القائمة الرئيسية

الصفحات

تابعنا من هنا

قصص بلا حدود
translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية موسي الجزء الثاني الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم فريده الحلواني

 

رواية موسي الجزء الثاني  الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم فريده الحلواني 







رواية موسي الجزء الثاني  الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم فريده الحلواني 


الفصل الاول 


بقلم فريده الحلواني 


رواية (موسي الجزء التاني) 


بقلم فريده الحلواني 


الساعه الرابعه فجراً ...نرى سياره فارهه تمر من بوابه حديديه ضخمه بعد أن فتحها الحارس الخاص المكلف بحمايه ڤيلا الجيزاوي


رفع يده كاتحيه لهم و اكمل طريقه الي الداخل ...صف السياره في مكانها المعتاد


هبط منها بملل ...رفع بصره ناحيه شرفه غرفته و حينما وجدها مظلمه ابتسم و قال همسا : و من امتى لقيتها مستنياك يا حسن


و بينما دخل الي بهو الفيلا ...وجد امه تجلس علي احد الأرائك ممسكه بيدها المصحف تقرأ وردها اليومي و هي تنتظره


اقبل عليها ثم مال مقبلاً رأسها بإجلال و قال بعدما جلس امامها : مش ناويه تنامي بدري يا زوزو السهر وحش عشانك


نظرت له بغيظ و قالت : لما انت تنوي ترجع بدري يا سياده العقيد


زفر بحنق ثم قال : هنبتدي بقى...يا حاجه ده شغلي انا مش سهران بتفسح ...و بعدين هرجع بدري لمين


تلفت حوله بهم متواري ثم قال : الكل بينام من بدري يا ماما هرجع اقعد لوحدي


ذبيده بحنان : يا حبيبي الكل اتعود علي رجوعك متأخر ...حاول تتغير يا حسن عشان خاطري 


وقف لينهي هذا الحديث الذي حفظه عن ظهر قلب ثم قال قبل ان يغادر : لما الاقي حد اتغير عشانه يا ماما ...اكيد هتغير ...تصبحي علي خير


اعقب قوله بالأتجاه نحو الدرج كي يصعد الي جناحه الخاص


اما الأم التي مهما كبرت ستظل تحمل هم أولادها قالت بإبتهال : يارب اهديه و اصلحله حاله يا رب


في منطقه اخرى عكس التي كنا بها في كل شيء


في إحدى الأحياء الشعبيه ...داخل بنايه متهالكه الى حد ما


نسمع صوت صراخ يخرج من إحدى الشقق...و التي اعتاد الجيران علي سماعه يومياً 


كاد هذا الحقير يقتلع شعرها من منبته وهو يصيح بها : لو ملمتيش لسانك هقطعهولك يا بنت الكلب


صرخت بقهر : مش هسكت ...يا واطي ...كل ده عشان بقولك انزل هات علاج البت الي مش قادره تاخد نفسها...حسبي الله و نعم الوكيل فيك


دفعها بقوه حتي وقعت ارضًا و هو يقول : ربنا ياخدك انتي و هي عشان ارتاح من قرفكم...


خلفتك سوده شبهك ...رايحه تخلفي بت عيانه ...بدل ما تجبيلي ولد يشيل اسمي


اعتدلت من فوق الأرض لتقف امامه بقوه رغم انهيارها الداخلي ....لم تعير حديثه الذي اعتادت عليه أدنى إهتمام 


بل قالت بقهر : هات فلوس و انا هنزل اجيب الدوا....نظرت تجاه الحائط ثم اكملت : يارب الاقي صيدليه فاتحه ...الساعه اربعه الفجر


ادخل يده داخل جيبه ثم التقط بعض الأوراق الماليه و قذفها في وجهها و هو يقول : خدي و غوووري ....بس اعملي حسابك انا مبقاش معايا اصرف عليكو


عايزه تعالجي بنتك  انزلي اشتغلي


نظرت له بإحتقار ثم قالت : طب ما انا كنت بشتغل ....و كنت بتاخد فلوسي


لو كان ليا اهل مكنش واحد ندل و جبان عمل فيا كده...منك لله ربنا ينتقم منك بحق الذل و القهر الي معيشني فيه انا و بنتي


اعقبت قولها بالاتجاه نحو حجره ابنتها التي تقيم معها فيها


سحبت عبائه سوداء ارتدتها سريعًا واضعه فوق رأسها وشاحًا بإهمال ثم خرجت لتلتقط النقود الملقاه ارضًا و هي تشعر بالذل الذي لا تقبله و لكنها مضطره من اجل ابنتها الغاليه


سالت دموعها التي تأبى ان تظهرها امامه و هي تسير في شوارع شبه مظلمه بجسد مرتعش رعبًا 


كلما ترى شخصًا يمر بجانبها ينظر لها باستغراب ...او احتقار لوجودها في ذلك الوقت المتأخر وحدها ...او حتى بطمع ظنًا منه انها إحدى فتيات الليل!


أخذت تدعو بداخلها علي من وضعها في ذلك الموقف...لو كان رجلاً ما كان قبل علي زوجته أن تخرج من منزلها ابدًا في مثل هذا الوقت


نعود الى ڤيلا الجيزاوي ...و الذي سيحدث داخلها صراعاً آخر ...و لكن اكثر رُقي ... أو ربما نظن هذا


فذلك الهمجي لا يعرف معنى تلك الكلمه ...و تلك الراقيه البارده ...لا تقبل نقاشًا يؤدي الى صوتاً مرتفع.


بعد أن دلف جناحه وجدها نائمه بأريحية و كأن العالم اصبح ورديًا حولها


تطلع لها بغيظ و قال لحاله : نايمه و كأن جوزها شغال في السفاره و قاعد علي مكتب


انار اضاءه خافته الى حد ما كي يرى امامه...فاقت هي متزمره و قالت : مش ممكن تصرفاتك دي...كل يوم تقلقني من نومي كده...بليز اطفي النور


جز علي اسنانه غيظا ثم قال : و كل يوم هقولك ..بدل ما تقومي تطمني علي جوزك و تشوفي لو محتاج حتى لقمه يطفحها 


اعتدلت من مرقدها و قالت بغضب بسيط : بلاش اسلوب الشوارع الي بتتعامل بيه مع العساكر بتوعك ده


لاحظ انك بتكلم مراتك يا سيادت العقيد...اتمنى يكون اسلوبك ارقى من كده


حسن : هو ده الي فارق معاكي...اسلوبي...طب بالنسبه لباقي كلامي ..ايه معداش علي ودن الكونتيسه


تطلعت له بلامبالاه ثم قالت : يعني اكيد اكلت مع فادي الي لازم تعدي عليه كل يوم...او لو كان عندك مأموريه تبقي اكلت من الشارع زي عادتك...يبقي اتعب نفسي ليه...من فضلك اطفي النور 


اعقبت قولها بالتمدد مره اخري دون أن تعير ذلك الواقف يغلي ادنى انتباه


اما هو ...تحرك نحو غرفه الثياب و لسان حاله يقول بوقاحه : ابو الحريم عالي عايز يعيش معاها...وليه بارده يخربيت ام كده يا جدع


أتي صباحا جديدا....علي البعض مثل سابقه...و علب البعض الاخر دوما يوجد به جديد


التفت عائله الجيزاوي حول مائده الافطار صباحا


يجلس علي راس الطاوله كبيرهم اللواء محمد...و علي يمينه زوجته يليها حفيدتها الغاليه اسيا يليها امها


و علي يساره ...طه يليه ولديه بجانبهم معاذ


و علي راس الطاوله من الجهه الاخري حسن الذي قال بعد ان ابتلع ما في فمه : مروحتيش المدرسه ليه يا سوسو


قبل ان ترد عليه كانت امها تسبقها و هي تقول بغيظ : انا مش قولتلك الف مره بلاش الاسم اللوكل ده


نظر لها ببرود و قال بوقاحه : و انتي مالك ...بنتي و اقولها الي انا عايزه ان شالله حتي اقولها يا حبشي


ضحك الثلاث شباب الصغار علي ذلك الاسم و قال يس الذي يحب كثيرا اغاظتها ؛ طب و الله انت برنس يا عمو ...لايق عليها الاسم


طه : ياض اتلم انت نا بتصدق تمسك حاجه تغيظها بيها اكبر بقي


اسيا برقه : سيبو يا اونكل اصلا  هعمل نفسي مش سامعاه


معاذ بضحك : قصف جبهه


محمد : واحد صفر لايسو


محمد : شوف يا اخي تقول كلمه واحده بس...تقلب بيها الدنيا و تقعد تاكل و لا كأنك عملت حاجه


نظر لابيه بلامبالاه ثم قال : و انا مالي انا بسال بنتي مرحتش المدرسه ليه


الكونتيسه تسكت ...لا طبعا لازم تطلع روح الارستقراطيه الي جواها علي امي


نورهان : حسن من فضلك عيب كده....الولد بدأ يقلدك في اسلوبك الهمجي ده


معاذ بزهول : ووولد...تطلع لجسده المفتول ثم اكمل بغيظ : كل ده و لسه بتقولي ولد ...هتجلط


ضحك الجميع عليه ثم قالت ذبيده بوجل : الله اكبر بسم الله ...يابني هتحسد نفسك


حسن : كله نفخ و بروتين ...هتعملهم علي ابوك ياااض


هههههههه...هكذا انطلقت ضحكات الجميع عليه


و اكمل محمد عن عمه قائلا : ده مش راحم نفسه يا عمو ....كل ده عشان يشقط البنات


نورهان بجنون : يشقط ...ايه الالفاظ دي


وقف حسن بعدما نظر لاخيه و قال : طه ...هتكمل المحاضره و لا طالع معايا


وقف اخيه وهو يقول بمزاح : ولادي حبايبي هيكملوها مكاني 


يس و محمد في نفس الوقت : تعيش يا حاج


طه بغضب مازح : حاج مين يا شحط منك ليه...ده صحابكم فاكرني اخوكم


ذبيده : طب لما انت عارف انك لسه صغير ...مش ناوي تتجوز و لا هتكمل باقي عمرك عاذب


تغيرت ملامح الولدان بعد هذا الحديث ...اما حسن سحب اخيه لينهي النقاش العقيم قبل ان يبدأ و هو يقول : يلا يابا عندنا شغل و بلاوي زرقه مستنيانا....لو قعدنا مش هنخلص


نظر لها زوجها بلوم فهو يعلم ان ذلك الحديث يحزن احفاده خاصا من بعد زواج امهم و سفرها للخارج دون ان تهتم بهم منذ خمس سنوات الا ببعض المحادثات الهاتفيه و التي تفعلها فقط كي تريح بها بقايا ضمير ام ....لا تشعر يوما بمعني تلك الكلمه


نظرت سيلا بحزن الي يس ...ابن عمها و الذي تشعر تجاهه بمشاعر جديده عليها ثم قالت كي تخفف عنه : ايسو تعالي وصلني الدرس 


يس : يعني هما يدلعوكي بايسو ...تقومي قيلهالي ...ايه الهم ده يا ربي


سيلا بضحكه حلوه : اعمل ايه مش فيه دلع ليك غير ده....و انا كمان...نظرت لامها و اكملت : لان اي اسم تاني مامي بتزعل منه


وقت الظهيره ...فاقت من غفوتها حينما سمعت طرقا فوق الباب 


تحركت بتمهل من فوق الفراش كي لا توقظ ابنتها الغافيه ثم اتجهت للخارج كي تري من الطارق


فتحت الباب و هي تقول بخمول : اهدي شويه يا بنتي اهو فتحت


تخطتها منه الي الداخل و هي تقول : قولي صباح الخير يا لولو...ده جزاتي ان عايزه اطمن عليكي


اغلقت الباب و لحقت بها و هي تقول : مش شايفه قدامي يا منه لسه نايمه من ساعتين


جلست منه و قالت بحزن : عارفه يا حببتي و الله...دانا هتجنن عليكي من بالليل من ساعه ما سمعت المخفي بيضربك


كنت هجيلك بس فتحي قالي كفايه الي عمله معانا اخر مره ادخلنا ...بقيت قاعده هموت ...و مسكت نفسي بالعافيه عشان مخبطش عليكي من بدري


ما صدقت الضهر اذن قولت مبدهاش بقي


ابتسمت غاليه لتلك الفتاه الطيبه و التي اتخذتها اختا لها عوضا عن اختها التي تعيش في محافظه اخري و لا تراها الا اذا حدث شيئا هاما


غاليه : يخليكي ليا يا منون....قومي اعمللنا كوبايتين  شاي علي ما اتشطف و اجيلك


بعد قليل جلست الاثنتان معا ...بدات منه الحديث قائله : البت عامله ايه دلوقت طمنيني


غاليه بحزن : نزلت جبتلها العلاج الفجر ...بعد ما اخدته بقت احسن شويه بس شكلها مش عاجبني ...لازم اوديها للدكتور


منه : يابنتي ماهو هيقولك لازم عمليه مفيش جديد ...طب ابن الكلب ده مينفعش يعملها علي نفقه الدوله و لا تبع التامين بتاعه...ماهو امين شرطه يعني لو كلم حد من الظباط الي بيشتغل معاهم هيخدمه


غاليه بقهر : و لا هيعمل حاجه...شكله عايز يخلص منها ...بيقولي حتي لو عملت كده ماهي هتحتاج علاج اكتر مالي بتاخده و مصاريف انا مش قدها


منه بغضب : انا مشوفتش و لا هشوف جحود بالشكل ده...و طبعا اخوكي الحيله ميقدرش يديكي فلوس عشان مراته


و اختك ملهيه في حالها


غاليه : مانتي عارفه ...اخويا بالاسم و بس ...حياته كلها مراته الي زرعته وسط اهلها و نسته انه ليه اختين النفروض يبقي سند ليهم


و اختي من ساعه ما اتجوزت و عاشت فالمنصوره نست اسكندريه و الي فيها


منه : و بعدين يعني هنسيب البت كده


ابتسمت بغلب و قالت : لا...قالي عايزه تعالجيها انزلي اشتغلي


منه : انا لو منك شغل بشغل اطلق و اخلص نفسي منه الواطي ده ...الي ما فيه حاجه عدله تقولي تكملي معاه عشانها


غاليه : هو الطلاق سهل يا منه....لو حصل مش هطول منه قشايه ...يعني عايزه شقه و عفش و كل حاجه هتبقي عليا...و لو اشتغلت ليل نهار مش هقدر اكفي مصاريف ايجار و عيشه كامله


منه : ربك بيدبرها ...و بعدين هو انتي لو اطلقتي هتفضلي عازبه ...دانتي الف مين يتمناكي 


غاليه : بلا قرف ...انا كرهت صتف الرجاله كلها ..حتي لو اطلقت عمري ما افكر اربط نفسي براجل تاني


غمزت لها منه و قالت : و لا حتي الي فالحته الشمال 


غاليه بحنين مقهور : اهو ده بالذات بيني و بينه السما و الارض....ههههه هو اصلا ميعرفش اني موجوده فالحياه


منه : يا عالم يا قلب اختك ...ربك بيسبب الاسباب و بيجعل من المستحيل ممكن ...متعرفيش ربنا شايلك ايه 


اجتمع مع رجاله داخل مكتبه كي يطلعهم علي خطته الجديده للايقاع باحدي اوكار تجاره المواد المخدره


حسن : احنا كده جهزنا كل حاجه...عايزين بت لزوم التمويه 


ابو ذياد : البت نوسه لسه مكلماني  بتقولي الحاله مقشفره معاها و الباشا ناسيني ليه


حسن : لا لالا فوكك منها ...البودره لحست دماغها و اخر طلعه كانت هتخربلنا الدنيا


ظلو يتباحثون قليلا الي ان تفاجأو بسعد يقول : انا عندي طلبك يا باشا


نظر له حسن باستغراب و قال : منين ان شاء الله...كل الحريم الي شغالين معانا معروفين


سعد بحقاره : غاليه...مراتي


تطلع له الرجال بزهوله و استحقار فاكمل بمسكنه بعدما راي تلك النظارات  : انت عارف يا باشا تعب البت و العمليه و العلاج


قولت احنا اولي بالمكافأه الي هتطلع ...عشان خاطر بنتي مريضه القلب دي


حسن بقرف : انا معنديش مشكله ...بس هل هي هتوافق عادي ...و لا هتجبرها


رد كذبا : لااااا من الناحيه دي اطمن ...دي وليه طماعه تبيع ابوها عشان خاطر القرش ...اكمل بدنائه لعلمه ان رئيسه يميل الي النساء الجميلات : غير انها حلوه و ذكيه ...هتعملك شغل عالي


ابتسم بجانب فمه بعدما فهم حديث هذا الديوث و قال : تمام ...نشوفها ...ولو عجبني شغلها ...هروقك و اروقها


جلست نورهان مع ام زوجها تحتسي معها قدحا من القهوه


نظرت لها ذبيده و قررت ان تحادثها بهدوء كي تصلح علاقتها بزوجها


و التي تدهورت بشكلا واضح فالاونه الاخيره


ذبيده : عايزه اتكلم معاكي في موضوع يا نور ...اتمني نتفاهم بالعقل


زفرت بحنق بعدما استشفت ما ستقوله تلك السيده الخرقاء مثلما تنعتها بداخلها ثم قالت : من فضلك يا انطي ...لو هتتكلمي عن علاقتي بابنك يبقي بلاش احسن


تمسكت ذبيده بالتعقل و هي تقول : ليه يا بنتي ...حالكم ميعجبش حد ...و الولاد اخدين بالهم و نفسيتهم هتتعب...مش كفايه ولاد طه ...حرام عليكم


نورهان بغرور : ابنك الي عمل كده مش انا....انا الف واحد كان يتمني يرتبط بيا...بس بابي الله يسامحه هو الي اصر عليه


و لا استايلي و لا اخلاقه قادره اتحملها.... دايما همجي و مش قادر يفرق بين بيته و بين المجرمين الي بيتعامل معاهم


غضبت ذبيده من تعاليها الغير مبرر و قررت ان تواجهها حتي لا تعيش في تلك الكذبه كثيرا 


ردت عليها بقوه : قولي الكلام ده لحد تاني يا نور ...انتي فكراني واحده من صحباتك فالنادي هتكدبي عليها و تقولي ان ابوكي فرض ابني عليكي...و قد ايه انتي متحملاه و انك تستاهلي الافضل


زاغت ببصرها و قالت : ماهو ده فعلا الي حصل يا انطي


ضحكت ذبيده باستهزاء ثم قالت : لا طبعا ....انتي ناسيه ان مامتك كانت من اعز صحباتي زمان....هي الي الحت عليا اخليكي تقربي من حسن ...و مش كده و بس لا دي كمان خلتني اقنعه بالجواز منك


انتفضت نورهان من مجلسها و قالت بغضب يملأه التكبر : كدب ....محصلش


وقفت ذبيده قبالتها و قالت بغضب جم : اااخرسي يا قليله الادب ....بتتهميني بالكدب و انا في السن ده


مامتك الي بعدت عني بعد ما ضمنت ابني و بقي جوز بنتها موجوده تقدري تساليها برغم انك عارفه 


و انتي.....نسيتي جريك وراه في كل حته يكون موجود فيها...و لا الحجج الفارغه الي كنتي بتخلقيها عشان تروحي القسم الي شغال فيه


ده غير ذياراتك لينا هنا خصوصا فالوقت الي هو موجود فيه.....انا ندمانه اني وقعت ابني في واحده زيك....فضلت تتمسكن و عامله نفسها الملاك البريء لحد ما اخدت الي هتموت عليه ...و بعدها ظهرت علي حقيقتها


نورهان بجنون؛ و ايه هي حققتي بقي يا انطي ...ايه اكتشفتي ان اخلاقي وحشه ...و لا كنت داخله علي طمع ....انتي عارفه انا بنت مين و عيلتي مستواها ايه


ذبيده : عارفه....و عشان انتهي انسانه تافهه و فارغه من جواكي ...هو ده الي بتفكري فيه...المظاهر الكدابه


زي ما كنتي بتتباهى بإسم عيلتك....حبيتي تكملي برستيجك و تتجوزي واحد في نفس مستواكي و يمكن احسن غير أن بنات كتير كانت تتمني ترتبط بيه


طلعتي فاضيه...مجرد عروسه متزوقه من بره عشان يبقي شكلها حلو....بتداري تفاهتك و قله ثقافتك بغرورك و تكبرك علي الناس


تقدري تقوليلي تعرفي ايه عن واجبات الزوجه ....ايه حقوق جوزك عليكي ...ولا اي حاجه


نورهان : مش لما يديني حقوقي الاول....كفايه ان اي بارتي بحضره لوحدي لان البيه ابنك ديما مشغول...عمره ما خرج معايا و لا جالي النادي زي صحباتي


ذبيده : مش بقولك تافهه ...هي دي حقوقك الي مقصر فيها....برغم انه كان بيخرج معاكي بس كان بيتفاجيء انك مبلغه صحباتك كلهم بالمكان الي انتو رايحينو


قوليلي امتي رجع من شغله لقاكي مستنياه....امتي كان تعبان و قعدتي جنبه....امتي فكرتي تعمليلو فنجان قهوه حتي 


للاسف ...ابني عنده حق....انتي الكلام خساره فيكي ...عمرك ما هتتغيري....و مش هتفوقي غير لو ضاع منك....و ياريت وقتها تفوقي بجد


ماذا سيحدث يا تري


سنري


💜💜

رواية ((موسي الجزء الثاني ))


الفصل الثاني 


بقلم فريده الحلواني 


عاد مبكرا من عمله علي غير العاده ...حاملا معه عده اكياس بلاستيكيه تحتوي علي بعض الفاكهه...و معهم نوعا من الدواء الذي تحتاجه ابنته و لم تستطع غاليه ان تجده حينما ذهبت لتأتي به ليلا 


كانت تجلس مع ابنتها في صاله الشقه الصغيره تراجع معها بعض دروسها 


سعد بابتسامه : سلامو عليكم....عاملين ايه...وضع ما بيده ارضا امامهم ثم تقدم تجاه ابنته و مال عليها ليقبل رأسها 


انكمشت الطفله علي نفسها ظناً منها انه سيضربها 


كتم غيظه بداخله و قال بحنان زائف : مالك يا سوسو دانا هبوسك يا حببتي ...عامله ايه انا جبتلك الدوا الي كان ناقص 


كل هذا يحدث امام اعين غاليه المزهوله مما يفعله ...و بداخلها يقين أن وراء كل هذا سببا كبيرا 


تطلعت له ثم للحقائب الملقاه ارضا و قالت : مش بالعاده يعني ...ايه ده كله 


اسند ظهره علي الاريكه  التي جلس عليها و قال بتفاخر : شويه فاكهه عشان البت ...ماهي لازم تتغذا قصاد الدوا الي بتاخده 


غاليه بشك : و ده من امتى ان شاء الله ...ضيقت عيناها و اكملت : هات الي عندك يا سعد عشان الدخله دي مش هتاكل معايا و انت عارف 


نظر لها بغيظ ثم قال بغضب مصطنع : اما انك وليه فقر بصحيح...يعني اجيب مش عاجب ...مجبش مش عاجب...اكمل بمسكنه : اعمل ايه عشان ارضيكي بس 


غاليه بحسم : هات من الاخر يا سعد عشان الليله تخلص بدري بدري ....البت عندها مدرسه الصبح و عايزين ننام 


جز علي اسنانه غيظا ثم قال : طب ادخلي نيميها و تعالي عشان نتكلم علي رواقه 


اعتقدت انه يريد ان يطالبها بحقه الشرعي و الذي من الاساس لم يحدث بينهم منذ اكثر من خمس سنوات 


ردت عليه بوقاحه مبطنه : اوعي يكون الي بالك فيه....الدنيا خلصانا بيني و بينك من سنين مش هنعيده تاني 


رد عليه ممثلا الحزن : و حتي لو مش انا جوزك و ده حقي 


ضحكت بسخريه ثم قالت : مش هقولك مش طيقاك...بس انت عارف اخرك كان ايه يا سعد ....و لو كنت ناسي افكرك...من اول جوازنا مكنتش بتفكر تيجي جنبي غير كل كام شهر مره ...ده لو حصل ...و بتبقي زي البهايم تنط و تجري ...مخودش منك غير القرف و الفرهده عالفاضي 


انتفض من مجلسه بغضب  بعد ان القت في وجهه حقيقه رجولته المزيفه فقال : لمي نفسك يا وليه ....غوووري اخمدي بتك و تعالي عايزك في مصلحه مش الي في بالك....نظر لها باحتقار ثم اكمل كذبا حتي يفقدها الثقه في نفسها كما يفعل دائما ليداري نقصه و عجزه :  و اصلا العيب فيكي 


مانتي لو كنتي ست زي بقيت النسوان كنتي عرفتي تحركيني...مش ذنبي انك مش ماليه عيني و معرفتش اااا..... 


صرخت به كي تصمته قبل ان يتلفظ بكلاما بذيء امام الفتاه : ااااخرس خالص...انت اتجنيت ...هتقول ايه ...عايز توضح ايه ...نظرت للفتاه ثم اكملت : مفيش فايده 


هنيمها و اجيلك عشان اشوف اخرتها معاك 


اعقبت قولها بالتوجه ناحيه غرفه الصغيره كي تكون جانبها حتي تغفو بعد تناولها جرعه الدواء المقرره عليها 


حتي الان ...لم يغادر مكتبه ...و لا يعلم لما حديث هذاا الحقير يشغله...يعرفه جيدا ...هو عبدا للمال ...و لا يمت للرجوله بصله 


و لكن ليس لتلك الدرجه ...فقد استشف عرضه المبطن له ...هل وصلت به الدياثه ان يعرض زوجته عليه 


اشعل سيجاره ثم نفث دخانها و قال : بقولك يا ابو ذياد ...انت تعرف مرات سعد... 


ابو ذياد : اه يا باشا ...شوفتها مرتين ...و جات يوم سبوع حفيدتي 


حسن : و ايه رايك فيها 


رد عليه بصدق بعدما فهم مغزي حديثه : بص يا ريس الشهاده لله ...الست دي شكلها دوغري و جدعه ملهاش في اللوع 


حسن باستغراب : و انت عرفت منين...اذا كان جوزها بيقول عليها غير كده 


ابو ذياد بغيظ : ده ابن كلب ### هو احنا تلامذه يا باشا....احنا شوفنا حريم اشكال و الوان ...و من البصه في وش الواحده بنعرفو اذا كانت شمال و لا بت بلد 


حتي الحاجه لما قعدت معاها يوم السبوع اتبسطت خالص و شكرت فيها 


حسن : امال ال### بيقول عليها كده ليه...و ازاي يقبل انها تطلع معانا شغل و هو عارف الاشكال الوسخه الي بنتعامل معاها 


ابو ذياد : مش عارف و الله ...ده الامنا و العسكر ملهومش سيره غيره من بعد ما مشي...بس هو اكيد طمعان في المكافأه مش بقولك كلب فلوس 


نظر حسن للامام ثم قال بلامبالاه : هو حر ...احنا لينا شغلنا و لو الوليه جدعه و دماغها شغال ...يبقي خليها معانا اهي وجه جديد و هتنفعنا 


تطلعت له بزهول بعدما قص عليها ما حدث ظلت هكذا لبضع دقائق هكذا ....عاجزه عن النطق....لا تستطع استيعاب ما سمعته من ذلك النذل....الهذا الحد بلغت حقارته ؟


اما هو ....حينما وجدها صامته استشف من نظراتها الغاضبه رفضها لما قيل 


سعد : ايه يا بت ...مالك مبلمه كده ليه مقولتيش رأيك يعني 


هنا ...عادت الى أرض الوقع بعد سماع صوته القميء 


انتفضت من مجلسها و قالت بصراخ غاضب  : انت اتجنيت ....لا بجد انت واعي للي بتقوله....يعني راجل زباله و زي قلتك و قولت معلش ...اصبري عشان بنتك و اهي اربع حيطان ستراكي انتي و هي 


انما توصل بيك النداله و عدم الرجوله انك عايز تشغل مراتك مع بتوع الحشيش... 


صاح بها بعدما سمع اهانته الواضحه : لمي لسان اهلك بدل ما اقطعهولك يا بت الكلب....هو انا بقولك بيعي مخدرات...دانتي يا دوب هتطلعي طلعه واحده هيجيلنا من وراها كام الف ينفعونا 


غاليه بجنون : انا مش عارفه اوصفك بأيه ...يخربيتك ...هو مش انت الي كنت بتيجي تحكيلي عالنسوان الي بتطلع معاكم....يا بتشتغل فالزفت ده ...يا اما مبتسلمش من الظباط و العساكر الي يندب في عنيهم رصاصه 


عايز مراتك تبقي فرجه للرجاله...و لا يمكن عايزني ارافق ولي نعمتك عشان يرضي عنك ....ااااااااه 


قطعت حديثها بصراخ متألم بعدما لطمها فوق وجنتها بقوه...ليس رفضا لما قيل ...و انما لعلمه بصحته و لكن اراد ان يداري اهتزاز عيناه و يحفظ بقايا ماء وجهه بعدما القت في وجه معرفتها بنيته المسبقه 


لم يكتفي بضربها بل لف خصلاتها الطويله حول يده و قال بغل : طب اسمعي مني الكلمتين دول يا بت ##### لو موافقتيش عالشغلانه دي ...ملكيش عندي جني يوحد ربنا 


حتي الطفح الي بتطفحيه انتي و المعيوبه بتك مش هجيبه 


صرخت بقهر : منك لله ...حتي اللقمه عايز تحرمنا منها يا واطي 


سعد بحقاره : و لا اكل و لا دوا....و خليها تموت قدامك و يبقي ذنبها في رقبتك 


اعقب قوله بالقائها ارضا بعنف ثم اكمل بتجبر : هتوافقي ...يبقي هناكل الشهد من ورا الباشا ...و ساعتها هتقدري تعملي لبنتك العمليه  و نعيش مرتاحين بدل الدوا الي بقد كده ده و يا ريتو بفايده 


ولو الكبر و العنجهيه اخدوكي ...يبقي الي قولت عليه هو الي هعمله و ابقي خديها بقي و اقعدو علي اي باب جامع تشحتي اللقمه لحد ما تموت بين ايديكي 


دائما تجبر حالها علي عدم البكاء امامه ...و لكن اليوم ..حقا لم تستطع....الحمل ثقل عليها ... 


ابعد كل ما تحملته مع هذا البشع ...يصل حالها معه ان يعرضها علي اسوأ نوعيه رجال من الممكن ان تراهم يوما 


هي تعلم ما يحدث للنساء اللائي يعملن معهم ...جميعهم يا اما مدمنات ...او يعملن في تلك التجاره المشبوهه 


يفعلن اي شيء من اجل ارضاء اصغر مجند الي اكبر رتبه ...حتي يستطعن ترويج تلك المواد 


كيف ستصبح واحده منهم...كيف ستحمي حالها من نظراتهم الجائعه ...حقا ...لا تعلم 


و لكن في النهايه ...هي مجبره علي فعل ذلك ...فقط من اجل ابنتها الغاليه 


انهي عمله في وقت متأخر من الليل ..و ها هو في طريقه نحو مسكن صديقه الصدوق ...فادي ... 


وصل سريعا لقرب المسافه وجده في انتظاره يقول مازحا بعدما فتح الباب : اتاخرت ليه يا باشا 


جلس حسن علي أحد الارائك بإهمال ثم قال بوقاحه : ما تظبط ياض ...ليه محسسني انك مراتي 


ضحك فادي بقوه ثم قال : مانا فعلا ضره مراتك ...لازم تعدي عليا كل يوم قبل ما تروح 


زفر بحنق و قال بغيظ : افتكرلنا حاجه عدله ...المهم سيبك مني و قولي عملت ايه مع البرنسس ماريان 


نفخ فادي بهم و قال : و لااااا  اي حاجه ...ابونا كلمها في صلاه يوم الحد و بردو رفضت 


حسن : انت غلط يا فادي 


نظر له باستغراب و قال : غلط في ايه 


حسن بتعقل : دي واحده كارهه الصنف كله...بالنسبالها الراجل اله تعذيب ...بعد الي شافته مع جوزها الي مات 


مينفعش تتقدملها زيك زي اي واحد راح للقسيس عشان يشوفله عروسه 


فادي بحيره : طب اعمل ايه ...ماهو علي يدك من تلت سنين حاولت اكلمها و هي قفلت كل البيبان في وشي ...قولت اجلها عالدوغري عشان متفكرش اني بلعب بيها 


حسن : الي زي ماريان دي ...محتاجه تحس انها تتحب...و ان الراجل الي عايزها هيعمل المستحيل عشان يوصلها ...مش جرب مره و فشل راح جري علي ابوه عشان يتوصتله عندها 


فادي بحيره : مش عارف يا حسن...انا بحبها من زمان ...و انت عارف...انا متجوزتش لحد دلوقت بسببها 


الاول لما اتجوزت ...قولت خلاص النصيب بس مش هعرف اتجوز لمجرد الجواز و بس 


و لما جوزها مات من تلت سنين فرحت و قولت اهي جتلك الفرصه تاني 


حسن : هي الفرصه جاتلك اه...بس انت معرفتش تستغلها 


فادي : طب قولي يابو العوريف اعمل ايه 


حسن : صلي عالنبي 


فادي عليه الصلاه و السلام 


حسن : الحريم كلهم صنف واحد ...بس كل واحده ليها داخله 


واحده عايزه الكلمه الحلوه...واحده عايزه الراجل النحنوح....و في واحده محتاجه راجل حمش يديها علي دماغ الي خلفوها 


فادي بغيظ : ما اروح افتح كرشها احسن ...ايه يابني الكلام ده 


ضحك حسن برجوله ثم قال : مش برسيك علي كل نوع و انت بقي عليك تعرف الغندوره بتاعتك بابها ايه 


بس انا من موقعي هذا بقولك انها عايزه السك علي دماغها ...النحنحه مش هتاكل معاها 


شرد فادي الي البعيد يفكر فيما قاله له هذا العربيد ...يعلم جيدا انه خبيرا في عالم النساء ... 


يجب ان يجد طريقه للوصول اليها...فهي من عشقها منذ اكثر من اثنى عشر عاما و لكن القدر كان حائل بينه و بين ذلك العشق 


في اليوم التالي جلست في صاله شقتها الصغيره بعد ان قامت بايصال ابنتها الي المدرسه كما تفعل كل يوم 


لم تنم  منذ ما حدث بالامس ...عقلها يغلي كالبركان ...لا تعلم ما يجب عليها فعله 


و في ظل تفكيرها العميق ...طرقت صديقتها الباب فقامت سريعا لتفتحه و هي تقول : اتاخرتي ليه يا زفته 


جلست منه بنزق و قالت : فين التاخير ده يا اخره صبري...يا دوب فتحي نزل و جتلك علي طول 


نظرت لها باهتمام ثم قالت : خير ياختي في ايه من ساعه ما شوفت رسالتك و انا مش علي بعضي 


غاليه : منمتش طول الليل ...قولت ابعتلك رساله عشان تجيلي بدري متفكريش اني لسه نايمه يعني 


منه : قولي طيب ايه الي حصل 


قصت عليها غاليه ما حدث كله ثم اكملت بحيره يملأها الحزن : مش عارفه اعمل ايه يا منه دبريني 


منه بغضب : اخص عليه راجل ناقص...لا راجل ايه خساره فيه الكلمه...انا هتشل مش قادره استوعب الي عايزك تعمليه 


غاليه : امال انا اقول ايه بس...المهم المفروض اروحله الاداره الساعه خمسه...و انا حاسه اني مش هقدر و الله ...ده كان بيحكيلي بلاوي عالستات الي بيشتغلو معاهم 


فكرت منه قليلا ثم قالت بحكمه : طب اسمعي....مش يمكن ربنا بعتلك الحكايه دي عشان يخلصك مالي انتي فيه 


غاليه : ازاي مش فاهمه 


منه : مش هو بيقولك انهم بيدفعو كويس لو الماموريه دي نجحت....يبقي ده رزق و ربنا بعتهولك عشان تترحمي من زله ليكي انتي و بنتك 


و اذا كان علي عينيهم الزايغه فانتي يا قلب اختك بميت راجل و لسانك طوله مترين ....يعني مش هتسمحي و لا هتسكتي لحد ممكن يبصلك بصه متعجبكيش 


غاليه بفرحه و امل : تصدقي يا بت انتي صح...انا هروح ...بس و حيات بنتي ما هنولو مليم احمر من اي فلوس تجيلي 


لو ربنا جبرني هعمل للبت العمليه و بعدها هشتغل لحد ما اجمع ان شالله حق اوضه فوق السطوح و اخلص منه و من قرفه 


منه بفرحه : طب و الله عين العقل جدعه يا لولو...بس تفتكري هيسكت ...ده كلب فلوس وهو اساسا موديكي عشان يلهف الي هيتطلعلك 


غاليه بحسم : و الله لو قطع مني بالحته ماهيطول مني جني....علي جثتي لو ده حصل 


منه : ربنا يجعلها فتحت خير عليكي ...المهم هتلبسي ايه قوليلي ...اسمعي يا بت ...لازم تشوفي حاجه عليها القيمه عشان تروحي برنسيسه كده ميفكروش انك شبه الاشكال العره الي تبعهم 


ضحكت غاليه و قالت : مانتي عرفاني يا مونه ...الهدوم بالذات معرفش البس اي حاجه و خلاص 


منه باعجاب : الصراحه ااااه...في دي عندك حق ..الي يشوفك و انتي متشيكه يقول راكنه العربيه فالجراج...هههههه 


قبيل الميعاد بساعه اعطت ابنتها لمنه كي تجلس لديها الي ان تعود 


فتحت خزانه ملابسها البسيطه كي تختار شيئا مناسبا لذلك العمل الجديد عليها 


بعد فتره اختارت بنطالا ثلجي اللون من خامه الجينس ...ارتدت فوقه شيميز ابيض اسفله بدي من اللون الروز 


وضعت بعض مساحيق التجميل البسيطه و تركت شعرها منسدلا بدلال خلف ظهرها 


امسكت بيدها حقيبه جلديه حمراء اللون مع حذاء رياضي من نفس اللون...القت نظره اخيره علي نفسها داخل المراه 


اعجبت بطلتها التي رغم بساطتها الا انها كانت مغريه و ملفته لكل من يراها 


بمجرد ان وصلت داخل مبني الاداره العامه لمكافحه المخدرات ...لفتت انتباه كل من يراها و هي تمر بثقه و غرور و عطرها الفواح رغم هدوءه يسبقها 


لم تخلع عنها نظارتها الشمسيه كي تداري عيونها المرتجفه ....فمهما كانت تتمتع بالقوه الا انها حقا خائفه من تلك الخطوه التي لا تعلم الي اين سيكون اخرها ...او كيف 


وصلت للطابق المنشود وجدت زوجها ينتظرها امام مكتب حسن الجيزاوي 


نظر لها باعجاب ...بعدما لاحظ نظرات رفقائه المتواريه لها....مال عليها هامسا و قال بدنائه : جدعه يا لول ...سمعتي الكلام و جيتي بشياكه 


تعالي يلا الباشا مستني بقاله نص ساعه ... 


دلفت معه...و يا ليتها لم تفعل ....شل جسدها و تسمر ارضا...بمجرد ان رأته ....يا الله ...امن بين الاف الضباط لم يجد غير هذا كي تكون امامه الان 


اما هو ...تطلع لها بنظرات خبير يعاين قطعه الماس نادره...هكذا شبهها داخله ... 


قطع الصمت قائلا بمزاح ساخر : هي المدام مش اخده بالها ان المكتب مافيهوش شمس و لا ايه 


حقا صمت اذانها ...لم تكن تسمع غير تلك الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب و ظلت تتذكرها منذ اربعه عشر عاما.... 


وكزها سعد بغلظه مبطنه وهو يقول : ااايه يا غاليه روحتي فين....الباشا بيكلمك 


استعادت قوتها في غضون لحظات ...تلبست روح الكبرياء و هي تخلع عنها تلك العدسات التي كانت تحجب عيناها الجريئه ببراءه تخطف الانفاس 


لم تنظر له اولا ...بل تطلعت علي من هم حولها تتفحصهم سريعا ثم اخيراااا...ثبتت عيناها بخاصته بمنتهي القوه و هي تقول بثقه كادت ان تجعله يلقنها درسا لن تنساه : سوري يا باشا ...الشمس فعلا تعبتني ... 


اربعه رجال حولها غير الذي يسمي زوجها....جميعهم يطالعونها باعجاب و سؤال واحد يدور داخل اذهانهم ....كيف لتلك الجميله ان تكون زوجه لهذا الوغد 


اراح ظهره الي الخلف ثم اشعل سيجاره و هو يقوم بوضع ساقا فوق الاخري بغرور 


فقد قرأ شخصيتها بسهوله...و علم ان تلك الفرسه الجامحه ...لم تجد بعد من يروضها...و سيكون هو اكثر من مرحب بذلك....و بشده 


نفخ الدخان من فمه بتمهل استفزها ثم قال : ...... 


ماذا سيحدث يا تري 


سنري 


روايه موسي  (( الجزء الثاني ))


الفصل الثالث


 بقلم فريده الحلواني 


في بعض الاحيان نقابل شخصا ...نشعر اننا نعرفه منذ زمن...بل نحفظه عن ظهر قلب ...نفهم ما يدور بداخله دون حديث 


و لكن الصعب هنا ...حينما يكون هذا الشخص يتسم بصفات مشتركه معك...و الاهم اذا كان من بين تلك الصفات...العند و الكبرياء 


يا الله ...هنا ستقوم حربا دروس بينكما دون مبرر او سببا يذكر 


و السؤال هنا ...لمن ستكون الغلبه...حقا لا نعرف 


جزت علي اسنانها غيظا بعدما قال لها بتعالي : اقعدي ...خلينا نفهمك عالي مطلوب منك 


انتي اصلا اتاخرتي و اخرتينا ...و يا ريت متتكررش 


رد سعد بتملق : معلش يا ريس امسحها فيا ...اخر مره 


نظر له ببرود ثم قال بوقاحه : انت مالك...اسمك غاليه....هنا هي في شغل يعني ملكش اي علاقه بيها....مراتك في بيتكم مش هنا 


شعرت بالدم يغلي داخل راسها....ليس غضبا علي هذا الحقير الذي وضعها في ذلك المكان...و لكن من هذا المغرور الذي تيقنت ان القادم معه ليس بهين 


نظرت له بثقه و قالت : حضرتك قول الي مطلوب و انا هنفذه ...مش محتاج شرح كتير انا بفهم كويس...و بسرعه 


لما يشعر انها بدأت العناد معه ...لما يريد ان يحطم راسها ... 


هز راسه بهدوء ثم قال : تمام...هنشوف يآم العريف 


كادت ان ترد عليه الا ان ابوذياد الذي كان ؤلاحظ كل هذا ...تدخل سريعا و هو يقول بشرح : كل الي عليكي انك هتكوني معايا فالعربيه 


هندخل المكان الي الباشا هيهجم عليه الاول ..... 


ظل يشرح لها ما عليهم فعله ...و هي تعطيه كامل تركيزها 


و بعدما انتهي ...وضعت ساقا فوق الاخري بغرور ثم قالت : تمام...فهمت 


كاد ان ينهرها الا ان ابو ذياد مال عليه و قال بهمسا راجي : اقسم بالله دي قعدتها الي بتعملها ديما حتي لما جات البيت عند الجماعه هزرو معاها و قالولها ليه العوجان ....قالتلهم ان دي طريقه قعدتها حتي في بيتها و مش عارفه تغيرها 


نظر له بغضب ثم قال بهمجيه : طب فهمها انها تتلم قدامي ...فاكره نفسها في رحله بروح امها 


لا تعلم لما ابتسمت بداخلها بعدما استشفت ان ملامحه المتجهمه بسبب تلك الجلسه التي ما تذيدها الا هيبه و غرور 


اخرج من درج مكتبه جهازا صغيرا ثم مده لها و هو يقول بوقاحه : ده جهاز هنسمع عن طريقه كل حاجه بتحصل ...ادخلي الحمام شوفي هتحطيه فين 


نظرت له بغضب ثم قالت : حضرتك يا ريت الاسلوب يبقي الطف من كده 


رد بهمجيه : الطف دي عند صحابك ياختي...انتي رايحه تقابلي تجار مخدرات مش رايحه النادي ...انجزي خلينا نخلص يلااااا 


ليس هي من انتفضت من صرخته الغاضبه ...بل الرجال المزهولون مما يحدث ايضا 


حتي زوجها خاف كثيرا من غضبه و لكنه لم يستطع التدخل و لا نهرها امامهم 


بعد ان اغلقت الباب خلفها بقوه طفيفه ...زفر بحنق ثم قال لاحد الضباط الواقف امامه : عرفتلي موسي النجار فاضله قد ايه و يطلع...و اهله دنيتهم ايه 


الضابط : فاضله سبع شهور يا ريس...واهله شغالين بس علي خفيف ...تقريبا كده هو الي بيقولهم كل زياره يعملو ايه 


سعد : عشان دماغه سم ...هو الي ممشي عيله النجار كلها ...عشان كده خايفين يدوسو فالشغل و هو غايب 


هز حسن راسه بهدوء ثم قال : هو ده الي انا محتاجو....تابعلي معاد خروجه ...و اهله مش عايزهم يغفلو عنك...و خلي القسم يغمض عينو عنهم اليومين دول...اهو يبقي قدمنا له السبت ....نشوف بقي هو هيقدملنا ايه 


تمت مهمتها بنجاح لم يتخيله احد ...لدرجه ان من يراها يعتقد انها تعمل معهم منذ سنين 


عادو الي المكتب مره اخري و لكن مصاحبين معهم ثلاث رجال بعد ان تم القبض عليهم متلبسين ببيع كميات كبيره من المخدرات 


جلست امامه بتباهي و هي تسمع ابو ذياد يمدح في ذكائها امام ذلك المغرور 


و الذي كان في الاصل يستمع لكل حرف قيل عنها  


ابو ذياد : ههههه الراجل ياعيني لسه هيعترض و يكبرها علينا ...لقيت ام سيلا هبت فيه خلته يتكتم 


سعد بتفاخر طمعا في المكافاه : اااه سمعناها و هي بتقلب الطربيزه عليه...لا و بتهدده انها مش هتمم البيعه 


حسن باعجاب لم يداريه : صراحه عجبتيني...لولا الي عملتيه كانت العمليه باظت...الله ينور عليكي يا ....غاليه 


صمته للحظه حتي يفصل بين حديثه و نطقه لاسمها ...ابتسامتها التي تكاد ان تلمحها ...كل هذا جعل خافقها يهتز بجنون ...رغم ثباتها الظاهري 


غاليه : الحمد لله يا باشا ..تمت علي خير...مبروك ...وقفت كي تستاذن للذهاب و هي تقول : اي اوامر تانيه 


حسن : ايه مش عايزه تاخدي مكافأتك ...و لا ابعتهالك مع جوزك 


رغما عنها ردت بلهفه : لاااا ...هستلمها انا لو سمحت 


جز سعد علي اسنانه كمدا و هو يتوعد لها بداخله 


اما حسن فقد اعتقد بتلك اللهفه انها حقا عبده للمال كما قال زوجها 


ابتسم بحانب فمه بسخريه ثم قال : طب بالراحه ...علي مهلك ...محدش هياكل حقك يعني 


خجلت كثيرا مما فعلته فقالت مصححه : ااا...لا مقصدش... 


عالعموم ..الي تشوفو حضرتك 


اشعل سيجاره ثم قال و هو يشير الي احد الارائك الموضوعه في ركن بعيد نسبيا ؛ اقعدي هناك لحد ما اخلص ...ساعه بالكتير 


جلست مكان اشارته ...اخرجت هاتفها كي تتصل بصديقتها لتطمأن علي ابنتها ...و في نفس الوقت تطمأنها علي عودتها سالمه 


غاليه بهمس : ايوه يا منه ..انا رجعت الحمد لله طمنيني سيلا عامله ايه 


منه بلهفه : الحمد لله ..دانا كنت هتجنن عليكي و مش قادره اتصل زي ما نبهتي عليا 


كان يراقبها دون ان يلاحظه احد ممن يقفون امامه او يجلسون 


جلستها التي تنم علي قوه شخصيتها.. 


شعرها المنسدل بدلال 


اما ما جعله يجن...ذاك البنطال الذي يصف جمال جسدها...يا تري مع من تتحدث بكل هذا الاهتمام 


سؤال مر علي عقله و لم يجد له اجابه غير شكه انها تقيم علاقه مع احدهم....فتلك المرأه استحاله ان تكون زوجه لشخص مثل سعد و لا تخونه 


ان بعض الظن أثم...صدق ربي ...دائما ننهال بالاتهامات و الشكوك علي من امامنا دون ان نعلم ما هي حياته او ما عاناه...دائما تأخذنا المظاهر كي نحكم عليهم بما ليس فيهم 


داخل فيلا ايهاب الحداد والد نورهان 


نجدها تجلس مع ابويها تقص لهم ما حدث مع ذبيده و شعورها بالغضب يتفاهم من نظره ابيها الغير راضيه ...و بعد ان انتهت 


وجدت امها و تدعي اميره تقول بغيظ : و انتي مردتيش عليها ليه يا بنت...اذاي تسبيها تهينك كده 


نورهان : رديت يا مامي بس اخر كلام قالته بعصبيه و سابتني و مشت ...حرفيا مش طايقه اشوفها....انااااا ...انا تتهمني اني جريت وراء ابنها...و انتي الي طلبتي منها تقربنا من بعض 


قبل ان ترد عليها وجدت ابيها يقول : ماهو ده الي حصل 


صرخت  اميره بغضب : اااايهاب 


رد عليها بصراحه جعلتهم يموتون غيظا : انتو هتكدبو الكدبه و تصدقوها....كل كلمه قالتها الحاجه صح 


انتي و بنتك كنتو هتموتو عليه و مرتاحتيش غير لما اتجوزها....و يا ريت قدرتي قيمته و لا حاولتي تحافظي عليه 


غرورك عاميكي و مفكره ان مفيش ست ذيك...برغم ان في كتير احسن منك 


تقدري تقوليلي قدمتي لحسن ايه من يوم ما اتجوزك غير الكبر و العنجهيه الفارغه 


ابنك بقي اطول منك و لسه متخيله انك بنت تمنتاشر سنه و الرجاله هتموت عليكي...لا و كمان شايفه نفسك كتير عليه 


وقف من مجلسه ناويا الرحيل و لكنه قال قبلها : هقولهالك لاخر مره ....انتي معاكي راجل قليل لو لقيتي زيه في الزمن ده ...حافظي عليه عشان لو ضاع منك ...متلوميش غير نفسك 


و فقط....اتجه نحو مكتبه دون اضافه حرفا اخر 


اما هي نظرت لامها بغضب و قالت : شايفه يا مامي...عاجبك الي بابي بيقولو ده 


اميره بغرور : سيبك منه ...المهم انك عارفه قيمه نفسك يا قلب مامي....قوليلي بقي هتعملي بارتي عيد جوازك فين السنه دي 


نورهان بغيظ : كان نفسي اعمله فالساحل ...بس اكيد البيه مش هيحضر زي ما عملها من سنتين 


و خلي منظري زي الزفت  قدام صحباتي 


اميره : اعمليه في الفيلا عشان باباه يجبره انه يحضر و ميكسفناش قدام الناس 


صمتت للحظات ثم قالت بخبث : بقولك يا نوري....اختك مش مرتاحه مع الزفت جوزها و ناويه تطلق....ايه رايك تحاولي تقربيها من طه 


نورهان : طه...ههههه ...ملقتيش غيره الي كاره كل الستات بسبب طليقته...معتقدش ان بعد الي شافه منها ممكن يأمن لوحده ست 


اميره : انتي هتقارني اختك بالي كان متجوزها ...اكيد لا ...حاولي بس تجسي نبضه و تتكلمي عنها كتير قدامهم ...و انا هخليها تزورك من وقت للتاني يكون هو موجود 


مرت ساعتان .....انهي فيهم عمله و تجهيز اوراق القضيه التي اتمها علي اكمل وجه 


قضتهم هي في العبث بهاتفها بعد ان انتهت محادثتها مع منه....غابت عما حولها و هي تضع سماعات الاذن لتسمع بعض الاغاني المفضله لديها 


يكفيها لذه الشعور انها تستنشق انفاسه التي تخرج منه في نفس مكان جلوسها 


عطره الذي تغلغل داخل شرايينها....رغم بشاعه موقفها امامه ...الا انها لن تترك هذا الاحساس يقتل فرحتها بوجودها معه في نفس المكان و لكل تلك الفتره ...التي لم تكن تحلم بنصفها حتي 


فاقت من شرودها علي يد تسحب السماعه من اذنها بقوه.... 


انتفضت و هي تلتف لتوبخ من فعل تلك الفعله الجريئه و التي لن تقبلها 


الا انها اهتزت حينما وجدته مائلا عليها بنصف جسده ...يتطلع لها بغيظ مليء بالاعجاب و هو يقول : بقالي ساعه بنادي عليكي 


ابتلعت لعابها بوجل و هي تقول بصوت مرتعش : سوري مخدتش بالي 


اعتدل ثم قال بابتسامه هاذئه : سوري 


وقفت بعصبيه و هي تقول ردا علي استهزاءه : حضرتك انا معايا السن ترجمه الماني ...و اخده كورسات فرنش و انجلش ...و شويه اسباني بس مكملتش 


يا ريت بلاش تقلل من حد انت متعرفش عنه حاجه 


حقا اصابته الدهشه مما جعله يسأل بتعجب : انتي كل ده...و متجوزه سعد....طب ازاي 


غامت عيناها بسحابه حزن دارتها سريعا و لكنه التقطها ببراعه و هي تقول : النصيب 


... 


لم يرد ان يطيل الامر معها فهي لا تعنيه ...تحرك من امامها و هو يقول : تعالي استلمي مكافأتك ...احنا خلاص خلصنا 


جلس خلف مكتبه يعد النقود التي ينوي اعطائها لها تحت نظراتها المتعجبه من المبلغ الذي تراه امامها 


مد يده بالمال و هو يقول : يلا مش خساره فيكي ...لو واحده غيرك كنت ادتها نص دول ....اكمل بمغزي فهمته : بس انتي عجبتيني 


التقطت منه النقود بكبرياء و هي تقول مصححه ما قاله حتي لا يعتقد انها صيدا سهلا : تصحيح حضرتك....اسمها شغلك عجبني 


جز علي اسنانه غيظا من طريقتها المتعاليه و التي لم يجرؤ احد علي ان يفعلها معه 


هل يصمت ...لا و الله رد بوقاحه : شغل ايه يا حاجه ...اخرك مرشده انتي فاكره نفسك بترجمي لوفد في السفاره 


انتفضت من مقعدها و قالت بغضب مكتوم : و حضرتك الي طلبتيني ...معتقدش ان شغاله فالمخدرات و مضطره اعمل كده عشان تسيبني اشتغل براحتي 


و لا قبضت عليا و انا بشم مثلا و حطيت شغلي معاك قصاد انك تخرجني 


نظرت داخل عينه بقوه و اكملت و هي تشير علي جانب راسها باصبعها السبابه ....انا هنا بمزاجي ...مش لاي سبب تاني 


و...فقط....تركته و غادرت سريعا قبل ان يرد عليها ردا لا تعلم ماذا ستفعل بعده 


اما هو ...فاق من صدمت ردها عليه حينما سمع الباب يغلق ...طرق علي مكتبه بغل و قال : يا بنت الكلب ...طب و حيااات امي لكون جايبك تحت رجلي و كاسر مناخيرك الي رفعاها دي ... 


اما هي....رغم وجعها من حديثه الا انها كانت فخوره بحالها لعدم سكوتها ...لن تسمح له او لاي شخص مهما كان ان يقلل منها ابدااااا 


لم تنتظر زوجها بل لم تسال عنه بعدما خرجت من المكتب ...تحركت بكبرياء امام اعين الواقفين تاركه المكان باكمله 


اشترت العديد من الالعاب لابنتها الحبيبه ...مع جلب العديد من علب الدواء التي تحتاجه دائما ...مع بعض الاطعمه الجاهزه 


عادت الي منزلها الصغير و بداخلها  فرحه عارمه ....ليس من اجل المال الذي حصلت عليه ....بل من اجل ابنتها التي ستطير فرحا بعدما تري ما جلبته لها 


و بالفعل ...حينما جلست في شقتها مع منه التي حضرت مع سيلا كي تطمان عليها و تعرف ما حدث لها 


كانت الصغيره تحتضن امها و تقبلها بسعاده طاغيه بعدما رات كل تلك العرائس التي كانت تحلم بامتلاكها يوما 


منه بمزاح : يا بت اتهدي بقي هريتي خدها بوس ...عايزه اقولها كلمتين و امشي 


سيلا : اصل فرحانه اوووي يا خالتو ...كان نفسي في العروسات دي من زمان 


احتضنتها غاليه بحنو و قالت : ان شاء الله كل الي نفسك فيه هجيبه ...انتي تؤمري يا لولو 


كادت منه ان تتحدث الا انها انتفضت معهم بعدما دخل عليهم سعد و ملامحه توشي بحدوث كارثه 


وقف قبالتها بعدما نظر لتلك الحقائب الملقاه حوله و قال بغل : نهااار ابوكي اسود....انتي بعزقتي القرشين قبل ما يباتو فالبيت 


غاليه : و انت مالك ...انت دافعلي حاجه من جيبك 


علم سعد انه لن يطول منها شيئا  ...هجم عليها ماسكا خصلاتها دون ان يهتم بصراخ الطفله و لا ترجي منه له ثم قال : هاتي بقيت الفلوس يا بت....اياكي مفكره ان هسيبك تمسكي قرش يا روح امك 


منه بمحايله : اهدي ياخويا و صلي عالنبي ...اتفاهمو بالعقل 


صرخت غاليه و هي تحاول ان تخلص شعرها منه : مش هطول مني جني ...انت قولت الفلوس دي لعمليه البت ...يبقي عايز تاخدها لييييه 


رد عليها بجنون : يكش تموت و نرتاح منها ....هاتي الفلوس احسنلك...تركها و قام بسحب حقيبتها 


قلب محتوياتها ارضا كي يبحث عن المال...و حينما لم يجده …..هجم عليها يضربها بعنف و غل 


لم يهتم بصراخ ابنته و رعبها لدرجه انها تبولت في ملابسها 


اما منه حاولت جاهده ابعادها عنه و كانت تتمني ان يكون زوجها حاضرا كي يساعدها و لكنه لم يعد من عمله الي الان 


و بين صراخ...و توسل....و مقاومه 


جائتها النجده من الله حينما صدح هاتفه بتغمه وضعها خصيصا لرب عمله حتي اذا كان نائما او مشغولا يرد عليه فالحال 


ابتعد عنها و هو يقول بغباء : الباشا اللي نجدك مني يا بت الكلب....هرد عليه و هكمل عليكي 


بينما كانت تقترب منها منه كي تحتضنها ...كانت هي كمن وجد حقا طوق النجاه 


حينما نطق اخر جمله انار عقلها بشيئا واحد الا وهو....الباشا هو الي هينجدي منه 


لم تفكر مرتان بينما هو يتحدث بصوت مرتعش يبرر بكاء الطفله التي تحاول كتم صراخها بعدما نظر لها بتهديد 


صرخت غاليه بقهر : الحقني يا باشا...ابوس ايدك هيموتني انا و بنتي 


تصلب سعد مكانه و نظر لها باجرام بينما سمع حسن يقول باستغراب : في ايه عندك يا سعد 


رد كذبا : اااا...ابدا يا باشا انت عارف...اااا 


قاطعته بصراخ اقوي : ابووووس ايدك الحقنا ...انا واقعه في عرضك 


اوقف حسن سيارته جانب الطريق حينما شعر داخله بوخذه المته بسبب توسلها....تلك الشامخه لن تذل حالها لاحد الا اذا كان الامر جلل و اكبر من طاقتها 


قال له بامر لا يقبل النقاش : اديني مراتك 


سعد برعب : يا باشا...متشغلش .... 


قاطعه بصياح غاضب : ادهااالي 


مد لها الهاتف و هو يشير انه سيقتلها اذا ما تفوهت بشيء 


اما هي  ....ايقنت انت تلك فرصتها الوحيده للتخلص من ذلك الجحيم التي تعيش فيه...اما ان تستغلها ...او ستظل باقي حياتها هكذا 


فليذهب كبريائها الي الجحيم...ابنتها اهم 


امسكت الهاتف بيد مرتعشه و هي تقول بصعوبه من بين بكائها و الم جسدها : باشا 


سكينا حاد غرز داخل صدره حينما سمع نبرتها التي تحاكي الاموات فقال باهتمام يملأه الحنو : ايه الي حصل 


ردت بحسم يملأه الرجاء : و غلاوت اي حاجه عندك ...تعالي انجدني منه 


تذامن توسلها مع صراخ منه حينما رات سيلا تقع ارضا بعدما دفعها هذا الحقير بغل 


اما هي صرخت بقهر ...بنتي ....القت الهاتف من يدها دون اهتمام و هرولت تجاه الفتاه التي كاد ينقطع نفسها من شده البكاء 


ضمتها بخوف و هي تصرخ بجنون متناسيا امر الهاتف الذي ما زال مفتوحا : عايز تموت بنتك يا ابن الكلب....و رحمه ابويا لهوديك في ستين داهيا...منك لله 


نظر حسن لابو ذياد الجالس جانبه داخل السياره و قد سمع بعضا مما حدث بسبب علو الصوت ثم قال : تعرف بيت سعد العرص ده 


نظر له الرجل باستغراب فبدأ بقياده السياره وهو يقول بغضب : اخلص تعرفه.... 


ابو ذياد بوجل : ايوه يا ريس ساكن في ...... 


لم يفكر مرتان ...انطلق بسرعه جنونيه تجاه العنوان الذي عرفه بسهوله. 


مهما كان يمتلك من صفات سيئه و قلبا حجري ...الا انه حقا رجل لا يستطع ابدا التخلي عن شخص استنجد به 


اما ذلك الجبان ظل يتصل به كثيرا و لكنه لم يتلقي ردا....اخذ يسب في زوجته بابشع السباب و لم يتخيل ابدا ان حسن الجيزاوي سيحضر الي منزله 


لم ترد عليه بل اهتمت بتبديل ثياب ابنتها التي شحب وجهها من كثره البكاء و الرعب الذي عاشته 


هي لا تعلم ما القادم ...و لكن بداخلها يقين انه سيأتي ...لما هذا الشعور حقا....لا تعرف 


و بينما كانت منه تحاول تهدئته وجدو الباب يطرق بقوه 


هرول تجاهه ...بهت وجهه حينما وجده امامه 


ابتسم بارتعاش و هو يقول : باشاااا...حضرتك هنا بنفسك داحنا زارنا النبي 


نظر له بغضب و هو يزيحه من طريقه....تطلع حوله بغيظ حينما راي هيئه المكان الذي تنم علي فحش ماحدث....العابا محطمه.... 


محتويات حقيبتها ملقاه ارضا ....جارتها الباكيه 


و فالاخر ...هي...هي التي خرجت من غرفه ابنتها بشعرا مشعث و اثار الضرب ظاهره بوضوح علي وجهها 


نظرت له بعين خاليه من الحياه و بداخلها الف شكوي و عتاب لا يعلم سببه 


زم ابو ذياد شفتيه بغل كي يكتم غضبه ...اما حسن ...حقا لم يستطع تحمل ما راي 


امسكه من تلابيبه و قال بغضب : ده اخرك ...تتشطر عالنسوان ...انما تبقي راجل لااااا 


حد يعمل في اهل بيته كده يا عرص 


سعد بخوف : ااا...يا باشا ...انت مش فاهم حاجه...لو عرفت عملت ايه هتعزرني 


نظرت هي و منه بزهول و لكن لم يتوقعو ما سيقول كي يدافع عن حاله 


حسن : مهما كان الي عملته ....تعمل فيها كدددده 


سعد بافتراء : لو لما الاقي مراتي بتكلم راجل غيري حقي اقتلها 


كداااااااااااب 


تلك الكلمه التي خرجت بصراخ من غاليه و منه في نفس الوقت ...اخرجته سريعا من صدمته 


و ما جعله يدهش حقا هو دفاع ابو ذياد حينما نطق بكلمه حق : تصدق انك #### و #### ...نظر لحسن و اكمل : باشا ...انت عارفني مبدخلش بيتي اي حد 


و مش بسمح للجماعه انهم يصاحبو اي حد....الشهاده لله الست ام سيلا ...ست بميت راجل 


حتي الحاجه من يوم ما عرفتها و هي بتشكر فيها و ديما بتكلمها تطمن عليها و برغم ان ام سيلا مش بتحكي حاجه عن حياتها 


الا انها كانت حاسه انه ابن كلب و خساره يكون معاه ست زيها 


نظر له حسن بنظره خرجت من الجحيم و قبل ان ينطق وجظ غاليه تهرول تجاه هاتفها الملقي ارضا 


التقطته سريعا ثم التفت اليه ...مدته له و هي تقول بدفاع مستميت عن شرفها الذي يريد ان يلوثه ذلك الحقير : تليفوني اهووووو 


سالت دموعها قهرا و هي تكمل : خده معاك خلي حد يراجع كل الارقام و المكالمات الي فيه مش انهارده بس ...من شهر ...اتنين...ان شالله من خمس سنين من اول ماجبته...لو لقيت اي مكالمه مع راجل اعمل فيا الي انت عايزه 


يصدقها...لا يعلم لما...و لكن خبرته تحتم عليه ذلك ...شعور بداخله يخبره بذلك 


لم يرد عليهاو لكن ارسل لها نظره اطمأنان حقا....ربتت علي قلبها المذبوح و احتوتها 


حسن بقوه : ابو ذياااااد....خد العرص ده و انزلو استنوني تحت 


اعقب قوله بترك ثيابه دافعا اياه نحو الباب 


لم يقوي علي الاعتراض ...بل ذهب بخنوع و بداخله يعلم ان القادم ليس بهين ...و ان رب عمله سيحاسبه حساب الملكين اذا ما وشت به زوجته و قصت له ما يفعله معها 


جلس علي احد المقاعد ثم اشعل سيجاره كي يهدأ حاله قليلا...نفث دخانها و قال بامر : اقعدو 


جلست الاثنان جوار بعضهما بصمت 


نظر لهم تباعا ثم قال لغاليه : احكيلي ايه الي حصل عشان يعمل فيكي كده ...او يقول عليكي كده 


غاليه : اسفه اني عطلتك ...او خليتك تشوف كل ده....مفيش حاجه حصلت بس انا كنت عايزاه يبطل ضرب فيا عشان خاطر البنت 


استشف كذبها خاصا حينما وجد منه تنظر لها بغيظ و قبل ان يرد عليها سمع منه تقول بغضب : انتي لسه هتسكتي 


ربنا بعتلك الي يخلصك من العذاب الي عايشه فيه انتي و بنتك....انتي هبله يا بت...احكي للباشا وهو هيقف معاكي 


صرخت بها بقهرو كبرياء انثي ترفض ان تظهر كسرتها امام احد غاصتا هو : بااااااس ...اسكتي 


كان يطلعهما بتمعن منتظرا ما سيقال علي احر من الجمر 


لم تعيرها اي اهتمام بل قالت بحسم حتي تخلص صديقتها من ذلك الجحيم التي تحي فيه منذ اثني عشر عاما :...... 


ماذا سيحدث يا تري 


سنري 



موسي الجزء الثاني 


الفصل الرابع 


بقلم فريده الحلواني 


فرصه....هي فرصه واحده تاني لاحدنا كي يتخلص من جحيمه....اما ان يقتنصها...او يفلتها من يده فيهلك 


بينما كان حسن ينتظر علي احر من الجمر ما سيقال و هو يري رفض غاليه التام


وجد منه تقول بحسم : انا هقولك علي كل حاجه يا باشا 


غاليه بغضب و وجع : لو نطقتي كلمه مش هعرفك تاني 


منه بغضب اكبر : مش مهم...لو تمن انك تخلصي من العذاب الي انتي فيه ده هو بعدك عني انا موافقه 


كاد ان ترد عليها الا انه صاح بصوتا غاضب : بااااس....نظر لها بقوه و اكمل : مش عايز اسمع صوتك...انتي استنجدتي بيا....و انا مش هتحرك من هنا غير لما اعرف الحكايه كلها....هو انا عيل تجبيني لحد هنا و تقولي الحقني و فالاخر تقولي مفيش حاجه 


منه : حقك علينا يا باشا....و الله غصب عنها الي شافته مش قليل ...يمكن الي حصل ده عشان ربنا يبعتك ليها و تخلصها منه ...دي غلبانه و ملهاش حد ميغوركش شكلها و لا طوله لسانه 


اسندت مرفقيها فوق ساقيها ثم دارت وجهها بكفيها...حقا لا تقوي علي النظر له ...و لا ان تري نظراته المشفقه حينما تقص له صديقتها كل شيء 


حسن : قولي يا مدام...انا سامعك 


سحبت منه نفسا عميقا ثم قالت : غاليه متجوزاه من اتناشر سنه ...من اول يوم و هو عيشها في هم و نكد 


بخيل مش فالفلوس بس لا فالمشاعر كمان....مش هقدر اقولك كان بيعاملها ازاي و لا الي كان بينهم ايه 


بس انت افهم لوحدك انهم عايشين اخوات تحت سقف واحد من اكتر من تمن سنين 


كل يا عيني ما تشتغل عشان تقدر تجيب العلاج للبت الي عندها القلب و حساسيه علي صدرها 


يخلي صحاب الشغل يمشوها لو مرضتش تديلو فلوس 


كل يوم لازم الجيران يسمعو اهانته و ضربه ليها 


لسه من يومين ضاربها وش الفجر عشان بتقوله روح هات العلاج للبنت....مرضاش و ضربها و نزلت هي فالوقت ده تجيبه 


رافض يعمل العمليه للبت...يقولها خليها بعيد الشر يعني...تموت ...كنتي جبتيلي ولد بدل ما جيبالي بت و معيوبه 


انا بقولك عناوين يا باشا و انت اتخيل تفاصلها بتوجع قد ايه 


اخر حاجه شغلها مع حضرتك ...وافقت بيه عشان تجمع حق العمليه....و طبعا كل الي عمله فيها من اول ما رجع عشان رفضت تديلو الفلوس


يا حبه عيني كانت عارفه انه واطي و هيقلب البيت عليهم...اول ما رجعت ادتهملي اشلهم عندي 


كان يسمع ما يقال وهو يغلي من الداخل ...صوت شهقاتها التي تحاول جاهده ان تكتمها مزق طيات قلبه 


اطفأ سيجاره و اشعل اخري ثم قال : اهلها فين من كل ده 


رفعت راسها لتنظر له بعيون مكسروه المته حقا و هي تقول : انا مليش اهل....امي و ابويا ماتو من قبل ما اتجوز 


ليا اخت كبيره متجوزه من زمان و عايشه فالمنصوره...و انا كنت عايشه مع اخويا و مراته في شقه اهلي الي اتجوز فيها 


و برغم كده مكنتش متحملاني ...هي الي خلت اخويا يجوزني ليه ...و طبعا هو ميقدرش يقولها لا 


و من يومها و هو مصدق خلص مني ...في اول جوازي اشتكتله كتير من معاملته الزباله ليا...بس للاسف قالي انتي الي دماغك عايز كسرها 


عيشي زي الستات ماهي عايشه...مفيش طلاق ...انتي عايزه تجبيلنا العار...و كلام من ده كتير الي هو حطي جزمه في بوقك و عيشي 


طبعا مراته عمرها ما هتوافق اني اطلق عشان مرجعش اعيش معاهم تاني ...هههه بعد ما كان فالاول ممكن يديلو كلمتين من باب الواجب 


مبقاش يرد عليا اصلا لما يعرف انه ضاربني و لا حصلت مشكله جديده 


صمت حل علي المكان ...لا يسمع غير صوت انفاث حسن البركانيه...و شهقات متقطعه من غاليه تحاول بها الكف عن البكاء 


و منه التي تنظر ليها بالم و حزن علي تلك الغاليه التي ذاقت الامرين 


تطلع لها قليلا ثم قال : انتي عايزه يبطل الي بيعملو معاكي ...و لا عايزه تطلقي 


نظرت له بصدمه ...لم تستوعب ما قيل ...الا حينما صرخت منه بتوسل : لو تقدر خليه يطلقها يا باشا ... 


تلك الكلمه التي تتمني حدوثها...سمعتها مرتان...في نفس الوقت...هل حقا ستحصل علي  تحررها من هذا السجن 


هل أن الاوان ان تتحرر من علاقه سامه استنزفت طاقتها بالكامل...هل تستطع ان تعود الي تلك الغاليه التي كانت تملأ الدنيا مرحا و سعاده 


قطع بصوته تلك الافكار حينما قال : غاليه 


نظرت له بوجع فاكمل : انهارده هتكوني مطلقه منه....ايه طلباتك 


ردت عليه بعدم تصديق ظاهري ...و لكن بداخلها يقين انه سيفعلها : انهارده ...بجد 


رد برجوله و كبر لم يقصده : انتي متعرفيش لسه حسن الجيزاوي....لو مش قد الكلمه عمري ما اقولها...و الكلب ده ميقدرش يقولي لا 


طلباتك ايه 


غاليه بلهفه : مليش طلبات غير حريتي...مش عايزه منه حاجه 


منه بتعقل و حسن نيه : ازاي بس يا حببتي...حتي خدي العفش...المليمين الي ربنا كرمك بيهم مش هيكفو ابدا تاجري شقه و تفرشيها ...و لو كفو هتصرفي منين لحد ما ربنا يكرمك بشغل جديد 


عاد لها كبريائها الذي لا ينضب ...اظهرت غيظها و هي تقول : انا هتصرف متقلقيش ...اخلص منه و كل حاجه ليها حل....مش هغلب يعني 


زم شفتيه بغيظ من تلك العنيده المتكبره ...اليس هي من كانت تبكي بانكسار منذ لحظات...من اي جائت بكل تلك القوه و الثقه التي تتحدث بها 


رد عليها بهدوء عكس ما يجيش بداخله : كل ده سهل و يتحل...تطلع لها بنظره مفادها ...اياكي ان تعارضيني 


ثم اكمل : انا هنزل اخده علي اقرب ماذون ....مش هتباتي علي زمته انهارده...هتقعدي هنا يومين لحد ما اتصل بيكي تمام 


ردت بعدم فهم ترفضه : يعني ايه اقعد يومين لحد ما تكلمني ...انا لازم افهم...غير كده المفروض ادور علي مكان ..ااااا 


وقف من مجلسه ثم قال بغيظ : غااااليه....الي قولته يتنفذ ...انتي لجأتيلي يبقي ليا حريه التصرف فالموضوع ده لحد ما اخلصه خالص ...تمام 


كادت ان ترد عليه بعدما وقفت قبالته بملامح رافضه للانصياع ...الا ان صديقتها منعتها من التفوه بحرف حينما قالت سريعا : الي تشوفه يا باشا 


الي قولت عليه هتعمله بالحرف...حاضر المهم تخلص منه 


نظر لها بتحدي و قال : تماااام و لا ايه 


نظرت له بتحدي يشوبه الغيظ ثم قالت : تمام بس يا ريت تبلغني بالي حصل ...مش بحب ابقي قاعده مش فاهمه حاجه 


داخل احد اقسام الشرطه ...نجد الجميع في حاله تأهب بعدما القو القبض علي فتاه قامت بقتل ابيها ...


تسحبها الرجال و هي مكبله بالاصفاد الحديديه ...صدمتها جليه علي ملامحه ...وجهها شاحب...أذنها صمت عن سماع صراخ امها التي تسبها و تلعنها...بل تنعتها بابشع الالفاظ 


هي لا تري امامها غير هذا الاب الحقير الذي حاول الاعتداء عليها كثيرا ...و اليوم قررت ان تتخلص منه 


لا تسمع غير تنبيه امها لها ...الا تقول ما كان يحدث معها ...بل تكذب و تقول انها مجرد مشاجره بينها و بين ابيها كي لا يفضح امرهم بين الناس 


جمله واحده تتردد داخل عقلها من ام جاحده لا تملك ذره ضمير : لو قولتي غير الي قولته هشهد ضدك ...انتي ضعتي متضيعيش اخواتك البنات معاكي يا فاجره 


انتفضت في وقفتها برعب حينما سمعت صوت طه يقول بغلظه : ما تنطقي يا بت 


هنا انتبهت ...متي دخلت الي ذلك المكتب ...متي وقفت امام هذا الضابط الذي يلدو عليه الحده 


نظرت له بتيه مما جعله يطالعها بتمعن 


طه : قتلتي ابوكي ليه...يخربيتك ...وصل بيكي الفجر و الجحود لكده 


نظرات انطلقت من بين دموعها الغزيره تتوسله ان يرحمها من اتهامات لا تمت لها بصله 


كل ما كانت تفعله ...تهز راسها رفضا ببطيء جعله يشعر ان التي تقف امامه ليست بمجرمه 


فهو ورد عليه الكثير و لديه من الخبره ما يجعله يفرق بين الصالح و الطالح 


و بخبرته لاحظ قطعه من قماش ممزق تظهر من تحت تلك العبائه التي ترتديها 


لانت ملامحه و هو يسالها بهدوء : اسمك ايه 


ردت عليه بصعوبه : ااا...ريم 


طه : عندك كام سنه 


ريم : سبعه و عشرين 


طه : قتلتي ابوكي ليه...هو كل الي يتخانق مع اهله يقتلهم 


بكت بقهر و قالت جمله غامضه جعلته يتيقن من صدق شعوره : انا قتلته مره....بس هو قتلي ميت مره...و مش لوحده 


هبط بكل ما يحمله من غضب و غل تجاه هذا الحقير ...وجده يقف امام البنايه مع ابوذياد 


في لحظه كان يقف امامه و يصفعه بقوه علي وجهه ثم امسكه من تلابيبه و قال : يابن الكلب يا واااطي 


انت راجل انت ...في حد يعمل كده فاهل بيته 


سعد برعب : دي كدابه انا معملتش حاجه يا باشا و الله 


شد عليه و قال بامر : هطلع معايا علي اقرب ماذون ...نظر له بصدمه لم يهتم بها و اكمل : هطلقها ...و عايزك تظهر في حياتها تاني ...انا الي هقفلك يا سعد 


اعجب ابو ذياد من موقف حسن كثيرا و قال بتأييد : هو ده الصح يا ريس ...بعد ما اتبلي عليها قدامنا ...يبقي خساره فيه واحده زيها 


سعد بغل و شجاعه زائفه : هي احلوت فعنيكم و لا ايه ...طب قولولي 


صرخه الم قويه سمعها القاصي و الداني تلتها صرخات اقوي حينما انهال عليه حسن يضربه بلكمات موجعه 


و هو يقول : و حياااات ...امي لدفعك تمن الكلمتين دول غالي يا ###### 


سعد بوجع و رعب : مقصدش يا باشااااا ...انا محقوقلك ...هعمل كل الي تقول عليه بس ارحمني 


تدخل ابو ذياد للفصل بينهما بعد ان تركه قليلا كي ياخذه بعض مما يستحقه 


فتح باب السياره ثم دفسه داخلها و هو يقول : اتنيل اركب بدل مانت عارف الباشا ممكن يعمل فيك ايه 


اما بالاعلي ...كانت تقف مع صديقتها خلف زجاج النافذه و تري كل ما يحدث بعيون يملأها الشماته و الفرحه 


منه بابتهاج : احسن ...اديلو يا باشا الواطي ده...نظرت لغاليه و اكملت بحب : شوفتي ربك بيدبرها ازاي يا قلب اختك ...و لسه الي جاي احلي ان شاء الله


هنا عادت غاليه لارض الواقع بعدما سمعت تلك الكلمات تزامنا مع تحرك السياره 


نظرت لها بقهر و قالت : عارفه مين ده يا منه...و الي قاعده تحكيله عن الزل و الاهانه الي عيشت فيها 


نظرت لها منه باهتمام فاكملت بقهر : هو ...هو يا منه ...من بين ملايين الناس ملاقيش غيره يشوفني كده 


منه بصدمه بعدما فهمت معني حديث صديقتها...و لكن ابي عقلها ان يصدق فقالت ببهوت : هو مين يا بت 


ابتسمت بسخريه يملأها الوجع ثم قالت : برغم انك فاهمه بس هجبهالك صريحه : هو يا منه...الظابط الي قعدت تلت سنين احبه من غير ما يعرف عني حاجه 


من بين كل الظباط ميكونش غيره الي اشتغل معاه...و لسه مفوقتش من صدمتي 


الاقيه هو برده الي جاي يشوفني في موقف زباله زي ده لا وهو الي بيدافع عني و هيخلصني من اوسخ انسان ممكن حد يقابله 


سالت دموعها و هي تكمل : شوفتي قهرت اختك يا منه ...بعد ما بعدت و محاولتش اشوفه بعد ما اتجوز ...سنين عدت و اول ما اشوفه يكون كده 


سحبتها منه من زراعها كي يجلسو و هي تقول بفرحه : يا لهوووي ...احيبيه بجد...هو ده الي ديما تحكيلي عنه 


طلعتي عندك زوق يا بت اللازينه...ده قمررررر...احيييه عالهيبه و الرجوله حقك متنسيهوش 


ابتسمت غاليه بحنين ثم قالت : و مين يقدر ينسي حسن الجيزاوي...من اول يوم شوفته فيه....عرفت انه مش هيطلع من جوايا 


منه : شوفي بقالك كام سنه بتتعذبي لما يوحشك و تمنعي نفسك انك تشوفيه و لا حتي تسمعي صوته 


اهو ربنا بعتهولك لحد عندك ...حكمتك يا رب 


غاليه بغيظ : انتي هبله يا منه ...بعتهولي ايه ياما 


انا الي رايحه اشتغل مرشده عنده ....انا لما كان ابن الكلب ده بيتكلم عنه و يقول اسمه متخيلتش ابدا ان يكون هو ....فكرته تشابه اسماء 


لاني قابلته فالقاهره مش هنا 


منه : عشان هبله...هما الظباط بيفضلو في مكان واحد 


غاليه : عندك حق ...بس متخليش خيالك يوديكي لبعيد ...خصوصا بعد الي حصل قدامه ده 


تنهدت بهم ثم اكملت : انا مش بحب اعيش فالوهم ...خلي الي فالقلب فالقلب يا منه 


اهم حاجه اني هخلص انا و بنتي من الجحيم الي عايشين فيه....حاليا كل الي بفكر فيه اربع حيطان تلمني انا و هي 


بكت منه و قالت : يعز عليا فراقك يا غاليه ..دانا مقطوعه من شجره مليش غيرك انتي و جوزي 


بكت بقهر و هي تكمل ؛ حتي هو من ساعه ما ربنا كرمه و خلف بقي علي طول عندها ...انا وافقت يتجوز عليا عشان حقه يكون لي عيل من صلبه ادام انا ربنا مكتبليش النصيب 


بس كنت عشمانه انه يعدل بينا 


ضمتها غاليه بحب و قالت : هو انا اقدر اسيبك ...ما الحال من بعضه انا كمان مليش غيرك انتي و سيلا 


هدور علي شقه قريبه من هنا عشان تجيلي كل يوم...وكزتها و اكملت بمزاح مهموم : و يا رب تطلقي انتي كمان زي ما قولتلك و تيجي نقعد سوا ...و #### الرجاله عالي عايزها 


انهي اجراءات الطلاق سريعا و بداخله حقد و غل اذا اخرجه سيحرق العالم اجمع 


نظر له حسن و قال بتهديد صريح بعدما خرجو من عند الماذون : فكر تقرب منها...هتلاقيني انا الي في وشك 


ابو ذياد بمغزي : هو يقدر يقف في وش القطر يا باشا 


ربت علي كتف سعد بقوه و اكمل : سعد عاقل و مش هيضحي بشغله عشان مره...مهما كانت مين 


فهم سعد ما يعنيه فقال سريعا : تغووور في داهيه ..هي اصلا وليه بت كلب و بكره تعرف اني مظلمتهاش يا ريس 


بثق حسن علي وجهه و قال بعدما اتجه ناحيه سيارته : ابوك لابو الي جابك يا ##### 


بعدما قاد سيارته بتعصب لبعض الوقت ...وجد ابو ذياد يقول بغيظ : طول عمره واطي ...بس توصل بيه الوساخه انه يسب في عرض مراته دي الي متخيلتهاش الصراحه 


حسن بغضب مكتوم : انا هاين عليا اضربه طلقه ...ايووووه يا جدع هو في كده 


ابو ذياد : و الله الوليه دي ربنا بيحبها و بعتك ليها نجده ...سبحان الله لسه اول مره تشوفو بعض انهارده و تكون سبب في خلاصها 


صمت للحظه ثم قال بتردد : هو انت هتعمل معاها ايه يا ريس 


القي حسن السيجاره من النافذه ثم نفث ما بقي من دخان و قال : اعمل معاها ايه في ايه مش فاهم 


ابو ذياد : فالشغل...هتكمل معانا و لا هتريح دماغك من الوش ...خصوصا ان سعد شغال معاك 


زفر حسن بحنق ثم قال : مش عارف و الله ...سيبها لظروفها المهم دلوقت ...بكره عايزك تجبلي شقه اوضتين و صاله صغيرين كده علي قدها هي و البت 


ابو ذياد باستغراب : انت الي هتجبلها شقه يا باشا 


حسن برجوله : امال نسيبوها تترمي فالشارع ....هجبلها شقه صغيره مش عشان حاجه ...الوليه دي عندها عزه نفس و كرامه ...مش هتقبل حد يدفعلها جني ....قولت نجبلها حاجه تفكر انها علي قدها و انا هكمل 


ابو ذياد : مش فاهم يعني ايه تكمل 


حسن بتوضيح : يعني انا عايز شقه صغيره اااه...بس علي شارع عمومي و في حته كويسه....مش معقول تسكن في حاره و لا مكان مش مضمون و هي لوحدها 


و عشان نزق معاها من غير ما تحس .... مثلا لو الشقه ايجارها ميت جني ...هنقولها خمسين ...و طبعا عشان مساحتها صغيره مش هتشك ان الايجار قليل فهمتني 


ابتسم له و قال بصدق : طول عمرك جدع و بتعمل لله عشان كده ربنا ساترها معاك...ربنا يذيدك من فضله يا ريس 


وصل لدي صديقه و قبل ان يجلس وجد اخيه يهاتفه ...رد عليه بمزاح كما يفعل : شيخ طه ...خير عندك ختمت قران و عايزني اجبلك ينسون يسلك ههههه 


طه بغيظ : ماهو ابوك داقت بيه الدنيا و ملقاش غير اسم طه عشان يسميني بيه و واحد ### :شبهك ياخدني مالسه من صغري 


حسن بغضب مازح : اتلم يااااض دانا اخوك الكبير...لو شوفتك هنفوخك 


ضحك طه و قال : بالله لو الكونتيسه نورهان سمعت الالفاظ دي هتعمل فينا ايه 


رد عليه بنزق : افتكرلنا حاجه عدله و حيات امك 


طه : طبعا انت عند ضرتها دلوقت ههههههه 


ضحك معه و قال : انت عارف بقالي عشر سنين مقدرش افوت يوم من غير ما اكون عنده ...هو اااه رخم و ابن ستين كلب بس يلاااا صحبي برده 


قزفه فادي بالوساده و قال بغيظ : ابو الي عايز يعرفك يا شيخ 


ضحك حسن بعد ان تفاداها ثم تمالك حاله و قال بجديه : مالك يا طه ...صوتك في حاجه 


زفر طه بحيره ثم قال : مخنوق 


حسن : تعالي نتكلم هنا براحتنا بدل ما سياده اللواء يسمعنا هناك و لو الحكايه فيها عوق هيكدرنا 


طه : ماشي ...انا اصلا قريب منكم ..هجيلك سلام 


فادي بصوت عالي : هات معاك حاجه ساقعه يا ساقع 


سبه طه بغيظ و اغلق الخط دون ان يلقي حتي السلام علي اخيه 


حسن بحيره : الواد ده مش عاجبني بقاله فتره 


فادي بضحك : واد ايه يا حسن ده عنده اربعين سنه و عياله بقو طوله 


حسن بجديه يشوبها الحيره : هو عشان عدينا الاربعين يبقي خلاص كبرنا ....هو احنا مش بني ادمين و من حقنا نعيش 


ماذا سيحدث يا تري 


سنري 



رواية ((موسي الجزء الثاني ))


الفصل الخامس 


بقلم فريده الحلواني 


مر اليومان الذي طالبها بهم حسن ...التزمت بيتها حتي انها لم تذهب بابنتها الي المدرسه 


كانت تجلس في ترقب حزر ...لن تقوي علي الاتصال به ...و لن تستطع مخالفه امره 


نظرت لصديقتها التي لا تفارقها و قالت بنرفزه : و بعدين فالقاعده السوده دي 


و لا مني نزلت اشوف مكان ...و لا قادره اتصل بيه 


منه بخبث : و ايه الي منعك ياختي ...معكيش رصيد 


وكزتها بقوه طفيفه و قالت : بت متغظنيش...انتي عارفه الي فيها 


منه : الي اعرفه ان في سبب قوي يخليكي ترني عليه...مش بقولك اتلككي و كلميه 


اليومين الي قالك عليهم اهو عدو ...يبقي ايه بقي 


كادت ان ترد عليها الا انها وجدت هاتفها يصدح 


سحبته سريعا و نظرت في شاشته ...ابتسمت تلقائيا حينما وجدت اسمه فقالت بمزاح ردا علي منه : يبقي هو الي يتصل 


فهمت منه مقصدها بعدما وجدتها ترد بجديه مخالفه لمزاحها : الو ...باشا ازيك 


حسن : الحمد لله في نعمه...انتي فين 


غاليه : فالبيت 


حسن بفرحه لا يعلم سببا لها : جدعه سمعتي الكلام يعني و منزلتيش 


جزت علي اسنانها بغيظ و قالت بكيد كي لا يفرح باطاعتها له : مش فكره سمعت الكلام...انا كنت بريح اعصابي بس ...و انهارده ناويه انزل ا.... 


قاطعها بغل ملأ صدره : باااااس...عرفنا ان الحاجه غاليه مبتسمعش كلام حد 


غاليه : ده العادي يعني 


وكزتها منه بقوه بعدما سمعت  ما دار بينهما نظرا لالتصاقها بها 


لم تهتم و لكنها انتبهت حينما سمعته يقول : مش هرد عشان مليش مزاج اتعصب...المهم 


تعاليلي المكتب دلوقت...هبعتلك ابو ذياد ياخدك ...نص ساعه و هيكون واقفلك عالامه  (  اهل اسكندريه يطلقون علي ناصيه الشارع كلمه أمه...تنطق بكسر الالف و تشديد الميم ) 


غاليه بعدم فهم : اجي ليه ..هو في شغل ..و بعدين اجي ازاي و الزفت ده عندك غير ان ليه ابو ذياد يجيلي 


زفر بغيظ و قال : ابلعي ريقك بس و اهدي و قولي هديت 


اولا الزفت طلع مأموريه مع واحد مالظباط الي هنا 


و لا مش عايزك في شغل...و ابو ذياد اساسا جايلك فالطريق و لما تجيلي هفهمك ليه تمام كده 


غاليه : بردو ..م.. 


صرخ بها : غااااليه...مش بحب الرغي الكتير اخلصي ...و فقط ...اغلق الهاتف في وجهها دون ان يعطيها حق الرد 


التفت لصديقتها التي تكتم ضحكتها بشق الانفس و قالت بغضب : شووووفتي ...قفل السكه فوشي 


لم تتمالك منه حالها بل ضحكت حقا من قلبها ثم قالت : داحنا داخلين علي ايام عنب...قومي يا قلب اختك البسي قبل ما الراجل يجيلك...قومي 


في وسط حديقه مبهره تخص فيلا الجيزاوي 


كانت تجلس ذبيده و هي تحاول ان تبدو طبيعيه رغم عدم ارتياحها لما يحدث حولها 


يصاحبها في تلك الجلسه نورهان و امها و معهم اختها التي تدعي رانيا و اسيا 


ابتسمت اميره ثم قالت بتملق : وحشتيني اوي يا ذوذو بقالنا كتير متجمعناش 


ذبيده : و انتي كمان ...بس انتي الي قطعتي يا اميره 


تغاضت عن هذا العتاب و ردت بمغزي : انتي عارفه المشاغل و كده...انهارده رانيا الي صممت اننا نيجي قالتلي انطي وحشاني جدا و نفسي اشوفها 


نظرت لها باستغراب مبطن و هي تقول داخلها بغيظ : انا سمعت الجمله دي فين قبل كده...ااااه لما كانو بيرسمو علي حسن 


رانيا : طبعا يا مامي لازم توحشني ..اتتي عارفه انا بحب ذوذو قد ايه...و مش بحب اقولها يا انطي عشان مكبرهاش 


نورهان : هههه هي الصراحه مش باين عليها السن ابدا و الي يشوفها مع ولادها ميصدقش انها امهم 


قبلتها حفيدتها بحب ثم قالت بصدق بعيدا عت النفاق الدائر حولها : عندك حق تيتا دي احلي حد فالدنيا 


ابتسمت بحب لحفيدتها الغاليه ثم قالت : انتي نور عين تيتا يا ايسو 


مثلت رانيا المزاح و هي تقول : سيبك من ايسو و قوللنا عامله غدا ايه انهارده...وحشني اكلك جدا..و انا عارفه انك لازم تقفي مع الشغاله و بتعملي الاكل بنفسك 


ردت ذبيده بمغزي : الست متبقاش ست غير لو عملت كل حاجه بنفسها...و لو ربنا كرمها بناس تساعدها يبقي عالاقل جوزها مياكولش غير من ايديها 


بالاعلي ...كان الثلاث شباب الصغار يقفون في الشرفه الخاصه بغرفه معاذ بعدما قررو ان يرتاحو قليلا من المذاكره 


بعد ان تمازحو قليلا تابعو من بعيد ما يحدث بين النساء...و برغم ان الحديث الدائر بينهم لا يسمعون منه شيئا 


الا انهم لاحظو تقرب رانيا من جدتهم 


معاذ بمزاح و سخريه : الحق ياض انت وهو....خالتو رانيا شكلها بترسم علي حاجه...بص لازقه في تيتا ازاي 


يس : يمكن بترسم علي ابويا 


محمد : يابني دي متجوزه 


معاذ : لا ماهي ناويه تطلق ههههه يبقي تخمين يس صح 


محمد بغيظ : و الله لو اخر واحده ...يا مرارك الطافح يا قرمط ملقيتش غير دي و تبقي مرات ابويا 


دي مرات ابو سندريلا ارحم منها 


ضحكو علي حديثه الساخر 


و لكن سال يس بجديه :  لو ابوك فكر يتجوز هتوافق يجبلنا  مرات اب 


محمد بتعقل : هو احنا صغيرين يابني ...احنا خلاص كلها السنادي باذن الله و ندخل جامعه 


ابوك مكبرش عالجواز اوي يا يس...و ده حقه ...اكمل بحزن : بس المهم يختار صح عشان يرتاح باقي حياته 


معاذ : ابويا و عمو اتظلمو ...اشار ناحيه امه التي تجلس بتعالي وسط النساء ثم اكمل : مش هي امي ...بس و الله لو انا مكان ابويا ما استحملها سنه مش تمنتاشر سنه مطلعه عينه...الصراحه ليه الجنه 


يس بمزاح كي يخفف حده الموقف : قال يعني ابوك عايش مخلص و بيدعيلها ربنا يهديها...ماهو مقضيها ..احنا مش لسه قافشينو فالعربيه مع واحده 


محمد باعجاب : و كانت اايه صاااروخ...عمو حسن ده مثلي الاعلي اقسم بالله 


معاذ بغيظ مازح : علي اساس ابوكم هو الي شيخ جامع يعني 


ضحكو معا ثم قال يس : لا ابويا سهون....شغال من تحت لتحت بس علي خفيف مش زي ابو علي الي خاربها 


معاذ :  يلا خليهم يعشولهم يومين قبل ما نكبر و نستلم الرايه منهم 


محمد : قال يعني انت مستني تكبر ...مانت خاربها 


معاذ بهمجيه شبيهه بابيه : و حيااات امك مانت زميلي و كل طلاعتنا سوي 


نظر ل يس و اكمل بغيظ : هو الواد ده الي مؤدب مش عارف ليه 


نظر يس الي الاسفل ثم قال بحب : انا اخترت خلاص و عمري ما هبص لغيرها 


معاذ بغيره علي اخته ...وكزه في كتفه ثم قال بغيظ : طب متبصش كده ياض بدل ما اعميك 


وصلت مكتبه  بقلبا لهيف لرؤيا من امتلك قلبها منذ سنين و دون ان يعرف حتي ان هناك نبضا ينبض باسمه 


و برغم ما تشعر به الا انها وقفت امامه تصافحه بثبات...رغما عنها يدها ارتعشت حينما حاوطها بكفه الكبير ...و كأنها يحتويها بين زراعها 


اما هو  سارت داخل اوردته كهرباء هزت دواخله بعدما لمس كفها الصغير الذي يضاهي نعومه الحرير 


بضع ثوان و لكنعا كانت كفيله ان تجعل كلا منهما يشعر بشيء ما داخله لم يمر به من قبل 


و ها قد ضاعت تلك اللحظه الحلوه حينما قال بهمجيه : متعرفيش تقولي حاضر و انتي ساكته لازم ام المقاوحه 


هبطت من سحابتها الورديه حينما سحبت يدها من خاصته و قالت بغيظ : حضرتك انا بحب افهم ...مش بعرف اعمل حاجه من غيرك ما افهم انا رايحه فين و جايه منين 


اعقبت قولها بالجلوس فوق المقعد المقابل لمكتبه 


واضعه ساقا فوق الاخري بطريقه استفزته حقا 


و كما اعتاد منذ ان عرفها...يخرج غضبه و غيظه من كبريائها في تدخين سيجاره تلو الاخري 


تدخل ابو ذياد كي ينهي تلك الحرب البارده و التي للامانه تعجبه كثيرا و تجعله مستمتعا بما يحدث 


ابو ذياد : الباشا جابلك شقه يا ام سيلا عشان تنقلي فيها و تظبطي امورك 


انتفضت من مجلسها و قالت بغضب نابع من عزه نفسها التي تأبي ان تكون محل اشفاق من احد فما بالك هو 


سالت بغضب : شقه ايه...و مين الي طلب منك كده...انا مش محتاحه مساعده من حد علي فكره 


اذا قتلها لم يلومه احد ...اليس كذلك ...لم يعتاد علي ان يعارضه احد ...حسنا ...اذا صوته الجهوري هو اسلم حل لرضع تلك الفرسه الجامحه حتي يتثني له كبح جماحها 


صاح بغضب و هو يطرق فوق المكتب بيده : بت...اترزعي ساااامعه 


انتفضت خوفا من مظهره الاجرامي ...وجدت حالها تجلس دون مناقشه...و هذا ما اغضبها من حالها 


كادت ان تتحدث بقوه كي تداري علي مظهرها الخائف منه 


الا انه لم يعطها الفرصه و قال بعدما ابتسم بداخله علي تلك الطفله المشاغبه رغم كبر سنها : اسمعي و افهمي و بعدين ابقي اطرشي الي انتي عايزه تقوليه 


زمت شفتيها المطليه باللون الوردي الذي جعله يتخيل مزاقه عليها ثم قالت : حضرتك في ايه بجد 


من اول ما وصلت و عمال تغلط فيا ..انا مش بحب كده علي فكره 


كتم غيظه و قال بهدوء خطر : مانتي لو بتدي للي قدامك فرصه يفهمك مش هغلط ...انما انتي اول ما تشوفيني كأنك داخله عاركه ...نظر لها بخبث و اكمل ببرائه زائفه : مش عارف ليه اخده مني موقف من اول مره جيتي هنا 


لن تتركه ينتصر عليها ...بل ستحرقه بتجاهل حديثه الذي كان صحيحا مائه بالمائه 


غاليه بثبات بعد تجاهل ما قيل : ممكن افهم شقه ايه الي حضرتك جبتها...انا احترمت كلمتك و معملتش حاجه اليومين الي فاتو 


رد عليها بجديه : اسمعي و افهمي بعقلك ...انا عارف ان نفسك عزيزه و مش هتقبلي مساعده من حد 


و انا مقولتش ان جبتلك شقه مساعده و لا حاجه ...دي بفلوسك و انتي الي هتدفعي ايجارها 


نظرت له بعدم فهم و قالت : ازاي مش فاهمه....اااااه... 


يعني حضرتك اتوصتلي عند حد مثلا بياجر شقق و كده...طب تمام 


مقولتليش ليه عشان اشوفها هتناسبني او لا ...و المكان كمان ...انا هبقي انا و بنتي لوحدنا علي فكره 


حسن : تقريبا ده الي انا فكرت فيه 


بصي يا غاليه انا من طبعي لما بدخل في موضوع بحب انهيه لاخره 


انا خلصتك من الكلب ده...مينفعش اقول كده عملت الي عليا ...و اسيلك و انتي في الحاله دي تخبطي و تلوشي لوحدك 


ليا حد معرفه عنده شقه صغيره في جليم ...علي شارع عمومي .... 


قبل ان يكمل قاطعته قائلا بزهول : جليم...انت عارف حضرتك الايجار هناك بكاااام 


جز علي اسنانه ليكتم غيظه و هو يقول : ماهو لو سبتيني اكمل هتفهمي 


نظرت له بمعني ...اكمل...فقال : قولتلك ده واحد معرفه...يعني تقريبا نزل من الايجار النص عشان خاطري 


تري تقولي مصالح مشتركه بينا...و انا مخترتهاش عشان كده و بس لا 


عشان زي ما قولتي انتي و بنتك هتبقو لوحدكم ...مينفعش تعيشو في مكان شعبي مثلا او في حته ممكن سعد يستغلها و يأذيكي 


ده اولا شارع عمومي يعني اي حاجه هتبقي واضحه فيه ...ثانيا البواب هو و ابنه عاملين ورديات عالعماره يعني امان 


انا كل الي عملته اني دفعتلك مقدم الايجار ...كادت ان تعترض الا انه رفع كفه ليوقفها و اكمل بحسم : كده كده هاخدهم من اول شغل هتعمليه معانا...ده لو حابه تكملي 


و لو قولتي معاكي فلوس دلوقت ...هقولك ...هتنقلي العفش بكام...علاج بنتك الغالي الي يا دوب بيكفيها اسبوع...ده غير مايه و نور و كهربا و غاز و اكل و شرب 


يعني بالعقل كده و حسبه صغيره هتلاقي الي معاكي مش هيكفوكي شهرين 


يبقي نركن الكبر و العناد علي جنب و نفكر فالمصلحه ...نظر لها بلين ثم اكمل : انا كده غلطان 


حقا خجلت من حالها...لم تتخيل ان يفكر بكل ما كانت تفكر فيه منذ يومان....بل ما جعلها تشعر بالخزي من نفسها انه لديه كل الحق فيما قال....يكفي انه شغل حاله بترتيب حياتها دون ان تطلب او حتي تتخيل هذا 


تظرت له باعتزار ثم قالت : اااا...عندك حق ...بجد انا مش عارفه اقولك ايه...مهما اشكرك مش هوفيك حقك فالي عملته معايا 


جميلك في انك خلصتني منه او كل الي عملته ده ...في رقبتي طول عمري و ربنا يقدرني و اردهولك 


ابو ذياد بصدق : الباشا  عمره ما اتاخر علي حد محتاج مساعده يا ام سيلا ...و الله مافي احن من قلبه 


حسن : مفيش جمايل و لا حاجه ...المهم انتي كل الي عليكي ..تلمي حاجتك انهارده و بكره الصبح ابو ذياد هيكون عندك بعربيه نقل 


هيقف معاكي  لحد ما حاجتك تتحط في شقتك و بكده تبقي مهمته انتهت و انتي بقي ظبطيها بمعرفتك 


ابتسم و هو يكمل بمزاح : اهوووو سيبتك انتي الي تروقيها مجبتش واحده تساعدك ...يكش تتهدي و لسانك يتلم 


ضحكت بحلاوه جعلته يسرح بها امام نظرات ابوذياد الذي يشعر برد عمله و يتمني ان تكون تلك الغاليه عوضا لقلبه الذي عانا من الالم ما لا يتحمله احد 


جلس طه مع احد الضباط داخل مكتبه و وجده يقول  : هتعمل ايه مع البت الي قتلت ابوها دي...انا مستغرب انك محولتهاش للنيابه من يومين 


طه بحكمه : البت دي وراها حكايه ...مش عايز استعجل و اظلمها 


الضابط و يدعي يحي : حكايه ايه ما امها اعترفت عليها قالت انها قليله ادب و مش بتسمع الكلام و ابوها قفشها و هي بتكلم واحد فيديو عشان كده ضربها و هي قتلته 


ده غير اخواتها بردو قالو نفس الكلام 


طه بحكمه : اخواتها البنات كانو بيشهدو و هما خايفين يا يحي ...كل واحده بتقول الكلام الي حفظته ...احنا مش تلامذه و الحاجات دي جديده علينا 


اما اخوها ده ...الحشيش لاحس دماغه و تحس انه ما صدق يودي اخته في مصيبه 


يحي : معاك في كل ده ...بس شغلنا مش معتمد عالاحساس يا طه...لازم دليل يثبت كل ده 


شرد طه قليلا ثم قال بحماس : انا جاتلي فكره هتخليني اتاكد مالي شاكك فيه...و لو طلع الي فدماغي صح هطلع ميتين امها عشان انا واثق انها وري كل الي حصل ده 


يحي : هتعمل ايه فهمني 


طه : انت خليك زي مانت بتعمل تحريات عادي و انا هعمل حركه كده هخلصها و اقولك عالي فيها....اهم حاجه استدعي الجيران تاني من غير امها ما تكون معاهم و شوف هيقولو ايه 


بدات جمع اغراضها بمساعدت منه و هي تشعر بسعاده طاغيه ....فقد صلت ركعتان شكر لله انه ارسل لها من ينقذها من ذلك الحقير 


حقا ....اذا اراد الله شيئا قال له كن...فيكون... 


صدقت ربي ما اعظمك 


فاليوم التالي جاء لها ابو ذياد و معه اربعه رجال قامو بحمل كل الاغراض بهمه و اتقان 


حتي حينما وصلو الي مسكنها الجديد اسرعو في حملها مره اخري الي ان انتهو من مهمتهم 


وقفت مع صديقتها وسط الصاله الصغيره و هي توجه حديثها لابو ذياد و الذي يدعي محمد قائله بامتنان : انا مش عارفه اشكرك ازاي يا محمد ...تعبتك معايا 


رد عليها بود : عيب عليكي احنا اخوات يام سيلا ...مفيش الكلام ده بينا ....المهم تكون عجبتك 


نظرت حولها بفرحه و قالت : و الله ما كنت احلم بنصها حتي ...الحمد لله ... 


منه : بقولك ايه ياخويا معلش لو هنتقل عليك متعرفش حد يكون بيبيع اجهزه مستعمله...نشتري منه تلاجه و بوتجاز صغيرين


انت عارف المضروب علي قلبه مرضاش يسبلها الاجهزه يا دوب خلاها تاخد اوضتها هي و البت و الانتريه ده 


ابو ذياد : مانا عارف يا مدام هو اصلا الي بلغني بكده 


فالعموم يغور بيهم ...اكمل كذبا : ربنا بيحب الست ام سيلا و الله ...الراجل صاحب الشقه كان لسه شاري اجهزه جديده بكرتونتها 


غاليه باستغراب : يعني هيخزنهم هنا 


محمد بجديه زائفه : لا طبعا ...انا هفهمك 


هو كان ناوي ياجر الشقه مفروش  ...اشتري تلاجه و بوتجاز و تلفزيون و غساله ...و التكييف كان متركب من الاول


لما الباشا كلمه عشان ياجرها قالو خلاص الي موجود من نصيب الساكن عشان خاطرك 


غاليه باستغراب :  ازاي يعني  حد يسيب كل ده لحد ميعرفهوش....انت عارف كل ده بكام


ابو ذياد بكدب  :  يا ام سيلا في بينهم  مصالح و الباشا ياما قدملو  خدمات .....غير ان صاحب الشقه ربنا كرمه و بالنسباله  الحاجات دي تافهه يعني مش زي مانتي مفكره


نظرت الي  منه بزهول و من داخلها لم تقتنع بكل ما قيل


تحركت من امامه دون ان تتفوه بحرف ...تطلعت لتلك الأشياء الغاليه....قامت بفتح الثلاجه....وقفت بصدمه امامها بصدمه حينما وجدتها مليئه بالاطعمه  و اللحوم و كل ما يمكن ان تحتاجه هي و ابنتها


قالت بزهول لحالها :  ليه كده يا حسن ...مصمم تحسسني اني قليله و بتعطف  عليا


ماذا سيحدث يا تري


سنري


تكملة الرواية من هناااااا


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا

تعليقات

التنقل السريع