رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سوما العربي
رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سوما العربي
السادس
كانت يداه التى تحملها متشنجه وجسده كله متوتر،يبتلع رمقه بصعوبه وهو يسأل ما به؟
يحاول النظر أمامه كى لا يتعركل ،لكن عينه رغماً عنه تذهب حيث عيناها الرماديه،إسمها فيروز لكن عيناها رماديه.
ابتلع رمقه مجدداً لا يعلم ماسر تلك النظره الغريبه بعيناها له.
حاول أن يبتسم لها بحنان اخوى خالص ليجدها مازلت تقابله بعبوس يقفز غل صريح اللهجه من عيناها ،كأن له لسان ينطق.
عيناها مشتلعه ،تصرخ به.
تقدم محمود سريعاً من خلفه واستبقه يفتح الباب الخلفى للسيارة ،وهو تقدم يميل بها يضعها على الأريكه.
تسمرت عيناه على عيناها يشتم أنفاسها وهو قريب منها هكذا وجها لوجه فى لحظه اختلطت فيها عطره الفخم مع رائحة جسدها كى يهتز ثباته كله بينما هى بنفس النظره من الغل والغضب.
ابتعد ببطئ يعتدل فى وقفته خارج السيارة وهو يحاول إيجاد سبب واحد لنظرتها تلك.
لكن محمود أخرجه من تلك الدوامه وهو يقول:يالا بينا على البيت .
نظر لابنته وقال بابتسامة سعيده جدا:ساعه بالظبط ونوصل البيت.
ابتعدت بعنيها عن ماجد ترمق محمود بنظره مستخفه مستحقره ولم تنطق.
غمر الحزن قلب محمود ،هو حتى لم يتمكن من ضمها له كأى أب وابنته،الكره والنفور يقفزان من عينها.
وماجد رغم ما يراه منها يشعر بالكثير من الشفقه والحزن والتعاطف معها.
حاول أن يبتسم لها يبثها بعض الأمان والدعم لكنها تحدثت تفاجئهما معا:ما تخلصوا تتحركوا ولا هتفضلوا واقفين كده زى ترازان.
دلو ماء مثلج وسقط فوق كل منهما،ممن يخرج ذاك الحديث؟!!!
هل هو من هذا الوجه البرئ والعيون الجميله؟؟!
رمش منهما بغباء وذهول ينظران لها كأنها كائن فضائي يتحدث.
صرخت بهما بصوت عشوائي سئ: اخلصواا أنا خلقى ضيق.
كان محمود هو أول من تدارك صدمته يحدث ماجد: أتحرك يابنى بسرعه.
اول ما استفاق ماجد من صدمته وأدرك أن ماحدث وسمع حقيقى وليس تهيؤاات ...ضحك.
ضحك بذهول غير مصدق يسأل هل هذه طبيعتها أساساً.. أم هى فقط متعصبه بعض الشيء الآن؟
تحرك سريعاً يدور حول السياره وعينه على جسدها الصغير داخلها.
يستقل سيارته يقود بهدوء فى إتجاه بيت الذهبى .
لمدة ساعة كامله ومحمود يحاول جذب اى حديث معها لكنها تقابله كله بالصمت الرهيب ،حتى نظرة عين توحى باصغاء حرمته منها حتى تملك من قلبه اليأس .
وماجد يقود بهدوء ينظر عليها من مرأة السيارة يراها تعود بظهرها للخلف تنظر على الطريق بشرود،فقط ترمش بعيناها .
وعلى مايبدو او الأصح ما شعر هو به أنها الآن تحارب ماضيها كله تسترجعه بهذه اللحظه .
اعتصر الألم قلبه وغصه مريره تجمعت بحلقه وهو يتخيل ماعاشت به طوال إثنان وعشرون عاماً .
يكفى فقط سكونها المقابر،هذا وحده يشيب له الرأس.
من هيئة المكان،ملابسها،ضعف جسدها يستطيع فهم ما عاشت به.
أى رد فعل منها مهما كان حاد او عنيف لا يماثل يوم واحد عاشته فى فقر مدقع لسنوات طويلة بينما والدها رجل ثرى،ثرى جدا والأدهى أنها تعلم.
تعلم ولم تفكر يوم بالذهاب له،كأنها تفضل الموت جوعاً على ان تذهب إليه.
عاد بنظره على الطريق وهو يستمع لوالده يقول: عايزك تنسى كل الى عيشتي فيه،انا هعوضك عن كل حاجه،على فكره يا فيروز أنا دورت عليكى كتير اوى.
ومجددا لا يوجد اى استجابة منها تحدث مره اخرى دون ملل: النهاردة توصلى بيتك ترتاحى وتتعرفى على عيلتك ومن بكره تنزلى تشترى كل الى تحتاجيه ،لبس ،شنط،جزم،ماكياج،اكسسورات ،كل حاجه كل حاجه،بصى اشترى مول كامل.
ضحك ماجد ينظر لها فى المرأه لتتسع عيناه وهو يراها تنظر على عيونه فى المرأه وتقول: خليه يفصل شويه أنا بصدع بسرعه.
حجظت عيناه يحاول كبت ضحكاته ،بينما محمود استدار ينظر لها بذهول.
كبت ماجد ضحكاته يقول لوالده: اسكت يا بابا مش عايزين نعصبها.
حاول محمود السيطره على ذهوله واعتدل فى كرسيه يشير لماجد:سوق يابنى سوق،خلينا نوصل.
جذب عيناه ينظر لها فى المرأه وهو يجدها تعتدل فى مقعدها تنظر من النافذه المفتوحه على أبواب الكومبوند الراقى الذى يسكنوا به،اسمه على لوحه ضخمه جانبيه ،تعرف هذا الإسم جيدا لطالما شاهدته فى إعلانات ضخمه من شاشة قديمه ببيتها هذا إن صح تسميته بيت .
دمعه شديدة الحرقه فرت من عينها وهى تغمض جفناها بلوع ووجع.
جعلت الدمع يترقرق فى عيناه ينظر جانبه على محمود بلوم كبير ويده تشتد على مقود السيارة بغضب شديد حتى ابيضت مفاصله يشعر حيالها بقلة الحيله والعجز .
كانت تنظر حولها رغماً عنها بانبهار ترى مساحات واسعة على جانبى الطريق من النجيله الخضراء و بحيرة اصطناعية كبيرة جداً على الجانب الأيمن للطريق والجانب الإيسر مولات ضخمه ومطاعم.
ايضا مرت على مستشفى كبيره خاصه بالمكان وقاطنيه ،كذلك مدرسه على ما يبدو أنها للغات.
كم هى ضئيله وفقيره،بائسه ومهلهله،اهلها لديهم كل هذا؟!!
كانت انفاسها مخطوفه،حقا مبهوره.
جاءت هنا بالبداية لانهما ارغموها ،لم تقوى على مقاومة ذلك الضخم الذي حملها ولا على إصرار من يقول إنه والدها.
كذلك الفضول لن تنكر.
لكن الآن،وبعدما شاهدت بأم عينها كل الطرف والبذخ الذى يعيش به والدها لا وألف لا.
هى تستحق هذه الحياه،لما تعيش فى بؤس ومرار وهما يسبحان فى النعيم والمال.
فقط الساعه التى يرتديها ذلك الضخم تحوى فصوص من الماس تكفى لتزويج كل شباب وفتيات المنطقه التى تحيا بها.
كل هذا حقها وحدها وقد حرمت منه لسنوات.
اتسعت عيناها تنبهر أكثر وأكثر وهى ترى البيت الذى توقفت امامه السياره حتى تفتح لها الأبواب الالكترونيه .
أى بيت....بل هو قصر.. قصر فخم يصرخ من المال.
حدائق واسعه ونافورات راقصه من المياه.
مساحه كبيره وحمام سباحه ،طريق طويل جدا يوصل فى النهاية الى باب ضخم من الحديد المكسو بالزجاج .
توقف الضخم بالسياره يصفها وترجل المدعو والدها سريعاً يفتح الباب الخلفى لها يمد يده كى تترجل.
دٌهشت عيناه وهو يراها تستجيب ليده الممتده وهى على مايبدو غير واعيه مشدوهه بما تراه أمامها وحولها.
كانت تسير متجاوبه مع يد محمود التى تسحبها الداخل بعدما دق جرس الباب وفتحت له خادمه بملامح اسيويه تنظر عليها باستغراب.
كانت فريال تجلس لجوار ندى تريها بعد الموديلات الجديده التى اطلقتها إحدى العلامات التجارية الشهيره من حقائب العام الجديد.
رفعت رأسها ببطئ وهى ترى فتاه بارعة الجمال رغم هزال وشحوب وجهها تقف بجوار زوجها .
وقفت بانتباه تسأل:من البنت الى انت ساحبها دى .
أظلمت أعين فيروز تزامنا مع دخول ماجد ،ومحمود يرفع رأسه يردد بقوه وثبات: دى فيروز،بنتى.
انتصبت ندى مردده: What؟!
صدر صوت عكاز على الدرج يردد بذهول:انت بتقول ايه يا ولد؟
ابتلع محمود رمقه ولم يأبى اى شئ ينظر لوالده الواقف على الدرج وقال بنفس الثبات: بنتى يا بابا.
بصعوبه وبطئ هبط مصطفى الدرج حتى توقف أمامهم يسأل:بنتك أزاى؟؟وكانت فين كل السنين دى؟
نظرت له فيروز بغضب كبير وحقد تردد هى سريعاً والكره يفوح من حديثها بوضوح:على أساس إنك مش عارف،وبعت تهديد كذا مره لامى تقتلها وتقتلنى.
فتح مصطفى فمه مشدوها ،ينظر لها وهو يهز رأسه بعدم فهم مع استغراب شديد: أنا؟!مين قالك الكلام الفارغ ده؟!
ترقرقت عيناها بالدمع وهى تنظر لمحمود مرددة: انا عايزه امشى من هنا،انا مش مستغنيه عن عمرى.
حانت منها نظره بجانب عينها تراقب مصطفى ،الرجل العجوز الذى تحولت ملامحه على الفور يسأل بحنان كبير: إيه الى بتقوليه ده يابنتى؟انا اقتل؟مين وصلك الكلام ده؟
بادر محمود يسأل مهاجماً:انت كنت عايز تقتلها صحيح يابابا؟
مصطفى بجنون:اقتل مين؟! أنا لسه عارف بيها دلوقتي.
كان حديثه يقطر صدقا،والده ويعرفه جيدا فصمت.
لكن مصطفى تقدم خطوه يسأل:البنت دى فعلاً بنتك يا محمود؟؟
رفع محمود رأسه ومد يده يضم كتفى فيروز لحضنه وقال:فيروز محمود مصطفى الدهبى .
صرخت فريال تضرب الأرض بغل: على جثتى،على جثتى تعيش في بيتى.
استدار مصطفى يقول بحسم:بيت مين يابنت عمران.
ضرب الأرض بعكازه يصرخ بها:البيت ده بيتى وبيت أحفادى،انا لسه عايش ما موتش وانا الى اقول مين يقعد ومين يمشى.
اتسعت أعين فريال بصدمه تنظر على فيروز لترى جانب ثغرها ملتوى بابتسامة شامته ونظره ثاقبه كأنها ترسل لها رساله واضحه مختصره:الأووووول.
اقترب مصطفى يسحب فيروز لتقف أمامه وقال:ازيك يابنتى؟
ارتفع الحاجب الأيمن لماجد وهو يستمع لصوتها الذى تحول ٣٦٠ درجه وهى تنظر ارضا باستكانه مردده: الحمدلله يا فندم.
هوى قلب مصطفى جدا يتعاطف مع تلك الفتاه التى يبدو عليها الفقر والاستكانه يردد:انا مصطفى الدهبى..جدك يا...
صمت يحاول تذكر إسمها.
ليرتفع حاجبى ماجد وهو يراها تدلى كتفيها بخنوع غير عادى او مريح تردد بأدب منقطع النظير تبدو كم هى مسالمه مهذبه لا حول لها ولا قوه:فيروز حضرتك.
أبتسم مصطفى بحنان كبير وفتح لها ذراعيه يردد:طب ممكن حضن كبير لجدو.
نظرت له من عيونها الجميله ووجهها الذى تنظر به ارضا فبدت كجرو برئ ...لا بل ملاك بجناحين تردد وهى يظهر عليها الخوف والترقب: لأ.. أنا خايفه منك.
تملك الألم والصدمه وجه مصطفى وكذلك محمود ليردد :ليه بس يا فيروز يا حبيبتي ده جدك.
رمقت الجميع بنظره جانبيه ثم رددت بصوت واضح به الهلع: أنا عارفه ان مرات حضرتك و والدك حاولوا يقتلوا أمى،الست فريال هى الى قالت كده.
صدمه كبيره سكنت البيت،واعين الكل تتجه إلى فريال التى وقفت تنظر لتلك الفتاه التى استغلت انشغال الكل بالنظر إليها لتبعث لها بغمزه عين برسالة ثانيه أوضح:الثااااااانى.
_________سوما العربي_________
كان يجلس بسيارته متكئ بظهره للخلف مغمض العينين كأنه ينتظر شئ ما.
فتح عينه بغل وهو يرى إتصال من أسم مسجل على هاتفه .
حاول السيطرة على نفسه وفتح الهاتف بهدوء يسأل دون سلامات: إيه الأخبار
وكان الرد باختصار من كلمه واحده:حصل ياباشا.
اهتز الفك العلوي لهارون مع أنفه من شدة العضب والغل المعتمل صدره يسأل: تبع قسم إيه؟
المتصل : مدينة نصر.
هارون:تمام.
اغلق الهاتف مجددا دون سلامات واشعل محرك السيارة بأعين مظلمه يقود باتجاه محدد.
بعد ربع ساعة توقف امام قسم شرطه مدينة نصر يدلف للداخل بخطى ثابتة يقف امام احد العساكر الواقف على بابه دائما يسأل:الباشا جوا؟
العسكرى: ايوه يا فندم.
هارون:طيب قوله أنى عايز اقابله .. انا هارون الصواف.
ولج العسكرى للداخل وبعد ثوان خرج له يفسح لها المجال للدخول.
دلف للداخل بنظرات ثابته يصافح الضابط مرددا:باشا .
وقف له الضابط يحييه:هارون بيه أهلا وسهلا.
أشار له على المقعد الخشبى المقابل لمكتبه يقول: اتفضل .
جلس هارون بارتياح فردد الضابط بهدوء: للأسف موقف الباشا صعب جدا،انا او غيرى مش هنقدر نساعده بحاجه.
هز هارون رأسه بتفهم يقول:مفهوم ،مفهوم،استأذن حضرتك بس أقابله.
الضابط: طبعا.
نادى بعلو صوته وهو بمكانه:انت يا بنى.
دلف نفس العسكرى يؤدى التحيه العسكريه مرددا:أفندم يا باشا.
الضابط: هات كاظم الصواف هنا.
العسكرى: أوامر يا فندم.
أنصرف ينفذ الأمر،بينما هارون نظر له وأردف:ماعلش يا باشا تعبينك معانا.
الضابط:لا ولا اى حاجه.
وقف تزامنا مع دخول كاظم وقال:هسيبكوا لوحدكم دقايق .
هز هارون رأسه بتفهم ونظر على كاظم مشعث الشعر غير مهندم الثياب ينظر لهارون وكأنه منقذه .
اقترب منه بلهفه يردد:الحقنى ياهارون،شوفت الى حصل لعمك،انت لازم تلحقنى،شوفلى صرفه.
أبتسم هارون بتشفى وقال بتعاطف مصطنع:اشوفلك أزاى ياعمى ،دى القضيه لابساك لابساك.
علت وتيرة انفاس كاظم يقول: يعنى ايه،طب..طب شوفلى حد يشيلها مكانى وياخد المبلغ الى هو عايزه.
ضحك هاروه يردد بوقاحه: هو انا قاعد على بنك ادفع لحد يشيلها عنك؟
صمت ثوانى يكمل تحت أعين كاظم : ده انا لسه دافع مبلغ كبير للى حطلك الحشيش...وانت تقولى أدفع تانى.
اتسعت أعين كاظم يردد: إيه..انت الى عملت فيا كده.
نظر له هارون بأعين بارده ليردد كاظم بغضب شديد:بتسجن عمك،اخو ابوك..لحمك ودمك ،وكل ده لييه؟؟؟
نفض هارون يده عنه يقول من بين أسنانه: أنت عارف مبدئى فى حياتى"الى انا أهون عليه هو عليا أهون" ..انا مابسبش حد حاول يمس شعره منى،وانت ياما دبرت لقتلى وكل مره ماكنتش ببقى قادر أحدد واتأكد أنه انت.
صك شفتيه يغرس اطابعه فى ذراع عمه يردد:بس انا بعتت ماجد تانى للفندق وأخد كاس النبيت الى شربته والعصير الى انت اديتهولى لحقهم قبل ما يتمروا او يتبدلوا وحللهم ،لقوا السم في العصير.
احتدت عيناه بغضب يردد:العصير الى أنت اديتهولى بأيدك،وانا أقول من امتى التماسك الأسري ده،وايه الى يجيبك خطوبتى.
صرخ كاظم بقهر يردد: ماحصلش،انا ماعملش كده..اتخانق معاك،نتناقر...لكن قتل ؟قتل لأ،لا انت ولا غيرك.
لم يتأثر به كثيرا ونظر له ببرود وتشفى يقول: عشان خاطر القرابه بس هقوملك محامى ،بس ما تطمنش كتيير،اقصى حاجه هيعملها معاك أنها يحول القضيه من إتجار لتعاطى...ومن غير سلام.
قالها وغادر المكان سريعاً غير أبه لصراخ عمه من خلفه وهو يقسم بأغلظ الأيمان أنه لم يفعل
__________سوما العربى____________
كانت تخرج من باب الشركه لدى لمى تنظر هنا وهناك على سيارة حسن التى من المفترض انه ينتظرها كما أخبرها.
لكن سيارته ليست موجودة ،ذهبت باتجاه حارس الأمن تسأله ليخبرها أنه غادر منذ ساعات.
رمشت بأهدابها عدت مرات وقررت مهاتفته.
اخرجت الهاتف لترى مكالمات كثيره فائته من رقم نغم الذى سجلته أمس.
أكل قلبها الخوف عليها وباشرت بمهاتفها أولاً الى ان فتح الهاتف: آلو..نغم..فيكى حاجه..انتى كويسه؟
أتاها صوت نغم الفرح جدا وهى تستشعر لهفة شقيقتها عليها تقول محاوله تهدئتها: اهدى اهدى.. أنا الحمدلله كويسه.
زوت غنوة ما بين حاجبيها وهى تسمع صوت زحام وابواق السيارات بجوارها فسألت: انتى خرجتى.
جاوبتها نغم بحماس شديد:ايوه ،مانا كلمتك كتير عشان أعرفك أنى خارجه وأسألك أروح الاهرامات ازاى؟
غنوة بقلق:طيب وعرفتى..اوعى تتوهى.
نغم براحه شديده:لأ ماتخافيش ماحسن معايا .
ابتعلت غنوة غصه مسننه بحلقها تسأل بوجع اخفته بصعوبه:هو حسن معاكى.
نغم بتردد:اها.
اهتز جسد غنوة وقالت:طيب ياحبيبتي أنا كده هكون مطمنه عليكى،خلى بالك من نفسك وماتتأخريش .
باشرت بإغلاق الهاتف لا تريد سماع اى كلمه.
وقفت تشعر فجأة ببرد شديد اجتاح جسدها ينخر عظمها.
لتأتى سياره سوداء عاليه عن مستوى الأرض تقف امامها فجأة ويفتح الباب.
تجد هارون يجلس داخل السياره ينظر له نظره ،على ما يبدو كان يراهن نفسه على انه سيلحقها قبلما تغادر.
نظر لها بأعين لامعه من الدمع حمراء بصوت به من الضعف ما يكفى قال بأمر ظاهريا:اركبى.
نظرت له بصمت ليردد بضعف مضاعف وكأنه يرجوها:اركبى...انا محتاجك......
السابع
اغلقت الهاتف تنظر له بوخذات صدر تؤلم قلبها.
لم يكن عليها الذهاب مع حسن خصوصا وهى تستشعر وجود شئ بينه و شقيقتها رغم عدم تصريح أى منهما بذلك.
لكنها شعرت بوجود نظرات....نظرات بها بعض الخصوصيه..ليست قويه جدا .. لكنها ليست منعدمه وإلا ما كانت شعرت بأى شىء.
رمشت بأهدابها تفكر وقلبها يعتصر ألف مره في الدقيقة بعدما فزّت نبضاته.
شعرت بتغير صوت شقيقتها وهى تتحدث،شعور اخوى من القلب للقلب اخترقها .
وكأنها وفضلتها على نفسها،لم تسأل لما ولم تعاتب.
بل حاولت الاطمئنان عليها توصيها على نفسها وسلامتها ثم اغلقت الهاتف بسلام مختنق النبرات .
اعتصرت عيناها وهى تغمضهم بألم عاصف ،تشعر بالسفاله والدونيه.
هل أتت لتتقرب من شقيقتها الوحيده فأخذت حبيبها؟
هل هى قذره الى الحد الذى جعلها تفعل هكذا؟!
وما قصف قلبها فى الصميم حتى ادماه هو موقف شقيقتها ،صوتها بدى وكأنها تخبرها بأنسحابها من تلك العلاقة الغير مصرح بها ،ان كانت شقيقتها تريده.
بدلا من أن تشد من أزرها ،تدعمها وتقويها على تلك الحياة التى عاشتها وحيده لأكثر من خمس سنوات
جاءت لتأخذ الشئ الوحيد الذي تملكه وتبقى معها وهو ذلك الشاطر الوسيم.
تقزز ونفور من نفسها سرى فى شريانها ،كم هى سافله و منحطه.
فتحت عيناها على صوت لبعض الشباب من خلفها يقفون تقريباً ملتصقين بها وأحدهم أطلق صفير من بين شفتيه استرعى انتباهها.
التفت لهم بخوف ،مصدومه ،لتصدم اكثر من نظراتهم الجائعه التى تتفرس جسدها كله خصوصاً قديمها الظاهرتان من فوق رقبة حذائها.
وتقدم احدهم ذو جسد عريض متثدى ووجه مفلطح يتحدث بفظاظه:يا صباح القشطه على الحلاوه بالقشطه،ده باينه النهاردة هيبقى عسل مع العسل ولا ايه؟
دب الرعب بكل اطرافها التى بدأت ترتعش وهو تنتقل بعينها من ذلك الجحش السمين للأخر الواقف بجواره بجسم يتماثل مع عيدان القصب ووجه أصفر ممتلئ بحب الشاب وشعر مجعد يقترب بحركه واهيه منها مرددا وقد اوشك على لمس قدمها العاريه: رجلك دى ولا رجل كنبه؟
صدح صوت عالى بجوارهم يردد: رجل كنبه يا **** وهتاخد بيها فوق دماغ الى خلفتك.
ابتعلت رمقها تسأل لما تأخر هكذا،تحمد ربها أنه أتى بالوقت المناسب .
فقد القى زجاجات المياه الغازيه التى ذهب ليشتريها أرضا .
وقبض على رقبة السمين اولا يقبض على عنقه بين ذراعيه ويركل ذلك الأصفر المستقز بقدمه فسقط أرضا.
صرخت نغم برعب وهى ترى الكثره تغلب الشجاع ،فهم أكثر من خمس أشخاص وهو وحيد حتى لو كان قوى البنيه واكبر بالعمر.
فقد بدأو بالتجمع حوله وذلك السمين يخلص نفسه و أوشكوا على صنع دائره حوله كى يركلوه بأقدامهم معتمدين بصفاقه ووضاعه على كثرة عددهم .
لكن بحركه سريعه منه التقط إحدى الزجاجات التى سبق والقاها أرضا.
يضربها بالحائط خلفه لتنقسم لاجزاء مهشمه ويتبقى جزء لا بأس به فى يده صانعها شفره حاده.
وجدهم مازالوا مغترين بعددهم ووجوده وحده فلم يجد بد من مد يده سريعا لكل قدم تطاولت ناحيته كانت تود ركله حتى انفجر الدم من ركبة اثنين منهم ،ليتراجع الثلاثه المتبقين بجبن .
وعلى حين غفله مد يده ناحية تلك التى ترتجف من خلفه يغادر سريعاً وهو يردد بغضب شديد:يالا بسرعه الشرطة ماليه المكان هنا .
ذهب بها سريعا تاركا خلفه اثنين مصابين وتلاثه تراجعوا خطوات بعدما شاهدوا دماء رفقائهم.
كان يسحبها خلفه تسير بأرجل مرتعشه مما عاشته منذ ثوانِ،تحاول مجاراة أقدامه الطوليه ذو الخطوات السريعه.
وهو كان يتحرك بها ووجهه محمر غضبا، غضب لم يسبق وشعر به كلما تذكر ذلك الصفيق وقد اوشك على لمس قدمها العاريه بيده القذره .
كان لها نصيب لا بأس به من غضبه أيضاً فهى من خرجت بأقدام مكشوفه لكل الناس .
همه الأكبر الأن الوصول بها حيث صف سيارته ،يبعدها عن مكان الشجار ،لو جأءت الشرطة الآن لدخلا فى سيل من التحقيقات و س و ج ،علاوه على الطريقه التى من الممكن ان تتعامل بها حين تؤخذ كمتهمه ،تصعد لعربة الشرطة و تتعامل مع المخبرين وأمناء الشرطه والله اعلم مع اى صنف منهم ستقع .
لو عليه هو يتحمل لكن هى لا،ايضا لن ينكر جزء بداخله يخبره ان هؤلاء الحمقى لا يستحقوا ابدا ان يدخل قسم الشرطة بسببهم.
لذا غادر فورا وهى معه بخطوات سريعه حتى وصل أخيرا إلى سيارته البسيطة.
بلا اى حديث فتح لها باب السيارة يضعها بها كأنها حقيبه ،ثم يغلق الباب بقوه.
وهى متسعة العين تدرك وترى جزء خفى فى شخصية فرعونها المثير،فى غضبه يصبح شخص آخر خطاء ولا يستطيع التحكم في ردود أفعاله.
هذا ما استشفته وهى تنظر له وترى طريقة تعامله معها .
ألتف حول السياره يفتح الباب ويجلس هو الأخر وللأن أيضاً لم يتحدث.
صامت تماما،بمرور دقيقة ثم إثنان بدأت تهدأ نسبياً خصوصا بعدما غادرا ذلك المكان وشعرت أنهما بأمان الآن .
فقفز لأذنها صوت غنوة وهى تسأل هل بالفعل حسن معها وبعدها تستجمع رابطة جأشها وتبتلع رمقها تطلب منها الاعتناء بنفسها.
انتشلها من كل هذا صوته الغاضب وهو يضرب على مقود السيارة بغضب ويتحدث من بين أسنانه: أنا عايز اعرف ايه اللي حصل بالظبط بعد ما مشيت.
نظرت له بطرف عينها ثم عاودت النظر أمامها متصنعه البرود بمهاره:زى ما شوفت.
أبعد عينه عن الطريق ينظر لها بأعين حمراء بعدما استفزه برودها أكثر: بقولك اتكلمى،حد فيهم لمسك قبل ما اجى ؟
كانت تنظر امامها وهى تجاوب: لأ،مافيش غير الى حاول يلمس رجلى ده.
على صوته يصرخ بها : ماهو من لبسك،ايه الى انتى خارجه بيه ده؟! فستان جلد متفصل على جسمك تفصيل وكمان قصير ،وايه ركبك العريانه دى؟
اتسعت عيناها وقد صدمها وصفه الفج تنظر له مردده بغضب: ركبك؟!!! ايه الى بتقولهولى ده.
كانت هناك قوه عاضبه غير معلومة المصدر هى من تتحكم به تندلع داخله أكثر وأكثر بلا سبب او مبرر واضح يتخيل لو لم يأتى بتلك اللحظه فقال لها من بين أسنانه بغل:كلمة ركبك ضايقتك اوى ،امال كان هيبقى إيه شعورك وهو بيحسس على ركبك هااا،لما الكلمه بس ضايقتك أمال التحرش إيه؟
مجرد التخيل قشعر جسدها كله ولم ترد فأكمل هو بغل وغضب:اللبس اللي بتلبسيه ده مابقاش نافع ،بعد كده لازم تلبسى عدل انتى سامعه،شوفى اختك بتلبس إيه واعملى زيها.
على ذكر سيرة غنوة وتذكرها حزنها حاولت التحلى بالكثير من البرود وبعض التبجح رغم أن كليهما لم تتحلى بهم يوماً ،لكنها فعلت .
فنظرت له نظره طويله بصمت ثم قالت:بس انا مش غنوة،انا نغم،اختى وبحبها جدا،فوق مانت ممكن تتخيل ،بس أنا حاجه وهى حاجه تانيه ،وانا لبسى كده ومش هغيره لأى سبب إن كان،دى طريقة حياتى الى اتولدت واتربيت عليها.
كان يستمع لحديثها الذى تتكئ فيه على كل حرف وهى تنظر له بقوه وبرود بآن واحد.
ينظر لها باستهجان وبدا مستغربا لرد فعلها،حتى الطريقه التى تتحدث بها كانت مخالفه للفتاه الجميله التى تستطيع التسلل لقلب اى شخص بطريقتها الخاصه،الخاصه جدا جدا.
وكأنه كان يتوقع أوو..او كان يريد منها أن تنصاع لأمره...يضبط نفسه بالجرم المشهود..فهل غار عليها؟
هز رأسه بزهول يردد: إيه الى بتقوليه ده؟!ده رد ترديه عليا؟
ابتعلت عصه مسننه بحلقها وغصبت على نفسها كثيرا كى تتحدث قائله: أيوه أرد عليك كده عادى جدا،انت مين إداك الحق تعلق على لبسى،لا وتدينى أوامر كمان ،ولا يمكن عشان اتخانقت عشانى من شويه؟!
اشاحت وجهها عنه تنظر امامها وتكتف ذراعيها حول صدرها تنتطق رغماً عنها:على العموم شكرا،ودى كانت اول وآخر مره هتخرج معايا فيها،انا طباعى غير طباعك وعاداتى غيرك ،صعب نتفق .
نظر لها بذهول،لم ينطق بحرف ولا حتى يستطيع التفكير.
هو بما يفكر ويشعر فى إتجاه،وعلى مايبدو انها وما تفكر وتشعر فى إتجاه آخر.
يسأل نفسه سؤال واحد فقط..... وإن كان...فلما يهتم ؟
وصوله للحى حيث يقطنا قطع سيل أفكاره خصوصا وهى تترجل من سيارته دون النظر ناحيته بالأصل.
اهتز فكه العلوى بغضب منها وترجل من سيارته يناديها:نغم.
توقفت معطيه له ظهرها فنادى بإصرار واضح به الكثير من الغضب:نغم.
استدارت تنظر إليه بوجه بارد جدا لينطق من بين شفتيه واسنانه : الكلام لسه ماخلصش.
تحدثت ببرود : لأ خلص.
حسن:مش بمزاجك.
رمشت بأهدابها وكأنها غير مهتمه ثم قالت: هبقى ابلغ غنوة الى حصل واقولها تشكرك.
كأنه تلقى ضربه شديدة على رأسه وهو يشعر انها تذكره بشقيقتها برساله خفيه،ثم استدارت تذهب سريعاً.
ليضرب مقدمة رأسه بغباء فقد نسى غنوة اول ما شاهد تلك الماكينه الألمانية تخرج من باب البيت بهيئتها تلك .
ونسى أنه قد وعدها بأن يظل كى يعود بها للحى فالمنطقة التى ذهبت لها لا توجد بها شبكة مواصلات عامه بصفه مستمره ،قد تجد سياره أجرى بصعوبه قد ذهبت لهناك بأحدهم ،بالتأكيد هى بموقف غير جيد الأن.
اخرج هاتفه سريعاً كى يتحدث إليها يطمئنها ويخبرها أنه فى طريقه إليها.
لكن صوت نسائي من خلفه يناديه ببعض الحده وعدم الرضا يردد:حسسسسن.
استدار سريعاً ليجد والدته تقف أمام المحل الخاص به على وجهها علامات السخط وعلى ما يبدو أنها قد شاهدت كل ما حدث منذ دقيقه.
___________سوما العربي___________
كانت تقف أمام باب السيارة المفتوح لها بتردد تنظر عليه وعلى بياض عينه الذى تحول لاحمرار واضح و لمعة من الدمع المحبوس بقوه تغشى عيناه التى تنظر لها على ما يبدو باستجداء.
حسمت أمرها وتقدمت تصعد بصعوبه لعتب السياره كى يساعدها على الصعود.
هدأت أنفاسه ونمت ابتسامة مرتاحه مسروره وهو يراها تستجيب لطلبه وتصعد الى سيارته.
لأول مرة تجلس لجواره وتكن بهذا القرب فى مكان صغير كسياره مغلق عليهما.
شعور لذيذ داعب صدره وقلبه يبتسم لها ابتسامة حقيقة خاليه من اى تلاعب بهذه اللحظه.
يراها و هى تحاول الا تنظر إليه تبدو متردده وكأنها وتفكر بالتراجع عما فعلت.
لكنه قاد السياره سريعاً كى يحبط كل ما تفكر به فهى واخيرا معه يكاد لا يصدق بالأساس.
كانت الصمت الرهيب هو سيد الموقف من ناحيته ومن ناحيتها حتى وصلا الى أحد المقاهي الفخمه وجلسا أيضا بعدما سحب لها مقعد بكياسه ادهشتها للحق وظنت انه يفتقدها..لكنه فاجئها للحق.
كانت تجلس على غير راحه تشعر ان تواجدهما معا لا تفسير له ولا معنى،لا تنسى ابدا تلك الفتاه اللطيفه التى تركتها منذ قليلا ومن المفترض أنها خطيبته.
بينما هو يجلس امامها صامت ينظر لعيناها وكأنه يدرك جيداً بل و يردد بداخله ان"الصمت في حرم الجمال جمال"
فكان يجلس وشبه ابتسامه مرتاحه متكونه على شفتيه ،مرتاح بقلب مّثلج من مجرد النظر بأريحية الى عيناها التى سحرته من اول لقاء.
ذاك الذى كان بالمرأب خلف السيارات وهى تفترش الأرض باكيه.
بعدها وبكل مره رأها لم تحن له الفرصه كى ينظر لها بتعمق وهدوء ليس اختلاساَ.
اخذ نفس هادئ مرتاح سعيد تزامنا مع اقتراب النادل الذى وقف أمامها يردد بكياسه:تحبوا تطلبوا ايه يا فندم.
نظر لها يتحدث بصوت به من الرواق والهدوء ما يكفى يفيض ،وبنبره لم تسمعها منه قبلا على عكس كل مره قابلته بها كان يردد :تحبى تشربى إيه؟
زوت ما بين حاجبيها تنظر له باستغراب شديد،امره حقا غريب.
إما أنه متبجح وذلك هو الأمر الأقرب للحقيقه او أنه ربما مجنون،او لديه حاله عصبيه او انفصام بالشخصية.
البارد عديم الدم.. لقد عرض عليها عرضا مشيناَ منذ قليل!!
تلاشى انعقاد حاحبيها ،تفكر "هل بربك هل هو المريض ،بل انتى المريضه لانك وافقتى منذ البداية''
خرجت من حديثها الداخلى على صوته يناديها بتلذذ:غنوة.
اسبلت جفناها ،ترمش مره بعد مره من وقع إسمها بصوته عليها .
ابتعلت رمقها تجيب بخفوت:قهوه..قهوة مظبوط.
"الطبع يغلب التطبع " هذا مارددته داخلها مره ثانيه بحديث صامت وهى ترى شدقه يلتوى بابتسامة عابثه وقد حانت منه نظره سريعه على جسدها الذى اختفى معظمه خلف الطاوله ،تقسم أنه يردد داخله شئ واحد لا ثاني له بكل سفاله ووضاعه.
لكن الأنثى تظل انثى،ربما اثارت نظرته تلك بعض من الشعور بالثقة،وعلى ما يبدو أنها كانت بحاجة إليها فى تلك اللحظه خصيصا.
رفع نظره للنادل وقال:اتنين قهوه مظبوط.
ردد النادل بعمليه:تحت أمرك يا فندم.. حاجه تانيه .
بدون اى عزيمه او حتى استئذان منها قال بثقه: لأ .. لما تجيب القهوه هنبقى نطلب الغدا.
اتسعت عيناها بصدمه من هدوءه وثقته المستفزة جدا وتحدثت بغضب:غدا ايه إحنا ما اتفق....
قاطعها بهدوء وثقه يردد:ثوانى يا ماما.
رفعت حاجبها بذهول وقد شٌل لسانها من ثقته بالحديث.
عاود النظر للنادل يردد:تمام كده ،مع القهوه ناخد منيو الأكل.
أبتسم له النادل وغادر لعمله لينظر لها يجدها تفتح فمها تنوى قول ما يسر ولا يسر ..فلاحقها بالحديث يقول بنبره متعبه ومرهقه جدا: أنا لسه خارج من بنج وعمليات وما أكلتش حاجه خالص.
أبتسم بألم وقد عادت تلك الغشاوة من الدمع تسيطر على عيناه وهو ينظر لها قائلاً: اخر حاجه نزلت معدتى كان العصير المسمم الى شربته.
هوى قلبها واهتز ثباتها تسأل:عصير؟!عصير إيه الى كان مسمم؟
صمت يزم شفتيه علامة ألم وخيبة أمل:عصير مسمم.. بسم قوى المفعول.
ابتلع رمقه بصعوبه يرفع عينه الحمراء لها يردد :عمى إلى من لحمى ودمى حطهولى بأيده.
شهقت تضع يدها على فمها تردد بخفوت:وعرفت منين أنه عمك؟!
اطبق جفناه يردد بألم:حللنا كل حاجه شربت منها فى اليوم ده ،طلع السم من العصير،وانا اخدته من عمى،يبقى مافيش غيره.
كان يتحدث لها يشكوها ،مرتاح من الحديث مع أحدهم أخيرا.
سألته باستغراب :وليه تشك فى عمك،الفندق مليان ناس وسهل اوى اى حد يعمل كده.
صمت وهو يرى النادل يقترب منهم ومعه القهوه يميل ليضعها بهدوء ثم أعطاه قائمة الطعام .
نظر لها نظره خاطفه ثم قال: أنا هطلبلك.
رفعت حاجبها للمره التى توقفت عن عدها بحضرته وهى تسمعه يملى على النادل أصناف بالفعل شهيه من الطعام له ولها حتى انصرف.
كانت عيناها مثبته عليه،لا تعلم أن هذا كل ما يريده الآن،ان تشلج قلبه بنظرة عيناها الجميله.
تلاشت الحديث بأى شئ فرعى وسألت باستغراب واهتمام: ليه متأكد أنه عمك.
أبعد نظره عنها بألم يبتلع رمقه وقال وهو يهز أصابعه:بينا خلافات كتير .
نظر لها مجددا يقول:مش عايز اتكلم عنها دلوقتي.
هزت رأسها بتفهم ،فابتسم هو ابتسامة سعيده حقا يردد بفرحه ظاهره على محياه: أنا دلوقتي مبسوط ،اوى ومودى حلو.
صمت لثوانى ثم اكمل دون اى حرج: عشان انتى معايا.
هزت رأسها بذهول حقيقى من كم البجاحه والثقه التى طمع فيها واستحوذ عليها وحده .
ضحك بخفه يفهم نظرتها جيدا،بل جدا ثم قال مكملاً ف مش عايز اتكلم عن اى موضوع يضايق دلوقتي..هحكيلك بعدين.
اتسعت عيناها..ف والله لقد تعدى كل الحدود ،أنى لها بكل هذه الثقه والغرور مع التبجح.
كان لديها حق حين اطلقت عليه "ملك العالم فى البجاحه"
بنعومة الأفاعي مد يده يمسك يدها الموضوعه فوق الطاوله على المفرش الوردى مع الزهور لتتسع عيناها الجميله حد الاستداره وهى تنظر ليده التى لامست يدها واحتفظت بها ،ثم رفعت عيناها له لتسحره وتسمعه يردد ،يطلب بتمنى وأمل: عشان انا ناوى اشوفك تانى ،ومش هتبقى مره ،ولا حتى آخر مره....
الثامن
بداخل بيت الدهبى كان الوضع متأزم وغير مستقر على الأطلاق.
الكل يتجه بأنظاره لفريال التى تقف بأعين تقدح شرر.
ترى تلك الصغيره ولم يمضى على دخلولها البيت عشرة دقائق وقد قلبت البيت رأساً على عقب فوق رأسها.
الكل مسلط نظره عليها بنظرات اتهام وصدمه،وتلك الفتاه صاحبة العيون الرماديه التى لم تكره مثلها يوميا ،تقف مستغله انصراف أنظار الكل عنها تنظر لها نظره ساخره مستفزه.
إنها هى،هى" مرڤت "بكل تفاصيلها،تلك الخادمه الوضيعة التي أتت وبظرف أيام سرقت اللٌب من عقل زوجها،أسرته دون مجهود او وقت حتى.
كان يلتهمها بنظراته ،تلك النظرات التى كانت تحمل الكثير من اللهفه والجنون الكافى لكشفها خصوصاً من قبل زوجه عينها على زوجها بحضرة فتاة بارعة الجمال،تمتلك من الليونه والرقه الكثير.
ولم يمض وقت طويل من مراقبتها لهما حتى كشفت السر الكبير.
إبن الحسب والنسب ،زوجها متزوج زواج غير شرعى عليها،عليها هى .
تزوج عليها خادمه ، كانت النار مستعره بصدرها وقلبها ينضح غل وكره شديد.
فريال هانم ابنة عمران بيك يتزوج عليها زوجها،وممن ؟!بمن استبدلها وفضل عليها؟
خادمه؟!!! ياللمصيبه ... إنها كارثه حقيقيه.
للأن لا تشعر بأى ندم على أى مما اقدمت عليه وارتكبته .
لكن الآن هى تشعر بالخطر ،لقد انقلب الكل عليها ينظرون لها باتهام سافر.
بنظرات غاضبه مصدومه تقدم منها محمود الخطوات الفاصله بينهما حتى توقف أمامها مباشرة يتحدث بأعين مظلمه: إيه الى فيروز بتقولو ده؟معناه إيه الكلام ده بالظبط؟
شخصية ليست سهله كى يهتز ثباتها هكذا بسهوله،فريال وتد مغروس بأرض صلبه لا تهتز من تحتها بسهوله.
من هذه الصغيرة كى تَهٌزها لمجرد تفوهها لتراهات بلا اى دليل بيِّن، إنها فريال عمران.
بمنتهى الثبات والقوه رفعت رأسها وانفها عاليا تردد: كلام إيه يا محمود يا حبيبى؟!
هزت كتفها الأيمن يلتوى شدقها وهى تردد باستغراب شديد: وفيروز مين دى أصلا؟!
اهتز الفك العلوي لشفتيه من شدة غضبه ،اخذ نفس عميق وردد : فيروز بنتى يا فريال.
تصنعت الغضب الممتزج بالصدمة والاندهاش تردد: أنت متجوز عليا يا محمود،لأ وكمان خلفت؟!!
كانت تتابع الموقف بدقه عاليه ،تلتقط أدق التفاصيل،خصمها غير عادى او هين إطلاقا.
لمعة قوية غشت عينها من القوه والثقه ،ان كانت تلك فريال فهى أيضاً كذلك فيروز ولنرى لمن الغلبه والقوى،نظرة أرضا تفكر لثوانى وهى تعلم،مهما كان الشخص قوى،ثابت،ذكى لكن شعور الظلم والغلب يدفع اكثر وأكثر للتفوق.
لذا أخذت نفس عميق تتقدم تريها من هى فيروز إبنة ميرڤت.
تصنعت ارتعاش أطرافها بجدارة تستحق الأوسكار.
وتقدمت تحتضن ظهر والدها بحركه تعلم أنها ستولد داخله براكين من الشعور ناحيتها بوجوب توفير الأمان والدعم متلازم تلقائيا بالغل والغضب الشديد من الماضى المر،والحاضر الذى يحاول تعويضه ويشعر ناحيته بالإثم والشرك.
تغرس اظافرها فى معطف محمود تطلب منه الحمايه الغريزيه الواجبه على اى أب ناحية ابنته .
فما الحال لو كانت أبنته مظلومه منه ومن الجميع ظلم شديد لسنوات.
المصيبه ان ذاك الذى يقف هناك بعيدا ورأى كل ردات فعلها ونظراتها الخبيثة تجاه فريال بوضوح،إلا أنه اهتز داخليا كالزلزال وشعور بالحمايه والاحتواء ناحيتها يتدفق كسيل جارف ظهر بوضوح على انفعال عيناه.
حاول بصعوبه الثبات بمكانه والا يذهب لها يحتضنها ويهدئها.
أما تلك الماكره الصغيره كانت تخبئ وجهها فى ظهر والدها تشهق بصوت كأنه حقيقى ،بل وخارج من اعماق قلب مذعور ملتاع تردد: أنا امى حكتلى كل حاجه حصلت زمان أول ما كبيرت،الست فريال خطفتها يومين بعد ما اتفقت مع ابنها وعمل نفسه عنده استدعاء ولى أمر فى مدرسته.
اتسعت أعين ماجد ينظر للتى كان يريد احتضانها بين ذراعيه منذ ثوانى وهى تتبلى عليه دون أن يرف لها جفن.
إلتف جسد محمود نص لفه ومعه فيروز بظهره ينظر على ماجد المصدوم مما يقال عنه.
لتتسع أعين محمود ومعه ماجد وهما يستمعان لها تكمل بغصة بكاء واضحه:وماما سمعتها وهى بتقول للرجاله الى خطفوها إنهم ينفذوا الأوامر بالحرف لأن دى تعليمات مصطفى بيه.
كانت الطامه الكبرى والصدمة التى لا قبلها ولا بعدها وهو يسمع بأذنه أن والده شارك بيده فى كل هذا.
يبتعد خطوات عن الكل وهى خلفه تباعاً،ينظر للجميع وهو يهز رأسه بصدمه يردد:مش مصدق..مش قادر اصدق،عيلتى كلها عملت فيا كده،طب ماجد وهقول عيل صغير وسمع كلام أمه وهو مش مدرك ،مش عليه ذنب،لكن انت...انت يا بابا،ازاى تعمل كده؟؟
اقترب عدة خطوات من والده بينما توقفت فيروز بمحلها تتصنع النظر أرضا بخوف وقهر.
تحدث محمود امام مصطفى المصدوم: ازاى جالك قلب تعمل كده فيا،بعد ما عرفت أنها حامل.
صرخ به محمود بغضب يردد:عملت إيه وحمل إيه؟؟كلام إيه الفارغ ده...انت اكيد اتجننت.. معقول ابوك إلى حاجج بيت الله وملس على بابه يعمل كده؟
صرخت فيروز بقهر حقيقى تصرخ به:ايوه حصل،الست هانم دى قالت كده لامى بلسانها.. وإنها مالهاش حد تستنجد بيه .
وقفت وحدها فى تجاه ... بينما كانت باقى العائله المحترمه فى ناحيه مقابله لها .
ناظرت الجميع بكره وغل تكمل: خصوصاً إن الى سلمتيه نفسك بورقة مقطوعه من كراسه،قطع الورقتين دول ،مافيش اى حاجه تثبت أنك كنتى متجوزاه أصلا.. والباشا الكبير نفسه هو إلى أمر بحبسك.. هتعملى إيه يا مسكينه ولا تروحى فين.
صرخ مصطفى بغضب شديد يضرب الأرض بعكازه : إيه الكلام الفارغ ده.. امك أكيد غلطانه.
صرخت فيه بنفس قوته ويمكن أكثر:قصدك امى بتكدب...فى واحده بتكدب وهى بتموت يا راجل يا مفترى يا ظالم يا عيلة واطيه يا ولاد الكلب.
اتسعت أعين الكل وهم يستمعون سبها الواضح لهم ،صرخ بها مصطفى : أخرسى يا قليلة الادب،فى واحده متربيه تكلم جدها كده.. أما أنك ناقصه ربايه صحيح.
تقدمت خطوات تصرخ فيه وهى تشيح امامه بيداها واصابعها متشنجه مفروده: أنا مش ناقصه ربايه.. امى وابويا ربونى أحسن تربيه وعلمونى ماظلمش حد.
نطق محمود يصرخ بها: أنا الى ابوكى مش حد تانى.
صكت أسنانها بغل تردد: لأ... أنت مش ابويا ولا أعرفك.
بادر مصطفى يردد: تتكلمى مع ابوكى بأدب .
فيروز بازدراء:انت بالذات تسكت خالص.
احتدت أعين مصطفى يردد بحده :اتكلمى بأدب مع جدك يابنت.. وإن كانت أمك ماعرفتش تربيكى أنا هتصرف .
لهنا وفقدت السيطرة ،اتسعت عيناها بغضب اغمق معه ننها الرمادى ،فقد جسدها القوه وهرب من عقلها الفكر والثبات.
تشنج جسدها وأخذت تصرخ فى الكل بلا استثناء وبجنون مثير للريبه والشفقه:ماتتكلمش عن امى ..ماتجبش سيرتها على لسانك...امى أحسن منكوا كلكوا.. بدل ما تفكر أن الهانم هى الى جابت أسمك فى الموضوع وهى الى ظالمه بتفترى على امى..انت راجل ماتعرفش ربنا .. وانتو كلكو عيله زباله.. أنا بكرهكوا...عمرى ما كرهت فى حياتى حد غيركوا.
كانت تصرخ وهى تشيح بيدها واحيانا نضعها بجانب اذنيها علامه على فقدان السيطرة على النفس.
هوى على أثره قلب ماجد وكذلك محمود ،الذى تقدم منها يحاول تهدئتها فحالتها مريعه جدا فحتى مصطفى صدم وصمت مما يراه وبدأ يراجع نفسه حقا يشعر بخطئه،بينما فريال تتابع كل شيء بدقه شديدة وتركيز وندى تصرخ داخلها مصدومه فبأى عائلة قد وقعت هى وتزوجت تربط أسم عائلتها الكريمة بهم.
تقدم محمود منها لكن قدم ماجد قد سبقته يحاول احتضانها مرددا بحنان بالغ: أهدى يا فيروز أهدى.. تعالى.
هم ليحتضنها بلهفه يتمنى ذلك جدا ،لتمد ذراعها على طوله تضرب صدره بكفيها مردده بغل: أبعد إيدك ياض ... أبعد عنى..ابعععد.
تسمر مكانه ومازلت احضانه مفتوحه لها برجاء وأمل خاب.
ليتقدم منها محمود يحاول هو ربما استجابت يراها وهى مازالت متشنجه وفى حالة مريبه تردد:ابعدوا عننننى...محدش يقرب منى.
اخذت تضرب الأرض بقدميها بعلامات الانهيار العصبى ولسانها لا ينطق سوى جمله واحده كررتها عشرات المرات: أنا عايزة امشى من هنا...خرجونى من هنااا.
صرخ مصطفى بهم: اتصرفوا بسرعه .. شكلها مش طبيعي.
تقدم محمود يحتضنها يحاول تثبيت ذراعيها وهى تقاوم لكنه مصر يردد: أهدى... اهدى ياحبيبتي..خلااص بابا هنا معاكى.. أهدى خالص.
رغماً عنها ثبتها بأحضانه يصرخ بماجد: اتصل هات دكتور يا ماجد بسرعه.
كان ماجد يقف متخشب يشعر بالضعف حيالها فلم ينتبه او يتحرك ،ليصرخ به محمود مجددا:ماااجد..اتحرك.. أختك هتروح منى.
تحرك ماجد سريعاً يتصل بسكرتيرته كى تتصرف سريعاً وتطلب له طبيب.
بينما تحرك محمود بها لغرفه المكتب الكبيره الموجودة ببهو البيت.
وهى مازالت تحاول المقاومه تضرب بيدها كغريق يصارع امواج عاليه ،حقا لا ترى من معها ولا يطمئنها صوته الذى يردد : أهدى يا حبيبتى أنا بابا.
هى بالفعل لا تراه ،فقد انهارت اعصابها وتداعى تركيزها .
وظل الوضع لمدة لا بأس بها ترفض حتى التمدد على الأريكة المبطنه باللون النبيذى الفخم المصنوع من قماش تركى فاخر .
صرخ محمود فى ماجد وقد انفلتت اعصابه هو الأخر: فين الدكتور الى قولتلك تطلبه .
كانت اعصاب ماجد مضطربه أيضا ومشاعر مختطله متناقضه تفور داخله فتحدث بلهفه:كلمت مرام السكرتيره تشوف حد حالا.
هز مصطفى رأسه بنفاذ صبر يردد: اتصل استعجله ولا شوف غيره.
كانت ندى تجلس تشاهد ذلك الفيلم العربي قديم الطراز بملل وسأم ،تلاحظ لهفة زوجها على شقيقته بطريقة لم يظهرها لها ليوم واحد حتى.
تستمع لصوته يحدث سكرتيرته التى لطالما حدثها بمنتهى المهنيه يصرخ بها الآن: فين الدكتور يا مرام أتأخر ليه؟
مررت عيناها على ملامحه العصبيه المتوتره بعدما صمت لثوانى يسمع ردها وعاود الحديث: هو فين ده اللي داخل عليا ماحدش جه.
صمت فجأة وهو يستمع رنين جرس الباب ،لترفع ندى حاجبها الأيمن بزهول وهى تراه يهرول بطريقه أشبه للركض يفتح الباب.
توقف أمام الباب بصمت لثوانِ وهو يمرر عيناه على ذلك الرجل عريض المنكبين قوى البينه اشقر اللحيه والشعر بعيون زرقاء .
اهتز فكه بغضب يسأل هل جلبت له مرام طبيب من البرازيل ام امريكا ؟
لم يحركه سوى صوت محمود الصارخ ينادي عليه ،لكن تركيزه مع ذلك الماثل أمامه يبتسم مرددا بنبره مخميله كأنه بدأ فى مباشرة علمه يحدث مريض ممد على الأريكة المفروده وهو يقول: مساء الخير.
هز ماجد رأسه بنفور يردد: أهلا.
أبتسم الطبيب مستغرباً وقال وهو يمد يده للسلام:انا أنس شفيق دكتور امراض نفسيه وعصبيه.
تقدم مصطفى خطوتان بعكازه يردد هو بدلا عن ذلك الصنم :نورت يابنى اتفضل..دخلوا يا ماجد.
لكن ماجد مازال ينظر له بعدم تقبل رهيب فردد مصطفى مجددا:ماااجد...دخل الدكتور.
أفسح ماجد للطبيب على مضض يشير له على الداخل يسير معهم حيث فيروز التى جلست بصعوبه وبعد محاولات على الأريكة ليس استجابة لطلب والدها بل جسدها كان قد أنهك حقا وفقد كل قوته على الوقوف او مواصلة الصراخ ولا حتى الحديث.
تقدم أنس بخطى ثابته يرى تلك الفتاه الجميله تجلس على طرف الأريكة تضع راحتى يدها بجوار جانبيها وقدمها تتدلى بالكاد تلامس الأرض لقصر قامتها.
تميل بعنقها حيث تخفض رأسها أرضا تنظر تحت قدميها وهى تتنفس بصعوبه وعدم انتظام صدرها يعلو ويهبط باظطراب.
اجلى صوته الرخيم يردد: مساء الخير.
رفعت عيناها الرماديه كأنه كان ينقصه ،رمش بعينه وتمسك بمهنيته لأقصى حد يجلى اى شئ عن تفكيره وهم كي يبتسم لها ،لكن امتقع وجهه وهو يستمع لصوتها الذى اصطبغ بطريقة اولاد الشوارع بالضبط: وده مين الطرى ده كمااان.
سّر ماجد كثيرا من وصفها هذا ينظر على المدعو أنس يرى امتقاع وجهه بحرج فحاول كتم ضحكاته .
وبادر محمود يتحدث وبنيته تهدئتها : ده دكتور امراض نفسيه وعصبيه عشا....قاطعته وهى تنتفض من مكانها وقد عادت لها الشراسه مجددا تصرخ فيه:اييييه...اااااااه هى دى الخطه بقا... عايزين تطلعونى مجنونه ،وادخلى مصحه حلوه كده اتكهرب فيها لحد ما اموت هناك مش كده.
كانوا يستمعون لها بزهول ومحمود ردد سريعاً:ايه يا بنتى إلى بتقوليه ده،وانا لو عايز أعمل كده كنت هدور عليكى ليه مانتى كنتى بعيد ومش عايزه حاجه ،وكمان مكتوبه بأسم راجل تانى يعنى مش خايف تورثينى.
صمتت قليلاً تنظر له بملامح مترقبه مستهجنه ،كلامه منطقى لكنها لا تستطيع الوثوق به.
مد يده يردد برجاء:ثقى فيا مره.
نظره بنفور ليده الممدوده ثم قالت بكره واضح:سبق وامى وثقت فيك ،فضيعتها،البنت مش هتغلط غلطة أمها تانى.
اطبق محمود قبضة يده يضم أصابعه على بعض بندم شديد يتراجع خطوتين وهو يردد بخزى: عندك حق يا بنتى.
نظر للطبيب يقول: طيب خلى الدكتور يكشف عليكى حتى عشان تهدى.
رفعت رأسها تنظر للطبيب ،صمتت لثوانى وبإذعام غير متوقع وافقت.
أنس نفسه كان متوقع رفضها ،ظن أنه سيحاول معها لوقت طويل،لكنه صدم بموافقتها.
ابتلع رمقه يحاول السيطرة على الموقف وحدث الحضور قائلا:طيب لو سمحتوا تسيبونا لوحدنا.
هز محمود ومصطفى رأسهم بالقبول ،بينما ماجد رفض بشده تواجدهما معا وحدهما بغرفه مغلقه يردد: لأ طبعا أنا هفضل معاها.
نظرت له بجانب عينها تردد: أنا مش عايزه وش جنبى.
على ما يبدو أنه قد اعتاد سريعاً على طريقتها السوقيه بالحديث وأصبح يمرر لها بعض كلامها وتصرفاتها.
يكتف ذراعيه حول صدره بأصرار ليتحدث أنس: خلاص يا آنسه....
صمت بجهل وقد تجعد مابين حاجبيه ،لترفع عيناها له قاصده أسره ثم وبصوت مغاير لما حادثت به ماجد قالت برقه :فيروز.
اهتز فك ماجد بحنق منها،وازداد أكثر وهو يتسمع ذلك الواقف لجواره يردد :بسم الله ماشاء الله.
حدثه ماجد بفظاظه: فى حاجه يا بابا؟
ارتفع حاجب أنس لتلك الإهانة يسأل: أفندم!!بتقول حاجه؟
تحدث ماجد بحده يقول:اصلى شايفك بتعاكس اختى وأنا واقف..فى حاجه؟
رمش أنس مرتين ثم حمحم بجدية: لأ مش قصدي والله انا...
قاطعه ماجد بنفاذ صبر يريد لذلك الموقف أن ينتهى سريعاً وقد شعر بانسحاب محمود ومصطفى فردد:طيب لو سمحت اتفضل شوف شغلك .
حاول أنس التحدث الى فيروز وجذب أى حديث منها لكنها كانت بحاله سيئة فأخرج أحد علب الإدويه من حقيبته يعطيها لها ثم وقف يحدث ماجد: هى دلوقتي هتاخد القرص ده يهديها شويه وبعدها هتنام ،بس هى اعصابها تعبانه وعندها كذا مشكله لازم تجيلى العياده اكتر من جلسه.
كانت فيروز قد استكانت برأسها للخلف على ظهر الأريكة وقد ارتاحت قليلا ،تنظر للسقف المنقوش بأعين مازالت مستيقظه يصلها حديثهما.
نظرت عليهما بلا إهتمام وتلاقت عيناها بأعين ماجد المتلهفه لكنها اشاحت عيناها ببرود وعدم اهتمام عنه تعاود النظر للسقف.
اغمض ماجد عيناه بألم عليها ثم اشأر للطبيب كى يخرج معه ويطمئن الجميع.
جلس يتحدث معهم يخبرهم بشكل مبدئي حالتها وأنها تحتاج للمتابعه مع طبيب نفسى،وانه من الضروري أن تذهب لعنده كى يستطيع التحدث معها وتشخيص حالتها بهدوء ومن ثم حلها.
تركهم بعدها وانصرف ليستدير محمود للنظر إلى فريال ينوى محاسبتها فمنعه مصطفى قائلاً:مش وقته..نطمن على البنت الأول وبعدها الكل له حساب طويل.
قالها وهو يرفع حاجباه معا دليل على أن محمود نفسه سيحاسب.
بينما إنسل ماجد من بينهم يذهب إلى المكتب ويفتح الباب يقترب منها،يجدها قد غرقت في نوم عميق أثر القرص الذى تناولته من دقائق.
يقترب منها بدقات قلب عاليه يهتز شدقيه بابتسامة ناعمه خاصه..ذات وميض خاص.. خاص جدا.
ينظر على جمال ملامحها وصغر جسدها،يميل علي جبهتها يطبع قبله عمييقه طويله يسحب فيها من انفه رائحة جسدها ليغمض عيناه .
رفع وجهه وابتسامته تتسع اكتر وأكثر مازال ينظر عليها لولا دخول محمود للغرفه يطلب منه أن يصعد بها لغرفتها كى ترتاح أكثر بنومتها.
_________سوما العربي ___________
كانت تجلس معه تراقبه وهو يلتهم قطع اللحم بتلذذ وعينه عليها هى يبتسم ،فتهتز جفون عيناها بأهدابها تبتلع رمقها بصعوبه .
نظر لصحنها الممتلئ لم يخدش من طريقة تنسيقه فى التقديم شئ ،لم تأكل للأن.
مط شفتيه بعتب يردد:مش بتاكلى ليه؟!
لم تدرى بما تجيب،مد يده مره أخرى ناحية يدها يشعر بنبضات قلبه تفذ مجددا.
سب نفسه داخله بقوه ،فعندما يمد يده ليمسك يدها يفعل ذلك كى يجعلها تذوب ذوبان مما تستشعره بفعلته وتتوه عن العالم،فيجد نفسه هو من يحدث به ذلك.
ما هون عليه هو رؤيته لها قد اسبلت عيناها ثم فتحتهما تنظر له نظره به من البريق ما يكفى كى يجعله يهيم بها مرددا:تخيلى مجرد أنك موجوده معايا نفسى اتفتحت امال لو أكلتى معايا بقا.
اخذت نفس تهدئ به ثوران عنيف يجتاح صدرها يزيد خفقان أيسرها تنظر له نظره لم تسبقها فتاه بها ،تجعله اسير لها ولعيناها.
ترك شوكته من يده وتهور ينطق بما فى قلبه مجرداً من أى نوايا:غنوة.
ترك لنفسه متعة نطق اسمها بأريحية وتلذذ يعلو صدره بأنفاس عالية يتنفس بسعاده بعدما مسك يدها الحره باليد الأخرى يرى توسع عيناها أكثر وأكثر بتفاجئ ثم قال: أنا حاسس بحاجة كبيرة أوى ناحيتك،بحب أشوفك،بحب اكلمك،ممكن تسمحيلى أقرب منك اكتر.
اسبلت جفناها لثوانى ثم وبنعومه سحبت يداها من بين كفيه تأخذ نفس عميق ثم نظرت له تتحدث بحاجب مرفوع:مجيى معاك هنا كان لحظة تشتت وضعف .
صمتت تزم شفتيها تهز كتفيها تردد: يمكن مننا إحنا الأتنين،لكنه غلط.
لا يعلم من أين له بذلك الحزن الذى غمره وهو يسألها بلهفه :غلط ليه يا غنوة ،انا مشدود ليكى من أول مره اتقابلنا فيها ،فاكره؟
هزت رأسها تقول: أنت راجل خاطب وخطيبتك إنسانه قمه فى الذوق والاخلاق،ده انا الى منظمه لكم خطوبتكم،وبعدين انت لسه شايفنى أول امبارح.
أبتسم يهز رأسه ثم عاود محاولة لمس يدها بأصبعه الصغير يتسلل لكفها المضمومه وهو يقول:لمى بنت ناس وزوق جدا لكن ده مش كل حاجه عشان الإنسان يكون مبسوط وانتى عارفه،وحصلت الخطوبه لأنى ماكنتش لسه أعرفك.
أبتسم أكثر يهز رأسه بلوع وندم مرددا:ااااه لو كانت مقابلتنا اتقدمت يوم واحد يا غنوة.
تنهد عالياً ثم قال: بالنسبة بقا لأنى لسه شايفك امبارح وبقولك كده فهو ده الطبيعي،هو كده يا يحصل الأنجذاب من اول لقا يا مع السلامه تتحطى فى الفريند زون..تبقى ضمن لستة المعارف او بالكتير ضمن الصحاب اللطاف...انتى عارفه أنا أعرف لمى من اكتر من خمس سنين عمرى ماحسيت بينا كده،ولا حتى أقل.
كانت تستمع له بتركيز ثم قالت: أمال اتخطبتوا أزاى؟!
أبتسم أبتسامه باهته ثم ردد: أنا اكتر حد مناسب ليها وهى اكتر حد مناسب ليا وأحنا الاتنين عارفين كده ،لا وعارفين إن كل طرف فينا عارف انه التانى عارف شعوره.
استطاع إصبعه الصغير التسلل لكفها المضموم يفتحه ينظر لها بابتس رائعه ثم ردد: طيب هقولك... إيه رأيك تدينى وتدى نفسك فرصه؟
نظرت له بتردد فلاحقها بلهفه فى الحديث: غنوة ارجوكى فكرى كويس،وادينى فرصه اقرب منك.
ترقرق الدمع بعيناها أثر حديثه الذى خطف قلبها ثم رفعتهم بعبوس تردد:بس انت من شويه ....
قاطعها بلهفه يردد: حقك عليا،كانت لحظة تهور.
صمت يتناول الكف الأخرى وأكمل: عشان خاطرى يا غنوة وافقى.
رمشت بأهدابها عدة مرات تنظر أرضا ،ثم رفعت عيناها له تبتسم بحلاوة اثلجت قلبه واخذ صدره يعلو يهبط مجددا من فرط المشاعر يميل على كفها يلثمه بقبلات متعددة ،جعلت يدها وجسدها كله يرتعش.
فابتسم لرعشتها التى عززت داخله شعور الثقه والزهو من سيطرته وحضوره اللذان فعلا بها كل هذا .
سعيد جدا بقبولها فتح باب للتواصل بينهما ،لو ما كانت تشعر بأى شىء ناحيته لما وافقت،علاوه على احمرار وجهها ،لمعان عيناها واحمرار وجهها كله.
قطعه عن سحر تلك اللحظة إتصال من ماجد يخبره انه يريد مقابلته جدا ،ويطلب منه إرسال رسالة له عبر تطبيق واتساب بالمكان المتواجد به.
فرد عليه هارون بسماجه: لأ..مش فاضى ..وبطل غتتاته واقفل دلوقتي.
فى العاده كان ماجد يفهم معنى ومغزى تلك النبره فيستجيب ويغلق الهاتف بعد إلقاءه على مسامع صديقه عدة جمل صفيقه،لكن هذه المره ردد ماجد بتعب وإصرار:هارووون..بكملك جد.
ذهب المرح عن وجه هارون وحل محله القلق يردد: مالك في إيه؟
ماجد بصوت واضح عليه الضياع:لما اجيلك.
هارون: طيب تمام اقفل هبعتلك لوكيشن.
أغلق الهاتف معه ينظر له بقلق قطعه صوت غنوة تقول:طيب أنا لازم امشى.
ظهر الضيق على محياه يسب صديقه ألف مره فلولاه لجلست أكثر.
حاول الحديث معها يقول:طيب ليه،استنى انا حابب أعرفك عليه،ده اقرب صاحب ليا.
هزت رأسها تنظر فى هاتفها باهتمام وترقب ثم قالت:مش هينفع لازم امشى حالا.. اختى الصغيره لوحدها في البيت.
مط شفتيه بيأس ثم قال:طيب حتى اوصلك.
رددت برفض تام: لأ طبعا مستحيل أنا ساكنه في منطقة شعبية ،مش ممكن ابدا ،وبعدين صاحبك على وصول.
صمت بضيق ثم قال يحاول مط وقت وجودها معه بأى طريقة ثم قال:طيب كملى أكلك.
ابتسمت لينشرح صدره وهو يسمعها تقول:هاكل معاك حاجه بسيطه عشان مش عايزه ازعلك.
أبتسم بعذوبة،حديثها يربط على قلبه وروحه التى تشعر بالوحدة وهو بلا أهل أو أقارب.
جلست تتناول الطعام بهدوء تبتسم له بعيناها الأكثر من رائعة ثم وقفت بعدما مسحت فمها ويدها تقول:لازم امشى بقا.
حزن مجددا يشعر ببرودة غريبه مريبه لمجرد أنها ستغادر ،مط شفتيه يقول:طيب هتروحى أزاى؟
ردت عليه ببساطه: أى تاكسى.
هارون:طيب هاجى معاكى اوقفلك واحد.
ابتسمت له باتساع تقول:اوكى.
تقدمت بجواره تسير وهى تمنحه ابتسامه رقيقه خجوله ثم تنظر أرضا محمرة الوجه وهو لا يزحزح عيناه من عليها حتى خرجا وتوقفت سيارة أجرة سريعاً تزامنا مع توقف ماجد بسيارته.
ترجل منها يقترب من هارون يراه يودع فتاه صعدت لسياره أجرى غادرت سريعاً.
تقدم منه تزامنا مع اقتراب النادل يريد أخباره شئ ما ،فتحرك له هارون بخفه.
ليصدم الكل بطلقه مجهولة المصدر اخترقت صدره وسقط سريعاً وسط بركه كبيره من الدماء.....
التاسع
الأمر أصبح مريب وغريب بشكل غير عادى،كاظم الأن بالسجن وها هو يتعرض للقتل للمره التى توقف عن عدها.
عقله سيطير منه،من يفعل به هذا.
فتح الباب ليدخل الطبيب المعالج بابتسامة مهنيه بارده .
يمد يده للوحه المعلقه على مقدمة السرير باهتمام وتركيز ثم يرفع عينه له يردد : لأ عال عال،أنت ....
قاطعه هارون يردد بتعب :أنكتبلى عمر جديد.
زوى الطبيب مابين حاجبيه ينظر لماجد باستغراب فرد ماجد على الطبيب ساخرا: لأ ما تاخدش فى بالك ،بس اصله سمعها كتير.
رمش بعينيه مستغربا ثم اكمل: الحمدلله الرصاصه جت فى كتفك،انت إن شاء الله يومين وهتبقى تمام.
امتعض وجه هارون يردد: اقدر أخرج امتى يادكتور؟
رد عليه الطبيب:يعنى مش اقل من ٣ أيام.
عاد هارون للخلف برأسه من شدة الضيق ونظر له ثانيه يردد:لو سمحت يا دكتور تكتبلى على خروج انا مش بكره أد قاعدة المستشفيات.
قاطعه ماجد يردد: هارون انت واخد طلقه يا حبيبى..دى مش حتة ازازة دخلت فى رجلك،وكويس إننا هنا عشان نعمل كل الفحوصات على قلبك.
هارون بسأم: اهو ده اللي ناقصنى فعلاً.
نظر ماجد للطبيب وقال: إحنا محتاجين نعمل رسم قلب وشوية فحوصات طبية كده.
استغرب الطبيب كثيرا يسأل: ليه؟الرصاصه الحمدلله كانت بعيده تماماً عن القلب
مط هارون شفتيه وردد بسخرية وهو يشيح بيده:اتفضل احكيله مأساتى وقصة حياتى.
ضحك ماجد بخفه ثم أشار للطبيب أن يذهب معه كى يشرح له الوضع.
وبعدما خرج،القى هارون برأسه للخلف يتنهد بأرهاق.
ثوانى وارتفعت رأسه عن الوساده فى وضع مستقيم قليلا كأنه تذكر شيئا مهما لتوه.
حاول جذب هاتفه بيده الحره يفتحه بصعوبه ويطلب رقم ما.
انتظر ثوانى يستمع صوت الهاتق دليل على الإتصال إلى أن أتاه الرد من صوت ذكورى يردد: هارون باشا..يا مساء الخيرات.
ردد هارون :ازيك يا منير عامل ايه؟
منير: الحمدلله تمام.
صمت لثوانى ينتظر الطلب الذى أتصل به من أجله شخص كهارون الصواف ، ولم يطول انتظاره إلا وتحدث هارون سريعاً: بما إنك مدير الأتش آر عند لمى مختار فأكيد أكيد ماحدش هيقدر يخدمنى الخدمه دى غيرك.
جاوب منير سريعا بلهفه: أنت تؤمر امر يا باشا.
رد هارون برضا عنه يقول:فى موظفه اتعينت النهاردة واكيد الCV بتاعها عدى عليك ،فانا عايز رقم تليفونها.
لم يفكر مجدى كثيرا،حتى لم يسأل لما،هارون تسبقه سمعته ،رجل ويريد رقم فتاه فلما سيحتاجه ،الأمر بديهى.
فتحدث على الفور:سهله يا باشا عشر دقايق ويبقى عندك.
هارون: دلوقتي يا منير،افتح الاب بتاعك وابعته دلوقتي.
اخذ منير نفس عالى وقال بإذعان: أوامر معاليك،ثوانى ويتبعتلك على الواتس،بس هى اسمها إيه.
التمعت أعين هارون وارتسمت ابتسامة جميله على شفتيه يردد بنعومه ودفئ:غنوة،اسمها غنوة صالح.
منير: تمام يا باشا دقايق ويبقى عندك.
اغلق معه الهاتف يعود برأسه مره أخرى للخلف والابتسامه تعود لوجهه تلقائيا تتسع وتتسع .
يفكر بها وبكم سيفيده وجوده بالمشفى رغم كرهه المكوث بها.
ثوانى وعلى صوت هاتفه برسالة على تطبيق الواتساب من منير بداخله رقم صاحبة العيون الساحره.
التمعت عيناه بتلهف يتصل بها دون تفكير.
_________سوما العربى___________
استيقظت من غفوتها ،فهى لم تنم جيداً من شدة التفكير،تشعر بالتخبط والتذبذب واشيااء اخرى لم تقدر على وضع مسمى لها .
لكنها تستشعر زيادة في معدل خفقان قلبها لا يمكن التغاضى عنها كلما تذكرت حديثهما أمس.
وقفت تؤدى روتينها اليومى ثم تخرج من خزانتها (هاى كول) ابيض ساده مع بنطال من الجينز الأسود ومعطف من قماش الجوخ الثقيل يتناسب مع الطقس الغير مستقر بهذا الصباح،ومعه وشاح من التريكو السميك بأحدى درجات العسل تلفه حول رقبتها يعزز شعورها بالتدفئه مع حجاب من الوان ممتزجه متداخله صنعت شكل جميل أضفى وهجاً على بشرتها الجميله الصافيه ،فهى وإن تخلت فى أيام كثيره عن وضع اى مساحيق تجميل فلم ولن تتخلى يوماً عن كحل عينها الأسود ،هو جزء لا يتجزأ من شخصيتها إطلاقا.
ألقت نظره واثقه متباهيه على هيئتها فى المرأه وأخذت نفس عميق تقوى حالها ككل يوم وخرجت.
سارت بخفوت حيث غرفة نغم شقيقتها تفتح الباب بهدوء تنظر عليها وهى تنام على جانبها الأيسر موليه ظهرها للباب متدثره بغطائها الثميك وعلى ما يبدو أنها غارقه فى النوم
لكن الأمر أصبح غير عادى،بالأمس حينما عادت كانت نائمه والان لم تفق بعد....ماذا هناك؟
كأنها تتهرب من شئ ،هل تتهرب منها هى ؟أم ان هناك ما يحزنها؟!
كانت ستقترب من الفراش توقظها لكن توقفت تسأل نفسها،هل تضايقت من خروجها مع حسن؟
وهل خرج معها فقط لأنها لاتعرف هنا أى شىء ام لوجود سبب آخر؟وهل ذهابها مع هارون كان بسبب ماحدث وما شعرت به؟
وهل لهذا تتهرب منها شقيقتها؟أم أنهما تشاجرا؟
هزت رأسها باستنكار ،لم يمض على مجيئها لهنا يومان هل سرعان ما تولد بينها وبين حسن اي مشاعر،بيومان....يومان فقط؟
نظرت على شقيقتها ،عيناها عليها لكن عقلها يشرد ويعود ليتذكر حديث ذلك الضخم حين أخبرها انه فقط انجذاب وتلاقى إما أن يحدث منذ البدايه أو يظل الشخصان معا سنوات دون الشعور بأى شئ.
هل كانت هى هكذا وحسن؟!
هل كل ماهو بينهم فقط شعور بالعشره والتعود والألفه،انه منها وهى منه،عشرة عمر طويله،بينهما ذكريات جميله.
أم انها تحبه بالفعل،لو كان لما لم تدافع عن حبها بشراسه،هل هى بتلك الطيبه والسماحه كى تتنازل عنه لشقيقتها التى علمت بوجودها فقط اول امس؟!
لم تكن يوما بتلك السماحة،تعلم أنها شرسه عنيده لا تتنازل عما تريد ابدا،لو أحبت شخص ما تركته بتاتاً،لو أرادت شئ لا ترتاح إلا بعدما تملكه حتى ولو بعد فتره،إن وضعت برأسها هدف تتوقف عن رؤية أى شىء غيره،لو ذهبت يمينا وضعته يمينا ولو اتجهت يساراً اخذته معها يسارا حتى يتحقق .
استدارت تخرج من الغرفه وبعدها البيت كله وهى مازالت تفكر.
حسن كان أمامها لسنوات ،تعلم أنه يريد الزواج منها،ووالدته مرحبه جدا ،فاتحها بالموضوع من سنتين مروا وهى أجلت النقاش متحججه بمواضيع واشيااء غير مهمه وهو تفهم وصبر.
السؤال هنا... إن كانت تحبه لما لم تفعل وتزوجته حتى الآن أم ان أهدافها كانت أكبر واهم منه..من حسن.
تحركت وهى تريد مغادرة الحى سريعاً تتجنب الحديث مع أى شخص ،هى اليوم بمزاج متضارب غير مستقر ولا تريد التعامل بشكل غير جيد مع أى شخص.
تقابلت مع حسن الذى يجلس على أحد الكراسى الخشبيه أمام محله .
تحاشت عن عمد النظر له وهى تنظر لهاتفها الذى صدح صوته يخبرها بوجود اتصال من رقم غريب.
زوت مابين حاجبيها تنظر للهاتف باستغراب ،فى العاده ما كانت لتجيب لكنها ودت الهرب من الحديث مع حسن.
تعلم أنه كان يجلس ينتظرها،فتحت الهاتف تجيب وهى تتحرك ناحيه البيت وقد لاحظت انتصاب جسد حسن عن مقعده يبدو متأهب كى يتحدث معها.
فتحدثت بهدوء: ألو.
كانت تتحرك خارج باب البيت متجهه للشارع وعلى يمين يدها محل حسن عندما أتاها الرد من صوت عميق يردد:غنوة.
ضيقت عيناها بشك ،وتحدثت تسأل:هارون؟
لم ترى تلك الأبتسامه السعيده التى ارتسمت على شفتيه وهو يعود برأسه للخلف يستريح ،لكن وصلها صوته الذى تبعه تنهيده حاره وهو يقول:عرفتى صوتى لوحدك،وده له معانى كتير ،وكلها حلوه.
لكن حسن لم يستطيع الصبر وقطع ردها الذى همت بنطقه ليتحرك تاركاً محله للشخص الذي يعمل معه.
وتوقف لجوارها تمام يقول: غنوة،استنى عايز اتكلم معاكى .
استمع هارون لصوته بوضوح يصك أسنانه وشعور بشع ينهش احشائه ويشعل صدره لم يحدد ماهيته للأن.
لكن وجد صوته يخرج من بين أسنانه المصكوكه بغل وغضب يسأل بخفوت حذر:مين ده؟
صمتت لا تعلم أى منهما تجيب واضعه الهاتف على أذنها تنظر لحسن.
لكن هارون صرخ بغضب صم اذنها :بقولك مين ده وعايز منك ايه؟ردى عليا.
صمتت لثوانى ثم قالت للذى على الهاتف:ثوانى .
أبعدت الهاتف عن أذنها تسمع بضعف صوته وهو تقريباً يردد صارخا: أنا ثوانى .. انا يتقالى ثوانى.
إنما نظرت لحسن تقول بوجه به قدر لا بأس به من الصلابه والحياديه تردد بفتور: صباح الخير يا حسن.
تلبك قليلا من طريقة حديثها معه الجديده بعض الشيء،لكن... الغريب أنه يشعر ناحيتها بالتقصير...التقصير فقط وليس شئ آخر كما أعتقد.
تحدث بحرج وتردد: أنا أسف أنى اتأخرت عليكى امبارح بس ....قاطعته بأشاره من يدها أن يتوقف .
علام يعتذر...لقد ترك المكان كله وذهب أول ما عرف أن نغم ستخرج وذهب معها... لا يوجد تفسير آخر إلا الذى وصلها.
فهى لا تعلم بأن احدهم هاتفه كى يأتى لفض نزاع نشب داخل محله ،آخر شئ حدث بينهما هو توصيله لها ووعده ان يظل اسفل الشركة حتى تنتهي هى .
اذا فما التفسير الوحيد لكل هذا... وإن كان..فما على القلب من سلطان.
نغم شقيقتها وهى احبتها جدا... لذا ستصمت وتنسحب بهدوء.
كان يقف مبهوت من إشارة يدها التى تعنى أنه لا حاجه للمزيد وتحدثت بعدها تقول:حصل خير يا حسن،انا الى كنت عايزه اشكرك على توصيلك لنغم وانك اخدت بالك منها..بس عنئذنك عشان عندى شغل مهم ومستعجله.
هم حسن كى يتحدث بلهفه لكن هاتفها قد ارتفع رنينه،نظرت له باستغراب فأخر شئ كان هارون على الخط ،الغريب أن هناك اتصال بأسمه.
هل اغلق المكالمه وهاتفها من جديد.
تحدثت هى على عجاله تسكته:ماعلش يا حسن متأخره دلوقتي ..سلام.
ظل ينظر لأثرها بندم،ود أن يسألها عن نغم ولما هى مختفيه منذ الأمس.
يريد الأطمئنان على حالتها بعدما حدث .
أما غنوة فقد فتحت الهاتف تجيب عليه باستغراب تهم بسؤاله لما أغلق الهاتف لكنه بادر بهجوم عنيف عباره عن سيل من الأسئلة: دلوقتي حالا عايز اعرف مين وليه وبأمارة إيه ...بسرررعه.
وقفت فى منتصف الحاره مذهوله لا تعلم عما يسأل ،وقد كان لهجومه الضارى أثر كبير عليها جعلها ترتبك قليلا.
تسأل بجهل حقيقى:هو إيه؟
كانت النار تستعر داخله زياره وهو يقابل برودها هذا،تتحدث وكأن لا شئ قد حدث.
صرخ بها وقد تمكن الغضب علاوه على ألم كتفه منه: ردى علياااا.
استجمعت تركيزها وتحدثت: في ايه..ده حسن.
اتسعت عيناه وهو يتذكر ذلك الشاطر حسن وطريقتها المتلذذه بنطق اسمه حينما كانا بالمصعد معا،انه ذلك الوسيم الذى اوصلها صباح أمس.
خرج صوته منخض مخيف يردد:يا سلام..ده حسن؟!ايه يعني مش فاهم.
همت كى تتحدث :هو فى ايه انا.... أنت اصلا جبت رقمى منين؟
اخذ نفس عميق يحاول استدعاء هدوءه ثم قال: انا فى المستشفى،اتضرب عليا نار بعد ما مشيتى.. وانا دلوقتي في مستشفى****.
قالها بحزم لكن بطريقته الكثير من الابتزاز العاطفى واستدرار العطف بطريقه مستكبره لكنه محتاج.
واضاف بطريقه ممتزجه مابين الرجاء والكبر يسأل مستنكراً بترقب: إيه مش هتيجى تطمنى عليا؟!!!
ابتسمت بضعف وهى تستشعر نبرته المتوسله يحاول أن يخفيها فى كبره اللعين وقالت: لأ هجيلك أكيد عشان اتطمن عليك...بس ..
صمتت تفكر بحيره وخوف وصل له فأثلج صدره:مين بيعمل فيك كده،وازاى اتضرب عليك نار كده كتير اوى انت تقريباً مش بتلحق تقوم من الوقعه الى قبلها.
اخذ نفس عميق متعب وقال بصوت حاول الا يظهر مختنق لكن معها خانته قواه وظهر عليه التعب يقول:تعالى عندى يا غنوة،أنا محتاجلك.
صمتت تزم شفتيها،اليوم أول يوم عمل لها عند لمى.. ماذا تفعل؟
حاولت التحدث وقالت: هحاول استأذن من شغلى واجيلك اتطمن عليك.
وجد نفسه يصرخ بها مرددا: بقولك مضروب بالنار ومرمى لوحدى فى المستشفى وانتى تقولى هحاول .
صمتت لا تعلم بماذا تجيب،فصمت هو الأخر يشعر بحزن عميق ثم ردد: خلاص يا غنوة خلاص.
استغربت وهى تسمع صوت الهاتف يغلق تردد مناديه:هارون... هارون.
مطت شفتيها تتنهد بحيره ثم تخذت نفس عميق وتقدمت فى خطواتها بقوه .
___________سوما العربى__________'
عاد بظره للخلف يتنهد بحزن وأسى تزامنا مع دخول ماجد مره أخرى.
حاول التظاهر بالا شئ ينظر له لثوانى ثم يغمض عيناه ليتحدث ماجد متسائلاً بحيره: هو بعد إذن السياده عايز أفهم لما النيابه تيجى أنت هتتهم مين ؟
فتح عينه يردد بخفوت:مش عارف..مش عارف.
ماجد بحيره:تفتكر مين.
رفع هارن حاجبه الأيسر يردد:مش عارف بس .. كاظم محبوس،ده معناه أنه مش هو .
فكر ماجد قليلا ثم قال:مين قال..سهل اوى يعمل كده وهو جوا ،خصوصا بعد ما حبسته بأيدك وهو عرف.. وأنت عارف سهل أوى بالفلوس تأجر ناس من جوا السجن تعملك الى انت عايزه،ده فى ناس عايشين على المصالح دى هما وعيالهم يعنى مش بعيد يكون هو.
فكر هارون لثوانِ ثم قال:عندك حق.
تنهد ماجد يردد: بس زى كل مره مافيش فى ايدينا دليل على أى حاجة ولما النيابة تيجى هتتقيد ضد مجهول تانى.
صمت لثوانِ وحاول تغيير الموضوع ينظر لماجد متسائلاً: ماقولتش صحيح كنت عايزنى فى ايه امبارح.
تنهد ماجد بحزن شديد ثم قال متهربا:مش مهم.. خلاص،خلينا فى إلى انت فيه دلوقتي.
نظر له هارن ياستغراب يردد: امال بس كنت مهموم وحزين ولازم اقابلك دلوقتي ومحتاجك وبتاع ..جتك آلارف.
ابتسم ماجد بحزن ووقق على قدميه يغادر قائلا: أنا لازم امشى دلوقتي،هروح اغير ماغيرتش هدومى من امبارح،ماتقلقش فى بادى جرادات مأمنه اوضتك.
هز له رأسه بلا إهتمام ينظر على صديقة وهو يغادر بحزن وتيه.
زفر هارون هو الآخر بتعب،كل شئ حقا أصبح بلا طعم أو معنى،فحتى حياته اصبحت مهدده،لم يمض يومان على محاولة قتله بالسم ليرقد فى اليوم التالى بنفس المشفى بعد ضربه رمياً بالرصاص على يد قناص محترف كان هدفه صميم قلبه لولا ذلك النادل الذى خرج خلفه كى ينبهه على رنين هاتفه المتواصل والذى تركه على الطاوله مع باقى متعلقاته حين وقف سريعاً بلهفه كى يوصل غنوة للباب .
على ذكر سيرة غنوة أخد ينظر حوله فى كل ركن يريدها هى... هى فقط ،ان تكن معه تراعيه.
اعتمل الحزن قلبه يشعر بغصه قويه من الوحده واليتم والاحتياج.
انتفض يرفع رأسه بلهفه للباب الذى فتح يسبقه رائحة عطر خفيف لا يخطئ فيه أبدا.
يمنع عيناه من البكاء بضعف،فشعوره الأن كطفل يتيم حرارته عاليه لا يجد من يدفئه وقد عادت له أمه من الموت تقول له أنا هنا صغيرى اطمئن.
نظر لها بأعين حمراء فيها ما يكفى من الضعف والإحتياج .
ثوانى وحاول مزج نظرة عينه ببعض من القوه والثبات ،والا يظهر عليه الضعف أبدا .
لكنه فشل وهو ينظر لها بروح منهكه يفتح ذراعه لها يستجديها أن تقترب سريعاً يردد:غنوة.
اقتربت منه سريعاً وقد هالها هيئته ،فكم بدى ضعيف مهزوم كطفل ضائع من عائلته فى شوارع مدينة ملبده بالغيوم والمطر يقف يرتجف بحثاً عنهم.
نظرته لها هزتها كليا فقد بدت له وكأنها عائلته ووجدها ينظر لها بلهفه يستجدى الدفئ.
لكن سرعان ما عاد ذراعه لجواره يشيح بنظره عنها بنفس نظرات ذالك الطفل،عابس حزين منها جدا لأنها تخلت عنه ولم تأتى سريعاً.
اخذت تقترب بخطواتها لا تفهم ما هذا التطور الرهيب والغير عادى بعلاقتها معه ،وكيف أنها تفهم عليه لهذا الحد؟! أم أنه فقط يخيل لها.
توقفت قريبه منه جدا مقابل وجهه تردد بخفوت: صباح الخير.
التف بوجهه للناحيه الأخرى عابس الوجه يزم شفتيه غير راغب بالرد عليها لكنه يريد المزيد من التدليل وسيجيب ، ابتسمت له تردد بنعومة تمط حروف إسمه قاصده المزاح ربما تخفف عنه:هارووون.
التف بوجهه لها على الفور يردد بابتسامه واسعة: عيون هارون.
رفعت حاجباها من تحوله المريب ،لتتسع عيناها وهى تسمعه يردد بصوت مختنق:اتأخرتى عليا ليه؟!
لم تجد ما تجيب عليه به ،بللت شفتيها بارتباك تردد:ماعلش بس كنت لازم استأذن بتأخير لاول يوم
زمت شفتيها تنظر له بلوم واتهام مردده:بسببك انت كذبت وقولت أن اختى تعبانه.
عاودت تلك الإبتسامة الجميله تزين ثغره ،ثم توقف عنها ينظر لها مليا وهى تبادله بتوتر إلى أن قال بتعب منهك:انتى وحشتييينييي.
اتسعت عيناها الجميله تأسره تبلل شفتيها بارتباك مجددا وهى تنظر له بتوتر وهو يبتسم من تأثيره عليها.
_________سوما العربي___________
أما ببيت غنوة
فللآن لم تستطع نغم النهوض من سريرها ولا حتى الأستجابه للطرق المتواصل على الباب تردد داخلها فليحنترق الجميع.
تسب ذلك الطارق الذى ايقظها من نومها مجبره،انها إحدى سماتها ،عندما تحزن كثيرا تنام كثير هربا من كل شيء.
تنهد بخفوت حين توقف أخيرا الدق على الباب ،تبتلع غصه مسننه بحلقها تتذكر ماحدث أمس من أول حزنها وتوبيخها لنفسها على ما فعلته بأختها ثم إلى التحرش ،ثم دخول حسن بسببها فى شجار مع مجموعة من الشباب،وشجارهم معا.
وصولا إلى الهم الإكبر حين عادا للبيت وتشاجرت معه عازمه ايقاف نفسها على الإنجراف معه نحو الأعمق تعلم أنها احرجته كثيرا.
تتذكر انها دلفت لبيتها وهى تسمع صوت أحدهم يناديه وعلى مايبدو كانت والدته .
ذهبت للشرفه تفتح شق صغير لا يظهرها من الداخل تراها وهى تتحدث معه بطريقة عصبيه فعلى مايبدو كانت توبخه رافضه شئ ما رفض قاطع وهى تشير بيدها على بيتها هى وشقيقتها.
بالطبع الأمر لا يحتاج للذكاء الكبير كى تفهم ،كانت هى المعنيه بكل ذلك.
تنهدت بحزن وألم تغمض عيناها تنوى النوم مجددا تهرب فيه وهى تفكر بحزن أنه فى الكثير من الأحيان إكرام الحب دفنه.
_______سوما العربي________
دلف صبى بعمر الثالثة عشر لعند حسن بالمحل يردد بعدما وضع كيس بلاستيكي شفاف به الكثير من الجبن والأطعمة : ماحدش فتح ياعم حسن.
حزن كبير غمر قلبه لا يستطيع التصرف ولا الذهاب لها وهى وحدها.
منذ أمس لم تظهر ،المفترض أنها بالداخل فلما لم تفتح.
هل أصابها مكروه؟؟
وقف عن مقعده ضارباً كل شيء عرض الحائط ينوى الذهاب لها وليحدث مايحدث.
________سوما العربى____________
ولج ماجد للبيت الساكن تماما.
نادى إحدى الخادمات يسأل: امال فين باقى الناس.
أخبرته الخادمه بلكنتها العربيه الركيكه إن الجميع بالخارج وهى لا تعلم اين.
أماء لها بلا إهتمام وصعد الدرج والتعب قد بلغ منه ما بلغ .
ليتوقف فى منتصف الردهه التى تصل بين الغرف وهو يرى تلك الحوريه تخرج من غرفتها ترتدى منامه بيتيه من بنطال أسود معطف ثقبل اسفله توب قطنى من اللون الابيض مرسوم عليه قطه حمراء.
وشعراتها السمراء المموجه تزين وجهها وتزيده جمال.. يظهر عنقها المرمرى الطويل بتلك الشامه التى تزينه في منتصفه وبدايه صدرها ظاهره قليلا .
توقفت قداماه مع انفاسه التى تهدجت ينظر لها بصدمه صامت تماما وهى على مايبدو لم تراه للأن وهى تخرج من غرفتها.
توقفت قدماها عن السير تتسع عيناها وهى تراه ينظر لها هكذا .
صدمت تماما صرخت فيه:انت جيت امتى،المفروض إن مافيش حد هنا.
لم يهتم كثيراً بما تقصد ولا لما تهتم، بل كان مشدوه بيئتها هذه كأنها مصباح من النيون مضئ بڤولت عالى .
تقدم منها عدة خطوات ليجدها تسرع الخطى وتعود ادراجها ناحية غرفتها سريعاً.
اتسعت خطواته أكثر ينوى الذهاب خلفها ،يجب ان يفهم كل شئ والأم...ما عاد يطيق كل هذه المشاعر الجديده التى يشعر بها وتفتك به ........
العاشر
كانت تسير مسرعه وهو خلفها ،يريد أن يقطع الشك باليقين،لما تتصرف هكذا ؟ولما يشعر ناحيتها بما يشعر وهل شعوره صحيح أم ماذا.
همت كى تغلق الباب بقوه لكن بقوه أكبر منعها يضع يده الغليظه كحائل يمنعها عن غلق الباب.
ينظر لها باستغراب به من الإصرار ما يكفى،استغراب لذلك البغض الذى يفوح من عيناها .
مستغرب من قوته الهائله الذى جعل مجرد نظرة من عين تصل بتلك القوه للشخص المعنى بها من شدة ماهى قويه نابعه من الأعماق.
مالذى فعله لها كى تبغضه هكذا؟!
كانت هى المبادره تتحدث بغل من بين أسنانه المصكوكه وكأنها تحذره: أبعد ايدك عن الباب.
شملها بنظره سريعه ثم قال بإصرار:وليه؟انا عايز أتكلم معاكى.
تحولت نظرته الفاحصه لأخرى غامضه وهو يردد: ولا هتروحى تحطى حجاب على شعرك وتقفلى بجامتك.
لم تنمحى نظره البغض والغل وإنما تعززت بالإذدراء ولم تجيب.
سحب نفس عميق يردد: على فكره انا اخوكى عادى ،والأخ على حد علمى ممكن يشوف أخته بالبجامه وشعرها عادى.
اربكها بحديثه مما خفف من قبضتها على الباب فاستطاع فتحه يتقدم بخطوه فتعود للخلف مثلها تنظر لأعلى بسبب الفرق الغير عادى فى الطول.
نظر لها من الكل الجوانب وهو أخيرا معها ،هو وهى وحدهما بمكان ،تقف أمامه بوضوح لا يحجبها عنه شخص ولا حتى حجابها اللعين هذا..كانت صغيرة الحجم بجواره قصيره جدا و... ولذيذه.
جمال عيناها تشتته ..نجحت فى تشتيت تفكيره وتوقف عن الحديث.
أنفاسه ساخنه ينظر لها لا يستطيع أن يحيد بعينه عنها.
إنها جميله جدا ..جمال لاشفقه فيه ولا رحمه ،ليس من العدل أن تكون جميله هكذا.
كانت هى المسيطره فى هذا الوقت وذهنها حاضر تتلاعب به وهى تقول: أنت إيه الى موقفك هنا كده وايه الطريقه الى دخلت بيها اوضتى دى؟!
حديثها أنتشله من هيامه بها يفكر ويحاول ان يتذكر سريعاً سريعاً لما جاء خلفها بتلك الطريقة.
إلى أن تحدث يقول: عايز اتعرف عليكى .
اقترب الخطوه الفاصله بينهم يختبر شئ ما...
احتل عيناه الغموض وهو يراها قد ارتبكت واتسعت عيناها من اقترابه الشبيه بالإلتصاق يكمل: نقرب من بعض اكتر.
شبه ابتسامة ساخره تكونت على جانب شفتيه وهو يكمل:مش اخوات .
مد يده بمنتهى الصفاقه والخبث يضعها على رقبتها يتحسسها وهو يكمل:مش الأخوات لازم يبقوا قريبين من بعض خصوصاً لما يكتشفوا بعض بعد سنين طويلة.
زاد ارتياح لعين بقلبه وهو يشعر بعدم راحتها من كف يده التى تسير بحراره على عنقها.
ونفضت يده بقوه تردد وهى تحاول أن تبتعد عن مرمى نظراته: لأ انا مش عايزه لا أتعرف على حد ولا اقرب من حد،ولو سمحت تخرج دلوقتي من اوضتى .
اخذ نفس عميق مرتاح يسير بتبختر نحو أحد الأرئك ويضع قدم فوق أخرى يفرد ذراعيه على ظهر الأريكة وهو يردد: أنتى مش عايزه براحتك ،بس أنا عايز وماعنديش ما يمنع.
تحدث من بين ضحكته الساخره يقول: أنتى عندك ما يمنع؟
نظرت له بأعين متسعه غاضبه من جرئته وخبثه،تشعر بشئ غير عادى به .
تشك أن نظراته غير بريئه،انها نظرة رجل لفتاه وليست شقيقته.
وكأنه يشك أنها أيضا تعلم ما يعلمه هو.
لكن نظراته أيضاً يختلط بها الخبث والمكر،ذلك الماجد يتلاعب.
يراهن على من سيربح بالنهاية،يتلاعب بأعصابها ،يرتكز على أنهما أشقاء.
اوووه ياله من اخ حنون.......
ابتسمت بتحدى وثقه بنظره ارعبته حقا كان مفادها "أهلا اخى الحنون .. إن أردت اللعب لنلعب إذا"
وتقدمت تجلس لجواره مستغله كل نقط الضعف التى استشعرتها،فنظراته التى تشك بنواياها كافيه لحفر قبره.
سارت بتحدى تجلس لجواره على نفس الأريكة تبتسم وهى ترى خبث وتحدى عيناه قد استحال للإستغراب والترقب .
يحاول فهم ما يدور بخلدها وكان السبب في هذا التحول اللحظى.
منذ قليل كانت تقف ترتجف بين يديه تحاول قدر ما استطاعت الحفاظ على مسافه معقولة بينهما.
إنما الآن فهى وكأنها تتحداه.....
بالفعل توترت نظراته وانفاسه أيضاً وهو يراها ويشعر بها تجلس لجواره .
بل والتفت تواجهه وتبتسم.. كأنها تقول له" من أنت يا أبن العز والقصور ..من انت كى تستطيع التلاعب بفتاه تربت بالشارع وتعايشت مع إحساس الجوع والنقص"
بتحدى سافر مدت يدها له بالسلام تقول:ماعلش أصلى فجأه كده بقا ليا أب وأخ مش متعوده عليهم خالص،ولا واخده على انى ابقى بشعرى قدامهم.
اتسعت ابتسامتها تتحدث وكأنها تستسمحه : أعذرني مش متعوده..بس مسيرى اتعود أكيد.
نظرت ليدها الممدوده بالسلام حتى الأن ثم لوجهه المذهول وانفاسه المتوتره من قربها تبتسم ابتسامه متحديه وتقول: إيه؟!مش هتسلم عليا؟! هفضل ماده ايدى كتير؟!
ابتلع رمقه بصعوبه ثم مد يده للسلام ..يتميز غيظاً من نظرتها المتحديه وكأن لعبتها واضحه له.
وهى أيضا تعلم أنها الأن تلعب على المكشوف،والشاطر من سيصمد أمام الأخر.
لذا أبتسم لها و هو يربط على يدها يحكم قبضته ثم رفع حاجبه وقال: لأ لو كده يبقى اخدك خضن اخوى بقا.
اتسعت عيناها.. فعلاً قد فهم لعبتها..خِصمها غير سهل إطلاقا.
بلمحة عين منها للباب المفتوح قليلاً غيرت رفضها القاطع وابتسمت متصنعه التساهل تفتح له ذراعيها بنظرة بعيده عن الأخوة نهائياً تقول :موافقه .
اتسعت عيناه بصدمه،هل هى صادقه ،ام أنها تتلاعب به؟!
خانه قلبه وتغلب بمهاره على عقله يراها بريئه جدا بعيده كل البعد عن الخبث والمكر.
وبجسد متلهف وذراعين مشتاقه اقترب منها يغتنم الفرصه ينوى إن يعتصرها بين ذراعيه حتى يتشبع صدره من رائحتها ويطبع جسدها برائحته .
لكن ....صوت مألوف به طيف من الغضب صدح من خلفه أخرجه من ذلك العالم الوردى الذى غرق به يردد: مساء الخير.
اتسعت عيناه وتوقف جسده عن الإقتراب مازال يعطى ظهره لمن خلفه ينظر لتلك الملاك البريء بجواره والشر يقطر من عينه وهو يجدها تبتسم له كأنها تخبرها بفوزها هذه الجوله من اللعبه تغمز له بأحدى عيناها.
ثم تحدثت بحيادية لتلك الواقفه: مساء النور يا ندى.
صك اسنانه بغيط وغل ينظر لها بأعين حمراء ثم اعتدل ببطئ ينظر ناحية زوجته التى تناظرهم بشك .
ثم تحدثت بنبرة متعالية قليلا:البجامه بتاعتى جت مقاسك أهو .
اصفر وجه فيروز..ببساطه ذكرتها بمعاناة سنوات وأيام ترغب في نسيانها.
وبغصه مريره لم تفت ذلك الجالس بجوارها يتابع ويلتقط أدق التفاصيل منها وهى وتقول: آه شكرا.. أنا خلاص هنزل أشترى لبس كتير أوى ليا وأرجعلك البجامه.
بنظره نافره مشمئزه قوست ندى فمها لأسفل تردد وهى تشير بيدها متقززه: لأ طبعاً...ترجعيلى إيه حبيبتى أنا اكيد مش هلبسها من بعدك.
صمتت ثوانى تلاحظ شحوب وجه فيروز قأكملت متصنعه البساطه والطيبه:سورى حبيبتى هو أكيد دى حاجة مش هتفهميها أنتى بس أنا مش بقدر ألبس حاجه حد غيرى لبسها سواء قبل او بعد.
كأن أحدهم صفعها بقوه على وجهها.. فيروز الذكيه الخبيثه تقف الآن لا تستطيع الرد او الصد.
وكان ماجد يقف لجوارها كالمرجل المشتعل ،كأن الصفعه وجهت له وليس لفيروز، يشعر بمراره كبيره بحلقه.
قربها منه يضمها عليه ثم قبل جبهتها يقول بعند: طبعاً يا روزا البجامه دى بقت بتاعتك خلاص أصلا مش هتبقى بالجمال ده على حد غيرك.
صدح صوت ندى غاضب تسأل:قصدك ايه يا ماجد؟
نظر لها بنظره بارده ثم سأل :هو لما أنتى مش عايزه البجامه كنتى جايه عندها ليه؟
تميزت غيظا لا تحدد سببه للأن.. لكن شعور خفى جعلها غير مرتاحه لتقاربهما معا رغم أنها شقيقته وأنها ليست ذلك الشخص الغيور غيره غير عاديه،لكنها حقا غير مرتاحه.
تحدثت بحده وغضب: النهاردة خطوبة بنت خالتو سناء وانت واعدنى تيجى معايا.
ارتفع حاجباه دليل على تذكره وقد لاحظت فيروز ذلك فالتصقت به تشبك يدها بذراعه فوراً تقول: إيه ده وعدك امتى..اصله لسه من شويه عرض عليا ييجى معايا ويختارلى كل لبسى بنفسه .
اتسعت عيناه ينظر لها مصدوم ..مذهول.
كذلك كان الحال عند ندى التى تحدثت بغضب: ده حصل فعلا يا ماجد؟!
نظر ماجد لذلك الملاك وهى ترفرف بأهدابها بمنتهى البرائه ثم نظر لندى يضع يداه بجيوب بنطاله يردد بثبات:ايوه حصل.
حاد بعينه عن ندى ينظر لفيروز يردد:مش اختى.
صمت ينظر بمغزى مريب داخل عيناها الرماديه وأكمل: حبيبتى.
ذهب العبث من على ملامحها ونظرت له بتشتت تسمعه يكمل هو بعبث وخبث: لازم أروح معاها واختار لها لبسها كله بنفسى اه...مش اختى بقا وانا اخ غيور اوووى.
نظرت له بأعين مذهوله وهو يلتوى شدقه بأبتسامه لعوب غير بريئة النوايا ابدا عن القادم.
__________سوما العربي___________
اخذ حسن يدق الباب بقوه مره خلف مره حتى استفاقت من نومها العميق هذا ووقق بتشوش تتجه ناحية الباب ترددب بتعب:مين؟
صدح صوت غاضب من خلف الباب يقول: أنا حسن .
اسمه وحده يزلزلها ،اهتزت داخليا بحق.
ابتلعت رمقها تحاول استجماع شتات نفسها ثم قالت :عايز ايه يا حسن.
خرج صوته غاضب حاسم يردد :افتحى.
اغمضت عيناها تتنهد بتعب ثم قالت: امشى يا حسن .
جن جنونه من تصرفاتها الغير عاديه يسأل:هو إيه الى حصل،بتعملى كده ليه؟هو أنا حصل منى حاجه زعلتك؟
تحدثت بتعب : لأ .
حسن بجنون: امال فى ايه بس؟!!
اخذت نفس عالى وزفرته بقوه تفكر لثوانٍ،التهرب ليس حلاً،يجب ان تتعامل معه بحيادية وهدوء ،بالنهايه هو لم يرتكب أى خطئ ولا ذنب له إن وقعت هى له من أول نظره تراه فتى أحلامها.
لذا فتحت الباب تبتسم له وهو ينظر لها مصدوم ،يقسم داخله بأعلظ الأيمان أن تلك الفتاه مجنونه،مجنونه حقا.
منذ ثوانى معدودة كانت تتحدث بحزن كبير شق قلبه ،والان تفتح له الباب تبتسم.
سمعها تتحدث بهدوء مردده: صباح الخير يا حسن.
يا ويله على نطقها إسم حسن بلغتها الركيكه تلك.. إنه يذوب حقا ولا أحد يشعر به او يشفق عليه.
حاول التحدث بصعوبه يرد عليها: صباح النور،انتى فين من امبارح؟
حاولت بصعوبه عدم النظر مباشرة لعيناه وقالت بصوت باهت: لأ مافيش،بس كنت مرهقه ومحتاجة أنام.
كان مازال يقف على الباب ،مشدوه من طريقة تحدثها معه.
يسأل بحيره:انتى بتكلمينى كده ليه يا نغم؟!
هزت كتفيها مع فمها وصورة غنوة لا تذهب عن بالها فتتحدث بجفاء اكبر: بكلمك ازاى؟انت اصلا كنت جاى ليه.
اتسعت عيناه مما تفعل وتقول،ابتلع رمقه يردد بصوت مختنق:كنت جايبلك حاجات للفطار.
مدت يدها تأخذ منه الكيس البلاستيكي،فمد يده لها بدوره مذهول.
ابتسمت مجامله تردد: شكرا يا حسن.
كان مازال صامت مصدوم ،طريقتها بالفعل جافه جداً وصادمه.
وضعت يدها على دلفة الباب المفتوح بحركه مفادها أنها تهم بغلقه تسأله باستغراب:فى حاجه يا حسن؟
هو رأسه سريعاً يردد: لأ ولا حاجة.
رمش بعينيه مصدوما وفر من امامها سريعاً ينقذ الباقى من كبريائه وهى تشيعه بنظرات حزينه واعين حمراء لكنها لا تقدر على خيانة شقيقتها أبدا.
لذا اغلقت الباب بقوه تقنع نفسها أن كل هذا ماهو إلا نزوه وانبهار بشخصيه لأول مرة تواجهها وسريعا ستنمحى.
تنظر بحنان للكيس الذى بيدها وتسير به للداخل كى ترى ما به.
_______سوما العربى________
وقف على قدميه مستغل الوضع اسوء استغلال يرتكز بجسده كله تقريباً عليها وهى تقوم بمساعدته على المشى وهو يستند على كتفها يضمها له قدرما استطاع ،تائه برائحتها وقربها منه اذاب قلبه واشعل جسده فأصبح كالبركان على وشك الأنفجار.
تسير معه خطوه بخطوه كأنه طفلها و أكمل عامه الأول لتوه تعلمه السير وكم أستلذ ذاك الإحساس جدا جدا.
نظرت له مستغربه تسأل:بس إيه كل البادى جاردات الى برا دول؟!
تحدث بألم يردد:مجايب سى ماجد،مصر أنى لازمنى حراسه.
غنوة:انت ليه بيحصل معاك كده وليه رغم كل المحاولات دى مش بتمشى بحرس خالص.
تحدث لها بصدق بعيد ومتجرد من أى فكر..معها فقط:مش عايز خصمى يحس انى اترعبت،لو استخدمت حرس ابقى خايف منه ،لكن كده هيفضل هو الى هايبنى وخايف من قوتى،خوفه منى هيربكه ويشتت تركيزه.
ابتسمت غنوة ورددت:صح عندك حق.
صمتت ثوانى وهى تلف به عند آخر الغرفه لتبدأ السير به من جديد تسأله باستغراب: بس ليه لمى ماجتش ولا اتصلت لحد دلوقتي،انا هنا بقالى كتير؟
أبتسم ينظر لها بعمق ثم قال: عشان انا ماقولتش لحد،ولا حتى لمى.. أنتى كفايه عليا.
نظرت له بصدمه واستغراب تتعالى دقات قلبها تهم بسؤاله ألف سؤال وسؤال.
لكن دقه عاليه على الباب منعتها وهى تجد الطبيب يدخل للغرفه ينظر لما يفعلوه باستغراب كأنهما معاتيه ثم ردد:هو المشى رياضه وكل حاجه بس انت عامل كده،على فكره الطلقه فى كتفك مش رجلك .
ضيقت غنوة عيناها تفتح فمها تربط الخيوط ببعض ثم تنظر لهارون بأتهام تراه يقف دون الحاجة لأحد يبتسم باتساع وصفى أسنانه فوق بعض .
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا