولت الإعتناء به، حقا لم تكن تنام لجواره على الفراش، لكن هو ظن أنها تفعل ذالك من أجل أن تعطى لزواجهما فرصه أخرى، لكن يبدوا أنه مخطئ فهى قالت أن ذالك إنسانيه وأنه إبن عمها كم يبغض تلك الكلمه حين تقولها. بينما سلسبيل ذهبت الى غرفة المعيشه، جلست على إحدى الأرائك، تشعر بنغزات في قلبها وضعت يدها على بطنها، قماح قال ما صفة هذا الجنين الذي ينبت برحمها، تعلم أنه حلقة وصل بينهم، رغم معاملة قماح السىيئه لها منذ بداية زواجهما، لكن ذالك الجنين الذي برحمها لم تستطيع أن تكره وجوده كان سهل عليها إجهاضه والتخلص من أى رابط يربطها ب قماح ويظل الرابط الوحيد هو أنهم أبناء عم فقط، لكن لا تعلم لما حين عرفت بوجود هذا الجنين تضاربت مشاعرها بين الفرح والحزن، كانت تود أن يجدها هذا الجنين سعيده حين تشعر به وهو برحمها، لكن هذا لم يحدث والسبب هو غطرسة وعنجهية وقبل ذالك عنف قماح معها. قماح الذي بغرفته يسترجع ماضى طفل بالعاشره بدأ يرى قسوة من حوله، فلاش، باك. كآن الحياه حين تنقلب وتعطى وجهها السئ تزيد من القسوه. بعد وفاة والداته بعدة أشهر، كانت تهتم به هدايه وتراعيه في تلك الفتره، كان يرى الفرحه والشمت في عين قدريه، ونهرها له في الخفاء لكن لم يكن يبالى بذالك كان في المقابل هدايه وجده وكذالك النبوى، يظهرون له المحبه، كذالك عمه ناصر وزوجته. لكن تبدل ذالك أيضا، حين فوجئوا بدخول جدة قماح اليونانيه وبصحبتها رجل كهل، به ملامح من والداته الراحله، عرف أنه خاله هو رأى له صورا سابقا، وكان معهم مترجم خاص ورجل يبدوا من زيه دبلوماسى وبعض رجال الشرطه. تحدث أحد رجال الشرطه: معانا أمر بتسليم الطفل قماح النبوى العراب ل جدته السيده إليخاندرا مونتيس بصفتها حاضنه له وده قرار من المحكمه اليونانيه أنها الأحق بحضانة طفل بنتها اللى توفت من عدة شهور. إنخض الجميع كيف حدث هذا وكيف حصلت تلك المرأه على حضانة قماح بتلك السهوله. رفض قماح ذالك وذهب الى حضن جدته هدايه التي ضمته وقال: لأ أنا عاوز أفضل هنا مع جدتى هدايه وبابا، كمان بنت عمى سلسبيل ماما كانت بتحبها، ماما مش كانت بتحب الست دى لا هي ولا الراجل اللى معاها ولا بتحب اليونان، ماما كانت بتحب هنا وأنا عاوز أعيش هنا. ذهب ذالك الكهل الذي كان معهم وقام بشد قماح قويا من بين يدي هدايه، التي فلت منها قماح بصعوبه، وقامت بحذبه مره أخرى تحتضنه، تفوه ذالك الكهل ببعض الكلمات باليونانيه، ترجمها لهم المترجم قائلا: هما معاهم أمر واجب التنفيذ بأخد الطفل قماح كونه حفيد الست إليخاندرا مونتس. تعجب النبوى قائلا: إزاى وأمتى طلع الأمر ده، وإزاى متعرفش قبل كده. رد المترجم: ده أمر من المحكمه اليونانيه بصفة إن والدة الطفل ده تحمل الجنسيه اليونانيه يحق ل جدته اليونانيه أخد حضانته طالما هي عندها الصلاحيات الكامله، زى الأهليه العقليه وكمان الماديه، ودول شرطين يتوفروا في جدته، ده أمر إلزامى من السفاره اليونانيه بمصر، بتسليم الطفل قماح النبوى العراب لجدته السيده إليخاندرا مونتس. رد ناصر: طب لو رفضنا تسليم قماح أيه اللى هيحصل. رد المفوض من السفاره: وقتها هندخل في نزاع، وده طبعا بعد تسليم الطفل لجدته اليونانيه أولا. رد النبوى: مستحيل أسلم أبنى ليهم أنا عندى يقين إن الست دى غير مؤتمنه على إبنى، إذا كان مراتى نفسها كانت شبه قاطعه علاقتها بيهم من بداية جوازنا. رد المفوض: إحذر من طريقة حديثك ممكن يتاخد عليك إنك بتسب السيده إليخاندرا، مفيش طريق دلوقتي غير تسليم الطفل للسيده إليخاندرا وبعدها تقدر تلجأ للمحكمه سواء اليونانيه أو المصريه، لكن دلوقتي معانا أمر واجب التنفيذ، بتسليم الطفل، ولو حضرتك رفضت هتضطر لاخده بالقوه، من فضلك مش عاوزين الامر يتصعد لخلاف بين الدولتين. رد الجد: يتصاعد وماله بس مش هنفرط في ولدنا يتربى بعيد عنيننا وسط ناس أغراب منعرفش أصلهم من فصلهم. رد المفوض بتهكم: وإبنك بيتجوز من اليونانيه مكنش يعرف أصلها من فصلها، بلاش الطريقه دى أنا لغاية دلوقتي مش عاوز أصعد الأمور، الطفل والدته يونانيه وبالتبعيه لولدته بيحمل جنسيتها والأحق بيه جدته اليونانيه، دلوقتي مفيش قدامكم طريقه غير تسليم الطفل لجدته، وتمضوا على أمر التسليم ده. رد ناصر: ممكن نتفاهم براحه مع السيده إليخاندرا يمكن نتوصل لحل سلمى يرضى جميع الاطراف. رد المفوض بعد ان تحدث الى إليخاندرا قائلا: السيده إليخاندرا بترفض أى حوار، وهي عاوزه طفل بنتها كذكرى لها من بنتها اللى توفت بعيد عنها وأدفنت في أرض غريبه ولم تستطيع وداعها الوداع الأخير. تهكمت هدايه بين نفسها وقالت: الوداع الأخير وده من ميتى. بينما قال النبوى بإستماته: أنا مستحيل أسمح أبنى يبعد عنى، ومستعد أدفع للست دى أى مبلغ تطلبه وفورا. رد المفوض: دى تعتبر رشوه، من فضلك يا حضرة الضابط نفس القرار اللى في الاوراق معاك. رغم عدم إقتناع الضابط بذالك لكن جذب قماح قويا من يد هدايه التي كان قماح يتشبث بها، يدي هدايه أصبحب خاويه، في لحظات أخذت تلك الغريبه ومن معها قماح وغادروا المنزل، ذهب خلفهم النبوى، لكن صعدوا بالسياره سريعا. قبل أن يأتى بسيارته كانت سيارتهم أختفت من على الطريق أمامه، شعر النبوى بفقد جزء كبير من قلبه، توالت الأيام وقبل أن يأخد النبوى قرار بضم قماح له كان سافر مع تلك العجوز والكهل الآخر لتبدأ رحله من الآلم والحرمان، كآن القدر يعاقبه على ماذا لا يعرف... تلك العجوز إليخاندرا من قدمت دعوه ضمه بأوراق ثبوتيه مزوره أنها تمتلك الأهليه والقدره الماليه ما كانت سوا إمراه عجوز تهوى الكحوليات تتجرعها بشراهه، وذالك الوغد المدعو خاله ما كان سوى مخنث يهوى القمار وفتيات الليل وليس هذا فقط كانت هنالك زوجته التي ليس لديها أى مبادئ هي الآخرى، علم سبب طلبهم لحضانته بعد ذالك، كان هو المال، إبتزاز النبوى مقابل أن يرى طفله كان عليه دفع الفديه لهم، كانوا يتمسكون بحضانته بشراسه بسبب تلك الاموال التي كان يرسلها لهم النبوى مقابل سماحهم له برؤيته بين الحين والآخر مره في العام تقريبا... تذكر تلك المدرسيه الشعبيه التي كان يذهب إليها ومعاملة باقى زملائه له بالأخص حين عرفوا أنه ليس يونانيا وكذالك يحمل ديانة الإسلام بدأ الأضهاد من بعض زملائه العنصرين له، سواء كان بالذم او أحيانا بالضرب، الضرب الذي تكاتل عليه أكثر من فتى وقاموا بضربه بعد خروجهم من المدرسه وأحدى الضربات أصابت عنقه بعنف خلفت آلم قوى، حين عاد للمنزل لم يجد من يهتم به أصيب بالحمى لليالى لكن وسط تلك العتمه تعرف على صديق كان هو الآخر يتيم يعيش مع جده الضرير تقبله دون عنصريه وقام بمصادقته كان خير صديق إعتنى به وبدأ في علاجه حسب خبرته الصغيره مر وقت وبدأ قماح يكبر أصبح بالسادسه عشر. رأى زوجة خاله تلك اللعوب تتودد الى صديقه تريد اللهو معه، ذالك الذي بالكاد أصبح صبي، تريد أخذه للرذيله معها، رفضها صديقه مرات، فبدات برمي شباكها على قماح نفسه، كانت تتعمد أن تتعرى أمامه كى تثيره لكن هو كان يمقت منها ويشعر بالنفور وكان يبتعد عن المنزل لأيام وليالى أحيانا كان يفضل المبيت بالشارع عن الذهاب الى المنزل والتصادم مع تلك العاهره، حتى جدته لم تكن تسأل عنه، كل ما يهمها المال كى تاتى بالكحوليات، كان مبدئها أعطنى المال وافعل ما تشاء، كان هو وصديقه يتشاجران مع من يحاول العبث معهم من أبناء الحى المتسكعين، لكن حين أصبح قماح بعمر السابعه عشر. ربما شاء له القدر أن يغير مصيره يعود لموطنه، ربما ينتظره مستقبل أفضل عن هنا باليونان ربما مع الايام بسهوله ينضم لهولاء المتسكعين وينتهى به الحال بسكين مثل، صديقه الذي كان يشاركه الآلم والحرمان حين تكاتل عليهم بعض شباب الشارع المتسكعين وقاموا بضربه هو وصديقه الذي أخذ سكين بمقتل أثناء مشاجرتهم الأثنين معهم بسبب أضهادهم لهم، كان آخر حديث صديقه له، إنت عديت سن الستاشر سنه وتقدر تتحكم في حياتك، عد لبلدك عد لهتان الأثنتين التي كنت دائما تحكى لى عنهن تلك المرأه الحنون جدتك، وتلك الطفله الصغيره لابد أنها أصبحت فتاه صغيره الآن، كانت هذه آخر أقوال صديقه له قبل لفظ نفسه الأخير، إتخذ بعدها القرار، لن يبقى هنا ويصبح متشرد ومتسكع وينتهى به الآمر إما بفراش زوجة خاله، أو قتيل على يد أحد المتسكعين، حسم أمره، وتسأل عن مكان السفاره المصريه باليونان، وأخذ أوراقه التي تثبت أنه لديه الجنسيه المصريه وأنه بلغ السادسه عشر من عمره وبقانون اليونان لديه الحق في السفر لأى مكان حتى دون إذن والدايه أو من يتواصى عليه، عاد الطير الذي أسر قهرا لسنوات عاد لعشه مره أخرى، لم يشعر بمصر بغربه بل إنتماء،. وحدث عكس ما حدث بالماضى، مثلما أخذوه عنوه عاد برضاه... كانت من فتحت له باب المنزل هي سلسبيل التي قاده قلبه لها وقال: إنتى نبع المايه الصافى. للحظات إرتجفت سلسبيل قبل أن تدخل الى غرفة جدتها تلهث قائله: قماح رجع يا جدتى زى ما قولتلك إنى شوفته في الحلم. خرجت هدايه الى بهو المنزل، وجدت صبى يافع أمامها يبدوا نحيل، بسرعه كانت تضمه قائله: كنت متوكده الطير لازم يعود لعشه، واد العراب رچع من تانى لعشه. من فرحة هدايه سجدت أرضا، بينما آتت على صياح سلسبيل كل من قدريه ونهله، التي تبسمت له ورحبت به. لكن قدريه تغابن وجهها فهى تمقته بشده وعودته مثل اللهب في قلبها، لكن أمام هدايه رسمت البشاشه ليست البشاشه فقط، بل إقتربت منه وحضنته قائله: ولدى عاد من تانى. بينما نهله صافحته فقك، سلسبيل ذهبت خلف جدتها تنظر له فقط لم تتحدث له، لكن شعرت بنظرة عيناه لها كان بها شئ غريب لا تفهمه. عوده للحاضر... زفر قماح نفسه بغضب حين تذكر الماضي الذي خلق منه ذالك القاسى الذي أصبح عليه، حتى تلك القطعه التي كانت مازالت بقلبه لينه إنتهت حين دخل الى عالم الأعمال، لكن هنالك قطعه أخرى بقلبه كان يخشى أن يظهر لينتها، عشقه ل السلسبيل، التي فقدها بقسوته عليها حين إمتلكها، لكن مازال هنالك أمل واهى. بشقة النبوى بغرفة النوم. كان النبوى نائم على الفراش وقدريه تتسطح لجواره مستيقظه تشعر بلهيب في قلبها بعد أن تسمعت على جزء من حديثه على الهاتف. كم تود الفتك به الآن شار شيطانها عليها قتله، كما يقول المثل جنازته ولا جوازته، لكن لو قتلته سيستريح، هي تريده أن يشعر بالآلم مثلما سقاه لها يوم حين دخل عليها بالاغريقيه وقال أنها زوجته... علي ذكر تلك الاغريقيه تذكرت حين سكبت لها الزيت على سلم المنزل لتنزلق ساق كارولين وقتها وتسقط على درجات السلم متأثره بقوه تنزف بشده، لكن أنقذها النبوى وقتها الذي عاد بالصدفه للمنزل واخذها للمشفى، لتلد طفله متوفاه، ويستمر النزيف على كارولين ويصحب ذالك إرتفاع في درجة حرارة جسدها أدت لوفاتها بعد وفاة طفلتها بعدة أيام متأثره بحمى نفاس، لكن بالأصل هي قتلتها بسكب ذالك الزيت على السلم، كم تشفت قدريه في موتها وقتها، كسر قلب النبوى مثلما كسر قلبها يوم ان تزوج عليها، لكن اليوم لن تنتظر أن يدخل عليها بزوجه أخرى فكر عقلها لتهتدى لشئ عليها مراقبه تحركات النبوى وستعرف أين يذهب ووقتها ستدخل وتمنع تلك الزيجه، لابد أن تبحث عن شخص يراقب تحركات النبوى ويخبرها بها أولا بأول. باليوم التالى، صباح أمام شقة ناصر أثناء نزول سلسبيل السلم تبسمت هدى وهي تنظر ل سلسبيل قائله: أيه الشياكه والاناقه دى عالصبح خلاص هتستلمى الشغل في المقر النهارده. ردت سلسبيل: آه خلاص قماح صحته بقت كويسه، وكلها كم يوم ويقدر هو كمان يرجع لشغله، وأنا إتفقت مع بابا ياخدنى معاه. تبسمت هدى: مبروك يا بشمحاسبه، أبقى أفتكرى أختك الغلبانه في كم جنيه كده من مرتبك. تبسم لها ناصر قائلا: اللى يسمعك يقول ناقصك حاجه. تبسمت هدى قائله: ناقصنى عربيه خاصه بيا مش اقف قدام الجامعه أستنى السواق عشان يجى ياخدنى، بعد المحاضرات، أنا بعد ما أخلص كورس نظم البرمجه هروح أى مدرسة سواقه وأتعلم السواقه وأطلع رخصه وأترحم من إنتظار السواق. ضحك النبوى الذي كان صاعدا كى يطمئن على قماح قبل أن يذهب للعمل وقال: العربيه هتبقى هديتى ليكى بعد ما تخلصى دراسه وتتخرجى من الجامعه ويبقى عندنا مبرمجه شاطره. تبسمت هدى له قائله بتذمر مرح: لسه هستنى ده كله، طب ما تعتبر الهديه دى ل سلسبيل وأشترى ليا عربيه خاصه زيها، ولا عشان هي مرات إبنك لها معزه خاصه. تبسم النبوى قائلا دون قصد منه: أنتم التلاته عندى معزه واحده وبعتبركم بناتى، بس بصراحه سلسبيل زايده في المعزه عنكم شويه، دى نبع المايه خليفة الحچه هدايه. شعرن هدى وسلسبيل بغصه فهن أصبحن إثنين، كذالك ناصر شعر بغصه وتدمعت عينيه، لاحظ ذالك النبوى خلف بسمتهن وصمت أخيه، كم ود أن يرأف بقلب أخيه وقلبهن ويخبرهن أن الثالثه مازالت تعيش لكن هي تختار أن تكون بنظر الجميع ميته لا يعلم سبب لذالك. بعد قليل كان قماح يقف بشرفة شقته، رأى ذهاب سلسبيل مع عمه في سيارته، تنهد بسأم كان يود أن تبقى لجواره مثل الأيام السابقه، سلسبيل أعلنت التمرد ولا شئ سيخضعها الآن. عقب الظهر. بالشقه التي تقطن بها همس. تحدثت بفرحه عارمه: يعنى سلسبيل حامل؟ رد كارم: أيوه، جدتى هي اللى قالتلى، وكمان قالتلى أنها كانت متأكده أنها حامل من مده قبل سلسبيل يمكن من قبل سلسبيل ما تعرف إنها حامل. رغم فرحة همس لكن شعرت بغصه في قلبها وصمتت لدقائق، عاودت لها ذكرى إكتشاف أنها كانت حامل، وما حدث بعدها، أغمضت عينيها تحاول كبت تلك الدمعه والغصه بقلبها. تحدث كارم الذي تعجب من صمت همس فجأه: لأ وكمان أيه جدتى بتقول أنها متأكده إن سلسبيل حامل في ولد وهيكون أول من يحمل چينات العراب صرف، سواء أب أو أم. تبسمت همس وقالت: تعرف أنا كنت وعدت سلسبيل أعمل كسوة سبوع أول طفل لها على إيدى، شغل هاند ميد. تبسم كارم لها: وقدامك الفرصه والوقت لسه بدرى أستغليه وقبل ما تولد سلسبيل تكونى خلصتيه لها. تبسمت همس قائله: فعلا لسه وقت، هبدأ أشترى المستلزمات اللى محتاجه لها... فجأه صمتت همس وتذكرت أنها بنظرهم ميته، وقالت بغصه: بس دلوقتي مينفعش، أنا في نظرهم ميته، وكمان هسافر بره مصر. رد كارم: في إيدك ترجعى تانى لهم يا همس. ردت همس بتعسف: قولتلك قبل كده مش عاوزه أرجع وأشوف نظرات الشفقه من حد. رد كارم: خلاص يا همس بسيطه وقتها ممكن نبعت كسوة السبوع هدية ولادة سلسبيل. تبسمت همس. تحدث كارم: همس أنا خلاص تواصلت مع السمسار في دبى وتممت معاه شره الكافيه وكمان شقة صغيره كده على قدنا، وكمان حجزت تذاكر السفر على آخر الشهر وقولت ل بابا وهو قالى إنه إتفق مع المأذون وحدد ميعاد كتب كتابنا على آخر الشهر ده وكمان حجزت ميعاد سفرنا هيبقى تانى يوم للميعاد اللى بابا حدده. تبسمت همس بغصه وقالت: يعنى لسه قدامك فرصه تتراجع. رد كارم: همس إنتى عارفه إن حلم حياتى يجمعنى معاكى بيت واحد. نظرت له همس تشعر برهبه بداخلها تخشى ذالك اليوم الذي يغلق عليها وعلى كارم باب واحد، وبالأكثر إذا كان في بلد أخرى. بينما كارم شعر بنظرات همس المتوجسه لديه هو الآخر خوف من ذالك الرهاب الذي لدى همس حين يقترب منها. بعد مرور أسبوع عصرا كانت مفاجأه وفاة والد زهرت قبل ثلاث أيام يقولون الجنازه حاره والميت ليس سوى شخص فاقد الأهميه لكن لابد من إجادة تمثيل مظاهر الحزن، بعزاء النساء بداخل المنزل، البسيط. دخلت سلسبيل بصحبة نهله، ذهبت الى مكان جلوس عمتها وقامت بأداء واجب العزاء لها، رغم شعور عطيات بالبغض من سلسبيل لكن تداركت أمرها وتقبلت منها العزاء، ذهبت سلسبيل بعد ذالك الى زهرت وجلست جوارها، تقوم بتعزيتها، شعرت زهرت بالبغض ودت لو قامت بطردها وان تقول لها بعد ماذا أتت ملكة العراب لتعزيتى اليوم هو اليوم الثالث ل وفاة أبى، لكن صمتت خشيه من حديث الناس أنها تغار من سلسبيل. لكن هنالك ما حدث هو دخول تلك الفتاه مع والداتها ذهبت مباشرة الى مكان جلوس زهرت، زهرت التي نهضت لها وقامت بحضنها بود تحدثت الاخرى قائله: البقيه في حياتك يا زهرت، عارفه إنى أتأخرت على ما جيت أقدم واجب العزا، بس أنا كنت بتابع الشغل مع بابا ونائل وعارفه إننا في موسم توريد الرز. ردت زهرت: كفايه إتصالك عليا يا هند، طول عمرك صاحبة واجب، تعالى إقعدى جانبى. بالفعل جلست هند جوار زهرت الناحيه الاخرى. شعرت سلسبيل بالبغض من الأثنتين لكن كانت بين النسوه هدايه، التي نهضت من مجلسها حين رأت دخول هند وإستقبال زهرت لها وتوجهت الى مكان جلوس سلسبيل. التى وقفت لها بتلقائيه. وضعت هداية يدها على كتف سلسبيل ونظرت ل زهرت الليله تالت يوم للعزا كفايه كده يا بتى وإرجعى لدارك وچوزك. مثلت زهرت الدموع بحرقه قائله: أنا طول ما أنا هنا حاسه بنفس بابا جانبى. تحدثت عطيات ببكاء هي الأخرى: حديت الحچه هدايه صحيح يا زهرت لازمن ترچعى دار چوزك بكفاياكى عاد الحزن في القلب والروح، واللى راح كان غالى، بس بيتك و چوزك لهم حق عليكى عشيه تروحى دارك. امائت هدايه عينيها ونظرت ل سلسبيل قائله: يلا يا بتى مش جدمتى واچب العزا لعمتك وسلفتك، خلينا نرچع دارنا. بالفعل هاودت سلسبيل هدايه ومسكت يدها وخرجن من منزل والد زهرت وخلفهن نهله، لكن كادت هدايه أن تتعرقل في حصوه كبيره على الأرض أثناء سيرها، وكادت أن تقع أرضا، لولا أن تمسكت سلسبيل بها، ليس سلسبيل فقط بل يد أخرى مسكت يد نظرت هدايه لتلك اليد وسرعان ما سحبت يدها قائله: تسلم رد عليها وعيناه تنظر ل سلسبيل: ألف سلامه عليكى ياحچه هدايه. ردت هدايه التي لاحظت نظرات نائل ل سلسبيل: تسلم يا نائل، يلا يا سلسبيل الحمد لله ربنا ستر وموقعتش جدام الخلق. بالفعل سارت سلسبيل جوار هدايه، وخلفهن نهله، لكن مازالت عين نائل تتابع أثر سلسبيل، غير منتبه لتلك الحقوده زهرت التي رأت الموقف صدفه من شباك منزل والداها، ليزداد حقدها على سلسبيل. بعد وقت في نفس اليوم. وقفت عطيات تلوم زهرت: مكنش لازمن توجفى وتحضنى هند ناسيه إن هدايه كانت بين الحريم، كان لازمن تعملى حساب لوجود سلسبيل متنسيش إن هند تبجى طليجة قماح. ردت هند بلا مبالاه: أهو قولتى طليقه، يعنى اللى المفروض كانت تخزى هي سلسبيل لأنها هي اللى جت بعدها، وبعدين هند كانت صاحبتى، وإتصلت عليا عزتنى قبل كده، إنما الملكه سلسبيل إتنازلت وعفرت رجلها بشوية تراب في آخر يوم للعزا، جايه فض مجالس يعنى، ناسيه إنى قبل ما أكون سلفتها، إن بابا يبقى جوز عمتها، كان المفروض تقعد جانبى تاخد عزاه، لكن مين يتكبر، بعد ما بقى لها كلمه وإشتغلت وقماح نفسه إستسلم للامر بسهوله معرفش إزاى بعد ما كان معارض، طبعا لازم يتنازل بعد ما عملوا حركه وسابوا الدار. ردت عطيات: بلاش تاخدى صف هند على سلسبيل بلاش تكسبى بغض هدايه، هدايه من الأول مكنتش مرحبه بهند، وهند كانت بتعمل معاها مشاكل. ردت زهرت: نفس ما بتعمل معايا، ناسيه انها وافقت عليا بالغصب بعد إصرار رباح عليا، ماما بلاش تخافى من هدايه، رباح بقى زى الخاتم في صباعى خلاص. بعد مرور ثلاثة أسابيع. صباح بشقة سلسبيل دخلت الى غرفة النوم كعادتها مؤخرا تأخذ ملابس لها من الدولاب وتذهب الى الحمام ترديها... لكن في ذالك الوقت أثناء دخولها، تفاجئت بوقوف قماح نصف عارى يرتدى ملابسه، تجاهلته كعادتها وتوجهت ناحية الدولاب وفتحت إحدى الضلف وأخرجت ملابس لها. تحدث قماح: مفيش صباح الخير. ردت سلسبيل بإفتضاب: صباح الخير، سخرت بداخلها، كم مره سابقا قالت ل قماح صباح الخير وكان يستخسر الرد عليها، هو الآن من يطلب منها قول صباح الخير. سارت سلسبيل لكن وقع منها أحدى قطع ملابسها، قبل أن تنحنى وتأتى بها، إنحنى قماح وألتقطها، ثم مد يده بها ل سلسبيل... تعجبت سلسبيل لكن مدت يدها تأخذ منه قطعة الملابس، لكن قماح تعامل بمكر وتمسك بقطعة الملابس وشاغب سلسبيل التي تذمرت وشدت قطعة الملابس من يد قماح، لكن مازال قماح متمسك بالقطعه بشده، مما جعل سلسبيل حين رجعت للخلف كادت تقع، لكن جذبها قماح من خصرها عليه حتى توازن وقوفها، نظرت سلسبيل له وقبل أن تدفعه عنها ضمها قماح قويا بين يديه و إلتقط شفاها بقبله قويه متشوقه لكن ليست عنيفه كاقبلاته السابقه لها، دفعته سلسبيل بيدها سريعا لكن قماح تمسك بها بين يديه، لكن سلسبيل دفعته أقوى وقالت: من فضلك عندى شغل في المقر مش فاضيه لحركاتك الفاضيه دى. تراخت يدي قماح عن سلسبيل، تسحبت من بين يديه وأخذت من يده قطعة الملابس وغادرت الغرفه بضيق. بينما تبسم قماح يشعر بزهو هو كان يتشوق لشفاه سلسبيل. سلسبيل التي خرجت من الغرفه وذهبت الى غرفه أخرى وإرتدت ملابسها، ثم توجهت الى المرآه كى تعدل حجابها، لاحظت إحمرار شفتاها من قبلة قماح، شعرت بضيق قائله بسخريه: حلوه اللعبه الجديده اللى بيلعبها قماح العراب مفكر إنى معرفش بزيارات هند السنهورى له في المقر، شكلها عاوزه توصل الود القديم. بينما بخارج الغرفه تحدث قماح: سلسبيل إن كنتى خلصتى لبس خلينا ننزل، علشان أنا اللى هوصلك النهارده معايا. فتحت سلسبيل باب الغرفه قائله: والسواق راح فين. رد قماح: معرفش الحجه هدايه قالت لى من بالليل أبقى أخدك معايا في عربيتى عشان هي هتحتاج للسواق من بدرى. تعجبت سلسبيل وقالت: خلاص هروح مع بابا أو عمى. رد قماح: سلسبيل بلاش إعتراض فاضى، عادى أنك تروحى للمقر معايا في عربيتى. ردت سلسبيل: فعلا عادى، هعتبرك زى السواق بالظبط، حتى السواق رغاي، إنما إنت صامت. تبسم قماح لها دون رد، وأشار لها بيده لتسير أمامه وبالفعل سارت وهو خلفها يبتسم. ظهرا بشقة همس جلست هدايه تقرأ الماعوذتين بعد أن وضعت خبيرة التجميل بعض اللمسات البسيطه على وجه همس، أصبحت أجمل بملامح مازالت بريئه. إنتهت الخبيره، أعطتها هدايه رزمه من المال وغادرت، بينما قالت همس: مش عارفه كان لازمتها أيه الكوافيره دى يا جدتى، كل الحكايه كتب كتاب عالضيق. تبسمت هدايه قائله: ولو زينة الصبايا لازمن يظهر جمالها الليله، وكارم يشوف جدامه جمر بدر منور، لو بيدى كنت زرغطت وعملتلكم فرح كبير تحلف بيه البلد بحالها. ردت همس بغصه: فرح، طب كفايه يا جدتى، أنا لو مش إصرار كارم عمرى ما كنت وافقت أتجوزه وأربط حياته بيا بعد اللى حصلى. ردت هدايه: نصيحه منى يا بتى عارفه اللى مريتى بيه كان صعب وواعر، بس جدامك فرصه جديده إستغليها، بلاش تضيعيها من يدك، ربنا مد في عمرك وعطاكى فرصه تانيه لهدف هو الوحيد اللى يعلمه. بالمقر دخلت سلسبيل الى أحدى غرف المقر مع عبد الحميد، تفاجئت بجلوس قماح مع هند يتحدثان شعرت بنغزه في قلبها لكن سرعان ما نفضت عن رأسها. تحدث قماح وعيناه تنظر الى سلسبيل: أنا كنت طلبت من الأستاذ عبد الحميد يعملى كشف حساب بتوريدات الحج رجب السنهورى ومدام هند هي المسئوله عن التعامل معانا، ياريت يكون كشف الحساب جاهز. رد عبد الحميد: كشف الحساب جاهز، سلسبيل عملته وأنا راجعته من وراها وبصراحه مفيهوش أى غلطه، وده الملف اللى فيه كشف الحساب، سواء التوريدات اللى وصلتنا من الحج رجب، وكمان المبالغ اللى دفعناها تحت الحساب قبل كده، وكمان المبلغ المطلوب مننا دفعه، وأنا جايب معايا سلسبيل علشان لو أحتاجت أى توضيح، لأنها هي اللى عملت كشف الحساب ده من البدايه للنهايه فهى أدرى بكل تفاصيل كشف الحساب. شعر قماح بالغيره من نداء عبد الحميد، ل سلسبيل دون لقب يسبق إسمها بينما شعرت هند بالكراهيه نحو سلسبيل بسبب مدح عبد الحميد بعملها وليس هذا فقط بل هنالك أقوى من ذالك نظرات إعجاب قماح لها، مازالت عيناه تلمع ببريق خاص حين يرى سلسبيل أمامه. تحدث عبد الحميد: وجودى هنا مالوش لازمه سلسبيل معاها كل المعلومات الماليه الازمه، وكمان عندى شوية تقفيلات عالحسابات لازم أعملها، خلاص إنتهينا من الموسم ولازم نظبط حسابتنا قبل السنه ما تنتهى. تحدث قماح: تمام يا أستاذ عبد الحميد، تقدر تروح تشوف باقى أشغالك وتسيب سلسبيل هي توضح لينا كشف الحساب. غادر عبد الحميد، وبالفعل جلست سلسبيل بالصدفه جوار قماح، بدأت في سرد محتويات كشف الحساب، بالكامل وتوضيحه بمهاره، جعلت قماح يشعر أنه كان مخطئ حين لم يحسب لقوة ورجاحة عقل سلسبيل حساب وحاول طمس شخصيتها. بعد قليل دخل عليهم بالغرفه النبوى مبتسما، لكن حين وقع بصره على هند إختفت بسمته، وقال: قماح أنا خارج دلوقتي عندى مشوار مهم. نهضت سلسبيل قائله: عمى كنت محتاجاك في حاجه مهمه. وضع النبوى يده على كتف سلسبيل قائلا: بعدين باللليل لما أرجع للدار، دلوقتي عندى مشوار مهم، يا أميرتى ردت سلسبيل ببسمه: تمام لما ترجع المسا. تبسم النبوى وغادر الغرفه كذالك قماح آتى له إتصال هاتفى فأعتذر للرد وتجنب بعيد عنهن، لكن كانت عيناه على سلسبيل. نظرت هند ل سلسبيل بغيره ساحقه قائله: واضح إنك بتخططى الفتره الجايه تاخدى مكانه كبيره بإدارة حسابات العراب، بس يا ترى كشف الحساب الخاص بينا وقع تحت إيدك صدفه ولا بقصد منك. ردت سلسبيل: أنا مكانتى فعلا كبيره كفايه إنى بنت ناصر العراب وحفيدة الحجه هدايه، وعندى كرامه ومش بجرى وراء شخص رمانى من حياته، بقيت بشوفك كتير، سواء في عزا جوز عمتى وكمان هنا في المقر. ردت هند بوقاحه: ناقص تشوفينى في دار العراب من تانى. نهضت سلسبيل وقالت: وماله أنا قولت من البدايه عديمة الكرامه. فى ذالك الأثناء عاد قماح وقال: خلونا نكمل بقية كشف الحساب. ردت سلسبيل: انا وضحت النقط المهمه في الكشف واللى فاضل شغل إدارى مش من إختصاصى، عن أذنكم، الأستاذ عبد الحميد بقى يعتمد عليا كتير. غادرت سلسبيل الغرفه وتركت هند مع قماح. تحدثت هند: سلسبيل عندها غرور كبير معرفش إنت متحمله إزاى أكيد بسبب إنك بتحبها. رد قماح بهدوء: ده مش غرور ده ثقه فعلا أنا بحب سلسبيل. بدار العراب بعد قليل ردت قدريه على هاتفها لتسمع من يقول لها: النبوى بيه دخل العماره إياها اللى سبق وقولت عنوانها لحضرتك، بس مش لوحده كان معاه واحد من شكل لبسه أنه مأذون وكمان إتنين تانين. ردت قدريه: تمام. أغلقت قدريه الهاتف قائله: مستحيل تتجوز عليا مره تانيه يا نبوى، لو إضطريت أقتل عروستك قدامك.




18=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثامن عشر بشقة همس بغرفة الصالون كان يجلس النبوى برفقة المأذون والشهدان ومعهم كارم الذي تختلط بداخله المشاعر، بين فرحه أنه أخيرا همس ستصبح زوجته كما تمنى منذ ان وعى على الحياه، وخوف من القادم بعد أن تبقى همس وحدها معه بمفردهما، يخشى رد فعلها، بسبب ذالك الرهاب حين يقترب منها. أثناء تفكير كارم دخلت هدايه مبتسمه تلقى عليهم السلام، دخلت من خلفها همس للغرفه، في اللحظه. سحرته تلك الحوريه الصغيره التي ترتدى رداء أبيض يمزج بين الحرير والشيفون بسيط مطرز ببعض ببعض الأحجار الصغيره الزرقاء، حقا كان لابد لتلك الأحجار الزرقاء بالرداء تحميها من الحسد، من الجيد أنها تضع ذالك النقاب على وجهها حتى لا يرى وجهها أحد نهض واقفا، هائم، ماذا سيحدث لو رأى وجهها الآن سيسمعها كل ما قيل في كلمات الغزل، ويقول أنها لا تكفى ولا تعبر عن ما بقلبه الهائم بها. تبسمت له هدايه جعلته إنتبه على حاله، وتبسم لهن ثم جلس بعد جلوسهن جلست هدايه وجوارها همس التي يرتجف داخلها بشده بعد دقائق ستصبح بعقد شرعى وقانونى زوجه ل كارم. عجيب هو القدر كانت سابقا تتهرب منه حين يتقرب منها كان بخيالها صوره أخرى لفارس أحلامها، تبدل ذالك بعد أن عادت مره أخرى للحياه نبض قلبها لآخر غير صورة ذالك الفارس الوهمى التي كانت ترسمها، ما حدث لها بدل كل شئ بحياتها، تجربه قتلت برائتها الطفوليه وأحيتها بشكل آخر أكثر نضوج عن الازم، لكن برهبه تسكن عقلها وقلبها تخشى النظر في الوجوه لا تريد أن ترى شفقه حتى من أقرب الناس إليها. بعد قليل أنتهى المأذون من تراتيل الزواج وقام كارم بالأمضاء من ثم مرر دفتر المأذون نحو همس كى تمضى، يرفع القلم بيده لها. نظرت همس لذالك الدفتر ثم ل كارم تحدثت بعينيها، : قدامك فرصه قبل ما تربط حياتك بيا أنا مهزومه وموصومه. تبسم كارم وتحدثت عيناه: أنتى مش مهزومه ليه مفكرتيش في إن ربنا إدالك فرصه تانيه في معركة الحياه، أنتى تاج العفه، اللحظه دى أهم لحظه بعمرى، متعرفيش قد أيه إشتاقت وناجيت ربنا أن تكونى من نصيبى، القدر عطانى منحه تانيه ومش هتنازل عنها، وهترجعى همس اللى كانت بسمتها زى شروق الشمس بعد الغيوم. مدت هدايه يدها وأخذت الدفتر ووضعته على ساق همس، نظرت همس لها، أمائت هدايه لها بالإمضاء... إمتثلت همس لما يحدث ومدت يدها أخذت القلم من يد كارم، بيد مرتعشه خطت همس إسمها بالدفتر. فى تلك اللحظه أطلقت وصيفه الزراغيط المجلجه. للحظه إنخضت همس لكن تبسمت بعد ذالك. تبسم المأذون قائلا: مش تستنى إمضاء الشهود الأول. تبسمت وصيفه وقالت: ده كتب كتاب ست البنات والعرايس أنا جبت الشربات. شعرت همس بغصه في قلبها، بينما تبسم النبوى قائلا: فعلا همس ست العرايس، وزغرطى يا وصيفه لو بعرف أزرغط كنت زغرطت. تبسمت همس وهي تنظر للنبوى بإمتنان، بادلها البسمه بحنان وتشجيع. بينما تفاجئ الجميع حين سمعوا صوت زغروطه مميزه، نظر كارم لها بذهول قائلا: الحجه هدايه بتزرغط في كتب كتابى، لأ دا واضح أن معايا كل الحظ النهارده. ضمت هدايه همس تحت كتفها وقالت براحبه: إنت معاك زينة الصبايا، هاميس ناصر العراب. تبسمت همس التي يرتجف قلبها، شعرت هدايه برجفة همس، فضمتها أكثر وقبلت رأسها. تدمعت عين همس. بينما نهض المأذون قائلا: مبارك عليكم وبالرفاء والبنين، أعذرونى لابد أن أستأذن عندى عقد قران آخر. أشارت هدايه ل كارم قائله: فز يا كارم مع حضرة الشيخ وصلوا للمكان اللى رايده. رغم أن كارم يود البقاء، لكن نهض وخرج مع المأذون، كذالك الاثنين الشهود وتركوا النبوى وهدايه وهمس. التى آتت همس الصغيره لها وكشف ذالك الوشاح عن وجهها وهمهمت ببعض الكلمات تهنى همس، تبسمت لها همس وقبلت وجنتيها، بينما تبسم النبوى قائلا: هو الشربات خلص ولا أيه يا وصيفه عاوز كوبايه تانيه. تبسمت وصيفه قائله: لاه يا نبوى بيه، في شربات كتير، في المطبخ هروح أچيبلك كوبايه تانيه، تؤمرينى بحاجه يا حچه هدايه. تبسمت هدايه قائله: ميؤمرش عليكى ظالم يا وصيفه كتير خيرك، چميلك على راسى، يا بت الأصول، كفايه راعيتى الأمانه وصونتى السر الفتره اللى فاتت. تبسمت وصيفه قائله: لازمته أيه الكلام ده يا حچه هدايه، خيركم سابج عليا، غير كتر خيره النبوى بيه كفايه إنه خد همس بت بتى لدكتور وأهو ربنا چاب على يده نتيجه، همس بدأت تچمع بعض حروف الكلام، ومع الوجت يمكن تتحدت زينا. تبسمت همس قائله: إنشاء الله، أكتر حاجه هفتقدها وأنا خارج مصر هي همس إتعودت على اللعب معاها وكمان بنتشارك الشيكولاته والبونبونى مع بعض. تبسمت وصيفه بحب قائله: ربنا يرزجك الذريه الصالحه أنتى وكارم بيه ويكونوا كيف جلوبكم الصافيه. تنهدت همس بغصه قائله: إنشاء الله. تبسمت وصيفه قائله: هروح أچيب الشربات وأرچع. تبسم النبوى وهو ينظر ل همس قائلا: فرحتى النهارده ملهاش حدود، بقيت متوكل بكتب كتاب إتنين من بنات العراب، لأ والأتنين بهاديهم لاتنين من ولادى. تبسمت همس قائله: كده مش ناقص غير هدى، بس دى شكل نصيبها هيبقى من بره العراب. تبسم النبوى وقال: حتى لو نصيبها من بره العراب، أنا برضوا اللى هتوكل ليها، والحچه هدايه هي اللى هتساعد في تزينها لعريسها كيف ما عملت معاكى إنتى وسلسبيل. تبسمت همس قائله: وسلسبيل الحمل عامل معاها أيه، بطنها بانت ولا لسه. تبسمت هدايه قائله: لاه لسه هو إكده حبل البكريه مش بيظهر غير متأخر، غير إنها حبله في صبى، والحبله في الصبى بتبجى بطنها مش كبيره، زى البنيه. تبسمت همس قائله: أيه اللى خلاكى متأكده كده يا جدتى إن همس حامل في ولد، مش يمكن بنت، وبعدين سلسبيل أساسا رفيعه وطويله وممكن الحمل ميظهرش عليها بسرعه. تبسم النبوى يقول: الحچه هدايه عمر توقعه ما خاب. تبسمت هدايه، بينما في نفس الوقت دخلت وصيفه بكوب الشربات، أخذه النبوى، لكن دون إنتباه منه، سقط جزء كبير منه فوق ملابسه. تحدثت وصيفه: خير إنشاء الله قالت هدايه: جوم يا ولدى أجلع البدله و الجميص، خلى وصيفه تنضفهم لك. خلع النبوى الجاكيت و قميصه وبقي بفانله داخليه بنصف كم وأعطى ملابسه ل وصيفه أخذتهم وخرجت، لكن لسوء الحظ في نفس الوقت رن جرس باب الشقه. ذهبت وصيفه وقامت بفتح الباب. لتلك التي حين رأت ملابس النبوى على يدها لبستها كل الشياطين. جذبت الملابس من على يدها بتعسف قائله: هو المأذون لحق يكتب الكتاب ولا أيه أنا چيت متأخره. ردت وصيفه بتعجب: الست قدريه. ردت قدريه بتعالى: أيوا ستك قدريه، أيه النبوى ضاق بيه الحال وهيرمرم على واحده كانت بتجى الدار تبع بضاعتها البايره، خلاص النسوان خلصم مبقاش غيرك يا بياعة الزبده. ردت وصيفه: مش فاهمه تجصدى ايه يا ست قدريه... علت قدريه صوتها، وبدأت بسب وصيفه ببذائه. فى ذالك الوقت وصل صوت قدريه الى غرفة الصالون وسمعته همس، التي إرتعبت أوصالها، وقامت بغطاء وجهها ليس هذا فقط بل بدأت تبكى وترتعش وتهزى بخوف، ونهضت من جوار هدايه، وأصبحت مثل المجانين تهزى بخوف ورعب، كل ما تقوله: مش عاوزه حد يشوفى أنا مش خاطيه، مش خاطيه وتسيل دموعها. إرتعبت هدايه هي الاخرى لكن على حالة همس التي تبدلت حين سمعت صوت قدريه، كذالك النبوى الذي تعجب حين رأى حالة همس، همس لم تشفى بالكامل، ها هي من أول مواجهه غير مباشره، إرتعبت رغم ذالك خرج النبوى من غرفة الصالون وأغلق خلفه الباب. نظر ل قدريه التي تتهجم على وصيفه بالسب والحديث البذئ، بل وكادت أن تتهجم عليها بالضرب، لكن توقفت وإرتجت من صوت النبوى الحازم: قدريه أيه اللى جابك هنا وعرفتى العنوان ده إزاى، ممشيه ورايا اللى يراجبونى إياك. ردت قدريه المرتجفه بتعسف: راچلى، بيعمل أيه في شجه مفروشه في البندر، لاه وطالعلى كمان بالفانله، يظهر جطعت عليكم الخلوه. صفعه قويه على خد قدريه، أفقدتها صوابها، نظرت للنبوى بذهول لكن قبل أن تتحدث، جذب النبوى قميصه وأرتداه وقام بجذب قدريه من يدها قائلا: حسابنا مش إهنه، حسابك واعر. تهكمت قدريه قائله: حسابى واعر ليه، فيها ايه الخدامه دى عشان تتجوزها عليا ولا لافت عليك ميتى، ما أنت جلبك حنين، زمان لافت عليك الاغريقيه اللى كانت جايه مصر تستلقط راچل، ودلوق بياعة الزبده اللى كنت بشحتها خلجاتى الجديمه. رد النبوى: حسابك كبر يا قدريه جدامى من سكات، وكلمه زياده هتكونى... قاطع حديثه دخول كارم الى الشقه، وتعجب بل وذهل حين رأى والداته، وشعر بتوجس، وقال: ماما نظرت له قدريه بذهول قائله بسخريه: چاى إهنه ليه، چاى تشهد على كتب كتاب أبوك من واحده كنت بتزكى عليها بخلجاتى الجديمه. كانت وصيفه تبكى من كم الاهانات التي نالتها من قدريه، لكن كانت صامته،. نظرت قدريه لبكاء وصيفه قائله: ساكته ليه و بتبكى على أيه، أتفاجئتى لما عرفتك مجامك، واحده غيرك مش تبكى دى تسم نفسيها، لما تبجى في سنك ده وتلوفى على راچل متچوز وعنده شباب، بس العيب مش عليكى، العيب على اللى بيريل عالنسوان، لاه وولده زيه وبيساعده، عقله راح منه من يوم الخاطيه ما جتلت حالها، قالت هذا وصفعت كارم على وجهه. تلقى كارم الصفعه بصمت مذهول من وقاحة ودنائة والداته. بينما صفعه قويه من النبوى لها وجذب يدها بقوه وخرج من الشقه وأغلق خلفه الباب بقوه. نظر كارم ل وصيفه قائلا: في أيه اللى حصل وماما جت هنا إزاى؟ لم ترد وصيفه ومازالت تبكى. تحدث كارم: همس... أشارت له وصيفه على باب غرفة الصالون... ذهب إليها سريعا وفتح الباب. نظر بذهول، لتلك التي ترقد على الارض تجلس القرفصاء تضم ساقيها لصدرها، تبكى وترتعش وتهزى، تكاد تصرخ، لكن تكمم فمها بيديها، خشية أن تسمعها قدريه ويفتضح أمر أنها مازالت تعيش، سمعت كل حديث قدريه القذر في حقها، قدريه أعادتها لنقطة الصفر التي ظنت أنها تخطتها، عاد لها الرهاب من أى أحد يقترب منها، حتى هدايه نفسها حين إقتربت منها كى تضمها، عادت همس تزحف للخلف، تنظر لها بخوف، لم تستسلم هدايه وجلست لجوارها وضمتها بقوه، رغم ممانعة همس، لكن قدريه أحتوتها بين يدها ونظرت ل كارم قائله: إتصل بالدكتوره اللى بتعالج همس، وجول لها عالعنوان خليها تچى. إمتثل كارم لقول هدايه وقام بالإتصال على الطبيبه، ثم أغلق الهاتف، يتقطع نياط قلبه وهو يرى همس بكل ذالك الضعف والهزيان كلماتها كانت تشق قلب كارم، تلك الجمله التي قالتها سابقا أنا مش خاطيه وإزداد عليها كلمة أنا مكنش لازم أعيش، موتى كان راحه ليه. كاد كارم أن يقترب منها، لكن صرخت همس بقوه بنهر تعود أمامها صوره واحده هذان الوغدان اللذان إغتصباها، عقلها يود الإستسلام لتلك الغيبوبه وتفصل عن الوجود، لكن إرادتها ضعيفه. ظلت هكذا لوقت الى أن آتت الطبيبه، حين أقتربت من همس صرخت تقول: إبعدوا عنى، سيبونى أنا ليه مموتش كنت إرتاحت. ردت هدايه التي تحتضنها بدموع: وحدى الله يا بتى، بلاش تكفرى، منين جالك إن الموت راحه، خلى الدكتوره تساعدك. بصعوبه تمكنت الدكتوره من حقن همس بأحدى المهدئات جعلتها تسترخى و تنام. حملها كارم وأدخلها الى غرفة نومها ثم عاد للطبيه مره أخرى تحدثت الطبيبه بحزم قائله: أيه اللى حصل وصل همس للحاله دى، دى إنتكاسه لها، آخر جلسه لينا مع بعض قالتلى إنها هتسافر مع إبن عمها بعد ما يكتبوا كتابهم، وكنت حسيت إنها بدأت تعود لها الثقه شويه في اللى حواليها. ردت هدايه وسىردت لها جزء بسيط مما حدث عن سماعها لصوت سباب زوجة عمها. تنهدت الطبيبه بغضب قائله: سبق والسيد نبوى سألنى عن حالة همس وأنه عاوز يعرف باباها ومامتها إنها لسه عايشه، وقولت له بلاش إستعجال، لأن همس لسه مقدرتش تتخطى اللى حصلها كان صعب، أنا عرفت انكم عرفتم ان اللى حصلها كان غصب عنها، بس هي جواها إحساس بالضعف قوى لأن في العاده اللى بتتعرض لحادث إغتصاب، ممكن تحاول المقاومه بأيدها حتى لو مقاومه ضعيفه منها، بس همس حالتها مختلفه، هي كان مشلول حركتها جسمها كان شبه متخدر، وده اللى سهل على الأوغاد اللى أغتصبوها إنهم ميتركوش أثار قويه على جسمها كانت شبه كدمات، اللى حصل لهمس كنت متوقعه حدوث جزء منه وقت ما أنت أتعرفت عليها بالكافيه، بس يمكن وقتها وجودها في مكان عام وسط الناس خفف شويه من حدة الموقف، وكمان في سبب أهم، همس عندها ثقه فيك بس الحذر والرهبه من أى حد يقرب منها هو اللى بيخليها تتراجع، بدليل لما طلبتها للجواز في البدايه رفضت وفضلت تسافر للخارج وتبعد عن هنا في دماغها إنك ممكن تنساها بسهوله بعدها، بس لما أصريت على طلبك وحطيتها في إختيار سلمت للأسهل بالنسبه لها إنها تسافر معاك، بس محدش يعرف أنها لسه عايشه. تحدث كارم: طب وحالتها هترجع تانى زى الاول ولا أيه اللى هيحصل. ردت الطبيبه: لأ طبعا مش هترجع بنفس درجة الأول، هي هيستمر معاها الرهبه لوقت. رد كارم: المفروض أننا كنا بعد كتب الكتاب هنسافر للقاهره، لأن ميعاد الطياره الساعه تسعه الصبح، كنت عامل حسابى نبات في أوتيل في القاهره. ردت الطبيبه: عادى الحقنه اللى خدتها هتنيمها للصبح، وممكن تصحى هاديه، وكمان بعدها عن هنا أفضل بعد اللى حصل، ممكن تحس بأمان أكتر من هنا. تبسم كارم للطبيه. بينما عاودت الطبيبه الحديث: أنا ليا زميله طبيبه نفسيه عايشه مع جوزها في الامارات وتواصلت معاها وعطتيها تقرير مفصل عن حالة همس وكمان همس تواصلت معاها هاتفيا ومعاها عنوان الدكتوره في الأمارات. تبسمت هدايه قائله: عندى إحساس إن ربنا هياخد بيد همس وترچع من تانى لينا وتعود زى ما كانت كيف شروق السمس. تبسم كارم بأمل. غادرت الطبيبه تحدثت هدايه: زى الدكتوره ما جالت يا كارم، يمكن سفر همس دلوك يكون في صالحها وتعود من تانى لهنا بإرادتها تواجه خوفها، دلوك خلينى أبوسها وبعدها خدها يا ولدى وسافروا يبلغكم السلامه. رد كارم وهو ينحنى على يد هدايه: إدعى لينا كتير يا جدتى، أنا محدش من العيله كان يعرف إنى هسافر غير حضرتك وبابا، وقولت ل بابا هو يبلغ ماما والعيله بعد ما أكون سافرت، عشان ممكن ماما كانت هتحاول تقنعنى إنى مسافرش، بس معرفش أزاى عرفت بالشقه دى وجت لهنا وأتكلمت بالطريقه الفظه دى، بعتذر ليكى يا ست وصيفه. ردت وصيفه التي تشعر بمهانة قدريه لها، لكن هدايه جبرت بخاطرها ببعض الكلمات كذالك كارم الآن: إعتذارك على راسى يا أستاذ كارم إنتى مغلطتش في حجى، ربنا يسعدك أنت همس وأبجوا أفتكرونى من فتره للتانيه بمكالمة تلفون. تبسم كارم لها يومئ رأسه بقبول ثم نظر لهدايه قائلا: أنا مش عارف أيه اللى بابا هيعمله مع ماما، بس بتمنى ربنا يهدى بينهم، وأرجوكى يا جدتى حاولى تهدى بينهم، بابا بيسمع لكلامك. ردت هدايه: سافر وأنت همس وإطمن يا ولدى اللى فيه الخير هو اللى هيحصل بأذن الله. بالمقر. أتى المساء إنتهى يوم العمل. بمكتب قماح. نظر الى ذالك الحاسوب الذي أمامه يتابع عبر تلك الكاميرات الموجوده بالمكتب التي تعمل به سلسبيل ومجموعه من المحاسبين، تبسم وهو يراها منهمكه بالعمل، سلسبيل لديها قوة إراده أستهون برضوخها سابقا له لكن ها هي تمردت عليه لكن شعر بغيره حين رأى وقوف أحد زملائها بالمكتب جوارها يبدوا أنه يقوم ببعض التوجيهات لها، تضايق من قربه منها، ود الذهاب الى المكتب وأخذها بعيدا، بالفعل نهض وذهب الى تلك الغرفه، ودخل مباشرة. تبسم له العاملين بالمكتب والبعض منهم نهض يرحب به بحفاوه، بينما هو عيناه على تلك الجالسه بلا مبالاه. تحدث أحد الموظفين: نورت المكتب يا قماح بيه أى خدمه. رد قماح: متشكر بس كنت جاي آخد مدام سلسبيل وقت الشغل خلاص إنتهى. تبسم له قائلا: فعلا المفروض وقت الشغل إنتهى، بس مشاء الله مدام سلسبيل عندها نشاط غير عادى، وفضلت تساعدنا في تخليص شوية حسابات خاصه بالتجار اللى وردوا لينا في الفتره اللى فاتت، رغم إن أستاذ عبد الحميد قالنا إنها حامل ومش لازم نجهدها، مع ذالك هي أصرت تساعدنا. رغم شعور قماح بالغيره من حديث ذالك الموظف وهو يمدح في سلسبيل لكن رسم بسمه وقال: فعلا مدام سلسبيل حامل ومش لازم نجهدها كفايه كده النهارده. نظرت له سلسبيل وفكرت في معارضته أمام الموظفين، لكن دخول والدها الى المكتب جهلها تصمت وترسم بسمه حين قال: مش كفايه إكده يا سلسبيل، أنتى مالكيش الأجهاد. تبسمت سلسبيل له ونهضت قائله: تمام، اللى مخلصش النهارده أخلصه بكره رغم إنى مش حاسه بأى إجهاد لملمت سلسبيل بعض محتوياتها الخاصه بها ووضعتها بحقيبة يدها، وتوجهت نحو وقوف والداها، لتسير معه وخلفهم كان قماح، يشعر بالغضب من تجاهل سلسبيل المتعمد له. توقف ناصر أمام المقر قائلا: قماح خد معاك سلسبيل للدار. تحدثت سلسبيل بمعارضه: لأ هروح معاك يا بابا. رد ناصر: مش هينفع عندى مشوار مهم قبل ما أرجع للدار. إمتثلت سلسبيل لقول والداها الذي تبسم ل قماح، رد قماح عليه ببسمه هو الآخر، بينما سلسبيل تضايقت من ذالك، كيف لوالدها أن يثق في قماح بعد أن قام بإتهامه وجعلها تستمر في ذالك الزواج بمساومه منه، لو كان بودها لانهت ذالك الزواج من ذالك العنجهي. بعد قليل بسيارة قماح، كان يقود السياره ببطئ شعرت سلسبيل بذالك وقالت له: إنت ليه بتسوق ببطئ كده. رد قماح: مش بسوق ببطئ ولا حاجه هي دى سرعة العربيه في العاده. نظرت له سلسبيل: عربيه أحدث موديل وماركه عاليه، وبتمشى بالبطئ ده، قماح بلاش إستعباط، وسوق بسرعة شويه. تبسم قماح قائلا: وراكى أيه في الدار مستعجله علشانه من شويه في المكتب مكنتيش عاوزه تقومى، وتكملى شغل. تنهدت سلسبيل قائله: حسيت بتعب فجأه، من فضلك زود سرعة العربيه. رد قماح: متنسيش إنك حامل والسرعه العاليه مش كويسه علشانك بسبب المطبات. ردت سلسبيل: قماح بلاش طريقتك دى عاوزه أروح الدار، حاسه بإرهاق. تبسم قماح يقول بمكر: طريقه أيه، مش فاهم قصدك. ردت سلسبيل: طريقتك المتحكمه، دايما في اللى حواليك قولتلك إنك مش هتفرض شئ عليا بعد كده، ياريت تسوق بسرعه شويه ومتخافش، صحيح أنا حامل بس شويه سرعه مش هتأثر عليا، وبسبب الحمل ده هو اللى مانعنى أجى المقر بعربيتى اللى أشتراهالى عمى، وبحتاج للسواق، بس شكلى بعد كده هاجى بعربيتى. نظر قماح لشبابيك السياره و فجأه توقف. تعجبت سلسبيل من ذالك، لكن قبل أن تستعلم عن سبب وقوفه، تفاجئت به يجذبها وبلا أنتظار قبل شفاها قبله متشوقه بها بعض الحده قليلا. تفاجئت سلسبيل بذالك للحظه فقدت الإدراك من المفاجأه، لكن وعت على حالها وقامت بدفعه بيديها تبعده عنها، بالفعل إبتعد حين شعر بحاجتها للتنفس، تبسم وهو ينظر لوجه سلسبيل المتهجم، وقبل أن تتحدث عاد يقود السياره لكن سرع في القياده قليلا، بينما سلسبيل إلتقطت انفاسها قائله: قولتلك قبل كده متقربش منى وإن كان جوازنا مازال قائم فهو بحدود وأولها أن جوازنا مجرد منظر مش أكتر. رد قماح بإستفزاز: مفيش حاجه إسمها جوازنا منظر، سلسبيل أنا لغاية دلوقتي متحكم في نفسى ومستحمل عنادك، وإن كنت إتنازلت وقبلت إنك تشتغلى فده بمزاجى مش أكتر. تهكمت سلسبيل ساخره دون رد نظر قماح لها وتبسم وقال: بس بصراحه تحديكى وإنك تحاولى تثبتى نفسك في شغل المحاسبه مكنش مفاجئ ليا، بس اللى إتفاجئت بيه معاملتك البسيطه مع الموظفين. نظرت له سلسبيل قائله: أيه كنتى مفكرني زى هند السنهورى، هتفشخر بأسم العراب على الموظفين. رد قماح: واضح أن غرورك مش بيظهر لحد غيرى يا نبع المايه. ردت سلسبيل: مش غرور ده كرامتى اللى أنت دهستها من أول جوازنا، وبعدين ميهمنيش تقول عليا مغروره، واضح إن الغرور صفه في نسل العراب، سواء كان بنت أو ولد، بس بستغرب واحده زى هند المفروض أنها طليقتك أنا لو مكانها مكنتش هتعامل معاك نهائى حتى لو إضطريت كان ممكن تخلى أخوها أو باباها اللى يتعاملوا معاك أو إنى أبيع بنص سعر السوق أكرملى، بس واضح إنك غالى عندها، عالعموم ميهمنيش هي واحده معندهاش كرامه مش جديده عليها. تبسم قماح وقال: أول درس أنا أتعلمته، البيزنيس مفهوش مشاعر، وده درس ليكى أنتى كمان. ردت سلسبيل بتهكم: ، إنت معندكش مشاعر لا بيزنيس ولا في غيره، وفي فرق بين المشاعر والكرامه، بس شكرا إنك عرفتنى الدرس ده، ياريت تسرع السرعه شويه، الطريق تقريبا شبه فاضى. بالفعل زود قماح من سرعة السياره، بعد أن شعر براحه، في الحديث مع سلسبيل رغم ردودها عليه المقتضبه لكن لأول مره يتجذبان الحديث بتلك الطريقه، بطريقة المجادله. وصلا الى دار العراب ودخلا الى المنزل سويا. ليسمع الإثنان أصوات النبوى وقدريه العاليه. ليتوجه الأثنان الى مكان الصوت. ليقف الأثنان مذهولان مما سمعوه. بينما قبل قليل. دخل النبوى ب قدريه الى دار العراب. تحدث قائلا: آخر شئ كنت أتوقعه منك إنك تراقبينى وصل ببكى الجنان للدرجه دى. ردت قدريه: إنت السبب في جنانى جوازتك عليا قبل كده بالاغريقيه، والنهارده كمان تتجوز عليا واحده مستعنهاش خدامه للى في رجلى، ولأ واضح إنك طويت كمان كارم تحت جناحك ويمكن هو الشاهد على جوازك من بياعة الزبده، ما هو عقله طار من يوم ما الخاطيه همس جتلت نفسها جدامنا. نظر النبوى ل نهله التي آتت ودموع فرت من عينيها وقالت بدفاع: كلنا سمعنا تسجيل باللى حصل لهمس وهمس عند ربنا بلاش تجيبى سيرتها بوصمه هي بريئه منها. تهكمت قدريه قائله: مفكره إنى صدقت اللعبه ولا أيه، الشيخه سلسبيل المكشوف عنها الحجاب، أكيد تسجيل متفبرك، وده ميهمنيش. رد النبوى الذي يحاول أن يتمالك غضبه حتى لا يخطئ: وأيه اللى يهمك يا قدريه. ردت قدريه: يهمنى نفسى، وكرامتي اللى إنت هدرتها من سنين يوم ما دخلت عليا بالأغريقيه وجولت مرتى، من غير ما تعمل حساب لشعورى وجتها، چبت خواجايه إتعرفت عليها في الشارع الله أعلم عشجت كم راچل جبلك. تعصب النبوى قائلا: كارولين كانت شريفه وعفيفه ومكنش في حياتها أى راجل قبلى يا قدريه. تهكمت قدريه قائله: بأمارة أيه أمها اللى الكاس مبيفارقش إيدها، ولا أخوها الجمارتى. نظر النبوى لها متعجبا يقول: وعرفتى المعلومات دى منين. إرتبكت قدريه قائله بتتويه: سمعتها مره بتتكلم عنهم، غير الفلوس اللى كنت بتبعتها لهم عشان يسمحوا لك تشوف قماح. إقترب النبوى وأمسك قدريه من عضدها وقال بإتهام: كدابه، كارولين من يوم ما أتجوزتها نسيت أهلها في اليونان، أنتى اللى بلغتى أمها وأخوها بموتها ويمكن كمان أنتى اللى ساعدتيهم عشان ياخدوا قماح. ردت قدريه: وأنا كنت أعرفهم منين ولا اعرف حتى لغوتهم، أنا كنت بفسر كلام كارولين العربى المكسر بالعافيه، وبعدين إنت بتتهمنى عشان تدارى خزوتك. رد النبوى: هخزى من أيه، أنا راجل ومن حقى أتجوز مره واتنين وتلاته وأربعه كمان، وأنتى كل اللى عليكى تتحملى وتسكتى. ردت قدريه بثوران: ليه كنت موصومه ولا خاطيه زى بنت أخوك، ولا الأغريقيه اللى أتجوزتها زمان. فلت لجام النبوى، وقال: بنت أخويا وكارولين، أشرف وقلوبهم أنضف من قلبك يا قدريه، أنا بندم أنى في يوم رجعتك لعصمتى، إنت طالق يا قدريه. إخترقت تلك الكلمه آذان كل من قماح وسلسبيل اللذين دخلوا، كذالك زهرت التي آتت بسبب الصوت العالى، ونهله الباكيه بسبب ذكر قدريه ل همس بكل ذالك السوء. بينما إشتعل غضب وغليل قدريه التي كأنها أخذت رصاصه برأسها تغيب عقلها وأصبحت تهزى بجنون تسب وتلعن تقذف كل شئ أمامها وتركله بقدميها بقوه. حتى أنها توجهت ناحية سلسبيل بغليل وهي تنظر الى بطنها، وكورت يدها بقوه وكادت تضربها في بطنها، لولا أن جذبها قماح من أمامها لتصبح بحضنه، لكن نالت سلسبيل جزء من الضربه بمعصم يدها، تألمت سلسبيل بآه قويه، من قوة تلك الضربه، لكن من الجيد أنها أخذت الضربه بمعصم يدها، ولو كانت تمكنت الضربه من بطنها لكان لها آلم وتآثير أقوى، وأذت جنينها، عاودت قدريه نفس الضربه، لكن هذه المره تلقتها يد قماح، بعد أن جذب سلسبيل لتبقى خلفه.


تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع