رواية عش العراب الفصل الثالث عشر والرابع عشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
رواية عش العراب الفصل الثالث عشر والرابع عشر للكاتبة سعاد محمد سلامة (حصرية فى مدونة قصر الروايات)
13=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الثالث عشر بتلك الشقه بعد علاقه آثمه نهضت زه ت من جوار نائل وتركته وحده بالفراش، سارت عاريه أمام عيناه لم تخجل، سخر نائل منها بداخله كيف لتلك الفاجره أن تخجل أو تستحى، لكن تحدث: مش ملاحظه إنك عادى كده مع إنك مكملتيش حتى شهر على الإجهاض، لما إتصلتى عليا وقولتى نتقابل إستغربت بصراحه. تنبهت زهرت لفحوى حديثه ورغم ذالك إدعت عدم الفهم قالت: قصدك أيه ب عادى كده. رد نائل: قصدى اللى بتولد أو بتجهض بتقعد أقل واجب شهر بتنزف من وقت للتانى، إنما إنتى،؟ ردت زهرت: مش شرط تنزف شهر او اكتر، طبيعة الأجسام مش زى بعضها عادي جدا وبعدين اللى يسمعك يقول مكنتش عاوزنا نتقابل، ولا تكون زهقت منى، نسيت حبي ليك، وكنت لك شوق في سلسبيل العراب. نهض نائل من على الفراش وإقترب من زهرت وجذبها بقوه لصدره يقول: إنتي عارفه جواب السؤال ده سلسبيل مين دى اللى تتقارن بيكى، يا ملكة الأنوثه، أنا بس إستغربت وقولت يمكن حكاية حملك دى ملعوب كنتي عاوزه تستفادى من وراه. إرتبكت زهرت وقالت: كنت هستفاد أيه أنا فعلا كنت حامل والنصيب كده. تبسم نائل إبتسامه خبيثه بداخله متأكد أن تلك الفاجره لم تكن حامل من الأساس، إنحنى يقبلها بشهوه وقضى معها وقت محرم، كآن للحرام زهوه شعر الأثنان بنشوه كبيره، وضعت زهرت رأسها على صدر نائل لاهثه، الى أن هدأت أنفاسها وتحدثت: مش بحس إنى ست غير وأنا معاك في حضنك، مكنش لازم أتجوز من رباح، بحس معاه بملل وفتور، لو بأيدى أمنعه يلمسنى. سخر نائل بداخله، لكن قال لها: وأيه يجبرك على إنى تستحملى العيشه معاه، أظن سحبتى منه مبالغ كتيره غير الدهب اللى إشتريتيه. ردت زهرت: اللى سحبته مش نقطه في بحر ثروة عيلة العراب، ولا يساوى جزء من حق ماما اللى لهفوه، تفتكر لو كنت في مستوى بنات عيلة العراب كان أبوك رفض إنك تتجوزينى، كان هيجى يخطبنى بنفسه زى ما جه عشان الست سلسبيل وخد الصدمه في قلبه، أيه الفرق بينى وبين سلسبيل، أنا أجمل منها بكتير، ولو كنت بنفس ظروفها كان زمان معايا شهاده أفضل منها، عارف أيه الفرق بينى وبين سلسبيل، هي بنت ناصر العراب وأنا بنت مجاهد حماد الموظف اللى مرتبه مكنش بيقضيه سجاير، وباقى مصاريف البيت كانت بتتزكى الحجه هدايه بيه على ماما مع أنه في الأصل حقها. تحدث نائل: وهتفضلى كده كتير مع رباح، بصراحه يا روحى بغير لما بتخيله معاكى زي دلوقتي كده. ضحكت ضحكه رقيعه قائله: خلاص هانت رباح بقى زى الخاتم في صباعى، وأى شئ هطلبه منه هينفذه حتى لو غصب عنه ومش هيسأل السبب، فين الحبوب اللى طلبتها منك. إبتعد نائل قليلا عن زهرت وفتح احد ادراج طاوله جوار الفراش وأتى بعلبه بلاستيكيه صغيره وأعطاها لها قائلا: بس خدى بالك مفعول الحبوب دى أشد وإدمانها سهل جدا، وعلاجها صعب. تبسمت بنصر قائله: وهو ده المطلوب، خلاص زهقت رباح أوقات بيخاف من العقربه هدايه وبيسمع كلامها، الحبوب دى هتخلي كلمتى أنا بس المسموعه. قالت زهرت هذا ونهضت من على الفراش وبدأت بإرتداء ملابسها. تحدث نائل: على فين بتلبسى هدومك ليه، لسه الوقت بدرى وكمان رباح أكيد مشغول الأيام دى في توريدات الرز للشونات. ردت زهرت: تفتكر إنى بعمل حساب ل رباح، كله من العقربه هدايه مشدده قوى الفتره دى عليا في الخروج، عاوزه تفرد نفسها، ولازم اهدي معاها شويع، أنا عرفت إنها هتخرج معرفش فين سمعتها بتكلم السواق، قولت فرصه أنا كمان أخرج أتنفس شويه، وقولت لهم في الدار هروح أزور بابا أطمن عليه وأقعد معاه شويه، وزوغت وجيت على هنا، خلينى أرجع لبيت بابا أهو أقعد معاه شويه، شكله حالته متأخره كله من السجاير اللى الدكتور مانعها عنه وهو مش بيسمع الكلام، يلا ربنا يشفيه، هحاول في أقرب وقت نتقابل، ولا يمكن الود يتوصل تانى، رباح قالى انه شاف هند عند قماح في المقر. رد نائل: هند فعلا لسه بتحب قماح، بس هو بقى متجوز من غيرها، وقماح بيعرف يفصل بين الشغل وعواطفه، ومتهيألى لو كان لسه عاوز هند كان يقدر يرجعها تانى وميتجوزش من غيرها. ردت زهرت: ما سبق وقولتلك عن سبب جواز قماح من نبع الحنان سلسبيل، كان قرار من هدايه. رد نائل: هو قماح برضو حد يقدر يرفض عليه حاجه حتى لو كانت هدايه، عالعموم ياريت يتوصل الود بين قماح وهند وقتها... نظرت زهرت ل نائل وقالت بإستخبار: وقتها أيه ممكن يطلق سلسبيل ويرجع الأمل تانى لأبوك، ولا تكون إنت نفسك فيها. رد نائل: هنرجع تانى لنفس الموال، قولتلك سلسبيل ملهاش أى صفه عندى. ردت زهرت: هصدقك يا نائل ودلوقتي، يلا لازم أمشى... قالت هذا وإتجهت للفراش وإنحنت تقبل نائل بفجاجه، رغم أنه ينفر منها لكن جراها في تلك القبله الفجه والمحرمه. خرجت زهرت من الشقه، تنهد نائل براحه، تذكر حديث زهرت عن سلسبيل، هو بالفعل كان يهواها تمنى أن تكون من نصيبه لو كان تزوجها لكان قطع كل صلته بتلك الفاجره، لكن قماح سبقه وأختطفها من أمام يديه، وفاز بها، وظل هو في دوامة الخطيئه مع زهرت الفاجره كان يتمنى أن يتخلص من ذالك الوحل. بالشقه التي تعيش فيها همس. إستقبلت وصيفه هدايه بحفاوه وترحاب ثم إستأذنت منها وتركتها مع همس وحدهن. نظرت هدايه لهمس وفتحت لها ذراعيها. تبسمت همس لها بمحبه وارتمت بحضنها. طبطبت هدايه على ظهر همس وقبلت جبهتها قائله: همس الرقيقه اللى زى النسمه، تعرفى أنا كان نفسى أسميكى نسيمه على إسم أمى الله يرحمها، بس المخسوفه قدريه جالتلى إسم جديم، والله هي اللى جديمه، بس وجتها كارم هو اللى جال هاميس، رغم أنه كان صغير وجتها إبن ست سنين، وجالنا انه سمع الاسم في فيلم ل رشدى أباظه، ويظهر نهله كانت بتحب رشدى أباظه ووافجت عالاسم. تبسمت همس قائله: فعلا ماما بتحب أفلام رشدى اباظه، بس بتحب بابا أكتر. تبسمت هدايه قائله: انتى هتجوليلى على نهله وحبها ل ناصر وكمان حبها للجميع مش زى قدريه، معندهاش حب غير لنفسها وبس، والحمد لله محدش من ولادها خد طبايعها غير رباح فيه شويه منيها وشويه من العراب، ربنا يهديه ويصلح حاله. تبسمت همس قائله: فعلا رباح عنده شوية تطلع زى مرات عمى وزهرت كمان زى عمتها، بس عمى مش بيسمع لكلام مرات عمى، إنما رباح بيسمع ل زهرت وزهرت بتكرهنا وبالأخص سلسبيل، يمكن لان هي أقرب واحده فينا ليها في العمر. ردت هدايه: اللى يكرهكم يا بتى يعمى ما يشوفكم ودلوق أنا مش چايه عشان نتحدت عن قدريه ولا زهرت أنا إتوحشتك وكمان عاوزه أتحدت إمعاكى في موضوع كارم جالى عليه. تغابن وجه همس وقالت: عارفه الموضوع ده يا جدتى وبقولك بلاش تتكلمى فيه أنا خلاص أخدت قرار. ردت هدايه: موضوع أيه يا بتى وقرار أيه اللى أخدتيه، همس إنتى لازمن ترچعى تانى للدار بكفياكى يا بتى، إرچعى وإرحمى قلب ناصر ونهله المحروق عليكى، أنا اللى مصبر جلبى على بعدك ده إنى عارفه إنك لساتك عايشه ولما بتوحشك باجى أزورك، وبطمن عليكى من عمك وكارم من يوم ما عرف إنك لسه عايشه. تنهدت همس ببكاء: ياريت كارم مكنش عرف إنى لسه عايشه، يمكن كان زمانه نسينى مع الوقت، مكنش لازم أسمع كلام عمى وأظهر نفسى قدامه، وده اللى ناويه عليه أبعد تانى من قدامه، وهو مع الايام هينسانى ويكمل حياته. ردت هدايه: كان نسيكى من الاول يا بتى، كارم كان خلاص عقله قرب يشت منيه، ظهورك جدامه رچع له عقله في الوجت المناسب، ليه يا بتى الجسوه دى. ردت همس: عشان خاطرى يا جدتى خلينى أبعد عن هنا وهتشوفى مع الوقت كارم هينسانى، او حتى هيتعود على غيابى ويكمل حياته، أنا مبقتش أنفعه ولا أنفع غيره، ووجودى هنا مالوش لازمه، أنا فكرت أسافر لأى بلد بره مصر. فزعت هدايه قائله: تسافرى بره مصر إذا كنتى چارى وبينى وبينك ساعه بالعربيه وبخاف عليكى، وعالدوام بدعى ربنا يحفظك، لاه يا بتى أنا مستحيل أوافجك عالقرار ده. ردت همس برجاء: عشان خاطرى يا جدتى لو بتحبينى صحيح خلينى أسافر بره مصر، وكمان أنا ممكن أكمل دراستى، أنا مقدرش أرجع تانى أكمل دراستى في الجامعه هنا، ومعظم زمايلى عرفوا إنى موتت، حتى لو عمى إتصرف وحل اللى حصل بالفلوس و مش مثبوت في الأوراق الرسميه موتى، بس إنشاع بين زمايلى الخبر ده أكيد، لما أرجع هقولهم إيه انا عفريته هاميس، جدتى سفرى خارج مصر من مصلحتى عالأقل هاخد شهاده. فكرت هدايه بعقلانيه في حديث همس، لكن همس فتاه ولها ظروف خاصه كيف ستعيش بالغربه وحدها، لو كانت كالسابق ربما كانت وافقت دون تردد لكن الآن همس مهزوزه ومحطمه ولديها خوف من إقتراب أحد منها. كادت هدايه أن ترفض، لكن همس إنحنت على يدها وقبلتها قائله: لو صحيح بتحبينى ومصدقه إنى مظلومه وافقى على سفرى يا جدتى، عمى مستحيل يساعدنى قبل ما ياخد منك الإذن الأول، صدقينى سفرى بره مصر ممكن يساهم إن حالتى النفسيه تتحسن وكمان هيسهل على كارم ينسانى، لما يعرف إنى هربت منه وإنى مش عوزاه. نظرت هدايه لها بحنيه وأتى لها خاطر ربما لو وافقت همس الآن وتركتها تسافر بعيد عن هنا تعود هي من تلقاء نفسها بعد أن تتحرر من ذالك الرهاب الذي يسيطر عليها حين يقترب منها أحد، هنا تحبس نفسها بين جدران تلك الشقه نادرا ما تخرج منها، بالخارج ستخرج حتى لقضاء إحتياجاتها الضروريه، هنا تخشى أن يتعرف عليها أحد، همش لديها يقين أن خارج مصر لن يعرفها أحد، وذالك سيجعلها تعود تختلط بمن حولها، حتى لو كان بحذر شديد، ربما مع الوقت يختفى ذالك الرهاب عنها وتعود هي من تلقاء نفسها. تبسمت هدايه بحنان قائله: هجول لعمك يچهزلك أوراج السفر يا همس طالما دى رغبتك يا بتى وهدعيى ليكى تلاجى نفسك وترچعى لإهنه همس الجديمه اللى كانت بسمتها كيف شروج السمس. تبسمت همس براحه وحضنت جدتها، بينما هدايه ضمتها قويا بين يديها، تتمنى أن تعود همس تثق بمن حولها مثلما تثق بها. ,, بشقة سلسبيل. أغلقت سلسبيل الهاتف وتركته على الشاحن، بعد أن شعرت ببعض الخمول، أرادت أن تمدد جسدها، ذهبت الى غرفة النوم، الوقت لازال باكرا على عودة قماح للمنزل، إتكئت بأحد جانبيها على الفراش، وضعت يدها تمسد على بطنها لا تعرف بأى شعور تحس، لا فرحه ولا حزن، مسدت على بطنها قائله: كان نفسى أتجوز عن حب. ويوم ما ربنا يرزقني بأطفال يكونوا نتيجة علاقة حب، مش عنف وجواز غصب، من شخص عنده غرور وعنجهيه، عمر قلبه ما حس بغيره كل اللى يهمه ياخذ اللى هو عاوزه حتى لو على حساب معايرة غيره بنقط ضعفه، أثناء حديت سلسبيل مع جنينها عاودت التفكير بتلك الصور الخاصه بقماح التي رأتها على هاتف همس، لامت نفسها كيف شكت أن قماح هو من أخطأت معه همس، بالتأكيد ليس هو لو أرادها كان ببساطه تزوجها ولن يجد أحد يمانعه كما فعلوا معى، وما كان عايرها بخطية همس، لكن لما عنفه معى هل كان عنيف هكذا مع زوجتيه السابقتين، بالتأكيد كان كذالك هكذا جاوب عقلها وأكد ذالك بما رأته ذات مره حين صفع هند... هند التي تبدوا أنها مازالت تحبه رغم أنه صفعها وطلقها بعدها مباشرة، رأت بعين هند ذالك اليوم نظره لها لم تعرف تفسيرها، ماذا كانت تريد أن توصل لها يومها، رأت هند تترجى قماح وهو حين رأها أمامه، أغلق بوجهها باب شقته، لا تعرف ماذا فعل ب هند بعدها كل ما عرفته أنه طلقها بنفس اليوم، لما عادت تحوم حوله، بالتأكيد تحبه هذا هو التفسير الوحيد لكن كيف مازالت تحبه وهو بهذه القسوه، لا يبالى بمشاعر الآخرين هذا آخر إهتمامه، وإن كان لا يهتم أصلا، تذكرت منذ أن عاد قماح من اليونان كانت بعمر هي الثامنه تقريبا، كان دائما ما ينهرها حين يراها تلعب مع أحد الفتيان، أو حتى إن رأها تسير مع زملائها الفتيان وهم عائدين من المدرسه، حتى حين دخلت الى الجامعه كان أحيانا ينهرها حين تتحدث عن أحد زملائها الشباب، حين تتحدث عن شئ حدث أمامها قالها مره صريحه لا يعترف بوجود شئ إسمه صداقه أو أخوه بين شاب وفتاه بالجامعه أو العمل، كانت تكره تلك التحكمات التي تجعل والداتها تفرضها عليها ليس عليها فقط بل على أختيها أيضا التي تقيدهن، لا تعلم أن من تريد أن تخطئ لن يقيدها شئ، عدلت سلسبيل بعض الوسائد وإعتدلت على الفراش تضجع بظهرها على تلك الوسائد، لا تعرف كيف سحبتها الغفوه دون شعور منها. بعد المغرب بقليل دخل قماح الى المنزل، تقابل مع إحدى الخادمات سأل عن جدته، أخبرته الخادمه أنها خرجت من المنزل بعد العصر وأن سلسبيل بشقتهما. رد قماح عليها: تمام روحى شوفى شغلك... قال قماح هذا وتوجه صاعدا الى سلسبيل، دخل الشقه كانت ساكنه، وشبه مظلمه الأ من نور يأتى من غرفة النوم، ذهب مباشرة الى غرفة النوم، تفاجئ حين وجد سلسبيل تبدوا ناعسه تنام نصف جالسه، مضجعه بظهرها على تلك الوسائد، للحظات ظل يتأملها وهي نائمه مازال وجهها يبدوا عليه الإجهاد والضعف، إقترب من الفراش وجلس عليه مد يده على وجه سلسبيل يتلمس وجنتيها بظهر يده كذالك شفاها ملس عليها بإبهامه، في البدايه لم تشعر سلسبيل بذالك، لكن دون قصد منه ضغط إبهامه بقوه على شفتيها، جعلها تفتح عينيها، إنخضت، وأعتدلت جالسه. تهكم قماح: مالك شوفتى عفريت، بس غريبه بقالك فتره مش بتنامى عالسرير. ردت سلسبيل: أنا معرفش نمت إزاى إحنا إمتى. رد قماح: فاضل حوالى ساعه على آذان العشاء. تعجبت سلسبيل قائله: عجيبه إزاى النوم سحبنى بدون ما أحس بالوقت، هقوم أتوضى وأصلى وأنزل تحت علشان تجهيز العشا. بالفعل تركها قماح تنهض من على الفراش. بعد قليل عادت سلسبيل لغرفة النوم، كى تأخذ ثياب أخرى ملائمه أكثر، بالصدفه سمعت حديث قماح على الهاتف، والذي تحدث بإختصار أنهى المكالمه سريعا. تحدثت سلسبيل: السعر اللى قولت عليه ده غالى قوى، والناس غلابه. سخر قماح يقول: بتتصنتى على كلامى. ردت سلسبيل بدفاع: أظن إنك شايفنى وأنا داخله الاوضه وإنت بتتكلم مع اللى كان معاك عالموبايل، وليه هتنصت عليك، ولو عاوزه أتصنت كنت وقفت قدام باب الاوضه أسمع، ومكنتش قولتك إن السعر غالى، والناس غلابه. تهكم قماح قائلا: مش بيقولوا محدش بيموت من الجوع. نظرت له سلسبيل وقالت بشجاعه: مين اللى قالك كده، لو الجوع مش بيموت مكنتش دول أبادت دول تانيه بالجوع وإستعمرت أراضيها، ولا دول تانيه ساومت بالبترول مقابل الطعام. ضحك قماح بسخريه وتهكم قائلا من بين ضحكاته بإستهزاء: مكنتش أعرف إنك من بتوع حقوق الإنسان. نظرت له سلسبيل، وقبل أن تتحدث تحدث قماح: ولما إنت ليكى في حقوق الإنسان قوى كده، ليه مش بتأدى الحقوق اللى عليكى. ردت سلسبيل بإستفسار: حقوق، حقوق أيه اللى عليا ولازم أأديها؟ جذبها قماح من خصرها قويا لتلتحم بجسده، ونظر لعينيها المتفاجئه وقال: حقوقي الزوجيه، ولا هجرك للفراش، ده مش واجب عليكى وحق ليا. قبل أن ترد سلسبيل قبلها قماح بقوه رغم ممناعتها سحبها معه للفراش، مارس معها علاقه كالسابق عنيفه لحدا ما. قبلات ولمسات تترك آثر شبه دامى مكانها، كان لقاء عصف بكل شئ لدى سلسبيل، إتخذت القرار الآخير. لا تراجع الآن لابد إنهاء هذا الزواج، بأقرب وقت. بينما قماح بداخله ندم لا يعرف لما يمارس هذا العنف مع سلسبيل، هو كان يتشوق لها، لكن لما حين تذكر هجرها له الأيام السابقه، جعله هذا زاد من عنفه معها، لم يستطيع النظر لوجه سلسبيل، نهض من على الفراش وتوجه الى الحمام، وكأنه يتهرب منها، لكن قبل أن يصل الى بابه، سمع صوت سلسبيل تقول: أنا بكرهك... طلقنى يا قماح. ليست أول مره تطلب سلسبيل الطلاق، لكن هذه المره صحبت حديثها بإعلانها كرهها له، بداخله يعلم أنها محقه في طلبها. صمت قماح لثوانى يستوعب قولها، ثم تحدث وهو يعطى لها ظهره: قولتلك قبل كده مستحيل يحصل بينا طلاق، وبطلى النغمه دى اللى حصل بينا بيحصل بين كل الأزواج، وحتى غير الأزواج هم. قبل أن يكمل قماح حديثه قاطعته سلسبيل بقطع: سبق وقولتلك متجبش سيرة همس، وأيه اللى بيحصل بين الأزواج، لو الجواز بالشكل ده يبقى بلاه، اللى أعرفه الجواز موده ورحمه، ودول مش موجودين عندك، كل اللى عندك عنف وحجود وسيطره، بس أنا مش زى هند اللى راجعه تجرى وراك وعاوزه تستردك، أنا مستحيل أسمح إن إيدك تتمد عليا بضرب، أنا شوفتك لما ضربتها بالقلم والله اعلم حصل أيه تانى بعد ما قفلت في وشى الباب يومها وبعدها إنت طلقتها، والنهارده بقولك خلاص كده وصلنا للنهايه، طلقنى يا قماح أنا مع الوقت بكرهك أكتر. لم يرد قماح على حديث سلسبيل المتهجم، ودخل الى الحمام وصفع خلفه الباب بقوه، أنخضت سلسبيل منها، لكن هي حسمت أمرها يكفى، لكن في نفس الوقت شعرت بآلم يغزو قلبها يسحب منه النبض، ذالك الجنين الذي بداخلها ما ذنبه في الحياه، أتضحى به وتستمر بذالك الزواج المقيت، أم تنجو به وتبتعد عن ذالك القاسى وينتهى ذالك الزواج التي جبرت عليه من البدايه لابد من نهايه قبل أن يزداد عنفه ويتطاول عليها بالضرب، من أجل ذالك الجنين الذي ينبت برحمها لا يوجد إختيار ثالث. بينما بداخل الحمام فتح قماح صنبور المياه البارده، حديث سلسبيل زلزل وجدانه، يعلم أنه مخطئ فيما فعل قبل قليل، لا يعلم لما يمارس مع سلسبيل ذالك الأسلوب العنيف، هو لم يكن كذالك سابقا، حتى أنه كان يمقت علاقته معهن أوقات كثيره، كانت بالنسبه له إطفاء رغبات رجل، لا أكثر من ذالك، أيقول لها أنه كانت تسكن بخياله وهو معهن، كان عقله يتخيلها بدلا عنهن، وحين تنتهى تلك الرغبه كان ينفر من ذاته، أنهى زواجه الأول لمقته تلك العلاقه، كذالك تلكك ل هند وطلقها سلسبيل حكمت عليه خطأ، ولديها الحق بسبب معاملته معها. تذكر ذالك اليوم الذي طلق فيه هند فلاش، باك واجه قماح هند بتلك العلبه الدوائيه التي وقعت صدفه بين يديه حين كان يبحث عن أحد أغراضه، وجدها بين أغراض هند، واجهها بها، إرتبكت هند في البدايه وأنكرت معرفتها بدواعى إستعمال هذا الدواء، لكن قال لها قماح: طالما العلبه مش بتاعتك أيه جابها هنا وسط أغراضك. كذبت هند وقالت: معرفش يمكن واحده من الخدمات اللى بتدخل الشقه تنضفها. رد قماح: وماله أسأل الخدمات مش هخسر حاجه ويمكن كمان نرجع لها العلبه بتاعتها خساره وكمان في حل تانى. صمت قماح، ينظر لوجه هند الذي تغير بوضوح، وإرتبكت قائله: حل أيه التانى؟ رد قماح بثقه: نروح أنا وأنتى وتعملى تحليل بسيط نعرف سبب عدم حدوث حمل لغايه دلوقتي، يمكن يطلع فيا عيب. إرتجفت هند وقالت: قماح صدقنى العلبه دى مش بتاعتى، أنا ليه همنع إنى أخلف منك دى أمنية حياتي، غير إنى يمكن لما أخلف منك تنسى تفكر في سلسبيل اللى شاغله بالك وعقلك. مسك قماح يد هند بقوه قائلا: قولتلك قبل كده بطلى تجيبى سيرة سلسبيل، سلسبيل بالنسبه ليا بنت عمى وبس زيها زى همس وهدى. ردت هند بتفكير خاطئ أنها إذا ضغطت بسيرة سلسبيل ربما يتراجع قماح ويصدق تپريرها، لكن هي اشعلت بداخله ثوره حين قالت: نائل أخويا طلب منى أفاتح سلسبيل إنه عنده مشاعر لها ولو هي معندهاش مانع يتقدم لها رسمى. تلك الغبيه سكبت آخر قطرات البنزين، إشتعل عقل قماح وقال بغضب جم: نائل أخوكى بيدخل البيت بحجة أنه بيزورك وهو عينه على بنات العراب، وطبعا ده بمساعدتك، هند إنتى، طالق. إنصدمت هند وتصنمت بمكانها غير مستوعبه قول قماح لها، بينما أكمل قماح قوله: أرجع من بره ملقكيش في دار العراب وكل حقوقك هتوصلك لحد عندك. قال قماح هذا وغادر غرفة النوم، وكاد يغادر الشقه، لكن لهثت هند خلفه وأمسكت يده قبل أن يخرج من باب الشقه، في ذالك الوقت كان فتح باب الشقه، ولقرب وجه هند من يد قماح حين شد يده بقوه من يدها دون قصد منها صفع ظهر كفه وجه هند، ولسوء حظه في تلك اللحظه فتحت سلسبيل باب شقة والداها ورأت ذالك. حين رأى قماح وقوف سلسبيل مذهوله أغلق باب الشقه بوجهها، وعاد يتحدث لهند التي تضع يدها على وجهها مكان صفعة قماح الغير مقصوده، تبكى بتوسل له، لكن كانت كلمته واحده: أرجع من بره تكونى مشيتى من البيت وورقتك وكل مستحقاتك هتوصلك لحد عندك. قال قماح هذا وغادر المنزل وقتها. عاد قماح من تلك الذكرى، سلسبيل فسرت ما رأته سابقا أنه صفع هند قصدا منه وقتها، وبالتأكيد عنفه معها أكد لها ذالك، تعتقد أنه قد يتطاول عليها هي الأخرى بالضرب. اوصد قماح مياه الصنبور، ولف خصره بمنشفه وخرج من الغرفه، تنهد براحه حين لم يجد سلسبيل بالغرفه، بدأ في إرتداء ملابسه وهو يتوقع أن تعود بأى لحظه، لكن ربما لحسن حظه لم تعود سلسبيل، بعد أن إنتهى من إرتداء ثيابه، أخذ هاتفه وخرج من الغرفه، رأى إناره في غرفة المعيشه كاد أن يذهب الى هناك لكن بآخر خطوه قبل أن يدخل للغرفه تراجع وترك الشقه. بينما سلسبيل التي حسمت أمرها لن تتنازل عن الطلاق، لكن شعرت وقتها بغثيان، نهضت الى الحمام الآخر بالشقه، ودخلت اليه، وخرجت بعد وقت تشعر بوهن، ذهبت الى غرفة المعيشه حتى تستريح قليلا، قبل أن تحسم أمرها أمام العائله كلها هذا الزواج لابد أن ينتهى بأقرب وقت والليله أفضل من الغد، أثناء جلوسها، سمعت صوت هاتف همس يعطى إشارة إكتمال الشحن، نهضت من مكانها وأخذت الهاتف، وذالك الميموري الذي وضعته جواره، لا تعرف لما فتحت مكان الميموري بالهاتف وقامت بوضعه، من ثم قامت بتشغيله، لتنصدم مما بدأت تسمعه مسجل على ذالك الميموري، سالت دموعها وشعرت بآلم قوى بقلبها، لكن بنفس اللحظه تبسمت بدمعه تلك هي براءه همس من تلك الخطيه التي وصمت بها، وقتلت نفسها من أجلها، دون شعور منها نهضت سريعا، براءة همس لابد أن تظهر أمام الجميع. نزلت السلالم بسرعه، رأت إحدى الخادمات قالت لها بلهاث: بابا فين. ردت الخادمه: ناصر بيه وبقية العيله في اوضة السفره، هيتعشوا كنت لسه هطلعلك الشجه أجولك العشا چاهز. تركت سلسبيل الخادمه وتوجهت الى غرفة السفره كان الجميع جالسا، حتى كارم الذي قليلا ما يشاركهم الطعام في الفتره الاخيره، وهذا ليس صدفه، هو كان يريد معرفة نتيجة زيارة جدته ل همس اليوم هل أقنعت همس بالزواج منه، لكن لم تعطيه جدته الرد وقالت له بعد تناول العشا ستخبره بما قالته لها همس، إمتثل لقولها وجلس يشارك في العشاء. دخلت سلسبيل لغرفة السفره قائله بلهاث: بابا. نهض قماح واقفا يشعر برجفه في قلبه بسبب دخول سلسبيل بهذا الشكل، لديه شعور بحدوث شئ، سلسبيل ستطلب الطلاق الآن. كذالك وقف ناصر مخضوض وإقترب من سلسبيل، ووضع يده حول كتفها، شعر برعشة جسدها، إنخض أكثر وقال: مالك يا سلسبيل بترتعشى ليه، بردانه. إبتلعت سلسبيل حلقها ونظرت لوالدها قائله: لأ يا بابا أنا مش بردانه، أنا معايا براءة همس. ذهل الجميع من قول سلسبيل كذالك نهله التي لم تقدر على الوقوف كأن ساقيها شلت. نظرت سلسبيل لوجه ناصر المشدوه وقامت بفتح هاتف همس وقامت بتشغيل ذالك الميموري. صدم الجميع إنه صوت همس، تصرخ تستجدى، تتلقى صفعات واضح من الأصوات ذالك، كلمات بذيئه صفعات، ضحكات غليظه، صرخات همس، أصوات ذالك الوغدان الغير واضحه بسبب غلاظتها في الحديث، همس تعرضت لتعذيب وإغتصاب، مؤلم، مؤلم للغايه، همس سلبت روحها هذا اليوم. دموع هدايه ونهله وهدى كذالك سلسبيل، لكن تلك الجاحدتان زهرت وقدريه بداخلهن غضب من ظهور براءة همس بينما ناصر دموع عينيه خارت هي الأخرى، كذالك النبوى، بداخله شعور متضارب، بداخله سعيد جدا أنه أنقذ همس ذالك اليوم، وحزين بما سمعه بحقيقة ما حدث لها من إنتهاك لروحها، كم ود معرفة هؤلاء الاوغاد، وأقتص منهم بتمزيع أجسامهم وهم أحياء. رباح لا يبالى، وإن كان يود بقاء وصمة همس، بينما كارم. دموع الفرح همس بريئه أمام الجميع، لكن بداخله نار حارقه ود معرفة من هؤلاء الاوغاد وإحراق أجسادهم أمام همس علها تعود كالسابق، لم ينتظر، وخرج سريعا تاركا المنزل يعرف وجهته الآن. بينما نظرت سلسبيل ناحيه قماح وقالت: همس بريئه قدامكم كلكم، همس عمرها ما كانت خاطيه. ازاح قماح بصره عن سلسبيل، كذالك سلسبيل نظرت لوالداها وقالت: بابا أنا عايزه أطلق من قماح، كفاية إهانه ليا لحد كده يابابا. صدمه أخرى أقوى ألجمت الجميع، لكن هنالك الشامتاتان يريدان حدوث هذا الطلاق الذي سيهد عمدان دار العراب. نهض النبوى وقال: سلسبيل تعالى معايا، وإنت كمان يا ناصر، تعالى معانا يا نهله. جذب النبوى سلسبيل من يدها وخرج من الغرفه خلفه نهله وناصر المكدومان المصدومان. دخل النبوى بهم الى غرفة هدايه. إحتوى النبوى سلسبيل بين يديه قائلا: سلسبيل ربنا يعلم إنك في مقام بنتى مش مرات إبني وكمان همس وهدى في نفس معزة ولادى، وقد ما فرحت بظهور براءة همس، قد ما إنصدمت وزعلت من طلبك للطلاق من قماح قدامنا بالشكل ده، ليه يا بتى أيه اللى حصل لأكده المتجوزين ياما بيحصل بينهم، أنا عارف طباع قماح صعبه شويه، بس حفيدة الحچه هدايه مفيش حاجه تصعب عليها. ردت نهله: كنت هجول نفس اللى عمك قاله، عاوزه تطلجى ولسه مكملتيش تلات شهور على چوازك الناس تجول أيه؟ تعصبت سلسبيل من سلبية والداتها وقالت: تقول اللى تقوله مش الناس اللى عايشه في ذل من يوم ما أتجوزت ولا إتهانت وإتعايرت بذنب غيرها هي بريئه منه، شوفى قالت سلسبيل هذا وكشفت ملابسها عن ساقيها، كذالك يديها، علامات شبه داميه. دموع نزلت من عين سلسبيل وقالت من أول ليله من جوازى من قماح وأنا متحمله عنفه وأهانته ومعايرته ليا، غير شك وإتهام، بس خلاص فاض بيا لو عاوزانى أحصل همس وأعمل زيها وأقتل نفسى علشان أخلص من الجوازه دى معنديش مانع، وعارفه وقتها مش هفرق معاكى أنا مشوفتش دمعه نزلت من عينك في عزاها، صدقتى أنها خاطيه زى مرات عمى ماقالت عليها، نفسى مره واحده تحسسينا إننا بناتك وبتخافى علينا بصحيح ويهمك سعادتنا. إنصدمت نهله ليس من حديث سلسبيل فقط بل من حديث هدى التي دخلت الى الغرفه وساندت سلسبيل بنفس ما قالته سلسبيل وأكثر قائله: عاوزنا نكون نسخه منك مفيش على لسانا غير كلمة طيب وحاضر، كفايه سلبيه ياماما. قالت هدى هذا وتوجهت الى ناصر الذي أخذها أسفل كتفه كذالك فتح يده ل سلسبيل التي إرتمت بحضنه تبكى، ضمهن ناصر بين يديه ببكاء قائلا: أنا ميهمنيش غير راحتكم، ولو راحتكم إنى أسيب دار العراب مش هتردد لحظه واحده. بينما نهله بكت أكثر من مواجهة بنتيها لها بضعفها، إقتربت منهن ووضعت يديها على كتفهن قائله ببكاء: أنا مقدرش أعيش من غيركم كفايه عليا وجع قلبى على همس اللى دفنته جوايا عشان أقدر أتحمل فراقها. نظرن هدى وسلسبيل لها ببسمه طفيفه، بينما النبوى حائر أيقول لهم أن همس مازالت تحي، لكن تذكر وعيدها السابق أنها ستنتحر أذا علموا ببقائها حيه. وبين ما يراه أمامه العائله تتفرق، والسبب سوء معاملة قماح ل سلسبيل، كيف فعل قماح هذا، لديه يقين قماح يعشق سلسبيل، لكن لما فعل كل ما قالته سلسبيل وجعلها تهدم بلحظه كل شئ. بينما بغرفة السفره، قالت هدايه... كل اللى في الأوضه يطلعوا بره مش عاوزه غير قماح بس لكن قبل أن يخرجوا من الغرفه، رأوا إقتراب سلسبيل من دخول الغرفه فتوقفوا بينما نظرت هدايه ل قماح تقول بحسم وعيناه تتوعد بتنفيذ ما ستقوله: لو طلقت سلسبيل يبجى تنسى إنك حفيدى وتغادر الدار وهنسى إن كان عندى غالى إسمه قماح العراب و... قاطعت هدايه سلسبيل التي دخلت ومعها ناصر. تتحدث بثقه: بس أنا عاوزه أطلق، كفايه اللى إتحملته إتحملته بس علشان أظهر براءة أختى من وصمه، كلكم صدقتوها ودلوقتى أنا اللى هنهى الوصمه دى الطلاق لو متمش دلوقتي أنا هقتل نفسى قدامكم زى ما نهت همس حياتها قدامكم وأنتم بتتفرجوا على موتها، بس همس لما ماتت كانت روح واحده، أنا هبقى روحين. قالت سلسبيل هذا وأخرجت من جيب عبائتها سلاح وفتحت آمان السلاح ووجهته الى قلبها. إنصدم قماح، ما معنى قولها روحين، هل سلسبيل حامل! نظرت سلسبيل له تعطى الجواب: أيوا حامل، ولو سمعت كلمة چدتى ومطلقتنيش هموت أنا وهو دلوقتي قدام عيونكم. تحدثت هدايه برجفه: شوف بتك يا ناصر عقلها. رد ناصر: اللى بنتى عاوزاه هو اللى هيحصل يا أماى كفايه خسرت واحده من بناتى بكدبه صدقتها زيكم ودفنتها بعار هي بريئه منه. نظرت سلسبيل لوالدها تدمع عيناها الجميع مصدوم حقيقه قاسيه ظهرت... إستغل قماح نظر سلسبيل لوالدها وإقترب منها وبمفاجأه حاول أخذ السلاح من يدها، لكن كانت سلسبيل تمسك السلاح بقوه فى ذالك الوقت خرجت رصاصه تستقر بمكانها بقلب تائه كل الحقائق تذهل عقله جثى على ساقيه أمام سلسبيل سرعان ما تمدد جوار أقدامها يغمض عيناه و ذكرى واحده فقط تمر بخاطره. مين اللى على إيدك دى يا ماما. كان الجواب: دى سلسبيل بنت عمك ناصر. عاد للخلف يقول: بس أنا مش بحب البنات. كان الرد بس دى سلسبيل يا قماح. نبع الحياه اللى هتروى قلبك. إنتهت الذكرى وقد كان العقل يتمنى ان تكون رصاصة الرحمه والقلب وقع صريع هوى قاتله.
14=رواية عش العراب للكاتبة سعاد محمد سلامة الفصل الرابع عشر بمنزل ريفى متوسط مكون من دوران وضعت تلك الأم البسيطه صنيه صغيره، عليها كوبان من الشاى على منضده، وجلست على تلك الأريكه تبسمت على ذالك الذي يمدد جسده على الاريكه الغير منتبه لحديثها، لم ينتبه الإ حين وضعت يدها تمسد خصلات شعره الطويله قليلا. تبسم لها قائلا: فين الشاى ياماما. تبسمت له قائله: اللى واخد عقلك الشاى أهو قدامك على الطرابيزه، بس جولى شارد في إيه إكده يا نظيم. جلس نظيم مبتسما يقول: بفكر في الدنيا. تبسمت إم نظيم قائله: مالها الدنيا يا ولدي. تنهد نظيم وهو يمد يده يأخذ أحد كوبي الشاى ووجهه ناحية يد والدته. أخذت الكوب منه ببسمه، بينما مد نظيم يده وأخذ الكوب الآخر وإرتشف منه قائلا: لما كنت في فرنسا كان بيبقى نفسى في كوباية شاى زى دى من إيديكى يا ماما تعدل مزاجى وتدفينى في ليالى الشتا. تبسمت له قائله: ربنا يعلم يا ولدى التلات سنين الآخرنين مروا عليا إزاى وإنت غايب، بس ها أديك رچعت بشهاده الدكتوراه، وكمان قرشين سترونا وسط خلق الله، تعرف أنا نفسى بجى تتچوز وأشوف ولادك إكده يملوا عليا الدار. تبسم نظيم يقول: شكلك يا أم نظيم إكده عندك ليا عروسه. تبسمت له قائله: ألف ومين تتمناك ياولدى كفايه شهادتك العاليه، ومعاك قرشين مسنود عليهم مع تدريسك في الچامعه، مش هتعاود تدرس تانى في الچامعه من أول السنه چنب المركز التعليمى اللى بتدى في دروس. تبسم نظيم: فعلا هرجع تانى أدرس في الچامعه، البعثه اللى كنت واخدها عشان الدكتوراه خلصت، تعرفى ياماما وانا في فرنسا إتعرض عليا أشتغل هناك في بعض المعاهد التعليميه الخاصه ببعض الكورسات، بس طبعا الجامعه هنا رفضت آخد أجازه، وأفضل هناك، كنت هاخد آجر كبير هناك. تبسمت ام نظيم قائله: رزجك يا ولدى هيچى لحد رچليك في أى مكان، وأها إحنا الحمدلله مستورين بيت وعندينا ومرتبك صحيح من الچامعه مش كبير، بس إنت بتجول إن المركز التعليمى اللى بنشتغل زين وبتاخد مرتب كويس. تبسم نظيم يقول: المركز ده فرع من مركز كنت بشتغل فيه في فرنسا وله فروع كتير في مصر، ولما عرفوا إنى من الصعيد أدونى إدارته غير التدريس فيه، يعنى المرتب مضاعف. تبسمت والداته قائله: أها زى ما جولت لك يا ولدي رزجك هايچى لحد رچليك. تبسم نظيم يقول بتصديق: فعلا كلامك صح يا ماما مين يصدق إن الولد اللى كانت أمه بتسترزق من بيع الدقيق والرز للناس، بقى دلوقتى دكتور في الجامعه. تنهدت أم نظيم براحه كانها تنفض تعب السنين عن جسدها قائله: وإنت يا ولدى ساعدتنى كتير بتشتغل في الصيف وفي الأچازات ووجت فراغك، كنت بتروح الشونه تشتغل باليوميه تشيل على كتافك أشولة الدقيق والقمح والرز. تبسم نظيم يقول: أنتى عارفه ياماما إنهم كانوا في الأول لما كنت بروح الشونه عشان أشتغل مع الشيالين كانوا بيستضعفونى وبيشلونى الأشوله التقيله، لحد ما واحد من صحاب الشونه نفسها شافهم، ووقتها نده عليا، وسألنى ليه بشتغل شيال مع إن شكلى لسه صغير وسألنى على والدى. قولت له إنى إبن محمود بهنسى اللى كان رئيس عمال عنده قبل ما يتوفى، بشتغل علشان أصرف على نفسى وأنا بتعلم وقتها شكر في سيرة بابا وعرض عليا إنه يتكفل بتعليمى كرامه لذكرى بابا، بس أنا رفضت بس هو وقتها قالى بتعرف في الحسابات، قولت له أيوه انا شاطر في المدرسه وبعرف أحسب كويس قالى يبقى بلاش تشتغل شيال وتهد صحتك وإنت لسه صغير، هتشتغل تحت إيد واحد من المحاسبين، تحسب له الاوزنه الموجوده عالشكاير والأشوله، وكمان هيبقى بمرتب ثابت كل شهر، والأيام اللى هتغيبها بسبب الدراسه والامتحانات مش هتتخصم من المرتب ده وفضلت أشتغل عنده لحد ما خلصت جامعه، بس بعدها لما إتعينت معيد سيبت الشغل في الشونه دى، وبعدها إنقطعت صلتى باللى كانوا فيها، بعدها بكذا سنه سافرت فرنسا بعثه من الجامعه آخد الدكتوراه. تدمعت عين والداته قائله: عارفه الحكايه دى يا ولدى، بس أيه فكرك بيها دلوق؟ تبسم نظيم يقول: أنا عمرى ما نسيت فضل الراجل ده عليا، يمكن لو كنت فضلت في وسط الشيالين كان مستقبلي إتغير لشكل تانى كان سماحه ليا بالغياب وعدم خصمه من أجرى فرصه إن أتفوق في الدراسه، تعرفى لما مره سألته ليه بتعمل معايا كده، قالى والداك كان آمين وعمر ما عهدته نقصت بالعكس كان بيخاف على المال وبيراعى ربنا فيه، وحكى ليا على موقف بابا عمله، كان الدنيا مطرت وشكاير القمح كانت بره المخزن أمر العمال وساعدهم في تدخيل شكاير القمح جوه المخزن، وكانت الكميه كبيره وقتها، واحد غير بابا كان ممكن ميعبرش ويرميها على العمال. تنهدت والداته بدمعه قائله: ده كله عارفاه يا نظيم، ربنا شايف ومطلع يا ولدى، على اللى عمل الطيب واللى عمل السوء، وبيرد الطيب والسوء، بس مجولتليش أيه اللى فكرك بالراچل ده دلوق. تبسم نظيم يقول: أنا عمرى ما نسيته ولسه فاكر إسمه لغاية دلوقتي، ناصر العراب. بأحد المخازن التابعه ل العراب. كان حماد يجلس يتابع دخول تلك التوريدات الآتيه للمخزن، ويدونها، نهض واقفا يمد يده لمصافحة ذالك الذي دخل مع تلك البضاعه مبتسما يقول بنبرة تسليه: أهلا نائل السنهورى، من زمان متقبلناش، من سنه تقريبا، من بعد طلاق هند وقماح. رد نائل وهو يمد يده يصافحه: فعلا من بعد طلاق قماح وهند متقبلناش. رد حماد: مش عارف ليه الود يمكن يرجع تانى ويمكن نرجع نتقابل تانى كتير في دار العراب، ولا مستحيل خلاص اللى كنت بتروح علشانها دار العراب راحت بعيد عن إيدك. رغم أن نائل يفهم فحوى حديث حماد عن زواج سلسبيل التي إختطفها قماح من أمامه، لكن إدعى عدم الفهم قائلا: مين اللى كنت بروح عشانها دار العراب وراحت بعيد عن إيدى. رد حماد بتوريه: قصدى هند طبعا، مش هي أختك وكنت بتروح دار العراب تزورها وتطمن عليها، خلينا في شغلنا عندى خبر من رباح إنى أستلم منك الرز وأدخله للشونه، أكيد عارف الكميه اللى جاى بها، خلينا أثبتها في الدفاتر... فى تلك الأثناء رن هاتف حماد، أخرجه من جيبه ونظر للشاشه ثم ل نائل وقام بالرد في البدايه مبتسما بمزح ثم تحدث متعجبا: بتقولى أيه يا زهرت قماح إنضرب بالرصاص ومين اللى ض بته سلسبيل، ليه أيه اللى حصل بقولك إقفلى الموبايل وأنا هتصل على رباح أعرف منه خدوا قماح ل مستشفى ايه، قماح إبن خالى وغالى ولازم أطمن عليه. أغلق حماد الهاتف ونظر الى وجه نائل المشدوه، تبسم في داخله ولكن رسم أمامه التآثر. تحدث نائل: سمعتك بتقول قماح إنضرب بالرصاص، و قاطعه حماد ينظر له بتسليه: يظهر عملت حسنه في حياتك وربنا نجاك من من نبع المايه سلسبيل، زهرت بتقولى إنها ضربت قماح بالرصاص، يلا خلينا نخلص تسليم البضاعه وأنهض أروح المستشفى أشوف حالة قماح أيه. بينما نائل المذهول قال: طب وسلسبيل ليه هتضرب قماح بالرصاص؟ ردت حماد: معرفش زعلانه زهرت قالتلى المختصر وبس، خلينا نخلص توريد البضاعه بسرعه. كان نائل يود معرفة القصه كامله لكن حماد نفسه لا يعرف الحقيقه، وإن كان لدى نائل شك يكاد يكون يقين أن سلسبيل غير قادره على إيذاء أحد، وبالأخص إن كان قماح، هنالك خطأ بالتأكيد. بالعوده لدار العراب. وقفت سلسبيل مذهوله وهي ترى قماح يسقط أمام ساقيها مدرج في دماؤه، دماؤه التي على يديها جزء منها، ومازال بيدها ذالك السلاح، إذن هي من أطلقت عليه تلك الرصاصه التي جعلته يجثوا ممدا أمام ساقيها، نظرت ليدها التي ترتعش، ولم تقدر في التحكم بيديها وقع السلاح منها أرضا، عقلها مذهول هي أصبحت قاتله وقتلت من؟ قماح إبن عمها، لا ليس هذه صفته الوحيده لديها قماح زوجها أيضا، والد ذالك الجنين الذي ينبت بأحشائها هنا فقدت عقلها ولم تستطع السيطره على جسدها، إستسلمت لتلك الإغماءه تسحبها للهاويه، لولا إسناد ناصر لها لإرتمى جسدها أرضا جوار قماح. قماح الذي ينزف يشعر بآلم يفتك بصدره لكن ليس فقط من تلك الرصاصه بل أيضا من حديث سلسبيل الجاف، من أخفى عشقها بقلبه، ها هي تجهر بكرهه، أغمض قماح عينيه وإستسلم لتلك الدوامه تسحبه نحو الغياهب ولم يشعر بإغماء سلسبيل. فزع النبوى وهرع الى جوار قماح كذالك هدايه، التي سحبت طرحه من على رأسها ووضعتها على صدر قماح تكتم إندفاع دماؤه كذالك محمد أخيه الأصغر، بينما تحجر قلب قدريه تتمنى الأسوء كذالك زهرت، بينما رباح هنالك شعور بآلم في رأسه جعله ربما لا يشعر ب قماح مثلما يشعر بآلم رأسه، وضع رأسه بين يديه يفركها بقوه حتى أنه شعر أن عينيه عليها غشاوه... إنشغل ناصر في حمل سلسبيل بين يديه، وإنخلع قلب نهله عليها، وعلى ذالك الممدد أيضا، كذالك هدى الباكيه، أعطى الحل النبوى حين حاول حمل جسد قماح قائلا: ساعدنى بسرعه يا محمد خلينا ناخد أخوك للمستشفى، بالفعل ساعده محمد وحمل معه جسد قماح وخرج الأثنين من الغرفه بخطوات سريعه، وأعقبتهم هدايه حسب مقدرة سيرها، كذالك نهله وهدى خرجن خلف ناصر الذي يحمل سلسبيل الغائبه عن الوعى... بقيت تلك الحقودتان وبقلبيهما يتمنيان سماع الأسوء. بالشقه التي تقطن بها همس خرجت من غرفتها تضع الطرحه على رأسها، بعد ان سمعت دقات جرس الباب المتلاحقه، شعرت بريبه للحظات حين رأت كارم لكن كارم لم ينتظر وأقترب منها ومسك يديها يقول بفرحه عارمه: برائتك ظهرت يا همس، العيله كلها عرفت حقيقة اللى حصلك. إرتعشت يدي همس بين يدى كارم وشعرت برهاب من مسكه ليديها، سحبتهما سريعا، تبتلع حلقها وقالت بخفوف: بتقول أيه! برائتى ظهرت، طب إزاى!؟ شعر كارم بنغزه في قلبه حين سحبت همس يديها من بين يديه، لكن تبسم يقول: سلسبيل هي اللى ظهرت برائتك، من الموبايل والميموري اللى كانت عليه. تعجبت همس قائله: موبايل مين وميموري أيه؟ سرد كارم لها عن تشغيل سلسبيل لهاتفها وذالك الميموري الذي سجل كل ما حدث لها ذالك اليوم التي إنتهكت فيه، رغم انه يشعر بنار بقلبه حين يتذكر صوت همس في ذالك التسجيل. تعجبت همس، وتذكرت ذالك اليوم، هي كانت وضعت ذالك الميمورى بالهاتف كى يقوم بتسجيل المحاضره الثانيه لها والتي ألغيت على آخر وقت، ونسيت أن تخرج الميموري او حتى توقف التسجيل عليه، أجرجته بعد عدة أيام وتركته بأحد أدراج غرفتها، وبعد ما حدث لها ذالك اليوم كانت تذهب للجامعه فقط كى تبتعد عن من بالمنزل وعن الحديث مع أختيها، كانت تائهه تشعر بنهايتها تقترب مع الوقت سيكشف أمرها، حتى أنها لم تكن تتوقع ان تكون حامل لكن شكت بعد أن تغيرت طبيعة جسدها، آتت بذالك الاختبار الذي رسم آخر طريقها. أغمضت همس عينيها ودموعها تسيل، تشعر كآن كل الأسى التي عاشته ذالك اليوم يعاد أمام نظرها مره أخرى، ضمت يديها على جسدها تشعر بخوف، لم تستطيع الوقوف على ساقيها، وهي تخشى أن تنهار أرضا، بالفعل إنهارت ساقيها ووقعت جاثيه. إنخض كارم وجثى لجوارها ومد يده الذي تردد كثيرا أن يضعها على كتف همس، لكن حسم أمره ولف إحدى يديه على كتف همس التي إرتعشت وشعرت برهاب، حاولت الابتعاد عن يد كارم، لكن كارم تمسك بها قائلا: همس أنا عمرى ما أقدر أئذيكى بخدش وكنت واثق من برائتك، آن الآوان إنك تتغلبى عالخوف اللى بقى ملازم ليكى، والمفروض ترجعى من تانى للعيله وزى ما عرفوا برائتك، يعرفوا إنك لسه عايشه. نظرت همس ل كارم وقالت بنهى: لأ مش لازم حد من العيله يعرف إنى لسه عايشه مش هقدر أواجهم، ومش هتحمل نظرات الشفقه ولا الشمت من حد، أنا مرتاحه كده. قالت همس هذا وتحاملت على نفسها ووقفت على ساقها، وتوجهت تجلس على أحد المقاعد الموجوده بالمكان. نهض كارم واقفا ينظر ل همس قائلا: مين اللى هيشمت فيكى يا همس، ومين قالك إنك هتلاقى شفقه، هتلاقى دعم من أخواتك، إنتى مشوفتيش شكل سلسبيل وهي داخله تقول إنها لقت برأئتك، كأنها لقت كنز، و... قاطعته همس قائله بحسم: أنا قولت مش هرجع يبقى خلاص، وكويس إنى برائتى ظهرت قبل ما أسافر. تفاجئ كارم يقول: هتسافرى! هتسافرى فين ومين اللى هيسمحلك تسافرى أصلا. تحدثت همس بيأس: أنا خلاص إتفقت مع جدتي إنى هسافر وكمان كلمت عمى النبوى يجهزلى أوراق السفر وهسافر في أقرب وقت. تعجب كارم يقول بذهول وهو يشعر بحريق في قلبه: يعنى هتسافرى بعد خلاص ما ظهرت برائتك قدام العيله. ردت همس: حتى ظهور برائتى مش هيمنعنى من السفر قرار سفرى أنا وخداه من قبل برائتى ما تظهر. تحسر كارم يقول: ليه يا همس عاوزه تهربى، ليه مش عاوزه ترجعى تانى، همس القديمه كان نفسى إنتى اللى تحاربى وتظهرى برائتك بس إنت من البدايه إستسلمتى وحاولتى تنتحري كان الإنتحار عندك أسهل من تبرئة نفسك، زى دلوقتي كده الهروب والسفر عندك أسهل من أنك تواجهى الجميع وتقولى لهم أنا لسه عايشه. ردت همس بحده: كفايه يا كارم، أنا من البدايه محاولتش الإنتحار. تعجب كارم يقول: قصدك أيه إنك محاولتيش الأنتحار! ردت همس: أنا مكنتش أعرف إن السلاح فيه رصاص، لآن بابا دايما بياخده معاه بس لما يكون مسافر بالليل، وبيقول إنه بياخده بس للتهويش وحمايه مش أكتر بس عمره ما أستعمله، والمسدس بيبقى فاضى وبياخد خزنة الرصاص معاه بس بتبقى منفصله عن المسدس، أنا كنت واخده السلاح أديه لبابا هو اللى يموتنى بيه ويخلصنى من الوجع اللى عايشه فيه، زمان كلمه سمعتها من جدى رباح بيقول لجدتى هدايه، الموت عند التعب راحه، وأنا كانت راحتى الموت، بس مكنتش قارده أخد الخطوه دى من الأول، كنت ضعيفه لو كنت قدها كنت قتلت نفسى يوم ما إغتصبونى ومكنتش رجعت لدار العراب غير جثه، او حتى بعدها كنت روحت مكان مقطوع وموتت نفسى وكالتنى الكلاب والديابه، ختمت همس حديثها ببكاء، أنا جبانه يا كارم. جثى كارم على ساقيه أمام همس وقال: فعلا إنتى جبانه يا همس، بس أنا مش هسيبك يا همس مش عاوزه تسافرى وتبعدى عن هنا، ومش عاوزه حد من العيله يعرف إنك لسه عايشه، أنا معنديش مانع بس معندكيش غير حل واحد مفيش غيره. ببكاء قالت همس: وأيه هو الحل ده؟ نتجوز. نظرت همس له بذهول، وقبل أن تتحدث تحدث كارم: مش عاوزه تسافرى، هنسافر سوا بس وإحنا متجوزين، ولو رفضتى، أنا بنفسى هقول للعيله إنك لسه عايشه، وقبل ما تهددينى إنى لو قولت لهم هتنتحرى، هقولك قبل ما تنتحرى هنتحر أنا كمان قبلك وهيبقى ذنبى في رقابتك وخلينا بقى نتقابل في جهنم سوا. ذهلت همس، بينما تبسم كارم وقال: أنا فعلا حاولت الإنتحار بعد موتك يا همس، واللى منعنى وقتها قماح. نظرت له همس بذهول وقالت: قماح! تبسم كارم يقول: قماح، إبن الإغريقيه اللى ماما طول عمرها كانت بتكرهنا فيه اللى لما كنت بشوف نظرة عينك له كنت بكرهه، بس كنت غلطان قماح عمره ما نظر ليكى، كنت بشوف نظراته ل سلسبيل دايما كان نفسى أقولك إنتى عايشه في وهم، وكنت بسكت خايف تقوليلى أنا حره كنت منتظر تخلصى دراستك وكنت هفاتح جدتى إنى أتجوزك ووقتها كنت هاخد دعمها، بس النهارده مش هسكت يا همس ولا هستنى دعم من حد قدامك إختيار واحد، من الإتنين، يا نسافر مع بعض متجوزين ونبدأ حياتنا بعيد عن هنا، يا هفتش سر إنك لسه عايشه ونتحمل سوا النتيجه بعدها. بمشفى خاص أمام غرفة العمليات. جلست هدايه التي مازالت متامسكه، رغم تشتت عقلها وقلبها بين قماح الذي يصارع الموت، وبين سلسبيل التي إنهارت فجأه، كانت تخشى تلك اللحظه، سلسبيل كانت تتحمل فوق طاقتها من معاملة قماح القاسيه لها، كانت تشعر بذالك رغم أن سلسبيل لم تبوح بذالك لأحد قبل الليله، رأت تلك العلامات الداميه بعنق سلسبيل يوم مرض قماح غصت وقتها، ودعت ل قماح أن تزول عنه تلك القسوه، كذالك رفض قماح لها أن تعمل بتلك اللهجه الحاسمه، قماح بدل أن يظهر حبه ل سلسبيل دفنه خلف قسوته معها ولكل إنسان طاقة تحمل وبلحظه قد يضرب بكل شى عرض الحائط، وقد كان براءه همس بدل من أن تفرح العائله، قسمتها حين طلبت سلسبيل الطلاق من قماح على مرئ الجميع. كذالك كان النبوى يشعر بخوف أن يفقد قماح مره أخرى، لكن هذه المره مختلفه، المره السابقه كان بسبب جدته اليونانيه التي أخذته غصبا بعد وفاة كارولين، كان لديه إحساس أن قماح سيعود بإرادته وقد كان، لكن هذه المره قماح يصارع الموت، تذكر سلسبيل التي لم تتحمل رؤية قماح ينزف وفصل عقلها أيضا، والتي كانت قبلها بلحظات تتمنى الطلاق منه، يبدوا أن للقدر أمر غريب. بينما نهله التي كانت جالسه تنظر ل هدى التي تجلس جوار ناصر تضع راسها على صدره تبكى، لامت نفسها على ضعفها بلحظه كانت ستفقد إبنه أخرى لو لم تصيب الرصاصه قماح وأصابت سلسبيل، كانت ستفقد عقلها بالتأكيد غير قادره على تحمل ذالك الآلم مره أخرى، رغم أنها حقا حزينه على إصابة قماح، لكن تذكرت سلسبيل حين سقط قماح أمامها، سلسبيل لديها مشاعر ل قماح لكن قسوته معها جعلتها تكبت تلك المشاعر لكن حين رأته بذالك المنظر لم تتحمل وغابت عن الوعى. ناصر الذي يضم هدى، يشعر بالتوهه والوجع، التوهه من الحقائق التي ظهرت اليوم، براءة همس، وفشل زواج سلسبيل إعتقد أن قماح لن يقدر على إيذائها لكن كان مخطئ في ظنه قماح بدل أن يحتوى سلسبيل جعلها تشعر بالدونيه، لكن تأكد سلسبيل لديها مشاعر ناحية قماح ومعاملته الدونيه لها جعلها تخشى من إظهار تلك المشاعر وفضلت إنهاء ذالك الزواج الذي لم تكتسب منه سوا ذالك الجنين الذي ينمو بأحشائها. نهض الثلاث واقفين حين خرجت إحدى الطبيبات قائله: الحمد لله المدام كويسه وكمان البيبى بخير، بس واضح إنها تعرضت لضغط قوى وده السبب في الإغماءه اللى كانت عندها، وكمان حالة ضعف واضح إنها كانت بطاوع نفسها ومش بتتغذى كويس في الفتره الاخيره وبسبب الحمل آثر عليها، إحنا عطاناها مهدئ وده مالوش تأثير عالحمل، وكمان ركبنا لها تركيبة محاليل تعويضيه بال يتامينات وبعض الأدويه التانيه، وهي نايمه دلوقتي وهتفضل نايمه لحد الصبح، وإن شاء الله تصحى كويسه. تبسمت هدى كذالك نهله وناصر الذى تحدث بعد ذهاب الطبيبه، خلوكم أنتم هنا جنب سلسبيل وأنا هروح أطمن على قماح. ردت نهله: ربنا يطمنا عليه هو كمان. نظرت هدى ل نهله قائله: بعد اللى سلسبيل حكته لينا عن معاملته القاسيه لها، لسه بتتمنوا له الخير، أنا... قاطع ناصر هدى قائلا: قماح قبل ما يبقى جوز سلسبيل هو إبن أخويا، ومهما كان اللى حصل بينه وبين أختك هو في النهايه جوزها والازواج ياما بيحصل بينهم، واهو أنتى شوفتى بنفسك مقدرتش تشوفه مصاب، وكمان قماح إبن عمك ومش لازم تتمنى له الشر. شعرت هدى بخزو وصمتت. أمام غرفة العمليات آتى محمد بزجاجة مياه وكوب، وسكب من الزجاجه في الكوب وناولها لجدته... أخذتها منه هدايه إرتشفت بعض القطرات وأعطتها له مره أخرى، مازالت متامسكه، مر عليها الكثير من الازمات واجهتها بصدر رحب وتغلبت عليها لم تتمكن منها الأيام، لكن الآن أمام عاصفه قد تعصف بما ظلت تقوم بتدشينه وحمايته هو قوة وتماسك إبنيها الآن هنالك عاصفه قويه قماح هو الوحيد القادر على التصدى، لها، ولكن كيف وهو بداخل تلك الغرفه يتصدى للموت. بالفعل بداخل غرفة العمليات، كان الأطباء يقومون بإنتزاع تلك الرصاصه، بعد وقت وقف النبوى بلهفه حين رأى باب غرفة العمليات يفتح لكن هدايه لم تقدر على النهوض، تحدث الطبيب: بصراحه بنية المريض القويه ساعدتنا كتير، لأنه نزف دم كتير على ما وصل لهنا في المستشفى، وكمان الرصاصه إستقرت في مكان قريب من الرئه وده أكيد كان بسبب السلسه دى لأن هي اللى عملت كمانع في توغل الرصاصه في الرئه. نظر النبوى لذالك السلسال، هذا السلسال كان ل كارولين هو أعطاها إياه وكان قلب مقسوم مكتوب عليه الشهادتين من ناحيه، ومن الناحيه الاخرى كان مكتوب عليه إسم كارولين بالهيروغليفى وإسم النبوى باليونانيه، تيقن أن قماح كان يحتفظ به ذكرى من والداته مد النبوى يده وأخذ السلسال، بينما قال محمد: طب حالته عامله أيه دلوقتي؟ رد الطبيب: الحاله مش خطيره قوى بس طبعا لازم الإحتياط هيفضل الليله في العنايه المركزه وبكره إن محصلش إنتكاسه هيخرج لاوضه عاديه، ودلوقتي عن إذنكم لازم أبلغ الشؤن القانونيه في المستشفى دى إصابة رصاصه تحدث النبوى: طب ممكن تنتظر بس لحد المريض ما يفوق وأكيد... قاطع الطبيب النبوى قائلا: متأسف دى إصابة رصاصه وفي مكان خطير وواضح انها كانت عن قرب يعنى ممكن تكون محاولة قتل، عن إذنكم. غادر الطبيب، بينما شعر رباح الذي خف آلم رأسه بعد ان أخذ تلك الكبسوله التي أعطته إياها زهرت قبل أن يلحق بهم الى المشفى، شعر ببعض التشفى من إصرار الطبيب، فلو علم أن من أطلقت الرصاصه هي سلسبيل، سيتشفى ب قماح زوجته تكرهه وأقدمت على قتله، يكفى عليه أن يعلم أن زوجته تكرهه. مرت تلك الليله وبزغ شروق يوم خريفى جديد بدار العراب قدريه. حين علمت أن قماح قد نجى شعرت بالقهر كم تمنت أن يرحل هي تكره رؤيته، يذكرها دائما بغريمتها التي سرقت قلب زوجها، لكن مازال هنالك جانب جيد بما حدث بليلة أمس، لو وقع الطلاق بين قماح وسلسبيل، إنهارت أعمدة دار العراب والسبب هو إبن الإغريقيه، بداخلها تمنت أن تصر تلك الحمقاء سلسبيل على الطلاق والأ تسمع لحديث هدايه. وهنالك من تشعر بنشوه وهي تسرد ل والداتها ما حدث بليلة أمس، لتقول عطيات: يعنى سلسبيل مكنتش تقصد تضرب قماح بالرصاصه هو اللى إتهجم عليها، بس سلسبيل طلعت كارهه قماح بالجوى، لما تطلب الطلاق جدام العيله إكده بس الخوف هدايه تأثر عليها وتخليها تشيل الطلاق من دماغها زى ما سبق وخلتها وافجت عالچواز. ردت زهرت: معتقدش هدايه هتعرف تأثر على سلسبيل المره دى، شكل سلسبيل مليانه من معاملة قماح الوحشه لها، دى هددته يا يطلقها ياتموت نفسها، بس الغريب إن قماح شكله إتصدم لما سلسبيل قالت إنها لو موتت نفسها هتبقي بروحين. إنزعجت عطيات قائله: جصدك أيه من روحين، يعنى سلسبيل حبله، دى تبجى مصيبه، دى ممكن تبجى النقطه اللى تخلى قماح يتمسك بسلسبيل وميرضاش يطلجها. تهكمت زهرت قائله: هيتمسك بواحده مش عاوزاه عشان حتة جنين في بطنها الله أعلم الحمل ده هيكمل ولا لأ، ماهى كمان أهى إترمت بعده وفي المستشفى، لما سألت رباح في الموبايل قالى مرحش لعندها ولا يعرف عنها حاجه، كله اللى شافه ناصر راح لهم أطمن على قماح ورجع لعند مراته وبناته تانى ولسه قماح مرمى في العنايه. ردت عطيات: ياريت ما يطلع منها، وكمان سلسبيل تسجط، غلبت أجولك بطلى مانع الحمل اللى بتاخديه وهاتى حفيد قبل سلسبيل، دلوق هي اللى هتتربع عالحجر، هدايه هتكبرها عالكل في الدار إهنه، ويمكن على قماح نفسه. ردت زهرت بلامبالاه: ميهمنيش حمل سلسبيل لأنها مش هتسمع ل هدايه وهتطلق من قماح، بقولك حطت السلاح على صدرها. ردت عطيات: ياريت كانت الطلجه صابت قلبها هي يمكن أقل ما فيها كانت خسرت الحمل، ناصر أخوى مش سهل يبان طيب وحنون بس جواها بركان وعشان بته ممكن يعمل أى شئ بالذات بعد ما ظهرت براءة المخفيه همس اللى غارت ياريت سلسبيل والمخفيه التالته يحصلوها عالقبر، ناصر لو سمع لطلب سلسبيل وجتها ممكن ياخد كل أملاكه ويكتبها بأسم بناته الأتنين ووجتها سلسبيل بدل ما تبجى مرت قماح، تبجى شريكه له وميجدرش يسيطر عليها. تنبهت زهرت لذالك كيف عماها الحقد من سلسبيل وإعتقدت أنها تشفت فيها، لو حدث ما قالته والداتها ربما تتطلق سلسبيل من قماح ووقتها يعود الامل ل والد نائل ذالك الطامع بها منذ البدايه. بالمشفى بغرفة سلسبيل، بدات تصحو بعد زوال مفعول تلك الأدوية كانت تهزى بإسم قماح، الى أن فاقت وفتحت عينيها نظرت لجوارها كان يقف ناصر الذي تبسم لها بحب. تحدثت سلسبيل: قماح. تبسم ناصر: قماح بخير يا سلسبيل لسه النبوى قافل معايا الخط من شويه وجالى إنهم نقلوه لاوضه عاديه وهيفوق بعد شويه. أغمضت سلسبيل عينيها براحه هامسه: الحمد لله. تبسم ناصر وتذكر إصرار سلسبيل على طلب الطلاق بالأمس والآن أول ما فتحت عينيها سألت عن حال قماح، غريب هو الحب، لكن الكبرياء حين يتدخل قادر على قتل هذا الحب، وسلسبيل قماح جرح كبريائها رغم ما عرفه وسمعه من سلسبيل عن معاملة قماح السيئه لها لكن مازال بداخله يتمنى الأ يهدم هذا الزواج، لكن القرار الأخير ل سلسبيل وسيساندها فيه مهما كان. بخارج غرفة سلسبيل كانتا هدى ونهله آتيان معا تقابلا مع حماد الذي قال بلهفه: سلسبيل إزيها يا مرات خالى، والله أنا أول ما عرفت اللى حصل جيت على هنا علطول، سلامتها. نظرت له هدى بنفور بداخلها تعلم انه كاذب ومرائى يسير خلف هدف برأسه سابقا كان يتودد ل همس والآن يريد لفت نظرها، لكن هن كانتا يفهمانه، هو يسعى خلف ثروة والداهن، لكن كانت هدى تشفق عليه سابقا لكن الآن تمقته بسبب طمعه، لكن هي ليست ساذجه. ردت نهله على حماد: سلسبيل الحمد لله كويسه كانوا شوية ضعف بسبب الحمل ومكنتش مهتمه بتغذية نفسها، بس الحمد لله كتر خيرك. رد حماد وعينيه على هدى: كتر خيرى ايه يا مرات خالى إنت عارفه غلاوة بنات خالى ناصر، سلسبيل زى زهرت أختى بالظبط. تحدثت هدى: أيوا بنات خالك ناصر زى أختك زهرت بالظبط، ودلوقتي عن إذنك لازم نروح ل سلسبيل مفيش معاها غير بابا وزمانها فاقت، والدكتوره قالت بلاش تزحموا الاوضه، روح إطمن على قماح، أنا وماما لسه جاين من عنده، الدكتور نقله لاوضه عاديه، وفي اى لحظه هيفوق. شعر حماد بالغبطه من حديث هدى الجاف، لكن إبتلعه قائلا: ربنا يقومها بالسلامه، هروح أطمن على قماح وأرجع تانى الشونه أنتم عارفين إننا في موسم جني الرز، ورباح مش هيقدر يتابع التوريدات لوحده، ومحمد لسه مش فاهم في الشغل قوى، مره تانيه حمدلله على سلامة سلسبيل يا مرات خالى. أمائت له نهله رأسها، بينما قالت ل هدى بعد أن غادر: ليه بتكلميه بخشونه كده، مش كتر خيره جاى يسأل على أختك. ردت هدى: ياريته ما جه ياريته يبعد عننا أنا بقيت بكره كل عيلة العراب واللى يقربوا لها، زى ما يكون بنات عيلة العراب ملعونين بالاغبياء. تبسمت نهله رغم عنها، من تلك الصغيره سليطة اللسان. بعد وقت في نفس اليوم جلس النبوى جوار هدايه منهكا يقول: الحمد لله الدكتور جال إن الخطر زال عن قماح وحالته إتحسنت، وكمان إتصلت على ناصر جالى إن سلسبيل كمان الدكتور كتب لها على خروج من المستشفى. تنهدت هدايه قائله: الحمد لله قدر ولطف. تنهد النبوى يقول: الحمد لله ربنا خفف القدر، بس اللى حصل ناسانى إزاى يا حچه توافقجى على طلب همس إنها تسافر بره مصر إزاى تأمنى عليها في الغربه لوحدها. ردت هدايه: ومنين جالك أنى وافجت إنها تسافر بره مصر. همس في الأول والآخر بنيه، حتى لو بحالتها الجديمه مستحيل أوافج تسافر وحديها، همس بحالتها دى ضعيفه أنا بس هاودتها، بس هنا هيبان حجيجة كارم جدامها، ومتوكده إنه مش هيوافج تسافر وحديها. تبسم النبوى بتفهم، كيف غفل عن عقل الحجه هدايه. بينما بغرفة قماح بعد وقت في نفس اليوم، خرج الطبيب مبتسما يقول: المريض الحمد لله فاق، وتقدروا تشفوه بس بلاش زحام، ولا تتعبوه بالأسئله، هروح أتصل عالضابط المسئول عن التحقيق، واعرفه إن المريض يقدر يدلى بأقواله. تبسمت هدايه للطبيب دخلت هي والنبوى للغرفه، تبسموا حين وجدوا قماح يفتح عينيه... تحدثت هدايه: ألف سلامه يا ولدى. كذالك تبسم النبوى وقال نفس الشئ، لكن فجأه رن هاتف النبوى، نظر للشاشه تعجب حين رأى من يتصل عليه. إنها قدريه. رد عليها ليتفاجئ أو بالأصح يصدم وهو يسمع منها: ناصر أخوك ومرته وبناته خرجوا من البيت بعد ما خدوا شنط هدومهم، حاولت مع ناصر بس هو مصر. أغلق النبوى الهاتف ونظر الى هدايه التي قالت له: في ايه اللى حصل تانى وجالتلك عليه قدريه خلى وشك سأم إكده. إبتلع النبوى ريقه وقال: قدريه بتقول إن ناصر خد بناته ومراته وسابوا دار العراب. كأنه أطلق رصاصه بقلب هدايه وكادت تختل لكن تماسكت ونظرت ل قماح بلوم وعتب وقالت له: الحل في يدك، رچوع ناصر تانى لدار العراب في يدك. أماء لها قماح بموافقه، لكن في ذالك الوقت دخل أحد الضباط قائلا: ممكن تسيبونى أنا والمصاب لوحدنا دقايق متخافوش مش هتعبه في التحقيق. خرجت هدايه تستند على النبوى. بينما تحدث الضابط ل قماح: في البدايه حمدلله على سلامتك، وبعد ما الدكتور المسؤول عن حالتك قدم تقريره الطبى اللى ذكر فيه إن الرصاصه كانت من مسافه قريبه كانت تسمح لك تشوف مين اللى أطلق عليك الرصاصه، يا ترى شوفت اللى ضربك بالرصاصه. رد قماح: أيوا شوفته. طب هو شخص تعرفه، كان هذا سؤال الضابط. أغمض قماح عينه جائت لخياله سلسبيل، وإصرارها على الطلاق، وأيضا معرفته بترك عمه وزوجته وبناته لدار العراب، بالتأكيد عمه يساند سلسبيل، فتح عينيه لا يوجد حل آخر. أعاد الضابط سؤاله: إنت قولت إنك شوفت اللى ضرب عليك الرصاصه، تقدر تقول هو مين. رد قماح بهدوء عكس ثورة ضميره لكن ليس هناك حل آخر ولا طريق آخر للضغط على سلسبيل غير هذا. تنهد قائلا: اللى ضرب عليا الرصاصه، عمى ناصر العراب.
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا