رواية قلوب صماء الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم فاطمة الألفى
رواية قلوب صماء الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون بقلم فاطمة الألفى
الفصل الحادي والعشرون قلوب صماء بقلم فاطمة الألفي. دلف يزيد بصحبه كارلا لداخل المنزل وقف يضع الحقائب من يده ، وطرق الباب عده طرقات ، وانتظر الرد ... ............ استيقظ مالك مبكرا وابدل الجلباب وارتدي ملابسه مرة اخرى ، وحاول ايقاظ جميلته ، يريد أن يترك المنزل ، لن يستطع أن يتحمل وجوده بنفس المنزل الذي يقطن به غريمه ، فهو يصدق زوجته ولكن نيران الغيرة مشتعله داخل صدره ، ولا يريد ان يظل بهذا المنزل ويعطي فرصه لعز بمضايقته .. اقترب منها يحاول ايقاظها ليستعدو لمغادرة المنزل .. مالك يمسد على شعرها برقه ،إلى أن فتحت عيناها من أثر لمسته ، نظرت إليه باهتمام . مالك طبع قبله حانيه على جبينها ، وعاد النظر إليها ليتحدث لكى تفهمه . مالك . صباح الخير ، اجهزى عشان نسلم عليهم ونرجع عند جدى ، معلش انا مش هستحمل اشوف عز بيبصلك وافتكر دة حقي ان اغير على مراتي لم تستطيع ان تعترض ، فهى تتفهمه ونهضت من الفراش ، احضرت ملابس لها ودلفت إلى المرحاض ... ظل منتظرها إلى أن تنتهي ويغادر الغرفه معا ، .. .......... كان يجلس عز مع جده فلم يوافق واصف على طريقته مع جميله وزوجها و جلس معه لينصحه .. واصف . اجعد يا ولدي رايد اجولك كلمتين ، إللى بتعملو دى مايصوحش خابر ولا مش خابر ، انت اكيده رايد تخرب على جميله ، سيبها فى حالها يا ولدي وشوف حالك ، بلاش شغل العيال الازغيره دى انت مهندز جد الدنيا وشاور على ايوتها عروسه لو بت مين هجوزهالك يا ولدي ، وهمل بت عمك لحالها مع راجلها ، . عز بحزن . واعمل ايه فى دة يا جدي ، اشيل قلبي اخرجه من ضلوعي عشان انسي جميله ، بعد ما عشت عمري أفكر فى اليوم إللى يجمعنا واتمناه يقرب ، عشان تبق حلالي ، يبق دة نصيبنا . واصف . إللى مكتوب على الجبين لازمن تشوفو العين يا ولدي ، بكرة تجوز وتخلف يبج ليك عزوتك وتفتكر الأيام دى وتضحك عليها ، صدجني يا عز يا ولدي ، ربنا كاتبلك نصيبك يا ولدي ، وبلاش تفكر فى الجديم واعتبر جميله كيف خيتك يا ولدي وطلعها من رأسك وجلبك خابر يا ولدي،انت إللى هتتعب واني يعز عليا اشوفك اكيدة . عز بتنهيدة . حاضر يا جدى وانا هنزل مصر دلوقت مش هقدر اشوف حد قدامى ، قلبي بيقيد نار لم اشوف مالك ، اشوف وشك بخير واصف . عين العجل يا ولدي ، ربنا يصلح حالك ........ كان يهم بالصعود إلى غرفته ليحمل حقيبته ويعود إلى القاهرة ، سمع طرقات على الباب .. توجه ليفتح ويعلم من الطارق . تثمر عز مكانه وجحظت عيناه عندما وجد يزيد يبتسم له . يزيد بابتسامة . ايه يا عز ساعه واقف على الباب عشان تفتحه . اسرع يزيد يضمه بقوة وعز مازال غير مصدق وجوده .. يزيد . هتفضل على وضعك كدة كتير ، فين اهل البيت دي هاجرو ولا ايه . عز . انت متقولتش ليه انك ، زى ماسبتهم هتلاقيهم هيروحو فين يعني .. عز باستغراب . مين دى انت اتجوزت يزيد بتسرع . لا لا دى كارلا صديقتي ونازله معايا سياحه نفسها تتعرف على البلد عز . امممم اهلا وسهلا كارلا . اهلا بيك يزيد بصوت عالي . يا ام يزيد انتي فين يا نواره كانت بالمطبخ وعندما سمعت صوت ابنها المألوف عليها ، هرولت إليه بفرحه . يزيد يا ضنايا ، اتوحشتك يا غالي احتضنها بشوق وحب وقبل رأسها ويدها ، وانتي ياام يزيد اتوحشتى ولدك جوووى جوووى واصف بلهفه . حمدلله على سلامتك يا غالي يا ولد الغالي . اسرع يزيد ليقبل جدة بحب ويضمه واصف بقوة داخل احضانه ويرتب على ظهرهه . ترك عز حقيبته وذهب لاخبار والده وعمه بعودة يزيد من الخارج .. ....... واصف . نورت دارك يا ضاكتور يزيد يبحث بعينه عن شقيقته الصغري ، جميلته وحبيبته وعشقه الأول فى الحياه ، فهى ابنته المدللة يريد ان يسعد برؤيتها ويخبها داخل احضانه .. واصف . مين الضيفه إللى امعاك يا ولدي . يزيد . دى كارلا صديقتي يا جدى هتكون فى ضيافتنا بعد اذن حضرتك طبعا واصف . وها يا ولدي ضيوفك يتشالو فوج الرأس يزيد . ربنا يخليك لينا يا جدي ، امال فين جميله مش معقول تكون نايمه نوارة بتردد . فى قاعتها يا ولدي كان يهم بالصعود ولكن امسكه جده من يده . واصف . تعالي اجولك كلمتين الاول لوحدينا فى المنضرة . يزيد بلهفه . طب اشوف جميله الأول واصحيها يا جدي بنفسي عشان خاطري واصف . اسمع الكلام دلوك ماينفعش ، جميله اتجوزت يزيد بصدمه . يعني ايه اتجوزت واصف . نوراة دخلي الضيفه القاعه الجبليه عشان تستريح نواره . تعالي يا بتى أمعايا ذهبت خلفه كارلا تريد أن تضع جسدها بالفراش وتذهب فى النوم من شده التعب التى تشعر به ... .......... واصف . تعالي وافهمك كل حاجه يزيد بعدم فهم . عز كان هنا يعني اكيد جميله هنا واصف . بس مال عز بجميله ، جميله اتجوزت ولد امحمد السمنودي فى ذلك الوقت كان يهبط الدرج ويمسك بيدها .. تثمر يزيد مكانه وهو ينظر لها وكأنه لم يسمع .لم يرا غير وجهها المحبب لقلبه . عندما رأته ترك يد مالك وقذفت الدرج لتصل إلى ابيها وشقيقها وحاميها وسندها ، الأب الحاني ، والاخ الحامي والمضحي ... ركض إليها بلهفه واحتضنها بقوة وهو يحملها بيده بعيدا عن الارض ويدور بها بقوة وهو يعتصرها داخل احضانه بحنيه ابويه . وانزلها برفق وهو يقبل جبينها . واحشتينى يا قلبي ابتسمت له واحتضنته مرة اخرى .. ... كان يقف يتابع المشهد أمام عينه ، وهو يشعر بألم يعتصر قلبه فجأة ، فهو يخشي بعدها عنه الان،راوده شعور غريب فجأه وسيطر عليه ، وضع يده على قلبه ، فقد كان يقاد يقتلع من صدره بسبب المه وتسارع دقاته .. واصف . تعالى اتعرف على مالك جوز خيتك بعد يزيد عن شقيقته ونظر إلى مالك وتذكر اخر كلمات تفوه به جده ولد امحمد السمنودي هبط مالك الدرج بخفه وتقدم إليه ليصافحه . مد يده له نظر يزيد إلى يده الممدودة ولم يصافحه بلا بعد خطوتان للخلف ونظر إلى جده بجمود . ازاى عاوز اعرف جوزتو اختي ازاى من غير مااعرف ، خلاص اخوها مات عشان تجوزوها كدة من غير حتى ماحد يفكر يبلغني ومن مين ،من ابن الظابط إللى اتسبب فى حرمانه من ابونا ، ازاى يا جدي دة حصل ازاى وانا اخر حد يعرف بجوازه اختى افهم ليه ، ليه كل دة ، ليه لاغيتو وجودي فى حياة اختى ، مش كفايه إللى يزيد بانفعال . مش كفايه إللى حصلها وهى صغيرة اهمالكم هو السبب ، هو إللى وصولها لكدة . واصف بحده . دى أمر ربنا هنعترض يا ضاكتور يزيد . لا دة كان جهل يا جدى ، كان ممكن تسافرو مصر اى مكان وتتعالج عند دكتور ، مش حلاق هو إللى يعالج طفله عمرها سنه ، المشكله أنكم ميسورين الحال ، كنت عذرتكم.ان قله المال هى السبب ، لكن حضرتك الحمد لله خير ربنا كتير ، يبق مين السبب وحدد مصير جميله يا جدى ، وكمان تجوزوها من شخص لا تعرفه ولا احنا نعرفه ، وفى بينا عداوة قديمه كمان ، والمصيبة انكم محيتو وجودي من حياه اختي ، من فرحتي ان ازفها لعريسها ولغيتو فرحتها فى انها تختار الإنسان إللى هيشاركها حياتها ، جميله مش لعبه فى ايد حد ومع احترامي لحضرتك ، اختي مش لعبه تحركوها زي ماانتو عاوزين ، اخترتولها عز من وهى لسه فى اللفه وبق حكم عليها واجب التنفيذ ، ودلوقتي بدلتو الحكم من مؤبد لاعدام ، واصف بحزن . جوازها إعدام يا ولدي ، وإني طول عمري محاجي عليكم وخايف عليكم من العداوة الجديمه يزيد بعصبيه . تقوم تجوزها عشان تضحي بيها وسط العداوة والتار إللى مالناش دخل بيه ، مش من حقها تختار حياتها ماشيه ازاى ، مش من حقها تفرح زى اي بنت فى سنها ليه كسرتوها وكسرتوني معاها ليه عشان ايه واصف . الحج عليه يا ولدي خايف الدم يطولكم واكيدة العيلتين.بج بينهم نسب والصلح تم خلاص يزيد بحزن . على حساب مين اختي ، حياتها ، سعادتها ، ومتجوزه من امته وانا نايم على وداني مش عارف عنها حاجه . واصف . يجي تلات اسابيع اكيدة يزيد باستخفاف . كمان تلات اسابيع وانا مااعرفش لدرجه دي، واصف . اني منبه عليهم ماتخدش خبر ، عشان عارفك.زين حمجي وطبعك حامي وهتعاود وتهمل مستجبلك وتفركش الجوازة يزيد . مستقبلي مش أهم من اختي إللى ماليش غيرها وانا متغرب عشانها هي مش عشان نفسي ... كان يقف يشعر بالندم والشعور بالخذلان يسيطر عليه ، يندم على كل ما فعله فى تلك البريئة الجميله ، يشعر بالشفقه بعد صدق كلام شقيقها.، يشعر بسكين مغروز داخل قلبه الان ، ويقف لن يقدر على التفوه بكلمه ... ........ نظر يزيد إلى شقيقته الباكيه من هذا الانفعال القائم بين الجد والحفيد .. اقترب إليها يزيد بحزن . ونظر إلى عيناها باسف . هم يخبو زي ماهم عايزين لكن انتي تخبي عليه ليه ، ليه اخوكي مش قادر يحميكي ، لم اموت يا جميله ابقي الغيني من حياتك ، لكن طول ما فيه نفس مش هرضي انك تتظلمي ولا تتكسري وتدفعي تمن عداوة لا انا ولا انتي لينا دخل بيها من الاساس ، ليه مش عرفتينى اللي بيحصل ليه ، فاكرة ان هرضه بظلمك وبجوازة تخليص حق ولا مصلحه تخص حد مالكيش دخل بيها ، وانا رجعت خلاص مش عايزك تخافي والوضع دي هينتهي ، ودلوقتي حالا ..... ترك شقيقته تشعر بالحزن لأجل شقيقها وتوجه إلى مالك . وقف امامه بقوة وصلابه . طبعا انت كمان مجبر زي جميله ، والوضع دي لازم يتصلح ، كل واحد يروح لحاله .. آت علي فى ذلك الوقت ومعه عز ونصر وايضا كرم وسند . وقف الجميع مصدوم من كلام يزيد .. على . اتجننت اياك عاوز تخرب على خيتك وهي ماكملتش شهر جواز عاوز الناس تجول ايه . يزيد بجديه . هى دي حمد لله على السلامه والاحضان اللي مستنيها من عيلتي ، وحضرتك ازاى توافق على حاجه زى كدة جميله دي مش بنت اخوك وكنت دايما تقول بنتي مش بنت أخويا ايه جد ، دي انا سيبها امانه فى رقبتك ، صونت الامانه يا عمي . سند بانفعال . عمك ماجصرش يا ود عمى ، وكلاهتنا كنا رافضين ان الجوازة تتم ، كفايه كسرت جلب اخوى عز ، بس جدي إللى جرر وماحدش يتني كلمه جدي يزيد . يبق زعلان ليه يا عمى ،خلاص نصلح الغلط إللى حصل ، وانا مايهمنيش الناس تولع الناس ، أن يهمني اختي وبس علي . كيف يا ولدي خيتك لساتها ازغيرة تطلج كيف والناس إحنا لازمن نعمل حساب لناس احنا مش عايشين لحالنا ، الناس تتكلم على بتنا كلام عفش ، وهو عروسه كيف دي بس ، صحيح مش كنت رايد الجوازة جبل سابج بس دى نصيب ومش عاوزة تخريب بيتها ، وهى راضيه بجوازها وجوزها جدامك يا ولدي ،اهو راجل مهندز متعلم ومتنور ومش جصر مع خيتك فى شئ . مالك بعد طول صمت تحدث بصعوبه والألم ينهش قلبه . انا شايف إن يزيد لسه راجع من سفر ولازم يستريح وجميله هتفضل هنا عشان تقعد مع اخوها ، وأن هقعد عند جدي كام يوم ، ويكون الامور كلها وضحت لدكتور يزيد وقبل مانمشي هعدي اخد مراتي واصف . اصيل ولد اصول يا ولدي على . خليك يا ولدك امعانا مالك . معلش يا عمي عشان جميله تاخد راحتها مع اخوها ، اكيد هو واحشها . توجه إلى جميله ووضع يده على كتفها ونظر لها بحب . لو محتاجه مني حاجه انت عارفه هتعملي إيه خلي بالك من نفسك وهمشي انا بقي يومين بالكتير وهكون عندك ، قبل رأسها واستذنهم ورحل .. كان عز يشغل غضب من همسه أمام جميلته وفرح بعودة يزيد ، الذي سوف يسهل عليه عودة جميلته إلى مكانتها داخل قلبه وبيته ... وأما يزيد ينظر للجميع بنظرات حزن واسي ويحمل الجميع المسئوليه.الكامله فى تضحيتهم بشقيقته ... وغادر البيت بأكمله .... فضل ان يختلي بنفسه وظل يتجول بالحقول ويمشي بلا هدف ، لا يعلم إلى أين ولكن يشعر بالاختناق يريد ان يتنفس براحه ، وظل سير بلا هواد ... .................... اما مالك عاد إلى منزل جده وحيدا ، بدون زوجته ، يشعر انها النهايه ، كان يريد ان يجعل بينهم البدايه وهو من اختار البدايه ولكن شاءت الأقدار أن تكون النهايه بينهم وليس البدايه ، كان يشعر بالاضطراب ومتشتت الأفكار والمشاعر ، عن احساسه الذي يشعر به انها لحظه الفراق ، يحاول طرد هذة الفكرة من رأسه ولكن يخشي ان تكون حقا مشاعرة محقه هذة المرة ، لا يريد البعد ، يريدها جانبه ، يريد قلبها ، حبها ، حنانها ، احتوائها ، يريد ضحكتها ، يريد قربها ، ان تظل امامه تشعر به .. فهو أصبح عاشق لجميلته ، لا يريد الخذلان ، يعلم أنه المخطئ من البدايه ولكن افاق من غيبوبته ، ويتمنى عودتها إلى روحه ، فهو الان يشعر بانه بلا روح .. عندما راءه جده اقبل عليه . قاسم . وها جاعد لحالك ليه يا ولدي ، انت عاودت ميته ، وفين مرتك . مالك يلقى بنفسه فى أحضان جده .. جميله عند اهلها يا جدي ، انا عايز مراتي يا جدي ، انا حاسس انها مش هترجع تاني قاسم . وانت هملتها ليه حوصل ايه اتعاركتو اياك مالك . لا بس اخوها رجع من السفر وقوم الدنيا ولسه ماقعدتش ، حسيت ان وجودي مالوش لازمه ، سبتها على اساس انها تقعد مع اخوها يومين واروح اجيبها ، بس حاسس ان كدة خلاص قاسم بجديه . وانت عاوز مرتك بردك ولا فرصه تخلص منيها مالك بحزن . والله عايزها يا جدي ، انا ندمان على كل إللى عملته فيها ،. قاسم . عشان تكون خابر ان جدك بيعملك الصالح ، اطمن حتى لو اخوها عارض ، محدش منيهم واصل هيرضي بالفراج بيناتكم ، عشان هى بت وازغيرة وكمان لسه عروسه وكلام الناس واعر مالك بحزن . بس انا مش هغصبها يا جدي تعيش معايا بالغصب وهى مش عايزة ، انا وعدتها لو مش حابه تكمل معايا ، انا هعملها كل إللى هى عايزاه قاسم وهو يرتب على كتفه . ربنا يصلح الحال يا ولدي ، وبلاش تجدر البلا جبل وجوعه . ..... . ............. فى منزل الحاج واصف. شعرت بحزن شقيقها وصعدت إلى غرفتها ، دثرت نفسها الفراش وتبكى كعادتها منذ الصغر ، إذا غضب منها أحد تتصنع النوم وتظل تبكي ، والآن بعد عودة امانها وسندها وتؤامها وحياتها يغضب منها ، فهى لن تتحمل خصام شقيقها وابيها ، تتحمل أي شئ إلى أن يخاصمها ، ينكسر بسببها ، . وشردت فى حياتها فى الثلاث اسابيع الماضيه ، وتساقطت الدموع بمرارة وألم ولا تعلم ماذا تفعل ... ظلت حبيسه لغرفتها وتجوب بالغرفه والشرفه ، تنتظر عودة شقيقها لتحتمي به وتطلب السماح منه ،وظلت تنتظرة ، ... ................ وغادر عز المنزل بعد ان أصر عليه الجميع ان وجوده لا يصلح فى وجود جميله ، وحمل حقيبته وعاد إلى القاهرة ..... وبعد أن وصل إلى القاهرة وضع حقيبته بالسكن مع اصدقائه وغادر المنزل متوجه الى منزل عمه شريف ليقص عليه ما حدث بعد عودة يزيد ... ............. بعد ان تجاوزت الساعه الثانيه عشره عاد ادراجه إلى المنزل ، يعلم ان الجميع فى ثبات الان ويخلد كل منهما للنوم ... عندما راءته من الشرفه قادم ، أسرعت إليه تهبطت الدرج لتفتح له الباب وتستقبله بنظرات اسف ، هو وحده يعلمها .. ظل واقف امامها وهى تقف امامه بنظرات اسف واشتياق وحنين إليه ، فلم يستطيع الصمود أكثر من ذلك ، ضمها لصدره باشتياق ويتنهد بألم وانكسار .. وسحبها وأغلق الباب وصعد بها إلى حيث غرفته التى لم يدخلها منذ عودته ، وكل شي مرتب كما تركه منذ عامين ، فهى فقط المسموح لها بدخول غرفته ، وهى التى ترتبها له دائما .. جلس بالمقعد الخاص بمكتبه وحملها كما يفعل دائما واجلسها امامه على مكتبه ، ونظر لها باهتمام وتحدث بنبرة جادة .. يزيد . احكيلي كل حاجه حصلت من اول لم جدك قال على الجوازة لحد انهاردة ، كل حاجه عاوز اعرفها ، لو كدبتي عليه يا جميله فى اي حاجه فأنا هعرف وانتي عارفه زعلي ، وعارفه كمان انك أهم حد فى حياتي كلها ، وانا مش هزعل عشان مش عرفتني خبتي عليه زيهم ، بس مش متوقع تخبي عني ، بس عاذرك عشان عارفك بتسمعي كلام جدي .. كانت تريد أن تكتب . يزيد . لا بالإشارة واحشني الكلام معاكي بالإشارة ، واكيد انتي كمان مفتقدها صح . ابتسمت لها وضمته بحتياج فهو يعلم عنها كل شي الصغيرة قبل الكبيرة ... وبدأ الحديث بينهم بلغه الإشارة . وظلت أكثر من ساعتان تحرك يدها وهو يفهمها جيدا وبدات ملامحه تتحول من الهدوء إلى الغضب والانفعال وعيناه الخضراء تحولت من شده غيظه إلى لون الدماء ، بسبب كل ما مرت به صغيرته ولم تجد من يقف جانبها من بطش ذلك المغرور المتمرد الذى عاملها بلا رحمه وجرحها منذ أول يوم بينهم . يزيد بعصبيه . وربنا لندمه على كل دمعه نزلت منك بسببه ، ورحمه ابويا ليندم . نظرت له بخوف وهى تهز رأسها بالنفي . يزيد . يبق يوريني لو راجل يجي ياخدك وانا بقي هحاسبه على كل إللى عمله ، وأصلح الوضع إللى اتورطنا فيه ، هو فاكر انك مالكيش حد ، طبعا مش اهلك كلهم ماصدقو ، لا دي هيشوف مني ايام سودة بس استني عليه ، ووضع الغصب والاجبار دي هينتهي ، واياكي تخافي بعد انهاردة من اى حاجه وانا موجود ، وهيطلقك ابن السمنودي غصب عن عين الكل . .. ...... يتبع
الفصل الثاني والعشرون قلوب صماء بقلم فاطمة الألفي. نظرت له باستغراب من اخر كلمه تفوه بها شقيقها . يزيد . امال انتي فاكرة إن هعدي اللي حصل كدة بالساهل ، وغلوتك عندي ليندم ويتذلل ليكي على إللى عمله معاكي ، وبردو مافيش رجوع . فضلت الصمت كما تعودت . يزيد . عارفه يا حبيبتي أنا عارف انك مابتحبيش عز هو زيه زي سند وكرم وعامر وكلهم زى اخواتك ، بس انا كنت شايف جوازك منه هيحميكي ، كنت واثق ان مش هيجرحك ولا هيجي عليكي في يوم من الأيام ، عشان عارف ان عز بيحبك وشاريكي ولا يمكن يظلمك ، كنت مطمن انك هتكوني سعيدة معاه ، ماكنش هيحسسك بعجزك ابدا ، عشان انتي لحمه ودمه ، وحته منه ، كنت عارف متأكد أن جوازك منه لمصلحتك ، عشان مااشوفش الكسرة فى عينك ، ماشوفش دموعك إللى نزلت بسبب ابن السمنودي ، انا بلوم نفسي إن سبتك ليهم يبيعو ويشترو فيكي زي ماهم عاوزين ، بيدفعوكي تمن حاجه ملناش دخل بيها ، وحكايه التار دة كان أنتهي من زمان ، جدك قلي على الحقيقه وخلاص صدقنا انهم مالهمش دخل فى موت ابونا ، ابوهم كمان مات ، وبسبب المطريد ، مش قادر افهم لحد دلوقتي ، لم هم عاوزين صلح جدي ليه مايعملش قعدة صلح ويوافق كدة على الجواز علطول ، والكل يقول حاضر ، بس خلاص مش مهم اي حاجه دلوقتي، مش هتباركي لاخوكي بقيت الدكتور الجراح يزيد عامر الشهواي . ضمته بحنان وهو يبادلها العناق بتنهيده الم وحزن وندم تخرج من صدره كالاعصار، وبعد لحظات. نظر لها بحنان الأب . وظل يحدثها بالإشارة ، لغتها الخاصه الذي علمها اياها هو بنفسه وليس غيره ، وظلت تتناقش معه لعدة ساعات وهو ينصت لها طاره ويبادلها الاشارات طاره اخري ، إلى أن وصل لقرارها النهائي فى هذه الزيجه ، وعليه أن يساندها ويدعمها حتى إذا كان يرفض لقرارها ، ولكن كم هو وعدها ان يظل جانبها ويسعي لتحقيق سعادتها ويدعم قرارها فهو الوحيد الذي لم يفرض عليها أي قرار منذ ولادتها إلى لحظتها هذا ، ، . ..................... فى القاهرة ، فى منزل شريف الشهاوي . كان يجلس بغرفه الصالون ويتحدث مع عمه بكل ما حدث بالبلد ، عودة جميله وبعد ذلك عودة يزيد من الخارج .. بعد أن استمع شريف لكل ما حدث ... شريف ..بصراحه مااقدرش الوم يزيد علي كل اللي قاله لانه صح ميه بالميه ، لكن انت غلطان مليون بالميه . عز . غلطان ليه ان شاء الله شريف . مش عارف ليه يا بيه غلطان ، تمسك بنت عمك من كتفها وتطلب منها تكلمك بالعافيه وجوزها يشوفك وانت بالمنظر دة وعايز يسكت ، دي انا لو مكانه كنت قتلتك ، ازاي حد يلمس مراتي ويقولي بحبها وبتحبني ، انت مجنون يا ابني انت ، خلاص مخك اتلحس ، وعايز جوزها يسكت ، لا وكمان بتقاوح ، مافيش فايدة ابدا ، خلاص جميله بقت لغيرك وافهم كدة كويس ، وابعد عنها وشوف مصلحطك ، انت حلك تجوز ماينفعش يسبوك كدة من غير جواز عز بحزن . يا عمي انا جايلك تقف جنبي ، وتساعدني ، يزيد خلاص بالعصبيه والحمقه إللى هو فيها ، انا متأكد هيطلق جميله ، ساعدني انت بقي اتجوزها . شريف . اقسم بالله ماعندك دم ولا بتحس ياللى حواليك ، عاوز جميله وبس ، فكرت جميله عايزة ايه ، مايمكن عاوز تكمل مع جوزها وفى حياتها. ماتنساش انها متجوزه من تلات اسابيع ، يعني بقت مراته يا متخلف بجد عز بضيق . ماتقولش مراته انت ايه إللى عرفك شريف . صبرني يا رب ، يعني متجوز جميله داخلين فى شهر وعايز تقنعني ان ملمساش طول الفتره دي ،واكمل بهزار . دي مش بعيد تكون حامل يا غبي ههههه عز بانفعال . بس اسكت ماتعصبنيش شريف . طاوعني بس انت حالتك بقت صعبه ، ومش هتنسي جميله غير لم تتجوز وربنا هتعرف وتتاكد ان حبك لجميله حب اخوات وبس عاوز تتحمل مسئوليتها ،خايف عليها ، انت اولي بيها من الغريب ، كل الحاجات دي ، ولم تتجوز وتستقر هتعرف ان مراتك هى دي حب حياتك ، كل واحد ليه نصيب ومكتوبله ، استهدي بالله بقي،وشيل بنت عمك من دماغك ، إللى بيحب يا عز بيتمني السعادة لحبيبه وحتي لو مع غيره ، ربنا يسعدها ويسعدك ويهديك عز بانكسار . مش متخيل احب ولا افكر غيرها شريف . بتهيلك بس عشان لسه حاسس بوجع قلبك ، لم تفوق وتفكر وتراجع نفسك كويس وكل حسباتك هتتغير ،انت متعود على جميله بس ، كلنا صعبنين علينا جميله عشان ظروفها ، وعشان كدة انت كنت الزوج المناسب ليها ، عشان ابن عمها ومش هتتخلي عنها مهما كان فيها ، دة كله نصيب يا عز و رزق مكتوب ليك من يوم مابتتولد ، صدقتي انت متمسك بجميله عشان حاسس انها ملزومه منك.وخايف عليها .كمان بنت عمك ومتعود عليها ونفسك تشوفها فرحانه ، انا نازل بكرة عشان هى واحشتني وكمان يزيد واحشنى اوى عز بتذكر . اسكت يزيد راجع بوحدة شريف بعدم فهم . واحدة ازاى يعني عز . هههه انا عارف بيقول انها ضيفه وصديقه جايه فى سياحه شريف . سياحه فى قنا عز .. هههههه تخيل ، بس الحق البت مزة بصراحه شريف . اجنبيه ولا ايه عز . لا مصريه بس شكلها عايشه هناك وتعرف عليها هناك ، دي كل إللى اعرفه شريف . يكون بيحبها وعاوز يعرفها على اهله عز . جايز ليه لأ شريف . اخلي مني تشوفلك حد من صحبتها وتتعرف عليها يمكن نحسك يتفك هههه عز برفعه حاجب . صحبات مني عاوز تجوزني واحده بايرة ههههه منى . اناسمعاكم بتجيبو سيرتي ، مالها مني يا عز عز . ابدا يا منمن ، بس هو انتي لسه ليكي صحبات مااتجوزوش لحد دلوقتي ، دى انتي عندك ادم ست سنين مني . هههه مين المغفل إللى قالك كدة انا صحباتي كلهم متجوزين ومخلفين كمان ههه عز ينظر إلى شريف ويقهقه . عز . طب امشي انا بقي يا مغفل هههههههه شريف بضيق . امشي يا جذمه من هنا عز . خناقه سعيدة تركهم عز وتوجه إلى منزله وهو شارد فى حديث عمه ... ............. شريف ينظر إلى زوجته بضيق . بق انا مغفل يا مني مني . ههههه مقصدكش يا شريف والله هههه شريف . مش انتي قولتي عندك عروسه للواد الاهبل دة مني . أيوة عندي بس مكنتش بقول عن حد من اصحابي ، تعرف نور بنت عمي حسين ، انا كان قصدي عليها شريف . نور هي ماكنتش مخطوبه مني . ما هى فركشت ، خطيبها صايع وبتاع بنات ههههه ، بس مناسبه لعز ايه رائيك شريف . نبق نشوف الحكايه دي لم نرجع من البلد ، هاخد اجازة من الشغل ، عشان ننزل البلد نفقعد كام يوم ، نشوف جميله ويزيد كمان رجع من السفر مني . بجد طب تمام ، دي جميله واحشتني اووى . ............. فى منزل الحاج قاسم . ظل يجوب بغرفته ولم يغفل له جفن ، مثل الأسد الجارح ، فهو قلق عليها وحاول ارسال لها بعض الرسائل ، والغريب لم ياتي منها أي رد ، فتاكد من شكوكها ان تتركه .. وضع يده يمسد على وجهه بضيق في حركه بانفعال ، وهو شارد الذهن متشتت العقل ، متخبط المشاعر . جلس بالفراش بضيق وجد الدفتر خاصتها التي تدون بها ماذا تريد أن تبوح به ، وظل يتفحصه بعنايه.الى ان وقعت عيناه على اسطر خطتها بآخر ورقه من الدفترة . انتابه الفضول لمعرفه ما بها واذا هو يقرأ عنوانها . (مجرد سراب ) ظل يقرأ كلماتها باهتمام وانسابت الدموع من عيناه عندما انتهي من قراءتها وشعر بحجم وجعها والامها ، وعلم بغلطه فى حقها وحق نفسه ، علم بحجم معاناتها معه ، . مالك لنفسه . انا غبي جرحتها اوى ، عملتها بمنتهي القسوة ، ومارعتش شعورها ولا احساسها ايه ، معقول ان كنت معمي عنها لدرجه دي ، انا كنت اعم القلب كمان ، دي مش جميله اللي صماء ، دة انا اللي اصم القلب والمشاعر والضمير ، قد ايه انا كنت حقير معاها ، لدرجه دي غروري عماني ، وجود تاليا فى حياتي دمرني ، قضي عليه ، ابتسم باستخفاف . جاي تفوق دلوقتي يا مالك بعد ايه ، بعد ماضيعتها من ايدك .. جاي أحس بالندم وافوق لنفسي بعد ايه ، غبي يا مالك غبي ، هي ماتستهلش واحد زي ، هي تستاهل حد احسن مني ، حد عنده احساس وبيراعي مشاعر الناس مش انا اللي جرحتها ، اكيد جميله شيفاني زيهم كلهم من غير قلب ولا احساس ، بس انا والله بحبها بجد ، ومستعد اقدملها عمري كله ، بس هى تكمل معايا ، انا محتجالها ومااقدرش اعيش من غيرها ، بس مش عارف هي عايزة ايه .. ......... ............... فى غرفه جميله قبلها يزيد من جبينها ودثرها بالفراش ، ورتب على كتفها بحنيه . ابتسمت له واغمضت عيناها لتذهب فى ثبات عميق ... بعد ان تاكد من نومها ، غادر الغرفه وتوجه إلى غرفته وهو يشعر بالارهاق .. قابلته كارلا فى طريقه إلى غرفته . كارلا . يزيد هو في ايه في البيت من ساعه ما جينا انا ماشوفتكش يزيد بجديه . ادخلي نامي يا كارلا انا مش فايق ، وماتخرجيش من اوضتك تاني باللبس دي،البيت فى رجاله وبنات عيب كدة نظرت إلى نفسها بلامبلاه ،دي بيجامه يزيد بضيق . يارب الصبر ، بقولك ايه يا بنت الناس انا بجد مش فايقلك دلوقتي ولازم تراعي وجودك فى البيت دة كويس ، هنا ماينفعش الكلام دة فاهمه ولا أقول عاشر انا إللى فيه مكفيني ارحمي امي وادخلي اتخمدي .. تركها بغضب وتوجه إلى غرفته وصفع الباب خلفه بضيق . أبدل ملابسه وتوجه إلى الفراش . وبعدين فى المصيبه دي ، مش هتجيبها لبر ، ربنا يستر .. حاول أن يسترخي ليذهب إلى النوم ولكن يرا دموع صغيرته كلما اغمض عينه ، فلم يستطيع النوم وظل يفكر ماذا يفعل من أجل طفلته التى تذوقت الالم بدلا من الفرح ،تنهد بالم وهو يتاخذ القرار الصائب ليعود لها فرحتها وضحكتها مره اخري . ................ فى الاسكندريه .. كان يعمل بالمصنع على اتمام الطلبيه بكل جهد وارهاق ، يحاول أن يصلح ما افسدته تلك الشيطانه ، التي دمرت صديقه وتسببت فى خساره له.... كان يتابع عمله بالشركه والمصنع أيضا ، ويتابع العمال والديزينر الذى يعمل معه بكل جد واجتهاد ، وكان يعمل علي التصاميم الذي اختارها بعنايه ، كانت مجموعه هائله تخص جميله .ماريا ومحمود ، واعجب خاصا بجميع التصاميم التي تخص جميله ، وبدأ الديزينر بالعمل عليهم ، لاخراجهم فى ابهه صورة .. ................. فى صباح اليوم التالي . يحمل الكثير لابطالنا ، منهم من ناما مرتاح البال والاخر لم ينم طوال الليل ، ومنهم من يشعر بالاختناق واخر يشعر بالضيق .. فلكل منهم وجه نظر تختلف عن الاخر ، ولكل منهما رائ ويعارض الرائ الاخر ، فالجميع متمسك بقراره واختياره .... ....... فى منزل الحاج قاسم . لم ينم طوال الليل ويشعر بالإرهاق ، كان أثر السهر والتعب مرسوم بملامح وجه ، وعيناه مرهقه فلم يغمض له جفن طوال الليل، وهو مازال بغرفته .. سمع طرقات علي الباب ، وبعد ثواني دلفت شقيقته الصغري ، لتيقظه ليتناول وجبه الافطار معهم بالأسفل ،. ماريا . مالك اصحي يلا عشان تفطر معانا مالك بحزن . ماليش نفس ماريا . جدو قال لازم تنزل هو عاوز يتكلم معاك نهض بضيق من فراشه ودلف إلى المرحاض ليغتسل وبعد لحظات ، ترك غرفته وهبط الى اسفل . مالك . صباح الخير رد الجميع . يسعد صباحك يا ولدي رحيم . طيب انا رايح الغيط توامرني بحاجه يا جدي قاسم . الله يعينك يا ولدي ، اجدع يا مالك ولا هدنيك واجف اكيده ، اجعد كول لجمه . جلس لارضاء جده ، ونظرت إليه والدته بحزن بسبب حالته ،ومحمود وماريا اللذين يفتقدو أيضا لوجود جميله بينهم، كل منهم يشعر بالحزن بسبب حاله شقيقهم ، بعد ان تاكد الجميع من حبه لها ، هل تكون هذه النهايه .... ماريا .جدو هو انا ممكن ازور جميله نظر لها مالك بلهفه . لا يا ميرو ماينفعش ، جميله قاعدة شويا مع اخوها مها . طب ايه رائيك نروح كلنا نزورهم يا عمي ونسلم على اخو جميله قاسم . عين العجل دى الواجب برضك مالك باستغراب . عادي يعني قاسم . وها وفيها ايه يا ولدي مش نسايبنا عاد مالك بابتسامه . طب انا هنزل اتمشي شويا فى البلد عاوز اجبلي لبس محمود . ابن حلال خدني معاك ، انا حاسس ان رحتي طلعت هههه مالك . طب يلا يا أخويا توجه مالك بصحبه شقيقه لشراء بعض الثياب ، وهو في طريقه رن هاتفه . مالك . أسر ازيك عامله ايه ، معلش يا أسر انا عارف ان الشغل كله فوق دماغك ، انا نازل بكرة علطول على الجانب الآخر ، كان أسر بالمصنع يباشر العمل . يا بني هو انا اشتكتلك ، المهم انتو الامور تمام مالك . تمام الحمد لله أسر . ماشي يا بوص ، تيجو بالسلامه .. ............. فى منزل الحاج واصف . استيقظت كارلا وقررت أن ترتدي ثياب محترمه ، لتلفت انتباه والده يزيد ، وأن تعامل الجميع بأدب .احترام ، وبعد أن استعدت وهي بكامل اناقتها ،هبطت الدرج وبحثت عن والده يزيد وجدتها بالمطبخ ومعها اثنان اخرين يعدو الطعام ، اقتربت منها بابتسامة . كارلا . صباح الخير دارت إليها نوراة . صباح الورد يا بتي ،نمتي زين كارلا . أيوة نمت كويس ، ممكن اساعدك يا طنط نوراه . لاع يا بتي مايصوحش انتي ضيفتنا ، نشيلك فوج روسنا عاد امال ايه . كارلا . خلاص هنقل انا الأكل نوراه . ربنا يسترك يا بتي ابتسمت كارلا وحملت بعض من الاطباق .توجهت إلى غرفه الطعام لتضعهم علي المائدة . كان يجلس الجد واولاده وأحفاده . تفاجئ يزيد بقدوم كارلا وهو يرمقها بسخط ، ولكن هى لن تبالي ،واتمت ما كانت تفعله . كارلا . صباح الخير الجميع . اصباح النور واصف . تعابه حالك ليه يا بتي ، الدوار مليان حريم ، انتي ضيفتنا مايصوحش . نوراة . جولتلها اكيده بس هى ما رضيتش واصف بحنيه . اجدعي يا بتي اوفطري امعانا . جلست كارلا بالمقعد الذي بجانب يزيد وذلك المقعد يخص جميله . شعر بالضيق ولكن فضل الصمت ، وفجأة وجد طفلته تاتي وتقبل جدها وعمها علي وجلست بمقابل كارلا وهى تبتسم لها ، اعترض يزيد . من اولها كدة نسيتينى نهضت من مقعده وقبلته بوجتته وهو بادلها القبله وعادت إلى مكانها . حاولت كارلا ان تغهم سر علاقتهم القويه ، وقررت التقرب الى جميله لتفوز بقلب يزيد .. وبعد الانتهاء من الافطار ، رحل الجميع إلى أعمالهم فى الحقل ،(الارض) وطلب واصف من يزيد ان سير سويا بالبلد ، يريد أن يتحدث معه ، وانصاغ يزيد لاوامر جده .. وقررت كارلا ان تتثامر مع هذة الجميله لتتقرب منها . سعدت جميله بوجود هذة الفتاه ، وجلست معها لتعلم عنها كل ما تريد أن تبوح به .... ....... ........... فى بيت العروس . حاول محمد التقرب الى زوجته مرة اخرى ولكن هي ترفضه وتمتنع عن حقه الشرعي ،.. محمد . مش اكيدة يا بت عمي ، الوضع اكيده ماصوحش الناس تأكل وشي مش عارف ادخل على مرتي عنبر بعند . اياك تجرب مني تاني بجولك مش ريداك ، مش حباك ، مابتفهمش يا بجم اقترب منها بغضب . انا بجم يا بت عمي ، انا صابر وساكت عليكي لأجل خاطر عضم التوربه ، لكن يمين بالله ان مااتعدلتي لهتشوفي مني وش تاني ، بجالنا ياما قرين فاتحنا وانتي مش بتديني ريج حلو ، كنت بجول معلش تلقاها مستحيه بكرة نجوز ويتجفل علينا باب واحد تكون طوعك ، لكن تتعوجي عليه اجطعلك رجبتك خابرة . ارادت ان تغضبه أكثر ليتعارك معها وتترك المنزل كما خططت لذلك . عنبر بحده . لاع مش خابره وريني وشك التاني انا عاوزة اشوفه انت فاكر نفسك راجل صوح وعاوز تمد يدك عليه اياك ،أوعاك فاكرني هسكتلك محمد . اجفلي خاشمك ، واتجي شري ، مش اني اللي اخاد مرتي غصب بس هربيكي يا عنبر من اول وجديد عنبر . انت تربينى انى يا شملول انقض عليها وصفعها بوجهها ، تثمرت مكانها مصدومه أثر تلك الصفعه وبقوة منها ارادت ان ترد له الصفعه ، امسك يدها بأحكام وهو ينظر لعيناها بقوة ، اياكى خابره ان حرمه تمد يدها عليا ، وانتي مش تلزمينى يا بت عمي ، وعشان تعرفي اني راجل صوح ولا لاع انتى طالج يا عنبر وتركها ورحل من الغرفه بضيق وحزن وقلب منكسر ، فهى حب حياته ولكن كرامته فوق حبه ، فهى تبغضه ولا تريد أن تصبح زوجته، لذلك لن يتحمل ان يراها امامه ، تركها بعد ان اهانته واهانت رجولته ،، ولكن هو رد كرامته وهى من جلبت لنفسها العار فى طلاقها من ثالث يوم زواج ... ......................... ليس من شأن الحياه ان تضع للحب نهاية سعيدة فلقد ميزنا الله عن المخلوقات الاخري بعقولنا الناضجه لا تجعلو الحظ شماعه لاخطاء قلوبكم . ....................... استعد الحاج قاسم ومالك ووالدته فقط الذهاب إلى بيت الحاج واصف ، وقاد مالك سيارته متوجه الى طريقه المنشود ، كاد قلبه ان ينطق باسمها من شده لهفته للقاءها ..... ........... كان يجلس مع جده فى بهو المنزل فجده لم يستطيع الحركه الكثيره ، فقرر الجلوس فى بهو المنزل ، يريد أن يختلي به ، ليتحدث معه بامر شقيقته ... يزيد باهتمام . خير يا جدي واصف . لساك راكب رأسك يا ضاكتور ،رايد تفرج بين خيتك وزوجها ،طب لو كلهتنا غلطنا وجوزناها من غير علمك ، تعاود تخرب على خيتك ، هى دي الاصول يا ولد الغالي ، تكسر فرحت خيتك وهي لستاها عروسه.، مش هامك الناس وعيلتك ، يبج يهمك خيتك ومصلحتها وجميله رايدة جوزها وفرحانه كمان ، يا ولدي مالك رايد خيتك صوح ، وحتي لو الزواج كان بالغصبنيه بس دلوك غير ، هو دلوك بيعزها ويحبها ويريدها ، مش شوفته اياك وهو سيبها وماشي والله الدمعه كانت هتفر من اعنيه ، يا ولدي الشيبه والعكاز اللي بيدي يخليني اعرف معدن الناس ، انت لستاك ازغير وحمجي كيف المرحوم بوك ، فضلت اجوله همل المطريد أوعاك تدله عندهم ، لكن هو اجول الله بجي الله يرحمو يزيد يقبل يد جده . انا اسف يا جدي كنت متعصب امبارح ومش عارف صوتي علي ازاي على حضرتك ، بس اعذرني من صدمني والله . واصف يرتب على ظهره . خابر يا ولدي ومش هحاسبك على اللي حوصل لكن هحاسبك على اللي جاي يزيد بجديه . جدي لو جميله ومالك انجبرو على انهم يتجوزو ودلوقتي لو عايزين يكملو براضا الاتنين من غير اجبار تاني ولا غصب ولا كلام الناس ، يبق بالاصول واصف . كيف عاد مش خابر يزيد . تسمحلي اتصرف واوعدك مش هتندم ، كل حاجه هتم بموافقه جميله ، انت عارف لا يمكن اغصبها على حاجه ، والقرار اللي هي هتاخده انا معاها ومحدش يقدر يلومني واصف . امعاك يا ولدي بس خبرني عاد ، ولا تعتبر جدك كبر وخرف ومالوهش عازة يزيد . كيف اتجول اكيدة يا جدي ، ماعاش ولا كان يا ابو الغالي ، اديني الأمان الأول ههه واصف . اديتك الأمان يزيد . انا بس هعمل ........ .... .......... وصل بسيارته أمام منزل الحاج واصف ، ترجل مالك وهو يساعد جده علي النزول من السياره وسار ثلاثتهم فى اتجاة مجلس الحاج واصف وبصحبه يزيد ... الحاج قاسم . سلامو عليكو واصف . وعليكم السلام والرحمه ، يامورحب يا مورحب وقف يزيد احتراما لذلك الشيخ العجوز وصافحه باحترام قاسم . حمدلله على سلامتك يا ولدي، يزيد . الله يسلمك مها بابتسامه . تصافحه . حمدلله على سلامتك يا دكتور ، تعرف ان جميله شبهك اوى ، انا ابق حماتها هي فين يزيد بابتسامة . اهلا وسهلا بيكي ، اتفضلي ادخليلها صافح مالك الجد بحراره ونظر إلى يزيد يخشي ان يصافحه ويمد يده ويحدث مثل ما حدث بالأمس .. يزيد ببرود . ممكن تفضل نقعد جوة فى كلام كتير محتاج اسمعه . شعر مالك بالضيق ولكن توجه معه إلى الداخل ... جلس يزيد بغرفه المنضرة وأغلق الباب خلفه .. يزيد . اتفضل يا باشمهندس استريح جلس مالك هو يشعر بالتوتر رغم كونه هو الاكبر ولكن يقلق من ذلك الشاب الذي يصغره بأربعة أعوام ، ويشعر نفسه أمام محكمه ، عليه خوض الاعترفات ... بعد صمت دام لدقائق معدودة تحدث يزيد بهدوء عكس ما داخله من غضب يحمله.لذلك المتمرد المتعجرف المغرور . يزيد . من غير لف ولا دوران ، انا بطلب منك نصلح الوضع اللي اهلي واهلك اجبروك على جوازك من اختي ، وتنفصلو بكل هدوء . شعر بدلو ماء بارد انسكب عليه فجاه وداخله نار تحرق بصدره . مالك وهو يقف . يعني ايه ننفصل بهدوء يزيد . يعني زى ماكنت مجبر خلاص انا بحلك من الأجبار ، ومن حق كل واحد فيكم يختار حياته ، شوف حياتك وجميله كمان نشوف حياتها ، ومايهمكش كلام حد من اهلنا ولا حتي كلام الناس ، انا هاخد جميله ونعيش فى القاهرة واستلم شغلي هناك مالك بصدمه . يعني ايه جميله مواقفه على الكلام ده يزيد . هي الجوازة من البدايه غلط ، ولازم نصلح الغلط دة مالك بانفعال . وانا مش هطلق ، انا عايز مراتي يزيد بضيق . دلوقتي افتكرت مراتك ، كانت فين حنيتك دي لم كسرت فرحتها وذلتها وجرحت كرامتها وكمان شكيت فيها ، كانت فين مراتك انطق ، كنت لسه مش عايزها ، وكان عادى جدا وسهل عليك تدوسها بجذمتك ، دلوقتي بقي عندك قلب واحساس بيحس بيها وعايزها ، انت ولا حاجه ، انت اتسببت فى دموعها ووجعها ، عارف يعني ايه تكسرها وتجرحها وبعد شويا تطبطب ، تفكتر كدة الجرح لم وكسرت القلب مابقاش ليها اي أثر خلاص ، بق سهل عليك تجرح انسان عادي وترجع تقول ما خلاص هينسي ، جرح القلب مابيلمش ولا بيداوي ، وجرح الكرامه صعب وبيسب أثر جوانا مالك بحزن . ندمت وحاسس بغلطي ، انا مش ملاك معصوم ، غصب عني ، لكن انا دلوقتي بحبها اقسم بالله بحبها ولا قادر استفني عنها ، وأنا هنفذلها كل طالبتها . يزيد . انت اللي قولت قد كلمتك مالك . أيوة كل اللي تطلبه مش هتاخر عنها يزيد . هنشوف ، هبعتلك جميله شوف طلباتها ايه ونفذها . غادر يزيد الغرفه وترك مالك يغلي داخله ، يخشي ان تطلب الطلاق حقا ، يدعي داخله ان لا تتفوه بهذة الكلمه ... وبعد لحظات دلفت جميله الغرفه ، عندما وجدها نهض من مجلسه واسرع إليها ليضمها لصدره بقوه ويقبلها راسها بشوق .... ... ......... يتبع
الفصل الثالث والعشرون قلوب صماء بقلم فاطمة الألفي ابتعدت عنه باحراج ونظرت إليه بشوق تحاول اخفائه ، كانت تحاول طبع صورته في مخيلتها ، مثل ما هو مطبوع بقلبها ، لا تعلم متي احبته ، ولكن بالنهايه فهي احبته ، وعليها خوض المعركه وحدها ، كما ابلغها شقيقها .. حبست أنفاسها وظل هو ينظر لها بشوق ولهفه وعيناه تبوح لها بمدي شوقه وحبه لها .. اقترب منها بابتسامه وينظر لسحر عيناها الخصرويتين . وحشتيني تصنعت الجمود وجلست وابعدت انظارها عنه . اقترب إليها وجلس بجانبها ليعلم ما تريد اخباره به .. مالك . نظر لها بخوف وهو يكذب احساسه من اتجاهها وظل ينظر لها يتأمل ملامحها . اخرجت ورقه قد خطتها بخط يدها واعطتها اياه ،التقطها منها بلهفه ليعرف ما محتواها .. (اديتني فرصه أفكر في كلامك قبل كدة وانت دلوقتي مستني مني الرد ، وضعنا من البدايه ماكنش اختيارك ولا اختياري ،كان اجبار من الأهل ، مش هقولك جرحتني ولا اذتني ازاى ، بس هطلب منك نفترق ،الوضع كله من الاول كان غلط ، مش قادرة الومك على اللي حصل من اول يوم جواز ، لأن كان حقك تنفعل ، وأنا كان حقي اتجرح واكتم وجعي فى قلبي ، عشان ماحدش هيفهمني ، ولا هيقدر حجم وجعي ومعاناتي طول عمري ،بس مش ذنبك ان مراتك تبق انا ،وبظروفي انا ، حقك تختار واحدة تسمعك قبل ما تتكلم وتفهمك وتحس بيك ، دة حقك ، وأنا مش هقف فى طريقك تأنى ، ولا هتنجبر تكمل معايا تانى ، عشان قدرنا ونصيبنا غير ، حقك تكمل حياتك زى ماانت شايفها من غير ماحد فينا يجرح التاني، لازم نفترق ...) مالك وهو يمزق الورقه بغضب وينظر لها بحده . ايه الكلام الفارغ دة ،انا قولت عايزك وعايز أكمل حياتي معاكي ، انتي ليه مش مصدقه ان اتغيرت ، انا بحبك ، بحبك انتي وبس ، قلبي مادقش غير بيكي ، انتي صحيتي قلبي ومن غير ما تدركي ، ومن غير حتي ماتجبريني ، انا حبيتك بارادتي وقريت منك بارادتي.، ازاى عاوزة تبعدي بعد إللى حصل بينا ، جميله انا قولت هنكمل مع بعض وننسي كل الوجع إللى فات ، جميله انا محجتالك بجد.عارفه يعني ، انا كنت هتجنن امبارح عشان انتي بعيد عني وكنت حاسس ان لحظه الفراق جايه ، بس كنت بكدب نفسي ، وقول جميله مش هتتخلي عني وهتتمسك بيه ، زي ما انا متمسك بيها ، مش عاوز حد يأثر على قرارك ارجوكي ، دي حياتنا واحنا بس اللي نقرر نعمل ايه .نكمل باي طريقه ، انا عاوز اتجوزك من جديد ، عاوز اسعدك ، عاوز احققلك كل أحلامك ، هنبدا مع بعض ونكمل من جديد ، انا مش زعلان من عدم كلامك ولا فارق معايا. انا عاوز قلبك يكون ليه وبس ، عارف انك بتفهميني وبتحسي بيه ودي يكفيني ، انا اللي لازم أحس بيكي وافهمك وهتعلم لغه الاشاره عشانك ، عشان اقدر اتواصل معاكي وأقرب منك بلغتك اللي تفهميها ، انا هعمل كل حاجه تسعدك ، بس ارجوكي بلاش فراق ، انا مش هقدر أطلق زى ما يزيد طلب ، سمحيني مش هقدر تساقطت دمعه من عينه بسبب قلبه النازف والمجروح بسبب هذة الكلمه التى ذلذلت كيانه وفجرت بركان من الغضب ، وتركها ورحل لا يستطيع التحدث أكثر من ذلك ، فقد عبر لها عن كل ما يكنه فى صدره ودموع عينه دليل علي مدا حبه واحتياجه لها ، فلا يريد ان تشعر بضعفه أكثر من ذلك ، فتركها متخبطه فى افكارها ... ........ توجه إليها شقيقها وجدها تبكي بحرقه ، علم بحبها أيضا ، بعد ان تاكد من رد فعل مالك ، علم بحبهم الحقيقي ، قرب إليها وضمها لصدره يرتب على ظهرها بحنان ، وأبعدها عن حضنه ليمحي دموعها المتساقطه بغزارة . خلاص بقي بطلي عياط ، مش هو كمان ببحبك زعلانه ليه بقي ، يومين ثلاثه كدة يدوق اللوعه ويحاسب نفسه الف مرة عشان مايجرحش طفلتي حبيبتي ، كدة هيعمل المستحيل.عشان يوصلك وترضي بيه ، اقسم بالله لو ماكنش فارق معاكي ، كنت حاسبته اشد حساب ، لكن جميلتي بتحب ، مش متخيل دة يتحب ازاى ،مش مغرور وكاسر هههه ابتسمت لشقيقها الذى نجح فى اظهار ابتسامته مرة اخرى ، وعدها ان يظل جانبها وأن يسعي لتحقيق سعادتها مع من تتمناه ، ولذلك تحامل على نفسه وتصنع الجمود ورسم قناع البرود وهو يتحدث معه ، لأجل طفلته فقط سوف يتحمله... .......... غادر منزل واصف الشهواي بحزن وسحب والدته وانتظر جده وغادر على عجاله ، ولم يفهم أحد سبب هذا الحزن ، إلى أن وصل إلى منزل جده... وصعد لغرفته ليختلي بنفسه ويشعر يالضيق والاختناق ، فبعد أن احبها تريد البعد ، لماذا الآن .. دلفت.شقيقته لتعلم ما اصابه .. وبعد لحظات تؤامها أيضا .. مالك بضيق . افندم في ايه محمود ماريا . هو ايه الحكايه مالك بحزن . كل الحكايه ان قلبي موجوع بس عادي اقتربت ماريا وجلست جانبه . طب فهمنا ايه اللي حصل محمود بحزن من أجل شقيقه . هى جميله رفضت ترجع معاك ماريا بنفي . اكيد لا جميله بتحبك والله مالك بتنهيدة . عايز نفترق وبتقول لازم نظرت ماريا إلى تؤامها ولم يستطيع أحدا منهم النطق .. مالك لأول مرة يذرف دموع الندم والحب واللوعه والحزن على حاله مع جميلته . اعمل ايه ارجعها لحضني ازاى ، تثق فيه ازاى ان مش هجرحها تاني والله بعشقها . حد يقولي اعمل ايه . محمود . جميله كمان بتحبك ، يمكن دة مجرد وضع مؤقت مالك بحزن . وضع مؤقت محمود . ممكن تقولنا رد فعلك وهنتصرف ، واحنا معاك بدا مالك فى سرد الحديث إلى أن انتهي. ....... .............. فى اسكندريه و بالتحديد فى مصنع الملابس .. أسر يتابع التصاميم التى انتهت علي يد إحدى الديزينر ، وتفاجئ بوجود عيب ظاهر على الثوب ، انفعل وثار .حدثت جلبه بالمصنع ، فهو لن يسمح باي تقصير . أسر لأول مرة يظهر عصبيته وانفعاله بالعمل . ايه الشغل الزباله دة ، دة تصميم يرضي ربنا ، حرام عليكو الوقت مش فى صالحنا نهائي للعيوب دى ، مين المتخلف اللي اشتغل على دة . وقفت فتاه تشعر بالخجل والتوتر وقد تكاد تنصهر من تلك العيون المتسلطه عليها ، وهى تتقدم من أسر لتقف مقابله له . الفتاه . أنا آسفه انا اللي عملته ، بس والله العيب ممكن يتصلح أسر بانفعال . عيب ايه اللي يتصلح يا انسه ، مش قد الشغل اقعدى فى بيتكم وماتعطليش نفسك وتعطلينا معاكي ، انا مش ناقص دلع بنات . انثابت دموعها وانتفض جسدها من كلامه اللاذع وشعرت بالانهيار ، عندما راء دموعها تنساب على وجنتها وتكتم شهقتها ، شعر بالندم من تصرفه ، فلاول مرة ينفعل بهذة الدرجه فى عمله ، ويرو منه الوجه الآخر .. أسر بحدة . واقفين ليه مش وراكم شغل.، كل واحد على شغله.، اتفضلو . رحل الجميع وظلت الفتاه تبكي . اقترب منها أسر وهو يلوم نفسه ، لا يريد احراجها وكل ما حدث بسبب ضغط العمل . أسر بحنيه . انا اسف يا انسه على إللى حصل ، مش قصدى احرجك قدام زمايلك والله ، بس انا متعصب من ضغط الشغل .كمان العيب إللى فى التصميم ، ضيع مجهود جامد نظرت له بعيناها الباكيه . انا إللى أسفه حصل دة غصب عني ، والله اقدر اعالج العيب ومايبقاش ليه اى أثر . ابتسم أسر على براءتها ونظر إلى ملامحها وشرد فى جمالها الرقيق الهادئ ، كانت ذات بشرة بيضاء ووجه مستدير وعينان مثل سواد الليل وشعرها الحريري الأسود الذى ينسدل منه خصله متحررة على وجهها وتعقص الاخر على شكل زيل حصان ، مثل الاطفال .. أسر بهيام نسي الخلاف الذى قائم . اسمك ايه الفتاه بهدوء . همس أسر بصوت خافت. فعلا همس همس. انا بقرر اسفي أسر بهزار. قولتي هتصلحي العيب ولا تعالجيه مش كدة ههههه هو مريض فعلا ومحتاج يتعالج همس باستغراب . نعم أسر بابتسامه . تعالي المكتب واشتغلي عليه قدامي ، عشان اشوفك ، قصدى اشوف انتي قد كلامك ولا لأ ، ولو محتاجه مساعدة ، انا مش هتاخر همس . مكتب حضرتك أسر بجديه . أيوة ودلوقتي كمان مافيش وقت ، لازم نصلح إللى بوظتيه انصاغت إلى كلامه وذهبت خلفه لمكتبه لتقوم بتعديل ذلك التصميم .. جلس يتابع عمله بالحاسوب وتركها تحاول ان تعدل ذلك الثوب التى افسدته ، ومن حين لآخر ينظر لها ويبتسم ، ويعود متابعه عمله مرة أخري ، إلى أن انتهي الشيفت الخاص بهمس ،وقفت امامه لتخبره بموعد انصرافها . همس . احم احم أسر بابتسامة نظر لها باهتمام . في حاجه ولا ايه ابتلعت ريقها . معاد انصرافي الشفت بتاعي خلص ، بس لو ممكن اخده هكمل شغل عليه بالبيت والله عشان الوقت أسر بضيق . لا فى البيت لا طبعا ، بكرة فى ميعادك تكمليه وهنا قدام عينى همس بالضيق . حاضر عن اذنك غادرت همس بضيق مكتبه ، وهى تحدث نفسها ، ما كان كويس وبيعاملنا كويس ايه إللى حصل ، وبعدين مش واثق فيه هو انا هسرقه ولا ايه يا ساتر عليه ، دة كان كيوت خالص ويتعامل معانا برقه يخربيت حلاوته ، هو فى كدة ....... ظل بمكتبه ينظر للفراغ ويحدث نفسه . همس فعلا ، رقه وجمال وكيوت خالص ولا دموعها يا خرابي طفله هههههه ، جاء اتصال له فى ذلك الوقت من صديقه . ابتسم أسر واقام بالرد وهو يخبرة . والله وصاحبك طب يا مالك ههههه مالك بعدم فهم . طب فين مالك يا أسر انت كويس أسر بتنهيدة . تقريبا هههه مالك . انا محتاجلك ضرورى أسر بخضه . خير مال صوتك ، في حاجه حصلت مالك بحزن . جميله عاوزة تسبنى أسر . اكيد هببت الدنيا ، انا عارفك كويس هضيعها من ايدك مالك بألم . بالعكس والله ماعملت حاجه بس إللى حصل ،،قصى عليه كل ما حدث ...... أسر بضيق . امممم طب سبلي يزيد انا اكلمه ، وابعت ماريا لجميله تتكلم معاها اكيد بتعمل كدة عشان خاطر اخوها ، وانت لو جد عندى بقي فستان الفرح مالك بتذكر . لا هبعتلك تصميم شوفته عند جميله أسر . جميله هى قالتلك مالك بعدم فهم . قالتلي ايه أسر . ما هى جميله يا معفل الديزينر الجديد إللى فاز فى المسابقه ، وليها تصاميم هايله بنشتغل فيها ، ماتتصورش التصاميم دي جت فى وقتها ، عرفت ان ماجد الزينى نزل كل التصاميم إللى اتسرقت ، بس سبحان الله يا أخي المال الحرام مابيدومش ، العرض فشل فشل زريع واتحط عليه فى السوق ، الشغل كان زباله ، طبعا عشان مش هم صحاب الفكرة و التصميم ، مش فهموه صح مالك . الحمد لله أسر . اطمن جميله مش هتبعد كتير ، سبها يومين تريح اعاصبها ، وانا هجيلك بقي عشان اقولك نعمل ايه تمام مالك . تمام يا بطل أسر . ههههه منقذك انا عارف مالك . طبعا منقذي واخويا وصاحبي وكل حاجه ، بس انت طبيت ازاى ، انت حبيت يا ض أسر . ههههه اخيرا بتفهم هههه ، بس هو انا شوفت دموعها سبلت علطول ههه مالك . دموعها ، هو احنا ليه بنبكيهم بدل ما نفرحهم أسر . ههه بس جمال ايه ورقه ايه وعيون ايه عامله زى الطفله لم تزعلها تعيط هههه مالك . هم كلهم أطفال ولا ايه هههه أسر . تصدق عملت معاها خناقه جامدة ولم شوفت دموعها حسيت بالذنب ، وأن ذوتها اوى ، واعتذرت بقي ،والحمد لله شوفت ضحكتها مالك . من امته الكلام دة أسر بهيام . اه يا قلبي من انهاردة بس وحياتك مالك . هههه حبيت فى يوم أسر . امال قفل زيك محتاج كتالوج عشان احب واتحب هههه وأغلق الهاتف مع صديقه وهو يتفق معه على الخطوة القادمه .. ..... بعد صدمتها من تفوه بهذة الكلمه ، التى اشعلت نيران الغضب والحقد داخلها ، ولكن اوهمت نفسها بالقوة وعدم المبالاه ، وارتدت الجلباب الاسمر الذى يخص السيدات وتركت منزل عمها ، عائدة بخيبه الأمل إلى والدتها فى منزل جدها ... .............. عندما وجدت ابنتها مقبله عليها، وعلمت بخبر طلاقها، لطمت وجنتيها وصدرها وهى تصرخ بوجهها ، بووووه اطلجتي يا حزينه ، يا مرك يا منتهي يا مرررك ، يا فضيحتي .... عندما سمع كل من بالمنزل صراخها ، اسرعو ليعلمو ما الأمر .. وقف الجميع مصدوم من حديث منتهي مع ابنتها ، حزن الجد عندما علم بخبر طلاق حفيدته فى اول ايام زواجها ، ومن ابن عمها ، فماذا تتحدث البلد عن عروس طلقها ابن عمها بعد عدة أيام من زواجهم ، لابد وأن تجلب العار لعائلتها جميعا.. وقفت مها مصدومه وتحدثت بصوت خفيض ، دة حق المسكينه اللي اتكلمو على سمعتها وشرفها ، اللهم ما شماته ، وغادرت المكان .. اما عن مالك غادر المنزل اصطحب شقيقته لكي يصلها الى منزل جميله ، لتتحدث معها .. ... ......... . ....... حامد . شوفتي اخرت جلعك الماسخ فى بتك ، اهي اتفرعنت علينا كلهاتنا ، ولا حديتك إللى مالوش عازة عن مرت مالك ، اهي بتك راجعه بعد ليلتين جواز بطلاج ، يعني فضيحه ، ومين طلجها ود عمها ،ماحدش هيبص لخلجت بتك تاني منتهي بمراره. وها يا خوي وهتهملني فى النصيبه دى لحالي يا ولد ابوي قاسم بحده . اوصل بيت عزام يا ولدي واتحدت امعاه ، وجوله بوي بيجولك حفيدة الحج جاسم السمنودي مش تعاود من تالت يوم جواز ، بتنا لو غلطت يجى اهنيه وجولنا غلطت في ايه ، مش يطلجها كيف الغريبه دى بت خوه، وامحمد يجى رايد اتحدت امعاه خابر يا ولدي . حامد . امرك يا بوي . قاسم . انا فى المنضرة هستنظر امحمد لحاله .. ......................... بعد ان اوصلها مالك لمنزل الحاج واصف ، انتظرها بالسيارة ، وترجلت ماريا ودعت شقيقها ودلفت لداخل المنزل .. وبعد أن طرقت الباب ، وانتظرت لدقائق .. فتح يزيد الباب وهو ينظر لها باستغراب . يزيد . افندم ماريا لنفسها. هو القمر اللي على موبايل جميله ، بس قليل الذؤق يزيد . يا انسه انتي تايهه ولا ايه ماريا . لا عاوزة جميله ، انا ماريا يزيد برفعه حاجب . اخت مالك طبعا ، اتفضلي جميله فى اوضتها دلفت لداخل المنزل وانتظرت ان يصطحبها لمكان جميله ، ولكن تثمر يزيد مكانه وهو يرمقها بضيق وذهب إلى خارج المنزل . ماريا وهى تهمس . وربنا ما طبيعي ، وقليل الذوق اوى كمان ها ... نوراه بحنيه . كيفك يا بتي ، واجفه ليه اكيده انتي مش غريبه ،اطلعي فوج جميله فى قاعتها وامعاها البنته . ابتسمت ماريا . حاضر يا طنط ، وصعدت الدرج متوجه الى غرفه جميله ، وطرقت عدة طرقات ودلفت وهى تبتسم ابتسامتها المعتاده ، وتصرخ بجميله . واحشتينى أسرعت جميله إليها تحتضنها بشوق وجلست بالفراش ، وجدت طفله صغيرة وفتاه غريبه تحملها . ماريا . ازيك كارلا بابتسامه . تمام ، طب انا هسبكم عشان تاخدو راحتكم ، وضعت الصغيرة فى أحضان جميله وغادرت الغرفه .. ...... ماريا بعتاب . بقي كدة يا جوجو ميرو ماوحشتكيش يا ندله ابتسمت جميله وخطت كلماتها بالورقه المجاورة له . جميله . انتي كمان واحشتينى جدا ماريا . هى مين دي قريبتك جميله . دى جميله بنت كرم اخو عز ماريا . أمورة أوى ، طب اللي خرجت جميله . دي ضيفه جايه مع يزيد ماريا لنفسها . ماهو بيعرف يتعامل مع الناس آهو ، بس قليل الذوق معايا ، يكنش عشان مالك ماريا لجميله ، مالك حالته صعبه جدا ، قلقت جميله فابتسمت ماريا . ماريا بجديه . لم انتو الاتنين بتعشقو بعض غاوين تنكدو على نفسكم وعلينا ليا طيب جميله . نصيبنا مش لبعض ماريا بحزن . جميله والله مالك اتغير وانتي عارفه مش عشان أخويا ، بس دة الحق وكلنا شايفين الحب فى عنيه.،دة هيتجنن عليكى ، لو عاوزة فتره تبعدي وتحددي علاقتك بيه ماشي براحتك بس قوليلي وعينك فى عيني كدة بتحبيه وعايزة ولا لاء . هزت رأسها بالايجاب ، ابتسمت ماريا وضمتها لصدرها ، انا همشي بقي عشان كنت محتاجه أتأكد من حبك ، ومالك هيعمل كل حاجه هتسعدك ، وهيفرحك ،مش هقولك ازاى بس واثقه انك هتفرحي ، باي بقى ولو عاوزة حاجه الماسنجر موجود سلام يا قمر ماريا . اه نسيت مالك بعتلك جواب غرامي ههههه ، بقيت على اخر الزمن بسطجي ، يلا مش مهم عشان خاطر عيونك وغمزت لها ماريا ، مش عاوزة اوصله حاجه ههههه قولي ماتتكسفيش ههههه اكتفت جميله بالابتسامه ، غادرت ماريا المنزل ، وقابلت يزيد فى طريقها وهى تهم بالخروج .. .... وجدت يزيد يتحدث بالهاتف باللغه الالمانيه ولم تفهم شئ من حديثه .. انهئ المكالمه ونظر لها ببرود وجلس بالمقعد . لم تتحمل ماريا هذة المعامله وما ذنبها ، فقررت أن تطيح به ، وتوجهت بغضب و انفعال . وقفت امامه بضيق ورفعت صوتها . على فكرة بقي انا ماليش دعوة بتصرفات مالك مع جميله ومش من حقك تحكم على حد عن طريق شخص تاني ، ومش كلنا زى بعض ، انا بحب جميله وبعتبرها اختي ، ومش هقبل انك تعاملني كدة انا مش عدوة يزيد ببرود . انت مجنونه يا بنتي ولا ايه ، هو انا اتعاملت معاكي اصلا ، ومين قال ان حكمت عليكى عن طريق أخوكي ، صحيح اخوكي واطي وعدى كل الحدود الغير مسموحه ، بس مش انا إللى احاسب حد علي حساب التاني ماريا بانفعال وهى تشير بسبابتها اتجاه. ماسمحلكش تقول على أخويا واطى وقف يزيد من مجلسه بهدوء وأقترب إليها يقف بوجهها وهو ينطق بغيظ وينظر لبحور عيناها الزرقاء . كدبيني ان فعلا اخوكي مش واطي ، طب ايه نقول مثلا ندل تمشي معاكي ، ولا نقول ماعندوش احساس بالبشر إلا حواليه ، قوليلي يتوصف بايه إلا عمله مع اختي توترت من قربه الزائد وغضبه الجامح وشعرت بالخجل من نفسها ومن أخيها وغادرت بسرعه من امامه ، ظل مكانه ينظر إلى الفراغ بعد رحيلها من امامه وجلس بالمقعد يحاول أن يسيطر على نوبه الغضب التى احتاجته .. ................... أسرعت إلى حيث سيارة شقيقها وبعد أن دلفت بداخلها ، نظر لها مالك بقلق . ها يا ميرو جميله قالتلك ايه، ماريا بتوتر . طب اطلع على البيت الأول مالك . طب مش بعتت معاكي حاجه ماريا . لا بس هى قالتلي انها بتحبك.. شعر بان روحه ردت له ، وعاد نبضه يخفق بشدة من جديد.، يصرخ باسمها ، بوجودها ، وقاد سيارته براحه ليعود إلى منزل الجد .... ....... ............ فى غرفه جميله ، بعد ان غفلت الصغيرة وضعتها جانبها بالفراش واخرجت الورقه التى خطها مالك بانامله .. خُدني إليك خـُدني إليك قد حار نبض في الهوى بين يديك قد سأل الورد دمعاً مراً شوقاُ إليك موتاً حياة لا اُبالي فقلبي لديك خـُـدني إلــيك !!! أرتشفُ النور وأعتصُر الرحيق من ثغر الشَّذاً يُــعانقُ روحي وردٍ أحمر فيه الردَى يا ضحكة أُشِيح عنها ظل النَّدى خـُـدني إليــك !!! خُدني إليك إني ظلامُ يرتجي وجه الضُحى حنين هام كهمس سراب بوهم قضى يُـسابقُ وهْج صحوة فيها الرجاء خُــدني إلـــيك !!! هــًبني السماء مَلآك أضناهُ النوى ووأد الهوى يـُعـناد طيف لذة فيها الحياةٍ يـنتظر وعداً من زُلال فيه النجاه خُــدني إليك ، خُــدني إليك!! .......... ..الفراق قاتل ولاكنهُ يُعلمنا كيف نكون أقوياء ..، ، يتبع
الفصل الرابع والعشرون قلوب صماء بقلم فاطمة الألفي دوت صفعه قويه فى أرجاء المنزل تفاجئت بهذا التغير الجذرى فى علاقتهم ،، فقد كانت لا تتوقع ان يظل عشقيها سراً ، فأردت أن يعلن عن زواجهم ،وما كان منه إلا صفعه هبطت على وجتتها ... ماجد . انتي اتجننتي ، جواز ايه ، انتي اخرك ورقتين عرفى وخلاص شطبنا خلصنا ، انا اتجوزك انتي ليه ، مختوم على قفايا ، فوقي لنفسك يا تاليا ، وماتنسيش أن زرعتك فى طريق مالك ،عشان احتكر السوق ، لكن للأسف لسه مالك موجود وانا خسرت بردو ، انتي دورك انتهي خلاص ، مابقتيش تلزميني وحقك وصلك . تاليا بغضب . بتضربني يا ماجد وكمان عاوز تستغني عني ببساطه ماجد . بضربك عشان تفوقي لنفسك ، وانتي اخر حد ممكن اثق فيه واسلمه اسمي وامنه على حياتي وبيتي ، انتي اكيد بتخرفي ، انت الشوكه اللي في ضهرهي يا تاليا ،ومش من مصلحطك تقفي في وشي ، انتي لسه ماتعرفيش ماجد الزيني ممكن يعمل ايه ، ممكن أفعصك تحت جذمتي ولا تفرقي معايا ، يلا برة بيتي ، ومش عاوز اشوفك ولو صدفه غوورى . امسكها من كتفها والقاها خارج المنزل وصفع الباب بقوة خلفها .. تاليا بوعيد . ماشي يا ماجد بكرة ادفعك التمن غالي ، مش انا اللي ارتمي بالشكل دة ، انا اللي ارمي مش اترمي ، انا هدفعك تمن القلم غالي اوووى .. .......... ................. فى منزل الحاج قاسم . ترجلت من سياره شقيقها وهى شاردة فى كلام هذا البارد الذي اقتحم تفكيرها ، وصعدت إلى غرفتها توبخ نفسها على تسرعها والحديث معه ، وهى تشعر بالغضب .. ماريا لنفسها . هو فاكر نفسه ايه ، وأنا غلطانه ازاى اقف اتكلم معاه، واوضحله ليه من الاساس ، أوف بقى مش عارفه ليه اتسرعت واتكلمت معاه ، بس دة ميدلوش الحق ان يكلمني بالبرود دة ، بس عادى هو انا ايه مشكلتي ، مش عارفه ليه بفكر فيه اصلا ، دى مايستهلش التفكير فيه لحظه ، هههه لا بصراحه يستاهل ، مز وزى القمر وواخد فى نفسه مقلب ليه حق يترسم هههه ،انا شكلي لسعت باين هههه ، الله يخربيتك يا يزيد ، من ساعه ما شوفتك على موبايل جميله وانا معجبه بيك بصراحه ،ظلت تحدث نفسها ، توبخها طاره وتصمت طاره اخرة تفكر فى ذلك اليزيد الذى استحوذ على جزء من تفكيرها . .......... قرر مالك عدم الاستسلام وأن يظل يسعى لوجودها جانبه مرة اخرى ، سوف يتحدى شقيقها لأجل اثبات حبه لها ، سوف يتحمل من اجلها كره شقيقها واثبات له ، إنه يستحقها وليس غيره أحق بجميلته منه ... وسوف يبدأ اول خطواته للوصول إليها ... ................. انتظر الجد قاسم فى غرفه الضيوف قدوم محمد زوج عنبر ، ليعلم منه ما هو السبب الذى دفعه لطلاقها .. وعندما حضر محمد توجه إلى جده قاسم واطرق الباب فى اسف وعلامات الحزن مرسومه على وجهه .. قاسم . خوش يا ولدي ، اجعد جارى . جلس محمد واستمع لاوامر الجد . قاسم . مالك مستحى عاد من جدك ، مش جادر تطلع فيه ولا تحط عينك فى عيني مش اكيدة محمد بندم . يا جدى قاطعه قاسم . بجى اكيدة يا امحمد يا ولدى ، تطلج بت عمك من تالت يوم عاد ،انى جولتلك ربيها زين ، مش ترمى عليها اليمين عاد محمد . يا جدى عنبر زودتها جوى ، مش عشان بحبها ورايدها ادوس على رجولتي وكرامتي ، اني تحملت كتير يا جدي ، وهى كيف البجم مابتحسش على دمها ، ومتفرعنا عليه يا جدى ، طب اشكومها ازاى يا جدى ، كل لم اجرب منيها تهب كيف البابور تسمعني حديت زى السم ، وكيف هستحمل يا جدي مرتي كل شوى تجولي مش رايداك مش طيجاك انا مغصوبه عليك ، وهطفش ومش عارف ايه ، دى هانتني بما فيه الكفاية ياجدى ، وأنا طفحت الكيل ، وهدوس على جلبى إللى حبها ، عشان انى راجل صوح وعندى كرامه وعزة نفس ومش هجبل انها تهينى لحد اكيدة وكفاية ، ربنا يعوض عليها ، وسامحنى يا جدى ، انى طلجتها بس حضرتك خابر كيف لسان عنبر زى المنشار قاسم بحزن . خابر يا ولدى ، صعبان عليه حالك يا ولدى ، هى إللى هتندم وانت راجل هتجوز من دلوك لو حبيت ، بس هى بت .هى حفيدتى برضك يا امحمد ومش رايد الناس تجيب سيرتها بالعفش ،. محمد . إللى تجولى يا جدى هنفذه ويبج سيف على رجبتى . قاسم . راجل يا ولدى من ضهر راجل ، وهجولك تعلم ايه وتربي البت دى كيف امحمد . شور عليه يا جدى قاسم . اتحدت مع منتهى وجول انك رديتها لعصمتك ، وتاخدها وانت معاود وتربيها من اول وجديد محمد بتردد . بس هى هتجبل يا جدى قاسم هشيع لمنتهى تجى وتشكيها عمايل بتها ، ومنتهى هتجدر عليها ، اسمع كلامى وعنبر لم تعيش امعاك هتعرف معدنك واصلك الطيب وانت عاد هملها فى دراك ومش تتعامل امعاها خليها تحس على دمها البومه دى محمد . ههههه بس هى جمر مش بومه يا جدى قاسم . شوف ياخوى الولد ، بشوجك هههه ............. بعد ان قرأت محتويات الورقه التى تركتها ماريا ، ابتسمت بحب وقبلت الورقه وطوتها ووضعتها داخل دفترها الخاص . ..... كان يزيد منشغل بعد ان غادرت ماريا وهو يفكر فى ثورتها بلا سبب ، ولكن شعر بالحزن فى نفسه من كونه اول مرة يعامل أحد بهذا الجفاء ، وماذا ذنبها هى فيما فعله شقيقها بصغيرته ، ولكن نفض الافكار من رأسه ، واكمل اجراءته الخاصه التى تشغل باله ، فهى اول اهتماماته ، .لا يريد ان يشرد فى شي يشتت افكاره ،وقرر التوجه إلى غرفه شقيقته لاصطحابها معه إلى المكان الذى اجرا به اتصاله .. ............... مالك يحاول أن يراسلها . مالك لنفسه . هو شغل مراهقه بس هعمل ايه مُطر ،هههههه ولا شكلي هيبق وحش ، مافيش غير أسر ، عشان محمود هيذلني أخويا وانا عارفه ، وبعدين انا سايب الحمل على إسر لا كدة كتير انا هروح اشوف جميله وارجع اسكندريه ،أسر حرام مطحون فى الشغل ، بس هسيب قلبي هنا ازاى ،ابعت محمود هو مايصدق يثبت نفسه فى الشغل ، وجي الوقت يشيل معايا شويا .. حاول ارسال إليها عن طريق الماسنجر .. والله هرجع زمن الشقاوة تاني ، لا دة انا حالتي بقت صعبه ، ربنا ياخد إللى كان السبب . ........... كانت بغرفتها عندما دلف إليها شقيقها ، وهو يطلب منها ان تبدل ملابسها ، يريد أن ياخذها لاجراء بعض الإشاعات والتحاليل المطلوبه ، بعد ان تحدث مع البروفسير الألماني الذى كان مشرف على رسالته طلب منه إجراء بعض الإشاعات والتحاليل لتحديد الوضع الصحي لديها ، وسبب الخلل والضرر الذي أصاب بالاذن الوسطى والاحبال الصوتيه وعلى هذة التقارير سوف يعلم هل يصلح لها تدخل جراحي أم أن حالتها الان أصبحت لا علاج لها . ... كانت تشعر بالخوف والاضطراب ، لا تريد أن تعلق نفسها بأمال واهمه وترسم أحلام اخرى لحياتها ، فهى رضت بقدرها وتقبلت واقعها ، تعايشت معه على هذا الأساس . اقترب منها شقيقها فهو من يستطيع قراءة افكارها وما يدور برأسها ، اقترب إليها بحنيه ويبتسم لها . عارف انك خايفه ، بس انا معاكي ومش عايزك تكوني ضعيفه وتستسلمي بسهوله ، انا ماعرفش عنك كدة ، خلي عندك ثقه فى ربنا ، إللى اقوى مني ومنك ، بلاش تفكير محبط ، يلا اجهزى وانا هغير هدومي بسرعه واستناكي ، امورتي الحلوة هتبق بخير انا مش واثق فى شطاره اخوكي ، بس واثق فى إللى اكبر مني مش هيخذلني قبلها برأسها وغادر غرفتها ... تشعر بالقلق والاضطراب حقا ولكن طريقته فى اقناعها وحديثه معها يعطيها الأمان والراحه . اهتز الموبايل خاصتها واضاءت الشاشه ، توجهت إليه ،عندما رات الاضاءة المنبعثه منه ، وحملته بين كفيها لتعلم من الذى أرسل لها هذة الرساله . تفاجئت باسمه هو من ينير الهاتف ، دق قلبها لمجرد رؤيه اسمه ينير شاشه هاتفها مالك(جميلتي واحشاني ) مالك (حبيبتي مابترديش ليه على رسالتي ، أهون عليكي يا جميلتي ، تسيبي روحي وتبعدي عن قلبي بالشكل دة !!) مالك (زعلانه مني ، حقك بس انتي جوايا يا جميله ، ومش هقدر اتخلي عنك غير بروحي ، لم روحي تخرج من جسمي ، هتخرجي مع روحي ، عشان انا من غيرك أموت ) (وانا هفضل عند وعدي ليكي ،هفرحك وهرسم الضحكه على وشك من جديد،وهننسى اى حزن مع بعض ، وكمان انا عارف انك بتكمليني ، وكمان فهماني وفى حاجات مشتركه بينا ، ماكنتش اعرف انك ديزينر هايل وكمان شوفت تصميمك بنفسي ، مش هشكرك على وقوفك جنبي فى محنه الشركه ، عشان انتي حته مني ومن حقي مراتي تساندني ، فرحان جدا ان وجودي مهم فى حياتك ،وخسارتي تزعلك ، فرحان بوجودك جنبي واكيد ربنا بيحبني ان عوضني بيكي يا نبض قلبي وحياة روحي ، بحبك ) شعرت بالفرحه من كلماته ونبضات قلبها فى تسارع من أجل حبيبها الذي تفتقدة بشدة فقررت ارسال له (في القلِب عِتابٌ كثيرٌ، واشتياقٌ أكثر ، إلا أنهُ لن يُقال ) واغلقت هاتفها وابدلت ثيابها لتذهب مع شقيقها .... ......... ............ عندما أعلن هاتفه عن نغمه وصول الرساله ، التقطه بلهفه وهو يقراء محتوياتها .. ظل يرددها عدد مرات وتوجه إلى غرفه شقيقه ليطلب منه العودة إلى الاسكندريه ومتابعه الشركه والمصنع بجانب أسر ، فرح محمود جدا بهذا الطلب وقرر الذهاب والوقوف بجانب شقيقه .. مالك . محمود كنت عاوز منك طلب تاني محمود بغمزة . مش ملاحظ ان طلباتك كترت ولا ايه مالك . هههه مجرد سؤال يا خفه محمود باهتمام . خير مالك . تعرف البطريق بيعيش فين محمود بصدمه . بطريق هههه ليه ناوى تربي بطريق مالك . هو انا عارف اربي نفسي لم هربي بطريق ، بس عايز اعرف موطنه فين هلاقيه فى اى جزيرة محمود بهزار . فى جزر القمر ههههه مالك . بتكلم جد محمود . ناوى تستعين بيه فى العرض ولا ايه مالك بتنهيدة . لا ناوى اروحله ، ماتنجز يا بني تعرف ولا لا اخلص محمود . كل معلوماتي عنه ، أن موجود فى القطب الشمالي ، بس ممكن اعرف ف جزيرة ايه بالتحديد واقولك مالك . ازاى مافكرتش اعمل سرش ، لا خلاص هتصرف انا محمود . هو انت بتعرف تفكر ههه مالك بغضب . محموود محمود . قصدى يعني ان كل تفكيرك حاليا فى جوجو مالك . جوجو مين محمود بغمزة . جوجو جوجو مراتك هههه مالك . طب غور من وشي محمود بضيق . والله عندها حقها تربيك ، انا فرحان فيك ، وغادر الغرفه رغم أنها غرفته فهو الان خائف من بطش اخيه . مالك لنفسه . هو انا وحش اوى كدة ، ماشي يا جميلتي ، كله من يزيد هو السبب . ..................... فى المشفى الذى أجرا يزيد موعد لفحص شقيقته ، بعد ان وصل إلى هناك ، تم إجراء الفحوصات الطبيه اللازمه وانتظر يزيد بقلق ظهور نتيجه الفحص .. وبعد مرور ساعتين من التوتر والقلق الذى يشعر به فى هذة اللحظات الفاصله لتحديد مصير شقيقته ... ......... فى القاهرة قرر شريف ومنى اجراء مقابله بين عز ونور لتعارف ، وطلبت منى عدم إبلاغ نور بتلك المقابله ، وأيضا شريف عدم إبلاغ عز لانه يخاف رفضه ، أحضرت منى الغداء .طلبت من ابنه عمها الحضور فهى تريدها لأمر هام ، وافقت نور على الذهاب .. اما عز فتحدث معه شريف يحاول إقناعه ان ياتي الآن فهو يريد السفر إلى البلد ويريد أن يتحدث معه قبل ذهابه ، انصاغ عز لطلب عمه ، وانهي عمله وتوجه إلى منزل عمه ... ........... ترجل من التاكسي أمام البنايه التى يقطن بها عمه ، وهو فى طريقه لداخل البنايه ، كانت فتاه أيضا تدلف جانبه ، وتقابل عند المصعد الكهربائي ، كان يهم عز بفتح باب المصعد ، والفتاه أيضا تضع يدها فى نفس الوقت ، فقد تلامست ايدهم ،ابتعدت الفتاه بخجل وارتدت للخلف . عز . انا اسف ، اتفصلي الفتاه . لا معلش اتفضل انت عز بجديه . مينفعش اتفضلي حضرتك الفتاه . شكرا صعدت الفتاه بالمصعد واغلقته وانتظر عز بعض الدقائق إلى ان عاد المصعد مرة اخرى ، فاستقله وصعد إلى الطابق التى يقطن به عمه ..... فى شقه شريف بعد ان اتت نور كانت تجلس بالمطبخ مع ابنه عمها ، نور . ايه الحكايه ، طلباني عشان حاجه مهمه ايه منى بتوتر . عادى بنت عمي وواحشتني وكمان نزلين البلد ممكن نتاخر فقولت تيجي تقعدي معانا شويا ، ايه رائيك تيجي تغيري جو ، اهو تغير وفسحه ها قولتي ايه نور بضيق . لا مش فاضيه عندي جامعه ، ودي اخر سنه بقي فى ذلك الوقت كان عز ينتظر بخارج المنزل ودق الجرس ، وانتظر الدخول .. فتح له شريف بابتسامة ..اهلا يا هندسه اتأخرت ليه عز . فين دة التاخير ، يادوب سبت الشركه وركبت تاكسي وجيت ، هو فى ايه شريف . طب ادخل الأول جلس معه بغرفه الصالون . عز . هتتحرك امته شريف . بالليل عز . هتسوق بالليل ايه لا خليك للصبح يا عم انت حضرت منى ترحب بعز . ازيك يا عز عامل ايه تذكر عز أمس . ايه يا جماعه انا وحشتكم اوى لدرجه دى ، هههه غمز لمنى . عملتي ايه بقي فى المغفل هههه ابتسمت مني وتهربت . انا هحضر الأكل احسن شريف . لم لسانك إللى بينطق سكر دة شويا عز بمرح . مش، مسيطر يا عمى اخص على الرجوله شريف يرمقه بغيظ . عز بطل هزارك البايخ عز . اتكتمت اهو ، طبخين ايه شريف بتقذذ . بيئه عز برفعه حاجب . اسم الله عليك يا عمى من نفس البيئه وحياتك قهقه شريف لهزار عز . وتبادل اطراف الحديث عن العمل . فى المطبخ . نور . مين كان على الباب منى . دة عز ابن اخو شريف نور . طب همشي بقي وبوسلي دومي مى تمسك بيدها . لا تمشي ايه هتتغدى معانا نور . لا عشان الضيف إللى عندكم منى . لا ما هو عز مش غريب تعالي نور ببراءه .عز دى بقي قد ايه صغير منى تمنع ضحكتها . مش اوى نور . وجاي لوحده من غير باباه منى بابتسامه . تخيلي ، اصل عز دة ... هتتعرفي عليه دلوقتى ، ساعدني فى تجهيز الصفرة. بعد الانتهاء من اعداد الطعام ووضعه على مائدة الطعام ، منى . شريف هات عز وتعالي الأكل جاهز شريف . يلا يا عز عز يشاكس منى . عملالنا اكل ايه بقى يا جميل تثمر مكانه عندما وجد فتاه المصعد امامه ، وهى أيضا جحظت عيناها من صدمتها بنفس الشاب ، كانت تتوقع أن يكون المدعو عز طفل صغير وليس شاب ناضج . تبادل شريف ومنى النظرات وتحدث فى نفس اللحظه . مالكم اتخشبتو كدة انتو تعرفو بعض . توردت وجنتها بشدة عندما شعرت بعيناه مصوبه عليها ،وشعرت بالتوتر وهى تهز رأسها بالنفى . لالا مانعرفش بعض عز يبتسم لخجلها وتوترها واراد مشاكسه الجميع وهو ينظر إلى شريف وفهم المغذة الحقيقي من تلك الزيارة ، إلا وهى العروس التى اقترحته منى زوجه عمه ، ورد عز بمكر . ازاى ماتعرفنيش ،احنا لسه متقابلين اتسعت عين الفتاه بصدمه ، وشريف ومنى الذين يتبادل نظرات البلاهة . عز . ههههه شكلكم مسخرة ههههه ،، خليكم كدة اوعو تتحركو ، اللحظه دى محتاجه تتصور هههه ومش هقول فين مش هشبع فضولكم هههه ... ....... يتبع
الفصل الخامس والعشرون قلوب صماء بقلم فاطمة الألفي كانت تشعر بالخجل من نظراته وحديثه ، فهو اراد اللعب باعصاب الجميع ، وبعد الانتهاء من الغذاء استاذن عمه الذهاب ،والآن الفتاه تتنفس بارتياح .. عز وهو يودع شريف أمام باب المنزل عز بغمزة . بتصيع عليه يا عمي ههههه مش عز إللى يتختم على قفاه شريف . انت تطول اصلا نور دى نسمه كدة معديه ولا تحس بيها عز . هى قمر مافيش كلام ، انا قصدك عليك انت ومنى بلاش اللعب دة معايا ، وتعاللى دوغرى انت عارفني بكرة الحورات ، كنت عرفني وبلاش تحور انت ومراتك شريف . اعمل ايه غلطان ان بفكر فى مصلحطك عز بنصف ابتسامه . مش عايز أظلم حد معايا ، على الأقل فى الوقت الحالى ، سبني اخد وقتي براحتي ، وربنا يقدم إللى فيه الخير شريف . انا شايف نور مناسبه ليك ، بس حقك تكون مقتنع وتأخذ وقتك ، معاك ان دى خطوة مش سهله ، بس لازم تحسم امورك ، وخلى بالك نور ماتعرفش وممكن تضيع منك فقرر وشوف انت عايز ايه ، ولم ارجع من البلد لينا كلام عز . ربك يسهل ، اشوف وشك بخير .. .................... فى المشفي كان يجلس ينتظر نتيجه الفحوصات التى اجراها لشقيقته ، وبعد أن اءت موعد استلامها ، شعر بأن قلبه ينبض بشدة من خوفه من معرفه النتيجه النهائيه .. سحب جميله من يدها وغادر المستشفي والافكار تتخبط به الآن ، فالى الان لم ينظر إلى النتيجه المدونه بالتقارير ، قرر أن يختلى بنفسه وأن يتفحصها جيدا ، بعيدا عن اعين شقيقته ... وبعد أن وصل إلى المنزل ترك شقيقته وصعد إلى غرفته ليتفحص الاوارق والاتصال بدكتوره المشرف على رسالته لمناقشه الأمر معه ... .........بقلم فاطمة الألفي............. ظلت كارلا بجانب نوراه تقص له عن حياتها ، وتستمع إلى والده يزيد عن حياتها وحياه زوجها الراحل وابنائها وشاركتها الحديث عن معاناة جميله فى الصغر واكتشاف مرضها ، وسبب دخول يزيد الطب لأجل ان يجلب السعادة إلى شقيقته ، لأجل ان يعمل بكل ما بوسعه من أجل ان يراها طبيعيه مثلها مثل الجميع ، يريد أن تسمعه وتتفوه باسمه ، ويسعي طوال حياته من أجل ذلك اليوم ، الذى تسترد في طفلته الصغيرة سمعها ونطقها ... تاثرت كارلا من حديث والدته ، والدموع التى راءتها فى عينها من أجل ابنتها ،. شردت كارلا فى حياتها وقارنت بين طبيعه حياتها وحياه يزيد ، وبين عائلتها التى تخلت عنها ، وبين عائله يزيد التى لن تتخلى عن ابنتهم المريضه ، شعرت بالاسف والندم لحالها ، وما توصلت إليه ، كانت سعيدة بمكوثها فى جو من الالفه والمحبه من الجميع ، وقررت أن تترك يزيد لحياته ، لا تريد أن تزيد من همه ومعاناته من أجل شقيقته ، فقد ورطته فى خدعه الزواج ، عليها أن تصحح ما اقترفته من أخطاء ، واولهم ان تلتزم بأمور دينها وأخلاقها ، وأن تعرف وتدرس كل شئ عن الإسلام التى اصبحت تعشقه بسبب اخلاق تلك العائله و تعلقهم بامور دينهم والعمل به ، فهى راءت معاملتهم معها وهى لم تقرب لهم ، يتعامل الجميع معها بكل حب واحترام . طيبه ، فهى ليس منهم ولكن تشعر بالاحتواء والامان داخل هذة العائله ، قررت أن تترك يزيد لحياته الخاصه وأن تبرءه من هذة التهمه التى وضعته بها ، وما كان منه إلا أن يستر عليها ويصلح خطاءها وليس هو من اقترف الذنب ولكن شعرت بندمه واسفه ، واراد ان يصلح من شأنها وحاول معها كثيرا وما كان منها إلا أن ردت له يد العون بالخديعه التى تشعرها بمدا وضاعتها ، عليها الآن ان تبعد عنه فهو لن يستحق أن تكون زوجته بهذا الشكل ، عليها أن تعتذر وتطلب المسامحه . تغادر العائله التى حقا احبتها ، تريد التوبه والاعتراف بالذنب .. . بعد ان قضت أوقات من السعاده والالفه والمحبه بجانب عائلته ، وشعرت الاسرة التى تفتقدة ، قررت مصارحته بالحقيقه فهى تشعر بالذنب اتجاهه ، وتندم علي كل ما فعلته في حقه ،،. فقد رأت الطيبه والامان والحنيه داخل هذة العائله ، المحبه لكل فرد بها ، عائله مترابطه متماسكه ، وقت الاذمات والمحن يدهم بيد الاخر ، فهي حقا سعيدة بهذة المدة التي قضتها جانبهم ولذلك لا تستطيع خداعه بعد الآن ،، توجهت إلى غرفته وطرقت الباب وانتظرت ان ياذن بالدخول . . عندما سمع الطرقات توجه لفتح الباب وتفاجئ بها . يزيد . خير يا كارلا كارلا باسف . ممكن نتكلم شويا يزيد . تعالي ننزل تحت فى الجنينه هنا ماينفعش كارلا بهدوء حاضر أغلق غرفته وسار جانبها إلى أن وصل إلى حديقه المنزل .. يزيد . اقعدي فى حاجه ولا ايه كارلا باسف . انا أسفه يزيد بتضيق عيناه . أسفه علي ايه ، انا اللي اسف ان مأجل موضوعنا ، بس انتي عارفه اللخبطنه اللي انا فيها . كارلا بدموع . لا يا يزيد انا أسفه علي كل حاجه ، انت مالكش ذنب فى حاجه ، انت مالمستنيش انا كدبت عليك . جحظت عيناه من تصريحها . أكملت بدموع الندم والاسف . انا أسفه بجد ، انت عمرك ماقربت مني،ولا فكرت فيه ، انا كنت محتجالك شوفت فيك الراجل الشهم والجدع ، كنت بتعاملني بكل ادب واحترام ، أخلاقك عاليه مابصتليش اى بصه وحشه ، حبيت شخصيتك ، وخوفك على اختك الصغيرة لم حكتلي عنها ، اتمنيت أكون مكانها عشان الالقي حد يحبني ويخاف عليه ، كنت شيفاك جد فى دراستك وطموح وبتسعي عشان تحقق هدف واحد انك تعالج اختك.، بجد اتمنيت أكون قريبه منك باي شكل ، غيرتني من غير ماتحس ، بطلت كل حاجه ممكن تبعدني عنك ، كان نفسي تشوفني وتحس بيه ، حبيت إيمانك بدينك وحببتني فى دينك من غير ماتطلب مني ادخل الاسلام ، حبيته من أخلاقك وطريقتك فى التعامل ، حبيته فى مسامحتك فى تدينك فى صلاتك ،واهتمامك بعيلتك واختك حتي وانت بعيد عنهم ، دايما بتفكر فيهم ، شوفتك متواضع وجدع فى كل حاجه ، عمرك ماخذلتني دايما كنت تقف جنبي فى اي محنه بلاقي كلامك يرجعني ويوقفني ان أكمل ، انا ماليش حد زيك كدة ، عشان كدة اتمنيت قربك ، أسفه ان اوهمتك بحاجه زي كدة ، بس انا كنت زي الغريقه إللى نفسها تتعلق بيك عشان توصلها لبر الامان ، ارجوك سامحني يا يزيد وأنا قضيت هنا أجمل أيام فى حياتي وسط عيلتك ، قد ايه كنت مفتقدة جو العيله .الاسرة انا ماليش حد ، بس رغم ان غريبه عنهم حسيت انهم عيلتي ،حبيت جدك ووالدتك وحنيتها حبيتهم كلهم وحبيت جميله جدا ، بجد انا هفتقدكم كلكم ، انت عملت ليه اكبر خدمه فى حياتي ان عشت مع اهلك وحسيت بشعور مفتقداه من عشر سنين بجد انا هفتقدهم كلهم ، بس فرحانه ان هخرج من هنا كارلا تانيه خالص ، مؤمنه وموحدة بالله ، شكرا ليك يا يزيد انت حطتني على الطريق الصح وانا هكمل فيه ،مش هرجع لندن تاني ، هبدا هنا ولادتي من جديد وحياه جديدة وآمل جديد ، شكرا ليك علي كل لحظه سعادة عشتها فى البيت دة وعمري ماهنساها ، بس يا ريت تسامحني من قلبك بجد . بعد ان انهت حديثها ظل ينظر لها باستغراب وفرحه بنفس الوقت . يزيد . يااااا يا كارلا ماتصوريش كلامك رايحني قد ايه ، ان برئ من الذنب دة ، كنت بائنب نفسي فى يوم خمس مرات وادعي ربنا يغفري فى كل فرضه ، انتي فرحتيني اوى ومش قادر اوصفلك فرحتي بتغيرك الجديد ، كارلا انتي زي اختي وانا مسامحك خصوصا ان الذنب اتشال وانتي طيبه وجواكي خير ، الحمد لله والشكر لله انك مقتتعه باسلامك ، ربنا يثبتك كارلا بابتسامه . مش عارفه أشكرك ازاى على كل حاجه يزيد . مافيش شكر قولتلك انتي زي اختي ، وأنا موجود فى اي وقت تحتجالي هتلاقيني جنبك ، وهنا اهلك بردو ، كارلا مش معني ان رفضك كزوجه انك وحشه انتي مقامك كبير دلوقتي عند ربنا ، انتي داخله الاسلام بسماحه وصدر رحب ، انتي لسه صفحتك بيضه ماتلوستش بالذنوب ، وأنا واثق فى ربنا ان هتقابلي الإنسان إللى يستهالك وهيعوضك باللي احسن مني ، التائب من الذنب كمن لا ذنب له ... كارلا بابتسامه . تفتكر حد هيرضي بيه بعد لم يعرف الماضي البشع إللى هيفضل وصمه عار يزيد بضيق . ماتقوليش كدة ،انسي الماضي وخليكي فى الحاضر وانتي الأمل قدامك وطريق الحياه مفتوحلك ، واكيد في غيري كتير ممكن يقبل بيكي ، مش عيب فيهم ولا تقليل من رجولتهم انهم يرتبطو بيكي ، مش يمكن دي عيبي انا اللي مش قابل بكدة ، بس انا واثق ان فى انسان متسامح أكتر مني وهيقبل ، ومش بقلل منك والله العظيم ، بس دة طباع فيه والطبع زى مابيقوله غلب التطبع هههه المهم هنا في ايه ويشار الي قلبه . ابتسمت له كارلا وودعته ،... حمل حقيبتها وغادرت المنزل ورفضت ان يقلها يزيد الي طريقها ، فقد قررت ان تسير طريقها وحدها هذة المرة وداخلها قلب نقي ليس به ذره بغيضه لاحد ولا كرة ولا قسوة ، فقلبها الان أصبح طاهر ، نقي ، عامرا بالإيمان .. .......بقلم فاطمه الألفي ......... صعد يزيد لغرفته ويتابع فحص التقارير التى تخص شقيقته ، وبدأ فى تصوريها وارسالها الى الدكتور الالماني ، وظل يتحدث معه عن تلك العمليه وخطورتها على شقيقته ، فهى فى عمر الثامنه عشر وتلك العمليه خطر ، ولكن عليه ان يسعى لإتمام وعده إلى شقيقته، وبعد أن قلقه الطبيب الالمانى من حدوث مجاذفه اذا خضعت شقيقته لعمل زرع القوقعه ، فنسبه فشلها تجاوز التاسعون بالمئه وفقط نسبه النجاح لم تتعدى العشرة بالمئه .. قام ليصلى صلاة الاستخارة ، يطلب من الله الدعم فى اتخاذ القرار المناسب لتلك المجازفه ، وبعد أن انتهئ من صلاته وقرأ دعاء الاستخارة ، حاول إغماض عينه وهو يبتسم يشعر بالراحه بعد اعتراف كارلا بأنه برئ ولم يمسها ، فقد انزاح عن صدره ثقل كبير .الان يتنفس براحه ، فجاه اقتحمت تفكيرة ذات العيون الزرقاء ، حاول تنفيضها من مخيلته ، فلماذا تاتى الان بمخيلته ، تغاضه عن الأمر وبعد لحظات كان فى ثبات عميق .. بقلم فاطمة الألفي............... اما عن جميله ظلت بغرفتها وحاولت أن تغمض عيناها ولكن يجفيها النوم ، فظلت شاردة فى تلك الرساله الورقيه التى هزت كيانها وزلزلت قلبها ، وظلت تفكر فى اللحظات التى كان يتعامل معها بكل حنيه وحب فقد اشتاقت حقا إليه ، تغحصت هاتفها مرة اخرى تقرأ رسائله وتبتسم وهى سعيدة على تمسكه بها ، فهل حقا يحبها ويعشقها يريدها حتى إذا لم تسترد نطقها وسمعها. فهل يتحملها الباقي من عمرهم وهو جانبها ويتاقلم على اعاقتها اما انها فترة مؤقته وسوف تنقضى ، مجرد وقت عابر فى حياته ، ام انها كل حياته ..... بقلم فاطمة الألفي................. اما فى منزل الحاج قاسم بعد ان تحدث مع محمد زوج عنبر ، وطلب منه أن يادبها بطريقته الخاصه ، اجبرتها والدتها ان تذهب مع زوجها ، قبل أن ينفضح أمرها وتصبح حديث البلدة ، فنصاغت لكلام والدتها المندب الجارح لها ولكرامتها وقررت الذهاب مع زوجها بعد ان اخبرها الجد بأنه ردها إلى عصمته بعد ان تحدث مع أمام المسجد فى البلدة ، وابلغه زوجها انها من استفذته وتفوه بالكلمه غير قاصد لها فى لحظه غضب وانفعال ، وقد امره أمام المسجد باخراج كفاره يمين او صوم ثلاث ايام ، أو إطعام عشرة مساكين ، وقد اخرج محمد الكفاره ونوى الصيام أيضا ، واصطحب زوجته وهو عازم على تلقينها درسا لن تنساه وبامر الجد أيضا ، فليس منه مفر ولا هروب وسوف يعاملها كم يجب أن تعامل ، بعد ان هدرت كرامته وجرحت رجولته ، فعليها التحمل نتيجه خطاءها .. .................. اما عن مالك بعد سفر شقيقه الى الاسكندريه لمتابعه العمل ومساندة اسر لانجاز العمل ، اختلى بنفسه فى غرفته وقد إجراء بعض الاتصالات الهامه ، اقسم ان يرجع زوجته ولن يترك البلده الا وهى بيده ، وبدأ فى رسم الخطه المحكمه وبمساعده صديقه . ..................... استقل شريف سيارته وبجانبه زوجته ، تحمل طفلها الصغير ادم ذات الخمس أعوام ، وعزم شريف على شق طريق الذهاب إلى بلدته .. ................ فى شقه عز ظل شارد يفكر فى حديث عمه ، ويتردد فى اذنه جمله واحدة ، بلاش تضيعها هى كمان من ايدك ، وتذكر خجلها وصدمتها عندما كان يشاكس عمه وابتسم لا اراديه وهى تستحوذ على تفكيرة وكأن ملامح وجهها طبعت بذاكرته وذات بشره خمريه وعينان زيتونتين وشعر بني قصير يصل إلى كتفها وذات غمزات ساحرة . عز بتنهيدة لم يستطع النوم انتفض من فراشه وهو يحدث نفسه . وبعدين بقي هى جات فى تفكيري ليه ، طب جميله قوام كدة نسيتها وبفكر فى غيرها ، معقول ولا انا بتهيالى ، شريف عنده حق فعلا ان جميله اختى وأنها مسئوله منى وعشان كدة حابب احميها وحاسس بالمسئوليه اتجاهه ، ولا انا فعلا بحبها ولسه عايزها تبق مراتي ،مش عارف ليه متلخبط ، يارب انا محتار مش عارف اختار ، جميله ولا نور هو انا كنت بحب جميله ولا حاسس بالذنب وخوفت عليها حد يجرحها وقولت انا أولى ببنت عمى ، انا مش فاهم حاجه ولا عارف انا عايز ايه ، طب جميله عايزة ايه هتكلمل مع جوزها ولا لاء ، يووةة بقي انا دماغي ضربت خلاص ، بعد عدة ساعات من التفكير والأرق ألقى بنفسه بالفراش وذهب فى ثبات عميق .. ............بقلم فاطمة الألفي............. اما فى عروس البحر الأبيض المتوسط (اسكندريه) كان يفكر فى صاحبه العيون السودا التى سحرته من دموعها ، وكانت هذة الشعله التى اشعلت نيران قلبه وجعله ينبض بقوة وقد قرر أن لن يضيع الوقت ويغتنم الفرصه ولا يتردد فهو قرار حاسم ومصيري وقد اتخده بقلبه الذى يخفق بشده وعليه أن يتم ما بدءه ، فقد أُصاب بسهام الحب .. ....... يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق
فضلا اترك تعليق من هنا